آخر 10 مشاركات
سيد القصر - جيم آدامز - غولدن كايدج** (الكاتـب : angel08 - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          5 - كيف انسى ؟؟ - مارلا والاهام - روايات رومانس ** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          4 - الأحلام المحطمة - سالي وينتورث - روايات سمر** (الكاتـب : لولا - )           »          3 - لمسة متوحشة - هيلين بيانشين - سمــــر** (الكاتـب : Just Faith - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          1 - ليلة القمر الذهبي - آن ماثر - روايات سمر** (الكاتـب : angel08 - )           »          28- الأحلام الذهبية - مارغريتا باونتي... روايات سوفنير [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-17, 04:58 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



\\

* السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته ،
كيف الحال ؟ إن شاء الله بخير .
المهم هذي آخر اثنين أنزل فيها ^^ ! .
عشان كذا من الأسبوع الجاي و ما بعده رح أنزل جزء واحد بس اختاروا له يوم من هاليومين ( الخميس - الجمعة ) ؟
اذا سألتوني ليش ؟ عشان أبدأ أدرس الأسبوع القادم ( 27 -8-2017 ) -.- " .
و دعواتكم لي بذيك النسبة إلي تفرح ههع - 3 ثنوي ^^ - .
و لآ تنسوا توقعاتكم الجميلة بعد القرآءة .



¶ الفصل الثالث : ما بعد الثاني عشر من أكتوبر ¶ .
«1»

لا تزالُ أحداثُ الثاني عشر من أكتوبر تعيشُ في قلب ِ ( نازك ) إلى اليوم ، فقد اعتكفت في مسكنها و لم تخرج منه لِثلاثةِ أيامٍ كاملة ، و في ذاتِ الوقت تجاهلت اتصالات ( تاتسو ) و رسائلة القَلِقة .. و تجاهلت أيضاً رسائل اللومِ و العتاب من أخواتها ، إذ أنها الجانيةُ الوحيدة في هذهِ الجريمة من منظورهِم ، رُغم أنهم يعلمون أن والدها هو من فعل كل هذا ، لكنها هي من تتحملُ الأمر .
طوالَ هذهِ الأيامِ الثلاثة زارها أصدقاؤها القُدامى اللذين قد أتوها لِأول مرة حين ماتت جدتها ، فقد كان الحُزن قد توّسد أرضيةَ غُرفتها و اتخذ منها مسكناً له كي يظلّ دائماً مُلازماً لِـ ( نازك ) ، و بِالطبعِ صديقها الآخر المدعو ( الإحساس بالذنب ) اتخذَ من الكُرسي القابع على زاويةِ الغرفة مكاناً له ، إذ أنهُ الآن ينظرُ إليها بعينينِ حادتين و كأنهُ يُذكرها بِما تسببت به ! ، و بالطبعِ الوحدة كانت موجودة فهي مهما رأت و شكت إلّا أنها لا تزال تُحس أنها وحيدة ، فلا أحد يفهمها ! ..و لكنَ كُل هذا كان قد خُيّل لها فحسب .
صحيحٌ أنها كانت حزينة حد الوجع ، فقد سُلبت منها روحها فعلاً ، لِدرجةِ أنها الآن تستلقي على الأرضيةِ الباردة وسط َ الغرفة المُظلمة بِملابسها السوداء و مُلتفٌ عليها غطاءُ السريرِ الرمادي فغدت و كأنها قد أعلنتِ الحِداد ! ، و الدموع مُتيّبسةٌ على وجهها ، و شعرها ملتصقٌ بوجهها و الأرض ، فإن رآها أحد في ذلكَ الوقت لأشفق عليها .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر من طوكيو ، في المنزلِ الفخمِ المتوسط لِأشجارِ كرزٍ عديدة ، كانت ( نور ) تبكي بِحرقةٍ كالمجنونة فقد أصبحت عيناها كالجمرِ من البكاء ، و وجهها اكتستهُ صُفرة زُعفرانية ، ظلّت على هذا الحالِ طوال الثلاثةِ الأيام الماضية بالإضافة إلى هجرها للطعامِ و الشراب ، و لكنها اليوم قررت إنهاء هذا الحداد و إيقافه ، لِذا خرجت من غُرفتها التي تتوسطُ الرواق متّجهةً للأسفلِ عبر الدرج ، لتتجه بعدها للمطبخِ أمامَ عينيّ ( مريم ) التي كانت قبل قليل برفقةِ والدها ، فهي تتبع أوامره حتى في مثلِ هذهِ الأوقات ، لتتعجب من نزولِ ( رؤى ) الآن و اتجاهها للمطبخ ، لِتقفَ من مكانها لتذهب و ترى أختها الصُغرى ، لِتتسعَ مُقلتيّ عينيها حين ترى ( نور ) تحمل سكيناً كبيرَ الحجم بينَ يدها و تتجهُ به للأعلى ، لتلحقَ بها ( مريم ) دون أدني تفكير و هناكَ رأتها تدخل لِغرفةِ ( نازك ) و قد شرعت في كسرِ صورِ ( نازك ) المُعلقة و إتلافِ أشياء ، أما السكينُ فقد غرستها في الوسادة التي هي مرسومٌ عليها صورة ( نازك ) ، لتتجهَ لها ( مريم ) و تنتزعَ السكين من يدها و هي تصرخُ بِـ :
" نور .. جنيّتي انتِ ؟ " .
لِتصرخ تلكَ الأخرى على أختها : " إي جنيت ، جيبي اختش هذي بيدي اقتلها ! ".
حينها وضعت ( مريم ) يديها على كتفِ ( نور ) و قامت بِهزها بقوة و هي تصرخُ عليها من جديد : " اعقلي ، إلي صار يكفي " .
ما إن أنهت كلامها حتى أبعدت ( نور ) يديّ ( مريم ) عنها بِقسوة و رحلت خارجاً ، في حينِ أن ( مريم ) كانت تعلمُ أن ( نور ) مجروحةٌ و لكنها في ذاتِ الوقت موقنة أن ما حدث كان ذنبَ والدها في المقامِ الأول ، و لكنها أيضاً ستفعل كما فعلَ الجميع و تُلقي باللومِ على ( نازك ) و تخرجُ حزنها و غضبها عليها ، فهي من المستحيل أن تقفَ بوجهِ والدها و إن أخطأ ، و كذلكَ ( رؤى ) لن تكونَ أقل منهما ، ففي النهاية والدة ( مريم ) أم ( رؤى ) بالرضاعة ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ اليوم ، في المساء و حين كانَ القمرُ يُضيءُ السماءَ وحيداً ، فلا نجوم اليوم ، استيقظت ( نازك ) فَزعةً حين رأت في حُلمها أو كابوسها إن صحّ القول نظراتِ اللوم و العتاب .. كتلكَ التي عاشتها ذات يوم ، لِتمسحَ وجهها بيدينِ مُرتجفتين ، و بعدها بذاتِ اليدِ المرتجفتينِ أعادت خُصلات شعرها الساقطةِ على وجهها للوراء ، لِتبعد عنها غطاءَ السرير ، و تمشي بخطواتٍ بطيئة لِتقفَ أمام النافذة تتأمل السماء ، و قلبها يصدر ضجيجاً من مشاعرِ الحزنِ التي طوّقته ، لِتتساقط دموعها بِغزاره .. الواحده تتلوها الثانية فالثالثة فالرابعة ، و أيضاً شهقاتها المكتومة تؤلمها و قلبها المحشو بِالألم أكثرَ ! ، لِتظلَ على هذا الحال لِفترة و لكنها بعدها قررتِ الخروجَ لِأول مرة ، لِتذهبَ و ترتدي " جاكيت " رِياضي بِقبعةٍ وضعتها على رأسها و شعرها الأشقرُ الثلجي يخرجُ من الجانبينِ .
خرجت و حينَ خرجت أيقنت أن الأرض واسعة إلّا أنهُ لا تسعها هي ، أخذتها قدماها لِذلكَ " الكافيه " الذي أصبح مشؤوماً في نظرها بعد الثاني عشر من أكتوبر ، لِتقفَ أمامهُ لِفترة مُتأّملة و هي تُحس بحرقةٍ في عينيها لأن دموعها تأبى النزول ، و ما إن أحسّت أنها نالت عقابها من الألم لليوم ! .. غادرت ذلكَ المكان ، لتصل للبحر ، و تجلسَ على أحدِ الصخور ، و تبكي .. تماماً مثل تلكَ المرةِ التي بكت فيها أمام ( تاتسو ) ، بكت و بكت و بكت لِدرجةِ أنها أحسّت أن روحها تخرجُ منها ببطئ .

¶ ¶ ¶

بعد مرورِ ثلاثةِ أشهر تماماً .. ثلاثةُ أشهر لم تخلو من البكاء و الألم و الندمِ و الحسرة ، قررت الرجوعَ و الوقوفَ على قدميها ، فهي ستثأرُ لِأمها ، لِذا قررت العودةَ للمنزل و إيجاد طريقة للفوزِ في هذهِ الحرب و لكن الأهم إن كانَ هناك ضحيةٌ جديدة في هذهِ الحرب ، فهذهِ الضحية ستكون هي ! ، لِذا جمعت حاجياتها و خرجت ، و حين كانت ترتادُ الحافلة أرسلت رِسالة لِـ ( تاتسو ) و أخبرتهُ بكل ما حصل ، و منذ أن خرجت من شقتها إلى أن وصلت للمنزل و قلبها ينبضُ بقوة كالطبول ، و بالطبعِ حين دخلت لم يحصل شيء أقل مما توقعت ، فقد بدأت أخواتها ينهلنَ عليها بالشتائمِ و التهديداتِ و الوعود و لكنها كالعادة تجاهلت كلامهن و و شتائمهن و ما خرج من ألسنتهن و لكنها أحست أن العالم قد توّقف لِوهلة حين رأت وجهَ والدها أمامها ، لِتلقي نظراتهما ، و من قطعَ هذهِ الدراما هو والدها حين مدّ لها يده التي كان يحمل بها مغلفاً يبدو كمغلفِ دعوة زفاف ! ، لِتلتقطه بيدين مرتجفتين تدّعيانِ الصلابة ، و ما إن فتحته حتى صُدمت ، فقد كانت دعوة زفاف والدها ! ، لِتقفَ الأحرف فجأة و تختفي من لسانها ، باتت لا تعرف ماذا تقول ، لكن والدها تحدث :
" زين جيتي من نفسش ، و لا كنت جبتش غضب " .
لِيردفَ بعدها و هو يبتسمُ ببرود و يضعُ يدهُ على كتفها : " استعدي ، شوفي الساعة ما بقى واجد " .
حينها لم تردَ عليهِ ( نازك ) بل التزمتِ الصمت و اتجهت لغرفتها و لم تُصدم حين رأت بعض الحاجياتِ المفقودة و الوِسادة التي عليها صورتها و هي مطعونةٌ بسكين ! ، لِتجلسَ على سريرها و هيَ تفكرُ في ما الذي عليها فعلهُ في زفافِ والدها و تلكَ اليابانية التي لا تعلم من هي ، إلّا أنها كانت متأكدة أنها بالطبع تملكُ أموالاً طائلة ، قطعَ تفكيرها صوتُ تنبهِ الرسائلِ القادمِ من هاتفها ، لِتفتحَ الرسالة و ترى صورَ فساتين مُرسلةٍ من والدها و مُذّيلةٍ بِـكلمةِ : " اختاري " .
لِتحسَ بشعورٍ مُختلط من الحزن و القهر ، و لكنها أرسلت رداً لِوالدها محتواه :
" لن أرتدي شيئاً من هذهِ الفساتين الرديئة .. لا تخف سآتي و أرتدي فستاناً أيضاً ، فلا داعي لِتخطف أحداً كضحية ! " .
في الجانبِ الآخر وراءَ الشاشة ، ابتسمَ الوالدُ بسخرية حين قرأ ردها و فهمه .

¶ ¶ ¶

بعد ساعتينِ تماماً ، في المحلِ التجاري كانت ( نازك ) تبحثُ عن فستانٍ مناسب لما سيحصل ، رُغم أنها تفكر في الانتقامِ من والدها خلال هذا اليوم و لكنها لا تُريد منهُ أن يفعل ما فعلهُ سابقاً و يقوم بإيذاء شخصٍ آخر بسببها و لكنها في ذاتِ الوقت تكره ُ نفسها و تحتقرها ، فمن هو المعتوهُ الذي يقوم بالتسوقِ لزفافِ والده الذي ألقى أمه في منفىً ما ، و تزوج عليها بأخرى ، بعد هذا التفكيرِ ، مسحت وجهها بكفِ يدها ، و تنفّست بعمقٍ لمرات متتالية ، لِتأخذ أي زيٍ تراه أمامها و من المرّجحِ أنهُ مناسب .
بعد أن قامت ( نازك ) بِدفعِ ثمنهِ ، قررتِ الذهاب للجلوس على شاطئِ البحر و تأمل النجومِ علّها تستطيعُ التخلص من كميةٍ بسيطة من ذاكَ الحمل الثقيل الذي أصبحَ يُثقلُ قلبها ، لِتتوجه إلى هناك حين وصلتها رسالة من ( تاتسو ) محتواها : " أين أنتِ الآن .. الأمر عاجل " ، لِتتعجبَ و هي ترى على الساعة ، لِترى أنها الثامنة تماماً ، لِتسأله : " أليسَ من المفترضِ أن تكون في التدريب الآن .. بالإضافةِ إلى أنني سأذهب لمكاني المعتاد حينَ أشعرُُ بالاختناق " ، كانت ( نازك ) موقنة تماماً أن ( تاتسو ) لن يفهمَ المكان الذي تقصدهُ بهذا القول ، و هي موقنة أيضاً أنهُ يريدها لِأمر عاجل و لكنها ليست مستعدة لهذا الأمر العاجل ، فهي الآن لا تريد مقابلة أحد و لا التحدث لِأحد ، و ما إن وصلت للمكان الذي كانت تقصدهُ أغلقت هاتفها ، بالرغم من أنها في تلكَ اللحظة اعترفت لِنفسها أنها جبانة ، جبانةٌ جداً ، فلو أنها لم تكن كثيرةَ التأخر لما أتت جدتها بغداءها لها .. لا ليس بسبب أنها متأخرة بل أنها لم ترِد أن يعلمَ من في المدرسة أنها غنية لذا لم تأتي الجدة للمدرسة بِالسيارة الفخمة بل لِتقاطُعِ الطريق ، لذا فهي من قتلت جدتها ، و كذلكَ أيضاً لو كانت تملكُ عقلاً لما نُفيت أمها ، و لو أنها أيضاً تدخلت لحماية ( نارومي ) لما غادرت هي الأخرى .. و لكنها جبانة ، جبانةٌ جداً .
تساقطت دموعها كشلالٍ حينَ كانت تفكر في هذهِ الأمور كلها ، تساقطت دموعها لدرجةِ أنها أصبحت تحس أنها كوّنت بقعةً كبيرة على قميصها الرمادي ، و في محاولةٍ منها لِأيقافِ شلالِ الدموع المُنهمر من عينيها هذا رفعت رأسها للسماء ، و لكنها بدلاً من أن ترى النجومَ اللامعة التي تتبعثرُ على صفحةِ السماء السوداء ، رأت منديلاً ممدواً لها ، لِتأخذهُ و تسمحَ عينيها دونَ أدنى تفكير ، و لكنها بدأت باستيعابِ الأمر حين سمعت صوتاً ينطقُ بِـ : " ءلم أعلمكِ أن لا تأخذي أي شيء من الغرباء ؟ " .
لِتلتفتَ لِمصدرِ الصوت ، لِيردف المتحدث : " أظنُ أنكِ أصبحتِ تبكين كثيراً في الفترةِ الأخيرة لأنكِ قد اشتقتِ إليّ " .
لِتضحك بِخفة وسطَ حزنها : " لا تصدق نفسكَ أيها المعتوه أيتشيرو " .
ضحكَ ( ايتشيرو ) و هو يمسحُ على رأسها : " تبدينَ قبيحةً حين تبكين " .
لِترد عليها : " مثلكَ تماماً " .
لِتردف بعدها : " كيف عرفت مكاني ؟ ، و متى أتيت أصلاً ؟ " .
أجاب ( ايتشيرو ) على سؤالها و هو يبعدُ يدهُ عن شعرها و يتمدد على الرمل : " طلبتُ من تاتسو أن يسألكِ عن ذلك كنت أريد مفاجئتكِ ، و أيضاً قد وصلتُ اليوم فقط و لا تسأليني لماذا أتيت " .
لِتسأله مجدداً : " لقد علمتَ مكاني رغم أني لم أصرّح به ؟ " .
ردّ عليها ( ايتشيرو ) من جديد : " هاي ، لقد عشنا سوياً لِـ14 عاماً " .
ضحكت ( نازك ) : " صحيح ، و لكن لماذا أتيت ؟ " .
تجاهلَ ( ايتشيرو ) سؤالها : " لقد كنّا نتأمل النجوم دائماً هكذا حين كنا في المدرسة الإعدادية ، لقد قضينا أوقاتاً ممتعة فعلاً .. أشتاق لذلك حقاً ، فالآن عليّ مٌقابلةُ وجهِ مارو ، لِـ24 ساعة ! ، إنها تغيظني فعلاً ! " .
سألته ( نازك ) من جديد متجاهلة لما قاله : " فلتجبني ، لماذا أتيتَ هكذا فجأة ، فكما أعلم إجازتكم ليست الآن ! " .
لِيجيبها هذهِ المرة : " أخبرتكِ أن لا تسألي فلن تعجبكِ الإجابة أبداً ! " .
لِتستغرب ( نازك ) و تنظرّ إليه لِيفهم ( ايتشيرو ) قصدها ، لِيقول : " عليّ حضورُ زفاف عمتي تلكَ المتغطرسة أجبرني والدي على ذلك " .
لِيردف بعدها بتردد : " هذا بالإضافة إلى أنني لا أريد أن أترككِ تذهبينَ وحدك ، فأنا أعلمُ أن لا أحد يطيقكِ الآن ، أنا أعلمُ أنهم يلومونكِ كثيراً .. و لو أن الأمر كان لزفاف عمتي فقط لما أتيت ، أقسم لكِ بهذا " .
نظرت إليه ( نازك ) نظرةَ امتنانٍ في البداية لكنها بعد ذلك استبدلتها بنظرةِ شكٍ من مقصده من جملته الأولى ، ليقول هو دون أن تسأله : " ستتزوج عمتي من والدك ! " .
لِيسودَ الصمت المكان بعدها ، فـ ( ايتشيرو ) يظن أنها ستركلهُ أو تضربهُ الآن ، في حينِ أنها كانت سعيدةً قليلاً ، نعم سعيدة لأن هناكَ من يهتم بها بعد كل ما حدث و كل ما فعلته لِتقول له :
" لا دخل لك في زواجِ عمتك من والدي ، أنا أعلمُ ذلك ! " .
لِتردفَ بعدها بتردد ، و تفصحَ عن مشاعرها و هذا ليس من عاداتها : " إنني سعيدةٌ حقاً لأنك هنا ، لو لم تكن هنا لما كنت لِأعلم ما الذي عليّ فعله في الغد .. أريغاتو ! " .
لِيصدم ( ايتشيرو ) و يقولَ بحماس : " يتا نات تشان لقد علمّك أحدهم بعض الأخلاق في غيابي " .
لِتضحك هي و بعدها تقول : " ءلم تأتي مارو ؟ " .
لِيجيبها ( ايتشيرو ) و الضجرُ ظاهرُ على وجهه : " تلك الحمقاء ؟ لقد أتت و لكنها الآن تقضي بعضَ الوقت مع صديقَ طفولتها تاتسو " .
ابتسمت ( نازك ) و هي تقول له : " لماذا تبدو غاضباً ؟ هل تشعرُ بالغيرة ؟ " .
أجابها سريعاً : " و لماذا أشعر بالغيرة ؟ انكِ مجنونة فعلاً ، هيا فلنذهب الآن " .
ابتسمت ( نازك ) حينها كما لو أنها لم تبتسم منذ أشهر ! .

¶ ¶ ¶

بعد دقائق ، وصلت ( نازك ) للمنزل لِترى ( رؤى ) و ( نور ) ما إن دخلت و لكنها تجاهلتهما ، و ذهبت بخطواتٍ مُتزنة بتجاه الدرج حين سمعت ( نور ) تنطق بِـ :
" هل عُدتِ أخيراً ؟ هل نلتِ على قدرٍ كافٍ من السعادة أيتها الشينيغامي – حاصدة الأرواح – ؟ " .
لِتعودَ ( نازك ) للخلفِ من جديد و تقفَ أمام ( نور ) :
" أعيدي ما قلتيه توّاً ؟ ماذا ؟ شينيغامي ؟ " .
كانت ( نازك ) في تلكَ اللحظة تريدُ صفعَ ( نور ) و لكنها تحمل نفسها ما حدث لذا لن تجرؤ على فعلِ هذا ، و لكنها تراجعت عن كلامها حين سمعت رد ( نور ) عليها :
" نعم شـ يـ نـ يـ غـ ا مـ ـي ، ءلم تكتفي من أفعالكِ الغبية ، لقد قتلتِ جدتي و تسببتِ في اختفاءِ أمي ؟ ، ءلا تملكينَ حتى قلباً كي تُظهري بعض الندم " .
لِتردف و هي تصرخُ عليها : " فلتتظاهري بالندم على الأقل إن لم تكوني نادمةً حقاً ! " .
صمتت ( نازك ) و لم تردَ عليها لِتكمل ( رؤى ) على ما قالتهُ ( نور ) : " لا تأملي منها أي شيء ، فهي ليست سوى أنانية " .
حينها لم تستطع ( نازك ) تحملَ الأمر فهي يكفيها ما تحملهُ من ندمٍ و لوم لِنفسها ، لِتقول موّجهةً كلامها لِـ ( نور ) :
" فلتلزمي الصمت ما دمتُ لطيفةً معكِ " .
و أردفت و هي تلتفت لِـ ( رؤى ) : " و أنتِ لا تجعليني أتفوَه بما سيجرحكِ " .
لِتقول ( نور ) : " فلتقولي إذاً ، ألم تكوني دائماً هكذا ؟ " .
قالت ( نازك ) بِمحاولةٍ منها لِتصبرَ أكثر : " إنكِ تبدين كثورٍ هائج أمامي ، و لكن هذا اللوم و العتاب ءلا تعتقدين أن والدكِ هو من يستحقه ؟ ، هل أنا من قام بنفي والدتي أم هو " .
لِتردف بنبرةِ صوتٍ عالية : " لكنكِ جبانة ، جبانة لدرجةِ أنك تلقين باللوم ِ على شخصٍ غير الجاني ، و مثيرة للشفقة أيضاً ! " .
لتتحدث ( رؤى ) في هذا الوقت : " مع كل ما فعلتيه ءلا يجبُ عليكِ التصرف بالقليل من الندم فقط .. القليل ؟ " .
ثارت عليها ( نازك ) لِتصرخ عليها كما صرخت على ( نور ) تماماً : " أنتِ مثيرة للشفقة أيضاً ، أوه انتِ لا تستطيعنَ التحدث هكذا أمام عمكِ ، أليس هو َ من أخرجكِ من حاويةِ القمامةِ التي رماكِ فيها أهل أمك بعد أن توفيّ والديكِ ؟ " .
كلامُ ( نازك ) حينها كوّن شرخاً عميقاً في قلبِ ( رؤى ) فقد تعدت ( نازك ) حدودهاً جداً .
لِتقول ( نور ) : " أرأيتِ ؟ إنكِ حقيرة كبيرة فعلاً " .
لِتردفَ و هي تمسكُ ( رؤى ) من يدها : " فلنذهب " .
و حين ذهبتا ، أحسّت ( نازك ) أنها كانت قاسيةً جداً ، قاسية لدرجةِ أنها كالحيوان ! ، لِتتجهَ لِغرفتها و تحاولُ النوم ، رغم ان النوم قد هجرها في الثاني عشر من أكتوبر ، و إلى الآن ! .

¶ ¶ ¶

في اليوم ِ التالي :
توّجهت ( نازك ) للفُندقِ الذي سيٌقامُ فيهِ زفاف والدها بنفسها في أحدِ السيارات فهي لا تملكُ الجرأة لِتقابل ( رؤى ) بعد ما قالتهُ لها في الأمس ، و طوالَ الطريقِ ظلّّت تفكر في كيفَ سيمرُ هذا اليوم ، فهي تتمنى فقط لو ينتهي و تنتهي هي معه ، لكنها توّقفت عن هذا التفكير حينَ وصلت لِمكان الزفاف ، و لكنها بقت في السيارةِ لفترة لحين ترى ( ايتشيرو ) و يذهبا سوياً ، و ما إن وصل حتى نزلت من السيارة و ذهبت بتجاهه ، لِيقول لها : " إنكِ في طولي تماماً ! " .
لِترد عليه : " فلتمُت الآن " .
بعدها دخلا الاثنانِ سويةُ و احتلا أحدَ الزوايا ، لِيقول ( ايتشيرو ) : " من المفترضِ أن يأتي تاتسو و مارو " .
لِتنظر إليهِ ( نازك ) بنظرةِ فهمها ، لِيقولَ : " هوي ، إن هذا في محاولةٍ لجعلكِ لا تبدين خاسرةً أمام والدك ! " .
لِتبتسم لهُ باستهزاء .
و بعدها جاءَ ( تاتسو ) و ( مارو ) في ذاتِ الوقت ، لِيهمس ( ايتشيرو ) لِـ ( نازك ) : " نات تشان لماذا مارو تلتصقُ بهذا العملاق ؟ " .
ضحكت ( نازك ) و هي تجيبه : " أنتَ تشعرُ بالغيرةِ فعلاً ، و هي تلتصقُ به مثلما انتَ تلتصقُ بي " .
لِينظرَ إليها ( ايتشيرو ) بنظراتٍ مقهورة و يلزمَ الصمت ، و بعدها حاولَ الثلاثةُ فتح مواضيعَ مناسبة لِأجلِ ( نازك ) و قد كانت ( نازك ) أيضاً ممتنةً لذلك و بشدة ، فقد كانت برفقتهم و قد جرى كل شيءٍ بخير إلى أن أنتهى هذا الحفل المشؤوم ، لِيقررَ الجميعُ حينها العودةَ لمنازلهم ، عادت ( نازك ) أيضاً و حين وصلت رأت أخواتها هُناك لِتتجاهلهم كالعادة و تتجه لِغرفتها و لكن ( نور ) أوقفتها من جديد :
" هل تشعرين بالسعادة الآن ؟ ، اجتمعتِ بأصدقائكِ ؟ و ضحكتِ كثيراً ، كان ينقصكِ أن ترقصيِ فقط " .
أجابتها ( نازك ) : " ألا تظنينَ أنكِ قد تخطيت حدودكِ فعلاً ؟ " .
( نور ) : " أنتِ هو من تخطى حدوده يا مفككةَ العائلات " .
( نازك ) : " فلتغربي عن وجهي ما دُمت أعاملكِ بلطف " .
( نور ) : " لستِ إلا حقيرةً كبيرة ، فما الذي ستفعلينه ؟ " .
حينها جن جنون ( نازك ) كالعادة لِتصفعَ ( نور ) ، لِتقول لها ( رؤى ) التي هرعت سريعاً لِـ ( نور ) :
" انكِ مريضة حقاً عليكِ الذهاب لأقرب مصح نفسي " .
حينها غادرت ( نازك ) المكان بكل هدوء و لكن ضجيج قلبها كان يعلو ثانيةً تلو الثانية ، لِتصلَ لغرفتها أخيراً و تبكي من جديد و تلومَ نفسها لأنها جبانة .. جبانة حقاً ، تستخدم قبضتها أمامَ من هم أضعفُ منها ،و هي أيضاً جبانة و إلّا لما ذهبت لِزفاف والدها برفقةِ أصدقائها فقد كان من المفترضِ أن تندم و تلومَ نفسها و تموتَ من الألم و المعاناة ، و لكنها حقاً تعبت .. تعبت لدرجةِ أنها لا يمكنها تحمل أي شيء آخر ، لِتخرجَ هذا التفكيرَ من رأسها ، و لكنهُ عاد َ إليها حين رأت ذلكَ المقص الموضوعَ على التسريحة ، لِتكبر فكرة الارتياحِ من الدنيا في عقلها أكبر و أكبر ، و تتجه بِخطىً بطيئة بتجاهِ المقص ! .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الجُمعة .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 11:51 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


* السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته ،
كيفكم ؟ .
المهم هذا الجزء رح يكون آخر جزء ينزل يوم الجمعة ، لأنه من الأسبوع الجاي و ما بعده رح يكون موعدنا الخميس بإذن الله ، و ساعتها اعذروني بس ما رح أنبهكم بنزوله في رسائل الزوار لِانشغالي ^^ بس انتوا تذكروا كل خميس ، آخر يوم مدرسة ههههههه .


+


¶ الفصل الثالث : ما بعد الثاني عشر من أكتوبر ¶ .
«2»

حينها غادرت ( نازك ) المكان بكل هدوء و لكن ضجيج قلبها كان يعلو ثانيةً تلو الثانية ، لِتصلَ لغرفتها أخيراً و تبكي من جديد و تلومَ نفسها لأنها جبانة .. جبانة حقاً ، تستخدم قبضتها أمامَ من هم أضعفُ منها ،و هي أيضاً جبانة و إلّا لما ذهبت لِزفاف والدها برفقةِ أصدقائها فقد كان من المفترضِ أن تندم و تلومَ نفسها و تموتَ من الألم و المعاناة ، و لكنها حقاً تعبت .. تعبت لدرجةِ أنها لا يمكنها تحمل أي شيء آخر ، لِتخرجَ هذا التفكيرَ من رأسها ، و لكنهُ عاد َ إليها حين رأت ذلكَ المقص الموضوعَ على التسريحة ، لِتكبر فكرة الارتياحِ من الدنيا في عقلها أكبر و أكبر ، و تتجه بِخطىً بطيئة بتجاهِ المقص ! ، لِتمسكهُ بواسطةِ أصابعها الطويلة و تتأملهُ طويلاً و ترميهِ بعدها ، فهي لم تصل لتلكَ المرحلةِ من الجنون التي قد تدفعها لِقص شرايينها كمالجانين بعد ! ، و لن تفعل حتى لو وصلت لتلكَ المرحلة ، و لكنها تملكُ حلّا آخر و هو معاودةُ الخروجِ من هذا المنزل و لكنها هذهِ المرة ستخرجُ بطريقةٍ غيرَ تلكَ التي خرجت بها في المرةِ السابقة ، فهي موقنةٌ أنها اذا ذهبت ستهدأُ الأوضاع بما أن الجميعَ يعتبرها الجانية ، لِذا ذهبت لِحزم أشياءها منذٌ الآن و في ذاتِ الوقت كانت تفكرُ في أمرِ الغناءِ و الوكالة ، و لكنها قررت فجأة أن تستعينَ بنفوذِ والدها لِمرة و تدخل لِأي جامعة و تلتحق بقسم الفنون في حينِ أن تغيب عن العالم الفنيّ لِفترة ، و بعد أن أنتهت من كُل هذهِ الأفكار رمت نفسها على السرير الدائري و أغمضت عينها واضعةً ذراعها على عينيها ، و لكنها كالعادة لم تستطِع النوم و إن فعلت فإنها لن تنجوَ من الكوابيس ، فلا زالت إلا الآن تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة ! .

¶ ¶ ¶

في اليوم التالي ، كانتِ الشمسُ قد اعتلتِ السماء و نشرت أشعتها الذهبية على صفيحةِ الأرض ، حينها كانت ( نازك ) قد استيقظت و استعدّت فعلاً للقاءِ والدها فهي تعلمُ أنها ستجدهُ في شركته الآن ، فهو لا يُضيع ثانية ما في غير كسبِ المال ، و هي كذلكَ قد أصبحت الآن لن تضيّع ثانيةً واحدة في سبيلِ الهروب من هُنا ، لِذا أسرعت بالذهابِ لحيث يقبع والدها ، و هناكَ حين وصلت و لأول مرةٍ في حياتها تطرقُ الباب و تدخل بهدوء ليسَ كالمجانين لِدرجةِ أن والدها حين رآها بهذا الشكل ارتسمت علامات الصدمة على وجهه ، فأصبح يدّقق في وجهها علّها لا تكون ابنتهُ حقاً .
أما هي فبدون أيّةِ مقدمات ، انحنت على ركبتها و لأول مرةٍ تفعلها لِتنطق بِـ :
" أرجوك ، ابعدني من هنا .. فلترسني إلى أي مكانٍ آخر ، سألتحق بأيّة جامعة حتى لو لم تكن للفنون .. لا أمانعُ في ذلك ، فقط فلترسلني بعيداً " .
لِيسودَ بعدها صمتٌ طويل ، لِتقول ( نازك ) من جديد : " اتوسل إليك ! " .
حينها كان والدها مصدوماً لِدرجةِ أنه لم ينطق بحرف ، فلو رآها أحدٌ حينها لأيقنَ أن هذهِ المخلوقة مكسورةٌ من الداخلِ للغاية !.
قال والدها : " سأفعل ذلك " .
لِتقفَ من على الأرضِ ، و تخرجَ دون أيّة كلمة فشعورها بالذنبِ أصبح يكبُر فالآن بدلاً من أن تعاقب أصبحت تفوزُ بأشياءٍ أخرى ، و كونها جبانةً أصبح يتضحُ أكبر في عينيها ، فبعد ما تسببت به من مشاكل جاءت تجثو على ركبتيها أمام والدها راجيةً منهُ أن يُحسن عليها و يساعدها على الهرب ! .

¶ ¶ ¶

بعد فترةٍ امتدت لِأسبوعٍ كاملٍ جاءتها رسالةٌ من والدها يطلبُ منها فيها قدومها لشركتهِ ، لِتذهب سريعاً و حين دخلت ، نظرَ إليها بنظراتهِ الباردة و بعدها مدَّ لها مغلفاً ورقيا ، لِتتقدم ( نازك ) بتجاهه و تمسكهُ بأصابع مرتجفة و ما إن فتحته حتى رأت أنها ورقة قبول للدراسة في جامعة أوساكا للفنون ، لِتقول بنبرةٍ كان واضحاً فيها أنها أخرجتها بالإجبار : " أريغاتو " .
لِيقول لها والدها : " لو ما جلستي على ركبتش ذيك المرة و كسرتي لي خاطري ، ما كان سويت إلي سويته " .
لِترد عليهِ ببرودٍ كبروده : " تكاليف الدراسة و السكن سأدفعها بنفسي ، لن أحتاج لـ ينٍ واحد منك حتى ، و لا تقلق لن أعيش في منزلكَ البائس ذاك " .
ابتسمَ لها والدها : " معروف الحمار بعد ما يشبع يرفس ! " .
رُغم أنها فهمت مغزاهُ إلّا أنها صمتت و لم ترد عليه ، بل توّجهت للبابِ لتخرج و قبل أن تخرج التفتت و قالت له : " سأدفع تكاليفَ الذهاب بنفسي و سأذهب سريعاً " .
لِتردفَ بعدها بِسخرية : " لا يجبُ عليكَ القلق عليّ ! " .
و حينَ انتهت من قولِ جملتها خرجت سريعاً دون سماعِ ردِ والدها ، فمنذ متى و هو يقلق عليهم ؟ ، فهو لا يقلق على شيءٍ سوى أموالهِ البائسة ، رُغم أنها أحسّت بالقليلِ من الارتياحِ لأنها ستهربُ من هنا أخيراً ، فهي تظنُ أنه لا يحق لها أن تفرحَ بما أنها قد سببت الكثيرَ و الكثير من الألمِ و البؤسِ للآخرين ، هذا باستثناء أنها تحس أنها تكرهُ نفسها لِأنها استعانت بوالدها بعد ما فعلهُ بوالدتها بسببها .
قطعَ لومها و عتابها لِنفسها صوتُ هاتفها الذي أعلن عن وصولِ رسالة جديدة ، لِتفتحها و ترى أنها كانت من ( تاتسو ) : " نات تشان ، فلنتقابل الآن ! " .
حينَ أنهت ( نازك ) قراءةَ الرسالة نظرت للساعة 9:00 ، لِتتعجب فما الذي يريدهُ ( تاتسو ) في هذا الوقت ، فمن المفترض أن يكون مشغولاً في هذهِ الفترة ، و لكنها تركت هذهِ التساؤلات لِحين تراه و ذهبت الآن للمكان الذي اعتادا أن يلتقيا فيه ، و حينَ وصلت رأتهُ متواجداً هناك ، لِتسأله بتعجب :
" ءليسَ من المفترض أنكَ تتدربُ الآن ؟ " .
لِيجيبها بِحماس : " لن تتخيلي ما الذي حدث ؟ سأذهب للإن بي إي ( دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين ) .
ردّت عليه ( نازك ) : " هوي هوي ، هل أنت محق ؟ سيكونُ ذلك رائعاً ، ستلحق بمارو و ايتشيرو ! " .
( تاتسو ) : " لقد كانا هما الاثنانِ في منطقةٍ واحدة مصادفةً و أنا كذلكَ الآن مصادفةً سأكون في نفس منطقتهم " .
أردف بعد ما صمت لوهلة : " سيكون رائعاً لو تنضمين َ إلينا " .
أجابتهُ ( نازك ) و هي تبتسم : " أنا أيضاً سأذهب لأوساكا اليوم ، لقد حصلتُ على قبولٍ في جامعةِ الفنون " .
( تاتسو ) : " فعلاً؟ ذلك رائع ، و لكن السنة الجديدة ستبدأ في ابريل و نحنُ الآن لا نزال في فبراير ! " .
( نازك ) : " أنت تعرف .. ليس مُرّحباً في هذهِ الفترة ، بالإضافة إلى أنني أحس باحتقارِ الذات " .
أردفت بنبرةٍ غريبة : " هل أخبرك بسر ؟ أظن أنني سأبحثُ عن طبيبٍ نفسي هناك ! " .
سألها ( تاتسو ) باهتمام : " ءلا تزالين تعانين من اضطراب ما بعد الصدمة ؟ " .
أجابتهُ ( نازك ) عن طريق تحريكِ رأسها بِـ " نعم " ، لِتقول بعدها : " و سأغيب لفترة مؤقته عن المسرح ! " .
( تاتسو ) : " سيكونُ من الأفضل أن تذهبي لطبيب نفسي في أوساكا بدلاً من هنا خشيةَ أن تري أحداً تعرفينه "
أردف بعدها مازحاً : " اذهبي بدون أن تضعي أي قطرةَ مكياج كي لا يتعرفَ عليكِ أحد ، و تملأ صوركِ الصُحف " .
ردّت عليه ( نازك ) : " لقد أدركت توّا أني حمقاءُ فعلاً ، فصحيحٌ أنني لو لم أضع مكياجاً لن أُعرف فعلاً رغم انني اشبه نفسي حتى بدون ماكياج " .
نظرَ إليها ( تاتسو ) بنظرةِ متعجبة ، لِتردف هي : " فلطالما هنا في طوكيو كنت لا أضع قطرة ماكياج و لكنني كنت أضع وشاحاً على وجهي خشيةَ أن يعرفني أحد و لكنني الآن فقط بدأت باستيعابِ الأمر " .
( تاتسو ) يحاولُ إغاضتها : " لن ألومكِ على هذا ! " .
أجابتهُ بذاتِ النبرة التي تحدث بها : " انظروا من يتكلم .. الطالب 100 " .
تجاهلَ ( تاتسو ) الأمر و قال : " فلتنتبهي على نفسكِ جيداً ، و سأزوركِ ذات يوم في أوساكا قبل أن أذهب لأمريكا ".
( نازك ) بابتسامة : " سأكون بانتظاركَ حتماً ! " .
و بعدها ذهبَ كل منهما في طريقه ، فـ ( نازك ) توّجهت لمنزلها لِتأخذ حقيبتها التي جهزّتها اليوم بعد ما استيقظت بما أنها لم تفعل ذلكَ بالأمس ، فهي ستتوجه إلى أوساكا بواسطةِ القطار .

¶ ¶ ¶

في جنوبِ جزيرةِ هونشو .. أوساكا ، كان ( كِنان ) لتوّه خارجاً من معهد تعلمِ اليابانية إذا أنه لا يتقن اليابانية ، أو على الأقل يستطيع تحدثها بنسبةِ 10% إذ أن هذا هو ما تعلمهُ من " الأنميات " التي كان مهووساً بها منذ زمن ، إذ أن عليهِ الآن إتقان اللغة قبل شهر ابريل بما أنه ألغى فكرةَ معهدِ الفنون و أصبحَ يريد الالتحاق بجامعة أوساكا للفنون لِيكون رسّام أنمي ! .

¶ ¶ ¶

و في مكانٍ آخر يبعدُ عن اليابان .. في جنوبِ شرق آسيا ، تايلاند بالتحديد :
قال ( نوّاف ) الذي كان يمسكُ رأسهُ بين يديهِ بسبب ألم رأسهِ الذي أصابهُ جرّاء افراطه في الشرب : " ياخي أبوك عشرين مرة يتصل يسألني عليك و أكذب عليه إنك ما عندي ، بيذبحني لا عرف " .
ردّ عليهِ ( طلال ) المتمدد على كنبِ الفندقِ الفخم بنبرةِ صوتٍ مُتعبة : " عادي ترا حتى لا رجعت محد يقدر يسوي لي شي " .
( نواف ) : " لو أنا أسوي إلي انته سويته ، أشرد من عرسي و أختفي كم شهر يعلقوني ف الليت إلي قدام البيت يخلوني عبرة ! " .
بعد ما أنهى ( نوّاف ) حديثه تجاهله ( طلال ) حينها ظلّ ( نواف ) يشكر ربه أن من سيتزوج أخته هو ( كنان ) وليس طلال " الصايع " فمع أنهُ صديقه إلا أنهُ لن يرضى أبداً بزوجِ أختٍ مثله ! .

¶ ¶ ¶

بعد أسبوعين :
ملَّت ( نازك ) من مزاولةِ الذهاب للطبيب النفسي لِتقرر التوقف عن الذهاب إليهِ من اليوم ، في الحقيقة قد قررت التوقف عن ذلك ليس لأنها قد ملّت فعلاً بل لأنها تعتقدُ أنها لم تنّل عقابها المُناسب إلى الآن ! ، و لكنها في ذاتِ الوقت تحّسُ أن قدوم ( رؤى ) قد خفف من حِدةِ عقابها ، إذ أن ( رؤى ) قد جِيءَ بها قسراً إلى أوساكا ، و الآن تعيشُ مع ( نازك ) ، في حينِ أن ( نازك ) لا تعلم ذلك ، و لكنها تحس بأن اليوم سيكون أخف وطأةً من سابقاته بما أن ( تاتسو ) سيأتي لأنه سيسافر بعد يومين ، لِذا ذهبت لِمحطةِ القطار لاستقبالهِ فهو لم يسبق له أن جاء لأوساكا ، لِذا فهي لم تنتظر كثيراً إذ أنها رأتهُ من بعيد بسببِ طولهِ الزائد ، إذ أن طوله يبلغ متراً و 94 سم لِتلوّح له ، ليأتي هوَ الآخر و يبتدأ الحديث :
" اليومَ فقط أكتشفتُ أنكِ عملاقة ، فقد أمكنني رؤيتكِ من بعيد " .
ردّت عليهِ : " قُل هذا لنفسك " .
تجها بعدها لِخارجِ المحطة ، لِيقول ( تاتسو ) من جديد : " هل أنتِ بخير هنا ؟ " .
أجابته : " نعم ، إن كل شيء جيد ، و قد أتت أختي أيضاً " .
سألها باستغراب : " أيّة أخت ؟ العدّاءة ؟ " .
حرّكت ( نازك ) رأسها دلالةً على النفي و قالت : " تلكَ التي تكبرنا بعامٍ واحد " .
فقد كانت ( رؤى ) أختاً لِـ ( نازك ) بالرضاعة و لكنها تعلمُ أنها لن تستطيعَ شرح هذا لِـ ( تاتسو ) ، لِيقول هو : " عرفتها ، تلكَ عارضةُ الأزياء التي لا تشبهكِ " .
( نازك ) : " نعم هي " .
( تاتسو ) : " أنا فعلاً أتعجب ، إذ أنهُ من المفترض أن تكوني عارضةَ أزياء ، فلتنظري لِطولك " .
قالت ( نازك ) بصوتٍ واضحٌ هو فيهِ القهر : " اصمت و انظر لنفسك يا عمود الإنارة " .
تجاهلَ ( تاتسو ) ذلك لِتقول ( نازك ) : " انني اشتاق لِايتشيرو و مارو فعلاً ! " .
تعمّدت أن لا تنطق باسم ( نارومي ) لِيرد عليها ( تاتسو ) ضاحكاً : " نعم ، و أنا أيضاً إلّا أنني أشتاقُ لمارو أكثر بما أنها صديقةُ طفولتي ، و أنتِ أظن أن الأمر مشابه بالنسبةِ لك " .
( نازك ) : " صحيح " .
لِتردف بعدها و هي تبتسم : " لقد كنّا عصابةَ الحضانة ، فقد كُنّا أطول قليلاً عن من هم في سننّا " .
أكمل ( تاتسو ) : " فأصبحتما تتصرفانِ كالكبار ؟ " .
أجابت ( نازك ) و هي تضحك : " أجل ، رُغم أنني كنتُ أطولُ منه في ذلكَ الوقت ، في الحقيقةِ لقد كنتُ أطولَ منهُ دائماً إلا أننا حينَ أنهينا المتوسطة أصبحَ أطول مني " .
جاءَ ( تاتسو ) لِيتحدث و لكنَ صوتَ رنينِ هاتفِ ( نازك ) قطعَ حديثه ، لِترد ( نازك ) بعد أن قرأت اسم ( رؤى ) و ما إن ردت حتى اخترقَ صُراخ ( رؤى ) طبلةَ أذنها قائلةً :
" نازك ما هذا الطعام الذي أعددتيه؟ إن الحيوانات لن تبلعهُ حتى " .
( نازك ) بهدوء : " سأحرصُ على اعدادهِ بشكل جيدٍ في المرةِ القادمة " .
ما إن أنهت هذهِ الجملة حتى سحبَ ( تاتسو ) الهاتف منها لِيقول : " هوي انتِ فلتعدي الطعام لنفسكِ بنفسكِ ، سأقتلع لكِ رأسك من مكانه إن تحدثتِ لنات تشان هكذا ! " .
و بعدها أغلق في وجهها ، لتسحبهُ ( نازك ) من يدهِ و هي تقول : " هوي أنت ماذا فعلت ؟ إنها أختي " .
( تاتسو ) : " عليكِ أن تردي عليها كي لا أفعل ما فعلتهُ الآن مرةً أخرى ، إنك تبدين مُثيرةً للشفقة عليكِ التخلص من هوسِ تعذيبِ نفسكِ كالمجانين " .
( نازك ) تجاهلت كل كلامه ، لِتقول : " لماذا أصبحت فجأة تتصرف مثل إيتشيرو ؟ " .
( تاتسو ) اكتفى بفتحِ هاتفه و مدّه لها ، لِتلتقطهُ بين يديها و تقرأ الرسالة الظاهرة على الشاشة من ( ايتشيرو ) : " هوي تاتسو عليكَ الاعتناء بِـ نات تشان في غيابي ، إن علمتُ أن سوءاً أصابها سأقوم بقتلك ! " .
و بعدها فتح لها رسالةً أخرى من ( مارو ) : " هوي أيها العملاق عليكَ الاعتناء بابنتي جيداً في غيابي إن علمتُ أنها تعرّضت للأذى من أي كائن و أنت هناك و بقيتَ مكتوفَ الأيدي ، سأقتلع لكَ جمجمتك من عنقك ! " .
ضحكت ( نازك ) حينها و هي تقول : " إنهم أصدقاءٌ جيدون فعلاً ! " .
ردّ عليها ( تاتسو ) : " هاي ، و لكن هل أنتِ فعلاً بخير هُنا ؟ " .
أردفَ قبل أن ترد ( نازك ) : " هل تلكَ المخبولة التي كانت على الهاتف منذ قليل تسيءُ إليك ؟ " .
أجابت ( نازك ) عن طريقِ تحريك رأسها بالنفي و قالت بعدها : " لا تقلق إن هذا يحدث بين الإخوة فعلاً ! " .
( تاتسو ) : " الأهمُ من كل هذا عليكِ الاعتناءُ بنفسكِ جيداً " .

¶ ¶ ¶

و مرَّت الأيامُ و تقاطرت و ابتدأ شهر ابريل ، و أثناءَ تلكَ الفترة كانت ( نازك ) بعيدةً عن مشاكلِ المنزل كلها ، فقد أصبحت ( رؤى ) جيدةً معها أيضاً ، و لكن هذا يُزعجها فهي تظنُ أنه كان من المفترض على ( رؤى ) عقابها عن طريقِ معاملتها بسوء ! ، و لكنها الآن و في هذا الوقت قد قررتِ الابتعادَ عن المشاكلِ بشكلٍ تام إلا أن تحينَ الفرصةُ المناسبةُ التي ستقنعُ فيها والدها بجعلها تذهب لِأمها ، و قد تكونُ الطريقةُ الوحيدة هي جمعُ الكثيرِ من المال الذي لا تعرف طريقةً لجمعهِ سوى الغناء و لكنها تنوي التغيبَ عن المسرحِ لِفترة مؤقته .
نفضت بعدها تلكَ الأفكارَ من رأسها ، و خرجت من مسكنها متوجهةً لجامعةِ أوساكا للفنون ، فهذهِ هي سنتها الجامعية الأولى رغم أنها قد عاشت لـ19 خريفاً ، في حينِ أن ( رؤى ) أكبرً منها بعامٍ و لكنها في سنتها الجامعية الثانية فكلُ ما قامت بهِ هو تحويل من جامعة لِأخرى ، و هذا باستثناء أن ( رؤى ) قد تأخرت سنةً جامعية واحدة و سنة واحدة في الثانوية .
كانت جامعتها تبعدُ عن مسكنها قيدَ أنملة فقط ، و قد فكرت في الانتقالِ قريباً لمساكنِ الطلبة ، في الحقيقة حين دخلت الحرم الجامعي ، و تذكّرت أنها أعادت صبغ شعرها بالأشقر ِ الثلجي هل سيتنمرُ عليها أحدهم ؟ ، ففي الماضي كان " السنباي " كثيراً ما يتنمرون عليها هي و ( ايتشيرو ) بسببِ شعرهم الملون ! ، و لكنها بعد ذلك ظلّت تفكر هل التنمرُ موجودٌ في الجامعاتِ أصلاً ؟ ، أم أنه يقتصر على طلاب المدارس ؟ ، و لكنها توّقفت عن التفكيرِ في هذا حينَ لمحت شخصاً كان من المستحيلِ أن تخطئ فيهِ بشخصٍ آخر ، لِتتشكل فُتحة صغيرةٌ بين شفتيها ، لِتسأل نفسها بعدها : " ما الذي أتى بهِ إلى هنا ؟ " .
و بعدها أشاحت بِوجهها كي لا تتلاقى نظراتهما فهي قد عانت بما فيهِ الكفاية و لا تريد تجربةَ الأمر من جديد ، فهي توقنُ داخلها أنها يجب أن تعاقب .. و تعاقب .. و تعاقب ، تُعاقب لِدرجةِ الموت ، و لكنها لا تعلم إذاً لماذا يحصلُ لها كل هذا ! .


¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 10:31 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\



* السلآم عليكم ، كيفكم ؟

أول شي بحكي شغلة ، الردود من الجزء الماضي قليلة ، هذا باستثناء انه الردود كلها سطحية ! ، فأنا من هالوقت أحكي لكم إلي ما حاب يقرأ لا يقرأ ، لكن لا تحسسوني إني جالسة أكتب لنفسي ! ، بإختصار إلي عنده رد محترم نفس الناس توقعات و تعليق و انتقادات يكتب ، و إلي ما عنده غير كلمة كلمتين سطحية أحسن يستغني عن كتابة الرد ! .


+





¶ الفصل الرابع : بينَ طيّات عامِ ألفين و ستة عشر ¶ .
»1«

في الوقتِ الحالي ، عادت ( نازك ) بِذاكرتها للواقع إذ أن ما حصل ليس إلّا ضرباً من الماضي و مهما فعلت و فعلت فهي لم تصلح شيئاً للآن و لن تفعل أيضاً ، لِذا أفضل ما تفعلهُ الآن هوَ الذهابُ للجامعةِ البائسة التي زادت من عذابها أكثر و أكثر و تجلسَ في مقعدها و هي تستمعُ لِتلكَ المحاضرات الطويلة المُملة التي لطالما كرهتها و تغنيَ و ترقصَ قليلاً ! ، لِذا ذهبت لِتستعد رُغم أنها متأخرة و لكنها ترى أن تذهب متأخرة أفضل من أن تبقى هنا وسطَ الجُدرانِ الأربعة و تبكي ، فحينها ستبدو مُثيرةً للشفقة ، لِذا حين جاءت لِتخرج من عتبةِ الباب سمعت صوتَ رنينِ هاتفها لِترد عليهِ بعد أن قرأت اسم ( هيكارو ) ،
قالت ببرود و ملل : " ماذا هنالكَ أيضاً ؟ ، لا تقولي لي أن أولئك الحمقى عادوا من جديد ! " .
ردّت عليها ( هيكارو ) : " إنّ الأمر جادٌ فعلاً الآن نات تشان ، إذ أنهما قريباً سيتقاتلان ! " .
بعدها أغلقت ( نازك ) الهاتف ، و خرجت سريعاً ، لِتتجهَ راكضةً لجامعة ِ ( رؤى ) التي كان من المُفترض أن تكون قد تخرجت في شهرِ مارس من العام الجاري و لكنها قد قامت بتأخيرِ فصلٍ كامل .
وصلت ( نازك ) للساحةِ الخارجية للجامعة و قد رأت ما توقعته ، تجمّع بشري حول ثلاثةِ أشخاص ، لِتتخطاهم جميعاً و هي تمشي بتجاهِ أولئكَ الثلاثة ، و بالطبع ِ لم يخلو مرورها وسطَ الحشدِ الكبير الذي تجمّع من ضرباتٍ على بطنها ، في حين أنها ضربتِ الناس بِكوعها ، فهي طويلة ! ، و أخيراً وصلت لِتقول :
" هوي أنتما ، فلتبتعدا عنها الآن ! " .
لِينطق الأول : " ها قد جاءتِ الدخيلة طالبة الفنون ! ، فلتذهبي من هنا فلا شأن َ لكِ في هذا ! " .
لِتقول هي : " آيشيدا كن فلتصمت ، و دعنا ننهي هذهِ المهزلةَ الآن ! "
لِتردفَ بعدها و هي تنظرُ للشابِ الآخر : " هوي أنتَ أيضاً ريوتا كن فلتتوقف عن فعلِ التفاهات " .
لِيرد عليها : " فلتبقي خارجَ الموضوعِ إذاً ! " .
لِتصرخَ عليهما حينَ نفذ صبرها ، و باستثناء هذا اليوم هو الثاني عشر من أكتوبر و هي تكرهُ نفسها بما فيهِ الكفاية : " فلتتوقفا الآن ، لا تنسيا أنها أختي و أنكما تزعجانها بما تفعلانهِ الآن ! " .
لِتسحب ( رؤى ) بعدها من يدها و تأخذها بعيداً لِتقول لها : " فلنحاول حل الأمر ، فقد سئمتُ منهما فعلاً ، ألا أملكُ شيئاً لفعلهِ سوى القدوم هنا و إيقافِ شجارهما " .
حينها ردّت عليها ( رؤى ) بنبرةِ احتقار : " ءلا تملكين شيئاً لفعلهِ ؟ نعم لا تملكين فقد أفسدتِ علينا الكثير من الأشياءِ لدرجةِ أن لا شيء بقي لإفسادهِ " .
آن ذاك لم ترد عليها ( نازك ) لأنها تحمّل نفسها اللوم ، فلو كان هذا الحوار قد جرى قبل الثاني عشر من أكتوبر لعامِ ألفين و أثني عشر لكانت ( رؤى ) مقتولةً الآن .
لِذا اكتفت ( نازك ) بقول : " إن كانا مُعجبين بكِ كما يزعمان ، فلتجدي إجابةً لِكلٍ منهما ! " .
و توّجهت للخارج ، فَـ ( رؤى ) تدرسُ في جامعةِ أوساكا و هي جامعة حكومية ، في حينِ أن ( نازك ) تدرسُ في جامعةِ أوساكا للفنون و هي جامعة خاصة ، فالجامعتينِ مختلفتان رُغم أنهما يحملانِ الاسم ذاته ففي اليابان تحتاجُ لدرجاتٍ عالية و لاجتيازِ الاختبار الوطني للدخولِ الجامعة الحكومية ، أما الجامعة الخاصة فقط يُكتفى باجتيازِ اختبارها .

¶ ¶ ¶

في غربِ آسيا ، و جنوب شرق الجزيرة العربية ، في عُمان :
كانتِ الساعةُ تُشير للخامسة فجراً حين كان ( طلال ) عائداً لمنزلهِ بعد أن تسلى و سهِر حدّ الشبع ، و صُدفة وسطَ الطريق صَدَم شخصاً و جعلهُ يتطايرُ في الهواءِ كريشة ! ، لِينزل من السيارة و يراهُ ينزف لِدرجةِ أنه أيقنَ أن هذا الشخصَ سيموت ، لِذا أسرعَ في الصعودِ لِسيارته البورش السوداء الرياضية ، و أسرعَ للمنزل و قلبهُ ينبضُ بقوةٍ من الخوفِ لدرجة أن يديه ترتجفان و ما إن وصلَ حتى ركضَ لوالدهِ الذي استيقظَ فجراً لِيعبدَ الأموال و يكثرها لِيدخلَ عليهِ كالمجنون لِدرجةِ أن والدهُ قد بدا مُتعجباً ، ليقول له :
" شوي شوي ، بتكسرها الباب " .
لِيرد ( طلال ) سريعاً : " دعمت واحد ، بيموت " .
بعدها أردف بخوفٍ و ارتجاف : " ماريد أدخل السجن " .
لِيقول له والده بنبرةٍ مرتفعة : " تكلم زين ! ، شـ الي صار ؟! " .

¶ ¶ ¶

و في الجانبِ الآخر ، في أرخبيلِ اليابان ، أوساكا :
بعد ساعات ، و أخيراً قد تحررت ( نازك ) من تلكَ المحاضرات فهي لم تكن يوماً من محبي الدراسة ، و الدراسة في اليابان تجعلُ المرءَ يكرهُ نفسه ، و فجأة دخلَ لِنطاقِ بصرها شابٌ طويل القامة ، يحملُ قدراً جيداً من الجمال ليلوّح لها من بعيد لتذهب بتجاهه و تبدأ الحديث :
" ما لازم تأشر لي ، ترا أقدر أشوفك من بعيد كأنك ليت شارع ! " .
لِيقولَ هو بصوت مُغاض : " شوفي نفسش أول بعدين تكلمي " .
لِتنطقَ بعد تردد : " كنان ؟ " .
لِينظرَ إليها هو و بهذهِ الطريقة كأنهُ لبّى النداء ، لِتقول هي بعدها : " لا خلاص ! ".
لِيتجاهلَ هو الأمر أيضاً فقد اعتادَ على هذا الفعلِ الغريب منها إذ أنها تناديهِ و بعدها تقول له ما قالتهُ قبل قليل ، و لكنها هذهِ المرة نطقت مرةً أخرى بعد تردد :
" في إجازةِ مُنتصفِ العام ألن تعود لِعمان ؟ " .
لِيردَ عليها هو بالعربي : " لا " .
و يردف بعدها بذات اللغة : " و لا تتكلمي ياباني ، عقلي يعورني ! " .
لِتتجاهله و تسألهُ من جديد : " لقد عرفتكَ قبل أربعةِ أعوام و لليوم لم أرَك تخرج من أوساكا حتى ! " .
لِيرد عليها هو باليابانيةِ هذهِ المرة : " و كذلكَ انتِ عرفتكِ قبل 4 أعوام إلّا أنكِ لم تخط ِ خطوة خارج أوساكا ! ".
لِتنظرَ إليه بِـ " نص عين " و تصمت ، فقد كان ( كنان ) هو من رأتهُ في الحرمِ الجامعي أول يوم قبل أربعةِ أعوام و لكنها لم تكن تريد رؤيتهُ و لا تتوقع ذلك لأنها كانت تُحبهُ و هي تُريد معاقبةَ نفسها ، إلّا أن القدر لا يزالُ يفاجئها ، في حين أن ( كنان ) هو الآخر لم يُخبر ( نازك ) يوماً أنهُ منفيٌ هنا منذ أربعةِ سنوات و لم يخبرها أي شيء عن عائلتهِ أيضاً لذا فهي إلى الآن لا تعلم أن ( كنان ) أخٌ لذلكَ البائس ( طلال ) الذي أوقعها في مشاكلَ كبيرة أكبرها كان نفيَ والدتها و بعدها أن يتركها هكذا متزوجةً بلا زوج ! .

¶ ¶ ¶

في عُمان ، كان ( طلال ) جالساً على الأريكةِ الذهبيةِ الفخمة و هو يسلطُ نظرهُ بتجاهِ والده الذي كانَ يُجري عدةَ اتصالات لِيعلم فيها أن الرجل الذي صدمهُ ابنه قد توفي ، لِيغلقَ الهاتف و يقول لِـابنهِ المدلل و أميره :
" قتلته ! " .
لِيقول ( طلال ) سريعاً : " لكن ذاك الشارع ما فيه كاميرات لاه ؟ " .
لِيجيبهُ والده : " لا ، لكن بنته كانت هناك ، تعرف شكلك ! " .
لِيعلو الخوف تقاسيمَ وجهِ طلال الجميلة ! ، لِيردفَ والده : " لا تخاف ، كل شي بالفلوس ينحل ! " .
لم يفهم ( طلال ) مقصدهُ و لِأول مرة يُصبح كالغبي و يسأل : " كيف ؟ " .
أجابهُ والده ببساطة : " كنسل السيارة أول شي ، و بعدين نرشي كم واحد و تخلص السالفة ! " .
لِيبتسم ( طلال ) بِخبث و تملئُ الراحة وجهه و يحس أن ذلكَ الحمل الثقيل قد بدأ يتلاشئ عنهُ .

¶ ¶ ¶

في أوساكا ، في محطةِ القطار كانت ( نازك ) تنتظرُ وصولَ ( ايتشيرو ) الذي عادَ فجأة قبل يومين إلى اليابان و لكنهُ أمضى اليومينِ السابقين في طوكيو رِفقةَ والده ، و أخيراً بعد دقائقَ رأته يصل لِتلوّح له من بعيد ، لِيقترب هو أيضاً و أولُ ما قالهُ كان :
" لا داعِ للتلويح فأنتِ تشبهين عمود الإنارةِ تماماً ! " .
لِتقول له : " مُت ! " .
لِيقول بعدها : " هوي نات تشان ، لقد اشتقتُ لكِ فعلاً ! " .
تجاهلتهُ ( نازك ) لِتسأله : " لماذا أنت هنا ، لا أذكر أن هذا الوقت من العام وقت إجازات صحيح ؟ " .
لِيجيبها : " هاي ، و لكنني أتيتُ لِأطمئنَ عليكِ فقط ! " .
و أردف بعدها : " على كل حال فهذهِ سنتي الأخيرة و سأتخرجُ في النصفِ الأول من 2017 ، مثلكِ تماماً ، فلو أنكِ لم تتأخري لمدةِ عام ِ لكنتِ الآن قد تخرجتِ " .
قالت هي َ بِروحٍ مرحة : " بغضِ النظر عن كل هذا للآن لم أصدق أن هناك جامعةً قد قَبلت بطُلابٍ مثلنا " .
لِيوافقها ( ايتشيرو ) هو الآخر قائلاً : " أنا أيضاً متعجب ، المهم الآن هل أنتِ بخير ؟ " .
لِتجيبهُ : " هاي ! " .
لِيتجها بعدها لِـ " كافيه " قريب من مسكنِ ( نازك ) حين صادفت ( كِنان ) في الطريق لِيسألها باستغراب بالعربية :
" من هذا ؟ " .
و ما إن أنهى ( كِنان ) كلامه حتى سألها ( ايتشيرو ) : " هل تعرفينه ؟ " .
قالت ( نازك ) و هي تٌشير على ايتشيرو : " ايتشيرو صديقي منذ الطفولة إلى الآن " .
و أردفت و هي تُشير على ( كِنان ) : " كنان صديق جديد لي أيضاً ، من نفس بلدي ! " .
لِيقول َحينها كلٌ منهما للآخر بعض العباراتٍ الرسمية التي دائماً ما تُقالُ في هذا الموقف ، لِينظر ( كِنان ) بنظراتِ غيرةٍ لِـ ( ايتشيرو ) و هو ينطقُ بِـ :
" علي الذهاب الآن ، أراكِ لاحقاً نات تشان ! " .
حينها نظرَ إليهِ ( ايتشيرو ) بنظراتِ استغراب ، و هو يتساءلُ لماذا هذا الغريبُ رمقهُ بتلكَ النظرات التي لم تنتبهَ لها ( نازك ) و لكنهُ تعمّد القول قبل أن يذهب ( كنان ) :
" هوي نات تشان ، في يناير القادم سوف نكملُ عشرين عاماً لِكوننا أصدقاء " .
لِتنظرَ إليه ( نازك ) و تقولُ بعدها : " هوي ! هذا صحيح " .
آن ذاك رمقَ ( كنان ) ( ايتشيرو ) بِذاتِ النظراتِ التي قبل وهلة ، و ذهب بعدها ! ، و لكنهُ طوالَ الطريقِ إلى أن وصلَ لِمسكنهِ ظلّ يفكر في ما إذا كانت ( نات تشان ) مثلما يقول تحب ذلكَ الـ ( ايتشيرو ) ، لِيقولَ بعدها بصوتٍ عالٍ : " لا ، لا مستحيل ! " .
لِيرتمي بعدها على سريرهِ و هو يحضنُ وسادته لِيفكرَ في الأمر ِ من جديد إلى أن أحس أنه سيُجن لِذا وضعَ الوسادةَ على أذنيهِ و هو يصرخُ محاولاً التخلصَ من ذلك التفكير لِيسأل نفسه بعدها : " يعني لازم أسألها ؟ "
لِيجيبَ نفسه أيضاً: " لا لا لا لا ! " .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-17, 09:53 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




["]¶ الفصل الرابع : بينَ طيّات عامِ ألفين و ستة عشر ¶ .
»2«

في ذات اليوم الذي وصلَ فيهِ ( ايتشيرو ) لِأوساكا و بعد أن التقى بِـ ( كنان ) مع ( نازك ) ذهبا للـ"كافية" القريب الذي كانا متجهين لهُ أصلاً ليجلسا على طاولةٍ بالقربِ من النافذة و ابتدأ ( ايتشيرو ) الحديث مُتسائلاً :
" هل هذا الذي قبل قليل تعرفينهُ منذ وقتٍ طويل ؟ " .
أجابتهُ : " هاي ، قبل 4 سنوات و لكنك لن تصدق من يكون " .
ليسألها من جديد بحماس :" من من من من من ؟ " .
أجابتهُ : " K.O " .
ظلّ ( ايتشيرو ) يقلب الاسم في ثنايا ذاكرته لِيعرفهُ بعد وقت ليس بطويل و لا قصير : " الوشاح الرمادي ؟ " .
كانت إجابة ( نازك ) على ( ايتشيرو ) هي تحريك رأسها بالإجاب .
ليسألها ( ايتشيرو ) من جديد : " هل اعترفتِ له ؟ " .
أجابته ( نازك ) : " هوي هوي هل تحسبني مجنونةً ؟ بالطبع لن أفعل ذلك ! " .
حينها قال لها ( ايتشيرو ) بِحماس : " لا شكَ أنهُ يحبكِ ! " .
قالت ( نازك ) : " لا أظن ذلك و هذا باستثناءِ أنه يملك خطيبةً " .
( ايتشيرو ) : " فلتذهب تلكَ الخطيبةُ للجحيم ، إنكِ أفضل منها بالتأكيد " .
ضحكت ( نازك ) : " أنت تقول هذا لِأنك صديقي ! " .
( ايتشيرو ) في محاولةِ إغاضتها : " صحيحٌ أنكِ سليطةُ اللسانِ و تصرفاتكِ قبيحة إذ أنكِ تتجاهلينَ كثيراً و هذا باستثناء هوايتكِ في ضرب رؤوس الآخرين و أيضاً أنا أعلم أنكِ جميلة بنسبةِ 60% ، و لكنكِ في اليابان تعتبرين جميلة ، المهم أظن أنكِ أفضلُ منها " .
قالت لهُ ( نازك ) : " لن تتمكن من إغاضتي ! " .
لِيضحكَ هو و بعدها يسألها بنبرةٍ يملؤها الجِد : " هل أنتِ بخير ؟ " .
لِتجيبهُ و هي تتصنع المرح : " هاي ! ، أنظر إليّ ألا أبدو مشرقة ؟ " .
ردّ عليها سريعاً : " مُشرقة ؟ هذا هراء ! .. فلتخبريني الآن لقد تركتكِ تتصرفينَ كما تشائين و تُخفين الأمور عني لِـ4 أعوام و لكنني لن أسمحَ لكِ بفعلِ ذلكَ بعد الآن ! " .
حينها أحسّت ( نازك ) أن ( ايتشيرو ) قد قال ما كانت توّد سماعهُ من أحد طوالَ هذهِ الفترة التي كانت فيها هنا في أوساكا ، فهي لا تُنكر أنها اشتاقت لأخواتها هنا ! ، رغم أنها لم تكن تتوقع هذا ، و في ذاتِ الوقت لا يُمكنها أن تخبر ( رؤى ) بأي شيء ٍ كونها تخجلُ من النظرِ حتى في عينيها بسبب ما اقترفتهُ في الماضي رُغم أنها ترى أن ( رؤى ) هديةٌ ربانية ، و أيضاً هُناك ( كنان ) و لكنها تُحس أنها من الأفضل أن تُخفي تلك الحقائق عنه بما أنها تحبهُ ، فهي توقن أن المشاكل نتشاركها مع الذين نرتبطُ فيهم برابطةِ الصداقة ، إذ أنها لا تؤمن بما يسمى الحُب كثيراً فهو مليءٌ بالمفاجأت .
قطعَ ( ايتشيرو ) سرحانها هذا و هو يقول : " هوي نات تشان ؟ " .
لِتقول له : " فلنذهب لمكانٍ آخر ، أظنُ أن البحرَ أو الخليج أو أيّاً كان سيكونُ المكانَ الأنسب لِأحكي لكَ كل ما حصل ! " .
ما إن نطقت بذلك حتى وقف ( ايتشيرو ) سريعاً كي لا تُغيّر رأيها فهو يعرفها لمدة تُقارب العشرين عاماً ، لِذا إن كان لديها ما تطمرهُ في قلبها هي لن تخرجهُ إلّا له هو .
لِيقطعا بعضَ المسافة و يصلانِ للبحرِ أخيراً ، لِيجلسا على أحدِ الصخور ، و تشرع ( نازك ) في إخبارهِ كُل شيءٍ ، أخبرتهُ من بدايةِ الموضوع حين ذهبوا لِعُمان في بدايةِ العام و موضوع ( طلال ) حتى وصلت لِأمر توقيعِ الأوراقِ بدون علمها ، و هروب ( طلال ) المُفاجئ ، و بعدها أخبرتهُ بأمر والدتها ، لِأن والدها حينَ قامَ بنفيها كان الأمر المعروف عند الناس أنها قد تطلّقت و عادت لِعمان .
و ما إن انتهت من القصة كاملةً ، نظرَ إليها ( ايتشيرو ) بصدمة ، و ظلّ على هذا الحال لِفترة و لكنهُ بعدها خرج من صدمته و قال لها : " هل أنتِ مجنونة لِتخفي أمراً كهذا ؟ " .
ليسألها بعدها بِصُراخ : " هل تنمّرت أخواتكِ عليكِ ؟ " .
لم تردَ عليهِ ( نازك ) لِيردفَ هو : " بالتأكيد قد بدوتِ مثيرةً للشفقة ، عليكِ أن تعلمي أن الخطأ لم يكن خطأكِ البتة ، كان عليكَ إخبارهم بذلك ! ، لماذا صمتتِ ؟ هل تريدين إصابتي بجلطة ؟ ، لقد كنتِ قوية كيفَ لكِ أن تضعفي بهذا الشكل أنا لن أسمح لكِ أن تكوني هكذا ! ".
لِترد عليه ( نازك ) بِذات النبرة العالية التي تحدث هو بها : " و هل تظن أنني سعيدةٌ لكل ما يحصل ؟ ، هل تظنُ أنني أحببت أمر نفي والدتي ، هل تظنُ أنني كنت سعيدة حين جُررت لزفافِ والدي من امرأة أخرى ، هل تظن أنني أحب أن أسبب المشاكل و أفسد الأمور " .
لِتصرخ بعدها بِنبرةٍ أعلى : " هل تظن ذلك ؟ " .
لِيجيبها : " لو كنتِ لا تريدين مني أن أظن ذلكَ لما بدوتِ هكذا إذاً ؟ لم يكن عليكِ السكوت أبداً ! " .
( نازك ) بذات النبرة : " أنا لست سعيدةً لأنني أبدو مثيرةً للشقفة ، إنني أحتقر نفسي كثيراً و أحتقرها ! و أظن أنكَ أكثر من يعلمُ هذا ، و أنا لم أخبركَ بكل هذا لأنني لم أكن أريدُ منكَ أن تساندني " .
لينظرَ إليها بنظرةٍ فهمت منها أنهُ لم يفهم آخر كلماتها .
لِتسألهُ : " هل ستظلُ لآخر عمرك َ تساند جبانةً مثلي ؟ " .
ردّ عليها ( ايتشيرو ) بهدوءٍ هذهِ المرة : " إنني أعلمُ كل هذا ، و أعلم أيضاً أنكِ لم تحبِ كونكِ مثيرةً للشفقة ، و لكن فلتعودي للحياةِ كما كنتِ سابقاً كي لا أظل قلقاً عليكِ " .
( نازك ) : " سأفعلُ ذلك ! كي لا تقلقَ عليّ بعد الآن " .
( ايتشيرو ) : " فلتعديني بذلك " .
( نازك ) : " إنني أعدكَ بذلك ! " .
بعدها تحدّث ( ايتشيرو ) و كانه قد تذكر الآن : " ولكن كيف لوالدكِ أن يزوجك بهذهِ الطريقة انتِ لستِ أحد أغنامه أو سلع شركته .. إنك ِ ابنته ، و كيف لذلك الحقير أن يهرب بهذا الشكلِ البغيض ، لو رأيته سأدفنهُ حيّاً " .
( نازك ) : " لم يعد يهمني أي شيء ، فليحدث أي شيء " .
و ما إن نطقت بهذهِ الكلمات حتى تذكرت وعدها الذي قطعتهُ على ( ايتشيرو ) قبل قليل ، لتقول : " أقصد أنهُ كان بائساً و لكنني سأنتقم منه بالتأكيد ذات يوم ! " .
لِيبتسم لها : " هذهِ هي نات تشان التي أعرفها " .
أردفَ بعدها : " سأقول لكِ هذا و أنا جاد في الأمر ، كان من المفترض أن أجعل والدي يتبناكِ حين كنا في الثامنة عشر ! " .
( نازك ) : " لن ينفع هذا الحديث الآن ، و لكن لا تقلق إنني أؤمن بأن كل شيء سيتصلحُ ذات يوم " .
( ايتشيرو ) بجدية : " صحيحٌ أنني الآن طلبتُ منكِ ألّا تجعليني أقلقُ عليكِ بعد الآن ، و لكن في كل الأحوال سأظل أساندكِ .. لِآخر عمري " .
ابتسمت ( نازك ) من قلبها : " ستساندني شئتَ أم أبيت ! " .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في عُمان ، كان ( طلال ) يسهرُ بِرفقةِ سجائرهِ ، فقد كانَ يحتفلُ مع نفسهِ بالسجائر بما أنهُ في البيت فهو لن يستطيعَ الشُرب هنا و إلّا سيقتلهُ والده ، فقد مرّ الأمر كما خططَ له هو و والده ، فبعد ذلكَ الحادث ماتَ ذلكَ الرجل و في الوقتِ ذاته استطاع ( طلال ) إيجاد محامي ميتِ الضمير و عابد للمال لِيخرجهُ من هذهِ المشكلة ، ليقوم ذلكَ المحامي بجلبِ رجلٍ آخر مُلئت معدته أيضاً بالمال ليتظاهر أنهُ من صدم الرجل ذلك ، رُغم أن ابنة المجني عليهِ قالت أن من صدم والدها ليس هذا الرجل ، و لكنها لم تستطع فعل شيء و انتهى الأمر على هذا الحال ، و تذّكر ( طلال ) هذا و ابتسم من أعماقِ قلبه ، لِيتمددَ بعدها على الأريكةِ الفخمة و يفتحَ هاتفهُ الآي فون ، و يدخل على " سفاري " و يكتب : " the top 10 bars in the world - أفضل 10 بارات في العالم " فهوَ يبحثُ عن مكانٍ ليتسلى فيهِ و بالطبع هو لن يحصل على أيّة فائدة من ( كنان ) الذي لا يعلم عنه شيء منذ سنواتٍ حتى و لا يهمهُ ذلك فهو لن يأتي لهُ بفلسٍ واحد ، لذا سيأخذ ( نوّاف ) ، لِيقرر بعدها أنهُ سيذهب لِلندن لِبضعةِ أيام ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في اليابان كانت ( نازك ) قد حصلت قبل أيام على عرضٍ لتمثل في أحدِ الأفلام ، في البدايةِ فكرت أنه عليها رفضه و لكنها بعد ذلك وافقت عليهِ لأنها بهذا الفعلِ ستكف عن جعلِ ( ايتشيرو ) يقلقُ عليها و أيضاً ستبتعدُ عن ( كنان ) الذي تعلم أنه يرتبطُ بخطيبة فهي لا تريد أن تكون سارقة رِجال مع أنه لا يمكنها كونها متزوجةَ من هارب لا يٌعرف أين هو الآن ، و في ذاتِ الوقت ستجني بعض المال الذي من خلالهِ ستحاول إقناع والدها بهِ لإخبارها بمكانِ أمها ! ، و مع هذا فالتصوير لن يستغرق إلّأ شهراً تقريبا ً فالمقررُ أن يعرض في نهاية ديسمبر لعامِ ألفين و ستة عشر .

¶ ¶ ¶

بعد أشهر ، في نهاية ألفين و ستةَ عشر ، أحدث الفلم الذي مثلت فيهِ ( نازك ) ضجة كبيرة فهي مرتها الأولى في التمثيل بالإضافةِ إلى أن ملامحها تعتبر فاتنةً بالنسبةِ للآسيوين فهم لا يروون العرب كثيراً ، رُغم أن شكلها ليس بقبيحِ و ليس بجميل ، فقد يُقال عنها أنها جذابة و لها ابتسامة جميلة لِدرجةِ أنها قد رُشحت لِجائزة أفضل ظهور لأول مرة .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في ايرلندا ، كانت ( نارومي ) قد عادت لتوّها من جامعتها حين قالت لها اختها الصغرى التي كانت تمسك جهاز الآي باد :
" نيتشان تعاليّ و انظري لهذه الممثلة هل تعرفينها ؟ " .
جاءت ( نارومي ) و ما إن سقط نظرها على الممثلة حتى قالت : " نات تشان ؟ " .
قالت أختها بسعادة : " هاي " .
فقد كانت من أكبر معجبين ( نات تشان ) ! ، في الحقيقةِ قد فرحت ( نارومي ) في داخلها لِـ ( نات تشان ) فهي لا دخلَ لها بما حصل لها .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .
[/]





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-17, 07:06 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


["]¶ الفصل الرابع : بينَ طيّات عامِ ألفين و ستة عشر ¶ .
»2«


في ذات اليوم الذي وصلَ فيهِ ( ايتشيرو ) لِأوساكا و بعد أن التقى بِـ ( كنان ) مع ( نازك ) ذهبا للـ"كافية" القريب الذي كانا متجهين لهُ أصلاً ليجلسا على طاولةٍ بالقربِ من النافذة و ابتدأ ( ايتشيرو ) الحديث مُتسائلاً :
" هل هذا الذي قبل قليل تعرفينهُ منذ وقتٍ طويل ؟ " .
أجابتهُ : " هاي ، قبل 4 سنوات و لكنك لن تصدق من يكون " .
ليسألها من جديد بحماس :" من من من من من ؟ " .
أجابتهُ : " K.O " .
ظلّ ( ايتشيرو ) يقلب الاسم في ثنايا ذاكرته لِيعرفهُ بعد وقت ليس بطويل و لا قصير : " الوشاح الرمادي ؟ " .
كانت إجابة ( نازك ) على ( ايتشيرو ) هي تحريك رأسها بالإجاب .
ليسألها ( ايتشيرو ) من جديد : " هل اعترفتِ له ؟ " .
أجابته ( نازك ) : " هوي هوي هل تحسبني مجنونةً ؟ بالطبع لن أفعل ذلك ! " .
حينها قال لها ( ايتشيرو ) بِحماس : " لا شكَ أنهُ يحبكِ ! " .
قالت ( نازك ) : " لا أظن ذلك و هذا باستثناءِ أنه يملك خطيبةً " .
( ايتشيرو ) : " فلتذهب تلكَ الخطيبةُ للجحيم ، إنكِ أفضل منها بالتأكيد " .
ضحكت ( نازك ) : " أنت تقول هذا لِأنك صديقي ! " .
( ايتشيرو ) في محاولةِ إغاضتها : " صحيحٌ أنكِ سليطةُ اللسانِ و تصرفاتكِ قبيحة إذ أنكِ تتجاهلينَ كثيراً و هذا باستثناء هوايتكِ في ضرب رؤوس الآخرين و أيضاً أنا أعلم أنكِ جميلة بنسبةِ 60% ، و لكنكِ في اليابان تعتبرين جميلة ، المهم أظن أنكِ أفضلُ منها " .
قالت لهُ ( نازك ) : " لن تتمكن من إغاضتي ! " .
لِيضحكَ هو و بعدها يسألها بنبرةٍ يملؤها الجِد : " هل أنتِ بخير ؟ " .
لِتجيبهُ و هي تتصنع المرح : " هاي ! ، أنظر إليّ ألا أبدو مشرقة ؟ " .
ردّ عليها سريعاً : " مُشرقة ؟ هذا هراء ! .. فلتخبريني الآن لقد تركتكِ تتصرفينَ كما تشائين و تُخفين الأمور عني لِـ4 أعوام و لكنني لن أسمحَ لكِ بفعلِ ذلكَ بعد الآن ! " .
حينها أحسّت ( نازك ) أن ( ايتشيرو ) قد قال ما كانت توّد سماعهُ من أحد طوالَ هذهِ الفترة التي كانت فيها هنا في أوساكا ، فهي لا تُنكر أنها اشتاقت لأخواتها هنا ! ، رغم أنها لم تكن تتوقع هذا ، و في ذاتِ الوقت لا يُمكنها أن تخبر ( رؤى ) بأي شيء ٍ كونها تخجلُ من النظرِ حتى في عينيها بسبب ما اقترفتهُ في الماضي رُغم أنها ترى أن ( رؤى ) هديةٌ ربانية ، و أيضاً هُناك ( كنان ) و لكنها تُحس أنها من الأفضل أن تُخفي تلك الحقائق عنه بما أنها تحبهُ ، فهي توقن أن المشاكل نتشاركها مع الذين نرتبطُ فيهم برابطةِ الصداقة ، إذ أنها لا تؤمن بما يسمى الحُب كثيراً فهو مليءٌ بالمفاجأت .
قطعَ ( ايتشيرو ) سرحانها هذا و هو يقول : " هوي نات تشان ؟ " .
لِتقول له : " فلنذهب لمكانٍ آخر ، أظنُ أن البحرَ أو الخليج أو أيّاً كان سيكونُ المكانَ الأنسب لِأحكي لكَ كل ما حصل ! " .
ما إن نطقت بذلك حتى وقف ( ايتشيرو ) سريعاً كي لا تُغيّر رأيها فهو يعرفها لمدة تُقارب العشرين عاماً ، لِذا إن كان لديها ما تطمرهُ في قلبها هي لن تخرجهُ إلّا له هو .
لِيقطعا بعضَ المسافة و يصلانِ للبحرِ أخيراً ، لِيجلسا على أحدِ الصخور ، و تشرع ( نازك ) في إخبارهِ كُل شيءٍ ، أخبرتهُ من بدايةِ الموضوع حين ذهبوا لِعُمان في بدايةِ العام و موضوع ( طلال ) حتى وصلت لِأمر توقيعِ الأوراقِ بدون علمها ، و هروب ( طلال ) المُفاجئ ، و بعدها أخبرتهُ بأمر والدتها ، لِأن والدها حينَ قامَ بنفيها كان الأمر المعروف عند الناس أنها قد تطلّقت و عادت لِعمان .
و ما إن انتهت من القصة كاملةً ، نظرَ إليها ( ايتشيرو ) بصدمة ، و ظلّ على هذا الحال لِفترة و لكنهُ بعدها خرج من صدمته و قال لها : " هل أنتِ مجنونة لِتخفي أمراً كهذا ؟ " .
ليسألها بعدها بِصُراخ : " هل تنمّرت أخواتكِ عليكِ ؟ " .
لم تردَ عليهِ ( نازك ) لِيردفَ هو : " بالتأكيد قد بدوتِ مثيرةً للشفقة ، عليكِ أن تعلمي أن الخطأ لم يكن خطأكِ البتة ، كان عليكَ إخبارهم بذلك ! ، لماذا صمتتِ ؟ هل تريدين إصابتي بجلطة ؟ ، لقد كنتِ قوية كيفَ لكِ أن تضعفي بهذا الشكل أنا لن أسمح لكِ أن تكوني هكذا ! ".
لِترد عليه ( نازك ) بِذات النبرة العالية التي تحدث هو بها : " و هل تظن أنني سعيدةٌ لكل ما يحصل ؟ ، هل تظنُ أنني أحببت أمر نفي والدتي ، هل تظنُ أنني كنت سعيدة حين جُررت لزفافِ والدي من امرأة أخرى ، هل تظن أنني أحب أن أسبب المشاكل و أفسد الأمور " .
لِتصرخ بعدها بِنبرةٍ أعلى : " هل تظن ذلك ؟ " .
لِيجيبها : " لو كنتِ لا تريدين مني أن أظن ذلكَ لما بدوتِ هكذا إذاً ؟ لم يكن عليكِ السكوت أبداً ! " .
( نازك ) بذات النبرة : " أنا لست سعيدةً لأنني أبدو مثيرةً للشقفة ، إنني أحتقر نفسي كثيراً و أحتقرها ! و أظن أنكَ أكثر من يعلمُ هذا ، و أنا لم أخبركَ بكل هذا لأنني لم أكن أريدُ منكَ أن تساندني " .
لينظرَ إليها بنظرةٍ فهمت منها أنهُ لم يفهم آخر كلماتها .
لِتسألهُ : " هل ستظلُ لآخر عمرك َ تساند جبانةً مثلي ؟ " .
ردّ عليها ( ايتشيرو ) بهدوءٍ هذهِ المرة : " إنني أعلمُ كل هذا ، و أعلم أيضاً أنكِ لم تحبِ كونكِ مثيرةً للشفقة ، و لكن فلتعودي للحياةِ كما كنتِ سابقاً كي لا أظل قلقاً عليكِ " .
( نازك ) : " سأفعلُ ذلك ! كي لا تقلقَ عليّ بعد الآن " .
( ايتشيرو ) : " فلتعديني بذلك " .
( نازك ) : " إنني أعدكَ بذلك ! " .
بعدها تحدّث ( ايتشيرو ) و كانه قد تذكر الآن : " ولكن كيف لوالدكِ أن يزوجك بهذهِ الطريقة انتِ لستِ أحد أغنامه أو سلع شركته .. إنك ِ ابنته ، و كيف لذلك الحقير أن يهرب بهذا الشكلِ البغيض ، لو رأيته سأدفنهُ حيّاً " .
( نازك ) : " لم يعد يهمني أي شيء ، فليحدث أي شيء " .
و ما إن نطقت بهذهِ الكلمات حتى تذكرت وعدها الذي قطعتهُ على ( ايتشيرو ) قبل قليل ، لتقول : " أقصد أنهُ كان بائساً و لكنني سأنتقم منه بالتأكيد ذات يوم ! " .
لِيبتسم لها : " هذهِ هي نات تشان التي أعرفها " .
أردفَ بعدها : " سأقول لكِ هذا و أنا جاد في الأمر ، كان من المفترض أن أجعل والدي يتبناكِ حين كنا في الثامنة عشر ! " .
( نازك ) : " لن ينفع هذا الحديث الآن ، و لكن لا تقلق إنني أؤمن بأن كل شيء سيتصلحُ ذات يوم " .
( ايتشيرو ) بجدية : " صحيحٌ أنني الآن طلبتُ منكِ ألّا تجعليني أقلقُ عليكِ بعد الآن ، و لكن في كل الأحوال سأظل أساندكِ .. لِآخر عمري " .
ابتسمت ( نازك ) من قلبها : " ستساندني شئتَ أم أبيت ! " .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في عُمان ، كان ( طلال ) يسهرُ بِرفقةِ سجائرهِ ، فقد كانَ يحتفلُ مع نفسهِ بالسجائر بما أنهُ في البيت فهو لن يستطيعَ الشُرب هنا و إلّا سيقتلهُ والده ، فقد مرّ الأمر كما خططَ له هو و والده ، فبعد ذلكَ الحادث ماتَ ذلكَ الرجل و في الوقتِ ذاته استطاع ( طلال ) إيجاد محامي ميتِ الضمير و عابد للمال لِيخرجهُ من هذهِ المشكلة ، ليقوم ذلكَ المحامي بجلبِ رجلٍ آخر مُلئت معدته أيضاً بالمال ليتظاهر أنهُ من صدم الرجل ذلك ، رُغم أن ابنة المجني عليهِ قالت أن من صدم والدها ليس هذا الرجل ، و لكنها لم تستطع فعل شيء و انتهى الأمر على هذا الحال ، و تذّكر ( طلال ) هذا و ابتسم من أعماقِ قلبه ، لِيتمددَ بعدها على الأريكةِ الفخمة و يفتحَ هاتفهُ الآي فون ، و يدخل على " سفاري " و يكتب : " the top 10 bars in the world - أفضل 10 بارات في العالم " فهوَ يبحثُ عن مكانٍ ليتسلى فيهِ و بالطبع هو لن يحصل على أيّة فائدة من ( كنان ) الذي لا يعلم عنه شيء منذ سنواتٍ حتى و لا يهمهُ ذلك فهو لن يأتي لهُ بفلسٍ واحد ، لذا سيأخذ ( نوّاف ) ، لِيقرر بعدها أنهُ سيذهب لِلندن لِبضعةِ أيام ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في اليابان كانت ( نازك ) قد حصلت قبل أيام على عرضٍ لتمثل في أحدِ الأفلام ، في البدايةِ فكرت أنه عليها رفضه و لكنها بعد ذلك وافقت عليهِ لأنها بهذا الفعلِ ستكف عن جعلِ ( ايتشيرو ) يقلقُ عليها و أيضاً ستبتعدُ عن ( كنان ) الذي تعلم أنه يرتبطُ بخطيبة فهي لا تريد أن تكون سارقة رِجال مع أنه لا يمكنها كونها متزوجةَ من هارب لا يٌعرف أين هو الآن ، و في ذاتِ الوقت ستجني بعض المال الذي من خلالهِ ستحاول إقناع والدها بهِ لإخبارها بمكانِ أمها ! ، و مع هذا فالتصوير لن يستغرق إلّأ شهراً تقريبا ً فالمقررُ أن يعرض في نهاية ديسمبر لعامِ ألفين و ستة عشر .

¶ ¶ ¶

بعد أشهر ، في نهاية ألفين و ستةَ عشر ، أحدث الفلم الذي مثلت فيهِ ( نازك ) ضجة كبيرة فهي مرتها الأولى في التمثيل بالإضافةِ إلى أن ملامحها تعتبر فاتنةً بالنسبةِ للآسيوين فهم لا يروون العرب كثيراً ، رُغم أن شكلها ليس بقبيحِ و ليس بجميل ، فقد يُقال عنها أنها جذابة و لها ابتسامة جميلة لِدرجةِ أنها قد رُشحت لِجائزة أفضل ظهور لأول مرة .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في ايرلندا ، كانت ( نارومي ) قد عادت لتوّها من جامعتها حين قالت لها اختها الصغرى التي كانت تمسك جهاز الآي باد :
" نيتشان تعاليّ و انظري لهذه الممثلة هل تعرفينها ؟ " .
جاءت ( نارومي ) و ما إن سقط نظرها على الممثلة حتى قالت : " نات تشان ؟ " .
قالت أختها بسعادة : " هاي " .
فقد كانت من أكبر معجبين ( نات تشان ) ! ، في الحقيقةِ قد فرحت ( نارومي ) في داخلها لِـ ( نات تشان ) فهي لا دخلَ لها بما حصل لها .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .
[/]


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-17, 03:49 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\



* السلآم عليكم ،
الحمدلله حصلت الفلاش و بنزل الجزء الحين ،
المهم إن كان في متابعين خلف الكواليس رجاءً اظهروا ! .
و أساساً ما بقى لنهاية الرواية إلا كم جزء يعني بحدود شهر و نص و بإذن الله تكون مكتملة الرواية .



المهم الجُزء هذا رُغم قصره إلّا أنه أستغرق مني ساعات طويلة و أيام طويلة ! .

¶ الفصل الخامس: مطر من ألم ¶ .
»2«

بعدها خرجت ( نازك ) من منزلِ والدها و الغيضُ يملؤ قلبها و يحطمهُ ، فوالدها لا ينقصهُ أيّة نقود و لكنهُ مع هذا يطمعُ أكثر و أكثر ، فهي الآن أصبحت موقنة أنه قد يدفع حياتها مقابل إعطاءهِ دولار واحد ! ، لكنها نفضت رأسها من هذهِ الأفكار فهذا ليس هو الوقت المناسب لِلتفكير بنفسها ، و هي أيضاً في الوقت ذاتهِ أصبحت تعلم أن هذا هو الثمن الذي كان يقصدهُ ( طلال ) ذلك الحقير البائس الذي يكاد يدخلُ الثلاثينَ من عمره و لكنه لا يزال يعبثُ مع من هم أصغرُ منه بكثير .
لِتحاول ( نازك ) تخمينَ و معرفة كل الأماكن التي قد تكونُ فيها ( رؤى ) و لكنها لم تعلم ، أو بالأصح لم تستطع حتى تخمين مكانٍ واحد ، و لكنها بعد ذلك تذكرت ( آيشيدا ، ريوتا ) الاثنين الذي لطالما كانت توقفُ شجارهما على ( رؤى ) فهي تتذكرُ أن واحداً منهما كان مهووساً بِـ ( شارلوك هولمز ) و أيضاً هو يعرف الكثيرَ من الأشياء التي تتعلقُ بالجرائم و الاختطاف بما أن أخوهُ الأكبر محقق كما سمعت ذات مرة من ( رؤى ) لِتخرجَ هاتفها لِمحاولةِ الاتصال بهما ، و لكنها بدأت باستيعابِ أنها لا تملكُ رقم أيٍ منهما ، لِتقرر بعدها الاتصال بِـ ( هيكارو ) التي غادرت لِـ ( ناغازاكي ) منذ بدأت الإجازة ، لِتتأخر ( هيكارو ) في الردِ عليها و لكنها في نهايةِ الأمر قد ردّت ، لِتتحدث ( نازك ) سريعاً :
" هيكارو ؟ ، هل تملكين أرقام ريوتا و آيشيدا كن؟ " .
أجابتها ( هيكارو ) باستغراب : " هاي ، دوشتي ؟ - أجل ، لماذا ؟ - " .
( نازك ) : " أيهما مهووس شارلوك هولمز ؟ أريد رقمه هو ! " .
( هيكارو ) باستغرابٍِ أكثر : " إنه ريوتا كن ، سأرسلهُ رقمه حالاً و لكن هل حصل شيءٌ ما ؟ ".
أجابت ( نازك ) التي اضطرت للكذب كي لا تقلق ( هيكارو ) : " لا ، عليّ القيام ببحثٍ يتعلقُ بهذهِ الأمور " .
( هيكارو ) : " أوه فعلاً ، و هل لهذا علاقة بالفنون ؟ " .
( نازك ) حاولت " تسليكَ " الموضوع : " إنه لأختي ، نعم لِنور أختي الصغرى " .
صدقتها ( هيكارو ) : " أها ، حسناً .. آراكِ قريباً نات تشان " .
( نازك ) : " آراكِ قريباً هيكارو تشان " .
ما إن أنهت من محادثةِ ( هيكارو ) حتى تنفستِ الصعداء ، و انتظرت لِبضعِ ثوانٍ فقط حتى وصلها رقم ( ريوتا ) في رسالةِ تطبيقِ واتس أب ، لِتسجلهُ و تتصلَ بهِ سريعاً ، و قد أجابها هو أيضاً سريعاً :
" ريوتا كن ؟ " .
أجابها باستغراب : " هاي ، من تكون ؟ " .
أجابتهُ سريعاً : " ناتسوكو " .
و صمتت لوهلة و كذلك هو في محاولةِ تذكرِ أحدٍ بهذا الاسم ، لِتردف بعدها : " نات تشان " .
لِيجيبها : " أوه ، الدخيلة من كليةِ الفنون أهلاً ؟ "
و أردف باستغراب : " ما الذي تريدينه ؟ أعلم أنكِ لا تطيقينني " .
أجابتهُ سريعاً : " إنني أحتاج لمساعدتك ، و لكن هل أنت من سكان أوساكا الأصليين ؟ "
كانت ( نازك ) تقصد أنه قد وُلد و ترعرع هنا ، أم أنهُ لِأجل الدراسة .
أجابها : " هاي ! " .
قالت ( نازك ) : " أحتاج لمساعدتك ! " .
ليقول ( ريوتا ) و الاستغرابُ واضحٌ عليهِ : " فعلاً ؟ ، أنتِ تريدين المساعدة مني أنا ؟ " .
( نازك ) : " إنهُ ليس من أجلي ، بل لأجل ( روكو ) ! " .
ما إن نطقت ( نازك ) اسم ( روكو ) و التي كانت تقصد بهِ ( رؤى ) حتى وقف ( ريوتا ) على قدميهِ من الصدمة و يقول : " لماذا ؟ هل حدث شيءٌ ما لِروكو تشان ؟ " .
أجابتهُ : " عليكَ أن تأتي الآن لِتفهم ما الذي يحصل ! " .
أجابها هو الآخر : " هاي " .
و أغلقَ الخط بعدها ، لِترسل لهُ ( نازك ) موقعها الحالي ، و بعد ما يقارب ُ رُبع الساعة رأتهُ أمامها ، لِيسألها سريعاً قبل أن تتحدث : " فلتخبريني ما الذي حدث ؟ " .
أجابتهُ : " إن نيتشان مُختطفة ! " .
ملئت علاماتُ الصدمة وجهَ ( ريوتا ) : " لماذا ؟ ، إنها لا تدخلُ بمثل هذهِ المشاكل في العادة " .
قالت ( نازك ) : " رُغم أنني أشك أنكَ تعلم ، أظنُ أنك كنت صديقاً مقرباً منها " .
قال ( ريوتا ) بدون وعيٍ منه : " أنكِ تسببين الكثير من المشاكل التي أفسدت علاقات العائلة ؟ " .
توّقف ( ريوتا ) عند هذهِ الجملة ، لِيبدأ باستيعابِ ما كان يتفوّه به ، لتظهرَ علامات الإحراج عليه ، رُغم أنها تألمت قليلاً أن تكون هكذا حتى أمام الغرباء و لكنها قالت :
" أيّاً كان ، لم أحصل على أيّة معلومات من الخاطف إلّا أنني أعلم من يكون ، هذا باستثناءِ أنني لا أعرف ُ أين يمكنُ أن تخبأ هنا ! " .
لِيسألها : " هل تعرفين الخاطف ؟ " .
أجابتهُ : " هاي ، و لكننا لن نستفيدَ من هذا ! " .
( ريوتا ) : " ألا تظنينَ أنهُ علينا طلب مساعدةِ الشرطة في هذا الأمر ؟ " .
( نازك ) : " لا ، لن يجدي هذا نفعاً .. صدقني ، ستتعقدُ الأمور أكثر " .
صمتت بعدها ( نازك ) لِوهلة و لكنها قالت : " و لكنني أعرفُ شخصاً تربطهُ صلة بذلكَ المعتوه ، قد يستطيعُ مساعدتنا " .
لِتتصل بعدها على ( كِنان ) الذي لم يردَ عليها .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر ، عندَ ( كِنان ) كانَ يجلسُ بمللٍ في غرفةِ المعيشة ، في حين أن ذلكَ المدعو ( طلال ) كان قد عادَ قبل قليلٍ و لكنه ُ لا يفرّق بينَ الأرضِ و السماء من النعاسِ الشديدِ الذي يلازمه .
بعد فترة سمع ( كنان ) صوت رنين هاتف ( طلال ) الذي لم ينقطع ، و ( طلال ) لم يستيقظ فهو حين ينام يكونُ حاله كحال الميت تماماً ، لِيدخل ( كِنان ) للغرفةِ التي ينام ( طلال ) فيها و يأخذُ الهاتف خارجاً لِيرد عليهِ و لكنهُ قد أُغلق لِيفكرَ في إرجاعهِ و لكنهُ غيّر رأيهُ حينَ وصلت رسالة قرأ أول كلماتها : " إنها بخير ، و لم نمسها بسوءٍ كما طلبت " ، و قد كانت رِسالةً مُرفقة بموقع ، و أول ما تبادرَ لِذهن ( كنان ) أن المقصودةَ هي ( نازك ) و أنها في خطر فقد غابَ عن بالهِ تماماً أنهُ قد رآها صباحَ هذا اليوم ! ، لِيقرر الذهابَ لذلكَ الموقع و إخراجها سريعاً و هو بإمكانهِ تحمل العواقبِ لاحقاً ، و هُناك حينَ وصل أغلقَ هاتفه كي لا يتصل َ بهِ أحد و يٌكشف و كان هذا هو الوقت الذي اتصلت فيه ( نازك ) و الذي لم ينبته هو له ! .

¶ ¶ ¶

بعد ساعتين :
( نازك ) بِصوت مُتعبٍ و هي تجلسُ على رصيفٍ مرتفعٍ قليلاً : " لقد تحطمت قدميّ " .
( ريوتا ) الذي جلسَ هو الآخر : " أنا أيضاً ، و لكن أين يمكن أن تكون فقد بحثنا عنها في كل مكان يُمكن أن تكون فيه ، فأنا هنا منذ 22 عاماً و أنا أعلمُ أن هذهِ هي الأماكن الوحيدة التي خٌبئّت فيها الرهائن ، و لكن هل يملك هذا الأهوج ملكياتٍ خاصة هنا ؟ " .
( نازك ) : " أنا لا أعلمُ حقاً ! " .
و بعد وهلةٍ قالت : " و هل أنت كوهاي بالنسبةِ لي ؟ ، في الحقيقة لقد كنتُ أظنكَ سنباي " .
ردّ عليها : " هذا لأنكِ عجوزٌ متأخرة في الدراسة " .
قالت له بِغيض : " مُت " .


و بعد دقائقَ فقط سمعت ( نازك ) صوت رنين هاتفها ، لِترى اسم ( كنان ) و تجيب سريعاً ليقول لها بدون ِ أيّة مقدمات :
" إن رؤى هنا معي و هي بخير ، فلتأتي انتِ لِتذهبي برفقتها ، إننا بانتظاركِ في المكانِ الذي كنا نعتادُ الذهاب إليه أيام الإجازات " .
لِتفهم ( نازك ) ما كان يقصد و قبل أن يرد أغلقهُ هو ، لِتتعجب و لكنها تجاهلت الأمر ، لِتقول لِـ ( ريوتا ) : " صديقٌ لي قام بإيجاد روكو – رؤى - هي برفقتهِ الآن ، فلنذهب الآن " .
و هيَ أيضاً دقائق حتى وصلوا هناك ، لتتعجب ( رؤى ) من رؤيةِ ( ريوتا ) برفقة ( نازك ) لتقول بنبرةِ استخفاف : " في حين أنني كنت أتعرضُ للمتاعبِ بسببك ، كنتِ تواعدين َ هذا المعتوه ؟ ، فلتأخذيهِ إن أردتِ الحصول عليهِ إنه يناسبكِ كثيراً ! " .
ما إن أنهت كلامها حتى نظرَ إليها الثلاثة بكلِ استغراب ، ليكون ( ريوتا ) هو أول من يرد عليها : لقد كنا نبحثُ عنكِ منذ ساعات ! " .
بعدها التفت لِـ ( نازك ) : " أظنُ أنه عليّ الذهاب الآن ، فلتعتني بها جيداً ! " .
( نازك ) بِهدوء : " هاي ! " .
فقد كان كلامُ ( رؤى ) مزعجاً له ، و في ذاتِ الوقت هو يعلمُ أنها لا تحبه و لن تحبه يوماً ، لذا من الأفضل ِ عليه الابتعادُ فعلاً ، في حين أن ( نازك ) صمتت و لم تتحدث بِحرف فهي اليوم غّدت تحمّل نفسها ذنباً جديداً ، لِيقول ( كِنان ) :
" أظن أنه عليكم الذهاب للمنزل ، و أنا كذلكَ عليّ ذلك .. آراكم لاحقاً ! " .
ذهب ( كِنان ) و لكن الشعورَ بالإحراجِ كاد أن يقتله ، فهو و بكل حماقتهِ حين رأى ( رؤى ) كان يظنها ( نازك ) لِيذهب إليها كالمجنون و يقول ُ أنها يحبها ، لِدرجةِ أن ( رؤى ) صُدمت ! .

¶ ¶ ¶

بعد يومين ، كانت ( رؤى ) طوالَ الفترة السابقةِ فظةً مع ( نازك ) و كأنها قد ظهرت على حقيقتها و لكن ( نازك ) زاولت تجاهلها ، و اليومَ قد أخبرها ( كِنان ) أنهُ أخيراً سيحصل على مُقابلةٍ بما أنه " مانغاكا أجنبي " لِتقول له هيَ الأخرى أنها ستقوم بمشاهدةِ مقابلتهِ ، لِذا هي الآن تجلسُ أمام التلفاز ، في حين ِ أن ( رؤى ) قد خرجت لِذا هي ستستطيع العيش لِدقائق معدودة بعيدةً عن اللومِ و الكلامِ السيء .
قطعت ( نازك ) هذهِ الأفكار من عقلها ، حين بدأت المقابلة ، لِتبتدأ ككل المقابلات بأسئلةٍ عن من يكون و عائلتهِ و ما إلى ذلك ، و لكن ما صدم ( نازك ) هو ما حصل في النهاية ، حين سأل المذيع ( كنان ) : " ما هي خططك القادمة ؟ " .
لِيجيبَ ( كنان ) بصريح ِ العبارة : " أظن أنني سأتقدمُ لِطلب يدِ الفتاةِ التي أحب " .
ليسأله المذيع عن كيف بدأت علاقتهما و ما إلى ذلك ، و لكن ( كِنان ) أجاب بإجابة واحدة مُبهمة و لكنها كانت واضحةً لِـ ( نازك ) : " بوشاح رمادي ، و رسالةٍ مكتوبةٍ على منديل مذيلةٍ بحرفين " .
لِتشعرَ بشعورٍ كبير من الصدمةِ أولاً و لكنها بعدها فكرت في أمرٍ يجعل ( كنان ) يُلغي ما يوّد فعله ، فهي كانت فعلاً تنوي تكفير ذنبها تجاهَ ( رؤى ) عن طريق جعلها ترتبط بمن تحب .. بِـ ( كِنان ) .
و بعد دقائقَ فقط فتحت هاتفها و بحثت عن رقمِ شخصِ معينٍ لِتضغطَ على علامةِ الاتصال و تخبرهُ بما يجري في عقلها ، لِيوافق على ذلك و يدعمها .

¶ ¶ ¶

في اليوم التالي ، ما إن شرقتِ الشمس و توّسطت السماءَ و هي تنثرُ أشعتها الذهبية حتى استيقظت ( نازك ) سريعاً ، و شرعت في الاستحمامِ و الاستعداد لِتنتهي في ظرفِ نصف ساعة و تتجهَ لغرفةِ المعيشة لترى ( رؤى ) هناك و هذا من المرّاتِ النادرة لِذا ظنّت أنهُ قد يكون لديهما عملٌ ما ، و هذا كان صحيحاً فهي لديها جلسةُ تصويرٍ اليوم ، لِتتكلم ( نازك ) أولاً :
" سوف أذهب أولاً ، لا تنتظريني اليوم أبداً ، سأعود في وقتٍ متأخر " .
لِتردَ عليها ( رؤى ) دون النظرِ لعينيها : " و كأنني سأقوم بانتظاركِ أصلاً ! " .
تجاهلتها ( نازك ) و خرجت ، لِتتوجه لِـ طوكيو عن طريقِ القطار ، و هناكَ اليوم هي متأكدة أنها ستقلبُ الدنيا رأساً على عقب .

¶ ¶ ¶

بعد 5 ساعاتٍ و نصف تماماً ، كان ( تاتسو ، ايتشيرو ، مارو ) للتوِّ قد وصلوا من أمريكا لِطوكيو ، ليروا صديقتهم في استقبالهم ، لِتضمها ( مارو ) بِقوة :
" ابنتي ، لقد اشتقتُ لكِ كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً " .
( نازك ) بصوتٍ خرج مختنقاً : " هوي أوكّا سان انتِ تقتلينني ، لا أستطيع أن أتنفس " .
لِتبتعدَ بها ( مارو ) .
و يذهبَ الأربعةُ لِمنزل ( مارو ) بما أن أهلها همُ الوحيدون الذين يعلمونَ بقدومِ ابنتهم و أيضاً قد اعتادوا على التجمّع في قبوِ منزل ( مارو ) منذ سنين ، و أيضاً ( تاتسو ، ايتشيرو ) قد أخفيا أمر عودتهما عن أهلهما ، و في كل ِ الأحوالِ هم سيعودون غداً لذا لا يوجد هُنالكَ داعٍ لإثارةِ جلبة ، فما سيفعلونهُ لاحقاً سيكونَ كافياً ، و أيضاً قد كانت والدةُ ( مارو ) لطيفةً معهم كالعادة و كذلكَ أختها التي لطالما كانت معجبةً بِـ ( ايتشيرو ) ! ، لذا كانت هي من بدأت الحديث :
" شو تشان ، إنكَ تبدو لطيفاً عن قرب " .
ضحكَ الثلاثةَ في داخلهم فهم يعلمون أن نقطة ضعف ( ايتشيرو ) هي هذهِ الكلمة ، لكن أخت ( مارو ) الصُغرى ذات الخمسةَ عشر عاماً أردفت : " من المفترضِ أن تلتحق بأحدِ الفرق ، أظن أن الفرقَ الكورية ستكون مناسبةً لك " .
أجابها ( ايتشيرو ) : " هوي أنا كاتب و لست مُغنٍ معتوه كأختكِ و صديقتها ! " .
تحدثت أخت ( مارو ) من جديد : " لقد غنيّت ذات مرة مع ( مارو ) و مرةً مع ( نات تشان ) و قد كان ذلكَ رائعاً ، و لكن لو كنت مُنفرداً لكنت ستبدو أفضل " .
أردفت و هي تُشير لِـ ( مارو ) : " فهذهِ صوتها قبيح في الحقيقة ! " .
ما إن أنهت جملتها حتى نظرت إليها ( مارو ) و هي ترفعُ حاجباً واحداً ، و لكن أختها الصغيرة تجاهلتها و أكملت و هي تُشير باصبعها على ( نازك ) :
" أما نات تشان ؟ فهي جميلة و تملكُ صوتاً جميلاً ، انها تبدو مناسبةً لك ! ، عليكما تشكيلُ ثنائيّ غنائي " .
( نازك ) : " و هل أنا مجنونة لِأشكل ثنائياً مع هذا الأحمق ؟ " .
لِتعاتبها الأختُ الصغيرة بِعنف : " ناتسوكو نيتشان أنتِ شريرة ، مع أنكِ ستجعلين من شو اونيتشان أحمقاً لا غير ، بالرغم من أنهُ أفضلُ بألفِ مرة و يستحق ُ من هي أفضلُ منك ِ ! " .
قبل أن ترد ( نازك ) تحدث ( تاتسو ) : " و ماذا عنيّ؟ " .
أجابت : " ماذا عنك ؟ أنت عملاق و قبيح فعلاً ، انت لست أهلاً لِتُقارن بِـ شو اونيتشان حتى ! " .
ضحكَ الثلاثة على ملامحِ ( تاتسو ) المصدومة ، فأخت ( مارو ) معجبة متعصبة بِـ ( ايتشيرو ) .
( مارو ) : " هيا اذهبي الآن من هنا و قومي بواجبِ إجازةِ الربيع أو أيّا كانت ما تسمى فأنتِ تزعجيننا حقاً " .
نظرت إليها أختها بنظراتِ شر ، و بعدها نظرت لِـ ( ايتشيرو ) و هي تحركُ يدها بمعنى " باي " ، لِيبتسم هو لها و يفعل نفس الشيء .
( تاتسو ) : " مارو أظن أن والدتكِ ستكون أُما ً في القانون لِايتشيرو " .
( مارو ) : " هل تظنني مجنونةً لِأزوج أختي من هذا القبيح ! " .
جاء ( ايتشيرو ) لِيتكلم و لكن قطعت حديثه ُ أخت ( مارو ) التي كانت تقفُ على الدرج و هي تصرخُ بِـ : " هوي يا أيتها القبيحة عديمةُ المواهب إنني أسمعكِ .. إن لم تتوقفي سأقتلكِ حقاً " .
صمتت ( مارو ) و هي تنظرُ لِـ ( ايتشيرو ) بنظراتِ الشر : " هوي هل قمت بإلقاءِ السحر على أختي ؟ " .
( ايتشيرو ) : " قولي أنكِ تشعرين بالغيرة ؟ " .
( مارو ) : " و من الذي سيشعرُ بالغيرةِ من قردٍ مثلك ؟ " .
( ايتشيرو ) : " لا يشعرُ بالغيرة ِ من القرود إلّا القرود أمثالهم " .
جاءت ( مارو ) لِترد و لكن ( نازك ) أوقفتها بقولها : " هوي هوي توقفا ، علينا مناقشةُ أمرٍ هام الآن " .
ما إن قالت ( نازك ) هذا حتى سأل (ايتشيرو ) : " تاتسو ، هل تظن أنكَ ستفعلها حقاً ؟ " .
( تاتسو ) : " كُل ما يخفيني هو صوتي ، لقد استمعتم إليهِ أمساً لقد كان أبشعَ من أي شيء " .
( مارو ) : " القبيح ايتشيرو يملكُ صوتاً جيداً حقاً " .
( ايتشيرو ) : " أنا أملكُ خطةً أخرى أظنُ أنها ستفي بالغرضِ أكثر من تلكَ القديمة ! " .

¶ ¶ ¶

بعد ساعاتٍ ، خلفَ خشبةِ المسرح ، كان ( ايتشيرو ) يمشي ذهاباً و إياباً ليقول بعدها بصوتٍ متوتر :
" إنها من المرّات النادرة التي أغني فيها ، و ليس هكذا فحسب إنهُ عرض مباشر " .
أردف بعدها و هو يجلسُ على أحد الكراسي و يهّز رجليهِ بقوة : " ما كان عليّ فعل هذا حقاً " .
لِتقول َ له ( مارو ) : " فلتصمت ، إنكَ توترني أكثر من المفترض " .
( ايتشيرو ) بانفعالٍ و توتر في آنٍ واحد : " لقد صعدتِ على هذهِ الخشبةِ البائسة آلافَ المرات و غنيّتِ و رقصتِ ، فلماذا توترين ؟ " .
جاءت ( مارو ) لِترد ، و لكن ( نازك ) قد تحدّثت قبلها و قد تعمدت فعل َ ذلك لأن شجارهما يوّترها هي أيضاً : " سنصعدُ بعد قليل ، لِذا الزما الصمت ، إنني متوترةٌ بما فيهِ الكفاية " .
بعد ما نطقت بهذا صمت الاثنان ، أما هي عادت بِذاكرتها للأمس ، حين كانت تحدث ( ايتشيرو ) الذي قال لها بنبرةٍ عالية :
" هل جننتِ ؟ انكِ تثيرين اشمئزازي بأفعالكِ هذه نات تشان ، ألم أقل ألف مرة أن هذا ليس ذنبكِ ، إن فعلتِ هذه ستندمين كثيرا ً بعدها ، و أنا لا أريد رؤيتكِ هكذا ! " .
لِتردَ عليه : " إنني أرجوك ايتشيرو و أقسم لكَ أنني حينها سأكون سعيدةً و سَيقلُ اللوم الذي ألومُ بهِ نفسي " .
لِيردّ عليها باستسلام : " لم أساعدكِ الآن لأنكِ تفعلين الصواب ، أنا أساعدكِ فقط لأنكِ صديقتي المقربة و صديقةُ طفولتي أيضاً و لا أريد ترككِ بمفردكِ ! " .
قطع حبلَ ذكريات ( نازك ) صوتُ ( ايتشيرو ) المتوتر الذي نطق بِـ : " نات تشان ؟ " .
و بعدها انتبهت أن ( ايتشيرو ) كان يناديها ، و ( مارو ) تهز كتفها ، لِتنهض و هي تقول : " فلنفعلها بشكل صحيح " .
لِيقول الاثنين في ذاتِ الوقت : " هاي ! " .
و بعدها صعدَ الثلاثةُ على المسرحِ ، لِتبدأ ( مارو ) بالحديثِ قائلةً : " إنهُ يوم ميلاد نات تشان صديقتنا المقربة لِذا نحنُ اليوم نفكر في مفاجأتها بشكلٍ مختلف ! " .
و بعدها ثوانٍ فقط بدأت الموسيقى ، و استعد الثلاثةُ للغناءِ ، فاليوم سيغنون أغنيةً قد صدرت عام 2008 و قد كانت مشتركةً بين ( نازك ، مارو ) و حينها لم يكونوا أصدقاء ً بعد ! ، و لكنهم الآن فقط قاموا بإعطاءِ ( ايتشيرو ) بعضَ الأجزاء َ بما أنهُ يملكُ صوتاً رائعاً إلَا أنه يريد أن يكون كاتباً ، و لكن الآن و في منتصف ِ الأغنيةِ حدثت المفاجأة التي لم يتوقعها الجميع و الذي قد خطط لها الرباعي قبل يومٍ من الآن فقط ! ، إذ عاد ( ايتشيرو ) و ( مارو ) لِخلفِ الستار و بعدها دخل الاثنانِ مجدداً و لكن بِرفقةِ ( تاتسو ) الذي كانَ يحملُ باقةً من الورد ، لِيقفَ بعدها الأربعةُ في وسطِ المسرح و بعدها توّقف الثلاثةُ عن الغناء في حينِ أن الموسيقى لا تزال ، لِيعترف ( تاتسو ) بِحبهِ لِـ ( نازك ) التي قد قبلت ذلكَ أيضاً عن طريقِ أخذها لما كان يحتضنهُ بين يديهِ من زهور ، لِيكملوا بعدها ما تبقى من الأغنية ، و لم يصدّق أحد منهم أنهم قد انتهوا أخيراً من هذا الأمر و قد أصبحوا وراءَ المسرح ! .
( ايتشيرو ) : " لا أصدق أننا فعلناها ! " .
قال الثلاثة في ذات الوقت : " و أنا أيضاً ! " .
( مارو ) : " لكن تاتسو أنت ممثل بارعٌ ! ، لو كنا قد اتبعنا الخطة القديمة و فعلها ايتشيرو كنتُ أشك أنه سينفجرُ من الضحكِ ! " .
قالَ ( تاتسو ) : " و أنا أيضاً لم أتوقع ذلك ، و لكن نات تشان بارعةٌ في التمثيلِ أيضاً ! " .
قالت ( نازك ) : " كل ما علينا فعلهُ هو التخيل ! " .
ففي ذلكَ الوقت كانت ( نازك ) ترى ( كنان ) في ( تاتسو ) و بالمقابل كان ( تاتسو ) يرى ( نارومي ) في ( نازك ) ، و قد فهم أربعتهم ذلك ! .

¶ ¶ ¶

في الجانب ِ الآخر من طوكيو ، والد ( نازك ) الذي كان يتابعُ عرض َ ابنتهِ المباشر و الذي بالطبعِ سيدّر عليهِ أموال كثيرة ، و في ذاتِ الوقت كان يرتشفُ الشاي ، ما إن رأى مشهد اعترافِ ( تاتسو ) و قبول ( نازك ) لذلك حتى انسكبَ الشاي عليهِ من الصدمة ! .

¶ ¶ ¶

و في مكانٍ قريبٍ من والدِ ( نازك ) كانت هُناكَ والدة ( تاتسو ) التي كادت أن تُصاب بِسكتةٍ قلبية من ما فعلهُ ابنها ، مع أنها لا مشاكلَ لها تجاهَ ( نازك ) إلّا أنها من الآن قد حصلت لهُ على فتاةٍ مناسبة أكثر منها ، لِتغضب لِدرجةِ أنها كادت أن تٌخرج براكين من رأسها ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ التالي ، كانت ( نازك ) توّدع أصدقاءها في المطار ، فهي تقدّر لهم ما فعلوهُ كثيراً ، فالآن ما حدث سيملئ الصحفَ و الأخبار بما أنها مغنية مشهورة و ( تاتسو ) لاعب سلة مشهور و عارض أزياءٍ أيضاً ، و حين جاءوا لِيذهبوا ، قال ( ايتشيرو ) لـ ( تاتسو ، مارو ) :
" انتما بإمكانكما الذهابُ قبلي ! " .
لِيذهبا فهما يعلمانِ أنهُ مقربً منها كثيراً ، قال ( ايتشيرو ) :
" لقد كنتُ أعلم أنكِ كنت لا تريدين فعل هذا كي لا تراهُ نارومي و تظن مثل البقيةِ أنه حقيقي ، و لكنني واثق أنها ستعلم ُ أن كل هذهِ كانت تمثيلية .. صدقيني ! " .
أجابته ( نازك ) : " أنا أيضا ً أثقُ بذلك ! " .
( ايتشيرو ) : " إن حدث لكِ أي شيء لا تصمتي و لتخبريني ! ، عليكِ فعل ذلك ! " .
حركت ( نازك ) رأسها بمعنى " حسناً " ، لِيردف بعدها ( ايتشيرو ) : " سأعودُ في مايو من جديد ، عليكِ انتظاري لذلكَ الوقت و أيضاً سأكونُ حينها أنهيتُ روايةً أريدُ أن تكوني أنتِ أول من يقرأها ! " .
( نازك ) و هي تبتسم : " سأفعلُ ذلك .. حتماً ! " .
بعدها قال ( ايتشيرو ) بنبرةٍ مرحة : " و لكن متأكد أنكِ ستصبحين مكروهةً الآن من قبل معجبات تاتسو ! ".
ردّت عليه : " سنوضحُ لاحقاً أنه ليس إلّا مشهداً ، و لكن يجبُ أن يتحقق كل ما أريدهُ أولاً ! " .
( ايتشيرو ) بنبرةٍ عميقةٍ و صادقة : " أتمني فعلاً أن يحدث هذا و أن لا يجد الندم لقلبكِ طريقاً " .
حينها ابتسمت ( نازك ) بعدها ودعَ كل منهما الآخر و ذهب كلٌ في طريقهِ ، فِـ ( نازك ) تعلم ُ أنه ما فعلتهُ سيساعدها في تحقيقِ ما تريد و في ذات ِ الوقت رُبما سيقتلها والدها بيديه ، فهي متأكدة أنه قد علم بما حدث ! .

¶ ¶ ¶

في بقعةٍ أخرى من الكرة الأرضية ، أيرلندا :
قد علمت ( مارو ) فعلاً بما قد حدث في العرضِ المباشر ، لِتسألها أختها :
" مارو نيتشان ، هل رأيتِ ذلك ؟ " .
أجابتها ( مارو ) بابتسامةٍ و نبرةٍ واثقة : " إن هذا ليس حقيقاً ، أنا متأكدة أن لديهما الأسباب الكافية لجعلهما يفعلانِ هذا ! " .
تعّجبت أختها من ثقتها العمياء في أصدقاءها و لكنها التزمتِ الصمت .

¶ ¶ ¶

بعد خمسِ ساعاتٍ في أوساكا ، الآن فقط قد وصلت ( نازك ) لِمحطةِ القطارِ في أوساكا ، لترى في وجهها ( كِنان ) الذي لم تكن تنتظرهُ و لا تعرفُ بأمرِ قدومهِ حتى ، لِتحاول تجاهله و تذهب في طريقها و لكنهُ أمسكها من يدها ، لِيقول :
" ما الذي فعلتيه ؟ " .
أبعدت يدهُ عن معصمها : " فلتتحدث بوضوح ! " .
قال لها ( كنان ) بشكلٍ صريح : " فلتتزوجيني ! " .
لِتنظرَ إليهِ ( نازك ) بنظراتٍ مصطنعة : " ألم ترى ما حدث في العرض المباشر ؟ ، اليابان كلها تعلمُ بالفعل ! " .
( كنان ) : " كل ما حدث أنهُ أعترف لك فقط ، في حين أنني تقدمت لكِ ! " .
أجابتهُ ( نازك ) : " هل جننت حقاً ؟ لا تنسى أنكَ تملكُ خطيبةً أيضاً ! " .
قال لها بنبرةٍ منفعلة و عالية : " لقد كان هذا في الماضي و حتى قبل شهرٍ فقط ، فقد ألغت كل شيء من نفسها دون أن أتدخل ! ".
ارتاحت ( نازك ) حينَ سمعت ذلك فبهذا مهمتها ستكونُ أسهل .
لِيردفَ ( كِنان ) : " لكنني كنت أحبكِ ، أحبكِ حقاُ " .
( نازك ) : " و هل طلبتُ منك ذلك ؟ " .
( كنان ) بنبرةٍ عالية : " إذن ما كان عليكِ التصرف بتصرفاتٍ قد يُسيءُ الآخرين فهمها " .
أردف بعدها : " لكنكِ فعلاً حقيرة كما سمعت ! " .
أجابتهُ : " إذا كنتَ تحبني فعلاً مثلما تقول ، فلتتزوج من رؤى ، إنها أولاً تحبك و هي أجمل مني أيضاً و أقصر فطولها رائع و ليست عمود إنارة و هي لطيفة " .
و أردفت عن قصد : " و ليست حقيرة و لن تكون يوماً هكذا ! " .
نظرّ إليها باستخفاف: " انتِ صاحية ؟ " .
حركت رأٍسها بمعنى نعم " .
لِيسألها من جديد و الغيضُ يحتلُ مساحةً كبيرةً من نبرةِ صوته : " و لماذا سأفعلُ ذلك أصلاً ؟ ".
لِتجيبه ( نازك ) : " أولاً عليكَ الزواج ممن يحبك لا من تحب ، و أيضاً ألا تظن أنني مستقبلاً حين أندم لأنني اخترت تاتسو ، و آراك أنت أمامي طوال الوقت و تكونُ رؤى سعيدةً ، ألن تظنَ أنني سأحترقُ كثيراً ؟ ، و قد أموت من الغيرة و الندم ؟ .. ألن يكون كل هذا كافياً لِتأخذ بثأرك مني ؟ ، فما حصل يشير إلى أنني قد خدعتكَ لأربعِ سنواتٍ ! " .
نظرَ إليها ( كِنان ) نظراتٍ غير مصدقة فهو فعلاً يحس أنها مجنونة .. مجنونة و تشبه ذلك البائس ( الأمير طلال ) حين يتعلقُ الموضوع بمصلحتها الشخصية ، لكنهُ قال لها بنبرةِ تحدي : " سأحرص على جعلكِ كذلك ! " .
كان يقصدُ أنه سيحرص ُ على جعلها نادمة ، و بعدها ذهب و اختفى من أمامها ، لِتتنفس ( نازك ) الصعداء و لكنها فجأةً أحست بِصداع كذلكَ الذي تحس بهِ منذ فترة لِتقول لِنفسها : " كان عليكِ الابتعادُ عن الأصواتِ العالية ! " .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الجُمعة .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-17, 09:46 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





* أهــلاً ، الجُزء هذا رغم أنه ليس بذلك الطول إلا أنهُ قد أخذ مني ساعاتٍ طوال ، رجاءً قدّروا ذلك .


¶ الفصل الخامس: مطر من ألم ¶ .
»3«




بعدَ عدةِ أيام و حين قد أنتهتِ الإجازة ، و بدأت الدراسة ، فما تغيرَ الآن في حياةِ ( نازك ) هو أنها أصبحت تذهب للجامعةِ و تعودُ بنفسها ، فَـ ( كِنان ) أصبح يتجاهلها و يُشيحُ بوجهه حين يراها ، و هي تعلمُ أنه يملكُ الحق لِفعلِ ذلك فقد قامت بتحطيمِ قلبهِ كما يُقال ، و لِأنها تحس أنها تبدو مثيرةً للشفقة و هي تمشي وحيدةً هكذا قررت فتحَ هاتفها و التظاهرَ بمراسلةِ أحدهم بينما تمشي ، و فعلت ذلك ، و حين كانت تمشي و هي تصوّب عينيها على هاتفها ، اصطدمت بجسمٍ عملاق ، فهي طويلةٌ في كل الأحوال إلّا أنها اصطدمت بشخصٍ تصل لأسفلِ وجهه و هذا نادر ، لِترفع رأسها حين سمعت صوتاً مألوفاً ينطق بِـ :
" غومينّا ساي – آسف – " .
و حين رأت ملامحه ، قالت بتعجّب : " تايغا سنباي ؟ " .
ليردّ الآخر عليها بذات النبرة : " نات تشان ! ، كيف وصلتِ إلى هنا ؟ " .
ردّت عليه : " أنا أقيمُ هنا منذ حوالي أربعةِ أعوام ، إنني أدرس هنا أيضاً ! " .
( تايغا ) : " أوه حقا ! ، أنا أيضاً جئتُ لِإكمال دراستي هنا ! " .
( نازك ) : " ماجستير في التصوير ؟ " .
حرك ( تايغا ) رأسهُ بِمعنى نعم ، لِيقول بعدها : " أعلم أنكِ تتساءلينَ كيف خرجتُ من وحدتي و عزلتي ، في الحقيقة أظنُ أنني سئمتُ من كوني هكذا ، ففي كل الأحوال قد حدث ما حدث ، و أيضاً أظنُ أن رؤية تاتسو الذي حدث له مثل ما حدث لي يكافح أعطاني هذا الأمر الكثير من الأمل ! " .
لِتقول هي : " إنني سعيدة حق لِأجلك ! ، و أتمنى أيضاً أن تتخطى الأمر " .
سألها ( تايغا ) : " و لكن مهلاً مهلاً ما الذي فعلتماهُ في العرضِ المباشر قبل أيام ؟ " .
أجابتهُ و الإحراج يظهرُ على وجهها فهي فعلاً تحس بالإحراج و العار من ما فعلت و كذلك [ تاتسو ] يشاركها الشعور ذاته : " في الحقيقة لا يمكنني أن أشرح لكَ الأمر الآن كي لا يسمعنا أحد ، سأخبركَ قريباً ! ".
ردّ عليها : " لا بأس ، لقد أخبرني تاتسو ، رغم أنني كنتُ متأكداً أن الأمر ليس كما يظهر على الشاشة " .
سألته ( نازك ) : " كيف علمتَ ذلك ؟ " .
أجابها : " إنني أظنُ أنكِ تحبين ايتشيرو كن ! ، و أيضاً أعلم أن تلك الشركةَ الترفيهية يملكها والد مارو و بهذا ستستطيعونَ فعل ذلك ! " .
نظرت إليه ( نازك ) بتعابيرَ مصدومة : " لا لا ، هذا غيرٌ صحيح ، إننا صديقينِ مقربين فقط ! ، رغم أنهما تبادلا الأدوار ، فقد كان من المفترض أن يغني تاتسو و أن يعترف ايتشيرو ، و لكن أخاك الأصغير عديمُ المواهب في الغناء " .
( تايغا ) و هو يضحك : " إن كان تاتسو قد قام بالغناء في الأمس ، لكنتم قد رُميتم بالطماطمِ فعلاً ، إن عائلتنا تنتجُ الرياضينَ العمالقة و عارضي الأزياء فقط ! " .
( نازك ) و هي الأخرى تضحك : " في الحقيقة إن طول تاتسو أظنُ أنهُ 194 و صحيحٌ أنه طويل للغاية ، مثلما أنا طويلة، و لكنهُ مناسب لِلاعبِ سلة ، في حينِ أنك أنت قد وصلتَ لطولِ المترين بالفعل و هذا الأمر قد كان جيدا للسبّاح ! .. و بذكر هذا ألن تعودَ للسباحة ؟ ".
( تايغا ) : " لا ، فقد جاءتني الفرصة و قد خسرتها و لكنني الآن أظنُ أنني سأركزُ على التصويرِ فقط ! " .
أردف بعدها بتساؤل : " صحيح إنكِ طويلة فعلاً ، كم يبلغُ طولكِ ؟ " .
( نازك ) : " إنه 175 ! " .
( تايغا ) : " أظن أنكِ أطول فتاة رأيتها إلى الآن في الحياة الطبيعية خارج بطولات السباحة ! ".
ردّت عليه ِ بنبرةٍ مقهورة : " هوي أنت أونيتشان أنا أكرهُ التحدث في هذا الأمر ، أظن أنني ورثتُ هذا من والدي ، و قبل أن تسأل سأخبرك إنهُ يبلغُ طول 195 و في الحقيقة إن طولي ليس بذلكَ الطول ! " .
( تايغا ) : " يجب عليكِ التخلص من هذهِ العقدة يجبُ أن تكوني سعيدة ، فأنتي تستطيعين جلبَ الأشياءِ من الأماكن المرتفعة ، و لا يوجد من سيفكرُ في اختطافكِ أو التعرضَ لك إذ أنكِ ستقتلينهُ إن دهستيه " .
جاء لِيكمل و لكن ( نازك ) تحدثت : " إنها إهانة و ليست مديحاً " .
لِيضحك ( تايغا ) أخ ( تاتسو ) الوحيد و الأكبر و لِتضحكَ ( نازك ) هي الأخرى ، فهي لم تتحدث معه لما يقارب الستةَ السنوات بما أنهُ كان يعزلُ نفسه في غرفتهِ بعد أن فعلت أمه بمن أحبها مثل ما فعلت بِـ ( نارومي ) ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ المكانِ الذي كانت تقفُ فيهِ ( نازك ) و هي تتحدث مع ( تايغا ) ، كان ( كنان ) مارّا من هناك حين رآها تضحك برفقةِ شخصٍ آخر عملاق ، لِيقتربَ منها و يقول :
" ما يكفيش واحد ؟ ، شابكة ألف واحد ! " .
ردّت عليهِ بالأسلوبِ القديم الذي هجرتهُ منذ الثاني عشر من أكتوبر لعامِ ألفين و اثني عشر : " ما شغلك ! ".
لِينظرَ إليها بنظراتِ ضيقٍ و يذهب بعدها ، لِيسألها ( تايغا ) : " هل هو قريبكِ ؟ " .
أجابتهُ : " إنهُ صديق يدرسُ هنا ! " .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقتِ في مكان آخر من العالم ، يقبعُ ( طلال ) الذي غادرَ اليابان بعد أن تشاجرَ مع ( كنان ) الذي أعاد ( رؤى ) لِمنزلها ، إذ أنهُ لم يستمتع برؤيةِ الخوفِ و القلق على وجهِ ( نازك ) بعد ! .
حينها كان قد بدأ بالاستيقاظِ و لكنهُ كان يرى كل شيءٍ بشكل غير واضح ، ليفركَ عينيه بأصابعه ، و هو يحسُ أن رأسه يكاد أن ينفجر ، لِيقفَ و هو يحاولُ الوصولَ لِحبوبِ الصداع ، رُغم أنه يعلم أن هذا صداع ما بعد الثمالة إلّا أنهُ لم يعد يستطيعُ تحمل هذا الصداع بعد الآن و في ذاتِ الوقت هو لا يستطيعُ الابتعادَ عن الشرب ! ، و ما زادَ الطين بلةً أنه ُ يظنُ أنه مصابٌ بحمى منذ أسبوعٍ كامل و إلى الآن لم تنخفض حرارته ، لِذا فأصبح يظنُ أنهُ عليهِ العودة للمنزل .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في الأول من فبراير ، في صباحِ يومٍ جديد كانت ( نازك ) قد أنتهت من الاستعداد للذهاب لِلجامعة ، لِتتجهَ للأريكةِ الصغيرةِ الموجودة في زاويةِ الغرفة لِتمسك بِمعطفها الطويل الذي يصلُ لِأسفل الركبة ، و ما إن أمسكته حتى أحسّت بِصداعٍ مفاجئٍ و غثيان ، لِتجلسَ على طرفِ السريرِ الذي كان قريباً منها ، و الصداعُ يتزايدَ ، و بعد دقائق اختفى لِتقولَ لنفسها من جديد أنهُ يجب عليها الابتعادُ عن ارتداءِ سماعاتِ الرأس و رفعُ الصوت ، لِتخرجَ بعدها و لا تجد ( رؤى ) في طريقها ، لِتتذكرَ بعدها أنها سمعتها تقول بأنها ذاهبة لِـ طوكيو و أنها لن تذهب للجامعة هذا الأسبوعَ بأكمله و أنها ستتدبرُ أمر الغياب عن طريقِ "واسطات" والدها ! .
تجاهلت ( نازك ) الأمر و مضت في طريقها ، و هناك في الجامعة مرّ الوقت سريعاً ، إذ أنها لا تفعل شيئاً سوى الاستماعِ للمحاضراتِ و أحياناً القليل من الغناء و الرقص و ما إلى ذلك ، لِذا في طريقِ عودتها رأت ( كِنان ) في وجهها لِتتعجب أولاً و لكنها تقفُ و تلزمُ الصمت ، ليمد هو لها بِطاقةً تبدو كبطاقةِ مناسبة ، لِتمسكها هي الأخرى بأصابعَ بدت مرتجفة إذ أن هذا الأمر ذكّرها بذلكَ المغلفِ الذي وصلها في اليوم الذي نُفيت فيهِ أمها ، لِتفتحها و تتعجب من المكتوب ، فقد تبيّن أنها بطاقة زفاف رؤى و كنان ! .
قالت : " 11-2 ؟ يوم الاستقلال الوطني ، أظن لو أنكم لو أقمتموه بعد التخرج لكان ذلك مُناسب ، فسنتخرجُ قريباً و إجازة الربيع ستبدأ في نهاية هذا الشهر ! " .
ردّ ( كِنان ) : " سنفعلُ ما يناسبنا نحن و ليس أنتِ " .
آنذاك اعترفت ( نازك ) أن جبهتها قد أصبحت في مكانٍ و هي في مكانٍ آخر ، لِيردف ( كنان ) : " فلتحرصي على أن تأتي ، كي لا أفهم الأمر خطأً مرةً أخرى ! " .
فهمت ( نازك ) مقصدهُ فهي إذا لم تأتي هوَ سيفهمُ أنها حزينةٌ عليهِ و على فراقه ، لِتقول : " سآتي حتماً ! " .
ما إن سمعها تنطقُ بهذهِ الحروف حتى ذهبَ بعيداً ، في حينِ أن ( نازك ) كانت تظن ُ أن الأمر في الواقعِ قاسٍ أكثر مما كانت تتصوّر ، و لكنها أيضاً سترتاحُ من شعورِ الندمِ تجاه ( رؤى ) ، ففي النهايةِ هي قد أذنبت و عليها تحمل ثمن أخطاءها ! .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر كان ( كِنان ) أيضاً يحس أن هذا الأمر صعبٌ عليه ، و ردة فعلها الباردة جعلتهُ يحترق قهراً أكثر من السابقِ ، إذ أنها لم تُبدي أي ردةِ فعل تدل على الندمِ أو القلق مما يعني أنها فعلاً لا تكنّ له أيّة مشاعر ، في حينِ أنه بدأ يحس بأنهُ نادمٌ قليلاً على قرارِ الزواجِ من ( رؤى ) بهدفِ الانتقامِ من ( نازك ) ففي ذاتِ الوقت لقد أقنعَ والديهِ و لكن ليسَ بصعوبة فهو قال لهم بما أنهم لم يستطيعوا الحصولَ على ( نازك ) فهم يستطيعون الحصولَ على الأختِ الأخرى و التي هي أجمل ، و تملكُ طولاً مناسباً ، و تملكُ أسلوباً أفضل ! ، لِيقتنعوا هم بهذا ، و يطلبونَ منه الزواجَ سريعاً ، في حينِ أنه في الحقيقة كان يودّ أن يقوم بخطبةٍ فقط ، و أن لا يتزوج فربما تعودُ ( نازك ) نادمة ، فحينها سيرحب بها فعلاً .. حتى لو كانت قد رفضتهُ سابقاً ! .

¶ ¶ ¶

في الحادي عشر من فبراير لعامِ ألفين و سبعة عشر :
كانت ( نازك ) قد أتت لِطوكيو قبل يومٍ واحد و قبعت في أحد الفنادق ، و اليومَ فقط اتجهت للمكانِ الذي يفترضُ أن يكونَ الزفافُ فيه ، و لكنها في ذاتِ الوقت قلقةٌ على صورتها أمام الناس ، فهي تبدو مثيرةً للشفقة و هي تجلسُ وحدها و كأنها منبوذة ! ، و لكنها أيضاً هذهِ المرة أعتقدت بأنه سيكونُ عقاباً مناسباً لها ! .
جلست ( نازك ) على أحدِ الطاولات التي تقبعُ بعيداً عن الأنظار ، فهي لا تريد أن تُثار التساؤلاتُ حولها ، و لكنها تعجّبت حين رفعت عينيها و رأت ( روري ) في وجهها تلكَ التي تصغرها بعامٍ واحد و كانت تحبُ ( تاتسو ) و تتنمر على ( نارومي ) ، لِتبدأ الحديثَ قائلة ً :
" إنكِ تبدين مثيرةً للشفقةِ بدون أصدقائكِ ! " .
لِتتجاهلها ( نازك ) ، لِتردف ( روري ) : " و أيضاً هل كنتِ طوال الوقت في الثانوية تدافعين عن نارومي أمام تاتسو سينباي لأنكِ معجبةٌ به ؟ و تريدين لعب دور اللطيفةِ أمامه ؟ " .
تجاهلتها ( نازك ) من جديد رغمَ أنها في داخلها تحس ببراكين تتفجر و لكنها تحاولُ تحمل ذلكَ كي لا تصنعَ مشكلةً كبيرة .
لِتردف ( روري ) بنبرةٍ غاضبة : " كان من المفترض أن تُقامَ خُطوبتي أنا و تاتسو سينباي بعد فترةٍ قريبة و لكنكِ أفسدتِ كل شيء بِالذي فعلتيه " .
أجابتها ( نازك ) بِهدوء : " لقد رأيتِ ما حدث صحيح ؟ ، تاتسو هو من اعترف و ليس أنا ، إذن فلتذهبي و لتحاسبيهِ هو على ما حدث ! " .
نظرت إليها ( روري ) بِغضب و رحلت و هي تمشي بعجرفة ، لِتحسّ بشخصٍ يجلسُ على نفسِ طاولتها ، لِترفع رأسها و ترى أكثر مخلوقٍ تكرههُ على وجهِ الأرض ( طلال ) الذي قال :
" وين ذاك الذيل مالش ؟ ماتذكر اسمه ! " .
( نازك ) تجاهلته ، لِيقولَ بعدها و هو يقتربُ منها و يلتقطُ صورة ، لِتقول له : " هوي أيها القبيح ماذا تفعل ؟ ".
( طلال ) : " أولاً : أصوّر معاش ! ، عشان أحطها ف الانستا و سناب ، و معناها واو شوفوني مع نات تشان " .
نطقَ آخر جملة بِنبرةٍ جعلت ( نازك ) تشمئز ، لِيردف هو : " ثانياً : أنا قبيح ؟ شوفيني و شوفي كِنان ، شوفيني ما شاء الله كيف أخرفن " .
لِتنظرَ إليهِ ( نازك ) و هي ترفع حاجبها ، فهي لا تنكرُ أن ( طلال ) وسيم جيداً ، حتى أنه تعدّى ( كنان ) بمراحل ، لِتقول له : " عطيني فايدة وحدة من واحد يخرفن على قولك لكنه صايع ، و .. "
أردفت بعدها باليابانية : " حقير و بائس ؟! . " .
تجاهلَ ( طلال ) كل كلامها : " يعني تعترفي اني أخرفن ! " .
سألتهُ ( نازك ) : " كم عمرك انته ؟ سنتين ؟! " .
أجابها : " امممم ، قبل يومين كمّلت ثلاثين ! " .
تجاهلتهُ ( نازك ) التي لولا هذه ِ المناسبة و الحشد الكبير من الناس لقامتِ بِركلهِ على وجهه مثلما فعلت في المرة السابقة ، و بعد دقائق تعجّبت حينَ سمعت ( طلال ) يلوّح بيده و يقول : " هاي ! " .
لِترفعَ رأسها من على الهاتفِ و ترى أختها ( مريم ) التي قالت : " لا تستخف دمك ! " .
كانت ( نازك ) ستضحكُ عليهِ و لكنها لزمت الصمت ، لِتقول ( مريم ) : " فلنتحدث ! " .
لِتقفَ ( نازك ) و تمشي وراءها للخارجِ و هي تمسكُ معطفها الذي ارتدتهٌ في طريقها ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت كان ( كِنان ) يتأمل وجوهَ الحاضرين ، فهو يريدٌ يعلم هل هي هنا أم لا ، لِيراها أخيراً ، و يُصدم حين يرى ( طلال ) يجلسُ أمامها ، لِيحس بذلك الشعور الذي يُدعى الغيرة ! ، فمنذ أن أحّب ( نازك ) أحس بالغيرةِ كثيراً ، خصوصاً من ( ايتشيرو ، تاتسو ) و أخيراً ( طلال ) و كُل شابٍ قد يتحدث معها ، و لكنهُ الآن حاولَ أن ينسى أمرها فهي حُرة فلتفعل ما تشاء ، ما دخلهُ هو ؟! .

¶ ¶ ¶

في الخارجِ ، وقفت ( مريم ) و أمامها ( نازك ) لِتقول بدون مقدمات : " ارجعي البيت " .
( نازك ) : " إنني بخير هكذا ! " .
( مريم ) تحدثت فجأة باليابانية : " أظنُ أن الأمرَ كان صعباً عليكِ .. أنا أعلمُ أنه كان من الصعبِ عليكِ حقاً ! " .
نظرت إليها ( نازك ) بمعنى ما هو الذي كان صعباً عليها ! .
لِتردف ( مريم ) : " العيش وحيدة طوالَ هذهِ السنوات ، و تحمل الأمر لوحدك ! ، دعينا نتشاركُ الأمور بدءاً من الآن رغم أن لا شيء سيتغير إلّا أن الحِمل سيصبحُ أخف .. أنا متأكدة ! " .
ابتسمت ( نازك ) : " لقد تأخر الوقت لِتخفيفِ الحمل و مشاركةِ الأعباء ! ، أنا بخيرٍ هكذا ، من فضلكِ فلتهتمي بنفسكِ فقط! .. لا أحتاج شفقةً من أحد ! " .
جاءت ( مريم ) لِتتحدث ، و لكن ( نازك ) سبقتها : " أظنُ أنه عليّ العودة الآن ! " .
لِتذهبَ دون الانتظارِ حتى لنهايةِ الزفاف ، لِتشهقَ ( مريم ) كميةً من الأكسجين و تخرجهُ بعدها على هيئةِ ثاني أكسيد ِ الكربون فهي فعلاً لم تكن تشفقُ عليها أو أي شيءٍ من هذا القبيل و لكنها مؤخراً أصبحت تفكر في أن لو علمت والدتها بهذا الأمر لأنزعجت و أمرتهم باتباعِ أسلوب ألطف مع أختهم ففي النهايةِ هذا ليس ذنبها أصلاً ! .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في أوساكا ، كانت ( نازك ) للتوّ قد عادت للشقةِ التي أصبحت تقبعُ فيها لوحدها بعد زواج ( رؤى ) ، و انتقالِ ( هيكارو ) التي جاءت أختها لِأوساكا مؤخراً ، و هناك قد رأت ( رؤى ) فهي تعلم أنها تملكُ نسخةً احتياطية ، لِتبدأ ( رؤى ) التي كانت جالسةً على الأريكة و تضعُ رجلاً على الأخرى الحديث :
" هل أنتِ بخير ؟ ، كنتُ أظن أنني سأرى الاكتئاب ظاهراً على وجهِك ؟ إلّا أنكِ أصبحتي قوية ! " .
لِترد عليها ( نازك ) : " و لماذا سأكون كذلك ؟ " .
( رؤى ) : " أنا أعلمُ بحقيقةِ مشاعركِ تجاهَ كنان ؟ " .
( نازك ) : " إذاَ ؟ كل ما يهمني أنني الآن قد كفّرت عن ذنبي تجاهكِ ، لِذا لا تثيري غضبي كي لا أندم لاحقاً حين أرى أنني قد ركلتكِ على وجهك ! ".
( رؤى ) : " واو ، لقد عُدتي نات تشان الوقحة تلكَ التي ماتت في 2012 ! ، على العمومِ سأذهبُ الآن ! ".
( نازك ) : " و لكن فلتعلمي أنني أنا من رفضت كنان و ليس العكس ! " .
لِتنظرَ إليها ( رؤى ) باستغرابٍ و صدمة ، لِتبتسمَ لها ( نازك ) بتلكَ الابتسامة التي لم ترها ( رؤى ) منذ سنوات ، لِتردف ( نازك ) : " إن كنتِ لا تصدقين فلتسأليه " .
بعد ما سمعت ( رؤى ) هذا غضبت و خرجت خارجاً سريعاً و هي ترمي النسخةَ الاحتياطية من المفتاح على الأرضِ بالقرب من قدميّ ( نازك ) في حينِ أن ( نازك ) كانت تحسُ بمشاعرَ متضاربة ، فهي مقهورةٌ فعلاً لأنها كانت تظنُ ( رؤى ) صديقةً حقيقة و هدية ربانية لتعويضها عن أشياءَ كثيرة و لكنها كانت مُخطئة ، فقد كانت ( رؤى ) انسانةً بائسةً مثلهم ! .. مثل الجميع .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-17, 03:35 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






* أهلاً ،،

رغم انه آخر جزء ما له إلّا رد واحد و كنت مفكرة ما أنزل بس بعدين كنسلت الفكرة ! ..
و لما جيت أحط الجزء أمس المنتدى ما رضا يفتح ،
+ كتبتهُ رغم المرض و التعب قدّروا ذلك ، و أعتذر إن وُجدت أخطآء كوني لم أستطع مراجعته ! .



¶ الفصل السادس: في محاولةِ إكمال ما نقص في الروح ¶ .
»1«

بعد أيامٍ في الخامس عشر من فبراير ، استعدَّت ( نازك ) للذهاب للجامعةِ كالعادة و لكنها تظنُ أن اليوم هو آخر يوم ، لٍذا قد خرجت سريعاً ، و كعادتها وصلت هُناك مُبكراً بعكسِ أيام الثانوية التي كانت تتأخر فيها ، لِتتجهَ بتجاهِ مكتبِ العميد ، و في طريقها إلى هناك سمعت صوتاً يُناديها بِـ :
" هوي ناتسوكو سان ! " .
لِتلتفت و ترى أحد اساتذتها : " آكاني سينسي ؟! " .
لِتنظرَ ( آكاني ) لِلذي تمسكهُ ( نازك ) و تسألها : " هوي انتِ هل جُننتِ أنا أعلم أنكِ تفكرين الآن في الانسحاب ؟ " .
قالت ( نازك ) بتوتر : " لا ، سينسي إن الأمر ليسَ كما تظنين " .
لِتردَ عليها الأخرى : " ما الأمر إذاً ؟ " .
( نازك ) في محاولةِ التفكير بِكذبة لِـ " تسلك " ، لكن الـ سينسي تحدثت قبلها :
" إنكِ تبدين كالحمقى حين تحاولينَ الكذب " .
أنهت كلامها هذا و أمسكت بِـ ( نازك ) من معصمها و هي تقول : " تعالي معي ، علينا أن نتحدث ! ".
لِتذهب ( نازك ) وراءها دون قولِ أيّة كلمة ! ، لِتخرجا من الحرمِ الجامعي و تجلسا في مكان قريب من هناك ، لِتبدأ ( آكاني سينسي ) الحديث :
" لا تقومي بسحبِ أوراقك ! " .
أردفت بعدها : " إن كان هناكَ ما يجبركِ لفعلِ ذلكَ فلتخبريني ! " .
ردّت ( نازك ) بِصدق : " لا شيء سوى أنني قد سئمتُ من الحياةِ هكذا ! " .
( آكاني سينسي ) : " أنتِ لا تفكرينَ في الانتحار صحيح ؟ " .
حرّكت ( نازك ) رأسها بالنفي بعد القليل من التردد .
قالت ( آكاني سينسي ) و هي تنظرُ لبعيدٍ و تبتسم : " لم يتبقى الكثير لِتخرجكِ فقط بضعةُ أيام ! ، فلتحاولي الصمودَ فيها ! ".
( نازك ) : " سينسي .. في كل الحالات الشهادةُ لن تفيدني ، فأنا أملكُ عقداً سابقاً " .
( آكاني سينسي ) : " أنا أعلمُ أنكِ تفعلين كل هذا لأنكِ تحاولينَ الهرب من شيءٍ ما .. و لكن المواجهةَ دائماً تكونُ هي الحل الأفضل " .
ابتسمت و هي تردف : " ءتعلمين ؟ ، حين كنتُ في العاشرةِ من عُمري هجرت والدتي المنزل لأن والدي كان سكّيراً ! ، و حين كنتُ في السادسةَ عشر مرضَ والدي و اضطررتُ للعملِ الجزئي لِتوفيرِ علاجه ، فبالرُغمِ من أنهُ كان يصبُ جُلّ غضبهِ من والدتي عليّ إلا أنهُ في النهاية قد قامَ بتربيتي وحيداً ! ، و أذكرُ أيضاً أنني قد تعرّضتُ للتنمرِ حين كنتُ في الثانوية حينها قررتُ أن أنتحر و أتخلصَ من كل شيءٍ و لكنني فكرتُ بأنهُ لا يجب عليّ ترك والدي وحيداً ، لِأتراجع و في اختباراتِ الثانوية العامة توفي والدي حينها فعلاً شعرتُ بالاحباطِ للمرة الثانية و لكنني قررتُ الصمود و تحمّل الأمر ، و انظري إلى أين قد وصلتُ الآن ، فأنا لا أقول لكِ أن الأمر سهل و لكن كل شيء سيتحسنُ في نهاية المطاف ! " .
ردّت ( نازك ) : " سينسي أظنُ أنكِ تحملينَ طاقة صبر عظيمة ، فرغمَ إساءةِ والدكِ لك إلا أنك قد قمتِ بدفعِ تكاليفِ علاجه و عن طريقِ أن تقومي بالعملِ أيضاً .. إنكِ رائعةٌ حقاً " .
أردفت و هي تلتفتُ بتجاهِ ( آكاني سينسي ) : " لقد أصبحت معجبةً بكِ منذ الآن " .
و أردفت بعدها من جديد بعد أن أخذت شهيقاً و زفيراً : " لن أنسحب .. أنا سأُكمل ، و سأرى إلى أين سينتهي بي المطاف " .
( آكاني سينسي ) بعد تردد : " بالمناسبة هل يمكنكِ أن تقدمي لي معروفاً ؟ " .
سألتها ( نازك ) باهتمام : " ما هو ؟ " .
أجابتها : " ابنتي تُحبكِ فعلاً ، فهي معجبةٌ بكِ كثيراً ، هل بإمكانكِ أن تأتي لمنزلي يوماً ما للعشاء ؟! " .
ابتسمت ( نازك ) لِفكرةِ أن هناك من لا يزال يحبها : " بالتأكيد .. و لكنني لم أكن أعلم أنكِ متزوجة ؟! " .
أجابتها ( آكاني سينسي ) : " لستُ كذلك ، لقد تبنيتها تُدعى آيا ، إلا أنها تدعو نفسها نات تشان ! " .
ابتسمت ( نازك ) من قلبها لِـ ( آكاني سينسي ) : " لقد أصبحتُ متحمسةً فعلاً للقدوم ! " .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، و بعد أن أنتهى حفلُ التخرجِ أيضاً ، كانت ( نازك ) في منزلِ ( آكاني سينسي ) و هناكَ دخلت لِغرفة ابنةِ ( آكاني سينسي ) المُتبنّاه لِتتفاجئ حين رأت صورها على أغلبِ الأماكن و الأشياءِ كالوسائدِ و الرسومات و ما شابهها ، لِتحركَ بصرها بعدها ناحيةَ الزاوية و ترى الابنةَ مُتعجبّة لِتصرخ فجأةً من الفرح :
" نات تشان ! " .
و بعدها أتت و هي تجري لِتقف أمامها و تنحني : " آنا آيا ! " .
ردّت عليها ( نازك ) بِلطف : " أهلاً آيا تشان ! ، لقد دعتني والدتكِ إلى هنا اليوم ! ".
سألتها ( آيا ) : " هل تعرفينَ والدتي ؟ " .
أجابتها ( نازك ) : " هاي ، إنها آكاني سينسي " .
( آيا ) بِفرح : " يتا ، لقد أصبح بإمكاني الآن أن أتباهى أمامَ أصدقائي بأن والدتي هي معلمة نات تشان ! ".
ابتسمت لها ( نازك ) و هي في داخلها تظنُ أن ( آيا ) لا يجب أن تحبَ أو تعجب بإنسانةٍ مثلها ، مخرّبة علاقات و مفسدةٌ للِحياة أو كما تقول ( نور ) " صائدة أرواح " ، فبالتأكيد لو كانت ( آيا ) تعلمُ أنها قد قتلت جدتها و تسببت في نفي أمها ، و لم تقُم بحمايةِ صديقتها التي انتهى بها المطاف منفية ، و جرحت شخصاً أحبها لكانت قد كرهتها ، و كرهتها جداً ! .

¶ ¶ ¶

بعد يومين تماماً في الأولِ من مارس :
قررت ( نازك ) مؤخراً تركَ البلادِ و المُغادرة و حتى لو كان ذلكَ لِفترةٍ وجيزة فهي حقاً في أمّس الحاجةِ لمُراجعةِ وضعها الحالي ، فهي تفكرٌ جديّا في إعادةِ أمها المنفية و لكنها ترى صعوبةً في ذلك ، و لكنها قبل الأمسِ تلقت دعوةً للقيامِ بعرضٍ مباشر في سيول ! ، لِذا وافقت لأنها تظنُ أنها فرصةٌ مناسبةٌ للهروبِ من كل ما يجري ، فهي بعد أن تعود ستفعل كما قالت لها ( آكاني سينسي ) و تواجهُ الأمور ! .

¶ ¶ ¶

و كما هو مخططٌ له قد ذهبت ( نازك ) لِسيول و أقامت حفلها و الآن فقط قد انتهت منهُ و لكنها لا تعلمُ لماذا الآن بالأخصِ تُحس باختناقٍ لدرجةِ أنها تريدُ أن تصرخُ بأعلى صوتها و لكنها لا تملكُ صوتها ، تُحس و كأن شيئاً يطوّق يديهِ حول عنقها و لكنها لا تستطيعُ الصُراخ ، في الوقتِ ذاته بدأت تؤمنُ أنها قد أصبحت بلا روح بسببِ عيشها مع عبدةِ الأموال أولئك .. لِذا فقد نفذت كل الخياراتِ منها ، و لم يتبقى سوى خيارٌ واحد و هو تخليصُ نفسها من هذهِ الأعباءِ الثقيلة و مُغادرةُ الحياة ، فهي لا تستطيعُ التحمل فكيفَ لها بالمواجهة ، لِذا وقفت في مكانها لِفترةٍ بعدها اتجهت لمكان تلكَ الشفرةِ الحادة جداً ، لِتضعها على معصمها ، و تُغمضَ عينيها ، و تضغطَ على شفتيها من الألم ! .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر ، في طوكيو ، كان ( كنان ) يجلسُ في قبوِ المنزلِ ، فأخيراً قد عادَ إلى هنا ، فهذا هو المنزل الذي أقامَ فيهِ حين نُفي و لكنَ ما أدهشهُ أن والداه قد سمحا لهُ بالعودة لِعُمان إلّا أنهُ هو من رفض ، فقلبهُ لا يزالُ مع ( نازك ) رُغم علمهِ أنها لا تبادلهُ الشعور إلّا أنهُ يريدُ المكوثَ بالقربِ منها ، و هذا باستثناءِ أنه يشعرُ بالندمِ لأنه قد تزوّج من ( رؤى ) فهو لا يدري لماذا و لكنهُ أصبح يكرهها ، فهو فعلاً كان يريدُ أن يخطبها و بعد فترةٍ يُلغي كل شيء ، و لكنهُ نسي أن والديه و والدها هي أو عمها أو أيّاً كان عبدةُ أموال من الدرجةِ الأولى .
نفضَ رأسهُ من هذهِ الأفكار و وقفَ في محاولةٍ لِيرسم شيئاً ما ، ففي الفترةِ السابقة كل لوحاتهِ كانت عِبارةً عن وجهِ ( نازك ) رُغم أنها فعلاً لا تُقارن مع أحدِ أخواتها من ناحيةِ الجمال ، فهي الأقل و لكن ( كِنان ) كان يراها أجملَ الجميلات ! ، و لكنهُ الآن قرر رسمَ " مانغا " جديدة ! ، فلعلها تخرجهُ من دائرةِ التفكيرِ بتلكَ المجنونة التي جرحت قلبهُ و رفضته ، و في المقابل هو لا يستطيع إخراجها من باله ! .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-17, 03:38 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- السلآم عليكم و رحمة الله ،

شكراً لكل الي لحد الآن مستمرين يتابعوني ! ، و إن كان في أحد وراء السِتار شكراً أيضاً .

المهم : أنا سبق و حكيت لكم انه الرواية باقي لها شهر يعني المفترض من اليوم لحد مَ تكتمل يصير 3 أسابيع ، بس لأني عدلت فيها بعض الشغلات و دمجت بعض الأجزاء ،

حالياً صار باقي على اكتمال الرواية جزأين ! ، بمعنى الخميس الجاي رح يكون الجزء قبل الأخير ! .
+

الأكشنات ع قولهم و الأمور رح تبدأ توضح من جزء اليوم ، حاولت أحطه طويل قدر الإمكان .


بسم الله



¶ الفصل السادس: في محاولةِ إكمال ما نقص في الروح ¶ .
»2«


اتجهت لمكان تلكَ الشفرةِ الحادة جداً ، لِتضعها على معصمها ، و تُغمضَ عينيها ، و تضغطَ على شفتيها من الألم الناتجِ عن الصُداعِ المفاجئِ ، لِترمي الشفرة و تجلس على الأرضِ و هي تمسك رأسها بكلتا يديها ، فهي تحسُ و كأن عاصفةً تنشأُ هناكَ في رأسها ، لِيزدادَ الصُداع و في ذاتِ الوقت تُحس بالغثيان ، لِتتجهَ للحمامِ سريعاً لِتتقيءَ لِدرجةِ أنها أحست أن روحها تخرج ، و بعد دقائقَ فقط خرجت و جلست على طريفِ السرير و هي مُطرقةٌ رأسها و واضعةً أحدَ يديها على جبتهتا ، لِتفكر جديّا في تركِ العروضِ المباشرة كي لا تتعرضَ للأصواتِ العالية أكثر من هذا ، فقد يسوءُ الأمر فعلاً ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ التالي :
انتهت ( نازك ) من حزمِ حاجياتها و ارتداءِ ملابسها و ترتيبِ شعرها و استعدّت للذهاب لِطوكيو هذهِ المرة و ليسَ أوساكا ، لا تدري لماذا و لكن شعوراً غريباً من الحنين قد حيكَ حول قلبها ، تريدُ الذهاب لِذلكَ المكان الذي كانت ترى فيهِ والدتها ، بعدها نقلت بصرها لِمعصمها الأيسر فلو أنها بالأمس لم تحس بألم الصداع لكانت قد قطعت شرايينها كالمجانين فعلاً .
بعدها خرجت و اتجهت للمطارِ و انتظرت قليلاً و حين صعدت الطائرة ، كانت تفكر مع نفسها في أين من الممكن أن تكون والدتها : " والدي لطالما كان ذكياً ، فمن يسمعُ الأمر سيظنُ أنه من البديهي أن والدتي خارج طوكيو أو اليابان بشكل عام ، أو حتى في عُمان ، إلّا أن والدي لن يفعل هذا ، و معنى هذا أن والدتي في طوكيو ! " .
ابتسمت بعدها على تفكيرها ، فالآن بدأت تندم إذا أنها تملكُ ذكاءً جيداً و لكنها لم تستخدمهُ جيداً في الدراسة ! .

¶ ¶ ¶

بعد ساعات أخيراً وصلت لِأرضِ طوكيو ، لِتقابلَ السائق الخاصَ بعائلتها و تطلبَ منه أن يأخذ حقائبها لِلمنزل في حينِ أنها هي حالياً لديها موعدٌ آخر ، لِذا حين وصلا أمامَ المنزلِ ذهبت لِوحدها بتجاهِ ذلكَ " الكافيه " الذي كانت تجتمعُ فيهِ مع أمها و في مُنتصفِ الطريق فجأةً و هي تمشي أحسّت باضطرابٍ في توازنها ، و لكنها تجاهلتِ الأمر و أكملتِ الطريق و حين وصلت لوجهتها ظلّت واقفةً أولاً تتأملُ المكان و هي تظنُ أنها بفعلها هذا ستشبعُ رغبة قلبها و لكنها في ذاتِ الوقت ستتألم بسببهِ لاحقاً ، و لكنها بعدها تشجعت قليلاً و دخلت ، لِتجلسَ في ذاتِ المكان الذي قد اعتادت الجلوس فيه برفقة أمها ، لِتنظرَ لتلك اللوحةِ التي يكتب عليها الزبائن ، لِتقعَ عينها على تلكَ الجملة : " قد لا يبلغُ المرء الفجر إلا عن طريقِ الليل " ! ، لِتبتسم بسخرية على قائلِ هذهِ الجملة إذا أنها تظنُ أن المرء حين يقعُ في سوادِ الليل فهو يقعُ فيه و لن يبلغَ الفجرَ أبداً ! ، و لكنها قد أحبّت المقولة لِأن والدتها كانت تحبها فقط و لكنها لا تؤمن بها أبدا .
بعدها وضعت رأسها على الطاولةِ بتعبٍ و الحزنُ ظاهرٌ على وجهها ، إذ أن هذا المكان يجعلها تشعرُ بذنبٍ أكبر ، لِذا الآن أيضاً أيقنت أنها ضعيفةٌ و لا يمكنها تحمل هذا العذاب ، لِذا قررتِ الرحيل ، حين رأتها تلكَ السيدة العجوز التي تعملُ هنا ، لِتقول لها :
" يا آنسة .. يا آنسة أجنبية ! " .
لِتلفت ( نازك ) ما إن سمعت آخر كلمة قائلةً : " هاي سيدتي ؟ " .
لِتقتربَ منها السيدة العجوز : " تعالي هنا قليلاً رجاءً ، إنني أملكُ شيئاً لكِ " .
لِتذهب ( نازك ) المستغربة وراءها ، لتمد لها بعدها تلكَ السيدة مغلفاً صغيراً و هي تقول :
" لقد أحضرهُ سيد عجوزٌ يبدو كسكرتير أو خادمٍ لِعائلة غنية ، و طلبَ مني إعطاءهُ لكِ بعد أن أراني وجهكِ و قال بأنكِ كنتِ تأتين برفقة والدتك ! " .
من كلامِ السيدة أصبحت ( نازك ) تشك في من يكون هذا السكرتير أو الخادم العجوز ، و لكنها سألتها : " سيدتي ، منذ متى حدث هذا ؟ " .
أجابتها السيدة : " منذ سنتين تقريباً ! " .
لِتتفاجئ ( نازك ) : " و لا تزالينَ تتذكرين الأمر ؟ " .
أجابتها السيدة من جديد : " هاي ، فإنك تُشبهين نات تشان و ابنتي معجبة كبيرةٌ بها ، لذا سأكون سعيدةً إن فعلتُ هذا و حتى إن لم تكوني نات تشان الحقيقية ! " .
ابتسمت لها ( نازك ) و خرجت ، لِتفتحها في وسطِ الطريق و هي واقفة لِتقرأ :
" ناتسوكو ساما .. إنني أعتذرُ حقا و لكنني لم أتمكن من فعلِ شيءٍ لكِ حينها ، لِذا أرجوكِ أن تسامحيني في مقابل أنني سأدلكِ على مكانِ والدتك .. و لكن رجاءً فلتُبقي الأمر سراً عن السيد ، بالإضافة إلى ذلك لم أكن أقصد أن يُصابَ أحد بالسوء حين أرسلتُ لكِ مغلف الصور الذي كان لوالدكِ و السيدة الحالية ، فقط كنت حزيناً عليكِ و أشعرُ بالسوءِ لأنني شاركتُ في خداعك ! " .
بعد ما قرأت ( نازك ) هذهِ الكلمات عرفت من يكون هو مُرسل هذه الكلمات ، و في ذات الوقت عرفت من هو الذي أرسل لها تلكَ الصور لِتحسّ بالسعادةِ أخيراً لِأنها سترى والدتها ، لِذا أسرعت و صعدتِ الحافلة العمومية لِتصلَ بذلك لمنتصفِ الطريق و تكمل بعدها على أقدامها ! ، لِتصلَ أخيراً للوجهةِ المقصودة ! ، حينها وقفت ( نازك ) لِفترة و مشاعر متضاربة تملئُ قلبها ، فهي لا تعلم بأي وجهٍ ستُقابلُ والدتها الآن ، أو ما الذي يتوّجب عليها قوله ، و لكنها تفاجئت حين سمعت صوتَ بابٍ يُفتح لِترفع بصرها و ترى والدتها أمامها ، لِتنظرَ إليها و الدموع مُتراكمةٌ في عينيها ، لِتسرع بعدها و تضمها ، و بكت من قلبها كتلكَ المراتِ التي نادراً ما تبكي فيها ! ، لِتقولَ بصوتٍ حزين و بائس :
" إنني آسفة ، آسفة جداً ، لم أكن أقصد التسبب في كل هذا ! " .
لِتظلّا الاثنتانِ على هذا الحال لِفترةٍ و بعدها ابتعدت ( نازك ) لِتمسح دموعها بِطرفِ قميصها و هي تقول :
" أظن أنني قد سببتُ لكِ الاختناق ، هكذا هم العمالقة حين يضمّون من هم أقصرُ منهم " .
لِتضحك والدتها و هي تقول : " إن طولكِ طبيعي ، لستِ بذلك الطول " .
( نازك ) : " أوكّا سان ؟ لا تحاولي رفع معنوياتي بشكلٍ كاذب ! " .
لِتضربها أمها على كتفها بشكلٍ خفيف : " كيف لكِ أن تنعتي أمكِ بالكاذبة " .
قالت ( نازك ) بنبرةٍ مصدومة: " لم أقل ذلك ! " .
بعدها ضحكت الاثنتين و دخلت ( نازك ) وراءَ أمها ، و فجأة أحست بالدوارِ لِيضطربَ توازنها و تسقطَ بجانبِ الأريكةِ التي أصدرت صوتاً ، لِتلتفت لها والدتها و تسألها باستغراب :
" هل أنتِ بخير ؟ " .
ابتسمت ( نازك ) بِألم و هي تحاولُ الوقوف : " نعم ، أنا بِخير ، لا تقلقي .. أوكّا سان ! ".
لِتغيّر بعدها مجرى الحديث قائلةً : " كيف استطعتِ العيش لوحدك هكذا ؟ ".
أجابتها أمها بابتسامةٍ : " هذا الأمرُ جعلني أكتشف أشياءَ كثيرة مهمة ".
تساءلت ( نازك ) باهتمام : " مثل ماذا ؟" .
و قبل أن تجيب والدتها ، انتبهت ( نازك ) على شيءٍ كانت غافلة عنه ، لِتسألها : " لماذا تبدين كجدتي ؟ " .
لِتبدأ ( نازك ) باستيعابِ الأمر بعدها : " أوه ! ، أوكّا سان هل أصبحت امرأة دين ؟! " .
قالت ( نازك ) هذا لِأنها رأت أمها ترتدي حجاباً ، فهي لم ترها ترتديهِ من قبل ، فقط جدتها كانت من ترتديهِ ، أجابتها والدتها : " لا لست امرأة دين ، و لكنني أصبحتُ أكثر التزاماً فقط ! ".
أردفت و هي تنظر في عينيّ ابنتها : " فلتجربي انتِ هذا الطريق .. أنا متأكدة أنكِ ستكونين بخير ! " .
قالت ( نازك ) بعد تردد : " و ما الذي عليّ فعله إذاً ؟ " .
بعد هذا السؤال شرعت والدتها في إخبارها بالكثيرِ من الأشياءِ التي تخصُ الإسلام .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ اليومِ ليلاً ، كانت ( نازك ) مُستلقيةً على السريرِ و هي تُفكرُ في الذي قالتهُ لها أمها ، فهل هي فعلاً ستجد السعادةَ كما قالت والدتها أم أنها تبالِغُ فقط ، فبالنظرِ إلى الماضي فهي لم تكن تتبعُ ديانةً محددة ، إلّا أنها نادراً كانت تذهب للكنيسةِ برفقة أصدقاءها بما أنهم جميعاً من المسيح ، و لكن ذلكَ كان لمرتين أو ثلاث مرات فقط ، أما هي فلم تتصرف يوماً كمسلمة و في الحقيقة هي لا تعلمُ أصلاً عن الإسلامِ شيئاً سوى الحِجاب و تتذكر أن جدتها أخبرتها ذات مرة أنهُ عليها التخلي عن ذاكَ الصديقِ الشاب و مرافقةُ الفتيات ! ، فهي الآن قد فهمت لماذا عليها التخلي عنه ، و تذكرت الآن أيضاً لماذا كانت طوال مرحلةِ الإعدادية و الثانوية ترتدي ذلكَ النوع الطويل من الجوارِب ذي اللونِ الأسود تحت التنورة المدرسية القصيرة ، فقد كانت تفعلُ هذا لأن جدتها كانت قد جعلتها تعتادُ على هذا ، و في ذاتِ الوقت عليها اعتزالُ الغناء ، و لكن في كل الحالات هي ستقومُ باعتزالِ الغناءِ بسبب المشاكل الصحيةِ التي أصبحت تعاني منها مؤخراً بسبب الأصواتِ العالية .
بعدها جلست ( نازك ) القرفصاءَ على السرير و هي تفكرُ أعليها فعلاً تجربةُ الأمر ، و لكنها مترددة في ذاتِ الوقت إذ أنهُ عليها التخلي عن أعزّ أصدقاءها ( ايتشيرو ) أولاً و ( تاتسو ) ثانياً ، لِذا ظلّت تفكرُ كثيراً في ما الذي عليها فعلهُ و انتهى بها الأمر و هي مستلقيةٌ تراقب سقفَ الغُرفة دون الوصول لِأي نتيجة ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ التالي :
كانت ( نازك ) للتوّ قد استيقظت و هي تحسُ بغثيانٍ و صُداع ، لِتسرع لدورةِ المياه حين أحست برغبةٍ للتقيؤ ، لِتخرجَ بعدها و ترى والدتها أمامها لِتسألها بِشك :
" هل أنتِ بخير ؟ " .
أجابت ( نازك ) بابتسامةٍ : " هاي " .
بعدها أردفت سريعاً لتغير موضوعَ الحديث : " أوكّا سان فلنذهب للمجمعِ التجاري الآن لم أحضر حقيبتي و أحتاجُ لشراءِ بعضِ الملابس ! " .
أجابتها والدتها التي كانت قد انتبهت على ( نازك ) التي حاولت تغيير الموضوع و لكنها تجاهلت الأمر هذهِ المرة : " فلنذهب بعد أن نتناولَ الإفطار إذاً ! " .
لِتتناولَ ( نازك ) و والدتها الإفطارَ بعدها تذهبان للمجمعِ التجاري كما اتفقتا قبل قليل .

¶ ¶ ¶

في مكانٍ قريب في طوكيو ، في المجمعِ التجاري كان ( كِنان ) الذي قد هربَ قبل أن تراهُ ( رؤى ) فهو فعلاً يكرهها و قد صرَّح لها بذلكَ أيضاً ، لِدرجةِ أنهُ الآن يظنُ أنه سينتهي بهما المطافُ في المحاكم لِأجلِ الطلاق ، و هو لا يدري حتى لماذا جاء هنا ، و لكنهُ فجأة اشتاقَ لِشراءِ وشاحٍ رمادي قبل أن يبدأ باستيعابِ أن الفصل الآن هو فصلُ الخريف ، لِيقرر بعدها شراءَ ملابس رمادية إن لم يكن وشاح رمادي ! ، و لكنهُ تعجّب حين رفعَ بصره و رأى تلكَ الشابة الطويلة ذي الشعر الطويل الأشقر الثلجي لِيتأكد أنها ( نازك ) دون أدنى شك ، و يمشي بتجاهها بخطواتٍ بطيئة ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ المكان ، كانت ( نازك ) تُمسك بقميصٍ رماديٍ أيضاً لِتقول لوالدتها : " إنهُ جميل و لكن لا أظن أنني سأستطيعُ ارتداءَ هذا النوعِ من الملابس بعد الآن ! ، أظنُ أنني سأسلكُ طريقا آخر بدءاً من اليوم ! ".
لِتبتسم لها والدتها : " فلنذهب لمحلٍ آخر " .
حينها ابتسمت ( نازك ) أيضاً و جاءت لتلتفت لِتُصدم حين رأت وجهَ ( كِنان ) لِتقول بِصوت هامس : " كنان ؟! ".
لِتسألها والدتها : " تعرفيه ؟ " .
تعجب ( كنان ) أولاً لأن ( نازك ) قد غادرت أوساكا و ثانياً لأنها بِرفقة شخصٍ غير ( ايتشيرو ، تاتسو ) إذ أنهُ اعتاد على رؤيتها مع أحد من هؤلاءِ الاثنين ، و لكنَ قبل أن تجيب ( نازك ) أجاب هو :
" أيوا " .
لِترمقهُ ( نازك ) بنظرات و تقول : " زميل جامعي ! " .
و يقولُ هو في الوقتِ ذاته : " زوج أختها ! " .
لِتنظرَ إليه ( نازك ) و ينظر ( كنان ) إليها أيضاً ! .
لِتقول والدتها : " زوج أختها ؟ ، مريم ؟! " .
قال و هو يبتسم : " لا ، رؤى ! " .
قالت ( نازك ) في محاولةِ إغاضته : " أخو طلالوه ! ".
لِتُصدم الأم فعلاً فهي لم تكن موافقةً على ( طلال ) و الآن قد تزوجت ( رؤى ) من أخوه ! .
لِتنظرَ إليهِ ( نازك ) بعدها بِحقد و تقول : " أوكّا سان ! " .
لِيتفاجئ ( كِنان ) فهو لم يراها سابقاً و لم يسمع عنها حتى ! .
قالت والدتها : " و بنفسِ الوقت أم رؤى .. بالرضاعة ! " .
لِيبتسم ( كِنان ) ، و أردفت والدتها باليابانية فجأة : " سأكون سعيدةً إذا رافقتنا الآن ! " .
لِتتفاجئ ( نازك ) : " أوكّا سان ! ، ما الذي تتفوهين به ؟! " .
ما إن سمعها ( كِنان ) حتى ردّ سريعاً : " أنا أيضاً سأكون سعيداً ! " .
لِيرافقهم ( كِنان ) حتى حين خرجوا بما أنهم سيسلكونَ الطريقَ ذاته ، و آن ذاك اضطرب توازن ( نازك ) من جديد ، ليسقطَ أحدُ الأكياس من يدها ، و ما أثارَ استغرابَ الجميع هوَ أنها حين جاءت لِتلتقطه لم تستطع إذ أن يدها كانت تأتي فوقه و ليست عليه ! ، و أخيراً استطاعت امساكه ، ليسألها ( كِنان ) بقلقٍ واضح :
" هل أنتِ بخير ؟ " .
لِتحركَ ( نازك ) رأسها بالإيجاب في حينِ أن القلقَ كان يكبرُ داخلها أكثر فأكثر ، و بعدها وصلوا لِتقاطعِ الطريق حين ذهب ( كِنان ) لِتقول ( نازك ) قبل أن تسألها والدتها عنه :
" أوكّا سان ؟ إن كنتِ في طوكيو ، كيف لم تعرف أحد أخواتي هذا ؟ " .
أجابتها والدتها : " لم أخرج قط ! ، إذ انني كنتُ ممنوعةً من الخروج في الحقيقة " .
أردفت والدتها سريعاً : " و لكن ما الذي حدث خلالَ هذهِ السنواتِ الأربع ؟ ! " .
كانت إجابةُ ( نازك ) هي سردُ كل شيءٍ حصل منذ الثاني عشر من أكتوبر لعامِ ألفين و اثني عشر إلى اليوم ! .

¶ ¶ ¶

العاشر من مارس لِعامِ ألفين و سبعةَ عشر :
كان اليومُ ربيعياً مُزهراً بأزهارِ الكرز الوردية ، و الجوُّ لطيفٌ و هادئ ، فالربيعُ هنا في اليابانِ يتميز بكثرةِ الزهورِ و مهرجاناتها ، لِذا قررت ( نازك ) اليوم الخروجَ لِوحدها لِتفكرَ في طريقةٍ تجعلها تُعيدُ الأوضاع لِما كانت عليه في المنزل كالسابقِ تماماً ، لما قبل عامِ ألفين و اثني عشر .. لأيام 2008 رُبما ! ، حين كان والدها رُغم حبّه للمالِ إلا أنه كان إنساناً و ليس وحشاً يبيعُ الناس لِأجلِ المال ، و حينها أيضاً كانت والدتها سعيدةً و لها قدرها و مكانتها في البيت ، و أخواتها الثلاثة ، كل واحدةٌ منهن حينها كنَّ طيّباتٍ و لطيفات و لم يكن يحملن أيّة ضغينةٍ تجاهها مثل الآن ، و أما جدتها فهيَ قد ماتت و رحلت عن هذا العالم ، لِذا لا يوجد أي شيءٌ لِتفعلهُ لها سوى الصلاةِ لها .. أو بالأصح الدعاء .
توّقفت ( نازك ) عن التفكير بكلِ هذا حين أدركت أنها قد أوقعت قارورةَ الماءِ من يدها ، لِتنحني لأخذها ، و لكن حدث مثلما حدث بالأمس ، إذ أنها لا تقدّر المسافاتِ جيداً ، فهي فعلاً ترى أنها تضعُ يدها على الزجاجةِ و لكنها لا تحس بذلك و حين تأتي لِرفعها تدركُ أنها لم تمسكها أصلاً ! ، و بعد محاولاتٍ عِدة استطاعت أخيراً الإمساك بها ، لِتقفَ و هي تضعُ كف يدها أمامها مباشرةً و تتأمله ، لِترفع بصرها بعد ذلك ، و لكنها أصبحت ترى الأشجار ، النباتاتِ ، الناس و السماءَ و كل شيءٍ بشكل مشوّش ! ، لِتغلقَ عينيها و تفتحها مراتٍ متتالية و هي لا تزالُ ترى كل شيءٍ مشوشاً ، و بعد دقائق عادَ الوضع طبيعياً ! ، لِتتجهَ سريعاً و تجلسَ على ذلكَ الكرسي الخشبي الذي يتطرّف الطريق ، و تخرجَ هاتفها من جيبها و تفتح تطبيق " سفاري " الموجود في الآيفون لِتبحث عن ما كانَ يؤرقها منذ أيام ، و لكنها بعدها ألغت فكرةَ القيامِ بذلك ، لِتقف و تقرر الذهابَ للمنزل ، و لكن هذهِ المرة قد اضطرب توازنها أيضاً .. ككل مرة ! ، لِتجلسَ من جديد على أقربِ مكانٍ يمكنُ الجلوس فيهِ و هي تمسكُ رأسها من الألم ، لِتوقنَ أنها ليست بإنسانةٍ طبيعية و هناك ما تعاني منه ! ، لِذا قررت زيارةَ طبيبٍ و الآن ستقوم بذلك ! ، و قبل أن تقومَ بذلك أخرجت هاتفها لِترسل لوالدتها : " أوكّا سان ، سأتأخر في العودةِ اليوم قليلاً ، لقد قابلت آكاني سينسي صُدفة ، سأجلس معها قليلاً ! " .
لقد كذبت ( نازك ) بخصوص من قابلتهُ لأنها تعلم أن أمها ستشكُ في الأمر إن كتبت لها : " شخصاً ما " أو " شخصاً أعرفه " ، لِذا قد كتبت أول شخصٍ قد تبادرَ لِذهنها ! .

¶ ¶ ¶

في مكانٍ آخر من طوكيو ، كان ( كِنان ) قد خرج للتوّ فهو فعلاً يحسُ بالاختناقِ في هذا المنزل من شيئينِ الأول تلكَ المخلوقة التي تدعى ( رؤى ) ، ثانياً الندم لأنه تسرّع و قامَ بخطوة غبية كالزواج من شخص لا يُحبه من أجلِ الانتقامِ فهو فعلاً لم يعد يستطيعُ تحمل هذا الأمر ، و في الوقت ذاتهِ فهو يلومُ ( نازك ) لأنها قد رفضتهُ لِأجل ذلك العملاقِ الياباني كما يقول هو ، لِيفتحَ بعدها هاتفه و يبحث في الانترنت عن ( تاتسو ) لِيسأل نفسه : " ألستُ أفضلَ منه في أشياءَ كثيرة ؟ ، فلماذا قد أختارتهُ هو " ، بعدها ابتسم ( كِنان ) بسخافةٍ على نفسه فكذلك إذ تمت المقارنة بين ( رؤى ) و ( نازك ) ، ( رؤى ) أجمل و ألطفُ من ( نازك ) إلّا أنهُ هو يحبُ ( نازك ) ! .

¶ ¶ ¶

في مكانٍ قريب من ( كِنان ) ، كانت ( نازك ) حالياً تجلسُ مُقابلَ أحدِ الأطباءِ تماماً ، و الذي أنهى هذهِ الجلسة بقولهِ :
" عليكِ القيامُ ببعض الفحوصات و التي ستكون نتائجها بعد يومين تقريباً ! " .
لِترد عليه ( نازك ) : " هاي سينسي ! " .
لِيسألها بعدها : " و لكن إن كنتِ تعانين من هذهِ الأعراض منذ أشهر لماذا لم تأتي لطلبِ الاستشارةِ حينها ؟ ".
أجابت ( نازك ) بخجل : " لقد كنتُ أظنُ أنه بسبب الأصواتِ العالية ! ، إذ أنني أعمل في الوسط الفني ! " .
قال لها الدكتور بجدّية : " سيتضحُ كل شيءٍ بعد يومين فقط ، و لكن فلتقومي بالفحوصاتِ المطلوبةِ أولاً " .
حرّكت ( نازك ) رأسها بالإيجاب ، و جاءت لِتخرجَ و انحنت لهُ مثلما يفعلُ اليابانيون للتحية ! ، لِتخرجَ و هي تُفكر هل فعلاً هناك احتمالُ أن تكونَ مصابةً بمرضٍ خطير أو ما إلى ذلك ؟! ، ما إن فكرت بهذا حتى بلعت ريقها مراتٍ كثيرة ، و أخذت شهيقاً و زفيراً لمراتٍ متتاليةٍ أيضاً ، و نفت هذا التفكير من عقلها تماماً ، لِتقفَ بعدها حين سمعت اسمها لِتذهب للقيامِ بتلكَ الفحوصات التي طلبها الطبيب ! ، و هي تدعو في داخلها ألف مرةٍ أن تكونَ بخير ، و أن كل ما تشكُ به ليس إلا محضَ أوهام و تخيلات تافهة ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ الذي يليهِ كانت ( نازك ) قد استعدّت أخيراً لِتعلن اعتزالها من الوسط الفني و الغناء لِمشاكلَ صحية كالتهابِ الأذن ! ، و الذي إذا أهملتهُ قد يسبب الصمم أو تمزقَ طبلةِ الأذن ، لِذا حين جاءت لِتخرج سألتها والدتها :
" هل ستذهبينَ الآن ؟ " .
أجابت ( نازك ) عن طريق تحريك رأسها بالإيجاب .
لِتسألها والدتها من جديد : " هل ستتأخرين ؟ ".
أجابت من جديد : " أظن ذلك .. قليلاً فقط ! " .
نظرتَ إليها والدتها بِشك : " لماذا تبدين غريبةً هذهِ الأيام ؟ " .
( نازك ) بارتباكٍ خفيف : " أنا ؟ لا أبدو غريبةً على الإطلاق " .
أردفت سريعاً : " سأغادر الآن ! " .
فعلت ( نازك ) ذلك كي لا تسألها والدتها أكثر و أكثر و تشكُ بحقيقةِ ما يحصل معها ، و بعدها صعدت الحافلةَ العمومية فهي لا تُريد أن يضطربَ توازنها و تسقطَ في وسطِ الطريقِ أو شيئاً كهذا ! ، لِتصلَ أخيرا للشركةِ الترفيهية لِتعلُن لهم هناك أنها قد اعتزلت أخيراً بسببِ مشاكلَ صحية ، و أيضاً صرّحت لهم بأنها قد أنفصلت عن ( تاتسو ) منذ فترة ! .
بعدها خرجت ( نازك ) من هناك و هي موقنة أنها ستكون حديثَ الساعةِ خلال هذهِ الأيام ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ الذي يليهِ و بعد أن انتشرت تصريحات ( نازك ) أو بالأصح ( نات تشان ) ، في ايرلندا :
كانت ( نارومي ) للتوِّ قد استيقظت حين رأت أختها مهووسة الممثلين و النجوم تُمسك بِـ " الآي باد " و تناديها بصوتٍ عالٍ : " نارومي ني تشان .. فلتنظري هنا ! ".
اقتربت ( نارومي ) منها و تعجبت من الذي قرأته ، لِتتساءل : " لماذا اعتزلت نات تشان ؟! " .
أجابتها أختها : " مشاكل صحية ، إنها تعاني من التهابٍ إذا أُهمل ستصاب بالصممِ للأبد ، و أظن أنه يجب أن لا تتعرض للأصواتِ العاليةِ ايضاً " .
صمتت لِبرهةٍ و بعدها أردفت : " ألم تقرأي بخصوصِ انفصالها هي و تاتسو ؟ " .
أجابتها ( نارومي ) بنبرةٍ غاضبة : " ألم أقل لكِ ألف مرة أن الأمر ليس كما بدا على الشاشة ! " .
صمتت أختها لِأنها لا تريدُ أن توّبخ بسببِ أصدقاءِ أختها الكبرى .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في أمريكا ، كانت ( مارو ) للتوّ قد أنهت محاضرتها و خرجت لِترى ( ايتشيرو ، تاتسو ) واقفينِ و هما يصوّبانِ نظرهما حولَ الهاتف و يتناقشانِ في أمر ما ، لِتقترب منهما و تسألهما باستغراب :
" ماذا هناك ؟ " .
أجابها ( ايتشيرو ) : " انظري لهذا ! " .
و بعدها مدَّ لها الهاتف ، لِتقرأ ما كتب و تقول بصدمة : " هوي هوي هذا غير معقول ؟! " .
( تاتسو ) : " أنا أيضاً لا أظن ذلك ! ".
تساءل حينها ( ايتشيرو ) في داخلهِ إن كان هناك ما حدث لِـ ( نازك ) و جعلها تفعل هذا .. شيء آخر حقيقي غيرَ التهابِ الاذن و ما إلى ذلك ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ الذي تلاه .. الثاني عشر من مارس :
كعادةِ كل صباح ، استيقظت ( نازك ) و ما إن فعلت حتى أحسّت بصداعٍ شديد ، و غثيان ، فقد أصبحت تستيقظُ على هذا الحالِ كثيراً مؤخراً خصوصاً وقت الفجر بما أنها الآن أصبحت تصلي ، وقفت بعدها و ذهبت بتجاهِ دورةِ المياه ، لِتتقيء ! ، و بعدها بعد أن انتهت من غسلِ وجهها ، رفعت رأسها ناحيةَ المرآة ، لِترى نفسها و لكن بشكلٍ مشوش ! ، حينها أغمضت عينيها و فركتهما كثيراً و فتحتها بعدها لِيبدأ معدل الرؤية المشوّش بالانخفاضِ ! ، و تخرجَ بعدها و قد قررتِ أن تتجهزّ حالاً لكي تذهب للطبيب حالاً فمن المفترض أن النتائج قد ظهرت ! .
ما إن فكرت بالنتائجِ و ظهورها حتى ارتعشت هي و ارتعشَ قلبها أيضاً ، فهي حالياً ليست مُستعدة لسماعِ أخبارٍ كهذه ! .

¶ ¶ ¶

بعد ساعةٍ تقريباً ، في المستشفى ، كانت ( نازك ) جالسةً أمام الطبيب مباشرةً و هي عاجزةٌ عن الكلام حتى ، فالصدمةُ قد ألجمتها ، و لكن الطبيب قطع هذا الصمت حين قال :
" في الحقيقة إنني آسفٌ لهذا ، و لكن لم يتبقى لكِ الكثيرُ من الوقت " .
نظرت إليهِ ( نازك ) ليردف : " شهرين على الأكثر ! " .
تحدثت ( نازك ) أخيراً : " و لكن سينسي ألّا تظنُ أنه قد يكون هناك خطأ ما .. أي خطأ ! " .
أجابها الـ"سينسي " و هو مُتفهمٌ لوضعها الآن في عدمِ تصديقه أو محاولةِ نفي الأمر : " إن الأمر واضحٌ جداً .. إن أعراض سرطان الدماغ واضحةٌ جداً ! ، الصداع الشديد ، الغثيان و القيء في الصباحِ الباكر ، اضطرابُ التوازن و الرؤية ! " .
بعد وهلةٍ من الصمت ، نطقت ( نازك ) بِـ : " سينسي ؟ أرجو أن لا تخبر أيّ أحدٍ من عائلتي بهذا ! " .
ردّ عليها : " لا يمكنني فعلُ هذا ! " .
وقفت ( نازك ) لِتقول بعدها و هي تنحني : " إنني أرجوك فعلاً ! " .
أخذَ " سينسي " شهيقاً و زفيراً بعدها قال : " حالياً سأصمت و لكن الأمرَ لن يطول ! " .

¶ ¶ ¶

في مكانٍ آخر ، بعد ساعات ، في ذلكَ المكان الذي يُدعى " ملهى " ، كان ( طلال ) يمضي وقتهُ ما بين شُربٍ و تصوّيب ناظريهِ على الجنسِ الناعم ، فهذا هو حاله منذ سنوات ! .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-17, 08:32 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

السلآم عليكم ،،

الجزء هذا طولته قدر الإمكان .. و هو فعلاً طويل ! .
لذا رجاءً تفاعلوا ! .



بسم الله .


¶ الفصل السادس: في محاولةِ إكمال ما نقص في الروح ¶ .
»3«

ما إن خرجت ( نازك ) من المشفى حتى جابتِ الشوارعَ مشياً على الأقدامِ بلا وجهه محددة ، و الدموع تُغلف عينيها فتمسحها ، و لكنها تعاودُ البُكاء ! ، كانت تتساءل صارِخةً من أعماقها :
" لماذا هذا المرضُ اختارني أنا ! " .
فبعدَ كل شيءٍ .. سرطانُ الدماغ ليس بالأمرِ الهيّن ! .

¶ ¶ ¶

في نهايةِ مايو تتساقطُ أشجار الكرز ، و كذلكَ بالنسبةِ لِـ ( نازك ) إذ أنها قد أصبحت أضعف و أمها بدأت تشكُ في الأمرِ حقاً لِذا اضطرّت ( نازك ) لِتدّعي الصحة ، و خلالَ هذهِ الفترة بطولها كان طبيبها يقنعها بإخبارِ عائلتها إلّا أنها ظلّت ترجوه أن لا يفعل ! ، و الآن هي جالسةٌ على المكانِ المرتفعِ الذي هو بجانبِ الباب لترتدي حذائها ، لِتقول بصوتٍ عالٍ :
" أنا ذاهبة ! " .
وصلها صوت والدتها : " لا تتأخري ! " .
خرجت ( نازك ) في محاولةٍ لِلتنزه قليلاً فحسبَ ما قالهُ الطبيب لم يتبقى لها سوى أسبوعين تقريباً إلّا أنها موقنة أن القدر هو القدر و لن تنتهي حياتها أو تبدأ بمجرد تقدير طبي من البشر ! .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر من طوكيو ، تعالتِ الأصوات ككل يومٍ بعد أن ارتبطَ هذا الثُنائي ، بدأ ( كِنان ) المشاجرة كعادته :
" ترا رفعتِ ضغطي عشرين ألف مرة أقولش " .
ردّت عليهِ ( رؤى ) بِنبرةٍ مقهورة : " أنا إلي رفعت ضغطك و لا انت إلي رفعت لي ضغطي ! ، قول انك تدور شغلة تضارب عليها و ما محصل ! " .
كان كلام ( رؤى ) صحيحاً ، لِذا قال ( كِنان ) : " ماعرف وين كان عقلي يوم قررت تزوجت مجنونة مثلش ! " .
ردّت عليهِ مرةً أخرى : " انا المجنونة إلي وافقت عليك ! " .
حينها قرر ( كِنان ) الخروج فهو فعلاً يحسُ بالاختناق هنا ، و كذلكَ ( رؤى ) التي كانت تحس بالاختناقِ أكثر منه ، فهي ما هو ذنبها إن كانت أختها قد رفضتهُ سابقاً ! ، و لكنها الآن فعلاً لم تعد تستطيعُ تحمّل الأمر أكثر ، لذا قررت الخروجَ من هنا و العودةَ لمنزلِ أهلها رُغم أنها تعلم أن والدها بِالرضاعة و عمها في آنٍ واحد سيقتلها فعلاً بما إن الأمر يخصُ أمواله .

¶ ¶ ¶

بالقربِ من ( رؤى ) خرجَ ( كِنان ) و هو يعلمُ أن ( رؤى ) لا دخلَ لها و لكنهُ لا ينفك أن يفعلَ التفاهات و يخترع المشاجرات ، أخذ شهيقاً مطولاً و زفيراً أبطئ ، لِيقررَ الذهاب للمتنزه القريبِ ذاك ، يُقال أن أشجارَ الكرز حتى حين تفقدُ أوراقها تكون جميلة ، لِذا اتجه إلى هناك ، و حدث ما لم يكن يتوقعهُ إذ أنه رأى تلكَ الطويلة ذات الشعر الأشقر الثلجي الطويل ، هوَ يذكر أن ( نازك ) في الماضي لم تكُن تطيل شعرها أبداً ! ، إلا أنها الآن أصبحت كذلك و هو يظنُ أيضاً أن هكذا أجمل ! ، لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى أصبح قريباً منها ، لِيقول :
" تبدينَ سعيدة ! " .
ما إن سمعت ( نازك ) هذا الصوت حتى عرفت صاحبه ، فقد كان يوماً سبباً لِجعلِ قلبها يخفق .
التفتت ناحيته : " نعم ، أنا كذلك ! " .
( كِنان ) بنبرةٍ غير مفهومةِ المشاعر : " أظن أنني لم أعد أحمل تجاهكِ أيّة ضغائن ، فلقد مرّ الأمر و انتهى منذ 3 أشهر " .
ابتسمت ( نازك ) رُغم ذبول ِ وجهها : " هذا أفضل " .
قالَ ( كِنان ) الذي كان ظهرهُ مواجهاً لها : " أليسَ من الأفضل لو عدنا أصدقاء ! " .
ظل ( كِنان ) ينتظرُ إجابتها لِدقيقةٍ كاملة و لكنها لم تجبه ، لِيقول لها : " هُناك أسلوب أفضل من هذا للرفض " .
ما إن أنهى جملتهُ هذه حتى التفت بتجاهِ ( نازك ) لِيراها تتوّسد الأرض ، فتعجّب أولاً لوضعها و بعدها لِأنه لم يسمع صوت سقوطها حتى ، لِكنهُ رمى كلَ هذهِ الأفكارِ جانباً و أنزلَ جسدهُ بمستوها و هو يضع رأسها على رجله :
" نازك .. نازك ! " .
إلّا أن ( نازك ) لم تكن تستجيبُ فعلا ً ! .

¶ ¶ ¶

بعد دقائق ، في المستشفى :
كان ( كِنان ) ينظرُ للطبيبِ بعدمِ تصديق و كذلكَ ( مريم ) التي خفضت بصرها و هي تعضُ شفتيها في محاولةِ منعِ دموعها من السقوط .. و هذا كلهُ له معنى واحد و هو أنهما قد اكتشفا مرضَ ( نازك ) !

¶ ¶ ¶

بعد دقائق ، كانت ( نازك ) تمشي وراء ( كِنان ) و ( مريم ) اللذين لزما الصمت منذ أن خرجوا من المشفى لِتقول لهم :
" هوي أنتما ، لا تظهرا لي الشفقة هكذا ! " .
نظر إليها الاثنان بنظراتٍ جعلتها تبلعُ ريقها لمراتٍ متتالية و لكنها قالت بجدّية :
" لن أقول لكما ألّا تخبرا أحداً لأنني أعلم أنكما قد أخبرتما و انتهى الأمر ! ، و لكنني لستُ الوحيدة في هذا العالم التي يحدث لها هذا ! لِذا تصرفا كما كنتما عادة فأنا لست بحاجةٍ لعطفكما ، و الآن فلتذهبا بعيداً عني فأنا أستطيعُ الذهاب للمنزلِ بنفسي " .
نطقت ( مريم ) التي تجاهلتها : " انته عادي روح ، أنا بروح معها ! " .
حرّك ( كِنان ) رأسه بالإيجابِ و ذهب في طريقهِ و هو لا يعلمُ كيف يصفُ شعوره ! ، في حينِ أن ( مريم ) قالت لِـ ( نازك ) بنبرةِ عتابٍ واضحة :
" كيف لكِ أن تفعلي هذا ؟ " .
أجابتها ( نازك ) بابتسامةٍ ذابلة : " و ما الذي تريدين مني فعله إذاً ؟ ، لم أكن أريدُ تلقي أي شفقة لمجردِ فكرةِ أنني سأموتُ قريباً ! " .
صرخت عليها ( مريم ) كعادتها حين تغضب : " ألا تملكين كلاماً غير الشفقة ! ، انكِ تثيرين شفقتي هكذا ! ، كان عليكِ اخبارنا ! " .
صرخت ( نازك ) هي الأخرى : " و ما الذي تريدين مني فعلهُ الآن ؟ ، ألا تذكرين أنني عشت لوحدي لِأربعةِ أعوامٍ كاملة و لم تفكري حتى في إلقاءِ نظرة عليّ ؟ ، تذكرين ذلك صحيح ؟ إذن انتي لا تملكينَ الحق في معاتبتي لأنني لم أخبركِ .. و الآن فلتبتعدي عني و حسب " .
أردفت بنبرةٍ أعلى : " ابتعدي عن طريقي و لا تتدخلي في أموري أيضاً ! " .

¶ ¶ ¶

في مكانٍ آخر في آسيا ، في شبهِ الجزيرة العربية ، بالتحديد عُمان ، كان ( طلال ) الذي يحس بالتعبِ و الإرهاق بشكلٍ غير طبيعي للتوِّ قد استيقظَ ، لِيتجهَ نحو المرآة و يقف أمامها ، لِيرى أن وزنهُ قد انخفض بشكلٍ واضحٍ جداً ، فآخر مرة ذهب فيها لقياسِ وزنهِ قبل أيام اكتشف أنه قد فقد عشرة كيلو ! ، و الآن فجأة أحّس بصداعٍ شديد .. شديد ، كذاكَ الذي أصبحَ يُحس بهِ كثيراً مؤخراً ، ليجلسَ على الأريكةِ التي بجانبه ، و فجأة دخلت أمه تلكَ التي ما إن رأتهُ بهذه ِ الحالة حتى تعّجبت و بلغ خوفها عليهِ ذروته ، لِتأتي نحوهُ مباشرةً و تضع يدها على جَبهته لِتقول بقلق :
" حرارتك مرتفعة واجد ! " .
لِيقولَ لها ( طلال ) الذي كان يتنفسُ بصعوبة : " حالتي كذا من بعد آخر مرة سافرت فيها ! " .
لِتقول له والدته دون أدني تفكير : " قوم قدامي " .
نظرَ إليها ( طلال ) المرهق بمعنى إلى أين ، لِتردف والدته : " المستشفى ! .

¶ ¶ ¶

بعد ساعةٍ كاملة من أن انفصلت ( نازك ) عن ( مريم ) عادت للبيت إذ أنها سابقاً ظلّت تجوبُ الشوارعَ مشياً و كأنها تتنزه في حينِ أنها كانت تفكرُ في كيف ستكونُ ردّة فعلِ والدتها أولاً ، و عائلتها ثانياً ، و بعدها أصدقاؤها ، و أخيراً الإعلام و المُعجبين .
حرّكت رأسها يمنة و يسرة و كأنها تنفضُ رأسها من هذهِ الأفكار ، لِتأخذ شهيقاً و زفيراً و تبلعَ ريقها مراتٍ متتالية و تدخل ، لِتجدَ أمها في انتظارها ، و بدون أيّة مقدمات جاءت والدتها نحوها ، لِتصرخ عليها :
" يا المجنونة ، شالي سويتيه ؟ ما رح ينقص منش شي لو كنتِ متكلمة ! ، ليش ما خبرتيني ! " .
أردفت والدتها عتابها و هي تضربُ ابنتها على كتفها و بلوراتٌ ملحية على وشكِ النزول من عينيها :
" فرحانة ؟ فرحانة لأنش رح تموتي ! ، كان المفروض تتكلمي قبل كذا ! ، كيف سكتي ؟ ، كيف تجرأتي تخبي عليّ أصلاً شي مثل هذا ؟! " .
أمسكت ( نازك ) بيديّ والدتها و هي تقول لها بهدوء : " أوكّا سان كنتُ سأموت في كل الحالات ، كلُ ما فعلته كان في محاولةِ جعلِ الأمور أخّف وطأة ، كنت أحاول أن لا أسبب قدراً كبيراً من الألم لمن هم حولي لأنني أظن أن ما فعلته ُ سابقاً يكفي ! " .
تساقطت دموعها بغزارة و تغيرت نبرةُ صوتها و هي تردف : " لقد تسببتُ في مقتلِ جدتي سابقاً ، و قد تسببت لكِ في هذا الحال الذي تعيشينهُ الآن ، و بقيتُ صامتة حين تعذّبت صديقتي ، و أنتِ تعلمين هذا إنني أُعاقبُ الآن إذن أرجوكِ لا تزيدي الأمر عليّ .. إنني أختنقُ فعلاً ! " .
ضربتها مراتٍ متتاليةٍ من جديد و هي تقول لها بنبرةٍ عاليةٍ باكية : " أي عقاب هذا ؟ عشرين ألف مرة أقولش كل هذا قدر ، و بعدين انتي قلتِ لي رح تتبعي الطريق السليم صح ؟ هو هذا الطريق السليم مالش ؟! هو هذا ؟ " .
قامت والدتها بهزها من كتفيها بقوة و هي تسألها بشكلٍ متتالٍ : " هو هذا ؟ هو هذا ؟ " .
في حينِ أن إجابةَ ( نازك ) الوحيدة كانت البكاءَ المستمر ، البكاءَ الذي خرج من أعماقِ قلبها ، و ما إن توقفت والدتها عن ما تقومُ به حتى جلست ( نازك ) على ركبتيها على الأرضِ بِضعف و هي تنطق بِـ :
" أوكّا سان إنني آسفةٌ فعلاً ، و لكن لا تزيدي الأمر عليّ ، لقد تألمت بما فيهِ الكفاية و لكنني لن أسأل لماذا أنا .. لماذا أنا من اختارها المرض ! " .
أردفت بعدَ وهلةٍ لم يُسمع فيها سوى صوتُ بكائها : " لأن المرض قد اختارني و انتهى الأمر ، و في الوقتِ ذاته أحس بالرضا لأنني أخيراً بهذا أحس أنني سأدفع ثمنَ كل ما فعلتهُ سابقاً .. و الآن أرجوكِ فلتسامحيني لأنني خبأت الأمر عنكِ و لكن في الوقت ذاته لا تشفقي عليّ ! " .
و ظلَّ الأمر هكذا بكاءٌ ممزوجٌ بعباراتِ الأسف ! .

¶ ¶ ¶

في الوقتِ ذاته في مكانٍ آخر من طوكيو ، كانت ( مريم ) هي الأخرى قد عادت للمنزل بعد أن جابتِ الشوارع و هي تفكر بالذي حصل ، فحسبَ كلامِ الطبيب ذاك لم يتبقى لِأختها الوسطى سوى أسبوعين ، و هي إلى الآن لم تستطع حتى إعادةَ حياتها لها ، تلكَ الحياة التي فقدتها أختها بسبب عبادةِ والدها للمال ! ، و لكنها في الوقتِ ذاته كانت تلومُ نفسها لأنها كانت جبانة و لم تستطع إلّا توصيةَ ( كِنان ) بالاعتناءِ بها فقط قبلَ أربع سنوات حين علِمت أنهُ صديقٌ مقرب لِـ ( نازك ) .
وصلت ( مريم ) بالقربِ من منزلِ والدها ذاكَ الذي يقعُ وسط أشجارِ الكرز ، و لكن باطنهُ كالجحيم فمسحت دموعها و أخذت شهيقاً و زفيراً ، لِتدخل للمنزلِ بعدها ، لِترى ( نور ) أولاً تلكَ التي كانت قد جعلت من غرفة المعيشة كصالةِ سينما بسببِ صوتِ التلفازِ العالِ لِمحاولةٍ منها لِقهر زوجةِ والدها تلكَ التي لم تكن يوماً على اتفاقٍ معها ، و بعدها رأت زوجةَ والدها جالسةً في الأريكةِ التي كانت سابقاً ( نازك ) قد اعتادت الجلوسَ عليها و تعجبت أيضاً لوجودِ ( رؤى ) تلك التي كانت تمسك هاتفها ، لِتتجاهلَ كل هذا و تتجهَ للدرج فهي فعلاً لا تريدُ أن تسمع أحداً و لا تحدّث أحداً ، و لكنها وقفت حينَ سمعت زوجةَ والدها تقول لِـ ( نور ) :
" اخفضي الصوت " .
و لكن ( نور ) بدلاً من ذلك كانت تقوم بِجعلهِ أعلى ، لِتعودَ ( مريم ) من حيث أتت و تسحبَ جهازَ التحكم بقوةٍ من يدِ ( نور ) و تقومُ بِخفضِ الصوت كاملاً و ترمي جهازَ التحكم بعدها لِتصرخ َ على الجميع بذاتِ الطريقة التي قد اعتادت عليها :
" ألن تتوقفوا عن الشجار كالأطفالِ هكذا ! ، انكم تثيرون اشمئزازي ! " .
حينها نظرت إليها ( رؤى ، نور ) و كذلكَ زوجة الوالد باستغرابِ ، و كذلكَ ابنة زوجة والدهم التي أتت بعدها ، لِتقول :
" هوي ما الذي حل بكِ ؟ " .
التفتت ( مريم ) ناحيتها : " فلتصمتي ما دمتُ لطيفةً معكِ ، لا أريد افتعالَ المشاكل ! " .
قالت تلكَ الأخرى المدعوة ( ماري ) من جديد : " إذا كنتِ غاضبة ، لا تصبي غضبكِ علي كالأطفال ! " .
أخذت ( مريم ) شهيقاً و زفيراً و اتجهت إليها و هي تقول : " ألا تخجلين من التحدث بهذهِ الثقة في وسطِ منزلي أيتها الدخيلة أنتِ و والدتك ِ هذه ! ، فلتذهبي لمنزلكِ انت و هي و لتريحينا منكِ ! " .
قالت ( ماري ) بِكبر : " و لماذا لا تكون أنتِ من تفعل هذا ؟ و تخرج من هنا ؟ إنه منزل والدتي أيضاً " .
( مريم ) : " منزل والدتك ؟ إنه منزلي و منزل والدتي قبل أن يكون منزلكِ انتي و والدتك ! " .
ردّت عليها ( ماري ) بِوقاحة : " أوه والدتكِ ؟ تلكَ المنفية " .
هُنا لم تستطع ( مريم ) تحمل الأمر لِتبدأ بشجارٍ لا نهايةَ له حين ضربت ( ماري ) لِيفتح الجميع عيونهم ، فنادراً ما تستخدم ( مريم ) يدها إلّا أن قوتها لا تقل عن ( نازك ) فقد حضرت كلاهما صفوف الكاراتية سوياً ! .
قالت ( ماري ) تلكَ التي كانت تمسك خدها المصفوع : " هل تجرؤين على هذا ؟ " .
حينها عادت ( مريم ) للوراء بضعَ خطوات و تقدمت بعدها و ركلت ( ماري ) على وجهها ، كانت ركلتها كتلكَ الركلة التي كانت ( نازك ) محترفةً فيها : " و أجرؤ على ما هو أكثر أيضاً " .
قالت زوجةُ والدتها : " لقد زادَ الأمر عن حدّه " .
ردّت عليها ( مريم ) : " انتِ و ابنتكِ من جعل الأمور تصلُ لهذا الحد ، لذا من الأفضل أن تطلبي الطلاق و لا ترينا وجهك ِ هذا ! " .
حينها قررت زوجةُ والدهم الخروجَ فعلاً من حياتهم و للأبد إذ أن زوجها الحالي قد خدعها و لم تربح منه أي أموال كما قال لها سابقاً بل كان هو الرابح من وراءها ، لِذا ذهبت بتجاهِ ابنتها و ساعدتها على الوقوفِ و خرجتا سوياً ! .
حينها تنفّست ( مريم ) بعمق و هي تقومُ بإرجاعِ خصلاتِ شعرها الأمامية للوراء ، لِتقول ( نور ) :
" لقد أصبحتِ ثوراً هائجاً ، كأختكِ .. نازك ! " .
حينها رمقتها ( مريم ) بنظرات لا تسر و اقتربت منها ، لِتضع رجلها على الطاولةِ القريبة من ( نور ) و تركلها بقدمها كالمجانين : " لا تتفوهي بالهراء ، إذ أن مزاجي الآن معكر لأقصى الحدود " .
سألتها ( نور ) التي كانت خائفةً فعلاً من حركةِ أختها و لكنها تحلّت ببعضِ الشجاعة المتصنعة : " أيهما الهراء ؟ كونكِ تشبهين أختك أم أنك ِ ثور هائج ؟ " .
حينها غضبت ( مريم ) ، لِتمسكَ ( نور ) من مُقدمةِ سترتها و تقول بنبرةٍ عالية : " ألا تستطيعين أن ترحميها ليومٍ واحد على الأقل .. إنها تعاني بما فيهِ الكفاية " .
أنهت كلامها هذا و أبعدت يدها عن سترةِ ( نور ) حين سمعت صوتَ والدها الذي قال مستهزءاً :
" ما شاء الله ، من متى تدافعي عنها ؟ " .
قالت ( نازك ) بنبرةٍ مقهورة : " أنت أيضاً ، ألا تستطيعُ أن ترحمها ليومٍ واحد فقط ! " .
تعجّب الوالد و استنكر لهجةَ ( مريم ) و طريقتها في الكلام ، و لكن ( رؤى ) قطعت هذا الحديث حين قالت و هي تنظرُ لشاشةِ التلفاز :
" نازك !! " .
لِيلتفت الثلاثةُ عدا ( مريم ) ناحيةَ التلفاز و تقوم ( رؤى ) بِزيادةِ الصوت ، لِيسمعوا ما جعلهم مصدومين لِوهلة ، إذ أن خبرَ كونِ ( نازك ) مريضةً بِسرطانٍ قد انتشرَ فعلاً ، و بشكلٍ مؤكد ! .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الغربي من العالم ، في أمريكا كانت ( مارو ) تبكي بِشدة ، لِدرجةِ رُبما أن الجيران قد سمعوا بكاءها ، لِيتعجّب ( تاتسو ، ايتشيرو ) اللذين قد عادا من الخارجِ للتوّ ، ليسألاها بِقلق .
( تاتسو ) : " مارو ، ما الذي حدث ؟ ، ما بك ؟ " .
( ايتشيرو ) : " هوي انتِ فلتقولي شيئاً ! " .
و لكن إجابةَ ( مارو ) الوحيدة كانت البكاء و البكاءَ أكثر و أكثر كالمجانين ! ، و بعد دقائق فقط ، مدّت هاتفها لأولئكَ الاثنين اللذين كانت ردةُ فعلهما هي الصدمة أولاً و الحزن ثانياً ! .
( ايتشيرو ) : " لا شك أنها إشاعة ! " .
( تاتسو ) : " أنا أيضاً أظنُ ذلك ! " .
( مارو ) و هي لا تزال تبكي : " إن الأمر مؤكد ! " .
حينها لم يكن ( تاتسو ) يصدق أنه سيفقد ( ناتسوكوتشي ) مثلما يقول تلكَ التي كانت دائماً تضربه ُ ، في حين ِ أن ( ايتشيرو ) كان يحاولُ تصديقَ أمرِ أنه سيفقد ( نات تشان ) صديقةَ طفولته التي عاشا معاً سوياً لما يُقارب العشرين عاماً ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت في ايرلندا كالعادة كانت أخت ( نارومي ) هي أول من تعلم بآخرِ الأخبار لِتذهب لِأختها و تمدّ لها الهاتف دون أيّة كلمة ، لِتقول ( نارومي ) تلكَ التي صُدمت بعد أن قرأت :
" إنها إشاعة ، لا تلقي بالاً لهذا الأمر " .
ردّت عليها أختها بجدّية : " إن الخبر مؤكد ! " .
حينها كانت ردةُ فعلِ ( نارومي ) كردةِ فعلِ ( مارو ) تماماً ! .

¶ ¶ ¶

في اليومِ الذي يليه :
بعد أن انتصف َ اليوم و غربتِ الشمس متنازلةً عن مكانها للقمر الذي أحاطت بهِ النجوم ، أجبرت والدةُ ( نازك ) ابنتها على الذهابِ برفقتها لِمنزلِ والدها إذ أنها ستجبرها على قضاءِ آخر أيامها هناك ! لِذا انصاعت ( نازك ) لِأمرِ والدتها لتذهب وراءها دون كلمةٍ واحدة ، و هناك ما إن وصلا حتى دخلتِ الاثنتانِ و كانت ( نازك ) تنظرُ للأرضِ إذ أنها لا تريدُ رؤيةَ أحدٍ منهم ! ، و في الحقيقة لم يكن هناك سوى أخواتها ، و ما إن رأت ( نور ) والدتها حتى قفزت في حضنها سريعاً و كذلك ( مريم ، رؤى ) .
سألت والدتها بِبرود متجاهلةً بناتها : " وين أبوكم ؟ " .
قالت ( نازك ) باستهزاء بعد أن رفعت رأسها : " يعبد الفلوس " .
سألت ( نور ) والدتها بحماس : " أوكّا سان أين كنتِ ؟ " .
رد الوالدة كان مختلفاً عمّا توقعتهُ ( نور ) إذ أنها قالت : " ما لش شغل ! " .
أردفت بعدها : " طول عمري ما أنسى إلي سويتوه بنازك انتوا و أبوكم ! " .
جاءت ( رؤى ) لِتتحدث و لكن والدتهم قالت : " لا تنطقي حتى بحرف ، و لا تقولوا ما دخلكم ! " .
قالت ( نازك ) و هي تنظرُ لِأخواتها الثلاث : " لا تطالعوني بالنظرات هذي ! " .
بعدها أردفت و هي تقول لِوالدتها : " أنا مستحيل أعيش هنا ! " .
لِترجعَ بعدها بضع خطوات للوراء ، و ما إن التفت حتى اصطدمت بوالدها ذلكَ الذي قد عاد للتوّ من إنهاءِ إجراءات الطلاق الذي حصل أسرع من ما كان يتوقع و هذا يعني أنهُ قد خسر ثروةً كبيرة كان يستفيدها من زوجته هذه ! .
نظرت إليهِ ( نازك ) و قالت سريعاً : " لا تشعر بالندم لكوني أحتضر .. لا تقلق فأنا لا أحمل تجاهك أيَّة ضغينة ".
لِتردف بعدها بنبرةٍ جادّة و هي تنظر لأخواتها : " لدي طلبٌ واحد فقط .. لا تُظهروا لي وجوهكم بعد الآن ! ، لأنني أحقد ُ عليكم بما فيهِ الكفاية ! ، و لا تبدوا أي ندم لمجرد فكرة أنني سأموت قريباً ! ".
قالت هذا الكلام و خرجت سريعاً لِتلحقها والدتها التي قالت لها في الخارج :
" جنيّتي انتِ شكلش صح ؟ ، المفروض يصلحوا أخطاءهم فالوقت هذا ! " .
ردّت عليها ( نازك ) : " أوكّا سان إنني فعلاً لا أستطيعُ تحمل نظرات الشفقة تلك التي تزين عيونهم لذا رجاءً لا تطلبي منهم أن يأتوا ! ، أنا فعلاً لا أحمل تجاهِ أي أحد منهم أي ضغائن أو حقد حتى و لكنني لا أريد رؤيتهم فعلاً ! ".
قالت لها والدتها : " تراش متناقضة ! " .
ابتسمت ( نازك ) : " أعلم هذا ! " .
و بعد أن أنهت هذهِ الجملة رأت أمامها من كانت تتوقع قدومهم و لكنها لزمتِ الصمت ، لِتقول ( مارو ) بصوتٍ مخنوق ٍ من البكاء : " و هل تمثلينَ الآن إنكِ لا تعرفيننا ؟ " .
قالت والدة ( نازك ) لابنتها : " أنا بروح قبلش ، لا تتأخري ! " .
حرّكت ( نازك ) رأسها بالإيجاب .
لِتأتي ( مارو ) و تمسكَ يد ( نازك ) و تسحبها وراءها ، في حينِ أن ( نازك ) لم تقاوم ذلك لِتأخذها ( مارو ) لِقبوِ منزلها الذي كانوا يجتمعونَ فيهِ سابقاً ، لِترى ( نازك ) ما توقعتهُ ( ايتشيرو ، تاتسو ) ، و حينها أفلتت ( مارو ) يد ( نازك ) لِيقول لها ( ايتشيرو ) :
" هل أنتِ سعيدة لإخفاءِ هذا الأمر عنّا ؟ " .
قالت ( نازك ) : " و ما الذي تريدُ مني فعله ! " .
( تاتسو ) : " كان عليكِ إخبارنا في ذاتِ الوقت ! " .
( نازك ) : " لقد جرت الأمور هكذا ! " .
أردفت بعدها : " لا تحزنوا كثيراً ، في الحقيقة لم أكن أريد أن أجعلكم تشعرون بالألمِ منذ البداية ! " .
ضربتها ( مارو ) على رأسها كما كانت تفعلُ هي بِـ ( تاتسو ) : " إذا لم نحزن عليك ِ ، فعلى من نحزن ؟ ".
أمسكت ( نازك ) رأسها و هي تقول : " أوكّا سان ، هل انتِ مستعجلةٌ على موتي كي تضربيني هكذا ! " .
ما إن نطقت ( نازك ) بهذا حتى أصبحت ( مارو ) تتخيل حياتها بدون ( نات تشان ) لِتبدأ بالبكاءِ دون توقف ، ابتسمت لها ( نازك ) بذبول :
" أوكّا سان ، أرجوكِ لا تبكي هكذا ! ، الآن كل ما أريدهُ منكِ هو أن تعتني بنفسك و بهذين الأحمقين ! " .
حينها غادرت ( مارو ) المكانَ دون أن تتفوه بأيّة كلمة رُغم أنه منزلها ، لِيقول ( تاتسو ) :
" هوي انتِ أيتها العملاقة لماذا لم تحاولي علاج هذا الأمر ؟ كيف لكِ أن تموتِ ! ".
( نازك ) : " لا علاج له ! ، و أنتَ أيضاً لا تحزن و تبكي عليّ كالحمقى فقط أريدُ منكَ أن تتمسك بِنارومي إن عادت و إن لم تعُد فلتعدها أنت ، أريد أن أموت بسلامٍ على الأقل ! " .
غضب ( تاتسو ) : " ألا تعرفين كلمةً سوى الموت ؟ هل أثر المرض على عقلكِ و أفقدكِ إياه ؟ ، إنكِ تبدين مثيرةً للشفقة " .
كانت ( نازك ) تعلم أن كلام ( تاتسو ) هذا ليس إلّا تعبيراً عن حُزنه ، لِذا ( تاتسو ) أيضاً الذي لم يستطع تحمّل الأمر قد خرج ، لِيبقى ( ايتشيرو ) فقط الذي قال :
" حينَ قلتُ لكِ أن تكوني بخير وعدتني بأن تكوني بخير ، و لكن كيفَ لكِ أن تكوني هكذا ! ، لقد قطعتِ عليّ وعداً بأنني حين آتي مرةً أخرى سأراكِ قوية و قد تحسّنت أموركِ ! " .
( نازك ) : " أي تشان أرجوك لا تزد الأمر سوءاً بكلامكَ هذا أنت صديقي المقرب ، أظن أنه يجب عليكَ أن تخفف من حدةِ الأمر عليّ لا أن تزيده ! " .
( ايتشيرو ) : " و هل تظنين أنه يمكن للانسانِ أن يعيش بدون صديقه المقرب ؟ إن كنتِ تظنين ذلك فأنتِ بائسة ! " .
قالت ( نازك ) : " أنت أيضاً لا أريد منك سوى بعضِ الأشياء أولاً أن تهتم بالجميع ، ثانياً إن كنتَ تحب مارو كما أشك أنا الآن فلتعترف و لتحميها أيضاً ، و لا أريدَ منك شيئاً آخر ! " .
أردفت بعدها سريعاً : " و لا تضربني على رأسي " .
قال ( ايتشيرو ) بِنبرةٍ هادئة : " في كُل ربيع سأنظرُ لِأوراق شجرةِ الكرزِ على أنها أنتِ و سأنتظر مجيئكِ كل عام و كذلكَ في الشتاء سأعتبركِ ثلجاً و أنتظركِ كل عامٍ أيضاً ! " .
ضحكت ( نازك ) على سخافةِ تخيلاتِ ( ايتشيرو ) و لكنَ في واقعِ الأمر كانت ستبكي من ما قالهُ ، إذ أن ما تفوّه به ِ أسعدها بطريقةٍ ما .
مدّ لها ( ايتشيرو ) كتاباً : " فلتقرأيه ، أريد رأيكِ فيه ! ".
أردف بعدها : " لقد قمت بالإيفاءِ بوعدي في حين أنكِ لم تفعلي ذلك ! " .
ابتسمت ( نازك ) مجدداً و هي تتجاهل آخر كلماته : " سأقرأهُ فعلاً " .
أردفت بعدها : " على العموم لقد غيّرت مكانَ سكني ، سأرسلهُ لكَ لاحقاُ إذ أنهُ الآن عليّ الذهاب ! " .
ذهبت ( نازك ) سريعاً ، فهي رغم ابتسامتها التي رسمتها أمامهم إلّا أنها فعلاً لم تعد تستطيعُ تحمل الأمر فهي أيضاً حزينة لأنها مريضة و مُتألمة و هي لا تزالُ في الثالثةِ و العشرين من العمر أي أنها لم تعِش و تفعل ما تريدهُ بعد ! ، و لكنها مقتنعة كما تقولُ أمها بأنها مسألة قدر .


¶ ¶ ¶

يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.