آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          543-الأخت البديلة -سوزان نابيير- قلوب دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )           »          552 - الهاجس - ديانا هاميلتون - ق.ع.د.ن ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : Breathless - )           »          211 - الثمن - جيسكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          96 - القرار يعود لك - ايما دارسى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-17, 02:07 PM   #21

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي لا تلوميني ( الفصل الثالث )


الفصل الثالث
تبادلت الأدوار ...
دخل بامير الى منزل صديقه وتوجه من فوره الى حجرة الضيوف الخاصة ليدق الباب الشبه مغلق قبل ان يكمل فتحه وتقع عينه عليها في جلستها الثابتة امام النافذة .. لاسبوع كامل وهي على هذه الحالة من الشرود .. وكأن روح دفنة التي يعرفها باشتعالها غادرتها لتبقى امامه هذه الجثة المتحركة .. منذ ذلك اليوم اللذي تم استدعاءه به الى المشفى بعد ان فقدت وعيها حيث راها على السرير مستلقية لينافس شحوبها لون ملاءات السرير البيضاء وقد شبكت يدها بمحلول تغذية ليعوضها سوء التغذية وقلة النوم مع التوتر اللذي تعاني منه وهذا كان تشخيص الطبيب لسبب غيابها عن الوعي وهناك راه للمحة فقط قبل ان يغادر المكان .. عمر ابليكجي .. او امر ابلاكجي تلك اللحظة التي تقابلت اعينهما بها لوهلة امتلأت بالتحدي .. مع رسالة اخرى استشعرها في نظراته .. وكانه يمنحه اياها ليعتني بها بشكل مؤقت ريثما يعود ليتولى هو هذه المهمة .. هناك علم بما حدث وما حيك وتم توجيه الاتهام على اساسه لها.. تمنى وقتها لو تعود عيناه لتقعا عليه كي يخرج المه بضربات متتالية يؤذيه فيها كما اذاها ..لا زال يذكر كلمتها عندما استفاقت وارتمت باحضانه راجية ان يخفيها عن الجميع .. وقد كان لها ما ارادت .. حملها الى منزل صديقه الصيفي على ضواحي اسطنبول بعيدا عن الاعين او الصحافة لترتاح اعصابها .. تنهد بحنق متألم ثم نفض رأسه واقترب منها مبتسما بهدوء ( حسنا دفنة .. بما انك فاشلة على ما يبدو باعداد الطعام فلقد احضرت العشاء من مطعم واثق انك ستحبينه ) ورفع امام اعينها الحقائب البلاستيكية التي يحملها والتي امتلأت بالاطباق المغلفة .. اشاحت بوجهها عن النافذة ونظرت اليه ساهمة قبل ان تحرك راسها رافضة (لست جائعة .. تناول انت الطعام .. واعتذر لك لاني لم اطهو شيء بل اجلس هكذا كعالة عليك و .. ) قطع كلامها قائلا بحدة معاتبة ( ارجوكي لا تقولي هذا ) ووضع الطعام على الطاولة قبل ان يقترب منها لينحني امامها على ركبتيه محتضنا كفيها بحنان قوي ( غاليتي .. اياك ان تقولي انك عبئ علي فلو ترك الأمر لي لحملتك بسعادة بداخل صدري العمر كله لاحميك من كل ما او من قد يؤذيك من البشر .. كل ما في الامر انني اشتقت لدفنة المقاتلة .. دفنة التي لم ولن تستسلم لأحد وستظل مرفوعة الرأس مدافعة عن شرفها ضد تلك اللعبة الحقيرة التي نسجت حولك .. انت تعلمين ان لا احد يصدق تلك الحماقة التي قيلت وان قرار ايقافك عن العمل هو اجراء قانوني الى ان تقام محاكمتك بعد شهرين والتي من التاكيد ستثبت بها برائتك ولكن .. الى ذلك الوقت هل ستجلسين هكذا ) رأى انفراجة شفتيها بهيئة ابتسامة ميتة ثم سمع صوتها الفاقد للحياة بخفوت مجيبة ( تلك الدفنة تعرضت لصدمة عمرها مما شلها وقتل روحها.. كل ما امنت به وعملت لأجله تحطم بعنف تاركا اياها بالخواء.. منذ وفاة والدها ودفنة تقاتل وحدها لتؤدي ما عليها والان .. لقد تعبت .. انهارت .. انها تحتاج ان تعيد حساباتها .. كل ما كانت تنتظره تغير .. انها لا تعلم اين اخطأت ولا كيف سقطت بهذه الهوة العميقة .. بامير .. اشعر بنار تحرق صحراء روحي الجرداء .. تبحث عمن تسلط عليه لهبها فلا تجد سوى كيانها .. كيف كنت حمقاء .. كيف وثقت .. كيف تصرفت برعونة تاركة كل مهارتي .. لقد دمرت مهمتي .. تعب عام كامل لفريقي ذهب هباء الريح وانا ... انا .. ) لم تتمكن دفنة من اتمام جملتها فاخفضت راسها لتخفي عينيها متمتمة (انا السبب .. انا السبب ) .. رفع بامير راسها بشكل فوري محتضنا اياه بكفيه وابهاميه يتحسسان وجنتيها المبلولتين ويزيلان دموعهما برقة ( كلا دفنة .. لا تقولي هذا .. ربما ان الاوان لتعرفي ما يحدث .. فريقك لم ييأس وقد فك شيفرة محرك الاقراص واخيرا .. لدينا الان معلومات ليست كافية ولكنها بداية ستمكننا من تتبع طريقنا في هذه الشركة .. كما ان ما حدث لك اثبت تورط حتى الرؤوس الكبيرة في الشركة وهذا سيجعلنا اكثر حذرا .. فريقك ينتظرك ولن يعترف بغيرك رئيسة له .. لقد قامو بمجهود جبار حتى الان وبقي ان تضيفي ملاحظاتك .. انسي ما حدث واتركيه للزمن واعتبري انك باجازة من الدوام لتفرغي عقلك بشكل كامل لهذه القضية .. هناك الكثير اللذي يجب ان تراجعيه .. طريقة اثباتهم التهمة عليك فائقة الذكاء ويجب ان تراجعي هؤلاء الشهود وما تم تقديمه من ادلة ضدك لتعلمي من اين مثلت خطورة عليهم .. هل انت مستعدة .. دفنة يكفيك تخاذلا .. تلك النيران التي تشب بروحك وجهيها للعمل .. لم اعتد عليك ضعيفة ) كلماته اثارت براكين متناقضة في داخلها .. معه حق .. لقد ان الاوان للمواجهة وانتهى الهرب .. يجب ان تدافع عن نفسها فليس لديها احد .. يجب ان تقف مع من لم يخذلها لتقدم لهم امتنانها بمساعدتهم بالقبض على الجاني الحقيقي .. لقد ملت البكاء وانهت لحظات التذكر والان وقت التحرك .. وقفت ببطء محركة راسها بالموافقة قائلة بخفوت حازم ( انا جاهزة .. ولكن الامور ليست سهلة ) ابتسم بامير بتشجيع مربتا على كتفها قائلا بمشاكسة (ومنذ متى كان اي شيء يتعلق بك يمتاز بالسهولة يا حمرائي .. انك تحدي بحد ذاتك يثير في نفس اي رجل مجاهل قوته وجبروت رغبته لحمايتك ليتفاجئ بقوة تصهره بجنونها ) لثانية ارادت ان تعترض على لقب حمرائي فهو يخص عمر .. الا انها تراجعت خافضة رأسها لتكسر هذه العادات التي حافظت عليها لأجله .. هي لم تعد حمراءه ولا دفنته ولا صغيرته .. هي .. عدوته .. يجب ان تؤمن بهذا لتتمكن من رد كرامتها .. يجب ان تنهي وجوده بداخلها لتنتقم من خيانته .. بتلقائية احتضنت يدها سلسالها ذو الحلقتين قبل ان تبدأ بخلعه عن جيدها لينساب ساكن في كفها .. كانت له بهذا .. هذان الحلقتين هما دليل ملكيتهما لبعضهما .. بلا ارادة غرقت في ذكراهما للمرة الاخيرة ويدها تقبض عليهما .. كان حفل تخرجها من المدرسة .. انتظرته يومها بلهفة لتعلن له انها اصبحت كبيرة بما يكفي لتستوعب مشاعرها وهي .. تحبه .. لقد اخرت اعترافها كي لا يقول لها انها صغيرة كما اعتاد .. كانت تلبس روب تخرجها منتظرة عند باب مدرستها عندما رأت والدها يقبل بخطواته السريعة نحوها وحده .. احتضنته شاكرة اياه لانه فرغ نفسه لأجلها ثم سألته بوجل عن عمر.. رفع وقتها ابوها كتفيه بلامبالاة قائلا انه تطوع للخروج مع زميلته سيرين لمراقبة احد المجرمين.. انتفض قلبها يومها بالم عنيف شاعرة بسكين ينغرس لمقبضه في قلبها .. لم تشعر بهذا الالم حتى مع اعتذار امها عن الحضور .. لقد وعدها ان يأتي لحفلتها وان يراها بثوبها .. البارحة عندما كلمته على الهاتف اخبرته انها تخفي له مفاجأة ستهديه اياها .. يبدو انه رفض الهدية قبل ان تقدمها حتى .. وعندما اتصلت عليه لم يرد عليها .. لذا ما كان من المفترض ان يكون اسعد ايام حياتها تحول بسببه لاتعسها .. لم تعلم كيف تماسكت بصلابة واكملت حفلتها .. تم منحها شهادة تفوقها لتخرجها بمعدل امتياز .. التف حولها زملاءها المهنئون حتى وهي بطبيعتها لا تحب الاختلاط الكثير الا ان حزنها تحول لجنون ارادت ان تنتقم فيه مما حدث لها .. تركها والدها لتتم احتفالها مع رفقائها وغادر الى عمله مع اخذه وعدها الا تسكر او تطيل البقاء في الخارج لانه سينتظرها ليتناولو العشاء سويا .. تمردها حكمها فتمادت في الاحتفال وسكرت للمرة الاولى .. رأت زميل لها كان معجبا بها الا انها لم تلتفت له يتولى الرقص معها ويحاول استحكار صحبتها .. لم تعترض فلقد ارادت ان تشعر بنفسها محبوبة ومرغوبة لتخفي طعم العلقم في فمها من رفض عمر الدائم لها .. انتصف الليل وازدادت الحفلة مجونا الا انها ابتدأت تشعر بالغثيان والارهاق والدوار لعدم اعتيادها على الكحول .. طلبت من زميلها ان يأخذها الى الحمام لتنعش نفسها ولكنها لم تعلم انه فهمها بشكل خاطئ .. ما ان ارادت ان توصد الباب حتى اقتحم عليها المكان وابتدأ بتقبيلها بخشونة وتلمسها بطريقة مخزية .. ارادت ابعاده باشمئزاز عنها ولكنها كانت مخدرة ومتعبة وكلما ارادت الصراخ شعرت باحشائها تنقلب بغثيان مريع .. كانت تهمس بضعف ان يتركها وتأن بالم من اجتياحه الحقير لجسدها المستسلم والمتألم بصعوبة .. انينها زاده وحشية ليمزق قميصها ويبدأ باقتحامه المميت .. رأت نهاية ما يحدث بخزي المها فانهالت دموعها بعنف ويديها تحاولان ابعاده بضعف .. همست بلا حول لها ( عمر .. انجدني ) كانت قد بدأت بالشعور بيديه القذرتين تحاولان تجريدها من بنطالها فصرخت باخر ما تملك من قوة باسمه .. للحظات اسودت الدنيا امامها قبل ان تشعر بيد تنتزع زميلها عنها بقوة وتسمع صوت لكمة قوية .. لثانية التقطت انفاسها بصعوبة وفتحت عيناها لترى ما حدث فهالها مظهر عمر العاصف وهو يلكم زميلها مفجرا الدماء بوجهه .. نظرت الى نفسها فصعقت من مظهرها المخزي لتثور كل دواخلها بقسوة متخيلة ما راه عمر من استسلامها فاتجهت مترنحة الى حوض التغسيل لتلقي كل ما في جوفها منهارة بالم على الارض .. قبل ان تصتدم تلقفتها يدان قويتان ضمتاها فحاولت مقاومتهما بضعف ولكنها سمعت همسته الحارقة ( اهدئي انه انا ) ثم شعرت بالماء البارد يغمر وجهها ويغسل فمها ويديها ورقبتها تاركا اياها منتفضة بعنف .. ارادت ان تهرب منه ومما راها فيه ولكن يديه قيدتاها لتحملها بقوة وتمتمة قاسية اخترقت اذنها ( لا تقاومي دفنة .. على الاقل حتى نخرج من هذا الوكر اللذي تورطت به وبعدها لنا حديث اخر .. فلا تستفزيني ) استكانت امام حزم صوته وخبأت وجهها في طيات صدره العريض .. لم تشعر بشيء الا وقد وضعت بداخل سيارة اجرة وهي لا تزال باحضانه الدافئة المريحة .. سمعته يملي على السائق عنوان فاعترضت بخفوت ( هذا ليس بيتي ) كانت همستها قد غادرت شفاهها بصعوبة ليسمعها عمر بالكاد بعد ان اخفض راسه باتجاهها .. اجابها بهمسة حازمة لتوقف جدلها ( هذا منزلي .. فوالدك اضطر للذهاب الى العمل وانا لن اتركك وانت بهذه الحالة ) ارادت ان تعترض وتتماسك بكرامتها التي اهدرها بتجاهله الا ان شعورها بانها سترى بيته جعلها ترفرف بسعادة لم تتمكن من اظهارها لشدة تعبها ودوارها .. مرت لحظات لم تعلم مدتها الا انها استسلمت فيها للقليل من النوم .. استيقظت عليه وهو يجلسها على حافة حوض الاستحمام ويفتح امامها المياه الباردة امرا اياها ( اغسلي نفسك لتستيقظي وعندما تنتهين ستجدين روبي خلف الباب ارتديه واخرجي ساكون قد حضرت لك بعض الملابس الجافة مع كوب قهوة عله يخفف الالام راسك ) لم يسمح لها بالاعتراض مهددا اياها بتحميمها بنفسه ان تأخرت ولما اظهرت تمردا اوقفها بغضب اسفل شلال من المياه المثلجة ثم تركها شاهقة بعنف ومنتفضة بسرعة ووقف محذرا اياها ان تكمل ما بدأه كي لا يفعل هو و غادر امام عينيها الخائفة .
انهت حمامها وخرجت لتجد احدى مناماته .. اكتفت بالقميص العلوي اللذي غرقت به لكبره واستغنت عن البنطال الواسع عليها .. نظرت حولها بدهشة وقد ابتدأ عقلها يستيقظ لترى حجرة نومه للمرة الاولى .. كانت بسيطة بلون الخشب اكتفى بها بسرير ضيق يبدو انه بالكاد يسع طوله ومكتب صغير وضعت عليه بعض الاوراق وطاولة عتيقة بمراة رأت على سطحها فرشاة شعره وماكينة حلاقته وكتاب برز من طرفيه ساق زهرة وبتلاتها المجففة .. اقتربت اكثر لتتعرف على الكتاب اللذي اهدته اياه في عيد ميلاده مع تلك الزهرة فمست غلافه بعشق متنهدة .. كيف ستقابله الان بعد كل ما صدر عنها .. ولم يملها القدر .. طرقات قصيرة قاطعت تفقدها الحجرة ليدخل على اثرها عمر ممسكا بكوبين من القهوة يخرج البخار منهما مصاحبا لرائحتهما الشهية .. اخفضت رأسها رافضة النظر اليه ولكنها سمعت صوته الامر ( اجلسي دفنة على السرير وكفي عن الظهور بمظهر الضحية فما فعلته يستوجب العقاب ) جلست بتذمر متمتمة بحنق اخفت به حرجها ( لم افعل شيء .. كنت احتفل مثل صديقاتي .. الست انت دوما من تخبرني انه يجب علي الاختلاط ببنات عصري .. وهاقد فعلت .. فلم الغضب ) مد امامها فنجان القهوة لتأخذه والصمت ينتشر بينهما مثيرا اعصابها .. لم تحتمل ورفعت عينيها اليه منتظرة ثورته لينتهى الترقب الا ان ارتفاع عيناه المتسلي بغضب استفزاها وسلبا لبها بتناقض عجيب .. عقدت حاجبيها بتوتر قائلة بتبرير كانت قد اقسمت في السابق ان لا تقوم به ( لم اكن اعلم نيته .. كما اني اردت لمرة ان اجرب الخمر واشعر باني فتاة كبيرة ) اجابها بتساؤل مركز ( ولماذا دفنة .. لماذا تودين ان تكوني كبيرة .. لما تتهورين هكذا و .. ) قاطعته وقد انفجر كل احباطها بداخلها ( بسببك انت .. اريد ان اكون فتاة لائقة بك وليس مجرد ابنة شريكك او صغيرتك الغالية .. اريد ان اكون امرأة تعترف بها كحبيبة ولكن .. يبدو انني مخطأة .. فانا لا اعنيك بشيء لذا فضلت العمل على اهم يوم لي ) تسارعت انفاسها لتحتوي ثورتها المتعاظمة وألم قلبها .. رأته يبتسم بلطف فثارت ثائرتها وانتفضت واقفة ( حسنا .. لست مادة للسخرية .. اعتبرني انني لم اقل شيء .. انا لا احتاج شفقت...) تفاجأت به يقف ويجذبها بسرعة غامرا اياها بين احضانه بقسوة رجولية وجبهته تلتصق بجبهتها وقد غرقت يده في شلالات شعرها لتجذب رأسها وتثبته قريبا منها ... التحمت عيناها المصعوقة مع حريق عينيه الغازي .. شهقت محاولة التقاط انفاسها المتمازجة مع زفراته النارية وارتخى جسدها بسرعة بين يده التي قربتها أكثر .. سمعته يسالها ( هل هذا ما تريدينه دفنة ..هل هذا ما يقنعك بمكانتك عندي .. ايتها المجنونة .. انتي روحي ..كدت اموت عندما رأيت ذلك الوغد يمد يده على جسدك الثمين .. وانت تبحثين عن عذر لعدم حضوري .. اجل لم احضر لاني هربت منك دفنة .. فلا يجب ان نقوم بهذا .. اباك امنني عليك فكيف اخون هذه الامانة ) سلبت حروفه اخر معاقل تحكمها بذاتها فرفعت يديها لتغمرهما في شعره متنعمة بملمسه بين اصابعها .. قائلة بحروفها المبعثرة التائقة (وهذه الامانة .. تريد ان تكون لك .. انها ملكك حبيبي .. لم تقاوم .. هل تلك التي خرجت معها اكثر جمالا مني ) ومست بتهور ثغره الشهي ولكنها تفاجأت بابتعاد وجهه عنها وبزفرته الطويلة المصاحبة لارتجافه ( لا تفعلي دفنة.. ارجوكي فانا اتحكم بذاتي بصعوبة .. كلما تذكرت ما فعله ذلك الحقير ارغب بطمس كل اثاره عنك لالغي كل الرجال في ذهنك عداي .. ولكنك لازلت صغيرة يادفنة وانا اظلمك معي .. و.. ) قاطعته بقبلة اخرى اكثر رعونة من سابقتها بعد ان تحكمت بوجهه بيديها لتمنع ابتعاده .. للحظة قاومها ثم .. شعرت بصراعه واستسلامه التدريجي لها بعد ان همست بانين من بين قبلتها ( انسني الرجال اللاك حبيبي وسانسيك النساء اللاي .. انا لك .. فاثبت هذا ) وكأن كلماتها كانت مفتاح زلزال من العواطف سلطه على روحها البريئة لينهل بعمق متطلب نهم منها دون مراعاة لحداثة عمرها .. ومع ذلك استجابت له بجموح خائف مرتجف .. منحته اذن تعليمها اسرار الغرام المتقد اللذي اظهر علاماته على شفاهها وجيدها .. أنت بتوجع مع نزول قبلته لمقدمة صدرها فانتشلته من غابة غضب وعواصف عشق كانت تستولي عليه .. منظرها بين يدي ذلك الغر اتعبه وافقده صوابه فاراد ان يثبت بكل انانية انها له هو .. ابتعد بشهقة مرتجفة متمتما بندم (لقد المتك حبيبتي .. لا يجب ان نقوم بهذا ) ابعدها عنه بحزم رغم اعتراضها وهو يعيدها من ذلك العالم الوردي اللذي غاصت به وهي بين ذراعيه .. اعاد اعتراضه هذه المرة بحزم اقوى ( كلا دفنة .. لازال الوقت مبكرا وانتي لازلت صغيرة على هذا .. لا يحق لي التغرير بمراهقة ) راى انعقاد حاجبيها وقدمها تضرب الارض بطفولة بعدما تركها كليا قائلة بتذمر (لست صغيرة واعلم جيدا ما اريده .. حتى ) وابتعدت باتجاه حقيبتها لتخرج علبة مخملية صغيرة فتحتها امام عيناه الذاهلتين ليرى خاتمين فضيين رقيقين نقش على كل واحد منهما اسم الاخر .. رفعت يده المستسلمة والبسته الخاتم برقة ثم مدت يدها امامه بخاتمها ليلبسها اياها .. امسك الخاتم بتردد وصراع ظهر جليا على كلماته ( اتعلمين ما تقومين به .. اتدركين انك تربطين نفسك بالكامل بي دون ان تعطي روحك فرصة التعرف على غيري .. لازلت صغيرة .. ماذا لو ندمت بعد فترة او مللت مني او .. ) وضعت اصبعها على فمه لتسكته قائلة بنعومة رقيقة ( حبيبي .. هل ستحتمل رؤيتي مع غيرك وفي احضان رجل اخر .. هل انت مقتنع مما تطلبه مني ان اجرب حب رجال غيرك .. ان كنت تقبل علي هذا فانا لا اقبل ان ارى اي امرأة تقترب منك .. الا تغار علي .. انا اغااار عليك كثيرا ) أن بصوت مسموع وبألم محترق ويداه تسحقان يديها التي امسكهما (بل اغااار .. وبجنون .. ولن احتمل ان يمسك اي رجل .. كدت للتو ان ارتكب جريمة ) ابتسمت بدلال ومدت يدها بسكون ليلبسها الخاتم برقة قبل يدها بعدها متمتما ( اذن .. بهكذا سيكون رباطنا ابديا مدى العمر .. يا حبيبتي .. ولكن ) وابعدها بحزم محذرا اياها ومقاطعا تذمرها ( مازال الوقت باكرا للممارسة الرومانسيات لذا لن يتغير شيء بيننا بالتعامل .. هل هذا واضح ) ..
وقد كان له ما اراد .. واقتصرت علاقتهم على التشارك الوجداني البعيد عن الالتهاب العاطفي الا ان تركها يوم مقتل والدها .. حركت دفنة راسها بحزن وقشعريرة خيبة والم تجتاحها وعيناها تودعان هذان الخاتمين متمتمة ( كان يجب ان اصدق منذ ذلك الوقت ان كل روابطنا انقطعت والا لم اكن لأتعرض لهذه الصدمة ) .. واعادت بحزم اقوى ( لقد انتهينا .. والان دوري بالرد ) واتجهت بخطواتها الواثقة خارجا الى حيث ينتظرها بامير ليتناولا الطعام وكلها تصميم لسبر خيوط العنكبوت التي التف جسدها بها موقعا اياها بذلك الفخ الحقير .
______
دخل عمر الى الشركة بخطوات سريعة حازمة وما ان استقر على مكتبه حتى صرخ مناديا سكريتيرته بغضب ( ديالا ... ديالا .. اين ما طلبته البارحة ان اجده على مكتبي اليوم ) وقفت امامه ديالا منتفضة بعنف خائف مجيبة بتوتر ( سيدي .. لم يجدو لها اثرا بعد ) رفع حاجبيه قائلا بهدوء مخيف ( اتقصدين انه ولعشرة ايام كاملين لم ينجح احد باقتفاء اثرها او معرفة مكانها .. هل انتم مجموعة من الفشلة فقط ) كان قد اضاف التساؤل الاخير بغضب جنوني بعد ان وقف ضاربا سطح مكتبه بكل قوته مصدرا صوتا ارتعدت له اواصل ديالا وهي تجيب ( سيدي لقد حاولو ايجاد اي مكان مرتبط بها .. بحثو في منزلها وحول محيط عملها ولكن .. لقد اختفت .. ) عقد عمر حاجبيه بتفكير غاضب متسائلا ( هل بحثتم في منازل اصدقائها في العمل ) اجابته بشكل فوري .. ( راقبنا منازلهم الا انها لم تظهر بعد.. وعند اي ظهور بالتأكيد سنوافيك بالخبر ) رفع عمر اصبعه ملوحا بتحذير ( ليكن بمعلومك هذه اخر مهلة سامنحها لكم .. لذا من الافضل ان تكون لدي بيانات واضحة ..والا .. انتم تعلمون غضبي ..) وترك باقي جملته بلا اكمال موحيا بحجم غضبه اللذي ارتعدت له ديالا محركة راسها بالموافقة ومنسحبة بسرعة من امامه تاركة اياه ينظر باثرها وعقله يسافر بعيدا اليها .. تمتم بالم ..( يالهي دفنة .. اين انت .. فقط اين اختفيت هكذا معرضة نفسك للخطر ) منذ تركها في المشفى وهو لا يعلم الى اين ذهبت تحديدا .. في البدء لم يراقبها كي لا يثير الشبهة الا ان اختفاءها وتوصله واخيرا للعلة التي ستمكنه من خلالها ان يحميها جعله يجند قواته علنا للبحث عنها ولكن ... دون فائدة .. وهذا زاد شعوره بالعجز .. زفر انفاسه بغيظ وحاول البدء بعمله ولكنه تفاجئ بارتفاع الاصوات خارج مكتبه بشكل فجائي قبل ان ينفتح الباب على مصراعيه بكل قوة ليدخل شاب تعرفه فورا رغم انه لمحه مرة واحدة اقترب منه بتهور ولم يمنحه حتى الفرصة للوقوف الا وعاجله بلكمة على حين غرة اسالت الدماء من طرف شفته مع صرخته الحانقة النبرات والمبحوحة بعنف مشاعرها ( اين هي .. تكلم بسرعة .. اقسم اني سأقتلك ) وعاجله بلكمة اخرى تلقاها عمر بسهولة في قبضته وهو يقف ببطء ليواجهه متسائلا ( من هي .. ماللذي تفعله ) للحظات قاومه الشاب وصوت سكريتيرته الصارخ بالامن ليدخلو سريعا يزيد الفوضى سوءا .. اعاد عمر سؤاله بحزم اخفى خوف حقيقيا ( من هي .. اجب يا رجل ) واضاف صارخا في الرجال الهابين لمساندته ( لا يتدخل احد .. انسحبو جميعكم ) للحظات وقع التردد في نفوس الرجال وهم يراقبون رئيسهم وقد قيد شخص يقاومه ويبدو انه في وضعية الهجوم ولكن نظرة نارية منه جعلتهم ينسحبو بهدوء متأهبين في انتظار الاوامر الاخرى .. لحظة اخرى مرت قبل ان ينتفض بامير مبتعدا عن عمر وملوحا باصبعه بجنون تهديدي ( انا واثق انه لك يد في خطفها كما انك كنت سبب تعاستها وانهيارها ) ازدرد عمر لعابه شاعرا بحجر يستقر في حلقه يخنقه .. تمتم بحروف بالكاد ظهرت ( اوضح مقصدك .. هل خطفت دفنة .. متى .. من ) .. ابتسم بامير بسخرية مصفقا بيديه ( ارجوك .. لا تجعلني اصدق براءتك و .. ) انقطعت كلماته اثر هجوم عمر عليه ليرفعه بعنف من تلابيب قميصه قائلا بصوت مرعب ( تكلم فورا فلا وقت لدينا لنضيعه .. قد تكون الان متعرضة لما هو اسوء من الخطف ) لثانية ثارت نفس بامير كبركان اراد فيه ان يقاوم عمر ولكن ملامح عمر جعلته يتراجع قائلا ببرود ( دفنة مختفية منذ الأمس بعد ان خرجت من عندي الى شقتها لتجلب بعض الاغراض الضرورية لها .. وهاتفها مغلق ..) لم يكد ينهي كلامه حتى ابعده عمر عن طريقه ممسكا بهاتفه ليجري اتصالانه .. اوقفه للحظة صراخ بامير المتسائل ( الى اين .. اجبني .. هل تعرف شيئا .. ياهذا .. لا تتركني ) وابتدأ يتبعه الا ان عمر اشار بيده بقسوة ليوقفه قائلا بزمجرة حملت غضب الدنيا ( لا تتدخل منذ الان ان اردت حقا ان تبقى بخير .. يكفي انك فرطت فيها وتركتها تخطف رغم انها امانة بين يديك... لا تقاطعني ولا تحاول تتبعي .. حياة دفنة الان معلقة بي ويجدر بك ان تثق بترك الامور ..امهلني اثني عشر ساعة وساعيدها بلا فوضى .. ) وغادر سريعا دون ان ينتظر جواب باميرالحائر ايصدقه ويثق ام يقوم بتحرياته .. ولكن ذكرى وحشية عيناه وضراوة نظراته ذكراه بالاسد الغاضب الثائر ليحمي عائلته او ما يخصه فتنهد مستكينا بخوف وتهديده بالخطر اللذي ستتعرض له دفنة ان تدخل يثنيه عما كان ينويه .. تمتم بألم خائب (حسنا لنرى عمر .. سامهلك ما طلبت وساتبع حدس دفنة الاولي بك ) وغادر المكان بخطواته المتوترة .
___
وقف عمر امام اكرم المبتسم بخبث في ذلك المخزن القديم والمهجور واللذي امتلأ برجال مدججين بالاسلحة متقابلين .. بعضهم خلف اكرم والبعض الاخر خلف عمر اللذي كانت انظاره تترواح بشراسة بين أكرم .. وبين جسد دفنة المقيد على كرسي امامه وقد ظهر اثار التعب والارهاق عليها كما اظهر وجهها وجود كدمات على جانبه مع بعض الدماء الجافة على طرف فمها .. علا صوته بغضب ( أكرم .. كيف تجرؤ على التصرف دون اذني بهذه الطريقة ) ابتسم أكرم بلؤم وهو يدور حول دفنةببطء مستفز ( لما الغضب .. لقد قمت بعملك .. ساعدتك يعني لنتخلص من الخائن كما اعتدنا سابقا .. فلم التردد الان .. ام ان السبب هو ....) واشار بايحاء لدفنة مضيفا ( كونها صديقة طفولتك يجعلك ضعيف .. حسنا سأخدمك واقوم انا بالعمل القذر فقط شاهدني ) بثانية واحدة حدث كل شيء بلمح البصر .. انقض أكرم على دفنة ممسكا رأسها بقوة بنية لي رقبتها ولكن .. لوهلة شعر بقوة رهيبة تكتسحه ويد عاصفة تلقيه على الارض وبعمر ينقض عليه بلكمات متتالية امرا الحرس ( لا يتحرك الا من يريد الموت ) .. تعالى صراخ اكرم المصعوق ومنظر رجاله المترددين بانظارهم التي رمقت زملاءهم الواقفين بتحفز يمنعهم وصوت لكمات عمر الضاربة بقسوة على جسد اكرم يشق سكون المكان ليمتزج في النهاية بصوت صرخة دفنة ( تووقف .. ستقتله .. اتركه ) كلماتها تركت يد عمر معلقة في الهواء ولهثاته تسود الاجواء .. مرت وهلة جمد فيها الزمان .. رفع باثرها عمر عينان توحشتا بقسوة الى دفنة متسائلا بخفوت مرعب ( ماللذي قلته ؟ ) ووقف بهدوء ملقيا اكرم ليصتدم بالارض متأوها .. اتجه بخطوات بطيئة ناحيتها .. وقف مقابلا لها رافعا راسها لتلتقي اعينهما .. عينتان امتلأتا عتابا واخريتان امتلأتا غموض .. مد اطراف اصابعه ليلمس رقبتها فانكمشت من الالم .. سمعت لعنته الغاضبة وتمتمته الحانقة (كيف تطلبين مني تركه وقد تجرأ على ايذائك ) للحظة لم تفهم ما يفعله معها .. ارتسم ذهولها وحيرتها مع المها وخيبتها ليخرج صوتها مغلولا موجوعا ( ليس هو من المني .. فكلانا يعلم من السبب في كوني هنا هكذا .. ولكن .. يجب ان اكف عن اندهاشي من تصرفاتك .. والان ماذا .. هل ستوقع المافيا عقابها علي وقد اغضبك ان يأخذ ثعلب اخر فريستك التي استمتعت باللعب بها ورميتها لغيرك من الضواري ) كان قلبها المنكسر يئن من مجرد رؤيتها له وتذكرها للمرة الاخيرة التي وقف يتهمها بها .. كلامها شديد اللهجة اوجعه كثيرا .. رؤيتها بهذه الحالة كاد يذهب صوابه .. كان فقط يتمنى لو يحتضنها ويأخذها بعيدا ليبقى لوحده معها يروي اشتياقه لها .. كيف يصيغ اشواقه بكلمات تفهمها ما عاناه وهي بعيدة عنه لا يعلم اين هي .. كيف يخبرها عن مرارته وعجزه اللذان هدا كيانه لمجرد احساسه انه فقدها .. انها لم تعد تحبه .. انها لن تسمح له مرة اخرى بالاقتراب منها .. انها .. ماعادت في حياته .. في السابق فارقها طفلة صغيرة لم يكتوي بانوثتها بعد .. ولكن الايام التي عملت بها معه تغلغلت فيها الى عميق خلاياه لتغدو كالادمان يسري في عروقه .. كيف يخبرها انه اشتاق دخولها الصباحي عليه بالمكتب .. بذلاتها الكلاسيكية السخيفة .. نظارتها المتموضعة على انفها .. نظرتها المترقبة له .. كيف يصف حروف وجده المتفاقم لجدالاتها .. لغيرته عليها .. لنظرة عتابها وخيبتها .. لحركات انوثتها .. هل ستفهم ان حكى لها عن قلبه المتمرد على جسده والخافق بعنف باسمها .. رأى نظرتها الهاربة منه لتحرمه حتى من هذه المتعة الصغيرة .. ان يغوص عميقا في بركتي غابتيها .. في شمس خصلاتها المتطايرة وعبق انفاسها العطرة .. تنحنح مستدركا نفسه بعدما سمع صوت اكرم الثائر ( كيف تجرؤ .. انا .. ساخبر الجميع عنك وعن عاهرتك الصغيرة هذه .. واخيرا وقعت في قبضتي .. تلك الساقطة ستنهي اسطورة الفهد الاسود واخيرا ) زفر عمر انفاسه المشتعلة وانحنى هامسا لاذنها ( ربما يجب ان تغلقي عيناك حتى لا يؤلمك قلبك المرهف لما سيحدث الان ..ولكن .. ان الاوان لانتقم لك منه ) لم تفهم كلماته التي شوشتها ورأته يتجه الى اكرم منهالا عليه بلكمات متتالية وبصرخة واحدة هادرة .. ( اياك ان تقول عنها عاهرة .. افهههمت ) سقط اكرم متكوما بدمائه وعمر يتقافز من حوله صارخا ( قم وواجهني لاريك اي اسطورة سقط يا احمق .. قم ) تابعت دفنة ما يحدث امامها بذهول .. ماللذي يفعله عمر تحديدا ولماذا يدافع عنها .. والادهى مالذي يقصده بانه ينتقم لها .. وكيف يقف في وجه احد جماعته لاجلها .. هل ينتظرها خدعة جديدة ينوي القيام لها .. اثرت ان تتابع بصمت متذكرة ما توصلت اليه من معلومات قبل اختطافها .. ما بدا لهم على انه مافيا عادية تبين انه شبكة ضخمة للفساد متغلغلة بعمق مخيف في كل اجهزة الدولة .. ولا تقتصر اعمالهم على المخدرات فقط .. بل تتجاوزه لتجارة الاعضاء والسلاح وتهريب الاموال وغسيلها وخطف الاطفال وادخال المواد المشعة والمخلفات الخطرة الى البلد لدفنها فيها مهددين حياة جميع مواطنيها والكثير الكثير من الاعمال المهولة ..والادهى انها شبكة عالمية تدار من الخارج على ما يبدو .. وطبعا ما وجدوه من معلومات لم يكن الا غيض من قيظ كفتات عصفور في محيط هائل ودون اي ادلة .. كانت مجرد رموز وارقام لا تشير الى الايدي المتورطة في كل هذه المصائب .. لذلك كانت شاردة الذهن عندما ذهبت الى شقتها لتجلب بعض حاجياتها حيث باغتوها واختطفوها .. لم تعلم كيف تورط عمر في كل هذا .. ولا كيف ستثبت براءتها امام منظمة بهذا الارهاب .. ولا كيف سيتمكنون من جمع اي معلومات تورط تلك المنظمة الاخطبوطية الارهابية .. انتشلها من دوامة تشتتها صوت عمر الساخر وهو ينفض يديه بقرف بعدما فقد اكرم كل طاقة له ليقف حتى ( تظن نفسك ذكيا وانت خرجت عن امر مسؤولك .. واظهرت نية التمرد بوضوح لذا فعقوبتك الاعدام كما تعلم .. انت ومن ساعدك في هذا .. هل تظن انك حذق بما يكفي لتحفر من خلفي .. اتتهمني بمشاعري نحوها .. ومتى كان الفهد الاسود يعترف بالمشاعر ولكن .. ربما ان الاوان لتعلم ما سيجعلك تتمنى الموت الف مرة على فعلتك .. فمن خطفتها لا تخصني انا .. بل تخص رئيسنا .. لو اردنا الخلاص منها يا غبي لما احتجنا لكل هذا التخطيط لنخرجها من الشرطة ولاكتفينا بقتلها كحادث عرضي .. ولكن حقدك اعماك عن التفكير ) ما سمعته دفنة تفاعل بهستيريا بداخلها .. للحظة ارادت ان تصدق انه يهتم بها وينتقم لها وان لديه خطة لحمايتها ولكن ما قاله للتو مزقها بعنف خنقها حتى تمنت الموت .. انها لا تعني له اي شيء .. لا تهمه .. ويبدو ان رئيسه هو من ابقى على حياتها .. لم تهتم لما يريده رئيسه منها فطعم الموت في حلقها اكتسحها .. لم يعد لحبها اي لمحة وشظايا عشقها تذبح فؤادها قاتلة قربان قدمته لحماقتها .. لقد انتهى كل شيء .. برود غريب شملها ونظرات فاقدة للحياة راقبت فيها رعب من حولها عندما جاء اسم الرئيس .. رأت عمر يتجه نحوها ليفك وثاقها بلهفة اضحكتها باستهزاء استغرب له عمر .. سالها بنبرته القلقة التي خدعتها يوما ( هل انت بخير ) .. رفعت اكتافها بلا مبالاة ولم تجب .. مد يده لها ليوقفها ولكنها ابعدتها عنه بقسوة مزمجرة (اياك ان تلمسني ) .. عقد حاجبيه قائلا بحذر ( اعلم انك تريدين ان تفهمي ما حدث .. تعالي معي الان الى منزلي وهناك سيتوضح كل شيء ) وقفت بهدوء لا مبالي متماسكة بصعوبة مترنحة مع اصابة رقبتها بالاتواء كما يبدو من حركة اكرم .. قالت بثلجية ( اريد الذهاب الى منزلي .. او .. اقتلني .. لم يعد يهمني شيئا ) وابتدأت بالخطو باتجاه المخرج الا ان يده عاجلتها لتلفتها اليه قائلا بحنق ( اين تظنين نفسك ذاهبة .. هل تظنين اننا نلعب ) زمجرت بشراسة مخيفة ضاربة صدره لتبعده عنها ( قلت لك ابتعد ولا تقترب مني .. اييياااااك .. انا لن ابقى لدقيقة ) قاومها عمر بقوة المتها ومع ذلك لم تستسلم له وهي تثور بعنفوان لبؤة جريحة حتى اسقطها على الارض وسقط محكما حركتها بجسده فأنت بوجع شتت تركيزها ودوار يكتنفها .. سمعته يهمس باذنها بنفاذ صبر ( اهدئي يا مجنونة .. ستفسدين كل شيء .. ثقي بي ) كلمته اثارت ثائرتها واعادت عمق ندوبها الحديثة فعصفت تضرب به محاولة التحرر منه وصرخاتها ترج اركان المكان ( ابتعد ايها الخائن .. ساقتلك عمر بيدي او تقتلني .. ابتتتعد ) كانت هستيريتها تتفاعل بعنف بداخلها مسببة انتفاض جسدها بسرعة رهيبة .. علم انها تنهار .. رأى بوادر انهيارها في ثورتها .. رفع يده باخر حل امامه وهبط على وجنتها بقسوة ليوقظها الالم .. رأى نظراتها الجريحة ترمقه وفيضان دموعها ينفجر على وجهها واثار اصابعه تظهر بوضوح علي وجنتها اليمنى .. استغل ذهولها المتألم ليقف حاملا اياها ولكنها دفعته بقوة غريبة لتسقط صارخة بألم وراسها يضرب الارض قبل ان تهمد حركتها امام انظاره المصعوقه واسمها يخرج بألم من شفاهه ويداه تلتقطها لتحملها بسرعة .
طريق طويلة كانت تمشي بها .. طريق اسود مخيف مليء بالعثرات وهي لوحدها .. تتخبط في تحديد اتجاهاتها .. شعرت بالخوف واخذت تنادي على اسم والدها .. مدت يدها امامها لتتحسس طريقها فهالها اللون الأحمر اللذي يصبغها نظرت حولها برعب صارخة فرات العديد من الجثث تحيط بها .. أخذت تلتفت حولها مستنجدة وقد زهقت انفاسها .. لثانية احست بطعم الموت يغمرها .. فجاة برزت يدين مخيفتين من بعيد زادت هول ذعرها ولكنها ما ان اقتربت منها حتى بعثت بدفء غريب ملأ المكان .. اقتربت هي باتجاهها بخطوات مترددة وشعور الأمان يتسلل لها .. ابتدأت معالم منقذها تظهر .. رأته .. بابتسامته الحانية مشيرا اليها لتتقدم منه .. وقفت والعتب يملأها .. كلا ليس انت يا عمر منقذي .. اخذت تصرخ محاولة الرجوع للخلف ولكن نظرتها وقعت على الجثث فانهارت مقاومتها لتعود وتلتفت الى عمر مستنجدة وهي تسقط بمكانها .. رأته يقترب منها وبصوته الحاني يهدأها ( لا تقلقي دفنة .. اقسم لك اني ساحميكي .. ارجوكي بقي القليل فقط ثقي بي ) كان صوته وكانه حقيقة .. شعرت بيديه تحتضنانها فهمست بالم ( انت خائن .. خائن ... قتلتني .. خائن ) كان يربت عليها .. يمتص ذعرها بانفاسه ولمساته .. انخفض صوت اتهامها وبرز صوت تردد في كيانها ( لا تثقي بالادلة فقد يتم افتعالها .. ثقي بحدسك دفنة .. فقط بحدسك ) كانت كلمات والدها .. فتحت عيناها وتشوش روحها يغرقها .. ورأته مرة اخرى .. كما كان في الحلم .. يحيط بيديها ويبتسم لها بحنو الدنيا .. رفرفت بعينيها محاولة فصل واقعها عن حلمها سمعته يناديها مهدئا ويحمد الله انها بخير .. تدافعت دموعها بعناد وذكرى اخرى تطحن روحها .. ذكراه وهو يعلن انها مهمة لرئيسه .. سحبت يدها من دفء يديه ولفت بوجهها عنه كي تخفي ضعفها متنحنحة لتجلو صوتها اللذي سكبت به كل برودها الظاهري ( اين انا .. لما جلبتني الى هنا ) وحاولت الاعتدال و النهوض الا ان عاصفة من الدوار اكتنفتها لتسقط بين ذراعيه القلقتين وهمسته الخائفة ( حبيبتي .. ارجوك اهدئي .. ارجوك .. انتظري وساجيبك ) شدت على نوجذها مقاومة الضياع بقسوة مزمجرة ( لست حبيبتك .. فلا تجرء .. ثم .. لم انتظر كذبك علي مرة اخرى ) وحاولت اجبار نفسها على الابتعاد الا انه قيدها بسهولة محبطا مقاومتها الضعيفة والمتعبة وانحنى عليها هامسا ( سأجيبك عن كل شيء ان هدأتي ولك حرية التصديق بعدها ولكن .. لن تخسري شيئا ان سمعت دفنة تبريراتي ) كان منطقه صحيحا ومع ذلك لم تشأ ان تظهر رضوخها لذا استكانت ببرود قائلة ( ان كنت لن تتركني الا لو سمعت كذبك فتفضل ولكن في البدء ابتعد عني وتكلم وانت تجلس بمقابلي ) .. شعرت بتردده وانكماش جسده الا انها نفذ طلبها بعد ان عدل جلستها مسندا اياها على ظهر السرير لتصبح نصف مستلقية .. جلس على كرسي مقابلها واخفض رأسه مثبتا انظاره على يديه المتشابكة ( ما ستسمعينه الان سيمثل صدمة عمرك دفنة ولكن ثقي انني املك كل الادلة المؤكدة عليه كما ان والدتك ستؤكد كلامي ) عقدت حاجبيها بحذر وكلامه يجعلها توجس خيفة مما ستسمعه ..سحب عمر انفاسه قبل ان يبدأ كلامه بهدوء وكانه يلقي عن كاهله ثقلا ( يبدء الأمر بقصة صديقين كانا أكثر من اخوين .. احدهما عانى من مشكلة بالقمار جعلته يقع ضحية ديونه ليغرق اكثر في وحل المافيا التي حاكت خيوطها عليه اما الاخر فلم يحاول مساعدته او مداراة اخباره بل حاكمه بالخيانة وغدر له من خلفه جامعا الادلة ليوقعه بيدي الشرطة حتى يحصل على ترقيته و .. فتاته .. صديقتهما التي فضلت صديقه عليه واحبته .. وقبل ان تكتمل خطة اكتشف االرجل خيانة صديقه ولم يجد بدا من ان يضحي بحياته لينهي كل مشاكله .. فافتعل موته وغير اسمه .. لكن ما لم يكن يعرفه ان فتاته كانت حامل منه .. لذا ترك كل شيء وبدء حياته الجديدة ليصبح بعدها رئيس عصابات المافيا بتركيا .. اما صديقه فلم يكتفي بخيانته .. بل سرق ابنته وفتاته وتزوجها ناسبا الصغيرة اليه .. ليعوض عجزه الواضح عن انجاب الاطفال بها .. وهكذا .. كبرت الصغيرة بوسط امتلأ بالوهم .. واب ليس ابيها ..ولكن الكذبة يجب ان تنتهي في يوم لذا .. واخيرا علم رئيس المافيا .. عادل اوغلان ... ان لديه فتاة من صلبه بعد ان حرم الاطفال كنتيجة لاصابته عندما زيف موته ... والان اعتقد انك تعلمين جيدا من هي هذه الفتاة .. ومن هو والدها الحقيقي .. وما فعله من ظنته والدها ..و ) كانت تستمع كالمغيبة وكان ما يحدث لا يمسها .. تفاعلت هستريا ضاحة بجنون بداخلها وهي تقاطعه بضحكات عالية قائلة ( يالها من مسرحية .. لم اكن اعلم انك تجيد التمثيل هكذا ) كان هذا هو التفسير الوحيد اللذي قد تقبله لتواجه هذه التخاريف .. استمرت بضحكها وصمت عمر يزيد المها .. ابتدأ قلبها بالبكاء وذكرى بعيدة لصديق لوالدها تطرق بابها .. صديق سمعته يسارر رجل اخر بينما ظنوها نائمة عندما تركها والدها عندهما لوجود مهمة مستعجلة له .. ( دفنة ليست ابنة مصطفى فهو لا ينجب .. ومع ذلك انظر كيف يعاملها بروحه ) يومها اصرت على والدها ان يعيدها لامها قبل ان تنتهي مدة بقاءها معه دون ان تفسر السبب ..وصلت اليها وسالتها بانهيار ان لم يكن مصطفى والدها .. منظر والدتها الممتقع وصفعتها لها كانا بمثابة الصدمة .. كانت المرة الاولى التي تغضب والدتها بهذه الطريقة وتصرخ بها صافعة اياها .. لازالت كلماتها تتردد في كيانها ( مصطفى هو والدك .. اياك ان تقولي غير هذا .. اياكي حتى ان تجرؤي على التفكير بغير هذا .. اهذا جزاء حبه لك .. اتتهمينه بهذا .. هل تصدقين اثنين حمقى وتكذبيننا انا ووالدك .. ربما يجب ان احرمك من الذهاب اليه .. ) يومها خافت بالفعل من تهديد والدتها وبكت ترجوها الا تحرمها من والدها اللذي تعشقه .. اخذت تعتذر لها مطولا وتحتضنها بندم .. ومنذ ذلك اليوم لم تجرؤ على مجرد التفكير في هذا الامر .. تلك الذكرى جلبت دموعها الغبية لتعاند جفونها متمازجة مع ضحكاتها وانينها .. منظر عمر الصامت قتلها .. هو يضحك عليها .. بالتاكيد يخدعها .. لم يجب ان تثق به .. كانت تصرخ بكلمة واحدة كاااذب .. انت كااذب .. ولكنه لم يرد عليها سوى بنظرته الحنونة الموجوعة .. انتفضت بشكل فجائي واقفة مترنحة فهبت تقاومه وتضربه بكل اوجاعها التي مزقتها .. كانت تريد ان تقتل احدا .. او ان تقتل نفسها لتنتهي من هذا العذاب ... هي ابنة رئيس المافيا .. هي ابنة قاتل ومهرب و ... صرخت بعنف نافضة راسها لتبعد هذه الافكار وعمر يحاول تقيدها واحتضان ثورتها .. شعرت بكل خلية من جسدها تأن وتنهار فاستكانت ببكاء راجية عمر ان يكذب ما سمعت .. سقطت على الارض فسقط معها ليضمها بقوته مهدهدا اياها لتهدأ انتفاضاتها وشهقاتها المتتالية .. مر عليها وقت طويل ونحيبها يتعالى ويخفت وذكرياتها مع والدها تهاجمها .. هل كل هذا كذب ... انتفضت فجأة بحزم مخيف واقفة تبحث عن هاتفها كالمجنونة وعمر يحاول تهدأتها .. لم تكف عن الصراخ الا بعدما اعطاها هاتفه فاتصلت بوالدتها .. ثلاث رنات وسمعت صوتها .. للحظة خافت التحدث .. خافت السؤال .. ثم همست بصوتها اللذي بالكاد ظهر جاف يجرح حلقها (مصطفى .. ليس .. والدي.. اليس .. كذلك .. ) ذلك الصمت اللذي ساد مع شهقة خرقت اذنها تسببت باخر خفقة انين لقلبها قبل ان يسكن صريع خيبتها .. سمعت تردد امها المفاجئ وتلعثمها وهي تسالها عما بها ومالذي حدث ولكنها لم تسمح لها ان تكمل فقد ارادت ان تؤكد حقيقة تغرس بها خنجر موتها .. سالتها بصوت فقد الحياة ( انا ابنة عادل اوغلو .. ذلك الشرطي المشكوك بامره .. اليس كذلك ) كانت تنطق الحروف وكانها تثبتها بكيانها .. لوهلة تمنت ان يكون كل هذا كابوس من صنعها وبان عمر يستغلها ويخونها .. ولكن .. صمت رهيب كان جوابها اللذي انتظرته .. صمت تلته همسة مبحوحة ( من اين .. عرفت .. عادل ) كان هذا كفيلا لها لتقفل الهاتف دون انتظار شيء اخر وترميه عرض الحائط في ثورة استسلامية صارخة (لاااااااا ...لااااااا ...) سمعت صوت عمر وهو يحتضنها كاتم نشيجها في صدره ( حبيبتي .. اهدئي .. ارجوووك دفنة ... ارجووك ) لم يكن امامها غيره لتضرب صدره شاتمة اياه باقبح الصفات .. احتمل جنونها وضرباتها المؤلمة حتى عادت للاستكانة بين يديه بلاوعي وقد بدأت الحقيقة تتغلغل بداخلها .. انها ابنة مجرم .. مجرم خانه من رباها كما يقول ليقتله كجزاء لحبه لها .. وعمر ... عمر هو من نبش الحقيقة ليطعنها بها .. انه هو نفسه اللذي تستكين بداخل احضانه كجثة بعد ان شبع رقصا في مأتمها .. ابعدت نفسها عنه سريعا وكأن حية رقطاء تحيطها واشارت له بتحذير ( لا تقترب .. انا سانسى كل شيء او اقتلني وانهي عملك .. فانت نجحت بالكامل بجعلي اكرهك .. من كل قلبي .. واقسم لك ... كل العشق اللذي حملته يوما في عروقي اتجاهك سيسيل كسم فتاك في اوردتي وشرايني .. لذا .. انصحك ان تقتلني ان لم تكن تريد الموت ) كانت ثورتها تعميها عن حقيقة ملامح عمر المسودة .. اتجهت الى الباب الا انها تفاجأت به يحملها ويرميها على السرير مقيدا اياها بثقل جسده صارخا بعنف (كفى ... كفي عن تحميلي شماعة اخطاء عائلتك .. لو لم تكوني ابنة الرئيس لكنت ميتة منذ زمن .. الم تفهمي يا حمقاء .. ماللذي استفدته من الشرطة سوى الفضيحة التي لحقتك ..وحتى اقرب اصدقاءك صدقو الكذبة رغم معرفتهم بك .. ماللذي تريدينه مني وانتي من خطوت عش الدبابير بنفسك ) كانت تقاومه ثم استكانت كجثة ثلجية مع شعورها بعجزها واستحالة هروبها .. هددته ( اتركني اغادر ) اجابها بكل عنفوان الدنيا ( ايتها المجنونة .. ان مجرد خروجك من هذا الباب سينهي حياتك .. والدك ليس مهتم بك بقدر اهتمامه بوجود من تحمل نسله ليلقحها ويحصل على الحفيد اللذي ينتظره لذا هو مستعد ان يعرضك للاهوال ليحصل على مايريد حتى لو جعلك ضحية للاغتصاب المتكرر على يد من يختاره .. هل تظنين انه سيمنحك الموت .. اتعلمين اي مصير يخبئ لك ان قاومت .. سيربطك على السرير ليجعل من يريده يعاشرك مرارا وتكرارا حتى تحملي من يريده وبعدها سينتزع ابنك ويقتلك .. لقد رجوته ان يتركك لي لاقنعك ولتصبحي ام وريثه التي يفخر بها امام الجميع .. لقد رجوته ان اقول الحقيقة لك بنفسي كي لا يرى احدا ضعفك فيستغله ضدك.. انهم ينتظرونك في فوهة الجحيم ورضوخك وثقتك بي هي الشيء الوحيد اللذي سينقذك .. انا لن اسمح لأحد ان يقترب منك وقد طالبت بك لتكوني زوجتي وام ابني ووريث الزعيم كي لا تقعي في يد من لا يرحمك فعلى الاقل كلانا له تاريخ من العشق دفنة .. قد تعتقدين اني طامع في المنصب من البداية لذا فعلت كل هذا ولكن الحقيقة ان المنصب لي كان بدونك ولكني فعلت هذا لتشاركيني يا حبيبتي بدل ان تموتي .. لذا دفنة .. ساتركك الان لتفكري بما قلته فاما ستكونين زوجتي وستنسين الشرطة وتعيشين حياتك المقدرة من الاساس .. او ستقبلين بحل والدك ان يهبك للاغتصاب مقابل حصوله على الوريث وقتلك .. ) ووقف بسرعة مشيرا للحجرة ومضيفا ( لا يوجد اي منفذ هنا ولا اي شيء يمكنك استخدامه لتؤذي نفسك .. ساتركك لتفكري بعقلك وتوازني بين الحياة في كنفي مع ابنك او .... ) ولم يكمل متنهدا بقلب مفطور وانظاره تتلكأن على جسدها الهامد كجثة وعيناها المغمضتان بقوة مع اكف يديها .. كانت قد انهارت اخيرا من كل ما سمعته ولم يبقى لها قوة سوى لتغلق عينيها عل هذا الكابوس ينتهي .. سمعت خطواته المغادرة وصوت قفل الباب عليها فتقوقعت ضامة نفسها غارقة بمحيطات بؤسها وقد ادركت ان مغارة همها ستتسع لتبتلعها بعنف وقوة وقسوة .
لاسبوع كامل امتنعت دفنة عن كل شيء برفض صامت لما يجري .. كانت فقط متقوقعة على الفراش رافضة ان تأكل او تشرب الا بالاجبار اللذي مارسه عليها عمر بعد ان كان يقيدها ليجعلها تشرب او ليضع بذراعها انبوب للمحاليل المغذية .. كان يحتمل منها كل كلامها الحاقد بلا اي تفاعل .. فقط وكانه يعامل طفلة .. القت امامه كل اطباق الطعام اللذي احضرها ومع ذلك لم ييأس .. كان ينظر اليها ببساطة ثم يأمر الخادمة ان تنظف مكانها وتعيد تقديم الطعام ليبقى ويمارس ضغطه حتى تتعب وتستسلم ... في النهاية اضطرت للتفكير بوضعها فعلى ما يبدو لن يسأل عليها اي شخص حتى اصدقائها او ان عمر احسن اخفاءها .. ان مجرد مقاومتها للمحتوم عبث وذكرى ما هدده بها تلاحقها ككابوس .. تريد ان تنتقم من الجميع .. من كل من خدعها حتى والدها مصطفى .. كان غضبها يتعاظم كنار هادرة بداخلها .. عنادها سيودي بها الى التهكلة وهذا ما جعلها تبدأ التفكير بخطة موازية .. ماذا لو استسلمت لعمر مقابل التسلل الى عمق وكره لتبحث عن نقاط ضعفه فتغرز فيها خنجرها القاتل حتى لو ادى هذا لموتها والى فقدانها كل شيء ... اصلا هي تشعر انها اصبحت ميتة منذ سمعت كل هذه الاخبار فلن يضيرها بعض الضرب بعد موتها .. الا انها بدل ان تموت لوحدها ستأخذ ارواح كل من ساهم بقتلها وستنتقم منهم .. اخذت تخطط بروية لكل ما ستقوم به حتى اهتدت لكل شيء .. واهم ما توصلت اليه انه ان الاوان لاستسلامها لتخرج دمائها السامة التي تحوي جينات والدها المجرم الخبيث .. ستنتشل من يديهم كل ما عملو على تحقيقه وتحكمهم لترى حسرتهم عندما يفقدو كل شيء .. جلست بهدوء تنتظر دخول عمر عليها .. دخل كعادته بابتسامته الهادئة التي قابلتها ببرود قائلة (انا موافقة .. ساتزوجك .. وساتبوء منصبي كوريثة وام حفيد رئيس المافيا .. لقد انتهيت من كل شيء ) عقد عمر حاجبيه بحذر متسائلا (وانا يجب ان اصدق انك استسلمت واخيرا .. هل تعلمين انك ستكونين تحت المجهر وان اي تحرك او تواصل لك مع اي شخص سيكون عاقبته الموت ) رفعت كتفيها بلا مبالاة مجيبة ( لا تخف لم تعد تهمني الشرطة ولكن ما يهمني هو الانتقام منكم جميعا .. ساسلبكم كل ما قمتم ببنائه كما سلبتموني كل شيء .. وسابدأ بك عمر .. فبدل ان اكون نعمة تؤكد بها منصبك ساكون ظل لعنتك التي ستفسد كل صفقاتك لتحصل هي على الصدارة .. وعندما ترى بعينك كيف سيستغنو عنك ويقتلوك بعد ان ينتهو منك ويحصلو على الحفيد المنتظر وقتها سيكون انتقامي قد اكتمل .. وحتى لو ابقوك فستكون بالظل ايها اليتيم المشرد ) حروف انغرست عميقا بكل اشمئزازها بعمر اللذي تذكر بلحظات هذا اللقب اللذي يكرهه وكيف كانو ينعتونه به اولاد المخيم .. لقد قال لها ذات يوم سابقا كم كان يبكي في الخفاء من هذه الحقيقة وها هي تستغلها ضده تسائل بخفوت وعيناه تلحظ دفنة الجديدة التي برزت امامه (وهل تعتقدين اني ساسلمك خنجر موتي ) ابتسمت ببرود اصابه بقشعريرة كريهة ونظرة عيناها تذكرانه بالوحوش الضارية او الافاعي المؤذية ( لقد فعلت عندما رفضت موتي ونبشت حقيقتي .. ففي تلك اللحظة كشفت اللثام عن جينات المجرم المتوارثة بداخلي .. تلك الجينات الغادرة والتي ستحرق الاخضر واليابس لتحصل على كل شيء .. لنجعلها لعبة تحدي بيني وبينك .. لنرى .. من منا سيتمكن من سحب البساط من اقدام الاخر .. وبالطبع ستبدأ اللعبة بزواجنا يا ... حبيبي ) اضافت الجملة الاخيرة بطريقة سببت له الغثيان لعمق احتقار حروفها ووحشية نبرات صوتها .. انه يرى الان دفنته الجديدة التي خلقها بيديه .. دفنة .. عادل اوغلو .. دفنة القادرة على قتل الجميع فقط لتستمع .. ويبدو انه فريستها الاولى .. شعر بالامه تنهش جسده وقلبه يتمرد حتى النهاية .، لقد فقدها في خضم انقاذه لها .. فقد من روحه تتعلق بهمساتها لتكون اعظم نقاط ضعفه .. علم انه يتجه الى قبره على يديها وهذا .. كفارة ذنبه .. سمعها تطالبه بكل عنجهية ان تقابل اباها .. اخفض راسه ويديه تنغرسان بكفيه حتى كاد يحطمهما .. اين هي تلك المقاومة الرائعة .. حتى في الايام السابقة كان لديه امل لان كرهها له هو عاطفة شعر انه قادر على قلبها لحب اما الان .. فمن امامه قد ابدلت قلبها بالصخر لتفقد نبضه وروحه ومعها تفقد حبه الى النهاية .. حسنا .. لتكن النهاية على يديك دفنة فما احلى الموت على يد الحبيب وساستمتع حتى وانت تنهشين لحمي لتقتليني .. رفع راسه مبتسما بثقة جميلة ( حسنا اليوم سنتقابل مع والدك في ملهى ومطعم السفراء حيث سنحتفل باتمام اخر صفقاتنا .. يمكنك الحضور الى هناك ) راها تعقد حاجبيها بتساؤل مستغرب قبل ان تجيبه بحذر ( وانت تعطيني الموعد بسهولة .. ياترى هل هذا فخ ) حرك راسه رافضا (كلا يا حبيبيتي .. فانت وحدك من تلعبين الان فكلانا في نفس الجبهة .. فان كنت تجدين متعتك في التحدي فافعلي ولكني احب اللعب النظيف لذا .. تعالي لتزاحميني مكاني ولنرى من منا سيثبت نفسه .. والان بالطبع ستحتاجين الى ملابس جديدة ملائمة للاحتفال .. سياخذك السائق الى افخم المراكز لتعدلي هيأتك للحفل اما انا فساستاذنك لاخبر والدك عن اخبار موافقتك لخطوبتنا ) وغادر امام انظارها الحارقة بذهول تاركا اياها تتساءل عن سبب تصرفه معها هكذا .
نقل عمر انظاره في الحضور اللذي واخيرا اجتمع معهم كلهم .. نجاحه مع دفنة اعطاه الكرت الاخضر ليبدو بانظار الجميع رجل المهام المستحيلة .. او بكلمة اخرى .. الواجهة المشرقة التي يختفي خلفها كل هؤلاء الناس المهمين .. خطته تمشي كما خطط لها ودفنة الان اصبحت تحت حمايته وناظريه وهذا هو المهم كما انه امسك بواسطتها مفاتيح الزعيم .. لم تكن قد وصلت بعد فنظر الى ساعته مستغربا تأخرها .. رفع عينيه الى الباب لتتمثل محتلة تفكيره امام ناظريه .. كان يعلم انها ستبدو مذهلة لكن من راها امامه كانت كملكة خارجة من كتب الاساطير .. ثوبها الابيض الملائكي ذو الحمالات والتطريز الازرق المحدد بقصته مبرزا صدرها الناهض لينسدل ملتصقا عليها حتى خصرها ذو الحزام المطرز والفاصل لتنورة الثوب الاسبانية التفصيل ذات الحواف الزرقاء والتي ترفل باتساع حول قدها وقدميها لتزيدها جمالا وملائكية ..اما شعرها فقد ارتفعت جوانبه لتظهر عنقها الطويل وقد احاط بوجهها خصلات من نار لهيبه لتزيدها اشتعالا وقد زينت اذنيها بقرط ماسي ناعم ناسب اسوارتها اللامعة ... كانت مذهلة وجذابة جعلت كل من في المكان يلتفت اليها .. اقتربت بهدوء ناحيته وقد ثبتت انظارها العنيفة عليه قبل ان تنتقل لتعاين من يجلس معه .. وقفت امامهم بجرؤة قائلة بهدوء ثلجي ( انا دفنة ) ولم تزد بحرف واحد وكان اسمها كفيل بتقديمها بالكامل لهم .. وقف عمر ببطء ليحيط يدها برقة مقبلا اياها قبل ان يشير الى الجمع بصوت حالم جعلها ترتعش بشكل لا ارادي رغم كرها ( هذه خطيبتي وحبيبتي ايها السادة .. و.. هذا والدك يا دفنة .. السيد بوراك ازميرال .) رفعت حاجبيها بادراك بعد ان سحبت يدها بشكل سريع من يديه قائلة ( تقصد عادل اوغلو ) في هذه اللحظة رأت الرجل المسن اللذي لم تكره في الكون بقدره يقف ببطء محذرا بهدوء مرعب ( بل بوراك ازميرال .. هذا هو اسمي .. هل فهمتي ولا تعارضي زوجك امامي .. يجب ان تحترميه فهو سبب حياتك ) .. كلماته القاسية لم تفاجئها بل زادت اشمئزازها منه .. لم تحاول ان تمد يدها لتصافحه كما هي العادة وهذا تسبب بانعقاد حاجبي والدها بضرواة جعلت عمر يتدخل مع احساسه بذبذبات الكهرباء بينهما ( حسنا حبيبتي .. ما رايك ان تسبقينا الى الاسفل لترقصي وتحتفلي ريثما ننهي الاتفاق هنا فهذا العمل لا يعنيك ) كان يقولها بتحذير جعل عيناها تشتعل بشراسة متحدية مجيبة ( حقا .. اذن هذا لا يعنيني .. حسنا لم لا .. ساذهب لارقص واترككم لكلامكم الممل ) والتفتت تاركة اياهم ونظرتها لم تريحه ابدا بل تركته متوترا منتظرا ما ستقوم به ... ولم يطل انتظاره .. فبعد مضي لحظات غرق فيها بنقاشاتهم تفاجئ عمر باغنية عربية تصدح في ارجاء المكان .. أغنية يعرفها جيدا فلقد تحدته فيها مراهقة جميلة عندما سمعها منها اول مرة وبعد فهمه لكلماتها التي تتكلم عن خيانة القلوب المحبة حزن وتضايق لتخبره انها ستحولها له لاغنية عاشقة وتفاجئ برقصتها الشرقية الناعمة على نغماتها الحزينة لتشعل بقلبه الالاف الجمرات مع تمايلها الانثوي جاعلة هذه الاغنية الاحب الى قلبه .. ولكن .. لا يعقل ان تفعلها .. لقد وعدته في ذلك اليوم الا ترقص الا لعينيه لانه حبيبها وان هوايتها الرقص ومع ذلك فعشقها هو ما سيقيد حركاتها لتكون لعينيه .. كان عهدا موثقا بينهم .. وحتى انه اخذ عليها اغلظ الايمان .. هل يمكن ان تكون قد خانت هذا العهد .. الجميع تفاجئ بوقوفه السريع واعتذاره ليذهب ليرى دفنة .. غادر دون ان ينتظر منهم الرد وقلبه يخفق بقصف مخيف .. وراها .. كانت قد ايتدأت بالتقدم ببطء متلوي مثير .. خلعت صندليها بهدوء ورفعت يديها لتحرر خصلات شعرها التي انسابت كشلال حول وجهها .. تقدمت اكثر لتتوسط الحلبة التي افرغت لها والجميع قد ثبت انظاره بذهول عليها .. أخذت تتمايل برقة مغرية كافعى تراقص نغمات مزمارها .. تلاعبت بشعرها ليتساقط حولها وتمايلت بخصرها بسرعة اكبر .. كانت تدور حول الجمع بثوبها المتطاير حولها كاجنحة الملائكة اخذت ترفع اطرافه الاسبانية لتلفها حولها .. شعر بها ترقص في عروق دمه على سجادة قلبه النابض بعنف.. سمع صوت والدها المصفر باعجاب وقح ( اذن .. اظهرت الانثى مخالبها لتهاجم بسلاحها عليك .. لقد ذكرتني بفتنة امها التي احرقتني لفترة وتركتني مدمنا عليها ويبدو ان ابنتها تحمل نفس دماء الفتنة الطاغية وتتلاعب بانوثتها لتخضعك ) كلماته حرقت عمر خاصة عندما اضاف ( انثى كهذه قادرة على اخضاع الرجال اثبتت انها ابنتي بمكرها لذا ستشاركنا الجلوس فانا واثق من تاثيرها الايجابي على الجميع .. اجلبها وتعال خلفي لننهي هذه الصفقة .. ويبدو انه ينتظرك منافس مخيف ابتدأت اعجب به ) لم ينتبه عمر عليه بل كان يحاول بكل قوته السيطرة على غضبه الجنوني المتصاعد.. لقد تحدته واثبتت ان كل ما بينهم انفصمت عراه وانتهت وبانه لا كلمة له عليها ،... مظهر الرجال المتفرسين بها وكلمات والدها الموحية على انها فاسقة فجرت براكين غضب بداخله احاطها بثلجيته عندما وقعت انظارها المتحدية عليه بعدما انهت رقصتها وعلا التصفيق لها .. اقترب منها فاقتربت .. قال بلامبالاة ابعد ما تكون عما يعتمل بصدره وقد صبر نفسه بكونه سيحاسبها عندما يكونا سويا ( الحقينا الى طاولة الاجتماعات ان كنت انهيت عرض جسمك وفرض نفسك ك ... ) وصمت موحيا اليها انه يراها الان كبائعة للهوى وهذا تحديدا ما تريده .. اجابت ببرود رغم الحزن الغادر اللذي اصابها لخيبته ( ساعدل مظهري وانضم لكم ) وغادرت بثقة باتجاه الحمام دون ان تغفل عن سرقة احدى الهواتف من الراقصين . اقفلت باب الحمام سريعا واتصلت برقم سيدا فهي الوحيدة التي تثق بها بعد بامير وقد شكت ان يكون هاتفه مراقبا .. سمعت صوت سيدا لتقول بسرعة وخفوت ( اسمعي ما ساقوله لك ولا تجاديليني واوصليه شخصيا لبامير دون استخدام الهاتف .. اخبريه انني وجدت طريقة لدخول الوكر وباني اطالبه ان يثبت علي تهمة التسيب والخيانة ويطردني ظاهريا من الشرطة وان يضع هاتف غير مراقب جديد لي في مكاننا المعهود .. كما اخبريه ان ينساني قليلا ولا يحاول السؤال عني لاني هذه المرة ساختفي ولكني اعدكم ان اعود برأس عمر ... وزعيمه .. ساحاول مكالمته بعدما احصل على الهاتف ولا تعيدي الاتصال بهذا الرقم لانه ليس لي كما انكم جميعا تحت المراقبة فلا تثقو باحد لان ما يحدث خطير جدا .. والان ساقفل انا بخير لا تقلقو .. ولكن الامر والمتورطين اخطر كثيرا مما نظن لذا حاذرو ) واقفلت الهاتف سريعا مغلقة اياه قبل ان ترميه في سلة المهملات ثم بدأت بتعديل مظهرها لتلحق بهم .. اما سيدا فما ان اغلقت هاتفها حتى بعثت برسالة سريعة (لقد حدث ما توقعت ووقعت بالفخ كما خطت ويبدو انها ستبدا خطتها المزدوجة .. هل هناك اوامر ) انتظرت قليلا قبل ان يصلها الرد ( كلا .. ابقي بالحياد وفقط سيري على نفس الخطة التي سيرسمونها هي وبامير ) وكانت هذه الكلمات كفيلة بجعلها تنتقل لتنفيذ دورها في اخبار بامير وقد اخذت اذن التحرك .
استيقظت دفنة في الصباح ناظرة الى حجرتها ببيت عمر للمرة الاولى بعين ناقدة .. كانت تشعر بالاختناق وكأن الجدران تطبق على روحها .. لقد خلدت الى النوم في اليوم السابق بعد جهد جهيد فافكارها ظلت تدور بفلك ما ستقوم به .. هل ستتمكن من خداع الجميع حقا وخصوصا عمر .. نهضت من السرير واتجهت الى شرفة حجرتها حيث وقفت هناك تستنشق نسيم الصباح عله يهدئ اعصابها الثائرة وافكارها المشوشة .. عينان قفزتا امامها في اللحظة التي اغلقت عينيها لتتذكر نظرات عمر لها طوال جلوسها البارحة مع الرجال وهم يعقدون الصفقات .. نظرات غامضة لم تفهم كهنها ولكنها استشعرت الغضب فيها .. لم تهتم ولن تهتم بعد الان به الا انها لن تنكر انه اوقف احد الرجال عن التمادي بتعليقاته الحقيرة معها زاجرا اياه بشكل مبطن .. (كفهد يدافع عن فريسته ) تمتمت بسخرية نافضة راسها من التفكير به فالمفترض ان يصبح اخر اهتماماتها .. التفتت لتدلف الى حجرتها الا انها تفاجئت بوجوده مستندا على باب الشرفة يراقبها بعمق ويداه تحملان طبق به شطائر وكاس من العصير .. تماسكت بسرعة كاسية نظراتها بثلجية ونبرة صوتها الهازئة تساعدها ( حسنا .. لمن ادين بهذه الزيارة المقيتة ) رفع حاجبيه بسرعة ولمعة غضب تكسو ملامحه قبل ان يحل مكانها هدوء حذر وهو يجيبها ( اذن .. لازال القنفذ يحتل روحك .. حتى بعد كل ما حدث البارحة منك ) رفعت حاجبيها باستهزاء متسائل ( وماللذي حدث البارحة مني .. ام انك غاضب لاني سحبت البساط من بين قدميك ) تسارعت انفاسه للحظة ساد خلالها الصمت المترقب قبل اجابته ( اتعتقدين حقا انك نجحت بفعل اي شيء .. هل ترين استخدام جسدك كوسيلة لجذب الانتباه امر صحيحا ) هزت دفنة اكتافها بلامبالاة ( مادمت ستستخدم جسدي لاهدافك ولتدعم منصبك لم لا استخدمه انا لاهدافي وللوصول لمبتاغي ... لادمركم به قبل ان تدمروني ) ثانية واحدة كانت الفيصل بين الهدوء والعاصفة التي تلت كلماتها .. انقض عمر بسرعة البرق عليها محاصرا جسدها بجسده و بسور الشرفه وواضعا كفه على فمها مغلقا اياه وصوت فحيح غضبه يلفح بنيران انفاسه وجهها ( اياك .. لا تجرؤي على اهانة نفسك دفنة امامي .. ليس هكذا .. افهمت .. جسدك سيبقى محفوظ ولو بذلت روحي فداءه وكرامتك ستعلو ولن يمسها شيء طالما انا على قيد الحياة .. احقا تساوين بيني وبين اولئك الحقراء اللذين التهمو جسدك باعينهم بكل شهوانية .. اح) لم يكمل امام ثورتها المتمردة وهي تضرب كفه بغضب صارخة ( وماللذي يجعلك مختلفا عنهم .. عن اي كرامة تتحدث يا هذا .. انت اول من مرغ بكرامتي التراب .. اتتهمني فسوقا .. وقد اجبرتني على الموافقة على الزواج منك .. اجبني كيف تكون مختلفا وانت لا يهمك سوى ان تنجح بجعلي حاملا بذلك الحفيد المنتظر .. ارايت انك اول من اهانني واهان جسدي اللذي حافظت عليه كحمقاء بدافع خيالات حب مراهقة لشخص لا يستحق حتى ان انظر اليه ) امتقع وجه عمر وهو يتراجع قائلا بذهول ( لا اصدقك .. احقا ترينني هكذا .. ااصبحت في نظرك سافل لهذه الدرجة .. لا اصدقك .. هل نسيت من انا دفنة ) كانت كلماتها كشظايا القنابل المميته لقلبه الواجف المصعوق .. راها تنتفض بعنف اكبر ضاربة صدره بكل غضب الدنيا ووجعها ( اجل نسيت .. نسيت انك حبيبي .. نسيت انك بمثابة عائلتي .. نسيت عهدي لك بالوفاء والاخلاص .. نسيت حبنا اللذي ظننته سيقف في وجه كل الصعاب .. نسيت خفقة قلبي الاولى وهمسة عشقي الاولى وقبلة شفاهي الاولى .. نسيت حلمي معك .. نسيت انني لم اكن اتنفس الا اسمك .. نسيت انك رجلي الاول والاوحد وان جسدي لم يتعرف على مالك سواك .. والاهم .. نسيت انك السبب بجعلي اعود مرفوعة الراس امام الجميع .. نسيت انك نفذت وعدك ولم تخذلني وبرأت ابي امام الجميع .. لماذا فعلت هذا ... لماذا .. لماذا جعلتني مدينة لك هكذا وواقعة تحت حكمك وسيطرتك .. اكرهك .، اتعلم .. اجل اكرهك على قدر حبي لك .. اككككرررهههك ) ضمها عمر بسرعة محاولا احتواء ثورتها الغاضبة مهدهدا اياها بعشقه المتألم عليها .. راجيا اياها ان ترحم ضعفه وضعفها ( دفنة .. حبيبتي .. اهدئي يا ملاكي .. حسنا ان كان هذا سيرحيك فلست انا من كان السبب ببراءة والدك ) همهمت بصوت مخنوق على صدره العريض اللذي يحتويها ( كااذب .. لا تفعل .. يكفي ما حطمته من صورتك فابقى هذا لي كي اتمكن من العيش مع نفسي ) كانت لهثات غضبها الدامع تحرق كيانه وصدره الملتصق بها ابعدها قليلا عنه وعيناه تناجيان عيناها ( حسنا .. اكرهيني ان كنت سترتاحي هكذا .. ولكن .. ابقي قوية يا فريستي اللطيفة فلازلنا في اول الطريق .. ولازلت احتاج روحك المقاتلة لتساندني ) نفضت نفسها مبتعدة عنه بقوة وقلبها يعلن تمردها المنعكس شراراته في عينيها ( لا تخف .. لن ارحمك او استسلم حتى اخذ حقي منكم .. لست فريستك فان كنت انت فهدا فانا ثعلب ماكر فاحذر غدري ) ابتسم عمر بهدوء محب ويده ترفع خصلات شعرها عن وجهها رغم مقاومتها التي ثبتها بيده فابدت برودها ولامبالاتها ( انت ابعد ما يكون عن الغدر يا صغيرتي .. صدقيني .. ستفهمين كل شيء مع الوقت .. وستعذرين تصرفاتي .. واعدك .. ان احاول كسب ثقتك مرة اخرى وساقف الى جوارك في هذا العالم الحقير الى ان تصلي لكل ما تريدينه حتى لو كان في ذلك هلاكي يا ملاكي ) ابتدأ بالتراجع جاعلا قلبها الخائن يخفق بسرعة لكلمته فارتجفت مجيبة بعنفوان ( لا اريد اي شيء منك .. فقط فارقني وارحمني من وجودك ) ابتسم بهدوء ونظرته تعكس المه الخالص اللذي هزها رغم عنها ( لن استطيع فراقك بعد ان وجدتك ومع ذلك لا تقلقي فوجودي سيكون بمصلحتك .. اعدك ولكني ساطلب منك شيئا بالمقابل ) وصمت رافعا يده بتحذير ( أنت لن ترقصي مرة اخرى الا امامي ) وغادر من امامها تاركا اياها تنهار على الكرسي الموضوع في الشرفة ويدها تقبض على قلبها مناجية اياه ( ارجوك احتمل ولا تصدقه وترضخ له مرة اخرى .. لا تصدق من خانك وباعك ) .
بعد هذه المواجهة مر اسبوعين كاملين من حياتها كسرعة البرق رغم انها شعرت بان كل دقيقة تمضي كدهر .. اسبوعين قضتهما برفقة عمر كظله في كل مكان .. تعرفت من خلاله على الكثير فكان وكانما يفتح لها كتاب العجائب كما وعدها .. وما اثار استغرابها جرئته وصراحته وثقته التي جعلته يخبرها كل شيء رغم عدم ثقتها في البدء به الا انه كان كمن يمنحها مفاتيح التعامل مع هذا العالم اللذي ذهلت من عمقه وحقارته .. واكثر ما اثار استغرابها انه تركها بحريتها لتسال وترى الملفات وتحصل على ما تريد من معلومات تودي بالكثيرين وراء الشمس .. في البدء خافت ان تكون باختبار لذلك لم ترسل اي من المعلومات ولكن مع مرور الوقت ابتدأت ببث المعلومات الى بامير بطرق سرية مؤمنة على ان لا يتحركو حتى تجمع كل المعلومات المطلوبة .. كان ما يحدث معها كالحلم واكثر ما اثار حنقها هو تعامل عمر معها كما كان عندما كانت مراهقة منفذا ما قاله لها .. تحمل ثورتها وبرودها وتلميحتها وابتعادها عنه بصبر وحنان وابتسامة ترقب استفزتها لشعورها بثقته من انها ستعود لتضعف من ناحيته وتسلمه قلبها مرة اخرى .. والادهى انه وقف بوجه كلمات والدها عنها وتلميحاته السيئة وحاول تجنيبها الاحتكاك به على قدر استطاعته .. حتى عندما كانت جالسة في يوم من الايام لتتناول الغذاء معهما سخر والدها من امها واهان مصطفى بالكلام ثم نظر لها باشمئزاز متسائل اي انثى تبقى بعيدة عن شاب مثل عمر يتمناه الكثيرات وانه يكفيها حماقة ولتبدأ بمهمتها الاساسية كما انه سخر من رجولة عمر واشار اليها بقذارة بانه رغم كل عيوبها الا انها لا باس بها لتثيره وانه ان الاوان ليبدا مهمتهما بانجاب حفيده المنتظر .. كان هذا الكلام فوق طاقتها الاقتدارية للتحمل فاجابته ساخرة بانها ليست ارنبة كما ان لديها احترامها الذاتي لنفسها وان لا يخرج ضعف رجولته بكلامته فهو الناقص لا عمر .. وكانت هذه الكلمات كفيلة بجعل عادل يرفع يده بغية صفعها الا ان عمر ابعدها في اللحظة الاخيرة متلقيا الصفعة على ذراعه وهو يطلب منها ان تبتعد بشكل سريع من امامه .. التزمت بكلماته خاصة ان الغثيان اكتنفها مع عظم كرهها لعادل واختفت تاركة اياهم لتختلي بنفسها في شرفة حجرتها حيث تقطن مع عمر .. لا تعلم كم ظلت واقفة هكذا وهي غارقة في ظلام نفسها وحقدها على عادل والجميع .. انتبهت على الحركة خلفها فالتفتت لترى عمر الواقف على ما يبدو من فترة من الزمن مراقبا اياها وقد ابتدأ بالاقتراب منها .. لا شعوريا اخذت عيناها تتلكأن عليه في فحص سريع مخافة ان يكون والدها اذاه.. وقف الى جانبها وشرد في السماء امامه قائلا ( لسنا نحن من نختار ظروف قدومنا بهذا العالم ولكننا من نختار مصائرنا بعقولنا وقلوبنا المتحكمين بتصرفاتنا ..الاب .. رمز عظيم ..ليس بالضرورة ان نسقطه على الحقيقة بقدر ما هو مهم ان نحافظ على قدسية المكانة بداخلنا لذا ..لا يهم من انجنبنا ولكن المهم من اثر علينا واتخذناه قدوة وساهم في تشكيل شخصياتنا واراءنا .. والاهم من ذلك كله هو ان مجادلة السفيه هي السفاهة بذاتها فطريقة الرد عليه تكون بالتصرفات وليس بكلمات نسمح فيها لعقولنا بالهبوط لمستواه المتدني في التفكير ) كلماته تعمقت مترسخة بفؤادها وباعثة بسلسلة ارتجافات متتالية جعلتها تسأله هامسة ( لما انت هكذا ..لما تفعل هذا معي .. لما لا تتحداني وتحاول ان تحطمني كما كنت تفعل سابقا .. لما تسقطني مرة اخرى ببحور الحيرة .. اريد ان اكرهك اكثر واكثر وان اغذي كرهي بتصرفاتك وخيانتك ولكنك تتعمد ان تتجاهل حقدي وتتعامل معي بصبر واناة مدافعا عني وكان ما بيننا قصة حب حقيقة ستنتهي بزواجنا المزعوم بعد اقل من شهر ) التفت عليها متسائلا بابتسامة حانية ( وهل ان كرهتيني او قسوت عليك سترتاحي دفنة ..هل سيهدا قلبك ..ما فعلته بك بالسابق كنت مجبرا عليه لانك كنت في ضفة نهر بعيدا عني وهذه كانت طريقتي لبناء الجسر اللذي يجمعنا دفنة .. فمن المستحيل ان اتراجع انا واعود الى عالمك فالوقت متاخر لذا كان عليك انت ان تدخلي عالمي وتصبحي ملائمة له .. اما وقد اصبحت فيه فلاتوجد قوة في العالم ستجبرني على ايذائك حتى لو كنت انت نفسك من تتسببين بهذا بعنادك لانك روحي ) ابتسمت ساخرة وقلبها الغبي ينتفض لاعترافه بمكانتها ( هل انت مجنون .. هل تظن ان نهايتنا وردية وباني ساسلمك نفسي بحب وساعيش معك بسعادة .. استفق عمر فانا اكرهك واتحين الفرص للتغلب عليك والانتقام منك .. كما انك اخر رجل ستؤثر علي وستسلمسني بارادتي فكل ما سيحدث بيننا سيدخل ضمن قائمة اغتصابك لي .. ايها الفهد الاسود ) علمت انها اهانته كثيرا من تلك اللمعة الخطيرة في عينيه مع ابتسامته الشرسة وملامحه الضارية .. رفع حاجبيه باستهزاء خطير وابتدأ بالتقدم باتجاهها مع تراجع خطواتها بلا ارادة منها.. سمعته يهمس بخفوت مخيف ( لقد ذكرتني بملاكمتي بعد اسبوعين.. اتعلمين ان اكثر ما استمتع به في الملاكمة هي اللحظة التي يظن فيها منافسي انه امتلك زمام الامور وانتصر .. عندها يكون خطف الفوز من بين انيابه هو الاروع مع نظرة الذهول المرتسمة على صفحة وجهه وهو يراقب هزيمته بشكل لم يتوقعه وانتصاره ينسل بقسوة من بين يديه .. ) كان قد حصر جسدها بين جسده و حافة الشرفة فتوقف وانحنى عليها بعدما ثبتت يده الخاطفة قدها وقربتها منه مبعدة اياها عن الحاجز خلفها لحمايتها فالتصقت به مما ولد مقاومتها الغريزية ضده ومع ذلك احبطها بسهولة فاستكانت ببرود بين يديه .. علا لهاثها وحاولت التحكم بانتفاضها كي لا تستسلم له وتبقى على ثلجيتها معه .. رأته يحدق بها بنظرة امتلاكية اقشعر لها بدنها وعيناه تغرقان باغواء مارسه بمهارة على قلبها ليخضع عقلها .. همست باخر انفاسها الحانقة ( اتركني.. ماللذي تفعله .. ماللذي تريد اثباته بوقاحتك .. انا اكرهك ) عقد حاجبيه بخطورة ساخرة واقترب اكثر منها منحنيا عليها وقد الصق وجنته بوجنتها واعاصير انفاسه تحرقها بكل قسوة وتسلب منها ثباتها لتسلمها لارتعاشات غزت اطرافها ودوار تسلط على اعصابها .. حروفه فجرت براكين نيرانها فشبت حرائقها مذيبة كل جليدها ( اذن .. تكرهيني .. تعتبريني وقح .. بربك اين الوقاحة بربك اين الوقاحة وانا خطيب يغازل معشوقته وزوجته القادمة .. تعلنين ان ما بيننا تمثيل .. ومجرد امر فرض عليك .. ياترى .. هل لهذا تتعذب حنايا روحك العاشقة .. لا تحاولي الانكار دفنتي فكلانا له اثر الادمان القاتل اللذي يفيض في عروقنا ويعصف بنا .. كيف تسميني مغتصبا وانتي من اغتصبتي قلبي ورميته في اعماق عشقك .. اذن .. لن تتفاعلي مع لمساتي .. هل انت واثقة يا .. حبيبتي ) واتبع همسته التي غزتها بلمسة جريئة مررها ببطئ على ملامحها متلكئ على شفاهها فجيدها حتى وصل الى مقدمة صدرها ليتلاعب بازرار قميصها تاركا اياها بلا انفاس وهي تشهق بصعوبة بالغة باحاسيس محرمة تسيطر عليها راته ينحني بشفتيه عليها فأنت راجية منه الابتعاد .. مس بثغره ملتقى عنقها مع صدرها فارتخت بين يديه التي اسندتها كي لا تقع .. رجته بضعف اكبر ان يتركها وقد غاب كل صوابها فابعد وجهه عنها مجيبا اياها بقسوة راغبة زلزلتها ( هذا نحن دفنة .. مهما ظهرنا متباعدين .. مهما قاومنا .. مهما تشاجرنا الا ان لاجسدانا لغة اخرى .. لغة النيران بوقودها الملتهب .. لغة التناقض بامتزاج الجليد واللهب .. لا تحاولي التظاهر بالعكس حبيبتي .. ومع ذلك فانا واثق ان كلانا سينصهر بالاخر وبانك ستاتين الي دوما راغبة دفنتي .. ) وابتعد بشكل مفاجئ تركها مترنحة وهو يتمتم بضرورة ذهابه للتدريب للمبارة القادمة .
غضب عارم استولى عليها من نفسها ومن عمر .. غضب انثى تعرضت كرامتها للخدش واضعفها الحب تاركا اياها بجسد خائن متمرد على عقلها ... غضب عاشقة رغم كل كرهها الا ان مجرد تفكيرها بان حبيبها الخائن سيخوض مباراة ملاكمة قد تؤذيه نسيت كل ما فعله وظلت تذرع حجرتها بقلق مرعوب عليه .. كيف تطلب منه الا ينازل احدا والمفترض انها تتغنى برغبتها بموته وبكرهها له .. ولكنه السبب .. فهو من ارجع لمخيلتها صورة عمر اللذي عشقته في الايام السابقة .. ورغما عن نزيف قلبها الحانق ظل يضرب بجنون مع وقوفه كدرع يحميها وينير لها في ظلمة عالم موحل بالشر .. لا يمكنها انكار ما فعله معها ولا كيف استوعب جنونها .. برودها .. وحتى انتقامها وتحديها .. غضبت اكثر لانها الان تخونه وتلف حبل مشنقته بيديها .. في كل لحظة تمر تبادله ثقته بخيانة متعمدة مسربة ما منحه اياها من معلومات لتعينها على اثبات ما يودي به خلف الشمس .. شعورها المشوش ورغبتها بعودة عمر ليؤذيها بتصرفاته كما كان يفعل سابقا كي تتمكن من الاستمرار بالايقاع به دون تذوقها لطعم العلقم المتناثر على صفحة قلب حار بين الكره والحب .. كل هذا التخبط ازداد مع قدوم حبيبته نالين وظهورها على الساحة كقوة متحكمة مبادلة دفنة نظرات شامتة وهي تقف محيطة بخصر عمر في الاحتفال المقام على شرف احد رجال الاعمال .. حتى والدها نظر اليها بسخرية متعمدة وكأنه يثبت لها كيف تكون الانثى وكيف يجذب عمر اروع النساء وهي تقف كدمية مهجورة لوحدها .. لم تحاول يوما اثارة غيرة رجل بعدما حدث معها يوم حفل تخرجها ..لذا لم تعلم مدى قوة هذا السلاح وتاثيره على عمر ولكنها ارادت ان ترد الصاع بصاعين له لذا تقدمت بجرأة مخترقة صفوف المدعوين ومتخالطة معهم لتشارك اراءها مع الجميع بدلال اذاب من حولها ليستسلمو ويخنعو لكل رأي او كلمة تقولها .. في كل لحظة تمر كانت ثقتها تزداد مع ازدياد معجبيها الملتفين حولها والباحثين عن رضاها ..تمكنت بسهولة من تجاهل نظرات عمر مستعينة بنيران اللهب المنبعث من داخلها بسببه .. استأذنها احدهم ليراقصها فاستجابت له واكملت تمايلها معه بدلع رقيق ناسب شخصيتها مع محافظتها على الحدود بينهما .. كان مرافقها كثير التحدث والتغزل فتظاهرت بالاستماع له رغم ان كيانها سافر الى حيث يقف عمر حول حلبة الرقص وقد استرقت بعض النظرات باتجاهه لتلتحم عيناه المهددة بعينيها ذات البراءة الخادعة .. ارتعاشة تحدي لذيذة اغرقتها وهي ترى غيرته القافزة من عينيه رغم الجليد اللذي غلف تصرافاته .. انتظرت ان ياتي ويطالبها بالتوقف ولكنه لم يفعل كان ينظر اليها بتحدي قوي ان ترفع مستوى اللعب بينهم لدرجة الاستفزاز .. تذكرت كلامه عن مراقبة الخصم ولذة الانقضاض ففهمت انها تلاعبه بشكل يفضح مشاعرها اكثر .. تضايقت من نفسها للانجرار لهذا المستوى وعدم انتباهها للعمل وجمع المعلومات فاستاذنت من مراقصها وذهبت الى حجرة الزينة لتعيد تنظيم افكارها .. مرت عدة لحظات قبل ان تشعر بدخول نالين خلفها .. رأت نظرتها الهازئة التفقدية على اجزاء جسدها فتجاهلتها واستمرت بعملها .. صفرت نالين بسخرية قائلة ( وااو .. اذن هذه ابنة عادل المصونة ... منجبة وريث عرشه .. و .. ) صمتت بايحاء مقزز جعل دفنة تلتفت عليها قائلة ( و .. زوجة عمر .. حبيبك .. والذي اثق انه يمكنني انتشاله من بين يديك بسهولة ان اردت ) قهقهت نالين باستفزاز قابلته دفنة بجليدية قبل ان تتوقف قائلة واحد حاجبيها يرتفع بتحدي ( ارجوك .. هل تعتقدين انك تستطيعين الوقوف امامي .. انه معك فقط لاجل مكانته ولانه سيستلم منصب عادل ووقتها لن ينظر اليك وسيبقى معي انا .. الم تريه كيف لم يطق الابتعاد عني ) تقدمت دفنة منها ببطء واثق وربتت على كتفها و بابتسامة قوية قالت ( حقا .. انت قلتها .. وقتها ... اما الان فهو خطيبي .. ثم ان الرجال لا امان لهم .. ما ادراك الا يبيعك ويعجبه الحصول علي .. فانا .. الاجمل .. الاغنى .. والاكثر قوة و .. بيدي اقوى المفاتيح ) واقتربت من اذنها هامسة بتحدي ( ام وريث العرش ) وضحكت بخفة مكملة طريقها للمغادرة وقد احمر وجه نالين من الغيظ فقاطعتها ( سيلقونك ما ان ينتهو منك ) رفعت دفنة كتفيها مجيبة ( انا قادرة على تكفل نفسي بكل الاوراق التي تحميني .. فلا تخافي علي ) وغمزتها قبل ان تقفل الباب خلفها شاعرة بلذة انتصار لا تدري من اين جاءت بقوته ولكن .. يبدو ان حب عمر لازال معشش بداخلها وهو ما يعطيها حافز القتال .. وقفت في منتصف القاعة ورات نالين تنضم لعمر وتهمس له بكلام تغير على اثره ملامحه فعلمت انها تشتكي له وتأكد حدسها عندما راته يتجه اليها فاستعدت لمقابلته .. كان الترقب يثيرها ونظرة النار تؤلمها ومع ذلك ارادت منه ان يقسو عليها لتعالج حبها المشؤوم له .. وصل عندها مثبتا انظاره عليها قبل ان يقول من بين هسيس اسنانه .( لنرقص .. هناك ما اريد الحديث معك به ) جذبها من يدها بقوة فلم تقاوم تبعته متعثرة مع سرعة خطواته حتى اخذها بين يديه وبدأ يتمايل على الحان الموسيقى متسائلا ( لم .. لم تلقين بنفسك بالخطر وتتحديها .. اتركيها تعوي فهي تحب اظهار قوتها فقط .. هل كان يجب ان تجعليها تتحفز لقتالك بعد ان حاولت جعلها تهدأ من ناحيتك كي لا تثور عليك ولتتخلصي من سمها القاتل ) كان يتكلم بغضب خائف اقحمها بجنون .. هو يقف مع تلك الافعى لحمايتها هي .. هو يحتمل كل هذا لاجلها .. لم يكن يجب عليه ان يخبرها فالمفترض ان تكره .. عصف قلبها امام نبرات غضبه الحانقة فرفعت كفها ببطء انثوي محتضنة وجهه هامسة اليه ( لا تقلق .. انا قادرة وقوية وهي كما قلت .. مجرد شخص يعوي ) انقطعت انفاس عمر وهو يرى نعومة حركتها ويشعر بملمس يدها على وجهه لتذوب اواصله العاشقة لها .. ماللذي تفعله به وكيف يكون لها كل هذه الاثر عليه .. انه امامها يبدو كطفل غر يذوب عشقا .. لقد تماسك بصعوبة طوال الحفل وهو يراها تنتقل من رجل الى اخر لان هدفه كان حمايتها من شك نالين والعابيها ومع ذلك ...حطمت كل شيء بكلماتها وهذا اغضبه .. كان يود ان يوبخها يعاقبها يظهر غضبه عليها ولكن ..لمسة منها سلبته كل شيء لتتركه يتحرق اليها .. وقعت انظاره على نالين بنظراتها القاتلة فانتفض مبتعدا عن دفنة بصعوبة قبل ان يجذبها بقسوة اكبر من ذراعها قائلا ( كفي عن التلاعب بي .. هيا .. ساوصلك الى المنزل ) انتظر منها المقاومة ولكنها اطاعته فزاد ذلك من خفقان قلبه الخائن .. قادها الى سيارته واوقفها امامها هاربا بعيناه منها ( سابعث السائق لك ليوصلك وسالحقك بعد قليل عندما ينتهي الحفل ) لم ترد عليه فرفع عيناه ليجدها مطأطئة الرأس مستسلمة بانكسار اوجعه فانفجر بها هازا كتفيها بكل قوته وبلا سيطرة ( لما .. لما تعذبيني هكذا .. لم تحاولين قتلي مئة مرة .. ان كنت تكرهيني فاستلي خنجرك واضربيه بقلبي ولكن كفي عن تعذيبي هكذا .. رؤيتك وانت تكسرين العهد وترقصي في ذلك اليوم .. ورؤيتك اليوم وانتي تسمحين لغيري بمراقصتك ثم تتحدين من كانت بين يدي بانك قادرة على التحكم بي وبان مكانتك ستأتي بقوة كونك ام الوريث فقط .. والان تظهرين لي بهذا الانكسار وكاني ظلمتك وقتلتك وما فعلت ما فعلت الا لاحميك ايتها المجنونة فلا شيء يهمني بهذه الدنيا سواك .. حتى خدعتي التي اخرجتك من الشرطة فسرت لك اسبابها .. والان ماللذي تنتظرينه مني دفنة .. اجيبيني فانا مللت حربك ) كان انفجاره مفاجئا لها .. صوغه هذه الكلمات بهذه الطريقة ضرب مشاعرها بمقتل .. هو فعل هذا ليحميها فما عذرها بخيانته الان وتسلميها كل المعلومات عنه .. انتفضت بالم مذهول وجسدها يتمايل بين يدي عمر الغاضب كجثة ميتة .. بلا حول منها رفعت اكفها لتحيط وجهه مقبلة شفاهه علها تمتص سمية الكلمات بروحها وتزيل المه اللذي تزيده عليه .. كانت قبلتها تملكية بثتها كل حيرتها ووجعها وشعورها بانها ستفقده و ... ستتسبب بقتله .. ترى الى متى ستحتمل هذا وكيف ستبتعد عنه .. شهقت ملتقطة انفاسها اللاهثة لتعود بقبلة اكثر لهيبا من سابقتها ويداها تنغرسان في شعره بجنون شغوف .. حاول مقاومتها لثانية الا ان فيضانات عشقه واشتياقه تفجرت ليستلم المبادرة منها وينهل من ربيع فردوس ثغرها بنهم تائق .. اراد دمغها وعقابها ونسيان كل الرجال والنساء بل وكل الدنيا على اعتاب فيضان مشاعره .. للمرة الاولى تكون بين يديه كانثى كاملة راغبة متفجرة تائقة .. حفظ بثغره معالمها بقبلات ملتهبة حفرت تقاسميها بمخيلته .. انينها واستسلامها اثارا جنونه فزدادت جرأته العاشقة وشغفه يغيب كل تفكير .. بادلته بالمثل ونشرت قبلاتها على صفحة وجهه برقة دلال انثى واثقة فشعر بروحه تبلغ عنان السماء .. زامور سيارة بعيد ايقظهم من لجة العواطف الحارقة لينتفض مبتعدا عنها محاولا التقاط انفاسه المسروقة ..تبعثرها واحمرارها امامه زادا اثارته وهمستها ( اعتذر ) تسببت بتساقط اخر حصون دفاعه .. دفعها امامه الى السيارة بشكل مسرع قائلا باقتضاب ( هيا سنرحل سويا ) والتف حول السيارة الا ان رنين هاتفه معلنا عن رسالة وصلته ما ان قرأها حتى امتقع وجهه ونظر بتشتت وضياع حوله ..ماللذي حدث له لقد كادت ان تنسيه نفسه ومهمته وما هو مطلوب منه .. انتفض مبتعدا بشكل سريع قبل ان يضعف من نظراتها المذهولة لانسحابه ..تقهقر قائلا بصوت تاكد انها سمعته ( سابعث السائق فهذا افضل ) وانسحب امام حيرتها وروحها تأن باحثة عن اجابة لتساؤلاتها .. كيف تركها .. كيف فضل العودة للداخل على ان يكمل معها بعد ان سلمته روحها .. عادت كرامتها لتبكي جنونها وتهورها فاحاطت نفسها بيديها شاعرة بالبرد يتسلل عميقا وينخر جسدها .. سالت دموعها وديانا لتغسل روحها وهي تراقب السائق ياتي ويركب معها مبتدئا بالقيادة .. اسندت راسها المحترق على زجاج النافذة وشردت في الطريق وقلبها يبدا بمراجعة ما حدث معها .. لم تعلم كيف نامت ولا من نقلها كل ما احست به هو سقوطها في بئر الاحلام دون وجود من ينقذها او يشاركها اياه .

كان الاسبوع التالي اللذي سبق المبارة مشحون بطريقة غريبة..كلاهما هرب من مواجهة ما حصل او محاولة تفسيره للاخر وتعاملا وكأنه لم يكن ..فعمر انشغل بالتدريبات كما تعمدت نالين ان تتواجد في غالب تدريباته معه كاثبات لملكيتها اما دفنة فحاولت تركيز عملها وجمع ما تستطيعه من معلومات خاصة اثناء تواجدها بالشركة واللذي كان الاصعب لها فعيون الموظفين تناوبت في نظراتها اليها ما بين مشفق وحاقد وحاسد وخائب للامل خاصة مع المعلومات التي انتشرت بكونها ابنة الرئيس وستصبح زوجة الفهد ايضا .. ورغم ذلك حاولت دفنة التغاضي عن كل هذا وتجاهله ولكن مالم تقم بحسابه هو نالين ومراقبتها الدائمة لها حتى تفاجأت في ذلك اليوم اللذي تأخرت فيه بالمغادرة من الشركة بمن يحتجزها بحمام الموظفين عندما كانت فيه .. حاولت الصراخ والضرب على الباب بلا فائدة .. تراجعت مستندة على الحائط محاولة التفكير بهدوء وبث الطمأنينة في نفسها فبالتاكيد سيلحظ عمر غيابها وسيبحث عنها.. الا ان ما اقلقها هو ذلك الهاجس الغريب وتساؤلها عمن وراء ما حدث وما هو هدفه منه .. اسم واحد طرأ على ذهنها مسببا قشعريرة جعلتها تترجف .. ترى هل هناك ما ستفعله لها لتنتقم منها .. ازداد رعبها مع احساسها بانها ليست لوحدها .. هسيس مخيف اوقف قلبها عن النبض صدر من طرف الحمام .. التفتت ببطء لتراها .. افعى تزحف على ارضية الحمام ببطء مثير للاشمئزاز .. هربت انفاسها من صدرها وتشنجت اطرافها من الرعب وعيناها تجوبان المكان بحثا عن مخرج .. توقف عقلها عن العمل من شدة الخوف ولكن عودة فحيحها ايقظها من تخدرها ومرأى عصا التنظيف شجعها فحركت يدها ببطء محاولة عدم استفزاز الافعى .. ما ان امسكت العصا حتى قفزت بشكل سريع مستندة على حوض التغسيل ومعتمدة على لياقتها وخفتها لترفع نفسها فوقه.. تحركت مع حركتها الافعى مقتربة الا ان ضربتها بالعصا على الارض محذرة اوقفت حركة الافعى .. كانت لهثاتها قد تعالت وتسارعت مع خوفها اللذي امتزج بحركتها وترقبها .. رأت الافعى تحاول التحرك فضربت الارض مرة اخرى بسرعة وقوة .. حاولت ان تتذكر كل ما تعرفه عن الافاعي وكيفية التعامل معها .. غمر العرق جسدها المرتجف وهي تركز على حركة الافعى كي لا تغفلها .. لم تعلم كم مر عليها من الوقت وهي بهذا العذاب والترقب مانعة الافعى من التحرك بضرباتها القوية .. صوت جلبة في الرواق جذب انتباه الافعى لتتحرك باتجاه الباب في نفس اللحظة التي فتح بها فصرخت محذرة ( هناك افعى ) لحظة مرت غابت بها الافعى عن اعينها بالخارج قبل سماعها لصوت عمر الملهوف وهو يدخل الى الحمام ( حبيبتي هل انت بخير ) كان هذا اخر ما احتملته اعصابها قبل ان تنهار مفترشة ارض الحمام دافنة وجهها بين اكفها وعينيها تخطان دموع عجزها ورعبها المدرك لما تعرضت له .. احست بذراعي عمر وهما يحتضنانها ويرفعانها عن الارض فلم تجد القوة لابعاده عنها بل تعلقت به كطفلة اخفت نفسها في صدره بلا خجل .. شعرت به يمددها على اريكة فادركت انها بمكتبه ووجهه الممتقع يقترب منها وقد اخذت يداه تربتان على راسها بحنان ( حبيبتي .. هل انت بخير .. هل حدث لك شيء .. اجيبيني ) ارادت ان تتكلم لكن صوت انثوي اعاد اليها كل ما حدث معها من رعب في الساعات الماضية ( حبيبي لا تقلق يبدو انها بخير .. ما بك ايها الفهد .. الم نكن سنخرج للتو سويا ) ورأت تالين تنظر اليها بشماتة مستغلة عدم رؤية عمر لها .. فهمت كلماتها وفهمت رسالتها وتاكدت من فحوى تحذيرها .. انها تثبت لها قولا وفعلا انها الاهم وان اي منافسة لها مهما بلغت مكانتها فسوف تقتلها بكل غدر .. لحظات مرت عليها في محاولة منها للسيطرة على عنف ارتجافاتها واشمئزازها من كل ما يحدث .. ففي الوقت اللذي كانت تعاني فيه الموت كان عمر يجلس مع هذه الافعى .. الان فهمت تحذيره لها منها .. لم تعلم كيف اتتها القوة ولا كيف تبلدت احاسيسها وكان مواجهتها مع الموت قتلت كل كيانها فاسندت نفسها رافضة بعنف مساعدة عمر .. وقفت ببطء مترنح وصوت عمر الصارخ بغضب لها ان تبقى مستلقية يزيد اصرارها على الابتعاد .. اشارت له ليبتعد وعيناها ترمقان عيني تالين اللتان ضاقتا بحذر قائلة بارتجاف وضعت به كل برودها وحزمها قدر استطاعتها ( يمكنك اكمال سهرتك مع حبيبتك كما تريد فلن استغني عن حياتي لاجلك اما انا فساذهب للمنزل ) كان اعلان منها لتالين بتركها عمر لها فهو لا يساوي حياتها في نظرها .. سمعت صوت عمر الغاضب ( ماللذي يعنيه هذا .. كيف .. م) اوقفته بيدها عن المتابعة قائلة وهي تتحرك مبتعدة عنه بكل ما اوتيت من قوة ( ستجد الجواب عند صاحبة الافعى التي تنتظرك اما انا فلست معنية بكل هذا ) سمعت شهقة من خلفها ولكنها لم تنتظر حتى تعلم اثر وقع كلماتها بل اسرعت خطاها لتصل الى المصعد قبل ان تكمل خروجها من المكان مستعينة بالسائق الخاص اللذي عينه عمر لها ليقودها الى المنزل حيث انهارت بحجرتها وقد تسللت كل قوتها مغادرة اياها وتاركة جسدها كجثة هامدة.
لم تعلم كيف نامت ولا ماللذي حدث لها ولا من نقلها على السرير بعد ان كانت تفترش الارض .. توجهت الى الحمام فور استيقاظها لتغرق نفسها بالماء عل روحها المرتجفة تستيقظ من سباتها المرعوب .. خرجت الى الصالة لتجد عمر جالسا بشرود امام طاولة وضع عليها اصناف من طعام بدا كفطور .. ما ان احس بها حتى انتفض واقفا متسائلا بلهفة ( كيف حالك الان ) رفعت كتفيها بلا مبالاة دون اي اجابة وجلست لتتناول الطعام بالية دون اي احساس .. راته يجلس بهدوء قبل ان تتفاجئ به يمسك كفها مقبلا اياها بارتجاف ( الحمد لله انك بخير .. ياللهي .. لو تعلمين ما حدث لي عندما لاحظت اختفائك وتأخرك واخذت ابحث عنك .. ماللذي كان سيحدث لي ان تأذيت ) سحبت يدها سريعا وملمس شفاهه ينغرس عميقا بروحها المتجمدة مسببا ارتجاف غادر احنقها ( كنت ستتم ليلتك في احضان افعاك الحبيبة ) .. صمت سيطر للحظات قبل سماعها صوت عمر الثلجي ( صدقا دفنة .. هل تعتقدين انني قد اخونك وفرحنا على الابواب .. لا انكر اني عرفت غيرك من النساء بعدما انهيت علاقتي بك قبل عشرة اعوام اما الان ومنذ ظهورك ورغم ملازمتها لي الا انني لم اخونك ولا مرة ) ضاقت عينا دفنة محاولة التماسك امام ارتجاف قلبها الخائن وابتسمت بسخرية ( ارجوك .. هل تعتقد اني حمقاء لاصدق انك نبيل وشريف ) وقف عمر ومظهرها يقتله بعنف وذلك الخوف اللذي سيطر عليه عندما شعر انها معرضة للخطر يقيد روحه ( انا لن ادافع عن نفسي فانا واثق ان براءتي ستظهر امامك ولكن .. سارجوكي ان تنتبهي على نفسك فانا لن استطيع العيش بدونك بعد كل هذا .. فلقد اصبحت غايتي وموطني ) اضاف جملته الاخيرة بايمان مرتجف وقد اثقلت نبراته بعواطفه وعشقه لها وخوفه عليها فهرب من امامها قبل ان يستسلم امامها تاركا اياها تنظر بذهول في اثره وكلماته تتغلغل عميقا جدا الى داخلها مؤثرة على كل قراراتها .
لم تكن تعلم كيف عليها ان تتصرف بعدما تعرضت لهذا الهجوم المباشر لذا اثرت السلامة لنفسها وقررت ان تبقي مسدسها معها في كل وقت .. اجبرت نفسها على الذهاب الى الشركة في اليوم التالي خاصة انها لم ترى عمر طوال ذلك اليوم كما لم تعلم ان قضى الليل في المنزل او انه بقي خارجه .. غضبها تضاعف من ضعفها امامه رغم رؤيتها طريقته في تجاهلها ووجود كل الادلة التي تثبت خيانته لها .. ارادت رؤيته مرة اخرى مع نالين لتوئد كل مشاعرها وتنهيها كي تتمكن من الاستمرار في كرهها وخطتها .. توقعت ظهورهما في الشركة ولكنها لم تجدهما .. كان عمر قد اخلى لها مكتب لتتمكن من مراجعة اي من الصفقات التي تريديها كي تتمكن من مجاراتهم في اجتماعاتهم التي اصبحت تشارك بها .. ومن خلال حجتها هذه تمكنت من جمع معلومات مهولة عن الشركة .. مر اول النهار دون ان يظهر عمر او نالين مما اثار حفيظتها اكثر فقررت ان تلهي نفسها بالذهاب الى الكافيتيريا لتشرب قدح من القهوة هناك .. استقرت على طاولتها واستغربت الاجواء الثائرة في المكان والضجة التي تعلو بين الموظفين .. لم تفهم شيئا مما يدور بينهم بكلام مبطن ومن خلال الاشارة ولكنها ادركت وجود امر جلل قد حدث ليسبب كل هذه الجلبة .. مر بعض الوقت عليها وعيناها تتنقل بين الجميع محاولة فهم ما يدور حتى ارتطمت عينيها بعيني انور ذلك الموظف اللطيف من ادارة العلاقات العامة واللذي تعرفت عليه سابقا وبقي على وده الحذر بعد رجوعها .. اشارت له بلطف ليشاركها طاولتها فاتجه اليها وجلس .. لم تتمكن من حجم فضولها اكثر فسالته بطريقة مباشرة ( ماللذي يحدث هنا .. لم الكل متوتر ) لاحظت تردده بالاجابة قبل تنهده ليحسم رايه ويرفع هاتفه امامها .. التقطت الهاتف لترى الخبر اللذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعية .. ( انتحار سيدة الاعمال نالين دان بجرعة مكثفة من ادوية المهدئات النفسية التي يبدو انها ادمنتها وكشفت من خلالها تاريخ طويل من صراعها مع المرض النفسي والوساس القهري اللذي اتضح انها تعاني منه ) لم تنتبه الى نهاية الخبر والكلمات تتراقص امام عينيها غير مصدقة ما تقراه .. وقفت باستعجال شاكرة كوراي وتوجهت الى مكتب عمر وهي تطلبه على هاتفها .. اجابها بعد رنينها الثاني فعاجلته ( اين انت ) .. عم الصمت للحظة قبل اجابته عليها ( سأكون في مكتبي خلال عشرة دقائق ) همهمت بالموافقة قائلة ( ساكون بانتظارك فلا تتاخر .. اريد التحدث معك للضرورة ) واغلقت الهاتف بسرعة .. نظر عمر الى الهاتف بالم مصحوب بسخريته على ذاته .. ماللذي توقعه منها .. ان تاخذه بالاحضان بعدما ثأر لها .. ان تشكره لانه غامر بكل شيء لينهي وجود نالين مادامت قد تجرأت عليها .. هل توقع ان تساله عن حاله وعذابه وهو يتخيل اصابتها باي سوء في هذا العالم الوحشي اللذي ادخلها عليه .. تنهد بحسرة موجوعة .. يبدو ان مصيره سيظل دوما محصورا في طي الغموض والكتمان .. توجه الى مكتبه بخطوات متثاقلة حيث راها تقف في منتصفه .. ركزت نظراتها الغامضة الملهوفة عليه فنبض قلبه الخائن بالشوق لها .، سمعها تساله بهدوء ( اهو انت ) فعلم تماما ما ما تقصده .. اثر الا يتهرب فجاوبها بغموض ( ان جزاء الخيانة في هذه المؤسسة معروف ... الموت ) شعر بارتجافها العنيف فلعن قسوته واراد ان يستطرد ليفهمها ولكنها سبقته متسائلة ( وهل كانت خائنة ) ابتسم بسخرية مجيبا ( بالتأكيد ولكن .. كان وجودها في البدء اهم من فقدانها لذا لم يكن الوقت ملائما لكشف الاوراق .. اما عندما تصبح الافعى مؤذية ويبرز سمها في وجه من رباها فهذا يقلب كل الامور ) رأى تسارع انفاسها المخيف وهي تساله بصوت مرتجف ( وهل انا فقط السبب فيما حدث ) رفع عينيه اليها مجيبا بكل تأكيد ( وهل تعتبرين نفسك قليلة في قلبي او في حياتي .. قد اسامح من يهددني بنفسي ولكن .. سافتح ابواب جهنم على من يجرؤ على الاقتراب منك ) تأوهت دفنة بالم ووجهها يغتسل بدموعها هامسة ( لم تفعل بي هذا .. لم تحملني ذنبها وذنبك ) اقترب منها ببطء مستشعرا قرب انهيارها وتشوشها ( اهدئي يا قلبي .، هي خائنة ولاقت جزاءها .. وانا .. لا اتسامح مع الخيانة مهما كانت مبرراتها حتى وان تأخر عقابي لها ) ابتعدت بسرعة عنه متسائلة بحروف مبعثرة وبانفاس ازهقت روحها ( الخ .. يا .. نة .. لا .. تت .. سا .. مح .. م عها ) حاول ان يمسكها ليحتوي عاصفتها التي لم يعلم سببها ولكنها انتفضت مبتعدة ( ارجوك اتركني .. يجب ان ابقى لوحدي ) وغادرت مكتبه بسرعة راكضة غير سامحة له ان يتبعها وقد خطفت قلبه بحالتها المترددة وتشوشها اللذي مزقه وفجر غضبه من كل الظروف الي فرقت بينهم .

كانت هذه المواجهة هي الاصعب على روح دفنة خاصة مع ما قدمه لها عمر وما فعله بنالين وتاكيده على كره الخيانة ودفاعه المستميت عنها لذا قررت ان تنأى بنفسها بعيدا عنه وتهرب من التواجد معه مستغلة انشغاله بالتحضيرات للمبارة لان قرارها بتسليمه مع المتورطين ابتدأ بالتضعضع وابتدأت روحها تخذلها وقلبها يرتجف بلهيب غرام عاد يشتعل في قلبها خاصة مع اقتراب خطة الاسقاط لأن المعلومات التي جمعتها اصبحت شبه كافية ولم تبقى سوى بعض الرتوش المضافة .. واهم هذه الامور هي كيف تساهم هذه المباريات فيما تفعله هذه الشبكة المجرمة ... تسللت في اليوم السابق للمبارة الى حجرة تدريبات عمر لتراقبه وكانت هذه المرة الاولى التي تختلي فيها به بعدما حدث لنالين ومواجهتهما بعدها .. بعد مرور بعض اللحظات لاحظ وجودها فاشار لها ان تقترب وسالها وهو يلهث ( حبيبتي .. هل هناك ما تريدينه ) في تلك اللحظة تذكرت المرة الاولى التي راته فيها وتذكرت ضرواة المباراة فالتمعت عيناها بدموع غادرة رفرفت سريعا لتمنعها وقد رأت بمخيلتها صورته وقد ضرب او انأذى فاجابته بصوت مرتعش ( لما انت.. لما هذه المباراة ) نظر اليها بحنان وقد لاحظ ارتجاف صوتها وهبط من الحلبة متجها اليها ليرفع راسها مثبتا عيناها بعينيه ( هل انت خائفة علي يا روحي .. اذن ثقي بي فلقد تمرنت بما يكفي كما انني متمرس فيها ) رفعت يدها المرتجفة لتمس وجنته متسائلة ( ولكن هذا لن يمنعهم من اذيتك حتى لو انتصرت .. لما تغامر بنفسك هكذا ) شاكسها بمرح لطيف مجعدا بانفه واصبعه يضرب طرف انفها ( انها لوازم العرض يا جميلتي .. يجب ان اضرب قليلا كي تزداد حماوة المعركة وتزادا احجام الرهانات .. ام انك تريدين لهم ان يطلقو علي لقب الخارق وهكذا لن يتحداني احد ) لهثت وكلامه يزيد خوفها ( اتعني انك مجبر على تلقي الضربات دون ان تدافع عن نفسك ا ... ) وقطعت كلمتها شاهقة بألم وهستيريا غريبة تتفاعل بداخلها جعلتها تحتضن وجهه بكفيها المرتعشتين ( يعني .. انت .. انهم سيؤذوك .. لما تسمح لاحد ان يهددك او يمسك ... لما تثق باي شخص وتسلمه نفسك .. لما انت حريص بكل شيء الا على حياتك .. لما لا تترك كل هذا وتعيش بلا مخاطرة قد تنهي عمرك ... لما .. لما تفعل هذا بي وتجعلني اموت عليك وانا بيدي هاتي اسلمك للموت .. لما انت مجبر لفعل كل هذا .. ) كانت تهذي بكل ضغط اعصابها بكلمات اختلط بها تأنيب ضميرها وشعورها بالذنب مع خوفها المتعاظم عليه .. شعرت بشفاهه تمس شفاهها بحنان وهو يهمس لها مهدئا ( ششششش ... اهدئي يا حبيبتي فلن يمسني احد بسوء ... اهدئي .. انها عبارة عن مبارة رياضية .. انا مجبر لخوضها لان بدايتي كانت بالملاكمة ومن خلالها حصلت على مكانتي هنا .. دفنتي .. هذه المباريات وما يحدث فيها من استعراض هي امور مطلوبة بعملنا لانه من خلالها يتم عمل غسيل للاموال التي نكتسبها بطرق غير شرعية .. كلما زادت حجم الرهانات زاد حجم مقدرتنا على ضخ الاموال المهربة للاسواق .. ان هذه المباريات تعد من اكبر تجمعات المافيا ففيها يتفاخر كل شخص بمقدرته ويضع رهانه ليتحصل على ارباحه الغير معلنة من التجارة المشبوهة من خلال هذه الرهانات ) كلماته اسقطت قلبها بقوة لانها اجابت على اخر اسئلتها وهي طريقة تسليم الاموال لمن يشارك معهم في هذه الشركة ولكل عملائهم وحتى جواسيسهم في اجهزة الدولة .. الان فهمت اشارة الرجل لهذه المبارة وعلمت انه من خلالها يمكنهم رصد ارباح الرهانات لمعرفة كل المتورطين .. تساءلت بصوتها اللذي بالكاد ظهر ( اذن .. فهذا سيكون اكبر تجمع لافراد المافيا ) اجابها بغمزة مشاكسة وابهاميه يزيلان اثار دموعها من على وجنتيها ( بل اكبر تجمع سيكون في زفافنا المقام خلال اسبوع حيث سيشارك الجميع ليرو وريثة عادل التي سيتفاخر بها وسيرد على اتهامات الجميع بكونه عقيما .. يعني سيكون زفافنا كحالة من اعلان الولاء للجيل القادم من رؤساء المافيا ) ازدردت دفنة لعابها بصعوبة وغصتها تزداد عمقا لتخنقها اكثر ( اذن .. هو زفافنا ) اجابها بحنان مفسرا ما يحدث منها على انه خوف ( لا تقلقي حبيبتي .. فمهما كانت اسبابهم فسببي انا واضح.. فكل ما يهمني بهذا اليوم هو انني ساجتمع بك وسيكتب اسمك على اسمي لتصبحي زوجتي التي افخر بها امام الجميع . صدقيني دفنة .. رغم كل ما حدث بيننا الا انك بقيت متربعة على عرش قلبي ولهذا انا لا استطيع لومك على غضبك من خيانتي لك ولكنها كانت طريقتي الوحيدة لتكوني لي فسامحيني ) شعرت دفنة بقرب انهيارها واعترافها بكل شيء فتراجعت قليلا بعدما انحنى عمر مقبلا طرف انفها ورأس وجنتيها ملتقطا بفمه دموعها .. ابتسمت بارتعاش قائلة بكل ما اوتيت من قوة ( حسنا يا حبيبي ساتركك لتتمرن وانا واثقة من فوزك ) وهربت سريعا من امامه قبل ان تضعف عزيمتها حابسة نفسها في الحمام وهي تبعث باخر المعلومات لبامير قبل ان يصلها الرد (الصفر .. الزفاف ) فانهارت على ارض الحمام شاهقة بنحيب قوي ضاربة بيدها على فؤادها ولسانها يتمتم ( كيف ساقتلك ياحبيبي في اسعد ايام حياتك .. كيف ساخونك مسلمة حياتك في اللحظة التي تنوي فيها ان تسلمني اسمك اللذي اعشقه .. ياللهي .. صبرني .. ياللهي ..ياحبيبي ).
انتهى الفصل الثالث



noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 29-07-17 الساعة 02:14 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 05:51 PM   #22

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Elk

لينحني امامها على ركبتيه محتضنا كفيها بحنان قوي

( غاليتي .. اياك ان تقولي انك عبئ علي فلو ترك الأمر لي لحملتك بسعادة بداخل صدري العمر كله لاحميك من كل ما او من قد يؤذيك من البشر .. كل ما في الامر انني اشتقت لدفنة المقاتلة ..
دفنة التي لم ولن تستسلم لأحد وستظل مرفوعة الرأس مدافعة عن شرفها ضد تلك اللعبة الحقيرة التي نسجت حولك ..
انت تعلمين ان لا احد يصدق تلك الحماقة التي قيلت وان قرار ايقافك عن العمل هو اجراء قانوني الى ان تقام محاكمتك بعد شهرين والتي من التاكيد ستثبت بها برائتك ولكن .. ا
لى ذلك الوقت هل ستجلسين هكذا )

( تلك الدفنة تعرضت لصدمة عمرها مما شلها وقتل روحها..

كل ما امنت به وعملت لأجله تحطم بعنف تاركا اياها بالخواء.. منذ وفاة والدها ودفنة تقاتل وحدها لتؤدي ما عليها
والان
.. لقد تعبت .. انهارت ..
انها تحتاج ان تعيد حساباتها
.. كل ما كانت تنتظره تغير ..
انها لا تعلم اين اخطأت ولا كيف سقطت بهذه الهوة العميقة

.. بامير ..
اشعر بنار تحرق صحراء روحي الجرداء .. تبحث عمن تسلط عليه لهبها فلا تجد سوى كيانها .. كيف كنت حمقاء .. كيف وثقت .. كيف تصرفت برعونة تاركة كل مهارتي .. لقد دمرت مهمتي ..


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 06:25 PM   #23

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


دفنة كانت صدمتها قوية بصديق طفولتها وساكن قلبها الذي ورطها بتلك القضية ، وكذلك اكتشافها أنه من رجال المافيا ..
لفق لها تلك التهمة حتى يبعدها عن الخطر المحدق بها ويقربها منه ..

لكن بعد كلام بامير وتشجيعه لها قررت مواصلة ما كانت تخطط له مع فريقها ، وسوف تتجاهل كل ما حدث وما كشفت عن ذاك الحبيب القاسي ستنساه بل ستنتقم منه وخيانته لها ..
لكن قرارها ذاك ذهب أدراج الرياح ولن تستطيع تطبيقه بعد أن تم اختطافها لتقع بين يدي عمر ، هي مجروحة منه حد الوجع ، كيف يطلب منها أن تثق به بعد أن خانها .. كان مجبور على أن يكشف المستور الصادم ..

حقائق موجعة تلقتها دفنة ذاك الرجل الذي ربها على أساس أنها ابنته لم يكن والدها ، إنما والدها الحقيق هو رئيس المافيا نفسه .. صعب عليها أن تتحمل كل هذه الوقائع .. وفوق هالشي هو غير مهتم بها أبدا ،له هدف منها فقط هو الحصول على وريث بأي طريقة كانت ..
كل هذه الحقائق ساهمت في القضاء على دفنة المرحة البريئة لتحل محلها دفنة الحقودة المنتقمة ، وانتقامها يبدأ من صديق الطفولة وحب عمرها ..
حب تحول إلى كره ورغبة في الانتقام كما تدعي ..!!
دفنة مهما تظاهرت بالكراهية اتجاه عمر ، لكنها تضعف بلمسة منه وتشتعل مشاعرها وهذا ما يثير غضبها وحنقها ..

ماذا سيحدث وهل ستستطيع تنفيذ ما تفكر به وكل من حولها تسري الخيانة بدمهم ، و سيدا واحدة منهم ..
ماذا سيحدث الآن بعد أن بعثت بآخر المعلومات .. هل سيتأذى عمر ..؟
عمر الذي أثبت عشقه لها ومستعد لقتل كل من يهددها وأثبت ذلك بقتله لتالين ..

من ذاك الشخص الذي اتصلت به سيدا وأخبرته بما تخطط له دفنة هل هو عمر أم شخص آخر من العصابة أظنه عمر وإلا لمَ يطلعها على كل تلك المعلومات وهو يعلم برغبتها في الانتقام منهم ..
بكل الأحوال أظن أن خطة دفنة راح تفشل ..

فصل طويييل ورائع ..
موفقة وبانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 06:28 PM   #24

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

( لسنا نحن من نختار ظروف قدومنا بهذا العالم ولكننا من نختار مصائرنا بعقولنا وقلوبنا المتحكمين بتصرفاتنا ..الاب .. رمز عظيم ..ليس بالضرورة ان نسقطه على الحقيقة بقدر ما هو مهم ان نحافظ على قدسية المكانة بداخلنا لذا ..لا يهم من انجنبنا ولكن المهم من اثر علينا واتخذناه قدوة وساهم في تشكيل شخصياتنا واراءنا .. والاهم من ذلك كله هو ان مجادلة السفيه هي السفاهة بذاتها فطريقة الرد عليه تكون بالتصرفات وليس بكلمات نسمح فيها لعقولنا بالهبوط لمستواه المتدني في التفكير )

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 06:55 PM   #25

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رعيب ايه التمكن ده بجد رائع ومجهودك وموهبتك واضحين جدا احيييك
دافنة ومصائب متتالية
عمر مسيطر
الاب البيولوجي ليس الاب الحقيقي بل مصطفي الذي رباها واحبها
سيدا تعمل مع عمر
باميير اه اتالم من اجلك
نالين الافعي
عادل الدنيئ
تحية لك وجزيل الشكر لقصول غاية ق الجمال تحبس الانفاس اكشن عل رومانس وبوليسي ورعب
بجد مسلسل سينمائي
بس ليا طلب كبري الخط او قومي بادراج الفصل بعدة مشاركات فهو ضخم جدا واحتاجت ان انقله عل الورد لاكبر الخط مشكورة في انتظااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااارك


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 06:57 PM   #26

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

انا لن ادافع عن نفسي فانا واثق ان براءتي ستظهر امامك ولكن .. سارجوكي ان تنتبهي على نفسك فانا لن استطيع العيش بدونك بعد كل هذا .. فلقد اصبحت غايتي وموطني ) اضاف جملته الاخيرة بايمان مرتجف وقد اثقلت نبراته بعواطفه وعشقه لها وخوفه عليها فهرب

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 11:02 PM   #27

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


مرات يجيني إحساس أن عمر ليس من رجال المافيا ، هو منظم لهم حتى يوقع بهم وربما باتفاق مع الشرطة .. وبعدين أرجع أفكر أن هالشي مستحيل ،ليش ما فضح أعمالهم غير المشروعة وهو معهم من عشر سنين .. فمن غير الممكن أنه لم يمسك عليهم أي دليل كل هالمدة ..
هو أصلا واثق من برائته من خلال حديثه مع دفنة .. إذن أكيد هناك شيء خاطئ ..
أفكر بأي شيء يبرؤه ما بدي تكون نهايته الموت ..
شوقتينا يا حور والله ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 11:32 PM   #28

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


(اهدئي يا قلبي .، هي خائنة ولاقت جزائها .. وانا .. لا اتسامح مع الخيانة مهما كانت مبرراتها حتى و ان تأخر عقابي لها)
*
ماذا سيكون رد فعلك يا عمر لما تكتشف أن حبيبة قلبك تخونك وهي من ستقدمك للموت ..؟
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 11:34 PM   #29

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


(ولكن هذا لن يمنعهم من أذيتك حتى لو انتصرت .. لما تغامر بنفسك هكذا)
*
خائفة عليه من أن يتأذى بالمباراة ، ومن جهة تخطط لترسله للإعدام ، أي تناقض هذا يا دفنة ..؟!!
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-17, 11:36 PM   #30

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


(لا تقلقي حبيبتي .. فمهما كانت أسبابهم فسببي أنا واضح.. فكل ما يهمني بهذا اليوم هو أنني سأجتمع بك وسيكتب اسمك على اسمي لتصبحي زوجتي التي أفخر بها أمام الجميع .)
*
هل سيتم الزفاف فعلا ويحقق حلمه ،أم ماذا سيحدث ..؟
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#ظ„ط§_ط?ظ„ظˆظ…ظ?ظ†ظ?

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.