26-08-17, 11:50 AM | #1 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| صمتٌ خجول *مميزة* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل فترة كتبت عن قصة نور صديقة شهد... اليوم ستكون قصة شهد نفسها... إستمتعوا صمتٌ خجول أنا شهد.. تلك الفتاة ذات السابعة عشر ربيعاً... الخجولة جداً... الممتلئة قليلاً... الهادئة إلى درجة مغيظة... هذا ما كنت أراه بكل عين شخص يعرفني وأعرفه.. وأحياناً لا يتوقف الأمر على النظر بل إنه يرمي أو ترمي بالأصح ملاحظتها بوجهي قائلة " أنصحك بالتخفيف من وزنك ما زلتِ صغيرة.." ثم تبتسم قائلة أن هذا من مصلحتي غافلة أو متجاهلة عن الجرح الكبير الذي حفرته بداخلي... لا أعلم لمَ الناس تبحث عن كمالها.. شيئ يقنعها بأنها مثالية لا تنقص شيئاً... لمَ هذا الهوس.. لمَ هذه الرغبة المجنونة بداخلهم.. وفي المقابل فأنهم في سبيل تلبية هذه الرغبة يمعنون بأذيتك بكافة الأشكال.... بدأت أصدق أن أي ملاحظة توجه إلي على سبيل " النصيحة" ما هي إلا حفنة تراب وهمية لردم أي حفرة يشعرها الشخص بداخله... ببساطة... توقفت منذ زمن عن المبالاة بتلك الأمور... حتى أصبحت كأي ضوضاء..... أسمعها لكنني... لا أنصت لها جيداً....... لا أظنني ممن جيد بعقد الصداقات... ليس لأنني فظة أو وقحة.. بل لأنني لست جيدة بالعلاقات الإجتماعية... الصراحة لا أذكر آخر مرة أخبرت والدتي بحبي لها مع أنها أكثر شخص يهمني بالحياة.. وعوضاً عن ذلك كنت أبذل كل ما بوسعي لإيصال تلك الكلمة لها بواسطة أفعالي.... أعود للموضوع الأصلي..... أنا سيئة بعقد الصداقات.... كنت دائماً آخذ الأمر على أنه تحدي لذاتي... سأرى نفسي جيدة مع تلك... ستصبح تلك صديقتي فقط... وفجأة أجد نفسي طرفاً ثالث مهمل.... ليس مهماً إن كنت معهم أو لا... فأنسحب بهدوء كعادتي...... عندما أقول إنني خجولة... بأنا بالطبع لا أمدح نفسي.... إن تعبير الخجل هنا يختلف تماماً ..... أجد صعوبة كبيرة بالتعبير عن نفسي.. سواء حزني أو فرحي.... أفكر ألف مرة بل أصنع سيناريوهات عدة قبل أن أرفع يدي لأجاوب على مسألة بالصف........ تجدني أقف مرتبكة أنظر لأمي بإستنجاد بمجرد أن إستفردت بي أحد صديقاتها..... بإختصار أنا صعبة التآلف مع أي أحد......... أذكر لي موقف ولا أظن بأني سأنساه يوماً عندما كنت بالخامسة عشر من عمري... حدث ذلك بمدرستي وتحديداً صفي.... عندما كانت المعلمة تشرح لنا الدرس فإستوقفتني جملة جمدت حركتي تماماً " إن الحياء يختلف عن الخجل.... الخجل يعتبر عدم ثقة بالنفس....." كم شعرت يومها بالرغبة بالهرب.... لا أعلم أذا أحداً إلتفت إلي... علم أنني المقصودة.... أم نفسي فقط من أدركت ذلك... حتى لو كانت المعلمة قالتها كجملة عابرة....... منذ تلك اللحظة أصبحت أكره نفسي جداً... أمقتها من شخصية ضعيفة.... لا أعلم من أين بزغت شخصيتي من بين أفراد عائلتي... وحتى أقاربي لا يوجد بهم واحداً خجول... بل إنهم جميعهم منفتحون....... أظن أن الأمر ليس له علاقة بالوراثة بالنهاية ........ لست ممن معروف عنهم سوء الحظ لكنه عندما يختار أن يصيبني فإنه يأتي على شكل عدة مصائب تجتمع مع بعضها مشكلة لكمة كبيرة ثم تصيبني بقوة في وجهي......... سأخبركم كيف وهذا الموقف أيضاً من المواقف التي للأسف لا أعتز ببقائها بذاكرتي.... لكنها تبقى رغماً عن أنفي..... كان دوام المدرسة قد قارب على الإنتهاء عندما إكتشفت أن حقيبتي المدرسية قد قـُطعت إحدى ذراعيها.... ثم بنفس الوقت وجدت أن باقي مصروفي المدرسي والذي أدخره لصاحب سيارة الأجرة التي تقلني لبيتي قد إختفى.... كان بيتنا بعيد عن المدرسة.... أستطيع السير إليه وأحفظ الطريق لكنه كان بشوارع وطلعة تهد الجسد ثم أدخل إلى حي كبير أمشي به متوجسة خائفة وبعد كل هذا العذاب أصل إلى البيت..... فكنت أختصر على نفسي وجع الرأس وأعود بسيارة أجرة يكون خطها فقط للمنطقة التي أقطن بها... وما كان يطمئنني أن عدة طالبات يركبون معي فلا أخاف من شيئ...... المهم... وقتها وقفت بنصف ساحة المدرسة كالبائسة أشاهد الفتيات وهن يعودن إلى بيوتهن - أظن ذلك - دون أن أستطيع فعل شيئ.... فكرت كثيراً أن أستعير من واحدة من زميلاتي المال ثم إعيده إليها باليوم التالي... لكنهن وكما قلت زميلاتي وعلاقتي بهن سطحية جداً..... فلم أجد بداً من العودة إلى البيت سيراً.... أحمل حقيبتي والتي تزن حجم بطيخة على كتفٍ واحد وأمشي والجو الحار يحيطني كهالة لا بد منها لتعاستي...... لم يكتمل الأمر هكذا بل بنصف الطريق قرر بنطالي أن... يـُشق.... فأصبحت أمشي بسرعة أكبر خشياً من أن يمتد الشق أكثر وتظهر سيقاني........ عندما وصلت البيت كنت مثالاً حياً للبؤس... دخلت المنزل أسبح بعرقي.... لهاثي يسبقني.... وجسمي متنمل أكاد لا أشعر به.... لم أكن أريد أن يراني أحداً بهذه الحالة فدخلت لغرفتي مسرعة وحمدت الله أن شقيقتي لم تكن به.... ثم إرتميت على الأريكة كالميتة.... لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا متجمدة على نفس حالتي... ربما دهور... وعندما شعرت بأنفاسي تعود إلى إنتظامها وجسدي يخف تشنجه نهضت ببطء ووقفت أمام المرآة أشاهد نفسي..... وهالني ما رأيت.... بشرتي الحنطية أصبحت صفحة من السواد بفعل الشمس والجو الحار.... وخط طولي يمتد على طول جبيني دليل على إحتراقي من الشمس... العرق يتصبب من أنحاء وجهي كاملةً... لوهلة ظننت بأني لست أنا... ثم..... فجأة كأن شيئاً إنفجر في وبكيت بكائاً كمن مات له شخص عزيز........ إرتميت على السرير أدفن شهقاتي بالغطاء...... والدتي دخلت علي مذعورة تسألني ما بي لكنني صرخت بها بثورة لأول مرة وقلت لها أن تخرج...... ربما الأمر سخيفاً ولا يستحق... لكنه كان مؤلماً جداً لي ..... أدركت وقتها بكم أنا ....... غريبة............ وحيدة طوال عمري أميل للمواد التي تحتاج للحفظ... ولا أشعر بحب المواد العلمية كالكيمياء.... الفيزياء....... بل كان عندي قدرة بحفظ كمية كبيرة من المادة بسرعة وتركيز..... كل هذا جعلني أختار تخصص الأدبي والذي يعتبر عار في محيط أقربائي........... الذكي يأخذ علمي أما الأدبي فهو للأغبياء..... هذه قاعدتهم التي لن تتغير............. أعترف بأني في بادئ الأمر حزنت من ردة فعلهم ولكنني بعدها لم أهتم ولن أهتم.......هم لن يدرسوا عني صحيح..؟؟ لا أجد نفسي أدرس ما يقارب الست سنوات طب في الجامعة ثم أتدرب في المستشفى.... لست أعيب على هذه المهنة بالطبع.... بالنسبة إلي لا أجدني بها..... لكن عندما أفكر بدراسة الحقوق.. أو اللغات.... أنشرح وأشعر بالتفاؤل....... في هذا المجال لم آخذ برأي الآخرين وأدخله برغبتي...لذا هذه نقطة تكتسب لصالحي جاء وقت ما أجلت كثيراً لأكتب عنه....... الحب ربما أنا أكثر واحدة سمعت قصص الحب " المزيفة" من زميلاتي في المدرسة.... ذلك المحيط الذي كنت أذهب إليه لأتعلم.... كان أيضاً... ملجأً لتفريغ بكاء تلك.... وإعترافات تلك.... ولقاءات تلك....... كنت أستمع لهن ليس رغبة مني لهذه القصة الرومانسية... بل إنه كان نوع من التحصين لي... كلما سمعت من الفتاة عن" حبيبها" مهما كانت حالتها باكية عليه أو فرحة... تزداد الجسور الحديدية متانة أكثر بداخلي.... تغطي فضولي والذي حتماً إذا إزداد سيذهب بي إلى منطقة لا أريدها.... ولكن رغماً عني...... هربت دقة من قلبي نحو شخص.... كان شعوري وقتها..... غريب.. وكأني للتو إكتشفت بإنني لم أعد طفلة تتعلق بأذيال والدتها أينما ذهبت........ كنت كلما أراه... لا أفتئ أذكر نفسي... أنا مراهقة ولا بد من أن تكون مشاعري مضطربة بهذا السن...... ذلك كان نوعاً ما يطمئنني... فيشجعني على عدم التمادي..... مهما كنت أشعر بالوحدة الداخلية... لن ألجئ لهذا الإسلوب البشع بتبديد وحدتي........... وكم أشعر بالفخر الآن إنني لم أخذل حالي أبداً... إنني عندما أكشف داخلي.... لن أجد هذا السلوك كنقطة سوداء بقلبي......... أستحق شكر نفسي أليس كذلك...؟ نهايةً.... وجدت الكثير بشخصيتي لا يملكه أحداً آخر.... وكلما أكتشف أكثر....... أشعر بالرضا عن نفسي أكثر فأكثر........ أنا هي الفتاة الممتلئة والتي لا تود تخفيف وزنها فقط حتى لا تسمع إنتقاد يجرحها............. يعجبني شعري المجعد ولا أفكر بتمليسه أبداً..... لا أريد أن أكون مثالية....... أنا أثق بنفسي وليس من الضروري إظهار ذلك للجميع.... ببساطة... أنا شهد النهاية رابط تحميل القصة ككتاب الكتروني (من عمل الكاتبة) التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 03-04-18 الساعة 11:18 PM | |||||||
26-08-17, 07:01 PM | #6 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| اقتباس:
شكراً يا قلبي إنتي المتميزة مع إقتباساتك الجميلة | ||||||||
26-08-17, 09:27 PM | #7 | ||||||||||
إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي
| من فترة ابحث عن من يكتب بجمال اسلوبك ابدعتي واتوقع لو كتبتي روايه بطريقه المذكرات ستنجح المهم ان تختاري فكرة مميزة موفقة | ||||||||||
26-08-17, 09:53 PM | #8 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| اقتباس:
تسلمي عزيزتي | ||||||||
27-08-17, 10:36 AM | #10 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| اقتباس:
أسعدني جداً | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|