آخر 10 مشاركات
71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-17, 05:39 PM   #31

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم اعتقد انعمر سعلم ما تقوم. به دافنه وانه من كبم سيدرا وسهل لدافنه الكمريق ل المعلومات عن الشركه والمصارعه فلا تعتبر خيانه منها لانه من سهل لها الامر ليكمل انتقامه من المافيا ومن عادل ف انتظارك



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 24-07-17, 07:58 PM   #32

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


ما في فصل اليوم ..
متشوقة لمعرفة شو راح يصير بالحفل ..
بانتظارك ..
بالتوفيق بإذن الله ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-17, 08:02 PM   #33

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

انا سعييييدة كتير بردودكم وتفاعلكم معي غالياتي .. بالنسبة لاسئلتكم هتتجاوب كلها بالفصل الرابع باذن الله .. اما بالنسبة لحجم الخط فهحاول اكبرو .. اليوم مش هينفع انزل بارت بس هحاول بكرة باذن الله واسسسفة عتاخر الرد

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-17, 10:03 PM   #34

Hamousa

? العضوٌ??? » 399409
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » Hamousa is on a distinguished road
افتراضي

يعطيكي الف عافية حبيبتي القصة بتجنن و الاحداث محمسة كتير
و الاسلوب ما عليه غبار بسيط و محكم و كتير مؤثر
مستنيين البارت الجاي على نار


Hamousa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-17, 12:43 AM   #35

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 4 والزوار 0) ‏modyblue, ‏حور حسين, ‏MAY80, ‏ندى الصبا

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 26-07-17, 11:10 PM   #36

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي لا تلوميني ( الفصل الرابع )

الفصل الرابع
تمازت الحقيقة مع السراب

كانت نفس الاجواء .. نفس الصخب .. بل حتى نفس المكان ولكن .. لم تكن هي نفس ذلك الشخص اللذي همه ان يكشف حقيقة المافيا لذا كان يراقب الجميع ويحاول تهدئة المراهق اللذي بجانبه .. الم استوطن صدرها حتى بات التنفس عملية متعبة موجعة .. لم تستطع البقاء بين صفوف المتفرجين فاستأذنت لتذهب اليه لتبقى معه في اللحظات الاخيرة قبل المباراة .. ادخلوها حجرته بعد ان اصبح الجميع يعلم من هي .. كان عمر يجلس على الارض وقد لف كفيه بالرباط ووضع قفازيه بجانبه وارتدى زيه المميز المتشح بالسواد مسندا ظهره على الحائط بعينيه المغمضتين وسكونه الموحي بالهدوء .. بقي للحظة على حاله ولكن سماعه لانفاسها المتقافزة جعله يفتح عينيه لتطل منهما نظرة عشقه الخالص .. ابتسم بحنان مشيرا لها لتقترب فتحركت بتردد قبل ان تسارع خطواتها مفاجئة اياه بجلوسها على ركبتيها فوق قدميه وضمها له بكل ما اوتيت من قوة وتمتمات خافتة تصدر منها ( ارجوك لا تذهب .. ارجوك .. انا خائفة دونك ) شهقاتها وارتعاشها المه فاخذ يهدهدها مربتا عليها متخللا شعرها باصابعه وبنبرته الحانية ( ششش حبيبتي اهداي .. ارجوك .. ساكون بخير .. اعدك ) ابعدها عنه قليلا وقد هالته طفولتها الضائعة بين حنايا تقاسيمها الانثوية .. ( انت وعدتني .. خلص عليه فورا ) اراد ان يكسر رعبها فمازحها (اووه واضيع عليك متعة رؤيتي اضرب .. الست تكرهيني وتتمنين موتي ) لم يتوقع نظراتها المنصعقة وانهيارها بدوامة بكاء صاحبت قبلاتها ولمساتها المرتعشة على وجهه وشعره مرددة ( كلاااااا ... لا اريييد ... ارجووك لا تممت ... انا ... ساموت خلفك.، لما تصر على تركي دوما .. لما جعلتني اقع بحبك ثانية ...لما هذا يحدث لنا ) ضمها باستغراب محاولا احتواءها (حبيبتي ما بك .. لما انتي تقاومين حبنا .. ولما اشعر انك خائفة من امر اكبر من المباراة ) لثانية شعر بتشنجها قبل ان يشعر بانسحابها بعيدا عنه وقد اخفضت راسها مخفية اياه بحجاب شعرها المسدل ( انا اعتذر .. يبدو ان اقتراب قراننا وكل ما تعرضت له من ضغط قد اثر علي سلبا لذا اشعر بالتوتر والخوف من كل شيء .. وانت الانسان الوحيد اللذي اعرفه هنا ) رفع راسها ببطء مبتسما بحنان ( اشكرك على ثقتك التي تصرين بلسانك انني فقدتها لتثبت افعالك عكس هذا .. اتعلمين فقط قبليني قبلة الحظ وتمني لي الفوز وانا .. ساعود لك سريعا قبل ان تشعري بغيابي ) بلا سيطرة خضعت لعنفوان نظراته واحاطت بكفيها وجهه لتنهل من جنة شفتيه ما يعينها على الصمود وخنجرها الغادر اللذي تشعر بنصله في كل يوم يزداد انغراسا في ظهر عمر ليصل المه اليها .. غرقت بقبلتها عميقا وذاقت ملوحة دموعها على اعتاب ثغره الحنون .. اسكرته لذتها وتملكها فاستسلم بكلية لها متلقيا عذوبة شهدها .. تلك الشفاه الاحلى من الكرز روعة والالذ من العسل طعما والاعمق من الخمر نشوة وسكرا وادمانا .. معها يتمنى دوما ان ينتهي الزمن وهو منصهر بها .. سمعا طرق الباب اللذي ايقظهما من عالمهما الفردوسي فابتعدا ببطء وهو يتمتم بصوت اجش ( ساعود لك دوما لاذوق هذه اللذة واغرق في بحور اشتهاءك اللذي يفيض بقلبي .. انتظريني يا روحي ) ووقف مساعدا اياها لتقف ثم ضمها قبل ان يتوجه للحلبة وهي خلفه لتنضم لصفوف المشاهدين .. ابتدأت المبارة وللمرة الاولى ترى الفهد يتقافز بسرعة متجنبا الضربات .. كان كمن تضاعفت قوته ولكن خصمه لم يكن سهلا .. لحظة طائشة جعلته اسير سلسلة متتالية من اللكمات انتهت على اثرها الجولة الاولى وقلبها يصرخ لمنظره المتالم ودمه اللذي غطى وجهه ولولا الحرس اللذين منعوها بقوة لما تمكنت من تركه او الابتعاد عنه ولكنه راها وابتسم لها مطمئنا فانهارت جالسة على كرسيها لتغرق بدعاء متواصل له .. مرت الجولة الثانية بحذر وكلا الخصمين يدرس الاخر ثم .. انقلب الامر في الجولة الثالثة مع هجوم عمر الساحق والخاطف .. كان هجوما مركزا كاد ان يفقده ولكنه تدارك نفسه في اللحظة الاخيرة ليعيد حكم سيطرته على خصمه ويذيقه ويل اللكمات الموجعة والتي انتهت بسقوط الخصم مضرجا بدمائه واعلان عمر الفائز وسط صراخ المشجعين الجنوني .. تأزم مشاعرها وتناقضها في تلك اللحظات جعلها تهرب من كل هذا المكان بعد ان اختنقت من كل ما يحدث لها وبات الهواء منعدما في رئتيها .. اختلت بنفسها باكية لا تعلم ماللذي عليها ان تفعله وكيف ستسلمه بعد كل ما تشعر به من حب ومرارة فقده تزيد تشوشها سوءا .. كيف ستسمح ان يحاكموه وان يفصلو بينهما بعد كل هذا .. هي ستنتظره لاخر العمر ولكن .. هل هو سيسامحها بعد خيانتها له .. هل سيصفح عن خيانتها لثقته والادهى في نفس اليوم اللذي سيضمها الى اسمه .. هربت عينيها الساهمة بحثا في طيات زمان لا تعلم ما يخبئه لها مستقبله .. مر الوقت بلا شعور منها حتى تفاجأت بعمر يقف في منتصف حجرتها وقد تم تضميد جراحه وعيناه تنطقان بعتابه لها .. فتح لها يديه بلا كلمة فاقبلت بتردد قبل ان تحسم امرها لتلتحم باحضانه بقوة ولسانها يعتذر بصمت عن تقصيرها .. راته يبعدها قليلا عنه وهو يغمرها بنظراته المتفحصة التي هربت منها وضميرها يؤلمها .. اشار الى موضع قلبها قائلا ( لا اعلم ماللذي يثقل روحك ولكني اعلم امرا واحدا .. عندما يتوجع هذا الفؤاد ويحتار .. ويتمرد العقل في الاختيار .. وتأن الروح من الاجبار .. وينهار الكيان من صعوبة ما يحتمله .. في تلك اللحظات اغمضي عينيك وتنفسي بعمق وفكري في الصواب .. لا بعقلك .. لا بقلبك .. ولا حتى بروحك وكيانك .. انما فكري بالصواب بعيني شخص تحبينه وتثقين فيه .. بعيني قدوتك زني الامور وساعتها .. ستختارين الصواب يا حبيبتي ) وعاد ليضمها اليه بهدوء حذر كي لا تؤلمه ضلوعه المصابة وقد شعر باستكانتها في احضانه غارقة في لذة دفئه .. وكلماته ترن في فؤادها قبل عقلها .. مرت لحظاتهما كدهور قبل ابتعاده عنها وابتسامته لها وقد شعر بعينيها التي التمع فيهما جرأة غريبة فهم منها انها اتخذت قرارها اللذي لا يعلمه ولا يعلم ما يحيرها ولكنه وثق بها .. فقبل جبهتها واستأذن ليرتاح .. راقبته وهو يغادر حجرتها وادركت من كلماته ما يحاول ايصاله لها .. لو فكرت بمنطق والدها مصطفى اللذي اضطر ان يسلم صديق عمره فهذا يعني صواب ما تقوم به .. فلولا عشقها لعمر لما سعت ان تحاول ارجاعه للطريق المستقيم وهذا من خلال تلقيه لعقابه ليتمكنا بعدها من الاجتماع سويا وكلاهما خالي الوفاض من اي ذنب .. اما الانتظار فهو ضريبة حبهما الواجب دفعها .
مرت الايام قبل الزفاف سريعا وجاء اليوم الموعود .. رغم ثقتها من قرارها الا ان قلبها الخائن عاد ليتلاعب بها .. ماذا لو كانت الضريبة هي موته في الاشتباك اللذي سيحدث .. ماذا ان لم يصفح خيانتها .. ظل هذا الهاجس يلاحقها حتى راته بكامل هيئته المهيبة وبدلته السوداء التي خطفت انفاسها .. اقترب منها متغزلا بمظهرها الملائكي وثوب فرحها يزين قدها ليخنقها لونه الابيض مذكرا اياها بخديعتها وانين كيانها يستصرخ خلايا عقلها .. كان يتغنى بسعادة انها اليوم ستصبح اميرته وملكه وانه محظوظ لانه قابلها بعد طول تلك الاعوام التي فرقتهما كما اخذ يظهر لهفته ويستعجلها لان جميع الضيوف قد وصلو وان اوان لحظتهما التاريخية لتصبح ملكه بالكامل .. سعادته اصابتها بمقتل وانهت قلاع سيطرتها الواهية ليفيض عشقه بداخلها لاغيا كل كرهها وحقدها السابق عليه ..انتابتها ارتعاشات استولت عليها بعنف وشهقاتها ترتفع مع امتقاع وجهها خاصة بعدما تم تاكيد امر الهجوم لها فانهارت ساقطة لولا يدي عمر اللتان احاطتاها بسرعة ملهوفة ضاما كفيها بيده متسائلا برعب ( حبيبتي .. ما بك .. هل حدث شيء .. هل انت بخير .. هل اجلب الطبيب ) غامت الدنيا امامها الا منه فهمست وهي تتمسك به بعنف ( اهرب يا عمر .. يجب ان تهرب وتنجو بنفسك .. الان يجب ان تبتعد وانا ساخبر الجميع بانك كنت في صفي وبانك من امدني بالمعلومات كي يعتبروك شاهد ملك في القضية ) نظر اليها عمر باستنكار مدهوش ( لم افهم دفنة .. اي قضية ومما اهرب و .. اي معلومات ).. قاطعته متشبثة به وقد ابتدأت بسحبه للخارج ( لا وقت لدينا للكلام يجب ان تهرب الان .. سيبدأون الهجوم في اي لحظة ) اوقفها عمر بقسوة محيطا ذراعيها بيديه هازا اياها بقوة ( ماللذي تعنيه .. دفنة مالذي فعلته .. هل .. هل.. هل كنت على تواصل مع الشرطة ) اضاف الجملة الاخيرة بقناعة مخيفة ووجهه يمتقع مع حركة راسها الموافقة وهي تتمتم باعتذار نادم متشبثة بتلابيبه راجية ( يجب ان تهرب يا حبيبي .. لن احتمل حدوث اي شيء لك .. انا احبك .. احبك كثيرا وساضحي بحياتي لاجلك ) ومست شفتيه بانهيار بعدما رات خيبة امله ومظهره المدرك لما فعلته ونظرة الخيانة تسطر وجهه .. للحظة استسلم لثغرها قبل ان يبعد نفسه شاهقا وصوت ابواق سيارات الشرطة يعلو مع ضجة ضخمة وتهديدات للجميع بالاستسلام ( ياللهي .. كيف فعلت هذا بي .. انت .. انت خنتني دفنة في هذا اليوم تحديدا ) اصمتته بيدها ودموعها تملأ وجهها ( كلاا .. لم افعل .. اردت ان نجتمع بالنور يا حبيبي بعد ان تنهي عقابك وثمن ما فعلته .. ارجوك سامحني .. عمر ارجوك فقط اسمع كلامي واستسلم او اهرب وانا ساقدمك كشاهد ملك فانت من ساعدتني ) مرت لحظات ازداد الصراع بوجه عمر ومنظرها يدمي قلبه .. لحظات فقط هي ما اخذه من الزمن قبل ان يحسم قراره فضمها بقوة قائلا ( حبيبتي .. انت اخترت طريقك .. وهو الصواب بالطبع .. يجب ان تكملي للنهاية .. فانا والصواب لن نجتمع .. امير ابلاكجي لا يمكنه ان يكون شاهدا وكل الصفقات باسمه حبيبتي .. انها النهاية ..ولكني لست نادما عليها ) وابتعد قليلا وصوت الرصاص يتعالى بجنون ليزيد رعبها وهي ترى في عينيه وداعها فاخذت تصرخ ( كلا عمر .. لا تفعل هذا .. ارجووك .. ارررجووك ) تنهد بعمق وقبل شفاهها المرتعشة بقبلات متتالية قائلا بشهقاته المغرمة ( انت الان بخطر ويجب ان نخفيك عن اعين العصابة كي لا ينتقمو منك اما انا فلقد انتهيت حبيبتي .. انا لا الومك بل على العكس انا فخور انك اخترت هذا الخيار وبقيت على خانة الصواب ولم تستسلمي .. احبك يا صغيرتي .. اريد منك بل وارجوك ان تعيشي حياتك كاملة ولا تشعري بالذنب ابدا لما فعلتي ولتكملي طريقك بنفس المنكق يا صغيرتي .. فهل تحققين هذه الامنية لي .. عديني ) انقطعت انفاسها وبح صوتها ونظرة ادراكها للفراق تنجلي امامها ازداد تشبثها به فازداد احتواءه لها وهو يرجوها ان تعده كي يرتاح وان هذا حقه عليها .. صرخت بوعدها ثم طالبته بوعد مماثل ان يحافظ على حياته ويحاول تنفيذ طلبها .. ابتسم بحزن وشفاهه تعود لتقبيل شفاهها قائلا بخفوت عاشق ( لا استطيع وعدك يا روحي ولكني اشكرك على وعدك لي .. ابقي سالمة في القلب ويكفيني انك كنت للحظة في حلمي ملكي وعروسي وزوجتي التي افخر بها .. وداعا يا قلبي وسامحيني لما سافعله بك الان ) لثانية لم تفهم واخذت تتمسك به بجنون وشفاهها ترفض الابتعاد عن ثغره الا ان الم غريب انتشر بجسدها اثر شعورها بوخزة صغيرة من يد عمر الموضوعة على رقبتها فادركت وعيناها تغرقان في الظلام على اخر صورة له بانه خدرها ليحميها كاخر خطوة يقوم بها قبل ان يسلم نفسه للموت بعد ذلك .
صوت الرصاص العالي .. ابواق الشرطة .. صراخ الرجال والنساء من حولها .. كل هذا بدأ يتسلل الى خلايا دماغها ليوقظها تدريجيا .. لم تعلم اين هي .. ولا مالذي حدث .. رفرفت بعينيها حولها لترى نفسها قابعة في سيارة اسعاف .. عادت لتغلق عينيها محاولة استيعاب ما حدث وذكرى مخيفة تطرق ذهنها .. منظر لعمر وهو يحتضنها و.. ابتدأت بالتذكر في نفس اللحظة التي صرخ بها صوت غريب ( سيدتي .. هل انت بخير ) انتفضت جالسة بكل قوتها وبصرخة رجت انحاء السيارة ( عمررر .. ياللهي يجب ان احميه ) حاولت الوقوف الا ان ايد خشنة منعتها فقاومتها بكل قوتها .. كانت تصرخ بهستيريا فيمن حولها ليتركوها علها تلحقه .. رأتهم يتكلمون مع احدهم ثم .. ظهر بامير الراكض نحوها .. نادته بنبرتها المعذبة ( بامير .. عمر .. يجب ان انقذه ) حاولت مرة اخرى ان تفك اسرها من ايد الرجال فنجحت مع اشارة بامير لهم ليتركوها .. قفزت خارجة من السيارة فتلقاها ضاما اياها بقوة محاولا تهدئة ثورتها .. حاولت ان تصرخ به ان تفهمه ما يجب عليها فعله ..رات خلفها العديد من سيارات الشرطة .. والعديد من سيارات الاسعاف .. المصابين من الرجال .. المعتقلين في السيارات .. جالت بعينيها تبحث عن شخص واحد .. لم تستوعب ما كان يقوله بامير لها ولكن .. رأت سيدا تركض باتجاههم صارخة ( سيادة المقدم ... لقد انقلبت السيارة عند جرف الجبل .. المطافئ حاولت السيطرة على الحريق ولكن .. حدث الانفجار .. لا اعتقد ان هناك احد سينجو ) كلماتها العامة ترددت بكيان دفنة جاعلة اياها تنهار صارخة بلا وعي ( عمرررر ) .. علمت انها فقدته .. انه ذلك الحدس اللذي ربط قلبها بقلبه دوما .. . لم تعلم لما شعرت بان عمر بداخل السيارة ... ابتدأت الدنيا بفقدان الوانها الكامل وزحف السواد ليغطي ما تراه ... حاول بامير السيطرة عليها وانضمت له سيدا ولكنها كانت بعالم اخر . .. اخذت تسال سيدا برجاء ( لم يكن عمر معهم .. اليس كذلك .. ارجوكي قولي لا ) تلعثمت سيدا وهي تنظر الى بامير بتوتر .. اعادت دفنة رجاءها لهم ولكن هذه المرة احتواها بامير بقوة قائلا ( دفنة ارجوكي كوني اقوى .. فلقد لقى مصيره اللذي ينتظره وهذا قدر الله .. ثم انه مجرم يا حبيبتي .. و ) صرخة عالية شقت اطراف المكان ... صرخة انثى فقدت كل شيء بيديها .. .. صرخة فصلتها عن عالم الواقع لتقع في عالم من اللاوعي هربت فيه من حقيقة واحدة .. عمر .. حبيب قلبها .. مات بسببها ... ابت انفاسها الخروج وتمنت الموت الاف المرات ... شعرت ببامير يحملها ويعود بها الى السيارة .. ارادت ان تقاومه بكل قوتها التي تسللت مبتعدة عنها فغدت حركاتها الخرقاء كمن يدفع جبل امامها .. صرخت بأعلى صوتها اللذي خرج كهمسات مختنقة .. ( يجب ان الحقه .. انه لم يمت .. لقد تواعدنا على الموت سويا .. وعدني بحمايتي .. اتركوني اذهب اليه .. ارررررجوووكم ) كانت تهذي وترجو وتحاول القيام بنفسها .. رأت بامير يشير برأسه لأحدهم فتفجر غضبها منه خاصة عندما شعرت بوخزة مؤلمة على ذراعها .. تشبثت به ناظرة اليه بحقد ( اتررركني .. عمرررر ينتظرني ... من سمح لك .. اترككككني .. اككرهك .. اكرهكم جميعا ) كان صوتها يخفت تدريجا وعقلها يعود لسباته مفضلا هروبه من عالم واقعه المؤلم .. عالم ستعيشه بلا حبيبها اللذي قتلته بيدها .
استيقظت للمرة الثانية ولكن كان فؤادها يدرك جيدا كل ما حدث .. ذلك الالم اللذي استوطنه مكتسحا خلاياه ... ازكمتها رائحة المطهرات فعلمت انها في المشفى .. لم تكن تريد الكلام او حتى محاولة فتح عينيها الا ان همهمة خافتة نبهت حواسها ( سيدي .. بقي فقط التأكد من هوية الجثتين خاصة الاولى لانها متفحمة .. ) انه صوت سيدا .. لثواني ارادت الموت والهرب مرة اخرى لعالمها الخيالي اللذي يشاركها به ولكن صوتها المبحوح شق سكون المكان ( اريد ان اراه .. انا سأعرفه ) لا تعلم من اين جاءتها كل هذه القوة ولكنها ارادت ان تراه .. ارادت ان تشعر به.. ان تكذب قلبها المكلوم بفقده .. ان تنعش امل عشعش في صدر يتوق لهمسته .. مرارة وعلقم ملأها بخيانة لم تقصدها فدفع هو ثمنها .. جلست بشكل بطيء ولاحظت تحرك بامير وسيدا القلق باتجاهها فرفعت يدها موقفة اياهم بكفها المبسوطة وهي تكرر ( اريد ان اراه .. الان ) عقد بامير حاجبيه متجاهلا حركتها وهو يقترب منها ( هل انت جادة .. دفنة ان... ) قطعت كلامه بنظرتها الشرسة وزمجرتها المحذرة الرافضة كي لا يتهم حبيبها بشيء فابتلع باقي رأيه مع لعابه مضيفا بهدوء ونظرتها تخيفه اكثر ( حسنا .. كما تريدين ... ولكن ارجوكي اهدأي .. هل تجدين في نفسك القوة لتذهبي وتريه )
لحظات بادلته نظراته بتحدي صارخ .. كيف يسالها عن قوتها وسندها في هذه الحياة قد هدم .. الا يعلم انها لو كانت تزحف لتخطت الاشواك والاهوال لتعود لرؤيته مرة اخرى .. طوحت بقدميها لاسفل السرير باصرار حبيبة ترغب ان تثبت ذنبها وتحكم على روحها بالاعدام تحت وطأة الالم .. وقفت سريعا مما جعلها تترنح فحاول بامير وسيدا اسنادها ولكنها ابعدتهم عنها بسرعة رافضة قائلة بحزم اكبر اخفت به لجة حزنها الداخلية (اتركوني .. لنذهب الان ) رأت التردد في ملامحهما ولكن عنادها تغلب على كل تعقلها فمشت امامهما وعقلها يسيطر عليه تفكير واحد .. سترى عمر الان .. سترى ذنبها الاكبر .. داعب خيال مجنون روحها ورجاء بالا يكون هو يسيطير عليها .. تناقض غريب اكتنفها .. خطوات متتالية قادتها الى المشرحة .. رأت تجمهر من الشرطة يقفون حول المشرحة يحرسونها .. رفعو ايديهم بالاشارة لها ولبامير ولكنها لم تهتم .. بل لم تكن ترى احدا .. دخلت بهدوء مرتجف وقوتها التي تسلحت بها تتخلى عنها بالتدريج ... برودة رهيبة نخرت عظامها ورجفة مخيفة استولت عليها .. جثتان مغطاتان بملاءات بيضاء .. صوت مجنون صارع عقلها .. لا يمكن ان يكون هذا عمر .. لا يمكن... ارتفعت يدها الى شفاهها متذكرة لمسة ثغره اللذي ودعها بها .. نفور مخيف اكتنفها كلما اقتربت اكثر .. ببطء رفع بامير اطراف الملاءة فظهر امامها اعمق كوابيسها .. لم تكن تخاف الجثث ولم تكن مرتها الاولى التي ترى فيها جثث مشوهة او محترقة .. ولكن .. بقايا شعر اسود محترق الاطراف .. هيئة وجه مختفية الملامح .. صدر عريض المنكبين متفحم العضلات المتاكلة مع النيران .. و ... شهقت ومنظر حلقة فضية يبرز من اصبعه .. حلقة عرفتها فورا فلقد استوطنت صدرها لعشر اعوام قبل ان تخفيها بالم ثم تعيدها لجيدها بيوم زفافها .. انها خاتم ملكيتها .. خاتم خطوبتها .. خاتم هديتها .. راته يزين خنصره فشلت كل اطرافها .. ارتفعت يدها لصدرها تبحث عنه لتكذب عينيها فلم تجده في مكمنه .. علامة اللانهاية ورمز التحامهما .. سرقه منها ليثبت لها انه ملكها لاخر لحظة .. انهارت دفنة بلاحول مفترشة ارض المشرحة وكلمة واحدة ترددها ( انه هو ..انه هو ) قبل ان تعود لهروبها الجبان الى لاوعيها .. فعالم احلامها اهون من واقعها المرير .. صراخ حولها واياد تلقتها ولكن .. ظلام دامس احاط بها وفؤاد نبض بالم خفقات ندم وبكاء تمنت الموت الف مرة .. لقد انتهت ..كما انتهى كل شيء .
******
دقت دفنة جرس الباب منتظرة ان يفتح لها سكان المنزل ولكن الصراخ المنبعث من الحديقة جعلها تتجه سريعا لخلف المنزل صارخة بدهشة ( خالة مريم .. عم كنعان ماللذي تفعلانه .. لا تقولا انكما استدعيتماني هذه المرة ايضا لاحل مشكلتكما .. لا يعقل هذا ثالث بلاغ كاذب من قبلكما يبدو انني ساتهمكما كي تكفا عن ذلك ) نظرت العجوز اللطيفة اليها قائلة بغضب ( هيا دفنة اي بلاغ كاذب .. لقد اخبرتك انه يوجد متسلل ومتحرش احجزه في منزلي وهذا هو ) واشارت الى زوجها اللذي شهق قائلا ( ارايت ما تفعله بي وكيف تناديني .. كيف اكون متسلل وهذا منزلي ) رفعت دفنة حاجبيها بجذل متسائلة ( حقا خالة مريم .. كيف يكون متسلل وهذا منزله او متحرش وانت .. زوجته ) حركت مريم يديها بعصبية قائلة ( لا اعلم كيف ولكن هذا منزلي ايضا وهذا المنحرف لم يبت الليلة معي فيبدو انه ذهب لحبيبة قلبه وخانني فقد اخبروني الجيران انهم راوه يتحدث معها وهي تتمايل عليه .. تلك الافعى الارملة المأفونة ) امسكت دفنة ضحكتها بصعوبة وهي ترى امتقاع وجه كنعان ( لقد طلبت فقط مساعدتي في تسليك حوض المطبخ فانت تعلمين انها وحيدة ثم اني غادرت سريعا وقضيت ليلتي عند حفيدك لاضطرار ابنك وزوجته البقاء بالعمل وبما انك متعبة ذهبت انا وبعثت لك برسالة لاخبرك .. فاين اخطأت .. اسالي ابنك ان لم تصدقيني ) صفقت مريم بسخرية مجيبة ( ابنك اللئيم اللذي يغطي عليك لانه طامع بورثك .. انا اصدق احساسي ) هنا وجدت دفنة انه يجب عليها التدخل فلقد طال الجدال فتقدمت محتضنة كتف مريم وهي تقول بمشاكسة ( اولا ايتها الغيورة الجميلة يامن ضرب بقصة عشقها المثل .. هل تعتقدين ان عم كنعان يستطيع النظر لغيرك ثم .. ان لم تصدقيه فصدقيني فانا اؤكد لك ان خالة شاهرة قد نامت لوحدها فلقد كنت عندها ليلا لذا .. يجب ان تصدري حكم البراءة لعم كنعان والا ساسجنه في زنزانة ضيقة باردة مظلمة ستجعله يسعل وعظامه تأن من الالم و .. ) قاطعتها مريم وقد وكزتها بعنف قلق ( كلا بالطبع ايتها المجنونة كيف ستفعلين هذا بحبيبي كنعان كم انت قاسية.. اذهبي لم اعد اريدك فانا قادرة على حل مشاكلي معه بدونك يا قاسية القلب ) ضحكت دفنة وهي تتقهقر سريعا مشيرة لكنعان ليتقدم من مريم ( معك حق انا ساذهب ولتحاسبي حبيبك برقة بنفسك اما انا فورائي اعمال اخرى يجب ان انجزها ) وابتعدت ضاحكة وهي ترى كنعان يراضي زوجته العجوز بحب رفرف له قلبها فخرجت سريعا لتتركهما بخلوتهما .. وقفت امام سيارتها تجول بانظارها في المنازل البسيطة حولها مستنشقة بعمق ربيع الجو المعبق برائحة الطبيعة .. لقد مر عام على تواجدها هنا في هذه المدينة الحدودية البسيطة والصغيرة .. عام قضته تتخيله معها في كل ركن فيها .. كم اثر ما راته للتو في قلبها الملهوف..للحظة تخيلت نفسها بعمر الخالة مريم وعمر امامها رجل عجوز وهي تعاتبه على نظره للاخرى وتغار عليه ..تمتمت بحرقة ضاحكة ( اجل ساغار عليك حتى اموت .. فانت ستكون وسيم لاخر لحظة من حياتك ) لثانية غصت بكلماتها ومنظر جثة عمر يتقافز امامها ..لقد احترق واحرقها معه .. شهقت نافضة ذكرياتها لتتمكن من الاستمرار في التنفس وعادت لتتمتم ( انت ستظل معي كظلي يا حبيبي حتى وان لم تكن موجودا امامي وساعيش معك مراحل حياتي كلها .. وساغار عليك وادللك واستفزك بشعيراتك البيضاء عندما تكبر وتصبح عجوزا .. فانت يا عمر مسكنك قلبي ) وتنهدت بعمق مزيلة بيديها اثار دموعها وهي ترسم ابتسامتها الدوبلوماسية كما اعتادت لتخفي بداخلها روحها الموجوعة .. فهؤلاء الناس لا يستحقون ان يرو المها ... بعد كل ما حدث قبل عام قدمت استقالتها التي رفضها بامير ورجاها ان تبقى ووعدها ان يبعدها عن كل التوترات فطالبت بنقلها لمخفر شرطة عادي وانتهى الامر بها في هذه المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها الالف شخص بما يجعلها الاقرب لقرية هادئة .. في البدء اعتزلت الجميع ولكن حفاوة اهلها وطيبة قلبهم وطريقتهم البسيطة في الحياة وفي مشاركة الافراح مع بعضهم جعلها تشعر انها ضمن عائلة كبيرة الجميع فيها يحبك ويخاف عليك .. وهذا ما جعلهم ينجحون باحتواء حزنها وانهيارها اللذي اصابها اثر استيقاظها في ذلك اليوم المشؤوم .. يوم تحولت من عروس الى ارملة دون ان يكون لها الخيار بنجدة حبيب قلبها اللذي اعتبرت انها قتلته بنفسها رغم كل شيء .. اشعلت سيارتها بسرعة ثم رفعت يدها بتحية لرجل خمسيني مر الى جانبها قائلة بمرح تمثيلي ( اهلا عمي جلال.. هل تقوم بتمرين سوزي الصباحي ) واشارت الى كلبته التي معه فاومأ لها بالموافقة مشيرا لها بالتحية .. رن هاتفها فرأت رقم والدتها الا انها تجاهلته .. منذ البدء كانت علاقتها بامها متوترة .. ثم بعد معرفتها الحقيقة ازدادت بعدا وجفاءا عنها .. حاولت والدتها الوقوف الى جانبها بعد موت عمر الا ان دفنة ابت ذلك .. فقط ارادت ان تعرف منها سبب تبني مصطفى توبال لها . وهنا اخبرتها والدتها بما حدث .. كيف انها بعد موت عادل اكتشفت حملها وارتعبت من ردة فعل الناس على ابنه خاصة مع ورود اخبار كونه خائن ... وصمة عار ستلاحق ابنها وستؤذيه لذا التجأت الى مصطفى ترجوه ان يساعدها على اجهاض نفسها .. ولكنه ابى ذلك واعتبر الامر جريمة في حق طفل ليس له ذنب سوى بكينونة والده .. لذا عرض عليها ان يتزوجها اسميا وينسب الطفل له وبهذا يكفر عن ذنبه نحو صديقه وكيف انه لم يحميه ويتداركه قبل ان يتوغل في وحل المافيا .. وحدث ما اراد وبعد ولادتها انفصلت عنه لتعيش حياتها .. وهذا اكثر ما كان يجعلها عصبية من ناحيتها .. لانها تذكرها بوالدها وما فعله معها وكيف كان خائن .. ومع ذلك رجتها ان تسامحها فرغم ان دماءها ترجع لعادل الا انها ابنة مصطفى قلبا وقالبا .. واللذي لم يقصر في حقها يوما واعتبرها هبة الله له بعد ان حرم من الانجاب .. هذه المعلومات جعلتها تتعلق بمصطفى اكثر .. فلولاه لما وجدت في هذه الحياة .. واعتبرته عائلتها وتناست كل ما سمعته عن كونها ابنة رئيس المافيا البيلوجية .. صمت رنين هاتفها بعدما يأست امها على ما يبدو من اجابتها .. توجهت الى المخفر اللذي لا يحوي سواها وسوى رئيسها العم صالح اللذي سيتقاعد الاسبوع المقبل بعد وصوله للسن القانونية و المسؤول عن نظافة وحراسة المكان الشاب الصغير بوراك اللذي ما ان نزلت من سيارة الشرطة حتى ركض باتجاهها قائلا بحماس كبير مشيرا الى داخل المخفر ( لقد جاء اخيييرا .. لقد وصل بديل عم صالح ورئيسك المستقبلي ابن هذه البلدة وبطلها ) رفعت دفنة حاجبيها بادراك متسائلة ( حقا .. اذن وصل ايدن اللذي اثرتم جنوني بسيرته والكل يتغنى ببطولاته .. حقا ربما كان يجب ان تفرش الارض بالسجاد الاحمر بوراك ) اضافت الجملة الاخير بسخرية لطيفة جعلت بوراك يدافع عن نفسه ( انتي تتكلمين هكذا لانك لم تريه سابقا .. لقد عمل مكانك لفترة بسيطة ثم سافر ليتم دراسته ومهامه ومنذ تلك اللحظة وهو يترقى في عمله حتى وصلتنا الاخبار انه اصبح عقيدا بترقية ثنائية كجزاء لشجاعته .. ولانه لم ينسى مدينته الحبيبة اثر ان يعود الى هنا بدل ان يخدم في اكبر مراكز شرطة اسطانبول ) عقدت دفنة حاجبيها بملل مجيبة ( اتعلم كم مرة قلت لي هذه القصة ولست وحدك كل ابناء القرية يتراقصون فرحا ويتناقلون سيرته منذ صدر القرار بتعينه بدل عمي صالح .. لو كان الامر علي لفضلت عم صالح مئة مرة .. والان كف عن تضيع الوقت واكمل عملك بوراك .. لما ارى ارضية المخفر بهذه الطريقة القذرة .. هيا نظفها بالحال ريثما اكتب تقريري عن حادثة خالة مريم ).. زاد تذمر بوراك من اشارتها على اهماله ولكن فضوله غلبه فسالها ( هل بلاغ خالة مريم كالمعتاد ) جلست دفنة بنفاذ صبر خلف مكتبها مجيبة ( بوراك .. هل انت متفرغ للنميمة .. في البدء قصة ايدن والان خالة مريم .. الا تمل من نفس الموضوع المكرر .. والان ستبدا باخباري كيف ان ايدن قد تاه وهو صغير عن والده ابن مختار البلد وكيف جاءكم بعد ان اصبح شابا وبحث عن اصله وكيف استقبلوه اهل القرية بحبهم متمنين ان يكون مختارهم بعد وفاة والده وكيف رفض واخبركم انه تعلم الشرطة ليحمي البلاد و ... اوووف لقد حفظت الدرس من كثرة ترداده في كل مرة وليتني اعلم لما الجميع يصر على اخباري بهذه القصة .. ما دخلي به ) ارتبك بوراك مع غضبها اللذي يعلمه جيدا ولكنه قال بشجاعة ( انت الوحيدة التي لا تحبينه رغم ان مئات الفتيات يعشقنه والجميع يتمنى ان يتزوج ابنته .. ثم لانه سيكون شريكك في العمل ) اخفت دفنة راسها بكفيها قائلة بنفاذ صبر وهي تشير له ليغادر ( بورااااك .. كفى ... ماعلاقة ما تقوله بي .. ان ظن احدكم للحظة انني ساقع بحب بطلكم المغوار فليراجع نفسه فانا ... لن اتزوج او احب احد .. والان غادر قبل ان اوقع بك خصم راتب ) تقهقر بوراك بصمت حانق تاركا اياها تزفر انفاسها بتعب لتبدأ بعملية خط تقريرها متجاهلة كل ما سمعته رغم غضبها اللذي استحكم بها .. لما الجميع يتدخل بها هكذا ويصرون على تزويجها .. كان هذا هو الامر الوحيد اللذي يضايقها في هذا المكان فلا احد يعلم او يصدق ان قلبها ممتلئ بحب عمر حتى بعد موته وانها تعيش على ذكراه .. ارتجفت يدها متذكرة خيبة امل بامير عندما اعلنت رفضها الزواج به واعلنت حبها الازلي لعمر .. ذلك الانسان اللذي ضحى بحياته لاخر لحظة ليحميها رغم خيانتها له .. كانت لا تزال تشعر بان قصتها معه لم تنتهي وبان القدر يخبئ لها مفاجأة لم تعلم ما هي الا ان حدسها تاكد اكثر بكلام سيدا في عزاء عمر عندما سلمتها زهرة حمراء هامسة لها ( ليس كل ما نراه حقيقة .. احيانا يجعلنا الوهم نصدق امور مخيفة ولكن الحقيقة دوما تكمن بقلوبنا فثقي دوما بحبك ) تلك الكلمات مع الاخبار المتواترة في ذلك الوقت عن سقوط كل شبكة المافيا وليس فقط بملفاتهم ولكن ظهور ملفات خفية لدى جهاز العملاء السرين والتي تم بثها من خلالهم كي يحمو عملاءهم الغير معلنين عنهم وكيف تم تقديم جميع المتورطين بادلة دامغة للعدالة .. ما حدث هز اركان تركيا خاصة مع سقوط رجال بمناصب كبيرة وحساسة في الحكومة ولولا وفاة عادل وعمر بحادث السيارة التي حدث اثناء محاولتهم الافلات من الهجوم وجثتيهما اللتان وجدتا متفحمتين بسبب الحريق اللذي شب في السيارة اثر انقلابها خاصة جثة عمر التي لم يستدلو عليها سوى من بقايا الاوراق واثار خاتمه المميز وشهادة الشهود اللذين اكدو تواجده في السيارة قبل انقلابها كما كانت كلماتها التاكيد النهائي لاقفال ملفه كاملا ... اما جثة والدها فلقد حرقت نصفها اما النصف الاخر فظهر فيه تقاسيم وجهه وتم التأكد ايضا بتحليل الدي ان ايه ( العامل الوراثي ) بينهما والذي حسم الامر فتم اعلان وفاة رئيس المافيا العالمية التركية ومساعده .. كانت القضية ضخمة لا تقتصر على تركيا بل تتجاوزها لعدة دول وقد فهمت من بامير ان الانتربول العالمي تواصل معهم وساعدهم في تفنيد المعلومات التي كانت ترسلها وهذا ما ساهم باثبات كل الادلة على المتورطين .. قطع انسجامها رنين هاتف مكتبها فرفعته لتسمع صوت رئيسها يطلب قدومها الى المكتب فاستجابت له سريعا .. دقت الباب وفتحته لتصدمها رائحة عطر مميز دغدغت حواسها واوجفت قلبها الخافق اللذي تقافز مع صوت الضحكة العميقة المنبعثة من المكتب .. للحظات شلت قدميها وظنت انها تهذي ولكن التفات الرجل اللذي بالداخل اليها وتحيته البسيطة جعلتها تشهق مطالبة بالهواء ودوار مخيف يكتسحها .. سمعت صوت صالح يسالها ان كانت بخير بعد ان لاحظ ترنحها ولكن عيناها لم تغادرا وجه الشاب امامها واللذي بادلها نظراتها بتساؤل وحذر .. عاد صوت صالح يطرق مسامعها ( ما بك يا ابنتي .. صحيح ان ايدن وسيم جدا كالممثلين ولكن لم اتوقع ان يؤثر عليك هكذا .. هذه هي دفنة يا ايدن التي حدثتك عنها سابقا ومن ستكون مساعدتك ) مرت لحظات التحمت عينا دفنة بعيني ايدن تود لو تكتشف انها تهذي او انها مخطئة بالتعرف عليه ... ولكن رأت بدل ذلك فيهما كل الحقيقة التي ارادتها وصعقتها وزلزلتها لتنير بداخلها معرفة عجيبة .. بدأت تنجلي الامور امامها بسرعة مخيفة .. تلعثمت بخفوت مستاذنة وركضت الى الحمام لتحجز نفسها فيه منهارة على الارض ودموعها تغرقها وطنين رأسها يكاد يفتك بها .. كانت تتمتم بذهول انه هو .. انه هو ... وحقائق مخفية تنسج امام عينيها .. ابن يتيم رباه والدها بعد ان وجده هاربا من ميتم وامسكه بعملية سرقة ليتبناه بعدها .. شرطي ماهر ومخلص شريك لوالدها .. موت والدها بتهمة وظهور براءته على يدي عمر قبل ان يختفي بشكل كامل ... علاقاته مع شركة الفا واجهزة الشرطة والجيش .. موافقته على عملها معه رغم انه فعليا متورط مع المافيا وتلك الخدعة التي نصبها حولها .. ثم ما حدث بعد ذلك معها.. حتى وفاته التي صدقتها بحماقة وتعذبت بخيانتها له وبتحميل نفسها ذنبه لعام كامل بل قبلها لعشرة اعوام ظلت تبحث عنه كي تجد حبيب قلبها اللذي لم يضعها اصلا في خارطة حساباته بل جاء تواجدها كصدفة او كتعقيد اضطر التعامل معه قبل ان يبقيها عام اخر بلا اي اهتمام وكانه واثق انها ستنتظره كما انتظرت العشرة اعوام ... شعور غريب تمازجت فيه راحتها بكونه حي وفرحتها المجنونة مع هستيريا بكاءها لكل ما فعله بها وقلبها يتوجع اضعافا من كل شيء .. تمالكت نفسها بصعوبة بعدما سمعت طرق باب الحمام وصوت بوراك القلق ( نقيب دفنة .. عمي صلاح يسال عنك ان كنت بخير ) اجابت بارتعاش بصوت بالكاد ظهر ( انا بخير .. سوف اخرج الان ) .. وقفت امام المراة ونظرت على انعكاسها فيها وظلال الحزن تملأ ملامحها وحنق غاضب يتفجر بداخلها .. لقد ملت البكاء والانهيار والتمسك بشخص يبدو انها في اخر اولوياته ..هي .. وهبته حياتها .. وهو ... باعها بارخص الاثمان ... ربما ان الاوان ان تبدأ من جديد وتكف عن تخاذلها .. ليس لها خيار اخر سوى التسلح بالحديد .. ان كان يريد ان يظهر امامها كايدن فهو اذن ايدن فحبيبها عمر قد مات وانتهى .. غسلت وجهها ورسمت بملامحها تصميمها على ما قررته .. فمن بالخارج ليس احدا سوى ايدن تولغ رئيسها و .. فقط .. خرجت بخطوات واثقة لتدخل الى مكتب صالح حيث تجاهلت عمر اللذي وقف سريعا لمراها وقد احترق وجهه بقلقه وسمعته يسالها بلهفة ( هل انت بخير ) لم تنظر اليه بل لم تهتم له فقط قالت لصالح بابتسامتها الدوبلوماسية ( اعتذر عمي فيبدو انتي اصبت بضربة شمس ) ثم التفتت برسمية ناظرة الى عمر ببرود وقد قابلها بنظرة حذرة مذهولة وهو يسمعها تقول بنبرة اثقلت قلبه لثلجيتها ( اهلا سيد ايدن تولغ .. معك النقيب دفنة والتي ستكون مساعدتك في الايام التالية ) كلمات حددت فيها كيف ستراه وكلها قوة وحزم مقابلة بعينيها الفولاذيتين عيني عمر المتالمتين والذي فهم تماما رسالتها وشعر ببرودة يدها المصافحة له قبل ان تستاذن وتتركهما اخذة قلبها معه وهو اللذي كان يتحرق في كل ثانية ليراها ليصطدم الان برفضها الكامل له ..اجل لا ينكر انه توقع غضبها ولكن .. لم يتوقع ان يكون جموحها المجروح بهذه القوة التي ستصعب مهمته ليعود ويحصل على حبها وثقتها.. .لم يكن يود ان يراها هكذا وان يكون سببا بمفاجأتها بهذه الطريقة الا ان القدر لعب لعبته بشكل عكسي فما ان وصل الى البلدة وترجل من سيارته امام المنزل الخاص به حتى راه عم صالح بالصدفة في الشارع ليتمسك به بسعادة ويدعوه الى المخفر وعندما حاول التهرب من رؤيتها مستغلا عدم وجودها تفاجئ بعودتها المبكرة من مهمتها وباصرار صالح على تعريفه عليها فلم يجد طريقة اخرى ليبتعد وتمنى ان تتمكن من التماسك امامهم حتى يتمكن من الاختلاء بها وفهامها ما حدث بشكل كامل .
دخلت دفنة مكتبها بصعوبة مترنحة وقد استلزمتها المواجهة كل قوتها .. خارت على كرسيها دافنة وجهها بيديها واعصار روحها يضرب بمخيلتها ملقيا اياها في ذلك اليوم ... اليوم اللذي غير في حياتها الكثير .. يوم ظنت انها فقدت كل شيء لتكتشف الان انها كانت ضحية لعبة .. ليست للمرة الاولى ولا والثانية بل لثلاث مرات وقعت ضحيته ليتمعن بخداعها في كل مرة .. تنهدت دفنة بعمق كاتمة شهقتها ويديها تحاول السيطرة على دموعها بعد ان عاشت هذه اللحظات للمرة الثانية .. كيف احتمل ان يوقعها بهذا العذاب .. كيف يمكنها ان تنسى كل هذا .. ان تنسى انهيارها والمهما بعدما استيقظت للتاكد من خبر وفاة عمر ووالدها .. كيف لها ان تنسى تلك الايام التي عاشتها بصراع منهار بعدما حملت نفسها ذنب قتله.. صراخها وحقن المهدئات التي ظلت تحت تاثيرها لشهر كامل قبل ان تتماسك نفسها .. لقد لازمت المشفى طويلا ولولا وقوف اصدقائها الى جانبها لما تمكنت من اجتياز محنتها ولبقيت حتى هذا الوقت اسيرة المصح النفسي اللذي تلقت به علاج مكثف لتتقبل نفسها مرة اخرى وتستطيع النظر الى شكلها في المراة بعد ان كانت تكسر اي مراة تظهرها كما حاولت تشويه نفسها لعمق المها وشعورها بغدرها...كيف يتوقع منها ان تتجاهل كل هذا .. ان تنسى امالها الغبية بان يكون هرب وان يكون بخير او ان يكون عميل من اؤلئك العملاء اللذين اخفتهم الشرطة .. ففي خضم معاناتها ارادت رفض واقع كونه قتل وهو يحاول الفرار مع والدها .. كانت تغرق دوما في عالم خيالها معه رافضة حقيقة غيابه وقلبها يحدثها انه بخير .. ويبدو ان قلبها لم يكن يكذب عليها رغم انها سخرت منه كثيرا .. لا تعلم كيف او لماذا او متى ولكن ايمانها الغريب بعمر رغم كل شيء هو ما اوصلها للعديد من الاستنتاجات التي كانت في مخيلتها .. وبالرغم من ذلك .. بالرغم من عظم فرحتها وهي ترى اكثر احلامها جنونا يتحقق شعرت بنصل صدأ يمزق قلبها الى اشلاء .. حقيقة اخرى برزت امامها راقصة على حطام قلبها .. حقيقة تاكدت منها عندما راته حيا يرزق .. عمر لا يضع مشاعرها ابدا في حساباته .. عادت شهقاتها ترتفع ودموعها تسيل وديانا .. لم تكن تعلم اتبكي فرحا بحياته .. ام تبكي غدرا بنجاته .. اتبكي سعادة على كونه شرطيا شريفا.. ام تبكي تعاسة على كل ما احتملته من صراع وهي ترى نفسها تسلمه للشرطة وكيف اوصلها العذاب الى ان تخون عملها وتحاول ان تجعله يهرب ثم كيف حملت نفسها ذنب موته ... تشوش زلزلها بقسوة فما عادت قادرة على لملمة اشلاءها .. سمعت طرقا على باب مكتبها فعلمت كينونة زائرها .. لن تسمح له ان يرى اي من مشاعرها بعد اليوم او ما سببه لها فان كان هناك ما تغير بها بعد هذه الازمة فهو مقدرتها على اخفاء احاسيسها الحقيقية خلف دروع من الابتسام او البرود .. هو عاملها كغريبة والان ان اوان ان تعامله هو كغريب .. مسحت دموعها بقسوة وقالت بصوت مبحوح خرج قاسي النبرات ( تفضل ) ثم اغرقت نظراتها في الاوراق امامها ... شعرت بوجوده .. برائحة عطره المسكرة ... بحضوره الطاغي .. فزداد يقينها مما تنتويه .. مرت لحظات دون ان يصدر منه اي صوت ..ومع ذلك رفضت ان ترفع عينيها .. شعرت بعينيه تقتحمانها وتلتهمانها ... تسلحت ببرودها حتى سمعت صوته المبحوح ( دفنة .. كيف حالك ) كلمات بسيطة لم تهتم بها ولكن .. نبرته التائقة هي ما جرحتها وتغلغلت عميقا بداخلها مسببة ارتعاشها المجنون .. تغلفت ببرودها ورفعت كتفيها بلامبالاة ( انا بخير سيدي .. هل يوجد لديك اوامر اخرى ).
كيف للمرء ان يشعر بان الكلمات هي رصاصات تخترق اعمق نقاط فؤاده .. اذن هي تخاطبه بلفظ سيدي ولا تتكرم عليه حتى بنظرة .. تلك المجنونة التي عاش على ذكراها عاما كاملا وقلبه يعد الثواني قبل الدقائق لينعم برؤيتها .. عام انتظره بصعوبة ولولا خوفه على حياتها ورغبته ان يعيد تاسيس حياته لينعم معها بالاستقرار اللذي تستحقه لما صبر كل هذا .. لم تكن حياته ملك يديه منذ اللحظة التي سلم نفسه فيها لادارة العملاء السرين ولم يكن له سوى مطلب واحد .. ان يتم اسقاط عصابة المافيا والخونة اللذين لوثو سمعة والده بالتربية النقيب مصطفى .. وطبعا لكل شيء ثمنه وكان ثمن الحقيقة و الانتقام ان ينسى حياته السابقة ليتم غرسه في المجتمع الجديد له .. منذ تلك اللحظات ابتدأت رحلة معاناته لاحد عشر عاما قضاها بين انياب الخطر حاملا روحه على كفه واقل خطأ قد يقع فيه كان يعني نهاية عمره ونهاية مجهود وتعب اعوام من التخطيط لايقاع هذه المنظمة .. اهوال حدثت معه .. وصراعات خاضها لوحده .. تنازل عن كل ما يؤمن به من الحقيقة وتصرف كالمجرمين .. لوث يديه بدماء منافسيه ليتمكن في النهاية من الحصول على ثقتهم بل وكان اخر اعماله تسليم ادلة خيانة نالين لعادل مع عصابة منافسة لهم وهو واثق انه سيتم قتلها بشناعة ومع ذلك لم يهتز بل كان فرحا بموتها .. باع نفسه للشيطان ليقبض الثمن في النهاية .. صبغ على روحه مسحة الاجرام واطلق على نفسه الفهد الاسود .. نسي ادميته ونسي وجود قلب له ونسي كل العالم الوردي اللذي كان يحلم به واشرأبت روحه بالظلام حتى غرقت فيه .. ادلة .. براهين .. وثائق ..مصائب .. خدع وخطط .. كل هذا اصبح روتين حياته حتى نسي الحياة .. الا ان بزغ النور بداخله مرة اخرى فكتب فصل خلاصه وحصل على الورقة الاخيرة لتحطيم ذلك الكيان اللذي نخر في جسده لعشرة اعوام متتالية فدفنة هي من اعادت لروحه مرة اخرى الحماسة ليعيش ليكتشف انه مهما ابتعد عنها وخدع نفسه لازال يعشقها متل اول مرة راها فيها كمراهقة وشعر انه يمتلكها ..لذا بعد ان قدم حياته عاد ليطالب بها ولكن .. كان الثمن معروفا.. التاكد من الاسقاط الكامل للشبكة قبل ظهوره في شخصيته الاخرى التي بنتها له اجهزة العملاء السرين منذ انضم اليهم .. شخصية ايدن تولغ .. وهي شخصيته الحقيقة التي طمسها الميتم ومنحه هوية اخرى باسم عمر ابلكجي عندما وجدوه طفلا صغيرا تائها..منذ اللحظات الاولى حافظ على وجود كيانين مختلفين له كي يتمكن من الخلاص بعدما يؤدي مهمته وحرص على التواجد لفترات متباعدة كأيدن ليثبت انه شخص مختلف عن عمر .. وبالطبع هو لم يكن واثقا من نجاحه لذا لم يغامر بحياة من حوله خصوصا دفنة التي كانت دوما نقطة ضعفه مهما حاول تجاهلها .. قبل عشرة اعوام لم يكن ليستطيع ان يحملها هذا الهم لذا اثر ان يتركها تعيش حياتها مع امها بعيدا عن الموت خاصة بعدما حقق ما وعدها به واظهر براءة مصطفى ثم .. تناساها ليكمل مهمته طويلة الامد .. لم يتوقع ان تتقاطع طرقهم ولكنها وصلت اليه في المراحل الاخيرة من مهمته لتغزو عالمه وتخترق كل دفاعاته فوقع في عشقها مرة اخرى كغر ساذج يرى امرأته الأولى ويستشعر انثاه الوحيدة .. فتربعت على عرش قلبه بسهولة دامغة عشقها كنحت شكل قلبه على اسمها .. ثمل بغرامها له واعجب بشجاعتها وغرق في انوثتها فعلم انه لن يتمكن من الابتعاد عنها ولكن .. كان ممنوع عليه ان يشعرها باي شيء ليس لانه يشك فيها ولكن لان ردة فعلها ضرورية كي لا يشك به احد لذا اثر للمرة الثانية ان يحميها من ثقل مهمته وجعلها تصدق انه مجرم .. المه صراعها النفسي ومراقبتها له وخيبة املها فيه ... احرقته طريقتها في كرهه واسلوبها في الابتعاد عنه ... ساقها بكل قوته للطريق اللذي يريده ليتمكن من ضخ المعلومات من خلالها واضطر ان يكشف حقيقة ماضيها اللذي عثر عليها صدفة ليتمكن من الايقاع بوالدها رئيس المافيا التركية وليحميها من اي غدر ... احاطها بكل ما استطاعه من حماية وجند صديقتها سيدا لتخبره مدى تقدمهم وما يحتاجونه من معلومات كي يتمكن من امدادها به دون ان تشعر ... تحمل عذاب فراقها وصعوبة اتهاماتها لانه كان يؤمن ان ما يقوم به هو ثمن سعادته معها .. . لم يكن يعلم لحظة الهجوم وذلك لسلامته الشخصية ولكنه كان يعلم طريقة تزيف موته التي اتفق عليها مع رؤسائه .. عندما قادته الاقدار ليكون عريس دفنة لم يتأخر بل هفا قلبه للحظة تكتب فيها باسمه وتكون خالصة له لانه اراد ان يربطها بقوة بذاته خوفا من الفترة التي سيطلب منه فيها فراقها .. ولكن .. مالم يحسب حسابه هو انهيارها واخباره بحقيقة ما قامت به .. تفاجأ بعذابها بعد ان ظن انها تكرهه ولو قليلا لكونها تظنه خائنا .. غضب من نفسه لانه لا يستطيع ان يكون شجاعا مثلها ويخبرها هو ايضا عن سره وذاق طعم خيانته لها ولكن العجز كبله وخوفه عليها قيديه فبالذات هي ستكون تحت المراقبة من قبل المافيا ويجب ان تبدو ردة فعلها حقيقة كي يحافظ على حياتهما لذا راقب انهيارها بموته بقلب وجف الما وعجزا وروح رغبت ان تحتضنها وتزيل همها .. حاول ان يبثها القوة برسالة اوصلها لها مع سيدا وابقاها تحت انظاره وتعمد نقلها الى حيث اسس حياته الاخرى كي تتاقلم عليها ريثما ينضم لها ..عندما مرضت نفسيا كاد ان يحطم كل ما قام به بظهوره امامها ليحتوي المها ولكن رؤساءه حذروه بقوة من تبعيات قراره خاصة ان المافيا كانت بمراحل اسقاطها الاخيرة وقد خشي الجميع ان يفسد كل شيء لذا تحامل على نفسه وراقبها من بعيد بصعوبة بالغة .. اتم مهمته واتم اسقاط كل الاذرع طوال هذا العام بمساعدة اجهزة الشرطة العالمية الانتربول .. والان .. ان اوانه ليعيش حياته معها الا ان اجفالها وابتعادها عنه اوجعه حتى وهو يعذرها ويعلم انها تظنه استخف بها وبمشاعرها .. ولكن .. مالذي يفعله العاشق ان كان ثمن عشقه حياة محبوبته او حتى مجرد تعرضها للخطر .. الصبر والفراق اهون عليه مئة مرة من مجرد ان تصاب بسببه .. شعر بدموعها تفيض بدمائه وبحزنها يكسو داخله .. لقد تعب لاجل ان يكون معها طويلا ولن ينهزم الان امام حزنها بل سيحاول جبر كسرها .. تقدم منها بخطوات واثقة وجلس مقابلا لها على طرف مكتبها ولاحظ اجفالها اللحظي قبل ان تختبئ خلف قناع برودها ( اذن .. سنتعامل الان بمنطق الرئيس ومساعدته .. هل يجب علي ان اقدم نبذة تعريفية عن نفسي ام اكتفي بسرد اسباب تصرفاتي القديمة ..) ضغطت دفنة على اكف يديها لتتمالك اعصابها مجيبة اياه ( اعتقد اني اعلم جيدا اسباب تصرفاتك اما بالنسبة للنبذة فلقد قام بوراك بهذه المهمة وحكى لي تاريخك سيادة العقيد) رفع حاجبيه بادراك قبل اضافته بشكل مشاكس ( ممم اذن فانت لن تساليني لما فعلت هذا .. لم تركتك لعشرة اعوام .. لما جعلتك تصدقين اني مجرم و .. لم قسوت عليك وجعلتك تحتملين ذنب موتي لعام كامل ) انهى كلامه ملاحظا ارتجاف يديها التي طوقتها فوق صدرها قائلة بلامبالاة مصطنعة ( تركتني قبل عشرة اعوام لانه كان عليك ان تقوم بهذه المهمة كي تثبت براءة ابي وانا كنت مجرد مراهقة .. ثم .. جعلتني اصدق انك مجرم كي ابدا بضخ المعلومات التي اردت مني بثها لتخفي وجود عمر وتنهي حياته بلا شك وانا التي ظننت الامر مهارة مني ولكن .. لا باس لقد تعلمت درسي وايضا جعلتني اصدق انك متت لحرصك على صدق ردود افعالي لتكتمل خدعتك ..اي ان الامر يدخل ضمن مبدأ كلما كانت معرفتي بالمعلومات اقل كان تعرضي للخطر اقل .. في النهاية انت قمت بما يتطلبه عملك من حرص ومسؤولية فهنيئا لك وحمد لله على سلامتك .. يا ترى هل نسيت شيئا) كلماتها اذهلته فتساءل ( انت تعرفين اذن ... ولكن .. كيف ) تنهدت دفنة بنفاذ صبر مجيبة ( الامر لا يحتاج لذكاء فهو سهل لدرجة ان غبية مثلي امكنها استنتاجه .. في النهاية كنت دوما احلم ان تكون حيا وان يكون كل ما حدث كابوس وتكون انت في الشرطة ويبدو ان الله حقق احلامي ) اضافت الجمل الاخيرة باستسلام ضعيف مخفضة راسها اللذي سارع عمر برفعه قائلا ( اقسم ان ما فعلته مجبرا كان عذاب لي ولكن .. امانك واماني كان في المقابل لذا .. ارجوك سامحيني ) ابعدت دفنة يد عمر عن ذقنها قائلة بنبرة عملية ( لا يوجد ما اسامحك عليه او احاسبك به .. ففي النهاية كل انسان يختار اولوياته .. والان انتهى كل هذا وطويت صفحة الماضي بكل محاسنها ومساوئها .. لذا ساطلب منك ما طلبته مني في ذلك اليوم اللذي قابلتك فيه لاول مرة كمحققة شرطة .. منذ الان لا يجمعنا سوى العمل .. ولنضع خلفنا كل ما سبق فلقد انتهى ) كانت تتكلم بحزم الم عمر كثيرا فتساءل ( اذن انت تطلبين مني ان انسى حبك اللذي يسري بشرايني .. ان انسى روحي التي ينبض بها فؤادي .. ان انسى حلمي اللذي حلمته في كل دقيقة بعد عنك ) ارتجفت دفنة بلا سيطرة وكلامه يحرقها بقوة جاعلا المها يشب في خلاياها فصمتت لوهلة مزدردة لعابها قبل ان تقول ببحة حاولت جعلها قوية ( لقد نسيت بالفعل كل هذا عندما تعارض مع مصلحتك وعملك ثم .. انا احببت عمر ابليكجي اللذي مات وانتهى .. من امامي الان هو ايدن تولغ اللذي لا اعرف عنه شيئا سوى كونه رئيسي لذا لنلتزم بهذه الحقيقة ان كنت احببتني في يوم من الايام كما تقول فاترك قلبي يرتاح مما فعلته به ) صمت عمر وكلامها يعصف بذاته .. سحب انفاسه التي تسابقت اليه كسكاكين احرقت جوفه .. وقف ببطء متنهدا ( حسنا دفنة .. اذن انت تريدين الطريق الاطول .. لا عليك ساسلكه لاجلك ولكنه ليس طريق فراقنا كما تقولين انما هو طريق تعرفك على شخصية ايدن تولغ .. و اريد ان احذرك حبيبتي .. قبولي خوض تعارفنا ثانية لا يعني ابدا انك لست ملكي .. كما اني لن اسمح لاحد بالاقتراب منك فمهما طال الزمان او قصر فستكونين زوجتي .. شئتي ام ابيت مع اني اعدك ان تأتيني طائعة في النهاية .. لذا فساجعل ملاحقتك ومحاصرتك بعواطفي حقا من حقوقي ) وقفت دفنة ببطء وكلامه يستفزها بعنف فصفقت بيديها بسخرية ( واو .. يبدو انك لم تنسى كيف تكون دكتاتوريا .. انا احذرك بانه لا علاقة لك بي وباني لست لاحد ) اقترب عمر ببطء منها جاعلا اياها تتقهر حتى اصطدمت بكرسيها وسقطت عليه فانحنى محاصرا اياها بذراعيه ومقربا جبهتها من جبهته ( معك حق انا ظالم ودكتاتور .. فلا تنسي انني الفهد الاسود ) وزاد من اقترابه منها شاعرا بانتفاض صدرها وتلاحق انفاسها رغم نظرتها المتحدية له ( تذكرين بالتاكيد ما يعنيه الفهد الاسود ..انه من يراقب خصمه بهدوء كي يتمكن من الانقضاض عليه في الوقت المناسب ) اضاف بصوت مغوي خطير ( وفي حالتك فانت فريستي وجزء مني وهذا يعطيني حق مراقبتك بتكثيف اكبر خصوصا .. ان كان الحب سيد المعادلة ) حاولت دفنة اظهار برودها ولكنها فشلت فخرج صوتها كمواء قطة ( عن اي حب تتحدث .. ام هو حب الفهد السادي لتعذيب فريسته وتملكها ورؤية الخوف في عينيها .. في كل الاحوال هذا لم يعد يعنيني وفقط اريدك ان تبتعد عن... ) وانقطعت كلمتها اثر التحام شفاه عمر بثغرها بقبلة خاطفة قاسية متطلبة متفحرة المشاعر ثبت فيها راسها بيديه اللتان تخللتا شعرها مخضعا اياها لثورة مشاعر مخيفة اجتاحتها كمد جارف تبعه جزر سريع صاحب ابتعاده ومظهر ثغرها المتاثر من عقابه يثير جنونه اكثر ولكنه اكتفى لعلمه ان خير اسلوب له مع دفنة يجب ان يعتمد فيه الهجوم السريع المفاجئ ثم الانسحاب الاسرع فاعقب بهمسة مبحوحة ( بل هو حب الفهد اليائس لمن تخللت كل خلاياه وتربعت في قلبه .. حب الفهد الخاضع امام جبروت ملكته .. اعذريني على اقتحام حصونك ولكني انتظرتها طويلا يا عشقي .. فشهد شفاهك هو خمري وادماني .. وسمي الذي يقتل روحي توقا اليك .. والان يمكنك ارتداء قناع برودتك مرة اخرى فتذوق شهدك سيسكرني الليل طوله ) وابتعد عنها بسرعة هاربة مغادرا مكتبها قبل ان يضعف وتاركا اياها تضرب اخماسا في اسداس دون ان تجد حل واحد لمعضلتها .. كيف ستقف بوجه طوفان عمر المصمم على استعادتها رغم كل جراحها .
زفرت دفنة انفاسها بنفاذ صبر حانق وهي تلقي بالملفات من يديها على مكتبها متمتمة ( اقسم انه يستمتع بتعذيبي .. يعني لما يقوم بمراجعة كل ملفات القضايا من عشرة اعوام .. ثم .. ما علاقتي انا .. دفنة اجلبي لي ملف قضية رقم 444 .. دفنة ما رايك بهذه القضية .. دفنة اقراي هذا التقرير ولخصيه لي .. دفنة اين ذهبت .. دفنة اطلبي من بوراك ان يعد لنا قهوة .. دفنة ..دفنة .. دفنة .. يبدو انني ساغير اسمي ليرتاح من استخدامه .. اوووف ) كانت تتذمر وهي تفصل الملفات التي انتهو منها حسب الاعوام لتعيد ترتيبها في الارشيف مقلدة بصوتها نبرة عمر الحانقة .. لوحت بيدها امام وجهها المتعرق مضيفة ( ثم هذا الحر الخانق في مكتبي .. يعني الم يختر جهاز التبريد خاصتي سوى ان يتعطل في هذه الفترة لاضطر للبقاء في مكتبه .. ياللهي انني حتى لا استطيع الهرب بنفسي من حصاره ) كان غضبها يتفاعل كسلسلة غارات متتالية تقصف كل ما ارادت ان تمثله من برود في وجوده .. نظراته المركزة عليها .. محاولته لمسها بعفوية .. اصراره على مقاطعة تركيزها واثبات تواجده حولها .. تحدثه بالعديد من الامور التي ليس لها علاقة بعملهم وعدم مقدرتها على الاعتراض .. انفراده بها في مكتبه بعدما الح على العم صلاح ان يأخذ اجازته المتبقية قبل التقاعد على ان يجعل دفنة تساعده وان احتاج امرا ضروريا سيلجا اليه بسرعة .. كل تلك الامور زادت من توترها ولكن اكثر ما اثار جنونها هو بقاءه معها حتى في مناوبتها الليلة وتعمده مراقبتها وهي تاكل او وهي تحاول النوم او الراحة او حتى في خروجها في الدوريات المعتادة .. شعورها بملازمته لها جعل اعصابها مشدودة وضاعف من حجم اشواقها له .. تملكه العجيب بكل ما يخصها خنقها واطربها بتناقض عجيب .. لم يقبل باي رفض تقدمه وامتهن الاصرار كطريقة تجبرها على الخنوع .. مرت عدة لحظات قضتها في التصنيف الا ان صوت بوراك قاطعها ( نقيب دفنة .. سيدي العقيد يطلبك ) كان هذا الفيض اللذي افقدها ما تبقى من سيطرتها فصرخت ( ماذا .. ماذا الان .. ماللذي يريده .. ربما اصبح يحتاج من يرشده الى مكان الحمام .. الا يتركني لاتنفس قليلا ..و .. لماذا لم تستدعي الصيانة ليتم اصلاح جهاز التكيف اللعين ) .. انهت ثورتها مع مظهر بوراك المصعوق لتنتبه انها حقا جنت على ما يبدو .. وليكتمل معها احراجها سمعت صوت عمر المستمتع مجيبا ( ممم بصراحة استطيع معرفة مكان الحمام ولكن لا باس ان احببت ان ترافقيني .. و لماذا تغضبين على جهاز التبريد ولدينا واحد يعمل بحجرتي التي تشاركيني اياها .. هل اظهرت لك اي تذمر ضايقك من تواجدك معي يا ترى .. اما بالنسبة للانفاس ) وصمت مشيرا لبوراك ليغادر مقفلا الباب خلفه قبل ان يبدأ بالتقدم باتجاهها مثيرا اعصابها خاصة مع ايحاءاته المبطنة في كلماته عن ذهابها معه للحمام لاهداف اخرى او عن اشارته لمكتبه وكانه حجرة نومهما .. وقف مقابلا لها ومد يده ليلتقط منديلا من على مكتبها وابتدأ بازالة حبات عرقها التي غمرت وجهها برقة مغرية حبست انفاسها بقوة وطنت لها اذناها مع ذلك الدوار اللذيذ ومشاعرها المنتشية ترقص طربا مع نبضاتها بشكل شنجها للحظات مقيدا مقاومتها .. سمعته يضيف بخبث تراقص في عيناه ( اووه .. تبدين مشتعلة دفنتي لدرجة تثير في روحي الرغبة باطفائك بعشقي واثمالك بحبي واشعارك بالارتواء من ولهي اللذي يفيض غراما بدمائي ) كلماته جعلتها تشهق متراجعة الا انه منعها محيطا خصرها بذراعيه ليلصقها به بقسوة محبطا محاولاتها للابتعاد ( شششش اهدئي يا قطتي اين برودك الشهير يا ترى كنت تبلين بشكل جيد فاستمري لاني مستمتعا بتحطيم جدران جليدك .. ولكن لقد حذرتك سابقا باني ساحاصرك دفنتي حتى ليصبح النفس الذي تستنشقينه خارجا من رئتي ليمر عبر ثغري اليك .. افهمت لاي مدى ساكون حولك وستكونين لي .. و .. صحيح .. استعدي لترافقيني في الحفل ) وابتعد عنها بشكل مفاجئ تاركا اياها مترنحة بقوة وقد شلت اطرافها واعلنت الاضراب عن الحركة اما قلبها فلقد اصدر قرار بخوضه لسباق النبضات المتقافزة .. عقلها الوحيد اللذي احتج بعنف على ما يمارسه بحقها من تعذيب فصرخت معترضة ( في احلامك عمر .. لن ارافقك ولو على جثتي ..) اعاد النظر اليها بابتسامته الواثقة وهو يقف عند اعتاب باب مكتبها ( سنرى يا حبيبتي .. سنرى .. وبالمناسبة .. اسمي ايدن .. ام انك تعترفين الان باني حبيبك عمر ) وغادر المكان ضاحكا بعدما تركها ممتقعة الوجه وقد ادركت زلة لسانها المجنونة .
ما حدث جعل دفنة تصر على رفض تحكمه بها لتخرج من دائرة سيطرته لذا قررت ان تذهب برفقة ادم ابن السيد كنعان الى الحفل اللذي سيقام لتكريم السيد صالح لنهاية خدمته واستقبال عمر والترحيب به بوظيفته الجديدة .. مستغلة اعجاب ادم اللذي ابداه مسبقا لتحاول فرض نفسها عليه ليرافقها .. في البدء اظهر حماسه ولكنه بعدها توتر واظهر تردده بحجة كونها رفيقة العقيد ايدن حيث يراهما الجميع سويا كما ان لسان بوراك نشر كل ما يقوم به عمر معها من مشاكسات وملازمة تامة لها في المخفر ... نفت هذا الامر بشكل كامل واصرت على ادم البقاء كرفيقها فوافق على مضض تسبب بجرح كرامتها ولكنها مع ذلك اثرت هذا على بقاءها بلا رفيق كي لا ترضخ لرغبة عمر .. جاء يوم الاحتفال فارتدت ثوب اسود قصير بسيط التفصيل وتركت شعرها منسدلا .. كانت رقتها تضفي عليها رونقا خاصا .. خرجت من باب شقتها لتجد ادم ينتظرها بزيه الرسمي وبطلة من الممكن اعتبارها جميلة مع وسامته المتواضعة مقارنة بعمر .. انبت نفسها بحزم لتفكيرها به وقررت ان تتجاهله كلية طوال الحفل ولكن .. تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. فما ان وصلت الى قاعة المدرسة حيث يقام الاحتفال حتى وجدت عمر ينتظرها هناك بزيه الرسمي الخاطف للانفاس .. ترجلت سريعا من السيارة ناوية ان تتمسك برفيقها الا انها تفاجأت بادم يشير الى عمر مبتسما بتوتر ( انها هنا كما وعدتك .. ها انا اسلمك الامانة ) ونظر اليها بخجل مذنب قائلا ( اعذريني ولكني لست مستعدا ان اكون طرف ثالث في قصة حب خاصة ان ايدن احد اطرافها ) شهقت مصدومة ( انتظر انا لا احب اح..) وقطعت كلماتها لانها كانت تحادث الهواء بعد ان غادر وتركها .. سمعت صوت عمر من خلفها (لا تبرري لاحد شيئا الا انا فلا احد له علاقة بك او يحق له ان يحاسبك ) التفتت اليه ببطء وقد بلغ حنقها ذروته ( انا لا ابرر .. وانت اخر شخص يحق له ان يطالبني بشيء )وابتدأت بالحركة باتجاه باب المدرسة .. وقف عمر مقاطعا طريقها ( الى اين ) سالها بمشاكسة فلوحت باصبعها بتحذير ( عمر .. ابتعد عني حقا .. انا ارى الان الشياطين الحمر يتقافزون امامي ) رفع حاجبيه باستفزاز مقتربا منها اكثر ( وان لم افعل ) للحظة اسودت امامها الدنيا وشعرت بثورة عارمة تكتسحها فرفعت يدها لتضربه الا انها وجدت نفسها بلحظة وقد ادارها مقيدا اياها في احضانه وملصقا ظهرها بصدره وفمه يهمس بحميمية بجانب اذنها ( رغم روعة شعوري وانت بين يدي ولكن اهدئي والا لن افلتك وساجعل الجميع يرانا هكذا .. لذا امامك خيارين اما ان تدخلي معي الى الحفل بارادتك او ابقيك هكذا وادخلك عنوة .. القرار لك يا حلوتي ) اعادت محاولاتها المقاومة الا ان حركتها اغرقتها اكثر بعناقه حتى تسلل عبيره المسكر الى انفها مع شعور بالخدر طغى على جسدها تركها مستسلمة فرجته بحنق متوسل ( عمر .. اتركني .. لا اريد الدخول معك ) حك وجنته بوجنتها مسببا وخزات مؤلمة بلحيته النامية على بشرتها فتأوهت شاهقة ليتم همسته بصوت اذابها ( بل ستفعلين حبيبتي .. الجميع سيعلم انك ملكي ولي ولن يجرأ احد على النظر اليك .. اعذريني يا عشقي ولكن .. معك انسى التحضر ولا اشعر سوى برجولتي التي تناديها انوثتك .. ثم .. انا ايدن اما عمر .. فهو بيننا ) كلماته الفجة ملأتها بمشاعر متناقضة .. ارادت ان تقاوم ولكن جسدها غدر بها واستسلم مستمتعا بالنشوة التي احرقته .. استكانت للحظات بلا ارادة وغضبها يتفاعل مع خضوعها واستمتاعها .. كان له تاثير الادمان في دمائها .. تمتمت في النهاية ( حسنا .. ايدن .. لندخل .. اعتقد انه لا يوجد امامي خيار اخر هلا افلتني الان ارجوك ) كانت تحاول الهرب من اسره قبل ان تنهار كليا امامه .. بقي للحظات على وضعه متنشقا بعمق عبيرها ومنطربا على صوت خفقات فؤادها ولكنه في النهاية ابتعد قبل ان يفقد سيطرته الكلية .. اعاد تنظيم بذلته امام انظارها الشاردة بارتباك ورفع لها يده ليسمح لها بالامساك بها مقربا اياها منه وابتدا بالتحرك بثقة فخورة باتجاه مبنى المدرسة سعيدا بتحقيق غايته في خطواته الاولى لاعادتها اليه .
شعور غريب انتابها طوال فترة ملازمتها لايدن وهو ينتقل بها من مكان الى مكان .. نظرات كل من حولها كانت تنطق بالاستغراب والفضول او الدهشة او السعادة او الحقد والحسد .. كل حسب شعوره نحوهما .. البعض تجرأ وسألهما عن موعد الخبر السعيد .. وبالطبع تولى عمر الاجابة بابتسامته الغامضة ( قريبا جدا ) .. لم تحاول ان تجادله او تعارضه لانها شعرت بعدم جدوى ذلك فلقد اظهر استبداده امامها وتعنته فيما يخصها وحسمه الامر دون ان يترك لها اي فرصة للاختيار .. لم تكن تعلم ما عليها فعله وهو يتصرف هكذا .. من ناحية لازال قلبها ساخط عليه وعلى كل ما حدث معها ومن ناحية اخرى ابتدأ نفس الفؤاد اصدار وجيبه كلما اقترب منها شوقا وعشقا وغراما .. تناقض اصابها بالغضب والرغبة بالتمرد ومع ذلك حاولت التصرف بهدوء والبقاء في وضع المراقب ريثما يصدر من عمر ما يعينها على القضاء على هذا التشوش .. وقفت مع مريم التي اخذت تتحدث معها باريحية عما يفعله زوجها بها .. جالت بعينيها حولها ورات عمر يقف مع احدى الفتيات التي تعرفت عليها حديثا وقد انحنى بجذعه نحوها بينما كانت تحادثه بموضوع بدا جادا . مظهرهما اثار استغرابها والحميمية في وقفتهما ضايقتها .. سمعت صوت مريم التي تبعت نظراتها على ما يبدو ( الدكتورة الفاتنة سمارا .. يبدو انها تحاول التأكد من املاكها ومع ذلك كان يجب عليها ان تستسلم لا ان تقاوم وتبدا بالخيانة هكذا ) لم تفهم دفنة مقصد مريم فالتفتت اليها متسائلة ( ماللذي يعنيه هذا ) رفعت مريم اكتافها بغموض مجيبة ( لا عليك .. مجرد تخاريف عجوز تخاف من الحبيبة السابقة مثلما يحدث مع زوجي ) وغادرت المكان لتنضم لمجموعة اخرى متجمهرة من الناس تاركة دفنة تفسر ما قالته على حسب فهمها .. زفرت دفنة انفاسها بتعب وحريق يشب بصدرها ارهقها .. اجل لقد كلت من الغيرة ومن الالم ومن الحب ومن كل ما يحدث وكل ما تامله في هذه اللحظة ان تعيش بسلام .. قررت ان تبتعد عن الجو الخانق للاحتفال فاخذت تمشي بلاهدى في مبنى المدرسة بعدما خرجت من قاعة الاحتفال .. لم تعلم كيف اخذتها قدماها الى حيث تتواجد بعض الارجوحات الفارغة في الفناء فجلست على احداهن وابتدأت بارجحة نفسها برفق مستمتعة بنسمات الليل واشعة القمر المتسللة على صفحة وجهها .. استنشقت الهواء بقوة ولكنها تفاجأت بصوت يقاطع خلوتها ( اذن اكتشفت مكان الهروب الامثل .. للحظة ظننت ان جنية الشمس قد قررت النزول لتستمتع بغزل اشعة القمر ) فتحت عينيها باستغراب فرات الاستاذ سليم مدير المدرسة يخرج من الممر المرصوف ليتجه نحوها .. ابتسمت بهدوء معتذرة ( اعتذر ان كنت تخطيت مكان الحفل وتهت في طرقات المدرسة .. يبدو ان ذكريات طفولتي داهمتني ) اتسعت ابتسامته بعدما توقف مقابل لها ( في داخل كل شخص فينا طفل يلهو يبحث عمن يخرجه من قضبان العمر ووقار الايام .. على العكس انت مرحب بك في اي وقت .. وطالما ان الطفل بداخلك ناداك اذن .. فلتسمعي كلامه فيما يحيرك فلعلك تجدين الجواب ) عقدت حاجبيها بتساؤل ( اي جواب .. لم افهم ) رفع حاجبيه باستدراك لطيف ( عندما تحتار المرأة بشؤون قلبها وعقلها فانها تلجأ للهدوء والسكينة والتأمل .. اما في الاوقات العادية فهي تكون سيدة الاحتفال والرقص ) حركت راسها دهشة وقد ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها ( اذن .. فيبدو اني امام خبير في المراة وتصرفاتها ) ضحك سليم مجيبا بذكاء ( صحيح انني ارمل وعلاقتي بك لم تتعدى مجرد عدد بسيط من اللقاءات الرسمية في اجتماعات مجلس البلدة ولكن .. يمكنني القول انك من النساء اللاتي يسهل قراءة سرائرهن لطيبة قلبهن وابتعادهن عن الخبث ) ضحكت محركة راسهابرفض ( اووه كلا انت لا تعرفني .. فانا لئيمة وغامضة عندما اريد )تحرك ليقف خلفها ممسكا بحبال الارجوحة ( ممم اذن يا سيدة الالغاز ان سمحتي لي ساسديك نصيحة وساطلب منك مقابلها .. هلا تمسكت جيدا ) اعتدلت في جلستها متمسكة وهي تجيبه بدهشة ( انتظر .. انت لست جادا .. هل ستأرجحني كالاطفال .. ثم .. ماللذي تعنيه بالمقابل ) ابتدأ بأرجحتها ببطء متسارع تدريجي ( اما المقابل فارجو ان تاتي لزيارتي غدا في مكتبي في الدوام المدرسي لاني احتاج معونتك في بعض الامور التي تخص الطلاب كشرطية طبعا هل ستوافقين على الثمن ؟ .. وهل ستحبين سماع النصيحة ؟) ابتدات تشعر بالهواء اللذيذ والحرية المريحة مع حركة الارجوحة فصرخت بسعادة ( اجل اوافق .. والان ماهي نصيحتي ؟) كانت تشعر بتحرر غريب في مشاعرها من كل الهموم وهي تقترب من السماء بتارجحها مع تطاير شعرها حولها واصتدام الهواء بوجهها .. شعور بالسعادة كادت ان تنساه منذ زمن بعيد .. منذ وفاة والدها .. شعورها بان همومها اختفت وتضاءلت امام اتساع السماء التي كادت ان تلامسها باحاسيسها .. سمعت صوته يجيبها ( هذه هي نصيحتي يا صغيرة .. تلك السعادة التي حررتك من قضبان التفكير والقت بك في بحور السلام .. ما ابسط الدنيا عندما نبسط حقائقها .. فمهما ارتفعت جبال الهموم ففوقها سماء لو ممدنا يدينا لنصلها نجدها ترنو امام انظارنا وتنحصر بين اصابعنا المغلقة .. كما انه كلما شعرنا باننا نهبط الى قيعان الالم والخوف والتيه فثقتنا من وجود ارض صلبة تنهي وقعتنا .. وقاع مهما بدا مظلما فهو مستوي امامنا .. كل ما يحتاجه هو بصيص امل ينبع من ثقتنا بانفسنا .. وهنا تكمن حقائق الامور .. فلا تعظمي الاوجاع ولا تعمقي الجراح .. وكلما شعرت بالياس تذكري طفلة كانت لا تصل الارجوحة ولكنها بالصبر جلست عليها وبالتأني ارجحتها ببطئ حتى علت لتصل السماء وانخفضت لتقارب الارض ) كلماته جعلت روحها تحلق كطير يتحرر من عقاله اخيرا ليبتعد عن قفص لطالما تخبطت بين جدرانه .. تعالت ضحكتها حتى كادت تصل عنان الكون ويديها يحلقان بعيدا عن جسدها .. هذا ما تحتاجه لتعالج نفسها الاسيرة .. لحظات عاشتها كطفلة داوت جراح انثى تبحث عن الامان .. صوت اخر عاد لينتشلها من تحليقها وسؤال اوقف ضحكاتها ( لم اكن اعلم انكما هنا .. هل يا ترى وجدت لنفسك يا سليم مهمة جديدة .. لان اخر عهدي بك كان عندما بدأت بتولي ادارة المدرسة ) كلمات رددها عمر بكل ما اوتي من سيطرة كي لا يبطش بسليم و .. بها .. جذبه صوت ضحكاتها بعدما لاحظ غيابها فبحث عنها .. المه منظرها السعيد مع غيره وهو اللذي يتمنى ويحلم بنصف ابتسامة صادقة توجهها له .. راها وملامحها تكفهر اثر تعليقه كما راى سليم يبتسم بثقة بعدما ابتدأ بتهدئة سرعة الارجوحة .. لم يجبه احدهما وكانهما يتعمدان اطالة فترة عذابه وهو يراقب انسجامهما .. راها تهبط من الارجوحة وتلتفت الى سليم شاكرة بامتنان ما قام به معها وما نصحها به .. اقترب اكثر وقد مل تجاهلهما متسائلا( حسنا .. لم تجبني سليم .. ربما يجب ان اغير السؤال .. هل اصبحت تسدي النصائح لمن لا يطلبها ) التفتت اليه وراى في عينيها نظرة عدم الرضا لوقاحته ولكن غيرته لم تسمح له بالتراجع .. سمع صوت سليم الهادئ ( معك حق لذا ساسديك نصيحة الان رغم انك لم تطلبها .. لا تعاقب انثى على سعادتها ولا تشك ابدا بامراة ينبعث صدى الاجراس من ضحكتها وثق بلمعة العيون قبل همسة الصوت وبحته فذلك افضل من الغيرة الحمقاء التي تفقد العقل صفاءه ) وغادر فورا المكان بعد ان رفع يده بالتحية لدفنة قائلا ( انتظر موعدنا غدا ) كلمات اشعلت بقلب عمر براكين غيرة تضاعفت مع ابتسامة دفنة له ومن ثم التفاتها عليه قائلة بهدوء ثلجي ( اريد ان اغادر الان .. ساطلب سيارة اجرة ) والتفتت عنه مرة اخرى لتشب الحرائق بعقله فامسك يدها بقسوة جاذبا اياها بحركة دائرية تسببت باصطدامها بصدره ( ما هذا اللذي حدث يا دفنة .. عن اي موعد يتحدث وماللذي كنت تفعلينه هنا لوحدك معه ) كانت اعصابه الثائرة سبب بارتجاف جسده بعنف كاد ينساه ليقابله برودها المتزايد وهي تعتدل في وقفتها مجيبة بتحذلق ( ما حدث امر يخصني لذا اترك يدي لارحل او قم بايصالي الى المنزل ان اردت ) زفر انفاسه كهبات العصف الخانقة ( لا يوجد ما يخصك وانا موجود دفنة .. لقد اخبرتك انك ملكي ) ابتسمت بسخرية جرحته ( اعذرني لاني اعتدت التصرف لوحدي عندما كنت تلهو مع افراد شركة الفا والمافيا .. ثم الا تعتقد ان الوقت متاخر جدا لتبدي غيرتك او اهتمامك بي فبالمحصلة لعام كامل اثرت الاختفاء وتركتني اتخبط وحيدة طبعا دون ذكر الاعوام العشرة السابقة ) شظية اثر شظية مزقت حروفها كيانه وعمقت ثورة غضبه ( لقد كنت اضع عيني عليك واحميك طوال هذا العام دفنة .. اما العشرة اعوام فتركي لك كان الاكثر امانا .. ترى الى متى ستظلين تكررين عتابك الظالم الممل ) رفعت حاجبيها مشيرة الى صدرها بذهول متالم ( انا عتابي ظالم .. احسنت حقا بوصفك هذا .. اتعلم انا لم اكن اعاتبك انما كنت اذكر حقيقة انت تعلمها .. فلعام وقبلها لاعوام كنت مسؤولة عن نفسي لذا ملكيتك لي تخنقني وتحتاج مني لوقت لاتعود على ديكتاتوريتك ) شهق بذهول معتصرا ذراعيها بكفيه وقد انغرست اصابعه فيهما مسببا لها الاما ( انا دكتاتور اذن .. حسنا اتعلمين .. اجل انت ملكي وستعتادي على هذا باسرع مما تظنين لاننا سنتزوج خلال فترة قصيرة لا تتعدى الاسبوع ) عضت دفنة على شفتيها واحساس متناقض يسيطر عليها بتمازج غالبت فيه فرحتها حزنها ومع ذلك تسلحت بفولاذيتها قائلة ( وبالطبع ... ليس لي اي خيار بقرارك هذا .. ليكن سيادة العقيد ايدن تولغ .. لنتزوج .. فبالتاكيد انت لن تسمح لي بنقاشك وستجبرني كالمعتاد لتقبلك بلا ارادة مني ) حروف شرخت كرامة عمر بقسوة وحبيبته تعلن انجبارها على الزواج منه والادهى مناداته باسم ايدن لتؤكد اختفاء عمر من قلبها .. حار في تعاملها وحار في طريقة رده عليها .. سحب انفاسه بعمق وعيناه تخاطب عينيها برسالة تحدي واضحة امسك بعدها يدها بقسوة ظاهرية متقدما اياها باتجاه سيارته .. تبعته بلا مقاومة وركبت بالسيارة بعدما فتح الباب الامامي لها ثم ركب بدوره وابتدأ يقود السيارة وصمت يرخي حواجزه بينهما .. تجاهلت وجوده ولكنها لاحظت اشتداد ضغطه على المقود من اللون الابيض لاصابعه .. علمت انه غاضب بجنون منها وهذا ما احزنها ولكن حزن قلبها لازال يسيطر عليها .. شعور قيد حبها له وسيطر على فرحتها واحلامها .. مضت لحظات خانقة انتهت بايقافه السيارة امام باب مبناها السكني .. ترجلت بسرعة متنفسة بعمق هواء الليل لتقضي على اختناقها .. سمعت عجلات السيارة من خلفها تفرك حصاة الطريق فادركت انه غادر بعنفه الغاضب .. تحركت بخطوات واسعة باتجاه المبنى لتحتمي بجدران شقتها وغمامة دموعها تعيق رؤيتها .. وصلت الى بابها وحاولت ادخال المفتاح اللذي عاندها فصرخت بجنون متالم ( حتى انت تعاندني وترفضني ) وانهارت دموعها المتتالية مغرقة وجهها .. شعرت بيد تخطف المفتاح منها وبلحظة كان الباب يفتح وجسدها يدفع الى الداخل فالتفتت لتصرخ بذعر ولكن شهقة ذهولها ارتفعت قائلة ( انت ؟.. ماللذي تفعل... ) انقطعت كلماتها مع اقفال عمر للباب واسنادها عليه وشفاهه تنغرس بشفاهها بغضب محموم مقيدا حركتها بيديه التي الصقتها بعنف بجسده الحارق .. قبلة تلت اخرى وتطلب سيطر على مقاومتها ومشاعر انفجرت بجنون كتيارات ذبذبات الهبتهما واقتحمت جدران حصونهما تاركة اياهم يرتجفان بانفاس لاهثة وقلوب نابضة وعيون تنطق رغبة وجباه تلاصقت بعنفوان عاشقين تلازما فاشتعلا فانصهرا بجنون في حرب اراد كل واحد منهما اثبات ملكيته على الاخر ودمغ عشقه على ذرات وخلايا معشوقه .. تعالت الانفاس الضاربة بداخل صدور ارتفعت بتواتر بعدما افترقت الشفاه لوهلة والتحمت العيون اللامعة .. همسته المتألمة المطالبة اذابتها ( يكفينا بعاد يا حبيبتي .. ارجوكي لا تبني الحواجز فلقد مللت الفراق ) كانت حروفه كتأوهات مريض وجد فيها دواء جراحه .. عاد ليستسلم لاسر شفاهها بعدما سمع انينها وشعر بيديها اللتان انغرستا بشعره .. ضعف جنوني مارساه على روحيهما التائقتين ليحاربا ذلك الالم المتصاعد بينهما .. تخالطت ملوحة دمعها مع حلاوة شهد ثغرها فابتعد عمر للمرة الثانية متسائلا بغضب خائب متألم ( لماذا .. لماذا تصرين على البكاء وعلى تعذيبنا .. كلانا يعشق الاخر )ارادت ان توصل له معاناتها فخانتها الكلمات .. رفعت يده المستسلمة لتضعها على صدرها عند موضع قلبها عله يشعر بندوبه الموشومة فتلاحقت انفاسه الشاهقة بعدما سمع همستها ( داويه لتجدني ) كانت كلمتان حوت فيهما كل معاناتها .. رقت نظراته وعيناه تتركزان على صدرها قبل ان ترتفعا ببطء مذنب متلكئ على ملامحها لتستقرا في عينيها وتغيبا في لجة اعصار تشوشها .. همس بخيبة نادمة ( اعتذر .. معك حق .. يبدو انني ضغطت عليك كثيرا ظنا مني بان عشقي قادر على اذابة صحراء قلبك القاحلة بالفراق .. ونسيت ان مشكلتنا الاساسية دوما ما كانت متعلقة بالثقة .. والان فهمت درسي ) وشعرت بانسحابه السريع وعيناه ترمقانها بحزن كسرها وكانه يودع حريته معها قبل ان تراقبه وهو يغادر شقتها تاركا اياها .
مر اسبوع على دفنة بعد هذا اللقاء تغير فيه الكثير من الامور .. ففي اليوم التالي للحفل وصلت المكتب لتجد ان جهاز التبريد في مكتبها قد اصبح يعمل فجاة وبعد عدة استجوابات فهمت ان عمر هو من كان وراء توقفه ليجبرها على البقاء امام ناظريه .. ثم ما كان من عمر عندما لم يحاول ان يسالها على اي شيء واكتفى بغمغمة موافقة عندما ذهبت تاخذ اذنه للمغادرة لموعدها مع سليم وبعد ان عادت لتخبره بوصولها عندما انتهى اللقاء دون ان يسالها عن فحواه كما لم يكرر ذكر موضوع زفافهما مرة اخرى .. ورغم ثقتها من مراقبة عمر المكثفة لها ونظراته الحزينة التي يرمقها بها خاصة عندما يظنها غير منتبهة له لتحيطها عيناه بشوق مستسلم خاضع لارادتها .. كانت تعلم انه يتعمد اعطاءها بعض الوقت دون ان يضغط على مشاعرها كما طلبت منه وهذا ولد لديها مشاعر متناقضة من الراحة والحنق .. خاصة بعدما لم يغب عليها تردد الطبيبة حبيبته السابقة على مكتبه بفترات متقاربة اشعلت بلا ارادة منها اتون غيرتها المتفجر عليه .. لذا حاولت تجاهل الامر وعقدت صداقة لطيفة مع سليم اللذي اراحها بالاستماع لها ومحاولته استيعاب تصرفاتها وتفسيرها.. شعورها بتناقض مشاعرها وعدم معرفتها ماللذي تريده حقا من عمر .. وتلك الذبذبات الخائنة التي اخذت تتسلل عميقا لفؤادها غازية اياه بحرارة الشوق له خاصة مع وجوده امام ناظريها وفي نفس الوقت شعورها بابتعاده عنها اثار لديها جنون وتملك من نوع اخر صاحبه برود طغى عليها ارادت به اخفاء حقيقة مشاعرها نحوه واثارة جنونه كما يفعل معها .. حتى كان اليوم اللذي رات فيه عمر يحتضن سمارا الباكية ويربت عليها هامسا باذنها عندما دخلت بشكل مفاجئ على مكتبه ظانة انه خال فكان هذا المنظر سببا بدق كل اجراس الخطر في كيانها .. للحظة توقفت مشدوهة امامهم ولم يوقظها الا صوت عمر اللذي لم يعبأ بدخولها وبقي على حاله ( اجل دفنة .. ان لم يكن الامر ضروريا فارجو ان تؤخريه ريثما اتفرغ لك ) لثانية توقفت متسارعة الانفاس وبركان جنون ملتهب يتفاعل بصدرها.. نظرة واحدة لملامح عمر المترقبة نبهتها .. تراجعت بلا صوت وذهبت لمكتبها .. جلست مغمضة العينين واخذت تلتقط انفاسها انفاسها بعمق لتسيطر على روحها المتوثبة وعقلها يرسم خطط لما تنوي القيام به .. مرت لحظات لم تعلم مدتها الا انها شعرت بحركة خفيفة بجانبها ففتحت عينيها ونظرة مخيفة تطل منهما .. رات عمر يقف امامها بترقب منتظرا ما ستقوله .. ارتسمت ابتسامتها الواثقة التي اخفت احاسيسها خلفها ورفعت بعض الاوراق مشيرة اليه ( انها تحتاج توقيعك ) شعرت باجفاله ثم باقترابه الحذر ويداه تلتقطان الورق وتبدأن بالتوقيع .. سمعته يسالها بتوتر ( دفنة ما رايته بالداخل له علاقة بالعمل .. كنت اطمئنها بعدما اكتشفت بعض الامور عن اخيها ) ورفع راسه اليها ليراقبها ولكنها اومأت بموافقة بسيطة متمتمة ( حسنا .. اتمنى التوفيق لكما ) عقد حاجبيه ورفع راسه بحدة نحوها قائلا ( لا تخلطي الامور .. فلا يوجد كلمة تجمع بيني وبين اي امراة سواك هل فهمت .. لا تجعلي غيرتك تصور لك امور اخرى ) ابتسمت ببرود ساخر مكررة ( غيرتي ... اعذرني لم اشعر بالغيرة هنا فلا تخلط انت الامور .. فانا . ) ووقفت ببطء مشيرة الى صدره ( اعلم اني استوطن قلبك فلا يوجد غيري . اما انت .. فهل يا ترى لازلت بقلبي ام انه سأم من احزانك له وقرر اغلاق ابوابه .. لذا .. ان كان هناك من يجب ان يحترق بالغيرة فهو انت عمر او .. ايدن ) امسك يدها بقوة مقربا اياها ولكنها تعمدت عدم اظهار تأثرها بقربه وانفاسه تثير مكامن جنونها .. أن بتألم مشتاق وجبهته تستند عليها قائلا ( ولكني احترق غيرة بالفعل دفنة .. واحترق شوقا .. و .. ) انتفضت عنه مبتعدة بشكل مفاجئ قائلة بتحدي اخفت به ذوبانها بمهارة ( لا تحاول استمالتي فلقد تحجر قلبي .. ولا تحاول اثارة غيرتي او اللعب مع غيري من النساء لاني ساقتلك عمر .. لا تستخدم سبل رخيصة فثمن قلبي غالي .. ودواءه ستدفعه من اعماق قلبك كماء الذهب .. لقد كان ملكك لوقت طويل وانت رفسته..والان جاء دورك لتكسبه ولنرى .) واختفت من المكتب بسرعة امام نظراته المذهولة اثر كلماتها .
عندما وصلت في اليوم التالي وجدت عمر يحتل مكتبها فابتسمت بسخرية متعمدة اربكته وجعلته يجيب بقوة تمثيلة ( جهاز التبريد في مكتبي معطل ) ثم عاد ليضيف بتاكيد اكبر اثر ضحكتها الساخرة ( انه حقا معطل.. ولا تخشي شيئا ساقوم بعملي دون ان اغريك او اضايقك ) رفعت اكتافها بلامبالاة وقوتها تستقيها من ايمانها بضرورة جعله يدفع الثمن لتتمكن من مسامحته ( لا عليك فوجودك لا يؤثر علي ) لحظات مرت وانفاس عمر اللاهثة تعلو بعد ان صفعه برودها وكلامها .. منذ اليوم السابق وهي تتمعن في سل الخناجر وغرزها في كل مواضع جسده مؤلمة اياه بجنون .. تظاهر ببروده الشهير وتعمد لمسها بشكل مبطن ليدرس تأثيره عليها ولكنه تفاجئ بلامبالاتها وعدم ظهور اي علامة تاثر عليها رغم انه هو من كان يرتجف شوقا وولها وغيرة مجنونة وخوفا من كونها اخرجته من حياتها .. مرت لحظات قطع صمتهما رنين هاتفه .. اجاب سريعا ليسمع صوت سمارا وهي تخبره عما طلبه منها من معلومات .. اغلق الهاتف واستأذن ليذهب اليها دون ان ينظر الى دفنة مخافة ان تقتله ببرودها اكثر ..ما ان اغلق بابها خلفه حتى زفرت كل حنقها بشتيمة بذيئة وروحها تحترق بجنون ..مهما اظهرت عكس مشاعرها وثقتها ولكن احساسها بانه مع امراة اخرى كان يودي بعقلها ..ارادت ان تفرغ غضبها فقررت الذهاب للرقص كما اعتادت عندما كانت صغيرة خاصة انها لم ترقص منذ اعتقدت ان عمر قد توفي .. نزلت الى القاعة الرياضية السفلية وحذرت بوراك الا يقاطعها احد مهما كان السبب .. خلعت سترتها الجلدية فظهر قميصها الوردي اللذي يصل لحافة بطنها ثم ينتهي بحبال طولية متفرقة تغطي وركها وفخديها اللذان التصق بهما بنطالها الجينز مظهرا جسدها المغري وابتدأت بوضع سلسلة من الاغاني الصاخبة العربية .. كانت حركاتها تنم عن تشوش مشاعرها .. وضعت كل تناقضاتها و انوثتها ابتدأت باهتزازاتها .. مر بعض الوقت عليها قبل شعورها بانها لم تعد وحيدة .. التفتت في حركاتها فالتقت عيناها بعينيه المصعوقتين بنهم .. انبعث تحديها صارخا بكل خلاياها وهي توجه رقصها له .. اخذت تتمايل متعمدة وقد انبثقت انوثتها المتملكة نحوه .. نظراتها المركزة عليه .. حركات شعرها المتطاير بجنون مغري حولها وقد وصلت اطرافه الى اسفل ظهرها .. التفافاتها التي اظهرت مفاتنها متعمدة .. ابتسامتها الواثقة .. كانت حواء تشاكس آدمها وتتحداه ان يبعد عينيه عنها .. انثى تعلم جيدا ما تحدثه حركاتها من دمار في نظام ضربات القلب ... تدرك انها ان ارادت ان تخضعه فستجعله كالدمية بين يديها .. وبالفعل كان امامها كالغريق الهائم في سحرها ... انفاسه غادرته لتحيطها .. وروحه حلقت عاليا لتحتويها .. امرأة استصرخت رجولته فركع امامها .. اقتربت منه بتوحش وعيناها تتغزلان بقوتها .. وقفت امامه دون ان يدرك ان الموسيقى قد انتهت .. همست له بعدما انحنت عليه ( هل تريد شيئا حضرة العقيد ) كلمة القته في غياهب محيط ثلجي .. ردد حروفها بانشداه ( عقيييد .. انا .. هل .. ) لم يتمكن من استجماع ما يريده وهو يراها تطلق ضحكة رنانة حازمة قائلة ( بالطبع عقيد .. صحيح انك مصر انني ملكك ولكن .. ترى هل هذا يعطيك الحق بان تلبي نداء امراة اخرى متجاهلا اياي ) عقد حاجبيه بارتباك متساءل ( امراة .. ونداء و .. ) قاطعته باصبعها اللذي مس شفتيه قائلة ( عندما كنت اثبت لك اني ملكك كنت تتفنن في اذلالي والالتصاق بغيري بحجة حمايتي .. ربما يجب ان افعل هذا الان .. ) زمجر عمر بغضب تفجر من حركاتها وتلميحاتها ويده تخطف يدها وتجذبها اليه ليلتصق جسدها المحترق بجسده ( دفنة .. كفى .. صدقا لقد اطلتي الامر .. هل تتعمدين اهانتي ) استكانت بين يديه وصوت انين مثير يخرج من ثغرها جعله يرتعش بعنف امام همستها ( عمر .. انت تؤلمني ) شعور بالذوبان اكتسحه مع لمسة يديها التي احاطت خده ليرخي جذبه له مغمضا عينيه وعبق انفاسها يسكره .. سمعها تضيف بعتب مخيف ( وهل ما افعله يصل نقطة في بحر ما فعلته بي .. اتهمتني بالخيانة .. كشفت اصولي الفاسدة لا لشيء سوى لتحقق ماربك الخاصة دون ان تراعي حبي .. اهملتني .. اثرت غيرتي .. اهنتني بكلماتك لي .. ومن ثم لم تكتفي بذلك بل استمتعت برؤيتي اتعذب بموتك دون ان تعطيني لمحة اطمئنان واحدة .. وبعد ان نظمت حياتي اتيت لتخلط اوراقها فارضا نفسك علي .. كزوج ..وكحبيب .. ) وصمتت وعيناها تلمعان بدموع حبيسة ناشدته ان يفهمها لتتم بارتعاش متالم ( اين كان زوجي وحبيبي عندما احتجت له عمر .. اين كان عندما حملت نفسي ذنبه .. والان تستكثر علي ما افعله معك من برود وتحاول اثارة غيرتي مكتفيا بالابتعاد عني لتنفذ طلبي كما تدعي .. ولكن عمر اين اصرارك على مداواة ما فعلته لي .. اين اثبات حبك اللذي تتغنى به .. اجبني .. اقنعني لتكسر جمودي ووجعي ) تلاحقت انفاسها الشاهقة امام عنف عباراتها التي قابله عنف مشاعره ونظراته امامها .. صمت ساد المكان قبل ان يكسره بصوت لم تتوضح معالمه ( معك حق .. فعلت لك الكثير ولكن حجتي هي حمايتك دفنة .. حتى وان كانت بنظرك خاطئة فهي بنظري صحيحة .. تركتك لاحميك .. اهنتك وصعقتك بماضيك لانها كانت الطريقة الوحيدة التي احافظ بها على حياتك من براثن انياب المافيا .. كونك ابنة الرئيس اعطاك الحصانة واعطاني الوقت لاحكم قبضتي عليهم .. كنت في خطواتي الاخيرة دفنة وقد بقي ظهور الرأس الكبير اللذي تحرك من مكمنه بواسطتك .. اعترف اني استخدمتك كطعم ولكن .. لم يكن بيدي حل اخر فانت من خطوت عش الدبابير بقدميك .. نصحتك منذ البدء ان تبتعدي الا انك اصررتي فلم يتبق لي سوى ان احميك بطريقتي .. لا تنكري افعالي دفنة فانت قمت بمثلها عندما وضعت في المواجهة ) كلماته اصابتها بارتجافات متتالية وهمسة متسائلة تخرج منها ( كيف يعني ؟ ) ابتسم باستسلام منكسر وعيناه تناجيانها ( لقد سلمتني للشرطة حبيبتي .. في يوم زفافنا .. كنت تضحكين بوجهي ومن ورائي تنصبين فخك للانتقام مني .. ومع ذلك .. غرست بخنجرك عميقا الا انني لم اراجعك مرة بما فعلتي بل شجعتك عليه وشعرت بالسعادة لانك اتخذت الطريق الصحيح رغم حبك .. استغليتني بكل اريحية بحجة انني مجرم سبق وخانك وبذلك خنتي ثقتي التي منحتها لك .. لوكنت بالفعل مجرم دفنة .. وكنت سلمتني للعدالة التي ستلف حبل المشنقة علي .. لو لم اكن شرطي وكان موتي حقيقيا .. هل هذا سيبرر اعمالك وسيشعرك بالراحة حبيبتي ) للحظة غامت الدنيا امامها ومجرد ذكرى رؤيتها للجثة في المشرحة يغزوها .. ماذا لو انه بالفعل كان مجرم .. فكونه شرطي لا يعفيها من حقيقة اكيدة .. خانته وخانة حبه كما فعل لان هذا الصواب في نظرها .. أنت بوجع ترادف مع ضمه بقوة لها وهمسته المهدئة ( لقد فعلتي الصواب حبيبتي .. ودوما ما فخرت بك .. اعتذر لتذكيرك ) اخذت تضرب بقبضتيها كتفيه ودموعها تسيل وديانا مرددة ( لما .. لما فعلت هذا .. انت من جعلني اخونك .. انت من عليه ان يكسب قلبي ثانية .. اتفهم ... اريد ان اشعر بقيمتي لديك ) ردد بهدوء محتوي ( سافعل حبيبتي .. ساحاول ان اجد طريقة تشعرك بقيمتك في قلبي ) وابتعد ببطء وكفيه يحتضنان وجهها مزيلا بابهاميه اثار دموعها .. داعبها بمشاكسة ( اين هي انثى الفهد التي تراقصت بقلبي للتو.. الم تعديني الا ترقصي سوى لي ) اجابته بتحدي باكي ( لازالت موجودة تطالب بحقها كي لا يتلاعب الفهد بها كفريسته ) ضحك بحنان قائلا ( فهد غبي يعشق فريسته اذن ) فردت عليه بعنفوان اذاب قلبه ( وفريسة حمقاء تتحدى فهدها لتفوز بقلبه ) اجابها بتاكيد ( هو لها منذ الازل ) سالته بحزم ( وماذا عن قلبها هي )حرك راسه موافقا ( سيكون له قريبا بعدما تعفو عنه ) التحمت عيناها بعينيه ووعده يتغلغل عميقا مضعفا كل دفاعتها وجاعلا قلبها يتقافز بجنون .. حبه الغامر اثمل حذرها فدكت حصون المها ورفعت رايات حبها .. تاهت في ظلمة عينيه المتملكة وغابت عن ادراك ما حولها .. اشتدت يداه حولها وثغره يقترب من شفتيها .. برقة رجل يهوى انثى قبلها .. وبعنفوان عاشق يرجو براءته في فؤادها تعمق اكثر .. تملك وغزا واكتسح واذاب روحها تحت وطأة شفاه سلمت نفسها لمالكها .. ابتعد ببطء عنها لتستوعب رنين هاتفه .. لثانية تجمدا سويا قبل ان تكسر التعويذة التي جمعتهما وتبتعد هي ململمة عواطفها الفائضة من عينيها .. رفع الهاتف امام عينيه وعقد حاجبيه لمرأى هوية المتصل .. كان قد نسي تماما سبب رجوعه للمخفر فبعدما وصل الى المشفى تذكر انه في غمرة ضيقه نسي جهاز الحماية الذي نوى تركيبه لدولاب صيدلية المشفى .. فعاد ادراجه واخرج الجهاز ثم سأل عن مكان دفنة ليعطيها تعليماته لتكتب تقرير الحالة .. اخبره بوراك انها في قاعة التدريب وقد رفضت ان يقاطعها احد فقاده الفضول اليها ليتفاجئ بما راه منها .. سرقت روحه وكيانه وعقله وتربعت في قلبه لتثبت له انه لا يرى النساء ابدا في وجودها .. اجاب فورا على الاتصال وضميره المهني يؤنبه فهاله صراخ سمارا على الطرف الاخر ( اين انت .. لقد حجز نفسه في الصيدلية مهددا عاملتها بالمشرط .. ارجوك تعال فورا ) صرخ بذهول مشيرا لدفنة لتلحقه ( كم عدد المحتجزين وما هو سلاح التهديد تحديدا .. سمارا اهدئي.. كفي عن البكاء وافهميني بعبارات واضحة ... كلا .. لا تستفزوه ولا تكلموه .. ابقي معي على الهاتف واخبريني بالمستجدات ) كان قد وصل الى سيارة الدورية فركبها سريعا وشعر بدفنة تجلس بجانبه فالتفت اليها قائلا بكلمات سريعة ( هجوم على المشفى من الممرض اياد مرجان وتهديد بالسلاح مع احتجاز لاسرى والسبب خروج عن السيطرة بسبب الادمان ) كانت تنظر اليه محاولة ادراك كل ما يقال امامها .. اياد هو اخو سمارا كما تعرف .. اذن هو لم يكذب عليها ويبدو ان لقاءاتهم الماضية لها علاقة بما يحدث .. وصلو الى المشفى فركض عمر وتبعته محاولة تفريق الاناس المتجمهرين .. وصلو الى المكان فشهقت بعدما رأت اياد ذلك الشاب الخجول والسارح بشكل دائم كثور هائج يصرخ في وجه اخته ( اذن فقد خدعتيني سمارا وبعتيني لحبيبك اللذي لم يهتم بك يوما .. انسيت انني انا من اطلق اشاعات حبكم بناءا على طلبك والان اخبرته بسرنا وتريدين تسليمي له وابدلت دوائي باخر مزيف ) كان يقف مقابلا لاخته الباكية وقد رفع مشرطا في وجهها انتبهت دفنة لاشارة عمر لها بالهجوم السريع من خلفه كي يكبلوه خاصة عندما لاحظو ترنحه وارتخاء يديه حول المشرط و حول عنق الصيدلانية .. بالفعل حاولت مباغتته ولكن مالم تحسب حسابه هو رميه للصيدلانية عليها مسببا تعثرها في نفس اللحظة التي خطف المسدس بشكل عجائبي منها موجها اياه عليها ومطلقا الرصاصة على صدرها دون تردد .
لحظات مرعبة واجهت دفنة فيها موتها وكل شيء يمر امامها ببطء .. رأت الرصاصة تتجه اليها من مسافة ليست بعيدة .. شعرت بوهج وصوت الرصاصة اللذي اكد لها انها لا تحلم ...لوهلة اغلقت عينيها وشريط حياتها يمر سريعا امامها .. اعشار الثانية فصلتها قبل ان تشعر بقوة جبارة تجذبها بعيدا وبدرع كالطود يقف امامها .. عيناه التحمت بعينيها محيطة اياهما بامان ارتخى معه جسدها لتلتف مع حركته في نفس اللحظة التي راته يرفع مسدسه ويطلق رصاصتان .. لم تعلم الى اين اتجهتا ولكنها سمعت صراخا مخيفا يعم الارجاء ... سائل احمر تساقط بينهما مغطيا وجه عمر ولسانه يسألها ان كانت بخير ..حاولت ان تفهم ما يدور حولها رغم وضوحه وعيناها تناجيا عيني عمر اللتان اسرتاهما .. سقطت بتعثر التفافها وسقط بثقله فوقها .. لا يمكن ان تكون هذه الدماء دماؤه ... هو لن يجرأ على تركها مرة اخرى .. نادته بانفاس مقطوعة راجية ان يرد عليها .. نادت ونادت ونادت وبئر سوداء تبتلع صوتها .. ثقل جسده شل اطرافها .. احتضنته بقوة وحقيقة تبدأ بالتشكل امامها .. كلا .. هي لن تعيش هذا الكابوس مرة اخرى .. شعرت بيدين ترفعانه فصرخت باسمه بجنون .. بلا حركة رقد امامها ووجهه مغطى بالدماء .. ليس مرة اخرى .. ليس بعد ان وجدته تفقده وباهمالها تقتله .. صراخ مخيف شق المكان لم تدرك انه صادر عنها .. رأت جمهرة من الناس حولها تحاول ابعادها عن عمر اللذي انكبت على جسده تحتضنه ولكنها قاومتهم بقوة صارخة ومترجية ان يتركوها معه ولحظات مخيفة تعيدها الى الايام التي عاشتها بدونه .. لم تعلم ما حدث ولكن سواد مخيف اغرقها وبئر جحيم ابتلعها فاقدة لكل وعي حولها ... كم بقيت تصرخ وتتعذب في هذا البئر .. لم تعلم .. روحها المتعبة كلت من كل شيء .. ارادت ان تموت .. لم تعلم كم بقيت على حالها هذا ..ظلام..عذاب..وحدة ..و.. رائحته ملأت خياشميها..وكذا صوته اطرب اذانها .. اذن واخيرا ماتت وهي في فردوسها .. اخذت تنادي اسمه ولكن صوتها خانها .. راته ينظر لها من بعيد ويحدثها بما لم تفهمه .. لم تهتم المهم انه حولها وهذا يكفيها لتنام في مكانها فليس لها القوة لتصعد اليه كما ان الخدر المنتشر في اوصالها ارهقها وتركها بلا مقاومة .. كم مرت سجينة مكانها لا تعلم ولكنها كانت مطمئنة الى انه ينظر اليها من مكانه العالي ويحادثها .. انها نعسة .. وتريد ان تنام لفترة اطول كي ترتاح .. ما اجمل العالم وهو حولها .. كم كانت حمقاء عندما قاومته وطلبت منه ان يثبت حبه .. هي اصلا لا تعيش دونه ولذا ستبقى كما هي كم من الايام مرت لم تعد تعرف ولكن ... استيقظت مجفلة وهي تراه يبتعد عنها حزينا باكيا .. كلا .. الى اين يتركها كيف يتركها لوحدها في هذا الظلام .. ارادت ان تصرخ منادية اياه ولكن .. صدى صوت تردد حولها .. ( ان لم تقاومي لتكوني معي اذن فكل شيء انتهى ولا قيمة لحياتي ) ضحكت بهستيريا .. هل جن .. كيف يتهمها بانها ليست معه ولا تريده .. ستقتله ان تخلى عنها .. عادت لتصرخ بقوة ولكنه ابتعد اكثر ..خوفها تصاعد الى صدرها حاجزا حتى انفاسها .. اجل لن تتنفس حتى يعود .. لا تريد الهواء الا برائحته .. جنون .. جنون .. يكتنفها وهو لا يزال يبتعد .. ويبتعد .. ويبتعد ..و .. ضوء باهر غمر عينيها وصوت هائل انفجر بداخلها باسمه والم موجع غزا صدرها مع شعورها بيدين قاسيتين تمسدانه وكلمات غريبة صارخة تحثها على التنفس والعودة ... شهقت بكل ما اوتيت من قوة باحثة عن رائحته التي تسللت اليها واخيرا .. شلل عاد ليصيبها مع رغبة بالنوم رفرفرت لها عينيها .. زفرة مرتاحة سمعتها من مصدر لا تعلمه وصوت تسلل اليها ( واخيرا عدت الينا سيدتي ) لم تفهم من اين عادت ولكنها ابتدأت تقاوم رغبتها السخيفة للنوم وعينيها تشتاق لصاحب الرائحة .. عادت لترفرف بعينيها بصعوبة حتى شعرت بيديه حولها .. اجل انها يداه لا يمكن ان تنكرها وهذا .. صوته الباكي اللذي يحمد الله ويشكرها على عودتها .. لمحة واحدة كانت تكفيها .. لمحة راته فيها يقبل يدها بجنون مبللا اياها بدموع لم تعرف سببها .. بصعوبة لمست يده فسمعته يشهق باسمها .. ارادت ان توقفه عن البكاء ولكن النوم غلبها فاستسلمت له واخيرا بتعب علها عندما تستيقظ تفهم ما حدث لها .
خمسة اشهر قضتها حبيبته بغيبوبة اختيارية قتلت روحه فيها .. خمسة اشهر منذ راته يسقط امامها مضرجا بدمائه اثر اصابته بطلق ناري في راسه مر بشكل جانبي مصيبا اياه بجرح قطعي عميق قليلا ولكنه لم يكن خطير .. استيقظ يومها من فقدانه للوعي ليخبروه بما امات روحه .. فهم جيدا ما عانته بغيابه عندما راها تفضل ان تقع بغيبوبة اختيارية على ان تعيش ما عاشته سابقا في فقدانه اللذي فرضه عليها ..خمسة شهور امضاها وهو يدرك في كل لحظة ما فعله بها وكيف كان اناني معها .. تذوق طعم فراقها وعاش الم فقدانها ... لقد عاقبته باقسى طرقها وتركته يموت مئة مرة في اليوم وهو يرى جسدها الساكن اللذي رفض الاستجابة لاي مؤثر خارجي .. شاركها كل تفاصيل يومه ورجاها مليون مرة ان تعود له بلا فائدة .. وعندما غضب منها وخيرها بين ان تقاوم وتنضم له اويتركها كاد ان يفقدها للمرة الثانية بانانيته..راها تصاب بجلطة قلبية وقد اعلن فؤادها اعتراضه عليه وعلى دكتاتوريته وقراره .. ليذكره انه لا يحق له ان يهدده بتركه لانه هو من سيفعل هذه المرة .. سيتركه ان جرؤ وعاد لاهماله وخذلانه لها .. اذاقه اصعب لحظاته وروحه ترقى للسماء بمناجاة ان يحفظها له حتى لو قدم حياته قربانا لها .. اعتذر مئات المرات على صلفه وكبرياءه ورجاها ان تسامحه .. رجا قلبها ان ينسى تهديده ويعود له لانه لن يستطيع العيش بدونه .. شلت اطرافه مع شهقتها وعاد كيانه للتنفس مع رفرفة عينيها .. استجاب الله لدعائه ومنحه اعظم كنوزه التي لا يستحقها .. عادت اليه حبيبته واخيرا بعد ان اذاقته بفراقها شتى الوان العذاب وعلمته بدمائها اهم دروسه وافهمته بجنونها قيمتها وهددته ان يتلاعب بفراقهما مرة اخرى فهذه .. فرصته الاخيرة .. شعر بلمستها ليزداد جنون بكائه .. لقد عادت نور حياته .. عادت من تعبد بمحرابها عمره واستعد ان يدفع حياته ثمن لراحتها .. عادت ... والقت عن عاتقه اصعب احماله .. الان دوره ليعوضها كل شيء .. ليعوضها ويذيقها عشقه المتلاطم ويزلزل دنياهما بحبه .. عادت دفنته وكنزه .
نظرت دفنة حولها وابتسامة هانئة تشع على وجهها .. شعور بالراحة والسكينة اكتنفها مع هذا الهدوء اللذي يحيط بها .. ازهار ملأت حجرتها .. شمس انارت مكمنها و .. هو يجلس امامها مبتسما بحب .. اسبوعان مرا بعد استيقاظها من غيبوبتها التي اخبروها عنها .. لم تصدق كم بقيت نائمة ولكن .. مجرد وجودها معه كان يكفيها .. غمز لها بمشاكسة بعدما لاحظ استيقاظها وشرودها به وسألها ( ماذا .. هل ابدو وسيما حقا .. ) ابتسمت بضعف مجيبة ( لا بأس بك ولكن .. هالاتك السوداء مخيفة ) راته يقترب منها ويقبل يديها قائلا ( ومن يا ترى سبب هذه الهالات .. ايتها الجاحدة انها علامات حبي ) كشرت ملامحها بغضب مصطنع ( اتعني انني بلاء يصيبك بالمرض ) رفع حاجبيه ضاربا انفها بمداعبة ( بل انتي دوائي من المرض اما اختفاءك فهو الفيروس اللذي يفتك بالعالم ..) ضحكت متسائلة ( اتعني مثل فايروس الايدز ) جاراها بشيطنتها ( بل مثل الزومبي .. اتعلمين .. انه ذلك الفيروس اللذي ينتقل بالعض ) وما ان انهى كلامه حتى انحنى على شفاهها مقبلا اياها برقة خاطفة قبل ابتعاده عنها وقوله ( ولكن في حالتك يكفي التقبيل لتفتكي بي فاقع صريع هواك واغدو جثة حية بلا وجودك ) تلاحقت انفاسها مع غزله الرقيق ورفعت يدها تحتضن وجهه متسائلة ( اتعني انني يمكنني ان انشر المرض للجميع ) كانت تعلم انها تقسو عليه بمزاحها متعمدة لترى غيرته التي تعشقها ولكنه اجابها غامزا ( مع الاسف .. فانت فايروس يصيب شخص واحد .. والعلاج بيديك ) ضحكت امام خباثته متسائلة ( وما هو يا ترى العلاج ) ابتسم بايحاء مشيرا الى عينيها انفها ومتلكئ على شفتيها ثم تابع نزوله حتى وصل الى موضع قلبها هامسا ( اي شيء تمنحيني اياه هو ترياق لروحي .. ان مجرد انفاسك نعمة لي ) لوحت بيدها امام وجهها المحمر ومازحته لتخفي توترها المتصاعد ( اووه .. هل يعقل ان يكون الفهد الاسود هو من يقول هذا .. اين جبروتك يا ترى ) لوهلة تغيرت ملامحه ليغزوها الالم قبل ان ترتسم الجدية على صفحة وجهه قائلا بعدما احتضن كفها وجلس على طرف سريرها ( اعلم كم اذيتك بحماقتي واهتمامي بعملي على حسابك .. لقد ادركت باصعب الطرق كل ما عاتبتني به وجرح قلبك .. دوما كنت اتخلى عنك بحجة عملي وحمايتك متناسيا اني قذفتك في لجة الوحدة وزلزال الزمن ... في البدء عماني انتقامي لوالدك عن رؤية ما سادفعه من ثمن وكلماته عن اهمية الواجب وحماية الوطن تشعل في بركان اباء وانتقام متفجر .. توسدت العنف وتشربت الظلام فغزوت وخدعت وكذبت حتى تقمصت لقبي المتغلغل في نفسي لاصبح حقا الفهد الاسود .. ثم جئت مرة اخرى لتذكريني بما كنته فغضبت وما رحمتك ورميتك مرة اثر مرة باختبارات واهوال وكان الاولى بي ان اخطفك واهرب بك بعيدا .. اعلم اني لم اكن احكم قدري بيدي ولكن انا واثق لو اني اصررت على ابعادك لرضخو لي الا انني ضعفت وقتها واشتقت قربك .. ثم قسوت وقسوت وقسوت جاعلا اياكي تغرقين في اوحال مخيفة لاني وجدتك طعمي الامثل .. كيف لمحب ان يستغل حبيبه .. ولم اكتفي .. بل جعلتك بوابة معلوماتي وطريقة خلاصي من ذاك العالم المخيف بحجة اجتماعي بك في النهاية وهكذا وضعتك في واجهة الخطر وتراجعت خلف تمثيلية قتلي .. صدقيني لا اعترض على العمل ولكني لا اصدق ما وصلت به من استخفاف لعواطفك في اللحظة التي قبلت فيها مشاركتك لي هذا المستنقع .. وفي النهاية حملتك ذنب موتي المفبرك والم فراقي الزائف وكلي امل ان تنتظريني لنجتمع .. وبعدها كنت من الانانية لافرض نفسي عليكي بدل ان ارجو منك سماحي واعرض عليك حجتي.. والادهى اني اعترضت على قسوتك التي هي انعكاس بسيط لقسوتي .. اتعلمين دفنة .. لم ادرك حجم خسارتك الا عندما ذقت هذه الخسارة .. عندما تخيلت دنيتي بدونك .. ومع ذلك كنت انانيا لاهددك بضرورة استيقاظك متعللا باشتياقي دون ان اضع بحسباني رغبتك بالراحة من صدمات هذه الدنيا التي سببتها غالبها لك .. لا اعلم بعد هذا كله باي عين اطالب بك ولكني لازلت انانيا ارجو قلبك الا يحرمني منه دفنة .. فالحياة قصيرة جدا وارغب ان استغل كل ثوانيها وانا بجانبك احاول تعويضك حماقتي .. فهل ستشفعين لي يا ترى وتمنحيني فرصتي ) .. لم تعلم ما تجيبه بعد ان لخص كل معاناتها في كلماته فاكتفت بالابتسام وعينيها تلتمعان ببريق حبها ودمعها السعيد .. تمتمت بخفوت عاشق ( ان تكمل اخر مرحلة لنا بعرض لن انساه ابدا ) عقد حاجبيه للحظة غير مصدق ما طلبته وخائف من تصديق براكين السعادة التي تفجرت بداخله .. رجتها عيناه التأكيد فاجابته عيناها بالاقرار بعشق لن ينتهي له .
استيقظت دفنة من نومها على صوت زقزقة عصفور استغربتها فادارت عينيها بحجرتها في المشفى حيث ترقد يومها الاخير قبل مغادرتها النهائية بعد ان اطمأنو عليها .. رأت قفص به عصفور ملون غاية في الجمال فقامت ببطء محاولة التوازن بحركاتها التي لا تزال بطيئة اثر غيبوبتها .. وصلت اليه وابتسمت هامسة ( ماللذي جاء بك الى هنا يا صغيري ) كان صوته خلابا اطربها .. انتبهت الى الورقة المعلقة على جانبه فتناولتها وفتحتها مبتسمة وقد ادركت صاحب الهدية .. تراقصت الكلمات امام عينيها شاهقة مما قراته وابتسامتها تتسع مع دموعها فمدت يدها لتستند على الجدار بجانبها لتعيد الحروف التي اثلجت قلبها وملأته بفرحة مجلجلة ( حبيبتي الصغيرة ..
لا تلوميني سيدتي على عمر ابتعدت فيه عنك فلقد تركت قلبي عندك ...
لا تلومينى أن طعنتك وخدعتك و قتلت الحب بقلبى و قلبك لاحميك ..
لا تلوميني على قسوة صببتها عليك فلعيناي وقتها حديث يناجيك ...
لا تلوميني على روح عذبتك لانها احترقت قبلك في جحيم هواك ..
لا تلوميني على حب ملك جوانبي فقذفك بلجة حيرة بلا تفسير زلزلتك ..
لا تلوميني على غيرتي أو جموحي فعيناي لا تقتنع الا بك وعقلي يسقط امام جبروتك ..
لا تلوميني عندما تغلقين عيناك فاتمثل بكياني امامهما فلقد غزوتك بحبي لانالك..
لا تلوميني على حلمي بامتلاكك فلقد خضت حربي في كسب ودك ..
لا تلوميني على سواد قلبي لانك غدوت ضوءه ولا على طلب اعلم بانه سيظلمك ..
لا تلوميني على كل شيء ولكن لوميني على هواك فهو عذري ..
لوميني ان لم اتمسك بشجاعتي لارجو منك امنيتي ..
لوميني ان لم اخض معركة ادك فيها حصون مقاومتك لي ..
لوميني واعذريني لاني لن اخرجك من هنا الا كزوجة يهفو لها قلبي ..
لوميني على تهديدي ولكن لا تلوميني على اصرار سانفذ به كل خطط الهجوم في العالم لاصل اليك ..
لا تلوميني او لوميني فهذا نهج حياة سأسيره معك ويدي بيدك ..
لا تلوميني على رفضي البقاء دقيقة دونك ولومي الزمن اللذي لن يحتسبها من عمري وعمرك ..
فهل يا ترى ستوافقي طلب محكوم اعدم في عشقك فاصبح يستمد الحياة منك ..
يا قاضيتي اما حكم ببراءة لا تلوميني عليه او حكم بموت سانتهي به من كل لومك ..
فهل ستتزوجيني بعد كل هذا اللوم ... )
انهت الكلمات على شعورها بوجوده خلفها فالتفتت ببطء لتراه واقف وفي يده خاتم يلمع بجوهرته الزمردية .. نظراته المتسائلة احاطتها بلهفة الملتاع يرجو الخلاص من قلقه .. لم تستطع الكلام فاكتفت برفع يديها تدعوه لها وماسات عينيها الفرحة تضيئ كل ملامحها .. تقدم بتردد اتبعه بشوق احتواها به فرفعها وسط ضحكتها التي زرعت حقول السعادة في وجهه .. اخذ يلف بها وهي مستكينة بين يديه تعيش لحظة داعبت احلامها طويلا .. وضعها ارضا متسائلا برجاء ( قوليها جبيبتي ) .. حركت راسها موافقة وصوتها يخذلها في مرتها الاولى .. كررتها لتخرج همستها مبحوحة من ثقل مشاعرها ( نعم .. اجل .. بلى .. وبكل لغات العالم اقبل بك ) حروف سطرت ميثاق رسم بهجة ازدان بها فؤاديهما وتراقصا بصدى يداعب كل منهما الاخر .. حلم راود مراهقة بليلة صيف اتبعها امنية كانت غاية يتيم وحيد بعائلة .. تقابلا لينسجا المهما في قصة وتمازجا كانعكاس مراة اظهرت حقيقة روح تهفو وتعشق وتذوب في الاخر .. فراق والم وخيانة و و و والكثير من العوائق لم تنجح في فض عرى حب بذلا لاجله كل نفيس فخضع امامهما كل الحواجز ليبقيا سويا ويعيشا لحظاتهما يد بيد ..
____
الخاتمة ..
تهادت دفنة بجمالها الاخاذ وثوبها الابيض يضيئ اركان ما حولها متلألئ وسط ابتسامتها المشعة .. يدها التي تعلقت بصالح المتهادي بجانبها بعد ان اختارته مكان والدها ليزفها الى زوجها المنتظر بلهفة امام طاولة كاتب العدل .. انتقلت عينيها حول ضيوفها لينتفض قلبها بفرح متالم بتناقض لم يعد غريبا عليها .. لم يكن هناك شخص من عائلتها التي لم تعرف عنها شيئا .. حتى والدتها رفضت ان تخبرها بموعد زفافها واكتفت باعلامها بزواجها لتتم انسلاخها من حياتها .. ومع ذلك تفاجأت بوجودها في الصفوف الاولى فعلمت ان عمر وراء هذه البادرة لاصراره الدائم عليها ان تمنحها فرصة لتقترب منها .. رات دمعتها المنسدلة بفرحة حذرة فتنهدت متناسية حزنها والمها وقد قررت ان تكون هذه بداية صفحة جديدة في كل علاقاتها لذا ابتسمت بفرح لامها وبترحاب احاطتها بعينيها .. انتقلت بنظراتها الى باقي الحاضرين لترى بامير وبرفقته خطيبته سيدا التي وقع بحبها بعد مغادرة دفنة للمكان فكانت خير علاج لقلبه بعد فراقها .. كانا هما الشخصان الوحيدان اللذان دعتهما من ماضيها فرغم كل شيء لم تشأ ان تخاطر بعمر حتى مع تاكيده بنهاية المافيا بشكل كلي .. وجوه اهل بلدتها السعيدة زادتها فخرا لتتاكد انها ستكتفي بهم كعائلتها .. ثم كان هو .. ذلك المتلهف اللذي مثل كل دنياها بعشقه رغم كل الاخطاء اللتي وقعو بها .. اسرت اعينهما حوار لطالما ردداه .. انت عائلتي .. كلاهما تاكد من هذه الحقيقة .. وكلاهما وجد في الاخر موطنه ونشاته وملاذه وغايته ليمثل عالم الاخر .. كلاهما كان ملك الاخر وما كانت هذه الليلة سوى للاعلان الرسمي لما وثقته الايام الماضية منذ اول لحظة تقابلا فيها .. قدرهما اتحادهما فكانت تلك النعم التي اجاباها والقاضي يعلنهما زوجا وزوجة اروع حروف تغنت كسمفونية عشق خالص بينهما .. ساررها بولهه وجنونه ... احبك .. اعتراف تبادلاه بقوة وايمان ووعد بالابدية لتربط بينهما اعمارهما حتى يفرقهما الموت .. قبلة وثقت عهدهما وليلة اشعلت غرامهما لتكون امراته ويكون رجلها الاول اللذي علمها معاني الحب والامتلاك وشعل ثورة رغبة وجذوة عشق لم تنتهي .
____
نظرت دفنة بارهاق الى صغيرها النائم باستكانة غير مصدقة انها واخيرا قد انتهت وانجبته بعد تسعة اشهر قضتها في العذاب .. امسكت قبضته بحب متنهدة ويدها تمسج عقدة حاجبيه الصغيرة بحنان وفرحة لكونه سليم لا يشكو من اي شيء .. سمعت ضحكة الخالة مريم ( منذ صغره يبدو غاضبا وجديا كوالده .. هيا يا ابنتي اعطيني اياه لاضعه في سريره فيجب ان ترتاحي الان ) ابتسمت دفنة بحب متعب مجيبة بنبرة حملت عتابها وخيبتها ( لا استطيع تركه فلقد اشتقت اليه كثيرا .. على الاقل سأكون معه بدل والده الخائن اللذي لم يكلف نفسه عناء وجوده معنا وبقي في عمله حتر في مثل هذا اليوم ) قاطعتها شهقة مستنكرة وصوت عمر يعلو ( ياللهي .. منذ الان تشكيني لابني ليكرهني .. اهذا جزائي لحضوري بكل هذه السرعة لاكون معك ) نظرت اليه وقد ظهر وجهه خلف باقة ورد حمراء ضخمة فكشرت بوجهها وركزت انظارها على ابنها قائلة ( واو .. اتصدق يا حبيبي ان والدك واخيرا تذكر ان له امراة تلد لوحدها ) شعرت بجلوسه الى جانبها وبصوته الدافئ يجيبها ( وماذا افعل ان كنت لا احتمل وجعك لذا هربت حتى انتهيت .. ولكن ساعدك في ميلادك الثاني ساكون موجودا ) نظرت اليه بدهشة قائلة ( هل حقا تظن اني ساصدق حجتك هذه يا ماكر .. اتعلم ان اردت طفلا اخر فسانتظر ريثما تأخذ اجازة وهكذا ساقيدك بوجودك معي وقتها ) تنهد وعيناه ترنو ببطء الى ابنه بعد ان التهمت تفاصيل وجهها واطمأن عليها ( او بعد هذا الجمال اللذي انجبته ساصبر حتى اخذ اجازة.. هكذا لن تنجبي احدا .. ثم لن يكون بمزاجك التأجيل فانا اريد اولاد كثر لذا سننتظر قليلا ريثما يكبر ثم سنكثف كورس عشقنا لننجب اخويه واختيه حتى ننتهي سريعا فلقد كبرت بالعمر وليس امامك الكثير من الوقت ) كانت يده تستقر بحب على راس ابنه مربتا عليه بحنان قاطعه شهقة دفنة المصعوقة وهي ترد على مشاكسته ( ياللهي .. اهكذا تراضي زوجتك الحزينة والمريضة والمتألمة .. اهذا جزاء سكوتي على وجودك في الاجتماع بينما كنت انازع في ميلاد صغيري .. اتعلم .. ما رايك ان تعود الى الاجتماع لاني الان اشعر اني ساكرهك العمر كله ) غمزها عمر بمشاكسة مستمتعا بحدتها قبل ان يتحرك بشكل خاطف مقيدا كتفيها وملتحما بشفاهه العطشى لشفاهها بقبلة تملكية قاومتها بدءا ثم استسلمت لها قصرا قبل ان تذوب بها استمتاعا قطعه تملل الصغير بين يديها فدفعت عمر عنها بكل قوتها شاهقة بصدمة ( ماللذي تفعله ايها المجنون .. نحن في المشفى و .. اين الخالة مريم ) تساءلت عندما انتبهت لغيابها فضحك عمر مجيبا ( لقد غادرت منذ دخلت فهي تعلم مدى انحرافي الغير مسيطر عليه عندما اجتمع بك .. ) وكزته دفنة بخجل مجيبة وقد نافس وجهها لون الدم احمرارا ( لقد فضحتني بجنونك المنحرف امام كل البلدة حتى ما عدت اظهر بمكان الا واسمع همزاتهم ولمزاتهم وسخريتهم على وجودك وما تقوم به معي بما يترك اثارا تقضحني ) رفع كتفيه بلا مبالاة مستمتعة ( ولم تتضايقين .. الجميع يحسدني عليك كما يحسدونا على بعضنا لذا ليقولو ما يشاؤون المهم اني معك و .. اشتقت لك كثيرا ) وعاد ليقترب منها ولكنها صدته بيدها قائلة بدلال مرتجف ( ابتعد .. فانا غاضبة منك لانك لم تكن موجودا ) قبل اطراف اصابعها بهيام مغري ( اعتذر يا روحي ولكنك من قررت ان تلدي قبل موعدك ) شهقت قائلة ( انااا .. ام ابنك المشاغب ) واشارت الى الطفل في نفس اللحظة التي خطفه منها بسرعة رقيقة محتضنا اياه ومبتعدا عنها خاصة بعد صراخها المعترض عليه وطلبها ان ينتبه ( واخيرا يا روح قلب اباك اصبحت بين يدي واستطعت خطفك من امك الغاضبة ) رجته دفنة مشيرة اليه ( ايدن حبيبي .. اررجووك انتبه .. لا تحمله هكذا .. ضع يدك خلف راسه .. ارجوك اعطيني اياه ... ارجووك .. اتعلم ساخاصمك ان ابقيته معك ) كشر عمر بحب وانفه يداعب وجه ابنه المتململ ( ارايت امك الانانية .. تخلت عني بسببك .. ولكنك تستحق يا فهدي الصغير ) صرخت دفنة قائلة ( ليس فهد .. بل طبيب اتفهم ) ضحك عمر بمشاكسة فتنهدت مستسلمة بتعب وهي تستلقي على فراشها مراقبة كلا زوجها وابنها .. احب الاشخاص الى قلبها وروحها .. ابتسمت بسعادة مع صوت مناغاة عمر لطفلها وقلبها يهفو اليه مسامحا جنونه وتاخره .. فرغم كل شيء سيبقى عمر كما هو .. عاشق لعمله ووطنه ومحاولا ان يعدل ويوازي بين اسرته ومهامه وهي .. لم تعد تنازعه حبه لعمله كي لا يفقد فرحته به فحياته بنظره تسير بخطين متوازيين كل منهما يكمل الاخر .. زوجته وعائلته .. وعمله وواجبه الوطني .. فهمت انها يجب ان تساند خياراته وتتغاضى عن اخطائه الغير مقصودة كي تنعم بكيانه اللذي تذوب به فهو ليس كاملا وهي ليست ملاكا بل امراة صبر ايضا عليها واحتمل كل شيء في سبيل سعادتها ..
كانت هذه قصتنا .. وهذا حلمنا اللذي تشاركناه مع عمر ودفنة و ... مصطفى .. الفهد الاسود القادم

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 29-07-17 الساعة 02:12 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-17, 11:11 PM   #37

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اتمنى من كل قارئة للقصة ان تبدي رايها ولو بكلمة .. هل اكمل الكتابة ام اني لا امتلك الموهبة وما رايكم باحداث القصة

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-17, 12:49 AM   #38

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

من كل عقلج بعد هالابداع ماعندج موهبه !!!!!

اصلا رهيبه بشكل موطبيعي كلش كلش حلوه وعجبتني

واسفه والله لان ماعلقت ع الفصول فصل فصل بس ارجع ان شاء الله

اعلق عليهم وعن كل شخصيه

ابداع مثل هذا ماينمل منه

واذا عندج شي جديد اتحفينا بيه

اكون اكثر من متشوقه حتى اقراه

موفقه حب

امووووواه


همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-17, 01:05 AM   #39

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم طبعارتكملي الكتابة فاسلوبك ممتع وسردك لاحداث الرواية
استمرى وفقك مشكورة اتعبك. وفي انتظارك


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 27-07-17, 01:08 AM   #40

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

انا كتييير بشكرك همسات الملائكة ومنتظرة تعليقك عشخصيات وعنجد كتييير فرحت انو القصة عجبتك 😍😍😍😍😍😍

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#ظ„ط§_ط?ظ„ظˆظ…ظ?ظ†ظ?

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.