آخر 10 مشاركات
الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أى من الشخصيات ترين نفسك فيها؟
سارة 4 44.44%
شمس 0 0%
سمر 1 11.11%
رهف 4 44.44%
المصوتون: 9. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-17, 07:56 PM   #341

آلاء الله
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية آلاء الله

? العضوٌ??? » 394578
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » آلاء الله is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس والعشرون



ضرب بالملعقة على الطاولة بعنف وتناول الماء بسرعة....نظرت إليه بضجر فيبدو أنه لن يمرر ما حدث مرور الكرام....ما زالت تذكر شكله عندما أخبرته منذ أسبوعين عن ميعاد الجلسة المقررة للحكم فى قضية التحرش التى رفعتها ضد (نادر) وكيف كان منظره حينها....لقد كان غاضبا للغاية لأول مرة فى حياتها تراه هكذا حتى طوال فرتة زواجهما الصورية السابقة لم يكن بتلك الصورة....لقد كان غاضبا لعدم اطلاعها له على هذا الأمر البالغ الخطورة -فهو يعتقد أنها تعرضت للتحرش حقا- .....لذا لم يمرر الأمر مرور الكرام ومنذ ذلك اليوم وهو يتجنب الحديث معها وأخلاقه أصبحت نزقة على الدوام......حاولت أن تستميله للحديث معها فقالت:
(هل ستحضر إياد من الروضة أم أحضره أنا؟)
تأفف بضيق وأشاح بوجهه إلى الناحية الأخرى.....تملكها الغضب فقالت بفظاظة:
(ما الذى استفدته من وجهك سابقا حتى تعطينى قفاك؟!)
نجحت فى استفزازه ككل مرة فاستدار إليها ووجهه محمر من الغضب وقال نافثا فيها:
(ما الذى تريدينه أيتها الحمقاء؟...ألا يكفى ما صنعته سابقا؟)
قالت بلا مبالاة:
(لا أعلم لم تهول الموضوع هكذا؟...أنا أرى أنه لا يستحق)
صاح فيها محاولا التنفيس عما يعتمر بداخله من غضب:
(هذا لأنى زوجك ومن حقى أن أعلم ما تتعرضين إليه فى غيابى)
ردت عليه باستخفاف:
(لكنى لا أشعر برجولتك حتى تصبح قواما على)
ودت لو بلعت لسانها بعد أن نطقت بهذه الكلمات...فهو إن كان غاضبا سابقا فالآن هو إعصار بما تحمله الكلمة من معنى....قام من على الطاولة بغضب وألقى بالصحن أمامها فتهشم على الأرض وهتف فيها:
(بئس المرأة أنت)
حاولت السيطرة على ارتجافها فقالت له وهو يوليها ظهره يفتح الباب الخارجى:
(بل بئس الرجل أنت....لقد كسرت صحنا غالى الثمن)
حدجها بنظرات نارية قبل أن يصفق الباب خلفه وهو يدعو عليها بكل الأدعية التى يعلمها.....ضربت الأرض بقدميها وقالت بسخط:
(أحسنت ما إن حدثته حتى أفسدت الأمر....ليتنى صمت)
.................................................. ..................................
نزل إلى أسرته كى يجلس معهم قليلا قبل الذهاب إلى عمله.....كانوا يتناولون طعام الإفطار فجلس بينهم حتى يشاركهم الحديث....بادرت (سارة) الحديث قائلة بفخر:
(باسل إن زوجتك حقا شجاعة....يا لك من محظوظ)
تأملها بسخط...وقال:
(علام؟!)
قالت وهى غير مدركة لاستهزائه الضمنى ب(رهف):
(إنها قوية جدا....كالصخرة لا تُكسر بل تَكسر)
مضغ الكعكة التى أمامه دون أن يكلف نفسه عناء الرد...فقالت والدته:
(أجل يا باسل إنها قوية حقا....لا أصدق أنها توءم نوران)
توقفت اللقمة فى حلقه....وكان على وشك الرد عليهما فبأى حق يقارنان بينهما فلا وجه للمقارنة بين نوران الرقيقة ورهف الغليظة....ولكن (سارة) أيدت كلام والدتها بقولها:
(نعم يا أمى لقد شهدت بنفسى موقفا تعرضت له الاثنتان فتصرفت نوران بهدوء وجبن نوعا ما أما رهف كانت قوية للغاية وشجاعة...أنا فعلا أصدق أنهما كانتا توءم)
بالطبع كانت (سارة) تشير إلى تعامل (نوران) الهادىء مع مشكلتها السابقة مع (مؤمن) وإلى تعامل (رهف) مع (نادر) وشتان ما بين الاثنتين فالأولى كانت تصبر وتحتسب وتترك حقها مهدورا أما الثانية فهى قوية لا تدع الحزن أو اليأس يتسرب إليها بل تنتزع حقها حتى لو كان من بين أنياب السبع

لم يستطع الاحتمال أكثر من ذلك فبأى حق يضعان حبيبته فى مقارنة مع ذلك الوحش المفترس القابع بالأعلى....استأذن منهما لكى يذهب إلى الجامعة بعد أن تحجج بأن الوقت قد تأخر وبالتأكيد حتى يهرب من مقارنتهما العديمة الجدوى من وجهة نظره
.................................................. ..................................
ضربات متتالية على البا أيقظته من نومه اللذيذ...اتجه إلى الباب وهو يفرك عينيه فقال وهو يتثاءب:
(تفضلى يا آلاء)
دخلت كالإعصار وقالت على عجالة:
(كل هذا وما زالت نائمة؟)
قال لها بكسل وهو يتجه إلى غرفته:
(أجل أيقظيها لقد طلبت منى ذلك ونسيت)
اتجهت إلى غرفة (شمس) ودخلت مندفعة دون استئذان وقالت بصوت عال وهى توقط النائمة على الفراش:
(هيا انهضى لقد تأخرت كثيرا)
انتفضت (شمس) فى مكانها وقالت باستغراب:
(آلاء....ما الذى حدث؟)
قالت وهى تنفض الغطاء عنها:
(لقد تأخرت على الموعد وقد أتى المصمم باكرا)
انتفضت من على الفراش واتجهت إلى الحمام وهى تقول بفزع:
(لقد طلبت من أبى أن يوقظنى فى الصباح الباكر)
ردت عليها والأخرى تغلق الباب خلفها:
(يبدو أن والدك قد نسى...لا يهم الآن بل ما يهمنا فعلا هو أن نلحق الموعد)
بعد فترة خرجت (شمس) من المرحاض وقد رتبت منظرها وأدت صلاتها وجهزت ملابسها....اتجهت إلى الواقفة فى الصالة تنتظرها بفارغ الصبر:
(هيا لقد أصبحت جاهزة)
زفرت (آلاء) بارتياح وقالت:
(هيا السيارة تنتظرنا بالأسفل)
ركبتا معا السيارة التى اتجهت بهما إلى خارج المدينة...مالت (شمس) عليها وقالت بصوت خافت:
(آلاء إلى أين سنذهب؟)
ردت عليها الأخرى باستغراب:
(إلى منزلى!)
التزمت (شمس) الصمت ولم تعقب....وبعد مسافة طويلة بالسيارة وصلتا إلى مجموعة بيوت فارهة أقرب للقصور على أطراف المدينة....تأملتها (شمس) بانبهار عكس صديقتها التى كانت تتأمل الطريق بأعين شاردة فهى قد اعتادت على هذه المناظر منذ نعومة أظافرها أما الأخرى فلم تر مثلها إلا فى التلفاز فقط....كانت تتأملها وهى مشدوهة بالتصميم والمساحة الواسعة التى أقيم عليها كل منزل....فكل واحد منها كان له طابعه الخاص الذى لا يتفق فيه مع منزل آخر بالمنطقة....قالت فى نفسها بسخرية:
(الأشراف عند الأطراف)
وصلتا إلى وجهتهما المحددة فقال السائق برسمية شديدة:
(لقد وصلنا)
قالت له (آلاء) بجدية:
(لقد علمت الآن منزل شمس سوف تحضرها كل يوم...مفهوم؟)
أومأ لها برأسه وقال:
(أوامرك سيدتى)
نزلتا معا واتجهتا إلى الداخل حيث سألتها:
(ألن تأتى معه؟!)
قالت لها بمرح:
(بالطبع لا أنا أستيقظ فى الصابح الباكر)
وأردفت بجدية:
(لا تقلقى لقد كان يعمل لدينا منذ أيام والدى رحمه الله لن يضرك فى شىء)
دعت الله فى سرها أن يكون ما تقوله صديقتها صحيحا وأن يكون هذه الرجل المسن أمينا فهى لم تعد تأمن للرجل لا صغيرهم ولا كبيرهم

كانتا تسيران معا فى الأروقة حتى يصلا إلى غرفة بعينها فكانت (شمس) تتأمل البيت بداية من واجهته الكلاسيكية وحديقته التى يبدو عليها أنها كبيرة للغاية والأزهار بها نضرة إلى البيت من الداخل الذى يغلب عليه الطابع القديم مت الأثاث والجدران والمفروشات وكأن سكان هذا البيت يعيشون فى فيلم من العصور الوسطى.....سخرت فى نفسها من هذا التشبيه....فشخصية صديقتها لا تتناسب إطلاقا مع هذا الجو التقليدى فهى عصرية للغاية ولكن يبدو أنه شقيقها هكذا فهو المسؤول عن البيت بعد وفاة والدها.....وقفت (آلاء) أمام أحد الأبواب المغلقة وقالت بتوجس:
(إن قال لك شيئا لا تهتمى به وألقيه خلف ظهرك)
نظرت لها باستغراب وقالت:
(ما الذى تقصدينه؟!)
ابتلعت ريقها وقالت بحذر وهى تفتح الباب:
(سوف تعلمين الآن)
ما إن انفتح الباب حتى طالعهما جسد فارع الطويل شديد النحافة.....يرتدى قميصا مشجرا وبنطالا مقطوعا فى كل شبر منه.....كان ينظر إليهما بغضب وخصلات شعره الطوية تنسدل على أذنيه وفوق عينيه....قال بعصبية مبعدا الخصلات عن مرمى عينيه:
(ما كل هذا التأخير؟!....ألا تعلمون من هو فارس الماجد؟!)
نظرت إليه (شمس) باستغراب شديد بينما اتجهت إلى (آلاء) وهى تقول بترج:
(صديقتى لم تعلم الموعد المحدد لذا ذهبت كى أوقظها)
نظر لها من أعلاها لأسفلها بنظرات متفحصة فارتعبت من نظراته وانكمشت على نفسها لكن كل مخاوفها قد تبددت حينما أردف بقرف:
(هل هذا التى سأدربها؟)
ردت عليه (آلاء):
(نعم وأنا معها)
وضع يده فى منتصف خصره وهتف فى (شمس):
(أنت أيتها ال...)
أكملت عنه (آلاء):
(شمس)
رد عليها بلا مبالاة:
(لا يهم)
وأكمل ناظرا للتى عجزت عن الرد عليه:
(أنت أيتها الكسولة....أنا لا أحب الكسل فأنت لا تعلمين مع من تتعاملين)
أخيرا وجدت صوتها فقالت:
(مع من؟)
رد عليها بفخر وهو يخرج مشطا من حقيبة يده الجلدية ويمشط به خصلاته الحريرية:
(مع فارس الماجد بالطبع)
ردت عليه باستهزاء:
(ولكنى لا أعلم من أنت)
ألقى بالمشط على الأرض بعنف وقال بصدمة:
(ويحك ألا تعلمين من هو فارس الماجد؟!)
رفعت كتفيها وقالت بصدق:
(لا أعلم من أنت حقا)
وضع يده على قلبه وقال بحذر:
(لا تقوليها أنت لا تعلمين من أنا؟)
أومأت له برأسه فقال بصخب:
(لا تعلمين من هو فارس الماجد....يا ويحك)
استغربت من حالته المجنونة فتدخلت (آلاء) كى تنقذ الموقف:
(شمس كانت بالخارج لذا لا تعلم من أنت أيها المصمم العظيم)
تمالك نفسه فقال وهو يرجع خصلاته للخلف:
(هكذا إذا)
وأردف ل(شمس):
(ولكن كان يجب عليك أن تعلمى باسمى فحتى بالخارج يعلمون اسمى وأعمالى العظيمة)
كانت (شمس) سترد عليه لولا يد (آلاء) التى امتدت إلى فمها لتكممه وقالت بمرح:
(هيا أيها المصمم العظيم لنبدأ الدرس)
وضع يديه فى جيبيه وقال بملل:
(هيا لنبدأ أيتها البليدتين اتبعانى)
نزعت (شمس) يد (آلاء) وقالت باستغراب:
(من هذا المجنون؟!)
ردت عليها بصوت خافت:
(إنه فارس الماجد أشهر مصمم على الإطلاق ولكنه يفقد السيطرة على نفسه أحيانا)
ردت عليها بسخط:
(ليس أحيانا بل دائما إنه مجنون)
ردت عليها بسخرية:
(كما تعلمين هناك شعرة فاصلة بين العبقرية والجنون)
انتبهتا إلى صوته وهو يصيح فيهما:
(هيا أيتها البليدتين)
نظرتا إلى بعضهما البعض فقالت (آلاء) مواسية:
(أرجوك لنتحمله لمدة 6 أشهر فقط)
زفرت (شمس) بضيق وقالت:
(حسنا لنتحمله ولكن لن أتحمله أكثر من ذلك)
.................................................. ..................................
جلست على المقعد بتوتر فها هو أول عمل لها وستثبت فيه كفاءتها....كانت وظيفتها بسيطة للغاية سوف تدخل على الحاسوب البيانات الخاصة بكل عامل فى الشركة....طرقعت أصابعها وقالت بعزم:
(سوف أجتهد اليوم)
أمسكت بالملف الأسود الموضوع على الطاولة بجوارها وبدأت فى إدخال البيانات...بعد مرور 3 ساعات انتهت من عملها الشاق....فقالت بفخر:
(مرحى لقد أنجزت أول مهامى)
وضعت يدها خلف رأسها وسرحت فى أحلامها الخاصة وقالت بتنهيدة:
(يوما ما سأصل إلى كرسى الرئيس)
لسوء حظها كان مرور الرئيس على القسم اليوم وقد سمع أحلامها...اتجه إلى وضرب بيده على الطاولة بقوة فانتفضت فى مكانها فقال لها بقسوة:
(هل تنامين فى أول يوم لك؟)
تلكأت وهى تقول بتوتر:
(سامحنى يا سيدى ولكنى أنهيت عملى فغفوت قليلا)
أمال جانب شفتيه فيما يشبه الابتسامة وقال بسخرية:
(إذا أرينى هذا العمل)
فتحت الحاسوب كى تريه إنجازها وهى تشعر بالفخر يغمرها وقالت فى سرها:
(سوف يندهش من أدائى وسيطلب لى مكافأة خاصة)
صعق مما وجده على الحاسوب فقال بعدم تصديق:
(هل فعلت هذا؟!)
قال بغرور:
(نعم وهذا أقل ما لدى)
صاح فيها بعصبية:
(أيتها الغبية لقد أدخلت البيانات بشكل خاطىء ودمرت قاعدة البيانات الخاصة بالشركة)
استغربت من حديثه وقالت مدافعة عن نفسها:
(ما هذا الذى تقوله؟....لقد أدخلت البيانات بشكل صحيح للغاية)
ضرب كفا بكف وهو يقول بجزع:
(لقد انتهت الشركة للأبد)
صاحت فيه:
(ما هذا الهراء أنا لم أخطىء)
نظر لها والغضب يتطاير من عينيه وقال:
(أرينى الملف)
فتحت الدرج لتخرج منه الملف وهى تضربه بقوة على المكتب وقالت:
(هذا هو)
نظر فيه نظرة سريعة وقال بسخط:
(أيتها الغبية لقد أدخلت البيانات الخاطئة)
هتفت فيه:
(كيف هذا؟!)
أشار بيده على تاريخ السنة فقرأته:
(2015)
فقال وهو يشير إلى الحاسوب:
(وما هذه السنة؟)
نظرت حيث أشار فقالت بتوجس:
(2011)
قال بهدوء حذر:
(وأين البيانات القديمة التى كانت بالجدول؟)
ازدردت ريقها وقالت بحذر:
(مسحتها)
قال بعصبية شديدة:
(لا أصدق أنك غبية لهذه الدرجة كيف لم تنتبهى للسنوات؟)
ردت عليه:
(لأنى لم أكن أعلم)
قال بتوجس:
(ألم تخضعى للتدريب سابقا)
قالت بخفوت:
(بلى ولكنى لم أفهم منه شيئا)
لقد فاض به الكيل فقال بصوت عال جذب كل العاملين بالشركة:
(أخرجى من هنا أيتها الغبية....لا عمل لك هنا)
ترقرقت الدموع فى عينيها فقال بغلظة:
(هيا أخرجى قبل أن أطلب لك الأمن)
مسحت عينيها وقالت بصوت متهدج:
(لا تقلق سوف أخرج....فبأى حال شركتك لم تكن من مقامى)
نظر إليها بسخرية واستهزاء وهو يعاود أدراجه لمكتبه...لملمت أشياءها وقالت بحزن وقد نزعت عنها قناع القوة:
(سحقا لى لقد فشلت فى أول عمل)
************************************************** **********
انتهى الفصل.....قراءة ممتعة




آلاء الله غير متواجد حالياً  
قديم 23-10-17, 09:26 PM   #342

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

هههههههههههه سمر مسخرة والله حظها راكب شمال يا عيني عليها
رهف فعلا محتاحة جلدة حنفية على لسانها كل ما تفتح بقها يطلع كلام أعجب من الخيال
شمس و الاء و صداقة قوية و تخطيط من لولو للوصول لاخوها
فارس مسخرة و دمه عسل بس مجنون


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 23-10-17, 10:20 PM   #343

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

ههههههههههههههههههههههه
فارس مجنووووووون فيه ناس بهالغرور الله يعينهم ع انفسهم
أنا يوم مااتحمل هالاشكال كيف سته شهور الله يعينك ياشمس
سمررر ماذا عملتي هههههههههه لا ألوم المسكين حظك وووووحش لعلها خيره ..
باسل يا ثقله و شينه .. كاتبتنا الجميله أنا بعمل مظاهره عليك ايووووه
ليه كذت كل العالم تغيرت حياتهم الا رهف تصحى ع نكد و تنام عليه ارحميييييها تكفيييين نحتاج تجنني باسل في حبها لكن قرررريب أنا قلبي لا يتحمل عذاب رهف اكثر أرجووووووك ارحميها و ارحمينا ...
رهف انتطر كيف بتعمل كنترول للسانها ههههههه...


ميار111 غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-17, 09:58 AM   #344

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

هل يعقل سمر بهذا الغباء
ولا ادري اسميه غباء او استهبال او ماذا
لايوجد وحده باول يوم عمل لها لاتتأكد من الذي تعمله
ثم اي قاعدة بيانات تدمرت هل يوجد شركه ليس لديها نسخ من بياناتها وتكون بياناتها عرضه للتلف بسهوله من قبل اي موظف غبي او فايروس او عمل متعمد ؟؟؟!!!!!!

شمس والاء ولقاء المصمم العالمي الاهبل فارس
كم اكره هذا النوع من المعتدين بانفسهم لدرجة الغرور
سؤالي الان موضوع الدوره والمصمم الذي ظهر هل له دور بالروايه ولا مجرد زياده اذا حضر لايعد واذا غاب لايفتقد ,,, اي ان البطل الاساسي هو اخو الاء وليس المصمم

رهف كم مر على زواجها من باسل ؟؟؟
اليست فترة طويله على الصوري

عندي رأي الاء اتمنى ان لاتزعلي مني
اشعر انك تحاولين اطالة الروايه
من كم فصل والروايه ليست بها احداث تذكر مجرد مواقف يوميه تمر بحياة الابطال
هذه اول روايه لك فلا تقتلي نهايتها بالتسويف والمماطله
هي نصيحة اتمنى ان لاتزعلي من صراحتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 24-10-17, 10:27 AM   #345

آلاء الله
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية آلاء الله

? العضوٌ??? » 394578
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » آلاء الله is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
هل يعقل سمر بهذا الغباء
ولا ادري اسميه غباء او استهبال او ماذا
لايوجد وحده باول يوم عمل لها لاتتأكد من الذي تعمله
ثم اي قاعدة بيانات تدمرت هل يوجد شركه ليس لديها نسخ من بياناتها وتكون بياناتها عرضه للتلف بسهوله من قبل اي موظف غبي او فايروس او عمل متعمد ؟؟؟!!!!!!

شمس والاء ولقاء المصمم العالمي الاهبل فارس
كم اكره هذا النوع من المعتدين بانفسهم لدرجة الغرور
سؤالي الان موضوع الدوره والمصمم الذي ظهر هل له دور بالروايه ولا مجرد زياده اذا حضر لايعد واذا غاب لايفتقد ,,, اي ان البطل الاساسي هو اخو الاء وليس المصمم

رهف كم مر على زواجها من باسل ؟؟؟
اليست فترة طويله على الصوري

عندي رأي الاء اتمنى ان لاتزعلي مني
اشعر انك تحاولين اطالة الروايه
من كم فصل والروايه ليست بها احداث تذكر مجرد مواقف يوميه تمر بحياة الابطال
هذه اول روايه لك فلا تقتلي نهايتها بالتسويف والمماطله
هي نصيحة اتمنى ان لاتزعلي من صراحتي
لا مش زعلانة عشان برضو مش حابة التسويف ده كنت عايزة أطول الفصل ده وأظهر الأبطال الرئيسيين بس الوقت ضيق جدااااا ونش عايزة أخلف الوعد معاكم بس هحاول أذاكر وأخلص اللى ورايا وأكتب أحداث طويلة فى الرواية😧


آلاء الله غير متواجد حالياً  
قديم 27-10-17, 03:49 PM   #346

آلاء الله
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية آلاء الله

? العضوٌ??? » 394578
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » آلاء الله is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم أنا كتبت الفصل بس قصير زى بتاع المرة اللى فاتت فأنا هأجله ليوم الجمعة الجاى عشان أخليه كبير والأبطال الرئيسيين يظهروا فيه أنا آسفة لو طولت عليكم بس حابة إن الرواية تخلص وأنا راضية عنها أنا مش عايزة أختصر أى مشاهد ءو أفكار سامحونى على التأجيل😅

آلاء الله غير متواجد حالياً  
قديم 27-10-17, 04:07 PM   #347

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا كتبت الفصل بس قصير زى بتاع المرة اللى فاتت فأنا هأجله ليوم الجمعة الجاى عشان أخليه كبير والأبطال الرئيسيين يظهروا فيه أنا آسفة لو طولت عليكم بس حابة إن الرواية تخلص وأنا راضية عنها أنا مش عايزة أختصر أى مشاهد ءو أفكار سامحونى على التأجيل😅

جمعة مباركة... سيتم اغلاق الرواية حتى ينتبه المتابعين معك لاعتذارك عن تنزيل الفصل...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 02-11-17, 04:26 PM   #348

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي

كلها بكره ونتعرف على الابطال الجدد فى الروايه منتظره على نار
عابزه حاجه دسمه كده اممممم وتملى العين
اموووووه


قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
قديم 03-11-17, 05:53 PM   #349

آلاء الله
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية آلاء الله

? العضوٌ??? » 394578
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » آلاء الله is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والعشرون



(هيا يا صفاء ما كل هذا التأخير...يبدو أن العدوى قد انتقلت إليك حديثا)
نظرت (شروق) بطرف عينها ل(سمر) الجالسة فى طرف الغرفة تقضم أظافرها بقسوة.....مالت (شروق) على زميلتها (صفاء) المنكبة على الحاسوب أمامها تحاول إصلاح ما أفسدته (سمر) منذ قليل...وهمست فى أذنها بكلمات مقتضبة فتبادلتا الضحك وهما يختلسان النظر إلى (سمر) التى كانت تنظر إليهما بغل من فعلهما....بعد عدة دقائق عاود الرئيس المرور إلى هذا المكتب مجددا بعد أن كان قد تركه منذ ساعة بعد توبيخه الشديد ل(سمر).....نظر إلى الفتاتين دون الانتباه إلى وجود ثالثة هما فى المكتب...قال لهما بجدية:
(هل أصلحتما الضرر؟!)
رفعت (صفاء) رأسها وقالت بنبرة رسمية:
(نعم سيدى الرئيس...الأمر سهل فقاعدة البيانات موجودة فى الشركة)
تنهد الرئيس فى ارتياح وقال بامتنان:
(شكرا جزيلا لكما لم أكن أصدق أن تلك الحمقاء كانت ستتسبب لنا بخسارة جسيمة)
ردت عليه (شروق) بسخرية:
(هذا هو الخطأ الشائع الذى يقع فيه أغلب الرؤساء...يوظفون المرأة حسب جمالها لا ذكائها)
واسترقت النظرات إلى (سمر) التى كانت تتابع الموقف بصمت....التف الرئيس حيث نظرت فوجدها جالسة منزوية على أحد المقاعد فهدر فيها:
(أما زلت هنا أخرجى حالا ولا تعودى)
قامت من على مقعدها بسرعة وقالت برجاء:
(هذه آخر مرة سأقع فيها بهذا الخطأ..أرجوك أعطنى فرصة أخرى)
لوح بيده فى الهواء وهو يقول بعنف:
(أخرجى فورا)
وأردف بقسوة:
(سوف أحاسب من وظفك فيبدو أنه اعتمد على الشكل لا القدرات العقلية....فمؤهلاتك لا تمكنك حتى من إدارة منزل)
رمقتها (شروق) بنظرات متشفية فقد كانت (سمر) جميلة جدا بالنسبة لها فهى قصيرة بدينة ذات وجه شاحب وملامح جامدة أما (صفاء) فقالت متشفية:
(أرجوك فى المرة القادمة أن تكون المعايير على أساس اختبار للقدرات لا الجمال)
ابتعلت الإهانة المقدمة إليها وغادرت المكتب دون أن ترد على أحد منهم.....خرجت رافعة رأسها ولكن من داخلها قد انكسر غرورها وحماسها الذى دائما ما يكسر....مرت على مرآة فى مدخل الشركة وقفت أمامها تتأمل هيئتها المتناسقة والملابس الجديدة وحجابها المنمق فقالت بسخرية مريرة:
(والآن علمت أن جمالى سبب لعنتى)
.................................................. ..................................
(أبى لم رفضت إقامة الزفاف فى الموعد المحدد؟..إن سامر متضايق كثيرا ألم تعده بأن الزواج كان سيتم فى الإجازة الصيفية والآن قد بدأ العام الدراسى الجديد ولم توف بوعدك له؟!)
طوى (محمود) الجريدة بعنف وألقاها على الطاولة أمامه....زفر بضيق قائلا:
(لى أسبابى الخاصة وسبق وشرحتها له)
اعترضت عليه بأدب:
(ولكنك لم توضح هذه الأسباب يا أبى)
مد يده لتناول كوب الشاى الساخن ارتشف منه القليل ورد عليها بهدوء:
(أنا لم أكن موافقا على زواجك المبكر هذا...لذا قررت تأجيله حتى تنهى جامعتك)
زمت شفتيها فى عدم اقتناع ولكنها لم تجرؤ على معاودة فتح الموضوع مع والدها فيبدو أنه قد قرر هذا الأمر مسبقا وهى كما تعلمه جيدا لن يثنيه عن رأيه شىء....التقطت حقيبتها وقالت بهدوء:
(سوف أذهب للجامعة)
ودعها الجميع وعادوا إلى تناول طعام الإفطار مجددا....عبثت بطعامها فى الطبق وهى تفكر فى حال شقيقتها الصغرى فهى قد أحبت (سامر) وتعلقت به كثيرا الأمر سيان بالنسبة له ولكن قرار والدها المفاجىء قد حطم فرحتهم المشتركة....انتبهت من شرودها على صوت والدها يقول لها:
(سارة أين شردت؟)
التفت إليه وقالت مبتسمة:
(لا شىء أنا هنا معك)
نظر لها بريبة وقال:
(لا بل هناك خطب)
تنهد فى صمت فوالدها أدرى الناس بها أكثر من أمها لذا لم تجد بدا من أم تجيبه:
(أفكر فى حال منة وسامر....لم غيرت موعد الزفاف يا أبى؟....لقد كانا ينتظران هذه اللحظة بفارغ الصبر)
أعاد كوب الشاى إلى مكانه وقال لها بجدية:
(شقيقتك ما زالت صغيرة على تحمل مسؤولية الزواج....وأنا منذ البداية لم أكن موافقا على هذا الارتباط ولكن والدتك هى من أجبرتنى)
وضعت ملعقتها فى الصحن وقالت له وقد انتبهت جميع حواسها لهذا النقاش الجاد:
(ولكن هناك من يتزوج أصغر منها بكثير وينجحون....وخير مثال جميلة لقد تزوجت وأنجبت طفلا جميلا وحياتها سعيدة ولم نسمع عن أى مشاكل بينها وبين زوجها طارق)
زفر والدها قائلا بضيق:
(هذه حالات فردية وأنا أعلم ابنتى جيدا متهورة ومندفعة وقد تطلب الطلاق فى أى مشكلة تافهة قد تواجههما...لذا عليها التريث حتى تدرك قدسية الزواج)
ضحكت ضحكة رقيقة صافية نجحت فى رسم البسمة على وجه والدها والذى كان قد اكتسب جدية جراء الحديث...وقالت له برقة:
(أراك تتحدث عن قدسية الزواج كثيرا فأخبرنى ما هى فى نظرك؟)
عاود فتح الجريدة مجددا قائلا بملل:
(حين تتزوجين سأخبرك ما هى)
ماتت الابتسامة على شفتيها فوالدها قد أصاب -دون عمد- موضع الجرح...فهى قد قاست وهى فى هذا السن المبكر ويلات الحب فكيف بالزواج الذى لن تصل إليه أبدا....لاحظ والدها تبدل حالها فقال لها:
(لقد انتهيت ارفعى الطعام)
بدأت فى رفع الطعام من على الطاولة بخفة واتجهت إلى المطبخ لتضعه فى مكانه....جعد الجريدة فى يده وهمس بأسى:
(هل أخبرك أن السبب الحقيقى هو أنى كنت آمل أن يتقدم أحد لخطبتك فى سنة الامتياز ولكن يبدو أن القدر له رأى آخر...اعذرينى يا منة فلن أسمح لك ببناء سعادتك على تعاسة شقيقتك)
.................................................. ..................................
(والآن كما علمتكما أمسكا بالقماش برقة وحسسا على كل موضع فيه....ارفعاه إلى أنفيكما لتشما رائحته الجميلة)
قالها (فارس الماجد) بافتتان وهو يمسك بقطعة من الحرير الفاخر يرفعها لأنفه ليشم رائحتها وبيده يتحسس كل موضع فيها....مالت (آلاء) على (شمس) وقالت بفكاهة:
(ما هذا الهراء الذى يطلب منا أن نفعله؟!)
لكزتها فى خصرها وهى تقول بخفوت:
(استمعى لكلامه فنحن نريد أن ننهى هذه الدورة بسرعة)
ردت عليها بتبرم:
(ولكنه يطلب منا أن نتعامل مع قطعة القماش وكأنها شخص حقيقى)
هذه المرة رد عليها (فارس) بضيق مشيرا إليها بسبابته:
(بليدة رقم 1 لقد سمعتك جيدا....وأود أن أخبرك أن قطعة القماش فعلا كالشخص الحقيقى تستمع إليك وتستمعين إليها...هذا هو الذى يفرق مصمما عن الآخر)
وأردف بفخر مشيرا إلى نفسه:
(فأنا مثلا أستمع إلى قماشى وأعتبره شخصا حيا أحدثه لذا تجدين أنى أخرج أجمل ما بالقماش على عكس باقى المصممين الذين يقتلون روح القماش بمقصاتهم)
ردت عليه بسخط:
(ولكنها قطعة قماش ميتة جماد لا حياة فيها)
شهق بقوة ووضع يده فى خصره وقال لها بضيق:
(أخرجى أيتها البليدة من هنا فيبدو أنك لن تتعلمى أبدا)
لوحت بيدها فى وجهه وقالت بسخرية:
(حسنا سأخرج بإرادتى فأنت لا تطردنى من الجنة)
أمسك بعلبة الخيط وألقاها فى وجهها فاستطاعت تحاشيها بخفة...ونظرت له بضيق وقالت:
(حسنا لقد بدأت)
وأمسكت بالمقص وقطعت القماشة التى كان يمسك بها إلى نصفين....شهقت (شمس) بقوة ووضع هو يده على قلبه وهو يصرخ فيها:
(أخرجى أيتها القاتلة لقد قتلت قماشى بدم بارد)
أخرجت له لسانها وهى تقول لتغيظه:
(هذا أفضل لها كى لا تشعر بتحرشك بها)
صاح فيهما:
(أخرجا الآن حتى أستعيد قوتى مجددا)
خرجتا من عنده وهما يضحكان عليه....قالت لها (شمس):
(يا لك من مجرمة كيف تفعلين هذا بقماشه العزيز على قلبه؟)
ردت عليها بملل:
(لأنه ضايقنى كيف أحدث القماش على أنه بشرى مثلنا؟!...بالطبع إن حدثنى سيشكو من المجانين أمثال فارس)
ضحكت على حديثها بقوة وقالت لها:
(حسنا أيتها المصممة العظيمة)

وفى الغرفة...نظر إلى وجهه فى المرآة وقال بضيق:
(هاتان البليدتان لن ترحماننى...إن هذه العصبية المفرطة تصيب بشرتى النضرة بالتجاعيد)
أخرج كريما خاصا بالتجاعيد من حقيبته وبدأ فى وضعه على وجهه قائلا بغرور:
(لكن بالطبع فارس الماجد لن يشيخ أبدا)
.................................................. ..................................
(وأخيرا بعد ثلاثة أشهر من البحث وجدت عملا)
تطلعت (سمر) إلى المطعم بأعين لامعة فقد حصلت أخيرا على فرصة عمل أخرى....اتجهت بسرعة إلى الداخل حيث قابها النادل فسألته:
(أين المدير؟)
أشار إلى مكتب مغلق فى أحد زوايا المطعم فاتجهت إليه بخطى سريعة...طرقت على الباب بخفة فسمعت صوتا غليظا يسمح لها بالدخول...ما إن دخلت حتى قابلها الجسد البدين الجالس على مقعده خلف المكتب...رسمت على وجهها ابتسامة مهذبة وقالت:
(أنا سمر الموظفة الجديدة)
رفع المدير رأسه عن الأوراق الموجودة أمامه ونزع نظارته الطبية وقال بهدوء:
(مرحبا بك بيننا)
أومأت له برأسها فى هدوء....فقال:
(فى البداية سوف تكونين فى فترة تدريب وإن أثبت كفاءتك سوف تكونين ضمن طاقم العمل بالمطعم)
التمعت عيناها وقالت بحماس:
(أعدك أنك ستعجب بمهاراتى)
ضحك المدير بخفوت وقال بمرح:
(إذا أرينى عملك)
وطلب منها الذهاب إلى داخل المطبخ وعرفها على جميع زملائها من الرجال والنساء.....تحمست كثيرا لهذا العمل وشعرت أنها قد تنجح فيه وتثبت مهاراتها مع الوقت
.................................................. ..................................
انتفضت فى مكانها إثر سماع صوت تحطيم من غرفة (باسل) اتجهت إليها فى فزع فوجدته هناك يحطم كل ما فيها ويلقى بالكتب العلمية على الأرض...اتجهت إليه وقالت باستغراب:
(باسل ما هذا هناك؟)
صاح فيها:
(اغربى عنى الآن)
غضنت جبينها فبالتأكيد هناك خطب ما جلل حتى يتصرف معها هذا التصرف القاسى...أمسكت بساعده وقالت بتحد:
(لن أتحرك من هنا قيد أنملة إن لم تخبرنى ما بك)
نفض يده منها بقوة وهو يقول:
(ابتعدى أخبرتك أن تذهبى)
وضعت يديها فى منتصف خصرها وقالت بإصرار شديد:
(أخبرنى ما بك الآن؟)
زفر بضيق وقال:
(اخرجى الآن)
تحركت ببطء نحو أحد الكراسى وجلست عليه واضعة ساقا فوق الأخرى وقالت ببرود:
(لن أخرج قبل أن أعلم ما بك)
رفع رأسه عاليا وتمتم ببعض الشتائم...لم تلق بالا لما صنعه بل ظلت تنفخ فى أظافرها كى تغيظه أكثر....التف إليها قائلا بتحذير شديد:
(اخرجى الآن)
وقفت على قدميها وقالت بصوت عال:
(لن أخرج قبل أن تخبرنى ما بك؟)
رد عليها بغيظ:
(وهل ستخرجين إن أخبرتك؟)
ردت عليها بثبات:
(أجل)
(لقد رسبت فى امتحان الدكتوراة)
قهقة عالية كانت كل ما ناله منها بعد أن أخبرها بسبب ثورته الجنونية....عقد حاجبيه وقال بحذر:
(هلا تكرمت على وأخبرتينى ما سبب ضحكك؟)
توقفت عن الضحك قليلا وقالت بصوت متقطع:
(لأنى أنه ليس بسبب قوى يدفعك لكل هذا الجنون)
تملكه الغضب من قولها فهو يظن أنها تسخر منه أو من قدراته أو أنه لا يصلح لأن يجتاز هذا الاختبار فهدر فيها بعنف:
(لم يكن يتوجب على إخبارك منذ البداية اخرجى الآن من هنا لا أريد رؤيتك حولى مجددا)
نظرت له بريبة وقالت بصدمة:
(هل تظن أنى كنت أسخر منك؟)
رد عليها بقسوة:
(أجل وهل لديك تفسير آخر لما يحدث!)
قطعت الخطوات الفاصلة بينهما فى ثوان حتى وقفت أمامه وقالت ناظرة لعينيه:
(وهل تسخر الزوجة من زوجها؟!)
أمال جانب شفتيه بابتسامة ساخرة وقال:
(وهل نحن زوج وزوجة؟!)
ابتلعت ريقها وقالت بتحد:
(ومن صنع هذا الفارق منذ البداية ألم تكن أنت وحدك؟)
رد عليها بقسوة غير عابىء بما يجيش فى صدرها من آلام وانكسار:
(أنت لم تكونى زوجة باختيارى بل فرضت علي وشقيقتك هى من فرضتك)
انكسار جديد يضاف إلى قائمة انكساراتها وألم يضاف لخزينة الآلام وشق آخر يفصل بينهما أكثر وأكثر...حاولت استجماع قوتها فليست (رهف) من تكسر بهذه السهولة...رفعت حاجبيها وقالت بتحد:
(وأنت أيضا فرضت علي فلم تكن اختيارى منذ البداية...لقد فرضتك والدتى على من أجل إياد)
وأردفت بسخرية مريرة:
(نحن متعادلان الآن)
انحنى إلى الأرض كى يجمع الكتب مجددا قائلا بجمود:
(اخرجى)
تأففت بضيق من جموده فقد عادا إلى مرحلة ما تحت الصفر مجددا....فيبدو أن العلاقة بينهما لن تتطور أبدا

توقف عما كان يفعله عندما أحس بيد رقيقة تمس يده وصوتها يقول بهدوء غريب عليها:
(قم سوف نتحدث قليلا بالخارج)
راقبها وهى تنحى لتمسك بالكتب وتضعهم مكانها فى المكتبة صم اتجهت للخارج وجلست الأريكة فى انتظار قدومه....كل ذلك وهو غير مستوعب لما فعلته أو ما ستفعله فلأى شىء تريده يا ترى؟!....هل ستطلب الطلاق لأنه تطاول عليها أم ماذا تريد.....انتبه من شروده على صوتها وهى تدعوه للجلوس بجانبها....اتجه إلى وعلى وجهه الجمود جلس بجانبها ولم يبدأ معها الحديث....تنهدت بصمت وقالت:
(الفشل ليس نهاية الطريق بل هو البداية يمكنك أن تتعلم من أخطائك لتعيد تكوين نفسك من جديد)
نظر إليها بسخرية دون أن يعقب على حديثها فأكملت:
(إن اختبار الدكتوراة يرسب فيه الآلاف وليس من المرة الأولى وحسب بل إن هناك من يعيش ويبلغ من العمر أرذله دون أن يحصل عليها لذا لا تيأس من أول محاولة)
رد عليها بضيق:
(ولكنى تعبت بشدة فى التحضير لها ولم أضيع أى وقت)
تنهدت بصبر وقالت:
(هذا طبيعى ويحدث للجميع ليس وحدك وحسب)
وأردفت بقوة:
(وأعدك أنى سأكون معك خطوة بخطوة وسأدخر كل جهدى حتى أجعل هذا البيت مناسب لدراستك)
نظر إليها بحيرة ولم يعقب على حديثا فقالت مؤيدة:
(هيا قم معى سأعد لك كوبا من العصير المنعش)
ومدت يدها له فتردد قليلا ولكنه على أى حال مد يده ليمسك بها....ارتعش قلبها فى مكانه ولكنها حاولت التظاهر بالتماسك وهى تسحبه معها إلى غرفته حيث دسته فى الفراش واتجهت إلى المطبخ حيث أعدت كوبا من العصير المنعش وأحضرت قرصا من مادة منومة حتى يرتاح قليلا من نوبة الغضب التى اجتاحته....اتجهت إليه سريعا حيث كان فى مكانه فتناول منها العصير دفعة واحدة....قال لها بصوت أجش:
(والآن أخبرينى أيتها الذكية كى ستساعديننى)
سردت عليه وسائل المساعدة التى يمكن أن تقدمها له أثناء إعداده لامتحان الدكتوراة للمرة الثانية...لا ينكر أنه قد أعجب بذكائها وقدرتها اللامتناهية على ابتكار خطط جديدة لم تكن لتخطر على باله ولو بعد عشرات السنين....نجحت فى انتشاله من خالة الضياع واليأس إلى الأمل مجددا وهى تسرد خططا من حديثها عنها بهذه الثقة تشعرك بأنها قد نجحت بالفعل فيما تصبو إليه...كان يستمع إليها جيدا فى بداية الأمر ولكن بعد فترة بدأ مفعول الدواء فتشتت تركيزه تدريجيا وبدأ صوتها فى الخفوت وصورتها تتلاشى من أمامه تدريجيا....أمال رأسه على الوسادة وقال وهو يتثاءب:
(يالك من امرأة قوية يا رهف.....أنت لا تشبهين نوران أبدا....هل صدقت سارة حين قالت أنك صخرة؟!)
ما إن وضع رأسه حتى غط فى نوم عميق....وبعد أن انتظم تنفسه مما يدل على نومه العميق قامت (رهف) بتغطيته باللحاف وهى تقول بصوت خافت يعكس قلبا جريحا وروحا منكسرة:
(بل أنا أرض جرداء تشققت من جفافها وكلامتك كالأمطار التى تتساقط عليها فتدب فيها الحياة من جديد)
.................................................. ..................................
(أمى أين أنت؟!)
ردت عليها والدتها (نازلى) من الجانب الآخر للحديقة:
(أنا هنا يا آلاء أراقب العصافير)
اتجهت إليها بخطى سريعة وقبلت رأسها ويدها...ووالدتها تقول بتعنيف لطيف:
(هل أزعجت المصمم فارس من جديد؟!)
زمت شفتيها وقالت بتبرم:
(هو نزق الطباع ويتحجج على أى مشكلة بسيطة كى يطردنى)
تأففت والدتها بضيق وقالت للتى تراقبهما من بعيد بابتسامة سعيدة:
(وأنت يا شمس ما رأيك؟)
اقتربت منها وقبلت وجنتها وقالت بمشاكسة:
(بل ابنتك هى السبب هى من تعانده أولا وتستفزه)
عقدت (آلاء) ساعديها أمامهما وقالت بضجر:
(بل هو من فقد عقله ويطلب منى أن أحدث القماش)
ردت عليها والدتها هذه المرة:
(أنت تعلمين من قبل أنه مهووس بالتصميم وهذا ما أخبرك به شقيقك فلم الآن تنزعجين منه بعد 3 أشهر من التدريب معه؟!)
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تنفث الهواء بقوة....نظرت والدتها ل(شمس) التى كانت تجلس بجوارها على الأريكة الخشبية وقالت بصوت خافت:
(شمس أرجوك هونى عليها فالموضوع لا يستحق كل هذا الحزن)
أمسكت بكفها وقالت بحنان:
(لا تطلبى الرجاء منى يا خالتى بل اطلبى وأما أنفذ)
مسدت (نازلى) على رأسها من فوق حجابها وقالت بعاطفة أمومية اشتاقت إليها (شمس) كثيرا:
(حفظك الله يا بنيتى....لو أنه بيده لكنت جعلتك ابنة ثانية لى)
ارتمت فى أحضانها وهى تقول بصوت أجش:
(أنا فعلا ابنتك ألم تقول لى هذا من قبل؟!)
ضحكت بصوت خافت وقالت:
(بلى وأنا عند كلمتى)
شددتا من احتضان بعضمها حتى أتت هادمة اللذات ومفرقة الجماعات التى قالت بعضب مصطنع:
(وأين موقعى من كل هذه الأحضان؟)
فتحت والدتها لها ذراعها فاندست فى أحضانها سريعا...شدت الثلاثة من احتضان بعضهم حتى تفرقوا ليسمحوا للهواء بالدخول....قالت (نازلى) بمشاكسة:
(اذهبا الآن وإلا فإن فارس سيغلق فى وجهيكما الباب)
ردت عليها (آلاء) بسخط:
(وهل يظن أنه سيغلق فى أمامنا باب التوبة؟!.... فليغلقه إذن كيفما شاء)
أمسكت والدتها بكومة من الحبوب الخاصة بالطيور ورمتهم فى وجهها فاستطاعت تفاديها بخفة وقالت بطفولية:
(لم تستطيعى إصابتى)
تأففت والدتها بضيق وقالت:
(شمس خذيها من أمامى الآن)
ضحكت بصوت عال وهى تمسكها بقوة كى يكملا درس اليوم....وفى الطريق قالت (آلاء):
(أرى أن علاقتك بأمى قد أصبحت جيدة)
ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وكل المواقف السابقة للسيدة (نازلى) تعود إلى ذاكرتها وكأنها تراها أمامها....فلقد كانت فى البداية تخشى التعامل معها فقد كانت تظن أنها كباقى الطبقات الراقية من الذين لا يتعاملون مع الفقراء أمثالها....وأنها أيضا كانت تخشى أن تتعامل معها بعجرفة أو أن تجرح مشاعرها فلم تكن تقو على هذا كله....ولكن منذ المرة الأولى لتعاملهما وقد مست فيها حنانا شديدا يذكرها بحنان والدتها -رحمها الله- وكان الأمر سيان بالنسبة للأخرى فقد شعرت منذ المرة الأولى للقاء أنها كابنتها بالضبط فنشأت العلاقة بينهما وبدأت تقوى يوما بعد يوم....وخاصة عندما علمت (نازلى) بوفاة والدة (شمس) فشعرت نحوها بالحنان والعطف فأفاضت عليها بكثرة مما جعل (شمس) تستعيد كل ذكرياتها مع والدتها الراحلة وتتمنى أن تكون كل الأيام هنا معها لا يومين فقط فى الأسبوع....انتبهت من شرودها على صوت (آلاء) المتأفف وهى تقول:
(سامحك الله يا أخى أنت سبب تعبى الآن)
ردت عليها باستغراب:
(أين هو شقيقك ذاك أنا لم ألتق به حتى الآن؟)
نظرت لها بنصف عين وقالت:
(سوف يأتى اليوم فهو أغلب الوقت خارج البلاد...ولكن لم تريدين مقابلته؟)
رفعت بصرها للأعلى وقالت بضيق:
(آلاء لا تبدأى الآن فأنا كنت مندهشة فقط ولا غرض آخر لى من السؤال)
رفعت كفيها وقالت:
(كنت أمازحك فحسب....حسنا أخى يقضى أغلب الوقت بالخارج وإن أتى فإنه يقضى باقى وقته فى العمل ولا يرجع إلا متأخرا لذا لا ترينه)
وقذفت بالكلمات وهى تعدو أمامها:
(ولكنه سيأتى اليوم باكرا...يمكنك رؤيته فقد يعجبك)
أسرعت خلفها وهى تصيح فيها:
(سوف أقتلع رأسك الفارغ من مكانه أيتها التافهة فلا أظن أنه يصلح فى شىء)
.................................................. ..................................
(ناولينى الفلفل البارد هيا بسرعة)
اتجهت إلى الطاولة الخاصة بالخضروات بسرعة فائقة ولكن وقفت أمامها مليا وهى تنظر لنوعين من الفلفل...صاح فيها الطاهى بقوة:
(أنت أيتها الفتاة لم تأخرت؟)
ردا عليه بتوتر وهى تقلب فى نوعى الفلفل:
(حسنا أنا قادمة ولكن أختار الطازج منهما)
(لا يهم الوقت يداهمنا)
دعت الله كثيرا أن يكون اختيارها صحيحا فاختارت أحد النوعين وأعطتهم للطباخ الذى قلبهم فى يده مستنكرا:
(ما هذا بحق كل كتب الطهو؟!)
ردت عليه بتوتر:
(الفلفل الذى طلبته)
ألقى بالملعقة الخشبية من يده تاركا الطعام يغلى بقوة وقال لها بصوت حذر:
(وهل هذا هو الفلفل البارد برأيك؟)
رفعت كتفيها وقالت بفزع وترقب:
(أجل)
رفع الفلفل أمامها وقال بعصبية:
(هذا الفلفل الرفيع جدا هو الفلفل الحار أما الثانى السميك فهو الفلفل البارد)
حاولت تفادى المشاكل فقالت بضحكة عالية:
(لقد كنت أعلم ولكن حاولت المزاح معك)
اتجه إلى الطاولة وهو يسبها بصوت خافت....ازدردت ريقها ولم تجبه فهى لا تريد أن تخسر عملها فى أول أسبوع لها....قال الطاهى وهو منشغل فى البحث فى الخضروات:
(قلبى الطعام جيدا)
أمسكت الملعقة الخشبية الكبيرة وبدأت فى تقليب الطعام كما طلب منها....وبعد فترة قالت له:
(ما الذى أفعله الآن؟)
قال وهو يقطع الفلفل مع باقى الخضروات:
(تذوقى الملح)
فعلت مثلما طلب منها...ولكن ما من فائدة فهى لا تعلم طعم الملح جيدا فلم يسبق لها أن ساعدت والدتها فى المطبخ....قالت بارتباك:
(الملح مضبوط)
أومأ لها برأسه واتجه إلى الطعام حيث بدأ بإضافة الخضروات إليه بعد النضج طلب منها أن تحضر له طبقا خصيصا لتقديم الطعام ففعلت....قامت بإعطاء الطبق إلى النادل الذى حضر للتو....قالت فى سرها:
(اللهم لا تجعلنى أقع فى مصيبة أخرى)
بعد أقل من نصف ساعة حضر النادل وهو يتصبب عرقا ويقول بهمس لهما:
(ما هذا الذى فعلته يا كرم؟....إن الزبون يشكو من قلة الملح فى الطعام)
نظر لها (كرم) بضيق وقال والشرر يتطاير من عينيه:
(ألم تقولى لى بأن الملح مضبوط؟!!)
بللت شفتها السفلى بطرف لسانها وقالت كاذبة:
(بلى ولكن أنا معتادة على الملح الخفيف لذا لم أنتبه إلى ذلك الخطأ)
بلغ الغضب ذروته فقال بعصبية:
(أنا الملام الوحيد ليتنى لم أثق بفاشلة مثلك لا تعلم الفرق بين الملعقة والشوكة كى أطلب منها هذا الطلب)
نظرت له بفزع خوفا من أن يتهور ويبلغ المدير بما فعلته....أنقذها منه صوت النادل وهو يتنحنح:
(كرم أرى أن تذهب للزبون وتطلب منه أن ينتظرك حتى تعد طبقا آخر له)
خرج من المطبخ فى إثر النادل ولكن قبل أن ينصرف رمقها بنظرات تحذيرية وهو يقول بخفوت:
(إياك أن أجدك هنا عندما أعود)
ضربت رأسها فى الحائط وهى تقول بندم:
(غبية ما هذا الذى فعلته ليتك أخبرته بالحقيقة)
عندما كان تفكر فى مكان آخر تذهب إليه برق فى علقها فكرة مجنونة فقالت بحماس:
(ولم لا؟!)
اتجهت من فورها إلى المدير حيث ترجته أن يوظفها فى أى مكان آخر فى المطعم غير المطبخ لعدم قدرتها على التوافق مع الطباخ...كان المدير شهم الأخلاق فوافق على أن تساعد النادل فى عمله فإن نجحت سوف يجعله عملها الدائم فى المطعم....خرجت من عنده وعلى وجهها ابتسامة النصر اتجهت بسرعة إلى غرفة تبديل الملابس حتى تبدل ملابسها بملابس النادلة.....أطلعها النادل على طبيعة العمل بصورة شفهية طالبا منها:
(أهم شىء هو السرعة والدقة)
أومأت له برأسها وهى تقول بكل فخر:
(اعتمد على فأنا ملكة السرعة)
تمتم بخفوت:
(بل ملكة الفشل)
بعد ساعات من العمل البسيط بدأ العمل يصل إلى ذروته ومع امتلاء المطعم بالرواد وكثرت الطلبات بدأت (سمر) فى التخبط بشكل كبير.....لم يسبق لها يوما أن وقعت فى كل هذا التخبط أو التوتر....الكل منزعج من تأخر الطلبيات وأصوات الأطفال البكاة يملأ كل المطعم وأصوات النقاش قد وصلت إلى ذروتها....ودت لو صرخت بهم جميعا فى آن واحد فالصداع يفتك برأسها.....انتبهت إلى النادل وهو يقول على عجالة:
(أعط هذه الطلبيات إلى طاولة رقم 15)
أمسكت بالأطباق واتجهت إلى الطاولة المطلوبة....ما إن انتهت من وضع الطعام حتى صاخ فيها الرجل:
(ما هذا أنا لم أطلب هذا الطعام؟)
ردت عليه بصوت عال:
(ولكن هذا طلبك لقد أعطاه لى النادل)
رد عليها الرجل بسخط:
(سوف أعلمك الآن كيف تتحدثين مع زبائن المكان)
وصاح بأعلى صوته:
(المدير...المدير...أين أنت؟)
اتجه النادل إلى الرجل بخفة وهو يقول بتوتر:
(ما الأمر سيدى فيما اخطأت الفتاة؟!)
رد عليه الرجل بسخرية:
(إنها عديمة التربية لا تجيد التعامل مع الزبائن)
ردت عليه بعنف:
(بل أنت...أنا لم أرتكب جرما حتى تقول هذا)
حاول النادل تهدئة الموقف قبل أن يتطور فيخسر الاثنان عملهما...فسأله بهدوء:
(ما الخطأ الذى ارتكبته وأنا أعدك بإصلاحه؟!)
أشار الرجل إلى الطعام أمامه قائلا بازدراء:
(أنا لم أطلب منها هذا الطعام وعندما أخبرتها أنه ليس لى صاحت فى وجهى)
التف النادل إليها قائلا:
(لمن هذا الطعام إذن؟!)
ردت عليه بسخط:
(إنه لطاولة 15 والمبجل يقول أنه ليس له)
ضرب النادل بكفه على رأسه بينما رفع الرجل رأسه وبدأ فى القهقهة....تأملت كليهما بنظرات زائغة...فقال لها النادل بضيق:
(هلا قرأت المكتوب على الورقة مجددا)
تأملت الورقة باستغراب وقالت:
(15)
استمر الرجل فى ضحكه المتواصل حتى أن دموعه سالت على خديه...والتف جميع من فى المطعم إلى الحوار الدائر بينهما....كز النادل على أسنانه وهو يقول بضيق:
(إنها 10 ولكن باللغة الإنجليزية...ويحك ألا تعلمين الفرق بين 10 بالانجليزية وال15 بالعربية؟!!)
فغرت فمها لتتأمل الورقة مجددا فوجدت أنها أخطأت الطاولة....ولكن ما ذنبها إن تعيش يوما متوترا للغاية ولم تنجح فى التعرف على الأرقام بدقة....قالت بتلعثم:
(عذرا سوف أذهب إلى الطاولة المطلوبة)
جمعت الأطباق وما إن التفت حتى اصطدمت بالمدير ووقعت الأطباق على ملابسه وأحدثت دويا فى المكان الذى صمت منذ دقائق يترقب الحدث الأهم الذى لا يتكرر مرارا....صاح المدير فيها وقد فقد كل الصبر لديه:
(ما هذا الغباء الذى تملكينه.....ألا تفلحين فى أى شىء أبدا؟!)
رد عليه الرجل موافقا:
(وليست غبية فحسب بل طويلة اللسان)
ضاقت عينا المدير عند سماعه لتجاوزاتها مع الزبائن فقال بعنف:
(اخرجى الآن أنت مطرودة)
رفعت رأسه تتأمل الوجوه المبتسمة حولها ونظرة السخرية فى أعينهم....لم تستطع التحكم فى دموعها فانهمرت بغزارة وخرجت من المطعم بسرعة دون حتى أن تبدل ملابسها....تبكى إخفاقا تلو إخفاق وفشل يتلوه فشل جديد
.................................................. ..................................
(أين غرفتك أيتها الكسولة؟)
كانت (شمس) تجوب الطابق العلوى تبحث عن غرفة (آلاء) فقد نسيت الأقمشة التى تدربت عليها المرة الفائتة بالأعلى وطلبت منها أن تحضرها....تأففت بضيق وهى تقف أمام إحدى الغرف المغلقة:
(أعتقد أنها هذه الغرفة)
دخلت الغرفة الغارقة بالظلام دون أن تتبين معالمها....قالت بصوت هامس:
(أين مفتاح النور يا ترى؟!)
اتجهت إلى الحائط وبدأت بتحسسه حتى وصلت إلى إحدى المفاتيح....ضغطت عليه فأضاء الغرفة بأكملها.....شهقت عندما تأملت الغرفة التى يطبع عليها اللون الأزرق الداكن والأثاث الحديث....قالت باستهزاء:
(منذ متى وأنت تحبين اللون الأزرق الداكن؟)
اتجهت إلى المكتب الموجود بأحد الأركان وبدأت فى التفتيش قائلة بضيق:
(ما كل هذه الأوراق؟....لو أنى لا أعرفك جيدا لقلت أنك من النابغين)
تيبست فى مكانها عندما استمعت إلى صوت رجل غريب عند باب الغرفة وهو يتحدث فى هاتفه بصوت عال.....أغلقت الدرج بسرعة وانتقلت بنظرها إلى إحدى الستائر السمكية فوقفت خلفها بسرعة دون أن يظهر منها شىء أو تثير الشبهات حولها...أغلق الغرفة خلفه وهو يلقى بهاتفه وحقيبته الجلدية على الفراش....مد يديه إلى الأعلى محاولا تنشيط جسده...زفر بضيق وهو يلقى بجسده على الفراش الوثير....أغمض عينيه قليلا دون أن يدرى بالدخيلة على غرفته....كانت تحبس أنفاسها بصعوبة لقد علمت الآن غرفة من هذه إنها لشقيق (آلاء) لعنت فى داخلها الحظ الذى جعلها تصعد إلى غرفته فى نفس وقت رجوعه...عندما لم يصدر منه أى حركة استجمعت قوتها حتى تخرج من الغرفة قبل أن يستيقظ...أطلت برأسها من وراء الستارة فوجدته على حالته هذه....ترددت فى الخروج أمامه ولكن عقدت العزم على الخروج مهما كلفها الأمر...ما إن وطأت بقدمها حتى رن هاتفه....اختبأت سريعا بينما استيقظ هو من غفوته....تطلع إلى الشاشة بضيق ثم أجاب بعد فترة:
(نعم جيسيكا)
رد بعد سماعه للطرف الآخر:
(أنا غير متفرغ لهذه التفاهات الآن)
كان تسمع بوضوح صوت صياح مخطوبته فرد عليها بعنف:
(أنا هكذا ولن أتغير...وداعا)
ألقى الهاتف بعنف وهو يأخذ نفسا عميقا كى يضبط أعصابه....استقام وهو يخرج بعض الملابس المنزلية من دولابه....سمع طرقات على الباب فخمن بسرعة بمن تكون:
(ادخلى يا أمى)
دخلت السيدة (نازلى) وهى تقول بتأنيب:
(لم تفعل هذا مع جيسيكا؟...أنت تظلمها يا ظافر)
رد عليها بضيق وهو يغلق الدولاب:
(هى من تتفنن فى استفزازى يا أمى)
ردت عليه بهدوء:
(ولكن هى لديها حق فهى لا تراك إلا نادرا)
رد عليها وهو يخلع قميصه:
(ولكن لا يشغل بالها سوى هذه الحفلات التافهة التى تجبرنى على حضورها معها)
تنهدت بصمت وهى تقول:
(يكفيك ظلما لها ألا تكفى هذه المدة الطويلة للخطبة؟)
وقالت وهى تهم بالانصراف:
(ظافر إن لم تكن متأكدا من ارتباطك بها فاتركها)
تضايق أكثر من حديث والدته عن مخطوبته فعاود ارتداء قميصه وخرج صافقا الباب خلفه بقوة....أما هى فقد شعرت بالأرض تميد من تحتها فقد خشت فى لحظة أن يكتشف أمرها....انتظرت قليلا ثم تسحبت من الغرفة حتى خرجت منها سالمة وهى تتوعد (آلاء) فى داخلها أن تعاقبها على ثمن فزعها بالداخل
.................................................. ..................................
(استعدوا أيها الأطباء لاختيار النيابات الجامعية الآن)
قالها بصوت جهورى فانتظم طلبة الامتياز فى أماكنهم حتى يتمكنوا من اختيار التخصصات الطبية حسب الرغبة والمجموع.....كانت تجلس بترقب تخشى من أن يتملىء التخصص الذى ترغب فى أن تلتحق به....تنفست بارتياح ما إن أتى دروها وكان هناك مكان وحيد شاغر فى هذا التخصص....قال لها بنبرة رسمية:
(والآن أيتها الطبيبة سارة ما هو التخصص الذى ترغبين به؟)
ردت عليه بتصميم:
(تخصص الأورام)
************************************************** **********
انتهى الفصل.....قراءة ممتعة



آلاء الله غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-17, 05:54 PM   #350

آلاء الله
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية آلاء الله

? العضوٌ??? » 394578
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » آلاء الله is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قول يا رب مشاهدة المشاركة
كلها بكره ونتعرف على الابطال الجدد فى الروايه منتظره على نار
عابزه حاجه دسمه كده اممممم وتملى العين
اموووووه
حاولت على قدر الإمكان أتقدم فى الرواية بس للأسف معرفتش أظهر إلا بطل واحد بس😂😂💔


آلاء الله غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.