آخر 10 مشاركات
كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          الشعلة الأبدية (49) للكاتبة: آن أوليفر .. كـــــاملهــ.. (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كتاب الف ليلة وليلة النسخة الكاملة (الكاتـب : بندر - )           »          234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          واقعة تحت سحره (126) للكاتبة: Lynne Graham (الجزء 3 من سلسلة العرائس الحوامل) *كاملة* (الكاتـب : princess star - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-17, 11:12 PM   #51

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


مساء الورد
كل سنة و انتي طيبة و يارب في احسن حال
عاظل فاق بعد ما دمر كل الحلو بينهم طفولة و ذمريات امان و حماية
معتقد انه لما يصلح هترجع تثق بيه بس فيه حاجات لو انكسرت لا يمكن ترجع تاني
ياتري عادل هيموت و لا ممكن تكون الرصاصة حات في حته مش قاتلة


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 12:59 AM   #52

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة
غريبة انه مالها متابعين
مشوقة جدا.... وبانتظار الفصل الجديد


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-17, 11:44 PM   #53

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة21 : هو .. هى

عدناااااااااااااااااااااا ااااااااا
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الثالث
الجميلة والجراح
**الحلقة21 : هو .. هى
الزمان: 2001
المكان: فيلا فخمة بأحد أشهر أحياء القاهرة الراقية
"هى"
تتململ عشرينية فى تمام الخامسة صباحا كما هى عادتها، تستيقظ دون ازعاج المنبه.. تحرك رأسها الغارق فى منتصف وسادتها اللينة الصغيرة يمينا ويسارا لارساء النشاط فى تلك العينين الناعستين..
ابتسامة هادئة تزين ملامح وجهها عندما التقطت عيناها زوجها النائم جوارها على بطنه ووجهه مقابل لها، فتقبل جبينه برقة.. ثم تجذب ذلك الغطاء الخفيف من عليها بهدوء لتجلس على طرف الفراش، تطالع بعينيها ذلك المنبه القابع بموضعه على الكمود المجاور لها لتتأكد من التوقيت، ثم تتناول كوب المياه المجاور له لترتشف جرعات صغيرة تطفئ ظمأها..
تتناول روبها الستانى الأسود الطويل الموضوع على طرف سريرها لترتديه، فتخفى تحته أنوثة تغنجت بقميص نوم أسود قصير ذو حمالات رفيعة.. لتنسحب بعدها بهدوء من فراشها الوثير كيلا تقلق زوجها فيستيقظ..
تدلف الحمام الكبير الملحق بغرفتهما لتنعم بحمام منعش برائحة الياسمين يجدد نشاطها ويمنحها طاقة فياضة لتحمل أعباء يومها الجديد..
وبعد انتهائها تترك مغطسها وتسحب برنسها الوردى لتنعم بملمسه القطنى الذى يداعب بشرتها التى تشبه بشرة الأطفال فى نضارتها، وتخفى شعرها بداخل فوطة صغيرة من نفس اللون..
تحتاج الى ترتيب مهام اليوم الجديد بعقلها، حيث يجول بداخله عدة حسابات تحتاج لتقييمها.. فتتجه كما هى عادتها لمرآتها الكبيرة ذات الاطار الذهبى ذو النقوش المنمنمة الدقيقة والمقابلة لها لتطالع فيه نفسها بثقة..
شقراء أنا
خصلاتى ذهبية متمردة
بيضاء ممزوجة بحمرة الوجنتين
عيناى عسل مصفى باطار زيتونى مميز
يتوهج عند جلجلة ضحكاتى
رشيقة القوام كعارضات الأزياء
حادة الذكاء
أيقونة جمال كما يقال
صاحبة اطلالة باريسية
ولكنة انجليزية أصلية
برفق تدير مقبض الحمام لتخرج ثم تتجه لملحق الملابس المجاور لتنتقى ما يناسب صباحها.. أختيار موفق لذلك الرداء الصيفى الخفيف والمكون من قطعتين قميص من اللون الأحمر القانى وبنطلون أبيض بحزام وسط أسود عريض يتلاءم تماما مع حذائها ذو الكعب شديد القصر والذى يناسب مهام صباحها المزدحم..
تصفف شعرها بعناية لتعقصه فى النهاية بمنتصف رأسها فيما يعرف بذيل الحصان.. ثم تنتقى بعناية ما خف وزنه ورقى ذوقه من صندوق مجوهراتها النفيس.. وبأصابع محترفة التقطت أحمر شفاه من اللون الأحمر الصارخ وكذلك مخطط عيونها الأسود واللذان خضعا اجلالا لأنوثتها، لم ليزيداها جمالا بل لقد شرفا بملمسها لترتفع قيمتهما..
تغادر غرفتها والتى بمثابة جناح ملكى فخم فى تمام الخامسة والنص لتهبط الى الطابق الأرضى وتتجه للمطبخ لتعد وجبة افطار لعائلتها الصغيرة.. هى ترفض وبشدة تدخل أى من طاقم الخدمة بالفيلا فى شئون عائلتها فهى من تحضر وجباتهم الثلاث اليومية وتترك لهم مهام التنظيف فقط..
ومع دقات السادسة صباحا تدلف لغرفة صغيرها ذو الخمسة أعوام لتوقظه استعدادا للذهاب لمدرستة الدولية الخاصة ذات الشهرة العالية..
--------
"هو"
كما هو المعتاد فى تمام السادسة صباحا يستيقظ ذلك الأربعينى، والذى يختفى سنه مع بسمته المطبوعة دائما على صفحة وجهه رضا وسعادة، بأمر مباشر من زوجته المصون القائد المفوض بادارة شئون حياته الخاصة على صرير ذلك المنبه المزعج..
هى
حبيبتى
مفضلتى
ضياء أنار روحى
من ظلمة قبعت داخلى لسنوات
حولتنى كهلا زهد الحياة
لتأتى هى
مقبلة على الحياة
تقتنص الفرح بارادتها
فتكون
أيقونة سعادتى وبسمتى
ينعم بحمام سريع ويبدل ثيابه خلال نصف ساعة فقط، والا ستعلن زوجته الحرب عليه.. فمواعيد الطعام مقدسة لديها، واجبارية فى كثير من الأحيان احقاقا للحق.. يقدر لها حرصها على وجوده معها ومع طفله، فالصغير مازال طفلا لا يعى ضروريات العمل التى تضطرنا أحيانا لاهمال عائلاتنا من أجل انقاذ الأرواح..
يخرج من غرفته سريعا فى اتجاه غرفة السفرة بخطوات شبه راكضة واسعة مرتديا منامته القطنية وفوقها روبه القصير، فبعد الأفطار ومغادرة الطفل المنزل بصحبة والدته سيعود لأحضان فراشه الدافئ ليكمل نومه حتى موعد ذهابه لعمله..
--------
"هى"
تقود سيارتها الحديثة بحرفية ومهارة تحسدها عليها الكثيرات عقب توصيلها لطفلها الى مدرسته الجديدة فى تمام السابعة صباحا.. ثم تنطلق فى اتجاه ذلك النادى الشهير ذو الاشتراك السنوى الضخم..
تصل ناديها فى تمام السابعة والنصف صباحا، فتترجل عن سيارتها مرتدية نظارتها الشمسية ذات الماركة الأصلية الشهيرة والتى تكاد تلتهم كل وجهها خلفه.. ثم تنطلق لممارسة رياضتها الصباحية بمفردها حتى وقت الظهيرة.. لم يكن لها أى أصدقاء، فقد قدمت منذ فترة وجيزة مصر بصحبة طفلها بغية الأستقرار.. تعلم جيدا أن الكثيرات تتحدثن بشأنها همزا ولمزا، وهى بارعة فى تجاهل الحمقى..
يرانى البعض صائدة ثروات
معزورون
فأنا زوجة طبيب من أشهر جراحى مصر
صاحب عدة مشافى خاصة
تحمل أسم عائلته العريقة
ذات الأصول الطبية الممتدة حتى عهد محمد على باشا
يظنونى فتاة لعوب لأسرق قلب رجل يقارب عمر أبى
أتركوهم لخيالاتهم
فما أنا سوى زوجة تنعم بزوج قد ضنى به الزمان
هو لى أبا
وأنا له ابنة
وقد أكرمنا المولى بصبى بمثابة منحة من الرحمن
آدم
تعود للمنزل عند الظهيرة لتحضير وجبة غذاء صحية لعائلتها الصغيرة، ثم تتجه سريعا لاحضار طفلها بعد انتهاء يومه الدراسى..
تجتمع العائلة السعيدة على سفرة الغذاء فى تمام الثالثة عصرا عند عودة الأب السريعة من عمله.. ذلك التجمع يعتبر اجتماع رئيسى يومى.. صغيرهما بمثابة نجم الاجتماع، يكاد لا يتوقف عن الثرثرة وسط مقاطعات مستمرة من أمه وأبيه وضحكات تدعم تماسك تلك الأسرة..
--------
"هو"
أعود سريعا لعملى، فكما هى العادة عملياتى الروتينية مجدولة لا تختل الا فى حالات الطوارئ فقط..
تقريبا نص عمرى قضيته فى غرفة العمليات
البالطو الأخضر هو زي الرسمى
حياة روتينية فاترة
وكأنى عايش فى صحرا
لحد ماهى ظهرت
الصحرا بقت جنة
مأهولة بحورية
منحتنى هدية غالية
آدم
ومن وقتها وكل يوم فى حياتى يوم مش عادى
يخرج من غرفة العمليات فيزيل القناع عن فمه ورأسه سريعا، ثم يتجه بخطوات واسعة واثقة الى ساحة الأنتظار حيث تقبع عائلة المريض.. يطمئنهم ببسمة هادئة على حال مريضهم، ويقوم بشرح مبسط لارشادات التعامل والرعاية الصحية والنفسية خلال الفترة القادمة..
يستأذنهم بعد التأكد من اطلاعهم على كافة التطورات والارشادات، ليتجه بخطوات قاربت الركض حيث هى.. مصدر سعادته وبسمته..
--------
"هى"
تجلس بمكتبه الأدارى الفخم فى المشفى تطالع العديد من المستندات الهامة لتزيل بعضها بامضائها كعلامة بالموافقة بينما تختم البقية بكلمة مرفوض.. تطالع ساعة الحائط البيضاء ذات الأطار الذهبى لتتأكد من الوقت، لقد اقتربت من الثامنة مساء..
من المفترض خروج زوجها الآن من غرفة العمليات وقدومه اليها لتباحث المستجدات.. كما هو حالهم مرتين أسبوعيا، والتى حافظا عليها منذ عودتها للاستقرار بمصر منذ ستة أشهر تقريبا.. فقد كانت تفضل البقاء بالخارج بصحبة ابنها وزيارات زوجها المنتظمة لهما، ولكن قررا تعديل منهاج حياتهما عندما حان موعد تقديم أوراق الصغير بالمدرسة.. فضلا كلاهما تربية طفلهما بمصر، موطن الأب وأصل الأم..
دقت الساعة معلنة أنها الثامنة، فتطالعها الشقراء بابتسامة..
أنا مش مغرورة زى ما الناس فاكرين
لأ
أنا بس عرفت قيمة نفسى لما دخلت حياته
لو فضلت أتكلم مش هقدر أوفيه حقه
فبه تستقيم حياتى
--------
يفتح باب غرفة مكتبه ليطالعها بعيون فرحة وابتسامة لم تقل عن ابتسامة زوجته..
"هو"
أنا
مصطفى الجوهرى
"هى"
أنا
فريدة منصور
تترك مكتبها، يتسابق كلا منهما للوصول للآخر، وقد أجتيزت تلك المسافة بحديث طويل بين عيونهما..
تحيط رقبته بيديها كالأطفال فى دلال، بينما يحيط خصرها الرشيق جيدا بيديه: I miss you (افتقدتك/ اشتقت اليك)..
أراد أثارة حنقها ليتلذذ بوجهها الغاضب قليلا، فيرفع أحد حاجبيه وابتسامة متسلية على جانب فمه: تؤ تؤ تؤ.. مش هنا.. أنتى عوزة حد يظبطنا فى وضع مخل بالآداب!
لتنتفض هى غضبا فتبتعد عن حضنه، وتصيح باستنكار: What?! (ماذا؟!)..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-17, 09:45 PM   #54

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,821
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك جميلة والحبكة فيها مشوقة وغير اعتيادية مش عارفة حاسة ان سلمى كان احسن لها تستسلم للجوازة احسن من البهدلة دي كلها لأن هي أصبحت أسيرة عنده بمعنى الكلمة بس عادل ما قدرت احب شخصيته ولا اكرهها بصراحة الموضوع معقد نشوف الأحداث هتروح على فين بانتظارك

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 08:50 PM   #55

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Msamo مشاهدة المشاركة
روايتك جميلة والحبكة فيها مشوقة وغير اعتيادية مش عارفة حاسة ان سلمى كان احسن لها تستسلم للجوازة احسن من البهدلة دي كلها لأن هي أصبحت أسيرة عنده بمعنى الكلمة بس عادل ما قدرت احب شخصيته ولا اكرهها بصراحة الموضوع معقد نشوف الأحداث هتروح على فين بانتظارك
ده لسه هتتعقد
انتى شوفتى حاجة:24056767 1:
استنى لما نخلص الفصل الثالث
هنروح العباسية كلنا



بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 08:54 PM   #56

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة22 : أثق بك

بعتذر عن التأخير
النت كان فاصل
لاهمال شركة اورانج لعملائها
-----------
**الحلقة22 : أثق بك
ابتعدت فريدة عنه بحنق، فضمت ساعديها أمام صدرها وزفرت بغضب طفولى مستهجنة دافعه بعد أن أولته ظهرها: I'm your wife or I play a trick!? (ألست زوجتك، أم انها خدعة؟!)..
ابتسم بظفر لنجاحه فى استفزازها.. فهى تتحول طفلة حينها.. تتخلى عن منطقية التفكير وارستقراطية التعامل واتيكيت السلوك شديد الأنضباط، لتكن وقتها طفلته المدللة التى يعشق استماتته فى محاولة ارضائها والتى دائما تكون سريعة على يديه.. فضمها من ظهرها الى صدره، لتحاول هى بوهن مقصود الابتعاد عنه بدلال أنثى متمكنة من قلب زوجها، بينما شدد هو قبضتيه على خصرها وقد أسند طرف ذقنه على كتفها الأيسر: حبيبتى طفلة.. مكنش فاضل غير أنك تدبدبى فى الأرض، وأروح أنا أداديكى بلعبة..
سحبت نفسها سريعا من حضنه احتجاجا، لتنقر بكعب حذائها الأسود الرفيع ذو الكعب العالى: أنا طفلة، وكمان بدبدب؟
ضحكت عيناه قبل ثغره وهو يتطلع الى حذائها: ده على أساس أنك مبدبدبيش دلوقتى..
أنتبهت فريدة لفعلتها، فانفجرت ضاحكة ضحكات مجلجلة شاركها فيها زوجها وهو يضمها لصدره بعاطفة صادقة شديدة الدفئ بينما اندمجت فريدة داخله فهو مصدر أمنها وسكنها..
--------
تحدث مصطفى بنبرة جدية لا تخلو من حنيته عليها، ومازالت هى مستكينة بحضنه: لسه خارج من العمليات، وريحتى كلها بنج.. خايف عليكى تدوخى..
تشبثت بأحضانه أكثر لتجيب بهمس: ملكش دعوة أنت.. عاجبنى البنج..
أبعدها عن حضنه ليجيب بمشاكسته المعهود: مليش دعوة ازاى! مانا اللى بشيل..
ضربته بقبضة يمناها بخفة على صدره: you're fool (يالك من أحمق).. It's my romantic moment (أفسدت لحظتى الرومانسية)..
ارتسمت الجدية على جهه وهو يشير الى مقعده الجلدى ذو الحركة الهيدروليكية خلف مكتبه: طب اتفضلى أقعدى على المكتب.. عندى كلام مهم فى الشغل لازم نخلصه النهاردة..
نظرت له بحرج بين: احم احم.. عيب اقعد على مكتبك وأنت موجود..
رفع حاجبه الأيسر استنكارا: ولما أنتى عارفة كده مبتروحيش مكتبك ليه؟! من يوم ما اتجهز وهو فاضى..
ثم سألها مستفهما، وهو يعقد ذراعيه أمام صدره: قاعدة معايا ترقبينى؟
تفوه بتلك الكلمات, بينما طالعته هى بحرج: أبدا والله ما اقصدش كده..
ثم ابتسمت برقتها المعهودة وهى تجيبه: حرام اشغل المكتب عشان يومين فى الاسبوع..
ثم نظرت أرضا بخجل: كمان بحب أكون معاك..
بذكائها وعفويتها وصدق مشاعرها استطاعت الفوز هذه المرة بالجولة، ليتخلى هو عن جديته.. فيقترب منها حتى يجاورها ويضع يده على كتفها ليصحبها فى اتجاه مكتبه ويجلسها على مقعده: لازم تتعودى تنفصلى عنى..
رفعت رأسها اتجاهه بعد أن جلست على مقعده لتنظر له بغضب: وعاوزنى انفصل عنك ليه؟
تركها ليجلس قبالتها على ذلك المقعد المنخفض: عشان فريدة منصور مش محتاجة دعم من حد، حتى لو كان أنا..
ثم أعقب بعصبية خفيفة: هتفضلى لامتى تتصرفى زى عيلة خايفة تتوه من أبوها!
نظرت له مستنكرة طريقته فى التفكير وقبل أن تتفوه بكلمة منعها باشارة من يده: بس بس.. مش هنضيع الوقت فى كلام ناقشناه كتير.. خلينا فى المهم..
نظرت بطرف عينها للساعة لتطالع توقيتها والذى يشير الى اقتراب موعد انصرافهما للعودة للمنزل: أتفضل..
مصطفى بعملية: قررت أزود النسبة من 10% ل 25%..
تبدل حالها للنقيض فتهللت أساريرها لتنطق بفرح: بجد يا مصطفى!
أومأ برأسه، فانطلقت هى اتجاهه تقبل وجنته بعد أن أحاطت عنقه بيدها:بحبك يا بابتى أووووووووووووووى.. فرحانة بجد جدا جدا جداااااااااااااااا..
سحب أحد كفيها ليلثمه بقبلة رقيقة: الحمد لله أولا.. والفضل ليكى ثانيا.. أنتى صاحبة الفكرة فى الأصل.. أنتى دليلى للخير يا فريدة..
--------
مر أكثر من عامين على تنفيذ فكرتها، حيث أقترحت على زوجها تخصيص 10% من أرباح المستشفى بفروعها لعلاج غير القادرين.. هى نسبة صغيرة، ولكنها ساهمت كثيرا فى ازالة بعض آلام المرضى دون أن تصبح عبء ثقيل على مجموعة مستشفيات الجوهرى.. وبالتالى لم تثقل كاهل زوجها فتدفعه للتنصل منها وهجرها..
ومنذ ذلك الوقت تولت جميع مهام المشافى الأدراية.. كانت تديرها بجدارة رغم أنها كانت فيما سبق تديرها من الخارج.. أكتفت فقط بالمشورات الشفهية أو الكتابية غير معتمدة التوقيع، وقد أثبتت لزوجها فى فترة قصيرة أنها سيدة أعمال موهوبة رغم عدم وجود سابق خبرة لها.. هى فقط تحتاج الى ثقته ودعمه لتصبح محنكة، وهو لم يبخل عليها بأى منهما..
أتجهت لتجلس على المقعد المقابل له، وقد التمعت رأسها بفكرة مثالية، أرادت انتهاز الفرصة لطرحها رغم أنها لم تفكر بها بشكل متعمق مدروس من جميع الجوانب كما هى عادتها: طب ايه رأيك نحافظ على 10% للعلاج حاليا، و15% الباقية نبنى بيهم ملحق للمستشفى زى مركز طبى كده للعلاج بأجر رمزى.. كده هنفيد عدد أكبر، وهنشغل ناس أكتر معانا؟
عقد ما بين حاجبيه دهشة من اقتراحها وآثر الصمت مما أنبأها باحتمالية أكيدة اخفاقها بهدفها الغير مدروس.. ندمت على تسرعها، فتركت مقعدها واتجهت اليه وقد أثنت ركبتيها قليلا لتنحنى بجسدها أمامه فتربت بكفها الأيمن على ساقه: I'm so soory (أسفة).. أتسرعت من غير مقصد.. أعتبرنى مقولتش حاجة..
كان فى ذلك الوقت يحك رأسه بأطراف أصابع يمناه، بينما أصابع يسراه لم تتوقف عن النقر على المكتب حتى أخرجته من شروده باعتذارها.. لم يعيرها انتباهه، وواصل التفكير فى الأمر.. هو شخص متريث جدا فى قراراته بعكس زوجته صاحبة الدماء الشابة التى تميل فى بعض الأحيان للتهور، وقد أستطاع خلال السنوات الماضية السيطرة على ذلك الأندفاع كثيرا..
مر وقت طويل ومازال كلاهما على نفس وضع جلسته حتى قطع مصطفى ذلك عندما جذب كفها الموضوعة على ساقه، وأشار لها بطرف عينه لتجلس على المقعد الرئيسى للمكتب، فنفذت أمره على عجل وهى تستمع لكلماته الرزينة: فى تعديل على أقتراحك..
تهللت أساريرها فالنجاح حليفها الآن: هتأسسى شركة باسمك..
ظهر الأنزعاج والدهشة على وجهها فقاطعته: وايه علاقة فكرتى بالشركة! ولا ايه لزمتها حتى؟
أجابها ببرود: أعتقد أننا اتفقنا قبل كده أنك متقاطعنيش لما نكون بنتكلم فى الشغل..
أحرجها تأنيبه فاعتذرت سريعا، ليكمل بعدها بهدوء: أتصلى بالدادة خليها تعشى أدم وتنيمه..
قطبت ما بين حاجبيها وهى تطالع الساعة المقابلة لها لتتأكد من تأخرهما عن موعد العودة للمنزل، فاستجابت لأمره واتصلت بالمنزل..
--------
أنهت مكالمتها الهاتفية التى أسترضت فى نهايتها طفلها الصغير المتذمر على تغيبهما المقصود عنه، مع وعد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى..
أعقبتها بطلب فنجانين من القهوة لتساعدهما على التركيز، ثم رفعت وجهها لتنظر لزوجها فى انتظار متابعته لسرد قراره..
وبشكل عملى تماما تابع: المبانى هتتبنى.. كل مستشفى فيها مبنى واحد دورين..
أومأت رأسها تفهما ليتابع هو حديثه: الشركة مهمتها أنها تتتعاقد على استيراد أجهزة ومعدات جديدة..
حركت رأسها يمينا ويسارا وهى تزن كلماته بحسابات العقل، ليتهلل وجهها: ده هيوفر معانا كتير جدا.. غير أنى أقدر أعمل شغل للغير..
أومأ برأسه تأييدا لما استنتجته فهى سريعة البديهة.. أراحت ظهرها للخلف لتنعم بجلسة مريحة على ذلك المقعد الجلدى الوثير وأصابع يديها تتشابك معا أمام وجهها وقد أرتسمت ابتسامة سعادة عليه.. فأراد اغتنام الفرصة واكمال مخططه الذى لن يقبل اعتراضها عليه: وهتدخلى فى سوق استيراد الأدوية مؤقتا..
فاجأها اقتراحه فعادت ثانية لتقترب من المكتب باندهاش: بس أنا مفهمش حاجة فى ده كله، ومقدرش..
أبتسم بظفر لعدم انتباهها لكلمته الأخيرة حتى لا يقع فريسة فضولها الذى قد يسبب فشل ما ينتويه، فقد أستطاع جذب انتباهها للفكرة العامة وألهاها بها عن عزمه الخفى.. فلقد آن أوان اصلاح أمور متراكمة على كاهله..
فقاطعها دون اكتراث لحديثها، ولمنعها من اثارة مبررات واهية للهروب من تحمل مسئولية أمر جلل مثل ذلك: الشركة لازم تجهز فى خلال 3 شهور.. وتبدأى بعدها علطول فى تنفيذ مهامك..
طرقات خافتة على باب المكتب أوقفتهما عن الحديث، لتأذن للطارق بالدخول.. فيدلف أحد السعاة بصينية معدنية فاخرة تحمل ذلك السائل البنى قوى التأثير معشوق الملايين.. ليرتشف كلاهما قطرات متتالية ذات المعيار المظبوط..
خرج الساعى، فتركت فريدة فنجانها لتتحدث بتوتر: مصطفى أنا فعلا مقدرش على الحمل ده.. أنا يدوبك بقدر أجى هنا يومين.. مش هعرف أرتب مواعيد جديدة لده كله..
أخيرا أبتسم مصطفى ليجيبها بثقة: أنتى أدها وأدود.. هتعرفى تجدولى أمورك..
لتتابع هى: 3 شهور! قليل أوى..ملحقش أعمل دراسة جدوى حتى.. أنت مستعجل أوى كده ليه؟
أرتشف القليل من قهوته ليتابع بهدوء غير مكترث باجابة سؤالها: هتشوفى مقر جاهز أو محتاج تعديلات بسيطة.. وكل الموظفين الأداريين والقانونيين هنا تحت أمرك، أستعينى باللى تحتاجيه منهم.. المهم المقر والأمور القانونية الخاصة بتأسيس الشركة تنجزيها فى 3 شهور..
بهتت من كلماته: أنت مدينى حجم أكبر من حجمى..
ابتسم مصطفى لينطق ببساطة: أنا واثق فيكى يا فيرى..
----------------------------


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 08:56 PM   #57

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة23 : العرافة

**الحلقة23 : العرافة
تتمايل على أنغام أحد الأغانى الشعبية المشهورة أثناء ذهابها لمقر الشركة القابع بطابق كامل بأحد الأبراج الحديثة فى ذلك الحى القاهرى الشهير.. لتدندن بصوت عال معها، فتجذب نظرات مستنكرة لقائدى السيارات المجاورة.. يظنوها مجنونة.. أو احد الفتايات الثريات التى لا تعلم من خسائر الدنيا سوى كسر أحد أظافرها المطلية بعناية.. فتتجاهلهم هى عمدا:
زحمه يا دنيا زحمه
زحمه وتاهوا الحبايب
زحمه ولا عادشي رحمه
مولد وصاحبه غايب
اجي من هنا زحمه
واروح هنا زحمه
هنا او هنا زحمه
صحيح هى أجنبية التربية لكنها تفضل الأغانى المصرية الشعبية، فهى تمنحها احساس بالحياة بعيدا عن أتيكيت الوضع الأجتماعى الكئيب.. وبالتأكيد لا يعلم أحد عن ميولها الغير منطقية..
شهر كامل تخلت فيه عن رفاهيتها.. تصطحب طفلها لمدرسته، ثم تذهب بعدها لمقر شركتها الجديدة.. متخلية بذلك عن ممارسة رياضتها اليومية لتستعيض عنها ببعض التمرينات البسيطة الصباحية..
تفتح الشركة عند السابعة والنصف صباحا قبل قدوم العمال المسئولين عن اتمام التجهيزات للبناية.. تراجع أوراقها ومستنداتها وتعدل ما يحتاج للتغيير ليلائم ظروفها.. ثم تبدأ عند التاسعة صباحا رحلة طريفة معهودة فى مصر لانجاز أوراق الشركة، بعضها يسير بشكل روتينى بغيض، وقليل منها ينجز عند معرفة هوية زوجها.. وبعد الظهيرة تعود مهرولة للمنزل لاعداد وجبة الغذاء لأسرتها الصغيرة.. بينما يحضر زوجها ابنهما من مدرسته فى موعده بدقة بدلا من أمه.. فلا ذنب لطفلها بمخطط أباه، ولا داعى لأفساد روتينه اليومى بشكل مبالغ يؤثر على نفسية الصغير..
حافظت على روتين ذهابها لمشفى زوجها، بينما يتابع أحد الموظفين الأداريين الصغار أعمال الديكور بمقر الشركة..
ثم تخلد منهكة ليلا بعد تناولهم العشاء بالمنزل لتنعم بنومة تزيل بعضا من مجهود اليوم الحافل.. لتعيد الكرة فى اليوم التالى بنفس المنوال دون كلل، وبمزيد من الأصرار والسعى لانجاز مهمتها خلال المهلة الوجيزة التى منحها لها زوجها.. ونتيجة لذلك أصبحت شديدة التعلق بالكافيين والمشروبات المنبهة، والتى ساهمت كثيرا فى زيادة توترها وارهاقها العصبى..
--------
تسير بخطوات رشيقة مرتدية ذلك المعطف الثقيل فوق فستانها الأسود الذى يتخطى ركبتها بقليل، لتتجنب لفحة البرد القارص والتى تشتهر فرنسا بأنها الراعى الرسمى لقسوته.. لم تكن لتنزل فى ذلك الوقت المتأخر لولا الحاح صغيرها أدم ذو العامين والنصف.. لقد أجبرها على الذهاب لشراء بعض الخبز الفرنسى الشهير بلسان يبتلع حروفا أكثر من نطقها.. حاولت تأجيل ذلك للصباح ولكنها لم تصمد أمام لمعان عينيه.. فتركت طفلها بصحبة الخادمة المرافقة لهما ووضعت معطفها على جسدها النحيل، بينما أخفت رقبتها بين طيات تلك الكوفية الصوفية المحيطة بها.. ثم هرولت مسرعة للمتجر القاطن بالشارع الخلفى للبناية التى تسكن بأحد شققها الفاخرة..
أشترت خبز طفلها المفضل، وقبل عودتها أنتبهت لتلك الدمية الصغيرة ذات الألون المبهجة خلف الجدار الزجاجى للمحل المجاور.. فدلفت لتقتنيها لطفلها الحبيب، وبعد أن غلفتها البائعة اتجهت بخطوات راكضة فى اتجاه العودة، دون أن تنتبه لتلك العينين الزرقاوين كبحر هائج المتابعتين لها منذ دخولها لمحل لعب الأطفال..
تحتاج السير فى ذلك الشارع الطويل قبل أن تحيد بشكل عمودى وتسير مسافة تقترب من نصف المسافة السابقة حتى تصل لبنايتها التى تقطن بطابقها الحادى عشر.. مسافة طويلة قضتها وهى تدندن موسيقى احدى مقطوعات بيتهوفن الشهيرة.. لم تنتبه لذلك الظل الضخم الملازم لظلها، فقد كانت سعيدة شاردة بلحنها وكيف سيستقبل صغيرها دميته الجديدة..
وعند أحد المنحنيات المظلمة لم تشعر سوى بيد قوية جذبتها لتسقط الهدية كما سقطت حقيبة الخبز الورقية.. شعرت برعب يداهم قلبها.. جالت بحدقتى عينيها محاولة لاكتشاف هوية من قطع طريقها، ولكن صدمها الظلام حولها واضاءة الشارع لم تنبأها سوى بظلين أحدهما ضئيلا ينتمى اليها والأخر ضخم يجثم عليها..
حاولت الأفلات وقد أرتفعت نسبة الأدرنالين بجسدها ولكن لم تستطع الفرار.. حاولت الصراخ ولكنها أخيرا أنتبهت أن فمها الأن رهينة تحت يدها الغليظة..
نعم أنها امرأة.. ذلك ما اكتشفته مؤخرا.. لم أهتم بهوية تلك المعتدية، فقد شغلنى أمر أخر.. ذلك الألم النابع من كفى الأيمن.. ألم كقرصات نحل متتالية على جلد عار.. سرعان ما تحول الى خدر مع احساس بسخونة سائل يقطر من بين أصابعى.. لم أحتج لكثير من النباهة لأخمن كينونة ذلك السائل، فهو بالتأكيد دمى.. نزفت كثيرا وكأنها تعمدت ذلك وتنتظر بفارغ الصبر المرحلة التالية..
ولم أخيب ظنها، فها أنا الأن أشعر برجفة بجسدى.. تندى جبينى.. فبدأت حدقتا عينى تجولان بلا هداية.. أصبحت الألوان تتخلل الظلام أمامى.. ها أنا أرى مساحات صغيرة تهتك ستر السواد.. أحمر.. أصفر.. أخضر.. وكثير من العتمة..
سمعت صوتها المخيف للمرة الأولى وهى تسحب كفها من فوق فمى: Good girl (فتاة جيدة)..
وأنا بين اليقظة وغياب الوعى أحسست بانحنائها أمامى، بينما أنا أسقط ببطء شديد ومازال ظهرى ملاصقا لذلك الجدار.. أشعر أن الزمن تلاشى أو ثبت، وكره التحرك والدوران فى فلكه.. غريب ما فعلته، لقد شربت دمائى ببساطة ودون اشمئزاز وكأنها معتادة على ذلك..
لم أهتم أو أبالى بما تفعله بى.. أظن أننى الأن أرى ذرات الغبار العالقة بالهواء.. بل أستطيع تمييز رائحة الغبار والهواء كلا على حدة.. أكاد أقسم أننى أسمع صرير ماء بأحد شقق البناية المقابلة والتى تبعد عنى العديد من الأمتار.. أميز أحاديث أناس يقطنون البنايات المحيطة.. أشعر بأننى أخرج من جسدى الأن لأسبح بين ذرات الهواء، أسمع نداءات طفلى المتكررة والمتذمرة على تأخرى فى اجابة طلبه.. أرى مغلف الخبز الآن ساقط على بعد أمتار منى.. أطفو الآن فى اتجاهه لجلبه لأعود لصغيرى..
لا ليست نهايتى الأن.. لن أرحل.. لن أتركه وحيدا.. سأحمل خبزه وأطير لأصل اليه سريعا.. أه من تلك الشمطاء اللعينة لا أحتاج لاضاءة لأراها فأنا أحفظ ملامحها كما لو أنى أراها على ضوء الشمس الساطعة.. عيون زرقاء جاحظة.. نظراتها قاتمة فحولت زرقة عينيها لظلمة حالكة.. ضخمة بشكل مرعب.. رثة الثياب كالمجاذيب.. رائحتها كريهة كما لو كانت تنام فى حظيرة خنازير.. لقد جذبتنى اليها عندما سحبتنى من ساقى لتعيدنى فى اتجاه جسدى، وهى تنطق بحزم من بين أسنانها السوداء: Not now my girl (ليس الأن فتاتى)..
أطعتها كما لو كنت عبدا أفريقيا مملوكا لرومانية مجنونة، أخاف أن أتسبب دون قصد فى تعكير صفوها، فيكون مصيرى أن ألقى هدية بخسة لأسودها.. لتطالعنى هى بضحكات ماجنة وهى تتسلى مع صديقاتها برؤية لحمى بين أنيابهم، بينما شلالات دمائى تنضح بعشوائية وأنا أنتفض كحلاوة روح..
عدت لجسدى كما لو كان فستانا ضيقا أتعذب لحشر جسدى به، وليس بيدى حيلة سوى طاعة مولاتى الرومانية.. وأخيرا شعرت بالأختناق داخل جسدى عندما عدت اليه.. أمر غريب أن أكون أنا أكبر من جسدى.. رغم أننى وجسدى واحد.. ولكنى لم أفهم ما حدث، وليس لدى رفاهية التفكير والتخمين الأن.. فها أنا الأن قد أنزلقت جالسة أرضا ظهرى مستندا للحائط، بينما وجهى متدلى لأسفل وقد أغلقت عينى أخيرا للاستسلام لغيبوبتى..
ولكن مولاتى الرومانية لم تمنحنى السلام الأخير، فعادت بتكرار جملتها الأخيرة وأنا أفتح عينى مجبرة وغير مخيرة فأراها بوضوح رغم الظلام: Not now my girl (ليس الأن فتاتى)..
تنتبه خلايا عقلى جميعها كما لو كانت جنودا تتبع قائدها الفاتح الغازى حيث النصر، لأستمع لخطبتها المحفزة على القتال لا الاستسلام:
- You've a bloody road (طريقك كتب بالدم)
- Save your kids (أحمى أطفالك)
- Run (أهربى)
لتصرخ المشعوذة بوجهى صرخات تقلق منام الموتى ليبعثوا من جديد.. تصرخ وهى جاحظة العينين التى تحول بياضهما الى ظلمة أمتزجت بحدقتيها قبل أن يبتلعها ذلك الظلام من أمامى، بينما أغمض عيناى الأن فى استسلام لمصيرى..
تفزع فريدة من نومها صارخة صرخات متلاحقة، فيفيق زوجها من نومته مرتعبا عليها، فيضمها سريعا بين أحضانه لتخمد صرخاتها على منحنيات صدره: أهدى يا فريدة.. فريدة متصوتيش أدم يصحى مفزوع يا قلبى..
يمر الوقت بطيئا مملا.. فريدة مختبئة بحضن زوجها.. يربت على شعرها الأصفر المشعث: أهدى يا فريدة.. مفيش حاجة يا ماما.. أنتى كويسة.. متخافيش.. أنا هنا..
جسدها متعرق كما لو صب الماء على جسدها صبا.. دموع تذرف ساخنة شلالا على وجنتيها.. أحمرت أرنبة أنفها، بينما تساقطت قطرات مائها المالح.. ومازال الجسد النحيل يرتجف بين يديه..
يسألها بهمس بعد أن قبل رأسها: العرافة؟
لتخرج هى من حضنه لتطالع هى كف يمناها، فتتلمس بأطراف أصابعها ذلك الجرح الطولى البارز به.. تومئ برأسها ايجابا، ثم تمسح الدموع المتلاحقة على وجنتيها براحتى يدها..
زفر ببطء ثم تحدث متريثا بنبرة هادئة: الكابوس مبيجيش الا لما بتتوترى.. لو عوزة نلغى موضوع الشركة، معنديش مشكلة..
حركت رأسها يمينا ويسارا رفضا دون أن تتفوه بحرف، وما زال رأسها متدليا لأسفل.. تطالع ذلك الجرح الكبير بعيون لامعة تقاوم الأستسلام وهى تلامسه بأصابع يسراها: هفتح الشركة..
مصطفى: فيرى.. ممكن تسافرى أنتى ودومة وترجعوا تعيشوا برة لو ده هيريحك..
أسرعت فريدة بالرفض: لا لا لا.. أنا عوزة أفضل هنا معاك.. عوزة أدم يعيش ويتربى هنا..
مصطفى: أتصل بدكتور جوزيف؟
أجابت بثقة: لأ.. أنا كويسة.. مش محتاجة لمشورته، ولا لأدويته..
أحاط مصطفى كتفيها بكفيه: أنا ميهمنيش الا أنك تكونى كويسة.. راحتكم وسعادتكم هى كل أملى..
لتبتسم هى بوهن وارهاق جراء استنزاف مشاعرها بذلك الكابوس: أنت سعادتى وأمانى..
هى تعشق الحياة
تعشق الحرية
تعشق الأمان
تعشق السكينة
تعشق مصطفى
لأنه كل ما سبق
هو مرساة سفينتها
هو وطنها
ليضمها بدفء من جديد اليه مسندا ظهره للسرير، فتغمض عينيها لتستسلم لنوبة نوم هادئة فى أحضانه التى توسدتها كطفلة تخلد لمهدها..
----------------------------


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-17, 08:57 PM   #58

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة24 : من أجلك آدم

**الحلقة24 : من أجلك آدم
لقد مرت شهورا تحولت فيها شركتها من مجرد فكرة بمخيلة زوجها الى كيان قائم بذاته على أرض الواقع.. حلم زوجها أصبح حقيقة.. انها الآن تمتلك شركة الحياة لاستيراد المستلزمات الطبية والدوائية.. أقترح عليها أسم الحياة، فاستجابت لرغبته.. كم أعجبها ذلك الاسم، هو يعبر بشكل عميق عن هدفهما السامى.. حلم تخفيف الألم عن المرضى الفقراء لتكن لهم حياة أفضل كما يستحقونها..
درست السوق جيدا خلال فترة تجهيز مقر الشركة، وأثناء تخليص أوراقها القانونية والأدارية أستطاعت جمع أهم المعلومات عن منافسيها أكثر مما يعلموه عن أنفسهم.. وقد فضلت عدم اثارة المشاكل من البداية معهم.. تضع نفسها مؤقتا فى خانة مبتدئ لا يثير القلق.. فجميع صفقاتها صغيرة وخاصة بمشافى زوجها فقط.. مجرد استيراد للمعدات والأجهزة الطبية الصغيرة كخطة احلال وتجديد للموجود حاليا، بالأضافة الى العقاقير الطبية التى لا تتوفر بالسوق المحلى..
تذهب يوميا الى العمل من الثامنة صباحا تقريبا.. يعاونها كادر صغير من موظفين مؤهلين من الشباب.. ورغم افتقارهم جميعا للخبرة الى أن دماء الشباب تدفعهم لطى الخبرة بشغف الطموح، وقد أستغلت تلك النقطة جيدا فجعلتهم دعما لها مع بث الولاء فى نفوسهم.. فأصبحت شركة الحياة أسرة كبيرة تجمعهم.. كما ألتزمت بمتابعة الشركة كما هى العادة مرتين أسوعيا..
وعلى الرغم من ضغوط العمل الى أنها لم تقصر مع آدم.. فهى تحافظ على روتينه اليومى بفضل تعاون زوجها معها.. وقد أسعد وجود الأب المكثف الصغير فى تقوية الرابط بينهما.. وعلى الرغم من بساطة عمره الا أنه قد وعى أن تلك الفترة تمر على أسرته بصعوبة بسبب مسئولياتهم الجديدة بالعمل، فلم يرهقهما بشغبه المعتاد وكثرة أسئلته الناتجة عن فضوله..
--------
لم يسعفها الوقت لفحص ذلك المظروف الذى تحمله بين يديها، فقد أحتاجت اجراء فحص بمشفى زوجها ولكن دون علمه حتى لا تثير قلقه، فذهبت للمشفى قبل موعدها بساعتين.. أجرت الفحص بتكتم شديد مع طبيب التحاليل وأنتظرت النتيجة بمكتب زوجها الذى مازالت تحتله رغم تأففه.. وقد شددت التنبيه على أن يبقى الأمر طى الكتمان..
دخل مصطفى مكتبه على حين فجأة ليتفاجئ بوجودها: الله أنتى جاية بدرى ليه؟ خير؟
ابتسمت فريدة وهى تضع المظروف بحقيبتها الجلدية الأنيقة، وحتى لا تدفعه للانتباه جذبت مرآتها الصغيرة منها لتطالع وجهها به: أبدا يا حبيبى.. دومة أجازة أنهاردة من المذاكرة.. النهاردة الخميس..فحبيت أجى بدرى، يمكن نخلص بدرى ونروح..
أقترب منها أثناء حديثها، فوضعت المرآة بالحقيبة سريعا وأغلقتها بهدوء عندما وصل اليها فانحنى لتقبيل رأسها: أنا معنديش عمليات انهاردة.. خلينا نمشى دلوقتى..
أبتسمت له وهى تومئ برأسها مصدقة على قوله.. فجذب جاكتة بذلته الرابطة على كرسيها بينما حملت هى حقيبتها حيث أصطحبها زوجها للعودة للمنزل.. لقد أشتاق للبقاء بكنف أسرته بعيدا عن ضغط العمل، ولم تكن هى أقل منه أشتياقا..
--------
تستيقظ فريدة صباح الجمعة، فلم تجد زوجها جوارها بينما تخلل لأذنيها صوت تدفق المياه من المرحاض الملحق بجناحهما.. فتركت الفراش سريعا بلهفة لتتفحص المظروف القابع بحقيبتها الصغيرة فوق التسريحة الخشبية قبل انهاء زوجها لحمامه.. الفضول يقتلها لعدم الأنتظار أكثر من ذلك..
تفضى الظرف لتقرأ ما دون بتلك الورقة البيضاء الوحيدة بها سريعا.. ليتحول الفضول والتلهف الى احباط وحزن، فتكرمش الورقة وتلقيها أرضا وقد أستدارت بوجهها لتجد زوجها خلفها ينظر اليها عبر المرآة..
أسرعت بالالتفات لتحمل الورقة، ولكن اشارة من يده أوقفتها.. فينحنى هو ليجلبها، ثم يبدأ بمطالعة تلك النتيجة السلبية، فينظر اتجاهها بهدوء ممزوج بتعجب: ده اللى مزعلك؟!..
نظرت أرضا بينما أقترب هو منها: أنا مستكفى بآدم يا فريدة..
ترفع عينيها لتناظره: كان نفسى..
يطالعها مستنكرا حزنها: مفيش سبب يخليكى تضايقى كده.. أنتم الدنيا عندى..
أستندت جالسة على طرف التسريحة تنظر لموضع قدميها وهى تفرك يديها بتوتر: أفتكرت لما أتأخرت انى حامل.. أتمنيت ده..
وقف قبالتها فرفع ذقنها بأطراف أصابعه ليطالع عيناها الدامعتين: فيرى حبيبتى كان يبقى عندك حق لو مكنش ربنا رزقنا بدومة..
ثم أكمل بضحكة خفيفة: ربنا رزقنى بالولد والبنت..
ظنت أنه يقصد أبنته الراحلة فأطرفت عينيها أرضا أضطرابا، بينما شرد هو قليلا فهو كان يقصد زوجته بحديثه ولكن طيف ابنته حل بخلده..
سحب نفسه اجبارا من شروده ليعقب: فيرى بنوتى الغالية، ودومة ابنى اللى روحى متعلقة بيه هيبقى خليفتى وعكازى لما الزمن ياخد منى أكتر ما ادانى..
فريدة: أنا................
قاطعها مصطفى: أنتى ليه فاكرة نفسك مقصرة؟، وبتدورى ازاى تدينى أكتر ما باخد.. أنا سعيد بيكم، ومستكفى..
نظرت له خجلا، بينما بادلها هو نظرة مطمئنة: أنتى مش محتاجة تبرهنيلى عن حبك.. أنا عارف أنتى بتحبينى أزاى، وراضى يا فيرى..
قبل رأسها، ثم تابع ممازحا ليكسر الموقف: بلاش جو الأفلام العربى القديمة، أغلبيه بالعيال يغلبك بالمال..
وكزته بقبضتها بخفة: بقى كده يا رخم!
ثم ضمت ساعديها لصدرها، فقلدها وجلس جوارها: ولا تكونى يا فيرى فكرانى بلعب بديلى فعوزة تربطينى بأرطة عيال..
ضحكت فريدة بشدة وشاركها الضحك حتى هدأت لتخاطبه: مكنش ده قصدى..
التفتت تنظر اليه: آدم..
قطب ما بين حاجبيه دلالة على عدم الفهم، فتابعت: نفسى ميكونش وحيد.. نفسى أجبله أخ يكون رفيقه وعكازه.. سنده وضهره..
أخفضت بصرها قليلا: أو أجبله أخت يفرح بيها ويدللها.. تكون مستودع أسراره.. يخاف عليها ويكون راجلها، وتكون هى بسمته..
ثم أعادت النظر اليه بتأثر وحزن دفين: الأخوات دول نعمة جميلة من ربنا.. كان نفسى أعيشها.. بس مكنليش فيها نصيب..
أجفل بصره وشعر بغصة داهمت حلقه، فابتلع ريقه وابتسم بخفوت ابتسامة لم تتعدى شفتيه: توترك اللى بيمنع الحمل..
ثم ضم كفيها بين راحتيه: لو مستعجلة والموضوع بالنسبة ليكى urgent(ملح) أوى كده ممكن نعمل عملية..
فزعت من أقتراحه، فانتفضت من مكانها: حقن لأ.. أنا بخاف من الحقن.. مش عوزة..
كان يعلم مسبقا خوفها من وخز الأبر الذى وصل الى حد الرهبة والفزع، فاستدرك الموقف سريعا.. فوقف خلفها مقبلا كتفها، ثم ضم ظهرها اليه مشددا على خصرها: بلاش حقن.. يبقى نبطل قلق وتفكير فى موضوع الحمل..
ثم قبل كتفها مرة أخرى: نهدى خالص ونظبط مواعيد مع دكتور..
التفتت بجسدها اليه ومازال ضاما خصرها بقبضتيه، فقبلت وجنته ثم توسدت صدره هامسة: بحبك..
وبثقة مازحها: مانا عارف، قولى حاجة جديدة..
ثم تركها ليتجه لذلك التسجيل فى طرف الغرفة وقد أودع به أحد الشرائط المسجلة.. ثم يذهب لتلك الباسمة فيجذب يدها فيضمها لصدره ليبدأ الرقص معها على أغنيته المفضلة كلمات..
--------
طفل فى ربيعه الخامس
طويل القامة مقارنة بأقرانه
نحيل الجسد بشكل مبالغ
ذو بشرة بيضاء كأمه
شعر أسود ناعم لا يتجاوز الخمس سنتيمتر
عينانه سوداوان لأبيه
صاحب عوينات دائرية باطار أسود رفيع
تحمل أسنانه تقويم معدنى
سريع الكلام
شقى.. شديد النشاط
يهوى الرياضة والألعاب
ويعشق المجلات المصورة.. عربية كانت أو أجنبية
--------
قطع غرفته الصغيرة ذهابا وايابا مرتديا منامته الصيفية القصيرة.. مشغول البال، يفكر فى حل مشكلته الحالية:
- Mummy and daddy (بابا وماما) دايماbusy (مشغولين)..
- Mummy (ماما) فى شركة new (جديدة)..
- Daddy (بابا) مع patients (المرضى)..
- لازم أعمل حاجة تخليهم happy (سعداء)..
- لازم أفرحهم بحاجة تشيل عنهم stress (الضغط والاجهاد)..
توقف عن حركته العشوائية بالغرفة، ليستند على مكتبه الصغير الملاصق للحائط ثم حك ذقنه لاستجماع شتات أفكاره الصغيرة برأسه:
- تعمل ايه دومة؟
- تعمل ايه يا دومة؟
ثم أشارة بأصبعه أمام وجهه لأعلى مهللا بصوت خفيض متعمد: I find it وجدتها..
التفت برأسه ليطالع ذلك الرف الخشبى أعلى مكتبه ونظر لتلك الأسطوانة المعدنية الصغيرة المعروفة لدى الأطفال باسم حصالة المصروف الشخصى فتجلل ثغره بابتسامة ظافرة: vacation (أجازة)..
--------
تصدح أيقونة الغناء العربى ماجدة الرومى بعذب صوتها الذى جعله مصطفى على أقصى درجة يمكن للتسجيل تشغيلها، فتجلت بالطابق العلوى متألقة..
يسمعنى حين يراقصنى
كلمات ليست كالكلمات
يأخذنى من تحت ذراعى
يراقصها بخفة شاب بالعشرين، بينما ضحكاتها دوت بجناحهما فى سعادة.. يضمها أكثر اليه، فيقطعان فراغ الغرفة شرقا وغربا..
يزرعنى فى احدى الغيمات
والمطر الأسود فى عينى
يتساقط زخات زخات
فراشة خفيفة بين يديه، يستمتع بضمها من خصرها اليه فيرفعها عن الأرض لتكن سابحة فى الهواء برشاقة متناغمة مع موسيقى الرومى.. فتطوق رقبته بذراعيها، فيما عانقت يمناه رقبتها بينما يسراه مازالت تتوسط خصرها بقوة..
يحملنى معه يحملنى
لمساء وردى الشرفات
دوت طرقات خفيفة مميزة على بابهما، فأذن مصطفى لطفله بالدخول.. ليحمله سريعا ويستمر بالرقص بينما تقف والدته تطالعهما بحب..
ليت العالم يختفى
فلا يبقى ولا يذر سوى ثلاثتنا
فلا تطلع عيناى على أحد سواكما
ولا تريا سواى
----------------------------


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-17, 10:32 AM   #59

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

بالبداية عادل وسلمى
ومن ثم مصطفى وفريدة
وبينهما فترة زمنية غير معروفة

بانتظار الفصل القادم لعلنا نستطيع معرفة المخفي من الامور والاحداث


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 09:33 PM   #60

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة25 : كيد بنت حوا ج1

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة25 : كيد بنت حوا ج1
هذه الجمعة ليست كأى جمعة، فقد قرر رب الأسرة قضاء اليوم بالخارج لكسر الروتين وتجديد النشاط.. ففريدة منذ شهور غارقة بالعمل، وهو تحت الاستدعاء فى العمل طوال الوقت.. وآدم يعى الموقف رغم صغر سنه فلم يتذمر أو يثير أى شكوى، بل على العكس تماما لاحظ الأبوان محاولات الصغير للاعتماد على نفسه فى ضرورياته التى تتولى أمه مهامها، وقد شجعاه على ذلك ليس هروبا من مسئولياتهما، ولكن من أجل تنشئة الصغير تنشئة سليمة خالية من الدلال الزائد التى قد تفسده لأنه وحيدهما..
وفى الركن الهادئ بالنادى الشهير عربيا تستمتع العائلة بتناول فطورها فى رحاب يوم صيفى كثير النسمات.. يعقبه مباراة حامية للتتنس بين الأب والأم، وبتشجيع الصغير لكليهما والتى انشغلا عن ممارستها الشهور الماضية بسبب أعباء العمل.. ثم أفترقا عند بدء صلاة الجمعة بحيث يرافق الصغير أباه الى المسجد وقد اتفقا على اللقاء بعدها مباشرة لتناول طعام الغداء فى مطعم النادى، ثم الذهاب بعدها للاستجمام عند حمام السباحة..
--------
تجلس فريدة بانتظار قدوم عائلتها على تلك المنضدة والتى تطل من وراء زجاجها اللامع على رقعة خضراء كبيرة ممتلئة بما هو محبب للعين من ألوان بديعة لزهور مختلفة الأنواع.. وعندما تأخرا كثيرا حدثت نفسها باستغراب ممزوج بالضيق:
- دول أتأخروا ليه؟
- مش المفروض متفقين نتقابل بعد الصلاة علطول..
- هتقلقونى عليكم ليه بس..
وبينما هى غارقة فى التفكير بقطبى حياتها يقاطعها تحية سيدة بفرنسية طليقة: bonsoir (مساء الخير)..
تنتبه فريدة لمحدثتها فتطالعها بنظرة متفحصة سريعة.. سيدة خمسينية أرستقراطية مهتمة بنضرتها ورشاقتها.. فتبتسم فريدة مجاملة: bonsoir (مساء الخير)..
السيدة: حضرتك مدام دكتور مصطفى الجوهرى؟
تومئ فريدة برأسها فى خفة مزينة شفتيها بابتسامة دبلوماسية، ومازالت مسددة نظرها على حدقتى السيدة فى محاولة حثيثة لسبر أغوارها: ) oui نعم)..
رفعت السيدة أحد حاجبيها باعجاب:vous parlez français (تتكلمى الفرنسية)..
أومأت فريدة برأسها ايجابا، فمدت السيدة يدها لتصافح فريدة: أنا مدام عفت الشربينى حرم المرحوم اللواء رأفت البلتاجى..
لتجيب فريدة سريعا ومازالت محافظة على ابتسامتها: enchanté (تشرفت بمعرفتك)..
ثم أشارت لها تدعوها للجلوس وقد تعمدت التحدث بالفرنسية كضيفتها veuillez vous asseoir تفضل بالجلوس)..
تجلس السيدة عفت على ذلك المقعد أمامها: merci beaucoup (شكرا جزيلا(..
وبعد أستقرارها على المقعد أفصحت عن سبب قدومها اليها: أكيد بتسألى عن سبب وجودى..
لتجيب فريدة: ) biensûr بالتأكيد)..
السيدة عفت: بنتى عايدة دكتورة فى مستشفى الجوهرى.. هى حديثة التخرج والحماسة وخداها لدرجة أنها نست البيت.. ممكن تساعدينى فى أنى أحافظ على وجودها معانا..
حاولت فريدة تذكر تلك الطبيبة ولكن لم تسعفها الذاكرة: je n'ai pas compris ce que vous avez dit (لم أفهم ماقلتى)..
السيدة عفت: يظهر من لكنتك أنك عيشتى فى فرنسا كتير..
ورغم أنها لا تعى حتى الآن الهدف من تلك المحادثة الا أنها جارتها فى الحديث فعلى ما يبدو هذه السيدة تبطن مالا تظهره: دادى الله يرحمه كان رجل أعمال وكنا عايشين فى أوروبا طول الوقت.. فى الغالب ما بين فرنسا وكندا..
رفعت أحد حاجبيها وابتسمت باعجاب مزيف: واو، وأكيد قابلتى د. مصطفى وأنتى فى أجازة هنا..
نفت فريدة: لأ.. الحقيقة دادى أتعرض لخسارة كبيرة فى البيزنس فجتله سكتة قلبية.. مصطفى كان متواجد فى المستشفى وقت وفاة دادى.. وقف جانبى، وحبينا بعض..
ألتمعت عينا السيدة مكرا: قدرتى تدخليه القفص الذهبى..
ثم أكملت بنبرة تدعى فيها الحزن: هو مع الأسف فضل سنين لوحده بعد حادثة مراته وبنته..
مازالت فريدة محافظة على ابتسامتها الدبلوماسية رغم اجتماع القمة المنعقد برأسها.. فهذه السيدة متتبعة لحياة مصطفى بشكل مريب، وتحاول اختلاق مبرر لحثها على البوح بتفاصيل حياتهما.. حسنا يبدو أن هناك لعبة جديدة على وشك خوض أول جولاتها.. وعند تلك الخاطرة ازدادت ابتسامة فريدة فهى دائما وأبدا ستظل الظافرة، فأدارت دفة الحديث ثانية: الله يرحمهم.. بس أيه علاقتى ببنتك؟
السيدة عفت: نفسى عايدة تقضى وقت أكبر فى البيت معايا، متجيش زى الزوار ساعتين وتمشى..
فريدة: طبيعى تقضى وقت طويل فى المستشفى، بس أوعدك أنى هساعدك..
--------
قدم مصطفى مصطحبا آدم حيث تنتظرهما فريدة، ليتفاجأ بوجود السيدة عفت والتى يعرفها بشكل سطحى خلال الفترة التى كان يتابع فيها الوضع الصحى لزوجها قبل وفاته، وكذلك وساطتها لأبنتها عنده لتعمل بمشفاه..
مصطفى بترحاب مادا يده لمصافحتها: أهلا وسهلا يا مدام عفت.. النادى منور بوجودك..
السيدة عفت: أهلا دكتور مصطفى،merci pour votre compliment (شكرا على مجاملتك)..
ثم نظرت لذلك الصغير المتشبث بقوة بيد أبيه: ده أبنكم؟
جلس مصطفى مجاورا لفريدة.. ولم يترك الصغير يده وقد تشبث أكثر بيد أبيه، فهو لا يختلط بالغرباء ويخشى التعامل معهم، وقد أستجاب الأب سريعا له فضم يده الصغيرة فى راحة يده بدفء ليبثه الطمأنينة: آدم.. أبننا الوحيد..
السيدة عفت وهى تطالع الصغير بابتسامة ودودة: ربنا يخلى..
ثم أعقبت وهى تهم بالنهوض: أستأذن أنا عشان أسيبكم على راحتكم..
أستوقفها مصطفى: لا ميصحش, حضرتك ضيفتى أنهاردة وهتتغدى معانا..
بينما فريدة تتابع لعبة السيدة بفتور فقد فقدت الحماسة.. حيث ظنت أنها ربما تكون متحاملة عليها، ولكن السيدة لم تخيب ظنها بالفعل عندما تفوهت بما تنتظره فريدة: je suis désolé (أنا أسف).. مش هقدر لأن عايدة منتظرانى نتغدى سوا..
أنتبه ثلاثتهم الآن لصوت رقيق قريب منهم: مامى..
تتسع ابتسامة فريدة عند رؤيتها لتلك الشابة المدعوة بعايدة والتى أوضحت معالم اللعبة.. فعايدة من طاقم الأطباء الجدد بالمشفى.. شابة فى الثانية والعشرين من عمرها.. جميلة.. رشيقة.. حسنة المظهر.. صاحبة أطلالة مميزة، تجعلها بحق منافس قوى لفريدة..
مصطفى: أهلا دكتورة عايدة.. أتفضلى معانا شاركينا الغدا..
ولم يمهلها فرصة للرفض حيث طلب من النادل احضار طعام مميز لهم..
--------
هبطت درجات السلم الرخامى بعد دقات منتصف الليل.. فهى تحتاج للاختلاء بنفسها الآن بعد خلود أسرتها للنوم.. فتحت باب غرفة مكتب زوجها وفى الظلام جلست على مقعده الجلدى الوثير بعد أن أشعلت اضاءة تلك الأباجورة الصغيرة ذات الضوء الأصفر الساكنة على طرف مكتبه الخشبى..
شاردة لوقت ليس بقليل، حتى قاطعتها نفسها متسائلة:
- قلقانة؟
- وهقلق من ايه!
- اللى حصل انهارده..
- عادى.. مجرد معركة تافهة نتيجتها محسومة..
- بلاش الثقة الزايدة دى.. الفشل بيكون أقرب فيها من النجاح..
- ثقتى مش فى نفسى.. ثقتى فى مصطفى..
سبح عقلها بماض تجبر نفسها على نسيانه طوال الوقت لتحيا بصورة طبيعية بكنف عائلتها الحبيبة:
- أنتى وثقتى مرة زمان, والنتيجة أنك مش بس فشلتى لا أنتى كنتى ضايعة وقتها لولا أن مصطفى لحقك..
- أنا دلوقتى ملكة, عرشى صعب يتهز..
- صعب لكن مش مستحيل.. ثقتك الزايدة معناها الفشل..
ثم خاطبت نفسها برجاء بين خوفا من تكرار تجربة لن تجلب الخراب عليها وحدها بل على عائلتها أيضا ان لم تتوخى الحرص والحذر:
- بلاش الغلطة تغلطيها مرتين.. لو كنتى فكرتى زمان ومتكلتيش على ثقتك كان زمان غلطات كتير محصلتش..
خلدت هى ونفسها للصمت برهبة لموازنة الموقف الراهن:
- تمام..
- من غير أذية يا فريدة..
- أيا كان الطريق اللى همشى فيه، يكفينى أن فيه مصلحتى.. الحرب ملهاش شرف.. وأنتى أتعلمتى الدرس ده زمان بالطريقة الصعبة..
- معنى كده أنك هتمشى فى سكة ...................
- بس بس، بطلى تسبقى الأحداث.. أى طريق بالنسبة ليا هيكون طريق شرعى عشان أحافظ فيه على بيتى..
- فريدة.............
- أسكتى خالص أنتى..
تلاحقت أنفاسها وهى تحاول السيطرة على أنفعالاتها:
- أنتى فاكرة أنك تقدرى تأنبينى على اللى ممكن أعمله.. مش ممكن أسمح لحد يأذينى تانى.. مش ههد حياة أبنى عشان وخزة ضمير منصفنيش زمان ونجدنى..
ثم تابعت بغضب ممزوج بسخرية وقد تشنجت عضلات وجهها وهى تصارع من أجل كبح جماح ذكريات الماضى:
- هم اللى أغبية لو فاكرنى هبلة هيضحك عليا.. بترسم الهانم أنها تخلينى أنا وبنتها أصحاب.. وطبعا ده كله عشان تدخل بيتى وتحتك بجوزى وتقرب منه، وفى النهاية تغافلنى وتعمل علاقة معاه..
لتنفى نفسها حدوث ذلك:
- مصطفى مش صغير عشان يقع فى شركها..
- وأنا ليه أخليه يحارب مكانى فى معركتى؟!
فتسألها نفسها مرة أخيرة تأكيدا على قرارها:
- يعنى هتدخلى game (اللعبة)؟
عادت البسمة على وجهها ثانية، ولكنها كانت بمثابة بسمة مقامر يثق بحظه:
- تقدرى تنكرى أنك حاسة بالمتعة؟
- بقالى كتير مشهدتش هزيمة حد قصادى..
ليبتسم ثغرها فى تحفز:
- والمرة دى غير.. البت والحرباية أمها..
- متعة مزدوجة يعنى..
- خلينا نسيب القطة تلعب ببكرة الخيط لحد متشنكل نفسها فيه، والحبل يلف حوالين رقبتها يخنقها..
- وساعتها براحتك لتقصى الحبل، ياتسبيه يخلص عليها..
لتزداد ابتسامتها اتساعا وهى تحاول كتمان ضحكاتها:
- مملكة فريدة منصور فى أوج أزدهارها..
- وعرشها ميقبلش تتويج حد تانى بدالها..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.