آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-17, 01:20 AM   #71

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)


رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)
مرت أيام أنقطعت فيها الصلة بين فريدة وزوجها.. كلما أتصلت جاءها الرد عبر أحد مساعديه بأنشغاله وحين توفر الوقت سيعيد الأتصال الذى لن يحدث.. حتى أنها ذهبت للمشفى ولكن منعت من الدخول مما زاد من حدة غضبها وتوترها..
تجلس على مقعدها الجلدى تتأرجح يمينا ويسارا، مسقطة رأسها من فوق حافة ظهر المقعد للخلف لتطالع سقف مكتبها:
- ايه الحكاية الزفت دى؟
- مين يعنى اللى هيكون فى الدور التالت؟
- مصطفى كان قايلى أن الدور ده خصصه جده سليم باشا أيام عبدالناصر لقيادات الثورة..
- ودلوقتى بقى للكبار.. وزير.. محافظ..
- يمكن يكون رئيس الجمهورية؟
- لا لا لا.. أكيد هيسافر ألمانيا يتعالج.. أو هتبقى المستشفى ثكنة عسكرية..
- ما انتى شايفة مصطفى عامل حوليها حظر تجول.. مانعك أنتى شخصيا تقربى..
- برده مين هناك؟
قطع تفكيرها رنين الهاتف القابع على سطح مكتبها، فرفعت السماعة لتجيب عند سماعها صوت محدثها بعتاب: أخيرا أفتكرتنا!
مصطفى بصوت يفضى بارهاق شديد: أنا أسف يا حبيبتى..
وبمجرد سماعها لاعتذاره توترت فاقتربت بمقعدها للمكتب، وأجابت باضطراب: أرجوك متعتذرليش تانى.. أنت لو عملت فيا أيه مش هشيل منك.. بس..
صمتت قليلا وقد زاد أرتباكها: أنا قلقانة عليك.. وخايفة..
سألها متعجبا، وقد زاد حدة صداعه: خايفة!
أجابته بارتباك: أنا مش متعودة على غيابك عنى.. ومش فاهمة السبب..
طوال السنوات الماضية يسعى بجهد حثيث لجعلها قوية تستطيع مواجهة الحياة بكل صعابها.. وقد نجحت بالفعل، ولكنها تفعل ذلك وهى متشبثة به، كطفلة متعلقة بأبيها فتلازمه.. يخشى أن يكون للقدر رأى آخر فيحيل بينهما، فتنهد بقوة: فرى.. أنتى قوية بنفسك..
رفضت كلماته هذه المرة، فأجابت بعصبية ممزوجة بالحدة: لأ أنا قوية بيك.. فى غيابك تايهة وضايعة..
زفر بضيق، ولكنه تمالك أعصابه: عارفة الأيام اللى فاتت كانت صعبة عليا.. مشغول.. مبنمش.. مش عارف حتى أكلمك أنتى وآدم.. بس مطمن عشان أنتى مكانى..
--------
يجلس بمكتبه بالمشفى يراجع بعض الأوراق الأدارية.. عيناه حمراوان من طول السهر.. يتثاءب بين الفينة والأخرى، فيغمض عيناه ويضغط عليهما، ثم يفتحهما بقوة لمطالعة الأوراق أمامه حتى سمع رنين الهاتف..
لم يكن رنينا عاديا، وأنما هى مكالمة دولية.. طالع تاريخ اليوم، ليجده ليس يوم الأتصال المعتاد..
تبا..
أذن مصيبة جديدة قد وقعت..
ود لو تجاهل الأتصال عله ينعم بالراحة، ولكن لا مناص من الأجابة.. فرفع سماعة الهاتف، ودون حتى ألقاء للتحية سأل مباشرة: Adrian, what's happened? (أدريان ماذا حدث؟)..
أدريان بأسف: I'm sorry my friend, he disappear again.. (أسف يا صديقى ، لقد هرب مرة أخرى)..
أشتعل رأسه غضبا، فأجاب بانفعال: What did you say! How? (ماذا! كيف حدث ذلك؟)..
ثم بخيبة أمل أكمل: Where were you? I was trust you Adrian.. (وأين كنت؟ لقد وضعت ثقتى بك)..
أدريان بحيرة من أمره، فقد خذل صديقه ولم يحافظ على الأمانة التى كلفه بصونها: Mostafa, Really I don't know what I should say.. (لا أعرف بماذا أجيبك)..
مصطفى بعصبية وقد أصابته نوبة غضب: Find him now.. If he falls in danger, I'll kill you.. (جده فى أسرع وقت.. سأحاسبك حسابا عسيرا أذا أصابه مكروه)..
أدريان: I'll bring him again.. (سأجده)..
شدد مصطفى على صديقه: Adrian, he's your responsibility.. (أنه مسئوليتك أدريان)..
أدريان: Don't worry.. (لا تقلق)..
حاول مصطفى الهدوء: Notify me about any new.. (أبلغنى بالمستجدات)..
أدريان: Ok (حسنا)..
مصطفى: When you find him, put guards in front of his room.. (وعندما تعثر عليه ضع حراسة مشددة على غرفته من رجالك)..
ثم تابع: And you must know how he escaped.. (واعرف بطريقتك كيف أستطاع الهروب مرة أخرى)..
أدريان: ..Ok (حسنا)..
أغلق سماعة الهاتف.. ظل يحك جبهته بيسراه.. لقد تملك الغضب والقهر منه.. فمهما فعل له، سيظل هو يهرب منه.. خوفه الآن أن يتسبب ذلك الفتى الأحمق فى نهايته، فآخر مرة نجده فى اللحظة الأخيرة بمعجزة ألاهية يخشى ألا تتكرر.. فيالحظك البائس مصطفى، فالمصائب عندك لا تأتى فرادى أبدا..
--------
شهر كامل قضاه مصطفى بالمشفى.. أكتفى بمكالمة هاتفية للمنزل كل مساء قبل موعد نوم آدم للاطمئنان عليه وعلى زوجته.. ويرسل السائق لها كل يومين لأحضار ملابس نظيفة.. وقد أستطاعت فريدة تقبل الوضع، وتخفيفه عن صغيرها بمزيد من الترفيه والرعاية..
بينما العمل على قدم وساق بشركتها.. فهى تجهز عقود صفقات جديدة من ناحية، ومن أخرى تجهز بيانات مشروع زوجها الجديد "مصنع الأدوية" بمعاونة ثلاثة من أكفأ موظفيها.. تريد فى أقرب وقت تجهيز دراسة جدوى شاملة للمشروع.. كما كلفت أحد موظفيها بالبحث عن أرض ذو مساحة مناسبة تصلح لأنشاء مصنع كبير بمنطقة جديدة لتوفير الأموال..
--------
يطالع مصطفى الأوراق الخاصة بالدور الثالث بمشفاه حيث أذونات التوريد، لينتبه لوجود طلب شراء أحد العقاقير شحيحة التواجد بالسوق.. أستغرب من الأمر فأخر معلوماته أن لديه بالمخزن رصيد من ذلك الxxxx، أذن فما الداعى لشراء جديد؟.. أستدعى مسئول الصيدلية ليسأله عن الأمر، وقد توعد بمحاسبة المقصر..
أمسك مصطفى بورقة صغيرة يشير بها للصيدلى الجالس على المقعد المقابل لمكتبه: ممكن أفهم أيه أذن الصرف ده يا دكتور؟
تناول الصيدلى الورقة بهدوء ليطالعها، ثم بعد دقيقة تفكير عدل من وضع نظارته الطبية على أنفه ليجيب: ده أذن شرا لxxxx ..... حضرتك منبه عليا أن قبل الرصيد ميخلص أنى أجيب غيره عشان صعوبة توفيره..
ثم ناوله الورقة مرة أخرى، ليعيد ضبط نظارته: وده اللى عملته فعلا..
زفر مصطفى بضيق، وبعصبية حاول جاهدا السيطرة عليها: أزاى قرب يخلص! هو أحنا أستخدمنا الرصيد اللى فات أمتى أصلا؟
تلميح بتبديد العهدة لم يقبله الصيدلى الشريف على نفسه، فأجاب بحدة مبرئا ساحته: والله أنا كل مهمتى أصرف الروشتات، ومش مشكلتى أن دوا السحب عليه كان أوفر الفترة اللى فاتت.. وتقدر حضرتك تراجع دفاترى..
مصطفى وقد تمالك أعصابه: الدفاتر لو سمحت دلوقتى.. عاوز أعرف مين اللى سحبوا الدوا ده وأمتى؟
بعد دقائق أحضر الصيدلى دفاتره ليراجعها مصطفى، وقد كانت مفاجأة بالنسبة له أن كثيرا منها سحب بأمر من الطبيبة "عايدة البلتاجى"..
أستدعى مصطفى كبيرة الممرضات، وأمرها بأحضار كل الملفات الطبية الخاصة بالطبيبة عايدة ليراجعها بنفسه.. ومفاجأة أخرى أذهلته، نفس عدد العقاقير المسحوبة موزعة على ملفات المرضى على الرغم من عدم حاجتهم لها.. أذن اما هى طبيبة فاشلة تعرض حياتهم للخطر، أو أنها وسيلة لأخفاء العقاقير.. الأحتمال الأول أثبتت حالة المرضى أنعدامه، حيث أنهم جميعا قد تحسنت حالتهم بل أن أغلبهم غادر المشفى بالفعل.. أذن لا يبقى سوى الأحتمال الآخر.. هى سارقة.. هى خائنة لقسم الطبيب المقدس..
أصابته نوبة غضب جديدة:
- بنت ......
- أنا تسرقنى!
- بتستغفلنى أنا!
- كانت بتدور أزاى تكسب ثقتى طول الوقت عشان مدورش وراها..
- أنا بقى هعملك حظر مزاولة المهنة يا بنت البلتاجى..
ثم خرج صائحا بأحد مساعديه: هاتلى عايدة البلتاجى حالا..
----------------------------
يتبع الجزء الثانى
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 01:23 AM   #72

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة29 : نوبة غضب ج(2)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(2)
تتهادى على الدرج بخطوات قصدت أن تكون متمهلة للغاية مرتدية ذلك الفستان الذى لم يتعدى ركبتيها، أحمر اللون أمتزج مع أحمر شفاة نارى.. حذاء أسود ذو كعب عالى يدق الأرض دقا معلنا أقتراب وصولها.. تعمدت أن تكون أطلالتها ساحرة، بعيدة عن كلاسيكيتها المعتادة فى العمل.. أرادت أن تريها وجه الزوجة الشابة التى تفننت فى أحكام السيطرة على قلب زوجها..
عطر فرنسى فواح أسفر عن قدوم أمرأة لا تتمتع بأنوثة مثيرة فقط فتجعله سلاحها الوحيد، وانما أندمج مع ذكاء شديد جعلها محاربة من العيار الثقيل.. هذا ما علمته عايدة مع الأسف متأخرا.. تتمنى لو عاد الزمن للوراء فلا تطع والدتها ولكانت أكتفت بتحذير فريدة الوحيد لها، فتخلت عن معركة هى الخاسرة الوحيدة بها.. وأى خسارة الآن ستواجها، فمستقبلها الآن فى خطر.. ووحدها فريدة من بأمكانها أثناء دكتور مصطفى عن عزمه، بعدما نفذت منها كل سبل أقناعه.. بالطبع لم تتمادى بالغباء مرة أخرى وتذكر أسم فريدة، والا كان القضاء على مستقبلها مؤكدا.. فرجل مثل ذلك الطبيب لن يسمح بالزج بأسم زوجته فى تلاعب بأرصدة أدوية.. كما من غير المعقول أن يصدق أنها مجرد ضحية كيد نساء خبيث، خاصة مع أختفاء فريدة تماما من المشفى.. فبالنسبة اليه لا تحتاج زوجته خوض حرب لأجله، لأنه باختصار قلبا وعقلا وروحا لها..
نظرت لها فريدة بهامة مرتفعة بعد أن جلست بمقعدها الوثير واضعة ساقا فوق أخرى بتعالى: أهلا دكتورة عايدة.. نورتى بيتى المتواضع..
حدجتها عايدة بنظرة ساخطة: دى فيلا يا مدام فريدة مش مجرد بيت..
طالعت فريدة المكان من حولها لتجيب بابتسامة متشفية: هى فعلا فيلا.. بس بالنسبة لينا "تقصد عائلتها" مش مجرد مساحات كبيرة، دى بيت دافى..
زفرت عايدة بضيق، فلا داعى الآن لاستعراض قوة المنتصر.. هى جاءت لتعترف بالهزيمة لتنجو بمستقبلها: من فضلك يا مدام تنهى الحرب دى..
رسمت فريدة ملامح الدهشة على وجهها ببراعة: حرب أيه!
عايدة: مدام فريدة من فضلك.. أنا مش غبية عشان معرفش أنك ورا موضوع الأدوية..
فريدة ومازالت مرتدية قناع الدهشة: دكتورة عايدة حقيقى مش فاهمة تقصدى أيه.. تقدرى تشرحيلى الموضوع..
عايدة بعصبية حاولت السيطرة عليها: أنتى اللى ورا سرقة الأدوية.. وورطينى فيها..
فريدة ببرود: وياترى هعمل كده ليه؟
أجفلت عايدة من سؤالها.. فهل ستعترف بلسانها أنها قد حاولت أستدراج زوجها فى علاقة لهدم بيتها والحلول مكانها: خلصينى من المصيبة دى.. واوعدك أنى مش هقرب تانى..
صمتت عايدة عن أستكمال كلماتها، فابتسمت فريدة أبتسامة صفراء رافعة أحد حاجبيها لأعلى: مش هتقربى من أيه؟
أستجمعت عايدة شجاعتها لمرة أولى وأخيرة، فغريمتها لن تتراجع عن كسر أنفها: مش هقرب من دكتور مصطفى تانى..
حدجتها فريدة بنظرها مطولا قبل أن تجيب بابتسامة ظافرة: أنتى مقربتيش منه أولانى عشان تقربى منه أصلا تانى..
أزدردت عايدة ريقها فى توجس فلا سبيل لديها لأقناع فريدة بالتخلى عن أنتقامها: مدام فريدة أنا واقعة فى مصيبة ومستقبلى بيروح.. ده غير أنى أخواتى الأتنين أختفوا ومش عارفين نوصلهم.. أنا حياتى كده بتدمر..
أثار أنتباهها حديثها عن عائلتها: يعنى أيه أختفوا؟
دلكت عايدة جبهتها: خالد أخويا صحفى كتب مقال من فترة، ومن يومها أختفى.. وشاهين أخويا الكبير ظابط حاول يدور عليه، وهو كمان أختفى.. بقالهم أكتر من شهر..
دائما كانت العلاقات الأسرية نقطة ضعف فريدة.. نظرة اللا حول ولا قوة بعينى عايدة هى نظرة تذكرها بماضيها.. لذا كان القرار واضحا بالنسبة لها، فنطقت بعد صمت طال أمده: أعتبرى الموضوع منتهى..
أذن الحرب ستنتهى ولكن فى صالحها، فتابعت بتمهل: تقدرى تقدمى ورقك لأى مستشفى تانية من دلوقتى.. ولو محتجانى أساعدك فى موضوع أخواتك قوليلى أعمل أيه، ومش هتأخر..
--------
يتناول رشدى قهوته بصحبة مصطفى بمكتب الأخير بالمشفى: أنت متأكد يا مصطفى أن كامل وضعه أستقر؟
مصطفى: طبعا يا عم رشدى.. عم كامل وضعه الصحى مستقر، الحقيقة أن محافظته على صحته طول السنين اللى فاتت ساعدتنا كتير فى السيطرة على النزيف.. وخلاص نقلته غرفة عادية من ساعة..
زفر رشدى ببطء، فقد كانت الفترة الماضية عصيبة للغاية.. لم تكن خسارة بورصة، أو هيبة هى المصيبة لأن الكارثة الحقيقية هى خسارة كلاهما للذرية.. نعم خسر كامل ورشدى كامل العائلة.. كل ما بنياه سويا نسفته رياح الغدر بليلة.. ليلة واحدة ضاع فيها الذرية والنسل..
رشدى بشرود: كويس.. لازم يقف على رجليه فى أقرب وقت.. عندنا نار لازم تحرق الكل..
شعر مصطفى بالضيق من كلماته رغم علمه المسبق بأن حرب أتية لا محالة.. فالأمبراطور كامل أبو المجد وسيادة المستشار رشدى فهيم لن يتركا ثأرهما مهما حدث.. هو فقط ينتظر عودة رفيق دربه من فراش المرض: مش كفاية اللى خسرتوه يا عم رشدى.. فكر فى بيان.. أرمى الماضى ورا ضهرك وحاول تبدأ من تانى معاها.. معدلكمش ألا بعض..
حك رشدى ذقنه مفكرا لثوانى: متجوز بيان يا مصطفى..
ترك مصطفى قهوته وقهقه بشدة: أيه يا عم رشدى.. جواز أيه بس! مانت عارف أنى متجوز ومخلف.. وبحب مراتى..
رشدى: أتجوزها عشان أطمن عليها..
مصطفى: بيان زى أختى.. ومش الجواز اللى هيطمنك عليها.. أنت عاوز تخليها برة دايرتك، وفى نفس الوقت تكون مطمن عليها..
رشدى بضيق: طالع لأبوك سالم غاوى تحليل وتقرفنى فى عيشتى.. أعتبرها جوازة مصلحة..
مصطفى: أنا بحب مراتى.. مكتفى بفريدة وآدم.. خرجنى برة حساباتك يا عم رشدى.. ثم بتتكلم كده وكأنك متعرفش بيان.. دى عمرها مهتسمع كلامك.. وماظنش أنها ممكن تبقى من مناصرين الجواز فى يوم من الأيام..
رشدى: طب سيبك من بيان.. لسه مصمم على موضوع المصنع؟
مصطفى: أكيد طبعا.. ولا ممكن أتنازل عنه.. الحلم ده أتأخر سنين طويلة..
رشدى: مصطفى أنت باصص تحت رجلك وبس.. بطل تجرى ورا حتت عيل مشحططك وراه.. ومادمت بتحب مراتك وأبنك أستكفى بيهم، وسيبك منه..
هز مصطفى رأسه نفيا: مش هتخلى عن حتة منى يا عم رشدى.. عيلتى هلمها تحت جناحى، حتى لو غصب عنهم.. أنت رميت بيان من حساباتك، وهى دلوقتى اللى فاضل من عيلتك.. والله أعلم هتقدر تقرب منها ولا لأ.. أنا مش هكرر غلطتك..
رشدى: أنت فاكر أن موضوع المصنع شوية مبانى وخطوط أنتاج.. لا.. أنت مش حاسب حساب الناس اللى برة..
مصطفى باستغراب: ناس مين؟
رشدى: اللى بيدوروا المكنة.. اللى بيعشقوا كل ترس فى التانى عشان الحركة.. اللى يقدروا يخلوا ترسك متزيت، أو ينشفوه فيتكسر أول ميتحرك..
مصطفى: برده مش فاهم تقصد أيه؟
رشدى: أقصد أنهم مش هيسمحولك تعمل مصنعك ألا تحت أذنهم.. كامل لو كان فايق كان رفض فكرتك..
مصطفى بعصبية: أنتم ملكمش عندى غير نصيبكم فى أرباح المستشفى بتاعت كل سنة.. أى حاجة برة المستشفى متخصكمش أصلا..
رشدى باستياء: يا غشيم أنا بتكلم فى مصلجتك.. دى مافيا..
--------
دخل غرفة نومه، فيجدها تجلس بمحلها على فراشهما تتصفح أحدى مجلاتها الأجنبية.. طالعته بابتسامة، فبادلها باستغاثة حبيب: تعبت يا فريدة.. محتاجلك..
قد نصف الحب على أنه عاطفة مسيطرة على القلب، تبدأ بأعجاب يتحول للهفة ملازمة المحبوب.. وقد تكون مشاعر من نوع خاص كالتى بين فريدة ومصطفى.. فكلاهما يكمل الآخر.. كلاهما يحتاج للآخر.. ليكن بينهما ألتحام لا انفصال فيه.. ليس حب بالغين، ولكنه حب نصفين أكتملا معا..
فتحت ذراعيها عن آخرهما كدعوة صريحة ليسكن بين ضلوعها، ولم يتمهل هو فلبى ندائها مباشرة.. ظلت تربت على رأسه الساكن على قلبها، يتابع أنتظام دقات قلبها فتخمد طبول الحرب برأسه شيئا فشئ..
لم تسأله عن شئ.. هى أذكى من أرهاقه.. تعلمت معه أخماد فضولها.. هو يحتاج الآن حضن الزوجة الدافئ، وهى ستمنحه أياه دون أستفسار عن الأسباب.. تعلم أنه سيخبرها عندما يحن الآوان..
ترك حضنها ليتوسد رأسه على ساقيها، دافنا وجهه بها.. فسحبت الغطاء فوقه، وعادت لتتابع اللعب بأناملها الرقيقة التى غاصت بين خصلاته السوداء الناعمة.. ظلا على ذلك الحال طويلا حتى ظنته خضع لسلطان النوم الذى بدى أنه قد تحداه كثيرا، ولكن مصطفى أثبت أنه خصم قوى للنوم فتحدث مغمض الجفنين: عارف أن اللى بعمله صح.. بس خايف يكون هباء منثورا.. بعمل زى مبعملش.. بقرب زى مبقربش..
قطبت فريدة ما بين حاجبيها، فهى لم تفهم كلماته ولم تعى مقصده.. فعمن يتحدث؟ وأى شئ يفعل؟، ولكنها لم تحاول سؤاله.. فزوجها يحادث نفسه بصوت عال..
ضم وسطها بيديه بقوة أكبر ليلتصق بها كطفل صغير لا يطيق بعدا عن أمه، ثم فتح عينيه الحمراوان من أثر السهر يدقق النظر بها وكأنه يحفر ملامحها بعقله..
تسرب الخوف لقلب فريدة من تصرفات زوجها ونظراته، ولكنها أرادت بثه الطمأنينة فاقتربت بوجهها منه، ثم طبعت قبلة رقيقة على شفتيه فأخرجته من غياهب فكره ليسبح معها فى بحر لحظاتهم السعيدة..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-17, 01:00 AM   #73

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة30 : لحظات حرجة ج(1)

موعدنا الليلة مع أولى مفاجآت ختام الفصل الثلاثين من
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة30 : لحظات حرجة ج(1)
أوشك عام على الأنتهاء.. العمل ببناء المصنع على قدم وساق.. ولقد أستنزف شراء الأرض وبناها أغلب أرصدة مصطفى البنكية، مما سبب توتر وقلق مستمر لفريدة.. فرأس مالهم تحول الى xxxx ثابت سحب كل أموالهم السائلة، مما جعلها فى حيرة من أمرها، فكيف سيشترون خطوط الأنتاج وكيف سينفذون خطة سلسلة صيدليات الحياة.. ودائما رد مصطفى أن كل شئ معد ومرتب.. كانت تنفذ كل ما يأمر به دون معارضة.. فجميع عقود الأرض والأنشاءات بأسمه.. راسلت العديد من الشركات الأجنبية والمتخصصة فى توفير خطوط أنتاج الأدوية، ورغم أتفاقياتها المبدئية لم يتم تسجيل أى بيانات رسمية عن كونهما يجهزان لمصنع أدوية..
دخلت مكتبه بالمشفى تحدثه بعصبية دون ألقاء حتى التحية والسلام: لا يا مصطفى كده مينفعش..
جلست مواجهة له، بينما خلع هو نظارته الطبية واضعا أياه على الأوراق التى كان يطالعها قبل قدومها، ليتحدث بهدوء: مفيش داعى للقلق يا فيرى..
زفرت بضيق: أزاى بس، أنا حاسة أننا بنغرق.. أحنا معدش عندنا رصيد، بقينا ع المكشوف..
أبتسم ومازال محافظا على هدوئه: فيرى يا حبيبتى المشروع ده حلم عمره أكتر من 10 سنين، تفتكرى مفكرتش فى اللى بتقوليه؟
فريدة بضيق: وبعد مفكرت أيه النتيجة؟ هناخد قرض بضمان الأرض والمبانى؟ ولا بضمان المستشفى؟
رفع حاجبيه لأعلى: وليه لازم قرض؟
حكت فريدة جبينها بقوة: مصطفى جرالك أيه يا بابا؟ هنجيب فلوس منين؟
أبتسم مصطفى فها هو الآن سيحل أحدى أحاجيه: فى عندنا سندات يا فريدة كان عاملهم جدا، وأنا قلدته.. كان دايما يقولى نعملهم وننساهم عشان يكونوا حل أخير فى الطوارئ..
تفاجأت فريدة بكلام زوجها، وقد أزدردت ريقها بصعوبة فلقد وقعت الآن بورطة.. لقد قامت بالفعل بتجهيز مستنداتها وقدمتها لأحدى البنوك الوطنية الشهيرة للحصول على قرض يساهم فى شراء المعدات المتفق عليها.. أنبأت زوجها بالفعل وهى مترددة وخائفة من ردت فعله، وعلى عكس توقعها أجابها مبتسما: محصلش مشكلة يا فيرى.. كل الحكاية فى ناس مش عاوزنى أعمل المشروع ده، فكنت مكتم عليه لحد ميبقى على أرض الواقع..
--------
لم يكتمل شهر على تلك المحادثة حتى تفاجأت فريدة بقدوم زوجها بعد الظهيرة مباشرة قبل موعده على الغداء كالمعتاد.. وقبل أن تسأله عن السبب أسرع بسؤالها بلهفة ألقت الخوف بقلبها: فريدة آدم هنا؟
فأجابت فريدة هازة رأسها: أه فوق بيغير هدومه، مالك ملهوف ليه يا قلبى؟
سحبها من يديها باتجاه مكتبه، الذى أوصده جيدا عقب دخولهما.. جذب وجهها بين كفيه يضغط عليه: لازم تسافروا الليلة يا فريدة..
أضطربت زوجته، فأزاحت يديه عن وجهها بينما قطبت جبينها فى تساؤل: نسافر ليه؟
ضغط مصطفى على شفته السفلى فى توتر: مش مهم ليه، المهم هتسافروا فى السر أنهاردة..
تخوفت من طريقته فسألته: هنسافر أحنا التلاتة؟
مصطفى بدوء حاول رسمه جيدا على صفحة وجهه: أنتم بس اللى هتسافروا أنهاردة.. وأنا هحصلكم بعد كام يوم..
هزت رأسها يمينا ويسارا: لا مش هيحصل.. لنفضل سوا، لنمشى سوا..
مصطفى بضيق: وجودكم فى خطر عليكم.. لازم تسافروا عشان أبقى مطمن..
همست بتساؤل: المصنع صح؟
لم تكن بحاجة لأجابة، فوجهه هو الأجابة نفسها: من فضلك يا فريدة مش وقت الأرتباك ولا العناد.. هتنفذى كلامى بالحرف..
أجلسها على الأريكة العريضة المجاورة للمكتبة، ثم جلس جوارها يهمس بهدوء وحذر وقد شدد عليها الأستماع دون معارضة: هتلبسى أنتى وآدم لبس التمرين، هتروحوا النادى تمارسوا رياضة زى عادتكم.. بعدها بساعتين هتخرجى من البوابة ...... هتلاقى عربية حمرا موديل ...... رقم ...... هتركبوها وتطلعى على المطار من غير محد ياخد باله.. باسبورك أنتى وآدم جاهز بالتذاكر.. مجرد متوصلى لندن هتلاقى عربية مستنياكم هتوصلكم فيلا عمتى هدى.. تفضلوا هناك لحد ماحصلكم..
كانت صامتة على غير العادة، فشعر بوجود خطأ ما فى ردود أفعالها: فاهمة قلت أيه يا فريدة؟
أرجعت فريدة ظهرها للخلف بهدوء مستفز، ثم شبكت يديها أمام صدرها: مش هنسافر ألا كلنا سوا..
زفر بضيق فالوقت غير مناسب للمجادلة، خاصة أن الوقت يمضى سريعا، فجذبها برفق من ذراعها لتقترب منه: أنا وعدتك أنك معايا هتكونى فى أمان.. وأنا بوفى بوعدى يا فيرى..
نظرت بقوة المطالب بحقه: ووعدتنى قبلها أنك مش هتسبنى لوحدى، ومش هسيبك تخلف وعدك معايا..
مصطفى: وجودكم هنا خطر عليكم، مش هسيبهم يقربوا منكم..
فريدة بحدة وعينين لامعتين: مين دول؟
نظر مصطفى لعينيها بقوة يدقق بلهيب زيتونتيها وكأنه وداعا، بينما يمسك مرفقها: فريدة..
فيمتلئ قلبها خوفا من مستقبل قد يهدم كل ما بنته فى السنوات القليلة الماضية فتنزع يديها بقوة تمنعه من أستكمال حديثه: متقولش فريدة أنا سلمى..
--------
ولأول مرة تعلن عن هويتها الحقيقية أمامه غاضبة باكية:
- أنا سلمى اللى شفت الذل..
- العيلة اليتيمة اللى اتولدت من غير أم..
- اللى أبوها فضل أنها تموت بأيده عشان الفلوس..
- سلمى اللى أتأذت من أقرب حد ليها..
سقطت جالسة على ركبتيها أمامه باكية:
- سلمى اللى ضاعت وأنت لقيتها..
- بلاش بعد ما اديتنى كل حاجة تفارقنى..
جذبت يديه اليها، فلثمت يمناه برجاء:
- أرجوك متسبنيش..
- أنت أمانى وسندى يا مصطفى..
- أنت كل ما ليا..
- أبويا.. وصاحبى.. وجوزى..
- يا مصطفى أنت دنيتى..
- متسبنيش..
- أنا من غيرك أضيع أنا وآدم..
جذبها مصطفى اليه ليضمها بقوة بين ذراعيه حتى أنها قد شعرت بالألم:
- مقدرش أسيبك..
- مقدرش أسيبكم..
- بس لازم أنتى وآدم تكونوا فى أمان لحد مخلص كل حاجة..
أبعدت نفسها عنه: مش مهم سيب كل حاجة وتعالى معانا.. أحنا مش عوزين حاجة الا انت..
مصطفى: ده شقى عمرى وعمر جدودى مينفعش أرميه واجرى.. مينفعش استخبى زى الجبان..
لتصرخ بغضب: وأنا وأبنك..
مصطفى: أنتم حياتى..
فريدة غير مصدقة مبرراته الواهية، فصاحت به غاضبة:
- أنا عارفة أنك يستحيل تتخلى عننا..
- بس مش هتضحك عليا بكلمتين..
- شقى عمرك أيه! وجدودك أزاى؟
- هو أيه اللى هيحصل للمستشفى ولا المصنع؟
- الجدران هتتهد ولا هيحتلوا المبانى؟
- مين يا مصطفى اللى عاوز تفضل عشانه؟
- بتجازف بنفسك عشان خاطر مين وتسبنا؟
--------
يتبع الجزء الثانى
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 12:54 AM   #74

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة30 : لحظات حرجة ج(2)

صدمة جديدة فى ختام الفصل الثلاثين من
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة30 : لحظات حرجة ج(2)
لمعت عيناها متعلقة بعينيه السوداوين هامسة بصوت منتحب: مين اللى قلتلى أنك بتساعدنى عشان مش عارف تساعده؟
نفى عن نفسه سريعا أتهامها له بأن ما بينهما مجرد أشفاق منه عليها: لا لا يا فريدة، كل حاجة عملتها كانت بدافع الحب مكنتش شفقة.. يمكن فى الأول كانت رد دين، لكن بعد كده بحب والله..
ثم نكس رأسه ينظر لموضع قدميه، بينما هى مازالت على ركبتيها أمامه.. فرفعت ذقنه بأطراف أصابعها، ولكنه لم يستجب لها فأبعد وجهه عن نظرها فسألته بغيرة أنثى مصرية أصيلة: هى مين؟
أنفرجت أساريره عن ضحكة خاطفة ناظرا اليها: والله الستات كلهم واحد.. هو معنى أنى سكت تبقى فى واحدة فى الموضوع.. طب مينفعش يبقى راجل؟
قطبت فريدة مابين حاجبيها، بينما جذبها زوجها ليجلسها جواره بعدما أختفت ضحكته الوجيزة عن وجهه.. فسألته مرة أخرى تلهفا فى الأجابة: مين يا بابا؟
تردد مصطفى فى أخبارها، هذا ما شعرت به فريدة.. ضغط على شفته السفلى بأسنانه، ثم أجاب همسا بعد أن زفر بضيق: أخويا..
أستغربت فريدة وجود أخ لزوجها لا تعلم عنه شئ.. فبالنسبة لفريدة عائلة الجوهرى تتمثل فى مصطفى وعمته هدى وهى وطفلها فقط، فأى أخ ظهر فجأة الآن: أزاى! أنا أول مرة أعرف أنك ليك أخ..
شعرت فريدة بحرج زوجها، فاستنتجت أن ذلك الأخ مغضوب عليه من العائلة.. وقبل أن يقتلها فضولها لسؤاله، أجاب هو توفيرا للوقت: مدمن..
رفعت حاجبيها بصدمة، فشعر مصطفى بالخزى من أخاه فأشاح بوجهه عنها: كل ميتعالج يحصله أنتكاسة..
حك جبينه بأطراف أنامله: مش عارف أيه السبب..
صمت قليلا، فاقتربت منه زوجته تضع يدها على قبضته لتدعمه، فأكمل بلوعة: كان هيموت منى فى مرة يا فريدة..
جذبته اليها، فاستقر بحضنها: لازم أطمن عليه هو كمان.. لازم أخده معايا..
ربتت فريدة على ظهره، لتهمس بحزن: هو أهم..
--------
خرج مصطفى من بين ذراعيها: لا يا فريدة مقصدش أنه أهم منكم.. أنتم كلكم عيلتى، ومسئولين منى..
أبتسمت فريدة بخفة وهى تدلك برفق يده: ولو هو أهم مفيش مشكلة..
لمعت عيناها: أنا مش غيرانة منه، حتى لو هو أهم منى أنا راضية.. حمايته واجبك يا مصطفى..
ورغم مقاومتها للبكاء الا أن دموعها هبطت سريعا: وكفاية وقفتك جنبى.. من غيرك كنت هضيع..
حاول أيقافها عن التفوه بكلمات حمقاء يعيها تمام، ولكنها أشارت له بأصبعها أن يتركها تكمل حديثها عبر عبراتها: لو مكنتش لقتنى، كان ممكن حد ابن حرام يأذينى وأنا مجرد خارسة.. فاقدة الأهلية .. أنت صونتنى.. وحامتنى..
لم يتحمل كلماتها فأوقفها عن الأسترسال فى الحديث، صائحا بها: بس بس.. كفاية بقى..
زفر ببطء ليخرج شحنته السلبية: أنا معرفش مين سلمى دى.. بس ممكن أقولك أن سلمى كانت حتة أزاز مزخرفة بشكل حلو أوى كله براءة، بس مع الأسف حتة الأزاز دى كانت مليانة شروخ.. مكنتش الشروخ دى مشوهة جمالها بس، دى كانت بتجرح أى حد يقرب منها من غير متقصد..
سرحت فريدة بماض أجبرت نفسها عن الأعراض عنه طوال السنوات الماضية.. حقا لقد وصفها بدقة.. لقد آذت أقرب أنسان لها.. دون قصد دفعته للهاوية، حتى سقط ميتا بيدها.. لم تستطع أنقاذه رغم محاولتها البائسة.. ليت للزمان عودة لكانت له كما يحب ويرغب دون أعتراض.. ليت للزمان عودة لكانا بمسكنهما الصغير بحارتهما القديمة، ولكن ملاك الموت كان أسرع أليه من حلم راود خيالها..
وبخت فريدة نفسها فلا يحق لها التفكير بعادل، فهى الآن زوجة تصون زوجها حتى فى أحاديثها مع نفسها.. وهو الآن يجاور والدتها وجدتها فى سلام كما تتمنى..
لاحظ مصطفى شرودها، وتغير تعابير وجهها باستمرار، فقطع عليها شريط ذكرياتها: بس أنتى دلوقتى مش سلمى، أنتى فريدة منصور..
أنتبهت اليه عند ذكر أسمها، فهزت رأسها مرات عديدة لتعيد نفسها لواقعها وتتخلص من تلك قيود ماضيها التى تجذبها أرضا، بينما أكمل حديثه: أنتى فريدة منصور.. وماضيكى مات من يوم مابقيتى مرات مصطفى الجوهرى..
ثم تابع بقوة وصوت واضح: فريدة منصور زى النخلة جذورها ضاربة فى الأرض، وفروعها مرفرفة فى السما العالية..
أخيرا تفوهت فريدة: أنت جذورى يا مصطفى..
--------
ثم ألقت بنفسها بين أحضانه، بينما هو يحرك أصابعه بين خصلات شعرها المتمردة: أنا ربيتك تكونى مستقلة بنفسك، مانتيش محتجانى جذورك يا فريدة..
أستكان رأسها على كتفه، بينما يدها محاوطة رقبته: أنت جذورى يا مصطفى..
فشدد من أحتضانه أياها: أنا معتمد عليكى يا فريدة تحافظى على أسم الجوهرى من بعدى..
خرجت من حضنه غاضبة: أحنا هنمشى كلنا سوا، وأنت قبلنا مع أخوك.. العيلة دى هتفضل واقفة على رجليها بيك أنت.. أنا من غيرك ملييش وجود.. من غيرك أضيع.. لازم تحافظ على نفسك عشانى أنا وابنك وأخوك..
مصطفى: مهما كان ردك يا فريدة أنا واثق أنك هتفضلى واقفة على رجلك بيا أو بدونى، حتى لو كان رأيك العكس.. أنا واثق أنى ربيتك صح..
ثم تابع بعد أن أخرجها من حضنه، ليمسكها من ذراعها لتطالعه: مقدرش أعتمد على أخويا.. عيل خايب.. ضايع.. أنا بعتمد عليكى أنتى يا فريدة تكونى مكانى..
أستاءت فريدة من صيغة الوصايا التى يتبعها، مما ينبأها بشر قادم: كفاية بقى.. أنت هتفضل معانا مش هتسيبنا.. وأخوك هيتعالج..
جذبها من يدها ليجلسا على الأريكة مرة أخرى، فيفضفض لها بما أختزله داخله لسنوات: كان نفسى يتعالج، ويتجوز ويخلف.. كان نفسى يبقى دراعى اليمين وضهرى.. بس هو بيكرهنى.. رافضنى فى حياته..
شبكت أصابع يده بيدها، لتحدثه مبتسما: كل ده هينتهى.. متقلقش.. هيخف.. وهجوزهولك كمان..
مصطفى بابتسامة رقيقة: ياريت.. بس خايف ميكونليش نصيب أشوف ده بعينى..
ضاقت ذرعا من مناجاته وكأنه يودعها.. فانتفضت واقفة صائحة به وسط دموعها التى أنهمرت باستياء: كفاية بقى يا مصطفى حرام عليك.. أنت هتسافر معانا حالا.. وأخوك هنبعت اللى يجيبوه ويوصلوه لينا.. الموضوع مش معضلة يعنى..
مصطفى: لازم أعمل حسابى على كل الأحتمالات.. أنا بعمل ده عشانكم.. ثم أنا هحصلكم بعد 3 ايام.. مش هتأخر عليكم.. متخفيش يا فيرى..
ثم جذبها ثانية الى حضنه لتستكين بداخله حتى تهدأ وتتوقف دموعها وهو يربت على كتفها: متخافيش يا عمرى.. يستحيل أسيبكم.. كل حاجة هتبقى بخير.. خليكى واثقة فيا زى عادتك..
عادت لعنادها، فابتعدت عنه متحدية: هتسافر معانا حالا، أو هنفضل كلنا سوا نواجه نفس المصير..
ليس أمامه الآن سوى اللعب بورقته الأخيرة: فريدة أنتى حامل..
جفلت فريدة للأمر، فها هى نبوءة العرافة تتحقق كما أنبأتها:
- You've a bloody road (طريقك كتب بالدم)
- Save your kids (أحمى أطفالك)
- Run (أهربى)
ترددت كلمات العرافة برأسها لتعى أخيرا موقفها من جميع زواياه: يا الهى.. طريقى ممتلئ بالدماء.. وواجبى الحفاظ على أطفالى.. وليس أمامى سوى الهرب بهم.. من أجل فرصتهم فى النجاة..
--------
لم تمضى 24 ساعة على مغادرة فريدة وطفلها لمصر للمكوث بلندن برفقة العمة هدى حتى أكتشفت فريدة خديعة زوجها لها عندما أجرت أختبار الحمل فى الصباح.. كذب عليها من أجل دفعها للمغادرة وتركه.. أصابها الغضب فقررت العودة لمصر لأحضاره، بينما سيبقى صغيرها برفقة جدته..
فهبطت سريعا لأبلاغ العمة بقرارها، وهى تتناول سماعة الهاتف لحجز تذكرة أول رحلة طيران للوطن، ولكن العمة أعترضت: مش هينفع تسافرى يا بنتى..
ظنت فريدة أن زوجها أوصى عمته بذلك، فلم تترك سماعة الهاتف من يدها.. فاتجهت لها العجوز الستينية ببطء مستندة على عكازها الخشبى، وهى تعدل من وضعية نظارتها الضخمة على طرف أنفها، وعندما أقتربت منها جذبت السماعة من يدها لتضعها مكانها: يا بنتى مصطفى مانع خروجك..
فريدة بغضب: أفندم.. أزاى يعنى؟
أشارت العجوز للباب: تقدرى تشوفى بنفسك..
أتجهت فريدة لباب الفيلا الأمامى لتفتحه، لتتفاجئ برجلين ضخام الجسد قد سدوا منفذ الخروج أمامها.. فتحدثت منفعلة بالعربية، وهى تشيرا لهم بالأبتعاد: أنتم مين؟ أبعدوا عوزة أخرج..
لم يبدوا عليهم الفهم أو حتى الأستماع لها، فصاحت بالأنجليزية: Let me go now.. (دعونى أخرج الآن)..
ليجيبها أحدهم بغلظة: Mr. Adrian prevent anyone from leaving (السيد أدريان منع خروجكم)..
أنفعلت فريدة أكثر، فمن أدريان هذا الذى يمنعها من مغادرة منزلها، فهتفت بحنق: I want him now.. (أريده الآن أمامى)..
ثم صفقت الباب خلفها بانفعال..
--------
يتبع الجزء الثالث
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 09:26 AM   #75

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

ما زالت هذه الرواية مليئة بالغموض
متابعة معك عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-17, 12:09 PM   #76

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة30 : لحظات حرجة ج(3)

صدمة جديدة
مفاجأة غريبة
فى ختام الفصل الثلاثين من
رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة30 : لحظات حرجة ج(3)
مرت ساعات تجلس فيها فريدة على جمر النار.. لا تستطيع فيها التواصل مع زوجها، حيث تم قطع خط الهاتف بالفيلا من قبل رجال أدريان.. تخشى أن يصيب زوجها مكروها.. وها هى للمرة الثانية محتجزة ضد أرادتها بفيلا معزولة عن العالم، مما زاد من خوفها وحدة أنفعالها خاصة مع ألحاحها بضرورة حضور أدريان لمقابلتها دون أستجابة منه..
حضر أدريان فى صباح اليوم التالى الى الفيلا لمقابلة فريدة بمكتبها حاملا حقيبة جلدية صغيرة.. حياها بصيغة رسمية فلم تجبه، كانت نظرتها نظرة قطة شرسة غاضبة.. تفهم موقفها فلم يحاول أثارة حفيظتها أكثر من ذلك، فلقد حضر لأداء مهمة واحدة، يجب عليه الوفاء بها لصديقه..
بادرته بتحدى لنفوذه الغير مبرر أستخدامه: I wanna leave (أرغب بالرحيل)..
ثم تابعت بلهجة عدائية: You prevent me.. (لقد منعتنى من الرحيل)..
ثم صاحت بغضب: Why?! (لماذا؟!)..
--------
لم يحاول مقاطعتها، كان هادئا ببرود أنجليزى عتيق حتى أنتهت منتظرة منه أجابة.. وعلى عكس توقعها لم يبرر شئ، وأنما أكتفى بنظرة متألمة ألقت الرعب بقلبها: I'm soory (أنا آسف)..
وضع يده بجيب سترته الداخلى وأخرج منه مظروفا صغيرا، ثم ناولها أياها مع الحقيبة وأستأذن للمغادرة.. ودت فريدة لو تلك اللحظة مجرد حلم، ستفيق منه قريبا فيصبح سرابا لا أثر له بحياتها..
فجأة وبدون سابق انذار، وكأن الزمن قد توقف بتلك اللحظة.. أصبحت متيقنة أن المصيبة قد وقعت.. شعرت بألم يجتاح قلبها كما لو كان قنبلة تنفجر.. تشعر بشلل بأوصالها، غير قادرة على التنفس.. ولسان معقود وكأنه صمت عن الكلام..
رغبة ملحة بداخلها للهروب عبر الأستسلام لغيبوبة تعزلها عن هذا العالم القاسى، الذى سرق منها ملاكا أرسله الله لها لينقذها من ضياعها.. لم يكن زوجا فقط، لقد كان فى الأصل أبا يربى ويحمى طفلته الوحيدة المدللة..
لا لن تهرب.. لن تستسلم.. ستقاوم تلك الغيبوبة.. لم يكن أباها يريدها ضعيفة تستسلم بسهولة.. وكأن تلك الخاطرة بمثابة قشة تمسكت بها حتى لا تسقط غارقة بغياهب اللاوعى.. لن تكن ضحية خانعة، بل هى ناجية تكافح حتى تستطيع الحياة..
طالعت ذلك المظروف الصغير، وبيد مرتعشة حاولت الحفاظ على ثباتها فتحته لتجد رسالة مطوية.. اتجهت لذلك الباب الزجاجى المطل على الحديقة الصغيرة بالفيلا.. سارت قليلا حتى لاح لها ذلك المجرى المائى، لتجلس على حافته تطالع رسالته الأخيرة اليها..
--------
فى تلك اللحظة أسر خيالها طيف مصطفى، جالس جوارها على حافة المجرة ينظر اليها ليحادثها ببسمته الرقيقة:
- مش عارف أبدأ رسالتى بأيه!
- أول مرة أبعتلك رسالة..
- يمكن أبدأها بزوجتى الحبيبة..
- بس دى بداية تقليدية جدا
- والمشاعر اللى بينا أكبر من كده بكتير..
- بس أقرب بداية لقلبى هى بنتى الغالية فريدة..
هز رأسه مؤكدا قوله:
- أيوة بنتى..
- لو هلخص علاقتنا فى كلمة.. فهى أنك بنتى يا فريدة..
ثم تابع بحزن:
- كنتى عوض ربنا عن يارا بنتى اللى اتحرمت منها، زى ما اتحرمت من كل عيلتى..
- وكنت أنا عوض ربنا ليكى عن حرمانك من حب أبوكى..
عاد مرة أخرى للابتسام:
- كنتى محتجالى، وكنت محتاجلك..
- فرحت بيكى وأنتى بتكبرى على أيدى..
- بتنطقى أسمى لأول مرة..
- بتضحكى وعيونك تلمع لحظة متلمحينى..
- دافية بتسكنى قلبى البارد لحظة متترمى فى حضنى، وتتعلقى فى رقبتى..
- تلميذتى النجيبة اللى بتتعلم كل حاجة بسرعة، لدرجة أنك بتغلبينى..
- وده بيخلينى مطمن عليكى.. عارف أنى حطيتك فى أول الطريق، وأنتى هتوصلى لأخره لوحدك..
- فرحت بكل حاجة فيكى وليكى..
- كسبت كل رهان عملته عليكى..
أغمض عينيه لبرهة، ليفتحهما ببطء بعد ذلك، ويستأنف كلماته بحزن وأسف هذه المرة:
- بس فى حاجة واحدة خسرتها..
- أتهزمت فيها..
- خسرت قلبك..
- صحيح بتحبينى، بس فى حتة فى قلبك مكنتش ليا..
- حتة كانت بتوجعك..
- بتعذبك..
- كنت فاكر أنى فى يوم من الأيام هقدر الشيل الحتة دى..
- بس طلعت موهوم..
- أنا مش بلومك على ده.. عارف أنه غصب عنك.. زى معارف أد أيه بتقاومى كل يوم عشان تقدرى تعيشى..
- بس بلومك أنك لحد انهاردة حبسة نفسك فى ظلال الماضى..
- بتشدك طول الوقت وتقيدك بذنب مش عارفة تتخلصى منه..
- أوعى تكونى فاكرة أنى مصدق أن كل كوابيسك بخصوص العرافة..
- أنا عارف أن فى كوابيس بطاردك من قبل العرافة..
طالع عيناها الباكيتين بهدوء، أقترب منها لمسح عبراتها، ولكنه لم يستطع.. هو مجرد خيال الآن، فزادت حدة بكائها.. ومالبثت أن عادت تتابع رسالته:
- فريدة.. مادام بتقرئى رسالتى دى فده معناه أنى خلاص بقيت فى دار الحق..
- وده يخلينى اطلب منك تدى فرصة لنفسك.. افتحى قلبك للدنيا، أنتى من حقك تعيشى سعيدة..
- من حقك تبدأى من جديد..
- ومتبصيش لأى حاجة فاتت..
- وصيتى ليكى تكونى فريدة.. تربية أيدى.. تنسى خالص كنتى مين قبلى..
- وصيتى ليكى تعيشى سعيدة، وترمى الماضى ورا ضهرك للابد..
- وصيتى ليكى تاخدى بالك من نفسك ومن آدم..
- أوعى تلومى نفسك ع اللى فات..
- وأياكى تلومى نفسك أنك معرفتيش تدينى قلبك كله.. لانك مقصرتيش..
- كنتى مصدر سعادتى فى دنيتى..
- أنتى وأبننا مكافأة ربنا ليا فى الدنيا وده يكفينى
بحبك
مصطفى
--------
طوت الرسالة ومسحت عبراتها لتهمس بخفوت:
- أسفة يا مصطفى..
- أسفة أنى وجعتك..
- بس أنا بحبك..
- والله العظيم بحبك..
- عارفة أنه مش زى ماكنت بتتمنى..
- بس غصب عنى..
- الماضى مسلسنى..
تستعيد ذكرى أول أمس، عندما أجبرها مصطفى على مغادرة مصر.. فقد أسرعت فى غفلة منه بوضع كاميرا مراقبة صغيرة بمكتبه بالفيلا، كتلك التى أستخدموها مؤخرا فى المشفى فى جملة ماتم تطويره بها.. ضمت رسالة زوجها مرة أخرى لصدره مقاومة عبراتها لتكن قوية كما علمها:
- أتمنى تسامحنى، مش هاقدر أنفذ وصيتك دلوقتى..
- مش بايدى أنى ارجع عن السكة اللى همشيها..
- لازم أجيب حقك الأول..
- لازم اعرف أيه حصلك..
- وأحاسب اللى آذوك..
- مينفعش تروح مننا بالسهولة دى..
- يوم مااسد البيبان المفتوحة يمكن اقدر وقتها معيش فى ظلال الماضى ويمكن أقدر أبدأ من جديد..
--------
بالطبع أبلغت فريدة العمة بالفاجعة، والتى أستقبلت المصيبة بجلد تحسد عليه، فمصائب الدهر أصابتها تباعا.. بينما أجلت كلتاهما اخبار الصغير بالأمر لحين عودة فريدة من مصر.. فرتبت فريدة مع أدريان سفرها السريع فى خلال ساعات كرحلة قصيرة المدة..
وصلت فريدة الفيلا، وقد أسرعت بنزع الكاميرا والصعود بها لغرفتها لتفريغها.. وما لبثت أن دلفت حتى قطع حبل أفكارها طرقات عديدة على الباب منعتها عن الأستمرار.. ففتحت الباب بغضب لتجد أحدى الخادمات بالمنزل: فيه أيه؟ أنا مش قلت مش عوزة أزعاج..
أجابت الخادمة بتخوف: أسفة يا مدام فريدة، بس أخو دكتور مصطفى تحت، ومصمم يقابل حضرتك حالا..
لقد نسيت فريدة تماما وجود ذلك الأخ.. حسنا هو وصية زوجها وسترعاه.. خمنت وهى تبدل ملابسها أن ذلك الأخ مجرد فتى طائش صغير السن ستجد صعوبة فى السيطرة عليه.. وقد عقدت النية على تنفيذ الوصية، فستصطحبه معها خارج مصر..
دار بخلدها أن حالته مهما كانت صعبة، لن تصبح مثل حالتها من عدة سنوات.. بذل مصطفى مجهودا ضخما لتأهيلها، وقد حان الدور عليها لرد جزء صغير من دينها له فى أخاه..
أخفت الكاميرا سريعا، ثم شرعت بارتداء فستانا كلاسيكيا أسود، وقد عقصت خصلاتها الذهبية لأعلى.. مكتفية بلمسة خفيفة من مساحيق التجميل.. ثم خرجت من غرفتها متجهة لأسفل..
لمحته من أعلى الدرج.. موليا ظهره أياها.. مرتديا حلة رسمية سوداء.. يماثل مصطفى فى الطول والحجم تقريبا ولون شعره المفحم.. ترى دخان سيجارته محيطا أياه بسحابة ضخمة أزعجتها.. لم تعرف السبب فى أزدياد دقات قلبها كلما هبطت درجة جديدة وتقلصت المسافة بينهما..
ومن رنة كعب حذائها ذو الصوت العالى أنتبه لقدومها، سحب نفسا كبيرا من نكوتينه.. ثم أطفأها سريعا فى المطفأة الكرستالية الموضوعة على تلك المنضدة الصغيرة أمامه..
درجات قليلة وتصل اليه.. صدره مشتعلا بالغضب.. يقبض على أصابع يديه بقوة.. لم يعد يتحمل الأنتظار.. سيمزقها الآن..
ألتفت أليها أخيرا، لتلمحه هى بعينان جاحظتان.. صدمة ألجمتها فخرجت فى صورة شهقة والتواء بقدمها.. كادت تسقط، فقطع الدرجات الفاصلة بينهما فى قفزتين سريعتين.. منعها من السقوط على درجات السلم، لتسقط بحضنه.. لم تستطع مقاومة رغبتها فى الصراخ من ألم قدمها الملتوية.. وهى تهمس بخفوت من الصدمة: عادل..
----------------------------
يتبع
الفصل الرابع "اللقاء الثانى"
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-17, 01:36 PM   #77

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

عم تمزحي .... عاااااااااادل
بعد كل اللي مرت فيه .. لسه في عادل
اتوقع الفصل القادم حنعرف تفاصيل الماضي كله

بانتظارك


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-17, 08:48 PM   #78

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى المطر مشاهدة المشاركة
عم تمزحي .... عاااااااااادل
بعد كل اللي مرت فيه .. لسه في عادل
اتوقع الفصل القادم حنعرف تفاصيل الماضي كله

بانتظارك

لسه فى الحدوتة بقية


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 02:12 AM   #79

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة31: لا تتركنى

فك الألغاز
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة31: لا تتركنى
Flash back
الزمان: 1995 ليلة أطلاق النار
المكان: فيلا عادل مصطفى أبو الفتوح
دخل عادل هاشا باشا مكتبه حاملا عصير سلمى المفضل: أحلى كوباية عصير لأحلى سوسو فى الدنيا..
تفاجأ بذلك المسدس الذى تدقق النظر له فى بلاهة طفل يرى لعبة محرم عليه لمسها، فتسقط الصينية الصغيرة من يده.. خشى اقترابه منها، فحاول الثبوت مكانه كيلا يربكها.. وعلى الرغم من ذلك نظرة الفزع المطلة من عينيه أثارت انتباهها.. تنقلت عيناها بين عادل والمسدس القابع بين يديها..
حاول محادثتها بهدوء مع الاقتراب منها ببطء دون اثارت توترها، ولكنها لم تنتبه له.. ورغم التوتر الجلى على وجهه حدثها بصوت خافت: حبيبتى.. سيبى المسدس اللى فى أيدك يا قلبى..
عادت ثانية لتطالعه ثم نظرت من جديد للمسدس دون اهتمام بكلماته..
تلك الثوانى التى طالعت فيها المسدس كانت كافية ليقطع المسافة بينهما ليسحبه على حين غفلة منها، ولكن ما لم يعلمه لجهله بالأسلحة النارية أنها قد سحبت زر الأمان قبل دخوله الغرفة.. وبين شد وجذب بينهما فى أقل من ثانية أنطلقت رصاصة..
سقطت سلمى أرضا، وسقط فوقها عادل.. جحظت عيناها.. تحول نهرا العسل فجأة لسطح زجاج ملون، ساكن لا حياة فيه..
طالعها بفزع: سلمى.. سلمى.. لا يا سلمى.. فوقى..
ضرب وجنتها بخفة مرة.. واثنين.. وثلاث.. ولكنها لم تستجب.. كان يشعر بألم، ظنه من أثر السقطة.. ظن الرصاصة أصابتها، فازداد فزعه، فعاد مرة أخرى لندائها.. حاول رفع جسده من فوقها، ولكنه لم يستطع فقد خارت قواه لسبب لم يدركه بعد.. استغرق ذلك مجرد لحظات.. شعر بخدر يجتاح جسده، بينما تثاقلت أنفاسه..
ظنها رحلت عن الحياة، تاركة أياه وحيدا.. لم يعد له هنا شئ يستحق البقاء من أجله.. سيتبعها الآن، فاستسلم لثقل عينيه ليسبح فى ظلمة يعلم أنها نهايته..
--------
أحدى نوبات شرودها أصابتها عند محاولته نزع المسدس من يدها.. أصبعها ضاغطا على الزناد، بينما أصبعه ضغط على أصبعها فانطلقت الرصاصة فى اتجاهه.. لم تشعر بشئ، حتى سقطتها لم تدرى أنها أصابتها بألم بمؤخرة رأسها..
أفاقت من شرودها لتشعر بثقل جاثم فوقها.. لم يكن عادل يوما بمثل ذلك الثقل.. تنفسها أصبح لاهثا، فتململت تحته.. ظنته نائما عندما لم يشعر بحركتها أسفله.. تشعر بوهن شديد.. حاولت أزاحته فلم تستطع.. حاولت مرارا حتى أستطاعت أبعاده عنها، فسقط جوارها على ظهره..
توالى شهيقها وزفيرها تباعا حتى أنتظمت أنفاسها اللاهثة.. أمالت وجهها ناحيته فطالعته.. هادئ على غير العادة، أذن هو نائم.. نهضت بتثاقل جالسة، تضع يدها على صدرها أولا ثم رفعتها لتدليك جانب رأسها عندما لمحت يدها متسخة بلون أحمر.. أخفضت بصرها قليلا لتجد ثوبها متسخا بحمرة.. بشكل تلقائى نظرت لعادل، ثم أقتربت منه.. دماء كثيرة تقطر من صدره.. رائحة الدماء أصابتها بغثيان لم تستطع مقاومته فأفرغت كل ما بمعدتها..
نوبة شرود أخرى داهمتها للحظات، حاولت المقاومة ولكنها غرقت بها.. وعندما عادت أقتربت منه أكثر رغم رائحة دمائه التى تستفز معدتها الخالية.. كالأطفال حاولت هزه مرات عديدة وهى تجاهد لمنادته دون صوت، ولكنه ظل ساكنا.. كانت بشرته شاحبة تزداد زرقة، دمائه تتدفق، جسده بارد.. حاولت منادته مرة أخرى، ولكن خانها صوتها فلم يغادر حلقها.. خلعت روبها الرمادى، وطوته عدة طبقات.. حاولت ايقاف تدفق دمائه..
لم تدرى ماذا تفعل..
تطالع الغرفة بفزع..
سيموت ويتركها..
سيرحل بعيدا عنها..
لا لا لا..
لا تتركنى أرجوك..
أبقى معى..
سأصلح كل شئ..
بل
سنصلح سويا كل شئ..
سكون عادل.. مشهد الدماء.. رائحة الدماء.. يداها مخضبة بالدماء.. أفزعها كل ذلك.. عقلها يدفعها للشرود هروبا من تتابع المصائب على رأسها، وسكون عادل يدفعها للمقاومة..
أخيرا لمحت سلك الهاتف ساقطا أرضا خلف المكتب، سقط منها وهى تعبث بتلك الردفة قبل أكتشافها لوجود المسدس.. حاولت النهوض فلم تقوى، فخطت المسافة الفاصلة بينهما على ركبتيها بوهن.. كالملهوف أمسكت الهاتف، فانتزعته من موضعه لتضعه أرضا.. ثم أمسكت السماعة فانتبهت لعدم وجود كابل الهاتف بفيشة الحائط، فأسرعت بتوصيله..
بحثت بجنبات عقلها عن أى رقم تتصل به فلم تتذكر سوى رقم تجهل صاحبه.. أدارت قرص الهاتف عدة مرات حتى أستمعت لصوت الجرس، والذى أعقبه صوت فتاة تألفها ولا تستطيع التركيز لتتذكر هويتها: السلام عليكم..
حاولت سلمى الرد ولكن لم يطاوعها صوتها.. نظرت لعادل بفزع من أزدياد شحوبه، فحاولت بجهد أكبر التحدث.. فشلت كل محاولاتها، بينما على الجانب الأخر ظنت الفتاة أنها أحدى المعاكسات الهاتفية: مترد يا بارد يا قليل الأدب..
لتناديها أمها: بت يا سالى.. مين ع التليفون؟
لتصيح سالى بغضب فى سماعة الهاتف: معرفش يا ماما.. شكلها بلاوى بتتلقح علينا..
حاولت سلمى التحدث مرة أخرى باستماتة، ولكن أنقطع أملها عندما أغلقت صديقتها الهاتف.. فألقت السماعة بغضب بعيدا عن جسم الهاتف.. نظرت أرضا تتنفس بصعوبة من التوتر.. كلما شعرت بقربها من الشرود تطلعت لوجهه.. أقتربت منه، لتجده أزداد زرقة بينما تلون روبها بأحمر قانى برائحة الدم.. تطلعت للغرفة من جديد بحثا عن حل، وبين الفينة والأخرى تنظر ليديها المخضبة بدمائه لتحفيزها لأنقاذه حتى لا تفقد الأمل.. وبتثاقل تحاملت على نفسها مستندة على المكتب لتستطيع الوقوف.. ثم اتجهت لتغادر الغرفة، بل لتغادر الفيلا بالكامل علها تجد خارجها من يساعدها لأنقاذه..
--------
دقائق مرت عليه لا يعلم عددها، فتح عينيه بتثاقل.. خدر يجتاح جسده، مع برودة زائدة.. جاب بعينيه المكان باحثا عنها، وبصعوبة ناداها.. كانت يده راقدة فوق روبها الكاتم لجرحه..
شبح أبتسامة أطل على وجهه..
هى حية..
لم يصبها مكروها..
تحاول أنقاذه، وايقاف نزيفه..
رأى سماعة الهاتف مجاورة له، فازدادت أبتسامته..
هى تحاول بكل جهدها، رغم ما بها..
سيتمسك بالحياة من أجلها..
لن تنتهى قصتهما بموته..
سيحيا حياة سعيدة كما كان يجب أن يحدث منذ البداية..
جذب الهاتف اليه من السماعة.. لقد حان الوقت لطلب المساعدة من أخيه الأكبر.. مساعدة جاء طلبها متأخرا سنوات.. ورغم كل ما بينهما من جفاء، الا أنه واثق من عدم تخلى أخيه عنه.. فهكذا ربتهما أمهما حياة.. كل منهما سند وعضد للأخر..
بأصابع مرتعشة أدار قرص الهاتف، وبعد جرس قصير أستمع عادل لصوت أخيه وكأنه نجدة من السماء: ألو.. دكتور مصطفى الجوهرى.. مين معايا؟
عادل بصوت مبحوح: الحقنى يا مصطفى.. مضروب رصاصة فى صدرى..
فزع مصطفى، فصاح ملهوفا مصدوما: أيه؟ عادل..
يشعر عادل أن حلقه جاف كالحطب، فيرطب شفتيه بطرف لسانه فى محاولة لأفاقة نفسه حتى لا يسقط بغيبوبة: ألحقنى..
مصطفى بسرعة: أنت فين؟
عادل قبل غيابه عن الوعى: الفيلا..
مصطفى: عادل أوعى تغيب عن الوعى.. أنا جايلك حالا.. فوق..
لم يجبه أخاه، فناده: عادل.. عادل.. رد عليا يا ابنى..
فقد الأمل فى بقائه مستيقظا، ففصل الأتصال سريعا، وأعاد الأتصال بمشفاه: دكتور شريف.. تطلع بعربية أسعاف فورا على عنوان.......... أخويا هناك مضروب بالنار.. أكسروا الفيلا، المهم تلحقوه.. أنا هحصلكم على المستشفى..
ثم تراجع سريعا: لا أنا هسبقكم هناك.. تابعنى على تليفون العربية..
ثم أسرع بفك روبه المرتديه فوق قميصه وبنطاله ليسحب سلسلة مفاتيحه الموضوعة على المكتب أمامه، ويخرج راكضا من فيلته..
--------
تسير وحدها فى الظلام بالطريق الخالى من العمار والناس.. لا تعلم ان كان ذلك الأتجاه صحيحا أم لا.. غير مدركة للوقت.. تقاوم شرودها بصعوبة.. تشعر بالتعب، ألم يجتاح معدتها يماثل ذلك الألم الذى شعرت به ليلة سقوط حملها.. قدماها لا تستطيعان حملها من كثرة السير.. تشعر بالبرد يجتاح أوصالها، فعباءتها القطنية خفيفة للغاية تعدت ركبتاها بقليل.. نسمات الهواء كثيرة فتتطاير خصلات شعرها البنية هنا وهناك..
لم تعد تستطيع الصمود أكثر من ذلك.. جثت على ركبتيها بأنهاك.. لمحت يداها اللتان التصقتا عليهما دماء عادل، فتحثاها على النهوض والاستمرار.. كانت النوبة هذه المرة شديدة لم تستطع السيطرة عليها، فغابت فى ضلالات عقلها الباطن لمدة لا تعلمها..
أفاقت من شرودها تطالع المكان الفارغ حولها.. قرر القمر تلك الليلة الهروب من مهمته، فمازال الظلام مخيما على المكان.. لا تعلم أين هى؟ ولا لما هى هنا؟، ولكن يداها حملتا الأجابة المرجوة.. فأسرعت بالوقوف وحث الخطا، وهى تأمل وصولها لمساعدة..
لمحت أضاءة سيارة قادمة من بعيد، فأسرعت بالركض نحوها.. وما أن وصلت اليها حتى ظهرت فجأة أمام السائق الذى لم يستطع تفاديها، فاصطدم بها..
سقطت سلمى أرضا.. قبضة يدها مفتوحة أمامها، تنبأها أن أخر أمل بأنقاذه سينتهى ان أغمضت عيناها.. فتحت عيناها برعب قبل أن تجبر على أغلاقهما طويلا..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-17, 07:43 PM   #80

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة32: الطابق الثالث

استمرارا بفك الألغاز
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة32: الطابق الثالث
قاد مصطفى سيارته بسرعة جنونية، يطالع ساعته بين حين وآخر.. ليلة غاب فيها القمر عن سماه، فزاد ذلك من وحشة المكان الغير آهل بالسكان.. الخوف يحتل جميع خلاياه.. فأخاه الصغير ووريثه الوحيد فى خطر محقق.. فكرة خسارته تبعث فى نفسه الرعب.. لقد خسر بالفعل كل عائلته من قبل، وأخيه الأحمق يحمله مسئولية ذلك.. عاقبه سنوات وسنوات بالفراق الأجبارى، ورغم ذلك لم يفقد عزيمته فى استعادة الرابط بينهما.. والآن لا حيلة له فى الأمر، لن يتحمل خسارة أخرى..
كامل تركيزه صبه على طى الطريق بأى وسيلة، ومهما كانت سرعته جنونية لن يتوقف لأى سبب.. والمفاجأة أنه قد توقف، ومع الأسف بعد فوات الأوان.. فلقد ظهر شبح شئ ما فى الظلام، ظهر من العدم، فأصطدم به، وسقط على جانب الطريق..
أوقف سيارته فجأة، فأحدثت صريرا عاليا، لا يقل عن صوت دقات قلبه.. تنفس بصعوبة، بينما اتسعت حدقتى عيناه فى رعب.. هل صدم أنسان حقا، أم خيل اليه ذلك؟. الطريق مهجور فعليا.. أذن ربما هو حيوان عابر.. حاول طمأنت نفسه بتلك الخاطرة حتى يكمل طريقه.. فأعاد أدارة محرك السيارة للأنطلاق بها، ولكن بدلا من التحرك للأمام دفعه ضميره للحركة للخلف للتأكد من الأمر..
صعق عندما لمح جسدا مسجيا أرضا، فأوقف سيارته وترجل مسرعا باتجاه ذلك الجسد.. جثا على ركبتيه ليفحص ذلك المصاب.. شعر طويل متناثر يغطى جسد ضئيل الحجم.. هى فتاة أذن.. دماء كثيرة متناثرة على ثوبها المنزلى القصير.. أذن هى ميتة.. لقد قتلها.. أى مصيبة وقعت على رأسه الآن؟
جس نبضها فشعر به، تنفس الصعداء فالمصيبة الآن أهون مما ظن.. يزن الأمور الآن، فأخاه فى الفيلا يصارع الموت وحيدا، وتلك الفتاة التى ظهرت من شق الأرض هى أيضا بين الحياة والموت وتحتاج للذهاب للمشفى سريعا.. فمن ينقذ منهما؟
كاد يتركها ويرحل من أجل نجدة أخيه، ولكنه تردد فى مكانه وارتبك.. ضميره يمنعه من المضى، وقلبه يحثه على الاسراع.. قطع تفكيره رنين هاتف سيارته، فأسرع بالأجابة دون تردد.. لينبأه زميله أنه أستطاع الوصول لأخيه، وهم بطريقهم للمشفى لأجراء جراحة عاجلة.. فيحزم مصطفى أمره، ويحمل الفتاة لداخل سيارته، ثم يقود سريعا باتجاه المشفى..
--------
وصل المشفى بوقت قياسى للغاية.. علم أن أخاه بغرفة عمليات الطابق الثالث.. فأمر أحد الأطباء بمرافقة الفتاة المصابة للطابق الثالث أيضا، وأجراء اللازم لها.. لم ينتظر المصعد، وانما طوى درجات الطوابق الثلاث ليصل الى غرفة التعقيم ومنها الى غرفة الجراحة مباشرة..
خلية نحل داخل غرفة العمليات.. ورغم التوتر السائد بين الأطباء والطاقم المساعد نظرا لأن هوية المريض غير عادية، فهو الأخ غير الشقيق لقائدهم، ألا أن الجميع عمل بمسيمفونية واحدة تدل على حرفيتهم العالية.. وبخطوات واثبة أقتحم مصطفى الجمع، فتراجع الطبيب شريف المسئول عن الحالة فورا.. وأعطاه المبضع ليتولى قيادة العملية، بينما يسرد عليه بسرعة تطورات موقف الحالة.. يصيح مصطفى لحظتها بعنف: محدش ينطق ويقول حالة.. اللى راقد هنا بين الحياة والموت أخويا.. لسه مبدأش حياته، وأكيد أنهاردة بعون الله مش هتنتهى..
أستمر الجميع كل لعمله، بينما مصطفى يلمح أخاه الساكن تحت جهز التنفس بطرف عينه.. حيث تتوالى أكياس الدم على الحامل خلف رأسه، وضغطه لايبشر بخير..
المبضع بيده الآن، لا وقت للتراجع عن أجراء العملية بنفسه.. لو أن أحد أطباؤه أجرى الجراحة وفشلت لكان أصابه فى مقتل حينها، لذلك هو مرغم على المضى قدما مهما كلفه الأمر.. توكل على الله ثم بدء ممارسة عمله..
--------
ثمانية وأربعون ساعة مرت، ظل فيها مصطفى مرابطا أمام غرفة العناية المركزة حتى أطمأن لتجاوز أخاه مرحلة الخطر.. وقد تم نقله بعدها لغرفة عادية.. أخيرا سينال قسطا من الراحة، حيث لم يذق طعم النوم منذ الحادثة.. فطالبهم باحضار سرير أضافى له ليرافق أخاه..
وما أن توسد فراشه حتى غرق فى النوم.. لم يستيقظ سوى على صوت صفير الأجهزة المتصل أخاه بها.. فزع من نومه، فسلط نظره على أخاه الذى كانت مؤشراته الحيوية تشذ عن الوضع العادى المستقر.. أسرع بفحصه، ولكن استقر وضعه فجأة كما شذت فجأة دون سبب.. عاد ثانية للنوم، فلم يكن بحالة جيدة تسمح له بمقاومة النوم..
أستيقظ بعد نوم لم يتجاوز خمس ساعات، هى كافية بالنسبة اليه ليجدد نشاطه.. أطمأن على أخيه، ثم أتجه لغرفة مكتبه الصغيرة فى أخر رواق الطابق الثالث..
يجلس على مكتبه يطالع تقارير عادل وفحوصاته، قلبه ينبأه أن الأمر لن يمر مرور الكرام.. بين الفينة والفينة عقله يشرد فى سبب تلك الحادثة.. وحده أخاه من يملك مفتاح اللغز.. وأخاه راقد ولا يعلم متى يفيق.. لو يعلم من أطلق عليه الرصاص لن يكفيه عمره ثمنا لفعلته..
سيطر على أحاديث نفسه حتى لا يفقد السيطرة.. فالمهم الآن أخاه بغض النظر عن المتسبب فى اصابته.. رفع نظره باتجاه الباب عندما دق، فأذن للطارق بالدخول: أتفضل..
دلف الدكتور شريف للغرفة: مساء الخير مصطفى..
بابتسامة مرهقه حياه مصطفى: مساء النور..
وأشار له بالجلوس أمامه: معرفتش أشكرك اليومين اللى فاتوا.. شكرا ليك يا شريف..
الدكتور شريف: عيب الكلام ده يا مصطفى.. قبل ما اكون صديقك، أنا طبيب وده واجبى..
أراح مصطفى ظهره للخلف، متنهدا بامتنان: لو كنت أتأخرت دقايق كان أتوفى..
شريف: قول الحمد لله أنه بعتنى فى الوقت المناسب، ومتهناش فى الطريق.. دى منطقة مقطوعة.. كان بيعمل أيه هناك..
مصطفى: أه ماهى دى كانت فيلا جدى الدكتور سليم الله يرحمه سجلتها بأسم عادل بعد ما أمى أتوفت..
شريف: الله يرحمهم جميعا..
أومأ مصطفى برأسه: الله يرحمهم..
شريف: واضح أنه حرامى غشيم..
أقترب مصطفى من المكتب: حرامى!
شريف: واضح أن كان فى محاولة لسرقة الفيلا.. وأخوك أشتبك معاه..
أطرق مصطفى مفكرا: أزاى؟
شريف: الفيلا كانت مفتوحة.. غرفة المكتب كان بابها مكسور، ومقلوبة..
أكمل شريف بمنطق، ومصطفى مصغى له: يظهر الحرامى كان فاكر الفيلا مهجورة، حاول يسرقها.. وأخوك باينه كان نايم، وصحى على دوشة الحرامى واشتبك معاه.. وحصل اللى حصل..
ثم تابع: كويس أن أخوك قدر يقلع روبه ويوقف الدم، والا كان أتصفى.. ده حافظ على تركيزه أنه يكلمك، وألا مكناش هنلحقه..
مصطفى بارتياح لتفسير صديقه: الحمد لله.. قدر ولطف..
شريف: عادل وضعه أستقر.. أنا عديت عليه قبل مجيلك..
مصطفى بابتسامة هادئة: الحمد لله..
--------
شريف بتردد: كنت عاوز أكلمك فى حاجة كده..
طالعه مصطفى باهتمام: خير؟
شريف: البنت اللى جبتها..
أستغرب مصطفى: بنت مين؟
شريف: البنت اللى جبتها يوم الحادثة..
تذكر مصطفى الفتاة التى صدمها بسيارته: نسيتها خالص.. مالها؟ أقصد وضعها الصحى ايه؟
شريف: أنت تقريبا معملتش فيها حاجة، مجرد كدمة بسيطة..
رفع مصطفى حاجبه تعجبا: أزاى يعنى! دى كانت غرقانة دم..
شريف: ده مكنش دمها..
قطب مصطفى ما بين حاجبيه: مش فاهمك..
شريف بتردد: البنت دى متعرضة لاغتصاب من فترة قريبة.. وفى آثار عنف كتير فى جسمها..
ذهل مصطفى من كلمات الطبيب، فدلك ذقنه بأطراف أصابع يده اليسرى، وأطرق مفكرا وهو يهمس: لا اله الا الله..
حسم شريف الموقف: لازم نبلغ البوليس..
رفع مصطفى وجهه اليه يطالعه فى غضب وانفعال: أنت بتستهبل يا شريف؟!.. أنا كده ممكن أروح فى داهية..
أستغرب شريف من أنفعاله: وأنت مالك يا دكتور؟
مصطفى: لأنى ممكن ببساطة ألبس المصيبة دى.. ممكن تكون بنت حرام وتقول أنى أنا اللى عملت فيها كده.. شريف ولم يفارقه تعجبه: وأنت مالك بيها يا مصطفى؟
مصطفى بتهكم: دى شكلها طفشانة من أهلها، ممكن تتبلى عليا.. أسمى وسمعتى ممكن يبقوا فى الأرض.. وأنا بالنسبالها فرصة..
شريف بحدة: يعنى عشان خايف على أسمك هتضيع حقها فى أن المجرم يتعاقب..
نظر له مصطفى فى عدم أكتراث لحديثه: ده لو مطلعتش هى المجرمة..
ثم تابع: هى قالت أيه؟
شريف: هى نايمة من وقت مجبتها، باستثناء بليل.. صحت مفزوعة مبتتكلمش، لكن كانت منهارة عياط.. مهديتش الا لما خدت مهدئ..
استعاد مصطفى هدوئه: لما نعرف حكايتها نتصرف.. قرشين تبتدى بيهم من أول وجديد هيكونوا أفضل من الفضيحة..
شريف: وحقها؟
مصطفى بنبرة منكسرة: لو كنت أب يا شريف كنت عرفت أن أى حد فينا هيخاف أن بنته تتفضح ويضيع مستقبلها.. على العموم بلاش نسبق الأحداث، نعرف حكايتها أيه الأول وبعدها نتصرف..
تنهد قليلا ثم تابع: أنا مش هتخلى عنها متخافش.. هوفرلها حياة كريمة تسترها..
شريف بجدية: طب فى حاجة كمان تخصها لازم تعرفها..
زم مصطفى شفته فى ضيق: خير.. فى أيه تانى؟
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.