آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          إغراء النسور - آن ميثر ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          Harlequin Presents - October 2013 (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          Harlequin Presents April 2013 (الكاتـب : سما مصر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree35037Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-18, 01:10 AM   #6291

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





دخلت راكضة ما أن نزلت من السيارة التي توقفت أمام باب

المنزل فهي انتظرت هذا اليوم منذ وصولها لهذه البلاد ولم

تصدق أنه أصبح هنا بالفعل حتى سمعت اتصال عمها صقر به

منذ قليل وبأنه وصل المنزل من دقائق فقط حتى أن والدها لم

يصل بعد فهو لم ينم البارحة في المنزل ومن مدن ثنان انتقل

للمسجد في حوران ثم القصر الرأسي وقال بأنه سيكون هنا

بعد قليل .

دفعت باب المنزل بيدها ودخلت هامسة بعينان دامعة

" جدي ... "

ما أن وقع نظرها على الذي فتح لها ذراعيه فورا مبتسما

فركضت ناحيته وارتمت في حضنه فورا تطوق خصره بذراعيها

تدفن وجهها في صدره العريض هامسة بسعادة شابها الكثير من
الشوق والحنين والحزن

" اشتقت لك جدي ... اشتقت لك بجنون "

فطوقها بذراعيه بقوة يقبل رأسها كل حين .. حفيدته المحببة لقلبه

وأجمل ما أهداه الله وكانت عزائه الوحيد في غربته الطويلة تلك وإن

لم يكن يراها كثيرا فهي قطعة منه من ابنته التي لم يراها يوما

وبقيت حسرة في قلبه بعدد أعوام عمرها ولن يكفيه عمرا آخر

يتحسر فيه عليها .

أبعدها عن حضنه وأمسك وجهها بيديه وقال مبتسما

" كيف حال دميتي الجميلة ؟ "

ابتسمت مومأة له برأسها وقد عجزت الكلمات عن التعبير عما

تشعر به فنامت في حضنه مجددا وطوقها هو بذراعيه قائلا بضحكة

" أراك أجمل من السابق بكثير ! هل هذا من تأثير رؤيتك لوالدتك

أم أنك أحببت شابا ما هنا ؟ "

خبأت وجهها في حضنه هامسة بحياء

" جدييي .... ! "

فضحك مجددا وقبل رأسها لحظة دخول صقر والذي قال

مبتسما وفاردا ذراعيه له

" مرحبا بك في بلادك أخيرا يا شقيقي "

ابتعدت حينها عن حضنه وتعانقا كليهما عناقا أخويا طويلا

تنظر لهما مبتسمة بسعادة فها قد اجتمع بعض أحبائها أخيرا ،

لكن تلك الابتسامة ماتت فجأة ما أن وقع نظرها على الواقف
بعيدا لم تنتبه لوجوده وقت دخولها فلم تكن ترى في المكان

غير الذي ركضت لحضنه وارتمت فيه .. الذي كان الغذاء

لروحها التائهة سنين غربتها في تلك البلاد .

تقطعت أنفاسها في صدرها تنظر له بأسى وهو يشيح بوجهه

عنهم بل عنها تحديدا وهذا ما هي أكيدة منه وليست تفهم

لما هو غاضب منها بينما هي من تلقت إهاناته الموجعة دون

أن يهتم ولا لمشاعرها !

أبعدت نظرها عنه ما أن شعرت بيد عمها صقر على ظهرها

وقد قال ضاحكا

" وهي من سيتنافس الجميع الآن على من يدللها أكثر من الآخر ..
حفيدة العائلة الوحيدة "

اغتصبت ابتسامة صغيرة ولم تعلق فلم تكتشف إلا وقتها بأنه

ثمة حديث بينهما كان يدور عنها واتكأت على كتف عمها

صقر هذه المرة فأحاط كتفيها بذراعه وقال ناظرا للواقف

هناك ومبتسما

" لن تصدق ما تنوي ابنة خالك جوزاء فعله وتخطط له وأخبرتني

به اليوم يا قاسم "

نظر له الواقف بعيدا ملامحه لازالت تحتفظ بجمودها وحدق

بعينيه تحديدا وكأنه يتجنب متعمدا النظر للتي أخفضت نظرها

للأرض فورا تجنبا له أيضا وتابع صقر ضاحكا

" يبدوا أنها ستنتقل من ابنيها لك فقد قررت أنه عليك أن

تتزوج بل وسريعا أيضا "

شدت النائمة في حضنه قبضتاها بقوة ترسم أيضا ملامح لامبالية

على وجهها الجميل ولازالت تتجنب النظر جهته وشعرت بذاك

السكين الذي ضرب قلبها مباشرة حين قال وببرود

" لا مانع لدي فلتبحث هناك عن واحدة تعجبها "

بلعت غصتها مع ريقها وشعرت بإهانة موجة لها تحديدا

وليست تفهم لما لكنها واثقة من أن مقصده هو جرحها وهذا

ما أثبته لها فعلا حين تابع بذات بروده القاتل

" شرط أن تكون بماض نظيف بالطبع "

فرفعت حينها نظرها له ودون شعور منها وكأنها تريد توثيق

إهانته لها بأفعاله وكان بالفعل ينظر لها نظرة تشبه كلماته

باردة قاتلة خالية من أي تعبير أو رحمة فزمت شفتيها وهي

تبعد نظرها عنه للأسفل مجددا تشعر بجسدها يرتجف حنقا

بأكمله وتمنت أن والدها موجودا حينها لكانت أقرت بكل شيء

أمامه وأمام الجميع لتتخلص من تجريحه لها وللأبد .


( تيما عليك بكتمان الأمر فالمتضررون منه كثر ولست وحدي

وأولهم والدك إن كان أمري أنا لا يعنيك )

أغمضت عينيها وتنفست بعمق فكلمات عمتها غيسانة تلك لازالت

تكبلها عن فعل أو قول أي شيء لكنها لن تستسلم وقررت

محاربته بذات أسلحته فهي مشوهة في نظره في جميع الأحوال

ولن يتخطيا ذلك مهما قال ووعد ، رفعت نظرها للفراغ تتعمد

تجاهله أيضا وقالت ببرود يشبهه

" جيد فوالدي وجد لي زوجا مناسبا أيضا فليكن ذلك في يوم واحد "

لم تكن تعلم أن حربتها أصابت الهدف وأن انتصارها كان قويا

فهي حرمت نفسها من لذة مشاهدة ذلك ورؤية ملامحه التي لم

يستطع اخفاء الصدمة فيها وكان التعليق لدجى الذي قال بضيق

" من هذا الذي قال بأنك ستتزوجين وأنك في سن مناسب

للزواج أساسا ؟ "

رفعت نظرها له وقالت بتأني وكأنها تقتلع نصل حربتها تلك من

مكانه ودون رحمة

" والدي قال وأنا موافقة "

وما أن أنهت عبارتها تلك كان مطر قد دخل من الباب فتحركت

من هناك جهة غرفتها تاركة خلفها استقباله لعمه ولم يكن أمامها

طريق آخر تسلكه سوى بالمرور بقرب الواقف مكانه هناك فلن

تسلك طريق ممر غرفته أبدا ، وما أن اجتازته تتجنب النظر له

حتى أوقفتها يده التي أمسكت برسغها بقوة فنظرت له وعلقت

نظراتهما .. النظرة التي حاول كل واحد منهما جاهدا أن يخفي

ما يكمن خلفها .. من ألم وخذلان يدمر قلبها الصغير لغيرة قاتلة

تفتك بحنايا قلب ذاك الرجل الصامت الصامد العنيد ، سحبت

يدها منه بقوة وغادرت راكضة لم تتوقف خطواتها حتى كانت

في حضن أغطية سريرها تدفن وجهها فيها وتشد قبضتاها

على قماشها بقوة تحاول فقط أن لا تبكي فهو لا يستحق أن تذرف

لأجله دمعة واحدة من عينيها ، يكفي بأنه لا يشعر بها ولا يحترم

مشاعرها ولا يتوقف عن جرحها ودون سبب .

شدت أناملها على ذاك القماش الناعم أكثر وأكثر حتى آلمتها

ونزلت نهاية الأمر تلك الدمعة التي لم يعد يمكنها التغلب عليها

أكثر من ذلك فما أقسى هذا النوع من الجراح .. إنه أعظم وأشد

مما كانت تتخيل ! لقد فاق تحملها وتوقعها درجة أن أشعرها

بتفاهة كل ما عانته وآلمها سابقا .

جلست تمسح دموعها ما أن رن هاتفها فأخرجته لحظة أن

رمت حجابها من على رأسها وانسدل شعرها على ظهرها وكتفيها ،

وما أن نظرت لاسم رعد على شاشته فتحت الخط ووضعته على

أذنها فوصلها صوته سريعا قائلا

" مرحبا تيما ... هل والدك في المنزل أم أنه نائم ؟

أتصل به ولا يجيب ؟ "

مسحت عيناها بقوة مجددا وقالت

" بلى هو هنا في المنزل ومعه ضيف يبدوا مهما لذلك لم
يجب بالتأكيد"

وصلها صوته مستغربا

" تيما ما بك ؟ ما به صوتك هكذا ! "

مررت أصابعها في شعرها وهمست

" لا شيء "

" تيما !! "

نبرته التحذيرية تلك جعلتها تستسلم طوعا قائلة

" لا شيء مهم "

وتابعت وقد نظرت ليدها في حجرها تلعب أصابعها بطرف اللحاف

" أ.... اممم ماذا حدث بشأن الفتاة الثنانية "

قال من فوره وبضيق

" الأخبار لدى والدك فأنا محتجز هنا كالسجين وإن لم يتصرف

سريعا فسأجد لنفسي مخرجا من حرسه الأغبياء أولئك ولن

يمنعني شيء عن الدخول لشمال صنوان وإخراجها أو الموت

دون ذلك "

ابتسمت بحزن فها هو الرجل الذي يعرف كيف تعشق النساء

وكيف تعامل المرأة فلم تنسى أبدا كل ما حكاه لها عنها وقضيا

ليلة كاملة يتحدثان ويتسامران وقد أخبرها برحلته تلك لمدن

ثنان وكيف تعرف على تلك الفتاة التي لازال يذكر جميع تفاصيلها

وتفاصيل ما حدث بينهما وكل كلمة قالتها ، حتى الكتب التي

قرأتها له حفظها عن ظهر قلب من كثرة ما قرأها وهي بعيدة

عنه ، إنهما أكبر مثال حي للحب الصادق وللوفاء الأبدي حتى

أنها اختارت أن تلقي بنفسها للمجهول وبقبائلها للحرب على أن

تكون لرجل غيره وإن مكرهة رغم مرور كل تلك السنوات فلم

تفقد الأمل فيه أبدا ولا الثقة في مشاعره نحوها ، قالت بحزن

" كم أتمنى أن يجد والدي لكل ذلك حلا وأن تجتمعا سويا "

شعرت بقلبها يتحطم وهي تسمع تنهيدته الواضحة قبل أن يقول "

وأملي في الله ثم فيه يا تيما وأتمنى أن يحفظها الله وليرجعوها

لي حية فقط لا أريد شيئا غير ذلك "

مسحت دمعة تغلبت عليها وهمست ببحة

" متأكدة من أن والدي لن يتوانى عن فعلها "

قال من فوره

" اتركينا من كل هذا الآن وأخبريني ما بك وما يضايقك هكذا !

هل والداك السبب ؟ هل تشاجرا مجددا ؟ "

عضت طرف شفتها ولم تعلق .. كان وقتا سيئا جدا لاتصاله

فكيف ستهرب منه الآن وليس بإمكانها الكذب عليه ؟ .

" تيما .... تسمعينني ؟!! "

تنهدت باستسلام قائلة

" بلى أسمعك "

قال من فوره
" أجيبي عن سؤالي إذا "

تنهدت مجددا قائلة

" لا لم يتشاجرا وقد اتصلت بي والدتي البارحة أيضا "

قال مباشرة

" إذا ما الذي حدث ؟ ذاك الشاب السبب أليس كذلك ؟ هل التقيته

هناك اليوم ؟ "

رطبت شفتيها بطرف لسانها وهمست بحزن

" أجل "

قال من فوره

" وماذا حدث أزعجك ؟ هل تحدث عن موضوع زواجك مجددا ؟ "

ابتسمت بألم هامسة

" بل عن موضوع زواجه هو "

قال بتذمر

" هيا تيما قولي ما لديك واختصري عنا المقدمات "

نفضت قبضتها مع اللحاف في حجرها وقالت بامتعاض

" ماذا سأقول وأختصر ؟ بأنه لازال يفعلها وينتقم مني كلما

استاء بسببي ولست أفهم أساسا ما الذي أفعله يجعله يستاء هكذا ؟

هو يغضب من نفسه ثم يلقي باللوم علي بل ويشركني استيائه مني

ولم أعد أفهمه أبدا "

قال ما أن أنهت حديثها

" احكي لي هيا ما الذي حدث ؟ "

تنهدت بعمق قبل أن تحكي له ما حدث منذ قليل فلعلها ترتاح إن

أخرجت ما بداخلها فهو على علم واطلاع بكل ما حدث بينهما

سابقا ويهتم دائما بسؤالها عن أي جديد بينهما دون أن يحرجها

ولا بسؤاله عن مشاعرها اتجاهه وتشعر بأنها في منطقة الأمان

بتحدثها الدائم معه لأنه ثمة من يعلم بسرها ومستعد لحمايته

معها أيضا بل والدفاع عنها إن هي أصبحت في مأزق بسببه .

قال ما أن أنهت حديثها

" كاذب .. هل صدقته فعلا يا تيما ؟ "

قالت باستياء

" ولما سيكذب وهو يعلم بأن عمي صقر سيخبر عمتي جوزاء

بالتأكيد لتبحث له عن زوجة "

قال فورا وبسخرية

" ومن دون ماضي سيء ؟ "

وتابع مباشرة

" أخبرتك سابقا أنك لا تفهمين الرجال كما أفهمهم أنا يا تيما ،

هو أراد فقط إزعاجك لأنه منزعج منك وكنت رائعة حين صفعته

بالمثل ، ابقي على موقفك هذا ولن أكون رعد ابن شراع إن لم يفتح

هو الموضوع معك بل وسيعتذر عما قال ، وإن لم يفعلها فوافقي

فورا على عريس والدك المجهول ذاك"

تمتمت ببرود

" أنا موافقة عليه سلفا كائنا من يكون "

قال من فوره

" كاذبة "

قالت بضيق

" لست كاذبة ولن أعارض رأي والدي وأكسر كلمته أبدا "

قال بصوت باسم

" سنرى إذا كيف ستقبلين بزوج غيره "

قالت باستياء

" رععععد "

ضحك قائلا

" تلك هي الحقيقة يا ابنة مطر فلا تراوغي "

نفضت قبضتها مجددا قائلة بعبوس

" وإن يكن فرأي والدي فوق كل شيء "

قال بجدية هذه المرة

" لا أنصحك بتضييع مستقبلك وقتل عواطفك من أجل أي كان يا تيما "

شعرت بأنه أصابها في مقتل فتمتمت ببرود

" لما تقول هذا ؟ أنا لا أحبه كما تتخيل "

اختلط صوته بضحكته قائلا

" كااااذبة "

قالت بضيق

" وداعا "

وقطعت الاتصال على صوت ضحكته من جديد ثم رمت الهاتف

وغادرت السرير والغرفة وسارت في الممر ببطء حتى وصلت

طرفه فسمعت أحاديثهم وضحكات جدها وشقيقه فعادت أدراجها

فورا وأغلقت الباب خلفها بضيق وتوجهت لهاتفها مجددا فلتتصل

بذاك المزعج كاسر وتزعجه أفضل لها من أن تقضي الوقت بين

الجدران تحدث نفسها تنتظر أن يغادر ذاك المغرور .


*
*
*

فتح له باب المكتب فدخل فورا وتبعه هو منصاعا وإن مكرها

وأغلقه خلفهما فلم يتركه ولا ليصعد لغرفته ويستحم فورائه

ما الله وحده يعلم ما يكون وكل ما سيفعله عمه وهو متأكد منه

بأنه سيتلف باقي أعصابه المدمرة أساسا ، وما توقعه حدث

فعلا حين التفت دجى ناحيته وقال بحزم

" أريد أن أفهم الآن يا مطر ما سبب ما حدث وما قلت

أمام الاعلام ؟ "

أمسك خصره بيديه من تحت سترته المفتوحة وأشاح بوجهه

جانبا قائلا ببرود

" فعلت ما فيه مصلحة الجميع وأولهم ابنتك "

لوح بسبابته قائلا بحدة

" كم مرة حذرتك سابقا من جرحها ومن إهانتها أو العبث

بمشاعرها لكني لو كنت أتحدث مع جدار لاستوعب ما قلت "

نظر له نظرة تشبة نظرته السوداء فسبقه قائلا بذات حدته

" هي ابنتي ولن أرضى فيها جرح النسيم يا مطر وقلت مرارا

وتكرارا توقف عن تدميرها والتعامل معها كآلة حرب "

كان سيتحدث وبما يعلمه دجى جيدا وهو نسب الملكيات لنفسه

كتبرير واضح لأفعاله الدائمة فسبقه قائلا بحدة

" قلت ابنتي ... هي ابنتي قبل أن تكون زوجتك "

أشار بيده جانبا قبل أن يشير بها لنفسه وهو يقول بحدة مماثلة

" ابنتك أجل ... لكنها حبيبتي "

نظر له دجى بصمت فتأفف ممررا أصابعه في شعره قبل أن

يتابع بغضب

" هي زوجتي وأم ابنتي يكفي ما ضاع من عمري بعيدا عنها

فلن اسلمها الآن لشعيب غيلوان ولا لغيره كائنا من يكون ولا للموت "

همس عمه بجمود

" استغفر الله يا رجل "

لكنه كان كبركان تغلبت عليه حممه الراكدة وتفجرت في أقوى

لحظات الضعف رغم صراخه الغاضب

" لست أفهم متى سيتركها الرجال وشأنها ومتى سيقتنعون

بأنها لي .. لمطر شاهين فقط ، حتى متى سأدفع حبها لي ثمنا

لإبقائها في حضني ؟ حتى أخسرها نهائيا والجميع معي ؟ "

واجهه بغضب مماثل قائلا يشير له بسبابته

" أنت من يدفع مشاعرها نحوك للهاوية يا مطر فلا تحاول

إلقاء اللوم على الآخرين "

رفع يديه جانبا قائلا بنزق

" أجل معك حق تريد أن اخبرها وبكل بساطة بأن قضية الثأر

لازالت تلاحقك وأن تلك العائلة يبحثون عنها هي تحديدا وابنتها

من بعدها لتقدم نفسها لهم مقابلا لإنقاذك ؟ "

لوح بعدها بسبابته جهته قائلا

" قسما أن تفعلها دون تردد وأنا من يعرفها أكثر منك بل

وتيما ستحذوا حذوها ودون تفكير ونحن لم نعلم حتى الآن

ما ورائهم ولما يبحثون عن نسلك تحديدا ؟ "

وتابع وقد أشار لصدغه الأيمن

" لا يخبرك عقلك أنهما لن تدفعا ثمن قتلاهم الثلاثة وبأبشع

مما تتخيل فآخر ما وصلني عن ذاك البربري أنه يقسم بأن يذيق

سلالتك العذاب إن فقط أثبت وجودها "

صرخ دجى برفض

" ليس بهذه الطريقة يا مطر ليس بأن تقتلها حية "

قال بضيق

" كيف إذا ؟ اشرح لي حلا غيره ، ما الذي كنت سأفعله مثلا

وهم يبحثون عنها عن طريقي في كل مرة ؟ "

قال دجى بضيق مماثل

اتركها لغيرك إذا وسيقتنعون حينها بأنها ليست ابنتي "

صرخ فورا

" مستحيل ... قسما لن يهنأ لي بال حتى ترجع لحضني مجددا "

قال دجى ملوحا بيده بضيق

" سأسلمهم نفسي إذا وليفعلوا بي ما شاءوا "

قال المقابل له برفض قاطع ونبرة حازمة

" ذلك لن يجدي في شيء سوى أن نخسرك معهما وأنت تعلم

جيدا قوانينهم في الثأر ... الرجل بديه لأهله والرجلان بعنق

قاتلهما والثلاثة بعنقه وبسلالته وأنت لم تقصر فيهم أبدا "

قال بذات ضيقه

" وما كنت تتوقع مني وأنا أراهم يحاولون قتل شيخ مسن

وهتك عرض ابنته ؟ أن أقف أتفرج فقط لأن لهم أفكارا مجنونة

في الثأر قد وقع والدك معهم عهودا بها فهو لم يفكر لأبعد من

أنفه يوما "

صرخ فيه فورا

" لا تلقي باللوم على والدي فهو لم يجبرك على قتلهم "

لم يعلق وابتعد عنه يتحرك في الغرفة بعشوائية ممسكا خصره

بيديه وكأنه يصارع أفكاره بالدوران حولها فقال مطر بجمود

ونظره يتبعه

" ذاك الرجل يفكر حتى في سبب عودتها زوجة لي الآن بل

وإن عادت للعيش هنا فلن يتوانى عن التفتيش عن حقيقتها

مجددا وأنت تعلم جيدا بأنك أيضا لن تراها ما لم تكن هنا "

وقف مقابلا له مجددا وقال مشيرا بيده له

" والحل إذا ؟ ها أنت لم تبقي خنجرا لم توجهه لقلبها ولازلت

تردد بأنها مهددة بالخطر "

قال فورا وببرود

" الحل لدي "

لكن ذاك الجواب لم يكن كافيا لمن اشتعل مجددا قائلا

" مطر لو أفهم ما تنوي فعله بنفسك وبها تحديدا يا رجل ؟

تحبها تعشقها وتدمرها ! ثم وتيما ما قصة تزويجها هذه ؟

أنت تعلم بأن زواجها لن يمسكهم عنها حال علموا بأنها حفيدتي "

أشاح بوجهه عنه مجددا ولم يعلق فقال بحزم

" تكلم يا مطر هل بالفعل ستزوجها وهي في هذه السن ؟ "

" أجل "

قالها ببرود ودون أن يواجه عينيه فصرخ فيه دجى من فوره

" جننت يا رجل ؟ ألا تعلم أن عمرها أربعة عشر عاما فقط ؟ "

نظر له وقال بذات بروده

" أنا أعلم الناس بعمر ابنتي "

صرخ فيه مجددا

" لا أنت فقدت عقلك لا محالة ولم يكفيك قتل والدتها فانتقلت

لها هي "

قال بحدة

" وتيما ابنتي قبل أن تكون حفيدتك "

ارتفع صوت دجى أكثر وكأنه يبارزه في الصراخ فقط

" لا تكرر كلامي يا مطر وأخبرني الآن من هذا الذي جعلك

تسلمها له دون أن تفكر في شيء لا سنها ولا عواقب هذا

ولا شيء أبدا ؟ "

قال بجمود

" شخص هو من سيقرر متى يجب أن تكون زوجة له "

قال دجى بصدمة

" هو يقرر ! "

قال من فوره

" أجل وإن قال الآن كانت الليلة زوجته "

قال المقابل له وبضيق

" ما هذا الجنون بحق الله ! هل ابنتك رخيصة درجة أن تعرضها

على الرجال يا مطر ؟ "

قال من فوره وبحزم

" أنا لم أعرضها على أحد ولن أفعلها أبدا وأخبرتك بأنه

من سيقرر متى يريدها وأنا لا أثق في شخص أكثر من ثقتي

به ليحميها من كل شيء حتى من نفسه "

مرر أصابع في شعره متأففا وقال بضيق

" ومن يكون هذا فأنت تعرف نصف رجال البلاد ويعرفوك جميعهم "

كتف ذراعيه لصدره وقال

" حتى يحين الأوان أولا "

دجى من ضرب بأصابعه على صدغه هذه المرة قائلا بضيق

" لو أفهم فقط كيف تفكر ؟ ثم ماذا إن لم يطلبها منك ؟

ماذا إن تزوج بغيرها ؟ "

تنفس بعمق مغمضا عينيه قبل أن ينظر له قائلا

" حينها ستتزوج بغيره وجميعهم سيكونون سواء "

حرك ذاك رأسه بعجز متأففا وإن كان الضيق لازال مرتسما

على ملامحه ويعلم جيدا أي أنواع الرجال يكون ابن شقيقه وأنه

لا أحد يمكنه كسر قراراته أو تغييرها لكنه لن يسمح له

وسيحاربه أيضا فإحداهما ابنته والأخرى حفيدته ، رفع سبابته

في وجهه مهددا وقال بحزم

" احذرك يا مطر من اجبارها إن هي رفضت ذلك أو أنا من

سيكون لي رأي لن يعجبك أبدا "

قال من فوره وبجمود

" لن ترفض "

صرخ فيه بحدة

" أجل واثق طبعا وتعلم بأنها لن تعصي أمرك وإن كان على

حساب نفسها "

تنهد بضيق وقال بذات جموده وكأنه لا يشتعل أمامه

" أخبرتك بأني لن اجبرها ثم هذا الحديث سابق لأوانه "

حرك رأسه بضيق ويئس منه وتحرك جهة باب المكتب قائلا

" قسما لولا أني مكبل بالعيش هنا ودون هوية لكنت أخذتهما

كلتيهما منك وافعل ما شئت حينها "

وخرج ضاربا الباب خلفه بقوة تاركا ورائه الذي لم يخرج

حممه جميعها مثله وبقيت عالقة داخله تدمره ببطء وليس يفهم

حتى متى سينظر له الجميع بسلبية وحتى من يعلمون أسبابه ؟

كان يتوقع هذه المواجهة العنيفة معه ولن تكون الأخيرة

بالتأكيد حتى يدمروا مطر شاهين هذه المرة وليس غسق ،

ضرب بيده علبة الأقلام المذهبة بقوة ناثرا كل ما فيها

على الأرض وتوجه جهة النوافذ الطويلة للمكتب ووقف

أمام إحداها ومرر أصابع كلتا يديه في شعره للخلف وأمسك

رأسه بهما بقوة وظهر أمامه فورا ذاك الوجه الدائري والنظرة
الغاضبة رغم الدموع في تلك الأحداق السوداء الواسعة وهي

تقول بحدة ( أقتلعه من مكانه إن فكر في إيجاد أعذار لك يا مطر ،

لن يغفر لك أي شيء وأي تبرير ما فعلته بي ولا إنقاذي من

الموت فلا تفكر يوما في أن تشرح لي أي أسباب )

تأفف وأخرج هاتفه من جيب سترته وبحركة عنيفة ما أن ارتفع

صوت رنينه مالئا صمت المكان وما أن نظر للرقم على شاشته

شعر بنيرانه تشتعل أكثر من اشتعالها السابق ، فتح الخط

ووضعه على اذنه فوصله ذاك الصوت المستفز فورا

" ماذا قررت ؟ "

تنفس بقوة نفسا كان كفيلا بإحراق كل شيء وقال بجمود

" كيف ستسلمني إياها عند حدود اليرموك ؟ "

وشد على فكيه بقوة حتى كان سيحطمهما حين ضحك من

في الطرف الآخر قائلا

" لا أصدق هذا ... ! مطر شاهين يتنازل عن منطقة عسكرية

كاملة بدلا من تقديم امرأة لم تعد تحمل له في قلبها سوى

الكره والحقد ! "

كتم غضبه واشتعاله هذه المرة أيضا وقال بذات جموده

" تلك لن أسلمها لك وإن أخذتم البلاد بأكملها وليس اليرموك

فقط ولن تحصل عليها ولا بعد موتي "

وفصل عليه الاتصال هامسا بوعيد

" أنا من سيجعلكم تندمون على هذا وسأريك مكانك وحجمك يا طفل "

توجه بعدها جهة مكتبه ورفع سماعة الهاتف وضغط أحد الأزرار

فيه باستمرار حتى انفتح له الخط في الطرف الآخر ووصله

ذاك الصوت قائلا

" أجل سيدي "

قال من فوره

" أبلغ جهاز المخابرات يتولوا الاتصال مع صاحب الرقم الأخير

في هاتفي ، لا أريد سماع صوته مجددا وسأعلمهم بكل ما

عليهم فعله "

" حاضر سيدي "

ضرب بعدها سماعة الهاتف وغادر ذاك المكان أيضا فعليه

الآن إعطاء الأوامر بإخلاء اليرموك تدريجيا



*
*
*

سارت حتى نهاية الممر ثم عادت لباب غرفتها ودخلتها دون

أن تغلق الباب ثم سرعان ما خرجت منها مجددا وسارت حتى

طرف الممر ووقفت تنظر من هناك فلم يعد يمكنها البقاء أكثر

بعدما سمعت صراخهما الذي وصل لجميع أنحاء المنزل تقريبا

تشعر بقلبها يحترق وإن لم تطفئ تلك النيران فيه فستحرق

كل شيء فيها ، مررت أصابعها في شعرها للأعلى حتى نهايته

لتتناثر تلك الغرة الحريرية على أطراف وجهها وتحركت من

هناك مسرعة ومجتازة بهو المنزل الفارغ جهة الممر الشمالي

والذي لا يحوي سوى غرفة جدها ساكن المنزل الجديد فتلك

الجهة لم تكن مستخدمة من قبل وتلك الغرفة فيها تعتبر كملحق

للمنزل تفتح على الخارج أيضا حيث فناء المنزل الخلفي وتم

اختيارها خصيصا من أجله ومن أجل أي حالة طارئة لوجوده

السري هناك .

وصلت باب الغرفة وفتحته دون طرق ودخلت ووقفت متسمرة

مكانها تنظر ليس للذي كان جالسا على السرير ينظر للأرض

متكئا بمرفقيه على ركبتيه والذي جاءت لهذا المكان من أجله

بل للذي ظهر أمامها وكان يقف خلف ذاك الباب قبل أن تفتحه

ويبدوا أنه كان هنا لذات السبب وهي من ظنت أنه في غرفته

البعيدة عن كل ذاك الضجيج خاصة أنهما وصلا من وقت

قريب وخمنت بأنه سيكون نائما أو يستحم فخرجت هكذا دون

حجاب وببنطلون جينز وقميص أحمر ضيق بالكاد يصل طوله

لوركيها ، كان عليها أن تتعلم من أخطائها السابقة ولا تخرج

هكذا فلا ينقصها أن يتهمها بأنها تتعمد فعل ذلك في وجوده .

أبعدت نظرها عنه لحظة أن أشاح هو أيضا بوجهه جهة الجالس

هناك فكتمت وجعها ككل مرة وتخطته ووجهتها الذي لازال

على حالته تلك ويبدوا مستاء بل وغاضبا بشدة من ملامحه

التي لا يمكن وصفها وصمته المخيف ، جلست أمامه على

الأرض ورفعت رأسها ناظرة له لتبتعد تلك الغرة الحريرية

عن ملامحها وقالت هامسة وبحزن

" جدي ما بكما تتشاجران ؟ ماذا حدث ؟ "

أشاح بوجهه جانبا وتمتم ببرود وتجهمه لم يخف أبدا

" لا شيء "

أمسكت يده بأصابع يديها البيضاء ونصف ذاك الكف يخفيه

كمي قميصها الطويلان وقالت ونظرها لازال معلقا بوجهه الذي

يشيحه عنها

" اصواتكما لم ترتفع هكذا من قبل ! ماذا حدث جدي ؟ "


وقف على طوله قائلا بضيق

" قلت لا شيء يا تيما فتوقفوا عن إزعاجي بهذا السؤال "

نظرت له بحزن ولازالت تجلس بركبتيها على الأرض أمامه

فيبدوا أن الموجود هنا سأله أيضا عن السبب ولم يحصل

على أي جواب لكن لا أحد مثلها يعلم عن علاقتهما سابقا فلم

يتشاجرا يوما أو تسمع أصواتهما مرتفعة بذاك الشكل ولم

ترى جدها بهذا المزاج السيء أبدا فما الذي حدث الآن ويخفونه ؟

وقفت على طولها وقالت ناظرة لعينيه

" بل ثمة ما تخفيانه ومتخالفان في أمره ومتأكدة من أنه

يخص والدتي "

لوح بيده قائلا بضيق

" لا شيء سوى أن والدك فقد تعقله وعقله وبات يرى الأذى

حماية والخطأ صوابا ، بل وجنونه تخطى الحدود "

وتابع متوجها لحمام الغرفة

" ولا أستبعد أن يهيم في الطرقات قريبا يهذي كالمجنون "

وما أن وصل باب الحمام التفت لها وقال بضيق

" وأنتي أصحيح توافقين تزويجه لك وأنتي بهذا السن ؟ "

نظرت له بصدمة وقد انفرجت شفتاها وتاهت الحروف منها

بين أنفاسها المتلاحقة وانتقل نظرها لا شعوريا ناحية الواقف

قرب الباب يديه في جيبي بنطلونه والذي كان ينظر لها وقد

أشاح بوجهه عنها فورا فشعرت بتلك الغصة المؤلمة في قلبها

وتنفست بعمق عائدة بنظرها للذي لازال واقفا مكانه ينتظر

جوابها وهمست بصعوبة تشد أناملها حتى كانت ستمزقها

" لا أستطيع مخالفته في شيء جدي "

قال بأحرف مشدودة

" ولا إن قلت أنا بأني لست موافقا يا تيما ؟ "

غصت بريقها وبالكاد وجدت صوتها وقد قالت برجاء

" جدي أرجوك لا تضعني في خيار بينكما فلست أتخيل أن تفكر

في أن والدي قد يفعل أمرا يؤذيني "

دخل حينها الحمام ضاربا بابه خلفه بقوة أرجفت جسدها تنظر

لمكان وقوفه بأسى وتوجهت مسرعة جهة الباب لتخرج قبل

أن تغلبها دموعها في وجود ذاك الرجل لكن يده كانت أسرع

منها وقد أمسك برسغها وأدارها ناحيته بقوة تحرك معها

شعرها الأسود الناعم حولها وأخفت غرتها أغلب ملامحها ،

شد على رسغها من فوق كمها الطويل وقال ناظرا لعينيها

وحدقتيها الزرقاء الواسعة

" من يكون ؟ "

تنقلت نظراتها في عينيه الجامدتين كحجرين أسودين وقالت

بثبات وإن كان قلبها يرتجف وبشدة

" وفيما يعنيك الأمر ؟ "

حركها من رسغها بقوة كادت توقعها أرضا وخرج تأوهها

المتألم خافتا حين اصطدم ظهرها بجدار الغرفة قرب الباب

ووقف أمامها مباشرة بل واقترب منها بطريقة بعثرت

حواسها ومشاعرها وأنفاسها وكل ما يربط جسدها بالحياة

وهي تنظر لعينيه القريبتان منها بصدمة وليست تعلم بأنه

يقاوم وقتها وبشدة رغبته في دفن وجهه في عنقها ليشعر

بدفء بشرتها .. أنوثتها .. رقتها .. نعومتها .. فينسى بها

جميع هموم حياته السابقة لكن كيف وأميالا طويلة تفصله عن

كل ذلك ! رفع يده ورسغ يدها لازال فيها وضغط بها على الجدار

فوق رأسها وقال ناظرا لعينيها بعدائية قاتلة

" أرأيت ما يوصلك له غبائك ؟ حتى علاقة جدك بوالدك باتت

ضحية من ضحايا شخصيتك المهزوزة "

اتسعت عيناها ولم تستطع التحرك وشعرت بأنها عالقة في

مكانها وكانت أنفاسها ستتوقف تماما مع توقف قلبها عن

الخفقان ما أن قرب وجهه منها أكثر حتى كانا أنفيهما سيتلامسان

وهمس من بين أسنانه ناظرا لعينيها

" من يكون ذاك الرجل يا تيما ؟ تكلمي لأجد من أرتكب فيه جرما "

سحبت أنفاسها بصعوبة مختلطة بأنفاسه الدافئة وهمست برجفة

تتجنب النظر لعينيه

" ابتعد عني "

وانتفضت كضبي صغير شعر بالخطر ما أن شعرت بملمس

أنفه فعلا هذه المرة على أنفها وقد همس بتأني

" ليس قبل أن تنطقي بإسمه "

كانت تعلم بأنه يحاول إضعافها وإرباكها وكانت بالفعل ستستسلم

وتقر بالحقيقة فلم يعد بإمكانها السيطرة على مشاعرها أكثر

من ذلك ولا على توترها بسبب قربه هكذا .

أغمضت عينيها وتنفست بعمق حامدة الله في سرها ما أن طرق

أحدهم باب الغرفة مبعدا له عنها وسامحا للهواء بالعبور

لرئتيها مجددا ، وما أن دار مقبض الباب حتى أفلتها مبتعدا

عنها بحركة واحدة سريعة قبل أن يدخل صقر الذي قال

مبتسما ينقل نظره بينهما باستغراب

" شقيقي واسمه دجى هنا أم أني أخطأت في رقم الغرفة ؟ "

تحركت حينها التي كاد يغمي عليها من الاحراج وركضت خارجة

من هناك ونظره يتبعها قبل أن ينتقل للذي بقي واقفا مكانه ينظر

للأرض ممررا أصابعه في شعره وقال

" هل لي أن أفهم ما الذي يحدث هنا ؟ "

نظر جهة الحمام متجنبا النظر له وقال

" خالي دجي في الداخل ويبدوا مستاء للغاية وثمة حوار


عنيف دار بينه وبين مطر "

كان صقر سيتحدث لولا أوقفه باب الحمام وقد انفتح وخرج

منه الذي كان يمسح رسغيه بالمنشفة متمتما بالتشهد ورماها

على الكرسي قائلا ببرود

" ألا غرف لدى أصحاب هذا المنزل ؟ "

قال صقر مبتسما

" بالطبع ثمة غرف لا حصر لها لكن ثمة ما تكون الإثارة فيها أكبر "

حرك دجى رأسه بيأس منه ولم يعلق وقد بدأ بإنزال كمي قميصه

فنظر صقر للواقف أمامه والذي كان قد عاد للنظر للأسفل

تفرك أصابعه شعر قفا عنقه وقال

" هل قررت فعلا مغادرة المنزل ؟ "

وغضن جبينه مستغربا حين لم يجب وقال

" قاسم أنا أتحدث معك ! "

رفع ذاك حينها رأسه ونظر له في صمت فقال بابتسامة جانبية

" كنت أسألك عن قرارك الأخير بالمغادرة من هنا ؟ "

تحرك حينها من مكانه وقال ببرود مغادرا

" لا أعلم "

وخرج فورا فنظر صقر للذي رفع سجادة الصلاة وقال

" ما به هذا الجنوبي في كل يوم بقرار ؟ "

فرد دجى السجادة قائلا ببرود لحظة ارتفاع صوت الأذان عاليا

" لا أعلم سوى أمرا واحدا بأني رميت نفسي هنا في منفى

حتى المسجد لا يمكنني الصلاة فيه "

ربت صقر على كتفه قائلا

" استعن بالله يا شقيقي فوحده بيده الحل لكل هذا ، ثم أليس

مرحبا بمنفى فيه ابنتك وحفيدتك "

وقف على طرف السجادة قائلا بسخرية

" أخشى أن لا يكون فيه ولا واحدة منهما "


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 01:12 AM   #6292

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فتحت باب الغرفة ودخلت فالتفتت لها الواقفة أمام المرآة تضع

قرطا دائريا صغيراً في أذنها فتوجهت نحوها وأمسكت يدها

وأدارتها حول نفسها قائلة بدهشة

" رائعة ماريه .. !! لم أكن أتخيله جميلا هكذا ! لقد غيرت

رأيي السابق به "

لمست بطرف أصابعها القرط الذي لبسته منذ قليل تتأكد من

مكانه وقالت

" أخبرتك أنه سيكون جميلا "

قالت الواقفة أمامها تبعد غرتها عن طرف عينها

" حسنا علينا الاعتراف بأن تناسق جسدك الرهيب السبب "

وتابعت مبتسمة وملوحة بيدها

" لا يستطيع المرء أن يجد فيه عيبا أبداً "

قالت المقابلة لها بابتسامة صغيرة

" وفستانك جميل أيضا وها قد تغلبت على والدتك "

مطت شفتيها بضيق قائلة

" عليها أن تقتنع بأن هذا ما يناسب عمري فأنا في السابعة

عشرة ولست أفهم لما تريد أن ألبس ملابس مسنات ؟ "

ابتسمت لها ودارت جهة المرآة مجددا تضع القرط الآخر ورفعت

خصلة من شعرها خلف أذنها ونظرت لنفسها بعدما أصبحت جاهزة

تماما ، كان فستانها باللون الأحمر ومن القماش الحريري بكتف

واحد ملتفا على جسدها من الأعلى وينساب بنعومة من خصرها

حتى الأرض ويلتف حول خصره حزام أبيض من القماش وبشكل

أزهار مطرزة وكتفه تتدلى منه قطعة قماش من ذات اللون بذات

طوله قد تم إمساكها ودمجها تقريبا مع تفاصيل الفستان من

الأمام مرورا بالحزام ومن الخلف تنزل من الكتف للأسفل مباشرة

دون أن يمسكها شيء ، كان تفصيله غريبا لكنه رائع وبشكل

مبهر وشعرت بالرضى عن نفسها تماما به حتى أن تركها

لشعرها مفتوحا كما طلبت زوجة عمها بسبب كتفه العاري تناسبت

معه وأبرزت ملامحها وعيناها الذهبية الواسعة كما أن أحمر

الشفاه الدمي اللون انسجم تماما مع لون الفستان ...

العقد المصنوع من اللؤلؤ الطبيعي والسوار المماثل له والقرطين ..

كانت جميعها قطع فنية متناسقة .

نظرت لخاتم الزواج في الدرج المفتوح أمامها وابتسمت بألم فهذا

ما لن تحتاجه أبدا ، أغلقته بقوة وشعرت حينها بذراعي ساندرين

اللتان التفتا حول كتفيها فرفعت نظرها للمرآة ونظرت لعينيها

الزرقاء الغامقة الجميلة وابتسامتها المميزة حين قالت

" رائعة ... لو فقط تتخلصي من هذه النظرة الحزينة وتستبدليها

بابتسامة رائعة من ابتساماتك البريئة المميزة كي لا تفسدي

كل هذا الجمال "

أسدلت جفنيها للأسفل ولم تعلق فقالت التي ضمتها أكثر

" ماريه لا تهتمي لأمره واتركيه هكذا حتى يجد لنفسه حلا لما

أقحمك معه فيه وكوني أنانية مثله "

رفعت نظرها لعينيها مجددا وهمست بحزن

" هل يمكنك انتزاع أوردتك من قلبك ساندي ؟ "

وتابعت مبتسمة بألم وقد رفعت نظرها للأعلى

" لكني سأعتاد وسأنساه يوما مهما كان بعيدا "

ابتعدت عنها وقالت تنظر لها في المرأة وهي تمسح دمعة يتيمة

ترفض أن تفارق جفنها

" أعلم بأنك لن تستطيعي أن تكرهيه ماريه لكن التنازلات تحطم

المرأة صدقيني ، فلا تنسي ذلك أبدا ولا تنسي أيضا بأن الرجل

أناني ولن تسيطر عليه إلا واحدة مثله تشعره دائما بأنها

الأهم لدى نفسها من أي شيء آخر حتى هو نفسه لأنه إن شعر

بضعفها في أي لحظة داس على كرامتها ، هم لا يعترفون

سوى بمسمي واحد للحب وهو موت أحد الطرفين ليعيش

الآخر وإن قتل المرأة التي يحبها كي لا تصاب كبريائه "

حضنت نفسها تنظر للأسفل بحزن وشعرت بملمس يدي الواقفة

خلفها على ذراعيها العاريان ووصلها صوتها هادئا هذه المرة

" لذلك أردت أن تفتحي رقم هاتفك وأن لا تجيبي على اتصالاته

ولا تختاري إغلاقه نهائيا لأن الأولى قوة بينما الأخرى

ضعف ماريه "

التفتت لها بكامل جسدها وقالت بحزن والدموع الدافئة

تملأ عينيها

" يمكنني تحمل أي شيء وأن أدعي القوة أمامه في أي وقت

ومكان إلا إن رأيت تلك المرأة برفقته "

وتكسر صوتها وقد تابعت ببحة بكاء ودمعتها تتدلى من رموشها

" اقسم أن أموت حينها ولن تجدي مواعظ الأرض جميعها معي "

أمسكت وجهها وقالت ناظرة لعينيها

" أنتي مريضة بحبه ماريه وعليك أن تشفي منه بنفسك

لا أن يساعدك هو على ذلك "

أبعدت نظرها عنها وهمست بحزن

" لما لا نتوقف عن التحدث عنه ساندي ؟ "

تنهدت الواقفة أمامها بعمق وأبعدت يديها قائلة

" أنا فقط أخشى أن يكون هناك ماريه وأن يحاول تغيير

رأيك وقرارك "

أشاحت بوجهها جانبا وقالت

" لن يكون هناك فهو يرفضهم وحفلاتهم فما سيأتي به الآن ؟ "

أمسكتها من ذراعيها مجددا وقالت بجدية ناظرة لوجهها

الذي كانت تشيحه عنها

" قلبي يخبرني بأنه سيأتي للحفل فأريدك أن تستمري على

موقفك ولا تسمحي له بخداعك بكلمة ( تفَهّمي موقفي وظروفي

وانتظري وما إلى ذلك ) أنتي الأحق به من عمله ومن مهامه

ومن كل شيء إن كنت فعلا تعنين له وإن شيئا بسيطا "

انفتح باب الغرفة فجأة قاطعا حديثهما ذاك فرفعت ساندرين

نظرها للسقف فورا وقد وصلها صوت والدتها الحانق

" فعلتها إذا ساندي؟ "

أبعدت يديها عن ذراعي الواقفة أمامها وأغمضت عينيها

متمتمة ببرود

" رحماك ربي "

قالت والدتها من خلفها وبحدة

" أعيدي فلم أسمعك ؟ "

دارت ناحيتها وقالت بضيق فاردة ذراعيها

" انظري أمي ها هو أمامك لم يتعدى طوله ركبتاي بل يكاد

يصل لنصف ساقاي ... هذا ليس قصيرا أبدا وأكمامه حتى

مرفقاي ، هل تريدين أن ألبس معه بنطالا أيضا ؟ "

غادرت تلك من فورها متمتمة بحنق

" اللهم ألهمني الصبر عليها "

فتأففت من تركتها خلفها ودارت ناحية من أصبحت مقابلة لها

مجددا هامسة بضيق

" ها قد نزعت باقي المزاج ولم تترك لزير النساء ذاك شيئا "

ابتسمت الواقفة أمامها تمسك ضحكتها فقالت مبتسمة بحماس

" رائع هكذا أنتي أجمل "

ثم سحبتها من يدها جهة الباب قائلة

" بسرعة فالمسافة حتى بريستول مقربة الساعتين "

وتابعت بضحكة وهما تغادران ممر غرفتها

" ولم اخبرك أيضا أني وجدت شبيه الفستان الذي أحضره لك

ذاك الهازاني سابقا في أحد متاجر بوند ستريت وكاد يغمى علي

حين سألت البائعة عن سعره ... لا ولا يوجد منه سوى قطعتين

فقط في انجلترا بأكملها ! أتساءل أحيانا كيف يفكر ذاك الشاب ؟ "


*
*
*

وقف أمام المرآة وأغلق زر السترة السوداء الفاخرة تحتضن

ذاك الصدر العريض والقميص الأبيض الناصع تزينه ربطة

عنق رمادية غامقة أعطته مظهرا مميزا ومختلفا تماما عما يعرف

عنه فهو يكره هذه الملابس المعقدة المقيدة كما يكره الحفلات

ويتجنبهما منذ كبر هنا ولا يعجبه شيء مما يحدث فيها ، رفع

المشط وسرح به شعره للخلف مجددا لكن الأمر لم ينجح هذه

المرة أيضا فتأفف بحنق ورماه على الطاولة وفتح الدرج بحركة

عنيفة يفتش في الأغراض المكومة فيه ، كثافة شعره ونعومته

لا تساعده أبدا في التحكم به ويكره أن يكون ملزما بمظهر

مرتب وكأنه دمية عرض ، أخرج علبة معينة وسكب منها في

راحة يده ورماها في الدرج مجددا ووزع ذاك السائل بين يديها

ثم مرر أصابعه بين خصلات شعره للأعلى بالتتابع فهذا أمر

آخر يكرهه وأكثر من سابقاته لكنه مضطر لوضع القليل منه

ليتحكم في تصفيف هذا الشعر المزعج كي لا يتحرك مع حركته

وحركة الهواء ، مرر المشط خلاله مجددا ونجح الأمر هذه المرة

فرماه وتوجه جهة هاتفه الذي ارتفع رنينه مجددا ورفعه

وأجاب قائلا

" مرحبا لوسي "

وصله صوتها الرقيق فورا

" تيموثي لا تتأخر حبيبي والدي في انتظارك "

تنهد بعمق وقال بجمود

" حسنا أنا قادم فما يزال المساء في أوله "

قالت مبتسمة

" أجل .. أنا فقط لا أريدك أن تنسى أو تتأخر ... وداعا حبي "

رمى الهاتف حيث كان وعاد جهة مرآة التزيين ولبس ساعته

مستغفرا الله بهمس ، عليه أن يتأقلم مع هذا الدور السخيف

بما أنه لا مفر له منه قبل أن يرتكب جرما في أحدهم وتلك المدللة

طبعا على رأس القائمة ، مرر أصابعه على فكه وصولا لقفا عنقه

وتنفس بقوة مغمضا عينيه قبل أن يرجع للهاتف مجددا ، رفعه

وأجرى اتصالا لم يدم طويلا وهو يستمع لصوت المرأة التي

تخبره بأن الرقم الذي يطلبه مقفلا ، ضغط زر إنهاء الاتصال

بقوة هامسا من بين أسنانه

" ماريااا ... ماريا يا حمقاء "

ثم رماه مجددا حيث كان ووقف مواجها للنافذة ورفع يديه

مكبرا قبل أن يضمهما جهة صدره فلم يكن يريد المغادرة

قبل وقت صلاة العشاء فأولئك الأثرياء الهامشيين قد لا يكون

ثمة حدود لساعات سهرهم ليلا ولن يترك صلاته لما بعد

منتصف الليل متهاونا أبدا .

وقف بعدها ودس هاتفه في جيبه وغادر الغرفة من فوره بل

وشقته والمبنى السكني بأكمله ، ركب سيارته ونظر لساعته

لبرهة قبل أن يدير المفتاح ويشغلها وغادر من هناك فورا .


*
*
*

اندست تحت اللحاف أكثر تتمسك به بقوة تدس وجهها فيه

وجسدها بأكمله يرتجف كضربات قلبها المتتالية فلم تعرف

حياتها شعورا مماثلا لهذا ولم يقترب منها رجل بذاك الشكل

من قبل درجة أن تصبح تتنفس أنفاسه الساخنة وترى تفاصيل

حدقتيه بدقة فحتى حين احتضنها سابقا في تلك الليلة التي

أنقذها فيها لم يكن شعورها مماثلا لهذا رغم فضاعته آنذاك ،

لو تفهم فقط ما يريده منها !

أليست ساذجة ذات ماض متسخ ؟

وشخصية مهزورة ؟

ألا يريد الزواج بواحدة بماض نضيف ؟

إذا ما يريد بالذي ستتزوجه يسأل عنه ؟
متى سيتوقف عن إيذائها وإهانتها بهذا الشكل ؟

ألا يعلم بأن عمره فوق ضعف عمرها ؟

ألا يفكر في أنها أضعف من أن تكون في مواجهته ومن أن تجاريه ؟

لماذا لا يتركها وشأنها ؟

ألا يكفيها أن تراه أمامها هكذا ينفر منها ويكرهها ويحكم عليها

بالسوء وهي أبرأ من أن تكون كذلك ؟

شدت أسنانها على قماش اللحاف مغمضة عينيها بقوة

ما أن طرق أحدهم باب غرفتها ومن حماقتها نسيت أن تغلقه

بالمفتاح .. قد يكون جدها أو والدها أو حتى عمها صقر

وكل واحد منهم سيفتح الباب بالتأكيد إن طرق أكثر من مرة

ولم تجب أما الخادمات تم صرفهن جميعا قبل وصول جدها

حتى يتم استبدالهن بأخريات من خارج البلاد ، لكن قد يكون

شخصا آخر لن يدخل إلا إن أذنت له أو فتحت الباب بنفسها

وهنا ستكون أوقعت نفسها في قبضته مجددا لذلك ليس

بإمكانها أن تسمح للطارق بالدخول الآن وكائن من يكون

ولا أن تفتح له الباب .

جلست مبعدة اللحاف عنها ما أن غادر الواقف في الخارج

وتنفست بارتياح تضع يدها على صدرها فها قد ذهب وكائن

من يكون ، مدت جسدها وأخذت هاتفها من على طاولة

السرير واستوت جالسة مجددا تبعد غرتها عن وجهها وكتبت

رسالة وأرسلتها لرعد فورا وكان فيها ( سألني من يكون ولم اجب )

هو متفرغ هذه الفترة تماما وسيقرأ رسالتها سريعا بالتأكيد وهو

من سيساعدها في أن تقرر ما تفعل لأنها تخشى أن تفعل أمرا

تندم عليه فيما بعد ويوبخها هو أيضا لأنها لم تأخذ رأيه ، وصلها

رده سريعا كما توقعت ( ألم اخبرك بذلك ... جيد ابقي على

موقفك وسيحدث ما قلته حرفيا وستري بعينيك )

أنزلت الهاتف لحجرها متنهدة بيأس ... يعتذر منها !!

هي ترى أن رعد يأمل فيه كثيرا وكأنها لم تحكي له ما حدث

بالتفصيل ! بل هو لم يرى تصرفاته لما كان وثقا من نفسه هكذا .

وصلتها رسالة أخرى منه ففتحتها وكان فيها ( تذكري يا تيما

أنك قد تحتاجين لقول الحقيقة له يوما ما وأنتي فقط من سيكون

بإمكانه تحديد متى يكون ذلك )

أغمضت عينيها متنهدة بعمق تشد أناملها على الهاتف فيها بقوة

قبل أن تفتحهما محدقة في الفراغ بحزن ، ليست تفهم ما يقصد

فعلا ولما يكرر هذا دائما ؟ أي وقت هذا الذي ستكون فيه مجبرة

على قول الحقيقة له كي لا تعاني طوال حياتها !

رمت الهاتف من يدها ومعه جميع تلك الأفكار وغادرت السرير

فعليها رؤية جدها فسيكون غاضبا منها بالتأكيد وهذا ما لا تريده ،

سحبت حجابها من العلاقة الخشبية بجانب الباب وفتحته لتخرج

فقفزت مكانها بشهقة فزع ووضعت يدها على قلبها هامسة

بنفس متقطع

" لقد أفزعتني "

نظر لها الواقف أمامها باستغراب وقال

" ولما أفزعتك ! ممن أنتي خائفة ؟ "

نظرت له بصدمة وقالت

" أ.... لا أنا فقط كنت شاردة الذهن و... كنت أود الذهاب لجدي "

أمسكها من يدها وقال مغادرا بها

" جدك نائم الآن .. تعالي ثمة أمر مهم علينا فعله ولا داع

للبس الحجاب فقاسم غادر منذ قليل وقال لن يرجع قبل المساء "

وضحك متابعا

" ثم هو حفظ شكلك هكذا فما الداعي لتغطية شعرت ؟ "

عبست ملامحها وتمتمت ببرود

" لم أكن أعلم بأني سأجده هناك ... ظننته نائما "

قال مبتسما وسالكا بها بهو المنزل الواسع

" هذا طبيعي طالما هو مقيم هنا وما أن يغادر لن تقيدي نفسك هكذا "

رطبت شفتيها بطرف لسانها وقالت بعد تردد تجاري خطواته

" متى قال سيغادر ؟ "

قال وهما خارجان من باب المنزل

" لا أعلم فهو لم يحدد وقتا معينا لكنه قال سيشتري قريبا

منزلا هنا في حوران "

تنهدت بصمت ولم تعلق وليست تعلم أسعدها هذا الخبر أم لا ؟

مؤكد ستتخلص من ملاحقته لها باتهاماته وعباراته الجارحة

وليست تعلم لما تشعر بشيء ما يحزنها في هذا وفي أن لا تراه

هنا دائما رغم أنها هربت لمنزل والدتها المدة الماضية فقط كي

لا تراه وتواجهه بعد لقائهما الأول فإن هو غادر لمنزل مستقل

لن يأتي هنا أبدا إلا إن أراد زيارة جدها ومؤكد سيدخل من

باب غرفته الذي يفتح على الخارج ، هذا إن لم يتزوج فلما

سيشتري منزلا ليعيش فيه وحيدا ويترك منازل عائلتي

والده ووالدته ؟ شعرت بالتعاسة للفكرة فقط فكيف إن كانت

واقعا أمامها ؟ حركت رأسها برفض هامسة

" حمقاء توقفي عن هذا هيا "

وقف بها صقر حيث حديقة المنزل الواسعة ونظر لها

وقال مبتسما

" من تكون هذه الحمقاء وعما عليها أن تتوقف ؟ "

نظرت له بصدمة فضحك وقال مشيرا للمكان خلفه بإبهامه

" هنا توجد شجرة لكل فرد من العائلة غرسها بيديه وها قد

حان دورك "

نظرت للمكان أمامها وللأشجار المثمرة العالية فيه وقالت بدهشة

" كل واحد لديه شجرة هنا ! "

قال مبتسما

" أجل وكل واحد شجرته تشبهه فشجرة الدراق تلك لوالدتك

وهي آخر من غرس واحدة هنا أما البرتقال فلجدك ، المشمش

لنصيرة رحمها الله والزيتون لابنها قاسم أما والدك فاختار

شجرة السنديان وأصر عليها منذ صغره رغم أنها ليست مثمرة

وأصبحت كما هي عليه الآن عملاقة تضلل كل تلك الأشجار تحتها "

نظرت لها مبتسمة بحب فهي مثله بالفعل يحيط الجميع برعايته

واهتمامه ... وقوي وصامد وعنيد ، نظرت له وقالت مبتسمة

" وعمتي جوزاء وأبنائها ؟ "

أشار بإصبعه وقال

" جوزاء شجرتها التفاح هناك أما أبنائها فلم يعيشوا هنا

وزاروها مرتين فقط هذا بالنسبة لغيهم وأبان أما الفتاتان فلم تزورا

هذا المنزل حتى الآن "

وتابع ضاحكا يشير لشجرة موز بعيدة

" تلك شجرة جدك شاهين كان كابنه عنيدا على مخالفة غيره

وأصر عليها وهي لا تثمر هنا وهذا ليس مكانها وبقيت صغيرة

الحجم هكذا بالمقارنة بباقي الأشجار "

لم تستطع امساك ضحكتها ونظرت لتلك الأشجار قائلة بفضول

" وفيما يشبه كل واحد شجرته "

قال من فوره وبذات ابتسامته

" والدتك كالدراق تماما ناعمة وحلوة إن كانت كما أذكرها فهي

كذلك تماما جميلة بنعومة الحرير حلوة في كل شيء في حديثها

في طريقة كلامها .. صوتها نظراتها ابتسامتها ضحكتها وكل شيء

أما جوزاء في وقت طفولتها كانتا وجنتاها مستديرتان وممتلئتان

وحمراوتان بشدة كالتفاحتين تماما وها هي مثله أيضا إن ضربك

أحد بثمرة منه على رأسك فقدت الذاكرة بسبب صلابتها "

لم تستطع امساك ضحكتها وقالت

" بل أراها رائعة "

قال مبتسما

" بلى فداخلها أيضا مثل لب التفاح ، أما نصيرة رحمها الله

فكانت كالمشمش بالفعل طرية لينة وعطبها سهل أيضا ، وابنها

قاسم كالزيتون تماما تستفاد منه في جميع حالاته وفي كل شيء

كما حبة الزيتون مفيدة وهي هكذا وإن عصرناها أو طحناها أو

خللناها وحتى نتاج عصرها يستفاد منه ولا يرمى منها شيء وهو

كذلك رجل يستفاد منه في كل حال ووقت وموقن بأنه سينجح حيث

سيكون كرجل كصديق كزوج وكأب "

نظرت ليديها تسحب بأصابعها كميها الطويلان وابتسمت بحزن

وتابع هو بضحكة مشيرا بعينيه جهة شجرة الموز

" أما والدك ووالده فاختارا أشجارهما بنفسيهما فليفسرا بنفسهما
علاقتهما بها "

ضحكت ونظرت تبحث بحدقتيها بين الأشجار قائلة

" وماذا عن شجرتك أنت "


أشار بإصبعه وقال مبتسما

" إنها تلك هناك شجرة الإجاص مثلي تماما طرية من الداخل

والخارج تأكلها بقشورها "


ضحكت وقالت ناظرة للشتلة قربه

" وماذا اخترت لي يشبهني ؟ "

رفعها من ساقها الطويل وقال مبتسما

" شجرة اللوز "

ماتت ابتسامتها وقالت

" ولما اللوز ! هل أنا أشبه قشرة حبة اللوز "

ضحك كثيرا وقال

" لا بالطبع لكنك مثل شجرتها خضراء زاهية في الربيع

والصيف وأغصانها مغطاة بالأزهار الجميلة شتاء ... أي

لا تتعرى أغصانها أبدا "

قالت بتذمر

" والزيتون والسنديان لا تسقط أوراقهم أيضا "

أمسك خصره بيديه وقال

" هل ثمة من يكره النظر لشجرة اللوز في الشتاء ؟ إنها الشجرة

الوحيدة الرائعة الجمال في ذاك الموسم وأنتي مثلها فلما يضايقك

وصفك بأنك جميلة دائما ؟ ثم أنا لا أتراجع في اختياراتي ، كان عليا

أن أتوقع ذلك فوالدك وجدك أيضا اعترضا واختارا بنفسيهما وأمامك

النتائج فلا تعانديني كي لا تخسري وتصبحي سخرية للأجيال القادمة "

مدت شفتيها بعبوس فضحك وقال

" لا مفر لك منها وفي الشتاء القادم ستكونين الأسعد بهذا "

انحنت ورفعت المعول بحركة غاضبة متمتمة بضيق

" قل بعد عشر سنين حتى تكبر هذه الشتلة الهزيلة "


ضحك ورفع هو الفأس قائلا

" وقد يكون ابنك يركض حولها حينها "


*
*
*


دخلت الغرفة تحمل كوب الحليب الدافئ في يدها وقالت متوجهة

ناحية الجالسة على السرير تربط رأسها وتمسكه بيدها تئن بتألم

" هذا سيفيدك كثيرا فعليك شربه بأكمله "

أمسكت رأسها بكلتا يديها قائلة بصوت متعب

" هل غسلت الكأس جيدا ؟ "

ابتسمت ووصلت عندها قائلة

" أجل ومرتين أيضا "

أخذته منها وشربته دفعة واحدة ثم وضعته على الطاولة بجانبها

فجلست قربها ووضعت يدها على جبينها قائلة بقلق

" حرارتك لم تنخفض أمي ! "

دفعت يدها عنها ووضعت المنديل على فمها وأنفها قائلة بضيق "

ابتعدي عني يا كنانة أتريدين أن تصيبك العدوى ؟ وغادري السرير

بسرعة فهو مليء بالجراثيم والفيروسات "

وقفت وقالت مبتسمة

" هل سأبتعد عن المرض هكذا ؟ ثم أنا الزكام لا يأتيني مثلك بهذا
الشكل ولا خوف علي "

عادت لإمساك رأسها تهز جسدها بأنين متألم ولم تعلق لحظة أن

دخل شخص آخر للغرفة واقترب منهما قائلا

" كيف أنتي الآن؟ "

قالت التي لا زالت تحرك جسدها متألمة

" لست بخير ... لست بخير ، غادرا بسرعة لا أريد سماع أصوات

أو التحدث أرجوكم رأسي سينفجر "

نظرت كنانة لوالدها بحزن فحرك كتفيه بقلة حيلة وخرج وهي

خلفه وما أن كانا في الخارج قالت بأسى

" نحن في فصل الربيع الآن فلما تصاب بالزكام ! ومتى ستمرض
كغيرها من البشر ؟ "

حرك رأسه بعجز قائلا

" تعلمين حيدا ما قال الاطباء يا كنانة فهوس والدتك بنظافتها

ومحاربتها لجميع أنواع المخلوقات المجهرية ضارة كانت أم نافعة

لم يعزز مناعة جسدها في مقاومة المخلوقات الغريبة التي تدخله

فلم تعد مناعتها الطبيعية تقاوم أي مرض بل وحتى الأدوية لم تعد

تجدي معها ولا شيء في يدنا نفعله سوى البقاء قربها حتى تتخطى

حالتها المرضية كالعادة "

تحركت من هناك قائلة

" إذا سأعد لها شايا بالزنجبيل فقد يفيدها "

أمسكها من يدها موقفا لها وأدارها ناحيته قائلا

" شربت كأس الحليب الآن يكفيها سوائل ثم أليس ثمة حفل في

منزل عمتك ببريستول عليك أن تكوني فيه ؟ "

فتحت فمها وأغلقلته أكثر من مرة قبل أن تقول

" وأترك والدتي وهي بهذه الحالة ؟ يمكنك أنت الذهاب نيابة

عنا أو اتصل بعمتي واعتذر منها "

قال من فوره

" بل عليك الذهاب وأنا سأبقى مع والدتك "

كانت ستتحدث فسبقها قائلا بإصرار

" كنانة وجودك هناك أهم من وجودي فعليك أن تلتقي بالشاب

الذي سترتبطين به ولا أريد أن تضيعي الفرصة وتتزوجيه

دون أن تري ولا شكله أو تقيمي طريقة تفكيره ما أن

يتحدث أمامك "

أحنت كتفيها بقلة حيلة ولم تستطع أن تقول بأنها قابلته صباحا

لكنها حاولت مجددا ودون يأس

" لا داع لذلك أبي أنا موافقة من دون أن أراه ... أؤكد لك ذلك "

حرك رأسه بالنفي قائلا

" وما سيكون موقفنا أمامه وموقف والدتك أمام والدته إن ذهب

ولم يجدك وتحت أي سبب كان ؟ لن تظهري تربيتنا لك بذاك الشكل

السيء ولن نعطيهم انطباعا سيئا عنا يا كنانة فإن كنت أنت

المريضة ما كانت تلك حجة وسيظنون أننا نكذب أو أنك تدعين

ذلك كي لا تري ابنهم ، سأتصل بشقيقك ليأتي لأخذك هناك فلن

تركبي سيارة أجرى حتى بريستول وحدك "

أومأت برأسها موافقة وابتسمت له بحنان فوالدها كان دائما هكذا

بعقل كبير يزن كل الأمور ويكره ترك أي شيء للصدف وهي

ما كانت لتفعلها وتتغيب عن الحفل دون أن يكون لذاك الشاب

علم مسبق بذلك بل وكانت ستخبره من تكون ولا تضع نفسها

وعائلتها في موقف سيء أمام تلك العائلة ، أمسك وجهها بيديه

وابتسم قائلا

" لا نريد أن تضيعي زوجا مثل ابن تلك العائلة فأقل ما قد يمنحه

لك أن تكوني في بلادك وتحققي حلم طفولتك وحياتك "

ابتسمت ودموعها تملأ عينيها وأمسكت يده وقبلت بطن كفه

فقال ماسحا على شعرها

" هيا اذهبي وجهزي نفسك بالكاد سيكفيك الوقت فالمسافة بعيدة

بعض الشيء وستصلين متأخرة "

أومأت بحسنا وغادرت من أمامه فأوقفها صوته مناديا لها

فالتفتت له فقال بجدية

" أنا أثق بك يا كنانة فلا تنفردا وحدكما أو يطلب منك الخروج

من هناك وتوافقي ، لا تشوهي تربيتنا لك وإن كان الثمن أن

لا يكون ثمة زواج بينكما فأنتي أهم عندنا من رجال الأرض

جميعهم "

عادت ناحيته وحضنته بقوة قبل أن تغادر مجددا جهة غرفتها

ودخلت وحملت الفستان الذي ظنت بأنها لن تلبسه الليلة أبدا ولن

تراه ولا يراها به ، صحيح أنه بسيط جدا أمام ما سيلبسنه النساء

هناك لكنها لا تهتم ولا بكونه ابن تلك العائلة الثرية وتأمل بأن نظرتها

فيه لن تخيب وفي أنه ليس ممن ينظرون للناس بدونية لأنهم أقل منهم

ومؤكد يشبه والدته التي اختارتها له دون أن تهتم بالفروق الاجتماعية

بينهم .

دخلت الحمام مسرعة لتستحم سريعا وتجهز نفسها في أقصر وقت

ممكن فهي تشعر بحماس يكاد يقتلها لرويته مجددا ومعرفة رد
فعله ما أن يعرف من تكون .


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 01:15 AM   #6293

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




نظر لساعته مجددا ثم للباب قبل أن ينقل نظره بين الحضور

في الأرجاء ، لم يتم دعوة سوى المقربين وبعض رجال الأعمال

وشخصيات سياسية معينة إلا أن غرفة الاحتفالات الواسعة تلك

باتت شبه ممتلئة رغم أنها تأخذ أغلب مساحة الطابق الأرضي
ورواح السبب الرئيسي في ذلك بالطبع ، نظر جهته وتنهد بضيق ..

لا يفهم ما سبب دعوته لكل أولئك الفتيات لا وشقراوات جميعهن ؟

هو لا يتصرف بغرابة هكذا إلا والمدعوة ساندرين في الموضوع

ومؤكد يخطط لأمر ما ولن يستبعد حربا طاحنة هذه المرة فقلبه

يخبره بأن هذه الليلة لن تسلم من الأعاصير المدمرة ، ومن الجيد

أن جده يرفض وجود الصحافة رغم أهمية ذلك بالنسبة لعملهم

فإن سلمت الحفلة من رواح وتلك الفتاة لن تسلم من البقية خاصة

زيزفون ووالدة زوجها أو في مواجهة أي كان فتلك الفتاة ظهر أنها

تنافس حبيبة رواح بأضعاف رغم صمتها الدائم ، نظر لساعته

مجددا وتحرك من مكانه مغادرا من هناك فلن يضمن أبدا أن لا

تحظر رغم يقينه من أنها لن تخلف بوعدها لوالدة رواح لكن

مزاجها المشتعل الذي عادت به للمنزل بعد خروجهما لن يستبعد

معه أن ترفض الحضور رغم أنها لم تتحدث طوال طريق عودتهما

لكن رفضها ولا النظر جهته كان كافيا ولم يستطع هو قول شيء

ولا مناقشة الأمر معها لأنها ستجعله مذنبا وبكل بساطة خاصة

بعد العرض السخيف الذي قدمته إيلينا أمامها والذي هو موقن من

أن وجود زيزفون معه كان السبب فيه ، هو لا يريد أن يجعل من

نفسه عدوا لها وعليه أن يتحلى بضعف صبره السابق معها لأنه

ومهما بحث وتقصى ستبقى هي حلقة الوصل الأقوى بحقائق

ماضيها ولن يكتشف كل شيء ويصل للحقيقة كاملة إلا من خلالها

خاصة أن ذاك الطبيب غادر إنجلترا بجواز سفر ونزل بلاده بآخر

وليس يفهم كيف فعل ذلك ولا تفسير للأمر سوى بأن تلك اليد

القوية والسلطة العليا المجهولة وراء الأمر ! لا زال لا يفهم لما

لم يقم ذاك الشخص بفك خيوط القضية حتى الآن ! ما الذي

يمنعه فمؤكد هو لن يتوانى عن تقديم أي شيء من أجلها

والثمان سنوات الماضية تشهد له بذلك ! أويس أيضا لم يحصل

حتى الآن إلا على القليل لكنه لن يبعد ذاك المدعو بشير عن حلقة

الاتهام أبدا حتى تثبت براءته أمامه هو وقاص وليس قضاء أي

بلاد ، وما سيقومون به الآن هو مراقبته وسيكتشف جميع خباياه

وإن بعد حين خاصة أنه وشقيقتاه لكل واحد منهم والدا لكن

والدتهم واحدة وجميعهم من الحالك بينما والدتهم من الهازان

وهم والدة زيزفون والمدعو بشير وأخرى متوفاة كانت متزوجه

من خماصي وتركت بعدها ابن وإبنة ، وزيجاتها الثلاث كانت

سرية غير موثقة ونسبت أبنائها الثلاثة لعائلتها وليس لآبائهم

لذلك وافقت والدة زيزفون الزواج من والدها إسحاق فمصيرها

يشبهه ابن نسب لوالدته وعائلتها أما شقيقتها والمدعوة سلافة

فقد تزوجها قريبها من والدتها الخماصية وتزوج بعد وفاتها من

امرأة من الحالك .. إلا المدعو بشير ثمة غموض كبير حوله من

اختفائه صغيرا حتى ضنوا أنه ميت ثم ظهوره مجددا واقتحامه

حياة شقيقته والدة زيفون خصيصا حتى أنه لم يهتم ولا لإبني

شقيقته الثالثة المتوفاة فكل هذا يثير الشكوك حوله ولن يتجاهله

أبدا ومن الغباء تجاهل غموض ذاك الرجل .

ما أن وصل ممر غرفتها وقف مكانه ينظر لباب الغرفة الذي

انفتح ببطء وللتي خرجت منه ووقفت مقابلة له تنظر له بصمت ...

من وضعته في مأزق معها قبل نفسه وكأنها تريد اختبار سيطرته

على مشاعره وانفعالاته وكيف بالله عليها ستتوقع غير النظرة

التي رأتها في عينيه وصعب عليه السيطرة عليها وهو ينظر

لذاك المشهد أمامه ... الثوب الأخضر الربيعي الحريري

المنساب بنعومة على جسدها النحيل مظهرا تفاصيله حتى وركيها

لينزل بعدها بانسيابية وصولا للأرض مع ذيل خفيف خلفها ،

أحد كتفيه ووصولا لوركها عبارة عن قماش شفافي مبطن بطبقة

قماش تحته بلون الجلد وقد تم وبحرفية تثبيت أزهار قماشية

صغيرة تمسكها حبة لؤلؤ صغيرة حقيقية في منتصف كل

واحدة منها في تجمعات أنيقة باللون الأخضر الغامق وأوراق

بشكل زخرفة تم تطريزها يدويا بالعقيق الأبيض والفضي تحد

حوافها وبالعقيق الأخضر داخلها .. كانت تلك النقوش تغطي

جانب الفستان الأيمن بالكامل وتمر حواف نهاية تلك الزخارف

المطرزة بخصرها حتى منتصفه وللأسفل حتى الفخذ ويمتد

القماش لكفها في كم وأحد شفاف ومزين بذات الورود والعقيق ،

أماكتف الفستان الآخر كان كباقي الفستان من القماش الحريري

ولا كم له يخفيه شعرها الطويل الذي كانت تجمعه عند ذاك

الكتف تاركة لغرتها الخفيفة الطويلة حرية الانسياب معه

في ذاك الجانب ليظهر القرط الزمردي اللامع في أذنها اليمنى

والسلسال الفضي الذي يزين عنقها ينتهي بزمردة خضراء أيضا

تظهر بأناقة من ياقة الفستان المثلثة الشكل ، كانت وبكل

بساطة حورية فاتنة ومبهرة تحار ما الرائع فيها أكثر من غيره !

حتى الرسم الأسود الخفيف لعينيها الواسعة وأحمر الشفاه بلون

التوت البري الذي يزين شفتيها وهو ذاته لون طلاء أظافرها

الذي أبرزها في تلك الأصابع البيضاء ... هذه حورية من الجنة

بلا شك ! .

" إن كان سيئا فعليا عودة أدراجي لأني لم أشتري غيره "

رفع نظره لعينيها ما أن وصلته كلماتها الامبالية تلك فحرك

رأسه مبتسما واقترب منها قائلا

" إن كنت تودين تمريني على الكذب الليلة فساقول بأنه ليس

جميلا ولست رائعة "

وما أن وصل عندها رفع ذراعه لها فرفعت يدها له وألتفت

أصابعها حول مرفقه وسار بها قائلا بابتسامة

" لا تنسي بأنك مرافقتي الليلة والمرافقة لا تترك رفيقها وتحت أي

سبب كان "

رفعت نظرها له وقالت بابتسامة جانبية

" ولا في وجود حبيبتك تلك ولا ربيكا ولا آندريا ولا إيما ؟ "

ضحك رافعا رأسه للأعلى ثم نظر لها وقال

" إيلينا بت تعلمين جيدا أنها ليست حبيبتي ، ثم لم أكن أعلم

بأنك كنت منتبهة لمكالماتي مع موظفات مكتبي هكذا ؟ "

أبعدت نظرها لطريقهما خلال الممر ذو الأرضية الرخامية والمغطى

ببساط أحمر فاخر وقالت ببرود

" المهم أن لا تكون إحدى نسائك السبب وتلقي عليا باللوم حينها "

قال مبتسما

" لن تكون أيا منهن هنا فلا تغادري أنتي بسبب والدة زوجك

فهي لم تنسى ثأرها منك بعد "

شعر بأصابعها تشتد على مرفقه قبل أن تسحبها بعنف ووقفت

مكانها حيث كانا قرب الباب الخشبي الواسع المرتفع والمفتوح

على مصراعيه فوقف والتفت لها وقد قالت بضيق محدقة بعينيه

" لا تقل زوجك مجددا ، إن كنت أنت راض عن المرأة التي

اختارها لك جدك فأنا لا ولم يأخذ أحد برأيي أيضا "

تنفس بعمق وبطء فها هي تحتج ولأول مرة على واقع لم تكن

تبالي به ، رفع ذراعه لها مجددا وقال بهدوء

" حسنا آسف خطأ ولن يتكرر ومعك حق ذاك الرجل ليس

زوجك ولن يستمر ذلك .. وسنقول والدة نجيب "

قالت بحنق

" لا تذكر اسمه أمامي "

ضحك وشدها من يدها قائلا

" حسنا زوجة والدي هل يرضيك هذا ؟ "

لم تعلق على ما قال ودخلا المكان الذي اختلطت فيه الفخامة

بالإنارة الخفيفة المميزة ورائحة العطور الفاخرة برائحة التبغ

الفرنسي المميز نظراتها تتنقل بين الموجودين ببطء كي لا

تظهر بمظهر سخيف ، لكن ذلك كان خارجا عن إرادتها فهي

عاشت منعزلة ولم تشفى من الرهاب الاجتماعي إلا من عامين

ونصف تقريبا حتى أنها في تلك المتاجر صباحا لم تفضل البقاء

فيها طويلا ، آخر ما قال لها طبيبها بأنه عليها أن تؤمن بأنها شفيت

أو لن تتغلب على وهم المرض أبدا رغم شفائها منه فعليها

اليوم مواجهة ذلك بالرغم من أنها تكره أن تستمد ذاك الأمان

من السائر قربها الآن ورفضها خوض التجربة وحيدة في مكان

لا تعرف فيه أحدا تقريبا لكنها خشيت للحظة أن تفشل فاختارته

على الفشل ، وهذا ما كان يشعر به هو جيدا واستشفه من

حركة أصابعها التي كانت تقبض على طرف كم سترته وتحرره

كل حين ما أن دخلا واستطاع ترجمة بعض مما يحدث داخلها

وإن كان لا يظهر عليها ذلك أبدا ولن يستغربه فلا يبدوا أن

ما مرت به هين ، ليته فقط أدرك ذاك الطبيب قبل أن يغادر كان

سيستعلم منه عن أمر واحد فقط وسيفعل المستحيل ليعرفه وهي

مسألة الاغتصاب في ملفها ولما تم سحبها من القضية بالسرعة

التي ظهرت بها ! شعر بقلبه انقبض لا شعوريا من مجرد الفكرة

التي يهرب حتى من التفكير فيها ويحاول استبعادها قدر الامكان

وهذا ما فعله لحظتها أيضا وقد سار بها يمينا مجتازا بعض

الضيوف وطبعا لأن أغلبهم انجليز فمن عاداتهم أن لا يستقبلوا

الضيف من دخوله الباب رغم أن الأنظار أغلبها كانت مسلطة

عليهما ولن يستغرب ذلك في ظهورها الأول والفريد من نوعه

هكذا ، قال يسحبها من يدها

" تعالي ثمة من أريد أن اعرفك عليه أولا "

ومقصده كان شخصا عند نهاية المكان من الجهة الأخرى لولا

قطعت طريقهما التي قالت ضاحكة

" أووه لا تقل بأنك وكاص ؟ "

وقف ونظر لها ، كانت امرأة في منتصف الأربعين من عمرها

لكن اهتمامها بمظهرها وجمالها يظهرانها أصغر من ذلك بكثير ،

لم يتعرف عليها من شكلها بل من طريقة نطقها لاسمه فقال

بابتسامة جانبية

" مرحبا سيدة شيرل"
ضحكت بصوت مرتفع كعادتها التي يبدوا أن السنين لم تغيرها وقالت

" تذكرني إذا أيها المحتال ؟ ألم يكن ثمة اتفاق أن تتزوجني حين

تصبح شابا ؟ "

قال بابتسامة جانبية

" وأذكر أن الشرط لم يتحقق "

ضحكت مجددا وقالت تبعد خصلات شعرها القصير خلف كتفها

" يالك من مخادع فمشروبك كان به سكر لذلك لم يمتزج مع

مشروبي واحتلت علي "

وتابعت ونظرها ينتقل للواقفة بجانبه

" سمعت أنك تزوجت .... اوه اوه اوه لديك ذوق فريد من نوعه

لذلك خنت العهد معي إذا ؟ "

ابتسم قائلا

" هذه ليست زوجتي هي ابنة عمي واسمها زيزفون "

حركت كفها بعشوائية قائلة

" لما أسماءكم غريبة وصعبة هكذا ؟ "

وتابعت مبتعدة من هناك وملوحة بيدها

" حسنا نلتقي فيما بعد عليا البحث عن سبب هذه الحفلة فمؤكد

لم يتزوج حتى الآن "

وغادرت ضاحكة ونظراته تتبعها قبل أن ينقلها للتي همست بسخرية

" يبدوا أنك تجمع الأعمار جميعها "

ضحك وسحبها من هناك سائرا بها وقال

" تلك المرأة لم أرها منذ كنت في الرابعة عشرة وتوقفي عن

مهاجمتي "

" مرحبا سيد "

التفت لهما الذي كان يقف عند الطاولة الطويلة المليئة بالأطعمة

يقضم قطعة كعك محلى يمسكها بأصابعه وكان رجلا تجاوز الستين

من عمره بشعر رمادي وصل طوله لكتفيه غير مرتب ولكنه جميل

ذات الوقت بسبب تموجه الناعم .. سترته السوداء مفتوحة كما

زري قميصه العلويين ولم يكن يلبس ربطة عنق ، ما أن نظر له

حتى فرد ذراعيه له قائلا

" أوه سيادة وكيل النيابة الوسيم "

ضحك له وتعانقا وقال ذاك مربتا على ظهره

" ظننتك ستزورني في منزلي ما أن تعلم بخبر عودتي يا محتال "

ابتعد عنه وقال مبتسما

" لو أني وجدت وقتا لفعلتها "

ضرب على صدره بقبضة يده التي لازال يمسك فيها قطعة الكعك قائلا

" أجل أجل تعذر بحجج سخيفة "

نظر بعدها للواقفة بجانبه وقال باستغراب

" هذه ليست زوجتك ؟ لا أذكر أنها كانت هكذا حين سافرت "

نظر لها وقال

" لا هذه ابنة عمي زيزفون "

صفر من فوره قائلا

" الجمال الصامت تعني ؟ أخبرني جدك عنها سابقا "

نظر له بعدها وحرك يديه قائلا بضحكة

" كان على ضرار استبدال قطع الشطرنج فعلا "

ولكمه على صدره مجددا قائلا بابتسامة

" هذه كان يجب أن تقف بجانب الملك "

ابتسم له ونظر للتي كانت تنظر له وقد أدارت حدقتيها مبتسمة

ابتسامة جانبية فضحك ضحكة صغيرة ونظر للواقف أمامهما وقال

" هذا يا زيزفون السيد إنه أحد الرسامين المعروفين هنا وهو

صديق قديم للعائلة "

نظرت له وقالت بابتسامة صغيرة مجاملة

" سررت بمعرفتك "

فكاد يغص باللقمة في فمه والتفت للطاولة خلفه فورا ورفع

كأس العصير وشربه بأكمله قبل أن يلتفت لهما مجددا قائلا بصدمة

" ليست خرساء ! "

قال وقاص مبتسما

" لا هي كانت تعاني فقط مشاكل في النطق بسبب الأكياس المائية

في دماغها وزال السبب بزوال مسببه وانتهى "

وتابع وقد أراح يده على كتفها

" وهي صاحبة لوحة النصف المفقود "

نظر لها الواقف أمامها بصدمة ووضع ما في يده أولا قبل ينظر

لها مجددا قائلا

" أنتي من أنهى تلك اللوحة الناقصة لجوش سبنسر ؟ "


نظرت للواقف بجانبها والذي كان ينظرا لها مبتسما ثم عادت بنظرها

له وقالت هامسة بابتسامة خفيفة

" أجل "

تأوه من فوره وأبعد يد وقاص عنها وأمسكها من ذراعيها ودون

أن تفهم ما يجري أو تدرك ذلك سحبها نحوه وقبل خدها بخفة

وسرعة وابتعد عنها قائلا " يا الهي لا أصدق إن تلك اللوحة

تحولت لتحفة فنية بسببك رغم أن عائلة سبينسر لم يعرضوها

سوى ليوم واحد لكني كنت محظوظا برؤيتها "

كانت متصلبة مكانها لم تفق من صدمتها بعد مما فعل فأمال

الواقف بجانبها رأسه وهمس في أذنها مبتسما

" ها قد ظهر أنه لك حبيب أيضا "

زمت شفتيها بحنق وضربته بمرفقها فضحك ولم يعلق وانطلق

الواقف أمامهما يتحدث دون توقف عن مزايا تلك اللوحة وما تثيرة

في نفس الشخص ما أن يراها وعن أسرار وكنوز وأمور تخص

الموضوع ولا تخصه ، توقف فجأة ونظر لها وقال

" ماذا رسمت أيضا ؟ "

أبعدت نظرها عنه وهمست ببرود

" لا شيء ... أعني لا شيء مهم "

نظر لها باستغراب وقال

" لا لوحات لديك ؟ "

حركت رأسها نفيا فتأوه ونظر للواقف بجانبها قائلا

" ألا يوجد مرسم لها هنا ؟ ما هذه الجريمة الشنعاء ! "

كان سيتحدث لولا قاطعته التي اقتربت منهما وكانت في السابعة

عشرة تقريبا بفستان أسود قصير وشعر يوازيه طولا ولونا

وسحبته معها قائلة

" تعالى جدي وتوقف عن تناول السكريات هيا ... معذرة منك وقاص "

وغادرت به تسحبه مرغما لا تهتم بما يقوله وابتعدت به عنهما

فرفع وقاص كأسي عصير توت وقدم لها واحد فأخذته منه تنظر

حولها بصمت تتجنب نظراتها شخصين محددين وهما ضرار

سلطان وزوجة ابنه تلك فكل واحد منهما كان يخصهما بنظرة

الا تعجبها أبدا .. نظرة رفض وعدم رضى يرميهما بها ذاك العجوز

من حين لآخر ولم تزدها إلا إصرارا على البقاء بقرب حفيده

المفضل ، ونظرة حاقدة لم تفارقهما تقريبا من عيني تلك الكريهة

كابنها .

" تلك اللوحة تم سحبها بالفعل بعد يوم واحد من عرضها فيبدوا

أن اكتشاف هوية صاحبتها لم يكن صعبا على الجميع "

أخرجها صوته الهادئ من أفكارها تلك فرفعت كأس العصير لشفتيها

وشطفت منه ببطء ولم تعلق نظرها لازال على المدعوة أسماء

وكأنها تتحداها عمدا الند بالند وتابع الواقف قربها

" أتعلمي بأن تلك المرأة في اللوحة باتت تغير من مظهرها قدر

الامكان بسببها ؟ "

أنزلت الكأس وسرق نظرها هذه المرة وقد رفعته له رغم أنه كان

ينظر للبعيد وقالت

" ألازالت حرة طليقة ؟ "

نظر لها وقال

" لا يمكن إدانتها يا زيزفون فالحجة ستكون ضعيفة بل

وسيرفضها القضاء "

اشتدت قبضتها على الكأس بين أصابعها حتى كادت تحطمه

وتحولت نظراتها للغضب فجأة وقالت بضيق

" أفهمت الآن ما عنيت سابقا ؟ من سيدين أمثالها ومن سيخرج

ضحاياهم من السجون إن كنت أنت نائب المدعي العام تقول هذا

يا وقاص ؟ "

تنقلت نظراته بين حدقتيها اللتان تلونتا بتلك الغيوم الرمادية الغاضبة

فتابعت بحدة ملوحة بيدها حتى كاد ينسكب العصير من الكأس فيها

" لما لا يحاسب القانون من يحرض غيره على ارتكاب الجريمة

أو يدفعه لها بينما يدين فاعلها ؟ من سيأخذ بحق ذاك الشاب

من تلك الحية وغيره وأمثاله الكثيرين ؟ "

شد على أصابعها بقوة وقال بجدية ناظرا لعينيها

" سيحدث ذلك يا زيزفون فليس ثمة مذنب يهرب من العدالة الإلاهية

في الأرض طويلا ، ولن يضيع حق لم يهمله صاحبه "

أبعدت نظرها عنها وسحبت يدها من يده ومررتها في شعرها

بحركة متوترة ولم تعلق فمرر هو أيضا أصابعه في شعره

المصفف بعناية للخلف وتنفس بعمق مغمضا عينيه ، أيعقل أن

يكون هذا هو السر وراء جريمة ماضيها ! أثمة من حرض غيره

على ارتكابها أو دفعه لفعلها لذلك لم يثبت عليه القضاء أي شيء !

لكن من يكون ؟ ومن الذي اختاره ليرتكب جريمته عنه ؟

هي أم شخص آخر وهو من تصمت تماما عنه بل وتتحمل الجريمة

من أجل حمايته !! .

نظر للذي دخل من الباب للتو ثم لها ومن تحريكها للكأس في

يدها بعشوائية علم بأنها غاضبة وبأن مزاجها انحدر للسوء

فوضع كأسه وأخذ كأسها منها ووضعه أيضا وأمسك بيدها وتحرك

بها من هناك قائلا

" تعالي لأعرفك بخال رواح ووالد زوج ماريه التي التقيناها اليوم "


وسار بها ناحيته فعلى ذاك الجو المشحون أن يتبدد قليلا ، وصلا

عنده ولامست يده كتفه فالتفت له لأنه كان يتحدث مع أحدهم

وقال مبتسما ما أن وقع نظره عليه

" مرحبا بنائب المدعي العام "

قال بضحكة حفيفة

" متى سأتخلص من هذه الألقاب ؟ "

ضحك الواقف أمامه وقال

" بل عليك أن تفخر بهذا "


قبل أن ينقل نظره للواقفة بجانبه قائلا بابتسامة

" ومن تكون هذه الجميلة ؟ "

ابتسم ونظر لها قائلا

" هذه زيزفون ابنة عمي إسحاق "

قاطعهم الصوت الحانق من خلفه

" فعلتها إذا ولم تحضرها معك ؟ "

التفتت للتي كانت تنظر له بخيبة أمل وقال

" أخبرتك بأنه ليس وقته يا رقية "

وتابع باحثا بنظره في الموجودين

" ألم يحظر تيم ؟ "

تنهدت بضيق قائلة

" لا إن كان هذا سبب عدم جلبها معك "

قال متجاهلا ما قالت

" أين صاحب كل هذا الحفل ؟ "


وضحك ما أن وقع نظره على الواقف بعيدا بين أربع انجليزيات

شقراوات لا يتوقف عن الضحك والحديث معهن ومنشغل بهن تماما

وقال مبتسما

" ابنك يحتفل بنفسه بطريقة غريبة "

نظرت جهته وقالت بضيق

" وهل يتعبني شخص في الوجود مثله هو وغرابة أطواره ؟

أشك دائما بأني من ربى وقاص معه صغيرين "

ضحك وقال مغادرا ناحيته

" يبدوا كان عليك تسليمه لضرارا فيما بعد أيضا كوقاص "

تمتمت بضيق " وهل أنا من اختار كل ذلك ؟ "

ثم التفتت لهما مجددا وقالت مبتسمة

" زيزفون أنتي رائعة اليوم وبشكل لا يصدق وكثير يسألون

من تكون هذه الفاتنة "

همست بابتسامة مجاملة مغصوبة

" شكرا لك "

فضحكت ونظرت للواقف بجانبها قائلة

" لم يدعوا وقاص أحدا من زميلاته ولا أصدقائه لما تركوه لك أبدا "

وما أن أنهت عبارتها تلك نظرت جهة من دخلوا للتو وقالت مغادرة

" عذرا منكما "

وابتعدت عنهما ونظره يتبعها ونظرت الواقفة بجانبه لرسغ كم

فستانها المطرز وقالت

" تبدوا وحدها من تتقبل وجودنا معا الليلة "

نظر لها وقال

" لا تشغلي نفسك بذلك فأمثالها ممن يتفهمون وضعنا كقريبين كثر

يا زيزفون وهي بالفعل امرأة رائعة مختلفة تماما عن زوجتا

والدي الأخريتين "

قالت ببرود ونظرها على الواقف بعيدا مع مجموعة من رجال الأعمال

" لا أفهم كيف فكر جدك بغباء هكذا ؟

وتابعت بسخرية

" وأراه سيكرر هذا معكم ويزوج كل واحد بأربعة لتمتلئ مملكته

بالأحفاد طبعا "

رفع رأسه ضاحكا ثم نظر لها قائلا

" ومن سيرضى بذلك ؟ أنا لا أحب التعدد وطفل واحد يكفيني "

نظرت له قائلة بابتسامة ساخرة

" ومؤكد كمحام لا تحب الطلاق أي أن زوجتك ضمنت مكانها وللأبد "

ارتسمت ابتسامة جانبية على طرف شفتيه وقال ناظرا لعينيها

" المرأة تضمن مكانها بعقلها وشخصيتها يا زيزفون لا بأفكار

الزوج ومعتقداته فالحمقاء فقط من تفكر كذلك "

وماتت ابتسامته تلك واكتسى ملامحه الجمود وهو يرفع نظره

بالواقفة قريبا منهما بقليل تنظر ليس له بل للواقفة بجانبه نظرة

غاضبة حاقدة قبل أن ترفع نظرها له ولم تكن سوى جيهان شقيقة

جمانة فيبدوا بأنها وعائلتها وصلوا منذ لحظات ، اقتربت منهما من

فورها وكما توقع ويعرفها جيدا لن تتوانى عن فعلها فشخصيتها

مناقضة لشقيقتها التوأم في كل شيء كما مظهرها الخارجي ،

وصلت عندهما وقالت ونظراتها الباردة لازالت موجهة لزيزفون

" مرحبا وقاص "

ورفعت نظرها له حين قال ببرود مماثل

" مرحبا "


وتابع يعرفهما ببعضهما

" هذه جيهان شقيقة زوجتي جمانة يا زيزفون "

وتابع ناظرا للواقفة أمامه

" وزيزفون مؤكد سمعت عنها سابقا "

نظرت لها وقالت بابتسامة ساخرة

" آه أجل الخرساء المجنو... "

قاطعها بضيق قبل أن تنهي حديثها

" لو كانت خرساء ما عرفتها بك وأظنك رأيتنا نتحدث منذ قليل ،

وإن كانت مجنونة ما كانت هنا فهي أعقل من غيرها بكثير "

زمت شفتيها بحنق لفهمها مقصده وقالت ناظرة لعينيه

" وهذا يفترض أن يكون مكان زوجتك لاابنة عمك "

نظر لها نظرة كادت تهرب بسببها فسبق وحذرتها شقيقتها من

أن السخرية من طبعه المسالم أكبر خطأ قد يقع فيه من لا يعرفه

جيدا لكنها فقدت أعصابها ما أن رأت هذه الفاتنة ملتصقة به أو

بالأحرى يبدوا هو الملتصق بها ولا يتوقف عن الضحك والابتسام

وهو يحدثها ، قال بكلمات مشدودة تعلم بأنه لم يخرج بها كامل غضبه

" ألأجل هذا جئت هنا ؟ "

زمت شفتيها بحنق وتجنبت محاربته مجددا قائلة بشيء من الهدوء

" بل جئت أود التحدث معك قليلا ... ووحدنا "

أمسك يد الواقفة بجانبه وسحبها معه قائلا

" عذرا فلا شيء نتحدث عنه "

وابتعد بها حامدا الله أنها التزمت الصمت فهو يعرفها جيدا إن قررت

الدفاع عن نفسها دمرت نفسية الواقف في مواجهتها تماما ولا يستبعد

أن مزاجها السيء بسبب حديثهم ذاك عن القانون والقضاء السبب

لكانت ستقتص لنفسها منها بالتأكيد ولهذا ابتعد بها فلا يريدها أن

تغادر المكان بسببها .


قال مبتسما ونظره على من دخلوا للتو وكانت والدة رواح في

استقبالهم عند الباب

" ها هي رفيقة تسوقك اليوم قد وصلت هي وعائلتها "



*
*
*

رفعت سماعة الهاتف ونظرها على باب المنزل وهمست قائلة

" ماذا تريد ؟ "

وصلها فورا ذاك الصوت الرجولي الهامس كفحيح أفعى برية

" ماذا حدث معك ؟ "

دارت بمقلتيها في الأرجاء تراقب الأبواب المغلقة هامسة

" كل شيء يسير حسب الاتفاق "

عاد ذاك الهمس المبحوح مجددا

" اتفاق ماذا والأمور تبتعد من بين يديك يا سار..."

قاطعته هامسة بضيق

" كل ما فعلته سابقا لم يكفيك ؟ لقد جعلته يحرم الفتاة الدراسة

والخروج وجميع ما قد يربطها بالحياة وعاشت بائسة معقدة وحطم

حلم ابنه وبقي رأسه في تراب الأرض هنا كالنعامة وتقول لم أفعل

شيئا ؟ "

وصلها ذاك الفحيح الهامس غاضبا هذه المرة

" والفتاة ستتزوج من ابن شقيقة مطر شاهين وستنتشل بالتالي

شقيقها معها يا بلهاء ، تعلمين جيدا ما سيكون عقابك إن حدث ذلك "


ارتجف جسدها بأكمله وهمست من فورها

" لن يحدث ذلك ... أخبرتك بأني سأمنع حدوثه نهائيا وقد بدأت

في التنفيذ فتوقف عن الاتصال بي هنا "

وما أن أغلقت الخط أجفلت مفزوعة ونظرت خلفها للخادمة التي

كانت تنظر لها باستغراب فصرخت فيها فورا

" ماذا تفعلين هنا ؟ ألهذا أرسلتك سيدتك لتكوني جاسوسة لها ؟ "

نظرت لها ببرود كعادتها فصرخت فيها بقوة

" تحركي من هنا "

فانتفضت في مكانها وغادرت مسرعة لحظة أن انفتح باب المنزل

ودخل منه صاحب ذاك الوجه القاسي المتجهم وكحاله في مثل

هذا اليوم من كل أسبوع بعد عودته من سوق الخضراوات في

غرير لأنه خسر بضاعته ولم يشتريها أحد بسبب إتلافها لها

بالمياه الساخنة البارحة وهي في الشاحنة فابتسمت بمكر قبل أن

تركض نحوه وأمسكت يده قائلة بجزع

" مصيبة يا إبراهيم مصيبة "

نفض يده عنها وصرخ فيها

" ماذا حدث أيضا ؟ يكفيني مصائبي "


ضربت خديها قائلة

" مخزن الأعلاف احترق بالكامل "

نظر لها بصدمة قبل أن يصرخ فيها بغضب

" ماذا ؟ متى حدث ذلك ؟ "


قالت كاذبة

" اليوم "


نظر حوله وكأنه يستوعب أين هو قبل أن ينظر لها صارخا

" مستحيل كيف يحترق وحتى أسلاك إنارة لا توجد فيه ؟ "

قالت ببكاء تمثيلي

" لا أعلم وأنت تعلم جيدا أني لا أقترب من تلك الجهة "

تحرك من مكانه خطواته تضرب الأرض بغضب فقد كلفته تلك

الأعلاف ثمن بيعهم لمحصول أرضهم نصف عام كامل لارتفاع

أسعارها كما أن الأغنام لم تحمل أو تلد ولا يفهم لما .. ! أي أنها

تأكل دون نفع من أكثر من عامين ، توجه جهة الجدار المحاذي

للمطبخ واستل سوط الأحصنة المعلق فيه بقوة ، لا خيول لديه

لكنه يحتفض به منذ أعوام لأغراضه الخاصة فقط وليعلم كل

مذنب ما سيكون عقابه من قبل أن يفكر في ارتكابه ، وقف

منتصف صالة المنزل وصرخ بأعلى صوته

" يمااااامة "

وحين لم يسمع ردا لندائه صرخ بقوة أكبر

" يماااااااااااامة "

فانفتح باب الغرفة المقابلة له في الجانب الآخر وخرجت منه

التي قالت وجسدها يرتجف ذعرا

" نعععم أبي "

ضرب به على الأرض وقال بغضب

" تعالي هنا "

جمعت كفاها عند شفتيها وبدأت بالبكاء وتقطعت كلماتها قائلة

" لم ... لست أنا أأبي أقسم لك "

توجه نحوها وجرها من كتف قميصها بقوة ساحبا لها على

الأرض وصرخ بغضب وذاك الوحش الأسود ينزل على جسدها

الصغير النحيل بقوة

" من إذا ووحدك من يطعم الأغنام ؟

من وأنتي أصبحت طوال اليوم هناك ؟ من تكلمي ؟ "

لكن ما نفع جوابها أو كلماته من بين صراخها المتألم وبكائها

العالي ترتجف وتتلوى على الأرض تحت ضربات ذاك السوط

الذي لا يرحم من جسدها شيئا صفيره يسمع من فوق صراخها

الباكي لا أحد يمكنه منع ذلك عنها ولا إيقافه ومن سيفعلها مثلا ... ؟

الخادمة المرعوبة ترتجف عند أحد الزوايا باكية تعلم جيدا

كما سبق وحذرتها من أن من يحاول منع والدها عن ضرب

أحدهم معناه أن يضرب معه أم شقيقاها التوأمان الصغيران

اللذان لم يستطيعا اجتياز باب غرفتهما لا يشاركانها سوى في

البكاء أم الواقفة خلفه مبتسمة بانتصار لنجاح النصف الأول

من خطتها ؟ من سيشعر بذاك الجسد البريء إن لم يكن القطعة

منه والواقف فوقه يضربه بكل قوة رجل حقول تربت يداه على

الحرث والحفر ورفع الأوزان الثقيلة ؟ من سيكون بعدما فقدت

الوحيدة التي كانت ستشعر بها وستضع نفسها تحت رحمته

من أجلها ؟ فلم تترك لها الحياة سوى شقيق لا حول له ولا قوة

مع غطرسة ذاك الوالد المستبد فبدأت تناديه من بين صراخها

الباكي رغم يقينها بقلة حيلته لا تحاول سوى إخفاء وجهها

بذراعها عن ضربات ذاك السوط الذي لم يهتم صاحبه

أين سيترك علاماته وإن أفقدها إحدى عينيها .

انفتح باب المنزل بقوة ودخل منه راكضا الذي وصله صوت

صراخها من قبل أن يعبر نصف أرضهم الواسعة وندائها بإسمه

من بين بكائها وصراخها شعر بأنه سكين غرس في قلبه

وشقه لنصفين ، ولأنه أعلم من غيره بأنه لن يستطيع إيقافه

ولا أخذ ذاك السوط منه رغم أن طوله يفوق طوله فهو سبق

وفعلها ومنعه عن ضربها حين نسيت باب الحضيرة مفتوحا

وهربت بعض الأغنام فكانت النتيجة أن تضاعف عقابها وتكرر

كعقاب له هو معها فما كان أمامه الآن سوى أن ينزل عندها

للأرض وينحني فوقها حاضنا لجسدها المرتجف الباكي يتلقى

عنها باقي العقاب الذي يجهل سببه ، أن ينقذها على الأقل من

الموت تحت يديه فلا أحد له في هذه الحياة غيرها يتحمل كل ما

يعانيه من أجلها فقط .. فلن يسمح بفقدان الشيء الوحيد الذي

تركته له والدته ويربطه بذكراها


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 01:19 AM   #6294

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




ضغطت زر الطباعة وراقبت نظراتها المنتصرة الورقة التي بدأت

تخرج ببطء من الطابعة هامسة بابتسامة انتصار

" ها قد حانت ساعتك يا أويس عبدالجليل غيلوان "

فها هو مجهودها ستبدأ باقتطاف ثماره أخيرا فهي عملت لأيام على

جمع كل هذه المعلومات والتأكد منها جيدا لأن عمتها والتي تكون

شقيقة والدها تسكن الجنوب لزواجها من قريبها من والدتها

فجدتها والدة والدها جنوبية فاستعانت بابنة عمتها لجلب

بعض المعلومات لها فهم يعيشون في بلدة قريبة لبلدته هناك

وساعدها ذاك كثيرا .

سحبت الورقة من الطابعة ونظرت لها بانتصار تقرأ أسطرها

وكأنها لم تكتبها وترتبها بنفسها وتقرأها مرارا على شاشة

حاسوبها ، ستنتقم منه الآن انتقاما يليق بما فعله بها وآخره

ادراج اسمها اليوم على رأس القائمة للطلبة المجدين الملتزمين

بحضور محاضراته والجميع يعلم بأنه العكس ليوسع دائرة

التهمة حولها ونطاق الشائعات حولهما لكنها الآن وجدت

ما سيلتهون به عنها ولوقت طويل جدا ، بقي الآن أن تطبع

لها نسخا بعدد طلبة تلك الجامعة وسترى بعدها كيف سيدخلها

مجددا . وقفت وغادرت غرفتها بعدما أخذت حقيبتها معها

ونزلت السلالم مسرعة ومرت من خلف زوج والدتها الذي كان

يحدث أحدهم في الهاتف قائلا بضحكة

" كنت واثقا من قدرات ذاك الجنوبي لقد أنقذنا بذكائه من ضياع

تعبنا لأعوام "

كشرت باشمئزاز سائرة نحو باب المنزل فقد كرهت كلمة جنوبي

بل وأهل الجنوب جميعهم بسبب ذاك الرجل الوقح .


*
*
*


اقترب منها وأمسك ذراعيها وقبل خدها فالتفتت له فورا

فهي لم تشعر بدخوله ولا باقترابه ! قال وهو يفتح أزرار

سترته مبتسما " ما بها ابنة شاهين الحالك مستاءة هكذا ؟ "

قالت بضيق مشيرة بالهاتف في يدها

" زوجة والد يمامة لا تجيب ومنذ أيام أتصل بها لأذهب وأزور

يمامة وفي كل مرة تتحجج بحجة جديدة ولست أفهم لما يكونون

خارج المنزل كلما اتصلت بها وتعطيها الهاتف فقط لتحدثني

وبكلمات مختصرة ؟ حتى الخادمة قالت أن هاتفها وقع في الماء !

كنت أود الذهاب لرؤيتها وأخذ بعض الأغراض لها ولم أعد أصدق

كل تلك الحجج "

قال الذي بدأ بفتح أزرار قميصه

" هو شهر واحد فقط وستكون هنا وأنتي من حدد هذا الموعد

يا جوزاء "

قالت بذات ضيقها
" بل ثلاثة أسابيع ، ثم ما في الأمر إن زرناها كل فترة والأخرى

وهي خطيبة ابننا ؟ اتصل بوالدها وأخبره بزيارتنا فهو لن تنطلي

عليه حيل زوجته بالتأكيد "

رمى القميص وقال

" جوزاء أبعدي فكرة أن أكلمه أو أراه من رأسك فأنا لا أستحمل

ذاك الرجل إلا من أجلك وإن كان الأمر بيدي ما جلست معه دقيقة

واحدة ولولا رغبتك ما زوجت ابني بابنته "

نظرت له بضيق قائلة

" وقلت من البداية أنك لا تريدها زوجة له ؟ كنت سأبحث لها

عن غيره وإن كان عمي صقر "

لم يستطع امساك ضحكته واقترب منها وأمسك وجهها وقال

ناظرا لعينيها

" أي ستزوجينها لا محالة ؟ "

لم تعلق تنطر له بأسى حزين فقبل جبينها ثم أنفها وقال

" حسنا فقط لا تغضبي مني سأتحدث معه لكن ابنك من سيأخذك

ويرجع بك اتفقنا ؟ "

أومأت برأسها موافقة دون أن تتحدث فابتعد عنها ورفع هاتفه

وتوجه جهة الشرفة ونظراتها تتبعه وهو يعيد الاتصال مرارا

ويبدوا بأنه لا يجيب عليه وهذا حال زوجته تتصل بها من أكثر

من عشر دقائق ولم تجب ! كانت تخشى أن يمل ويقلع عن الفكرة

ولم تشعر بالارتياح إلا عندما أجاب عليه وتحدث معه ومن حديثه

فهمت ما دار بينهما وفقدت الأمل تماما .

ما أن أنهى الاتصال معه عاد جهتها قائلا

" قال بأنهم في خماصة ولن يرجعوا قبل أيام "

حركت يدها وهاتفها لازال فيها قائلة بضيق

" يكذب أيضا "

فرد كفيه قائلا

" اتصال واتصلت به ماذا سنفعل غير ذلك ؟ نذهب لمنزلهم

دون علمهم ! "

تحركت جهة باب الغرفة قائلة

" بل على أبان أن يتأكد من صديقه "


*
*
*

شعرت بالاختلاف الواضح في العالم الذي دخلته للتو عن كل

ما عرفته سابقا وحتى عن جامعتها في كمبردج ، وبقدر فخامة

قصر تلك العائلة كانت غرفة الاحتفالات تلك التي يجدر تسميتها

بقاعة أجمل من كل ما رأته في الخارج .

كان عدد الحظور أكبر مما تخيلت وحد علمها أن المقربين فقط

من العائلة سيكونون هنا ويبدوا أن تلك الدائرة أوسع من حدود

مخيلتها رغم أن اتساع ذاك المكان لم يظهرهم بعددهم الحقيقي

حقا ، وما كان مطمئنا بالنسبة لها أن إحدى سيدات المنزل كانت

في استقبالهم عند الباب وما فهمته سابقا أنه ثمة علاقة قوية

تربط العائلتين فزوجها أيضا انضم لها للترحيب بهم ومن

نزلت طائرته اليوم فقط لينضم للاحتفال بنجاح ابنه الأول والمميز ،

لم تفهم رابط القرابة بين العائلتين إلا بطريقتها هي وهو أن

هذه السيدة الأنيقة تكون عمة تيم وحيث أن والد ساندرين

هو عم والدته أصبحوا أقارب بشكل غير مباشر أي كما سبق

وقالت ساندرين بأن تيم هو الرابط بين العائلتين .

لا تعلم هل الناس هنا مختلفون عن بلادها أم أن السبب يكمن فيها

هي فلم تلحظ في أعينهم تلك النظرات الفضولية التي تلحق الشخص

ما أن يدخل مكان ما وحيث الموجودين هناك في تجمعات

لا يلهيهم شيء عن أحاديثهم وضحكاتهم كان الباب الذي

دخلوا منه جزء غير مهم من ليلتهم تلك وتقريبا لا يلتفتون

له أبدا ولا تفهم أيضا هل الانجليز المختلفون في طباعهم

أم أن السبب كان دائما فيها هي حيث كان ينظر الجميع للمشوهة

ما أن تدخل لأي مكان حتى كرهت حضور أي مناسبة تكثر فيها

الأعين والأحاديث ، أما هنا فحتى العرب لا يخصونها بتلك السمة

المميزة والنظرات والأسئلة القاتلة .

شعرت بأحدهم يمسك يدها ويسحبها للأمام فانتبهت حينها للتي

أصبحت تدفعها للسير خلفها قائلة

" تعالي ننظر لتلك الفاتنة عن قرب "

واكتشفت حينها فقط بأن حديثهم كان عن الواقفة قرب المدعو

وقاص واللذان التقيا بهما نهارا في اكسفورد ، وصلتا عندهما

على صوت تأوه ساندرين وقد ضمت أطراف أصابعها وحركتهم

فوق رأس الواقفة أمامها بشكل دائري تتمتم بكلمات ضاحكة

لتحصنها من الأعين وما أن ابتسمت لها تلك الجميلة الصامتة

حضنتها وقبلت خدها ، شخصية ساندرين تراها رائعة جدا يمكنها

الانسجام مع أي شخص وكيفما كانت شخصيته بل وتنشر المرح

اينما كانت بضحكاتها وممازحتها ، حتى أنها لا ترى أحدا يغضب

من صراحتها في انتقادها لأشخاص مقربين منهم ويعتبرونها

جزء من شخصيتها المرحة الجميلة فقط ، وهي نفسها لا تنكر

ذلك فلم تغضب يوما من انتقادها لتيم أمامها لأنها بعض الأحيان

تراها متحمسة معهما بل وتثني على هداياه وشخصيته وتناديه

بالوسيم رغم سيل عباراتها الشاتمة له ، وحتى تلك السيدة التي

استقبلتهم عند الباب قالت لها ومن دون تردد ( أنا هنا من أجلك

فقط أما ابنك فكنت أود جلب المكنسة اللكهربائية لأرميه بها بعيدا )

وهي استقبلت الأمر بكل رحابة ضاحكة .


قالت غامزة للواقفة أمامها

" أجمل امرأة هنا وبلا منازع والواقف بجانبك يريد فقط أن يلفت

انتباه الفتيات له بوجودك بقربه "

ضحك وقاص وقال

" تساءلت أنا اليوم لما جميع الرجال ينظرون لي "

ضحكت ساندرين صارخة وقالت تمسك خديها

" أين زوجته يا بشر لتسمعه ؟ "

فضحك من فوره ولم يعلق فأشارت له بإبهامها وغمزت قائلة

" وأنت الرجل الأكثر وسامة هنا فقط لا تخبرها "


قال مبتسما

" ها هي خلفك "

تصلبت مكانها حينها مقلتاها الزرقاء فقط تتحركان جانبا ولم

يفضح اللعبة سوى ضحكة ماريه التي لم تستطع إمساكها أكثر

وابتسامة الواقفة بجانبه فنظرت له بضيق وقالت

" أتعلم بأني كنت أكذب وأنك لست الشاب الأجمل هنا "


قال مبتسما

" أجل معك حق فثمة واحد آخر "


قالت بصدمة

" ابن كنعان هنا ؟ "

ضحك وقاص بينما أنزلت الواقفة بجانبها رأسها للأسفل تشد

قبضتيها بقوة ولم تتنفس بارتياح إلا حين قال مبتسما

" لا بل شخص آخر خلف ظهرك هناك سرق اهتمام جميع

الفتيات الليلة "

نظرت خلفها فورا وبحثت بنظرها حتى وقع على الواقف

مع أربع انجليزيات منشغلات بالضحك والأحاديث والذي كان

ينظر لها بدوره وقد رفع الكأس في يده مبتسما فكشرت في وجهه

باشمئزاز وعادت بنظرها للواقف أمامها وقالت بملامح مشمئزة

" ذاك أكثر وسامة منك ! أشك حقا في أن يكون شقيقك "

ضحك وقال

" عليك الاعتراف بذلك "


لوحت بيدها مكشرة وشعرت حينها بيد أحدهم على كتفيها وما أن

نظرت له قبل خدها قائلا بابتسامة

" مرحبا بشقيقتي الوحيدة "

نظرت له باستغراب وقالت

" كين ! ماذا تفعل هنا ؟ "

اتكأ بساعده على كتفها وقال مبتسما

" الذي تفعلينه أنتي بالطبع إلا أني هنئت صاحب هذا الاحتفال

على نجاحه عكسك تماما توجهت رأسا لشقيقه "


أبعدت يده عنها وقالت ببرود

" أنا لم آتي لأهنئه وليس يعنيني نجح أم فشل ولولا زوج

والدتك ما أتيت "


ضحك وقال

" وحده من يتغلب عليك دائما ... مرحبا ماريه كيف أنتي ؟ "


مدت التي نظر لها يدها ليده مصافحة وقالت مبتسمة

" بخير ما أخبارك أنت ؟ "

صافحها فورا ولم يترك له الذي لف ذراعه حول عنقه مستندا

به في وقوفه مجالا ليتحدث وقد قال مبتسما

" مرحبا بالجميلتان "


كان رد فعل إحداهما ابتسامة خفيفة بينما الأخرى أدارت مقلتيها

للأعلى بضجر وقالت ماريه بحياء

" مبارك نجاح شركتك ، آسفة كان عليا المباركة لك أولا لكن

ساندي أرادت أن نلقي التحية على زيزفون "


قال مبتسما يرمق الواقفة بجانبها بطرف عينه

" لا بأس المهم حظورك فهو أكبر دليل على اهتمامك بي "


نظرت له تلك بغضب فغمز لها بعينه مبتسما فنظرت للواقف

أمامها وقالت بضيق

" وقاص أخبر شقيقك يتركني وشأني "

قال مبتسما

" رواح اتركها وشأنها "

مرر أصابعه في شعره وضحك وقال

" حسنا فقط لأني خفت منك "

ورن حينها هاتفه فأخرجه ونظر للاسم فيه ثم التفت فورا

جهة الباب ونظر للواقفة هناك في الخارج وقد أشارت له بيدها

فغادر من عندهم بعدما انضم هازار لهم أيضا وهو الشخص الآخر

الذي تكرهه تلك العربية الشقراء كما يعلم وفقط لأنه صديقه ،

توجه نحو الباب فورا وخرج حيث الواقفة على بعد خطوات

منه ترتدي فستانا طويلا باللون القرمزي قائلا

" مرحبا كنانة .. هيا ادخلي "


قالت مبتسمة

" شكرا لك رواح أنا آسفة فوالدتي متعبة ولا يمكنني البقاء "

قال وهو يدس الهاتف في جيب سترته

" اتصل خالي وقال أنها ليست بخير هل هي متعبة كثيرا ؟ "


قالت من فورها " مجرد نزلة برد لكنها تمرض بسببها كثيرا

وستحتاجني فوالدي لن يستطيع العناية بها مثلي ، هي تحتاج

لشخص صبور أكثر من اللازم "


أشار بيده قائلا " حسنا ادخلي ولو قليلا "


قالت بتوتر خالطه الحياء رغم علمه كما الجميع بما كان مخططا

له من أجلها في هذا الحفل " أنا فقط ... أردت أن .... حسنا هل

هو هنا ؟ "


نظر خلفه حيث الموجودين في الداخل ثم لها وقال

" لا لم يأتي "

نظرت له بصدمة لم تستطع أن تخفيها ولا أن تجتازها بسهولة

فهي أرادت التحدث مع رواح أولا هنا وإخباره بما حدث صباحا

في المطار ليساعدها في مهمة لقائه وإخباره بهويتها وما لم

تتخيله أبدا أن لا يكون هنا ، همست بصوت بالكاد يسمع

" لم يأتي ! "

مرر أصابعه في شعره وتنهد قائلا

" أرسلت له سائق الشركة وقال بأنه متعب ولم ينزل له أساسا

فقد اتصلوا به من الاستعلامات وهو اعتذر ، اتصلت به كثيرا

ولم يجب "

نظرت للأسفل قبل أن تبعد حدقتيها عن عينيه جانبا فلم يعد يمكنها

النظر لعينيه خاصة أن تلك الأحداق السوداء امتلأت بالدموع تشعر

بإهانة لا حجم لها أبدا فهل تفعل كل هذا لكي تأتي بينما يتهرب

هو وبكل دم بارد ؟ أي موقف هذا الذي وضعها فيه أمام الجميع

وأولهم والداها ! ألم يستطع القدوم ثم ليتحجج بأي حجة ويتخلص

منها وإن بمصارحتها وستضع هي اللوم على نفسها حينها وتعفيه

من كل هذا .


" كنانة هو الخاسر .. لو أنه جاء ورآك لما كان هذا موقفه فلا

تحزني على شخص لا يستحق "

مسحت عيناها بظهر كفها بقوة وهمست ببحة تتجنب النظر لعينيه

" لا تخبر أحدا بأنه رفض المجيء ، قل فقط أننا التقينا في وجودك

في الحديقة "

تنهد قائلا

" حسنا كوني مطمئنة فأنا كنت أيضا سأقترح أمرا مشابها "

كانت ستغادر لكنها عادت ونظرت له قائلة

" هل تعطيني رقم هاتفه ؟ "

نظر لها باستغراب فقالت قبل أن يعلق

" لن أتحدث معه أنا فقط أريده أن يفهم بأن ما فعله مناف

لأخلاق الرجال "

تنهد بقلة حيلة فهو فهم تقريبا ما تنوي فعله ، قال وهو يخرج هاتفه

" كنانة لن أتدخل في أمورك الخاصة لكني أنصحك بنسيان الأمر

وعدم الاهتمام به فأنتي لا تعرفينه على أي حال "

امتلأت عيناها الواسعة بالدموع مجددا وهمست بحزن

" الأمر مختلف تماما يا رواح ولا يمكنني شرحه لك "

نظر لها بشك وعلمت سريعا بأنه لم يصعب عليه أن يرتب الأحداث

في دماغه وأن يفهم بسهولة سبب حالتها تلك وكأنها تلقت صدمة

من شخص أحبته كل حياتها ، وما توقعته حدث فعلا وقد قال

باستغراب " هل التقيتما في المطار ؟ "

نظرت لحقيبة الفستان في يديها وقالت بصوت منخفض

" أجل ولا يعلم بأنها أنا "

وصلها صوته الجاد فورا " كان عليك إخباره يا كنانة ، بل عليك

فعلها الآن بما أنه لا يعلم "

رفعت نظراتها له وقالت بضيق

" المشكلة ليست في معرفته من عدمها بل في تصرفه فهو لم يهتم

ولا بموقفه ووالدته بل وبموقفي أيضا أمام عائلتي ومعه حق لما

سيهتم بمشاعر أو كرامة أناس بسطاء مثلنا وأقل من أن يعيرهم

اهتماما "

وغادرت ما أن أنهت كلامها ذاك وسارت في الممر الرخامي الواسع

بخطوات شبه راكضة تراقبها نظرات الذي تركته خلفها قبل أن يتنهد

بضيق هازا رأسه وقد عاد للداخل بعد أن أرسل لها رقم هاتفه كما

طلبت .


*
*
*

بالكاد استطاع الوقف مستندا بالمغسلة الرخامية الواسعة

ولم يعد في معدته شيء يخرجه حتى بات يشعر بأحشائه

ستخرج جميعها ويتخلص جسده منها ، فتح صنبور المياه

على قواه وأنزل رأسه تحته يشعر بالمياه الباردة تجمد

أوردته وبدأت تدريجيا تحجب أنفاسه فرفع رأسه يسحب الهواء

من فمه بقوة عدة مرات والمياه تنزل من وجهه وشعره وبالكاد

يصل لرئتيه القليل من كل ذاك الهواء المندفع مع أنفاسه القوية

ليستطيع العيش به مزيدا من الوقت .

خرج من الحمام بالكاد يستطيع السير وارتمى على السرير يدفن

وجهه في الوسائد الكثيرة الناعمة وهذا حاله منذ ساعات بل يراها

تزداد سوءا بمرور الوقت ولم يعرف هذه الحالة في حياته سابقا

فبعد ساعتين من نومه بعدما استحم وتناول الطعام استفاق على

ألآم حادة كالسكاكين في معدته ورغم استفراغه المتكرر حتى

خرج ما فيها بالكامل إلا أن تلك الحالة لم تزول كما أن جسده

بأكمله بات يؤلمه ولا يفهم ما سبب كل هذا ففندق كهذا لن

يقدموا طعاما فاسدا بالتأكيد لتكون حالة تسمم وليست هذه بحالة

تسمم مطلقا فقد سبق وجرب ذلك في كلية الطيران ذات مرة

وهذا أسوء وأشد منه أضعاف المرات بل ويشعر بأنه بدأ يفقد

قدرته على الشعور بجسده شيئا فشيئا وإن استمر هكذا فسيموت

لا محالة .
رفع يده بقوة خائرة وأسقطتها على الهاتف فوق الطاولة بجانب

سريره وضغط أحد الأزرار فيه ولم ينتبه حتى بمن في ذاك الفندق

سيوصله تحديدا المهم أن يأتي أحدهم ليجدوا له حلا قبل أن يلفظ

نفسه الأخير


*
*
*

وقفت سيارة الأجرى أمام المنزل مباشرة فنزلت منها وأعطت

سائقها ثمن إيصاله لها وما أن غادر نظرت لها مكشرة فهذه

الطريق البعيدة كلفتها الكثير وهي من باتت بنصف راتب فقط ،

نظرت حولها ولم يكن يوجد أي سيارة في الخارج وذاك متوقع

فمع حديقة واسعة كالموجودة خلف أسوار ذاك المنزل لن يركن

ضيوفهم سياراتهم في الخارج بالتأكيد ، نظرت لساعتها ثم رتبت

شعرها وفستانها النيلي الطويل والذي كان بدون أكمام وبفتحة

طويلة لنصف الفخذ فقد لبسته عمدا وهو أحد فساتينها القديمة

ولم تلبس ما جلبه لها مؤخرا بدلا عنهم فالليلة ليلتها هي

وستسجل فيها انتصارها التاريخي عليه خاصة بعد المكالمة

الأخرى التي تلقاها في مكتبه صباحا فهي بعدما سمعت مكالمته

الأولى تلك جعلت من أولوياتها مراقبته والاهتمام بأي مكالمة

يجريها عكس السابق ، لم تكن تعلم عن هوية المتصل لأنه

لم يذكر اسمه أبدا لكنها استطاعت ربطها باتصال تلك المرأة

حيث كان الحديث عن نفس الشخص وهو المدعو تيم لكن

هذه المرة انكشف لها أمر جديد ومهم حين سمعته يقول لمن

في الطرف الآخر ( لو كنت قتلت والدته فعلا ما كان ليكرهني

بهذا الشكل ، وإن كان حجرا للان قلبه بمرور كل هذه الأعوام )

( تيم لن يفهم أبدا أسبابي وحتى زوجته أراها في صفه وقالتها

وإن بطريقة مهذبة عكسه موتك أرحم من تركها تموت هكذا ،

أنا أتفهم موقفه لكن عليه هو أيضا أن يحاول فهم ظروفي وقتها ،

هي أرادت أن يعيش له أحدنا لكني أراه قتلني معها وأنا أكره

فعلا كل هذا الجفاء بيننا )

( تيم ابني وقد جعل من نفسه حسرة في قلبي حتى أموت )


ابتسمت بانتصار متوجهة لبوابة ذاك المنزل وكل ما فعله بها

سابقا يمر أمام عينيها كالشريط المسجل فلحظة الانتصار ها قد

حانت ومثلما حرمها من كل ما كان لديها ستحرمه ابنه وللأبد ،

فإن كان مقصده من إبعادها عن هنا مراعاة لمشاعر ذاك الابن

فهي من ستدمر تلك التضحية وللأبد وإن كان أمر خطبته لها

سرا يخفيه عنه فها قد حان وقت معرفته له .

ما أن وصلت البوابة كان الحرس في استقبالها وياله من استقبال

مميز فهي لم تتوقع هذا البتة وظنت أنه بما أن الحفل في المنزل

فالأمر أقل تعقيدا من النظام الأمني في الفنادق لكن ما ظهر لها

العكس وقد قال لها ذاك الضخم المخيف فورا

" أرني هويتك أولا لأعلم إن كان اسمك ضمن المسموح لهم

بالدخول هنا "


قالت من فورها وبضيق

" لست إرهابية ولا أملك سلاحا ولست أعتقد بأن رئيس وزراء

البلاد في الداخل لأقتله "


لم يغير الواقف أمامها وقفته ولا نظرته لعينيها ولم يكلف نفسه

ولا بالرد عليها فقالت بضيق أكبر

" اتصل فورا بسيدة هذا المنزل وسأخبرها من أكون وتدخلني "

والنتيجة ذاتها فشتمته وتحركت مبتعدة عن هناك ، ستدخل

ومهما كلفها الأمر فهي لم تصل إلى هنا لتغادر ، حتى أنها

صرفت صاحب التكسي فمن سيرجعها لمنزلها ؟

سارت بمحاذاة السياج الحديدي تنظر له عاليا حتى ابتعدت

عن بوابة المنزل قليلا ثم وضعت حقيبة فستانها فإن نجحت

خطتها وكانت في الداخل فستدخلها عبر فتحة السياج ، نظرت

حولها وللسيارة السوداء التي وصلت ويبدوا بأنهم سمحوا لها

بالدخول فورا وكشرت هامسة

" أثرياء حمقى مغرورين "

نزعت حذائها أيضا ثم ربطت منديلها حول كف يدها الأيمن

ورفعت فستانها وربطته بما أن فتحته طويلة ثم تمسكت بحديد

السياج البارد وبدأت بتسلقه فهم لا يعرفون ما كانت تفعله

وقت طفولتها ومراهقتها وكم مرة خرجت متسللة من سجن

شقيقها لها وأنها قادرة على فعل المستحيل .

ضحكت بانتصار ما أن أصبحت في الداخل تنفض يديها من التراب

العالق بهما ثم أنزلت فستانها ومررت يدها من فتحات السياج

وأدخلت حقيبتها وحذائها فها هي لا تحتاج لبوابتهم التعيسة تلك

*
*
*


ابتسمت له تستمع بانتباه لما كان يقوله فكين شخصية لا تراها

مختلفة كثيرا عن شقيقته .. شاب مرح مبتسم دائما وشخصية

ليست معقدة أبدا فهو لم يتوقف عن التحدث معها عن نشاطهم

الطلابي الجديد ولازال يحاول اقناعها دون يأس بأن تشارك فيه

والمدعو هازار انسجم معهما سريعا كما رواح بينما اكتفت الواقفة

ملاصقة لها بالصمت والتأفف كل حين بسبب مناوشات ذاك الشاب

الغير مباشرة لها فيبدوا أنها وعلى غير العادة قررت الصمت بدلا

من مجاراته في حربه وهذا لا يعد أمرا طبيعيا فيها أبدا وكانت لتشك

بسلامة لسانها أو عقلها لولا أنها رأت ذاك الميكرفون الذي وضعته

في حقيبتها بل وجلبت حقيبة مع الفستان من أجله فقط وهذا

ما هي متأكدة من أنه سبب صمتها عنه فهي تخطط لشيء بالتأكيد !

أما ذاك الطويل الوسيم المدعو وقاص فكانت تلحظ اهتمامه الواضح

بأن تفهم الواقفة قربه شديدة الصمت كما الحسن عن كل ما يتحدثون

عنه حتى أنه كان يشرح لها بعض الأمور في غمرة أحاديثهم تلك

وتراه لا يهتم أبدا بأن ينظر له أحدهم باستهجان أو أن يفهم تصرفه

بشكل خاطئ بسبب كل ما يوليه لها من اهتمام واضح فهو متزوج

وهي كذلك ومن يراهما يضن بأنهما الزوجان بينما الشخصان

الحقيقيان لا وجود لأي منهما في الصورة ! .

شعرت بضغط قبضة أصابع الواقفة بجانبها على رسغها وقد همست

لها بخفوت وصدمة " يا الهي ماريه إنه تيم "

تصلب جسدها وبدأ قلبها يخفق بقوة درجة أن أشعرتها بالمرض

وتحركت حدقتاها لا شعوريا جهة الباب فلم تجد هناك أحد فتنفست

بصعوبة هامسة بضيق " مزحة سخيفة ساندي "

فالتفتت خلفها مجددا تنظر لصاحب تلك البذلة السوداء الأنيقة يده

في جيب بنطلونه ينظر للمكان باحثا عن شخص ما وقالت بذات

همسها

" ها هو هناك جهة الشرفة لقد دخل من هناك "

كانت ساندرين ما تزال محدقة به وما أن وقع نظره عليها توجه

نحوهم مباشرة فالتفتت سريعا هامسة

" لا تنظري خلفك ها هو قادم ، الأحمق لقد كان يبحث عنك "

وشدت على يدها أكثر متابعة بانبهار شديد

" لا أنصحك بالنظر له أبدا ماريه كي لا تخونك قوتك ، يا الهي

ما أشد وسامته بهذه الملابس "

فسحبت نفسها بصعوبة وشعرت بقلبها توقف تماما عن الخفقان

وكأنه ينقصها أن تخيفها من مقابلته هكذا ؟ لا هي ليست على استعداد

أبدا لمواجهته ولا لرؤيته الآن فلازالت جراحها طرية كما لازال شوقها

قويا ولم تشفى بعد لا من حبه ولا من جراحه فلازال صوت تلك الفتاة

يمزق بذكراه قلبها قبل مشاعرها كما ذكرى لقائهما الأخير في جامعتها

، إنها أضعف من أن يستحمل قلبها مزيدا من الضغوط ومن أن تستطيع

نسيان ما حدث .

نظرت للأسفل وأغمضت عينيها بقوة ما أن شعرت بوقوفه بجانبها

وذاك القلب المتوقف تماما عاد للخفقان بسرعة لدرجة شعرت

معها أنه يسحق في داخلها ولم تعد تعي أو تفهم شيئا مما يقال

حولها وهي تشعر بتلك الأصابع الباردة تلامس باطن كفها متسللة

داخله ببطء عبث بحواسها كما أنفاسها حتى كادت تفقدها وللأبد

وهبت عاصفة من المشاعر المتناقضة في داخلها مزقتها إربا

وبدأتا رئتيها تبحثان عن الهواء تسحبه بنهم وأضلع صدرها تتحرك

بقوة صعودا ونزولا وتلك الأصابع الطويلة الباردة تجد لها طريقا

بين أصابعها مررا إياها بينها وشد على كفها بقوة وقد استدار

ساعده حول ساعدها ودمر ما تبقى من دفاعاتها فرفعت يدها

الأخرى لوجهها ومررت أطراف أصابعها على حاجبيها تحاول

إخفاء ملامحها وغرسها القوي لأسنانها في طرف شفتها ، ولم

يخرجها من كل تلك الحالة سوى مرفق الواقفة بحانبها حين

وكزتها به بقوة فرفعت رأسها ونظرت لها فلم تستطع تلك ولا

الإيماء لها بشيء وقد نظرت للملاصق لها وابتسمت ببرود قبل

أن تبعد نظرها عنه ففهمت فورا أنه كان ينظر لها لذلك لم تستطع

فعل أكثر مما فعلته .

" اوه جيد أنه ثمة من جعلك تتحفنا بزيارتك الفريدة من نوعها "

قال رواح عبارته تلك مبتسما بمكر ونظره على الواقفة بحانبه

والتي ارتجف جسدها بضعف ما أن وصلها الصوت البارد للذي

اشتدت أصابعه على كفها أكثر وقد قال موجها حديثه له

" لما لا تنظر لما يخصك فقط قبل أن افقدك البصر "

فضحك رواح وأدار مقلتيه جهة التي صرخت لحظتها بضيق

" لا تنظر لي "

فضحك مجددا ولم يبعد نظره عنها بل و غمز لها مبتسما فتأففت

مشيحة بوجهها بعيدا بينما قال وقاص مبتسما

" ها قد جائت من ستقتص لك منه "

وقفت والدته حينها معهم وقالت بضيق ناظرة له

" أنا أيضا أحتاج لمن يقتص لي منه "

تأوه رواح وكأنه صدم لرأيها فقالت بضيق مجددا

" ألم تكن ملتصقا بصديقاتك هناك ؟ ما الذي جعلك تبتعد عنهن ؟

اترك الفتاة وشأنها يكفي أنها قاطعت منزلنا بسببك "


وضع يده على قلبه وقال

" إن حظر الماء بطل هنا التيمم طبعا ثم والدتي أنتي أم والدتها ؟ "

تجاهلته ناظرة لمن اقتربت منهم من أجله فقط ومن لم تصدق

عيناها حين رأته وقالت ناظرة لنصف وجهه المقابل لها مبتسمة

بسعادة وحنان

" مرحبا بك تيم بني كم أسعدني تلبيتك لدعوتنا "

لكن الذي كان ينظر للفراغ بملامح جامدة كالصخر لم يعر ما قالت

بالا ولم يعلق عليه وكأنها لا تتحدث معه أو عنه فنقلت نظراتها

الحزينة المحبطة منه للواقف بجانبه تنظر له وقد نقلت نظرها لها

قبل أن تنزل به للأرض تشد قبضة يدها الحرة بقوة هربا من نظراتها

لها ، لا تفهم لما يعلقون آمالهم عليها هي ؟ من أخبرهم أنها تملك

عصا سحرية تحركه بها كيف تشاء ! فمهما كان موقعها في حياته

وبعيدا عن كل ما يحدث بينهما الآن لا يمكنها الاقتراب من جدار

ماضيه بسهولة .. إنه الحيز الذي سيرفض بالتأكيد أن يقترب منه

أي شخص وحتى هي ، بل وبأي حق يريدون أن يغفر لهم أو أن تفكر

هي في إقناعه بذلك ؟ أيريدون أن ينسى طفولته القاسية وعيشه

منبوذا من الجميع ؟ أم عمله صغيرا ليوفر الدواء لوالدته التي

سرقها منه المرض والإهمال لا أحد غيره يعتني بها رغم صغر سنه ؟

ما هذا الذي ستفكر أساسا في قوله له لتقنعه وهي ليست مقتنعة أيضا

به ؟

شعرت به يشدها من يدها لتدرك حينها بأنه تحرك من هناك مغادرا

وآخذا لها معه

بالكاد تستطيع مجاراة خطواته الواسعة لم يفكر حتى في معرفة

رأيها وإن كانت تريد المغادرة أم لا ، بل وكادت تصطدم به ما أن

توقف فجأة فنظرت بصدمة لسبب وقوفه المفاجئ ذاك والذي وقف

أمامه ينظر لعينيه مباشرة ومن استطاعت التعرف عليه بسهولة

فهو زارها من وقت قريب جدا .


كانت نظرته له لا تشبه نظرة شقيقته الحنونة الراجية تلك بل

كانت نظرة هادئة مركزة على عينيه فقط وكأنه ينتظر رد فعله

أولا بل وكأنهم لا يعلمون بأن ما دفنته فيه قسوة حياته الماضية

أعمق من أن يستطيعوا محوه بسهولة فإن نسي كل ما قاساه هو كيف

سينسى موت والدته أمامه وبالبطيء ؟ كيف سينسى سهره بجانبها

ليال طويلة يبكي بصمت عاجز عن فعل أي شيء من أجلها وهي

لا تستطيع سحب أنفاسها لصدرها غائبة عما حولها تماما ؟ .

رفعت نظرها له وكما توقعت كانت نظرته له قاسية عدائية وملامحه

متصلبة تماما فيبدوا بأنهما لم يجتمعا منذ وقت طويل وأن والده يفكر

في انتهاز الفرصة ليوضح له الكثير .. رغم ألمها بسبب ما قاساه

تتمنى فعلا أن تتغير نظرته لأفراد عائلته وأن يساعدوه على التخلص

من عوالق ماضيه ، ارتجف قلبها لا شعوريا ما أن انحرف نظره

عنه قليلا لشيء ما خلفه وأرعبتها تلك النظرة الغاضبة في عينيه

فنظرت حيث نظر وعقدت حاجبيها باستغراب تنظر للمرأة التي اقتربت

من الواقف أمامهما بخطوات متشابكة تشبه سير عارضة أزياء على

المسرح ساقها وفخذها ناصعان البياض ينكشفان من فتحة فستانها

كلما تقدمت قدمها اليمنى وشعرها المموج الطويل قد غطى كتفيها

العاريان ولم تتوقف حتى كانت بجانب الذي تمسكت بذراعه ومن لم

ينتبه أي منهما لنظراته المصدومة لها والتي لم تعرها بالا متجاهلة

لها وهي تجد فريستها أمامها مباشرة ومن استطاعت التعرف عليه

فورا ليس لشبه بينهما فهذا الوسيم الطويل أجمل من والده بسنوات

ضوئية بعيدة رغم جاذبية ووسامة ذاك بل بسبب النظرة التي

كان يوجهها لعينيه وتقديرها لسنه وإمساكه بيد تلك الفتاة بنية

الشعر ذات الملامح الجميلة الهادئة والعينان الذهبية الواسعة فستكون
زوجته بالتأكيد أي أن ضحيتها وهدفها اجتمعا معا وساعة حظها

قد توافقت تماما في سابقة لم تعرفها في حياتها .

رفعت رأسها بكبرياء تنظر لعينيه متجاهلة تلك النظرة القاتلة التي

كان يرمقها بها وقالت بابتسامة ساخرة

" هذا إذا ابنك الذي أخبرتني عنه ؟ لا أراه يناسب المرأة القروية

البدائية الجاهلة التي تحدثت عنها "

نفض الواقف بجانبها يدها عنه بقوة ينظر لها بصدمة لكن ذلك لم

ينقده من المصيدة التي أوقعته فيها فالواقف أمامه لم يكن يرى

سواها في ذاك المكان بأكمله وقد تابعت بذات ابتسامتها تلك

" يبدوا لي بأنك بالغت في وصفك لها عزيزي "

ولم تكن تعلم بأنها حاكت شباكها حول نفسها قبله حتى تركت يد

الواقف أمامهما تلك اليد التي كان يمسكها بقوة وتملك لتمتد تلك

الأصابع الطويلة القوية مع خطوته الواسعة لعنقها النحيل فورا

وغرسهم فيها بقوة جعلتها تصرخ بهلع قبل أن تفقد قدرتها على نطق

أي شيء ولا حتى الصراخ لانقطاع أنفاسها بسبب خنقه القوي لها

أسنانه تكاد تتحطم من شده لها مكشرا عنها ينظر لها بحقد لم يعرف

في عيني إنسان سابقا حتى أن جفناه شابهما احمرار واضح وقد

جمعت صرختها تلك الجميع حولهم بالتتابع ، وما أن امتدت له

يده عمته التي ركضت جزعة ناحيته صرخ فيها بعنف محركا رأسه

" ابتعدييييييي "

فارتدت يدها لا شعوريا تمسك بها فمها وقد رفع بيده الأخرى طرف

سترته السوداء وأخرج مسدسه المرخص الذي لا يتحرك من دونه

ورفعه في مستوى كتفه ليفهم الجميع ما ستكون نتيجة اقترابهم منه أو

محاولة إنقاذ التي بدأت حركتها في مقاومته تتراخى تدريجيا وصوت

شخير أنفاسها يسمع بوضوح فوق كل تلك الهمسات المصدومة تحاول

بيدها بوهن أن تمسك الواقف قربها مستنجدة والذي كان متصنما مكانه

ينظر لابنه .. للوحش الذي نبشت عنه بنفسها وحررته وكأنه قرر

تركها تتحمل عواقب ما أوقعت فيه نفسها بل ومن هذا الذي قد يفكر

في إيقافه وهم يرون نظرته السوداء الغاضبة المشتعلة كالجحيم

وينظرون لجسده الذي لم تستطع تلك الملابس إخفاء عضلاته

القوية تبرزها أنفاسه الغاضبة بوضوح فقد شلت الصدمة مع غضبه

الجميع عن محاولة فعل أي شيء لأجلها أو الاقتراب منه من علم

السبب منهم ومن جهله وحتى الواقفة قربه والتي شهدت كل ما حدث

منذ قليل وكأنها رميت مع ثلاثتهم في تلك الدوامة السحيقة والتي لم

يخرجها منها سوى صوت ساندرين الجزع المستجدي من بعيد

" ماريه افعلي شيئا سيقتلها لا محالة "


مسحت حينها بقوة الدموع التي لم تنتبه ولا لنزولها المتتابع فمعها

حق ستموت إن استمر في شده لعنقها هكذا لدقائق أخرى ولن ينجوا

من عقاب القانون حينها وسيدمر مستقبله نهائيا وتعرفه لن يهتم

أبدا لكن ماذا عنها هي ؟ ليكن بخير وإن كان بعيدا عنها فلا يمكنها

احتمال فكرة انتظاره لأعوام أخرى .. لن تستطيع فعلها مجددا .

مسحت دموعها التي عادت للنزول وامتدت أصابعها ببطئ لكتفه

وما أن لامست أطرافها سترته أغلقت أذنيها صارخة وذاك كان

حال جميع النساء في ذاك المكان ما أن انطلقت تلك الرصاصة

من مسدسه عاليا وتساقطت القطع الكريستالية من الثريا الضخمة

المعلقة في الأعلى مصدرة رنينا متناغما على الأرضية الرخامية

تحتها وقد وجه فوهة المسدس هذه المرة لذاك الوجه المحمر بسبب

اختناق صاحبته متجاهلا الصراخ الجزع من الجميع فتحركت الواقفة
بقربه مبعدة يد عمته التي أمسكتها باكية لتمنعها فهو لم يهتم

لاقترابها السابق وقد يؤذيها أيضا لكنها وحدها من تعرف تيم

أكثر من الجميع وترى ما لا يراه أي أحد منهم في داخله كما تعلم

عن ماضيه الكثير بل وهي الرابط الوحيد الذي يجمعه به .

وقفت أمامه وأمسكت بيده أولا ليكون مسدسه بعيدا عنها وما

أن نقل نظراته الغاضبة لها رفعت يديها المرتجفتان لوجهه

وأمسكته بهما وقالت برجاء ناظرة لعينيه ودموعها قد عادت

للتكدس في مقلتيها

" تيم والدتك في قلبك لا أحد يمكنه تشويه صورتها هناك إنك تحتفظ

بها رائعة فيه وللأبد ، تيم أرجوك لا تخسر مستقبلك وتجعلني أخسرك
مجددا بسبب هذه المرأة .. أرجوك "

لم تلحظ أي لين في ملامحه ولم تترك أصابعه عنق تلك المرأة التي

بدأت تحتضر بالفعل لكنه على الأقل لم يطلق رصاصة أخرى من

مسدسه فقالت مجددا ودون يئس يداها تتحركان ببطء على فكيه

ودموعها عادت لمفارقة رموشها مجددا

" لا تجعلها هي أيضا تخسرك .. لقد أرادت دائما أن تصبح رجلا

وأن تفخر بك ... تيم أرجوك فكر بي أنا على الأقل "

وتقطعت عبراتها في حلقها ما أن بدأت أصابعه ترتخي تدريجيا

عن ذاك العنق تاركا ذاك الجسد خلفها يتهاوى للأرض وقد فقدت

صاحبته وعيها تماما فدست وجهها وبكائها في صدره مطوقة
لجسده بذراعيها بقوة وشد هو رأسها له يغرس أصابعه في

شعرها البني الناعم ورفع مسدسه هذه المرة في وجه الواقف أمامه

لم يتحرك من مكانه ولا لمساعدة المرتمية تحت قدميه واسعافها مع

شقيقته وضرتها وقال هامسا بحقد

" علم حثالة نسائك احترام ذكرى والدتي أو أن العقاب سيكون

من نصيبك أنت في المرة القادمة "

وما أن أنهى عبارته تلك غادر من فوره ساحبا التي كانت في

حضنه من يدها مجددا ووجهته باب الشرفة الذي دخل منه قبل قليل .


‏*‏
‏*‏
‏*‏

ضم رأسه بين يديه وقد انغرست أصابعه في ذاك الشعر الكثيف

الناعم جالسا على طرف السرير ينظر للأرض بضياع وحزن ،

لا يفهم لما عليه الجلوس هكذا عاجزا عن فعل أي شيء ينتظر أن

يجدها غيره له ؟ لما ليس هو من يلبس درع المحارب ويقتحم تلك

الأراضي والغابات ويخرج حبيبته بنفسه حتى لو كان الثمن موته

فهو أشرف له من فقدانها وعيش باقي حياته وحيدا بعدها .


( قد تراني صغيرة وغبية ومتهورة لكني قسما أحبك يا رعد )


( متأكدة من أنك سترجع يا رعد وسأنتظرك طوال عمري )

( إذا رعد لأستريا يوما ما )

مسح وجهه بكفيه مستغفرا الله ومبعدا تلك الأفكار من دماغه

قبل أن تنهيه ومسحت أنامله الدموع التي بللت رموشه لحظة

أن طرق أحدهم باب غرفته طرقات خفيفة منخفضة فاستوى

في جلوسه قائلا

" ادخلي يا غسق "

انفتح الباب حينها وظهرت التي نظرت له بصمت فعاد للاتكاء

على مرفقيه ناظرا للأرض وقال بهدوء

" إن كنت لازلت غاضبة فعليك أن تقتنعي بأنه لا حيلة لي في

شيء ويكفيك لوما لي يا غسق فما في القلب لا يعلمه إلا الله "

دخلت مغلقة الباب خلفها وتوجهت نحوه وجلست بجانبه ووضعت

يدها على يديه اللتان يشبكهما ببعضهما وقالت ناظرة لنصف

وجهه المقابل لها

" أنا لست ألقي باللوم عليك فيما حدث الآن يا رعد بل في تركك

لها معلقة تنتظرك كل تلك الأعوام ، في أن تربطها بك وأنت

لست تضمن عودتك لها "

رفع يديه واتكئ بجبينه على قبضتيه وقال بحزن

" هل قلب العاشق يستمع لعقله يا عسق ؟ هل كنت أستطيع

وأد مشاعرنا معا والمغادرة دون أن أرحم قلبها الصغير المعلق بي ؟

هل كان حالنا سيكون أفضل حينها ! "

قالت بلوم

" لكن ذلك قاس جدا يا رعد ويحطم قلب المرأة بل ويقتلها

وبالبطيء ... أنتم الرجال لا تعرفون معنى هذا الشعور أبدا "

نظر لها ولعينيها الممتلئة بالدموع وقال بهدوء

" كل له أسابه يا غسق وهو له أسبابه بالتأكيد "

ضربت بقبضتها على فخذه قائلة بضيق

" أنا لا أتحدث عن نفسي بل عن تلك الفتاة ولا عن ذاك الرجل

فوضعكما مختلف تماما وليس ثمة أسباب تشفع له "

وتابعت بحدة وقد قررت أن تشمله بغضبه

ا" بل ولا أسباب تشفع لك أيضا وكان عليها أن تتزوج منذ أعوام

بدلا من انتظارك "

قال بذات هدوئه ولازال ناظرا لها

" أكنت لتفعليها أنتي ؟ "

قالت من فورها

" أجل "

ابتسم بسخرية قائلا

" وستعيشين سعيدة حينها يا غسق ؟ "

وقفت على طولها وقالت بضيق

" أنا هنا لأواسيك لا لتعكر لي مزاجي يا رعد لكنك لا تستحق "

خرجت منه ضحكة صغيرة تغلبت على حزنه وتجهم ملامحه

وقال ناظرا لعينيها

" لما تتهربين من الإجابة بالهجوم عليا يا ابنة دجى الحالك "

كانت ستتحدث وغضبها لا يزداد إلا اشتعالا لولا قاطعها

باب الغرفة الذي انفتح بقوة وصوت الكاسر قائلا بلهاث

" مطر شا......... "

وبلع باقي كلماته مع ريقه بصعوبة حين استوعب وجود

شخص آخر معه وليس أي شخص فأزاح نظره عنها له

وتابع بصوت منخفض

" إنه هنا ومعه امرأة وطلب رؤيتك أنت تحديدا "

فقفز رعد حينها وركض من فوره جهة الباب وكلاهما خلفه

حتى كانوا في بهو المنزل ووقف مكانه ينظر للتي كانت مع ذاك

الرجل بالفعل تمسك يده برسغها لازالت بفستان زواج الثنانين

الممزق والملطخ بالدماء كحال ذراعيها ووجها تنظر له تلك

العنان الواسعة الدامعة بشوق .. بحزن .. بأسى وبالكثير الكثير

من الألم ، نظرة حطمت قلبه فوق تحطمه وأفقدته حتى القدرة

على الحركة من مكانه ، فقط حدقتاه تحركتا جهة الذي رفع

رسغها ناظرا لهم حيث كان رماح وعمتهم هناك أيضا وقال

بجدية وحزم

" أول ما عليا قوله بأن تنسوا من الآن وصاعدا بأنه لشراع

صنوان ابنا اسمه جبران "

ضربتهم كلماته كالرصاص مخرسة الجميع من صدمتهم وتابع

بذات جديته وقد انتقل نظره للواقف هناك تحديدا

" هذه هي آستريا رعد ... زوجتك وبموافقة أشقائها ، أنا كنت

وكيلك والشهود من رجالي أحضرتها هنا من اليرموك مباشرة

ولم أسألها ولا ما حدث معها هناك وأنت تفهمني جيدا فإما أن تقبل

بها ومهما كان ما حدث لها أو أن تطلقها الآن وستغادر معي ..

منزلي منزلها وعائلتي عائلتها والقرار لك "



المخرج ~

بقلم امومه الحلو

من تيم لأبيه
نَسَجَ الخيال لفقدكَ قصةً ، قد فاقت الأدراك والأبصارَ ،،،
كم ندبةٍ كم صفعةٍ كم حرقةٍ ، تلك التي قد ذقتها لِلمرّ جفاكَ ..
هي وحدها.. هي وحدها من عانت مرّ الحياة لفقدكَ باكراً ، لا بل هي وحدها
من حملت ثِقلَ الحياة جُزَافَ ..
ويوم اعترفت بنبض قلبك حيّاً يُرزقا ، كان لي الموت المرير بعد حياةَ.
يا أبتِ ويا لها من حُرقةٍ ،، قول الأبِ على لسانِ من عاناها ..
قلبي الصغير ما زال نبضه في داخلي.. قلبٌ جريحٌ لصفعةِ الآفاكَ ..
لا تلتمس من حنايا خافقي عذراً لكَ ،، هي وحدها من يُنشدُ عندها الأعذارَ..
فإن استطعت لقاء من تركت روحاً لها ،، في خافقي ألماً عميقاً قد أثخنته جراحا
أخبرني حينها أنك لي أباً ، وأن بفقدها فقدت روحا حنت دائمآ للقاكَ..


من شاهر لتيم

يا نسمةً يا زهرةً يا نبض قلبي الذي يهواكَ .. طفلي لا بل شبلي؛ قل أسدِ الجسور
بِتُ أراكَ ..
رحلتُ عنك وأنت قطعةً من روحي التي قد وادعتُاهَ ، مُرًّ مريراً ذاك يوم وداعَ ..
رحلتُ تاركً خلفي الحياة بأمها ، فهل لميتٍ الحياة بعد مماتَ ؟!

عذرا ومالي عذراً سوى قلباً غلوبٌ قد حدَّ عنائهُ ، ترك الحياة كي تعيش حياةَ..
بنيّ ؛ لم أنشُدَ العيش الرغيد لفقدكم ،، لا بل حملتُ ثقلَ موطنٍ يُنشدُ عندهُ الآمالَ..

حبُ الوطن يا طفلي الصغير من فضلتهُ ،، وهل لي حياةً إن كان مثخن بجراحَ ..
أنت شبلهُ بل أنت حاملَ ثقله ،، هل ترضَ يوماً
أن يُستباح ويُداسَ ؟؟!
عذراً بني فلا عذر لي ،إن كنت إبناً تنشد الأمان تحت أباكَ ..
لكن بُنيّ إني ابن موطنٍ ، ضحى بروحه لتعش ذاك الأمان زمانا...


نهاية الفصل

قراءة ممتعة لكم .....
الفصل السادس عشر بعد أسبوعين يوم الإثنين مابعد القادم



Nesrine Nina and جولتا like this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 01:24 AM   #6295

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1062 ( الأعضاء 308 والزوار 754)
‏فيتامين سي, ‏* ملاك الصمت *1995, ‏Yaw yaw, ‏سر السعادة تقواك, ‏Abrar_aziz, ‏michacho, ‏كامليا, ‏إيلول, ‏منى الكاظمي+, ‏لمار الحلوة, ‏عديده, ‏نجوم1, ‏اختلاف, ‏TiHa, ‏اعتزازي, ‏أحاول أن, ‏زرقاء اليمامة25, ‏Da3eed, ‏Høpë☆, ‏Electron, ‏رحاب كمال, ‏nashwaalsaeed, ‏Hopeoun, ‏nasmat ba7r, ‏إشراقة الصباح, ‏السلطانة36, ‏beshoo2, ‏Haiaty, ‏Diego Sando, ‏لوجينا احمد, ‏Fezoo, ‏imene88, ‏ibrahemtawfek, ‏أنا فتاة, ‏Madee89, ‏برد المشاعر, ‏fattima2020, ‏رنين شوق, ‏النسرين 78, ‏الطير الشارد, ‏ياسمين يحى, ‏العمق الدافئ, ‏حلا المشاعر+, ‏ريم ال, ‏Sokha, ‏لينوسارة, ‏رسوو1435, ‏ام علي اياد, ‏mbb11, ‏ضياء عبدي, ‏بريق اروح+, ‏غربة وطن 123, ‏سَافانا, ‏ام عبد الرحمن ومريم, ‏ايالا, ‏Time Out, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏سبنا 33, ‏عراقيــه, ‏قلوووب محتاره+, ‏بسملة المصطفى, ‏ميار111, ‏Kimso, ‏Rabah bashar, ‏sareta jwad, ‏عطر الوردة, ‏queen of darkness+, ‏Ihnfayaa, ‏goo12345, ‏zooni_f, ‏تالا صلاح, ‏وردة ذابلةة, ‏سكينة سكينة, ‏aya biry, ‏حكايةة مطر, ‏ارميتاج, ‏Bayan.m, ‏walaaqasim+, ‏"Mody", ‏ريما حرب, ‏طويلبة, ‏neens, ‏chouchou23, ‏Jute, ‏حبيبة اميري, ‏رضوي@, ‏Mima95+, ‏امي عشقي♡, ‏Bint rim, ‏ايسل اسلام, ‏Malak_, ‏zhoora, ‏فاطمة عاشور, ‏Emmy87, ‏فيليسيتي, ‏Crazy of u, ‏snsnsnsn, ‏soukaina21, ‏jooodee, ‏ام سعد الغامدي, ‏الغفار, ‏pinkro, ‏مسره الجوريه+, ‏Kamiky, ‏R.m1, ‏Fedoua+, ‏A_SMAA, ‏أمومه الحلو+, ‏hlkdi, ‏زهراء ش, ‏dr kareem, ‏yasser20, ‏ليله طويله, ‏مروة عز, ‏الشموس!!, ‏kifok, ‏غنى محمد, ‏حنان عابد, ‏rasha emade, ‏Souzan hazem, ‏Hassna sayka, ‏منال علي محمد, ‏Mony 97, ‏كلارينيت, ‏Iman imi, ‏Zeinab Mohammed+, ‏ظلام الروح+, ‏folla09000, ‏محمد الناصري, ‏كلي ناسه, ‏Shams A, ‏M.MK, ‏زهره ابي, ‏dm992, ‏سمية سيمو, ‏خيرة العباسية, ‏حياة ⚘, ‏big gork, ‏اسعد تسعد, ‏زنبقة الماء 22, ‏ام تنسيم, ‏خولة1996, ‏Glories1, ‏ASOOMH, ‏فصبرٌ, ‏سمر عثمان سمر, ‏خلود سعد, ‏انايا, ‏som kimo+, ‏bella snow, ‏جمان حيدر, ‏Qwerzxcv, ‏وردة ليليان, ‏rosetears, ‏موهبة محمد الحاج, ‏محمود أحممد, ‏Nada ha, ‏أ.لينة, ‏om ammar, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏الطاف ام ملك, ‏flower90, ‏lostlove_forever, ‏hadb, ‏Sayaka, ‏ابراهيم و محمود, ‏ام اروى العرابي, ‏Mashael alf, ‏Jijel, ‏محبة الاقصي+, ‏سوويرا, ‏حررره, ‏آمال العلي, ‏ام ايلوو, ‏امل اشرف, ‏شابه يافعه, ‏Alanoud., ‏RERE emam, ‏إعتصام, ‏MAN-19, ‏bas bas, ‏ريمةمف, ‏Lshlsh, ‏روني زياد, ‏امانو, ‏Jow, ‏عهد العمر, ‏ام سليم المراعبه, ‏شيماء نعيم, ‏نجمه فوق, ‏hiLOo, ‏Dewdrop.n, ‏sad dream, ‏جوري ورد, ‏هامة المجد, ‏raneen yaseen, ‏nona.94, ‏نوسة صالح, ‏رمـاد الشوق, ‏ام نواره, ‏Ti_, ‏kamsed, ‏ام الصقر, ‏مريم@, ‏Lalloush, ‏dodo284, ‏Moonita, ‏حور الجنان, ‏Jinsél, ‏(^-^), ‏madiha123, ‏رواء بلال, ‏هبه صلاح, ‏sunny smile, ‏سراج اليل, ‏Totahsaad, ‏rosemary.e, ‏noran008, ‏بيبآا+, ‏رفوهة, ‏عبق حروفي, ‏sou ma, ‏bochraa, ‏hapyhanan, ‏Acu, ‏إقبال, ‏ازهار الأمل, ‏Reham gamal, ‏Arwa ozil, ‏Walaa sham, ‏راوين, ‏dr/rokaya, ‏نور كان بيروت, ‏mimi dz, ‏ملاكي 2016, ‏sarah Aldoosry, ‏r2k, ‏قدوتي عائشة, ‏رانيا زهير, ‏monefade, ‏shimaa saad, ‏azza زهور الجنه, ‏فاطمه1394, ‏sfsf_al3mr, ‏شيزكيك, ‏زهور الجبل, ‏time up+, ‏بيون نانا, ‏noor1997, ‏طيف فراشة, ‏منايررر, ‏زهران12, ‏za.zaza, ‏ميرا عبده, ‏Rand issa, ‏معتزة بنفسي+, ‏Tina sam, ‏Ola_89, ‏Toe, ‏souheyr, ‏Noor Alzahraa, ‏الفردوس جنة, ‏براءة 96, ‏دعاء محمد ابراهيم, ‏ام عبيدة, ‏يويو انور, ‏weaam93, ‏ممه, ‏polkadot, ‏مليكة وجدانى, ‏Twinkle Eye, ‏Amal_388, ‏ابتهال نور اليقين, ‏اوسمه 99, ‏سلسبيل حبى, ‏مينو مانا, ‏Jooodah, ‏Nuha husain, ‏jayano+, ‏أنة غريب+, ‏nour91, ‏hhanen, ‏منار سعد, ‏um gala, ‏بسمات اللؤلؤ, ‏Lola bissou, ‏wwkkss45, ‏safah naz, ‏hend88, ‏tlo, ‏Kanza35, ‏marwa15, ‏ميهاف111, ‏Tulip tota, ‏Hadeer Elsaid+, ‏ترنيمۃ *, ‏Amani kl, ‏amja, ‏_maram, ‏نونا لبنان+, ‏Salmaalmansoori, ‏bashora1998, ‏انت عشقي, ‏نوّووور



قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة لنا ولحبيبتنا برد المشاعر....

Nesrine Nina likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 01:55 AM   #6296

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1116 ( الأعضاء 326 والزوار 790)
‏فيتامين سي, ‏حبيبة العمر, ‏السلطانة36, ‏ازهار الأمل, ‏a girl, ‏Sayaka, ‏رورو ع, ‏mai ahmed 2020, ‏bas bas, ‏المنافس 2007, ‏لوجينا احمد, ‏hiLOo, ‏baadyoo, ‏Jinsél, ‏bute de mal95, ‏ياسمين بوك, ‏kokisemsem, ‏أ.لينة, ‏s.s.20, ‏sira sira, ‏Jooodah, ‏weaam93, ‏imi-amouna+, ‏الجميله2, ‏كارديجان, ‏ترنيمۃ *, ‏Ria, ‏dm992, ‏جوري ورد, ‏rasha emade, ‏hhanen, ‏lostlove_forever, ‏هامة المجد, ‏خيرة العباسية, ‏najah alhaj, ‏قبل هبوب العاصفة, ‏HalaS, ‏hlkdi, ‏bella snow, ‏beshoo2, ‏hapyhanan, ‏سمر عثمان سمر, ‏atoofa, ‏ام نواره, ‏دلال عمر, ‏belar, ‏Moonita, ‏madiha123, ‏سَافانا, ‏زهرةالقرنفل, ‏زرقاء اليمامة25, ‏mimi dz, ‏ميرا عبده, ‏shatoma, ‏onedone, ‏نورة الجهني, ‏سبنا 33, ‏Arawee, ‏عذرا فلا أحد يشبه أمي, ‏راوين, ‏شيماء نعيم, ‏tlo, ‏اوسمه 99, ‏ايسل اسلام, ‏feedback, ‏سمررمرر, ‏abeer12, ‏اختلاف, ‏time up+, ‏Honayida, ‏إشراقة الصباح, ‏قرص الجبنه, ‏om ammar, ‏ريما حرب, ‏عديده, ‏dodo284, ‏حررره, ‏الجو بديع, ‏RERE emam, ‏Ahd123, ‏نور كان بيروت, ‏روني زياد, ‏سكينة سكينة, ‏pinkro, ‏مسره الجوريه+, ‏Lalloush, ‏new-user, ‏Djamilaa, ‏هادئة و لكن مخيفة, ‏Sama1998, ‏Time Out, ‏ام عبيدة, ‏Qwerzxcv, ‏Rand issa, ‏Totahsaad, ‏_maram, ‏الزهراء الجميلة, ‏Toe, ‏احببت نفسي, ‏bashora1998, ‏محمود أحممد, ‏خولة1996, ‏H♡♡, ‏Diego Sando, ‏sunny smile, ‏mahmadf, ‏Dewdrop.n, ‏سر السعادة تقواك, ‏Yaw yaw, ‏موهبة محمد الحاج, ‏اسيه 123, ‏ام الارات, ‏Rabah bashar, ‏swez, ‏souheyr, ‏لمار الحلوة, ‏kamsed, ‏منايررر, ‏الغربه, ‏خديجة أسامه, ‏Mashael alf, ‏منالب, ‏غربة وطن 123, ‏غنى محمد, ‏sarah Aldoosry, ‏الغفار, ‏زنبقة الماء 22, ‏أم حيدره, ‏شابه يافعه, ‏لينوسارة, ‏أنا فتاة, ‏Crazy of u, ‏Reemo.B, ‏* ملاك الصمت *1995, ‏Zeina ahmed, ‏ام علي اياد, ‏تالا صلاح, ‏Hassna sayka, ‏حنان عابد, ‏عفة وحياء, ‏TiHa, ‏قلوووب محتاره+, ‏حلا المشاعر+, ‏اعتزازي, ‏Jijel, ‏Tina sam, ‏marwa15, ‏أمومه الحلو+, ‏snsnsnsn, ‏Abrar_aziz, ‏محمد الناصري, ‏Bayan.m, ‏nanash, ‏عاشقةالسماء, ‏بسمات اللؤلؤ, ‏ليله طويله, ‏همهماتى, ‏Horora, ‏aya biry, ‏عطر الوردة, ‏Zeinab Mohammed+, ‏walaaqasim+, ‏Lshlsh, ‏Nada ha, ‏Fezoo, ‏فارس مصرى, ‏زهرة الكاميلي, ‏سيادهـ, ‏nasmat ba7r, ‏Rofa mdj, ‏MAN-19, ‏مريم@, ‏العمق الدافئ, ‏جزيل العطاء, ‏fattima2020, ‏sad dream, ‏nashwaalsaeed, ‏Mony 97, ‏michacho, ‏zhoora, ‏Høpë☆, ‏إيلول, ‏منى الكاظمي+, ‏نجوم1, ‏أحاول أن, ‏Da3eed, ‏Electron, ‏Hopeoun, ‏Haiaty, ‏imene88, ‏ibrahemtawfek, ‏Madee89, ‏رنين شوق, ‏النسرين 78, ‏الطير الشارد, ‏ياسمين يحى, ‏ريم ال, ‏Sokha, ‏رسوو1435, ‏mbb11, ‏ضياء عبدي, ‏بريق اروح+, ‏ام عبد الرحمن ومريم, ‏ايالا, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏عراقيــه, ‏بسملة المصطفى, ‏ميار111, ‏Kimso, ‏sareta jwad, ‏queen of darkness+, ‏Ihnfayaa, ‏goo12345, ‏zooni_f, ‏وردة ذابلةة, ‏حكايةة مطر, ‏ارميتاج, ‏"Mody", ‏طويلبة, ‏neens, ‏chouchou23, ‏Jute, ‏حبيبة اميري, ‏رضوي@, ‏Mima95+, ‏امي عشقي♡, ‏Bint rim, ‏Malak_, ‏Emmy87, ‏فيليسيتي, ‏soukaina21, ‏jooodee, ‏ام سعد الغامدي, ‏Kamiky, ‏R.m1, ‏Fedoua+, ‏A_SMAA, ‏dr kareem, ‏yasser20, ‏مروة عز, ‏الشموس!!, ‏kifok, ‏Souzan hazem, ‏منال علي محمد, ‏كلارينيت, ‏Iman imi, ‏ظلام الروح+, ‏folla09000, ‏كلي ناسه, ‏Shams A, ‏M.MK, ‏زهره ابي, ‏سمية سيمو, ‏حياة ⚘, ‏big gork, ‏اسعد تسعد, ‏ام تنسيم, ‏Glories1, ‏ASOOMH, ‏فصبرٌ, ‏خلود سعد, ‏انايا, ‏som kimo+, ‏جمان حيدر, ‏وردة ليليان, ‏rosetears, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏الطاف ام ملك, ‏flower90, ‏hadb, ‏ابراهيم و محمود, ‏ام اروى العرابي, ‏محبة الاقصي+, ‏سوويرا, ‏آمال العلي, ‏ام ايلوو, ‏امل اشرف, ‏Alanoud., ‏إعتصام, ‏ريمةمف, ‏امانو, ‏Jow, ‏عهد العمر, ‏ام سليم المراعبه, ‏نجمه فوق, ‏raneen yaseen, ‏nona.94, ‏نوسة صالح, ‏Ti_, ‏ام الصقر, ‏حور الجنان, ‏(^-^), ‏رواء بلال, ‏هبه صلاح, ‏سراج اليل, ‏rosemary.e, ‏noran008, ‏بيبآا+, ‏رفوهة, ‏عبق حروفي, ‏sou ma, ‏bochraa, ‏Acu, ‏إقبال, ‏Reham gamal, ‏Arwa ozil, ‏Walaa sham, ‏dr/rokaya, ‏ملاكي 2016, ‏r2k, ‏قدوتي عائشة, ‏رانيا زهير, ‏monefade, ‏shimaa saad, ‏azza زهور الجنه, ‏فاطمه1394, ‏sfsf_al3mr, ‏شيزكيك, ‏زهور الجبل, ‏بيون نانا, ‏noor1997, ‏طيف فراشة


ماشاء الله تبارك الله عقبال 2000

Nesrine Nina likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 02:16 AM   #6297

فيليسيتي

? العضوٌ??? » 382755
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » فيليسيتي is on a distinguished road
افتراضي

اول شي اسفه حياتي عن تعليقي السابق مجان قصدي انو اسي للكاتبه بس اني جنت متامله انو الحفله تصير واشوف رده فعل تيم وماريه ومتشوقه وعلشت ايد الكاتبه وايدج حبي فيتامين سي والله يساعدكم حياتي وبالنسبه لهذا الفصل اقل مي يقال عنه انو روعه حاليا قريت نصه او اقل وحنان لان الاربعاء عدي امتحان فصل طويل ودسم وتسلمين يا حياتي انتي وبرد المشاعر على تعبكم😘
Nesrine Nina likes this.

فيليسيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 02:34 AM   #6298

نوسة صالح

? العضوٌ??? » 319765
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » نوسة صالح is on a distinguished road
افتراضي

ششششششششششكككككككككككرررر رررررراااااااااااااااااا
Nesrine Nina likes this.

نوسة صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 02:39 AM   #6299

Emmy87
 
الصورة الرمزية Emmy87

? العضوٌ??? » 409564
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 119
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Emmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond reputeEmmy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
افتراضي



القفله ياويلي من قفله الفصل ليه كده... بتعملوا فينا كده ليه
فصل دماااااار شامل
ابدعتي برد المشاعر...
منورين يابنات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1107 ( الأعضاء 324 والزوار 783)
‏Emmy87, ‏سيادهـ, ‏Acu, ‏sira sira, ‏راوين, ‏mimi0000, ‏رضوي@, ‏هديل نجار, ‏200Bemo, ‏nour91, ‏shmo3, ‏Gomana omar, ‏رورو ع, ‏ميروار, ‏اختلاف, ‏آمال العلي, ‏sad dream, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏MadihaSh, ‏فيتامين سي, ‏yasser20, ‏Noors, ‏M.MK, ‏زهراء ش, ‏ترنيمۃ *, ‏فطوم لكوم, ‏محمود أحممد, ‏إقبال, ‏عديده, ‏طيف فراشة, ‏حبيبة العمر, ‏mary1994, ‏السلطانة36, ‏Elaf42, ‏اسعد تسعد, ‏عفة وحياء, ‏mai ahmed 2020, ‏فصبرٌ, ‏ميرا عبده, ‏ياسمين بوك, ‏Bayan.m, ‏weaam93, ‏ام سليم المراعبه, ‏baadyoo, ‏Sayaka, ‏ازهار الأمل, ‏a girl, ‏bas bas, ‏المنافس 2007, ‏لوجينا احمد, ‏hiLOo, ‏Jinsél, ‏bute de mal95, ‏kokisemsem, ‏أ.لينة, ‏s.s.20, ‏Jooodah, ‏الجميله2, ‏كارديجان, ‏Ria, ‏dm992, ‏جوري ورد, ‏rasha emade, ‏hhanen, ‏lostlove_forever, ‏هامة المجد, ‏خيرة العباسية, ‏najah alhaj, ‏قبل هبوب العاصفة, ‏HalaS, ‏hlkdi, ‏bella snow, ‏beshoo2, ‏hapyhanan, ‏سمر عثمان سمر, ‏atoofa, ‏ام نواره, ‏دلال عمر, ‏belar, ‏Moonita, ‏madiha123, ‏سَافانا, ‏زهرةالقرنفل, ‏زرقاء اليمامة25, ‏mimi dz, ‏shatoma, ‏onedone, ‏نورة الجهني, ‏سبنا 33, ‏Arawee, ‏عذرا فلا أحد يشبه أمي, ‏شيماء نعيم, ‏tlo, ‏اوسمه 99, ‏ايسل اسلام, ‏feedback, ‏سمررمرر, ‏abeer12, ‏time up, ‏Honayida, ‏إشراقة الصباح, ‏قرص الجبنه, ‏om ammar, ‏ريما حرب, ‏dodo284, ‏حررره, ‏الجو بديع, ‏RERE emam, ‏Ahd123, ‏نور كان بيروت, ‏روني زياد, ‏سكينة سكينة, ‏pinkro, ‏مسره الجوريه, ‏Lalloush, ‏new-user, ‏Djamilaa, ‏هادئة و لكن مخيفة, ‏Sama1998, ‏Time Out, ‏ام عبيدة, ‏Qwerzxcv, ‏Rand issa, ‏Totahsaad, ‏_maram, ‏الزهراء الجميلة, ‏Toe, ‏احببت نفسي, ‏bashora1998, ‏خولة1996, ‏H♡♡, ‏Diego Sando, ‏sunny smile, ‏mahmadf, ‏Dewdrop.n, ‏سر السعادة تقواك, ‏Yaw yaw, ‏موهبة محمد الحاج, ‏اسيه 123, ‏ام الارات, ‏Rabah bashar, ‏swez, ‏souheyr, ‏لمار الحلوة, ‏kamsed, ‏منايررر, ‏الغربه, ‏خديجة أسامه, ‏Mashael alf, ‏منالب, ‏غربة وطن 123, ‏غنى محمد, ‏sarah Aldoosry, ‏الغفار, ‏زنبقة الماء 22, ‏أم حيدره, ‏شابه يافعه, ‏لينوسارة, ‏أنا فتاة, ‏Crazy of u, ‏Reemo.B, ‏* ملاك الصمت *1995, ‏Zeina ahmed, ‏ام علي اياد, ‏تالا صلاح, ‏Hassna sayka, ‏حنان عابد, ‏TiHa, ‏قلوووب محتاره, ‏حلا المشاعر, ‏اعتزازي, ‏Jijel, ‏Tina sam, ‏marwa15, ‏أمومه الحلو, ‏snsnsnsn, ‏Abrar_aziz, ‏محمد الناصري, ‏nanash, ‏عاشقةالسماء, ‏بسمات اللؤلؤ, ‏ليله طويله, ‏همهماتى, ‏Horora, ‏aya biry, ‏عطر الوردة, ‏Zeinab Mohammed, ‏walaaqasim, ‏Lshlsh, ‏Nada ha, ‏Fezoo, ‏فارس مصرى, ‏زهرة الكاميلي, ‏nasmat ba7r, ‏Rofa mdj, ‏MAN-19, ‏مريم@, ‏العمق الدافئ, ‏جزيل العطاء, ‏fattima2020, ‏nashwaalsaeed, ‏Mony 97, ‏michacho, ‏zhoora, ‏Høpë☆, ‏إيلول, ‏منى الكاظمي, ‏نجوم1, ‏أحاول أن, ‏Da3eed, ‏Electron, ‏Hopeoun, ‏Haiaty, ‏imene88, ‏ibrahemtawfek, ‏Madee89, ‏رنين شوق, ‏النسرين 78, ‏الطير الشارد, ‏ياسمين يحى, ‏ريم ال, ‏Sokha, ‏رسوو1435, ‏mbb11, ‏ضياء عبدي, ‏بريق اروح, ‏ام عبد الرحمن ومريم, ‏ايالا, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏عراقيــه, ‏بسملة المصطفى, ‏ميار111, ‏Kimso, ‏sareta jwad, ‏queen of darkness, ‏Ihnfayaa, ‏goo12345, ‏zooni_f, ‏وردة ذابلةة, ‏حكايةة مطر, ‏ارميتاج, ‏"Mody", ‏طويلبة, ‏neens, ‏chouchou23, ‏Jute, ‏حبيبة اميري, ‏Mima95, ‏امي عشقي♡, ‏Bint rim, ‏Malak_, ‏فيليسيتي, ‏soukaina21, ‏jooodee, ‏ام سعد الغامدي, ‏Kamiky, ‏R.m1, ‏Fedoua, ‏A_SMAA, ‏dr kareem, ‏مروة عز, ‏الشموس!!, ‏kifok, ‏Souzan hazem, ‏منال علي محمد, ‏كلارينيت, ‏Iman imi, ‏ظلام الروح, ‏folla09000, ‏كلي ناسه, ‏Shams A, ‏زهره ابي, ‏سمية سيمو, ‏حياة ⚘, ‏big gork, ‏ام تنسيم, ‏Glories1, ‏ASOOMH, ‏خلود سعد, ‏انايا, ‏som kimo, ‏جمان حيدر, ‏وردة ليليان, ‏rosetears, ‏الطاف ام ملك, ‏flower90, ‏hadb, ‏ابراهيم و محمود, ‏ام اروى العرابي, ‏محبة الاقصي, ‏سوويرا, ‏ام ايلوو, ‏امل اشرف, ‏Alanoud., ‏إعتصام, ‏ريمةمف, ‏امانو, ‏Jow, ‏عهد العمر, ‏نجمه فوق, ‏raneen yaseen, ‏nona.94, ‏نوسة صالح, ‏Ti_, ‏ام الصقر, ‏حور الجنان, ‏(^-^), ‏رواء بلال, ‏هبه صلاح, ‏سراج اليل, ‏rosemary.e, ‏noran008, ‏بيبآا, ‏رفوهة, ‏عبق حروفي, ‏sou ma, ‏bochraa, ‏Reham gamal, ‏Arwa ozil, ‏Walaa sham



Nesrine Nina likes this.

Emmy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[type=743230](فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .[/type]
رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 02:54 AM   #6300

ارميتاج

? العضوٌ??? » 362622
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,432
?  نُقآطِيْ » ارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond reputeارميتاج has a reputation beyond repute
افتراضي

اسفة لكن النوم لاعب بحسبتي ولي تعليق غدا ان شاء الله على الفصل القنبلة تسلمي ميشو وشكرا فتفت تعبناكي كثييير معانا
Nesrine Nina likes this.

ارميتاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.