آخر 10 مشاركات
و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree35048Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-17, 07:03 PM   #4961

روح متفائلة

? العضوٌ??? » 412430
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » روح متفائلة is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
هههههههههههه ياحنين أنت

أجل بأكون أحن منك وبنزل الفصل هالحين بما إنه جاهز

وبالمره أضمن الطريق سالك قبل الزحمه وأورط ما أقدر أدخل مثل الفصل 11

فيسي الشرير راح وماطول الزياره يابخت من زار وخفف ههههههههه

بأغلق الموضوع لما أنتهي من تنزيل الفصل


ياختي ما احلاكي ، ايوا خليك كذا حنونه ولطيفه

Nesrine Nina likes this.

روح متفائلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:04 PM   #4962

قلبى بيدى
 
الصورة الرمزية قلبى بيدى

? العضوٌ??? » 412391
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » قلبى بيدى is on a distinguished road
افتراضي

يارب صبرنى مابقى شى على الفصل خايفه خايفه احس بيجينى صدمه قويه بهدا الفصل والمقتطفات ما تبشر يارب رقق قلب ميشو علينا منتظرينك ياقلبى
Nesrine Nina likes this.

قلبى بيدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:04 PM   #4963

Anabeth 21
 
الصورة الرمزية Anabeth 21

? العضوٌ??? » 402785
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 933
?  نُقآطِيْ » Anabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond reputeAnabeth 21 has a reputation beyond repute
افتراضي

💃💃💃💃💃💃💃💃
الفصل ح ينزل الحين لوووووووووووليييييييييي
❤❤❤❤

Nesrine Nina likes this.

Anabeth 21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:07 PM   #4964

قلبى بيدى
 
الصورة الرمزية قلبى بيدى

? العضوٌ??? » 412391
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » قلبى بيدى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
هههههههههههه ياحنين أنت

أجل بأكون أحن منك وبنزل الفصل هالحين بما إنه جاهز

وبالمره أضمن الطريق سالك قبل الزحمه وأورط ما أقدر أدخل مثل الفصل 11

فيسي الشرير راح وماطول الزياره يابخت من زار وخفف ههههههههه

بأغلق الموضوع لما أنتهي من تنزيل الفصل

ياسلام واخيرااااا شكرا فيتو فديت قلبك الحنين

Nesrine Nina likes this.

قلبى بيدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:08 PM   #4965

أرُستقراطِيّة✨

? العضوٌ??? » 374237
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 27
?  مُ?إني » الرِّيف
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أرُستقراطِيّة✨ is on a distinguished road
?? ??? ~
مزآج ريفي 🕊💗
افتراضي

- على أحر من الجمر-
Nesrine Nina likes this.

أرُستقراطِيّة✨ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:08 PM   #4966

sandra1sandros
 
الصورة الرمزية sandra1sandros

? العضوٌ??? » 337879
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 785
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » sandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond reputesandra1sandros has a reputation beyond repute
افتراضي

:7r_001: فيس مبقق عيونه الفصل راح ينزل هسة :7r_001:
انها الحرب ااااااااااااا:7r_001:

Nesrine Nina likes this.

sandra1sandros غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:09 PM   #4967

ذات خمسة عشر

? العضوٌ??? » 411934
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 109
?  نُقآطِيْ » ذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond repute
افتراضي

يا إلهـي قلبي الصغير لا يتحمل 💔💔

ذات خمسة عشر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:11 PM   #4968

مالكة القلوب 10

? العضوٌ??? » 369445
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 259
?  نُقآطِيْ » مالكة القلوب 10 is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير ***تسجيل حضور باانتظار الفصل

مالكة القلوب 10 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:16 PM   #4969

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث عشر


المدخل ~


بقلم/ لواء الحق

استريا...
ليته يعود الزمن...لأحرق هذا القلب العفن ..
أحب بوقت رهن ...بين الحروب والفتن ..
لابارك الله في قلب وهن ...من أثر الجراح والمحن ..
أسرت وهام قلبي وجن ...يبحث بين الحدود والمدن ..
رفضت بن عم وبن وبن ...وانتظرت رعدا المتن ..
أهنت سجنت ولم أكن ...أبالي بالعذاب والسجن ..
قالوا ..آستي ..هم صنوان ونحن من ...قلت نحن تانان غجر عفن..
لا يقبل بأختلاط الدماء ولن...يرضاها وأن دفن ..
فقط أنتظر جنون المطر فأن ...وحده من يزيل المحن
*************************
رعد......
أين أنت يامطر ....قد أنتهت كل الفصول ..
ولست أفهم مالعذر...فالوقت يركض كالخيول ..
قلت اصبر ومالصبر ...واشتياقي لن يزول ..
فحالك وصنوان اندثر ...والهازان أيضا لم يطول ..
قد وحدتهم يامطر ...فلترى باقي الفصول..
فقرة عيني تنتظر ...وعد المكبل المشلول ..
لم تطلب مني عمرانا مهر ...بل تطلب منصفا عدول..

هيا تحرك يامطر ...فلست أئمن المجهول..
التنان قوم مستعر ...ضد الحب والميول..
أخشى أن تقول عني غدر ...ابن صنوان الرحول..
لن أغدر بمن جهر ...بذكر الله والرسول ..
بأنصاف الليالي قد سرر....برؤية المصحف المحمول..
أين أنت يامطر ...فلم أرى خضر الحقول..
فالأرض جدباء بلا زهر ...ولست أخشى ماتقول..
فقلبك عاشق ولم تقر... عينك بالغسق الجمول..
وقلبي لهيب مستعر ...وجسمي في وهن وذبول..
فما أرى غير السهر ...اناجي فيه طيف البتول ..
أين أنت يا مطر ..............................أنتهت كل الفصول ..


******


حاولت الاختباء بجسد الواقف أمامها تنظر حولها وليست تفهم

أين اختفى شقيقها ؟ بل وتلك المرأة معه ! لم تعد تسمع شيئا

مما يقوله المقابل لها يتحدث دون توقف عن إنجازات شركته

السياحية الصغيرة تلك محدقا بوجهها لم ينتبه ولا لما يجري

خلف ظهره ، كانت تتأمل أن لا يكون من دخل من هناك بذاك

اللباس الذي تراه عليه لأول مرة وهي البذلة السوداء الأنيقة

قد رآها في خضم ذاك الضجيج الذي أعقب دخولهما فليس

ينقصها اتهام ورسائل تهديد فقد انتقم منها بسبب فعلتها تلك شر

انتقام وعاقبها نيابة عن الجميع ، لكن ذلك الأمل مات في مهده

وهي ترى ذاك الحذاء اللآمع قربها لترتفع نظراتها المتوجسة

صعودا لتلك الساقين الطويلتان فالصدر والأكتاف العريضة

وانحبست أنفاسها فور أن وصلت لوجهه ولعينيه بل ولحدقتيه

المحدقة بعينها تحديدا ، هربت بنظرها منه للواقف أمامها

وابتسمت له فستتبع نصائح رعد وإن كانت لا تجزم بمقدرتها

على ذلك فقلبها يكاد يتوقف تماما من انفعاله بسبب وجوده قربها ،

قالت للواقف أمامها وكأنها منتبهة أساسا لما كان يقول

" رائع أنتم تقومون بعمل جيد فعلا "

اتسعت حدقتاه البنيتان وقال باستغراب

" نحن !! أخبرتك أن الشركة ملكي وطورتها بمجهودي ! "

ابتسمت له مجددا ممررة طرف سبابتها على حاجبها تشعر بأنها

وقعت في مأزق لا تجد طريقة للخروج منه بل لم يترك لها الواقف

بجانبها أي فرص للتفكير وهو يمسك بمعصمها ويسحبها من

هناك هامسا ببرود للذي مر مجتازا له

" عذرا هذا الشيء لم يعد لك "

فعلمت حينها أي مأزق ستأخذها له تلك النصائح المجنونة ،

لم تتصور أن ثمة ما قد ينقذها تلك اللحظة وأن نهايتها المحتمة

حانت لا محالة حتى شعرت باليد الأخرى التي أمسكت بيدها الحرة

موقفة لهما كليهما فالتفتت للذي كان يحاول النظر خلفه ولما

يجري هناك قبل أن ينظر لها قائلا

" أين تنوين الذهاب يا حمقاء فيبدوا أنه ثمة ما يحدث هناك "

شعرت بأصابع الواقف خلفها تشتد على أناملها فها هي المصائب

تتقاذف على رأسها ولم يتأخر باقيها كثير وقد غمز الكاسر بعينه

قبل أن يقول لها مبتسما

" هل ظننت أنك ستتخلصين مني لتتنقلي بين ... "

أشارت له بإصبعها على شفتيها ليصمت لكنه تابع دون أن يكترث

لها ولا أن ينتبه للواقف خلفها

" لتتنقلي بين الشبان ... لا فأنا لك بالمرصاد ورعد معه حق في أن

لا يثق بك "

ضربت بكفها على عينيها المغمضتان لا تفهم لما تتقاذف عليها

المصائب دائما حين تكون المصيبة الأساسية الواقفة خلفها الآن

موجودة ؟ انتبه حينها الواقف أمامها أنه ثمة من يمسك بيدها

وموجود ضمن مجالهما ويسمع كل ما قال ، نظر له عاقدا حاجبيه

لبعض الوقت قبل أن ينتبه للواقفة أمامه تشير له بسبابتها بتكرار

كي لا يرتكب جريمة أخرى والضحية سمعتها بالتأكيد وكادت تبكي

لا تعلم من ماذا تحديدا حين أشار له بسبابته قائلا

" أنت ... أنت ... "

وفرقع بإصبعيه عدة مرات قبل أن يشير له مجددا قائلا بابتسامة

" أجل تذكرتك لقد رأيتك في التلفاز برفقة .... "

والتفت خلفه مجددا حين أدرك عقله من سيكون ذاك الذي سيحيط

به كل ذلك الحشد هناك وغادر من هناك قائلا بحماس

" مطر شاهين ! لا أصدق بأني سأراه أخيرا "

وابتعد بين الأجساد الواقفة هناك تنظر له نظرة من فقد طوق نجاته

الأخير قبل أن تقرر اللحاق به فورا قائلة

" كاسر انتظر أ.... "

لكن اليد التي شدتها للخلف منعتها تماما مما كانت تفكر فيه فأنساقت

خلفه مجبرة وهو يجتاز بها الطاولات المصفوفة لا خيار آخر أمامها

فمع هذا الرجل إما الموت أو الموت خياران لا ثالث لهما ، وصلا جدار

القاعة الخلفي وأدارها أمامه موقفا لها عليه وسند يده بجانب

رأسها والأخرى في جيب بنطلونه ينظر لتلك الملامح الجميلة ..

للعينان الزرقاء الواسعة بشكل ملفت للنظر .. أنف صغير وشفاه

بلون ذاك الحجاب الحريري الأحمر الغامق محيطا بذاك الوجه

الدائري شديد بياض البشرة ، فستان قرنفلي اللون طويل مخصر

وبأكمام طويلة ضيقة وتنساب على قماشة أزهار مطرزة بحرفية

تنزل من كتفها الأيمن بنصف موجة حتى مقدمة حذائها الأيسر

وبلون حجابها الأحمر الغامق ... هذه كفيلة بجلب أي رجل

لمصيدتها ..

جميلة فاتنة نظرتها الطفولية البريئة تستطيع إفقاد أي شخص

لصوابه فكيف إن اجتمع معها نسبها فستصبح قذيفة متحركة

وليس فتاة في الرابعة عشرة من عمرها .

نظر لعينيها المحدقتان فيه بتوجس وقال بضيق

" متى ستتوقفين عن العبث ؟ "

زمت شفتيها تمنع نفسها من التبرير والدفاع فستتبع نصيحة رعد

وإن لم تقتنع بها فهو كما قال رجل ويفهم الرجال كيف يفكرون

وستصدق اعتقاده بأن الواقف أمامها الآن يعاقبها كلما تألم بسببها ،

وبما أنه من سيحمي سرها فلا بأس في خوض التجربة ، قالت

بضيق تحرك شفتيها بطريقة جعلته لحظتها يتمنى أنها

زوجته لا سواه

" وما علاقتك أنت بي ؟ "

ارتدت للخلف لا إراديا ما أن قال بحدة ناظرا لها بغضب

" ما سيكون موقف والدك الذي يبحث لك عن زوج لا وجود له

على كوكب الأرض ليستحق ابنته إن علم بما فعلته وتفعلينه؟ "


نظرت له بصدمة ليس من غضبه الا مبرر ولا من اتهامه الصريح

لها بالعبث مجددا بل من حديثه عن أن والدها يبحث لها عن زوج !!

والدها هي .. !

مطر شاهين يذلها بهذه الطريقة .. !

لا تصدق ذلك أبدا ، تحولت نظرتها للشك سريعا ولم يفت ذلك

الواقف أمامها والذي همس مبتسما بسخرية

" تحدث عن ذلك أمامي واسألي خالي صقر إن كنت تشكين

بصدق حديثي "


شدت قبضتيها بقوة ورسمت ملامح باردة بعد صراع مضني مع

قلبها ومشاعرها وألمها من كلماته وإهاناته الدائمة وقالت بجمود

" وإن يكن والدي ويريد لي الأفضل "


كادت تقفز صارخة بضحكة انتصار حين لاحظت الصدمة على

ملامحه قبل يخفيها خلف بروده المستفز قائلا

" حقا لا تهتمين ؟ "


قالت فورا ودون تراجع

" إن أمرني بالقفز في النار لفعلت فورا ، سأتزوج من سيختاره لي

وإن كان في عمر جدي دجى وأنا راضية تماما "



*


*


*


لم يفهم ما يجري حينها سوى تحول الواقفة أمامه لتمثال حجري

لا شيء فيها يتحرك سوى خصلات شعرها المتراقصة مع الريح

واحمرار جفنيها ليس يعلم بسبب بكائها السابق أم بسبب انحباس

طوفان آخر من الدموع ؟ لكن ما يعلمه جيدا بأن هذا ما يعرف

بسكون ما قبل الانفجار وهدوء ما قبل العاصفة ، يعترف بأنه

يجهل تماما أساليب احتواء غضب امرأة سوى بتجاهلها وهذا

ما فعله مع تلك الانجليزية كما أنه يجهل أساليب احتواء حزنها

وهذا ما فعله معها هي مرارا فكان كل ما استطاع فعله في كل مرة

أن أمرها بالتوقف عن البكاء وهددها بضربها وإبكائها أكثر فتعامله

مع الجنس الآخر توقف تماما منذ سافر وافترق عنها .. منذ تركته

والدته وتركها هي ورحل لعالم لا وجود فيه ولا لتلك الطفلة التي

ترقص وتغني له وتملأ ضحكاتها الرقية عالمه الكئيب ، فإن لم يكن

يستطيع احتواء حزنها وبكائها حينها فكيف بالآن !!

لكنه لن يتراجع عما فعله ولن يندم عليه أبدا رغم أن هذا ما كان

ليعجب مطر شاهين وقد خالف أوامره فيه فهو يرفض أن يعلم أحد

بحقيقة علاقته بتلك الفتاة ولا المقربون منه لكنه لن يكون نسخة

عنه ولا عن شاهر كنعان .. سيرضى بأن تكرهه بشدة وهي تعلم

الحقيقة أفضل من أن يقف موقفهما يوما ما يقدم تبريرات لامرأة

قد تكون توارت تحت التراب كوالدته أو تحولت لكتلة من الألم

المدفون داخلها كغسق دجى الحالك .

" خدني للمنزل "

بالكاد استطاع سماع همسها الحازم ذاك ويجزم بأن شفتيها لم

تتحركا من مكانهما ، رفع يديه وأمسك بذراعيها الباردتان كالجليد

وقال بجدية ونظره على عينيها المعلقتان في الفراغ

" ماريا عليا شرح كل هذا أولا ثم آخذك حيث تريدين "

أبعدت يديه عنها بقوة وصرخت في وجهه وكأن لحظة الانفجار

قد حانت بالفعل

" خدني للمنزل لا أريد سماع أي شيء بل أعدني لوطني ولعمي

قيس فهو أرحم منك "


شد أسنانه بقوة وقال من بينها

" ماريا لا تشبهيني يوما بذاك الرجل وتوقفي عن استفزازي

واتركينا نتحدث بروية "


كانت أنفاسها تخرج بقوة وازت الهواء حولهما يرتفع معها

صدرها ويهبط بشدة وكأنها تفقد الحياة تدريجيا ، يصعب عليها

تصديق ذلك أو استيعابه لتستطيع فهمه ! كيف يريد منها أن تتخيل

ذلك مجرد تخيل ليطلب منها أن تتصرف وكأنه أمر عادي ؟ كمزحة

سخيفة يضحكان عليها وانتهى الأمر !

ألا يعلم بأنه ثمة قلب يوجد بين أضلعها تعلق به ولأعوام طويلة

تعلق الإنسان بكل ما يبقيه على قيد الحياة ؟

ألا يفهم بأنها لا تستحمل فكرة أن ينظر لأخرى ... أن يبتسم لها

وإن مجاملا ليختار قتلها وبهذه الطريقة ؟

وبعد ماذا ...؟
بعد أن عرت مشاعرها أمامه وبعد أن أعلمته مكانته لديها بكل

حمق وغباء بل وسذاجة طفلة لم تخرج من شوارع وأحياء بلدة

حجور حتى اليوم واللحظة ، ارتجف جسدها من كل ذاك الغضب

المكبوت داخلها وصرخت فيه مجددا

" لا أريد سماعك فخذني من هنا أو أنا من سأخلصك مني وأرمي

بنفسي في هذا النهر ليأخذني حيث يريد ... وللجحيم نهاية الأمر "


شد قبضته أمام وجهها وهذا ما يعرفه جيدا عن نفسه سيفقد

أعصابه بسهولة أمامها وهذا ما بات يحدث دائما مقابل غضبها

وما حدث حينها وهو يصرخ بها أيضا

" ماريا ستستمعين لي ورغما عنك ، تلك الفتاة مجرد وسيلة

للوصول لوالدها إنها مهمة ... مجرد مهمة يا حمقاء "


دفعته من صدره بقوة وتحركت من هناك قائلة

" أجل أصدق هذا ودوري سيكمن في أن أقف وأتفرج وكأن

الأمر لايعنيني "


تبعها فورا وأوقفها ممسكا لذراعها وأدارها جهته بقوة

وقال بحدة

" ماريا توقفي عن الجنون فما أخبرتك بذلك إلا لتعلمي حقيقته

ومني أنا "

استلت ذراعها منه وصرخت بحرقة تكابد دموعها كي لا تنزل

من أجله وأمامه مجددا

" أنت لا تخبرني بذلك لأعلم منك يا تيم بل لكي لا أفسد الأمر عليك ...

لكي أراها في حضنك وفي منزلك وحياتك دون أن أتحدث أو أكشفك

أمامها ، إن كنت تضن بأني أجهل معنى العلاقة بفتيات من هذه

البلاد فأنت مخطئ ... مخطئ تماما "


أنهت عبارتها تلك وأدارت ظهرها له وغادرت فلحقها مسرعا

وأمسك بيدها وأدارها جهته مجددا دون أن يتركها وقال بحزم

مشيرا بإصبع يده الأخرى حيث المكان خلف ذاك النهر

" أنتي زوجتي ماريا وأنا أريدك الآن "


ساد الصمت بينهما للحظة لا يكسره سوى أنفاسه الغاضبة

والمتلاحقة وتحديقها به وكأنها عادت لاقتناص دور ذاك التمثال

الروماني مجددا حتى أن أصابعها في يده تصلبت تماما فإن جهل

هو فهي تعلم جيدا بأنها السبب في ذلك وبأنها من أشعل رجولته

لكن ما تجهله تماما بأنه يبحث فقط عن وسيلة للتواصل معها

فمهما كان جاهلا فيما يخص النساء فهو يعلم بأن المرأة أضعف

ما يكون وهي في حضن رجل تحبه ، لكن الأمر لن ينجح الآن ..

ليس كما تمنته وحلمت به .. امتلأت عيناها بالدموع وهمست

بجمود ونظرها معلق بعينيه

" إن كان يرضيك أن تنام مع امرأة جسد بلا روح فلن أطلب منك

سوى أن تسطر ذلك في تاريخك الآن لأنه لن يتكرر مع

امرأة أخرى "

أشاح بوجهه جانبا ومرر أصابع يده الأخرى في شعره الكث

للخلف ليرجع للتكدس أعلى جبينه وسار بها في اتجاه الممشى

الحجري خارجان من ذاك المكان كما دخلاه بل ليس كذلك تماما

فالقلب الذي دخله مفعما بالمشاعر خرج وهو محطم وبشكل

نهائي والمرأة التي سارت فوق أحجاره البيضاء تتبع ابتسامتها

خطواتها عليه خرجت تنعي تلك الابتسامة وهي تسير فوقه

جثة بلا روح ... حتى الدموع التي كان ذرفها أسهل ما تجود به

عيناها في وجوده تحجرت داخل تلك الأحداق تلسعهما كالسعير .



*


*


*


لم تنظر لتلك الجهة مطلقا تكاد تشعر بلحم كفيها يتمزق وأظافرها

المقصوصة تخترقة من كثرة شدها لقبضتيها فها هو عرف كيف

يفسد حفلها وعن جدارة وختم الأمر بدخوله كنجوم السينما ليحول

الأمر لحفل استقبال له بل لمهرجان سخيف وكل ذاك الجمع تحلق

حوله وكل واحد منهم يصافحه على حده ممسكا بيده بكلتا يديه

لوقت وسيل الترحيب لا ينقطع والبعض قد تذكر حتى بأن يرحب

به على أرض وطنه ولعودته لهم ، لم تكن ترى شيئا سوى الأرضية

الرخامية تحتها وهي تشيح بوجهها جانبا لم تعد تهتم ولا بالواقف

قربها لم يغادر مكانه ولم يتحرك لتلك الجهة فهو قد حضى بشرف

رؤيته وجها لوجه بسبب رتبته العسكرية ومكانته في جيش البلاد

ويفهم أي نظرة تلك التي يخصه بها في كل مرة ولولا يقينه من أنه

رجل لا تتحكم الأمور الشخصية في قيادته للبلاد لكان فقد رتبته

العسكرية منذ حديثه ذاك وأمامه عن خطبته للواقفة قربه الآن ،

كان يعلم بأن تلك النظرة الصقرية لن تخطئه أبدا وذلك ما حدث

فمن بين كل تلك الرؤوس المتحركة كان ثمة مجال لتشتبك نظراتهما

ولتبدأ تلك الحرب الصامتة رغم أنه فقد فريسته منذ قليل ما أن رأى

ذاك الخاتم في أصبعها ولا يستبعد أن يكون خصمه فقد المعركة أيضا

إلا إن كانت غسق شراع صنوان وليس دجى الحالك باتت أضعف من

أن تنتصر على رجل سرق ماضيها وتركها للتكهنات والأقاويل بل

وقتل أمومتها بأبشع صورة كانت .

لم يزح نظره عن عينيه وهو يجتاز ذاك التجمع حوله رافعا كفه

كاعتذار على انسحابه وقد تكفل حرسه بالمهمة وهم يقفون حاجزا

بينه وبين من تركهم خلفه مجبرين الجميع على العودة لطاولاتهم

وأماكنهم بينما تحرك هو بخطوات واسعة رشيقة يده اليمنى في

جيب بنطلون بذلته الرمادية الفاخرة والتي تفجر معها جسده

القوي أناقة ورجولة ويده الأخرى لازال يمسك فيها الأوراق التي

دخل بها مجتازا المسؤلات هناك عن تنظيم ما فقدن زمام الأمور

فيه ما أن دخل هذا الرجل وكل واحدة منهن تتبعه بنظرها ما أن

يجتازها مثلما تتصيد تلك الكاميرات حركته فاتحا المجال أمامهم

ولأول مرة لتوثيق حدث مشابه تواجدت فيه مديرة جمعية تلك

المملكة التي حرصت دائما أن لا يكون لها أي ظهور اعلامي

من أي نوع كان عدى اللقاءات الصحفية النادرة جدا ، وصل

عندهما واختار أن يستقر بجانب الواقفة أمام من لم تتركه

نظراته بل من لم يترك هو نظراته تخطئه حتى وقف ملاصقا للتي

لازالت تختار الأرضية الرخاميه عن كليهما .


تحولت نظرات الواقف أمامهما وبسرعة جهة خصرها النحيل

المحاط بسترة سوداء بقماش فاخر ترسم حدوده ومعالمه بحرفية ...

بل لليد التي التفت حوله وللخاتم الفضي الرجولي في أصبع يده

تلك ليتضح له النصف المفقود من الصورة بل وللجميع وهو يؤكد

ما بدأ يشاع بين الناس وبعضهم صدقه والآخر استنكره .. فها

هو مطر شاهين عاد ليس ليسترجع حق البلاد الذي بدأ يسلب

منها فقط بل وما كان حق له وحده وبقي ولازال .


ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخرة وهو يراقب نظراته التي

ارتفعت من يده المطوقة لخصرها لوجهها .. لوجه التي كانت

تغمض عينيها ورأسها للأسفل وذاك حالها منذ رأت أيضا ما فعله

الذي لو كان بيده حينها لاقتلع تلك العينين المحدقة بوجهها

وكأنه ينتظر أن تنكر ذلك ، فليعلم الجميع إذا بأنها له وملكه ولن

يسمح لأي كان بالاقتراب منها وأولهم هذا الذي كان أجرأ من

غيره وهو يطلبها من نفسها ثم من عمها وأمامه ، عادت نظراته

له وتبادلا تلك النظرة الطويلة التي لا يفهمها في ذاك المكان غيرهما

قبل أن يستدير موليا ظهره لهما ويغادر في صمت لحظة أن اقترب

منهما أحد من لا سلطة لحرسه عليه لمكانته في البلاد ومن قال

مبتسما

" يمكننا مناقشة أمور الجمعية الآن ، أتختارين المنصة أم إحدى

الطاولات سيد.... "


" شكرا لكن باب التبرعات والإعانة اغلق "


قالتها بجمود محدقة بعينيه .. أليس هذا من أكثر من كانوا يعولون

عليهم في هذا الحفل ؟ أليس هو من قال منذ قليل متشدقا بأن سياسة

جمعيتهم ليست حيادية أبدا !

ألم يغير من أرائه ما أن علم بوجود ذاك الخاتم في أصبعها فما

جعله يتنازل الآن ؟


رفع كفيه باسطا لهما وقال مبتسما

" أردنا المساندة لكن لا بأس "


قال مطر حينها

" هذه المملكة ليست بحاجة لداعمين بعد اليوم "

أشار بيده مبتسما وقال يأخذ كأس عصير من التي وقفت لإشارته

" هي كانت مساعدة رمزية فقط وبما أن السلطة العليا في البلاد

في صفكم فلن تحتاجوها "

أخفضت رأسها ورفعت يدها تمسد بأطراف أناملها على جبينها فقد

بدأت تشعر بالصداع يجتاح تلك الجهة تحديدا فشد بذراعه على

خصرها أكثر وكأنه يذكرها بما لم تنساه اليوم أبدا .. بأنه لا حليف

لها في عالم المال وأن المرأة الحسناء لا صديق لها سوى جمالها

كما أنه عدوها أكثر من غيره .

" أبي "

التفت برأسه للواقفة خلفه قبل أن يبتعد مبعدا يده عن ذاك الخصر

النحيل ودار بكامل جسده للتي ارتمت في حضنه هامسة

" اشتقت لك "

طوقها بذراعيه وقد انتقل نظره للواقف هناك عند الجدار يتكئ

بظهره عليه مكتفا ذراعه لصدره ونظره مركز على المرتميه في

حضنه فابتسم وهو يبعدها عنه ونظر لعينيها وقال ماسحا بإبهامه

على خدها

" كيف حالك يا تيما ؟ "

أومأت له برأسها هامسة بابتسامة

" بخير "

لامس جانب وجهها بيده وقبل خدها ثم استدار للجهة الأخرى

وحيث التي لازالت تختار النظر لكل شيء عداه أمسك وجهها

بيديه ورفعه له ناظرا لتلك الأحداق السوداء الواسعة وقبل جبينها

قبلة عميقة طويلة ثم تركها وصعد المنصة على صوت التصفيق

الذي بدأ يرتفع تدريجيا بحماس قبل أن يهدأ كل ذلك بمجرد أن

أمسك بالميكرفون ورفع درجة الصوت فيه مما نجم عنه صوت

صرير مرتفع جعل جميع الجالسين حول تلك الطاولات ينتبهون

في صمت لذاك الصوت الجهوري المبحوح وذاك الجسد والوقفة

الرجولية الواثقة والملامح الجذابة الجادة وكأن الزمن عاد بالجميع

للوراء لذاك الخطاب الذي ألقاه في ذاك الاجتماع العربي وفضح فيه

جميع الجرائم البشعة ضد شعبه ، تنقل بنظره بينهم ليثبت على سيدات

تلك الجمعية تحديدا حين قال

" قبل أربعة عشر عاما كانت هذه المدينة مجرد أشجار وجبال

وطبيعة لا يستفيد منها سوى الصيادين ، مطمع لكل زعيم حرب

لأنها تقع في قلب البلاد وتربط شرقه بغربه وبجنوبه ، سلمتها

لمديرة جمعيتكم على العهد بأن لا تقام فيها أي منشأة عسكرية

وكانت عند وعدها تماما بل وحولتها لقلب ينبض بالحياة ، دافعت

عن أسمى قضية وهي المرأة ... الأم الشقيقة الزوجة والإبنة ، من

إن صلحت صلح مجتمعنا بأكمله لأنها من تربي الأجيال ... تضحي

بكل شيء من أجل من تحبهم وهم بحاجة لها "


رفع يده مظهرا الأوراق التي يمسكها وقال ناظرا للجميع

" بدأنا بتغيير القوانين الوضعية للبلاد وهنا في هذه الأوراق تكمن

البنود التي تخص المرأة والقضايا التي تم تقديمها للقضاء من جمعية

الغسق وتم رفضها بتكرار والآن تم تحقيق أغلبها وسنناقش البقية

بما يرضيكن ، وابتداءا من الغد ستتولى خزينة الدولة دعمكم وإتمام

مشاريع الجمعية المتوقفة"

علا التصفيق والصرخات الحماسية للحاضرات ممن دعمتهم تلك

الجمعية ودافعت عن حقوقهن ومن قدن تلك المملكة بجد وتفاني

وإخلاص لأعوام طويلة .


نقل نظره للتي كانت تصفق له بحماس وتمسح دموعها بين الحين

والآخر مبتسمة بحب وفخر قبل أن يستقر على الواقفة بجانبها تنظر

للفراغ أمامها حيث باقات الأزهار التي تزين المكان أسفل تلك المنصة

بملامح جامدة خالية من أي تعبير رغم هدوئها وسكونها قبل أن

ترفعه له ببطء بارتفاع رأسها مع نظرها حين قال بهدوء ونظره

لازال معلقا بملامحها

" جميعنا لم نعلم قيمة المرأة في حياتنا ... جميعنا جرحنا احداهن

يوما ما وبعنف ... وأنا أولكم "

تحولت الانظار حينها وبصدمة جهة الواقفة في الأسفل أمامه

مباشرة ونظراتها لازالت معلقة به تتفس بقوة فشد قبضته على

الميكرفون مسدلا جفنيه على تلك الأحداق السوداء مخفيا صورة

تلك الفاتنة عنه كي لا يضعف فيما يريد قوله وتنفس بعمق وقد

رفع نظره للبعيد قبل أن يتابع بابتسامة ساخرة

" بسبب عبث رجولي ونزوة سخيفة "

تعالت شهقات الاستنكار والصدمة والجميع يحاول التقاط ردة فعل

التي امتلأت حدقتاها السوداء بالدموع ولازالت لم تفارق ملامحه

رغم أنها تمسكت بأصابع يد ابنتها كي لا تفقد توازنها .. صغيرتها

التي لم تفق من صدمتها بعد تمسك فمها بيدها والدموع تسقي تلك

الأنامل تنظر للواقف في الأعلى ... طيش رجولي و.... نزوة !

يعترف وأمام الجميع بل وأمام شاشات التلفاز !

لكن كيف ومتى وهي من عاشت معه هناك وعرفته أكثر من غيرها ؟

تبعته بنظرها وهو ينزل السلالم الآخر للمنصة ويغادر ورجاله خلفه

آخذا كل شيء معه .. أجل تشعر به أخذ كل ما في الواقفة بجانبها

ورحل به ، نظرت لها بعينان دامعة وهي تنزل بنظرها للأسفل تكاد

تلك الدمعة أن تفارق رموشها فأدارتها جهتها فورا وانساقت هي

لها وكأنها جماد لم تعد تشعر بشيء حولها فأخفت بحركتها تلك

وجهها عن كل التلك الكاميرات المترصدة لردة فعلها ومسحت

دمعتها سريعها هامسة

" أمي أقسم لك أنه و..... "

" اصمتي يا تيما "

أوقفها صوتها الأجوف رغم نبرته الحازمة الآمرة وقد تابعت وهي

تبتعد مجتازة لها

" لتعلمي فقط من أي نوع الرجال يكون والدك "

فنزلت دموعها مجددا ولم تستطع هذه المرة كتم شهقاتها الباكية

وهي تراها تغادر أيضا ومن باب آخر وفي اتجاه آخر وكأنها تثبت

لها أكثر بأن طرقهما لا تجتمع أبدا .

نظرت بذهول للأشخاص الذين هرعوا جهتها من يمسك جهاز

تسجيل في يده يمده نحوها ومن يمسك ميكرفون لقناة ما ومنهم

من يمسك بهاتفه المحمول والأسئلة من كثرتها لم يعد يمكنها

فهمها وكل واحد يريد معرفة الأمر من وجهة نظرها وبطريقته

بحكم أنها من عاشت مع ذاك الرجل سنوات اغترابه تلك جميعها ،

كانت تتراجع للخلف مما يزيدهم اقترابا منها ونظراتها الدامعة

التائهة لازالت تحدق فيهم بضياع إلى أن شعرت بجسدها اصطدم

بشيء ما خلفها ويدان أمسكتا بكتفيها فاستدارت فورا نحو صاحب

ذاك العطر الذي لا تخطئه أبدا ونزلت دموعها مجددا ما أن وقع

نظرها على عينيه فأمسك وجهها بيديه ومسح بإبهاميه وجنتيها

ثم أمسك يدها وخرج بها من هناك يجتاز بها كل ذاك الحشد يطوق

كتفيها بذراعه يبعد من يعترض طريقهما بيده الأخرى يردد ذات الكلمة

" معذرة منكم "


حتى وصل بها للخارج وسارا عبر الطريق مسرعين


*


*


*

Nesrine Nina and جولتا like this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:19 PM   #4970

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




صوت ضجيج المحرك القوي وحده ما كان يسمع في تلك السيارة

المسرعة على الطرقات الخارجية للندن ... قبضتاه تكادا تتمزقان

من الشد على ذاك المقود لا تعبر إلا عن غضب مكبوت لصاحبها

ليس من نفسه ومن كل من كانوا السبب في كل هذا فقط بل ومن

صمت الجالسة بجواره وإشاحتها بوجهها جهة نافذتها وإن أنكر

ذلك أو جهله رغم أنه كان يعلم جيدا ما يخفيه ذاك الصمت من

انقباض أناملها البيضاء على قماش ذاك الفستان حيث ترتاح يدها

على فخذها لترخيهم لبرهة ثم سرعان ما تعود وتشدهم عليه وكأنه

أشواك لن ترتاح إلا إن نزعته عنها ، لم يتوقع منها كل هذا الصمت

كما لم يتوقع موقفها العدائي منه وهو من اختار أقصر طريق على

نفسه لتعلم بالأمر ! لم يكن يستطيع رفض تلك المهمة فعلى عاتقه

يقع مهمة تحرير بلاده ونهائيا ممن يتسببون في عرقلة كل ما يفعله

مطر ورجاله هناك .

ضرب براحة يده المقود شاتما بهمس ومرر أصابعه في شعره

يشده للخلف بقوة ، أما كان عليها تفهم موقفه ؟ لما النساء غريبات

أطوار هكذا ! أليست من كانت قبل ذلك بقليل انثى تسلب لب أي

رجل وقد ترك لها حرية تحريكه بين أناملها كيف تشاء وكأنه

مكعب لعب ؟


أوقف السيارة بقوة أمام المنزل وكأنه كان يتوقع طريقا أطول

وظهر أمامهما فجأة ، أمسك بيدها المجاورة له ما أن فتحت

بالأخرى الباب وقال بجدية ناظر لنصف وجهها الذي بالكاد

يظهر له

" ماريا فكري جيدا فيما تحدثت عنه وسأنسى أنا حديثك أنتي "


وكان جوابها أن سحبت يدها منه ونزلت مغلقة الباب خلفها بقوة

ودخلت من الباب الخارجي بخطوات سريعة لا يسمع سوى صرير

الباب خلفها وسارت بخطوات بالكاد تحمل جسدها وهي تكاد تهوي

للأرض ودموعها تسقي ترابها الرطب تحتها وبالكاد وصلت باب

المنزل ودخلت منه راكضة جهة غرفتها وارتمت على سريرها تدفن

وجهها في وسائده وأطلقت العنان لتلك العبرات والبكاء الموجع الذي

تحجر داخلها منذ نطق بتلك الكلمات وكأنه قتل كل شيء فيها وليس

قلبها فقط ، هي الحمقاء والمغفلة ضنت أنه إن أهداها كل تلك الأشياء

التي يجلبها المال في أي وقت وأخذها لذاك المكان الذي اعترف بنفسه

أنه لم يكن باختياره سيكون يبادلها المشاعر الغبية التي حملتها له

منذ كانت طفلة وأن ذاك الرجل البارد القاسي قد يحمل قلبا وسط

أضلعه سيشعر بها وبمشاعرها .

كان بكائها يزداد أنينا وألما وحرقة كلما تذكرت تلك اللحظات اليتيمة

وكأنها جميعها تبكي معها بل وكأن كل شيء حولها ينوح لنواحها لم

تعد تشعر بشيء ولا بالتي دخلت راكضة وجلست بجوارها على السرير

تحاول إجلاسها قائلة بجزع

" ماريه ما بك ؟ ماريه ستموتين بسبب هذا توقفي هيا "


لكن ذلك لم يؤثر بها شيئا وكأنها لا تسمعها منفصلة عما حولها

تماما لا تستجيب ولا لضربها لها بقبضتها على كتفها دموعها تنزل

مع مشهدها ذاك صارخة بحدة

" ما الذي فعله بك ذاك المتعجرف ؟ ماريه لن تقف حياتك عليه ...

ماريه توقفي عن البكاء هكذا أرجوك "

لكن كلماتها تلك كانت تتلاشى مع تلاشي عبراتها في الهواء فحضنتها

وهي ما تزال نائمة على حالتها تلك تبكي معها بصمت رغم أنها لم تكن

تفهم شيئا مما حدث لكن ذاك البكاء لم يكن يعبر سوى عن أنثى

مجروحة حد الوجع والألم .

لم ترضى بأن تتركها ولا للحظة ولا حتى لتخبر والدها الغير موجود

حاليا في المنزل ليجد حلا لابن ابنة شقيقه ذاك ، كانت تجلس بجانبها

تمسح على شعرها تستمع لأنينها الباكي تشعر بغضب مدمر من ذاك

الرجل بل ومن الرجال جميعهم فمن يبكي جميلة مثل هذه تزينت

له واستقبلته أفضل استقبال إن لم يكن متحجرا قاسيا ولن

تستغرب ذلك من هازاني أبدا .

ما أن خف بكائها وجلست تبعد خصلات شعرها العالقة في وجهها

بسبب كل تلك الدموع أمسكت بكتفها وأدارتها جهتها قائلة

" ماريه ما الذي حدث أخبريني الآن وفورا "

لكنها لم تنطق بحرف بل نزلت من السرير وتوجهت للخزانة فتحت

بابها بقوة وأخرجت حقيبة سفر صغيرة رمتها على الأرض وفتحتها

وبدأت بوضع بعض الثياب فيها فقفزت ساندرين نحوها مسرعة

وأمسكت بيدها وأخذت البنطلون منها ورمته داخل الخزانة صارخة

" ماريه ما الذي تفكرين في فعله بحق الله "

قالت ببحة بسبب بكائها الطويل وقد عادت لإخراج ذاك البنطلون

ورميه فيها

" سأعود لبلادي بل سأذهب حيث لن أعرف أحد

ولن يجدني أحد أيضا "

أمسكت بمعصم يدها بقوة وأدارتها نحوها قائلة بغضب

" غاضبة منه .. لا تريدي رؤيته ؟ حسنا تلك مشكلتك لكن أن

تختفي حيث لا يعلم مكانك أحد وتتركي والدي هائم على وجهه

يبحث عنك فلا تفكري بها أبدا ، ثم أنتي هنا في منزل عم والدك

لست في منزله هو ونحن لم نستقبلك لأنه أراد هذا أو طلبه بل

لأننا نريدك هنا معنا أتفهمين ذلك ؟ "

حاولت سحب يدها منها قائلة ببكاء

" بل لأنه أحضرني فأنا هناك من أعوام لما لم يحضرني والدك ؟

تعبت من الحياة كمخلوق طفيلي يعيش ويتغذى على غيره ومن دون

موافقته أيضا "

شدت على يدها بقوة أكبر فهي اكتسبت لياقة وقوة من تدربها منذ

صغرها على رياضة الدفاع عن النفس وسحبتها بعيدا عن تلك

الخزانة ووأوقفتها مقابلة لها وقالت بحدة

" ماريه ما الذي حدث ؟ غادرتما من هنا متفقان تماما فما تغير ؟ "

رفعت يديها لشعرها ورفعته للخلف بأصابعها وقالت ببكاء

" قال بأنه على علاقة بفتاة أخرى ساندي تصوري ؟ "

نظرت لها بصدمة بينما لوحت هي بيديها بغضب صارخة بنحيب

" ويريدني أن أتصرف وكأنه لا شيء بيننا بل وبينهما "

ثم مدت يديها فاردة كفيها أمامها وهمست ببكاء موجوع

" يجري هنا ساندرين .. إنه يسري مع الدماء في عروقي فكيف

سأستحمل ذلك أخبريني بالله عليك ؟ "

أمسكت وجهها وقالت بحزن

" اهدئي ماريه وسنجد حلا لكل شيء فقط اهدئي حسنا "

ثم تركتها وتوجهت جهة الخزانة أخرجت قميص نوم قطني

وعادت ناحيتها وسحبتها جهة الحمام قائلة

" المياه الساخنة ستجعلك تهدئي وتسترخي وسأحضر لك شرابا

منعشا ثم نتحدث عن كل ذلك فلن أسمح لك أبدا بأن تغادري البلاد

يا مجنونة "

أدخلتها الحمام وأغلقت الباب خلفها فوقفت عليه وتقاطرت دموعها

فور أن تذكرت كلماته مجددا وتلك النظرة المرتبكة في عينيه

( أنا على علاقة بفتاة انجليزية )

أمسكت فمها بيدها تمسك عبراتها ونزلت للأرض تبكي بوجع تتخيل

فقط أنه ثمة أخرى تقترب منه مهما كان المسمى لاقترابها ذاك .



*


*


*



ركن سيارته في الموقف المخصص في الأسفل وأخرج المفتاح

منها بقوة لينتبه حينها لحقيبتها الموجودة تحت الكرسي بسبب

لمعان ذاك المعدن في حوافها فمد يده لها ورفعها ، فتح إضاءة

سقف السيارة وفتحها فكان فيها هاتفها أخرجه ومجموعة تلك

المناديل الورقية معه فانتبه سريعا للكتابة الموجودة فيها وكانت

بكلمات انجليزية مرتبة لن تكون إلا لشخص تعلمها منذ نعومة

أظافره وكانت

( عليك بقلبه يا فاتنة )

شد قبضته عليها بقوة ونزل ضاربا الباب خلفه ودخل باب

المبنى السكني وصعد السلالم يدس الهاتف في جيب بنطلونه

الخلفي فبحكم أن المبنى لا يحوي سوى أربع شقق في طابقين فلم

يكن للمصعد أي داع ولم يكن يحب استخدامه ، فتح باب الشقة

ودخل مغلقا له خلفه ووقف مكانه ينظر للتي خرجت من جهة

باب المطبخ تمسك كوب قهوة في يدها ترتدي بنطلون جينز قصير

لم يتعدى طوله نصف فخذيها وقميص أبيض مربوط عند خصرها

لا شيء تحته سوى حمالة الصدر البيضاء وشعرها الأحمر القصير

منسدل على كتفيها .. لا يفهم هذه الفتاة وعقلها وأفكارها السخيفة

فتارة تظهر كإحدى النبلاء بالفعل وتارة تتصرف كفتاة ليل منحلة

بملابسها الوقحة كهذه ؟ اقتربت منه مبتسمة ترتشف من كوب

القهوة الكبير في يده ونظرها على عينيه وما أن وقفت أمامه

رفعت جسدها على رؤوس أصابعها وقبلت خده وابتعدت عنه قائلة

" آسفة بشأن ما حدث هنا تلك الليلة ، لقد أخطأت فعلا لأني لم

آخذ رأيك بالأمر "

أشاح بوجهه عنها وكأنه يبحث عن شيء ما حوله وتمتم ببرود

" لا بأس لوسي "

ضحكت برقة ومررت كفها على صدره وهمست ونظرها معلق

بملامحه

" لا تنسى بأنك طردتني وغفرت لك ثيموتي بل واعتذرت منك

فلم يفعلها أحد قبلك "

نظر لها وكان سيتحدث لولا أوقفته نظرتها المصدومة ليده تضم

شفتيها وكأنها ستنفخ بهما الهواء قبل أن تستل من يده تلك

الحقيبة الزرقاء ورفعتها بجانب وجهها وقالت محدقة بعينيه

" ما هذا تيموثي ؟ كنت برفقة امرأة ؟ "

أخذها منها ورماها على الكرسي قربه قائلا بجمود

" كوني مطمئنة فأمرها انتهى "

وغادر جهة باب غرفته قائلا

" سأستحم ونغادر "

وما أن دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه توجهت لتلك الحقيبة رفعتها

ونظرت لها باشمئزاز رغم يقينها من جودة ذاك التصميم والقماش ،

فتحتها بأطراف أصابعها ونظرت للمناديل الموجودة داخلها ثم

أغلقتها ورمتها على الكرسي وتوجهت جهة غرفته متمتمة بغرور

" بالطبع سينتهي أمرها أو أنا من سينهيه بنفسي "

أدارت مقبض الباب بقوة عدة مرات وتأففت بحنق حين وجدته

مغلقا من الداخل فتركت مقبضه بحركة عنيفة متمتمة بضيق

" ياله من قديس ؟ حتى أسلافه اليونانيين ليسوا هكذا ! "


توجهت ناحية صالون الاستقبال وارتمت على الأريكة الفاخرة الواسعة

تلعب بخصلة من شعرها ونظرها على ذاك الباب وتفكيرها منحصر

فقط في الموجود هناك تحت رذاذ المياه الساخنة جسده الرائع

مبلل بالكامل فعضت شفتها سخطا منه ومن معتقداته تلك ، إن كان

له فعلا حبيبة لكانت قتلتها فقط لأنه ثمة رجل يعشقها بكبرياء هكذا .

كان عليها أخذ نسخ لجميع المفاتيح هنا وليس الباب الخارجي فقط

بدلا من أن دفعت كل ذاك المال لعجوز حمقاء جلبت لها مفتاحا

واحدا لكانت عرفت الآن كيف تسحبه للسرير طوعا ، بينما ما كانت

تجهله تماما أن ما يوجد خلف ذاك الباب المغلق رجل ساجد فوق

الأرض يصلي ليدرك الوقت قبل أن يغادر الشفق الأبيض السماء .



*


*


*


ضمت يديها وسط حجرها تنظر لبساط الأرض الأخضر تحت قدميها

تحاول أن تكبت تلك الدموع التي ترفض الانصياع لها فهي لم تجتاز

صدمتها بعد ، كانت لتستوعب الأمر لو أنها رأت امرأة يوما معه

أو سمعته يتحدث مع احداهن في الهاتف أو وجدت شيئا يخص

امرأة في أغراضه أو حتى رائحة عطر نسائي في ثيابه ؟

لكنه اعترف بذلك بنفسه !

أكان الأمر قبل رحيله وانتهى !!

كيف يمكنها استيعاب أنه قد يفعلها فهي أكثر من يجزم بحبه لها !

لكن والدها لا يكذب تعرفه جيدا فهو كان يعاقبها هي وبشدة

ومنذ صغرها إن لجأت للكذب تحت أي ظرف أو سبب كان .

نظرت جانبا ومسحت دموعها سريعا حين لاحظت اقتراب الذي

تركها هنا منذ لحظات على ذاك الكرسي في الحديقة العامة القريبة

من مبنى الجمعية ، لم تشعر إلا بجلوسه بجانبها وقد مد لها قارورة

ماء صغيرة ووصلها صوته قائلا

" هيا حذي الماء وتوقفي عن البكاء "

وتابع بابتسامة مائلة

" لا يرونا شرطة مملكة والدتك واعتقل بتهمة ابكاء امرأة "

أخذتها منه تمسح دموعها مبتسمة بحزن على عبارته وفتحت

الغطاء وشربت منها ببطء تتابع نظراتها حركة الأطفال بعيدا

وابتسمت بحزن فلطالما تمنت في صغرها أن كان لها أشقاء كثر

تلعب معهم وليست وحيدة لكن ذاك الحلم لم يتحقق أبدا حتى

كبرت وفقد ذاك الشعور معناه بالنسبة لها ، نظرت للجالس بجانبها

يتكئ بمرفقيه على ركبتيه ينظر للأسفل ويمسك قارورة عصير

برتقال صغيرة قد شرب نصفها ، تنقلت نظراتها في ملامحه التي

أخذت من قبائل الحالك الكثير فإن كانت والدته ابنة عائلة الشاهين

فوالده من أحد قبائل أقصى الجنوب حيث سواد الشعر والعينان فاق

الليل حلكة ، نظر لها فجأة فأبعدت نظرها عنه ونظرت للقارورة في

يدها وقالت بابتسامة مازحة رغم لمحة الحزن فيها

" لما تعطيني الماء وتشرب أنت العصير ؟ كنت أحضرت لي

واحدا مثلك "

نظرت له حين وصلها صوته المبتسم فورا

" لأنك تحتاجين الماء بسبب ما فقدته منه "

وتابع وقد رفع القارورة أمامها

" أما أنا فأحتاج هذا بسبب الركض الذي بات أحد طقوسنا "

عبست ملامحها الجميلة وتمتمت بضيق

" وإن يكن أريد العصير "

لم يستطع إمساك الضحكة القصيرة التي تغلبت عليه فهذه الفاتنة

يبدوا أنها لم تكبر قبل أوانها في كل شيء ، مدها لها قائلا

" خذيها فلم أشرب سوى نصفها "

وضعت القارورة من يدها فورا على المساحة الفارغة من الكرسي

بينهما وأخذتها منه فضحك قائلا

" ظننتها مزحة ولن تأخذيها حقا وأنك ممن يكرهون الشرب

بعد أحد ! "

شعرت بقدر من الماء البارد سكب على رأسها وكاد يغمى عليها

من الإحراج فهربت بنظراتها منه فورا تكاد أصابعها تحطم زجاج

تلك القارورة من شدة قبضها عليها فهي لم تفكر في الأمر من

هذه الناحية وأن تشرب من حيث شرب هو ... يا إلهي ما بها

غبية لهذه الدرجة ؟ عضت شفتها بقوة تعدل بيدها الأخرى طرف

حجابها تخفي ابتسامتها وارتباكها عنه حين رفع قارورة الماء

وشرب منها فأغمضت عينيها تشعر بقلبها ينبض بقوة لكن

تلك الابتسامة سرعان ما تلاشت للعدم حين وصلها صوته قائلا

" ليس جميع الرجال يميزون بين تصرفات الفتاة العفوية

والمقصودة يا تيما فلا تنسي هذا "

نظرت له فورا نظرة ملأها أسى وخيبة أمل وكان ينظر للقارورة

في يده قبل أن يدخل يده في جيبه وأخرج منه شيئا ومده لها مبتسما

ابتسامة مائلة خفيفة فنقلت نظرها ليده ولقطعة الحلوى فيها تأخذ

شكل رأس دب مبتسم مثبتة بأنبوب أبيض طويل وملفوفة بغلاف

بلاستيكي شفاف مربوط بشريطة حمراء فتحولت نظرتها للحنق

سريعا وعادت بنظرها لعينيه وهمست بأسى

" لماذا تكرهني هكذا يا قاسم ؟ "

أغمض عينيه وفتح فمه وكأنه سيقول شيئا وتراجع في آخر لحظة

ثم نظر حيث الطفلة التي مرت قربهما تقفز ضاحكة بفستان قصير

وشعرها الأسود مربوط في جديلتين فأشار لها بالحلوة في يده

يحركها بعشوائية فركضت جهته فورا وأخذتها منه قائلة بابتسامة

" هي لي حقا ؟ "

أومأ لها بنعم مبتسما فقفزت بفرح ثم عانقته وقبلت خده شاكرة

له وغادرت راكضة فنقل نظره للجالسة بجانبه ورفع كتفيه قائلا

بابتسامة
" هي لم تعتبرها إهانة "

أشاحت بوجهها عنه وقالت بضيق

" هي طفلة ، ثم أكنت تتوقع أن أقفز فرحا مثلها ؟ عموما رسالتك

وصلت وبأقسى مما كنت تخطط له "

مد يده لوجهها وأمسك ذقنها وأداره جهته ونظر لعينيها الدامعة قائلا

" لاحظي أنك تحولت لسلبية جدا ناحيتي حتى باتت تصرفاتي جميعها

تفهم بشكل سيء ؟ "

أبعدت وجهها فابتعدت يده عن ذقنها ونظرت لقارورة العصير في

يدها وهمست بحزن

" لأنها الحقيقة "

تنهد بعمق وأعاد وجهها له مجددا وقال بهدوء

" حين اشتريت الماء والعصير البائع لم يكن لديه دراهم ليرجع

لي باقي المال فطلبت منه تركه لنفسه لكنه رفض وأعطاني

تلك الحلوى بدلا عنه "

وتابع مبتسما ينظر للدمعة التي تكاد تنزلق من رموشها الكثيفة

" ولأنك أخذت الماء والعصير كليهما كان عليك أخذها أيضا "

رفعت يدها ومسحت عينيها وزحفت حتى طرف الكرسي وأولته

ظهرها فخرجت منه ضحكة صغيرة وقال ناظرا لها

" حسنا ... أنا آسف "

مسحت دمعتها مجددا وابتسمت بحزن على حماقتها الجديدة وقالت

" بل أنا من عليها قول شيء ما والاعتذار أيضا "

عدل جلسته ولازال نظره عليها وقد تابعت بعبرة مكتومة تمسح

دموعها التي عادت للنزول مجددا

" بعد تلك الليلة تمنيت كثيرا أن رأيتك مجددا فقط لأشكرك وأعتذر

عما سببته لك فلم أكن أستطيع تصور ما كان سيحدث لي لو لم

تكن هناك حينها "

وازداد بكائها وضوحا وهي تقول

" لو أني اكتشفت بأنك مت تلك الليلة ما كنت لأسامح نفسي أبدا

ما حييت ، أنا كنت حمقاء وطفلة وغبية وأستحق ما قد يحدث لي

لكن ما ذنبك أنت ؟ "

تنفست بشهقة وتابعت تبكي بوجع

" تمنيت أن ألتقيك وأن أفعل أي شيء لأشكرك ولم أكن أتخيل أن

لقائنا سيكون أقسى من تلك الليلة وأنا أراك تكرهني بسبب ما حد... "

وقطعت عبراتها كلماتها فقبضت بيدها على ثوبها جهة فخذها بقوة

فوقف وتوجه نحوها وجلس أمامها مستندا بقدميه وأمسك بذراعيها

ينظر لوجهها الذي كانت تنزله للأسفل والدموع تنسكب من رموشها

الطويلة تسقي ذاك القماش الناعم وقال بجدية

" تيما عليك أن تعلمي بأني لا أكرهك ... أنا متأكد من أن ابنة مطر

شاهين ومن تربت على يديه لا تكون من ذاك النوع أبدا لكنك لم

تبرري موقفك ولم تدافعي عن نفسك أبدا وكأنك مدان لا دليل

براءة لديه ، ورغم كل ذلك فالمدان حقا سيختلق الكثير من

الأكاذيب ليبرئ نفسه لكنك لم تفعلي ذلك أبدا فأنتي تتسترين

على أحدهم دون شك فهل تستطيعين قول الحقيقة لي لننسى

ذاك الأمر نهائيا ؟ "

غطت شفتيها بظهر أصابعها ولم تزدد إلا بكاء تتذكر كلمات رعد

عن أنها قد تحتاج لأن تعترف يوما ما لأحدهم كي لا تمتد مأساتها

لأمد بعيد فهل كان يقصده هو ؟

هل عليها فعلا قول ذلك له ؟

لكنها لا تستطيع بسبب هوية عمتها غيسانة ووعدها لها وما قد

تكون النتائج إن علم والدها بما فعلت شقيقته وهي من راسلتها

اليوم وأخبرتها بأنها تمر بمشاكل وصعوبات كثيرة وما أن أخبرتها

عن أن سرهما قد يكشف حذرتها من ذلك وأخبرتها بأنها تعلق

أمالها المتبقية بشقيقها وأنه إن تخلى عنها نهائيا لا تتوقع ما قد

يحدث لها وجل ما كانت تخشاه أن يعلم السبب أيضا خلف إرسالها

لذاك الملهى والقرص الذي كان مع ذاك الرجل وما يحوي .

شعرت بأصابعه ترتخي عن ذراعيها حتى ابتعدتا ووقف على طوله

فرفعت رأسها له سريعا وقالت بحزن

" أنا آسفة "

قال همسا ببرود

" لا يهم "

شعرت بقلبها يتفتت ألما وبأنها تخسره فعلا فقالا معا

" حسنا من .... "

" هو كان .... "

فسكت ينظر لعينيها الزرقاء الدامعة وقد تابعت بعبرة

" هو شقيق امرأة تعمل في الجمعية ، كنت واقفة مع الكاسر حين

اقتربا منا وعرفتنا عليه ثم أخذت الكاسر وغادرت به ولست

أفهم كيف ولا أين ولم أستطع اللحاق بهما لأنه كان يتحدث معي

وبدأ يشرح عن عمله وشركته السياحية وأمور لا أفهمها ولا تعنيني "

وتابعت ببكاء محدقة بعينيه

" أقسم لست أنا من وقف معه فتوقف عن اتهامي دائما أرجوك

فنظرتك تلك تؤذيني كثيرا فأنا لم أعتد عليها أبدا "

نزل لمستواها مجددا وقال بهدوء يمسح دموعها بظهر أصابعه

" لم يكن هذا ما أود التحدث عنه يا تيما فهل لاحظت الآن أنك

أيضا تسيئين الظن بي ؟ جميعنا نخطئ يا ابنة مطر لكننا لا نهتم

إلا لأخطاء من لا نريدهم أن يخطئوا أبدا "

وقف بعدها مجددا وقال

" سننى الأمر نهائيا وما كنت أبدا لأؤذيك به تأكدي من ذلك لكن

جل ما أخشاه أن يفعلها الشخص الذي تدافعين عن سره وبشراسة

وإخلاص وليس ليؤذي علاقتك بوالديك فقط بل وبالشخص الذي

سيختاره والدك زوجا لك "

أنهى عبارته تلك وغادر مبتعدا تتبعه نظراتها الدامعة قبل أن تقف

وتتوجه حيث اختفى مسرعة حتى اجتازت الأشجار التي كانت تخفي

تلك الجهة عنها ونظرت حولها تبحث عنه ولا وجود له بين جميع

الموجودين هناك ، وما أن كانت ستتحرك من مكانها حتى رن هاتفها

فأخرجته من جيب الفستان الجانبي والمخفي بطرازه الواسع ،

نظرت لإسم المتصل ثم أجابت ونظرها لازال يبحث في المكان

" مرحبا كاسر "

وصلها صوته القلق فورا

" تيما أين أنتي يا حمقاء جبت مبنى الجمعية بجميع طوابقه

ولم أجدك ؟ "

مسحت عيناها وأنفها بطرف كمها وقالت بحزن

" أنا في الحديقة قرب الجمعية "

قال باستغراب

" الحديقة !! ما الذي أخذك هناك "

قالت من فورها

" هربت من رجال الصحافة بأعجوبة ووصلت هنا ، أين هي

والدتي هل رأيتها ؟ "

وصلها صوته فورا

" لا فأنا لم أستطع دخول المنزل وحدي كانت ستأكلني حيا إن لم

تكوني معي وسيكون عقابك أقسى طبعا "

تحركت من مكانها فورا قائلة

" سأخرج من هنا حالا ونلتقي فتعالى بسرعة "

وما أن تحركت من مكانها وقفت مجددا ولم تعرف أي اتجاه ستسلك

وأين سيكون المخرج تحديدا فهي لم تدخل هذا المكان سابقا وذاك

المعتوه ذهب وتركها هنا لوحدها بعد أن قال ما قاله وبكل برود

وبساطة وكأن الأمر لا يعنيه ، شعرت بحزن عميق يجتاح قلبها

ونظرت لقارورة العصير التي لم تستطع تركها هناك وبدأت ضربات

قلبها تصعد تدريجيا ما أن فكرت في رفعها لشفتيها والشرب منها

وكأنها سترتكب جريمة وتقبله أمام الناس وليس مجرد قارورة جففها

الهواء ! لكنها لن تستطيع تركها هنا ولا رميها ولو كان الأمر بيدها

لاحتفظت بها لباقي عمرها ، أغمضت عينيها وتنهدت بأسى .. هو

السبب .. أجل هو من أدخل الفكرة لرأسها فهي لم تفهم الأمر هكذا

ولم تتعمده .

ارتجف جسدها وشهقت بصمت والتفتت خلفها بسرعة حتى كادت

توقعها من يدها ونظرت بجزع للواقف أمامها وهمست

" أفزعتني يا غبي "

قال بضيق ممسكا خصره بيديه

" أنا الغبي أم التي تريد الخروج من الحديقة مغمضة العينين ؟ "

نظرت له بصدمة قبل أن تهمس بشك

" وكيف علمت وأنت كنت خلف ظهري ؟ "

اختطف القارورة من يدها ورفعها لشفتيه وشرب ما فيها دفعة

واحدة متجاهلا صرختها المحتجة ولكماتها لكتفه ، رمى القارورة

الفارغة في سلة القمامة الكبيرة قربهما وشدها من يدها وقال

يسحبها خلفه

" جيد أني شربتها قبل أن ترميها ، مختلفة ... فيها طعم

غريب ورائع "

لكمته بيدها الحرة من كتفه مجددا وقالت تنظر لقفاه بأسى

" ما كنت سأرميها لماذا شربتها أنت يا شره ؟ "

سحبها بقوة حتى سارت بجانبه قائلا

" سأعطيك ضعف حجمها في المنزل تحركي الآن قبل أن يشعر

الحراس الجدد بغيابنا "



*


*


*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.