آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          سيمفونية الجليد والنار(117)-ج3 أسرار خلف أسوار القصور - noor1984*الفصل17ج1* *مميزة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-17, 12:32 AM   #41

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


يا مرارك الطافح يا سلمي
انتي وقعتي في ايد مختل و مهووس نش دمر مستقبلك بس لا دمرك كانسانه
ز هو بيخسر كل حاجة لو فاكر انها ممكن تسامح يبقى حمار و غبي


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 21-08-17, 01:10 AM   #42

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
يا مرارك الطافح يا سلمي
انتي وقعتي في ايد مختل و مهووس نش دمر مستقبلك بس لا دمرك كانسانه
ز هو بيخسر كل حاجة لو فاكر انها ممكن تسامح يبقى حمار و غبي
الامور خرجت عن سيطرته تماما


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-17, 05:37 PM   #43

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة18 : قهر الرجال

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة18 : قهر الرجال
------
بحبها بحبها وفقلبي ساكن حبها
يا ريت يا شوق يا ريت يا شوق توصلها ويحس بي قلبها
بحبها بحبها
صدح صوته بغناء عذب أثناء استحمامه بالحمام الملحق بغرفتهما، بينما تجلس سلمى على السرير مرتدية قميص نوم لأسفل ركبتها خفيف ضيق من اللون الكنارى والذى قد اختاره عادل لها عقب جولة دقيقة بمحتويات دولابه كما هى عادته اليومية والتى استمرت نحو عشر دقائق تقريبا حتى استقر على هدفه.. كانت ضامة ساقيها اليها لتدفن وجهها بينهما.. بداخلها صراع.. شك لم يصل لليقين بعد منذ أيام معدودة..
حدثت نفسها وقلبها يعتصر ألما ممزوج بالخوف من القادم:
- ممكن!.. معقول!
- وليه مش معقول.. فات كتير.. عدى أكتر من شهر..
- لا لا لا.. أكيد بتوهم..
- الدوخة.. والقرفان.. والحمام كل شوية برده وهم!
بكرا خلاص حقولها روحي لها عقلي لها
وحقولها هي الهنا...هي المنا... كل المنا هي حياتي كلها
بحبها بحبها
انتبهت لكلمات أغنيته، فرفعت رأسها المسندة على ركبتيها وسلطت بصرها على باب الحمام.. ارتجف قلبها وعلت دقاته انتظارا لفتحه للباب ودلفه للغرفة..
- لا لا.. يارب أرجوك.. بلاش.. كفاية المصيبة اللى أنا فيها..
- ما يمكن يرحمك وقتها زى مبيقول..
- معدش عندك حل تانى خلاص غير أنك تستسلمى لقدرك معاه..
التمعت عيناها بالدموع والتى لم تتمهل لحظة لتهبط سريعا على وجنتيها، لتمسحها سريعا خوفا من ظهوره فجأة واثارة غضبه.. فدموعها هى المحفز الرئيسى لتبدل حاله من اللين والرقة الى الغضب والمعاملة الخشنة أحيانا..
- أرضى بجوازكم.. وانسى اللى فات..
- جوازنا!..
- أحنا مش متجوزين أصلا..
- أرضى بجوازكم.. وعيشى..
- أنا خايفة منه..
- وهتفضلى خايفة طول ما بيلمسك..
- حاولى تنسى كل اللى حصلك، وحاولى تبدئى معاه..
- أنسى!.. طب ازاى؟..
عاودتها نوبة الذعر مع توقف صوت تدفق المياه بالحمام.. فانكمشت على نفسها من جديد..
- أرضى عشان الطفل ده ملوش ذنب يجى من حرام.. ملوش ذنب يبقى نسخة من اللى عشتيه.. مكنش ليكى يد فى اللى فات من عمرك ولا فى اللى بيجرالك دلوقتى.. لكن تقدرى تغيرى قدر المسكين ده..
- أنا خايفة..
- خايفة من عادل؟ ولا خايفة على الجنين؟
- مش عارفة..
- والعمل؟
- أنا خايفة.. خايفة من نفسى.. مش هعرف أحافظ عليه.. مش هعرف أحميه منه..
- حاولى يا سلمى كفاية استسلام للى بيجرالك..
خرج عادل من الحمام، ومازال يجفف شعره من قطرات المياه المتخللة خصلاته بمنشفته الصغيرة ومتجها الى التسريحة..
والكلمة اللي أنا عايش بيها
رح دوب كل الشوق فيها
وحقولها وأعدها وغنيها
ألتقط سريعا فرشاة شعره من على التسريحة الخالية من وجود مرآة منذ أشهر.. ثم التفت قبالتها، وبدأ تمشيط شعره وهو جالس على حافة التسريحة وابتسامة هادئة تزين محياه وهو يدندن بصوت هامس حميمى:
حقول أحبك حقول أحبك
وعيش أحبك أعيش أحبك
أحبك أحبك يا حياة قلبي
لولا الصدع بينهما لأقرت بوسامته وجاذبيته، ولكنها لا ترى سوى المشاهد العنيفة التى اتسمت بها حياتهما سويا مؤخرا فى ذلك المكان الكئيب..
- هيجى يشوفنى مسجونة!.. هيطلع قاسى.. ظالم زيه.. أو تيجى بنت تتكوى بنار الماضى وتكون نهايتها زيى..
- لو بقى روح مش هتقدرى..
بنفس الابتسامة التى حافظ عليها مدة طويلة غمز لها بطرف عينه أثناء تمشيطه لشعره، فأجفلت وارتبكت.. تلك العينان الضاحكتان تعلمهما جيدا وتعى ما يلمح لها بهما بشكل مستتر غير صريح.. ازداد انكماشها على نفسها وهى تحاول جاهدة سحب طرف قميصها لعله يدارى جزء منها..
- لا مقدرش أخلف من الوحش ده.. حرام عليا أجيب طفل يكون ده أبوه..
قاطعها اقتراب عادل منها.. جلس جوارها.. وضع يده اليمنى على ركبتها.. وقارب وجهه من وجهها مبتسما برقة: وحشتينى الشوية اللى غبتهم عنك..
فنظرت له بعيون فزعة تحاول الصمود حتى لا تنهار باكية فتغضبه..
- مش هقدر.. أنا مش هجيب عيل يتأذى زيى.. مش عوزاه.. أنا خايفة عليه.. أنا خايفة.. أنا خايفة..
فأبعد يده عنها سريعا عندما شعر بوادر خوفها: أهدى.. أنا بس بطمن عليكى.. مالك؟.. فيكى ايه؟.. منتيش مظبوطة اليومين دول..
حرك عادل يده أمام وجهها: أيه؟ كل ده سرحان!.. أنا بكلمك يا بنتى.. فيكى ايه يا سلمتى؟
سلمى بارتباك وصوت مبحوح يقترب من الهمس: مفيش حاجة.. مفيش..
تحسس بسبابة يده اليسرى شفتيها ببطء محدقا بهما بحميمية: اشتقتلك أوى..
وكما هى العادة تخشاه وتخاف من لمسته مما دفعها للتهور.. فحدثتها نفسها مرة أخرى: يستحيل يفضل..
وخرج صوتها بصعوبة من حنجرتها وهى تشيح بوجهها بعيدا عنه عندما اقتربت شفتاه تلامس شفتيها لتقبيلهما: جعانة..
عادل مستغربا: نعم أحنا متعشيين من ميكملش ساعة..
سلمى بارتعاشة وخوف جلى فى نبرة صوتها: أنا جعانة.. جعانة أوى..
عادل: طيب.. طيب.. 10 دقايق واجهزلك عشا تانى..
سلمى: لأ أنا عوزة اكل مكرونة.. جعانة..
عادل بنفاذ صبر من محاولتها المستمرة لابعاده عنها: مكرونة 10 بليل.. حاضر.. نص ساعة ويكون جاهز..
خرج عادل من الغرفة بعد أن صفق الباب خلفه فى غضب صادحا: أما نشوف أخرة حججك الفاضية ايه..
--------
"هو"
الأمل والألم
جزء من حياتنا
موجودين سوا
عشان نقدر نحس بطعم الدنيا
بس حياتى غريبة شوية
كنتى أملى
وبقيتى ألمى
فبقيت بسأل نفسى كل يوم نفس السؤال
أمتى حرف الميم يوقف المهزلة دى
أمتى يرحمنى ويستقر فى مكانه
لامتى هيخلينى حيران
--------
"هى"
جوه قلب كل واحد باب أسود
مش بس بيتحط وراه الناس اللى خذلونا
بيتحط وراه الناس اللى كانوا حبايبنا فى يوم من الايام
دايما كنت أسمع أن مامحبه الا من بعد عداوة
لكن أكتشفت أن أشد أنواع الكره هو اللى بيجى بعد حب
"أقسمت بعشقك أن تكون عدوى"
--------
نظرة صوبت على الباب الذى صفقه خلفه، تملؤها مشاعر متضاربة داخلها، لم تعلم سلمى أيهم المسيطر عليها هل هو كره لشريكها الاجبارى أم حنق على حياتها أم غضب أم ألم ممزوج بكسرة روحها؟.. لم تعلم سوى الاحساس بتلك الدموع الحارقة لعينيها وهى تتطلع لذلك الباب الذى أغلقه خلفه غاضبا..
انتظرت دقائق ثم اتجهت على أطراف أصابعها ناحية الباب ففتحته ببطء لتتأكد أنه ترك الطابق العلوى واتجه للمطبخ بالاسفل, ثم أغلقت الباب ثانية واتجهت الى السرير لتنفذ مخططها للتخلص من ذلك الحمل الذى أثقل روحها غما وخوفا..
صعدت الى حافة السرير وبدأت فى القفز من عليه، كانت تشعر بالألم مع كل قفزة.. لازمت الدموع عيناها, ليس فقط من اللألم وانما قهرا أيضا..
كانت تفكر فى ذلك الجنين.. أى ذنب قد اقترفه لتتخلص منه.. لم يكن له ذنب سوى أن أمه ضعيفة أمام ذلك الوحش الذى من المفترض أن يكون أباه..
مرت 10 دقائق وهى على هذه الحال حتى أحست بألم شديد أسفل بطنها وسخونة بين ساقيها.. نظرت لأسفل فرأت خيط دم رفيع ينساب على ساقيها..
جلست أرضا مستندة بظهرها الى السرير تبكى منهارة.. هل ما أقدمت عليه صواب أم خطيئة؟.. لم تعلم الأجابة، ولكن رؤية دمائها أتلف ما تبقى من أعصابها.. وزاد من انهيارها وتشويش تفكيرها.. فعقدت العزم على الاستمرار للتخلص من حملها، وربما من حياتها أيضا، فتستكين روحها المعذبة للأبد.. فصعدت مرة أخرى على السرير وعادت الكرة من جديد..
--------
فى ذلك الوقت كان عادل منهمك فى المطبخ لتجهيز وجبة صغيرة لحبيبته العنيدة.. كان يدندن أغانيه بسعادة، وهو يمنى نفسه بسهرة خاصة تلك الليلة..
فكر فى احضار كوب من العصير لها.. فأسرع الى الثلاجة وأخرج عصير الفراولة الذى تعشقه وصب لها كوبا واتجه لأعلى..
كلما أقترب من الغرفة كان يسمع أصوات لا يفهمها تزداد وضوحا.. شعر بالخوف.. فترك كوب العصير على السلم وأسرع قفزا على السلالم الباقية..
فتح الباب فجأة ليجد سلمى تقف على الطرف الآخر من السرير وكانت مولية ظهرها له.. وما ان سمعت صوت فتح الباب حتى التفتت تنظر له والدموع تغرق وجهها.. لاهثة يتصبب منها العرق.. متقطعة الأنفاس.. شاحبة الوجه.. زائغة العينين.. ثم قفزت من جديد لتسقط أرضا على ركبتيها لتحاول الوقوف من جديد لتكرار فعلتها..
ذهل عادل مما يراه.. لم يستوعب ما تفعله.. كان يقف ممسكا مقبض باب الغرفة ينظر لها ليفهم مايجرى حتى لمح دماءها على طرف السرير فأسرع اليها صارخا: بتعملى ايه يا مجنونة؟.. لو اللى فى دماغى صح هجيب أجلك..
حملها بين يديه ووضعها على سريرهما، بينما ظلت سلمى تصرخ بألم وهى تتلوى فى فراشها.. هابط عادل مهرولا باتجاه غرفة مكتبه بالاسفل لاحضار حقيبته الطبية، عله يستطيع انقاذ مايمكن انقاذه..
--------
بعد مرور عدة ساعات أستيقظت سلمى.. بدأت تفتح عيناها بصعوبة فالألم أسفل بطنها قوى لا يحتمل.. ظلت تتأوه وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا على الفراش..
كان عادل جالسا أرضا الى جوارها مستندا بظهره للسرير منكس الرأس، وبنبرة يكسوها الحزن والقهر همس بصوت باكى:
- موتيه!..
- ارتاحتى يا سلمى خلاص؟..
- العيل اللى مستنيه طول عمرى منك قتلتيه!..
- موتى ابنى!..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 12:05 AM   #44

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مقدرش الوم سلمى لتصرفخا و عادل ربنا ينتقم منه
دمرها تحت ستار الحب
اغتصبها خكفها رعبها و اءاها و الاسم بيحب
حب اية ده اللي يخليك تهين انسانيتها بالشكل ده
اتمني سلمى تعرب منه و تعذبه


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 03:49 PM   #45

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة19 : أبنة أبيها ج(1)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة19 : أبنة أبيها ج(1)
------
لم يتحرك من مكانه, أما سلمى فظلت تتألم وتبكى ليس فقط من الألم ولكن من الندم.. ذهول تملكها، فجالت حدقتيها المكان باستنكار.. لا يمكن أن ما تعيشه حقيقى.. لا هذا مجرد كابوس سخيف.. هى لم تخسر طفلها.. لا.. هى لم تقتله.. لا.. هى فعلا قاتلة ابنها..
وسريعا ما نفضت عنها احساس الذنب ليجتاحها الغضب.. أجل غضب ممن تسبب بمصيبتها.. قاومت الألم وراحت تحاول النهوض من رقدتها، وهى تهدر بغضب ودموع متلاحقة غزت وجنتيها:
- أيوة قتلته..
- قتلته..
- أنت متستهلش تكون أب..
- أنت مجرم..
- وأنا بكرهك..
- قتلته عشان مش هشيل حته منك جوايا..
- نزعتها من روحى قبل ميكونلها روح..
أطلقت المارد بداخله، ليطالعها بعيون اشتعلت نار غضبها وقد استدار بجسده اتجاهها ومازال جالسا أرضا: ليه؟
صرخة أهدرها بقوة فى وجهها فكانت كريح عاتية تقتلع ما تلقاه من جذوره، وبدلا من أن تنحنى أمامها واجهته بنظرة تحدى قوية وهى تطالعه بعينيها اللتين تشبعتا بخيوط دموية..
نظرتها كانت كفيلة باطلاق باقى شياطينه، هى فعلا غير آبهة بما فعلت.. لا ندم.. لا احساس بالذنب.. لا يرى فى عينيها سوى نظرة غضب ممزوجة بتحدى..
انتفضت سلمى تشير باصبعها عليه، باكية بنظرات ممزوجة بالكره والألم:
- ليه!
- أنت بتسأل بعد ده كله!
- ليه!
- عشان بكرهك..
- وهافضل طول عمرى بكرهك..
- أنت وحش مش بنى آدم..
- مبتشفش الا نفسك وبس..
- بتستمتع بألمى وقهرى..
- فاكرنى ساعة فى ايدك ولا كرسى مشتريه..
- مجرد شئ بتملكه..
- عروسة بتحركها بخيوط..
- تنفذ أوامرك..
- تشبع بيها رغباتك..
- والا تتعاقب وتتأذى بمنتهى البساطة..
- كان نفسك فى ولد؟!
- أنت متستهلوش..
أنتفض من مكانه يكز على أسنانه غضبا، يضم قبضة يمناه بقوة ناظرا لها بغل جلى: بنت أبوكى حقيقى..
--------
لم يتمالك شتات نفسه بعد فعلتها، وجهرها بالنكران.. فكالعادة توالت أخطاؤه.. ما كان عليه الاتيان بذكر أبيها.. فها هى تنتفض من مكانها، ودموعها منهمرة من عينيها:
- عندك حق..
- أنا بنته..
- بنت أبويا..
- عملت اللى هو مقدرش يعمله..
- قتلت ابنى..
- عشان أنت متكونش أبوه..
فى نفس الوقت الذى أصبح فيه كالبركان النشط، جحظت عيناه وتخطط جبينه بانحناءات الغضب، وأصبح نفسه ثقيلا مختنقا..
لم يشعر بنفسه وهو يتهاوى عليها صفعا حتى أسقطها أرضا جاذبا لها من خصلاتها التى ضفرها لها منذ أقل من ساعة عقب تغييره لثوبها الملطخ بدم ابنه..
كان كالوحش الكاسر الذى فكت قيوده فى غفلة من حارسه، صفعات متلاحقة أعقبتها ركلات لم يسلم منها أى جزء من جسدها.. غضب سيطر على عضلاته.. ودموع لم تخضع لرجولته، فغزت وجهه فى انتصار..
ورغم صرخاتها المستمرة لم تبدى أى مقاومة تذكر.. استسلام تام لما يفعله بها.. لقد سقط عنها قناعى النكران والغضب، ليحل محلهما شعور طاغى بالذنب والندم.. ألم اعتصر قلبها كما اكتسح جسدها.. أصبحت كتلة من الدماء المتناثرة من كل مكان بجسدها..
--------
لم يشف غليله ما فعله بها، وكأن خضوعها لعقابه بمثابة رد متحد له.. فتوقف عن ايذائها مؤقتا، وهبط مثنيا ركبتيه ليقارب جسدها المسجى أمامه.. مسح بكفيه دموعه، ثم دلك وجهه براحة يديه مرارا وتكرارا.. أقترب من أذنها، وبصوت تعمد أن يكون هامسا:
- أنتى لسه متعرفيش يعنى ايه تكرهينى..
- لأنك مشفتيش غير وشى اللى حبك..
- وعشقك..
- بس أوعدك بكرة هتعرفى الكره اللى بحق..
وبعنف جذبها من خصلات شعرها المتناثرة ليطالع وجهها الذى بدء يتورم وممتلئ بالجروح، أصبح وجهه قريبا من وجهها فصاح صارخا:
- حرمتينى من ابنى..
- وأنا هحرمك من كل الدنيا، حتى الهوا اللى بتتنفسيه..
- هجيب منك بدل اللى راح غصبن عنك..
- أنتى السبب يا سلمى فى اللى هعمله فيكى..
- أنتى سبب فى نار جهنم اللى هتعيشى فيها..
--------
ما بين اليقظة والغياب عن الوعى كانت عيناها زائغتين، تستمع لكلماته الغاضبة فى سكون واستسلام.. حتى عندما اندفع بها خارج الغرفة يجرها من شعرها لم تبدى أدنى مقاومة..
تعمد غرز أظافرها بجسدها كلما سنحت له الفرصة، بينما لم يسمع منها سوى صوت أناتها المكتومة وثقل تنفسها، وكأن ذرات الهواء أصبحت عبء على جسدها الضعيف..
هبط بها السلالم المؤدية للدور الأرضى بالفيلا ليتركها أمام باب مكتبه الذى ركله عدة ركلات حتى انفتح على مصراعيه.. لم يكن بحاجة لاتلاف الباب وكسر رتاجه ولكن كانت تنفيسا عن غضبه.. دلف للداخل واتجه غاضبا لمكتبه..
هبط لمستوى تلك الردفة الكبيرة بالمكتب، ثم سحب ذلك المفتاح الصغير المختبئ على مسمار صغير داخل تجويف المكتب والذى تحفظ أنامله مكانه جيدا.. أخذ المفتاح فى عصبية وفتح به تلك الدرفة المغلقة والتى عاين محتوياتها بطرف عينه سريعا.. فها هى سلسلة مفاتيح كبيرة تخص كل الغرف والأقفال الموجودة بالفيلا ترقد فوق صندوق متوسط الحجم خشبى ثقيل جوار ذلك الهاتف المعدنى العتيق والذى يرقد بتلك الردفة منذ أشهر لا يخرج الا فى حالات نادرة عندما يشتد احتياج عادل له، فيخرجه من مرقده ليوصل ذلك الكابل الرفيع بفيشة الحائط فى سرية تامة ودون شعور رفيقته بالأمر..
اختطف تلك المفاتيح بعنف ثم صفق الردفة وعاد من حيث أتى، ولكنه لم يهتم بتلك الهامدة أرضا فقد تخطاها متجها لذلك الباب الخشبى الصغير المتوسط للمسافة بين المكتب والسلم المؤدى للطابق العلوى والمغلق بقفل كبير دائما..
--------
ما ان فتح ذلك القفل حتى ألقاه مع سلسلة المفاتيح أرضا فى اهمال متعمد، ثم اتجه اليها يتطاير الشرر من عينيه.. سحبها من جديد من ضفيرتها التى نفرت منها الخصلات واتجه بها عائدا لذلك الباب.. وما ان تخطاه حتى بدءا هبوط عدة درجات قليلة.. كان الظلام يعم المكان باستثناء قبس نور متدفق من بهو الفيلا..
تراب يلامس جسدها جراء جره لها كل تلك المسافة.. ذلك التراب المتراكم وتلك الأشياء الملقاة بعشوائية لا تدل سوى على أنه قبو الفيلا حيث يحتفظ بكراكيب غير مرغوبة بها الآن ولم يتم فتحه حتى لتنظيفه منذ سنوات.. لتكن سلمى من تنظفه الآن بجسدها بدلا من قميصها القطنى الممزق والذى استحال بياضه الى لون التراب الرمادى القابع بالمكان..
ركل ذلك الباب الجانبى بقدمه مرتين فانخلع بعنف.. بينما جذب سلمى داخل الغرفة التى لا تختلف عن الطرقة المؤدية اليها.. نفس ذرات التراب التى عبأت جسدها، بنفس رائحة الغبار والهواء المكتوم بالاضافة لرطوبة المكان والتى جعلت منه قبرا لا يسكنه سوى الأموات.. وما سلمى الا ميتة بجسد قاربت روحه على الخبوت..
عاد ثانية لفسحة القبو فبحث بين الكراكيب حتى وجد ضالته فى ذلك الظلام المشفوع بثقب ضوئى ممتد من الخارج.. جنزير صغير ولكنه يؤدى الغرض جيدا، قد القاه هنا من حوالى ثمانية أشهر عندما كان يجهز الفيلا لاقامتهما.. بخطوات واضحة دلف الحجرة الصغيرة، وبدون تمهل قيد أحد قدميها بطرف الجنزير، بينما سحبها بالطرف الأخر حتى منتصف الغرفة حيث ربط الطرف المقبض عليه بيده فى تلك الحلقة المعدنية المثبتة بأرض الحجرة..
ورغم تقييده لها وعلمه جيدا باستحالة مغادرتها للمكان الا أنه أغلق باب الحجرة الصغيرة ذات النافذة العلوية الصغيرة والتى تسمح بتسرب القليل من الهواء والضوء الى الغرفة.. بعدما انهى مهمته غادر المكان صاعدا مرة أخرى لبهو الفيلا تارك باب القبو مفتوحا..
دخل مكتبه ثانية، وفتح أحد الأدراج الصغيرة والتى تحتوى على كمية من النقود ذات الفئة العملية الكبيرة.. أخذ بعضا منها ثم أحضر مفاتيح سيارته من درفة المكتب وخرج مغادرا للفيلا كلها..
--------
يتبع
**الحلقة19 : أبنة أبيها ج(2)
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 08:56 PM   #46

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة19 : أبنة أبيها ج(2)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة19 : أبنة أبيها ج(2)
------
مسجاة على الأرض الباردة، وجهها ملتصق به.. نصف غائبة عن الوعى.. تلك الرقعة الباقية من ثوبها لا تستر شئ من جسدها.. أنفها ممتلئ بالتراب.. بينما فمها مازال يقطر دما خفيفا.. لم تشعر بكم مضى عليها من الوقت عقب رحيله.. ولكنه وقت كاف لتتجلط بعض دمائها من مكان، بينما مازالت تنزف ببطء من أماكن آخرى..
توالت الذكريات على رأسها.. تتخللها مشاهد تلك الليلة.. لم تعد لها مقدرة على الهروب من فعلتها.. فالندم الآن هو حليفها..
Flash Back
الزمان: بعد يومين من اعتداء عادل
يدخل عادل غرفتهما يحمل صينية كبيرة ممتلئة بطعام ساخن شهى متعدد الأصناف والتى يعلم حب سلمى لها.. بينما ترقد سلمى على جانبها الأيمن، منكمشة على نفسها، تتعالى شهقاتها.. وقد ثبت أنبوب رفيع بيدها بآخره يظهر ذلك المحلول المثبت أعلى السرير ..
عادل بابتسامته المعتادة: يلا يا سوسو الغدا.. عاوزك تفرمى الأكل ده كله يا حبيبى..
وضعه جوارها على السرير ثم دنا منها يساعدها على النهوض.. فانتفضت فزعة من لمسته فما زالت ذكرى ليلة اعتداؤه عليها تلاحقها، ولم تفق بعد من صدمتها به: أبعد عنى.. عاوز منى ايه تانى؟..
انتحبت بشدة مما زاد من ذلك الصداع المهيمن على رأسها، والناتج عن المخدر الذى حقنها به، فأدى لغيابها عن الوعى يومين متتاليين.. حاوط كتفيها براحتى يديه: أهدى يا قلبى.. مش هعملك حاجة.. عاوزك بس تاكلى عشان تستردى صحتك..
زاد لمسه لكتفيها الأمر سوء، فقد حملها على تذكر تلك الليلة المشينة.. فحاولت الافلات من يده، وعندما فشلت، أصابتها هيستريا صراخ: أبعد عنى.. أبعد عنى.. أنا خايفة.. سيبنى.. أبعد عنى..
حاول تهدئتها، ولكن مع الأسف كل ما يتفوه به يدفعها دون قصد منه للانهيار: سلمى اهدى شوية.. أنا مش عاوز أعود جسمك ع المهدئات ليكون فى حمل..
فتعالت صرخاتها الهيستيرية اعتراضا واهنا منها على ما يخطط له.. فأثارت حفيظته، فجذبها من رسغها اليه: بقولك اهدى، تقومى تهيجى.. ده مش كويس على صحتك.. يلا عشان تاكلى..
وبيده الأخرى جذب الملعقة المعدنية فملأها بالخضار الساخن، ثم اتجه بها ناحية فمها ليدسها فيه.. ولكن سلمى وسط حالة الفوضى التى أصابتها، أبعدت يده عنها فأسقطت المعلقة بما تحتويه على ملابسه.. فصاح بها صارخا: لا فوقى كده واتعدلى.. أنا مش فايق لدلعك ده.. أنا قضيت أسوء يومين فى حياتى مرعوب من نزيفك اللى مبيقفش.. تيجى دلوقتى وتتشنجى عليا!.. لا يمكن يحصل.. هتخلصى الأكل ده كله، والا أقسم بالله لأكرر اللى عملته تانى.. ومتلوميش الا نفسك..
Return
--------
حسرة ممزوجة بالعويل داخلها، وهى تحاول تحريك حدقتيها بالظلام المحيط بها، منتحبة، تتردد صدى الكلمات داخل جدران عقلها فتصدعه: مش أنت اللى متستاهلوش.. أنا اللى مستاهلوش.. أنا السبب..
مازالت شفتيها ترتجف، شعور بالبرد تسرب لجسدها، والكلمات تتردد بثنايا روحها: هو بيحبنى.. وأنا اللى بضايقه.. أنا المذنبة.. قتلته.. زيى ما أبويا موتنى.. مش أنت كامل.. أنا كامل..
Flash Back
الزمان: أول عام لسلمى بالمدرسة الثانوية
وكما هى عادة النميمة بين الفتيات المراهقات، تحدتها احدى صديقاتها بالفصل..
تتوسط يد رغد خصرها وهى تقف أمام جمع صغير من الفتيات القاصرات، بعضهن تجلس على مقاعد الفصل والباقيات يجاورنها بالوقوف.. لتصيح فى استهزاء متعمد: وده مين ده اللى هيبصلك يا ست سلمى! دانتى بتمشى زى الشاويش عطية فى اسماعيل ياسين فى السجن الحربى..
سلمى بغضب: مين دى اللى الشاويش عطية يا شبر ونص!.. يا أوزعة.. يأم عود زى زعزوعة القصب..
ضحكت الفتيات وتحمسن لتلك المبارة والمعروف مقدما نهايتها.. علقة ساخنة سينالها الفريق الضعيف.. فانقسمن.. منهن من تشجع سلمى وتؤازرها والباقيات مع رغد..
احتقن وجه رغد غضبا: زعزوعة القصب دى يا حبيبتى بيحبها ظابط النجوم منورة كتفه.. الدور والباقى على اللى مبتبصش فى مراية، ولا خطت رجلها فى يوم عتبة كوافير.. واللى يلمحها يقول عليها أرجل من الشحات مبروك..
تعمدت سلمى عدم الاكتراث بكلماتها فضحكت بميوعة: الظابط بتاعك دى ميسواش ضفر خطيبى..
صعقت الفتيات وبدأن استجوابها عن حقيقة الأمر، حتى أن بعضهن كشفن الحيلة سريعا عندما أفصحت عن هوية خطيبها المزعوم..
أخبرتهن سلمى أنه ذلك الوسيم ذو البشرة القمحية الذى اعتاد توصيلها فى الذهاب والعودة من المدرسة.. وبالطبع أغلبهن استنكرن فعلها لظنهن أنه أخوها الأكبر.. لتتقن سلمى كذبتها بابتسامة واثقة ماكرة: لأ مش أخويا.. أنا وحيدة.. ده خطيبى وحبيبى عادل.. أحنا مخبيين الموضوع عشان منتحسدش بس..
رغد: ولما هو خطيبك فين دبلته؟!
لقد أوقعتها رغد بسهولة فى الفخ، ولكن سلمى لديها من الذكاء والبديهة ما جعلها تعيد الدفة مرة أخرى لصالحها.. فأسرعت بالقول وابتسامة متشفية تملأ وجهها: أصل عمو مصطفى.. حمايا يعنى.. أتفق مع تيتة أن الشبكة وكتب الكتاب أول مخلص ثانوى.. عشان متعطلش عن مذاكرتى.. أصل خطيبى عاوزنى أدخل طب.. أصله صيدلى.. دايما يقولى أننا بنكمل بعض..
ضمت قبضتى يدها الى صدرها وهى تتقافز فرحا من أجل حبك قصتها واستمرارا فى غيظ رغد وفريقها: يا حبيبى يا عادل.. ربنا يخليك ليا..
Return
--------
تنتفض على تلك الأرضية الباردة من أثر تلك السعلات المتلاحقة، فتسقط دمعتان متلاحقتان : أنا السبب..
Flash Back
الزمان: الشتاء الماضى
بغرفة نومه حيث يقبع كلاهما تحت ذلك الغطاء الخفيف الذى يخفى عريهما.. يقبلها بشغف تملك كل كيانه، رقيقة هى كالبسكوت المحلى..
كالغائب عن الدنيا يهمس لاهثا وشفاهه تتلاحق على شفاهها سريعا بقبلات متتالية: انتى زى البسكوته تدوبى فى كوباية لبن، وأنا كوباية اللبن دى..
بينما تبكى هى تحته فى محاولة بائسة للافلات من قبضته القوية وعنفوانه عليها: أرجوك.. مش قادرة.. عشان خاطرى بلاش..
عادل بهيام: أنتى السبب.. حد قالك تبقى حلوة أوى كده.. أنتى طلعتى أطعم مما كنت أتخيلك..
أنقض بشفتيه يلثم جانب رقبتها بقبلات حارة، بينما يديه وجسده يعبثان بجسدها.. دقات قلبها تتسارع خوفا من القادم، لتبكى رجاء: عشان خاطرى، لو بتحبنى بجد كفاية كده.. مش هأقدر.. بتوجعنى..
سحب نفسه قليلا ليغوص بجسدها أكتر: أهدى، ومش هتحسى بوجع..
ليقبل بطنها وأسفله: هبسطك.. بس اهدى أنتى بس، ومش هتتوجعى.. ها يا سوسو.. هبسطك..
راحت تبعده عنها بدفعات خفيفة: بلاش عشان خاطرى.. أنا خايفة..
Return
لم تعد ترى نفسها مجنى عليها.. ضحية.. بل ترى الآن أنها الجانية الوحيدة.. الآثمة.. المتسببة فى كل ما جرى لها من حوادث.. بل الأدهى من ذلك أنها أصبحت تحتسب عادل ضحيتها.. ما عاد يتردد داخلها سوى صدى صوته صادحا بتأنيب مستمر"أنتى السبب"..
تصلب جسدها وتيبس
فشعرت بخدر يسرى بجسدها رويدا رويدا
بطء زاد من ألمها واستسلامها

هل الزمن كفيل بشفاء جروحنا؟
ولا الزمن عدو صريح لينا؟
----------------------------
يتبع
**الحلقة20
خاتمة الفصل الثانى
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-17, 12:34 AM   #47

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الوضع من سئ لاسوء هي خرجت اوحش ما فيه و هو طلع كل عقدها و غضبها
حد منهم هيموت التاني ان مكنش بايده يبقى بافعاله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 27-08-17, 10:38 PM   #48

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(1)

رواية "ظلال الماضى"
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(1)
------
الى هذا الحد تبغضه..
الى هذا الحد تنكره..
الى هذا الحد قسى قلبها..
فتقتل طفلهما..
كيف لم ينتبه لها..
كيف غاب عن عقله تصرفاتها فى الأيام الماضية..
غضب يجتاح عقله.. بدون ارادته تمردت دموعه.. يقود بلا هدف واضح حيث المجهول.. سرعته تخطت المسموح، وكأنه بتلك المخاطرة يعاقب نفسه على فعلتها..
--------
فى المساء بأحد الملاهى الليلة التى تعج بأصناف من البشر.. بعضهم هادئ يتابع الفقرات الاستعراضية مع مشروب خاص، والآخر ماجن تعدى المعقول.. نجد عادل يجلس على أحد الطاولات الصغيرة منفردا، وقد تراصت أمامه عدد من الزجاجات الفارغة.. يحمل كأسا صغيرا بيده المرابطة على سيجارة التهم نصفها حتى الآن.. ورغم تكوم أعقاب سجائر أخرى أمامه بدى وكأنها لم تؤتى فائدتها، فمازال الوجع بداخله لم يمحه أى من هذا الخبل الذى أسقط نفسه فيه بارادته..
صامت.. لا يشعر بذلك الصخب حوله.. ولم تشغل باله تلك الفتاة الاستعراضية ذات الوجه الملون والموسيقى العالية.. كانت تعابير وجهه تنم عن حديث داخلى، وجدال مستعر لم ينتهى..
أقتربت منه أحدى الفتايات الشابات صاحبة الملابس المكشوفة والوجه الملطخ بمستحضرات تجميل رخيصة بأمر مباشر من رئيسها.. جلست على الكرسى المقابل له، فلم يبدى اهتمام.. ضايقها عدم استعناؤه بها وكأنها حشرة، فليس كجميع الحاضرين تطمع نفسه فى تذوق شهدها.. كادت تغادر ولكن اشارة من طرف عين صاحب المكان لجمتها مكانها، لأداء مهمتها المعتادة من تغريم الزبون أكبر قدر من المال، وان حالفها الحظ تصحبه بجولة خاصة آخر الليل لتقضى على ما تبقى بمحفظته المنتفخة..
صافى بميوعة مصطنعة: طب مش تقولى نورتينى يا صافى..
سكتت لحظة ثم تابعت بدلال وهى تقرب وجهها من وجهه: أحب أتعرف بالبيه..
سحب عادل نفسا من سيجارته.. وهو زائغ العينين، ثقيل اللسان.. ثم فتح زجاجة الخمر ليصب لنفسه كأسا آخر.. ويشير للنادل لاحضار غيرها مع كأس جديد لرفيقته الاجبارية: هش هشش.. أنا عارف أنتى جاية ليه.. فاقعدى ساكتة.. متنطقيش.. أو امشى غورى من هنا..
استفزتها كلماته، ولكنها اعتادت على مثل تلك الاهانات وتقبلها.. فحاولت معه بطريقة أخرى.. لامست يده: طب احكيلى ايه مزعلك؟
انتفض عادل جاذبا يده من تحت يدها، أخفاها بيده الأخرى وبدأ يدلكها بعنف كمن قرصته نحلة، يريد ازالة أثرها: حوشى ايدك عنى..
تفاجأت من ردت فعله المبالغة واستنكرته: فى ايه يا بيه؟ هو عضك كلب!..
تمتم عادل ومازال يدلك يده بقوة وباشمئزاز: مفيش واحدة تلمسنى الا سلمتى..
بدأت صافى تستوضح خطب جليسها غريب الأطوار.. عاشق متيم، قد أحرقه قلبه.. قاده حظه العاثر لمكان ظن فيه راحته.. يورد عليها الكثير ممن على شاكلته.. تتعاطف مع بعضهم، وتنفر من البعض الآخر.. ولكن الشئ الدائم بالنسبة لها هو أن فضولها محركها ووقودها، فهى تلهث لاشباع رغبتها بمعرفة قصص العاشقين..
صافى بابتسامة ودودة مشجعة، وهى تتناول كأسها والذى افرغته من زجاجة خمر جديدة: طب ما تحكيلى عن ست الحسن..
وكأنها أعطته تصريحا بانطلاق لسانه الثقيل من أثر الكحول، فأجاب مبتسما وهو يتناول رشفة من كأسه: سلمتى مش ست الحسن.. سلمتى ملاك نزل على الأرض عشان يعيش فى قلبى..
أشار على قلبه، ثم تحول وجهه الى العبوس: بس أنا شيطان.. مستهلهاش.. أذتها.. فأذت نفسها.. وأذتنى.. أنا السبب.. مش هى السبب..
ارتشفت جرعة جديدة من كأس آخر، ثم تابعت لتحفزه على الاسترسال بالحديث: ولما بتحبها كده يا سى الأستاذ، ايه اللى جابك عندنا؟
ضربت الطبول برأسه معلنة عن هجوم صداع حاد، فأسقط رأسه على الطاولة يطالع زجاجة الخمر من جانب وجهه: بحبها، وبتحبنى.. بس أذتها، فأذتنى..
زمت جانب شفتيها بملل: طب متحكيلى..
بضيق ونفور رفع رأسه، وأعاد ظهره للخلف: يوووووووه.. أنا عارف بترغى تصدعينى ليه.. عوزة فلوس خدى وسيبينى فى حالى..
ألقى بوجهها عملات نقدية من الفئة الكبيرة، فجمعتها بلهفة واستغراب.. عادة هناك مقابل كبير لمثل تلك الكمية من النقود، ولكن مضيفها لم يطلب شئ سوى مغادرتها وتركها له وحيدا.. حثها ذلك أكثر على البقاء ومعرفة خطبه، فجمعت النقود سريعا وكومتها بفتحة فستانها العلوية..
--------
تجرعت كأس ثالث ورابع، ولم تنضب عزيمتها.. وهو كما هو لا يعيرها اهتماما، بل بدا وكأنه يحادث نفسه، وأثر تلك المحادثة ظاهر على قسمات وجهه.. مرت ساعات وهى تقتنص منه الكلمات بفضول أنثى شرقية.. تجمع الكلمات سويا لتكون منها جمل مفيدة تستطيع بها فهم ذلك العاشق الغامض..
لم يترك الكأس يده ولا حتى السيجارة فارقته، حتى بدا الاختناق والتعب يظهر جليا عليه.. فهو غير معتاد على مثل تلك السموم بجسده.. أسرعت صافى اليه، خاصة عندما سقط أرضا يسعل بقوة.. ظل يسعل بشدة وكلما حاولت الأقتراب منه ابتعد عنها.. ذكره حاله ببعد سلمى عنه، فهو يخشى اقتراب تلك الفتاة منه كما تخشاه سلمى.. يخاف قربها كما تخاف سلمى قربه.. هو الآن فى أضعف حالاته، كما هى سلمى بأضعف حالاتها..
--------
أشارت صافى لأحد رجال الحراسة المفتول العضلات ليذهب اليها على عجل: شيله بسرعة هاته على أوضتى..
حمله الحارس ببساطة فيبدو أنه معتاد على تلك الأمور، واتجه به الى ذلك الركن الخالى وراء ستارة داكنة اللون حتى اختفى وخلفه صافى..
أرقده على تلك الأريكة الكبيرة المجاورة لمرآة الزينة خاصتها، ومازال يشعر باختناق وكأن كتلة صلبة تتربع على صدره..
الحارس بصوت أجش: هيحصل مشاكل يا صافى، ده مدفعش الحساب..
أسرعت صافى فدست يدها بالجزء العلوى من فستانها فسحبت بعض النقود: لا يا خويا.. البيه محاسبنى ع الليلة كلها.. ده زبونى..
أومأ الحارس لها دلالة ع التفهم، وسحب من يدها النقود: طب طرئيه بسرعة.. بدل منتكرش من هنا.. أنتى عارفة الباشا "صاحب الملهى" صعب ازاى..
أدعت صافى خوفها على عملها، بينما هى بالحقيقة تشفق على ذلك الشاب وترغب فى اخراجه من المكان بأقل خسائر: متخفش يا اخويا.. هعمله تلقيمة بن تفوقه بدل ميروح فيها، وميرجعش تانى.. ده بيه متريش.. زبون سقع.. شكله وارث..
كان عادل يتلوى فوق الأريكة يمينا ويسارا فى ضيق، يرى لمحات من الأشهر الماضية.. لم ينتبه لحديث رفيقى الغرفة، ولكنهما انتبها اليه عندما بدأ أفراغ ما بمعدته ليهدأ بعدها تماما..
وجهت صافى حديثها للحارس: روح أنت يا اخويا.. نص ساعة وهخلص المصلحة واطلعلك..
أحضرت صافى منشفة نظيفة لتعطيها لعادل، ثم اتجهت لصنع قهوة سادة تساعده على الافاقة..
بدأ عادل ارتشاف قهوته والتى اعادة له بعضا من رشده، لتقاطعه صافى: أرجعلها يا سى الأستاذ.. هنا مش مكانك.. مكانك مع ست سلمى..
--------
ترددت كلمات صافى الأخيرة بعقله أثناء قيادته للسيارة فى طريق العودة للفيلا:
"أنت محتجلها، وهى محتجالك أكتر.. بس الظاهر أنك مش واخد بالك هى محتجاة لايه منك.. الواحدة مننا متتمناش أكتر من راجل يحبها ويبقى سترها، لما تحتاجله تلاقيه موجود فى ضهرها.."
ليصدح عقله بشريط ذكريات، غاب بثنايا عقله..
Flash Back
الزمان: قبيل ميلاد سلمى
دخل عادل الطفل ذو السبعة أعوام غرفة شادية بمنزلها بالحارة حاملا كرته الصغيرة، ليحدثها بضحكة تملأ ثغره: أنا جيت يا شوشو..
صعد على السرير جوارها: أنا زعلان منك..
شادية بتعب واضح فقد اقترب موعد ولادتها: ميهونش عليا زعلك..
مدت يدها جوارها فالتقطت تفاحة من طبق الفاكهة الموضوع على الكومود جوارها، ثم ناولته اياها: بس أنت زعلان ليه؟، مش احنا صحاب.. يبقى مينفعش نزعل من بعض..
قضم قضمة صغيرة من تفاحته: معدتيش بتلعبى معايا..
شادية بابتسامة شاحبة: معدش ينفع.. هجبلك نونو يلعب معاك..
عادل بتفكير: بس ده هيبقى صغير.. لسه هستنى يكبر؟
ربتت شادية على رأسه: هيكبر على ايدك.. خد بالك منه.. أوعى تسمح لحد يأذيه أو يضحك عليه..
سألها عادل بحيرة: طب لو جبتى بت زى سالى بنت عم محمد هعمل ايه؟
ابتسمت شادية عند ذلك الاحتمال الذى تحبذه، فعادت بظهرها للخلف تستند على تلك الوسادة الكبيرة: بنت.. ياريت.. هسميها سلمى..
Return
--------
لامته نفسه: كنت عارف طول الوقت هى محتاجة ايه، وطنشت.. كنت فاكر هتجبرها تتقبل الوضع لما متسبلهاش طريق تانى تخطى فيه!.. أهى بدل متمشى فى طريقك وقفت مكانها وفضلت تخبط راسها فى الحيط.. ودى النتيجة.. مش هى اللى قتلت ابنك، أنت اللى قتلته، مش هى..
Flash Back
الزمان: الشتاء الماضى
مذعورة من لمساته المتتالية، لم تعتد على كونه زوجها بعد: عشان خاطرى، لو بتحبنى بجد كفاية كده.. مش هأقدر.. بتوجعنى..
ليجيبها بصوت هامس فهى لم تخرجه بعد من لحظاته السعيدة معها: أهدى، ومش هتحسى بوجع.. هبسطك.. بس اهدى أنتى بس، ومش هتتوجعى.. ها يا سوسو.. هبسطك..
حاولت ابعاده عنها بقوتها الواهنة: بلاش عشان خاطرى.. أنا خايفة..
يعلم تماما أنها تمر بصدمة عقب علمها بزواجهما واصراره على تحويله من مجرد ورقة الى حياة فعلية حتى لو كان بالاجبار والعنف، فقد قرر الطرق على الحديد وهو ساخن.. فحسب وجهة نظره هو يستطيع اخضاعها بسهولة لقراراته مادام يستخدم معها شدته وصرامته المعهودة.. استغلال خوفها ضدها هو أقصر طريق لفرض هيمنته عليها..
تعمد اثقال جسده عليها، ثم قبض على ذراعها اليمين بقوة لايلامها، وهو يهيم تقبيلا عشوائيا لجسدها ويهمس بالقرب من أذنها: مسمعش كلمة خايفة دى تانى.. أنتى بتاعتى.. أعمل فيكى مابدالى.. فاهمة؟
زادت من بكائها: أبوس ايدك سبنى.. كفاية كده.. أنا خايفة.. سبنى أرجوك..
سحب نفسه من فوقها ليجاورها جالسا، ثم جذبها من ذراعها المجاور له لتعتدل جالسة.. سحبت الغطاء بلهفة لستر جسدها، فجذبه بعنف من يدها ليبقيا كما هما.. ثم استدار ليواجهها..
نظر لها طويلا ثم جذب رأسها اليه بيمناه وقد أسند جبينه بجبينها ينظر لعيناها وبينما دموعها تنسال بغزارة على وجنتيها وبين شهقاتها المكتومة همس بصوته الرجولى:
أنتى فعلا أسيرتى..
أنتى أسيرة قلبى عشان كده مقدرش أحررك..
معرفش حتى لو حاولت..
أنتى ادمانى..
مقدرش..
أنا وأنتى واحد ومش هيفرق بينا الا الدم..
--------
يتبع
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(2)
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 05:54 PM   #49

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(2)

رواية "ظلال الماضى"
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(2)
------
حاولت بصعوبة التملص من أحضانه، وهى تهمس بخفوت: طب أدينى فرصة.. سبنى أتعود..
اضطرب صوتها من كثرة البكاء: خلينا نمشى من هنا.. خلينا نرجع الحارة.. أنا بكره البيت ده.. أدينى فرصة أتعود.. أنا خايفة منك..
تشدد فى التمسك بها بين أحضانه ليتلاصق جسدهما سويا كما يحب دائما أن يفعل ليمنح نفسه شعور أنهما جسد واحد بلا افتراق: ولو أدتيك ألف فرصة هتفضلى زى مانتى جبانة.. ومش هتتعودى أنك معايا.. مراتى..
أسند رأسها على كتفه، فهمست وسط شهقاتها: أنت دخلت فى علم الغيب؟!
عادل بثقة: كان قدامك فرصة الشهرين اللى فاتوا..
سلمى باستنكار: شهرين! أتعود فيهم ازاى على اللى أنا فيه؟!
عادل: شهرين زى سنتين.. فالأحسن ترضى بالأمر الواقع..
استطاعت سلمى بصعوبة الوصول لطرف الغطاء بأناملها فقبضت عليه وسحبته سريعا.. ثم أبعدت نفسها عنه فجأة وعلى حين غفلة منه اعتصمت بطرف الغطاء ليكون حائلا أمام عينه فتمنعه عن استرقاق النظر لجسدها..
نظرت لعينيه بعيون لامعة بانكسار: أنتى واخدنى غصب.. برافو عليك.. نجحت.. بس نجحت أكتر تخلينى أخاف منك وأكرهك..
تشنج وجهه مع تصريحها، فجذب الغطاء عنها فى انفعال ليلقيه أرضا وسط فزعها.. ثم جذبها من ذراعها ثانية لتصطدم بصدره العارى الذى ماثل الآن قطعة صخر فى الجمود: بتكرهينى؟!
مازال محتفظا بذراعها تحت قبضته، بينما ابتعدت هى بخوف أكبر ناظرة لأسفل وبدموع مستمرة.. فى نفس الوقت الذى أشار بسبابة يده الأخرى على قلبها: لو أنا فى يوم واحد فى عمرك مكنتش هنا، مكنتيش هتبقى هنا انهاردة..
ثم تابع ناظرا فى عينيها بقوة وبانفعال تحدث وهو يضغط على كل كلمة ينطقها: يمكن تكونى لسه صغيرة ومش فاهمة حقيقة مشاعرك ويعنى ايه حب.. أو يمكن حكايات زمان عاملة غشاوة جواكى فمش عارفة تشوفينى.. بس يستحيل أصدق أن العيون دى بتكرهنى أو ممكن مهما حصل تكرهنى.. مستحيل..
ضغط بقسوة على ذراعها القابض عليه فآلمها: أنتى فاهمة؟
تطلعت اليه ودموعها منسالة لتومئ برأسها بالايجاب فى خوف..
Return
--------
وجعى منك يوم
وعشقى ليكى عمر
كان يقود سيارته بالسرعة القصوى ليعود لسلمى.. نسى فعلتها.. فاحساسه بالذنب يجثم على صدره، وخوفه على سلمى يقتله.. لقد تركها وحيدة فى ظلام قبو الفيلا تتألم، تعانى الفقد والخوف.. لم يتخيل للحظة أن تكون هذه هى شكل حياتهما سويا.. خرجت الأمور تماما عن سيطرته وحساباته.. كان فاشلا دائما فى الحسابات ويلجأ لسلمى لانقاذه، ولكن هذه المرة سلمى هى الحسابات ذاتها..
Flash Back
الزمان: 1980
المكان: صالة منزل عادل بالحارة
ذهبت الحاجة سعاد لقضاء مشوار هام، فتركت حفيدتها بصحبة السيدة حياة أم عادل لحين عودتها فسلمى صغيرة لم تتجاوز السادسة بعد من عمرها..
كانت سلمى تجلس على كرسى السفرة الكبير بينما خرجت حياة من المطبخ تحمل طبقا صغيرا لتقدمه للصغيرة: يلا يا سوسو الرز باللبن اللى بتحبيه غرقان زبيب وجوز الهند مخصوص عشانك..
سلمى بنبرة فرحة: أنا بحبه أوى.. شكرا يا خالتو..
حياة بتحذير: أوعى تسيبى حاجة فى الطبق..
هزت سلمى رأسها برقة علامة للنفى، ثم بدأت بالتهام طبقها بتلذذ..
فى غرفة الجلوس المجاورة كان عادل ذو الرابعة عشر من عمره ينهى احدى دروسه التى يتابعها أباه فى مذاكرتها، ثم خرجا سويا للصالة حيث تجلس سلمى جوار حياة..
مصطفى: حبيبة عمو مصطفى هنا..
جرت الطفلة اليه فحملها وقبلها بعاطفة أبوية، بينما أشاح عادل وجهه للجهة الأخرى فى ضيق.. أستغرب أباه فعلته، بينما صاحت سلمى بغضب طفولى وهى على يد مصطفى مخاطبة عادل: أنا زعلانة منك.. أنت وحش..
لم يعرها اهتماما، واتجه لكرسيها فجلس عليه وبدأ يكمل طبق طعامها وسط حيرة أمه وأبيه..
نزلت سلمى سريعا من على يد مصطفى، وجرت فى اتجاه عادل لتجذبه من قميصه بغضب: دى بتاعت سلمى.. سيب الرز بتاعى.. أنا بحبه..
نظر لها عادل بطرف عينه، ثم تناول ملعقة أخرى ليغيظها أكثر: صالحينى الأول..
حياة: فى ايه يا واد يا عادل.. بتشاكسها ليه؟
عادل موجها كلامه لسلمى: أقولها على عملتك، ولا تقوليلها أنتى؟
استدارت سلمى فأعطته ظهرها، ثم كتفت يديها أمام صدرها بغضب.. ضحكت حياة لمشاكستهم، بينما تحدث أباه جديا: واد يا عادل أنطق فى ايه؟ لو سلمى عيطت مش هنخلص من جدتها، هتقيم علينا الحد كلنا..
التفتت اليه سلمى مصححة: لأ.. انهاردة الجمعة يا عمو..
ضحك الجميع على سذاجة الصغيرة، بينما نظرت لهم ببلاهة وعدم فهم..
حياة: حد فيكم ينطق.. متخاصمين ليه؟
عادل بانفعال: يعنى يرضيكى يا ست الكل.. المفعوصة دى واقفة انبارح على مدخل الصيدلية وبتتخانق مع العيال اللى بتلعب معاهم.. لا وكمان بتقولهم أنا هضربكم كلكم.. أنا أقوى منكم..
ثم التفت ناحية سلمى المسلطة نظرها عليه ليتابع: طب يا سلمى معدش فى لعب فى الشارع تانى..
فتنظر سلمى اليه غضبا وتتضع يديها بخصرها: أنا مكدبتش.. أنا أقوى منهم..
زفر عادل غيظا: أقوى منهم ازاى يا شبر ونص أنتى؟
سلمى بسرعة وببراءة: عشان أنت موجود..
لم يستوعب عادل مقصدها: وأنا مالى..
سلمى بحزن: لما عادل يبقى موجود سلمى تبقى أقوى حد فى الدنيا.. عادل يمشى سلمى تبقى لوحدها يضربوها..
عادل ببرود: برده مفيش لعب تانى فى الشارع، أنا مش هفضل طول اليوم شغال حارس خصوصى ليكى، وخايف تتعورى ولا حد يضربك.. أنا ضارب عيال الحارة كلها من تحت راسك يا قردة..
دبدبت سلمى بقدمها أرضا: متقوليش قردة..
قهقه مصطفى على حوارهم وانسحب لغرفته ليستعد للخروج.. بينما تبسمت الأم، فلقد نبأها حدسها ببذور محبة نبتت بقلوب صغيرة..
Return
--------
حدثته نفسه بعتاب: كنت دايما أمانها وقوتها.. ودلوقتى بقيت مصدر خوفها.. هتحلها ازاى يا فالح دلوقتى؟
يكاد عقله يحترق وهو يبحث عن وسيلة لتدارك الموقف.. كيف سيمحو شهورا أنطفأ فيها الأمل بينهما بتهوره وانفعالاته الغير محسوبة مسبقا؟
صحيح أنه الآن بنصف عقل من تأثير الثمالة، لكنه يشعر بحاجة للعون والنصيحة.. يتجسد أمامه صورة شخص واحد يمكنه اللجوء اليه.. يعلم علم اليقين أنه سيكون ملاذه وسيحفظ سره، وسيسعى باخلاص لتصحيح وضعه.. نفض عن رأسه تلك الفكرة، لا يريد عونه، ويدعى بينه وبين نفسه أنه لا يثق به.. بل منذ سنوات اختار الفراق مرة أخرى برغبته.. صحيح أنه قد كسر احدى عهوده من أجل سلمته، ولكنه لن يعيد تلك الكرة مجددا.. يذكر نفسه دائما أنه أفضل حالا بدونه.. لن يكسر عهده ثانية..
مازال احساسه بالتوعك يطارده.. أثر الثمالة تشكل على هيئة مغص وصداع مستمر مع احساس بالضيق والاختناق.. يضاف الى ذلك اقترابه من ثلاثة أيام دون نوم أو راحة مناسبة مقرون بمجهود ذهنى وعصبى وجسدى كبير.. أصبح على وشك النوم، أو الغياب عن الوعى، لا يعلم أيهما، ولكنه بالتأكيد يحاول الحفاظ على ذهنه حاضرا من أجل سلمى.. هو يعى الآن جيدا فداحة الموقف الراهن، اذا حدث له أى مكروه فهذا يعنى انتهاء أمر سلمى للأبد.. لزاما عليه العودة اليها سالما الآن..
زادت سرعته عن المسموح به فى ذلك الطريق السريع شبه الخالى، ومع الوقت شعر بدنوه من المنزل مما زاد حماسته واصراره على الاحتفاظ بطاقته.. ولكن مالم يعلمه هو اقترابه من الخطر.. فقد خيل اليه فجأة مرور شئ أمام سيارته، فاصابه ارتباك.. حاول التشبث بعجلة القيادة فى محاولة منه لمنعها من الانفلات على الطريق أو الانقلاب.. حاول محازاة الجانب الأيمن للطريق ولكن للأسف أصطدم بشجرة على جانب الطريق، فأظلمت الدنيا أمام عينيه..
--------
يتبع
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(3)
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 10:36 PM   #50

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(3)

خاتمة الفصل الثانى
رواية "ظلال الماضى"
الحلقة20 : أنتى أسيرتى ج(3)
------
توقفت سيارة بعد مرور ما يقرب من ساعة جوار سيارة عادل، فترجل قائدها للمساعدة عندما لمح السيارة مصطدمة بتلك الشجرة وقد تحطم جزئها الأمامى..
كان عادل منكبا على المقود فاقدا للوعى.. جرح بسيط أعلى جبينه، لا ينذر بالخطر.. فتح ذلك الشاب باب السيارة، وأرجع رأس عادل للخلف لتفقده.. وقد حمد الله كثيرا عندما وجده يتنفس بصورة طبيعية.. ورغم أنزعاجه من تلك الرائحة الكحلية المنبعثة من عادل الا أنه أسرع الى سيارته لاحضار زجاجة مياه لافاقته..
متاهة سحب اليها فى ذلك الظلام الذى اقتنصه رغما عنه، بدا وحيدا خائفا.. يريد العودة اليها، لايهمه الآن سوى الاطمئنان على سلامتها ونجاتها.. يتخبط تائها محاولا الافلات من تلك الدوامة مناديا باسمها طوال الوقت لتكن زاده وقوته..
يمسح الشاب بالماء على وجه عادل ويربت على خده عدة مرات كمحاولة لافاقته: فوق يا بيه.. دانت مونون على الآخر.. شكلها سهرة من اياهم..
تمتم عادل بصوت خافت: سلمى.. سلمى..
الشاب ومازال يحاول معه: فوق يا أستاذ.. شكلك مش وش البهدلة دى.. فوق واصحى..
بعد عدة محاولات بدأ عادل يفتح عينيه بصعوبة، ومازال يهمس باسم سلمى حتى أفاق تدريجيا.. وبعيون زائغة طالع وجه ذلك الشاب، فتمايل برأسه يمينا ويسارا بتعب: أنا فين؟ ايه حصل؟
ليجيبه الشاب: حمد الله على سلامتك.. دانت ربنا بيحبك..
ثم أمسك ذراعه ليسحبه خارج السيارة: أخرج يا أستاذ.. خدت الشر وراحت..
حاول عادل الوقوف بعد خروجه من سيارته، ولكن اختل توازنه، ولكن يد الشاب كانت أسرع فساعده على الثبات..
الشاب: تحب نروح مستشفى؟
عادل: لأ.. عاوز ارجع بيتى لو ممكن توصلنى..
الشاب: أه طبعا.. بس مركز تدينى العنوان؟
عادل: هدلك.. أحنا قريبين..
استغرب الشاب: فين؟ دى الدنيا فاضية هنا..
فعلا اختار عادل مكانا بعيدا عن العمران ليضمن بقاء سلمى، الآن يدرك لو أن مكروها أصابه ستبقى سلمى بالقبو حتى تتوفاها المنية.. كم كان أنانيا غبيا فى جميع قراراته..
الآن سيصحح كل أخطاؤه سيعودان مرة أخرى لحياتهما القديمة.. سيعودان للحارة ثانية..
دلك عادل وجهه ببطء: أه قريب.. بيت العيلة..
--------
ترجل عادل من سيارة مضيفه الكريم فأسرع الى البوابة لفتحها بخطوات حاول التركيز فيها للمحافظة على اتزانه حتى لا يغشى عليه.. بمجرد دخوله أغلق البوابة ثانية بترباسها المعدنى فقط أما الجنزير فقط ألقاه بعيدا عن متناول يده..
ركض تلك المسافة الكبيرة بين البوابة المعدنية وباب الفيلا الخشبية، لم يكن يشعر بطول المسافة مسبقا لأنه اعتاد تجاوزها بسيارته الصغيرة.. أما الآن فهو يتصبب عرقا وهو يفتح الباب بيد مرتعشة تعبا وخوفا على سلمى..
لم يهتم بغلق الباب، بل ركض فى اتجاه القبو.. وجدها فاقدة للوعى، قام بحملها للذهاب لغرفتهما، ثم أسرع بالشروع فى مداواتها..
جسدها ممتلئ بالكدمات، وقد تجلطت دمائها مما أدى لتوقف نزيفها.. علق لها محاليلا طبية متتالية لتسرع من شفائها.. و لم يحاول افاقتها، فقد رغب فى منح كليهما وقتا كافيا للراحة..
--------
دخل غرفتهما حاملا صينية افطار خفيفة لاترهق معدتها خاصة بعد انقطاعها عن الأكل الطبيعى مدة طويلة واعتماده على محاليل طبية لتغذيتها.. فتحرك قبالتها ووضع الصينية على الكومود المجاور لها، ثم أثنى ركبتيه ليكون وجهه محازيا لوجهها.. فناداها بصوت خافت هادئ دون أن يلمسها: سوسو.. حبيبى.. سوسو.. اصحى..
بعد عديد من المحاولات بدأت تفتح عينيها ببطء، لتطالع عيناه المبتسمة بهدوء: بصحيكى من بدرى يا جميل.. ولا هو تقاوى النوم نوم زى مبيقولوا؟
أغمضت عينيها باستسلام مرة أخرى وكأنها لم تسمعه.. تركها ظنا منه أنها مازالت بحاجة للراحة، ولكن الأمر تكرر مرة أخرى مما دفعه الى الاصرار على ايقاظها هذه المرة.. لم يكن يرغب فى لمسها حتى لا تخافه.. لا يريد تكرار الأخطاء السابقة خاصة مع قراره تصحيحها.. ولكن ليس بيده حيلة الآن، يحتاج الى ايقاظها الآن لاطعامها والاطمئنان عليها..
جلس بجوارها على سريرهما الكبير، يهمس بهدوء: أصحى يا سلمى كفاية كده نوم.. بلاش تقلقينى عليكى يا قلبى أكتر من كده..
ربت على خديها برفق عدة مرات حتى استجابت وبدأت فتح عينيها ببطء وتراخى.. أسرع بابعاد يده عنها قبلما تفيق فتفزع خوفا منه، ولكن على عكس المتوقع كانت هادئة صامتة رغم ظهور آثار التعب جلية فى وجهها..
--------
يعلم جيدا أن الطريق الذى قرر أخيرا انتهاجه صعب يحتاج لكثير من الصبر ليكلل بالنجاح، وهذا ما بدأه بالفعل..
مرت عدة أيام قليلة كان يفترش الأرض جوار فراشها ليكن بقربها دون أن يفزعها بقربه ولتلتمس بنفسها تغيره الجذرى فى معاملتها.. وقد حاول عادل خلال تلك الأيام التودد والتقرب من سلمى دون اثارة خوفها، ولكن الغريب كونها هادئة تماما.. مسالمة.. شجعه ذلك على الاقتراب منها بحرص شديد.. لم تبدى أى انفعال لقربه منها، أو حتى خوفا مما فعله بها آخر مرة.. ولكن رغم ذلك السكون كانت أغلب الوقت شاردة تحدق بالحائط.. لم تنطق بحرف وكأن عقلها بمكان آخر..
جلس قبالتها على السرير، واضعا يده على يدها القابعة على ساقها: هتفضلى لامتى مخصمانى يا سلمى؟
ظلت سلمى على حالتها صامتة، لم تنظر بعينيه.. كانت تنظر الى الفراغ المجاور له، نظر الى ما تنظر اليه فلم يجد شئ.. فعاد ثانية لمحادثتها بعد أن ضم يدها القابعة تحت يده بين كفيه: عندك حق مترديش عليا.. ولا حتى تعبرينى..
رفع كفها لمستوى فمه فقبله برقة: طب أنا هقولك على خبر حلو أوى.. لأ.. هم مفاجأتين هيفرحوكى أوى..
لم تبدى أى استجابة، فواصل حديثه: أول مصحتك تتحسن وتقدرى تتحركى هنرجع الحارة..
كما هى وكأنها لم تسمعه مطلقا.. وضع يدها بين كفيه، ثم ضغط عليها بخفة: وبعدها هنسافر برة مصر..
ابتسم بهدوء رغم احباطه من تجاهلها: هرتب كل حاجة عشان تكملى دراستك زى ماكنتى حابة.. وهكمل أنا كمان معاكى.. أهو نشجع بعض..
سألها بجدية: موافقة؟
أصابته الحيرة من شرودها: سلمى أنتى سمعانى؟
لم تجيبه أو حتى تنظر اليه..
--------
نائمة على جانبها الأيمن بوداعة منذ أكثر من ساعتين، بينما جفاه النوم.. يجاورها على الفراش، فقد أصبحت ساكنة بقربه.. ورغم أن ذلك أصاب قلبه بالسرور كثيرا، لذلك تخلى عن قراره بافتراش الأرض جوارها.. اقترب منها بهدوء كيلا تستيقظ، وضمها اليه فالتصق ظهرها بصدره، ليطبع على وجنتها قبلة طويلة هادئة.. وانشغل فى ذلك الظلام الشامل للغرفة بالتفكير فى وضعها الصحى الذى لا ينبأه بخير..
- ساكتة طول الوقت..
- سرحانة.. مبحلقة فى الحيطة..
- هادية على غير العادة..
- زاهدة الأكل، ولما بغصبها عليه مفيش حاجة بتصبر فى معدتها..
- وعلطول نوم..
- فى ايه؟
- بمزاجها ده؟
- بس ساعات بحس أنها مش سمعانى ولا حتى شيفانى..
- وساعات بتكون سامعة وعينيها بتتحرك معايا..
- ممكن يكون اكتئاب؟
- أكيد اكتئاب..
- اللى مرينا بيه مكنش قليل..
- طب هعمل ايه؟
- أدوية تانى؟
- مينفعش أديها حاجة منهم الا باشراف طبيب..
- أنا صيدلى مش طبيب..
- مانا لو أديتها مضادات اكتئاب ممكن تتعب أكتر..
- هى مش ناقصة..
- جسمها ضعيف والآثار الجانبية مش مضمونة..
- ولو ملحقتهاش المسألة مسألة وقت قبل متفكر فى الانتحار..
- يعنى هى لسه مفكرتش فى انتحار!
- مهى عملتها كام مرة وآخرهم ابنك..
- هتستنى لامتى؟
- اتصل بيه.. بطل عندك معاه..
- هو كل مقول كلمة ترزعه أدامى.. ايه مخك وقف والدنيا كلها معدش فيها غيره..
- كابر أنت عن طلب المساعدة.. بس أتمنى سلمى متدفعش تمن عندك وكبرك..
- كده كده هنرجع الحارة كمان كام يوم لما تبقى قادرة تتحرك، وسهل هناك أجيبلها أحسن دكاترة..
--------
حاول مرارا التسرية عنها والهائها حتى لا تشرد فى ذكرياتهما الأليمة، أبدت استجابة طفيفة عندما بادر بأخذها لتناول الفطور بالحديقة.. تلك اللفتة كان لها أثرا حسنا عليها, فهى لأول مرة منذ قدومها تغادر ساحة الفيلا الداخلية..
كانا فى ساعات الصباح الأولى عندما دلفت سلمى لخارج باب الفيلا العملاق.. لم تكن قدماها تحملنها من أثر الاجهاد، ولكن لم يتركها عادل فكما هو دائما وأبدا سيظل دعما لها.. كانت تسير مستندة عليه بهدوء.. شاردة.. ساكنة.. وما ان هبت نسمة هواء باردة حتى منحتها تنبيها بسيطا لتغير روتينها اليومى، فرفعت بصرها عن الأرض لتطالع المكان حولها.. لم تستوعب بعد ذلك التغيير رغم محاولتها التركيز..
بذل عادل خلال الشهور الماضية جهدا مضنيا لاحياء تلك الحديقة.. وها هو اليوم يؤتى ثمار تعبه.. فعلى المنضدة الصغيرة والتى اقترب منها كرسيان مريحان تراصت العديد من أطباق الافطار الخفيفة فى جو هادئ يساعد على رفع روح سلمى المعنوية..
ساعدها فى الجلوس، وبدء فى اطعامها.. كانت سلمى متعاونة تماما، وكأن ذلك الجو الهادئ منحها بعضا من سلام داخلى كانت تفتقر اليه..
وبعد تناول الافطار بقيا لساعات فى الحديقة ينعمان بالتجول فى أركانها.. وعندما ضرب قرص الشمس عنان السماء واشتدت الحرارة، دلفا الأثنان للداخل مرة أخرى..
--------
لاحظ عادل استجابة سلمى لخطة اخراجها من اكتئابها، فقرر المضى قدما أكثر.. حيث أصطحبها الى مكتبه للاطلاع على محتوياتها..
يقف جوارها أمام مكتبته الضخمة، وكلما لمحها تنظر لكتاب اتجاه صوبه مباشرة واحضره لها ليطلعان عليه سويا.. مر الوقت خفيفا ما بين شرود سلمى وتركيزها.. كانت كطفل صغير يثير انتباه كل ماهو غير مألوف وجديد.. وهذا ما اتكل عليه عادل، حيث تعمد تقليب صفحات الكتب وقراءة بعض نصوصه أولا ثم يعطيه لسلمى حتى يحضر كتابا آخر..
شعرت سلمى ببعض التوعك، وبدأت تسعل بخفة.. جثى عادل على ركبتيه أمام الكرسى الذى تجلس عليه، ثم وضع يديه على يديها القابضة بخفة على الكتاب، ليسألها بقلق بين على وجهه: ايه يا قلبى.. مالك؟ أنتى خدتى برد ولا ايه؟
وكأنها لم تستمع اليه، فلم تجيبه، ليتابع بتفهم: أحنا خرجنا بدرى أوى للجنينة.. أكيد تعبتى.. هطلع أجيبلك الروب واعملك كوباية لمونادة بسرعة..
فتح الكتاب الموضوع بين راحتى يدها: لما اجى احكيلى ايه اللى عجبك فى الكتاب.. أتفقنا؟
أسرع الى أعلى فأحضر روبها لترتديه فوق تلك العباءة المنزلية الخفيفة، ثم ذهب سريعا للمطبخ.. بينما جالت سلمى ببصرها المكان، فلفت انتباهها أحد الكتب أمامها خلف كرسى المكتب الرئيسى..
ببطء اتجهت اليه، وسحبته من موضعه، ولكنه كان ثقيلا فسقط من يدها أرضا.. فجثت على ركبتيها لاحضاره.. لفت انتباهها درفة المكتب الكبيرة نصف المفتوحة أمامها والتى أنسدل منها ذلك السلك المعدنى.. فتحت تلك الدرفة لتطالع محتوياتها، والتى لم تكن سوى هاتف معدنى يجاوره صندوق خشبى.. حملت ذلك الصندوق ببطء ثم اعتدلت فى وقفتها لتفتحه..
--------
دخل عادل هاشا باشا: أحلى كوباية عصير لأحلى سوسو فى الدنيا..
رفع بصره اليها ليصعق بما رآه فتسقط الصينية الصغيرة من يده..
خشى اقترابه منها، فحاول الثبوت مكانه كيلا يربكها.. وعلى الرغم من ذلك نظرة الفزع المطلة من عينيه أثارت انتباهها.. تنقلت عيناها بين عادل والمسدس القابع بين يديها..
وجد ذلك الصندوق عند تجهيزه للفيلا قبل اقامتهما به.. لم يعلم ما المفترض القيام به، فاحتفظ به فى تلك الردفة مع الهاتف وسلسلة مفاتيح الفيلا.. كان يظن المكان آمن، حيث أن تلك الردفة لها مفتاحا وحيدا خاصا يحتفظ به.. ولكن فى ذلك اليوم المشؤم الذى حبس سلمى فيه بالقبو أهمل اغلاقه فى ثورة غضبه.. ولم يدخل تلك الغرفة سوى اليوم فقط مع سلمى لتحل الكارثة بعثورها على سلاح معمر، الله وحده يعلم كيف ستكون نهاية ذلك اليوم..
حاول محادثتها بهدوء مع الاقتراب منها ببطء دون اثارت توترها، ولكنها لم تنتبه له..
عادل بصوت خافت رغم التوتر الجلى على وجهه: حبيبتى.. سيبى المسدس اللى فى أيدك يا قلبى..
أنا غير مكتمل الا بكى حبيبتى.. فلا تفارقينى
عادت ثانية لتطالعه ثم نظرت من جديد للمسدس دون اهتمام بكلماته..
تلك الثوانى التى طالعت فيها المسدس كانت كافية ليقطع المسافة بينهما ليسحبه على حين غفلة منها، ولكن ما لم يعلمه لجهله بالأسلحة النارية أنها قد سحبت زر الأمان قبل دخوله الغرفة.. وبين شد وجذب بينهما فى أقل من ثانية أنطلقت رصاصة عرفت هدفها جيدا.. تلك الرصاصة أسفكت آخر قطرة دماء لتنهى عهد عرف بعهد عشق ودماء..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله بعد أسبوع العيد
أضحى مبارك
وكل عام وأنتم بخير
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.