آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )           »          135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree31Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-17, 09:30 PM   #91

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


فصلين حلوين جدا
امير شخص صريح وواضح و ده اخلى ما قيه غير مرواغ حس بمشاعر ناحيتها اعترف معملش بقى زي العادي لا كرامتي و عنادي و كبريائي
بعكس سارة الغبية اللي بنت قرارتها على افتراضات و تخيلت علاقة وهمية بين امير و بهار و عاشت الوهم و قررت تبعد مع ان اقل خق له عندها انها تصارحه و تفهم منه اية اساس الاشاعات
بصراحة شايفة رد فعل امير طبيعي لانه اتنازل كتير معاها
مشهد هزار و عادل و سارة و امير كان جميل جداااا
سكوت فهرية معناه انها بتخطط لحاجة بس تصرف سارة مع المربية كان صح جدا



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 12-08-17 الساعة 10:03 AM
rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 02:31 AM   #92

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلتم عليكم
حور مش عارفه اقول لك ايه بجد مش اجزاء من فصل ده كل جزء فصلين
مجهود رائع
اه امير تالمت لك جدا صعب احساسك بعد انفتاحك التام وصدقك معها وتفهمك لها تجد رد الفعل ده لك الحق ف احساسك
ولكن اعذرها هي طفلة وتائهة اكتر من هزار
لو اعترفت لا واعترفت لك سيظل الخوف والعقدة من فقد من تحب
ف انتظارك
الصراحة امير من الابطال صامد انت يانسر
حبيبتي يسلموو عتعبك الدائم وتعليقاتك الاروع دايما
بصراحة باقي الفصل هيظهر امير تصرفات اخرى هتوجع سارة كتير وده بالفعل يلي هيطلق العقدة لتظهر لانو هي دلوقت بالفعل بدت تتاثر تفسيا وتخاف من يلي ممكن يجرالها


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 02:38 AM   #93

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
فصلين حلوين جدا
امير شخص صريح وواضح و ده اخلى ما قيه فير مرواغ خس بمشاعر ناحيتها اعترف معملش بقى زي العادي لا كرامتي و عنادي و كبريائي
بعمس سارة الغبية اللي بنت قرارتها على افتراضات و تخيلت علاقة وهمية بين امير و بهار و عاشت الوهم و قررت تبعد مع ان اقل خق له عندها انها تصارحه و تفهم منه اية اساس الاشاعات
بصراحة شايفة رد فعل امير طبيعي لانه اتنازل كتير معاها
مشهد هزار و عادل و سارة و امير كان جميل جداااا
سكوت فهرية معناه انها بتخطط لحاجة بس تصرف سارة مع المربية كان صح جدا
شخصية امير من الشخصيات يلي سعيت اني ارسمها بدقة بحيث تجمع الكثير من المتناقضات بس بنفس الوقت قدمتها بطريقة منطقية لانو هو انسان ذكي وعبقري وقارئ وهذا بنظري بيلغي صفة الغرور الغير مبرر او الكبرياء الاحمق .. يعني طريقة نشاته جعلته واضح وصريح ولا يهاب المشاعر لانو طول عمرو كان يخفيها منتظرا من يظهرها له كي يمنحها بسخاء بس مشكلة امير الازلية هي عصبيته وهذا ما سترينه في بقية الجزء لان غضبه سيجعله يظلم سارة
سارة عكس امير .. ظروف نشاتها اثرت بشكل عكسي عليها وانتجت انسانة رغم شجاعتها الظاهرية الا انها بتخاف من المشاعر والحب لهيك بتحاول تلاقي اي شماعة لتهرب من هالشي وكمان شعورها بمحبة امير ترجمتو خطا بحيث ارادت له ان يجتمع نع حبيبته على حسابها رغم مشاعرها هذا غير انو اعتيادها على التفرد والوحدة بياثرو عليها سلبا وهذا هيظهر اكتر بالاحداث القادمة
سعيدة كتييير بردودك وتشجيعك الي لانو تعليقك بيشعرني بالفرح الكبير ..شكرا الك


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 03:32 PM   #94

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل الثالث -انا وانت في المواجهة-).. الجزء الثالث

استلقى امير على السرير وهو يشعر بثورة من المشاعر المتناقضة بداخله ..كان غاضبا لانه كلما ظن انه حقق تقدما في علاقته مع سارة اكتشف انها تتراجع وتعامله كغريب عنها ..شعر بالحزن من احساسها بالذنب الذي تبنته بدون ان تعود اليه...لقد صدم عندما علم انها تعلم بحقيقة ما كان بينه وبين بهار ولكنه تضايق لانها لم تحاول ان تفهم منه طبيعة شعوره والا كان سيريحها ..فبهار بالنسبة اليه ماضي ..احبها لفترة ولكن حبه لم يكتمل ..وفي اخر مقابلاته معها وثق انه لا يحمل لها سوى المعزة والندم لشعوره بحبها له وعدم مقدرته على مبادلتها هذا الحب ..لقد تقبل هذا الامر وكما اخبر اياد فبهار ستبقى كحبيبته الاولى في قلبه والتي انتهت علاقته معها قبل ان تبدأ اما سارة فهو يراها زوجته التي سيحب ان يكمل معها حياته وسيعتبرها زوجة لها كامل حقوقها ..فمراقبته لها اشعرته باهميتها في حياته حتى غدت كالادمان ..اعجب بذكائها ورقتها وانوثتها كما انها دوما ما توقد رغباته ليشتاق لها بجنون ..يحب قضاء وقته معها ويثق بقراراتها ويتخيل نفسه معها كزوج كامل ...لم يعد يريد ان يكون هذا الزواج مؤقتا بل احب ان يؤسسه بشكل قوي ليبقى ..اراد ان يتعرف عليها وابتدأ باحتواء مشاكلها والتعامل مع خوفها وحزنها والمها وتقبل تدخلها في حياته وتدخله في حياتها ..اراد ان تكون هي الوحيدة التي لها الحق بمناقشته والاستماع لخصوصياته وافكاره واحاسيسه ..تفكيره الدائم بها جعله يراجع كل تصرفاتها ويفهمها اكثر او هكذا ظن ..لانه تفاجئ للتو وهو في قمة رغبته بها وشوقه اليها بانها تظنه يعاملها كبديل لحبيبته ..هذه الصدمة افهمته لأي درجة لا تعرفه ولا تحاول حتى ان تعرفه ..وبينما كان يؤسس ليجعل حياتهما مستمرة كانت هي تخطط للابتعاد عنه وتقيد علاقتها به وجعلها ضمن حدود شروطهما المتفقة ..ظنه بان سبب احجامها عنه هو خوفها من فقدانه كما قالت له لم يكن صحيحا على ما يبدو فكل ما يدور بذهنها هو كيف تفصل حياتها عن حياته وتحدد ادوارهما ليستمر كل واحد بحياته على راحته ..ليتناقض تفكيره بالاستمرارية مع تفكيرها بالانقطاع والهرب مظهرا عمق الفجوة بينهما ..ولكن هذا يكفي ..سيلتزم الان بقرارها بتحديد العلاقات بينهما وسيعاملها كما تعامله كشخص دخيل على حياتها مضطرة ان تتاقلم على وجوده لذا سيجعل اتصاله واحتكاكه بها سطحي وبسيط ...واول خطوات قراره لاخراجها من حياته هو كفه عن مراقبتها او التفكير فيها او حتى الاشتياق لها وسيعوض غيابها بأي شيء حتى يعود الى نمط حياته قبلها...اغمض عينيه لينام محاربا ضربات قلبه المشتاقة لوجودها الى جانبه ..استخدم كل ارادته ليوقف ذكرياته عن صورتها وهي نائمة بجانبه وشتت تفكيره بتذكر كل صفقاته المعقدة ولكنه في اخر الامر لم ينم الا على صورتها المتسللة بهدوء لعقله لتستقر امام عينيه كخيال جعله يتنهد بلوعة ويده تمتد للمكان اللذي اعتادت ان تنام فيه عل هذا الاتصال البسيط يطفئ لهيب توقه الشديد لها.
انقضى اسبوعهما الاول وهما على هذه الحالة وكل منهما يهرب من الاخر ولا يتعامل معه الا بوجود الاطفال حولهما وشغل كل واحد يومه بعيدا عن الاخر لاغيين اي اتصال الا في حدود الرسمية رغم ان كلاهما كان يسترق النظرات في اللحظة التي يعتقد فيها ان الثاني غافل عنه ليروى اشتياقه المتعاظم وافتقاده الكبير لكل ثانية كانا يتشاركان فيها ..وفي اليوم الثامن لهذه المشكلة كانت اجازة سارة من المشفى فبقيت مع هزار في البيت بعد ان غادر امير الى عمله موصلا عادل الى القصر ..ولكنه عاد بعد مضي ساعتين لاكتشافه انه نسي بعض اوراقه المهمة على مكتبه ..وعندما دخل المنزل متوجها الى الدرج تفاجئ بمنظر سارة وهي بثوب سباحتها اللذي يفقد اي امرئ تركيزه لروعة جمالها فيه ومعها هزار التي ارتدت هي الاخرى ثوب سباحتها واحاطت خصرها بطوق الهواء المنقذ لها ...وجد نفسه يتقدم بلا وعي مقتربا من الجدار الزجاجي للصالة وعيناه لا تغادران حركات سارة الضاحكة بعذوبة وطفولة لهزار لتشجعها على السباحة بشكل تدريجي جاعلة اياها تلمس الماء لتعتاد عليه بيدها بالاضافة للقطرات التي اخذت ترشقها على وجهها ويديها بمداعبة لتساعدها على كسر خوفها ثم حملتها واخذت تنزل في الحوض ببطء وهزار تحيط رقبتها بخوف في البدء ولكن عندما وقفت فيها سارة بمنتصف الماء محتضنة اياها ومتارجحة معها وهي تلتف حول نفسها حتى ابتدأت هزار بالابتسام والاسترخاء وافلات قبضة يديها عن رقبتها وتحريكها في الماء بسعادة ...بدا منظرهما هكذا كحوريتان يتلاعبان على شاطئ بحر الاحلام ...كم اشتاق لها بجنون ..كم غدت كل محاولاته لنسيانها مثيرة للشفقة ..كم تمنى فقط لو تسمح له ليحتضنها ويقبلها ويروي شوقه العميق لها ..في كل لحظة ظن فيها انه سينساها ازداد تعلقا بها ...حتى انه اصبح يكذب على نفسه ويذهب في الليل الى حجرة الاطفال بحجة الاطمئنان عليهم ولكنه كان يسترق النظر اليها لخمس او عشر دقائق ليخفف اشتياقه لها لتصبح هذه الدقائق اروع لحظات يومه والتي تمده بالقوة ليكمل اليوم التالي بعيدا عنها...لم ينتبه لمرور الوقت وهو غارق بمراقبة لهو الاثنتان سويا وابتسامته تنير وجهه ..تفاجأ بصوت مريم الذي قطع تأملاته بعد ان لاحظت وجوده من انعكاس صورته على الزجاج فقامت لفتحه قائلة بلهفة (اهلا سيدي لم نعلم انك جئت هل هناك ما يمكنني توفيره لك )
التفتت سارة الى مريم ورأت امير الواقف مقابلها واستغربت وجوده في هذا الوقت فخرجت من المسبح مع هزار لتلتقط منشفتين احاطت باحداهما هزار ثم وضعت الاخرى على اكتافها واتجهت اليه متسائلة بعد ان اعطت هزار لمريم لتحممها( هل هناك شيء تريده مني )
نظر امير الى سارة مستخدما كل قوته ليعزل رغبته ويسيطر عليها وقلبه وكيانه المرتجفان يصعبان مهمته وقال اول حجة خطرت على باله وبصوت ازداد قسوة وبرودة مع محاولاته اخفاء تأثره ( يبدو ان هزار اصبحت تستجيب ايضا للماء والسباحة وتثق بك كثيرا لتأمن على نفسها وهي في احضانك في الماء ..لماذا لم تخبريني بهذا)
نظرت سارة بذهول اليه ثم احست بالغضب ينتابها لتأنيبه لها واظهاره انها متعمدة ان تخفي تقدم هزار عنه فابتسمت ببرود غاضب قائلة وقد عقدت يديها عند صدرها بتحدي (ارجو المعذرة لم اكن اعلم انني يجب ان اقدم تقريرا يوميا لحضرتك سيدي افيدك به بتحركاتي وبعدد انفاس هزار فانا ظننت انك تثق بي في هذا ولكن من باب الدفاع عن نفسي فانها المرة الاولى التي اخذ هزار فيها للمسبح وكنت انوي ان اخبرك عندما اراك )
-سارة (هدر صوت امير الغاضب في المكان بلهجة تحذيرية لها رافعا اصبعه امام وجهها ومضيفا بصوت كهسيس الاعصار العنيف )لن اسمح لك بالسخرية خصوصا في هذا الموضوع فكلانا يعلم بانه الان هو الرباط الوحيد اللذي يربطنا فلا تتعدي حدودك ..انت تعلمين مقصدي من سؤالك انا حقا سألتك بفضول سعيد لشعوري بقرب اكتمال علاج هزار وعودتها الى طبيعتها .
جن جنون سارة من كلمات امير التي استشعرت فيها سعادته لقرب انتهاء دورها في حياته وهي التي تشتاق له بجنون اهلكها ووتر اعصابها حتى انها رسمته كالمجنونة لتتامله في كل لحظة يغيب عنها فيها كما اعتادت ان تجلس بين ملابسه وعلى مكتبه وتحتضن وسادته بعدما تتاكد من خروجه من المنزل لتخفف احاسيسها نحوه وتروي عطشها للمساته ورائحته التي كانت تسكرها كلما اقترب منها في السابق وتخفف من حنقها على نفسها لعدم قبولها ماكان يعرضه عليها من علاقة تجمعهم فقالت بسخرية مريرة (اجل بالطبع يجب ان تكون سعيدا لان هذا سيقرب وقت اجتماعك مع حبيبتك بهار اليس كذلك)وابعدته بقوة عن طريقها دافعة اياه من صدره لتدخل المنزل
نظر امير اليها باستنكار مذهول ..امسك يدها التي دفعته فيها ليجذبها نحوه فاصتدمت به بقوة متمسكة بصدره حتى لا تفقد توازنها مما قارب من رأسيهما سويا حتى كاد ان يتلامس انفيهما في اول احتكاك لهما بعد شجارهما والذي اشعل فتيل رغباتهما المكبوحة وكلاهما ينظر لملامح الاخر بشغف وشوق راغب ممتزج بالغضب والحزن الرافض وانفاسهما تغلي بينهما كحمم تلهب وجهيهما وقد علا صدريهما بانفاس متلاحقة ليتمكنا من البقاء واقفين وكلاهما يتحرق شوقا ليهلك عند شغتي الاخر بقبلة تروي جفاف فراقهما ...سمعت سارة همسة امير المرتجفة بغضب ورغبة ويداه الحارقة تحيطان خصرها (انتبهي ..فستفسر كلماتك على انها غيرة منها ..ولكن اي غيرة وانتي حتى لم تحاولي ان تعودي لتساليني عن مشاعري نحوها ..وكالمعتاد تصدقين ما تفكرين به فقط..ماهذا الان ..لقد ظننت ان الوضع يعجبك هكذا بتجاهلنا لبعضنا ..ام هل احلم انك اشتقت لي)
رفعت سارة يديها لتحيط وجهه بهما مقربة اياه اكثر وشفاهها تكاد تلامس شفاهه بتحدي لغضبها الجنوني من كلماته عنها لتريه تأثيرها عليه( اووه اي غيرة هذه وانا اتمنى ان تذهب اليها دائما وتتركني فهذا لا يهمني ثم انني الان في الجنة بعد تخلصي من لمساتك الغير مرحب بها وبرودك الجليدي معي ..ولكن يبدو انك انت من تفتعل الشجار لانك تشتاق لي لتعوض غياب بهار عنك..،يا زوجي العزيز ولكني مع الاسف ..لن اقبل ان اكون بديلة لاحد)
كلماتها انغرست كخناجر في قلبه فنفض يديها عنه مبعدا اياها بقوة وجسده يأن باعتراض لحرمانه منها قائلا بتحذير ساخر قاسي وبنبرة جعل الاشمئزاز يتسلل فيها (معك حق فانت من المستحيل ان تعوضيني وجودها اللذي حرمتني اياه بزواجي منك ..ويالها من صفقة خاسرة بالنسبة الي ..ان تكوني انت ..عوضا عنها ..صدقيني انني لا اطيق حتى ان المسك واعتذر لان لمساتي ازعجتك في السابق واعدك ان لا تتكرر..اعذريني )وتوجه الى الدرج ليجلب الاوراق التي تنقصه في نفس اللحظة التي نزلت فيها مريم وبيدها هاتف سارة قائلة (سيدتي مكالمة لك يبدو انها من بريطانيا لان الرقم خارجي لذا جلبته لك فلربما كان ضروريا ) هذه الكلمات جعلت امير يصعد ببطء واذانه مرهفة ملتفتا الى مكان وجود سارة بشكل خارج عن ارادته وهو يرى ملامحها المعذبة بقوة من كلماته تنير فور رؤيتها الرقم مختطفة الهاتف وصوتها الباكي المنفعل يرتفع بلهفة قائلة بالانجليزية (ادورد ...عزيزي ...كم اشتاق لك ..دائما ما اجدك عندما احتاج اليك ..لتشفي كل الامي ..فانت الوحيد اللذي يفهمني ) ثم صمتت مستمعة للرد قبل ان تضحك بعذوبة متألمة وقلبها يبكي بنزيف بعد سماعها باذنها ما خافت منه دوما ..فأمير يشعر الان بذنبها وبانها العائق اللذي حرمه حبه ..حاولت الاندماج مع مزاح ادورد لتتمكن من التماسك فلا تنهار تحت وطأة الذنب والغيرة والجرح اللذي تقيح الما وكانه ذر عليه الملح فالتهب من كلمات امير...تظاهرت بالبهجة وصوت ادورد يذكرها ببلدها وبامانها وبحياتها التي تركتها بعد ان اسستها بعيد عن الالم ..عادت للخروج الى الشرفة والجلوس على احدى الكراسي لاختناقها من جو المنزل بعد كل الاتهامات التي تبادلتها مع امير ولتخفف من ارتعاش جسدها المتوجع شوقا وخزيا من ضعفه امام اقل لمسة منه ليستسلم باستمتاع وتوق كالحمم يسري به بدل الدماء ..اما امير فاكمل صعوده واخذ يذرع الحجرة وغيرته تنهشه وكلمتها بان رجل اخر هو فقط من يفهمها وتشتاق له تعذب كل ذرة في جسمه وتحرق كل تعقل وحكمة عرف به ..ضرب بيده الحائط جارحا اياها بلا شعور منه ليفرغ القليل من غضبه وبهمسته الخارجة من بين اسنانه المصطكة غضبا (سأريك سارة ..ساريك كيف ساتخلص من تاثيرك كما فعلت انتي ) واختطف الاوراق ثم نزل الدرج وخرج كالفيضان العاصف حتى لا يرتكب جريمة ويخنق سارة من شدة غيظه وغيرته المجنونة التي تملكته.
ساد الهدوء الحذر بين امير وسارة وكلاهما يتجنب الاخر رغم نظرات الغضب التي اخذا يرمقان بعضهما فيها وتعمدهما اظهار اشمئزازهما من اي لمسة خاطئة بينهما ليخفيا لهيب عواطفهما المستعرة بتشوش راغب متناقض مع ارادتهما بان يتخلصا من هذا التاثير وتسلحا بكبريائهما الجبارة واقنعة برودهما المخيفة ..واستمرت حربهما الباردة وكل منهما يراقب الاخر بدقة غاضبة متلمسا معلومات عنه ليروي بها اشتياقه مع تخفيه خلف قناع اللامبالاة ..ليظهر ذلك جليا في عصبية سارة المتضاعفة في التعامل مع الجميع وبكاءها بحزن محملة نفسها ذنب تدهور علاقتها مع امير خصوصا بعد ان غادر امير الى اسطانبول ليومين لتشعلها غيرتها وتجعلها تخطئ في تعاملها الغاضب مع الخدم في القصر مفسدة بذلك نهجها البارد في حربها ضد فهرية وكلتاهما تقيسان قوة الاخرى فطردت احدى الخادمات التي رفضت تنفيذ طلبها قائلة بتهور حانق في رسالة لتستفز فهرية وتشعرها بضعفها (اخبري من ظننتها ستحميكي انني سأغير كل الخادمات هنا وسأجلب طاقما من المدينة تابعا لشركة خدمات فلا يأتمرن الا بأمري وهذا سيقص كل اجنحة من تظن نفسها اغا غيري) .. اثار قولها المتهور الخادمات جميعا عليها وشكوها لعائشة وللمجلس العائلي اللذين استدعوها امامهم ليحاكموها على قولها الارعن وظلمها بان توقف عمل اكثر من 15 خادمة يعتمدن على مرتباتهن ليعتاشو منها وسخرو منها بقسوة معاتبين اياها على جرؤتها بادخال يد غريبة لكارتال مع وجود ابناءها ومن هم احق فيها مطالبينها بدليلها على تقصير الخادمات باداء اي عمل موكل لهم من قبلها ..وحتى عائشة لم تستطع ان تدافع عنها ونظراتها اظهرت خيبة املها فيها اما امير فعندما علم بالامر وهو باسطانبول اتصل برئيس المجلس معطيا اياه الصلاحيات لمراجعتها على ان يكتفو فقط بتوبيخها والحديث معها واعتذر عنها للخدم مبديا اسفه ومتحججا بجهلها كل قوانين كارتال وبان البريطانين لا يفهمو قوة ارتباط العشيرة مع بعضهم ...وهذا اظهر نصرا ساحق لفهرية عليها وحدد صلاحيات سارة من قبل المجلس بحجة جهلها لعادات بلدهم ..ولامها حتى اياد وفاطمة على مافعلته وكيف اهدت الانتصار لفهرية واضعفت موقفها وموقف امير امام المجلس الذي يتربص الاخطاء لهما ... ليزيد هذا من توتر سارة وضغط اعصابها واختناقها من كل ما حولها حتى غدت عينيها دوما مهددتان ان تفقد سيطرتهما على انهار الدموع التي تحبسها بعيدا ..وعندما عاد امير الى كارتال اكتفى بنظراته اللائمة والعاتبة عليها لما تسببت له من احراج رافضا نقاشها او حتى السماع لها عن اسباب تصرفها ... لم يخفف عنها ما تشعر به سوى تقدم حالة هزار الملحوظ حتى تفاجئت في احد الايام عندما دخلت عليها وهي في المشفى تلعب في الحجرة بالالعاب بالتفاتها عليها وقولها بصوتها الرقيق بحروف متقطعة لدميتها (سارة ..انظري..لقد جاءت ماما ) كان لهذه الكلمات اثر السحر على سارة لتنسى كل المها وحزنها ووجعها وشكها وشعورها بالذنب وتتصل بلا وعي منها وهي تنهار جالسة على الارض ودموعها تغرق وجهها بامير قائلة بصوت متقطع من بين شهقاتها (ارجوك ..تعال بسرعة ..لقد تكلمت هزار) واقفلت الهاتف مقتربة بحذر وضحكاتها تصدر من بين دموعها مربتة على شعر هزار برقة حتى لا تخيفها من شدة انفعالها وسعادتها مرددة (اجل يا حبيبتي .لقد جئت يا فلذة فؤادي ).
شعر امير بنفسه يطير وهو يقود السيارة بجنون الى المشفى بعد مكالمة سارة له ..لم يصدق نفسه بان هزار تكلمت ..كم كان يحتاج لهذا الخبر بعد ذلك الحزن اللذي اظلم حياته من علاقته المتوترة مع سارة خصوصا في الايام الاخيرة ..كان لمظهرها المتألم بالغ الاثر عليه فبعد ما حدث منها في المجلس جن جنونه لاستهتارها وما سببته لنفسها من توبيخ كان من المستحيل ان يمنعه عنها ..شعوره بانكسارها كسره واحساسه بكرهها المتزايد لكل حياتها معه قهر قلبه فلم تكن تبتسم الا في المشفى مع المرضى او فاطمة او اياد او مع الصغيرين اما في المنزل والقصر فتجنبت الحديث مع الكل ورفضت الذهاب الى القصر الا للضرورة بعد تقويض مهامها وكانها رفضت حتى دافعها للانتقام لاختها وربطت وجودها بتحسن هزار فقط ..اشتياقه لم يقل بمحاولته الابتعاد كما ظن بل تضاعف حتى اصبح يحسد الهواء على ملامسته لها اما غيرته فغدت جنونية لدرجة انه كاد يقتل سنان احد الاطباء العاملين في المشفى عندما رأه يتلمس شعر سارة مزيلا بعض الازهار والاوراق العالقة فيه من اثر وقوفها في حديقة المشفى اسفل احدى الاشجار وكلاهما يضحكان فاستدعاه محذرا اياه من الاقترب حتى منها ومن ان يخبرها بكلامه هذا معه دون ذكر شجاره الدائم مع اياد وتأبيه رؤيته لان سارة كانت تتحدث براحتها معه حتى فاطمة لم تسلم من غضبه وغيرته لتمكنها هي الاخرى من التحدث مع سارة ورؤيتها تضحك ..شعوره بالحرمان من التحدث معها ورؤية عينيها سعيدتين ومشتعلتين ورؤية ضحكتها وهي توجهها له ولمستها او اقترابها منه كل هذا زاد عنده رغبته بان تكون له وحده ..فقط هو من يراها ويسمعها ويشم رائحتها ويلمسها ويحتضنها ...بعد انقطاعه عن مراقبتها اثناء الرسم لرغبته بالتخلص منها عاد مرة اخرى ليراقبها غير قادر على منع نفسه من رؤية ملامحها وهي ترسم....هوسه المتزايد وكبته لكل هذا ضاعف حجم غضبه وجعله ثائرا حزينا غير قادر على ايجاد اي حل لعلاقتهما فخاف الاحتكاك بسارة حتى لا ينفجر بها او الادهى يتوسلها لتعود كما كانت قبل رؤيتها لبهار ..اخر جدال بينهما وكلماتها لازالت تدمي قلبه وتخيفه من تكرارها ...وصل الى المشفى وترجل من السيارة متحركا في خطوات اقرب الى الركض ..دخل مكتب سارة ووجدها هناك ..التفتت اليه فصعق من نظرتها السعيدة ودموعها المنهمرة وهمسة صوتها المبتهجة وهي تقول (امير ..نجحنا ) ..وركضت باتجاهه رامية نفسها باحضانه ضامة اياه بكل قوة واستسلام وسعادة وجسدها ينتفض بين يديه ملتصقا بجسده المرتعش ...استجاب لها بكل كيانه الملهوف وباشواقه المهتاجة لرائحتها التي تنشقها بعمق فاسكرت كل كيانه ..ملمسها الناعم اذاب عظامه ونبضات قلبها المتراقصة مع قلبه اشعل روحه ...خضع لها للحظة متناسيا كل ما بينهما قبل ان تتمثل امامه كلمتها ( انها في الجنة لتخلصها من لمساته الغير مرحب بها كما انه يحتضنها حتى يعوض ابتعاد بهار عنه ) ازدرد لعابه بقوة واجبر نفسه على الابتعاد عنها ممسكا بيديها ليحرر نفسه من ضمتها وهو يقول بهمس (اين هزار )

كانت مجرد ثواني هي كل ما نعمت به لتشعر بنفسها في الجنة قبل ان يبعدها امير عنه بكل قسوة ويسال عن هزار موضحا السبب الوحيد لقدومه ..انين قلبها اللذي اصم اذنيها من شدته منعها حتى من ان تتكلم فاشارت الى الحجرة وهي تنسحب مبتعدة عن امير وعيناها تتبعان ذهابه الى المكان اللذي اشارت عليه ..لم تفكر في شيء عندما ركضت عليه فكلمات هزار انستها كل ما بينها وبين امير من شجارات ..ارادت ان تشاركه لحظة سعادتها ولكن حتى هذا كرهه منها ورفضه مبعدا نفسه عنها ..ماللذي يحدث لها ..حتى الانفاس اصبحت صعبة وموجعة ..تمنت لو ينتهي عذابها باي شكل ..سمعت هزار ترحب بعمها بكلمات متقطعة بعد ان القى عليها التحية قبل ان تعود للتركيز على العابها ..راته وهو يخرج وعيناه تلتمعان بدموعه الحبيسه ونظراته مثبتتان عليها ..كلاهما اراد الكلام وخاف منه ..كلاهما يعلمان انهما لو تكلما سيجرحا بعضهما اكثر ..اشار امير اليها قائلا بصوت اختفت نبراته فبدا كالفولاذ صلابة وبرودة (لأوصلك الان الى المنزل فتقريبا لم يبقى سوى ساعتان لنهاية دوامك وهكذا لن اضطر للعودة مرة اخرى) ..حركت سارة راسها بالموافقة فقدرتها على النقاش تلاشت مع شعورها بالضعف وخيبة الامل وجرح الصد من امير لها..تحركت ببطء فاقد للحياة لتخلع روبها الطبي واتجهت الى الحجرة راسمة ابتسامة صغيرة وهي تتكلم مع هزار مخبرة اياها بضرورة ذهابهما الى البيت .
في اليوم التالي هرب امير من سارة لان برودها غلف كل حركاتها ولولا حزنها القابع في عينيها لشعر بانه يتعامل مع جثة حتى لعبها مع هزار تأثر تاركة عادل فقط يتقافز مع اخته لذا قرر الذهاب الى اسطانبول بحجة التجهيز للاحتفال الذي سيقام في الشركة بمناسبة تأسيسها وزفافه بعد اسبوع واغرق نفسه بدوامة العمل الجنوني حتى اهلك كل خلاياه معذبا نفسه بتحميلها فوق طاقتها ليكف عن التفكير بسارة.
جاء يوم الاحتفال وركبت سارة الطائرة مع اياد وفاطمة وزوجها وفهرية وامها وعائشة ويامور اللذي كانت المرة الاولى التي تراه فيها فهو يدرس في مدرسة داخلية خاصة في اسبانيا ووصل قبل يوم الى كارتال ليشارك في الاحتفال وبعض اعضاء المجلس على ان يلحقهم الباقي بعد ذلك وتوجهو الى الفندق الخاص بالشركة حيث سيقام الغذاء الرسمي وبعدها سيقام الاحتفال ...طوال الطريق الى الفندق وحتى في الطائرة تجاهلت سارة النظرات الشامته لفهرية وابنها لها لتشعروها بانتصارها عليها خصوصا مع ملاحظتهم لمنظرها المتألم الذي اثار حفيظة اياد وفاطمة وكلاهما يحاولان اخراجها من قوقعة الحزن التي احاطت روحها بها مهيأة نفسها لرؤية فرحة امير مع بهار واندماجهما سويا فلقد اخبرتها فاطمة انه في السنتان السابقتان كانت رفيقة امير لهذا الحفل هي بهار وكان انسجامهما حديث الجميع ولذلك في البدء ظنت انه يحبها ..ما ان وصل الموكب الى الفندق حتى توجه الجميع الى قاعة الغذاء اما سارة فتوجهت هي وفاطمة الى الحمام ليعدلا مظهرهما النهائي ...تنقلت انظار فاطمة المعجبة على جسد سارة قائلة(حقا كم تبدين جميلة رغم بساطة ثوبك ورقته فلونه الاخضر المنعكس على عيناكي وطابعه اللذي جمع بين الفخامة والرقة في مزيج مذهل زاده لون شعرك بهاءا واشتعالا ولولا ذالك الحزن الغريب في عيناكي لبدوت ملكة متوجة للجمال )
تنهدت سارة بعمق قائلة بصوت خلا من الحياة (انا لست حزينة انا فقط قلقة على هزار وعادل اعلم انني تركتهما تحت الحراسة المشددة ومع مريم واننا سنعود اليهما في الليل ولكني دوما اخاف عليهما خصوصا مع ما احدثته هزار من تقدم في الحديث ..والان هيا بنا لنلحق بهم قبل ان نتاخر )
وتقدمت امامها خارجة من الحجرة ومنهية النقاش لعدم مقدرتها على الكلام اكثر من ذلك وشوقها المتقد لرؤية امير بعد طول مدة غيابه يحرق كل كيانها ...ولكن ما ان دخلت القاعة حتى لاحظت التوتر فيها والوجوه القلقة والتحركات الغريبة والاتصالات السرية والتمتمات الخافتة للجميع كما شاهدت تجمهر الصحافة عند ابواب الفندق والقاعة فاتجهت من فورها مع فاطمة باتجاه اياد واحمد الواقفين وكل منهما يحاول الاتصال بهاتفه ..سألت سارة بصوتها الملهوف القلق(ماللذي يحدث ..الم يأتي امير )
صوب اياد انظاره القلقة باتجاه سارة وامسك يديها ليدعم وقوفها قائلا (يقال انه حدث اطلاق للنار باتجاه امير اثناء خروجه من الشركة ليتوجه الى هنا ولكن المعلومات الاولية تفيد انه نجا ولم يصب باي خدش وسوف يصل الى الفندق باية لحظة ارجوكي اطمئني وتماسكي)
شعرت سارة وكانها في كابوس لا ينتهي ...شحب وجهها واخذت تتنفس يصعوبة ورفضت ان يجلسها اياد وخرجت فور وهي تتمتم بصوت بح من خفوته (سأنتظره في الخارج ..يجب ان اراه ) لحق بها اياد واحمد وفاطمة محاولين منعها ولكنها صرخت بهستيرية عليهم ان يتركوها فلن تحتمل الوقوف بالقاعة لدقيقة فاضطرو الوقوف معها في بهو الفندق بين الصحافين ورجال الامن ..مرت الثواني كالدهر عليها وشعورها بانها تقف على حافة الانهيار يخنقها حتى راته وهو يترجل من السيارة ..شعرت بالدوار واستندت على اياد اللذي امسكها بقلق لتحافظ على توازنها وانفاسها تنقطع من صدرها وعيناها تراقبان دخوله غير مصدقة انه بخير ويقف امامها ...اشتبكت عيناه بعينيها فرأت فيهما غضبا غريبا لم يمنعها من التقدم باتجاهه في البدء بخطوات متعثرة ثم بخطوات اقرب الى الركض لترتمي في احضانه ودموعها تغسل وجهها ولسانها يتمتم بلهفة ( الحمد الله الحمد الله انك بخير ) .. مرت وهلة قبل شعورها بيديه تحيطانها وبرأسه ينحني باتجاهها وبصوته يقول لها بنبرة غاضبة (هل حقا انت سعيدة بنجاتي ..يبدو انك استغليت الفرصة لترتمي في احضان اياد )
كانت كلماته بمثابة الصفعة القاتلة لسارة لتفجر كل ثورة غضبها وتستعين بكل قوتها وكبريائها وجبروتها وتبعد نفسها عنه قليلا قائلة بابتسامة لم تعلم من اين استطاعت رسمها (اتمنى ان يكون قد اعجبك تمثيلي لدور الزوجة العاشقة الخائفة امام الصحافة والجميع.. يبدو من لمحات الاضاءة المتفاوته ان العديد من الصور التقطت لنا)
تحامل امير على نفسه راسم ابتسامة مجاملة وحركها لتقف الى جانبه قائلا بصوته الجهوري وحرسه يمنع الصحفين من الاقتراب ( انا بخير اشكركم ..لم يصب احد ابدا ..اما اطلاق النار فليس لدي اي معلومة عن سببه او ان كنت انا المقصود ولكن انتم تعلمون ان احتفال الشركة اليوم وجميع الشركات المنافسة بالتاكيد تشعر بالحسد فيبدو ان المقصد فقط كان افشال الحفل واخافتي ..ومع ذلك فالحفل مستمر كما هو ولن يحدث اي تغير ببرنامجه واتمنى ان تستمعو فيه اثناء تغطيتكم له ..وهذه زوجتي التي تسالون عنيها) واشار اليها ثم تقدم لداخل الفندق ممسكا يدها بقوة لتبقى الى جانبه.. اما هي فبالرغم من شعورها بالالم الداخلي والخارجي واعصابها التي ترتجف بكل قوة من شدة توترها وما تلقته من صدمات متتالية الا انها بقيت مبتسمة وواقفة بشموخ ومواكبة لحركاته في عزل واضح لمشاعرها الداخلية عن مظهرها الخارجي ..وعندما وصلو للقاعة اضطر امير لتركها ليسلم على عائلته والحضور الرسمي القلق لما حدث له فتسللت خلسة مستأذنة للذهاب الى الحمام حيث سمحت لدموعها بالانهمار لهول ما تشعر به من صدمة افقدتها كل تماسكها فمن ناحية شعورها بانها كانت ستفقد امير ارعبها ومن ناحية كلماته التي جرحتها خنقتها ....مع مرور بعض الوقت استطاعت ان تعود لتظاهرها بكونها بخير فعادت للقاعة لتجد عينا امير تتعلقان بها حتى جلست الى جانبه وابتدأ انتظام الحضور ووصلت اختي امير وزوجيهما والعديد من رجال السياسة والاقتصاد المهمين في تركيا كما في بعض البلدان الاجنبية والتي تتعامل معها الشركة وتورد لها منتجاتها وابتدأ الغذاء والحديث يدور حول الاحداث الاخيرة اما سارة فحاولت ان تقوم بواجبها قدر استطاعتها فتكلمت مع الجميع بلطف رسمي وتعرفت على امنة وعفت اختي امير اللاتي قابلتاها برسمية مشككة وان بدتا مرحبتين بشكل بسيط ...وبعد ان انتهى الغذاء توجه الرجال الى قاعة اخرى لمناقشة اخر التطورات اما النساء فتوجهن الى الحجرات للاستعداد للحفل .
اختارت سارة بمساعدة لالي التي صممت لها ثوب زفافها ثوب اسود بلا اكتاف ينم عن الاصالة والجمال والرقة في تناغم واضح مع شعرها وبياضها وينسدل برقة مظهرا كل ثنايا جسدها باغراء مثير مع فتحة امامية اظهرت قدمها اليمنى وتركت شعرها حرا طليقا لتحيط خصلاته بوجهها كشعلة من نار ولم تزدن سوى بقرطين ماسيين طويلين زاداها نعومة ..كان لدخولها على قاعة الاحتفال بالغ الاثر فطلتها طغت على كل نساء الحفل لتبدو اجملهن واكثرهن بريقن كنجمة متلألئة في السماء لم يستطع الرجال تنحية انظارهم عنها اما امير فانحباست انفاسه والتهبت روحه باشواقه التي غزته كحمم النار تاركة جسده مرتعش من الحرارة بدلالة واضحة له على صعوبة مرور هذه الليلة عليه وهو يرى كيف يرمقها الرجال في الاحتفال كالذئاب حتى تمنى ان يخفيها عن الجميع ..ذلك الاسبوع اللذي قضاه بعيدا عنها كان الاطول في حياته ..لم تستطع اي امرأة ان تجذب انظاره ولا لثانية وكل تفكيره متركز في سارة ...احتياجه الشديد لرؤيتها جعله يخرج من الشركة مسرعا فور معرفته بوصولها متجاهلا احتياطات السلامة ولولا تيقظ فريق الامن لديه لانتهى الامر بموته حقا ..عندما راها بين يدي اياد شغر بعصف من الغضب يشعل مكامن روحه ...كلماتها عن تمثيلها الدور حطما كل امله في اي صلح يعيد علاقتهما لسابق عهدها واقسم ان يذيقها من نفس الكأس اللذي اذاقته منه ...توجه لاستقبالها بقسمات وجهه المبتسمة بدبلوماسية واقتادها الى حلبة الرقص ليفتتح الاحتفال راقصا معها برسمية مبعدا اياها عنه وكانه يراقص زوجة شخص اخر وفور انتهاء الرقصة تركها متجاهلا اياها وشاغلا نفسه في الحديث مع رجال الاعمال متعمدا جعل بهار بجانبه بحجة العمل مما اثار التمتمات حولها ما بين مشفق وشامت بها ...راقبها بشكل خفي وهي تقف مع اختاه وامه تارة ومع فاطمة وزوجها تارة اخرى ثم مع اياد اللذي ظهرت عليه ملامح الغضب مما قام به امير من اهانة لسارة مع ان الحفل على شرفها فقرر ان يبقى بجانبها ويرفع من معنوياتها اخذا على عاتقه مهمة تعريفها على الجميع متخذ بذلك دور امير اللذي تعمد عدم القيام به ليعاقبها فانقلب السحر على الساحر وازداد اشتعال امير وحنقه وهو يرى ابتسامتها المرتاحة مع اياد وتفاعلها معه ولكنه مع ذلك حافظ على مظهره اللامبالي وعندما وصل غيظه للذروةx لما راها تنحني على اياد محدثة اياه في اذنه قرر ان يرد لها الصاع صاعين فدعا بهار للرقص واختار اغنية هادئة ليرقص معها بكل حميمية واندماج متصنعا الضحك والابتهاج بعكس ما قام به مع سارة.
نظر اياد بعصبية واضحة باتجاه امير قائلا بصوت تسلل فيه الغضب رغم محاولته كظمه (لقد جن ذلك الاحمق حقا ..كيف يجرؤ على اهانتك لهذه الدرجة ..الم يلحظ كيف اصبح الجميع ينظر اليك ..ان ابتسامة شماتة فهرية الان تكاد تضيء القاعة من قوتها دون ذكر باقي اعضاء المجلس ..لا ادري كيف اعوضك افعاله سارة ولو كنت معه الان لوحدنا لما اكتفيت من اشباعه ضربا ..ربما من الافضل ان تغادري احتفاله السخيف وتتركيه له )
ربتت سارة على ذراع اياد بهدوء كانت الابعد عنه داخليا وقالت بصوت كفيضان الثلج برودة (لا عليك فالامر لا يهمني حقا فاليشفقو او ليقومو بما يريدون فمن يهماني الان هما هزار وعادل فقط ..اما امير فمن حقه البقاء مع من يحب ويكفيه ماقام به من تضحيات ..سأذهب الان الى عائشة هانم اغا لارى ان كانت مستعدة للمغادرة فانا لن استطيع ترك الصغيرين لوحدهما اكثر من هذا) وتوجهت برأسها المرفوعة نحو عائشة دون ان تنظر الى امير او تهتم بأي شخص حولها ثم غادرت الاحتفال مع عائشة واياد الذي اصر على مرافقتهما كما لحقت بهما فهرية مع عائلتها بسيارة اخرى وبعض كبار كارتال اللذين تعبو من البقاء وارادو الوصول الى منازلهم باكرا ... تفاجئ اميرx باختفائها بعدما انهى رقصته وبحثت عيناه عنها ثم سال فاطمة التي اجابته ببرود عاتب بانها غادرت من اجل الصغيرين فزداد غيظه لاهمالها اياه وعدم اهتمامها بالاستئذان منه وبرودها ولامبالاتها برقصه مع بهار وقرر ان يواجهها فما وصلت اليه علاقتهما لا يحتمل التأجيل.
استيقظ امير على رائحة القهوة المنتشرة في المنزل ..رفع يده الى رأسه عل الالم اللذي يعاني منه يخف ..كان يشعر بالتعب في كل جزء من جسمه بعد وصوله الليلة الفائتة الى كارتال في الساعة الثالثة فجرا ...جلس على السرير مرهف السمع ليتأكد بان سارة مستيقظة كعادتها ..وقف مقررا مواجهتها فهذا انسب وقت لذلك ونزل الى الطابق الارضي فرأها منسجمة في الرسم وسارحة في اللوحة التي امامها ولسانها يدندن معx نغمات الموسيقى التي انبعثت في المكان بلغة غريبة توقع انها الكورية فتقدم ببطء نحوها .. رفعت عينيها اليه للحظة هزت كيانه فيها بنظرتها الناطقة بالجمال والاثارة قبل ان تسدل عليها قناع البرود فتنحنح متسائلا وهو يشير الى المشغل الموسيقي(ماهذا ؟)
اخفضت سارة عينيها محاولة التركيز مع النغمات لتبعث الهدوء لروحها فما حدث بلامس اتعبها واشعرها انها تقف على اعتاب انهيارها وحاولت ان تغرق بذكريات هذه الاغنية قائلة بصوت حنون وعينيها تعكسان ضباب احداث مست قلبهاx (انها اغنية اهداني اياها زميلي يان هو الكوري عندما حان موعد مغادرتي بعد انتهاء مهمتنا في كوريا ليخبرني فيها بمشاعر حبه لي والتي لم اتمكن من مبادلته اياها في ذلك الوقت رغم رقته وما فعله لاجلي معوضا اياي غياب تالا عني في السنة الاولى لسفرها ومالئا علي عالمي بروعة روحه وجمال حبه وطيبة قلبه وهي تتكلم عن رجل يحب امرأة بجنونx ويعشقها ويبثها اشواقه ويرجوها ان تكتشف هذا الحب من عينيه وتصرفاته فهو وحيد بدونها حتى لو وجد بين اصدقائه وقلبه يبكي لغيابها حتى لو ظهر بضحكاته فهي مثله حمقاء لا تفهم اشارات حبه ويتوسل لها ان تعانقه ولو للمرة الاخيرة ) ورفعت عينيها باتجاه امير اللذي تقدم بغضب باتجاه المشغل مخرجا الاسطوانة منه وكاسرا اياها لمنتصفين امام اعين سارة المذهولة والتي قفزت من كرسيها صارخة (ماللذي تفعله ..لماذا قمت بهذا ..كيف تجرؤ عل...)قاطعها امير بهدير صوته العاصف (بل اجرؤ ..لاني انا زوجك وانا الاحق به ان تفكري فيه وتمتلئ ذكرياتك به ..لا رجل اخر تسرحين سعيدة بحبه لك وكانك نادمة على رفضه ..ان كان هناك اغنية ستسمعينها منذ الان فهي هذه ..) واخذ يبحث في هاتفه وهو يقترب منها حتى وجد ضالته ووضعها لتنبعث كلمات اغنيةhalo ( الهالة ) مخترقة اذان سارة المذهولة من انفجار امير بها ووقاحة طلبه منها (كلمات الأغنية : اتتذكر تلك الاسوار التي بنيتها ..حسنا حبيبي لقد انهارت..حتى انها لم تبدي اي مقاومة..ولم تصدر حتى اي صوت ..مهدت الطريق لدخولك ولم يكن لدي اي شك ..باني واقفة في هالتك ..حصلت على ملاكي الان ..كما لو انني قد استيقظت ..فقد كسرت كل قواعدي ..انها المخاطرة التي اخوضها ..فلم اكن لأدعك تبقى خارجا ..فحيث ما نظرت الان ..اكون محاطة باحضانك ..حبيبي بامكاني رؤية هالتك ..اتعلم بانك طوق نجاتي ..انت كل ما اريد وأكثر ..أرى ذلك في ملامحك ..حبيبي بامكاني الشعور بهالتك ..وادعو الله ان لا تزول ..بامكاني الشعور بهالتك ..المسني كشعاع الشمس ..اشرق خلال احلك الليالي ..فأنت الوحيد الذي أريده ...وأظن بأنني مدمنة على نورك ..اقسمت بان لا اقع في الحب مجددا ..ولكن هذا لا يبدو كالوقوع حتى ..فكيف للجاذبية ان تنسى ..ان تسحبني للارض مجددا.)
استمرت النغمات بالعلو ونظرات سارة الجنونية تحط على امير الملتهب بغضبه واللذي اقترب منها حتى لم يفصل بينهما مسافة ..قالت بصوت قارب الهستيريا (انت مجنون ..بعد ما قمت به البارحة تطالبني ان اغني لك بان اسواري حطمت ..واني اعيش بهالتك ..واريد ان تلمسني كالشمس ..لما لم تطلب هذا من بهار البارح..)قطعتها صرخة امير الغاضبة وهو يمسك بذراعيها هازا اياها بقوة (يكفي ...كلما تحدثت معك اجدك تدفعيني نحو بهار وانتي سعيدة بالتخلص مني متناسية انني زوجك ومرتاحة في احضان الجميع الا انا ..انت حتى لم تساليني عن مشاعري بعد شجارنا واكتفيت بالفراق اللذي حدث متجاهلة كل شيء وكلما حاولت التحدث معك اجدك تذكرين بهار وحبي لها ...اجل لقد احببتها ولكن في الماضي ومنذ اللحظة التي تزوجتك فيها كنت انت الوحيدة التي احتلت كياني كزوجة لي...حاولت اشعارك بجديتي ومشاعري فاختلقت الاف الحجج لتزيدي بعدنا ..لماذا انا الوحيد اللذي تحرمينه ضحكتك واهتمامك ..للتو كنت في غاية السعادة وانتي تتكلمين عن رجل اخر بينما تصبحين بغاية التعاسة عندما تريني ..حتى ان تغني لي اعتبرته شيئا عظيما وطلبت ان اذهب لبهار لتغني ..ولكني لا اريد بهار ..انا اريدك انتي ..انتي زوجتي ..وانا زوجك وليس اياد او غيره ..لماذا تتكلمين معهم بصراحة وتحرميني انا ماللذي فعلته لك ..حتى عندما غضبت لماذا لم تحاولي اظهار حزنك واصرارك على التحدث لتفهميني وجهة نظرك وتنهي هذا الفراق السخيف ..بل على العكس زدت الفجوة التي بيننا وكاني لا اعنيكي بشيء ..في الامس كنت احترق من غيرتي عليك بينما لم يؤثر بك ابدا رقصي مع غيرك ..اترين الى اين وصلنا بسببك ..لقد دمرتني وقتلت كل روحي ..هل تكرهيني لهذه الدرجة ..ربما ان الاوان حقا لنتطلق فانا لم اعد احتمل وانا اموت في اليوم مئة مرة بسببك وانت لا يعنيكي اي شيء يتعلق بي ..لقد منحتك كل ما استطعته من اهتمام ومشاعر ودوما كنتي تقابلينني بالبرود والتجاهل ..لقد انتهيت ..انا لا اريدك في حياتي فانت سبب دماري وهلاكي ..سأبدأ باجراءات الطلاق منذ هذه اللحظة فما وصلنا اليه من اهانة لبعضنا يكفي وبقاءنا سويا سيحرق كل احترام بيننا )وصمت تاركا اياها مستندة على الحائط وكلماته تقتل كل جزء في روحها بخنجر مسموم انغرس بين اضلعها ..راقبته وهو يبتعد عنها ويخرج من المنزل ..انهارت جالسة وعبراتها تترقرق بلا حول منها على وجهها ..تحميله اياها ذنب عذابه وفراقه ودمار زواجهما كان الورقة الاخيرة التي عصفت بها لتتركها مرتجفة باكية ..ارادت الهرب من كل هذا فلو بقيت لمواجهة اخرى فهي متاكدة انها ستنتهي بانهيارها التام اللذي بدأت تشعر ببوادره ..وقفت وجسدها ينتفض لتتجه الى الشرفة حتى تتمكن من التنفس ..اخذت تراقب تلألئ المياه ..شعرت بمجيء مريم مع هزار التي القت عليها تحية الصباح فازالت دموعها وجلست على ركبتيها محتضنة هزار بكل قوتها لتمدها بالدعم ..استأذنت مريم من سارة لتذهب لزيارة امها المريضة لساعة وخرجت تاركة هزار اللاعبة بدميتها بين احضان سارة السارحة فيها ..بعد مرور ثلالثة ارباع الساعة وهي بهذا الوضع شعرت بقدوم شخص اخر من الظل اللذي غطاها فرفعت عينيها لتجد امامها فهرية المبتسمة ببرود شامت ..زادت سارة من ضم هزار اليها والتي غرست رأسها في صدر سارة ما ان رأت فهرية وسمعت صوتها المخيف قائلة (كيف حالك يا هزار اشتقت لك )ثم اضافت بخبث موجهة كلامها لسارة ( اعتقدت انه ان الاوان لزيارتك بعد ان رايت ماحدث البارحة معك ..عندما انضممت للعائلة خفت وشككت ان يكون النسر يحبك ولكن بعدما حدث البارحة اعتقد انه لا يهتم لك ..لقد خسرتي كل شيء فانا الان الامرة الناهية اما زوجك الذي لا يحبك لا استبعد ان يطلقك في اقرب فرصة كما انه يخونك مع اخرى )
وقفت سارة بغضب منزلة هزار لتقف على الارض وهي تقول (انت مخطئة فليس كل الازواج يخونون فامير يحبني ومن المستحيل ان يخونني كما فعل زوجك وخانك مع الف فتاة و..)لم تكمل كلامها وصفعة فهرية تنزل على خدها بقوة وقسوة اوقعتها وجعلت هزار تصرخ رعبا وتبكي بهستيرية..وقفت سارة بكل ما اوتيت من قوة لترد على فهرية لتطمأن هزار بانها قادرة على الدفاع عنها .. امسكت بيد فهرية التي رفعتها لتضربها مرة اخرى ولفتها لاوية اياها خلف ظهرها وقد شدت شعرها باليد الاخرى صارخة عليها (اياك ان تظني للحظة انك تستطيعين ان تلمسيني بدون ان تدفعي حياتك ثمنا ..وزوجي هو النسر اما زوجك فشيطان وانا هي الاغا اما انتي فستطردين من القصر لتعيشي مشردة و ..) قطعها صرخة امير المذهولة وهو يرى الوضع امامه بعد انسمع اخر كلمات لزوجته وهي تتباهى بانها الاغا التي ستطرد فهرية ورأى بكاء هزار الهستيري من العنف اللذي رأته امامها ثم راى بكاء فهرية التي مثلت بانها الضحية بين يدي سارة فاقترب بسرعة مخلصا فهرية من بين يدي سارة وهو يصرخ (كيف تجرؤين على فعل هذا وامام هزار انظري لما سببته لها ..هل قررت بجنونك ان تسببي انتكاسة حالة هزار ايضا وتؤذيها )والتفت مضيفا لفهرية بحزم امر (غادري المكان الان وستحصلين على حقك مني شخصيا ) وتركها والتفت الى هزار ليضمها محاولا تهدأتها فلم يلحظ نظرة الانتصار الخبيثة التي رمقت فهرية بها سارة اللذي اخذ ارتجافها يزداد سوءا وهي ترى ما حدث فانهارت جالسة محاولة الوصول الى هزار لتحتضنها ولكن امير وقف مبعدا هزار عنها قائلا بهمس كالفحيح (ابتعدي فانت خطرة عليها وستتسببين باذيتها .. لا احد يريدك حوله ) وتحرك باتجاه باب الشرفة تاركا سارة على الارض .. اشار لمريم التي كانت قد وصلت في تلك اللحظة لتساعده مع هزار وتصعد معه ليهدؤوها ..وبعد مضي عشر دقائق ابتدأ بكاء هزار بالانحسار لتقول من بين شهقانها بكلمات متقطعة وهي تضرب دميتها على وجهها بنفس طريقة فهرية (ماما ضربتها الساحرة الشريرة على وجهها وهي حمتني منها)..كانت هذه الكلمات كالرصاص القاتل اللذي اصاب امير بعد ان ادرك حقيقة الوضع اللذي فهمه بشكل خاطئ متهما سارة بسبب غضبه منها ..ترك هزار مع مريم ونزل مسرعا ليرى سارة .. بحثت عيناه عنها حتى لمح طرف شعرها الظاهر من خلف الطاولة التي عند المسبح مكان ما تركها جالسة على الارض فخرج فورا ليصعق بمنظرها ..فقد كانت متشنجة بالكامل وجسدها يرتعش كانه اصيب بتيار كهربائي وهي تخرج انين مخيفا من فمها واسنانها تصطك بقوة شديدة مرعبة وقد غابت عيناها في نظرتها للاعلى نحو السماء وضغطت بكلتا يديها على بقايا زجاج كوب من الماء كانت على ما يبدو انها ارادت الشرب منه قبل اصابتها بالنوبة فتحطم بين يديها التي ضغطت عليه مما تسبب باصابتها بجروح بليغة اغرقتها بالدماء السائلة بغزارة من يديها ..انهار امير بجانبها صارخا ومناديا عليها باسمها وهو يحاول فك يديها عن الزجاج ودموعه تنهمر لاول مرة في حياته راجيا اياها (سارة ارجوكي ..لا تتركوني ..ارجوكي اهدئي ..ارجوكي ..ارجوكي )كان يرجوها بدون ان يعلم ماللذي يرجوها اياه ..وقد احتضن جسدها المتشنج بين يديه عاجزا عن فعل اي شيء سوى مناداة مريم التي جاءت راكضة ليذهلها هول المنظر امامها وهي تسمع استغاثة امير بها مطالبا اياها ان تتصل باياد .
انتهى الفصل الثالث بحمد الله اعتذر عن طوله واتمنى من القارئين افادتي بارائهم بالاحداث وان كانت القصة تستحق او اذا وجد اي انتقاد مع الشكر



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-08-17 الساعة 09:24 AM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 06:40 PM   #95

la luz de la luna

? العضوٌ??? » 11221
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 444
?  نُقآطِيْ » la luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond reputela luz de la luna has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك جميلة جدا و حبكتها روعة بالتوفيق في كتاباتك

la luz de la luna غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 07:09 PM   #96

sama2_egypt

? العضوٌ??? » 6396
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » sama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك رائعه وسرد احداثها شيق ودسم
بالتوفيق دائما


sama2_egypt غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 07:16 PM   #97

sama2_egypt

? العضوٌ??? » 6396
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » sama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond reputesama2_egypt has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك رائعه وسرد احداثها شيق ودسم
بالتوفيق دائما


sama2_egypt غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 07:54 PM   #98

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك جميله حبيبتى
استمرى


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 08:16 PM   #99

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

رائعة بتفاصيلها واحداثها
بانتظار الفصل المقبل


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-17, 09:27 PM   #100

Hamousa

? العضوٌ??? » 399409
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » Hamousa is on a distinguished road
افتراضي

الرواية كتير حلوة من كل النواحي الاسلوب و الاحداث و تركيب الشخصيات و تفاعلها مع المواقف كل شي مضبوط بيخلي القارئ على طول متشوق للمزيد
موفقة حبيبتي و يسلم قلمك و ابداعك


Hamousa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.