آخر 10 مشاركات
125 - الضوء الهارب - جينيث موراي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          134- قضبان من حرير - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          135 - الخطوة الأخيرة - مارغريت بارغيتر ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          136 - أرض الضياع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          215 - أرجوك افهمني - ديبي ماكومبر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-17, 09:39 PM   #81

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


مساء الور
اولا اعتذار عن تاخيري في المتابعه انشغلت عن قراية الفصول اللي فاتت
و اخيرا قعدت امبارح و انهاردة هلصت كل االي فاتني
و انكشف اللغز و كلعت فريدة هي سلمى و ادم ابن عادل و مصكفى مات بعد ما انقذ خياة فريدة و عادل لكن واضح ان عادل اتجنن و ادمن و لسع خالص
لكن فريدة عاشت حياتها و بنت مفسها معتقدة ان عادل مات
جواز فريدة او سلمي من عادل و مصطفي
انا شايفة جوزها من مصطفي شرعي مية بالمية بعكس جوزاها من عادل اللي مفيهوش اي ركن من اركان الحواز متوفر
طب رجوع فريدة لمصر مش خكى عليهم دقصدي هي سافرت عشان جوزها خاف عيها و هي رجعت بعد يومين ويبقى اكيد الخكر لسة قائم
عادل رد فعله هيكون ايه لما يعرف انها مرات اخوه و هي رد فعلها اية لما تعرف انه لسه عايش
بانتظارك و بانتظار مفاجآت جديدة



rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 21-10-17, 09:40 PM   #82

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

سؤال يخص الرواية
هل الرواية خصرية او بتنزل بمكان تاني


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 07:29 PM   #83

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
20

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الور
اولا اعتذار عن تاخيري في المتابعه انشغلت عن قراية الفصول اللي فاتت
و اخيرا قعدت امبارح و انهاردة هلصت كل االي فاتني
و انكشف اللغز و كلعت فريدة هي سلمى و ادم ابن عادل و مصكفى مات بعد ما انقذ خياة فريدة و عادل لكن واضح ان عادل اتجنن و ادمن و لسع خالص
لكن فريدة عاشت حياتها و بنت مفسها معتقدة ان عادل مات
جواز فريدة او سلمي من عادل و مصطفي
انا شايفة جوزها من مصطفي شرعي مية بالمية بعكس جوزاها من عادل اللي مفيهوش اي ركن من اركان الحواز متوفر
طب رجوع فريدة لمصر مش خكى عليهم دقصدي هي سافرت عشان جوزها خاف عيها و هي رجعت بعد يومين ويبقى اكيد الخكر لسة قائم
عادل رد فعله هيكون ايه لما يعرف انها مرات اخوه و هي رد فعلها اية لما تعرف انه لسه عايش
بانتظارك و بانتظار مفاجآت جديدة

عودة حميدة
وحشتينى غيابك طال
جمييييييييييل تحليلك

بس جبتى منين ان ادم ابن عادل
انا بكتب الحلقة وانزلها صفحتى على الفيس وهنا فى نفس الوقت


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 10:52 PM   #84

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمه..السيد مشاهدة المشاركة
عودة حميدة
وحشتينى غيابك طال
جمييييييييييل تحليلك

بس جبتى منين ان ادم ابن عادل
انا بكتب الحلقة وانزلها صفحتى على الفيس وهنا فى نفس الوقت
انا قلبي دليلي بيقول ان ادم ابن عادوله لان الطبيب صديق مصطفى كان هيقول حاحة مهمة تخص سلمى بس الفصل خلص عسان فخمنت انها حامل من دولة الواطي 😂😂😂😂


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 23-10-17, 12:15 AM   #85

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة33: صراع الذاكرة

مشهد غلاف الرواية
تصميم المبدع/ Mohamed Mandoredsea
محمد ماندو
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة33: صراع الذاكرة
أسير وحدى فى الظلام بغابة موحشة..
برودة تسرى بجسدى تدفعنى لضم ذراعاى الى بغية الدفء..
أتطلع لما حولى يمينا ويسارا فى سرعة..
خائفة، أسير بلا دليل..
ثوبى لا يكاد يستر جسدى، فانكمش داخل نفسى بغية الأختفاء داخلى..
خصلات شعرى المتمردة تتطاير بين فينة وأخرى، تدفعنى لتحرير يدى من مرقدها..
أنا خائفة..
أسير بلا وجهة..
لقد سمعت شئ ما..
نبرة الصوت تلك أميزها..
أحاول البحث داخل عقلى عن هوية صاحبها..
عقلى فارغ..
ضالتى به، ولكن لا أستطيع الوصول اليه..
ليس مهما الآن أن أعرف من هو..
أشعر أنه يبحث عنى..
قلبى يدفعنى للذهاب اليه..
ينادينى باسمى، ولكنى لا أستطيع تمييز حروفه..
ظللت أركض، وأركض، وأركض..
ودائما أسقط..
تعبت.. تألمت.. أصرخ باكية مستغيثة به أن يجدنى..
ها هى أرجوحة هناك فوق التلة.. سأذهب اليها لأستريح..
هى بمكان بارز، سأنتظره حتى يصل الى..
وصلت للتلة، وأعتليت الأرجوحة..
تلك التلة مرتفعة عما حولها..
سأراه من مكانى، وهو سيرانى..
هو سيجدنى..
سأنتظره حتى نهاية عمرى..
صوت استطدام معدن بالأرض أقلق منامها المضطرب.. أستيقظت تطالع المكان بخوف.. بأسا على تلك الممرضة الغبية التى أسقطت أحد أدواتها أرضا، فأخرجتها من حلمها الذى يحمل أجابات تبحث عنها.. أقتربت منها الممرضة لتطمأن عليها، فما كان من سلمى سوى أنها فزعت وانكمشت على نفسها بطرف السرير.. تضم ركبتيها بقوة لصدرها، وسط هيستريا بكاء صامت.. أسرعت الممرضة بأحضار الطبيب شريف لفحصها، والذى أنهى الأمر سريعا بحقنة مهدئة أخلدتها لنوم تحتاجه..
--------
ثانية عدت لحلمى، ولكنه أكثر وحشة وكآبة..
البرد ينخر بأوصالى، أسنانى لم تتوقف عن الصك..
عيناى وكأن نارا أشتعلت بهما..
قدماى تؤلمانى، أكاد لا أستطيع السير..
أتلفت يمينا ويسارا بلا هداية..
أحاول أرهاف سمعى لألتقط صياحه البعيد بأسمى..
لم أسمعه هذه المرة..
هل تخلى عنى؟
ترقرقت الدموع نهرا صغيرا يجرى على وجنتيها..
وضعت يدها على فمها، تدارى بها شهقة خوف تملكتها..
تذكرت التلة وأرجوحتها، جابت عيناى الغابة شرقا وغربا بلا نتيجة..
ان وجدتهما فقد يسرت طريقه لاجادى، ولكنى لم أرى أيهما..
أشعر باختناق تحالف مع دموعى ليعجزانى عن التنفس..
مهلا.. مهلا.. هل أتخيل الغابة تنطبق على؟
أشعر بتلك الأشجار تقترب منى كأشباح الظلام..
أنا أختنق الآن بالفعل..
سقطت أرضا ألهث برعب محاولة الصمود..
أحاول النهوض، ولكنى لا أفلح..
وكأن ظلال الأشجار تسحبنى لتبقينى أرضا..
التلة وأرجوحتها هى أملى لملاقاته..
وهو أملى للتخلص من ضياعى..
لم تستسلم..
أحاول النهوض مرة بعد المرة..
نجحت أخيرا، فركضت بلا تردد..
أركض وأركض..
أجوب الغابة بحثا عن التلة وأرجوحتها..
دائما الأشجار تقترب منى لتقييدى، فأركض أكثر..
هاهى التلة، أراها هناك..
ركضت صوبها، وما ان أقتربت حتى سقطت فسحبتنى الظلال ثانية..
قاومت وباسلت للفر منها، أنظر للتلة بعين غريق يلتمس قشة للنجاة..
نجحت ثانية فى التخلص منها..
وقفت متلاهثة الأنفاس..
رفعت يدى لأمسح وجهى، لأتفاجئ على ضوء الليل الشحيح بالدماء تقطر من يدى..
رفعت كلتا يداى أنظر اليهما، كلاهما غارقان بالدماء..
ظللت أبكى وأنوح ألما..
علمت الآن لما لم أسمع ندائه على..
لقد رحل عنى بفعلة يدى..
رحل عن عالم الأحياء..
لا أهمية لا للتلة ولا لأرجوحتها..
لقد تركنى وحيدة هنا..
أنا وحدى بالغابة..
أنا أسيرة ظلال الماضى الآن..
دمه سيبقى ملطخا ليدى..
دمه سيبقى دليلا على جريمتى..
--------
أستيقظت متعرقة، تطالع يداها فى فزع، ترى الدماء تسيل منهما ولا تعلم ما السبب.. تبكى وتحاول الصراخ، ولكنها لم تسمع صرخاتها الحبيسة داخلها..
تسرع الممرضة المرافقة لها بأمر الطبيب شريف عندما فحصها باليوم السابق الى غرفة مكتب دكتور مصطفى لاستدعاء دكتور شريف مرة أخرى.. طرقاتها سريعة متلاحقة، فيأذن مصطفى لها: أدخل..
عنفها مصطفى على طرقها المزعج: ليه الأزعاج ده؟
أسرعت بالأجابة: الحالة اللى فى 7ج رجعتلها نوبة أنبارح يا دكتور شريف.. أعمل أيه؟
أنتبه شريف عندما لفظت رقم غرفة سلمى: هى دى البنت يا دكتور مصطفى..
ثم أمر الممرضة باحضار xxxx الأمس المهدئ.. أستأذن شريف للذهاب اليها، ولكن مصطفى فضل مرافقته للاطمئنان عليها بنفسه..
نوبة بكاء داهمت سلمى، تحاول بعنف مسح يديها بملاءة فراشها.. وكلما حاولت أكثر فزعت أكثر.. ترى الدماء تتزايد على يديها وكذلك على الفراش.. الدماء تطارد عيناها.. تشتم رائحة الدماء، فتشعر بغثيان يصيب معدتها الخاوية، فتفرغ عصارة صفراء تزيد من مرارة حلقها..
دخل كلا الطبيبان غرفتها فوجداها تحك يداها وهى تبكى بحرقة، تطالع يدها برهبة ثم تعيد مسحهما بالفراش ثانية.. وما ان لمحتهما حتى انكمشت فى زاوية السرير، تطالعهما بترقب وعينان زائغتان.. تتلاحق أنفاسها فى توتر، ودموع عرفت طريق وجنتيها سريعا..
وقف مصطفى جوار الباب مستندا على الحائط، مشبكا يديه أمام صدره، مصوبا نظره عليها يدرس حركاتها وسكناتها بدقة.. دخلت الممرضة حاملة محقنا صغيرا، قدمته للطبيب شريف الذى أقترب من مريضته بهدوء، بينما الممرضة سبقته لسلمى لتقديم المساعدة..
اقترابهما منها أخافها، ولكنها ازدادت هلعا عندما رأت الحقنة بيده.. جذبت سريعا ملاءة الفراش المتسخة اليها لتكن حائلا بينها وبينهم، فلمحت يداها الملوثة بالدماء فتركت الفراش من يدها وهى تعاود التدقيق بيدها فى فزع واشمئزاز..
أضطرابها الأخير سمح للممرضة بالسيطرة عليها ليحقنها الطبيب بالxxxx، ولكن منعه مصطفى فى اللحظة الأخيرة: لا يا دكتور شريف..
توقف شريف، فأسرعت سلمى بالهروب من قبضة الممرضة، وبقيت منزوية بطرف الفراش ضامة ركبتيها لصدرها واستمرت بالبكاء..
طالع شريف مصطفى بتعجب: خير؟
مصطفى بهدوء: أنا هتابع حالتها، أتفضلوا أنتم..
غادرا الغرفة، بينما أقترب مصطفى وجلس قريبا منها.. شعرت باقترابه فرفعت رأسها تطالعه بهلع.. سريعا أبتعدت لطرف السرير المقابل، فلمحت من جديد يداها، فأسرع مصطفى بسؤالها: أيدك مالها؟ مش نضيفة؟
نبرة صوته أثارت أنتباهها، هو صوت تعرفه..
أنه الصوت المرافق لأحلامها..
لا.. هى نبرة قريبة..
دققت النظر اليه..
ملامحه تشبه صورة مشوهة برأسها..
تلك الخصلات السوداء الكاحلة، أندمجت مع عينيه السوداوين..
تحاول تذكر هوية ذلك القابع بمخيلتها، ولكن لا يوجد برأسها سوى فراغ تبحث فيه..
كانت تطالع يديها باشمئزاز، وتلك الأفكار تلاحقها، فأعاد سؤاله: دى دم اللى على أيدك؟
ألتفتت له مؤيدة لكلماته برأسها، فتابع: لازم نطهر الجرح بسرعة عشان الدم يقف..
أومأت برأسها سريعا مؤيدة لأقتراحه.. لقد أستطاع بذكاؤه تشتيت أنتباهها فتوقفت عن البكاء ودققت النظر لكفيها..
سيخلصها من تلك الحمرة الشنيعة التى تطاردها..
سيرفع عنها عبئا لا تطيقه..
خرج مصطفى لدقائق ثم عاد سريعا ببعض أدواته.. أستخدم مطهرا وبقطنة صغيرة قام بتدليك كفها، ثم كرر مافعل باليد الأخرى حتى نظفهما جيدا.. واستغل الفرصة ليحادثها: أنتى أسمك أيه؟
قطبت سلمى ما بين حاجبيها، هى تحاول البحث عن أجابة داخل رأسها.. تعرف أن هناك أسما لها، ولكنها لا تتذكره.. قرأ مصطفى الحيرة على وجهها، فابتسم بهدوء: مش عارفة؟
تابع تطهيره ليديها وقد قرر أطلاق أسم عليها: فريدة..
نظرت له سلمى باستغراب، فاتسعت أبتسامته: هنديلك فريدة.. حلو يا فريدة؟
لم تجيبه، ولكن ظهر الأرتياح على وجهها عندما ضمد يديها بشاش أبيض نظيف.. وتابع: كده مفيش دم هينزل تانى..
ثم تابع محذرا: لو شيلتى الشاش هتنزفى تانى، والدم يغرق أيدك، أوعى تشيليه يا فريدة..
كانت سلمى تطالعه باهتمام، فعاد هو لابتسامته: بس الجرح عشان يلم لازم تاكلى كويس وتشربى سوايل كتير.. أتفقنا؟
أومأت فريدة برأسها فى طاعة لأمره..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-17, 12:18 AM   #86

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
انا قلبي دليلي بيقول ان ادم ابن عادوله لان الطبيب صديق مصطفى كان هيقول حاحة مهمة تخص سلمى بس الفصل خلص عسان فخمنت انها حامل من دولة الواطي 😂😂😂😂
احنا هنروح من بعض فين
عندنا ثلاثية
عندنا ثلاثية

3 أجزاء نرغى فيهم براحتنا
وبكرة المجهول يبقى معلوم


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-17, 03:36 PM   #87

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة34: سنوات عصيبة ج(1)

ماضى عادل
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة34: سنوات عصيبة ج(1)
خرج الطبيب شريف بصحبة الممرضة بأمر مباشر من دكتور مصطفى، ليتفاجئ بخروج ممرضة أخرى ركضا من غرفة 3ج تبحث عن دكتور مصطفى.. فسألها: فيه أيه؟
الممرضة بقلق بائن على قسمات وجهها: الحالة عندها صدمة، وقراءات الأجهزة مش طبيعية..
أسرع شريف لغرفة عادل لفحصه، ولكنها دقائق معدودة حتى أستقرت الحالة كما لو لم يصيبها أى أضطراب.. زفر شريف بضيق بعد فحصه للمريض، فالأمر أصبح مؤكد بالنسبة اليه الآن.. عادل سقط بغيبوبة ، وحده الله يعلم متى يفيق منها..
أتجه شريف لمكتب صديقه بآخر الرواق، لم يجده فقرر أنتظاره لأخباره بوضع أخيه الصحى.. وبعد مايقرب من نصف ساعة حضر مصطفى: أنت هنا يا شريف؟
طالع شريف ساعته: أنا هنا من نص ساعة.. كل ده عند البنت؟
جلس مصطفى على مكتبه، وتفوه بهدوئه المعتاد: فريدة..
لم يستوعب شريف كلمات مصطفى: نعم!، هى اتكلمت وقالتلك هى مين؟
مصطفى: لأ..
عبث شريف بوجهه: أمال أيه فريدة دى؟
مصطفى: مجرد أسم مؤقت..
هز شريف رأسه بتفهم: كويس.. كويس..
ثم تابع ليؤجل قدر ما يستطيع تشخيصه لوضع عادل الصحى: أيه تشخيصك ليها؟
مصطفى: مش تشخيص، هى محتاجه لطبيب نفسى.. واضح أنها أتعرضت لصدمة منعتها من الكلام، وبتسرح كتير.. بس هى بتسمع كويس، وبتحاول تتكلم بس مبتقدرش.. أعتقد أن فقدانها للنطق كان من قريب..
تناول مصطفى كوب المياه الموضوع أمامه، ثم أكمل بتحفظ: ممكن وقت متعرضت للأغتصاب..
شريف بعد تفكير: ممكن، ويجوز الدم اللى كان على هدومها كان دفاع عن نفسها..
هز مصطفى رأسه: يمكن، ولو ده اللى عملته تبقى بت جدعة..
أكمل حديثه بعد لحظة تفكير: أكيد طبيب نفسى هيكون الحل الأمثل ليها دلوقتى..
أستخف شريف بكلام مصطفى: طبيب نفسى فى الدور التالت هنا.. أكيد أنت مش دكتور مصطفى الجوهرى..
أرجع مصطفى ظهره للخلف مستريحا على مقعده الجلدى: أهو ده اللى مفكرتش فيه.. أنا مش عاوز أنقلها تحت..
ثم تابع بعد تفكير: هفكرلها فى حل..
--------
تذكر مصطفى أن وجود شريف ليس للسؤال عن حالة الفتاة فسأله: مقولتليش يا شريف كنت مستنينى هنا ليه؟
أطرق شريف رأسه الى صدره وسكت، فانتاب مصطفى القلق على أخيه: عادل فيه حاجة؟
شريف: أنا أسف يا مصطفى، أخوك دخل غيبوبة..
شهق مصطفى، ثم أعقبه بزفير بطئ بينما مشط خصلات شعره بأطراف أصابعه وهو يريح ظهره على مقعده: هيبفوق منها أمتى؟
شريف بحزن: مقدرش أتوقع.. ممكن يوم.. شهر.. ممكن ميقومش منها..
أطرق مصطفى رأسه لينظر أرضا بحسرة: مينفعش يفضل فى غيبوبة.. الواد ده لسه مبدأش حياته..
وبنبرة مختنقة: من كام سنة يارا بنتى كانت مكانه.. سابتنى وماتت
قاطعه شريف: يارا ربنا رحمها.. لو كانت عايشة كانت هتقضى عمرها مشلولة، مفيش حاجة بتتحرك فيها غير عنيها، لكن عادل الأمل كبير فى حالته خصوصا أنه أشارات مخه بتسجل قراءات من وقت للتانى، صحيح عشوائى كأن فيه محفز خارجى بيأثر عليه، أو بيحس بحاجة بيستجبلها، لكن دى أشارة ممتازة فى الوقت ده..
مرارة اجتاحت حلقه فاختنق صوته: لو عادل مات يبقى أنا خسرت آخر حد فى عيلتى..
ثم أبتسم بمرارة: خسرت وريثى.. كأنى بجرى العمر ده كله ورا سراب.. لا مصطفى هيكونله وريث، ولا عيلة الجوهرى هيفضلها سليل..
ذكريات بدأت تجتاح عقله، ففضل البقاء بمفرده: لو سمحت سبنى لوحدى يا شريف.. أراح ظهره على مقعده، ليتنهد بحرقة وقد غزت غصة حلقه فيما ألتمعت عيناه..
--------
طفلا فى السابعة يبكى بحرقة، يجذب أخاه ذو الثامنة عشر من طرف قميصه: أمشى يا مصطفى.. أبعد عننا.. عمو كامل قال أن بابا مش هيرجع تانى، وأنت السبب يا مصطفى..
تسمر مصطفى فى مكانه، فنظر لأخيه بألم وحسرة عاجز.. عادل الطفل الصغير فهم الأمر، وأوجد أبسط حل للخروج من الأزمة.. وجب عليه الرحيل ليفك جده أسر زوج أمه، وينهى أمر اعتقاله: بابا مش هيرجعلى ألا لما تروح عند جدك فى بيته الكبير وتسيبنا.. أمشى يا مصطفى أنت وحش.. أنا مبحبكش..
جثا مصطفى على ركبتيه ليضم أخيه اليه عنوة رغم مقاومته: بس أنا هفضل أحبك يا عادل..
وبنبرة مختنقة تقاوم أنسياب دموعه: هفضل أحبك أنت وأمى..
حاول الأبتسام بينما يغمر أخاه بدفء مشاعره: وبابا مصطفى وتيتة.. بحبكم وهفضل أحبكم..
قبل وجنتى الصغير.. عيناه تلمعان مقاومة للدموع، بينما مسح وجه أخيه بكفه ليزيل أثر الدموع من على وجنتيه.. ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه، وهو يعدل من وضعية ياقة قميص أخيه: خد بالك منهم.. أنا معتمد عليك.. أنت راجل دلوقتى..
تركه ليغادر شقة عمه مصطفى للأبد.. تركه رغم أنصاته لبكاء أخيه ألا يتركه، وندمه على ما قال.. تركه رغم استعطاف جدته له أن يبقى, أو حتى ينتظر عودة أمه حياة.. تركه ليغادر حارته القديمة، التى ولد بها وتربى بين أركانها على يد زوج أمه وأباه الذى أعتنى به منذ نعومة أظافره.. تركه دون وداع لائق بأمه وأبيه.. تركه ليعود لجده لأبيه سليم، ليحمل عبء وريث عائلة الجوهرى الوحيد..
--------
شاب رياضى يرتدى حلة رسمية سوداء كلاسيكية، أزداد أناقة وغموض عندما حجب عيناه بنظارته السوداء.. يمشى سريعا بخفة يعبث بمفاتيح سيارته الحديثة متجاوزا بوابة فيلا الجوهرى بتلك المنطقة البعيدة عن تكدس العاصمة..
بمجرد فتحه لباب السيارة، تفاجئ بصوت أفتقده لسنوات يناديه: مصطفى..
نظر مصطفى باتجاه الصوت بلهفة، يطالع أخاه الصغير.. لقد صار مراهقا فى الخامسة عشر من عمره.. غليظ الصوت، أصبح للصغير الذى كان يحمله فوق كتفه عضلات.. لقد صار ينافسه طولا بعد أن كان قزما مقارنة به.. أبتسم مصطفى لأخيه، بينما فتح ذراعيه لاستقباله..
ألقى عادل حقيبته المدرسية أرضا، ثم قفز بين أحضان أخيه، يبثه شوق سنين: وحشتنى يا مصطفى.. كان نفسى أشوفك أوى.. وحشتنى يا غالى..
ترك عناقه ليسأله بجدية: هترجع معايا يا مصطفى؟
أومأ مصطفى برأسه فى سعادة متجلية بابتسامة واسعة: هاجى يادولة..
عادل برجاء: هتسيبنى تانى؟
هز رأسه نفيا ليجيب بتحمس شديد: عمرى مهسيبك يا واد.. دانت ابنى.. تربيتى..
أنتبه مصطفى لملابس أخيه المدرسية، فوضع كفه على صدغ أخيه يسأله بحنان: عادل أنت عرفت منين أنى رجعت مصر؟ وجيت هنا أزاى؟ دى حتة مقطوعة يا حبيبى!
أجاب عادل بفخر من أنجز مهمة قومية: من سنتين راقبت جدك الكشر..
ثم همس متلفتا للجانب يطالع فيلا الجوهرى بغموض ومرح: وعرفت طريق قصر الأشباح اللى أنتوا قاعدين فيه..
ثم أردف بطريقة مسرحية: وبقيت باجى كل فترة أراقب القصر يمكن تكون رجعت من بلد الخواجات..
ضحك مصطفى بقوة حتى ظهرت نواغزه، وعيناه سابحتان بالمكان حيث أخاه ليتفاجأ بمراقبة جده لهما من شرفة مكتبه.. أرتبك مصطفى لرؤيته، ملامح جده غاضبة.. هو لن يسمح له بالمغادرة، ولا حتى على سبيل الزيارة.. لقد كان واضحا فى شرطه، بقاؤه مقابل حرية عمه مصطفى.. لن يكون سببا مرة أخرى فى عجز أمه، وحسرة أخيه..
تحول وجه مصطفى للقتامة، وقام بفتح باب سيارته.. ظن عادل أن أخاه سيصحبه للمنزل، فتهلل وجهه وحمل حقيبته ثم اتجه ناحية الباب الآخر فى سعادة: يلا بسرعة نرجع الحارة..
ثم هتف بحماس زائد: أمك عاملة صنية بطاطس باللحمة..
أكسى مصطفى وجهه بالجمود: أرجع البيت يا عادل لأمك ولأبوك..
توقف عادل عن السير ليسأله بمرح: أه يا عم خايف العربية متدخلش الحارة.. متخافش الشارع واسع.. فوت أنت بس بقلب جامد..
تجاهل مصطفى كلام أخيه، وتحدث بجمود بينما يستوى بمقعد القيادة: روح زى مجيت يلا..
تفاجئ عادل بتغير أخيه، ورغم أحساسه بتهرب أخيه منه ألا أنه كذب نفسه: مشغول دلوقتى.. هتحصلنى لما تفضى يعنى..
خرج مصطفى من سيارته فى غضب: لأ.. مش هاجى.. هرجع الحارة ليه؟
عادل بارتباك: عشانا..
ضحك مصطفى بسخرية رغم تألمه من الموقف: عشانكم؟
ثم أردف ببساطة: أنا نستكم أصلا.. نسيت الفقر والتخلف اللى غرقانين فيه..
ردد عادل ببلاهة: تخلف!
ثم نظر له باستعطاف: طب تعالى شوف أمى.. أنت وحشها.. وبعد كده أمشى.. أنا مش هجيلك تانى.. وعد..
أقترب مصطفى من أخيه منفعلا، رغبة فى أجباره على التخلى عن التمسك به: يا أخى غور فى داهية..
تفوه بتلك الحماقة وهو يدفعه للخلف فيسقط أرضا، ثم يسرع فيقود سيارته بسرعة.. تاركا أخيه يلملم شتات نفسه، فيمسح دموعه المنسابة.. ثم يقف ليزيل الأتربة العالقة بثيابه، ويحمل حقيبته ويسير بالطريق الخالى وحده كما أتى وحده.. وفى تلك اللحظة يبتعد الجد سليم الجوهرى عن الشرفة راضيا بما آل له الأمر..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 12:53 AM   #88

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الورد
يعني هما اخين مش اشقاء من ام واحدة لكن اي مختلف و ده سبب الهلاف
الجد رافض جواز مرات ابنه يعد موته
و طبعا قرر يحرق قليها على جوزها او ابنها
و عشان كده عادل كرهه مصكفى و فاكر انه وحش و نسيهم
و لسه هنعرف تم العلاج و اللقاء و الحواز بسن مصطفي و فريدة


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 09:42 PM   #89

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد
يعني هما اخين مش اشقاء من ام واحدة لكن اي مختلف و ده سبب الهلاف
الجد رافض جواز مرات ابنه يعد موته
و طبعا قرر يحرق قليها على جوزها او ابنها
و عشان كده عادل كرهه مصكفى و فاكر انه وحش و نسيهم
و لسه هنعرف تم العلاج و اللقاء و الحواز بسن مصطفي و فريدة
تقريبا كده 90% صح


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-17, 10:01 PM   #90

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة34: سنوات عصيبة ج(2)

ماضى عادل
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة34: سنوات عصيبة ج(2)
بعد سبعة سنوات يمسك عادل بياقة قميص أخيه فى منتصف غرفة مكتبه بمشفاه.. كان مصطفى غير متزن من أثر الصدمة، يفكر فى ابنته الراقدة بحجرتها كالأموات، بينما عادل يصرخ بوجهه غاضبا: قتلت أبويا وأمى يا مصطفى.. جى بعد السنين دى كلها عشان تاخدهم منى..
وتمر عليهم ثلاثة أيام لنجد عادل بصالة منزله بالحارة منفعلا.. عيناه حمروان، وقد خطا السواد أسفلهما من أثر السهر.. حالته رثة، غير مهندم الثياب بينما نمت لحيته بشكل عشوائى: فلوسك دى متلزمنيش.. ولا أنت فاكر فيلتك وفلوسك دية هقبلها عوض عن أبويا وأمى..
يحك مصطفى جبهته بقوة لمقاومة ذلك الصداع المرافق له هذه الأيام: أنت وريثى يا عادل.. كده كده كل حاجة بملكها هتكون ليك.. فمفيش مانع تستلم جزء من ميراثك دلوقتى..
ألتفت عادل له غاضبا: مش عاوز منك حاجة.. أمشى أطلع برة.. مش عاوز منك حاجة.. برة..
وقف مصطفى استعدادا للرحيل، وأشار بيده لحقيبته الجلدية الموضوعة على المنضدة الصغيرة أمامه: الشنطة فيها أوراق الملكية، وبيانات حسابك البنكى الجديد..
صرخ عادل بوجهه غاضبا، بينما قذف الحقيبة بعيدا لتسقط أرضا: مش عاوز منك حاجة.. أبعد عنى.. أنت أيه؟ مبتفهمش!
--------
فتح شريف باب الغرفة دون استئذان، فسحب مصطفى من دائرة ذكرياته المؤلمة: لقيت حل للمعضلة.. نسفر عادل بره..
رفع مصطفى رأسه حسرة: يعنى هيعملوله أيه أحنا معملنهوش.. ما احنا الاتنين عارفين أن الغيبوبة ملهاش علاج..
أراد شريف رفع روحه المعنوية: يمكن يا أخى ربنا يبعت الفرج.. هتصل بأستاذى فى لندن وأعرض عليه الموقف..
تحمس مصطفى قليلا: طيب.. كويسة لندن.. هدى هانم هناك، وممكن تفيدنى ولو أنها مبتحبش عادل..
أستأذن شريف للأنصراف، وقبل خروجه أوقفه مصطفى: شريف..
شريف: خير؟
مصطفى: فريدة هتسافر معايا..
نسى شريف تماما أن مصطفى أعطى للفتاة أسما، فقطب جبينه وتساءل: فريدة مين؟
رفع مصطفى حاجباه فى أنزعاج: البنت أياها..
أستغرب شريف تصرفه: ليه؟
مصطفى: يمكن أقدر أساعدها المساعدة اللى مش قادر أقدمها لأخويا.. يمكن لما أساعدها ربنا ينجيه..
أجابه شريف بمضض: ولو أهلها ظهروا؟
مصطفى بهدوء: عادى.. أحنا مستشفى، وبنعالجها..
لم يقتنع شريف بحججه، فهو يرى أهتمامه بالفتاة مضيعة لوقته: طب وهتسافر أزاى وهى معهاش أى حاجة تثبت شخصيتها؟
مصطفى بهدوء: ده موضوع بسيط، هاهتم أنا بيه..
--------
مر حوالى شهر على ثلاثتهم بلندن، أودع مصطفى أخاه بأحد المشافى المشهورة.. لم يرغب بالبقاء بفيلا عمته حتى لا تسأله عن الفتاة المرافقة له.. فقد فضل أبلاغها ببقائه بأحد الشقق المؤجرة القريبة من المشفى ليسهل عليه متابعة ومرافقة أخيه الأصغر.. ورغم تذمرها من فعلته الا أنها شعرت بالشفقة على ذلك الشاب.. فرغم كل شئ هو أخو ابن أخيها رحمة الله عليه..
كانت العمة هدى لا تحب ذلك الشاب عادل، لأن مصطفى أعتبره وريث العائلة.. حاولت كثيرا دفع مصطفى للزواج مرة أخرى بعدما ماتت زوجته وأبنته، واللتان لم تكونا سوا أبنتها وحفيدتها الوحيدة.. لقد أكتفى مصطفى بأخيه عن الذرية، ولا سبيل لتغيير رأيه..
خلال تلك المدة لم يظهر عادل أى تقدم فى وضعه الصحى.. من يراه يظنه خالدا للنوم فى هدوء، ورغم ذلك لم يفقد الأمل فى عودته.. ولربما كانت فريدة صاحبة الفضل فى ذلك دون أن تدرى.. صحبتها كانت بمثابة مسكن من حالة الأحباط الملازمة له بسبب غيبوبة أخيه، خاصة مع تقدم حالتها النفسية..
--------
ألتزمت فريدة بجلسات رتبها لها مصطفى مع أحد الأطباء النفسيين المهرة الذى قدم لها رعاية طبية فائقة، وكم تفاجئ عندما أنتبه فى جلستها الأولى لفهمها حديث الطبيب الأجنبى.. قلت نوبات الفزع والشرود لديها، كما تحسنت صحتها بشكل كبير..
تقارب الأثنان فى تلك الفترة الوجيزة.. ففريدة كانت رقيقة هادئة.. أعتادت خط كل ما يدور برأسها على أوراق دفترها الصغير الذى لا يفارق يدها.. كانت هدية مصطفى اليها ليستطيعا التواصل سويا.. غمرها بعاطفة أبوية خالية من أى مشاعر تشوهها، وقد أستجابت فريدة سريعا كما لو كانت تتوق لتلك المشاعر النقية..
وذات يوم يدخل مصطفى لشقته محبطا من وضع عادل الصحى، فيجلس على أحد المقاعد القريبة ناظرا لموضع قدمه فى حزن.. تدخل فريدة سريعا أليه، فقد كانت تنتظره من الصباح وقد تفاجأت بحالة الضيق البادية على ملامحه.. فأخرجت دفترها، وخطت على صفحة بيضاء: مالك يا مصطفى؟
ثم لمست يده بخفة لينتبه لها، فطالعها بابتسامة جاهد فى أظهارها بينما يلمح بعينه ما كتبته هى: مفيش يا فريدة.. أنا كويس..
ثم حاول تغيير الموقف: أكلتى؟
شعرت بأخفائه شيئا عنها، فكتبت: متزعلش.. أنت مش لوحدك.. أنا معاك..
ناولته دفترها، فتفاجأ بكلماتها البسيطة.. رفع وجهه نحوها فوجدها تطالعه بابتسامة رقيقة، كما لو كانت تحتويه.. لأول مرة منذ سنوات يشعر أنه ليس وحيدا.. هناك من يعتمد على وجوده، ويشاركه يومه..
أبتسم برقة، ودعاها لتناول طعام الغذاء بالخارج، فانزعجت فريدة بشدة.. هى تخشى الناس، وترفض الأختلاط وتتجنبه كما لو كانوا أشباحا يريدون أيذائها.. فتشنجت ملامحها، وهزت رأسها مرارا يمينا ويسارا بانفعال رافضة فكرته.. حاولت مغادرة المكان للاحتماء بجدران غرفتها،حصنها وملاذها..
منعها مصطفى من الهروب عندما شدد بقبضته على مرفقها، فنظرت له بعينين لامعتين ترجوه الا يصمم على هذا الأمر، فما كان منه الا أن حدثها بهدوء: أنتى معايا فى أمان.. محدش يقدر يأذيكى هنا.. كل واحد عايش فى حاله.. محدش هيسألك لا عن اسمك ولا بلدك ولا دينك.. هنا أنتى حرة.. أخرجى للدنيا وعيشى..
أطرقت رأسها خجلا وهى تكتب بمفكرتها، بينما يرى هو ماتخطه يدها: هتسبنى؟
--------
نظر لها مطولا يفكر بأمرهم جميعا.. هى تحتاجه.. أخيه بغيبوبة.. هو وحيد.. فلما لا يفعلها؟.. لما لا يكون أسرة جديدة..
ابتسم بهدوء، وقد قرر ما سيفعله: أنا مش هسيبك ألا لو أنتى طلبتى ده..
ثم أكمل حديثه بمرح: هنزل أجيب حاجة من المول.. قدامك ساعة تكونى جهزتى، عشان هعزمك على أكلة تحفة فى مطعم صغير أنما أيه وصفاته خطيرة..
بعد مرور بعض الوقت خرج مصطفى من المصعد فاتجه الى شقته الصغيرة، وقبل أن يفتحها أخرج من جيبه علبة مخملية حمراء صغيرة ففتحها ليطالع ذلك الخاتم الماسى الصغير بابتسامة واسعة، وهو يتمنى أن يلائم يدها..
دلف لبهو شقته فتفاجئ بفريدة وقد بدلت لون شعرها الطويل من البنى الى الأشقر.. فابتسم لها مشجعا أياها على الأقدام على الحياة، بينما أرتبكت هى فنظرت أرضا فى خجل: حلو جدا، بس ناقص حاجة..
طالعته بحزن، بينما لم تحد عيناه عنها.. فتقدم نحوها بهدوء، ليجعلها تستدير لتواجه المرآة خلفها، وقد أمسك بعض خصلاتها: الشعر ده لازم يتقص..
طالعته بالمرآة برفض، وقد حاولت الأبتعاد عنه فى غير رضا منها عن أقتراحه، فمنعها من ذلك مرة أخرى..
وقد أعد لها مصطفى قبل سفرهم حقيبة صغيرة تشمل بعض ملابس زوجته الراحلة لتستخدمها.. فأكمل حديثه وقد أزدادت أبتسامته: وكمان هنغير طريقة لبسك..
--------
مرت سبعة أشهر كان مصطفى يقضى بعض الوقت بمصر لمتابعة عمله، ولكن أكثر الوقت يقضيه بلندن مرافقا لأخيه ولزوجته التى لا تعرف شيئا عن غيابه المتكرر لمرافقة أخيه فهو لا يريدها أن تحمل عبء نفسيا قد يؤثر على وضعها الصحى ففضل التحجج بقضاء بعض المصالح الخاصة بعمله..
أبدى عادل استجابة حسية عدة مرات، رفعت من معنويات مصطفى كثيرا خاصة مع أنتظاره لقدوم ولى عهده.. وقد كانت مفاجأة بالنسبة له عندما خرج من غرفة العمليات مصطحبا طفله الوليد ليستقبل خبر خروج أخيه من الغيبوبة..
حقا فريدة قدم خير لحياته..
--------
قابع أنا بغيبوبة..
أعلم ذلك..
أسمع همس أخى جوارى، راجيا أياى أن أعود لوعى..
أحاول العودة، ليس من أجله فقط، ولكن من أجلك..
سلمتى..
حبيبتى..
أحاول العودة من أجلك..
أشعر بك صدقينى..
كلما كنتى هادئة أرتاحت نفسى..
وكلما فزعتى أسمع صرخاتك بأذناى، فينتفض جسدى..
أحاول العودة أليكى، ولكن هناك أغلالا تمنعنى..
اليوم صرخاتك متلاحقة، وكأن الموت يطاردك..
أسمع لهاث أنفاسك المتقطعة..
أشعر بروحك المسحوبة، والمختلطة بأناتك..
اليوم أستطعت كسر قيودى..
لن يفرقنا الموت حبيبتى..
سأبحث عنك..
سأجدك حبيبتى..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.