آخر 10 مشاركات
أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          شركة رش مبيدات داخل وخارج الرياض (الكاتـب : الرفاعي فرحات - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد (الكاتـب : تدّبيج - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-17, 10:43 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل التاسع }


هل في قلبك متسع لأحزاني؟ وهل في الليل متسع لجنوني؟ وهل في وطني متسع لتمردي؟ وهل في الموت متسع لموتي؟ وهل في الهذيان متسع لرفضي؟


الأسبوع الثاني من فبراير / بـ السعودية

1 مساء .


تنزل بخطـوات سريعة من على سلم المدرسة ، وبجانبها صديقتها ياسمين ، اليوم كان يوماً متعباً جداً بالرغم من توصيل سلطان لها ..
.. : ها أنتبهي قولي لـ عمي سلطان لا ينسى يوديك بدري عشان موهبة الرسم.
.. : هذا لا روق عمّك.
.. : ترا عمي والله مره حنون وطيب ، بس أنتي قصري لسانك عنه.
.. : أيه مره مره.
ضحكت ياسمين : والله لا خلصتي دراستك ورجعتِ لـ أبوك بـ تشتاقين لـ هذه الأيام .
.. : نشوف .
.. : والله غريب يا إلين أنا أفكر لا خلصت الثانوية أسوي زي نسيم وأدرس بـ نيويورك ، وأنتِ العكس تبغين تكلمين دراستك هنا لين الجامعة ثم ترجعين له.
.. : الشئ الحلو هنا بالسعودية أني أدرس وأتعرف على ناس ، هناك بـ نيويورك أبوي ساجني عن المجتمع لا أكلم مع أحد ولا أحد يكلمني.
.. : آها عشان كذا.
.. : أنا مرة ممنونة لـ نسيم أنها أخذتني هنا ، صح لقيت مشاكل بحياتي من جهة اسمي المزيف ومن جهة أهلكم ومن جهة سلطان وما أنسى أبوي اللي ما كلمته من أربع سنين بس والله مره مبسوطة !
.. : جعلك دائماً مبسوطة ويبعد عنك اللي يضايقونك.
تنهدت : آمـين يا ياسمين.
.. : إلين ، ياسمين !!
التفتو لـ الخلف لـ تستقر أعينهم على القادمة تحمّل حقيبتها على كتفها وشعرها مبعثر ، يبدو أنها دخلت بـ شجار عنيف مع الفتيات كعادتها ..
إلين : يوه حسبي الله من مسوي بك كذا.
ياسمين تزم شفتيها تمنع ضحكتها : والله جلدوك شكلهم.
غصن بـ تأفف : والله ما أخليها فيهم ، يصبرون ويشوفون غصن بنت عبد الرحمن شتسوي فيهم !!'
ياسمين تكتفت وهي تنظر لها بـ إزدراء : وش بتسوي ؟
.. : شرايك أجرب فيك ياسمين.
ياسمين أختبئت خلف إلين : لا شـ.. كراً .
إلين ضحكت ، وسحبت قميصها لتقترب وتعدّل شعرها القصير : راح ينادون أخوك ؟
.. : أخوي حلف ما يتدخل ، بس سواقي الأجنبي بيتدخل أكيد.
ياسمين رفعت حاجبيها بهمس : خليتي زوجك سواق يا غصن !
إلين رفعت حاجبيها بـ تعجب : كيف بتدخلين السواق يكون ولي أمرك !
ياسمين ضربت كتفها بخفة : هو زوجها بس تطقطق عليك يا الخبلة.
إلين بصدمة : أوه من متى ؟
ياسيمن : السنة ذي يوم تخرجت من المتوسط.
غصن : المهم بيجي غصباً عنه ، بس المشكلة الكلب راح يخليني أعتذر لـ الكلاب !
إلين : لو ما غلطتِ ماراح يجبرك.
.. : إلا يجبرني ويفقع عيني لو عاندته.
.. : ترا ما أرضى على ولد خالي لو سمحتم يعني.
بـ قهر : وأنا بنت خالك يا حمار.
إلين : أوه يعني زوجك ذَا يقرب لك !
غصن : لا تقولين زوجي ، ترا بس على الورق والله هو مو زوجي ولا شي كلام فاضي.
ياسيمن : وأزيدك من الشعر بيت تراه متزوج وبعدين تزوج غصن .
إلين : آوه متزوج كمان ؟
غصن ترفع كفها تجاه إلين : بتسكتين ولا كف يخليك تقولي الـ آوه صح !
ياسمين : ولا بعد ترا البنت اللي متزوجها اكبر منها وتدرس بالجامعة عمرها 20 وأنعم من ذَا الغول.
أقتربت لتشد شعرها من المقدمة : والله ما الغول غيرك يا كلبة.
ياسمين وهي تخفض رأسها لجهتها لكي لا تؤلمها بشدة : ولا بعد يحبها ويموت عليها ، ومآخذ غصن غصب عنه.
بـ قهر قد حبسته لـأشهر : يـاسمين !!
ياسمين صرخت بـ إنفعال عندما شدّت غصن شعرها وتساقطت بـ الأرض ..
إلين تبعدهم عن بعض : هيه غصن وخري عنها قطعتي شعرها !!
.. : عبد الرحمن الروس ، عبد الرحمن الروس.
أبتعدت عنها وهي تسمع أسم أبيها ، كم تمنت أن تخرج وتجده أمامها ، تحتضنه وتشكي له ما فعلوه بها ، كم تمنت !
ياسمين تُمسح على جذور شعرها بـ بطء : حيوانه حسبي الله عليها قطعت شعري.
إلين خبطت رأسها بـ يدها الصغيرة : تستاهلين أكثر ، وش الكلام اللي قلتيه والله أني حسّيت بقهرها !!
ياسمين : وتستاهل هي بعد ، لو أنها بنت عاقلة كان عرفت تتصرف مو متزوجة عشان يوصلها المدرسة ويرجع ومسميته سواق بعد !
إلين تدفعها من كتفها بـ سبابتها : وأنتِ شعليك فيهم ؟ زوجة وزوجها وش دخلك بينهم ها ؟
ياسمين : أنا مو قصدي أتدخل بينهم بس ما بي هذيك الشينه تتحكم فيه ، غصن بعد لها حق فيه.
إلين بغرابة : ياسمين لا تتدخلين بحياة غيرك أريح لك.
تمتمت ياسمين بـ نرفزة وبحلطمة ، لـ تبتسم لها إلين من خلفها ..

-

نيويورك / 5 فجراً .

أستيقظ من نومـه فجأة ، يشعر وكأن هناك من أيقظه ، لازمه شعور فرحة غامرة ، رأى وجهها في منامه ، أحتضنها سريعاً ، قبّلها بعمق ، همس لها بـ " أشتقت لك " ، فعل كل هذه في لحظة ، خشيت أن يستيقظ من الحلم دون أخبارها بـشوقه لها ، أسترخ على ظهره وعينيه تتأمل سقف غرفته ، مرر يده يسار صدره ، شعر به يخفق بـ جنون ، أغمض عينيه بسرور ، حاول إعادة النوم لتعيد صورتها وهي بين أحضانه ، لكن لم يستطع ..
.. : بحر ! .
التفت لـ ينظر لها ترتدي قميصاً نوم عاري لا يسترها كعادتها كل ليلة ..
أغمض عينيه سريعاً : لتين ، لا أرغب بـ شئ قبل أن تطلبين.
لتين أبتسمت ساخرة : لماذا ؟.
بحر أقفى عنها متجاهلاً ..
.. : هل تفكر بها ؟
أغمض عينيه ..
.. : ما زلتّ تحبّها بحر ، نسيم ما زالت بقلبك !!
أقتربت عندما طال صمته ، سحبت الغطاء عنه بقوة ، وبعنين حادتين غاضبة رمقته ، تجاهلها وهو ساكن بـ وضعيته ، صرخت بـ إنفعال وغضب مسيطر !
.. : أعلم أن ما أطلبه يهين كرامتي ، وتؤلمني عندما ترفضني هكذا ، بحر أريد علاقة صادقة ، علاقة زوجية حقيقة ، سنتين وأنا أصمت عنك ، تنام بغرفة وأنا بغرفة ، ولا تتكلف بالمجئ فقط لـ السؤال عني ، أدخل غرفتك يومياً أتفقدك أغسل ثيابك أرتب سريرك وأصنع لك الأكل وأنتظر وقت عودتك لمنزل ، أهنت نفسي لك أيضاً كل ليلة لـ النوم معي ولكن ترفضني دون أهتمام بمشاعري ، اذ كنتّ لا تريد هذا الزواج قل لي !!
فتح أخيراً عينيه الداكنتين وبصوت جامد خالي من أي نبرة : لا أريد ، متى سنفصل ؟
أتسعت عينيها بصدمة : هل تتكلم بجدية ؟
بحر ببرود كالثلج : نعم لتين ، أحبّها وأفكر بها وما زالت في أعماق قلبي لم ولن أنساها !
شعرت وكأن داخلها يحترق عندما سمعت أجابته لـ السؤال الذي تجاهله بـ الأول !
أكمل وعينيه تنظر لها بحزن : أنتِ زوجتي صحيح ، ولكن أشعر أني أخونها أن فقط جلستِ على هذا السرير ، أنني مغرم بها لتين ، لا أستطيع فعل أي شئ بدونها أو بوجودها حتى !
أمتئلت جفنيها بالدموع ، من كلماته الصادقة ، بللت شفتيها بـ قهر وغّل ، سحب الغطاء من بين أناملها ، وأقفى يكمل نومه ..
.. : قلت لي ، أنك لن تحبّها ، سـ تستغلها فقط !
قال بنبرة مهمومة : أحببتها وأستحق ما يحدث لي.

نظرت له وهو بـ وسط السرير مستكن والغطاء يخفي وجهه ، نزلت دموعها على وجنتها ، كتمت شهقتها وخرجت ..

نهض من سريره بعدما تأكد من خروجها ، لـ يصلي الفجر ..
-
بـ السعودية / 5 مساء .

أستيقظت من نومها بـ كسل ، وقفت ونزلت من سريرها ، متجهة لـ دورة المياه ، أغتسلت سريعاً وتوضأت لـ تصلي صلاة العصر أنتهت ، وأقتربتّ من خزانة ثيابها ، أخرجت لها بدلة رياضية وجاكيت واسع بـ اللون الأسود ، أرتدهم سريعاً ، رفعت شعرها القصير بـ ربطتها الحمراء وضعت السماعات أشغلت أغنيتها المفضلة "The Greatest "
خرجت من غرفتها بـ خطوات سريعة ، لمحته بعينها يجلس بجانبها بـ صالة الجلوس ، تجاهلتما خارجة من المنزل بـ أكمله ، وصلت لـ الحديقة وضعت الجاكيت بـ الكرسي الخشبي ، وبدأت الركض حول المنزل ، ظلّت تركض وصوت سيا يتناغم بـ عقلها ، وكأنه يرتب لها أفكارها ..
.. : غصن !
توقفت خطاها بعد دورتين من الركض
التفت خلفها لتراه يقف موجه عيناه لها واضعاً يديه بـ بجيب البنطال الكحلي ..
غصن من حيث ما وقفت : أذا بخصوص سالفة اليوم ، يا ليت لو تأجلها لأن والله مو فاضية لك !
.. : مب أنتِ اللي تحددين الوقت اللي بتكلم فيه ، وتعالي بسرعة لـ مكتبي.
.. : شايفني فاضية أنتّ ؟
.. : وش اللي مشغلك يا آنسة ؟ يومك كله يروح بـ الركض حول البيت ، مافيها شي لو خسرتِ من وقتك الثمين ساعة نتفاهم بـ مشكلتك اللي مسويتهاا بالمدرسة.
وضعت يديها حول خصرها : ها قلتها مشكلتي يعني مالك أي داعي فيها ، يلا رح لـ زوجتك بس وخلني أنسى همومي بالله.
أقترب منها بخطواته : وش هي همومك إن شاء الله ؟
بعينين ثابتة نظرت له : أولها أنت وثانيها أنت وثالثها أنت ، الله ياخذ اليوم اللي أخذتني فيه ، كانك زدت همومي هموم.
سحب ذراعها لـ يلويها خلف ظهرها بعنف ، وضع ذقنه على كتفها ..
وبتهديد همس لها : لسانك يا غصن لسانك .
ركلت ساقه بـ ساقها بقوة لـ يبتعد عنها ..
بـ إنفعال : مالك دخل فيني يا وسام مالك دخل بمشاكلي وحياتي وآموري ، رجاء لا تتدخل فيني ، لا والله يا وسام أحرقك وأطيّر لك عقلك وعقل زوجتك اللي أبلشتنا فيه عشان دراستكم في جامعة آمريكية.
رفع وسام حاجبيه بـ تعجب : والله !
أقتربت لحين تلامس جبينها بـ جبينه ..
.. : أي والله ! ترا ما أنصحك فيني.
وسام ضحك ورجع بخطوات لـ الخلف : لا كذا خفت أنا .
زمت شفتيها بـ نرفزة من سخريته : تتدخل وشوف شسوي بس .
وسام ببرود وهو يقفي عنها متجه لـ داخل البيت : نشوف يا غصن هانم.

أشغلت الأغنية مرة أخرى وعادت لـ الركض بـ قوة أكبر وسرعة ..

من دخوله ، نظر لـ زوجته رحاب ، ترتدي عباءتها وتقترب منه بـ غنج !
.. : خلصت حبيبي ، نروح الحين ؟
.. : يعني لو قلت لا بتقعدين ؟
بـ تمثيل : لا عادي يعني.
وسام جلس على الأريكة : ما أقدر أطلع كل ليلة يا رحاب ، كيف أترك غصن في البيت لوحدها ؟
رحاب : ومن قال أنها لوحدها ، معاها أنانا " الخادمة " .
وسام : أنتِ عارفة أنها ما تحب أنانا وقبل يومين بغت تقتلها !
رحاب : أجل المشكلة في بنت عمك ، أنانا مرة محبوبة والله.
وسام : أدري عشان كذا لازم أكون معاها .
رحاب بضيق جلست على الأريكة بجانبه : لا والله ! وسام لا تنسى أنك وعدتني أنك بتتزوجها وتطلقها في عمر الـ 20 !!
وسام بحدة : وأنا على وعدي ، بس هي في مرحلة محتاجة أخ أو صديق بجنبها ، ولا أنتِ ولا خواتي تبون تساعدونها ، فـ شسوي بالله عليك !
رحاب بـ إنفعال : أصلاً زواجك منها كان غلط ، ليه ما خليت أخوها يزوجها صديقه ؟ وشوله تدق صدرك وتتطلبها .
.. : رحاب بالله أسكتي وخليني مرتاح ، طلعة اليوم ما راح نطلع ، بنقعد أقلها أسبوع معها .
رحاب وقفت بـ نرفزة : خل غصن تنفعك يا وسام ها خليها تنفعك !!
أغمض عينيه بـ إرهاق ، فقد كان وسام من أشد المعارضين لـ الزواج المتعدد ، والله بلاه بـ الثنتين !

-
بـ نيويورك / 9 صباحاً .

‏John F. Kennedy International Airport

أتى جميع أصدقائه الثلاثة لـ توديعه ، أحتضنه سعود ومن ثم عمر وأخيراً بحر ، لاعبوا أبنته الصغيرة وقبّلوها ، أشارو بـ وداعاً لـ ديانا التي أبتسمت له محتضنة أبنتها ..
.. : لا أوصيك يا خالد باللي طلبته.
.. : أبشر ما عليك ، أنتظر مني أتصال !
عمر : افف بتوحشني نسوم.
سعود حاوط كتفه وهم خارجين من المطار : المفروض اللي بيوحشك خالد وش دخل البنت ؟
عمر بملامح لا مبالية : خالد مقابل وجهه من خمس سنوات عاد من زين الوجهه ، أما نسيم وجهه جديد وكيوت و أوف يا قلبي .
سعود ينظر لبحر السارح ينظر لـ العابرين : نسيم البحر ، نسيم الخالد ، نسيم العمر ، نسيم السعود ، نسيم الوسام ، لو كل واحد منّا سمى بنته نسيم !
بحر رمقه بنظرة ..
عمر أتسعت إبتسامته : شكل سعود ناوي له كف يقلب ملامح وجهه يا بحر.
.. : وأنا مستعد له ، ما أرده والله.
سعود بـ إستفزاز : إلا يا بحر ما دريت ، عمر أنخطب !
صعدوا السيارة ، وملامح بحر المصدومة ، و وعلامات الضيق بوجه عمر ، وضحكة سعود الصاخبة ..
.. : أنخطبت ، وش شايفني بنية عندك ؟
.. : أفُ مو مصدق عمر صدق اللي يقوله ذَا الخبل ؟
.. : أيه الله لا يوفقه الكلب كله من دعاويه.
.. : مبروك يا أخوي ، وأخيراً ما بغيت !
.. : الله يبارك فيك ، ولا ما ودي بالزواج هالفترة بس الوالدة الله يهديها.
سعود بخبث : وأصبر أنتّ لا تبارك له ، يمكن البنت بترفضه !
عمر التفت لـ المقعد الخلف حيث ما يجلس سعود ..
.. : وهي يحصلها أنا حتى ترفض !
سعود يفتح مشروب غازي بـ درج السيارة : المهم ، أرسلت لك صورتها ، حلوة شينه ، سمينة نحيفة ، بيضاء سمراء.
عمر التفت بـ جسمه كله له : وأنت شدخلك في شكلها ، بتتزوجها وأنا مدري !
سعود ببرود وخبث : أيه يمكن ، لو ما عجبتك ولا ما أعجبتها ، وصّها علي.
عمر بـ إنفعال قفز لـ المرتبة الخلفية ، يضرب سعود بـ كل ما وقعت به يده ، وسعود يضحك بـ إستفزاز ، أبتسم بحر لهما ..




/ يتبـع /





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:51 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل العاشر }


صديقك الحقيقي هو من يعرف ماهو شعورك في أول دقيقة عندما يلتقي بك علي النقيض من بعض الأشخاص الذين تعرفهم منذ سنين طويلة
- ريتشارد باتش .-


الأسبوع الثاني من فبراير / السعودية .
الساعة السادسة صباحاً ..

بالصالة الداخلية ..

مسترخي على الأريكة وبيده هاتفه ، يراسل أبن أخيه ، لـ يتفقا بـ موعد هذا الصباح ، رفع أنامله مبعثر خصلات شعره بـ ملل .
وبنبرة منزعجة صارخة : ساعتين وما خلصتي ، بتجي سبعة يا بنت !
سمعتهُ بـ غرفتها ، عبست ملامح وجهها بغضب من أزعاجه المستمر لها ، تحاول أدخال الحلق بـ أذنها متجاهله نداءه له ..
أدخل هاتفه بـ جيبه ، وقف بطوله ، محذر بنبرة صوته ..
.. : أنا بروح شوفي لك أحد يوديك والله أخرتيني.
حذفت المشط أمام تسريحتها بـ غضب بعدما أنتهت ، خرجت له ، متخصرة بيدها عاقدة حاجبيها الرقيقن ..
.. : كان من أول قلت أنك ما راح توديني ، مو يوم راحت نسيـم !!
.. : ما دريت انك بتاخذين ساعتين تتجهزين !
أتسعت عينيها بصـدمة : وش ساعتين ترا ساعة بس !
سلطان بـ برود : ضيعت من وقتي الثمين ساعة.
.. : الله على وقتك الثمين ذا ، الشرهة مو عليك علي أنا اللي صدقت أنك بتوديني ولا أنت من متى توديني وتتحملني بعد !!
.. : عشان طوالة لسانك هذي ما ني موديك.
رمت يدها بـ الهواء علامة الآمباله : وكأنك بتوديني لو قصرت لساني الحين.
راقبها تدخل لغرفتها وتصفق الباب خلفها لـ يصدر بصوت عالي ومزعج تشتم وتلعن بـ اليوم الذي عرفت سلطان به ، وخرج هو من المنزل متوجه لـ سيارته الملونة ، نظر لـ أبناء الجيران يراقبون منزله بـ عيون متفحصة ، وقف وقفة مايلة يرمقهم بنظرات حادة ..
.. : مضيعين شي لا سمح الله ؟.
حسام : لا ولا شي.
.. : ها كل واحد على مدرسته اشوف !
رامي : إلين ما راح تروح لـ المدرسة ؟
بنبرة غاضبة : وأنت شدخلك بـ إلين ، تروح تقعد تموت تعيش ؟
رامي تحدث بخوف : لا بس هي قالت لنا يمكن أنت تسحب عليها .
حسام : طلبت منّا نستناها تروح معانا !
سلطان رفع حاجبه : والله !
حسام : أيه والله.
سلطان تقدم بخطواته لهم وأبتعدو هم خطوتين لـ الوراء : ها كل واحد ينقلع لـ مدرسته لا أعلم أهاليكم عليكم ، إلين ما عادت صغيرة حتى تروح معكم عـادي ، البنت كبرت وتحجبت سامعين !!
رامي : بس حرام هي داخلة بـ مسابقة ولازم توصل بدري قبل الساعة 7 .
حسام : وأنت شوفك أصلا بتسحب عليها.
ضحك سلطان بسخرية مغتاظ منهم ، أشار لـ حذائه الرياضي : شفتو هذي تراها جديده ، والله ثم والله لو ما انقلعتو عن وجهي الحين لا أضرب وجيهكم فيها !!
رفع رامي بلآ مباله : ما راح أتحرك ألا وإلين معاي !
أقترب سلطان منهم يشد شعورهم الكثيفة بقوة وضرب رأسيهما ببعض ، نظر لهما بتحذير أخير ..
.. : بتروحون ولا أخلي أهاليكم يبكون عليكم ؟
التفت الجميع لـ صوتها الشاهق بصـدمة ..
.. : سلطان وش فيك عليهم ؟.
رمقها بـ نظرة غاضبة عندما رأى حجابها بيدها وشعرها منسدل على كتفيها ، وأعين حسام ورامي عليها بـ إبتسامة لـ الدرجة التي نسو أن شعورهم بـ قبضة العنيف سلطان ، شدهم بقوة ودفعهم لـ الشارع إتجاه منازلهم .
.. : كم مرة أقولك لا تطلعين من البيت الا وحجابك فوق رأسك يا إليين !!
رفعت كتفيها بـ براءة تمد له الحجاب : نسيم هي اللي تلبسني إياه قبل اطلع بس طلعت بدري من الساعة 5 الفجر.
أخذه من يدها وهو ينظر إليه بـ إستفهام : يعني ؟ .
أبتسمت إبتسامة واسعة لـ الحد الذي بان صف أسنانها : لبسني الحجاب !
سلطان رجع خطوة على الوراء بعدم إستيعاب : أنا ؟
سحبت الحجاب من يده : خلاص اذا ما تعرف مو لازم حجاب.
سحبه من يدها بقوة مبتسم على جنب : وهذا اللي تبغينه ؟
تأففت بـ ملل من عناده المتواصل لها ..
حاول لف الحجاب على وجها بطريقة عشوائية غبية ، نظر لها ورأى شعرها ظاهر ، عاد يفتحه ، لـ يثبته مرة أخرى لها ..
إلين ضربت الأرض بـ نفاذ صبر : سلطان خلاص مو لازم الساعة صارت 6:49 متى أوصل لـ المسابقة !!
سلطان عض على طرف شفتيه مبتسم : تحلمين تروحين معي وأنتي مو لابسة الحجاب !
شدت على شفتيها بغيض : أفُ أفُ !
أنتهى أخيراً من لفه بـ طريقة أغبى من الأولى ..
سلطان يتفحصها بنظراته : أمم مو واضح شي حلو ، يلا بسرعة.
إلين تنهدت بـ ملل : أخيـرا ً !

_

{ بـ المقهى النسائي .. }

تجلسُ بجانب صديقتها ، وطفلة صديقتها بـ حضنها ، سمّيتها نسيـم ، تحتضن نسيم بقوة لها ، وتهمس لها بـ أنها صاحبة أجمل أسم بما أنه أسمها ..
.. : خلاص هاتي البنت ، وجـع بسولف معاك ، أنا صديقتك مو هذي !!
نظرت لها مبتسمة بحُب : وهذي قطعة منك كأنها بنتي ، أنتِ خلاص طول السنين مقابلتك ما تغيّر فيك شي !
ديانا سحبت طفلتها من بين قبضة نسيم ، و وضعتها على الحمّالة بـ جانبها ..
عادت تحتضن صديقتها بقوة : يمّه نسيم مرة تغيرتِ صايرة أجمل بكثير من أخر مرة !
أبتسمت لها بسرور : البعد يغيّر حاجات كثيرة .
ديانا ميلت شفتيها : وليتها خلتك تنسين البحر اللي لعب بنفسيتك !
نسيم : كيفه ؟
ديانا بغيض : طوالي كيفه ؟ ما قلتي الا أشتقت لك ديانا ولعبت مع البنت وما سألتي عن أحوالي !!
نسيم تضرب كتفها بـ مزح : ياه ديانا أنتي قدامي بخير وما عليك خلاف عن أيش أسأل بالله ؟ يلا بسرعة قوليلي شخباره ؟
ديانا رمقتها بـ نظرة : بخير وما عليه خلاف !
نسيم تحتضن كفيها بضحك : فكينا من الغيرة وتكلمي عنه.
ديانا رفعت عينيها بـ نفاذ صبر : وأنا صادقة بخير ، ودعونا بالمطار أنا وخالد وراح لـ شغله.
نسيم : بس ؟
ديانا : بس !
نسيم بـ زعل مدت شفتيها : أنتِ ليه ما تتكلمي بالتفصيل بالله ؟.
أتسعت عيني ديانا : وش تفصيله ؟
نسيم تأشر بيديها ببراءة : يعني قولي وش كان لابس وقتها ، مبتسم حزين معصب مروق ، الكلمات اللي قالها حرف حرف !!
ديانا ضحكت بـ سخرية : هالله هالله لا عادها من سالفة ان كان قلتلك بعد وش الجزمة اللي لبسها بعد.
نسيم أشارت بـ رأسها : أيوه قولي أيش فيها يعني ؟
ديانا رمت يدها بـ الهواء : والله مدري وش قال بالظبط لخالد كنت بعيدة عنهم ، وبعدين علاقتي مع بحرك متوترة يكرهني وأكره حتى ما ودعني بـ يده زي الباقين.
نسيم أبتسمت بحُب : عمري هو.
أنفرج فم ديانا بـ صدمة : أقولك ما ودعني من كرهه لي.
نسيم وضعت كف يدها على وجنتها بـ هيام : ثقيل يا قلبي مو يعني يكرهك بحركاته.
أرتفع شفتيها بـ بغيض من حبها المجنون لـ بحرها !
ديانا : كلميني عن حياتك يلا بدون اختصارات .
نسيم رفعت كتفيها ببرود : ولا شي زي ما قلت لك.
ديانا ميلت رأسها وعينيها تستقر بعين صديقتها : ليه ما تتزوجين وتعيشين حياتك تجيبين عيال وبنات وزوج يحبك حياة مستقرة لوحدك.
.. : مقدر أكمل حياتي مع شخص غير بحر !
.. : جربي وش بتخسرين يعني ؟
.. : مقدر حتى أخوض تجربة زواج من أي شخص حتى لو كنت أرغب بـ هالشخص مصيري متعلق بـ بحر ، بحر وحده من يخلصني منه.
ديانا بغيض : يا ذا البحر جعله اللي ماني قايله ، ساحرك هو ، معميك عن الكل لدرجة أنك تبغينه يخلصك من نفسه مو تخلصين نفسك منه.
نسيم بـ برود : بالله ديانا خلينا نوقف نقاش عن بحر ، ما نجيب أسمه الا وتخاصمنا ، دوبنا شايفين بعض.
.. : طَيب تخيلي معاي الحين ، لو شفتي بحر مرة ثانية ، متزوج وبمنصب كبير وعنده اولاد ، أيش بيكون شعورك ؟.
صمتت نسيم لـ وهلة لـ تخيّل ما قالته ديانا ،هي لا تستطيع الزواج من غيره حتى لو رغبت بذالك ولكن هو ؟ .
.. : ها ؟
هزت رأسها نافية من يحدث ذلك : ما راح يتزوج !
زمت ديانا شفتيها : واذا تزوج .
نسيم بـ إنفعال شديد : ما راح يتزوج غيري ما راح يسويها يا ديانا !!
ديانا ببرود : للاسف نسيم , بحر تزوج من سنتين .
أتسعت عينيها بـ صدمة وأنفرج فمها بـ عدم إستيعاب ..
أكملت ديانا : عشان كذا لازم أنتِ تشوفين حياتك وتنسين بحر كلياً .
.. : من جد تتكلمين ديانا ؟
.. : ايوه.
أمتئلت عينيها بالدموع : مستحيل .
ديانا التي تراجعت عن قول الحقيقة خوفاً على نفسيتها المتدمرة الضائعة : امزح امزح ما صار !!
تنهدت نسيم بـ ضعف وإرهاق ، مجرد التفكير بـ الموضوع شعرت وكأنها سـ تموت !
_

{ عند إشارة المرور .. }

سيارتهم تقف بالمقدمة ، أنتبه عليها وهي تفرك يديها بـ بعض بـتوتر ، وعينيها تراقب إشارة المرور بـ علامتها الخضراء ، تحرك بـ سيارته ، وأنعطف على الجانب الآيمن !
.. : ما راح تنزل معاي ، كلمهم من عند المايك مدري المكروفون المهم لا تدخل معاي.
.. : لا يـ قلبي بدخل معاك واذا كنتِ غلطانة بتعتذرين غصباً عنك !
التفت لـ تنظر له بـ غيض : مالك دخخل فيني يا وسام ، مراح أعتذر لهم أبداً ،لا تفكر أنك بتقدرني هالمرة.
.. : والله ؟
.. : اقسم بالله ما راح اعتذر لهم.
أوقف سيارته بـ المواقف ونزل معها ، أقترب منها وأمسك بيدها بقوة وعبرو خط التقاطع ، دخلت لـ المدرسة ، وبقي وسام مع بواب مدرستها ..
البّواب : شتبي واقف هنا يا الأخو ؟
وسام بـ برود : شدخلك أنت .
.. : الأخلاق ماش من صباح الله خير ، ليكون بنيتك من اللي تضاربو بالثانوية ؟
.. : كثار اللي تضاربو أمس ؟
البّواب أبتسم بـ مكر : شدخلك أنت.
ضحك وسام بـ خفة : معليش يا عم بس عندي مشاغل وأنتكبت بـ سالفة البنت ، وكأن ناقصني هموم لـ تزيدها علي بـ مشاكلها .
.. : تحمّل يا ولدي هي توها بـ عمر المراهقات ، مرحلة مجنونة تسوي اللي تبيه ولا عليك من أحد ، مالك ألا أنك تحتوي بنتك بـ هالعمر وتراعيها .
.. : ماهي بنتي يا عم ، تكون زوجتي !
.. : زوجتك !!
أخفض وسام رأسه بـ ضحكة مخفية من صدمة البّواب .
.. : هالله يعينك يا ولدي عليها ويهديها !
.. : آمين .
أنتبهوا لـ صوت اللآسلكي بـ صوت المديره التي في أخر خمسيناتها ..
.. : لو سمحت يا أبو سعد دخّل ولي أمر غصن عبد الرحمن الروس في مكتبك وأنا حالاً جاية .
.. : أبشري ، من هنا يا عبد الرحمن الروس.
.. : وسام الروس ، أبوها عبد الرحمن.
دقائق سريعة مرت بـ لمح البصر ، لـ تدخل المديرة وبجانبها غصن ، أشارت المديرة لـ البّواب بـ الخروج ، لتفتح غصن حجابها سريعاً مختنقة منه ..
.. : بقولك يا أستاذ وسام اللي صار ولَك الحكم بما أنك ولي أمرها !
أشار وسام بـ نعم لتكمل حديثها بـ نظرة خانقة لـ غصن التي جلست تضع رجلاً فوق الأخرى غير مبالية بما يتحدثون ..
.. : بالفسحة جوني خمس بنات مضروبات من قبل زوجتك المحترمة ، ما قدرو عليها وجو أشتكو ، جبتها لي أسئلها أيش صار ؟ قالت لي ضايقوني وضربتهم ، بكل برود ولا كأنها سوت شي غلط ، بنت من اللي ضربتهم أحرقت وجهها بـ الكوفي الحار وتقدر تروح لـ المستشفى القريب من هنا وتشوف وتتفاهم مع أبوها ، والثانية رجلها أنكسرت بـ بسبب زوجتك اللي دفتها لـ الدرج ، وأعيد أقول ذي مو أول مرة يا أستاذ وسام !
التفت وسام لها ضائقاً ، ترمق مديرتها بـ نظرة متعجرفة حاقدة ، ترفع حاجبها الرقيق بإعجاب ، ميلت شفتيها جانباً بـ سخرية ..
.. : طَيب يا أستاذة نورة ممكن تتركينا نتفاهم شوي !
.. : لك اللي تبيه .
.. : وش سبب ضربك لهم يا غصن !
.. : قالت لك العجوز ، ضايقوني وضربتهم.
.. : بـ أيش ضايقوك طَيب ؟ مافي تفاهم قبل الضرب ولا تأقلمتي على تربية الشوراع مع أهل أمك !
نظرتُ له بغيض : أحترم نفسك يا وسام ولا تغلط على خوالي ، مو عشانك عايش بـ قصر والفلوس متناثرة حواليك تشوف نفسك عليهم ، ترا أنت والكلبة زوجتك كنتو عايشين بـ مكانهم !!
بنظرة حادة مرمقها : أقلها عرفت أدرس وأشد على حيلي وأوصل لـ المستوى اللي أنا فيه ! مو خالك هاني اللي يطلع الصباح من السجن ويرجع له الليل بمشكلة ثانية .
ردت عليه بـ إنفعال : قلت لك لا تغلط يا حيوان .
أقترب منها واقف من كرسيه أمامها : لسانك أمسكيه لا قطعته لك !
وقفت هي بـ تحدي يشع من عينيها : لسانك يا وسام أمسكه عن خوالي لا قطعته لك !
مالت شفته السفلية بـ إبتسامة ساخرة من عناد تلك المراهقة التي تود بـ أن تفقد له عقله ..
.. : أدخلي لـ مدرستك وأعتذري لـ البنات الموجودات وأمهاتهم ، وأطلعي نروح لـ المستشفى وتعتذرين على البنتين اللي هناك !
.. : اذا كنت حاس نفسك غلطان عليهم روح أعتذر لهم لوحدك ما راح اعتذر لأحد أنا .
قبض بكفه على ذراعها بقوة وبتحذير همس : غصن !
ببرود رغم الألم الذي تشعر به : ما بي أعتذر لأحد !
سحبها بقوة لتقترب منه ، رمى حجابها على وجهها بغضب ، ساحباً لها من كفها لـ تدخل داخل المدرسة ، مستلمتها المديرة من الداخل !
.. : روحي أعتذري لهم بسرعة وأطلعي أنتظرك.
ردت بـ إنفعال وغضب سريع : ما راح اعتذر لأحد واللي خلقني ما اعتذر مو هالمرة راح أسمع لك يا كلب ، مغرور وشايف نفسه على ولاشي ، بس لأنك درست برا يعني ؟ الفلوس اللي تحت رجولك ما جات من تعبك يا المريض ، جات من عمي يوم مات والأرض اللي بعتوها وسيارته ، خالي هاني يوم دخل السجن ما دخل عشانه سكير ولا حرامي ما دخل الا بسبب اخوك الحقير والأرض اللي بينهم !
من خلف الباب يقف وسام الذي شدد من قبضة يده بقوة بغضب ..
.. : أطلعي بسرعة.
غصن ببرود وهي تلقي الباب ظهرها : ما راح أطلع إلا نهاية الدوام ، اذا كنت موجود تعال خذني واذا مو جاي عساك لا جيت.
المديرة التي تنظر مذهولة لـ ظهر غصن البعيد ..
.. : والله لو ما جيتي الحين يا غصن لا ..
المديرة بـ همس : دخلت المدرسة يا أستاذ وسام.
بلل شفتيه ، محاولاً تهدئة نفسه ، توجه لـ الشارع ، نحو سيارته الكحلية ..
_

[ نيويورك .. ]
الساعة : 11 ، مساء .

يجلس على أحد كراسي المقهى ، بمكانه المعتاد ، وأمامه كوب من القهوة المُرة ، يتأمل بالكرسي الذي مقابله ، خيّل له بأنه تجلس أمامه وترتشف من كوب قهوتها الحالية ، وتبدأ بـ إنتقادها لـ قهوته المُرة ، تبعد خصلات شعرها عندما تسقط على وجهها ، يرتفع حاجبها الرقيق ساخر من فلسفته السخيفة ، تميل شفتيها بـ إبتسامة جانبية من ثقته بـ نفسه ..
.. : ليست هنا !
التفت لمصدر الصوت الصادر من عمر وبنفس اللهجة : من تقصد ؟
.. : تفكيرك بـ نسيم بـ يجننك يا بحر ، أحمد ربك أني لوحدي لاحظتك وأنت تضحك للكرسي الفاضي ، ولا انفجعوا منك الناس.
.. : لا تبالغ ما ضحكت.
.. : وربي أنك ضاحك وتهز رأسك بعد !
.. : أجلس يا حيوان فضحتنا الكل يناظرنا.
.. : ضحكت ولا ما ضحكت ؟
.. : ما ضحكت.
عمر يقف متخصّر بيده ممّا جعلت أعين الأشخاص عليه ..
.. : والله ضحكت.
.. : بتجلس ولا أقوم.
عمر سحب الكرسي : يلا يا بحر بـ مررها لك.
.. : لا تكفى عاد.
أبتسم عمر له بـ هدوء ، ومن ثم طلب من القرسون قهوة مُحلاه ..
.. : آها ، وش صار على خطبتك !
كشر عمر بـ ضيق : أصص بالله لا تذكرني .
ضحك بحر : عشان تذكر مقولة لا تضحك إلا من مصلي وصوام .
عمر تنّهد : حسبي الله بس ، ما راح أوافق على ذي الخطبة اللي مدري كيف جات ، وكأني ناقص هموم ليزيدونها بـ ذي أفُ !
بحر : وش الهموم اللي عليك يا نصاب ، أنت متعوّد على الحياة العزابية ، ومتعقد من الإرتباط من علاقتنا ، صح ؟
عمر الذي رفع أصبعه الإبهام إشارة لـ علامة الإعجاب : صح عليك ! ، محد مكرهني من الإرتباط غيرك أنت وخالد وسعود وختاماً وسام متعدد الزوجات ! ، وتبوني أرتبط بعد اللي شفته.
بحر رمقه بـ نظرات ساخرة : وأحنا شدخلنا بعلاقتك المستقبلية ، أصلا أنت ليه خايف من الزواج ؟.
عمر شبك يديه على الطاولة : أنتم السبب ، و أناما بي حياتي تكون مليانه حزن وبؤس ودموع وكأنها أشبه بحياة أموات ؟
بحر : بـطّل كذب ، محد عايش حياته بعد الزواج زي ما تقول ، شف عندك خويلد ، و وسام اللي ما صار يحب جلستنا !
.. : وسام مطيرات عقله الثنتين اللي متزوجهم ، أمس متصل عليه ، وينصحني لا أتزوج !
ضحك بحر بعدما تذكر مكالمة وسام ..
" والله يا بحر ، صدق من قال يامن شراله من حلاله عله ".
.. : شفيك عسى ما شر ؟
نظر لـ عمر المستنكر ضحكته : تذكرت وسام ، بعد هو متصل علي أمس ويتشكى لي.
.. : والله هو اللي جاب الثانية ولا كان قعد على العشرينية المدلعة أبرك له.
.. ؛ عاد الثانية بنت عمه ، يتركها لـ الغريب ، الولد ماله الا بنت عمه.
عمر رمقه بنظره : يا حبيبي علّم نفسك أنت اللي ماخذ لك وحده لا تعرف اصلها من فصلها.
.. : لو لي بنت عم ما دورتها !
.. : حلوه ما دورتها ، أصلا أنت مجبور عليها ، هه بعد يحسب نفسه مخير وهو مجبور عليها، بفهم بس لو طفشت منك وتين الشركة اللي أحرسها وش بتصير ؟.
.. : أنا شكلي بطلع ، على كثر ما تزيد وتعيد تفتح بـ ذا الموضوع.
.. : أنقلع محد ماسكك.
.. : خل أخلص قهوتي بس.
.. : من زين قهوتك عاد.
.. : ومن زين جلستك عاد.
.. : ومن زين سوالفكم عاد.
التفتو لـ الجانب الايمين ، تفاجئ بوجود سعود الذي سحب الكرسي المتوسط وجلس بينهم.
عمر بـ إستفزاز وهو يرتشف قهوته : خلص البدي قارد من حراسة بنت العايلة الغنية المغرم فيها ؟.
سعود رمقه بـ نظرة مستفزة : وبنتنا الحلوة وافقت على خطبتها ؟ .
عمر جمدت ملامح وجهه : برفض أصلا !!
.. : أمكي بتزعل عليكي.
عمر بـ تحذير لـ سعود : يمين بالله لو ما سكت لأحرق وجهك بـ ذا الكافي.
سعود بـ طفولة مد لسانه ..
عمر بـ حقد : حلال من يقطعه لك !!
بحر بـ ضيق عقد حواجبه : آشش ، جايني أنتم تعكرون جوي ولا أيش ؟.
سعود رفع حاجبه وكأنه تذكر : صح بحر ، أختك أسمها إلين ، إلين عبد الله المالك ؟ .
تعّدل بحر بـ جلسته مستوعباً : كيف ؟ .
سعود : أختك اللي تدور عليها أسمها إلين ؟
بحر بـ ضياع : مدري !
عمر نظر لـ سعود : شاللي صاير ؟
سعود : هذي البنّت مرشحة لـ مسابقة الرسم العالمي ، موهوبة محترفة بـ الرسم ، أرسلو مدرستها تصاميمها ورسوماتها لـ شركة العايلة اللي أشتغل عندهم !
بحر : دامها تحمّل أسم أبوي أكيد أختي ، بس وينها فيه ؟
سعود : بـ السعودية !
بحر أتسعت عينيه بصـدمة : بالسعودية ، كيف والحيوان خالد موجود هنا ؟.
عمر : شكله أرسلها السعودية ، عشان ما تعرف عنها شي بما أنك هنا.
بحر زم شفتيه بـ قهر : الله ياخذه الكلب.
سعود : مب لازم تروح هناك ، بما أنها بتجينا بـ نيويورك !
عمر : هي كم عمرها ؟.
سعود : 14 حولها .
بحر : متى موعد المسابقة ؟.
سعود بـ تفكير : ترا صح مو أكيد بـ تجي المسابقة اللي هنا !
بحر بغرابة : وليه ؟
سعود : اليوم أتوقع مسابقتها بالمدرسة ، لو فازت بـ يعطونها تذكرة تجينا ..
عمر : ولو كانت مو قد ذي المسابقة !
سعود : أنا بعد اللي شفته من رسمها ، قدها وقدود هي.
بحر بـ توتر : أفُ كم لي وأنا أدورها ذي الأخت !
عمر : الشي اللي عجزت أفهمه طوال الاربع سنوات ذي ، ليش عم نسيم خاطفها ، معقولة عشان ما عنده بنّت.
بحر مالت إبتسامته الساخرة جانبياً ، بصمت ..
سعود : مريض !
بحر : المهم عمر ، وش سويت بـ اللي قلتلك عليه !
عمر ضرب راحة يده بـ صدره : عندي ولا يهمك.
سعود : بدينا بـ الهياط عاد.
عمر : يا زينك ساكت بس.


/ يـتـبـع /.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:51 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


{ الفـصل الحادي عشر }


‏أحبك جداً
‏وأعرفُ أني تورطتُ جداً
‏وأحرقتُ خلفي جميع المراكبْ
‏وأعرفُ أني سأهزُم جداً
‏برغم أُلوف النساء
‏ورغم أُلوف التجاربْ

-نزار قباني. -



بعد مرور أسبوع من الأحداث ..
الأسبوع الرابع من فبراير / السعودية ..
خرجت من غرفتها تصرخ بـ حماس ، تنادي أبنة عمها " نسيم " ، نظر إليها الآخر بـ غرابة من صرختها المزعجة ، قفزت من فوق الأريكة ، متجهه نحو المطبخ ، عندما رأت نسيم تخرج منه ..
.. : بسم لله شفيك ؟
.. : قبلوني قبلوني شركة B&S !!
.. : قبلوك في وش بالظبط ؟
.. : بالرسم ، أخذو تصاميمي كلها لـ معرضهم ، مع أن الشركة الأصلية رفضتني وأختارت عـهود الفوزان ، بس ذي الشركة أختارتني أنا لوحدي ..
تقدّم سلطان لهم : وينها ذي الشركة بالظبط ؟
التفت له بـ حماس مبالغ : بـ نيويورك !! .
نسيم التي رمت المعلقة بـ طوالة الطعام بـ إنفعال : وأنتِ من عقلك تحسبين نفسك بتروحين ؟
إلين بـ تفاجئ : ليه ما أروح ؟
نسيم : ناسية أن عمي هناك ، واذا شافك بياخذك عنده ويدري عني أن اللي أخذتك وشردنا منه !!
إلين : بس هو ما راح يدري عني ، أنا غيرت أسمي إلين عبد الله المالك ، أبوي ما راح يحس بـ شئ.
نسيم رمت يدها بالهواء بلا مبآله : مستحيل أضيّع كل اللي خططته عشانك يا إلين ، أنسي هذه المسابقة والمدينة ذي بالذات ، بنقعد هنا ، لآخر يوم بحياتنا سامعة !
إلين بـ إنفعال غاضبة : وليه ؟ مين اللي بيدري عني غير أبوي ؟ من أيش خايفة أنتي ، صارحيني ؟ .
نسيم بـ غضب أكبر : خايفة عليك يا الغبية ، بترجعين لأبوك وبـ يحبسك عن الناس ، وتعيشين حياتك زي ما عشتيها قبل أربع سنوات ، ما أبغاك تضيعين حياتك.
إلين : قلت لك ما هو داري عني ، هو بيدور إلين خالد مو إلين عبد الله.
.. : هو عارف أن أسمك إلين عبد الله المالك ، هو يدورك بذا ألأسم !!!
سكتت إلين غير مستوعبة !
لتكمل نسيم بـ إنفعال : أسمك الحقيقي واللي مكتوب في سجلك هو إلين عبد الله المالك ، عشان كذا أبوك ...
.. : نسـيم !
تنقلت نظرات نسيم بين إلين وسلطان الذي صرخ عليها لـ تصّمت ..
أقفت عنهم إلين بـ ظهرها ، متجهه لـ غرفتها ، ورأسها منخفض ، و وجهها شاحب ..

تحركت نسيم متجهه لـ الصالة الداخلية ، تجلس على الإريكة بـ ضياع وغرابة .. وقف سلطان أمامها يراقبها لـ لحظات مرّت ..
.. : ليه أبوها مسّجلها بـ أسم عبد الله المالك مو أسمه ؟
.. : سلطان خليني الحين برتاح شوي !
.. : لا بـ تقولي لي الحين ، وش قصة البنّت ذي بالظبط !!
.. : سلطان وربك مو وقتك ، قلتلك بعدين خلاص .
.. : كسرتي فرحتها يا نسيم ، جاية تبشرك وتفرحك ، وتقومين تصدمينها بـ ذا الكلام ، كان من الأول ما اخذتيها من أبوها !
.. : لـ يومك ذا ما ندمت أني أخذتها من هناك ، ليومك ذا وأنا مرتاحة بـ حياتي معاها ، إلين مو بس بنت عمي ، هي أغلى حتى من بنات العم !
.. : بـ تندمين لو كسرتي فرحتها !
.. : مقدر أخليها ترجّع لذيك المدينة .
.. : أنا بكون معاها !
.. : كيف ؟
.. : البعثة خيرتني الأردن ولا نيويورك ، بختار نيوريورك.
.. : إلين يا سلطان مستحيل تروح هناك ، اذا رجعت بـ تتدمر حياتها !
.. : ليه طَيب ؟ قولي اللي كنتِ بتقوليه لها.
.. : الحمد لله أنك سكتني ، بصراحة كنت خايفة أن تكون عارف.
.. : طَيب تكلمي أيش فيه ؟
نسـيم وعيونها على ممر غرفة إلين : هي بنت عمي ، بس أمها ماهي زوجة عمي !
جلس سلطان بـ جانبها بـ عدم فهم ، ميّل رأسه جانباً : ما فهمت !
تنّهدت نسـيم ، بتعب ، وبدأت بسرد قصة عمها ، وأم بحر لـ سلطان ، على لسان عمّها ، عندما حدثها ، عن قُبْح أفعاله ، أتسعت عينا سلطان بـ صدمة ، وقرف لهذا الأب ، وشفقة ورحمة لـ إلين !
.. : والله العظيم ما اقول غير حسافة إلين على أب نجس مثله ، ويحسب لا حبسها في بيته وجاب لها متطلباتها ما بتنكشف لا مات ولا صار له شي ، كان دخل محاكم وأعترف بـ القرف اللي سواه وعطوه المحكمة بنته وبدون لا تعرف ولا أحد يعرف عنها !
.. : المشكلة مو بذي السهولة ، يقدر يعترف بالمحكمة ويستلم بنته براحة ، بس أخو البنّت ما راح يخليه ، خصوصاً ، لما عرف عن سالفة أمـه معاها ، وهو يحسب إلى الان أن أمـه غلطانة وخانت أبوه.
.. : وأنت شدراك عن أخوها !
.. : كان بـ يستغلني لأجل ينتقم من عمي ، بس ما قدر وأعترف لي !
.. : آها ، طَيب أحـنا شنسوي مع إلين ، تعرفينها من يوم ما جتنا وهي تحب الفن والرسوم ، غرفتها كلها رسوماتها !
.. : أدري ، بس شسوي يا سلطان ما اقدر أخاطر وأخليها تروح لـ نيويورك ، وانصدم بـ الحقيقة المرة عن أبوها ، وكمان أخوها ما راح يخليها ، وأبوها أشد ، كلهم بيضيعون البنّت !
تنّهد سلطان بـ هم نسـيم ، التي حملته لـ أربع سنوات !
_

{ غصن }
أمام جهازها اللآبتوب ، تشاهد فلمها الكوميدي ، تتعالى صوت ضحكاتها صدى الغرفة ، التكيف بدرجة الجليد ، تتغطى بـ لحافها القطني ، تمسح دمع عينيها ، بـ إبتسامة ، قطع عليها جوّها المسلي ، صوت الباب ودخول الشخص الذي تبغضه ، وتتمنى بعده كبعد السماء عن الأرض ، تتظاهر أنها لا تراه ، فـ يقترب بـ غيض من تصرفاتها العدوانية له ، يسحب إلحاف من عليها بـ جفا وعينين غاضبتين ..
.. : حسستيني أن اللي أسويه فيك مو عقاب يا غصن !
بـ إستفزاز : آوه ، توك تدري.
وسام أبتسم بـ لعانه : وعشان كذا ، لازم نسحب اللابتوب ، وريموت المكيف !!
أتسعت عينيها قهراً، سرعان ما هدأت وإنقلبت على بطنها من الجهة الأخرى : سوي اللي تبيه !
عض طرف شفتيه بـ غيض ، وسحب اللابتوب وريموت المكيف منها وخرج !
غصن بـ إبتسامة مشكاسة عندما سمعت صوت صك الباب : الشئ الزين أنه ما يقدر يحرمني من نومي هه.

{ من ناحية وسام },

رأته ، عابساً الوجه ، ويحمّل أجهزة غصن بيديه ، تبعته لـ غرفتهما ، رمى الذي بين يديه على الأريكة بـ غضب ..
.. : حبيبي شفيك أهدا !
جلس على سريره بـ غيض : بالله قوليلي شسوي معاها ؟ حرمتها من المدرسة أسبوع ، أخذت جوالها وحرمتها من الاكل اللي تحبه ، وهالحين اللابتوب والريموت المكيف ولا نفع معها ذي البنّت ، مابي أحرمها من دراستها، بس أبيها تعرف أن حركات الورعنة ذي بذا العمر غلط.
.. : وأنت شدخلك فيها ؟ خلها تعيش حياتها زي ما تبي ، تتضارب تذبح بكيفها ، مصيرها بـ تتعلم من غلطاتها يا عمري ! لا تفكر في مصلحتها دام هي أصلا ما فكرت ، لا تتعب أعصابك معاها !
أنسدح وسام على ظهره بتنهيدة : أفُ أيش ذا البلاء اللي بليت نفسي فيه !
جلست رحاب بـ جانبه ، ومسحت بـ يديها النحيلة ، صدره !
.. : خلينا نسافر ، نغيّر جو ، نبعد عن غصن وهمومها .
ناظرها بـ إزدراء : وبعدين يعني ما راح نخلص من ذي السالفة يا رحاب !
.. : بالله علمني يا وسام شذنبي أقعد بالبيت معاها ، قلت أننا بنقعد أسبوع معاها وقعدنا ، الحين جاء الوقت اللي نروح فيه ونرتاح من مشاكلها !
وسام بـ برود وهو يعطيها ظهره ويغمض عيناه : سكري الباب وراك لا طلعتي !
رحاب وهي تضرب بـ راحة يدها ظهره : طَيب يا وسام !!
تنّهد عندما سمع صوت إقفال الباب ، يشعر بأنه قد سقط بـ قاع البحر ، وغارق بـ التفكير حول زوجاته ، لـ المرة الأولى يشعر بـ أنه أخطاء عندما تزوجها !
_

{ عـهود }


أستيقظت الساعة الثامنة على صوت آذان العشاء ، تمغطت بكسل ، نامت على جنبها الأيمن تنظر لـ الشباك المفتوح ، أغمضت عينيها بـ إستيعاب ، قفزت سريعاً من سريرها ، وصرخت تنادي أمها ..
.. : يمـه .. يمه !
جاءت لها أمها بـ شرشف الصلاة : وجـع ، شصابك ؟.
بعثرت شعرها القصير بـ قهر : يمه الله يهديك مو قلتلك ساعتين وصحييني تخليني نايمه من الظهر لـ العشاء ليه ؟
.. : والله أني مصحيتك الساعة 4 ، ثم جيتك المغرب ، ثم قلت بعد العشاء بصحيك ، وها شوفيك قمتي ، بسم الله الرحمن الرحيم !
مدت شفتيها الصغيرة بـ عبوس : الله يصلحك بس ، كان صكيتيني بكف لين صحيت !
أمها وهي تعود لـ غرفتها لـ تصلي : المرة الجاية إن شاء الله.
توجهت عـهود لـ دورة المياه ، بـ خمول ، أغتسلت سريعاً ، وتوجهت لـ غرفتها ، تفرش سجادتها وتصلي الصلوات التي فاتتها .. إنتهت بعد وقت قصير ، أخذت هاتفها وبطاريتها المتنقلة ، ونزلت لـ أهلها أسفل ، أشتمت رائحة القهوة العربية ، والتمر والسمن ،وسمعت صوت ضحكات أخواتها العالي ، دخلت عليهم بـ السلام ، قبلت رأس أبيها ، وأمها وجلست بجانب أختها الكُبرى !
أم عـهود : يا مشاء الله هذا وجه بنتي الزين ، مو اللي من اول ، فجعتني !
بسمه : وراك تأخرتي بالنومـه ؟ .
عـهود وهي تشرب قهوتها : والله عـ الأساس ساعتين وأصحها ، إلا أمغطها نوم لـ الحين !
أبو عـهود : عشان تتوبين وانا ابوك تروحين لـ جامعتك مواصلة !
.. : توبه والله ، اليوم قدام البنات وأنا اشرح لهم المحاضرة ، بس أدوخ ، والمحاضرة الثانية اعتذرت لها ورجعت البيت.
.. : الله يسعدها نسـيم خويتك هي اللي خلتك ترجعين !
.. : اي والله ، الله يسعدها ، ولا كنت بكمل يومين مواصلة بدونها !
أبو عـهود وهو يقف ويعّدل شماغه : ها يالله أنتبهو لنفسكم ، أنا رايح لـ أبو عابد ، عازمنا اليوم لـ العشاء.
أم عـهود : الحمد لله علمتنا ، حتى ما نحسب لك العشاء معنا !
وقفوا البنات أحتراماً لـ أبوهم ، لحين خروجه من الباب ..
مشاعل : عهيد !
عـهود وهي تمسح عن يديها بالمنديل : مِم .
مشاعل أقتربتُ منها بـ حماس : معرسك بيجي بعد ثلاث أسابيع ، وملكتك يوم رجوعه .
عـهود بـ تكشيرة : الله لا يبشرك بالخير ، قلي آمين !
بسمه : ليه عابسة وجهك كذا ، أحمد ربك بـ تتزوجين ، لا تعنسين زينا !
عـهود : راضية أني أعنس ، ولا أتزوج ، خير يبوي ! توني بـ بالعشرينات ما تعديتها ، أيش لي بالقلق والهم.
بسمه : والله العظيم أني ندمت على قد شعر راسي أني رفضت ولد خالي ، و ولد خوي أبوي ، ها شوفيني دكتورة نساء و ولادة ، وشفي مشاعل مديرة بنك ، فلوسنا ذي نصرفها على نفسنا ، ليت عندنا زوج يمشينا ولا يغيّر علينا الوحدة هذي ، ليت عندنا ولد ولا بنت نربيهم ونصرف فلوسنا عليهم !
مشاعل وهي تطبطب على كتفها : ما نبيك تغلطين غلطتنا ، خلاص شوفيك ما شاء الله دكتورة جامعة ، بـ عمرك الصغير ، بـ شبابك ، ما ناقصك غير زوج وعيال وبيت خاص فيك.
عـهود نافية بـ إنفعال : مستحيل أتزوج وخواتي ما تزوجوا ، وغير كذا كأنه هذا الزواج بكيفي ، علاقل عطوكم الحق في رفض والموافقة عالرياجيل اللي تقدمو لكم ، بس أنا وش صار علي ، عـهود خطبك ولد ولد عم أبوك ، ما شاء الله عليه رجل أعمال له شركته الخاصة في نيويورك ، وما عليه كلام ونقطه ! طيب سألتيني موافقة ورافضة لا ! بس خلاص تزوجي ، ترا ماني موافقة على ذا الرجال اللي مدري وش ! ها شوفوني أعلمكم ، ذنبي برقبتكم !
أم عـهود بـ نظرات حادة : ولَك كلام أنتِ بعد كلامنا انا ابوك !
مشاعل : يمه يا طول لسانها !
عـهود وهي تقف متأففة ، تصعد درجات السلم ، وتصقع باب غرفتها ، بـ غضب !!
_

{ إلين }

تجلسُ بغرفتها ، تحتضن ساقيها لـ صدرها ، سرحت عينيها فجأة لصورتها مع أبيها على السرير ، تنظر لعينيه الدافئتين ، ضحكته الرائعة ، إبتسامته المتسعة ، وهي تجلس بـ حضنه ، تمسك بيديه بـ سرور ، بللت شفتيها بـ ضيق .. قلبت الصورة بيدها ، تتسائل بنبرة ضيق مبحوحة ..
.. : ليش يكرهونك بابا ؟ .. يطلعو عنّك كلام أنك الحقير السافل ، ليه بس أنا أحبّك ، ليه بس أنا اللي ما أُصدق كلامهم عنّك ؟ .. كيف تعرفت على أُمي ؟ كيف تزوجتو ؟ كيف عشتو مع بعض ! .. ليه تحرمني من المجتمع الخارجي ، ليه ما تبغى أحد يعرف بوجودي غيرك ! أيش اللي خلا نسيم تساعدني ؟ أيش المصيبة اللي بتصير ، لو أحد أكتشف وجودي !
نزلت دمعة متمردة على وجنتها وتساقطت الأخرى ، بعثرت الصور بـ إنفعال ، لحين وقوعها على صورة والدتها ، وهي ترتب منزل ، الصورة الوحيدة الذي أحتفظ بها والدها !
تمسكت بالصورة تتأمل وجه أمها ، كانت مرهقة بـ هذه الصورة ، يبدو وكأنها كانت ترتب المنزل منذ زمن ، ولكن لماذا والدها صور هذه الصورة المبتذلة !
.. : يا ليتك فيه أُمي ، ليتك كنت معاي ، حتى أثبت لهم أني بنت أبوي ، الرجال الحقير بعيونهم الكذابة !
رمت الصورة بـ إهمال وعادت لـ تدفن نفسها بالسرير تبكي بـ صمت ..

{سلطان }

الواقف أمام باب غرفتها ، يستمع لتساؤلاتها ، لإنفعالها العنيف وهي تصرخ بـ صوت منخفض ، لم يسمعه غيره ، وحتى صوت شهقاتها المكتومة سمعها !
تنّهد بـ أسى لها ، فهي ترفض تصديق أقوال الناس عن أبيها ، تُثق في والدها كـ ثقة الأعمى بـ العصا التي تمشيّه لـ يدل الدرب !
كان يود طرق الباب عليها ، لتوقف بكائها الموجع ، كان يود تطمنتها أن لا تهتم لما يقولون الذي يكرهون والدها وتثق به وتثق بنفسها ، ولكن لم يستطع حتى الدخول ورؤيتها ..
عاد لغرفته ، الملونة بـ تلك الألوان المزعجة المتزامجة ببعضها ، رمى نفسه على السرير ، ينظر لـ السقف بحيرة ، أغمض عينيه بـ تفكير !

{ نسـيم }

أستغربت تواجد سلطان أمام غرفة إلين ، وإتسعت عينيها بصـدمة ، عندما سمعت صوت شهقاتها المكتومة ، عقدة بحزن حاجبيها وهي تسمع
" أني بنت أبوي ،الرجال الحقير بعيونهم الكذابة "
عادت لـ غرفتها سريعاً قبل ملاحظة سلطان لها ، جلست على كرسي مكتبها بـ وجـع لتلك الطفلة ..
.. : الله يسامحك يا عمي ،الله يسامحك !

_

[ نيويورك / ]


يقف أمامهم مصدوم ، وهو يرى عمر بـ مكتب فخم ، ويرتدي ثيابه العادية ، بنطال جينز أسود وقميص أزرق ، وساعته الفضية ، ينظر له بـ نظرات إنتصار ..
.. : وش السالفة ؟.
عمر يسمح له الجلوس أمامه : أجلس حبيبي ، أجلس.
سعود : وش أجلس ، هذا مكتب مين ؟ وش تسوي أنت هنا ؟ مهبول !
عمر زم شفتيه بملل : والله ما المهبول غيرك ، لهدرجة يعني انا طايح من عينك حتى تقيمني من ان أجلس على مكتبي !
سعود يتجه له ، بسحبه من قميصه : أقول أمش وانت ساكت عمر يلا ، لا يجي جيمس ليند ويعصب على بحر !
.. : فكني بس ، يالغبي ذي الشركة شركتنا ، انا وبحر .
سعود يضرب رأسه بـ قبضته : كذوب !
عمر يبعده عنه : والله أنت الكذوب ، أسم الشركة المختصر وشو sea breeze , B&S يعني نسـيم وبحر !
سعود بـ تفاجئ : تتكلم جد أنت ؟
عمر : أيه والله !
.. : وأنت بتترك ذيك العايلة وحراستهم وتجي تشتغل هنا معانا يا سعود.
التفتو جانباً لـ بحر الذي دخل مكتب عمر ، مبتسم !
.. : كيف جبتو الشركة ذي ؟
عمر وهو يعود ليجلس بـ ببرود مكانه : هالشركة كانت ملك لـ جيمس ليند ، باعها لـ بحر قبل يتزوج بنته ، وشكله نُسي سالفة ذي الشركة بما أن مكان بناءها غلط ، وقرر يفتك منها !
سعود بـ شبح إبتسامة : أحلفو ، كفووو والله !
بحر وهو يربت على كتفه : وش رأيك ؟
سعود وهو يتأمل الشركة وتنسيقها وديكورها : والله رهيبين يا أصحابي ، أحسد عقلك يا بحر.
عمر بـ غيض : شمعنى تحسد عقله لوحده ، ترا هو ما وصل للي وصله لولا مجهودي ..
سعود : أعقب بس.
بحر يجلس مُقَابل عمر : اسمعوني هالحين !
.. : وشو ؟
بحر : بعد ثلاث أسابيع يوم السبت تقريبا إلين عبد الله المالك ، بتجي نيويورك إن شاء الله ، انا ما كنّت بصرح عن هالشركة الا بعد إنفصالي عن لتين ، عشان كذا بكون مستعد عن أي ردة إنفعال من جيمس ليند.
سعود : والله هو اللي سويته فيه مخاطره كبيره لك !
عمر : خصوصا ، بعد اللي سواه لك في مراهقتك ، كيف ترد عليه بكذا.
بحر بـ برود : انا ما أنسى اللي سواه معاي ، وما اقول بعد انه ممكن ينفعل من ذا الموضوع ، بس ممكن يعصب ويحقد لو طلقت بنته قريب ، لا الشركة ولا الفلوس تهم ليند كثّر سعادة بنته !
عمر اتسعت عينيه بصـدمة : بتطلق لتين !!
سعود بـ إبتسامة : أخيراً ما بغيت !
عمر بتحذير : أنتبه عاد السيدة دارين ما راح تترك براحتك !
بحر : ما همتني ..
وقف بحر مودع بـ راحة يده علامة " الباي " ..
خرج من بوابة الشركة ، رافع هاتفه الذي كان يرن بـ جيبه !
.. : هـلا خلود !
.. : ماهي هنا يا بحر .
ركب سيارته بـ يأس : لا تقول ..
.. : والله لي تقريباً أسبوعين من يوم ما جيت وانا أراقب ديالا ولا شفتها تقابلها ولا شي ، ديالا ما تعرف احد بالسعودية !
.. : كان عندي آمل 1٪‏ ان ديالا تدري عنها ..
.. : حتى انا شكيت من قلت لك عن سالفة ديالا واللابتوب اللي تاخذه وتحبس نفسها بالمجلس اخر الليل !
.. : مشكور خلود ما قصرت !
.. : لا يا صاحبي ما سوينا شي .
سكر من خالد ، وهو يظغط على هاتفه ، بقهر .. حرّك السيارة بـ غضب عنيف ..
كمّ له يبحث عنها ، أربع سنوات تماماً ، دون يأس دون أحباط ..
توقفت السيارة .. أسنّد رأسه على المرتبة بـ مشاعر مبعثرة .. أنه أكثر شخص يعاني من إظطراب المشاعر الحب والكره الانتقام الحقد ، الشوق الحنين ، العتاب الغضب الاحتياج ، الفقد ...

فتح عينيه وهو ينظر لـ المكان الذي وصل له ، عمارته القديمة ، شقته هو ونسيم القديمة ، الساعة 12 ليلاً ..


قبل 5 سنوات ..

يجلسان بـ سطح العمارة ، في أواخر الليل ..

.. : الله يا ليت ما اخترعو الأنوار يا بحر ، شوف جمال السماء بـ نجومها والقمر متوسطها !
.. : والله مو فحال أشوِف شي ! الشي الوحيد اللي مو مخليني استانس بذا الجو والجمال ، لو درا راعي العمارة اني قفلت الأنوار متعمد بسببك !
ضحكت بـ صوت عالي ، عندما تذكرت انه عطّل عداد الكهرب من أجلها ، لترى جمال السماء دون اضواء ..
.. : تضحكين بعد !
انحنت ودمعت عينيها من شدة الضحك ..
.. : والله يا نسـيم ان سواها وطردني ، لـ تستقبليني في شقتك غصب !
.. : هذا لا خلتك ديانا تدخل !
.. : وغصب عنها بعد بدخل.
اقتربت منه مبتسمة ، وقفت على أصابع قدميها ، لفت يديها حول رقبته ، أحتضنته بـ عفوية مقبلة رقبته بدفئ ، بادلها الحضن ممسكاً بخصرها النحيل مقبل كتفها الصغير ..
.. : أحبّك

{ يتبع } ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:52 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل الثاني عشر }


فكُلِي لك ونصفي لِي وما بيني وبيني أنت
وكل محاولاتي لك وما سقطت يوماً إلا نهضت بك
ومازلت منذ أن عرفتك أحبك ، أحبك جداً.

مقتبس .

الأسبوع الأول من مارس / السعودية


{ نسـيم }

بـ الجامعة ..

دخلت بـ إرهاق وصداع يفتك رأسها ألم ، توجهت لـ مكتبها وجلست بـ تعب ، أسندت رأسها لـ الكرسي ، تنظر لـ الساعة المعلقة .. 30؛1 أخيراً أنتهت من إلقاء محاضرتها لـ الطالبات ربع ساعة وتعود لمنزلها وتنام !
.. : نسـيم !
فتحت عينيها بـ ذبول : همم .
.. : وش فيك اليوم تعبانه من اول ما داومتي ؟
.. : ما نمت كويس بس !
.. : وليه ؟
.. : انشغلت .
.. : بـ وش ؟
.. : أشغال يا عـهود ماله داعي اقولها لك !
عـهود وهي تجلس بـ المكتب مقابلها : لو مالها داعي كان ما شفت وجهك كذا يروع بسم الله ، من الصبح وعيونك منتفخه من السهر وهالاتك السود !
ضحكت نسـيم من عفوية غضب عـهود ، يبدو أنها بدأت تنزعج من غموضها ..
.. : لو فيني شي بقولك معليك.
.. : ايه ، واضح واضح.
نسـيم وهي تراقبها ترتدي عبائتها الكتف ، وتتلثم ..
.. :الا ما قلتي لي وش صار على خطبتك ؟ .
.. : اصبري لين ما يجي مدير الاعمال المشهور الفانتاستك " العظيم " .
ابتسمت نسيم : فهميني بس وش اللي مخليك مضربة عن الزواج كذا ، لا خواتك تزوجو ولا جربتيه !
عـهود وهي تجلس على مكتبها تتفقد هاتفها لاتصال بـ سائقها : مزاج يا خي ما بي اتزوج الحين ، وش معجلني وانا توني بـ العشرين !
.. : بنص العشرين وانتي الصادقه.
نظرت لها بغيض صامتة ..
لتكمل نسـيم : والله مدري شـ المزعج بذا الزواج ، حالك حال اي بنت تتزوج ، خلاص درستي المتوسط الثانوي الجامعة وتوظفتي بعد دكتورة جامعة ، هالحين لازم تفكرين بـ زوج وبيت وعائلة صغيرة تربينهم !
عـهود بللت شفتيها بـ لسانها مغتاضة منها : انتي من جد كنتِ تدرسين برا ؟ جامعة نيويورك كنتي خريجة منها ها ؟ أشك والله انك متخرجة منها ولا عشتي سنينك هناك ، الزواج حق الاقارب ذا ما حبيت فكرته من وانا صغيرة ، اتزوج واحد ما اعرفه ولا يعرفني بس عشان أهالينا ، اللي بيتزوج انا ولا اهلي، اللي بيعيش معاه انا ولا اهلي !! لو فكرت اتزوج بتزوج واحد متفهم خلوق حتى لو ما قد كلمته يهمني اخذ منه انطباع ، مو يخطبني خطبة أسرع من الدقائق اللي مرت وتلحقها الملكة والشوفة عاد يتخيّر يقبلني ولا يسحب !
نسـيم التي تنظر لها مطبقة شفتيها بـ إستعجاب ، لتكمل عـهود وقد خالطت نبرة صوتها شئ من الريبة !
.. : تخيل يسحب علي نسـيم ؟ أبركها من ساعة وربي .
لتصفق كفيها بـ ببعضهما : لقيتها والله ذا المدير الاعمال لـ أكرهه في عيشته وأخليه يسحب علي وبكذا افتك منه ولا بعد ما بخلي اهلي يتدخلون بـ خطبتي وبرفض لين أشيب.
نسيم ضحكت مذهولة : وليه كنتِ تحسبين اول ما يشوفك بـ يوافق !
التفت عـهود بنظرة محذرة : ليه يا اختاه فيني شي غلط لا سمح الله !
نسـيم وهي تقف لـ ترتدي عباءتها : لا أبد ، كاملة والكامل الله .
وقفت وهي ترد على السائق : أحسب عندك اعتراض !
خرجت عـهود لـ تتبعها نسـيم خلفها .. فهم يذهبون مع نفس السائق !
ركبو السيارة ..
عـهود بـ تفكير : وش ألبس فستان في الملكة ، أسود ولا بني ؟
التفتت لها نسـيم غير مصدقة : في وحدة بـ يوم ملكتها تلبس فستان بـ أللوان كئيبة !!
..: أيه أنا ! ليكون بتحسبين بـ ألبس أبيض وردي وليلكي هه .
.. : يا ربي منك ، أستخرتي أنتِ أصلا يمكن يكون واحد ما ينتعوض وتطيرينه ويجيك أردى !
.. : لا إن شاء الله لا طار هالفنتاستك ، معاد أحد يدق باب بابنا يخطب !
.. : لاحول لله ، النقاش معاك ضايع.
.. : ادري ، مو اول وحدة تقولينها انتي !
تنهدت نسـيم بـ إستسلام ..
.. : الا ما قلتي لي ، بتجين السبت، لصديقتك .
..: ايوه ، وأنتِ بعد معزومة ، ديانا تحب الجمعات وجلسات البنات !
.. : بس السبت محددين ملكتي الأهل !
.. : والله !! اجل خلاص كلنا بنجيك البيت .
.. : خير إن شاء الله ..
وصلت لمنزلها عـهود ، ومن ثم نسـيم .

دخلت المنزل ، وجدته فاضي ، بالطبع سلطان ذهب لياخذ إلين من مدرستها ..

جلست على الصالة بـ تعب وعبائتها فوقها ، فتحت هاتفها لـ تشبع شوقها بـ صوره !
صورة له وهو يحتضنها من الخلف مغمض عينيه الداكنتين ، وصورة له وهو يتكئ أمام سيارته مبتسم جانباً ، وصورة له في محاضرة نائم على ذراعه ، وصورة لهما في يوم خاص جداً ، أبتسمت بـ حنين ، همست بـ شوق عذب : أشتقت لك بحري ، يا ليت ماتقابلنا بهذه الظروف يا ليت ! .

_

{ غـصن }

في الملحق ، الذي خارج المنزل ، ترفع صوت الدي جي لـ آخر صوت ، أغنـية راقصة ، مزعـجة ، تتمـايل بـ جسدها الرشيق ، أمام المرآه مرتدية ، ليقنز رمادي وقميص قطني اسود كانت محترفة حقاً بـ الرقص .. لم تنتبه لـ العيون التي تراقبها ساخرة ، وأخرى معجبة ، وأخرى غاضبة ..
التفت بـ ملل لـ الذي فصل الدي جي ، ورحاب ترمقها بتلك النظرة الساخرة ، والخادمة آنانا بـ إعجاب ..
.. : خير يعني ، الواحد ما ياخذ راحته بذا البيت !
وسام : أنقلعي غرفتك وخذي راحتك فيها ، وش جابك لـ الملحق ؟ ما انتي عارفة أن أخوان رحاب جايين.
تحركت تفتح جاكيتها الذي كان مربوط بـ خصرها ، لترديه ، تجاهلت سؤاله الذي كرره متحركة لـ المنزل ، صعدت الدرج لـ تصل لـ غرفتها ، ارتمت بـ وسط سريرها بـ بملل من هذا الروتين الكئيب !

التفت لـ الباب الذي فُتح من قبل "أنانا" قفزت من سريرها فزعة ، ونظرت لها بحدة وتحذير ..
.. : شتبين أنتي ؟
‏.. : dance wonderful baby .
لم تكن رغد تعرف التحدث بـ الانجليزي ، لذلك نظرتُ لها بـ بلاهه : وش تقولين أنت ؟.
‏.. : I really love u my dear .
هنا فهمت ما تقصد ، أحتدت نبرة غصن : I heat u Anana so heat u !!
أقتربتُ منها أنانا بـ غرابة لتحضنها ، ولكنها دفعتها بقوة مصدومة من وقاحة تلك المرأة التي بـ وسط ثلاثنيتها ، لقد تمادت جداً معها ، سحبت وسادتها لـ تضربها بها بقوة ، كانت أنانا تتفادى ضرباتها وتحاول أحتضانها لتهدأ ، ولكن غصن لم تترك لها فرصة ، ومن ثم صرخت أنانا بقوة وهي تتوسل ، وقفت مجمدة تنظر لها بروعة وكأن المشهد ينعاد لها ، نظرتُ مباشرة لـ الباب ، الذي فتح بقوة ، ينظرون لـ الخادمة تسجد على ركبها وتطلب السماح من غصن وقد مال حجابها وخرج بعض من شعرها ، وغصن تقف والوسادة بيدها ..
رحاب بـ إنفعال :بسم لله عليك أنانا قومي يا قلبي قومي ، حبيبي ليكون بتسكت عنها بنت عمك هذي ما خلت احد ما خلته بحاله ، لا انت ولا انا ولا حتى مدرستها طفشو منها ، وهالحين تحط حرتها في المسكينه هذه !!
قبضت على يدها بقوة ، رطبت شفتيها الجافة : اقول والله لو ما سكتي لاركعك على ركبك زيها سامعة !
التفت لها رحاب بـ قرف : يع وش كلام العيال هذا ها ؟ حبيبي أنت ورطتك نفسك بـ أيش !
غصن : انا ما غلطتِ خادمتكم الوصخة دخلت علي بدون ما تدق الباب !
وسام اخيراً تحدث : وعشانها دخلت بدون استئذان قمتي تكفخينها !
رغد بـ براءة وهي تنظر لـ أنانا : مو بس كذا ، وسام صدقني هي من اول يوم دخلت ذا البيت تخوفني بحركاتها ما افهمها !
أنانا :I'm sorry if it bothers you but u like my sister little !
" أنا آسفة اذا أزعجتك ولكن انتي مثل اختي الصغيرة ".
نظرتُ لـ نظرات الضيق من وسام والاسى من رحاب ، هي لا تعلم ما قالت ولكنها صرخت : كذابة والله هي اللي قربت مني مدري وش تبغى ، مو المرة الاولى هذي يمكن الثالثة بعد يا وسام صدقني !
رحاب بـ سخرية : أنتِ وش تخربطين فيه ، البنّت تعتذرك وتقولك أنك مثل أختها الصغيرة يالجاهلة !
.. : رحاب خذي أنانا واقعدي عند أخوانك وبالحقك !
خرجت رحاب ومعها الخادمة ، أغلق الباب خلفهما ..
جلست غصن بـ قهر على السرير ، لماذا هذا المتحضر لا يفهمها لماذا لا يصدقها هذه المرة الثانية التي تقول له عن أنانا ولَم يصدق ، شعرت به يجلس أمامها محتضن يدها الباردة ، وبهمس دافئ لفظ أسمها : غصن !
ارتفعت عينيها له ، صامتة لـ يكمل : والله تعبتيني معك يا غصن ، حاولت أكون لك الصديق اللي يوصلك لـ مدرستك الاخو اللي يضحك ويسولف معاك ،الابو اللي ما يرفض لك طلب ، بس ما نفع معاك شي ، عند أقاربنا بمدرستك و بالبيت تعانديني وتستفزيني ، وعدتك بـ يوم خطبتك يوم قلتي محد بعمري تزوج وكيف اتزوج ، وعدتك ببقى صاحبك بينا وقدام الناس متزوجين ، فصلت الغرفة بـ نفس اللي تبين ، خليت فطورك وغداك وعشاك يطلع لك فوق عشان ما تتضايقن من رحاب زوجتي ! ليه تحبين تشقين عمري معك ، ما ودي والله ما ودي لحرمانك من دراستك ، بس تصرفاتك المستفزة اللي تخليني أتصرف معاك بـ أسلوب ثاني !
شتت نظراتها عنه ، صامتة بـ ضيق أعتلى ملامح وجهها .
.. : ما ينفع تفك سجني هالحين ، معاد صرت أطيق العيشة معك.
أتسعت عينيه بصـدمة لتكمل وهي واقفة منفعلة : اذا ما تبيني اشقيك ولا اتعبك أتركني خلصني منك !
.. : اتفاقنا مع جدتك كان متى ؟ وصلتي لـ العشرين انتي حتى تطلبين مني اتركك ، ما كملنا سنة مع بعض أصلا حتى اطلقك !
نظرتُ له ، هي منذ شهر قد لاحظت وجهه المرهق والمتعب ، وكانت في كل مرة تقول لها رحاب ، أنه بسببها ، لم تصدقها وتجاهلتها ، ولكن في الحقيقة كان بسببها ، وهاهو يعترف أنها متعبته بوجه كسير يحذرها بـ أن يريها أسلوبه الثاني ..
تحدثت بـ هدوء وهي تقف تنظر له جالس بسريرها
..: وسام ، صدقني أنانا نظراتها غريبة !
تنّهد وسام بـ صبر : رجعنا لـ نفس الموضوع ما تملين أنتِ ! أنتي بس مستغربة وجودها بينا لان ما عمرك شفتي ملامح آسويه وبس !
قطبت شفتيها بـ غل من هذا المتحضر مغرور النفس : لا اعرف ملامح آسويين ، لا تنسى أني أحب الكوريين وفان لفرقة وعندي بايس مجنونه فيه ، أقولك نظراتها تخوف ، كأنها نظرات شر وربيي وسام.
وقف وسام بلا حيله : أقول أنا خارج أقابل أنسابي ، وأنتي شيلي كلامك الفاضي ذا من عقلك الغبي .
.. : أيه ما شاء الله عقلك بس المليان ذكاء وفطانة ، جعله الليـ ..
قطعت كلامها عندما رأته يرمقها بـ نظرات حاقدة ..
خرج ، ورفعت هي صوتها بـ عناد
.. : يمه منك ، خفت ترا هه.

_

{ إلـين }

خرجت من مدرستها ، ممسكة يد سلطان الذي مدها لها ، وصلا لـ السيارة ، ركبا بـ صمت وهدوء ، لا شجار ولا محارشة ولا إستفزاز ، إلين التي للمرة الأولى لا يسقط حجابها ولا يكشف ، سلطان الهادي ينظر للطريق بـ سكون ..
.. : أنتِ واثقة لو حضرتي الشركة اللي بنيويورك راح تفوزين بـ رسوماتك !
نظرتُ له بـ غرابة وسرعان ما ردت : هذا لا رحت .
.. : واثقة ولا مو واثقة ؟.
ردت بـ غرور : طبعاً واثقة ، من يوم أني صغيرة وأنا أرسم و رسوماتي غريبة وفنانه !
.. : حلو.
سئلت بـ تردد : وافقت نسـيم أروح ؟
.. : لا ، حتى لو وافقت ترا ماني راضي على سفرتك.
نظرت له بـ غيض يخالطه البرود : كأني مهتمة برأيك عاد.
وصلا أخيراً للمنزل نزلت لـ تصفق الباب بـ أقوى ما لديها ، ليصرخ سلطان لها محذر ..
تدخل المنزل بـ وجه عابس ، مرهق ، توجهت لـ مرر غرفتها ، اغلقت الباب خلفها بنفس طريقة إغلاقها لسيارة سلطان ..
.. : إليين ، عيدي حركاتك هذي وشوفي شسوي فيك بس !
تجاهلته ، خلعت مريولها ، وربطة شعرها ، ارتدت بـجامة نوم بـ اللون الوردي ، رمت نفسها على سريرها بـ ملل ، سحبت هاتفها من تحت الوسادة ، دخلت " الواتس اب " باحثة عن أسم " ملامح حادة جميلة "
.. : رغـد ؟ ، كملتِ أسبوعين ونص غايبه شـ السالفة ؟
.. : رحنا لـ مبناك أنا وياسمين ، كان عليك أختبارات نصفية 3 مواد !
.. :اول ما تقرين كلامي أتصلي علي تمام ؟ .
كادت أن تخرج من برنامج " الواتس اب " لولا الرسالة المجهولة الموجهة لها ..
.. : إلين عبد الله المالك ؟ .
ردت سريعاً دون تفكير : وصلتِ ، مين معاي ؟
.. : عُلا صلاح ، معاك بالمدرسة بـ الصف الثاني متوسط .
.. : آمري شبغيتي ؟.
.. : ممكن أمشي معاك بكرا اذا ما أزعجك .
.. : ممكن اعرف ليه ؟
.. : حبيت شخصيتك ونفسي أتعرف عليك و تكوني صديقتي .
.. : طَيب إن شاء الله ، بكرا نتقابل .
.. : اشوفك بكرا ..
أغلقت الهاتف من بعدها ، وألقته جانباً ، ومالت جانباً لتغمض عينيها بـ سلام ..

_

{ عـهود }

خرجت من غرفتها متعبة العينين ، تتثاوب بـ نعاس ، يبدو أنها لم تشبع من النوم ، نزلت لدور الأسفل ، مرت بـ جانب غرفة الجلوس التي قبل المطبخ لـ تسمع ..
.. : حلفتك الله اللي تقوله صدق.
..: أي والله صدق ، توه ولد أخوي ثامر معلمني عنه.
لتصرخ أختها بـ فرحة : يا هناء عمرك يا عـهود يختي !
دخلت بـ ثيابها الواسعة المهملة وشعرها المنتفش بغرابة ..
لتتحدث بـ ثقل : وش فيه ؟.
.. : تعالي يمه تعالي جنبي حبيبتي !
جلست بجانب والدتها متربعة : وش صار ؟
.. : خطيبك رجل الاعمال اللي كلمناك عنه.
تأففت بضيق : وش به بعد !
.. : تخيلي يا بنيتي طلع له شركة خاصة فيه وفِي صاحبه وطلع غني أكثر ما توقعنا ، يا هناء عمرك يا قلبي.
ميلت شفتيها بـ ملل : آها بس كذا أنتم مبسوطين ؟
بسمة بـ هدوء : ليه يا حبي في شي مضايقك ؟
.. : وكأن يهمكم شاللي مضايقني .
وقف والدها متجاهل حديثها ، متجه لـ الخارج ..
.. : اقول قمي سوي لنا القهوة وجهزي لنا من ذاك الحلا حقك !
وقفت بـ ضيق : والله عاد تصدقون !
صمتو ينظرون لها لـ تكمل : اول مرة اشوف أهل بنت يزوجونها عشان تجيب لهم فلوس.
مشاعل : بنت ! من قالك أننا مبسوطين عشان الفلوس.
بـ إنفعال : من اول ما وافقتو عليه ، سألتوه عن راتبه وشغله ، وطوالي عطيتوهم الموافقة بدون ما تأخذون رأيي حتى ، انا مستحيل أحد يجبرني على شي ما ابيه سامعين ! .
أمها بـ نظرة مستصغرة : وش بتسوين يعني ؟ .
عـهود بـ برود : راح أرضى هالمرة ، وراح تتحملون ذنبي طول عمركم !
توجهت لـ المطبخ ، أغلت الماء ، وبدأت بتحذير مقادير الحلا ، وهي تخطط بهدوء عن مالذي سـ تفعله لهذا الرجل الفانتستك ! .
_

[ نـيويورك . ]

{ بحر }

بـ مكتبه يقلب بـ الأوراق التي لديه ، قـضية جديده لديه ، قصتها هي من أغرب القضايا الذي عمل لها ، والد ، يقتل أبنه الذي بـ عمر الـ 20، راجع الملف ربع سـاعة ، ليطلب بعد ذالك حظور القاتل ، دقائق قليلة لحين دخول الأب ، صاحب الشعر الرمادي يبدو أنه بـ عمر الأربعين ..
بحر بـ برود : هل تعرف لماذا أنت هنا ؟.
نظر له بـ سخرية ليرد عليه السؤال : ما رأيك ؟.
بحر تقدم بـ جلسته : طبعاً لن أسألك اذ كنت أنت الذي قتله أم لا ، لأنك لم تخفي أدلة جريمتك ، مع أيضاً شهادة زوجتك ، وأبناء الجيران ، ولكن السبب هو لماذا ؟ .
الأب بـ جمود : لن أقول !
بحر بـ صبر : يجب علي مساعدتك لـ تخف عوقبتك !
الأب المستمر في الصمت ..
تحدث بـ هدوء يحاول ظبطه : هل عصاك ، هل أغضبك ؟ .
الأب بقي صامتاً ..
بحر وقف وتنفس قليلاً : أيها العم ، الا تريد أن تخفف عقوبتك ، هل تعلم أن صمتك هذا ، يؤدي فعلاً لـ تنفيذ القصاص !
الأب بـ برود : الان لماذا أنت مهتم بي هكذا ، الأمر يبدو وكأننا مقربان الا تلاحظ ؟ .
بحر مالت شفتيه جانباً غير مستوعب : بما أني محاميك يجب علي مساعدتك ، ولا تقلق لن نصبح مقربين أبداً !
.. : لا احتاج لـ مساعدتك شكراً لك !
بحر بـ حدة : فـ لتفعل ما شئت ، هيا غادر !
وقف الأب وهو يرمقه بـ نظرات إستصغار : أنني حقاً لا أعلم كيف أضعت وقتي بك !
أتسعت عينا بحر بـ صدمة من أسلوب هذا الشايب : أنا الذي يحق له قول ، بأنك أضعت وقتي !!
خرج الأب من الباب وهو يرمي به من تلك النظرات المصغرة ..
جلس بحر في مكتبه ، وهو لا يصدق بأن هذا الرجل ، حياته على وشك الانتهاء ، عند تنفيذ حكم القصاص عليه ، يجب عليه قول شي ، بعثر شعره عشوائياً ..
قطع عليه صوت هاتفه ، مشيراً لأسم "عمر " ..
.. : هـلا عمر .
.. : بحر ، تخيل أختك إلين ما ردت على دعوتنا لها أسبوع تقريباً .
.. : وليه ؟.
.. : علمي علمك ، تتوقع ما راح توافق ؟.
.. : مستحيل ، هذه فرصة العمر ، دام شركة معارف سعود أخذت منافستها !
.. : ها أجل وش تتوقع ؟ .
.. : يمكن بتكلم أبوها ؟ ولا بتأخذ رأيي أحد .
.. : أي أبو أنت وجهك ، أبوها عندنا وله أربع سنين يدورها !
.. : يدورها ؟.
.. : أيه صح ، ما قلتلك ترا سبب أختفائه ، عشان أختك ضاعت مدري أنخطفت !
وقف بحر غير مستوعب : لحظة لحظة عمر ، وش اللي سمعته أنت !!
.. : تعال شركتنا بسرعة .
.. : يلا جاي.
سحب جاكيته الأسود ، ارتدائه مستعجلاً ، خرج من مكتبه ، متوجه لـ سيارته ..
_

{ عـمر }


يجلس على الإريكة ، وأمامه كوب من القهوة المحلاة بزيادة ، تتوسط حضنه جهاز اللابتوب ، في هذه الفترة أصبحت لديه الكثير من الأعمال المجهدة ، أعمال شركة جيمس ليند ، و شركته المشتركة مع بحر ، وبحثه المستمر عن نسـيم ، وشقيقة بحر ، مراقبته لـ خالد عم نسـيم !
نظر لـ هاتفه الذي يرن ..
.. : هـلا أمي ؟
.. : ها متى موعد رجعتك يمّه !
.. : إن شاء الله السبت ، ليه ؟.
.. : عم أبوك ، يقول لنا ملكة بنته بـ يوم رجعتك .
ارتفعت شفته العلوية بعدم رضا : وش ؟ خير بيوم رجعتي وهو أنا فاضي له ولبنته ، اول ما ارجع بحط راسي وأنام !
سمع شهقة أمـه ، وقد رسم بخياله هيئتها وهو تضرب باطن يدها نحرها : يا ويلّي يا عمر ، تبي تفضحنا مع الجماعة أنت ، خلاص أحـنا وافقنا وتم كل شي يا وليدي !
.. : هالحين بفهم ! اللي بيتزوج أنا ولا أنتم ؟
.. : أنت يا قلب أمك .
.. : ها خلاص انا اللي احدد الملكة والزواج ، ماهو أبوها ولا أنتم.
.. : لا غلطان حبيبي ! البنّت هي اللي تحدد ملكتها والرجال الزواج .
مسح وجهه بـ باطن يده بـ ملل : لاحول ، يعني البنّت هيا اللي قالت بيوم رجعتي ولا الابو !
.. : مم اكيد البنّت !
.. : يمّه هاتي لي رقمها .
سمع شهقتها لـ مرة الثانية : وشو ، تبي تكلم البنّت من ورا أهلها يا عمر !
.. : لا يمّه ، بس بتعرف عليها ، وأقنعها تحط ملكتنا بعد رجعتي بيوم !
.. : لا لا معصي يا وليدي ، كلام قبل الزواج ما عندنا.
.. : لاحول يمّه وبعدين !
.. : انا جاية بس اذكرك السبت ملكتك ، تزبط من عند ديارك قبل لا تجينا سامع ؟.
.. : لا يمّه ...
قطع كلامه صوت إغلاق الهاتف ، بـ غضب حذف الهاتف على الإريكة التي أمامه ..
وقف وهو يرمي الوسادات على الارض بـ إنفعال : يالله شسوي أنا . يخطبون لي على كيفهم ، يحددون ملكتي على كيفهم ، وحتى زواجي بيحددونه اكيد ، رجال وش طولي وش عرضي مو مالي عينهم ولا معتبريني شي !!
التفت لـ الباب اللي فُتح ..
بحر وهو يراقبه واقف وسط الوسادات ، وكوب القهوة قد سُكبت منه على الطاولة : شفيك ؟
بنفس الأفعال ولكن بـ سخرية : حياك الله بحر يوم السبت الجاي ملكتي ترا !
بحر وهو يجلس على الإريكة ، رافع حاجبيه بدلالة الفهم : آها عشان كذا تبي ترجع السعودية بدري ، أثاريك حددت موعد ملكتك ومتحمس على شوفتها.
هز رأسه نافياً بحنق : لا طبعاً ، بس هم اللي حددو كل شي وكل اللي علي أجي وأوقع واضرب الباب !!
.. : ماله داعي الاحراج يا قلبي ، فاهمك .
نظر له عمر وهو يود قتله الان : بـحر !! .
بـحر وهو يوزع نظراته على الوسادات المتطايرة : المهم ما علينا تعال هـنا قولي وش سالفة الكلب خالد !
جلس عمر بـ هدوء : بخصوص المخدات خل العمّال يرتبونها بعدين .
بـحر بـ لعانه نظر له : محد مرتبها غيرك يا حبيبي ، العمال ما هم خدم لك ، تمثل لي ومسوي لي دراما عشان ملكتك الغبية !
عمر بلل شفتيه بـ إبتسامة : طبعاً أنت اللي برأسك هو هو مهما بررت لك يا كلب ، المهم.
بـحر ببرود : آيوه ؟.
عمر : خالد ، كان طالع من مستشفى نفسي ، طوال الثلاث سنوات وهو يتعالج عند الدكتور نزار فاروق ، فيه أشاعات تقول أن بسبب بنت أخوه اللي شردت من المدينة بدون علم ، وناس تقول عشان بنته اللي صّرح عنها قبل ثلاث سنوات !
.. : صرح عنها ؟
.. : يقولون .
.. : هه أهبل ذا ؟
صمت عمر لـ يكمل ..
.. : ويحسب أني بخلي أختي عنده ، لمجرد ما أسمها يتغير ، وش بيقول لهم أصلا ، ذي البنّت بنتي أمها خـ ..
قطع كلامه وهو ينتبه لـ وجود عمر المستغرب حديثه !
.. : وليه هي بنته صدق ؟
شتت بـحر نظراته بـ تفكير ..
.. : هو خطفها منكم يوم كنت مشغول بـ ابوك وأخوك ، حتى لو رفعنا قضية كسبناها ، هو ما يقرب لها بـ شي.
بـحر وهو يستمع لـ حديث عمر صديقه الذي لا يعلم سوا أن أخته أُختطفت من قبل هذا الرجل ، يتحدث بثقة ، أن أخته وستكون معه ، وسـ يسجن هذا الرجل حتماً ..
" الحقيقة يا عمر ، هي تكون أُختي ، وتكون أبنته ، وستكون لوالدها حتى وأن كان بالسجن كما قلت. " ..




{ يتبع } ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:53 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


{ الفصل الثالث عشر }





ياربّ ألهمني النسيان
نسيان الوجوه التي لا أرغب تذكرها مجددًا
نسيان المواقف التي حفرت في صدري،والكلمات الشاقّة .

-غسان كنفاني -

_

الأسبوع الأول من مارس ، يوم الأربعاء / السعودية .


{ إلين }

أستيقظت مبكراً هذا الصباح ، أغتسلت وصلت الفجر ، أرتدت ثيابها وحملت حقيبتها وعبائتها على ذراعها ، خرجت من غرفتها ، أنتبهت لـ وجود نسـيم تفطر لوحدها ، أكملو تقريباً خمس أيام لم يتحدثان منذ أخر مرة ، كانت سـ تمشي وتتخطاها ، ولكن لم تتّحمل نظراتها الحنونة التي تراقبها ، عادت لـ الطاولة ، تفتح ذراعيها ، لتقف نسـيم مسرورة وتحتضنها بقوة ، وكأنه حضن أم لـ صغيرتها ! .
نسـيم بـ بحة : ما كان قصدي يا إلين وقتها ...
قاطعتها إلين بـ قبلة لـ وجنتها : لا نسـيم ، ما زعلت عشان الكلام اللي قلتيه ، بالعكس يحق لك ترفضين روحتي لهناك بعد ما طلعتيني منها ، ابدا ما زعلت ، بس شوية ظغوطات جتني وجمعتها كلها بذا اليوم ! .
مسحت نسـيم على رأسها بـ حنان : الله يخليك لي.
.. : ويخليك لي .
أبتعدت عنها مسرعة ، وهي ترتدي عبائتها عجلاً بسبب صوت الـ بوري لسيارة سلطان .. ركبت سريعاً وهي تراقب ملامح الهادئة ، أستغربتُ هدوءه ، في العادة يبدأ بـ محارشتها والشجار حول تأخيرها ! .
وصلت أخيراً لـ مدرستها ، كادت أن تنزل لولا يد سلطان التي مسكت كفّها الصغيرة ، نظرت له بـ غرابة ، أفلتها سريعاً وهو يـ تنحنح ..
.. : أرسلي لهم الموافقة !
تجّمد وجها بلا إستيعاب : وش ؟.
.. : شركة بي اس مدري اس بي ذي ، ارسلي لهم الموافقة .
أغلقت بابها بـ صدمة : من جدك ؟.
.. : ايه ، هيا انزلي.
رفعت أصبعها بـ تهديد : سلطان لا تلعب علي ، كيف بروح ونسيم رافضة !!
لوى بيده أصبعها السبابة : وافقت أقولك ، بس بشرط ! .
أتسعت عينيها بـ صدمة : كيف ؟.
.. : أنا أقنعتها ! .
من تحت غطاها وضحت إبتسامتها وصف أسنانها الصغيرة : شـكراً سلطان ، ربي ما يحرمني منك !
نزلت سريعاً من السيارة متجهه لـ المدرسة ، حذرها سلطان خلفها بـ أن تنتبه لـ الطريق ، لم يتحرك لحين دخولها ، حرّك سيارته مبتسم بـ إنشراح ..
دخلت مدرستها وتعلى شفتيها تلك الابتسامة الآسره ..
.. : إليين !!
التفت يمينها لـ تراها بـ شعرها القصير المربوط ، توجهت إليها بخطوات متسارعة فاردة يديها لـ تحتضنها غصن بقوة ..
.. : أشتقـت لك أشتقت لك !
ضحكت غصن : والله مو قدي ، محد فاقدني غيرك بـ ذي المدرسة !
.. : ليه ما رديتي علي على الواتس ، ما حصلت منك رد بس قريتي رسائلي وسحبتِ .
.. : صارت سوالف أصلاً .
مشت بجانبها : وش ؟.
.. : تعالي هناك ورا الحديقة أقولك .
هزت إلين رأسها بـ نعم ، وتبعت غصن ..
صحيح بأنها قد كونت علاقات بـ هذه المدينة ، ولكن غصن تحتل المركز الأعلى بـ الصداقة في قلبها ، رغم كبر سنها عنها ، الا انها لم تهتم ، بما أن غصن تكون نفس تفكيرها ، وأيضا تمتلك غصن مواهب متعددة ، الرقص والغنى ، والتصوير المحترف ، وهذا ما يعجب إلين ..
_

{ نسـيم }

بـ المنزل .. كانت ستخرج لولا طلب سلطان بـ البقاء قليلاً لـ يشاورها بـ أمر ، أستغربت طلبه الغريب ، ولكنها بقيت تنتظره ، لحين ما ألقى عليها الخبر الصادم والمؤكد ! .
.. : خلاص قررت أُبتعث لـ نيويورك ، وبأخذ إلين معاي وأنتِ بعد ، ونكون هناك فترة ما يخلصون من إلين وترجعون !
صمتت غير مستوعبة ما يقول ..
.. : نسـيم ؟ حرام نحرم البنّت من موهبتها عشان الخوف من ان ابوها يدري عنها ولا اخوها ، وش بينفعها اذا كملت دراستها ، وخلصت تقعد في البيت مع شهادتها !

نسـيم ما زالت غير مستوعبة ..

.. : أنا خلاص قررت معها وإنتهينا ، ما فيني والله أشوِف الحزن بعيونها ، ولا حتى تعودت على برود تعاملها معانا !
.. : أنت تمزح صح ؟
.. : لا أتكلم بكل جديه ، البنّت مالها ذنب تخبي نفسها عشان أبوها الحقير ، بتدرس وتنمي موهبتها ، وتتوظف ومحد بيوقفها !
.. : سلطان مو من جدك !! أنت عارف باللي سويته قبل أربع سنوات ، أخذت البنّت من بيت أبوها خبيتها في بيت خال صديقتي ثلاث أيام شردت معاها بدون علم أحد !
.. : و لـ متى بتشرودون أنتم ؟ مرده عمّك يا نسـيم يكشف كل شي ولا أخوها ، وتطيح فوق رأسك وساعدتها محد يسامحك .
.. : أنا سويت كذا عشان أحميهم كلهم الثلاثة !
.. : عمر الهروب من الواقع ما هو حل !

جلست على الأريكة مصدومة ، غير راضية بالذي سـ يفعله خالها المتهور ..

وقف سلطان ملقياً عليها " مع السلامة " وخرج ..

نسـيم بـ تفكير : لا مستحيل يصير ذا الشي ، مو ذا اللي خططت عليه أنا وديانا ، ولسا بعد ما جاء الوقت حتى نكشف كل شي ، بـحر للحين يحسب أمـه خاينه أبوه ، عمي بيصرح أنها بنته اذا رجعت ، بـحر ما راح يسكت له ، وعمي ما يخضع له ، البنّت بتضيع !

وقفت متوجهه لـ الطاولة التي فوقها توجد حقيبتها ، فتحتها ، أخذت هاتفها من وسطها ..
أتصلت على صديقة عمرها ، وقلبها ، ديانا !
.. : حي الله هالصوت !
.. : أرسلي لي موقع بيتك بسرعة على الواتس ..
سكرت منها سريعاً ، وهي تخرج من منزلها بـ عجلة ..
_

{ عـهود }

دخلت ، قاعة محاضرتها المبكرة ، ألقت السلام على الطالبات ، ردن عليها ، ومن ثم بدأت بـ محاضرتها .. بعد ما انتهت حظرتهم و خرج بعضهم !
.. : مدُن الـ ..
.. : موجودة.
أغلقت دفتر التحضير ، وكانت تهم بالخروج ..
.. : آها هذه هي أنتِ !
التفت لها عـهود بـ غرابة تلك النبرة المستهزئة : عفواً تكلميني ؟.
أكلمت الفتاة بنفس النبرة : تكونين بنت عم أبو ولد خالتي عمر .
رفعت حاجبها الرقيق : ومن ذا عمر ؟ .
.. : الله ما تعرفينه ، خطيبك اللي أبوك أجبر ولد أخوه يزوجك لـ ولده.
بعد ثانية من الاستيعاب ، أدخلت لسانها بـ باطن خدها بـ قهر : آها يكون ولد خالتك ، طَيب شتبين ؟ .
.. : لا بس بغيت أقولك يعني ، اذا كان أبوك مضايقه وجودك ماله داعي يجبر الناس عليك !
وضعت كتابها و دفتر التحضير بجانبها لـ تهاجم تلك الفتاة بـ عمر الـ 20 : ومن أنتِ عشان تكلميني ، أو حتى تتدخلين بيني وبين خطيبي ، وأهلي وأهله ، أنشغلي بـ دروسك يا قلبي أبرك لك ، وأبوي مو مضايقه وجودي ، كل اللي يبيه أن يسعد بنته مع رجال يسعدها ويغنيها ، ولو ولد خالتك مجبور كان فهمت من حركات أمـه اللي هي خالتك ، بس ما شفت منها اي رفض في الموضوع بالعكس عاجبتها وحبتني ، وأعيد وأكرر لك يا حبيبتي أنشغلي في جامعتك ودروسك وأختبارك ، والاهم مادتي اللي بدرسك فيها ، لان بصراحة حطيتك فبالي !
دخلت صديقة مُدن القاعة وهي تنظر لهم بربكة ، نظرات صديقتها الحاقدة والغاضبة ، ونظرات عـهود الباردة والمحاذرة ..
.. : مُدن تعالي يلا بقي لنا عشر دقايق على المحاضرة الثانية !
مُدن رمقتها بـ نظرة تهديد : اذا الأم عجبتيها وحبتك ، فـ الولد أبداً مو راضي ، وأنتِ بتتزوجين الولد مو الام !
سحبتها صديقتها بقوة من ذراعها : أمـشي !!
خرجت برفقة صديقتها ، وهي تشعر بـ شي من القهر من هذه الدكتورة التي تكون خطيبة أبن خالتها ، بوسط نظرات عـهود المنفعلة ، بللت شفتيها بضيق ، وهي تسحب كتبها ودفنوها ، وتخرج من القاعة ، متوجهه لـ مكتبها ، أنتبهت لـ شماعات العبايات لا يوجد الا عبائتها ، ضمت حاجبيها بـ ضيق ، فلا ينقصها الا غياب نسـيم ، رمت كتبها على الطاولة بـ غضب ، لم يغضبها تصريح الفتاة أن والدها أجبره على الزواج منها بكثر ما أغضبها ، أنه أيضاً لا يرغب بها وليس راضي ، هذا الرجل الفانتستك هه ..
عـهود : لا عاد انا اللي ميته فيك ومتششقة عليك ، يا الامير تشارل ، آهخ محد قهرني بحياتي غير ذي اللي ما كملت العشرين بعد تتمسخر علي ، شكلها هي و الفانتستك هذاك يحبون بعض ، وانا الطرف الثالث بينهم ، يمه يا عيونها ونظراتها كأنها حمم بركانية ، ها يا أبوي يرضيك باللي يتكلمون عني بالله آه قلبي اناا ليه من الاول ما صفقتها كفف علمتها كيف تتدخل بـ خصوصياتي !!
أنتبهت لـ هاتفها الذي يرن أمامها سحبته بقوة ، وردت دون أن تنظر لـ الرقم !
.. : نعـم ؟
.. : أنتِ عـهود ؟.
.. : شتبي ؟ .
.. : عـهود ولا ؟.
.. : بتقول شتبي ولا أسكر ؟.
.. : وشبك معصبة ؟.
.. : وأنت شدخلك ! .
.. : اذا قلتي لي أنتِ مين ، بقولك أيش دخلني .
سكرت في وجهه بـ سرعة : فاضي قسم بالله.
وقفت وهي تصلح ها كوب كوفي ، بقي لها محاضرتين تحظرهم ..

_

{ غـصن }

وقفت هي وإلين ، ينفضون مرايلهم من الغبار ، ضحكت على ملامح إلين الغاضبة أنها فوتت حصتها الاولى من أجلها وقصتها السخيفة ، مشو مسرعين لـ بوابة مبنى المتوسط ، توقفت خطواتها وهي ترى نظرات تساؤل منها ..
إلين : منتي مداومة يعني ؟.
.. : لا بداوم.
تكتفت إلين ترمقها بنظرات : هيا قدامي ادخلي مبناك ، ولا تنسين تروحين عند أستاذة ألغياب حتى تأكد حظورك وما تغيبك.
.. : تمام يلا ادخلي.
.. : قدامي يا غصن.
تأففت بملل من تلك الصديقة الصغرى ، مشت وهي تغني بصوت هادي ، وهي على درجات المبنى التفت لترى إلين مبتسمة تودعها بـ يدها ، أبتسمت جانباً ودخلت ..
أحدى عاملات المدرسة : الله يكفينا شرك ، وش جابك أنتِ ؟.
التفت لها بـ برود : الكتب والدروس نادتني ، الا أنتِ يا العجوز وش جابك ؟.
لوت فمها العاملة بـ بغض لها ..
أكملت غصن وهي ترفع حاجبها الحاد : آها تنظفين ساحتنا بعد ما نوصخها.
.. : ثمني كلامك يا بنت.
.. : وهو أنا قلت شي خطا لا سمح الله ، ما هو ذا شغلك يا خدامة المدرسة.
.. : قابليني عند المديرة ، هذا وجهي يا غصن إنما طردتك.
.. : نتقابل نتقابل.
وصلت أخيراً لـ فصلها ، وقفت تنظر من عليهم ، لم تجد أحد ودخلت ، جلست بـ الأخير مكانها المفضل !
انتبهت لـ سوالف الفتيات اللاتي أمامها ، معهم هواتف الذكية ، أثنتان تشاهدنا مسلسل تركي يبدن متحمسات ، وأخرى يبدو أنها تتصل على شخص وتتحدث بصوت منخفض ، وصل لـ مسامع غصن !
.. : متى طَيب ؟ ، ما هي بذي السرعة يا نادر ، مستحيل تمشي عليها ، صدقني أسبوع وهي عندك ! لا أمانه نادر حلفتك بالله ؟ ، والله لأسوي اللي علي بس تكفى لاا تسويها وتغدر فيني !
أنتبهت لنظرات غصن الغير مفهومة ، وصمتت تقفل هاتفها !
.. : خير وشبك تناظريني ؟.
.. : ومن زين خشتك عشان اناظرها ، جراب جوالك من ويـن شاريتيه ؟.
قلبت الفتاة هاتفها بـ يدها بـ شوفة نفس : آمم طلبية من باريس ، ما راح تحصلينه بالسعودية بكبرها !
.. : ومن زينه عاد ، بغيت أقولك لو معاك فلوس غيريه ترا مرة لونه يقرف النظر.
.. : ما طلبت رأيك يا عديمة الذوق.
.. : أنا ما استنى احد يطلب رأيي حتى اقول ، أفرض رأيي عليك وعلى أشكالك.
.. : لا والله ، هيه يالبويه وخر عني أن كان برأسك حرش دوري مسترجلة زيك سامعة يا بيبي.
غصن بـ سخرية : لا يا بيبي ما سمعت.
وقفت الفتاة محذرة : أنتبهي مني ترا ما انصحك فيني.
.. : يمه قلبي بموت خوف.
تجاهلتها الفتاة تعدّل كرسيها ، تسمرت مكانها وهي تسمع غصن تتحدث بـ ضحك : قلتي لنادر ينتبه منك ولا يفكر يغدر فيك ، ولا ترجيته يالدجاجة.
التفت لها موسعة عينيها ..
أكملت : ترا نادر ذا ماهو أطيب مني في الشر والغدر.
صمت الفـصل بـ حظور المعلمة ..
_

{ ديـأنـا }

بـ شقتها الصغيرة الدافئة ، تحديداً غرفة الجلوس ، تجلس مقابل نسـيم ، التي تحتسي القهوة العربية ، وبعضاً من الكيك ..
.. : هيه بنت أخلص علي وقولي وش صار لك ؟.
نظرت لها نسـيم بـ ضيق صامتة وهي تضع الملعقة جانباً !
.. : أشتقت لـ كيكاتك من زمان عنها.
.. : ادري بغيتي تغصيين بحلقك ، شوي شوي آكلي.
رمقتها نسـيم بنظرة حاقدة : وجـع !
أبتسمت ديانا بلعانه : يوجعك .
تنفست نسـيم ببطء : ويـن نسوم ؟.
.. : مع خالد ، بغرفتنا.
هزت رأسها بتفهم وبربكة : طَيب ، ديانا شوري علي شسوي ؟ .
ديانا التي استقرت عينها عليها وهي تعيد المشهد هذا مجدداً ، عندما أخبرتها عن عمها وبحر ، وطلبت مشاوراتها بما تفعل ، وأقترحت ديانا الهروب ، وأخذ إلين !
.. : وش صار ؟.
.. : خالي سلطان الأهبل ، يبي يروح يكمل دراسته بـ نيويورك ولا بعد بياخذنا معه ، عشان في شركة هناك مرشحين إليين يبونها !
.. : احلفي.
بحدة : وهو وقت مزح معك !!
.. : وخير ليه ، خل خالك ينقلع لوحده وش دخلكم أنتم.
.. : عشان إلين هو مسوي كل ذا عشانها.
بغرابة تفكير ديانا : وليه إنشاء الله عشانها ؟ ليكون خالك ..
قاطعتها نسـيم بحدة : لا يا الغبية ، خالي سلطان يعاملها كأنها اخته ، وبعدين هو ما يحب هدؤها وكئابتها لما تتضايق.
.. : والين لهدرجة تبي تروح ، ما هي عارفة لو راحت ان ابوها بيحبسها مره ثانية !
.. : عارفة بس نفسها تروح.
.. : خلاص خليها هي وسلطان يروحون لا تتدخلين أنتِ.
.. : كيف ؟.
.. : اللي عليك سويتيه ماله داعي تتدخلين زيادة.
.. : بس الين وعمي وبحر !
ديانا بـ ملل : يا بنت بالله أنشغلي بنفسك خلاص ، الين كبرت ومعادت طفلة ، هي بالسن لازم تعرف الصح والخطأ دام نفسها تروح وعارفة خطورة المعروف خليها.
هزت نسـيم راسها بتوتر : مقدر.
.. : الا بتقدرين.
.. : الين توها صغيرة ، كيف لو هالاثنين علموها بفعلة أبوها بـ أمها !
.. : ينحقرون وش عليك فيهم.
.. : ديانا صايرة حاقدة بزيادة.
.. : مو كذا يا نسـيم ، بس اللي قاهرني فيك حياتك اللي موقفتها لا تزوجت ولا تهنيتي بعزوبتك.
.. : انا راضية بحياتي.
.. : وانا مو راضية .
سكتت نسـيم بتفكير..
.. : تخيّلي لو بـحر طاح بغرام وحده غيرك ؟.
تنفست بقوة وبغضب : ديانا وبعدين معاك ؟؟.
.. : انتي تخيلي بس وش بتخسرين ؟.
من بين أسنانها : مجرد التخيل انه مع غيري ، أحس بنار يحرق اللي بين ضلوعي ، ما ابغى اتخيل و خلاص !!
.. : انا جالسة أمهد لك الفاجعة.
عقدة حاجبيها نسـيم : اي فاجعة ؟.
.. : يعني لو تصادفنا انه متزوج مثلاً.
وقفت نسـيم بحدة : ماراح تسكتين يعني ، بسرعة جيبي لي بنتك أسلم عليها واطلع ، خسارة جامعتي وطالباتي اللي سحبت عليهم عشان خاطرك.
وقفت ديانا تتبعها لـ الصالة : هالله هالله وكأني انا اللي دقيت وارسلت لك الموقع !
تنهدت بعمق : بسرعة جيبي لي نسـيم !
توجهت ديانا لغرفتها هي وخالد ، تبتسم لـ إستفزاز صديقة عمرها ، الا بها تقف بـ صدمة تنظر لـ خالد الذي خرج وابنته بين ذراعه ، ونظراته مستمرة اتجاه نسـيم ، التي كانت بالأصل ترتدي اللثمة ، نقل نظراته بينها وبين ديانا ..
.. : كيفك يا نسـيم ؟.
برقت عينيها بصـدمة كيف عرفها ..
لتتحدث ديانا : خالد كان عارف بوجودك اول ما وصلنا السعودية.
بللت شفتيها التي جفت وبصوت متوتر : بخير ، كيفك انت وبنتك ؟.
ناول نسـيم الصغرى لـ ديانا التي بدورها أعطتها لـ نسـيم !
.. : بخير الحمد لله ، فقدناك والله ومشتاقيين لك !
استغربت حديثه ، ونظرت لـ ديانا التي لوت فمها غير راضية ..
.. : تسلم يا خالد ، ما تفقد غالي يا رب.
قبلت وجنة نسـيم الصغرى بعمق وكفها ورقبتها ، واحتضنتها طويلاً ، وأعطتها لـ ديانا التي ابتسمت لها ، لـ يتحدث خالد ويصعق مشاعرها المدفونة ويبعثرها ..
.. : باس خدها وكفها ورقبتها ، ونادها بـ نسـيم البحر !
ثبتت نظراتها عليه بـ شوق مرهق ، أمتئلت عينيها بالدموع ، أرتجفت كفوفها فجاءة ..
.. : بحرك مشتاق لك وفاقدك يا نسـيم.
ديانا بـ حدة : خـالد !!
حاولت جمع نفسها ، حاولت أن تثبت ، وأن تتحّمل ، و خرجت مسرعة من شقتهما ..
أغلقت الباب خلفها وهي تضع يديها على خصرها علامة الضيق : لييه قلت لها يا خالد ، مو وعدتني ما تقول لبحر عنها ولا تضايقها بـ شي حرام عليك ، ترا هي مجبورة على كذا ، كانت ضايعة ومشتته !
بنظرات حادة : مو هي لو كان عندها صدق صديقة ، كان فهمتها ان الهروب من المشاكل أبداً ما هو حل ، ولا بعد ساحبة بنت عمها معها ! بـحر لو لمح بس لمحة فباله ان اخته تكون مع نسـيم طوال الاربع سنوات ذي ما تدرين وش ممكن يصير !
اتسعت عينها بفجعة : وش ؟.
_

[ بـ نيويورك ! ]

{ بـحر }

عاد لمنزله ، اليوم كان حقاً متعبا له ، وأتعبه صمت ذالك الأب الذي يرفض مساعدة محاميه ، اليوم حاول التحدث معاه مرة ومرتان ويأس بالثالثة ، هو واثق أنه هناك سبباً دفعه لـ قتل أبنه ، وتلك الزوجة لم تقل أيضاً ما هو السبب ، فقط شهدت أنه القاتل ، آه يبدو أنه لن ينام من
التفكير ، دخل غرفـته بـ تعب وإرهاق ، اتسعت عينيه الداكنتين الذابلتان ببطء ، من رؤية لتين بـ قميصها المغري ، صاحب اللون المستفز تقف آمامه مبتسمة
بـ سرور ، تراجعت خطواته وهي تقترب منه بـ خبث لمحه من عينيها ..
.. : لتين ماني فاضي لك ، تعبان وأبي أنام !
.. : بريحك يا حبيبي.
تقدم ودفعها ببطء وهو يتوجه لـ سريره وجلس عليه ، أقتربت منه وهي تساعده في خلع جاكيته وقميصه الأبيض ، أبعدها يديها بـ جفى ، عادتها لـ ترفع ذقنه وتنظر لعينيه ..
.. : بـحر لم أتزوجك لكي تكون لي مزهرية بالمنزل.
مالت شفتيه جانباً ساخراً : كنت موافقة على الشروط قبل ما نتزوج وش غيرك ؟.
بـ إنفعال هي تمسك على ذقنه الطويل : سئمت مللت حقاً من هذا الوضع ، أحبّك يا بـحر وأريدك !!
تقدمت سريعاً عندما رأته يغمض عينيه بخمول ، وزعت قبلاته على وجهه وتوقفت عند شفتاه ، بـحر وهو يتخيل وجود نسـيم معه الان مغمض عينيه ، لتتقدم متمادية محاولة تقبيل شفتاه ، إنتهت بـ فشل وهو يسترخي على الخلف ، عدلت وقفتها المايلة بـ قهر !!
أبتسم بـحر بـ لعانه : أخرجي حالاً
لم تيأس سحبت ذراعه لـ يقف ، ولكنه دفعها بقوة : لتين !!
.. : بـحر أُحبك لما لا تحبّني لما لا تريدني .
تعدّل لكي ينام بالوضع الصحيح : اذا خلصتي كلامك سكري الباب وراك.
تجمعت الدموع بـ وسط عينيها ، مشت متوجهه لـ الباب ..
فتح عينيه وهو يشعر بـ قلبه ينبض بجنون ، لمجرد تخيّله أن نسـيم بقربه ومعه ، في ثواني فقط تخيّل ..
_
[ سعودية ]

{ نسـيم }

منذ أن عادت من ديـانا وهي تحجز نفسها بـ غرفتها ، تحتضن ركبتيها لصدرها ، وتشهق بكاء بـ صمت ، وهي تعيد كلمات خالد ، صديق بـحر الأول !
" .. : فقدناك والله ، ومشتاقين لك !
.. : باس خدها وكفها ورقبتها ، ونادها بـ نسـيم البحر !
.. : بـحرك مشتاق لك وفاقدك يا نسـيم ! "
نزلت دموعها بـ غزارة ، شدت على يدها التي تحضن ركبتها : وأنا أشتقت له والله بموت من شوقي له !!
سمعت صوت طق الباب ، واذا بها إلين ..
.. : نسـيم تجين تتغدين ؟.
لم ترد ..
.. : بسرعة نسـيم والله ميته جوع .
بقيت صامتة تكتم شهقاتها ..
.. : نايمه يعني ؟.
..
.. : يلا اجل بغطي لك من الاكل لا صحيتي العصر تاكلينه.
أسترخت بـ سريرها ، بوجه محمّر من البكي ..
" قبل أربع سنوات ".
" رفعت يدي لتُقبل باطنها بحنية : أنا أسف لـ إستغلالك من أجل مصالحي الشخصية ، أسف يا نسيم.
هززت رأسي بـ أسى : هذا شي قد تجاوزته في الـ 3 أشهر الماضية .
.. : اذاً مالذي يقلقك ؟
.. : أُحب عمي يا بحر !
أحتدت عيناك الداكنتين ، لـ تضرب بيدك مقود السيارة بقوة ، ثلاث ضربات متتالية لتهمس بنبرة فحيحة وإنفعال غريب : لماذا أحببتك ؟ لم تكن الخطة هكذا ، ليتني لم أعرفك ..
نظرت لي وعيناك تشتعلان غضب : ليتني لم أعرفك ، ليتك لم تتملكيني هكذا ولَم أتملكك ، نحن لا نصلح لبعضنا ، فعلاً لا نصلح !!
ألا يا ليت الليت يكون 🍂.
ليتنا حقاً لم نعرف بعضنا ، ليتنا لم نقع في حب أحدنا الاخر بهذا العمق المؤلم ، ليتنا . "
.. : ليتني ما عرفتك ليتني ما حبيتك !




{ يتبع } ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:54 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

{ الفصل الرابع عشر }



على الحياة أن تجمعني بك مراراً وتكراراً..
عليها أن تُعيدك إليّ دائماً ..
عليها أن تُغلق كل المنافذ في وجهك ..
فلا تجد مفراً سواي .
-مقتبس -



الأسبوع الأول من مارس ، يوم السبت / السعودية !


{ عهـود }


اليوم هو عقد قرانها ، من الرجل الفانتستك ، ترتدي فـستانها الرمادي المتناسق مع جسدها النحيل ، وطويل ، ينتهي بـ فتحة جانبية ، توضح خلّخال رجلها الأسفل لـ أعلى فخذها ، وشعرها القصير بُني اللون ، الذي لم تتكلف به سوا بـ إستشوار حراري فقط ، نظرتُ نفسها لـ المرءاة ، بوجه عابس وشفتين متقوسه كالأطفال ، دخلت عليها أختها الكبرى بعجل ..
.. : يلا خلصتي ، أهله وصلو !
نظرتُ لها بضيق : وانا شعلي في أهله ، الفانتستك جاء ولا بعده ؟.
.. : لا لسا يقول ابوه عيال عمه رايحين يأخذونه من المطار !
عادت لتجلس بـ سريرها ببرود ، تتأمل طلاء أظافرها بـ اللون الموف المطفي : ها لا جاء نادوني .
.. : حرام عليك أمـه من يوم ما وصلت وهي تقول ويـن خطيبة وليدي وينها ؟.
رمت يدها غير مهتمة : ماني نازله لها !
.. : عهيد !!
رفعت عـهود أصبعها محذرة : شوفوا أنتو ، والله والذي لا اله الا هو ، إنما تركتوني في الليلة ذي اسوي اللي ابيه لا اقلبها نكد !!
مالت بسمة بـ شفتيها ضيقاً من تمرد أختهم الصغرى ، عادت لتغلق الباب خلفها ، تاركة عـهود تسترخي قليلاً ..
شددت على يديها بقوة ، فـ منذ الامس وهي تفكر " مالذي ستفعله لـ هذا الفانتستك المجبور الواقع بغرام أبنة خالته الجامعية " ..
أنتبهت لـ هاتفها الذي يرن ، أجابت بـ حماس ..
.. : وينك احنا تحت ؟.
عـهود ميلت شفتيها بملل : أطلعو لي طَيب.
.. : وكيف بنطلع لك ، شنقول لامك !
.. : معليك قولي لها احنا صديقاتها وتطلعكم.
.. : يلا باي.
.. : باي.
كانت بترمي الهاتف لولا الاتصال الذي رِن ..
تأملت الرقم قليلاً ، وتذكرته سريعاً فهو بالامس أيضاً اتصل بها ، منذ ذالك اليوم بالجامعة وهو يتصل يوميا ..
.. : خير شتبي ؟.
بصوت رايق : كم مرة بعيد يعني ، معاي عـهود ؟.
أجابت بـ تأفف : أيوه عهوود ها عساك أرتحت الحين ؟.
.. : أخيرا يا بنت ما بغيتي تقولين !
.. : ليه مين أنت ، و وش تبي ؟.
.. : قريب أن شاء الله بنتقابل.
ضحكت ساخرة : هه !
.. : شفيك تضحكين تراني صادق .
.. : وكأني بوافق أقابلك.
بنبرة مستفزة : غصب عنّك يا قلبي.
أستفزتها النبرة : انقلع بس ماني فاضية لك.
.. : ليه مشغولة في أيش ؟.
.. : مـ الـ ك د خـ ل " سكرت بوجهه ".
رفعت عينيها لـ نسـيم بـ فستانها الوردي القصير تبتسم لها بـ سرور : يا حبيبتي الف مبروك !
صافحتها بـحُب : لسا بدري على المباركة يا نسوم.
تخصّرت ديانا بفستانها السُكري الطويل : وليه إن شاء الله ؟
عـهود تحتضن طفلة ديانا : ما أبي أتزوج من الأساس.
أتسعت عين ديانا بصـدمة : هالحين كل هالحفلة والبوفيه والدي جي ، وأهل الرجال جايين والرجال بنفسه بعد ، تبين تردينهم !!
رفعت عـهود كتفيها بـ برود : آيوه عـادي.
ديانا ضربت كتفها بعفوية : يا خبله أيش اللي عـادي ، بتحرجين أهلك كذا !
نسـيم بـلا حيله : خليها يا ديانا لي أسبوع أعلمها وأفهمها ، بس راسها يبيله كسر على العناد اللي فيه.
.. : لا طبعاً بخليه بنفسه يرفض ، وبكذا لا أحرجته ولا أحرجني ، وبعدين السالفة مو قصد عناد ، بس انا ما أحب زواج العوائل ذا.
ديانا بسخرية : دام عائلتك قبيلية أحلمي تسافرين وتحبين ونتروجين اللي تبين !
عـهود بتأفف : ما قصدي كذا بعد ! قصدي يكون شخص أوقات الخطوبة نتعرف على بعض.
نسـيم بـ محاولة أقناع أخيرة : طَيب أنتِ توك مملكة عليه اليوم ، لا تتزوجينه الا يوم تتعرفي عليه !
.. : لا كذا بكون قدام الناس خلاص له.
.. : والله عاد أنتِ الخسرانه !
عـهود وهي تهف شعرها من الامام : يا ربي محد فاهمني.
نسـيم تضرب رأسها بخفة : لا تخربين شعرك ، تراك دافعة فيه من راتبك !
أكملت ديانا : أي والله ، اذا الحفلة اللي بفلوس اهلك ما همتك ، انتبهي فاللي دفعتي فيه من راتبك.
.. : حسبي الله عليه ذاك الرجال الفانتستك !
ديانا ضحكت ؛ وش دخله الفانستك ، ما جاك وطلب منك تزيني وجهك وشعرك له.
نسـيم أبتسمت جانباً : والفستان مره أوفر ، وش بقى ما غطيتي !
عـهود بنظرة كِبر : لأنكم ما تدرون وش بسوي فيه بهذه الليلة.
أنتبهوا لـ عيون نسـيم الصغرى التي فجاة نظرتُ لـ عـهود وكأنها صادمة !
ديانا تأخذ أبنتها من بين يديها : حسبي الله حتى البنّت انفجعت وهي ما تدري وش !
ضحكوا نسـيم و عـهود بـ عفوية لـ براءة الطفلة !
_

{ عمـر }

يركب سيارة أحدى أبناء عمه ، اليوم أيضا هو عقد قرانه بـ الفتاة التي تكون أبنة عم والده ، أتصل بـ وسام وخالد لـ يأتو لـ ملكته السريعة العجيبة ..
" مُكالمة جماعية " .
خالد : وشو ؟
وسام : خير وليش توك تعلمنا !
عمر بـ حس كوميدي : أبيكم تحسون فيني ، زي الليلة اللي اتصلت علي أمي وقالت أنها خطبت لي ، ليلة شؤم ولله. !
خالد بـ شماته : تستأهل ، تذكر هرجتك عنا قبل ، لا تضحك الا من مصلي وصوام !
عمر بغيض يقلد كلماته بـ إستفزاز : انننن ! بتجي ولا ديانا معارضة ؟.
خالد بروقان ضحك : توني موصلها هي وصديقتها لخطبة صحبتهم !
عمر بـ شماته : الله وصرت سواق لـ صديقتها بعد.
خالد : حبيبتي ومالك دخل.
وسام الذي كان يضحك طوال حديثهم : قريب يا المتزوج حديثاً بتصير سواق لـ زوجتك !
عمر : تخسى ما صرت.
خالد : قلنا بتصير.
وسام بـ إستفزاز : يعني بتصير ، ولا تخلينا نكلم سعود يدعي عليك من هناك !
عمر : فكنا من وجهه النكبة سعيدان !
خالد : والله بنفقدهم الليلة.
وسام : والله واحشني بـحر ، معليه سعود يجي هنا كلما ذيك البنّت جات واشوفه بس بـحر فاقده.
عمر : لزواجي كلكم بتجون وغصب عنكم بعد ، المهم وصلت لبيت المدام يلا اشوفكم هناك !
وسام : انا والله يمكن بتأخر.
خالد : لا انا لابس وجاهز جايك !
أغلق الخط ، وأدخل هاتفه بـ جيبه ..
نزل من السيارة وهو ينظر لـ البيت الكبير العادي ، تنّهد بـ عمق وهو يرسم إبتسامة مزيفة على شفتيه أمام عم والده ، أقترب منه وهو يُقبل رأسه ، أبتسم له والد عـهود بُحب ..
.. : حي الله عمر نورت السعودية !
أبتسم عُمر : الله يبقيك ، و بوجودك يا عم.
أخيراً أستقر على كرسيه بعد السلام والسؤال عن الأحوال !
ساعتين مرّت ، وعلى قدوم الشيخ ، جاء خالد برفقة وسام ، وقف عُمر شوق لهما وصافحهم ..
وسام بضحك : الحضن بعدين !
عُمر وهو يبتسم : بحضنكم بعيد عن عيون عمي !
خالد : الا تعال الحين انت بنتزوج بنت ذا البيت ؟
عُمر بـ سخرية : لا بنت العمارة .
خالد ضرب ظهره بقوة : انطق !
عُمر : ايه ولا ليش انت هنا والنَّاس يسلمون علي !
خالد بـ إبتسامة بشوشة : يا ولد زوجتك طلعت صديقة ديانا و .. " اتسعت عينيه بصـدمة من ما كان يقوله "
عُمر الذي لك ينتبه له : أما عاد صديقة ديانا ، لا عز الله رحت فيها !
ضحك وسام : توك متشمت فيه ، شفت كيف ابتليت !

_

{ إلين }

تّجلس أمام التلفاز ، تشاهد فيلم ، وكتابها يتوسط حضنها رجلين بشوارب لطيفة وردية ممدة لـ الطاولة وبجانبها طبق بوب كورن ، في حال إندماجها مع الفيلم ، شعرت بـ شخص يجلس جانبها ويأكل من البوب كورن !
.. : ليه ما رحتي مع نسـيم خطوبة صحِبتها ؟.
إلين : ما أحب هالأجواء ، وبعدين محد بعمري بيروح ولا اعرفه !
سلطان : كان كلمتِ ياسمين تروح معاك !
إلين بسخرية : وكأن أمها بتخليها تروح معاي .
سلطان نظر لها : أكلم لك أبوها ، أمها مالها كلمة بعد اخوي .
إلين : لا بالله فكنا ما ابي أسبب. مشاكل.
سلطان جلس مقابل لها : طَيب وش سويتي بخصوص الشركة اللي دعتك لها !
إلين بحماس التفت له وجلست مقابله أيضا : تخيلي يقولو أنهم مجهزين لي جناح خاص فيني طوال الثلاث الأيام اللي بقعد فيه ، ولا بعد يبون كل لوحاتي عشان يعرضونها بـ معرضهم ، وآخر يوم بـ يسلمولي المبلغ حق اللوحات اللي رسمتهم.
أبتسم سلطان لـ عفويتها ، مد يده وبعثر خصل شعرها : حلو حلو والله ، واهم شي انك ما راح تطولين وتضايقيني.
رفعت حاجبها بـ حدة وضربت صدره بـ كفها : أنقلع أنقلع هه مرا مصدق نفسه.
ضحك سلطان عليها ، و وقف يحمل بيده هاتفه ومفتاح سيارته ..
راقبته لـ حد ما خرج ، وأبتسمت بـ سرور ، هذه الفترة سلطان تغـّير معاملته إليها وصار حنون و ما يرد طلباتها عادت تنظر لـ الفيلم الذي أنتهى وهي لم ترا نهايته !
أنتبهت لـ هاتفها الذي أشار بـ رسالة من عُلا .. في الحقيقة هي قد قابلتها بالمدرسة و تحدثا وتعرفا على بعضهما ولكن إلين لم تطمئن معها ، أهتماماتها لا تتوافق مع أهتمامها ولكن الفتاة أحبتها حقاً ..
" الواتس اب "
عُلا : شوفي هذا المقطع يويلي مره يخرفن.
إلين : أيش اللي يخرفن والله مره يقرف.
عُلا : هذه لقطات رومانسية مو قرف يالقاسية.
إلين : رومانسية عن رومانسية تفرق !
عُلا : فتحتي الفيديو أصلا عشان تحكمين ؟.
إلين : من الصورة إنسدت نفسي.
عُلا : آها.
إلين : يلا بنام .
عُلا : نوم العافية يا قلبي.
إلين : 💖..
وقفت متوجهة لـ غرفتها ، أغلقت الباب خلفها وأقفلته ، أنخفضت تحت السرير لـ تسحب لوحة بيضاء ، ومن الدولاب الصغير حقيبة ألوانها .. سحبت كرسيها ، وعلقت اللوحة و وضعت اللوان جانباً وبدأت بـ الرسم !
_

{ عـهود }

حان وقت نزولها الان ، وصل الشيخ و الفانتستك والدها ، نزلت بخطوات واثقة من الدرج ، بدأن النسوان بـ ذكر الله ونظرات الإعجاب بها ، أبتسمت مغرمة لـ والدته وقبلت رأسها أحتراماً ، التفت جانباً لترى نسـيم وديانا ينظرون إليها بحيرة ، كبحت ضحكتها ، حقاً أخافتهم من تفكيرها ، رأت أختها بسمة تشير لها لـ تذهب لـ مجلس الرجال ، مشت بخطواتها الواثقة سريعاً ، لتنتهي هذه الليلة السخيفة بـ عينها ، أنتبهت لوجود مُدن أبنة خالة الفانتستك ، رفعت حاجبها الرقيق بغرابة ، وتجاهلتها وهي متوجهة لـ رجلها العظيم .. وقفت ورا الباب قليلاً لتسمع الشيخ ..
.. : يا بنتي عـهود حمود الـ هل أنت تقبلين الزواج بـ عُمر الـ ؟.
صمتت قليلاً ، لتجاوب بـ تنهيدة مملة : نقول أيوه شنسوي يعني.
التفت الشيخ لـ والدها مستغرباً وعاد يسألها : لا بنتي هذا ماهو جواب ، مجبورة أنتِ ؟.
ميلت أبتسامتها جانباً : لا يا شيخ راضية ، والله يعين.
.. : أن كان أبوك جابرك قوليلي من الحين.
.. : لا أبد معليك موافقة.
فتحت نصف الباب لـ ترى والدها قد أنتبه لعينيها رمقها بنظرة غاضبة وذهب يتبع الشيخ لـ الملحق عند الرجال !
فتحت الباب كلياً ، مشت بخطواتها وتسّمرت مكانها عندما رأته يقف من مجرد دخولها بعنين متسعتين ، لم يكن كما يُخيل لها عقلها ، توقعته سمين البدن من بضخ المال الذي لديه وليس مفتول العضلات ، توقعته يأتي لها بـ ثوب كباقي الرجال العاديون ، وليس بـ بنطال كراميلي وقميص أبيض ، وحذاء سبورت أبيض ، شعر أسود كثيف غريز مرفوع ، بشرة سمراء غريبة، جاذبة !
.. : حياك .. تعالي !
حاولت التحكم بـ تعابير وجهها بنبرة واثقة جامدة .
..: الله يحيك .
أبتسم جانباً : ما قلتلك بنتقابل ، وها أخيراً .
جلست بجانبه واضعة رجلاً فوق الاخرى ، رفعت حاجبها : أيش ؟.
عُمر : قلتلك بنتقابل قريب ، ما اخذنا نص ساعة الا انا وهنا.
ضحكت بـ إستيعاب مررت لسانها على طرف شفتيها : آها ، وليه كنت تكلمني ؟ .
عُمر : مم كنت أبيك تغيرين موعد الملكة ، بس ممداني أقولك من كثر ما تصكين في وجهي !
.. : آها ، شكل ما ودّك بذا الزواج الغبي ، صح ؟
عُمر بـ فضول : لا عـادي ، شكل أنتي اللي ما ودك بذا الزواج الغبي على قولتك ؟.
زمت شفتيها بـ تفكير : أي والله ما ودي !
عُمر أرتفع حاجبه : وليه ؟.
..: مافي سبب مُقنع لك بس مع ذالك ودي أقولك اننا أبداً ما نناسب بعض ، أنا أنسانة أفكر أتزوج شخص أعرفه أحسن من شخص ما عرفته الا وقت الملكة.
.. : أنتِ تحبين شخص ثاني ؟.
.. : لا حالياً ماني مرتبطة بـ أحد ، بس أقولك الأفضل لي.
عُمر : بصراحة السبب مو مُقنع لـ هدرجة بس أحب أقولك أني ماني راضي عن هالزواج بعد !
.. : وليه قلت عـادي ؟.
.. : حبيت أعرف شعورك قبل.
.. : ويوم عرفته ؟
.. : ننفصل أحسن من الحين !
ضحكت بـ سخرية : أنت عارف مين هو أبوي ؟
أبتسمت بـ نرفزة : أعرفه زين .
.. : الحين ما ينفع الانفصال ! وطبعاً ما أبي أكمل معاك بعد ما تصارحنا مع بعض.
.. : يعني ؟.
.. : كلم أبوي وقله أن الزواج بيكون بعد ثلاث شهور.
.. : وتتوقعينه بـ يرضى ؟.
رمت يدها بالهواء : دور له أعذار من عندك ، شركتك، شغلك ، سفريتك !
وقف عُمر بـ تفكير : فـكرة والله.
سألت بـ فضول : ممكن أعرف ليه رافض الزواج ؟.
.. : يهمك !
أشارت بـ لا : بس حبيت أعرف أسبابك ؟
.. : أحب أعيش لوحدي ، ما تعودت أعيش مع شخص أو أكون مسوؤل عن شخص ثاني.
.. : بس ؟.
.. : بس !
وقفت وخطت خطوتين أمامه ترفع حاجبها الرقيق : تعرف مُدن الـ .. ؟.
عُمر هز رأسه : أيه بنت خالتي ، شفيها ؟.
عـهود : ما تحبّها ؟ .
أحتدت ملامحه بـ تعجب : أيش أحبّها ! البنّت زي أختي !!
عـهود زمت شفتيها بـ تفهم : آها !
مشت بخطوات سريعة ستخرج ، شعرت بيده التي أوقفتها ..
.. : من ويـن جايبه هالكلام !
سحبت ذراعها من قبضته : هي قالت لي !
رمت كلمتها وخرجت ..

_

{ عمر}

منذ اللحظة التي دخلت فيها وقد تخبطت دقات قلبه ، هو لا ينكر أنها جميلة ، صعبة المرأس ، وعنيفة التعامل من النظر لعينيها فقط ، شعر بـ راحة منذ أن قالت انها لا تود هذا الزواج ، وكان حتماً سـ يرفضها في هذا اليوم ، ولكنها أخافته في ردة فعل والدها ، كان قرارها سليم بعد ثلاث أشهر فقط ينفصل عنها ويعيش عزوبته بتمتع .. خرج من الباب وهو مسرور ، وجد خالد و وسام يتهامسون خلف السيارات ، وجه وسام المصدوم ، وخالد الكئيب ، أقترب منهم متعجباً من حالهم ..
.. : خير خير شصاير ؟.
التفتو إليه متوترين : لا شئ !
نظر لهم بـ شك ؛ والله ؟.
وسام : أيه ، يلا تعال طمنا كيف الوضع ؟.
رفع حاجبه : أي وضع !
خالد بـ ضحكة : زوجة المستقبل شصار عليها.
دفعهم بـ يده : وأنتو شدخلكم ، حتى بزوجتي ملاقيف !
أتسعت أعينهم بـ صدمة ..
خالد : أيا الكلب ، شايف يا وسام كيف غيرته في دقايق !
وسام : شايف شايف ، بس معليك هذي البداية يا عُمير .
ضحك بـ صوت عالي لـ تعابير وجيهم المصدومة : والله مزيونة وحادة بس مره ما تناسبني ، وأصلاً ..
خفض صوته وكأنه يهمس : تدرون بعد ؟ ما تبيني وماهي راضية.
وسام : الله وهي بعد.
خالد بـ تفهم ؛ معها حق والله ، مين يبيك أصلاً ؟
بلل شفتيه وهو يرمق خالد بـ نظرات حادة : وعاد من الزين اللي فيك ! محد رضى بك غير المخبولة ديانا.
خالدبـ نذالة : على الأقل وحدة رضت !
وسام : بالله عليك قولي بس بنت وحدة حبتك او انعجبت بك أيام حياتك كلها.
عُمر ضرب ساقه بـ رجله : كفاية تجريح.
ضحك خالد : وهذا الصدق !
كان عمر يود التحدث وصمت عند رؤيته لـ ديانا وأبنتها تخرجان ومعهما فتاة أخرى متلثمة !
أبتسم لـ ديانا ، وسقطت عيناها لـ تلك الفتاة التي خلفها تشتت نظراتها عنهم ، عنه هو وسام ، التفت لـ وسام الذي لم يزيح عينيه من عليها ..
_

{ نـسيـم }

خرجت مع ديانا ،بتوتر بعدما ما عرفت لاحقاً أن خطيب عـهود المنتظر هو عُمر صديقهم أيام الجامعة ، لمحتهم الثلاثة هناك أمام سيارة خالد ، أقتربتُ ودقات قلبها تنبض بـ عنف ، وشعور الحنين لـ الماضي !
لمحت عنّين وسام التي لم تزيح عنها ، ينظر لها بـ صدمة ، ونظرات الشك من عُمر التي أربكتها ..
ديانا بـ حدة : هيه أنت وياه شيلو عينكم ترا محنا في نيويورك عشان تقولون عـادي ، أحرجتو البنّت.
غضو أبصارهم بسرعة ..
.. : كيفك يا ديانا عساك بخير.
.. ؛ والله بخير الحمد لله وسام ! كيفك أنت وكيف حريمك ؟.
.. : الحمد لله كلنا بخير ، رحاب تسلم عليك.
.. : ما ظنتي من قلبها والله.
ضحك وسام عليها فهو يعرف كمية الكره بين رحاب و وديانا ..
وجهت حديثها لـ عُمر الصامت : مبروك يا عريس.
ضحك عُمر بخفة ؛ تونا يا ام نسـيم !
ديانا : دام أملكتو خلاص ما بقي شي على الزواج.
عُمر : إن شاء الله.
خالد : يلا أمشي لا نتأخر !
صعدو السيارة سريعا ، ركبت ديانا بـ الامام والخلف نسـيم ونسيم الصغرى .. كانو سـ يحركون السيارة لولا السيارة التي توقفت أمامها وضيقت عليهم ، أطفى خالد الأنوار لـ يرى ، الصدمة ، المفاجاة ، الصدفة ..
أجلست نسـيم الصغرى على فخذها ، ونظرت داخل السيارة التي أمامهم .. " بـحرها !! "
يخرج من سيارته مبتسم أبتسامته الجذابة ، يلوح لـ خالد ينزل ، ويقترب ويحتضن عُمر بقوة ، وبعدها وسام ، ومن ثم خالد ، لـ يخرج شخص أخر من السيارة ويصرخ الجميع بـ أسمه ويحتضنونه " سعود "
التفت لها ديانا تراقبها ، لتسقط دمعة من عينيها ، وكأن الماضي يعاد ، أجتمعو السبعة أخيراً ، بـحر وخالد ، سعود وعمر ، وسام ديانا ونسيم ، لكن بـ مدينة أخرى على شارع منزل عـهود ، وبظروف مؤلمة ..
.. : نسـيم !
نسـيم بـ صوت متألم : أشتقت له ديانا.
ديانا : الحين بنروح لا تخافين ما راح يدري عنّك.
قالت يبكى عجزت تخفيه : انا ودي اطلع له ما ودي أختفي أكثر من كذا ، أشتقت له والله اشتقت لكل شي معاه !
ديانا بخوف لـفت عليها : بنت أهدي ، لا تنسين أنتِ وش سويتي ، أخذتي أخته عندك ، هو ما راح يسامحك على ذا الشي اذا عرف !
لم تكن تسمع نصائح ديانا المحذرة ، ولا حتى بكاء الطفلة نسـيم ، عينيها مستقرة على ظهر بحرها الطويل ، الذي يدفع كتف عُمر ممازحاً ، شعرت بـ قلبها يؤلمها بشدة ، تعترف الان ، أنها في أشد حالات الندم على هربها والتخلي عنه ..!
ودعهم خالد عاجلاً ، صعد سيارته وعينين بـحر عليه مبتسم ، أخفضت عينها خوفاً من أنه يعرفها بـ اللثمة ، حرك خالد السيارة ذاهباً تاركاً خلفه أصدقائه الأربعة يواعدهم بـ أنه سـ يعود لهم !

-
{ غـصن }


بـ لباسها الرياضي الضيّق ، وسماعاتها تستمع لـ أغنية لـ sea , تركض بالحديقة وعينها محدقة بـ بالأمام ، قبل قليل خرجت رحاب غاضبة من تصرفاتها الغبية بـ رأيها ، أهناك شخص يركض بـ الليل أيضاً ، ولما تُمارس الرياضة هه ، يخيل بعقل زوجة وسام أنه سـ تغري زوجها وتأخذه منها ، آه أنها فكرة لا بأس بها ، ولكني لا أفكر بهذا فعلاً ، أن الذي أُطمح إليه أكبر من أني أتأملك وسام المستخدم من غيري ..
توقفت خطواتها عندما وصلت لـ خلف المنزل ، جلست على عتبة عالية قليلا ، تأملت القمر والنجوم حولها ، أبتسمت بـ تفائل .. قطع عليها أفكارها صوت الهاتف ، رفعته من حضنها ..
.. : نعم ؟.
.. : أنا طالع مع الشباب ، بلغي رحاب !
.. : أتصل عليها وبلغها بنفسك شدخلني أنا بـ زوجتك.
.. : المشكلة ما ترد علي ، أظنها زعلانه علي ، قولي لها أني براضيها لا رجعت .
شدت على قبضة يدها بـ غضب وإنفعال : ماني قايلة لها شي ، أتصل بـ اللي أسمها أنانا تبلغها !
.. : غصن بطلي عناد وقولي لها ، رقم أنانا مو عندي.
.. : لا تفكر أني أقولها ، مالي دخل فيكم.
.. : أنا زوجك !
.. : وهي ضرتي !
شعرت بـ نبرة صوته الساخرة : ضرتك ؟ شفيك حبيبتي غصن غرتي من رحاب ؟.
ضحكت بـ صدمة : هه أيش ؟ غرت ؟ يا كبر حلمك صدق.
.. : أجل وشوله ما تقوليه لها.
.. : أكرها وتكرهني ، أقتنعت الحين ؟.
.. : طَيب ، بكلمها الصبح ، أنتي ليه ما نمتي ؟.
.. : أنا برا في الحديقة !
.. : وش تسوين ؟.
.. : أركض !
.. : قلبك بـ يوقف من الركض.
.. : يوقف من الركض أهون من يوقف من سبب ثاني.
.. : سبب زي أيش ؟.
.. : أنسى !
رد بلا مباله : طَيب ، ادخلي برد مو زين خروجك برا.
.. : ما راح ادخل آلا لما تنام أنانا.
.. : وأنتي وشوله تخافين من أنانا !
.. : ما أحبها !
ضحك بـ هدوء : ومين تحبين أنتي أصلا ؟. ٍ
.. : مالك دخل.
سمعت صوت رجلاً يناديه " وسام ، يلا أمش خالد وصل ".
.. : يلا غصن أنتبهي لـ نفسك !
سكرت بـ وجهه ، فهي تكره أهتمامه الغير مرضي لها.
وقفت بـ جمود ، متجهه لـ المنزل ، دخلت وقد سرى الخوف ملامح وجهها ، صعدت الدرج ، اتجهت ناحية السيب الذي يؤدي لـ غرفتها ، توقفت خطاها وهي ترى أنانا سمينة البدن فارعة الطول ، بـ ملامح آسويه صينية تتجه لـ غرفتها مقابل غرفة غصن بـ خمول ، يبدو أنها أنتظرتها كثيراً !
أرتاحت غصن وتوجهت لـ غرفتها سريعاً لـ تنام ..





{ يتبع } ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 11:01 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل الخامس عشر } .




تمنيت كثيراً أن نكون أكثر حظاً
تمنيت أن تبتسم لنا الحياة ولو مره
تمنيت أن أكون سعادة تملأ حياتك
عُذراً على حظي السيء معك،انتبه لك.


الأسبوع الثاني من مارس ، يوم الأحد / بالسعودية !

الساعة : 6 صباح.

{ نسـيم }

أنها ما تزال في صدمـة رؤيته المفاجأة ، مرّ يوم كامل وهي في غرفتها تحت فضول سلطان وإلين منذ رجوعها من حفلة عقد قران عـهود ، تسترخي بـ سريرها على جانبها الايمين تنظر لـ هاتفها وصورته وهو يحتضنها من الخلف في نيويورك عند بوابة الجامعة ، أُطفِئت هاتفها بـ هروب وهي تتذكر احداث الليلة الصادمة ، وجوده بعثر افكارها ، وتلاشت مخططاتها ، وعادت لـ الصفر ، وجوده أحيا قلبها الذي اعتقدت أنه قد دُفنت تلك المشاعر المريبة ، رفعت عينيها لـ دخول ديانا لوحدها عليها عباءتها الكتف وشيلتها على الأكتاف .. !
جلست بجانبها على السرير تمسح على ظهرها : نسـيم.
بقيت صامتة ..
.. : نسـيم صدقيني ما كنت أدري عن وجوده ما كنت أدري أنه بيجي ، ولا حتى أن زوج عـهود يكون عمر ، حتى خالد بنفسه ما درى ، وشفتيه بعيونك كيف تعذَّر لهم عشان يردنا لـ البيت !
.. : ماني عتبانه عليك يا ديانا.
وقفتها لحد ما تعدلت بـ جلستها : طَيب حبيبتي وراك حابسة نفسك بغرفتك لا اكل ولا حتى جوالك تفتحينه ؟.
بنبرة ممبكية : أشتقت له ، لـ وجه و صوته وكل شي يا ديانا.
أقتربتُ ديانا وأحتضنتها : لا ياقلبي لا تبكين ! نسـيم والله توجعيني يوم أشوف ضعفك هذا !
مسحت دموعها : راح ولا باقي ؟.
فهمت عليها : لا باقي بـ يقعد يومين ثم يروح على حسب كلام خالد.
أبتسمت بـ سرور كئيب : يعني بـ نتنفس هواء المدينة هذي.
ضربت راسها بطرف أصبعها : أنجيتي أنتي ، قومي بس يلا شوفيني مسويه لك فطور يحبه قلبك ، أدري فيك أشتقتي لـ فطور الصباح معاي.
أنجبرت تضحك بـ حُب لـ هذه الصديقة ، صديقة العمر !

_
{ إلين }

تقف حائرة متفاجأ ، بـ عباءتها وشيلتها المايله ، أمام مكتب المديرة المفتوح ، خطوة تتقدم وخطوتين تتراجع ، يقولون رئيس شركة b&s موجود ويرغب بـ رؤيتها ، لا تعلم لماذا فكرت بـ سلطان في هذه الحالة تخيلته يقف أمام هذا الباب ويمنعها لـ دخول " غطي وجهك تراك كبرتي " ضحكت بسخرية هذا الاناني يريدني أن أحجب وجهي عن الكل عداه وهو الذي يجب أن يكون أولهم ، بللت شفتيها بـ توتر ، أستنشقت هواء بطريقة طفوليه ، أخذت الزائد من حجابها وتلمث كما تتلثم نسـيم ، دخلت متظاهرة بـ القوة ، لـ تقف أمام الرجل الجالس بـ الكرسي ينظر إليها سرعان ما رحبت بها المديرة مبتسمة ، أبتسم لها لـ يزداد إرتباكها ..
.. : أهلين إلين المالك معاك عمر الـ ..
صافحته بـ يدها بـ براءة ، ليبتسم لها بـ عفوية !

_

{ غصن .}

أستيقظت من نومها فازعة من صراخ وسام الغريب في هذا الوقت ، نظرتُ لـ باب غرفتها المقفل بخوف ، شدت لحافها عليها ، لترى مقبض الباب يُفتح ولكنه مقفل ..
تحدثت بـ شجاعة مزيفة : خير ؟.
وسام بـ غضب : أفتحي الباب يا غـصن !
.. : وليه ؟.
وسام : ورب العرش العظيم اذا ما فتحتِ الحين الباب لأكسره عليك.
ببرود مستفز : هه أكسره هذا لا قدرت !
.. : بنت !!
.. : ياخي وش تبي ؟ أنا أبدل الحين و بروح المدرسة.
وسام بـ نبرة ساخرة : لا صدقت عاد ، احلف لك أنك بسريرك الحين نايمه !
نظرتُ نفسها بـ السرير لـ تقفز سريعاً : والحين أحلف أني على السرير يلا ؟.
شعرت به يستند على الباب وسمعت ضحكته القصيرة : بنت بطلي عناد وافتحي الباب !
أستقرت عينيها على الباب وسرا الأمان بـ قلبها عندما سمعت ضحكته ، أقتربتُ بحذر من الباب وفتحته ، لتراه يقف أمامه بـ بنطلون رمادي القطني وتي شيرت أسود وشعره مبعثر على وجهه ، لا تزال ملامح الضيقة بـ وجهه ، دفعها ليدخل ويقفل الباب خلفهما ، نظرتُ له بـ غرابة وهي واقفة ، أقترب منها لـ تتراجع خلفها ، توقفت خطواته وهو يحدق نظراته بها ..
.. : يمه ! شفيك أنت ؟.
وسام بلل شفتيه بصبر : سؤال بس وابي إجابة قصيرة !
تكتفت ببرود : أسأل !
.. : للحين تكلمين ولد عمتي مُراد ؟.
أحتدت نظراتها بـ صدمة : مُراد !
وسام بحدة : أيه مُراد .
غـصن بـ إنفعال وهي تدفعه من صدره : وش شايفني أنت ؟ قليلة حيا أنا حتى أكلم ولد عمتي بعد ما تزوجت !
أرتفع حاجبيه بـ دهشة من حديثها لـ تعيده إلى الواقع بعد أن أكملت ..
.. : صح كل اللي بينا على الورق بس مهما كان انا مستحيل أتنازل عن مبادئي وأخون اللي تزوجته قدام الناس !
أُعجب حقاً بحديثها لوهلة شعر أن التي معه ليست تلك المراهقة المشاكسة !
جلست على سريرها وهي تضع رجلاً فوق الاخرى وبتفكير أستفز وسام : ما راح أخونك وانا معاك حتى لو ما نحمل لبعضنا مشاعر حتى مُراد ما راح يكلمني ، متفقين أول ما أدخل العشرين وأول ما ننفصل انا وانتَ يجي هو يخطبني !
.. : آها مخططة يعني من اول ما ملكت عليك !
.. : لا والله ، من اول ما خطبتني وانا أفكر !
برقت عينيه : بعد !
رفعت كتفيها ببرود ..
صد عنها بـ ظهره ، خارج من الباب ، لـ يوقفه سؤالها .
.. : تشك فيني ولا جاك كلام ؟.
التفت عليها : جاني كلام .
.. : هه و أكيد رحاب اللي وصلت لك هالكلام !
.. : مو رحاب ، كم مرة أقولك رحاب عقلها أكبر من أنه تقارن نفسها فيك.
ردت بـ جمود : ومُراد أكبر من أنه يكلمني من وراك ، يقدر يكلمني قدامك ولا عليه من احد ، بس مو اخلاقه ذي.
أحتدت نظراته بغيض : وش جاب سيرته الحين !
عادت لـ سريرها تحتضن وسادتها : أنت اللي جبت سيرته ولا نسـيت !
.. : أدري بس أنتِ بررتي لي نفسك ، سكرناها خلاص.
.. : لا ما أبرر نفسي ، بالاول علمتك مين أنا والحين أعلمك مين مُراد !
خرج وأغلق الباب خلفه بـ قوة !

وقفت على سريرها بـ نرفزة ، وحذفت وسادتها الصغيرة على الباب بقوة ..
.. : حقير ، حتى لو احد تكلم فيني وقال ، كيف يصدقه عني ؟ وأيش قال بعد ؟ هه رحاب عقلها أكبر ، أنقلع أنت وهي بـ ستين داهية !

_

{ بـحر }

يقف أمام الشرفة المطلة لـ شوارع المدينة ، طلب له فطور قبل قليل ، اخرج باكيت السيجارة من جيب البنطال الكحلي ، أشعلها وأدخلها بين شفتيه يسحب ما فيها وينفثها بـ لذاذة مُره ، فالحقيقة ذاكرته لا تستوعب تفاصيل ما حدث الا بعد مضي يوم عليها ، واليوم قبل أن ينام تذكر عينيان مدمعتان تنظر إليه من المقعد الخلفي لـ سيارة خالد ، ولكنه غض بصره سريعاً خوفاً أن تكون من محارم خالد ، أمال رأسه جانباً بتفكير ..
.. : العيون مو غريبة علي !
أغمض عينيه لـ يعيد خيالها بـ عقله ولكنه فشل ، بعثر خصلات شعره بـ تعب من التفكير في تلك العينان ، عاد لـ غرفـته والتفت لـ الطاولة ، هاتفه الذي يرن بشكل متواصل !
.. : هـلا عُمر.
.. : وافقت و وافق ولي أمرها !
.. : مين ؟ خالد ؟.
.. : لا ، سلطان سلمان الـ سالم.
.. : من ذا ؟.
.. : تقول أنه خالها !
.. : هه أي خال تتكلم عنه ، وهي ما تعرف أصلا ان لها أخ.
.. : يعني أنت مالك خوال ؟ .
.. : لا ما قد سمعت أن عندي خوال !
.. : تذكر زين يمكنك مضيّع.
.. : عُمر ودك بـ كف !
.. : لا والله ، عندي موعد مع الحُب لا اروح لها مصفق .
ضحك بـحر : الله الله ، تغيّر كلامك بعد الملكة !
.. : أنت ما تدري أصلا شصار ؟
.. : وش صار ؟
.. : البنّت طلعت ما تبي ذا الزواج الغبي على قولتها .
.. : أف الحمدلله أجل بـ تفتك !
بنبرة ضيق : لا ، أبوها داري أنها ما تبي وجابرها ، ولو هي تكلمت ما عطاها وجهه ولو أنا تكلمت عطاني ذاك الكف اللي يلف وجهي مرتين ، فـ شسواه وانا اخوك !
.. : أنحاش وانا أخوك !
صمت قليلاً لـ يجيب : أنت ناوي قبيلتي يسخلون جلدي ، مهبول أنت ؟.
.. : وليه يسلخون جلدك ؟.
.. : أبد بس عشان عُمر الـ .. هرب بعد عقد قرانه مع أبنة الشيخ فلأنه.
.. : هي أسمها فلأنه ؟.
.. : لا بس مابي أقولك أسمها تعرف صرت مرتبط الحين ؟
.. : وش فيها يعني لو قلت أسمها ، شوفك عارف أسم زوجتي !
عمر بـ نبرة هازئة : خلينا من زوجتك وتين ، تذكر نسـيم ما كنت تخلينا نسولف معها ولا نلفظ أسمها الا بـ نسيمك من اول ما علمتونا أنكم تحبون بعض.
.. : وأنت الحين تقارن زوجتك في نسيمي ؟ وبعدين أحذرك للمرة الثانية لا تنطق أسمها.
.. : أوه أنفعلت الحين !
.. : ديانا تعرف زوجتك وبتعّلم خالد أسمها !
سكر الخط بوجهه ...
ضحك بـحر ، يوقن مليون بـ المئه أنه سـ يحادث خالد لـ يعطيه ديانا ويحذّرها ..

_

{سلطان }

يقف أمام مدرستها منذ ساعة تقريباً ينتظرها تخرج ، لـ تتسع عيناه متفاجئ ، أنها تتلثم ، أحتدت ملامحه بـ غضب ، لتصعد السيارة بـ جانبه مبتسمة ..
.. : وش رأيك في اللثمة ؟ .
أقتربتُ يده وأنزل اللثمة عنها ، وغطا وجهها كله ، لمح عبوس وجهها من تحت الغطاء ..
.. : ياخي والله ما عرفنا لك ، اذا تحجبنا قلت مو زين واذا تلثمنا مو زين ، وش الزين عندك ؟
.. : انا الحين قلت رأيي عشان تتكلمين من رأسك !
كتفت يديها : أيوه واضح أصلا.
ضحك على حركتها التي أصبحت عاده لديها اذ أستفزها !
.. : شسويتي اليوم ؟.
التفت له سريعاً مبتسمة ، تصفق يديها ببعض : تخيّل من جاني لـ المدرسة ؟.
.. : نسـيم ؟
.. : لا.
.. : ديانا صديقتكم !
.. : ذي مشغولة مع بنتها ؟.
.. : غـصن صديقتك ؟
.. : الكلبه غايبه اليوم !
.. : ها من ؟.
.. : حزر حزر !
.. : أمي .
.. : وجدتي فاضية أنت وجهك تجيني !! ها يلا بقرب لك رجال !
لف عليه بـ جمود : رجال !
.. : أيه ، تتوقع مين ؟.
.. : أبوك !
ضربت كتفه بـ قبضتها القصيرة : مجنونة أنا ، حتى لو جاء بابا هبله شايفني أطلع له ، ولا بكون مبسوطة ؟ .
سكت بـ صدمة ، خوف من أنه أخوها اللي تتكلم عنه نسـيم !
.. : مين ؟.
.. : تراه مره ما يقرب لي ، واحد من برا بس هو سعودي.
وقّف السيارة بقوة والتفت إليه و بنبرته المحذّرة : تكلمي من يلا بسرعة !
ضحكتُ بقوة : كنت عارفة أنك بتعصب .
.. : إلين !
تعدّلت بـ جلستها : مدير شركة b&s الاستاذ عُمر الـ ..
.. : وش يبي جايك لـ مدرستك ها ؟.
.. : يبي يأكد لي أنضمامي لـ شركتهم ولا بعد مو بس راح أرسم على اللوحات سلطان ، تخيّل أقدر أسوي بـ رسوماتي ديكور للبيوت ولا الشوراع حتى ولا المحلات وكذا.
حرّك السيارة متوجه لبيتهم : ما شاء الله.
.. : وكمان ترا التذاكر روحة ورجعة عليهم ، وبقعد 3 ايام ولوحبيت أطول عـادي عندهم.
.. : آها ومتى تروحين يعني ؟
.. : أتوقع الاثنين اللي بكرا ، ولنا جناح هناك كامل جنب الشركة ، ولا بعد اخترت شريكي !! .
.. : مين شريكك ؟.
ضحكت بـ عفوية : أخترتك ، قلت لهم أنك خالي وافقو !
.. : ولو أكتشفو أني مو خالك ؟.
.. : ما راح يدققون أصلا واذا يعني دققو انا نهاية أسمي كذب وكل حياتي كذب من اول ما ولدت !
وقّف السيارة أمام البيت والتفت لها يتأمل نبرتها التي اختفت منها الحماسة قبل قليل ..
مدّ يده لـ يحتضن يدها ، ولكنها فتحت الباب لـ تخرج وتدخل داخل المنزل ، نظر لـ ظهرها ، لقد وعد نفسه أن لا يضايقها كما كان يفعل في السنوات الماضية ، منذ أن سمع صوتها وهي تبكي ، أقسم بـ الله أنه يحاول بكل ما لديه أن يجعلها تبتسم طويلاً ..
_


[ نيـويورك .]


يجلس وحيداً بـ كراسي الشارع ، ينظر لـ وجوه العابرين بـ كئابة ، يشعر بمشاعر غريبة عليه ، خوف ، أشتياق ، فقد وحنين لـ فتاته الصغيرة ، وأبنة أخيه الوحيد ، ويخالطه الغضب والانتقام والحقد من المدعو بحر المالك ، ذالك الفتى الذي جاء إليه بـ منزله بالأردن وهو بعمر الـ 17 أنه سـ يأخذ منه حياته وهو على قيد الحياة ، كان هو بعمر 36 ، عصّر قارورة الماء بيديه بـ غضب ، كم يؤد أن تكون رقبة بحر بمكان هذه القارورة..
.. : سيدي خالد !
التفت لـ السكرتير الخاص به !
.. : بحر المالك ، ذهب لـ السعودية الامس تحديدا الرياض !
رفع حاجبه الغليظ : غريب مالذي يفعله هناك ؟
ثم ضحك بسخرية : أتعتقد لكي يسترجع ذكريات والديه وأخاه ؟.
رفع السكرتير كتفيه بغرابة ، و وقف خالد ابراهيم من مكانه متجه لسيارته السوداء !
_



[ السعودية ]

{ بحر }

يرتدي بنطال أبيض ، وقميص بحري ، يشعر بنسيم الهواء تداعب خصلات شعره الكثيف ، وعينيه محدقة هناك
أمام باب منزلهم القديم ، لم يكن يفكر أبداً أنه سـ يعود هنا لتلك المدينة ، والحي وهذا المنزل المترهل الذي فقد أحبته فيه ، إلى الان صورة منزلهم وهو محترق بالنار في مخيلته ، ودخول والده لـ ينقذ اخاه وصراخه وترجيه ودعوته لـ الله لكي ينجو يشعر وكأنها الامس ، مسح دمعته المتمردة على خده ، خنقته العبّرة ، توفت والدته وبعد شهر تبعوها والده وأخاه ، عاش وحيداً لأربع سنوات مع جيران الحي ينتقل من منزل لمنزل ، لحين قدوم والد لتين وأخذه لـ يسافر معه ، أستقرت فكرة الانتقام بـ رأسه وأستغرق تفكيره سبع سنوات ، وتلاشت تلك الأفكار عندما وقع رهينة لـ حُب فتاته نسيم ، ولحين شجاره هو و نسيم وهروب نسيم وأختفاءها لـ أربع سنوات ، أتكئ أمام سيارته ، وهو يبتسم بحسره ، فلا حقق أنتقامه من خالد ولَم يجد أخته و فقد نسيم ، وتورط في لتين وعائلتها .

_

[ بيروت ]

تقف أمام الشرفة غير مباليه بالهواء القوي البارد ، تنظر لـ شوارع الحي الراقي الذي تسكنه عائلة أمها ، كم كانت تحُب بيروت ، وتحب أجواءها التي تجعلها تنسى جميع همومها المتراكمة ، وكم تروق لها جلسة عائلة والدتها وحديثهم اللطيف ، وجلستهم الحنونة ، لكن المدعو أبن عمها قد تبعها لـ هنا لـ يفسد لها مزاجها الجميل ، لا تعلم لما والدها يحبُه ويثق به جداً ، وقد تشاجرت مع والدها اذ رفضته سـ يغضب منها ولن يغفر لها، وكان رفضه عقوق له وليس من حقها الرأي بـ خصوصيتها ، شعرت بـ من يغطي كتفيها العارتين بجاكيته الجينز ، التفت لـ تراه " باسم " تجاهلته وأستمرت تنظر لـ الشوارع ..
.. : خلصت جلسات تصويرك بـ نيويورك ؟.
.. : ولو ما خلصت بتلاقيني جالسة هنا !
أتكئ بجانبها وهو ينظر لـ الشوارع والسيارات : فدوى وشبك متضايقة من وجودي معك ، ما أنا صرت خطيبك وطبيعي تشوفيني معاك لـ أي مكان تروحين ؟.
نظرت له بـ إزدراء : خطيبي مش زوجي لتكون البّدي قارد تبعي ؟.
باسم : كلها نفس الشي ، وإن شاء لله زواجنا بعد شهرين ، شفرقة يعني ؟.
فدوى بحدة : فرقت أن من حقي أعيش أخر حريتي قبل ما أعتقل في سجنك !!
باسم عقد حاجبيه بـ غرابة : سجن ؟ زواجك مني تعتبرينه سجن يا فدوى !
فدوى أقتربت منه وهي تعطيه جاكيته الجينز : ايوه سجن ، تحسب أني ما أعرف أنك أول ما تتزوجني راح تحرمني من شغلي وتخلي حياتي كلها تحت سلطتك !
باسم : أبداً ما كان تفكيري كذا ؟ انتي من كرهك لي تفكرين أني بحرمك حريتك ، دام عمي سامح لك بـ حياة الضياع ذي أنا ما بجبرك تتركينها !
فدوى رفعت حاجبها الرقيق : هه حياة الضياع ، تعتبر شغلي ضياع يا باسم !
باسم : أنا صح ما حبيت الشغلة هذي بس أحترم قرارك وشغلك.
فدوى : واضح مره انك أحترمته !
وتجاهلت نداءه عليها بعد ما ألقت حديثها الأخير ، سحبت جاكيتها الطويل وارتدته متجاهلة نظرات الغرابة من أمها وعائلتها ، لـ تصعد سيارتها ..




{ يتبع } ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 11:02 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل السادس عشر }





لعلنا خلقنا لنظلّ هكذا ..
‏خطين متوازيين يعجزان عن الفراق وعن التواصل
‏ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما!

‏-غادة السمان -




_


الأسبوع الثاني من مارس / الاثنين بالسعودية ..


الساعة الثامنة صباحاً .. في المطار تحديداً ..
حان وقت ذهاب إلين وسلطان لـ نيويورك لمقابلة الشركة وقضاء وقت ممتع ، وأظهار موهبتها الرهيبة ، يقف أمامها ينتبه لا تسقط حجابها بـ غير مبالة منها ، وهي تحتضن نسيم ومشاعر الخوف والفضول لما ما ينتظرها هناك تخالطها ..
إلين : يا رب وفقني وأختار لي الخير في هذه السفرة .
نسيم تحتضنها : آمين يا قلبي.
سلطان : أسمعي هناك لو طلبتي تطلعين الحجاب صدقيني يا إلين أرجعك هنا ولا علي في موهبتك اللي تنتظرك ، زي ما تتحجبي هنا هناك تتحجبي سامعة !
نسيم : أنت تراك مرة مكبر الموضوع شفيها لو طلعت حجابها هناك توها صغيرة.
سلطان : لا بالله ، يعني الله هنا موجود وهناك لا !
نسيم : أستغفر الله ما قصدي كذا بس إلين ما تعودت على حجاب لسا لا تعودت هي ما راح تتركه.
سلطان : هذاك أنتي مثلها يوم جيتي لنا ما كنتي متحجبة وأربع سنوات وتحجبتي !
نسيم : لأني عرفت أني عايشة غلط بحياتي مع عمي بس مع الأيام فهمت ومن نفسي أقتنعت أما كذا تراك بتركها بالحجاب.
سلطان : دامها عايشة معانا لازم تتعلم من الحين !
إلين : هيه خلاص أص أنت وياها الناس تناظرنا !
سمعو صوت يعلن عن وصول طائرتهم ، نظر سلطان لـ نسيم وأحتضنها ، بادلته نسيم وهي توصيه على نفسه وعلى إلين وأن يحرص عليها ، قفزت إلين تتعلق بها وتحتضنها بقوة وذهبوا مودعينها تاركينها تلوح يدها لهما ،
تودعهم بـ إبتسامة مربكة ، فـ هي موقنة أن عمها سـ يكتشف وجود إلين هناك ، وسـ ياخذها بكل تأكيد ، أستدارت للخلف لتخرج فـ عقلها مشتت هذه الأيام ، أتسعت عينيها فجأة وهي تراه يمشي بجانب صديقه بـ ثقة وإبتسامة جامدة ، بـ بدلته الأنيقة ورائحة عطره تفوح حوليه ، مّر بجانبها دون الشعور بها ، دون أن يعرفها ، و أن يشك بها ، وهي التي تخبطت دقات قلبها بجنون ،
أنتبهت لهما يتبّعان إلين وسلطان ، أي سـ يكونوا بنفس الطائرة ، مررت يدها بجانب قلبها تهدئ نبضاته المنفعلة..
..: يا رب ما ينتبه لها ، يا رب ما يتقابلون !!
أنتبهت لـ هاتفها الذي يرن ، أجابت وبـ صوت مخنوق : هلا ديانا ! .

_

{ غصن }


وصّلت لـ مدرستها أخيراً ، وهي مسرورة ، فاليوم الذي أوصلها سائقهم الخاص ، لان وسام و زوجته سـ يسافران لـ دولة تركيا ، وستكون بالتأكيد في منزل عائلة والدتها ، أطبقت عباءتها سريعاً ، ورتبت خصل شعرها المتطاير ، وصلت لـ فصلها ، وحذفت الحقيبة بـ إهمال في الكرسي ، وخرجت أمام سيب الفصل ، اليوم وغدا وبعده سيكون ممل ، فـ صديقتها الصغيرة الوفية سافرت لـ نيويورك ، تشعر أن إلين قريبة منها لـ درجة التشابه ، فهي ولدُت وتوفت والدتها بعد ولادتها ، أحياناً تتمنى لو عاد الزمن وتوفت هي مع والدتها ، ولَم تعيش هذه الحياة اللعينة ، التي أرهقتها وهي بعُمر الورود ، ولَم تعيش لـ أخيها الذي يكرها ويحملها السبب في وفاة وآلدتها ، وجدتها التي أصبحت تتهمها في موت والدها الذي لم تراه ، تشعر أنها شؤم ،و صاحبة أسؤ حظ ، فـ منذ خبر حمل أمها بها توفي والدها موت الفأجأة ، ومنذ ولادتها ، توفت والدتها ، ضحكت ساخرة ، وهي تتخيل موت وسام و رحاب لأنهما تورطا بها ، الأشخاص الوحيدين الذي تحبهم هم ، مُراد أبن عمتها ، وخالها هاني ، وجدتها من جهة والدتها أنتبهت لـ أستاذة الفيزياء تدخل الفصل ، جلست مكانها ، وسندت رأسها على الطاولة وغطت بـ نوم مريح !
_

{ بحر }

كان يفكر بـ مسألة الأب الذي قتل أبنه ، طلب أجازة ليومين والآن سيعود لـ ينهي مسألته الغريبة ، يشعر بالفضول حول قضيته ، أنتبه لسعود يأسر بعنيه لـ فتاة مراهقة تضحك مع رجل وتمازحه ، عقد حاجبيه بغرابة من نظرات سعود ، لحين ما ما أقترب سعود وهمس " أختك ، إلين عبد الله المالك " التفت ونظر مجددا لها وتعمق بـ ملامحها التي خالطت بين والدته وحبيبته نسيم ، فـ نفس الغمازة التي بين دقنها كانت لدى نسيم ، وباقي ملامحها ملامح والدته ، نظر لـ الذي بجانبها ، وهو يتحدث معها ويستمع لها بـ إهتمام ، هل هذا هو المدعو خالها ؟.
سعود : شـ بتسوي ؟
بحر : لين نوصل نيويورك ونشوف !
سعود : أنا لازم أروح أنجلترا بعد ما توصل نيويورك !
بحر : ليه ؟.
سعود : لي أسبوع ويومين ما شفتها ومدري شتسوي لوحدها .
بحر بإبتسامة ساخرة : لا تخاف زوجها معها ما هو تاركها.
سعود : حتى لو تزوجت بكون الحارس الشخصي لها ذي وصية أبوها وأمها لي.
بحر ؛ بكيفك بس ترا ما هي محتاجتك قلت لك.
سعود بـ حدة : أنتّ شفيك صاير تشبه عُمر في رفع الظغط !
بحر : واحشني الكلب ما توقعت البنت تغيره وتخليه يتخلى عني بهذه السهولة !
سعود بنظرة ساخرة ؛ أحسن وش له في مقابل وجهك .
_

{ عُمر }

كان يغط بـ نوم مريح وهنيئ لحين دخول والدته وهي تصفق وتنادي بـ أسمه ، وتفتح الشبابيك وتطفئ التكيّف ، وتقف فوق رأسه تسحب اللحاف الذي عليه ..
.. : عُمر يمه ، يلا حبيبي أصحى ، عُمر ولد !! .
فتح عينيه المتعبتين قليلاً : همم.
.. : يلا قوم وراك شغل يا عمري يلا يا عمر لا تطفشني.
زمم شفتيه بصبر وبصوت ناعس : أي شغل يمه ، بحر معطيني أجازة أسبوع !
.. : شغلك توصل زوجتك جامعتها أبوها نايم ومـ عندها أحد يوصلها !
فتح عين وهو يرى نصف وجه وآلدته : حلوة ذي سواق أبوها أنا ، خل تقوم تصحيه يوصلها تصحيني ليه ؟.
.. : حرام يمك عمّك عجوز تعبان و نايم !
عُمر : وليه ما أنا بعد تعبان ونايم تصحيني ليه الله يهديك !
.. : أقول أصحى بس مافي نوم الا لما توصل المسكينة جامعتها !
أنقلب لـ الجههة الاخرى : أبدا ما راح أصحى فاضي لها أنا.
وآلدته التي بدأت تسحب اللحاف عنه بقوة ، وتأمره بالقوة أن يستيقظ ، تأفف عدة مرات وأستغفر ، و توجه لدورة المياه ، همس من بين شفتيه : هذا وهي رافضة الزواج متصلة تبيني أوصلها ، آخ شـ ورطت نفسك فيه يا عُمر !
_
{ عهود }

رفعت حاجبها بـ حدة وهي تراقب والدها صامت بسكون وعينيه مغمضتين ، مررت يدها على كتفه ، تحاول إيقاظه ، ولكنه لا يستجيب ، صرخت بـ إنفعال ..
.. : يبه بالله عليك إيش قصدك بـ ذي الحركة السخيفة ، توني متملكة عليه وأطلبه يوصلني للجامعة وانت موجود .
لم يرّد والدها وادار نفسه لـ الجهة الاخرى .
ضربت براحة يديها فخذيها بغضب : ها ترى ما راح أروح معه لو جاء لي هنا وتشوف !
التفت إليها وهو يفتح عينيه الضيقتين : بكيفك جامعتك وأنتِ أدرى !
ضربت برجلها الارض : يـبه .
لـ تسحب والدتها ذراعها : يمه شفيك أنتِ شفيها لو رحتي مع زوجك لجامعتك منها تتعرفوا على بعض وتتعاملون مع بعض.
.. : لا أصلا خلاص تعرفت وعرفت اتعامل معاه في ليلة وحدة شكرا ما أحتاج لـ وقت أكثر من كذا .
نظرت لـ والدها الذي قال : أطلعو كملوا تعريفاتكم برا بنام !
ضحكت بـ إستهتار : يبه وضعك مره أوفر ، بس صدقني مو متحقق اللي ببالك .
خرجت من غرفة والديها تجر حقيبتها معها وتغلق أزارير عباءتها وتتحجب ، لتخرج خارج المنزل ، ومعها الهاتف تحدّث جارتها المتزوجة حديثاً ..
.. : سلام منار صباح الخير ، معليش أتصلت بـ ذَا الوقت بس ممكن تكلمين لي سواق أهل زوجك لو مافي كلفة ، بروح لـ جامعتي ضروري ، شكراً حبيبتي ما قصرتِ ، مع السلامه أنتظره برا !
مرّت الدقائق لحين خروج زوج منار جارتها ، أنتبهت له متوجه لها ، عبست ملامح وجهها من رؤيته ، فهي لا تطيقه ولا تطيق نظراته الموجهة لها ، تجاهلت وجوده وهي تنظر لـ الشارع ، لحين ما أقترب هو أمامها غير مهتم بالوضع الذي هم عليه ..
.. ؛ أهلين عهود مبروك خطوبتك ، أمس سمعته من أم رايد !
عهود وهي تعود خطوة للخلف : دامك عارف أني أنخطبت تكلمني ليه يا أبو رايد !
أبو رايد : حبيت أبارك لك بس .
عهود بمجاملة : الله يبارك فيك ممكن تروح الحين !
آبو رايد بـ إبتسامة : مستحيل أروح قبل ما أوصلك لجامعتك ، زي ما أنتي عارفة الجار لـ الجار .
تنهدت بملل : شكراً ما ودي أكلف عليك ، وقلت لـ منار السواق مب أنت يلا توكل .
ابو رايد : معصي ماني رايح قبل لا أوصلك .
نظرت له بحدة : أبو رايد روح من وجهي لا أعلّم عليك أبوي صدقني وقتها بتندم انك شفتني هالصبح !!
أنتبهوا لصوت السيارة القادمة من أول الحي ، رفعت حاجبيها من حين معرفتها به ، التفت أبو رايد عليه ، نزل عُمر من السيارة متوجه لـ منزلهم متجاهل وجود عهود التي لم يـتعرف عليها وأبو رايد الذي تنح جانباً وذهب لسيارته مسرعاً ..

_

{ بحر }

وصل أخيراً لمكتبه سريعاً ، فـ قضية هذا المجرم الغامض يجب عليه إنهاءها ، بما أن توقيت المحكمة بعد يومين ، نظر له بهدوء ، لحين جلوسه ، شبّك بحر يديه ..
.. : رواند ، هل لديك حديث أخير تقوله لي ؟.
رواند بغموض وعينيه تركز على بحر : بحر عبد الله المالك أنتبه لـ نفسك فـ أعداءك كثر !
عقد بحر حاجبيه بغرابة : ما تقصد ؟
رواند أغمض عينيه بملل : هذا هو حديثي الأخير الذي سأقوله وقلته .
بحر بحدة : مالذي تقصده بحديثك أجبني !
رواند ضحك مستهتر : أُحذرك من أعداءك ، أنهم يخططو لـ قتلك وإنهاءك من هذه الحياة.
بحر بلل شفتيه : من هم ؟.
رواند رفع كتفيه ببرود : لا أعرفهم ولكن أحترس فهم قريبون منك جداً .
بحر وقف منزعجاً من كتلة الثلج الذي أمامه : من أنتّ ؟ وكيف تعرفني يا هذا !
رواند وقف ودار نفسه لـ خروج ولكن بحر وقف أمامه ينظر بقوة لعينيه : هل لهم علاقة في قتّلك لابنك ؟.
رواند أشار بنعم .
ابتعد بحر عنه وهو يقبض بقضبته متضايقاً من غموض هذا الرجل الذي رمى كلماته وذهب ..
خرج رواند ، وبحر توجه لـ نافذته والتفكير يعصّره من حديثه ، أغمض عينيه بصبر فلم يحتمل هذا الظغط المكثف عليه ، رفع هاتفه لـ يسأل الرجل الذي بمكان عمر ، عن شقيقته و المدعو خالها أن سكنو أخيراً ، أرتاح لكونهم موجودين ، قرر أن يهتم في قضية رواند وأن مقابلة شقيقته غداً ..
-
{ عُمر }

نُزِّل من سيارته يمشي بـ ببطء وملل مرتدي نظارته الشمسية ، وعابس الوجه ، يقصد إتجاه بيت زوجته المستقبليه ، دون أهتمام لـ الرجل الذي يتحدث من الفتاة المتحجبة ، رنّ جرس منزلهم مرة ومرتين ، لحين خروج صوت ..
.. : مين ؟.
عمر يستند على الجدار بكفّه : سلام أنا عمر عهود موجودة ؟ .
.. : طلعت قبل شوي ما هي معك ؟.
عمر عقد حاجبيه : وين طلعت ؟.
لـ يتلفت لصوت الظاهر خلفه : وراك يا أبله !
عُمر : آوه هذه أنتِ ؟
عهود أبتسمت ساخرة : لا خيالي ايش رأيك ؟.
عُمر ضحك وهو ينظر لـ الرجل الذي يمشي بسيارته مبتعداً : من هذا اللي كان واقف معاك ؟.
عهود وهو تمشي متجهة لسيارته : جارنا ابو رايد لا تهتم بسرعة لازم الحق محاضرتي لطالباتي مره تأخرت .
صعد بجانبها ، وهو يحّرك سيارته ، ولا زال عقله مع ذالك الرجل ..
.. : دامه جارك وأبو رايد ليه كان واقف معك يكلمك !؟
عهود بهدوء : يبي يوصلني للجامعة ورفضت .
عُمر ضحك ساخر : بالله وبأي علاقة أن شاء لله يطلب يوصلّك ؟ .
رفعت هاتفها لترسل لـ عميدة الجامعة : ادري عنه أنا !
عُمر : ما يدري أنك أنخطبتِ ؟
عهود نظرت له : الا وبارك لي !
عمر : حلوو ، وعادي عندك يبارك لكك !
عهود بغرابة : شفيك أنتّ ؟ .
عُمر ببرود متصنع : أبد عادي يعني جار زوجتي يبارك لها بخطوبتها و يعرض يوصلها ما كأنها عارفة أن زوجها بيجيها !
عهود أتسعت عينيه وهي تضحك بعفوية مصدومة : الله شكلك تقمست الدور يا زوجي الفانتستك ، يع مو لايق عليك ترا !
عُمر زمم شفتيه : ما تقمست الدور ولا شي قصدي أحترمي وضعي الحالي معاك يا بيوتفل !
عهود عقدة حاجبيها من آخر كلمة : بيوتفل ؟.
عُمر بـ إبتسامة منشرحة : آيه أنا عظيم وأنتِ جميلة !
عهود أبتسمت لحين بانت صف أسنانها : أهبل .

-
{ غصن }


نزلت من الحافلة الخاصة بـ ثانوية البنات ، وهي تركض بخطواتها إتجاه المنزل القديم وآلباهت ، رنت الجرس مطولاً ، والابتسامة لا تفارق وجهها الحاد ، دقائق قليلة لتفتح الباب جدتها المنحي ظهرها وتنظر لها مصدومة ، صرخت بقوة والفرحة لا تسعها لتحضن جسد جدتها الهزيل بكلتا ذراعيها الصغيرة وتبكي !
.. : يمه وحشتيني ، الحمد لله شفتك الحمدلله ، وربي فقدتك !
جدتها والدموع تسلك خديها ، وتحتضنها بقوة لتدخلها المنزل المترهل ، خلعت حقيبة الظهر أول المرر وعباءتها بجانبها ، تُقبل كف جدتها ظاهراً وباطناً ، كانت جلسة مليئة بالحنين ، فجدتها الوحيدة التي تذكرها بوالدتها وحنيتها ، مع أنها لم تجرب حنان والدتها ، التفت تركيزا للذي سيدخل وتتسع إبتسامتها فحين رؤيتها له ، وعينيه تتسع مصدوماً من تواجدها هنا ، لتدفن نفسها بصدره وتترك العناء لدموعها !
أبعدها عن حضنه لـ يتأمل وجهها الباكي : عمري بنت أختي رجعت لنا أخيرا ، شـ المفاجاة الحلوة ذي !
ضحكت بسرور وهي تسحبه ليجلس بجانبهم : الحمدلله المتحضر راح مع زوجته لدولة ، وطوالي بعد المدرسة جيت هنا .
جدتها بحذر : يبنتي ما يجوز أنك تطلعين بدون أخذ شوره !
غصن وهي ترفع خصل شعرها : هه عز الله لو أخذت شوره على قولتك كان ما شفتيني هنا .
هاني بحدة : ليكون الكلّب مضايقك بـ شي ؟
غصن هزت رأسها نافية : أبداً، يعاملني كأني أخته !
هاني : أنتبهي منه لا تنسين أن أخوه جابر الكلب .
غصن : لا تخاف خالي أبداً ما هو مثل أخوه ، المهم وين فارس ؟.
هاني : والله أخوك ما كأنه من أفراد الاسرة ما ندري وين يروح ولا يجي ، ليليه ونهاره برا وما يجي الا بين العصر والمغرب .
غصن : زين والله يعني يمديني أشوفه بقعد عندكم أسبوعين ، ملابسي للحين عندكم ولا رميتوها.
هاني أبتسم بحُب لها : لا عندنا كيف نرميها وانا خالك.
أبتسمت له بـ إنشراح لـ تتوجه لغرفتها هي وجدتها القديمة !
_
{ خالد إبراهيم } ..

مسترخي بـ سريره ، وأدويته بجانبه ، وبين أنامله كأس الماء ، رفع عينيه لـ الذي دخل ، بـ زيّ أسود ، منحي له يلقي له التحية ، لـ تنفرج شفتاه صادماً مما يسمع منه ..
.. : سيدي ، أبنتك إلين هنا بـ نيويورك ، وصلت اليوم ! .
أبتعدّ عن سريره ، وهو يقف بـ تعّب و إرهاق ، صارخاً ..
خالد : أين هي الان !! لمّا لم تجلبوها لي هنا ، أين أبنتي !!!
.. : لم نستطع ان نترقبها بسبب الزحام ، ولأنها خرجت برفقة رجل يكبّرها .
خالد زمم شفتيه بضيق : من هذا الرجل !! أهو بحر المالك ؟
.. : لا بحر المالك كان برفقة صديق له ، ولَم يقابلها .
جلس بـ بضيق على السرير ، وهو ممسك رأسه : كان معها بنفس الرحلة أذاً !
أشار بنعم الرجل ..
خالد رفع عينيه له بـ غضب : تتبّع خطوات بحر هذه الفترة ، وأبحث بجميع الفنادق والشقق ، أعثر لي عليها تسمع !
.. : أمرك سيدي .


_

{ سعود }

[ أنجلترا ] ..

عينيه مصوبة إتجاه تلك التي تقف بين الأشجار ، بـ فساتنها الوردي الداكن ، وشعرها الذي بدأت بتغير لونه عندما كان بـ السعودية لـ يتحول من الأزرق ، لـ الرمادي ، تنّهد بقوة ، وهو يراقب نظرات المصورين لها ، ونظرات منسق ثيابها عليها ، لا يعلم لما تعّلق بها هي فقط من بين جميع الفتيات الذي تواصل معهن ، أدار نفسه لـ يخرج من الاستيديو ، أخرج سيجارته وأشعلها ، مازال يتذكر لقاءه الاول بها ، أين الكُره الذي كان يكنه لها ، وأين شتائمه الذي كان يجرح بها قلبها الصغير ، منذ أن كانت بـ الـ 19 عشر وهو يستحقر تفكيرها الطفولي المدلل ، دلال والديها لها المنفتح ، طريقة حديثها وحتى أسلوب ثيابها الفاحش ، الان أصبح يحُب كل ما بها ، كم لعّن بداخله ذالك الموقف الذي جعله يفكر بها لدرجة أبدية ..
قبل أربع سنوات ..
كان يجلس على أرجوحة حديقة منزل مروان والدها بعد شهر من وفاة والدته ، وعزل نفسه عن أصدقاءه ، رآها تقترب منه بـ تنورتها السوداء الطويلة والكنزة الرمادية وبشعرها الاشقر .. كانت أخر شخص يفكر برؤيتها ، أشاح نظره عنها ، لحين ما شعر بجلوسها بجانبه بالارجوحة ..
.. : عظم الله أجرك بـ أُمك !
لم يردّ حتى لو بنظرة ..
.. : خالة رويدا لو أنها وشافتك بـ هذه الحالة ما راح تفرح !
تنّهد بصوت مسموع فقط لتذكره أسم والدته ..
لتكمل : توفت عشان أنتّ تعيش ، كان بـ إمكانها تجلسك معها بالسيارة عشان تنتهون الاثنين ، بس هي أنقذتك من الحادث وبقت لانها تبغاك تعيش وتكمّل حياتك .
التفت لها بـ حدة : أكمل حياتي بدونها !
زمت شفتيها : ايوه ، ما حبت فكرة أن ولدها يموت معها وفِي آمل انه يعيش ، ما حبت تكون أنانية وتسحبك معاها وأولا وأخيرا هذا قدر الله ، لا انت ولا هي بـ تغير القدر دام الله خلاك تعيش !
صمتّ سعود بـ ألم ، كان يحمّل نفسه ذنب وفاة أمه ..
لـ تكمل : لا تحمّل نفسك ذنب ما أرتكبته ، أنبسط أنك حيّ وأدع لخالة رويدا وأبوك بـ الرحمة والسعة والمغفرة والجنه. وقف سعود بـ سخرية وهو ينظر لها : مو غريب ان وحدة زيك تعلمني كيف اطيع ربي وأرضى بـ القدر.
بللت شفتيها بـ نرفزة فـ ها قد عاد لـ يستفزها بكلماته : أنت وجه أحد يوقف معك !
خطا خطواته متجاهلاً : لا توقفين معي دامني ما طلبتك !
..
منذ بعد ذالك اليوم وهي تحاول التقّرب منه متجاهله شتائمه لها ولعّنه وإستحقاره ،لحين وقوعه بـ حُبها دون معرفتها ، راقب ترتدي جاكيتها الأسود المخملي ، لتخفي ثيابها المتعرية عنه ، سحبت من بين يده باكيت السجائر ، مخرجة قلمها السائل لتكتب خلفها " لا تدعها تقتلك " قرأها ببرود مزيف ، لـ ينظر لها بـ تركيز ..
فدوى : ما عمري شفتك تشرب حليب ولا كوفي أقلها ، ليه تّحب الأشياء اللي تضرك مثل الدخان و الشاهي ؟.
سعود : ظروف أجبرتني يا مدللة أبوك ما عشتيها ومعاك هالعز !
فدوى تزمّ شفتيها بـ يأس حتى مع مرور السنين لم يتخلص من إستحقارها : أنا أنصحك من باب الصُحبة مو عشان تعيد تذكرني أنتّ وين وانا وين ؟ .
سعود أبتسم بـ هدوء : طيب أعذرينا !
فدوى أبتسمت له : دايم أعذّرك أصلا.
سعود : وين تبين تروحين الحين ؟.
فدوى : نروح لـ الحانة اللي من هنا قريب ؟ .
سعود : ما أحب أدخل الحانات ، ليه ما ندخل لـ الكافيه اللي قدّام ألحانه ؟.
فدوى وهي تمشي بجانبه إتجاه سيارته الرياضية : تمام أتفقنا .
أنتبهوا لـ سيارة تقف أمامهم بـ ضوءها القوي ، أغمضت عينيها فدوى ، وسعود بدأ يشتمه ويأشر له يـخفض الضوء ، سرعان ما خرج من سيارته بـ لباسه الرياضي المثير ، وتعبس هي ملامحها من وجوده ، ويكتم سعود غضبه من وجوده ، أقترب باسم لـ يسحبها من يدها وهو يقول ..
.. : حبيبتي مجهز لك مفأجاه حلوة تعالي !
فدوى تسحب يدها لـ تردف : معليش مشغولة أنا اليوم وبرجع البيت !
باسم أبتسم : أصلاً المفأجاه بالبيت ، يلا تعالي.
بلل سعود شفتيه بـ ملل ، فتح سيارته وصّعد بها تاركاً الخطيبين في حوارهما الثقيل ، أنتبه من مراءته أنها صعّدت معه بـ إستسلام ، لـ يتوقف فأجاه بعدما شعر بـ قلبه ينبض بعنف ، سنّد رأسه على المقود لدقائق ، وعاد لوعيه متحرك لـ الكافيه .
فدوى نقلت نظرها لـ سعود الذي صعّد السيارة وذهب ، زمت شفتيها غيض من وجود باسم الغليظ ، صعّدت معه وهي تدعو أن يصيبوا بـ حادث قريب ولا تذهب معه لبيت ، نظرت من المراءة ، لتجد سيارة سعود متوقفة ..
.. : باسم سيارة سعود توقفت فأجاه خل نرجع نشوف أيش فيه ؟.
باسم ببرود : ما فيه شي شوفي كمّل طريقه .
فدوى وهي تتنّهد بـ أرتياح وسنّدت رأسها لـ المرتبة .
لـ يتفوه باسم بـ صوت مليئ بالحُب : كل عام وأنتِ بجنبي !
فدوى عبست ملامحها وبهمس : ليتك سكت.
باسم : جمعّت الأهل كلهم لبيتك إتمنى أنك تنبسطين لـ ميلادك الـ 23.
_
دخل الكافيه الخالي من الزبائن ، وتتوسطها طاولة وردية كبيرة ، وحولها أنواع الشوكليت وعصيرين ، وتورته مكتوب عليها :
"15/3" ..
‏ " H.B.D u Fadwa "

والشمعة لا تزال مشعلة ، زمّ شفتيه بـ حركة الـ " أوف " لتنطفئ الشمعة سريعاً كم تمنى أن ينطفئ حبّه العقيم لـ فدوى سريعاً كهذه الشمعة ..






{ يتبع }...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-17, 07:50 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل السابع عشر } .



‏إنني أُحبّكِ
‏هذه هي المهنةُ الوحيدة التي أتقنُها
‏ويحسدني عليها أصدقائي، وأعدائي .

-نزار قباني -


_

{ سلطان }


يّدخل الكوخ ، وبيده فطور الصباح ، متوجه لـ الصالة ، ويـضعه بـ ترتيب ، أبتسم لـ هذا الفندق الغريب ، الذي يوفرون له ما يشتهي دون الحاجة لـ الخروج ، كانت توقعاته أنه سـ يعيش بـ جناح كالتي يعرفها ، ولكن هذا المكان أشبه بـ بيوت سكنية مؤجرة ، بيت مكون من طابقين ، غرفة نوم رئيسة منفردة فوق والتي تسكنها إلين النائمة ، وغرفة نوم له بـ سرير بالأسفل ، جلس على الكنب الواحد ، مخرج هاتفه لـ يتصل بها ، عدة رنات وتجيبه بـ صوت ناعس ..
إلين : خير ؟.
سلطان : ما تبين فطور ، ترا مافيه الا اللي أفطره .
إلين بـ ترجي : سلطان الله يخليك بقي لي ، ساعتين وأصحى أمانه .
سلطان بـ تلذذ لـ إستفزازها : معليش مقدر أقاوم الاكل كل شي أقاومه الا بطني .
إلين تشتم : جعل بطنك المغص قول آمين ، أصلا انا الغلطانه اللي خليتك تروح معي .
سلطان وهو يأكل بـ تمتع : وكأني بخليك تروحين لوحدك أنسي يا عمري .
إلين : حيوان !
سلطان : مصاحب لي حيوانه .
ضحك بـ حُب وهو يتأمل هاتفه بعد إغلاقها لـ المكالمة.
ربع ساعة مرّت ، لـ ينظرها تنزل بخطوات بطيئة السلّم ، وشعرها متناثر حولها ، أخفض عينيه ، يتابع أكله ، لـ تجلس أمامه تسكب لها من حليب الشوكولاتة الساخنة ، وتلتهم التوست المدهن بـ المربى ..
إلين : يآه ما شاء الله عليك ، مجهزّ لي توست بـ المربى ولا بعد حليبي الحبيب ، لا الحمد لله فيك خير طلع !
سلطان وهو ينشغل بـ هاتفه : أصلاً ما جهزته لك ، ولا طلبت الفطور لأنك تحبينه ، السالفة كلها فطور اشتهيته هالصبح وطلبته .
إلين بضحكة : آها كذا يعني ، واضح أصلا أنك مشتهيه ، يا صاحبي لا تكابر ، خلاص عرفنا أنك حنون مع ذَا الوجه
اللي يشبه الزرافة !
رفع حاجبه بغيض : يا صاحبي ورا ما تاكلين قبل ما أكبه قدام عيونك ، أنتي و وجهك اللي يشبّه الارنب !
إلين وهي تتحدث كعادتها دون الإهتمام لـ الاكل الذي تأكله : ياخي والله أننا مره كيوتين ، شوف بس كيف أشتمك بطريقة لطيفة وتردها لي بـ ألطف .
سلطان زمّ شفتيه يقلدها بـ إشمزاز : كيوتين ! أقول أكلي وأنتي ساكتة بس .
إلين بروقان : طيب متى بنروح لـ شركة B&S يا حلو ؟.
سلطان : اليوم يا حلوة !
إلين : تصّدق كمّ لي ساكنة نيويورك بس ولا مرة تمشيت فيها ، أمس لما رحنا مع السواق ، عيوني بغت تطلع من مكانها من كثر ما أنبهرت أفُ والله أستحيت من السواق كأني أول مرة أطلّع واشوف شوارع .
سلطان بنذالة وهو يسترخي بـ أريكة تبعّد عنها : والله صادقة ، أنا أصلاً أستحيت عنك ، وتعذرت لـ الرجال قلت معليش تونا مطلعينها من مستشفى المجانين .
إلين تلتفت لـ ترمقه بنظرة حاقدة : كلب حيوان أنت !
سلطان ضحك بخفة : خطأ تعبيرك ، أنتّ حيوان كلب !
إلين وقفت متجاهلة ضحكاته المستفزة لـ تصعّد غرفتها ، وتجهّز نفسها لـ المقابلة ! .

-
{ خالد إبراهيم }

يحدق بعينينه خائفة وغاضبة ، وهو يراقب من هاتفه المحمول فيديو لـ نسيم متحجبة وديانا أمامها بـ السعودية تحديداً ، أرتجفت يديه بتوتر ، عاد الفّيديو بحذر وهو ينظر لـ وجه أبنة أخيه الغائبة ، بلل شفتيه بصعوبة سرعان ما حطّم هاتفه بيده وهو يرى عدوه اللدود بـ ثوب وشماغ يبتسم له بـ تشفي ..
خالد بـ صوت مبحوح : يا ويلك لو تقرّب منها يا ويلك !!
وقف من مكتبه وهو يحاول تهدئة نفسه ، لا يعلم مالذي يفعله الان ؟ أيهتم بـ إلين أم نسيم ، أحداهم قلبه والأخرى روحه ، للمرة الاولى يشعر خالد أبراهيم بالندم على جميع مغامراته المُحرمة ، لجميع حياته اللعينة ، صرخ بـ إنفعال وهو يحمّل الكرسي ويسقطه بعنف وهو يتّوعد بـ الانتقام لـ الجميع دون إستثناء أن تأذت أحداهن دون إستثناء ..
ليدخل السكرتير مردفاً : سيدي بحثنا بـ جميع الفنادق ولَم نجدهم ، وبحر من مكتب المحماه لـ منزله !
قبض بـ أسنانه شفتيه السفلى بـ غيض : أجلب هاتفي الدولي حالاً .

-
{ فدوى }
خرجت من المسبح لـ ترتدي الروب و تجفف شعرها ، أنتبهت لـ رسالة واتس اب من سعود ، أبتسمت بـ هدوء وهي تجاوبه !
سعود : متى بتروحين لـ عرض الأزياء ؟.
فدوى : لسا بدري ، على الليل تقريباً ليه ؟ .
سعود : عشان بوصل أخت صاحبي له وما يأمن لأحد غيري .
عقدة حاجبيها بـ عدم إقتناع : وليه ما هو يوصلها ؟.
سعود : هو مشغول ويبيني أجيبها له.
فدوى : كذا يعني.
سعود : آيوه ؟.
فدوى : المهم لا تتأخر علي.
سعود : ما راح أتأخر يا مدللة أبوك !
فدوى أبتسمت : أستناك.
قرأ الرسالة ولَم يرّد , لتخلع الروب وتسقط بـ وسط المسبح ، تذكرت المرة الاولى الذي أقترب منها سعود ، عندما شعرت بـ تشنج بـ ساقها وبدأت تصرخ مع أنها موقنة أن لا أحد يسمعها لـ تغرق ويختفي صوتها ، فجأة ظهر سعود وقفز لـ المسبح وحملها وإخرجها ، ومن ثم بدأ بالظغط جهة اليمين من صدرها لـ يعاود تنفسها ، سرعان ما أشاح بصره عنها وخرج سريعاً تاركها تكح بـ إستمرار أبتسمت لـ خجله ورقة تعامله معها وإحترامه لها ..
.. : فدوى يلا أطلعي خطيبك جاء.
تأففت بـ كره لهذا الخطيب الغليظ ..
مرّت ساعتين ، بعد نزولها من غرفتها ، لتراه يجلس أمامها يدْخن ، فور ما رآها أطفئها ، لـ يقترب مفرداً يديه بفكرة أحتضانها لـ تخطو متراجعة ترده بلطف ، لـ يتمادى وهو يقبّل وجنتها برقة ..
فدوى : أيش جابك ؟
باسم : أشتقت لـ خطيبتي القاسية !
فدوى : أمليت شوقك الحين ؟.
باسم وهو يسحبها مشيراً لجلوسها جانباً : لسا بـ أوله الشوق .
فدوى بصبر : باسل ترا جد مو فاضية لك .
باسم : ليه ما شكرتيني على الحفلة اللي آمس ؟.
فدوى بـ ملل : شكرا ما قصّرت !
باسم وهو يقترب لـ يقبّلها ، لا تعّلم تحديداً أين ولكنها دفعته بـ قوة و وقفت متجه لـ باب الخروج ترتدي الجاكيت الخفيف ، وتقوّد الدراجة الخاصة بها ، مبتعده عن أي مكان يربطها بـ باسم !

-
{ بحر }


بـ مكتبه الكحلي ، يجلس بـ إسترخا وعينين مغمضتين ، حان الوقت الان ، حانت فرصة الانتقام ، سـ تتعذّب يا خالد إبراهيم ، أقسى عذاب ، سـ تندم لـ إقتحامك حياتنا ، و حرماني من أبي وأخي ، و والدتي التي لن أغفر لها ، فتّح عينيه وهو يراقب تلك الفتاة بـ حجابها الأزرق الفاتح ، تدخل وتلقي سلامها الانجليزي الحّار له ، ويخطو ورآها الذي تدعوه خالها ، ولكنه صغير بالعمر ، ألقى الاخر سلامه وهو ينظر له بـ نظرات تفحص !
.. : هاي !
بحر بـ إبتسامة : وعليكم السلام ، معاكم بحر .
إلين متفاجأة وبصوت مرتفع : عربي ؟.
لـ يسحب ذراعها الذي بجانبها مشدداً عليها لـ تركد !
بحر : أيه عربي ، تفضلوا ، ما ودكم تشربون شي؟ سلطان : شكرا تونا مفطرين .
بحر أبتسم له : خالها أنتّ.
سلطان بـ توتر وضح عليه : أيوه سلطان السالم !
إلين بحماس : و أنا إلين .. سمعت أن لوحتي اللي رسمتها بالمسابقة أعجبتكم وأنكم علقوتها بالمتحف التابعة لـ الشركة ، مرة أنبسطت لما عرفت أنها تعلقت ، وجبت نص رسوماتي معي زي ما طلبتم .
بحر أبتسم لحين ما وضحت صف أسنانها ، تلك المتحمسة أُخته التي حُرم منها ، كمّ كرهها ظناً أنها السبب في مصائب حياته ، الان هي بعمره حين فقّد عائلته ..
بحر : بكون ممنون لك لو نجحتي في مسابقتنا الاولى في متحف سيا بريز ، راح يتواجدون أمهر الرسمايين هناك وأنتي طبعاً يا الانسة الصغيرة منهم ، أتمنى تكوني قدها وتفوزي بالمرتبة الاولى !
أشارت بـ تحدي لمع بعينها : بكون قدها لا تهتم !
راقب بحر سلطان الذي لم يزل عينيه منها وهي تتحدث بحماس وتستمع بـ تركيز ، لم يُصدق أنه خالها ، لان والدته وحيدة عائلتها ، فمن هذا ؟ وما سر تلك النظرات الغارقة بـ أخته !
إلين : طيب أنتم قلتم أني راح أبدأ بتصميم غرفة عندكم ويكون إشرافها وتنسيقها علي ، وينها ؟.
بحر : آها لسا ما فرغنا الغرفة المطلوبه اول ما نفرغها راح تبدأين !
إلين صفقت بيديها الصغيرة : حلو تحمست !
بحر ضحك بهدوء : واضح ، الله يوفقك.
سلطان : يعني راح تطول عّن الثلاث الأيام اللي حددتوها ؟
بحر : أتوقع أيه ، ليش ؟.
سلطان : بس هي عندها مدرسة وأخذنا لها أجازة ثلاث أيام ، كم بالتأكيد تجلس ؟
بحر وهو يود أن يعرف من هذا الرجل الملتصق بـ شقيقته ؛ على حسب والله ، بس ما تزيد عن شهر !
سلطان صُدم : الله ما يزيد عن شهر ، عز الله ما فلحتي بدراستك اللي أبلشتي أمنا فيها !
إلين تمرر لسانها بين شفتيها : أنتّ ما ترتاح يوم الا نتهاوش ، بعدين عادي أخذ لي أجازة أيش فيها يعني.
سلطان وهو يتحدث متجاهل بحر : بالله أجازة ، أنتِ عارفة نهاية الشهر تكون أختبارتك النهائية !
أتسعت عينيها وهي تصرخ بـ صدمة : صح أختباراتي !
بحر : أتوقع راح تلحقين عليها ، وتقريبا المدة اللي بتجلسين فيها أسبوعين وزيادة.
سلطان وهو يجلس رجلاً فوق الاخرى : بعد زيادة ، راح تعيدين السنة عشان سخافة روسوماتك !
إلين وهي تأخذ علبة الفاينل بمكتب بحر : بتسكت ولا صكيته بوجهك الحين !
سلطان : جربي عشان أرشك بالموية اللي قدامي !
بحر وهو يضع سبابته وإبهامه على ذقنه ، ينظر لـ تحدّيهم الممتع ، وتهديداتهم ، لـ يراقب أخته تقلد بطريقة مستفزة كلمات سلطان ، وسلطان يحاول بصعوبة فاشلة أخفاء إبتسامته !
بحر مبتسم : أنتم أخوان ولا خال وبنت أخت.
إلين بربكة : لا خالي هو.
سلطان بتوتر مماثل : بنت أختي هي.
إلين وهي ترمقه بـ نظرات : بس أحنا نحب نحارش بعض ، يعني علاقتنا مقربة ، زي صُحبة .
سلطان : أيه صحُبة.
بحر هز رأسه متفهماً ، وهو يحاول معرفة الحقيقة ، أستئذن الأثنان مغادرين مكتبه ، أخرج لوحة أسمه الكامل و وضعها بمكانها ، وغادرا لـ شركة المحماة
_
{ إلين }

خرجوا من الشركة ، يسيران في صُمت ، إلين تفكر في البداية الاولى لـ لموهبتها التي بدأت تظهرها ، وسلطان يفكر ويشتت الأفكار بـ عقله ..
إلين : سلطلط !
سلطان التفت لها ..
إلين : عادي تمشيني في نيويورك ؟
سلطان وهو يراقب الشوارع : يبي لنا نطلب تاكسي .
إلين ترفع يدها بحماس وتقف أمام الشارع ، لـ يقف لها تاكسي ، وتبتسم بـ سرور ، ويصّعد معها سلطان مبتسم ..
مرّو جميع الأحياء وجميع الشوارع وهم بـ سيارة فقط ..
إلين تلتفت لـ سلطان : ما نقدر نروح الريفّ ؟.
سلطان : وين الريّف ؟ ترا أول سفرة لي هنا ؟.
صمتت إلين مبتسمة : خلاص أصلا مو لازم !
سلطان بفضول : شكنتي تبغين من الريّف ؟.
إلين وهي تراقب المباني : بس هناك ذكريات طفولتي مع أُبوي .. وأبوي هناك.
سلطان وهو يشعر بـ خنقة صوتها الموجعة لـ يصدمها ..
.. : مو كنتي منزمان ودك ب دزني لاند ؟
إلين بـ سخرية : نيويورك ما فيها دزني !
سلطان : معليه نروح كاليفورنيا !
إلين : أقول أهجد بس الحين عرفت أذا أنا مجنونه فمافي أجنّ مني غيرك .
سلطان وهو يضرب رأسها بـ قارورة الماء : بكيفك خسرتي فرصتك الثمينة !
إلين بـ ضحكة : وهالله من زين الفرصة لا صارت معاك !
سلطان بنظرة حادة : قد الكلمة ؟ .
إلين بنظرة تحدّي : قدها ونص !
سلطان تجاهلها : Please take us to Sea Breeze Hotel .
إلين عقدت حاجبيها لـ لحظة : ايش قلت له ؟ .
سلطان يـلتفت ببرود : يأخذنا لفندق sea breeze.
إلين بدهشة : كيف حصلتّ ذَا الفندق ؟
سلطان : تابعة لـ الشركة اللي أختارتك .
إلين : سلطان الاسم ذَا ما قد مّر عليك !!!
سلطان بـ بطء يعيد أحداث السنين والشهور والايام مع نسيم والاسم الغريب التي تريد تغيّر أسمها بها ، مدير الشركة بحر ، والفندق نسيم البحر وذكريات بنت أخته في نيويورك .. لـ تثبته إلين بـ تحليلها المفاجئ !
إلين : الشركة B&S , ممكن تكون sea breeze.
صمّت سلطان فترة ليجيب ببرود : يمكن تصادف أسماء .
إلين : الا هو ما قال لنا بحر أيش يعني أسم عايلته الأخير .
سلطان زمّ شفتيه بتفكير : ولا كان قدام مكتبه لوحة بـ أسمه ، هو اللي جاك لمدرستك ؟.
إلين : لا واحد ثاني أسمه عُمر.
سلطان صمتّ بتفكير ، وإلين كذالك ..
-
{ سعود } ..
أوقف سيارته على بعّد من منزلها يمشيان بجانب بعضهما بعدما أنتهت من فقرة عرض الأزياء ، مرتدية بنطال أسود وكنزة رمادية مناسبة لون شعرها المرفوع ، تضع يديها على جيببيها وهو كذالك .. لتقف أمامه وعلى شفتيها أبتسامة رضى لا يعلم لماذا ؟ ولكنها بكل مرة تبتسم له فور تصادم عينيها به ، وكل مرة يغيب عنها كانت تتصل به لـ تعاتبه وتغلق الخط ، وفِي كل مرة تغضبه بـ هذه العبارة ..
فدوى : أنتّ أفضل صديق ، ولا في أحد يتحمّل مشاويري الثقيلة !
سعود زمّ شفتيه بـ برود : شسوي عاد ، ذَا شغلي أترزق ربي .
فدوى بـ ضيق قد بدأ بـ ملامحها : أنا ما أتكلم معاك على أنَّك السواق الخاص فيني ، أكلمك كصديق ، لمتى بترفع نفسك عني .
سعود : آوه ما يجوز أترفع عنك ، عارفة مكانتك وين أنتِ وعارف أنا وين !
فدوى : سعود بعيد عن المكانات ، أنتّ صديق مراهقتي ولذا العُمر عمري ما قارنت بينا زي ما أنتّ تقارن ، حتى آمس كان يوم ميلادي وما كلفت على نفسك تهنيني !
برقت عينيه بـ لمعة وهو يخفي إبتسامة السخرية التي تكاد تعتليه ..
.. : كنت مجهز لك حفلة بسيطة ، بس خطيبك كان يبيك !
فدوى وهي تكره ذكر الخطيب أمامها : كان قلت لي وعشانك ما فكرت أروح معاه ورحت معاك .
أقترب سعود خطوة لها : والله جد عشاني ، ليه ؟.
فدوى وهي تحبس أنفاسها وتهدأ من نفسها : عشانك صديقي والصديق أولى !
عاد سعود بـ خطوته وقد أبتسم جانباً : تصبحين على خير يا صديقتي.
فدوى أتسعت شفتيها بـ إبتسامة : وأنتّ من أهله !
-
{ غصن }

تجلس للمرة الاولى بـ كرسيها بـ الفصل ، دون الهرب بعد الحصة الرابعة كعادتها ، تربط شعرها القصير بـ ربطة فسفورية وتتساقط منها خصلات عنيدة ، مشمرة عن معصميها مريولها المدرسي ، وهو تحدق بـ إضاة الفصل بـ تفكير .. لتذكر محادثتنا مع أخيها عندما قابلها ..
" .. : غصن وش جابك انتي ؟.
.. : وسام سافر مع زوجته وأستغليت الفرصة أني أنام عندكم ، ما أشتقت لي ؟.
.. : هبلة أنتِ ؟ عمرك ما راح تستغلين الفرص بشكل إيجابي !!
.. : ما فهمت ؟.
.. : أوراق التمويل اللي طلبته لك من سنة ما جبتيه ، وطار لمتى ما راح تفكرين بمصلحتنا ايش هالانانية اللي فيك ؟.
غصن بغضب : أنانية ؟ تسميني أنانية عشان أستغليت الفرصة إني أقعد مع أهلي ؟ .
بغضب أكبر : آيه أنانية ، لو مو انانية كانت جبتي لي الفلوس اللي ممكن تضيّع شركة عماني من زوجك الفاغر ونستثمرها أحنا !!
.. غصن بـ عبرة : عمري ما سرقت أنا معرف راح أنكشف !!
.. : ما راح تنكشفين وسام ما راح يصدّق أساساً فيك
والحين أبيك ترجعين البيت بعد ما تطلعين من مدرستك ورقة تؤكيد بناية المصنع الجديد بـ أرض أبوي ، وتجيبين شيك بـ خمس مية ألف مختوم بـ ختم وسام !! "
بللت شفتيها بـ قهر ، لـ متى راح تكون لعبة شطرنج بـ يد أخيها ، لـ متى راح تسيطر عليها عواطفها فـ كل مرة تشك بـ نوايا أخيها ، سحبت ربطة الشعر بقوة من شعرها ، لـ تقف مقاطعة شرح الاستاذة تطلب الذهاب لـ دورة المياه ، خطت خطواتها ، لـ تغسّل وجهها بـ الماء ..
.. : شدراني نادر عنها ، أصلاً من لما سافرت وهي ما ترّد علي حتى ما قالت لي أنها بتسافر ، ؟ ، إلين عبد الله المالك ، ايوه ؟ ، مصيرها حترجع أصلاً الاختبارات قربّت ، طيب باي .
جففت غصن وجها بـ منديل ، ومشت بقرب السيب لـ ترى التي تحدثت لـ تو بـ أسم إلين صديقتها ..!
توسعت عينين التي أمامها خوفاً من أن تكون سمعت ، لـ تسحقها بـ السؤال ..
غصن : من ذَا اللي كلمتيه عن إلين ؟.
بللت تلك شفتيها بتوتر ..
لتصرخ غصن : تكلمـي عُلا !!
عُلا التي نزلت دموعها بـ إعجوبة ، وهي ترددّ أنها مظطره لـ فعل ذالك ، وتتوسلّ لـ غصن أن تستر عليها ولا تخبر أحد ، دفعتها غصن بـ غضب ، وهي تشتم وتتوعدّ أن حصل لـ إلين شي سـ تندم .. لـ تتركها خلفها متجهة لـ الفصل ، وهي توّد أن تصفعها على خدها لـ تتعلم أن لا تتدخل وجيه بريئة داخل عالمها الحقير ..
-
{ نسيم } ..

المنزّل أصبح كيئباً وموحش عليها ، بعد سفر إلين و سلطان ، فتحت الشرفة ، لتسحب الكرسي وتجلس تراقب شوارع الرياض بـ الليل الكاتم ، لطالما أحببت جو الليل الهادي ، قمر وحيد ونجوم ساكنة وغيوم لا ترُى ، وسواد حالك يملى السماء ، وشابين غارقين بالحُب ويديهم محتضنة بعضها ، كمّ أحبت أجواء نيويورك الليلة و وجود بحرها بجانبها ، لا تُصدق الان أن مرّ الكثير على فراقهم ،
تنّهدت بـ وجع ، وهي تذكر ذالك اليوم الذي لم يستطع تحمّل مشاعره الجياشة بها ..
" قبل 7 سنوات ..
16 / 3 ..
بحر بغضب وهو يصفق يده بالأخرى : لـ نتزوج نسيم !
نسيم وهي تضرب رأسها بكفها : أهذا هو عرضك لـ الزواج ، ما هذا الرخص !
لـ يبتسم بحر بـحُب : وكيف تريديني أن أعرض عليك الزواج نسيم البحر ؟.
نسيم وهي تحرك يديها لـ تشرح : أجثو على ركبتك ، ومدّ لي الخاتم ، أو أدعوني لـ مطعم ، واطلب لي ما أشتهي وفاجاني بـ الخاتم ، أو .. آه لا أعلم أبحث في الانترنت !
بحر وهو يمسك يدها ، ويخرج الخاتم من جيبه ويلبسها أياه .. ويخرج خاتمه ويلبسه بـ بالبنصر ..
بحر : لقد تزوجنا !
نسيم وهي تتسع عينيها بصدمة تنظر ما يحيط أصبعها البنصر ! .
صرخت بـ فرحة : جبت الخاتم ، حقيقي أنت ناوي نكمِّل مع بعض !!
بحر : يلا نروح نعقد الـ قران مع بعض !
نسيم بعدم إستيعاب : وين ؟.
بحر وهو يشير بكلتا يديه : تصادفنا بـ نيويورك ، حبينا بعض بـ نيويورك ، وبنتزوج بـ نيويورك !
بللت شفتيها بـ شعور جميل يجتاحها : يلا !
لتردف مستذكرة : بس دقيقة عمي ، وأصحابنا لازم يعرفوا !
بحر : لا محد راح يعرف غير اللي بجيبهم ، راح يكونو الشهود وبس ، حتى ديانا لا تعرف !
نسيم : ليه ؟ راح نتزوج عرفي قصدك ، محد داري عنا ؟.
بحر : اذا تحبيني سوي اللي أقوله بدون أسئلة نسيم.
نسيم بتردد : بس بحر "
هزّت رأسها رافضة الندّم بذالك الموضوع المقفلّ
ألتقطت هاتفها الذي رنّ سريعاً لتراه رقم دولي من نيويورك لتّرد بـ لهفة : هلا سلطان.
.. : نسيم كيفك ؟.
نسيم : بخير ، والله البيت موحش بدونكم كنتّو مالينه !
.. : يا قلبي أنتِ والله حتى أحنا مشتاقين لك وخلاص كلها أسبوع وراجعين .
نسيم بـ حُب : إلين كيفها وأيش صار مع الشركة .
.. : هي بخير وصار كل الخير لا تهتمين ... بسألك عن شي نسيم ؟.
نسيم : أيش ؟.
‏.. : sea breeze, نسيم البحر ، ليش تبين تغيرين أسمّك به.
نسيم صمتت لـ لحظة تستوعب : ليه هالسؤال الحين ،صار لكم شئ هناك ، أحدّ كلمكم !
.. : وليش خايفة أن كان أحدّ مكلمنّا بذا الاسم ، شعلاقة الاسم فيك نسيم.
نسيم بقلق : طيب أنت قولي ليش تسأل عشان أجاوبك.
لـ يتحدّث بـ إنفعال : الشركة اللي أستدعت إلين لها ، أسمها نسيم البحر ، الفندّق اللي ساكنين فيه نسيم البحر ، والمتحف اللي بتوزع رسوماتها فيه نسيم البحر ، وأسم المدير بحر !!
تسمّرت عدسة عينيها مطولاً ، لتتحدث سريعاً : سلطان أيش أسمه الكامل ؟.
بحيرة أجاب : ما قال أسمه الكامل ، ولا كان فيه لوحة اسمه في مكتبه.
لتتأكد الان من شكوكها ، وجوده ذالك اليوم في ملكة عُمر ، وبقاءه لـ يومين ، ومقابلة إلين في مدرسة مدير الشركة ، وذهابه بنفس يوم رحلتهم ، والآن بنفس فندق ومتحف شركتهم ، وأخفاء أسمه الكامل ..
لترّد بروعة : سلطان اذا كان المدير أسمه بحر المالك فـ هو أخوها ، أخو إلين لازم ترجعون السعودية الحينّ !!
لا إستجابة من الطرف الآخر لـ تنصدّم بـ أغلاق الخط لـ سوء الاتصال ، قبضت الهاتف بيديها بقوة ، شتمت نفسها بالحمقاء كيف لم تلاحظ الحرفين ومعنى أسميهما بالأنجليزي ، لتتحرّك سريعاً تودّ مقابلة ديانا ..




{ يتـبع } ...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-17, 07:51 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل الثامن عشر }


‏‏ممنوعة أنتِ من السَفَر
إلا داخلَ الحدود الإقليمية لقلبي،
ممنوعةٌ أنتِ من السفرْ
خارجَ خريطة عواطفي واهتمامي بك

- نزار قباني
_

{ عهود }

أستيقظت بكسل، فهذه اليومين أصبح الفانتستك المدعو زوجها يوصلها لـ الجامعة و يرجعها ويبدو أنها ستصبح عادة لهما ، لان والدها مسرور لذالك ، ضحكت بشدة عندما تذكرت بالامس عندما أرجعها لـ المنزل وهو يتثأوب ويتحدث بحلطمة :
" والله حاس بحر مو سافط لي هذه الإجازة "
" ولا من جد هذه إجازة ؟ أصحى صبح أوصّلك وأصحى ظهر أرجعك والليل تبدأ مشاوير أهلي ، شسوي بنفسي أنا "
" توبه أن زدت أخذت إجازة يزين الشغل ويزين نيويورك ويزين النوم هناك ".
أرتدت عباءتها على عجل عندما سمعّت صوت جرس المنزل يبدو أنه وصل ، سحبت حقيبتها لـ تقفز مع السلّم وتتحجب سريعاً ، وقفت أمامه وهي تراه بنظارته الشمسية وقميص رمادي وبنطال أبيض ، كم ضحكت لحاله هذا وهما لم يتزوجا بعد كيف لو تزوجا ؟ صعدّت بجانبه وقدّ حرّك السيارة .. وأخذت كوب من النسكافه وتركت الاخر له.
عُمر : بالله ما تخافين تحسدين نفسك ؟.
التفت له عهود : ليه ؟.
عُمر وهو يرتشف القهوة : يعنّي الحين لك ثلاث ايّام تتصبحين على وجهي ، ويومين تمسين على وجهي ، ولا بعّد مدللك دلال خاص جايب لك قهوة تروقين فيها !
عهود ضحكت : الحين أنتّ تمنّ علي ولا أنا فهمت خطا ؟.
عُمر وهو ينظر لها من خلف نظاراته : لا قاعد أعددّ لك المواصفات الحسنه لـ الفانتستك يا بيوتي !
عهود : آها ، شكلك ما تعرف عيوبك أجل تبيني أعددها لك ؟.
عُمر : ما تلاحظين أنه ظلم تعددّين عيوبي وأحنا ما صاّر لنا أسبوع مع بعض ؟.
عهود ببرود وهي تفتّح الشباك بعدما أُطفِئت التكيف : لان عيوبك تغطي على حسناتك ؟.
عُمر : لسا تراك ما عرفتيني ، وما أتوقع راح تاخذين فرصة غير هذه تتعرفين علي.
عهود : متى أساساً تنتهي هذه اللعبة السخيفة وأفضى لـ جامعتي وحياتي.
عُمر التفت لها : ليه تكرهين الزواج بقوة كذا ؟.
عهود : إسباب كثيرة ، وبعد مدري اذا الأسباب مقنعه ولا ؟.
عُمر : قولي لي وشهي ؟.
عهود : الطريقة نفسها للزواج ماهي مرضيتني وأتزوج قبل أخواتي الكبّار بعد احس عيب لي وأنانية مني متجاهلة شعورهم ، وبعد أحسني ماني مستعدة للمسؤوليه عارف أنتّ يعني بكون مسؤلة عن زوج وعيال بذا العمر بدال ما أهتم بنفسي !
عُمر : والله تبين الصدق بدون زعل ؟
عهود : ادري ما هي مقنعه سخيفه .
عُمر : لا مو سخيفه الا اللي بعد السخيفة ، و واضح أنك تدورين سببّ لـ عشان ما تتزوجين !
عهود : باللهي !
عُمر : والله الأغلب يتزوج بنفس الطريقة اللي تزوجنا فيها ، ولا بعّد أمك وأبوك أكبر مثال ، و أخواتك لو كانوا زعلانين كان ما فرحو بخطوبتنا عشان تزوجتي قبلهم ، وش بعد المسؤليه ؟ أنتِ ما راح تتحملين المسؤليه لوحدك أصلا بكون معك !
التفتت له بدهشة : هيه حبيبي أصحى لنفسك ؟ ليكون تبي تكمل الزواج ، ترا أنا وياك مقررين نهاية ذَا الزواج التقليدي لاتنسى !
عُمر وهو قد وصل لجامعتها : ما نسيت بس قاعد أعطيك نصائح قبل ما ننفصل !
عهود وهي تفتح الباب : مو محتاجة لـ نصايحك مشكور !
عُمر : العفو !
راقبها لـ ثواني وهي تدخل الجامعة ، أبتسم فور وقوع عينيه لـ كوبّها قد أمتلى طرفه بـ أحمر الشفاة الخاص بها ، فتّح هاتفه وألتقط صورة للاكواب ، وأرسل لها بالخاص ، كاتب " زوجتي البيوتي المؤقتة ، عيدي فكري بكلامي اللي قلته لك مو عشاني بس لك عشان ما تكونين عنوس طول عمرك " .
بـ مكتبها ..
فتّحت الرسالة ورسمت على شفتيها إبتسامة عفوية ، لترسل له " زوجي الفانتستك المؤقت ، ممتنة لـ نصايحك ، بس خلها لك ماني محتاجتها"
أغلقت هاتفها ، وهي تهمّ بالتوجه لـ قاعة محاضرتها ، أنتبهت لـ نسيم قادمة وبين أصابعها ورقة ، أستوقفتها قائلة ..
عهود : وش فيك مستعجلة كذا ، على وين ؟.
نسيم : أخذت إجازة ثلاث أيام ضرورية ، بروح لـ نيويورك !
عهود بدهشة : ليه نيويورك مرة وحده.
نسيم بـ تمثيل : إلين طلبت مني أجي لها ما راح أطول أساساً .
عهود : وليه شتبي فيك إلين مو سلطان معاها ؟.
نسيم وهي تهمّ بالمغادرة : ايوه بس أحتاجتني ، يلا بعدين أقولك أيش صار بالتفصيل أنتبهي لنفسك.
عهود بغرابة : طيب تروحين وترجعين بالسلامة !
_
{ غصن } ..

عادت من مدرستها بسيارة أخيها ، لـ يصلها لـ منزلها ، التفت له بـ تردد ، لتنزّل عينيها بخوف من نظرته الحادة وكأنه يعلم مالذي يجول بعقلها ، لـ يتحدث بتشديد وتنبيه !
.. : بتدخلين مكتبه وتجيبين لي الفلوس اللي قلتلك عليها ، الليلة ولا الصباح المهم تجيبها .
توترت أعصابها لـ تفرّك يديها ببعض ، دون صوت .
.. : غصن ، الفلوس لازم تجيبينها !
غصن أشارت بالقبول ، وهي تخرج من سيارته ، وقفت لـ تراقبه يذهب سريعاً دون الاهتمام لدخولها كما يفعل وسام وخالها ، تنّهدت بيأس ، وهي تتجه لـ المنزل ، أول خوف لديها الان أن تجد آنانا بنظراتها الخبيثة تستقبلها ، أقتربت مع كل خطوة وهي تفكر كيف ستبقى لـ يوم كامل بالمنزل دون وجود وسام وتكون هي وتلك الخادمة لوحدهما ، تشجعت بقوة زائفة وهي تفتح المقبض بقوة ، لتدّخل بهدوء وتنظر له هادئ ونظيف ، صعدّت لـ الأعلى قاصدة غرفتها ، رفعت عينيها بـ رهبة عندما شعرت بالظل الذي أمامها لـ ترا آنانا أمامها تمرقها بذات النظرات التي تكره ، لـ تتراجع خطواتها ببطء عندما تحدثت .
‏.. : Good evening ghasan , I missing you !
عبست ملامح وجها بـ إشمئزاز لـ تعود من حيث صعدت للأسفل ، ركضت بشدة وقد تبعتها تلك الخادمة الشاذة وفِي آخر الدرج قد تمسكت بـ عباءتها ، خلعت غصن العباية وبحقيبتها ، لـ تسقطها آنانا أرضاً ، قاومتها بصعوبة تدفعها عنها وتمنعها من التمادي ، صرخت بأعلى صوت وهي تشتمتها بأنواع الشتائم المهينة ، ولكن الحقيرة لم تغضب ولَم تنفعل وكإنها تؤيدها لـ تلقي الشتائم عليها ، رفعت غصن ركبتها من تحت جسد آتانا لـ تدفعها عنها تراجعت آتانا بألم ، ولكنها ما زالت ممسكة بها ، لـ لحظة شعرت بـ شخص يسحب آنانا عنها بقوة من شعرها الذي أنفلت بين أصابع يده ، رفعت غصن عينيها الباكية له ، لترى نظرات الصدمة والذهول من ما كانت ستفعله التي بين يديه ؟ .
غصن ببكاء : قلت لك عنها ما صدقتّني ، حسبتني مجنونه ونفسية وما صدقتني شفت بعينك الحين شفت !!
وسام قبض على شفتيه بقهر ، دهش حقاً من منظر غصن الإزارير قد تمزقت من صدرها والمريول قد تشقق من الجانب وشعرها مبهذل ، و وجها محمّر وتتنفس بقوة وخوف لـ يخفض أنظاره لـ تحت وآنانا بوجه حقير ما زالت تنكر وتبرر ، لـ يضربها بركبته على فمها الكاذب طوال تلك الفترة وهو يصدقها ولَم يصدق مراهقته الصغيرة التي كانت بـ إهماله تكاد تضيّع ،اذ هو زوجها لم يلمّسها ولَم يقترب منها تأتي هذه لـ تُمارس الحرام معها بأي حق ، لقد عنفّها حقاً وهو يركلها برجله ويشتمها ، ومن ثم سحبها لـ يحبسها بالمطبخ السفُلي ، توجه لها و مازالت تحت تأثير الصدمة ، لـ يرفع ذقنها له وينظر بعينيها المائلة للأحمر ، نطق ومن بين شفتيه " آنتي بخير ، أنا آسف " أنهارت تبكي لـ يحتضنها بقوة ماسحاًعلى شعرها ، صعّدها لـ غرفتها ، وخرج من الغرفة لـ يتركها ترتاح وتبدّل ثيابها ، توجهت غصن سريعاً لـ دورة المياه ، أقفلت الباب خلفها ، فتحتّ المياه الباردة ، خلعت ثيابها ودخلت رفعت وجها للماء ، برودة ثلجية سرت بجسمها فركّت جسدها بقوة بتقزز وإشمئزاز ، لقد تمادت آنانا تمادت لـ الدرجة التي لن ترضخ غصن لـ متطلبات أخيها الاستغلالي ..!
_

{ ديالا }

أنتهت من ترتيب المنّزل ومن غسّل الأواني ، لتجلس بالصالة العائلية تلاعب طفلتها نسيم التي أنهت قبل ربع ساعةإستحمامها ، شعرت هناحقاً بـ الاستقرار والامان ، صحيح انها بعيدة عن خالها الوحيد الذي بقي من عائلتها ، ولكن هنا لها مخططات كثيرة، أولها غفران عائلة خالد لهما والقبول بهما بينهم ، لان زواجهم كان ضد رغبة عائلته ، مسحت شعر فتاتها بحنان لتقبّلها بلطف ، وهي تدعو الله بما أنهم سامحو خالد قبل أسبوع فـ أكيد أنهم سـ يقبلون بها بينهم ، تأملت خالد الذي خرج من غرفته وهو يرتدي الثوب والشماغ ، أبتسمت له بحُب لـ يقترب ويقبل جبينها ويسحب صغيرتهم لـ حضنه ويلاعبها ..
.. : معزوم أنا عند زوج أختي نوره لا تسوي غداء !
زمّت شفتيها بصبر : طيب .
نظر لها بهدوء : شفيك ؟ .
ديالا وهي تنظر له ؛ آمم أبد مافي شي ، بس شكلي باكل لوحدي زي غداء أمس وعشاء آمس ، وما يحصلي الا الفطور معاك وبعد الفطور تروح كالعادة لشغللك.
خالد ضحك بهدوء : كل هذا ؟ وتقولين مافي شي ؟ .
صدّت عنه بغضب وهي تقف متجهه لـ غرفتهم ، لـ يضع صغيرتهم في كرسيها الخاص ، ويذهب لها ، شاهدها ترتمي على السرير وتفتح التكيّف ، يقترب منها وهو يجلس على ركبتيه وينظر لعينيها المغمضة .. سحب يدها من تحت وسادتها وأحتضنها ، مقبّل شفتيها برقة ..
لتفتح عينيها ..
خالد : حبيبتي العزائم اللي كنت أروح لها كنتّ أمهد الموضوع لأخواتي واخوي عشان يكلمون أمي وأبوي يستقبلونك ، هم أنبسطو لوجود نسيم الصغيرة بقي عقبة وحده وأعرفّك عليهم ، بقي قليل بس والعشاء اليوم بكون معك أصلا وحشني الاكل معك صاير ما أستلذ بالأكل يوم ما اشوفك !
ديالا أشارت بالقبول : غداء بكرا معاي ؟
وقف مبتسم : كل أيامي معاك ! ، لا تنسين نسيم لوحدها هناك !
وقفت خلفه ، وهي تودعه ، وتدعوالله يحفظه ، أخذت أبنتها من كرسيها الخاص ، لتنام معها فلا حاجة للغداء فهي لا تحب الاكل لوحدها ، أتت نسيم صديقتها في بالها لتفكر بـ مالذي تفعله !
_

{ وسام }

يقود سيارته متجه لـ منزله ، بعدما أنتهى من إجراءات خادمته الفلبينيه آنانا ، أحداث اليوم جداً صعبت عليه ، صورة غصن وهي تحارب آنانا وتحاول حماية نفسها لا تغيب عن باله ، وقفتها المهزوزة ، نظرة العتب والخذلان منه لا تزال واقعة على قلبه ، أنتبه على هاتفه الذي رنّ بأسم
" قلبي " أجاب عليها بعدما توقف أمام منزلهم ..
.. : هلا رحاب ؟.
رحاب : عمري وصّلت السعودية ؟.
.. : آيه وصلت من الظهر ، فيه شي ؟.
رحاب : لا بس بغيت آتطمن عليك ، ما اتصلت علي أنتّ !
.. : نسيت .
رحاب : شفيه صوتك كانك متضايق ؟.
.. : أبد ما نمت طول اليوم .
رحاب : غصن بالبيت ؟
.. : ايه .
رحاب : طيب حبيبي نام بغرفتنا .
وسام بـ سخرية : يعني وين بنام لو ما نمت في غرفتي.
رحاب : لا بس اول مرة أتركك ترجع من دوني ، و لا تنـ
.. : أنبسطي أنتِ وأهلك ، يلا بنام أنا .
رحاب : تصبح على خير .
.. : وأنتِ من أهله .
دخل المدّخل ، وبهدوء يغلق الباب ، يصعّد لاعلى ، تجاهل ممر غرفته هو ورحاب ، لـ يدخل ممر غرفة غصن ، أقترب من الباب و وضع آذنه عليه ، ولَم يسمع شيئاً ، أنتظر قليلا ولَم يسمع آي صوت لها ، دق الباب بـ يده ببطء ونادى آسمها ، ولَم تبدي ردة فعل ، فتّح الباب بقوة ، لـ يتفاجئ بالغرفة خالية منها، صرخ بـ أسمها عدة مرات ولَم تلبيه ، لـ يبعثر شعره بتوتر ، نُزِّل بهدوء يحاول تمثيله ، توجه لـ الملحق ولَم يجدها ترقص كعادتها ، خرج للحديقة ولَم يجدها تجري كعادتها ، عاد لداخل ، يقف منتصف الصالة العلوية لم تكن فيها ، يخرج هاتفه لـ يتصل بها ، سمّع رنّ الهاتف في المنزل ومن جهة ممر غرفته هو ورحاب ، خطى خطواته سريع هناك ، ليرى الباب مفتوح وهاتفها فوق سريره ، أقترب لـ يراها تحتضن نفسها تحت السرير وترتجف بخوف ، جثى على ركبتيه أمامها وهمس .
.. : غصن شتسوين هنا ؟.
غصن صامتة تشد على إحتضانها بقوة.
.. : ليه مو في غرفتك صار لك شي قوليلي !
غصن : بتجي غرفتي اول ما تنشغلون ، بتجي غرفتي أول ما تبعدون من البيت.
سحبهالـ حضنه تقف هي جامدة لا تتحرك ، وهو يحتضنها بشدة ندم وأسف لحالها ..
.. : خلاص آنانا سفرناها رجعتها المكتب اليوم ، ومعاد بدخل أحد بيتنا.
بقيت صامتة وقد أستكنت ..
رفعّها من ذراعيها لـ يجلسها بسريره ، ولكنها رفضت ، وبحركة متناقضة دفعته بقوة خرجت من ممر غرفتهم لتدخل ممر غرفتها ، كاد يتبعها، ولكنه فضّل تركها قليلا لوحدها وبالطبع أنها إستراحت بعدما علمت أن تلك الخادمة لم تعد بالمنزل ، تنفس بقوة وزفرّ براحة ، أرتمى بتعّب على السرير .
_

[ نيويورك ].


{ سلطان }.

يقف بين المشاهدين ، يراقب إلين التي تجلس أمامه تشمّر عن ساعديها وهي ترسم اللوحة التي أمامها ، أبتسم وهو يتأمل تركيز عينيها تارة على رسمتها وتارة على اللوحة المطلوبة ، كانوا منافسينها أغلبهم رجال من متخلفيّ الجنسيات ، لمّح بحر مدير الشركة ينظر لها بجمود ، لم يرتاح لهذا البحر أبداً ، شعر بأن هناك شئ غريب ، من نسيم التي يشارك أسمها في جميع ممتلكاته ، هل هو تصادف ام متقصد ، قبض يده محاولة الصبّر من نظراته المطولة في إلين ، فهو يكره أي شخص ينظر لها نظرة عابرة فكيف بهذا التأمل ، أخيرا بحر أنتبه له وهو يلوح له مبتسم ببرود ، تجاهله سلطان وعاد لـ ينظر لها ، توقف الوقت وها قد أبتدأ المقارنات ، زمّ شفتيه بأسى عندما صرّحو أن إلين المركز الثالث ، والرجل الأفريقي الاول والآسيويه الثاني والباقي أستقصوا ، رفع عينيه لها لـ يراها مبتسمة بحماس ، حاول أخفاء إبتسامته جاهداً ..
تحاشى الحضور وهمّ بالخروج لـ إستقبالها ، وجدها تقف مع بحر ، أقترب سريعاً لهم وهو يحاول أن يكون هادي ..
بحر مبتسم : ما شاء الله عليك دخلتي بالنهايات !
إلين : إيه ، صح المركز ماهو زين بس والله متحمسة أنا ، أوعدك المرة الجاية أجيب الاولى !
بحر : إن شاء الله تجيبينها .
إلين تأشر على اللوحة : الرسمة عجيبة ، تعرف الفنان اللي رسمها.
بحر وهو يتأمل اللوحة : آيه هذا انا اللي رسمتها.
إلين بدهشة : أنتّ رسّام !!
بحر : آيوه ، هذه اللوحة رسمتها قبل سنتين !
إلين وهي تتأمل اللوحة : ما شاء الله كيف قدرتّ ترسم الحريق اللي جوا ، طالع كأنه حريق حقيقي.
بحر : يمكن لأني رسمتها بـ أحساس .
إلين : متى كان الحريق لهذه اللوحة قبل سنتين مو معقول لان البيت شعبي ؟.
بحر : قبل 14 سنة !
إلين : أهنيك صراحة .
سلطان بصبر نافذ : يلا خلصتي أسئلتك آنسة إلين ؟.
إلين تلتفت له : سلطان ، بالله كيف رسمتي ؟ .
سلطان ببرود : شعرفني أنا بالرسم ، خلينا نطلع مليت من ذَا المكان !
إلين تزمّ شفتيها : يلا طيب.
بحر بتنبيه : إلين ، ناوي أجي لكم اليوم في كلام بتكلم معاك فيه .
سلطان رفع حاجبه لـ يتلفت لها وهي تقول : الله يحيك.
سلطان : على كيف أهلك الله يحيك !
إلين تجاهلت سؤاله : تتوقع بأيش يتكلم ؟.
سلطان : شدراني عنه.
إلين وهي ترمق الأفريقي نظرات حاقدة : آهخ بس لو ذَا ما دخّل كان أنا المركز الاول !
سلطان ضحك : توك أنتبهتِ أنه أخذ الاول ؟
إلين : لا بس توي أنقهرت !
أبتسم لها وهمّ خارجين من المتحف ..
_
{ بحر }


خرج من المحكمة ، بعدما تمّ إصدار القرار النهائي لـ قاتل أبنه " رواند شيمس " بـ الموت ، شدّ أنتباهه زوجته لتي مرتّ من أمامه ، تذكر نظرات رواند لـ زوجته مبتسم بـ تشفيّ لها ، وهي ترمقه بنظرات غاضبة خانقة بوسط المحكمة ، أقترب منها بحر ..
.. : سيدة شيمس ؟
التفت له بوجه عابس صامتة ..
.. : كنتّ أودّ سؤالك في موضوع رواند والدّ طفلك ؟.
زمتّ شفتيها بغضب : لا أودّ التحدث عن هذا المريض المجنون ، حقاًأنه يستحق الموت !
ببرود رمى سؤاله : لماذا قتله ، يوجد سبب بالتأكيد لا هو ولا أنتي صرحتو بالاجابة ؟.
ببرود أجابته عكس نظراتها الحادة : مختّل عقلياً ، هل تكفي هذه الإجابة !
بحر وهو يعبّر من جانبها : الإجابة تكون لدى ذالك البارد رواند ، أنا الاحمق الذي سألك !
صعّد سيارته وإتجه لمنزل جيمس ، فهو قد طلب رؤيته ، قد تزاحمت اموره كثيرا منذ عثوره لأخته ، قضية رواند الغريبة وإكتشاف علاقته به ، وتأسيس شركته وأصدقاءه ، إنتقامه من خالد إبراهيم ، لتين ، وجيمس ودارين ، والمهم والاهم نسيم ، وصّل لـ منزل جيمس ، دخلّ لمنتصف وقد شاهدهم يجلسون على طاولة الطعام ، رحبو به بهدوء دارين وجيمس .
جيمس : كيف حالك يا بحر ؟
بحر مبتسم : بخير، ماذا عنك ؟.
جيمس : جيد ، ولكن هناك شي قد أزعجني اليوم؟
بحر يجلس أمامهم : ماهو ؟.
جيمس : لتين قد أتت لنا منزعجة ، صعدت غرفتها القديمة وبدأت بتكسير جميع ما في غرفتها بجنون ، وحتى أنها قد بكت كثيرا ، هل لي أن أعرف منك ما حدث ؟.
بحر : لا أعلم ، كنت أعتقد أنها بمنزلنا وليست هنا .
دارين بـ قهر : اذاً يا زوجها هل لك تصعّد وترى ما بها ؟.
بحر وقف بخطوات واثقة : اعذروني فـ اليوم لدّي أشغال مهمة يجب علي إنهاءها ، ولست مسؤول عن دلال أبنتكما السخيف !
أتسعت عين دارين بغضب تلقيها لزوجها الصامت ينظر لـ بحر ..
جيمس : بحر ! هل تسمع أذناك ما تقوله شفتيك ؟.
بحر ببرود : نعم أسمع يا عمي و واثق فما قلته ، لقد طلبت مني قبول عرضك في الزواج في ابنتك وطلبت مني عدم أذيتها ولا إهانتها ، وفعلت ما طلبت ، ولكني أيضاً لست مسؤول عن دلالها الفارغ ، أستئذنكم !
رمى كلماته وغادر المنزلّ صاعداً سيارته قاصداً الذهاب لفندقه الذي يشبه الأكواخ الخريفية ، لـ عند أخته و خالها المزيّف ..
_
{ سعود }

يركن سيارته بـ مواقف السيارات الخاص بمنزل عائلة فدوى ، سـ يذهبون أولاً لـ ألحانه لانها لم تذهب لها منذ ثلاث أشهر ثم لديها اليوم عرض أزياء ، وجلسة تصوير ، ولقاء صحفي ، وجميعها بساعات متقاربة ، أبتسم فور رؤيتها تنزل من من مدخل منزلهم متجه لسيارته تحمل إبتسامتها الطفولية ، جمّدت ملامحه عندما رأى ظهر باسم وإحتضانه لها الذي لم يطول ، ومن ثم إحتضانه ليدها ، شتت عينيه عنهم وهو يرفعّ صوت الموسيقى وينظر لشباك ، شعر بها تفتح الباب جانبه وتدخلّ ..
فدوى : هآي ماي بوي فريند !
سعود : هآي .
فدوى : ما دريت أنه بيجي اليوم الحمد لله أني طلعتّ !
سعود : كيفه معاك ؟ .
التفت له بصدمة فهذه المرة الاولى التي يسأل عن باسم وعن علاقتها به : عادي ، بس آنا مو مرتاحة معاه !
سعود : وليش وافقتي عليه ؟.
صمتت لوهلة لتتحدث : عشان أبوي .
سعود : الحين أنتِ عاندتي الكل عشان حلمك تكونين مودل معروفة ، وتدرسين بمختلف المُدن ، واللي تبينه تجبرين الكل عليه ، ما قدرتي تخالفين أبوك في زواجك منه؟.
فدوى : مدري ، يمكن ما في شي محمسني أخالف قرار أبوي ، وما عندي شئ يخليني أعاند الكل عشانه !
سعود صمتّ لايعلم ماذا يقول ، وصلّو ألحانه لتنزلّ هي تقابل صديقاتها ، أنه يفكر بالهرب بعيداًعن فدوى وحياتها ، يبدو أنه لن يحتمّل فكرة أنها قد خُطبت لغيره وأصبحت له ، يشعر وهو بقربها أنها تخونه ، عن أي خيانه يتحدثّ وهو لم يصرّح بحبه العقيم ، فكّر قليلاً لحديثها لـ ينُزِّل من سيارته و يدخل ألحانه ، رآها تهمّ بدخول لنصف حانة الرقص ، لـ يتقدّم سريعاً ويسحبّها من ذراعها يمنعها من الدخول والتمايل مع هؤلاء الأشخاص ، تحدث دون شعور ودون أدراك ..
سعود بغضب : أنا أحبّك ، مدري من متى بس حبيتك ، ما أتخيلك مع غيري ، ولاأرضى ! أبعدّ عنك فكل مرة أضعف فيها بقربك وأرجع لك بعد فكل مرة أضعف فيها في بعدك ، تقدرين تعانديني الكل عشاني الحين ؟ .
أتسعت عينيها وطيف إبتسامة قد مرتّ شفتيها ، مندهشة !

{ فدوى }


حان الوقت لـ تخرج وتمشي بـ شخصية جذابة و و واثقة ، تنتظر العارضة السمراء التي خرجت قبلها ، منذ اليوم الذي صرح بـ حبه إليها وهي مدهوشة ، نظرات الغضب الحادة من عينيه الناعسة ، شدة أمساكه لـ عضدها بقوة ، موقفها عن دخول حانة الرقص ، مصرح بـ كلماته التي أثارت نبضات قلبها بجنون ، شعرت وكأن الوقت توقف ، وجميع الفتيات والشبان متجمديين عن الرقص ، وفقط هي وهو بـ وسط الحانة عينيه تحدق بعينيها ، كفه يكاد يسحق عضدها ، ما هذا الحب المتفجر الثائر ؟ ماهذه العبارات الصريحة الغاضبة المفاجئة ؟ ..
.. : آنسة فدوى هيا حان وقتك ! .
تنفست الصعداء و ذهبت لـ العرض ...

_

{ نسيم }


وصلّت أخيراً نيويورك لـ مطار‏
‏John F. Kennedy International Airport ، عادت بها الذكريات تجرّ واحدة تلو الاخرى ، لتّمر الاخيرة عليها ، هناك بـ بنطالها الأسود وقميصها البحري ، وشعرها المربوط لـ الأعلى ، وحقائبها و إلين عندما كانت طفلة ، و ديانا التي وقفت معها ، خوفها وقلقها من المجهول في المستقبل ، وها قد أتى ذاك المستقبل لـ يصبح حاضرها المخيف ، ركبتّ التاكسي مشيره له أن يذهب بها لـ حي ... ، حاولت مرارا الاتصال بـ سلطان ولكنه لم يرّد ، طغطت بيدها على الهاتف تحاول تهدئة نفسها ، وصلّت أخيراً لـ الحي المطلوب ، رفعت عينيها لـ تنظر لـ العمارة التي لم تتغير غير واجهتها بطلاء جديد ، دخلت العمارة لتحدث الاستقبال ، سألت عن الشقة اذ كانت ما زالت موجودة ، أشارت تلك بنعم ، لـ توقع على أوراق التجديد شعرت بفرحة عامرة أنه وجدتها صعدتّ مباشرة لـ الشقة فتحتها بمفتاحها القديم ، لتندهش أنه قدّ فتح معها ما هذا ألم يتغير كل شي مع مرور الأعوام ، تأملت الشقة قد كان بها بعض من الغبار ولكن لا بأس فهي لن تستقر مؤكد بها ، جلست بـ الكنب وهي تجول بنظراتها حول المكان والذكريات تغرقها بعمق مؤلم ، منعت نفسها جاهدة البكاء ، تتصل مجددا على سلطان الذي كالسابق لم يرد !
لـ تصرخ بـ إنفعال : أفُ سلطان ليه ما تردّ ؟ ياربي أنا ليه سمحت لهم يروحون ، يا ليتني حسّيت وقتها يا ليتني خمنّت وأبعدتهم عن نيويورك كرهت نفسي والله كرهت نفسي الله يأخذني ما عدت أقوى أتحمّل شي أكثر !!
قطع حديثها صوت فتّح الباب لتلفت مرعبة وتقف برجفة ، منتظرة الذي يملك مفتاح الشقة غيرها ، هل شعر بأنها هنا ، هل يراقب المكان لـ يترصدها ، تدعو الله ان لا يكون هو تدعوه بتكرار ، لـ تشهق فازعة من الوجه الأسود المحترق بطريقة مخيفة وخلفه رجل ضخم بلباس رسمي
لتتحدث بالانجليزية : من أنتّم ؟ .
.. : اذا أنتِ المدعوة نسيم محمد إبراهيم ، أبنة أخ خالد ابراهيم ؟.
نسيم : مالذي تريده ؟.
أقترب مبتسم بـ خبث : نريد منك يا آنسة أن ترافقينا بهدؤك هذا دون إزعاج لسكان العمارة !
عادت بخطواتها للخلف وهي تصرخ بـ المساعدة : لا ساعدوني ساعدوني !
الرجل المحترق وجهه وهو يكتّم صوتها : اللعنة ما هذا العناد بك لم نتفق على ذالك !
لـ يقترب الرجل الضخم ويرش العلبة البيضاء بـ وجهها لـ تشهق وتحاول الصمود ، ولكن تنتهي بـ السقوط تحت ركبهم ..



{ يتبع } ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.