فكانت دموعي تبكي على دمعتي الاولى

اخدت تصرخ بكل احبالها اخرجيني, تعبت من هذا العناء, تعبت من هذا السواد, لما تكبليني بشراين البرود ,وتصفعينني بكفوف الصمت ,اطلقيني اطلقي العنان لبؤسي ,دعيني ارتوي من القهر, انزليني ,
هكذا دائما تنصتين لي بجمود ,وانتي جالسة بلا حراك ,وتتركيني اسيرة هده العيون وترحلين, فقلت لها :واستأذن الصبر مني وقال :عذرا لم اعد احتمل لما جعلته يرحل من صراخك, فقالت :وهي تبتسم بجمود, حتى هو قد تعب من استخدامك له,
فتقدمة ناحيتها ,وقلت بغضب: لن تنزلي ابدا وستضلين مكبلة هكذا حتى اموت,
فضحكت مني وقالت: لا تقلقي ساهرب منك, قبل ان تموتي, وحتى صديقك الغضب الذي تشدين به ازرك ,سيمل,
ففتحت جفوني وتركتها, وقلت: لن اجعلكي تخرجين لتدليني,
لن تنسكبي ابدا وساظل اكابر, ولن اتنازل لك وسادعس, على قلبي وامزقه بيدي ,ولن اسمح له بأن يتالم من حبه ,الذي ضن بانه سيقتلني به, ومرى الخريف والربيع ,وهي لا تزال تصرخ,
ولم اعد ادخل لها من يومها, لا اعرف مالذي حدث تكبلت ساقاي, وجمدت اهدابي عن الحراك, وسمعتها تقول بهمس انضري, كيف يعانقها وانصتي كيف يغازلها,
تم بدأت تضحك بهستيرية ,ولم اجد نفسي غير اني اركض ,وانا اغلق اذناي وقالت: لقد حان وقت رحيلي, فوضبت اغراضها, وخرجت, مزقتني ,مزقت وجنتي نزلت فيهما كنزول سكين غمس في حمم بركانية, واخذت ترسم هنا وهناك بخطوات مبعثرة, بعثرة كياني معها, وانا الاحقها بصراخي, واقول لما خرجتي ,فلم تلتفت لي واستمرت بحرقي بنزولها, وهي تمزق باضافرها حبال دم وجنتي ,وتمزق اوتارها كانها تقطع خيوط بيت العنكبوت, ونزلت دموع قلبي حتى فاضت من عيني, بكت دموعي لخروجها, وقال لي ياليتني لم اخلق,
ياليتني لم اكن ساذجا ,وتركتها تقلمك هكذا ,ياليتني لم اخضع لحبه ,فلولاه ما نزلت دمعتك الاولى, فقلت له بعد جفافي الابار, لا تلم نفسك فهو دخيل, لا يطرق الباب حتى ,يقتحم بلا استاذان ,ويبدأ في بعثرة الاحساس, بين فرح وحزن وغضب وهناء ,لا تلمها تعبت من تعذيبها وقد حان وقت رحيلها

رائعة
قصة قصيرة تصف الصراع النفسي الذي يعانيه الكثيرون
وفي النهاية انتصرت الدمعة وتحررت ..
لا بأس .. فللدموع فوائد صحية ونفسية جمة

للمرة الأولى أقرأ لهذا القلم المبدع، لكن من الواضح أنه قلم متمرّس في الكتابة
تحياتي ،،