آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-08-17, 10:35 PM
| #112 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
|  اقتباس:
| |||||
|  |
|
12-08-17, 10:42 PM
| #114 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ردة فعل امير كانت منطقية بسبب كل الضغوطات والغيرة كما قلتي ففي النهاية هو بشر وليس ملاك وهي من اصر على ذكر بهار دون ان تهتم لذا اراد ان يجعلها تكتوي اما كلامه فهو انفجار سيدفع ثمنه غاليا وهذا ما سنراه فهرية .. بداية النهاية هزار بداية الشفاء سارة بداية الانكشاف لامير والتخلي عن الحواجز عنوان الفصل القادم .. تنكشف الاسرار حيث ستسقط اقنعة الجميع عنجد بشكرك من كل قلبي عتعليقاتك وتعبك معي يلي بيفرحني من كل قلبي وبيرسم الضحكة عوشي 😘😘😘😘😘 | |||||
|
| |
|
12-08-17, 11:35 PM
| #115 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| مساء الورد ياهل لو جبت شاكوش كسرت بيه دماغ سارة و امير حد يلومني سوء تفاهم كبير بينهم لعدم وجود حوار و كل واحد بيفترض فرضيات ملهاش اساس و طبعا تصرفاتهم الغير مسؤلة خلت الاشكال الضالة تصطاد في المية العكرة لكن كالعادة انفحار امير اللي شرح فيه كل مشاعره و تخبطاته انه مش عايز غيرها و زهق من جنونها و تصرفاتها شخصية امير واثقة قوية شجاعة اتعود يواجهه يصرح يقتحم بعكس سارة النقيض لكل ده و ده سبب المشكلة بينهم فهرية الواطية يارب تولع بجاز يارب خلت هزار مرعوبة الفصل جميل جدا بانتظار الفصل الجديد | ||||||||
|
| |
|
13-08-17, 01:56 PM
| #117 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
يلي صار مع سارة ترسبات سابقة بتجبرها تكون عكس امير وهالشي هيبين بالكامل هلا خاصة انها هلا تعرضت للصدمة النفسية يلي كانت خايفة منها اما امير فرغم صراحتو الا ان قسوتو باتخاذ القرارات خلتو ما يشوف الامور بشكل كامل وهذا فقط خطاو فهرية دايما هتصطاد بالمي العكرة الامور الجاية هتتسم بشكل لحظي بالهدوء تمهيدا لباقي الاحداث ان شاء الله عنجد بشكرك كتيير عتعليقك يلي بيشجعني 😙😙😙😙😙 | |||||
|
| |
|
13-08-17, 01:57 PM
| #118 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
13-08-17, 07:17 PM
| #119 | ||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل الرابع -انكشفت الاسرار -).. الجزء الاول أغنية الفصل ... لا تذهب وتتركني .. كلماتها ( هو : لقد اشتقت لك كثيرا .. وانتظرت طويلا على طرقاتك .. مضى وقت طويل لم ارى به عيناك ... انتظرتك كالمجنون هي : بحثت عنك .. ولم اجدك ..سألت وتعثرت .. اختنقت و نذفت دما .. من دونك . هو وهي : لا تذهب وتتركني ...امسي وغدي وروحي فداء لك ... لا تمحيني من حياتك .. فلتأتي وتمسح لي دموعي ... لا تذهب وتتركني امسي وغدي وروحي فداء لك ..لا تمحني من حياتك .. فلتأتي وتمسح دموعي .. فلتأتي وتمسحها. . هي : أعلم اني اخطأت ومن الحب انجرحت .. انغلقت على نفسي فسامحني .. فحبك قد اسكتني .. فلتعطف على حبي الأعمى .. ولتأتي وترى حالتي .. قلبي النازف على وشك ان ينسى اول حروفك ... هو وهي .: بحثت عنك ولم اجدك .. سالت وتعثرت .. اختتقت ونذفت دما .. من دونك .. لا تذهب وتتركني .. امسي وغدي وروحي فظاء لك .. لا تمحني من حياتك .. فلتاتي وتمسح دموعي .. فلتاتي وتمسحها .. لا تذهب وتتركني) رابط الأغنية : https://youtu.be/5pspFmPIm1shttps://https://youtu.be/5pspFmPIm1s الفصل الرابع ... الجزء الاول ... امسك امير بيد سارة المستسلمة والنائمة كملاك وعيناه لا تفارقان ملامحها متلكئة على كل جزء فيه ليطمئن انها بخير ...اسبوع مر وهي على هذه الحالة ...اسبوع كان الاطول في حياته فحتى الثانية بدت كالدهر فيه ...اسبوع عانى من الحزن فيه كما لم يعاني حتى وقت وفاة اخيه...وبكى ليس مرة ولا مرتان ولكن كلما راها واختلى فيها واخذ يعتذر لها يجد دموعه تخط وجهه بندم وحزن وخوف شديدين ..لا زالت ذكريات منظرها وهي متشنجة تقض مضجعه ..شعوره بالعجز وقتها وكيف حملها ووضعها اسفل مياه الصنبور في الحمام بعد ان فقدت وعيها علها تستيقظ ...مجيء اياد وتعامله السريع لاحتواء النوبة ومعالجته الطبية للموقف امام عيني امير اللذي شعر بعجزه اكثر لعدم مقدرته على العناية بها ...كلمات اياد القلقة التي قالها معلنا حالتها والتي يتذكر نصها بالحرف الى الان (يبدو انها تعاني من صدمة عصبية نفسية حادة ادت الى انهيارها بهذا الشكل ..يجب ان تنقل الى اسطانبول فليس لدينا هنا الامكانات لمعالجتها ..كما انني اجهل اثار هذا الانهيار اللذي يبدو انه انتكاسة عميقة لحالة تعاني منها سابقا فما وصفته لي خطير جدا ..يجب ان نتصرف سريعا لقد اعطيتها مهدئا ومنوما وعالجت يديها اللتان تأذتا بشكل كبير ولولا ابعادك للزجاج عنهما لربما ادت لحدوث اضرار غير محمودة وتاثير مباشر على العضلات والاعصاب والاربطة باليد ولكن الله حماها ..لا ادري ان مرت النوبة او انها قد تعاني منها مجددا اذا استيقظت ..ساتصل بمشفى خاص يحوي قسم نفسيا هو الاكثر مهارة في اسطانبول ليجهزو طائرة طبية وطبيب مؤهلا وانت رتب امر اقامتها هناك وحسب تشخيص حالتها يمكنك التصرف ..ربما من الافضل ان تحافظ على سرية ما حدث على الاقل حتى نعلم ماللذي نتعامل معه ) ولما لم يسمع ردا منه اضاف وهو يهزه بقوة ليجعله يستفيق من الصدمة (اميير ..كف عن الظهور بمظهر المنهزم فهذه المرة الاولى التي اراك فيها هكذا ..سارة الان تحتاج قوتك لا ضعفك) (ولكني السبب ..انا السبب بصدمتها النفسية ..انا السبب بكل ما عانت منه..لقد دمرتها بحماقتي وجبروتي وغبائي لقد ..) كلماته تلك التي قالها بكل انهزام واستسلام واجهه اياد فيها مقاطعا اياه بحزم صارخ (ليس الان ..لا تغرق بشفقتك وذنبك الان بل تعامل كامير اغا النسر اللذي لم تقف امامه اي معضلة ..انها تحتاجك لتعوض ذنبك ... انهيارك هذا غير مسموح به الان ..فلتنهار ولتبكي ولتفعل ما تشاء بعد ان تطمئن عليها اما الان تصرفك هكذا سيزيد حالتها سوءا لاننا لا نعلم تماما تبعيات حالتها ويجب ان نعرضها على المختصين لذا ..ارجوك ..ارجوك امير تصرف الان كعادتك ..نحي مشاعرك جانبا حتى نتدارك الموقف ) كانت هذه الكلمات بمثابة السحر اللذي فك جمود امير ليحاول القيام بكل ما يستطيعه لاجلها عل ذلك يخفف شعوره المنهار اللذي يؤلم قلبه بجنون ..وبالفعل في خلال ثلاث ساعات استخدم كافة اتصالاته ورتب عملية نقلها وجهز مكانا كاملا لاستقبالها وطائرة طبية لنقلها بسرية تامة كما جهز عملية نقل هزار ومريم معهما على ان يبقى عادل في القصر من اجل جدته وقد وعده ان يلحق بهم قريبا واوصل رسالة لفهرية مفادها ان تنتظر محاكمتها لتعديها على زوجة الاغا مطالبا اياها بالصمت التام والهدوء الكامل لحين عودته لانه طرأ عليه عمل مهم استدعى سفره العاجل و ان كانت لاتزال تريد ان تبقى في القصر عليها التزام قراراته والا سينفذ عليها قانون كارتال القائم بان من يعتدي على زوجة الاغا وكانه اعتدى على شخص الاغا نفسه وهذه تستلزم الطرد الكامل من كارتال والحرمان التام من اي حقوق مادية او معنوية له فيها ..وبالفعل نقلت سارة الى فيلا واسعة ومكتملة التجهيزات الطبية في ضواحي اسطانبول تحيط بها ارض خضراء مريحة للنفس وهادئة وبعيدة عن ازدحام المدينة..ووال هذا الاسبوع تناوب عليها الكثير من الاطباء النفسين والجسدين للأطمئنان عليها وتقيم حالتها النفسية والعصبية ...كانت سارة طوال هذه الفترة في حالة من انفصال الوعي والاتصال بمن حولها .. في البدء كانت كلما استيقظت تدخل في نوبة من البكاء العاصف تنتهي باعطائها مهدئا لتنام وبعد مرور اربعة ايام تحولت نوبة بكائها الى حالة من الهدوء المخيف كانها جثة بلا روح تنظر بعينيها الفارغتان من اي تعبير ولا تتحرك او تبدي اي ردة فعل لما حولها ..طلب الطبيب النفسي منه ان يحيطها باجواء كانت تالفها وتعشقها وتظهر شخصيتها فجلب امير كل لوحاتها التي لديه في المنزل .. كانت المرة الاولى التي يراها فيها وكم ذهل من روعة جمالها ورقتها وحيويتها فمن رسمة لطفلة صغيرة تلهو لرسمة لحصان اسود يركض في الاراضي بحرية اضافة لرسمة لعادل وهزار وهما يضحكان ورسمة تمثل منظر الغسق في الغروب اما الرسمة التي حيرته فقد كانت لهيكل رجل غير واضح الملامح لاختفاء راسه داخل قبعة بعباءة غريبة سوداء تنسدل على جسده القوي وما تبقى من ملابسه القاسية متشح بالسواد ايضا .. تحيطه اجنحة ضخمة خارجة منه و مشرعة بحذر حوله ..يمشي في طريق طويلة مقحلة مواجها العواصف بصدره العاري كانت هذه اللوحة بغموضها اكثر لوحة جذبت انظاره لامير واخافته في نفس الوقت لذا لم يعلقها واكتفى بوضعها جانبا ولكنه ايضا استعان بلوحات فنية اخرى تمثل مناظر حية للطبيعة كما جلب مسجل اغانيها واسطواناتها التي اعتادت على سماعها وحرص ان تبقى رائحة القهوة تملأ المكان وقد تذكر ما قامت به سارة مع هزار وابتدأ بتطبيقه وبالفعل كانت المرة الاولى التي تنظر فيها سارة لما حولها بلمحة طفيفة من الاهتمام وتستنشق بقوة انفاسها وكأن رائحة القهوة وصوت الموسيقى قد مسا شغاف قلبها ونفضا قليلا من الحزن عنه ...فهم امير انه مهما كانت ما تعاني منه سارة فهو امر يشبه ما عانت منه هزار التي كانت تشاركهم السكن مع مريم وتتحرق شوقا لرؤية سارة وقد اخر امير هذا اللقاء لانه واثق بان ماحدث لسارة اطلقه حبها المضاعف لهزار ...اخذ يتذكر حذافير ما قامت به والتدرج اللذي استخدمته لعلاج هزار وادخال الاشخاص الى عالمها وتحديد ادوارهم فيه وابتدأ مع الطبيب النفسي اللذي اعلمه ان علاج هكذا حالات يعتمد بشكل شبه كلي على البيئة والمحيطين بالشخصx وهذا جعله يقلد ما قامت به مع هزار مطبقا اياه عليها ...شعر بقرارة نفسه ان مشكلتها متعلقة بحبها وخوفها وتذكر كلماتها عندما قالت انها تخاف ان تفقده ولا تستطيع ان تحميه فاستخدم هذه المعلومات ليتمكن من تحديد ما سيبدأ به معها واستشار الطبيب النفسي اللذي ايده بالكامل بما سيقوم به .. واليوم ابتدأ معها اولى المراحل فعندما استيقظت صباحا جلس الى جانبها على السرير شبه مستلقي مثلها ومسندا ظهره على حافتهx بسكينة واضعا امامه لوحة بيضاء .. امسك قلما وابتدأ يخط خطوطا تشبه امواج البحر وهو يتكلم بهدوء مطمئن وصوت الموسيقى يساعده على التحكم بنبرة صوته (كانت هناك حورية جميلة جدا ..تجلس على شاطئ البحر كل ليلة ..لتراقب خلسة افعال البشر امامها...فدوما ما كان فضولها يغلبها لترى هذا العالم الغني بالالوان والحركة والحب ..حتى رأت في احد الايام طفلا صغيرا يقف مغمضا عيناه في دعاء صامت قبل ان يلقي بعملة نقدية في البحر صارخا بكل قوته فلتحقق امنيتي يا بحر ولتبدلني عملتي بها ثم غادر المكان وعيناه تدمعان ...وتكرر قدوم الطفل لاسبوع مكررا ما كان يفعله في كل مرة بلا يأس وهذا ما اثار فضول الحورية فارادت ان تعلم ما قصته ...ولماذا يبدو حزينا هكذا ..اقتربت منه دون ان يشعر بها ثم همست عليه منادية وهي تظهر فقط قسمها العلوي الشبيه بالبشر ولما التفت عليها نظر اليها باستغراب خائف وسألها بتوجس عن من تكون فاجابته انها فتاة راته عدة مرات يلقي بعملة في البحر مطالبا بامنيته فما هي امنيته يا ترى فاجابها الطفل ببراءة ان يعود ابي كما كان قبل وفاة امي وهنا تعجبت الحورية وسالته وكيف كان وماللذي حدث له فاجابها انه كان كالشمس قبل وفاتها وغدا كالجثة بعدها ولما استفسرت الحورية عن الاسباب ابتدأ الصبي بسرد قصته لها ) كان امير طوال فترة تكلمه يحاول التحكم بالقلم في رسمه للبحر والقمر وعندما حاول رسم الصغير اظهر ترددا في تشكيله مقربا يده واللوحة من سارة ليحفز عقلها اللاواعي لترجمة ما تسمعه منه في رسمة تصف الاحداث وعندما تعمد رسم الصغير بشكل خاطئ تفاجئ بيدها تمسك يده بضعف مساعدة اياه ليكمل تشكيل الصبي كما وصفه وانتقل بيده للبحر ليبدأ رسم الحورية وهو يكمل القصة ليبقي اتصالها السمعي مع اتصالها البصري في اللوحة فاكملت معه الرسمx بشكل تفاعلي لا ارادي وما ان انتهت حتى اكتمل شكل اللوحة كما وصفها فنظرت سارة براحة غريبة وارتسم شبح ابتسامة ارتياح على فمها قبل ان تترك اللوحة وتستلقي براحة مغمضة عينيها وكانها تكمل القصة بخيالها والوانها فاخذ يهدهدها برقة وحنان حتى غرقت في النوم ...لقد كانت سعادته لا توصف لرؤيتها تستجيب له ...تلك الابتسامة الذابلة ما كان ليبادلها بكل كنوز الدنيا ..اخذت يده تتنقل بخفة على ملامح وجهها وصوته العاشق يناجيها بخفوت كما اعتاد ان يفعل ...احبك ..كلمة كررها اكثر من مئة مرة وهو يرى ملامحها المتعبة المتألمة ..كلمة فهم معنى كل حرف فيها ..تذكر كل لحظة معها واكتشف كم اذاها وصبرت عليه ..لقد صدق قوتها رغم ان عينيها كانتا مثالا للرقة والضعف ...صدق كذباتها عنه رغم ان مراعاتها له غلبت كل تصرفاتها ..عندما غضب منها لموضوع بهار لم ينظر الى معاناتها وهي تخبره به والمها وهي تشعر بالذنب من ناحيته ...اراد رؤية غيرتها رغم انها قررت ان تثق به وان تعلمه الثقة هكذا ..شعوره بحبها كشف الكثير من المتناقضات التي احاطت نفسها بها ...كان يطالبها بنفسها ولم يفكر للحظة كيف وصلت لهذا العمر ببلد مثل بريطانيا وهي عذراء ...شعر دوما بارتجافها الخائف بين يديه حتى مع رغبتها واستجابتها له فلم يحاول احتواء ذعرها بل حاصرها برغبته النارية فيها بدون ان يترك لها مجالا لتتعرف عليه ...اتهمها بانها تسارع بالحكم عليه وهو من حكم عليها اولا ولم يستمع لعذرها ولم يفهم ضعفها وكسرها عندما رات شكل بهار عنده في المكتب والادهى انه تعمد اثارة غيرتها متجاهلا ما ستتعرض له من اهانة على يد عائلته ...كيف تصرف هكذا وبهذه المنطقية وهو اللذي عرف دوما عن نفسه رزانته وتفكيره الشامل تحت اي ضغط ..دوما ما كان اي شيء متعلق بها يفقده كل ركزوزه ومنطقه ويظهر اسوء خصاله ..دوما اراد ان يتملكها بانانية دون ان يفكر بان في عالمها غيره ..عندما راها مريضة ومستلقية في فراشها اكتشف انها لونت كل حياته ...مدة الثلاثة اشهر التي قضتها معه اشعرته بانه حي وملأت قلبه بمشاعر لم يتخيل ان تنتابه وجعلته يعاني من كل شيء بعد ان كان يظن ان قلبه نحت من جبل جليدي يتحكم بكل تصرفاته حتى مع بهار ...اما هي ..فمعها عرف قمة السعادة وقمة الغضب ..قمة الرغبة وقمة الشوق ..فقدان السيطرة وعفوية العشق ..تعلم ان يحلم ..ان يتخيل ..ان يغامر ..ان يملأ الشغف نفسه ويزين التوق تصرفاته ...في كل ثانية كانت تمضي وهو يراقبها طوال هذا الاسبوع كان يتاكد انه يحبها ..بل يعشقها وبجنون ..مع انه فسر الحب بشكل خاطئ الا انه فهم الان ما هو الحب وكيف عليه ان يعتني بحبيبته ..شعر بتململها وانعقاد حاجبيها فتذكر منظرها في اول ليلة عندما اخذت تان وهي نائمة فاحتواها حتى هدات واخذت تردد كلمة ابي كتميمة تحفظها من خطر كابوسها ...انحنى عليها مقبلا جبينها بنعومة ثم همس باذنها ويده تتغلغل في شعرها متخللة اياه بين اصابعه (انا هنا يا حبي فلا تقلقي ..لن يمسك احد بسوء وانا حولك ومعك) تشبثت يد سارة الضعيفة بقميصه وابتدأت انفاسها التي تسارعت للحظة بالهدوء حتى استكانت بين يديه متنهدة بارتياح ..قام من جانبها متسللا بخفة حتى يطمأن على هزار ويمنحها حقها من الحنان كما اراد ان يقوم باتصالاته لينظم مجيء عادل فاستجابة سارة له اليوم تنبئ بضرورة بدء ادخال الاشخاص المؤثرين في حياتها واعادتهم اليها بالتدريج لتعيد التواصل معهم ايضا. مر اسبوع اخر اظهرت فيه سارة تحسنا ملحوظا وابتدأت تمسك القلم بتلقائية لترسم ما يصفه لها من مشهد لقصة خيالية تتحدث عن الحب والامان والثقة ..وفي نهاية الاسبوع قرر ان يجعلها تقابل هزار ليقيس مدى استجابتها ولان هزار ابتدأت تلح بالسؤال عليها ...وعندما ادخلها على سارة تفاجأ بها وهي تقترب من سارة وتجلس على ساقيها محتضنة ومقبلة اياها باشتياق كبير قبل ان تستكين بجانبها محدثة دميتها بفرحتها لرؤية امها بخير وهذا جعل سارة ترمش بعينيها مانعة دموعها بشكل غريب ومسيطرة على انفاسها وكأن عقلها اللاواعي قادها لنفس تصرفاتها السابقة مع هزار ومستجيبة لها بحنان فائق وهي تحيط كتفيها بيديها لتحميها من اي مكروه وعيناها تدوران في ارجاء الحجرة لتأمينها لها ...اثر هذا المشهد كثيرا بامير وجعله يدمع وحاول ان لا يطليه حتى لا يتعب اعصاب سارة وما ان خرجت هزار من الحجرة والتفت امير حتى تفاجأ بسارة ترفع يديها باتجاهه مطالبة اياه ان يحتضنها هو الاخر لتستمد الامان منه فانتفض جسده مستجيبا لها واستلقى الى جانبها ضاما اياها وواضعا راسها على صدره مربتا عليها لترتخي اعصابها المرتجفة توترا وخوفا مع قدوم هزار وهو يقول بهمس ارتجفت نبراته عشقا وغراما (انا هنا يا حبيبتي ..انا معك فارمي علي كل احمالك ...انا ساحميك حتى من الهواء ان يمسك او يؤذك ..اجل احسنتي سارة ..ارايت كيف تحسنت هزار ..انها تسال عليك دائما ..فانت بطلتها التي هزمت الساحرة الشريرة ..انها تحتاجك سارة ..يجب ان تعودي الينا ..لقد اشتقنا لك .) وصمت للحظات قبل ان يضيف بصوته المتهدج الما (انا اشتقت لك ..كثيرا ..اشتقت لضحكتك ..اشتقت لصوتك ..اشتقت للمستك ..ارجوكي ..انا احتاجك ..كثيرا ...يا حبيبتي وروحي وقلبي وكل كياني ...احتاج اليك في حياتي حتى اتمكن من ان اعيش ..من ان اضحك ..من ان اتكلم ...اعتذر ..وحتى اعتذاري لا يفيكي حقك وما تعرضتي له من ظلم على يدي ويدي عائلتي ..عذري انني احبكي وذنبي وجريمتي اني لم افهم هذا الحب ...انا ..انا تائه من دونك) واضاف الجملة الاخيرة ودموعه تخنق عبرات صوته ... وفي قمة ياسه وتنهده بعمق وعيناه تقفلان ليمنع نفسه من الانخراط برثاءه على ما فعله شعر بيدها الحانية تلمس وجهه وبشفتيها الرقيقة تقبل خده كالريشة قبل ان تعود لتتوسد صدره مغمضة عيناها كالملاك ...كانت هذه الحركة كفيلة بجعل امير يطير من فرحته ..انقطعت انفاسه العاشقة واهتز جسده بتيار من موجات الحب وفؤاده يقفز فرحا حتى خيل له انه سيخرج من صدره ...ابتسم وضحك ببهجة وهو يضمها اليه بقوة اكبر مقبلا راسها ويدها وجبهتها بغرام رقيق ولهان ولسانه يلهج بعبارات شكرها وحبها ..خرج اسمها من شفتيه كسمفونية هيام واضحة بتنهيدة احرقت قلبه (حبيبتي ..يا سارتي ..يامهجة عيني ..اشكرك يا سندي ..انك انتي من تعينني وانا الذي طلبت منك بغرور ان اعينك ..ياملاكي ) وصمت مسيطرا على نفسه حتى لا يخيفها من قوة مشاعره واخذ ينصت لنبض قلبها فوق قلبه وانفاسها تداعب صدره كنسيم رقيق اقشعرت له كل خلاياه ليسمح لها ان تنام وترتاح بعد ما قامت به اليوم وما توصلت له من انجاز اذهله. كان لقاء عادل بسارة اكثر سهولة ويسرا ..فما ان راها حتى اخذ يتقافز حولها ببراءة ويغني لها ويثرثر باشتياقه العميق لقصصها وجلس يخبرها عما قام به طوال الاسبوعين اللذان قضاهما بعيدا عنهم ...كانت لكلماته وثرثرته اثر عجيب على سارة ...فلم تمضي نصف ساعة على وجوده حتى ارتسمت ابتسامة حنونة على شفتي سارة ولاول مرة ابدت رغبة بالنزول من سريرها فساعدها امير مسندا اياها وهي تقف وتصفق بضعف لعادل اثناء غنائه محركة راسها برقة خفيفة ...وبعد مضي عشر دقائق على هذا الوضع وامير يساندها ويساعد عادل في الغناء في نفس الوقت وسعادته لا تساعه حتى شعر بتعبها فاشار الى عادل ليأتي ويسلم على سارة ثم يخرج ليمكث مع اخته وساعدها حتى تعود الى السرير وتستلقي مرتجفة كعادتها مع اي تحسن تبديه في اول الامر ...استلقى خلفها ضاما اياها الى جسده ليهدأ جسدها اللذي ابتدأ بالفعل بالارتخاء كما اعتاد طوال الفترة السابقة حيث مثل امير في لا وعيها صمام الامان لها كما مثل والدها في السابق هذا الدور في اسقاط من لاوعيها لشخصية والدها على امير . شهد الاسبوع الثالث لسارة العديد من التطورات فبعد ان كانت ترفض الطعام وتعيش على المحاليل المغذية لها في وريدها ابتدأت تاكل القليل بعدما اخرجها امير لتجلس وسط عادل وهزار ومريم على مائدة الطعام كما اصبحت تعبر باشارات راسها او يديها لحاجتها للماء كلما عطشت وعاد لنور عينيها القليل من التركيز وابتدأت المحاولة في الذهاب للحمام لوحدها دون معونة من احد ..كما تراجعت الكوابيس التي كانت تنتابها في كل ليلة واصبحت ترسم بدون اي قصة بل في تعبير عن ذاتها هذا دون ذكر تشبثها الكلي بامير وتعلقها به كالاطفال في تمثيل له كأب يحميها ويؤمنها من اي مكروه كما اعتادت وجود هزار وعادل حولها واصبحت تطالب به باشارات راسها وعينيها كلما اطالا الغياب عنها ولكن اصعب ما مر بها كان عندما ذكر عادل بالصدفة اسم فهرية فتوترت سارة بشكل مخيف واستلقت على السرير متقوقعة على ذاتها ولم تستجب لامير باي طريقة حاولها ونامت وهي على هذه الحالة لتستيقظ بعد ساعتين صارخة بخوف هستيري حاول امير احتواءها وقلبه يتمزق الما عليها وهو يقول (انا هنا يا قلبي لن يمسك احد بسوء ) واحتضنها بقوة حاملا اياها ليجاس معها على الشرفة وهواء الليل العليل وسكونه يحيطان المكان بجلال مهيب يضفى الراحة على النفس .. استجابة له سارة بالتدريج ليهدأ بكائها ويرتخي تشبثها بامير وتنحسر لهثاتها حتى نامت بتعب واضح ضامة امير اليها بتملك وخوف ولهفة...واستيقظت في اليوم التالي وقد عادت الى طبيعتها وكانه لم يمر عليها نوبة رعب في اليوم السابق . كان امير قد انقطع عن العمل واوكل مساعدينه به على الا يتواصلو معه الا للضرورة القصوى وبينما هو جالسا مع سارة في صالة المنزل ليلا وعادل يتقافز امامهم وهزار تضحك عليه برقة وسارة تتابعهم بعينيها وفي يدها ورقة بيضاء فارغة لم ترسم بعد بها اي رسمة رن جرس هاتفه الموضوع على الطاولة فركض امير مسرعا ليحضره وهو يصرخ قائلا (عمي النسر بالتاكيد هذه كارتال ..لقد اشتقت لها ) فابتسم امير متناولا الهاتف من عادل ومبتعدا قليلا ليناقش توبا ببعض سجلات عمله وبعد ان انتهى اشار الى مريم لتأخذ الصغيرين واتجه الى سارة ليحملها الى حجرتها ولكنه تفاجأ بها وهي ترسم صورة للنسر محاولة تمثيله ومتصعبة خط خطوطه مما وترها فجلس امير الى جانبها محتضنا اياها وممسكا يدها ليساعدها على خط الخطوط وهو يقول بصوت رقيق محفز ومشجع ( هل تودين ان تعرفي لماذا اطلق النسر علينا ...انها اسطورة تجمع التحدي والغرام ..ليتمثل الحب بين اسطرها ..حكاية ترسم المعجزات احداثها لينتصر العشق في نهايتها ... تبتدأ الحكاية بجدتي الكبرى خديجة فايدهان ..ابنة احدى اعرق العائلات التركية في ذلك الوقت فوالدها الضابط اللواء محمد فاديهان مسؤول كتيبة النخبة في الجيش التركي ...اما اخوها فهو اياس فاديهان مسؤول الخيالة في فرقة المهاجمين ...وقد عرفت جدتي بجمالها الفائق اللذي اطار لب اللواء ادم صديق والدها واخوها في الجيش عندما راها صدفة في احدى المرات التي زار فيها منزلهم فطلبها للزواج ...وعندما علمت جدتي تضايقت كثيرا فهي لم تكن تحبه لادم كما انه ارمل وعمره اكبر من عمرها بعشرين عاما ولما حاولت الرفض الا ان والدها واخوها لم يقبلا واضعين امامها خيار واحد بالموافقة ..فخرجت في احد الايام لتمشي في الحدائق وهناك صادفها جندي شاب يمسك بيده نسرا مدربا فاقتربت لتشاهد النسر لانها تعشقه لصفاته ولكنها تفاجأت بالجندي يشهق قائلا بجرأة غريبة ( ياللهي ما اجملك ...هل انت حقيقة ام خيال يتمثل امامي ) ..غضبت جدتي من وقاحته واجابته بكبرياء ( ان لم تكن تعلم قيمة الطير اللذي تحمله فاياك ان تسيء له بحمله فالنسر ملك الطيور واكثرها شموخا وجرأة وشجاعة اما انت فعلى ما يبدو اما انك وقح فلذلك قلت ما قلته بتهور او انك جبان فلذلك جمعت الخيال مع الحقيقة حتى لا تواجهني بشجاعة) والتفتت بعزة عنه لتكمل طريقها ولكنها تفاجأت بضحكة الجندي البسيطة وبصوته القوي وهو يجيبها (انا لست وقح ولا جبان ..انما انا رجل ذهل من جمال امراة فعبر عنه بشجاعة ...كما انني اعلم تماما من هو النسر واعلم صفاته لانه لقبي انا ولكن ماللذي تعلمينه انتي عنه لتحبيه هكذا ) التفتت اليه جدتي وقد جذبت شجاعته اهتمامها وقالت (اذن فانت ترى انك شجاع ولك الحق بان تخبرني بمشاعرك بجراة ولكن ) وعقدت يديها على صدرها بتحدي وهي تضيف ( اتعلم ان انثى النسر قبل ان تختاره فانها تجعله يجتاز اربع اختبارات لتطمأن بانه سيقدرها ويمنحها مكانتها وتستطيع الوثوق به والاعتماد عليه ..فهل يا ترى تجد في نفسك القوة لتتحدى وتقاتل لاجل امراتك التي اعجبتك ام انك توزع مديحك بعشوائية ) وتوقعت جدتي وقتها انه سيتراجع ويعتذر ولكنها تفاجأت به يقترب منها بجرأة اكبر متسائلا بتحدي (اعرضي اختباراتك ولنرى ان كنت استطيع تطبيقها ) وهنا ذهلت جدتي من كلماته وتساءلت ( وهل تظن اني اقبل بك حتى اعرض شروطي ) فاجابها بتحدي اكبر ( وهل تحديتني وانتي لا تملكين حتى مصيرك ولا تستطيعين القيام بالنحدي ) كلماته اثارتها فنظرت اليه بقوة لتجيبه (حسنا ايها النسر ..الاول ان تثبت مكانتك في الجيش التركي ..والثاني ان تكسب ود عائلتي واقتناعها بك كرجل ..والثالثة ان تنافس خطيبي وتهزمه لتحصل علي ..اما الرابع فهو ان تكسب حبي وقلبي) فوافقها الجندي قائلا (لك هذا فانتظريني بعد عام من الان لاني ساتي لخطبتك وقد حققت شروطك ) واستأذنها مغادرا امام نظرات ذهولها ...ولم تدري جدتي ما تفعل فقد اعطت كلمتها دون قصدها ..رغم انها لا تعلم عن هذا الجندي سوى لقبه وشكله الوسيم ..ومع ذلك حدثها قلبها ان تثق به وتعطيه مهلته ...فعادت لاهلها لتخبرهم بانها لن تتزوج قبل عام تحاول فيه التعرف على ادم ووافقت عائلتها على ذلك ...مرت الايام وتلتها الشهور وجدتي لم تسمع اي اخبار عن النسر ..وكادت ان تياس وتستسلم لقدرها ولكن تدخلت الاحداث لتقلب كل الاوضاع ...فاخوها وقع في الاسر وكاد ان يقتل لولا جندي من ضباط الصف الاول في فرقته غامر بحياته بشجاعة منقطعة النظير وانقذه حتى كاد ان يفقد روحه فغدت عائلتها مدينة لهذا الجندي واستضافته في منزلها لتكافئه على شجاعته وترد دينها له فتفاجؤو بمطلبه منازلة ادم ومنافسته على قلب ابنتهم ولم يستطيعو الرفض على ان يهزم ادم وان توافق عليه ابنتهم ..وحدثت المنافسة وانتصر الجندي الغريب على ادم وطلب مقابلة خديجة التي تفاجئت بكل ما يحدث ولم يخطر في بالها ان يكون النسر ولكن ما ان راته حتى صعقت به متسائلة بذهول (انت ..انك حقا النسر .. اليس كذلك) فاجابها وابتسامته تزين ثغره الشامخ (الضابط محمود اوغلو كارتال تحت خدمتك وتصرفك ) ثم رفع امامها يده التي وقف عليهاx نسر يمسك بفمه ساق وردة حمراء مضيفا (حققت اول ثلاثة شروط ..وهذه هديتي لاحصل على الرابع..فانت تحبين النسر لذا اعدك ان اكون مثله وان اجعله قدوتي كما هو لقبي ..فهل يا ترى تقبلين ان تشاركيني هذا القدر ) وكانت هذه الكلمات التي اهتز لها قلب جدتي فوافقت وهي تشعر بان هذا هو نسرها اللذي تمنته دائما ...وانتقلت معه الى ارضه الواقعة في احدى القرى عند ضواحي تركيا وابتدأت معه كفاحها ..فاسسو الارض وزرعوها ..وبذكائه واقدامه وحنانها وشجاعتها ابتدأت مساحة ارضهم بالازدياد وابتدأ يكون ثروته الخاصة حتى اشترى غالب الاراضي الزراعية حوله واسس اول مصنع فيها واعتمد عليه لينشأ المنتوجات الطعامية واستمرت ثروته واراضيه بالازدياد ليكون نواة اراضي كارتال التي ترينها الان والتي ازدادت قوة مع ابناءه واحفاده جاعلين النسر قدوتهم وشعارهم واسم اراضيهم ..ولولا صبر جدتي وحبها العميق اللذي جعلها تكافح مع زوجها وتتحدى معه كل الصعاب وتوافق على ابدال رفاهيتها عند اهلها مع شقاء عيشها عند زوجها كما صبرها على غربتها وابتعادها عن اهلها لتدعم زوجها وتشجعه لينجح اكثر لما حقق جدي اي شيء ولبقي جندي في الجيش حتى مماته ) انهى امير سرد القصة ويداه تخط اخر خطوط رسمة النسر التي بين يدي سارة ولكنه تفاجأ بهمسة صوتها المتحجرشة ( الم تخف ) التفت امير بانفعال احتاج لكل قوته ليحكمه حتى لا يخيفها واجاب وهو يثبت انظاره في عينيها مشجعا اياها على الاستمرار (بلى خافت ولكنها وثقت بحبيبها ) فاعادت سارة السؤال بهمس اعلى (الم تندم ) فحرك امير راسه بالنفي مجيبا (لم تستطع الندم لانها كانت تؤمن ان دقيقة تقضيها في احضان زوجها تزيل كل تعبها) ازدردت سارة لعابها بتوتر متسائلة (كيف استطاعت) فابتسم امير بحنان وهو يرفع يدها الى قلبه مجيبا (نبض قلب حبيبها كان دوما مفتاح سعادتها) فتنهدت سارة بقلق وهي تتساءل بتعلثم ( وكيف استسلمت ) قرب امير وجهه من سارة ويداه تحتضن وجهها ( لانه بين العاشقين لا يوجد مهزوم او منتصر فهما جسدين بروح واحدة فاستسلامها لزوجها هو قمة انتصارها في نفس اللحظة لانه يمنحها قلبه وعقله وكيانه وجسده ويكشف لها مكامن ضعفه فهي الوحيدة التي يرتمي بين ذراعيها ليشتم رائحتها فيسكر بحبها وينسى كل همومه بين اضلعها ) تسارعت انفاس سارة بلهفة خائفة وهي تكمل تساءلها المتلعثم ( وكيف اعتادت غربتها ووحدتها ) اسند امير جبهته على جبهتها مجيبا بهدوء عاشق ( لان وطنها هو حيث حبيبها وانسها فقط بوجوده امام ناظريها ) تنهدت سارة بعمق متالم قائلة (اذن الم تتعب او تيأس)..احتضنها امير برقة وهو يجيب ( لانها ارتكزت على حبيبها فوجدت به سندها وقوتها لتصبح في كل يوم اقوى من الاول) امسكت سارة بقميص امير متسائلة بهمس تخافت اكثر ( وكيف وثقت بنجاحها وصبرت )ابعدها عنه امير قليلا ليقبل جبهتها قائلا (لانها اعتمدت الصراحة ..والصدق مع نسرها ) واكمل تقبيل وجنتيها مضيفا ( فقابلها بالصدق والصراحة ..كما وثقت به فوثق بها ) وقبل انفها مضيفا وشفتاه تتذوق طعم دموعها ( اخبرته عن ذاتها فاخبرها عن نفسه وازالت اي حاجز او سر بينهما) ثم قبل شفاهها بنعومة فائقة مكملا (اندمج كلاهما سويا واصرا على انجاح حبهما فتعاونا وتازرا وازالا اي خوف او غرور بينهما ليبقيا كشخص واحد يجمعهما هدف واحد وامل واحد ) تاوهت سارة بالم وهي تبكي بحرقة هامسة بصوت متقطع منفجرة باحاسيسها (لم اكن اقصد يا امير ..لم اكن اريد ان ابني حواجزي ولكني ..خفت ..شككت ..كرهت ..انتابني كل شيء ..اعتدت الوحدة فلم اتعلم يوما التعبير عن مشاعري ومخاوفي ..دخلت عالمك باقدامي وكرهي يعميني ...اردت ان انتقم منك على انك جلادي فتفاجأت بانك ملاكي ...احترت وتشوشت وشعرت بالذنب ...مشاعري التي اشعر بها لاول مرة اخافتني ورغبتي التي اثرتها برغبتك ارعبتني ...لم استطع الشعور بالامان ..لذلك حصنت نفسي بالجليد..سامحني ان كنت دمرتك فانا ) وهنا قاطعها امير ودمعتيه ترسم بسمته المعذبة على وجهه ( بل احييتني ...عن اي سماح تتكلمين وانا من اذاكي ..حطمتك بغطرستي وبدون قصد مني حملتك ذنبي ..اعتذر يا حبي ...اعتذر وكفي ارجوكي عن تحميل نفسك ذنبا لم تكوني انتي ابدا السبب به ..ياللهي ..لو تشعرين بسعادتي واشتياقي لصوتك ..لقد حرمتني طويلا منه يا سارة ...حرمتني انظارك وانفاسك ..ان عودتك لي هي قمة احلامي ..شعوري بابتعادك عني كاد يقتلني ..اعتذر لاني لم اراعي ظروفك ..اعتذر لقسوتي عليك ..اعتذر لاني لم اوفي بوعودي لك ..كل ما ارجوه منك هو فرصة ثانية ..اعلم ان تكلمك اليوم وبهذه الطريقة اتعبك فالطبيب النفسي اخبرني انه في لحظة معينة ستجتازين الحاجز اللذي وضعته حول نفسك لتحصنيها وان هذا سيستنفذ كل طاقتك ..لذا ما رأيك ان ترتاحي الان يا حبيبتي ) وحملها بين يديه وهي مستسلمة كالدمية ثم وضعها على السرير فاشارت بيدها باتجاه كوب الماء فجلبه واضعا اياه بحنان واحتواء على شفتيها وابتسامته المبتهجة تنير وجهه العاشق ..وما ان انتهت حتى ساعدها على الاستلقاء ولكنها امسكت بيده قائلة برجاء (فلننم كما اعتدنا ) ..رفع يدها مقبلا اياها وهو يجيب (بالطبع يا حياتي منذ اليوم لن ننام الا كما اعتدنا ) والتف حول السرير ليستلقي بجانبها ضاما اياها سامحا لها ان تتوسد صدره ويده تحتضنها ..شعر بلمسة يدها الخفيفة فوق قلبه وهي تهمس ( كانت دوما نبضات قلبك موسيقى املي التي تنير كوابيس ليلي المخيفة ) تنهد امير بعمق مجيبا وهو يضغط بيديه عليها ليضمها بشكل اقوى ( انها لك ..تنبض باسمك ..يا سارتي) ثم تحسس ظهرها باطراف اصابعه وتلاعب بنهايات شعرها مضيفا (فلتنامي الان يا عشقي فانتي تحتاجين للراحة ). مضى اليومين التاليين بنشاط وحيوية وقد اصر امير ان يقضوهما في الاراضي الخضراء المحيطة بالفيلا حتى يعيد النشاط الى نفس سارة ويمدها بالحيوية ...اما عن كلامها فاقتصر على اقل القليل واعتمدت اكثر على اشارات يدها وراسها مع بقائها بالقرب من امير ومراقبتها له ممثلا بذلك نبع قوتها ...عاينها الطبيب النفسي واثنى على ما وصلت اليه ونصح امير ان يحاول حثها ليسمع اسباب ما حدث لها حتى يحرر كامل روحها من اعباءها ...قرر ان يستخدم الصبين بتشجيعها مجلسا اياهم امامه وهو يطلب منهم ان يخبروه باكثر شيء احزنهم ...اجابه عادل انه وقت وفاة والديه ومرض هزار ..اما هزار التي اصبحت شبه طبيعية مع بقاء بعض العزلة بتصرفاتها فاجابت ببراءة انه عندما اختفت امها عنها وتركتها وقد قصدت بذلك سارة ...وعندما جاء الدور على سارة اجابت ( عندما شعرت اني عاجزة عن حماية من احب ) وصمتت ودموعها تنهمر على وجهها فخاف عليها امير وحملها فورا معتذرا لها انه ذكرها بهمومها ...انتهى هذا اليوم كسابقه ونامx كلا اميرx سارة باحضان بعضهما ولكن مع مضي الليل رفعت سارة وجهها لتنظر الى امير ...لمست بيديها وجهه بحب ..تذكرت ما حدث بينهما من مشاحنات وشعرت بالم يغزو قلبها فاستندت وخرجت الى الشرفة لتفكر بهدوء ....انهيارها كان متوقع بعد كل ما حملت نفسها به من مشاعر ولكن ما المها اكثر شعور امير بالذنب وبانه سبب انهيارها ...وقوفه الى جانبها وحنانه جعلاها تجتاز الازمة بسرعة خاصة بعدما سمعت رجاءه واشتياقه لها ليشجعها ان تجتاز خوفها وحصونها ...تلك القصة التي اخبرها اياها امدتها بالشجاعة والايمان اللازمين لتكمل مسيرتها معه ...لاول مرة تشعر بالانتماء لكارتال ...ولكن بقي عليها امر واحد ... من حق امير عليها ان تخبره بما تعاني منه لتخفف المه وشعوره بالذنب . استيقظ امير فزعا عندما لم يشعر بسارة الى جانبه وقام من فوره ليتنهد بارتياح عندما راها تقف بالشرفة .. خرج اليها واحتضنها من الخلف متسائلا (حبيبتي ..هل جافاك النوم ..هل انت بخير ) وضعت سارة يدها على خد امير مستندة عليه ومستمتعة بقربه وباستنشاق عطر انفاسه للحظات قبل ان تلتفت بين يديه محتضنة اياه وهي تجيب (لم اكن بخير في يوم كما انا الان ..اعتذر لاني ايقظتك ) ابتعد امير عنها قليلا قارصا خدها بمشاكسة محببة ( يا ليتك انت من ايقظني ..ولكنك تسللت كاللصة لتشاهدي القمر لوحدك ولم تدعوني معك ..يال حزني ) ابتسمت سارة برقة مجيبة ( مممم لقد اردت ان اعده واتفق معه ..ولاتاكد منه انه ان الاوان ) نظر امير بدهشة خائفة متسائلا بقلق ( اوان ماذا واي اتفاق او وعد ) وضعت سارة يديها حول وجه امير قائلة ( وعدته ان احاول ان اكون كخديجة وان احب كارتال ..واتفقت معه ان يساعدني بالحفاظ على من يسكنون قلبي اما الاوان فهو ان نعود لكارتال غدا ...فعملك ينتظرك وحياتنا تنتظرنا هناك ) ازدرد امير لعابه بتوتر ملهوف وهو يتساءل ( وهل انتي واثقة انك بخير ..انك قادرة ان تواجهي الجميع ..سارة انا لا اريدك ان تنتكسي مرة اخرى لنؤخر رجوعنا قليلا ) حركت سارة راسها بالنفي مجيبة ( كلا امير ..انا بخير ..ويجب ان اواجه من كان السبب بكل المي والم اختي ..ثم ان يدك بيدي ..فانت لن تتركني وستساندني ..الست النسر ) احتضنها امير بقوة متمتما بعشق ( يا قلبي اجل ..انا النسر الذي يخضع لحركة من اصبعك ..اشكرك يا حبي لرغبتك في المحاولة واعدك ان اساندك مهما حدث ) ابتعدت سارة عن امير قليلا وامسكت بيديه ناظرة الى صدره بخجل لتستمد شجاعتها ( ولكن يجب ان اخبرك قبلا عن حالتي ..وما حدث لي ..لان هذا حقك فلقد تواعدنا على الصدق وساكون سعيدة ان اشاركك قصتي التي لا يعلمها سوى ابي وامي وادورد .. معالجي النفسي ) عقد امير حاجبيه بتساؤل قلق ( هل انت واثقة من رغبتك ) قابلته ابتسامتها الهادئة ويدها تجذبه خلفها ليتبعها . التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-08-17 الساعة 09:24 AM | ||||
|
| |
|
13-08-17, 10:10 PM
| #120 | ||||
| مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر 
| أني جيييييييت ، حبوبتي حور شكرا لسؤالك .. أني بخير الحمد لله .. كنت بعرس قريبتي لهيك ما قدرت أدخل .. * قرأت الأجزاء اللي فاتتني .. كلها ممتعة ومشوقة وكثير أحداث وقعت .. أمير وسارة وبعد أخد و رد وإهانات وجرح مشاعر وغيرة ووصلت الأمور بينهم لدرجة اتخاد أمير قرار الانفصال .. انهارت سارة ومع ما حدث لها وإحساس أمير بفقدها إلى الأبد أدرك مدى أهميتها في حياته قبل الصغيرين ، وأنها أصبحت كل حياته لا يستطيع العيش من دونها ، أدرك أنه لم يعرف الحب إلا معها ، كان ذلك فرصة له ليعرف أخطاؤه ويصححها .. انهيارها نتيجة ما عانته في الماضي مع الضغوطات التي عاشتها منذ تعرفت بأمير وأصبحت زوجة له ،وظهور بهار إلى شجارها والعقربة الخبيثة فهرية ، وإلقاء أمير باللوم عليها كانت الضربة القاضية لها .. بالأخير هو تمكن من إخراجها من حالتها تلك بعد اتباعه نفس أسلوبها مع هزار .. لم يفارقها لحظة ، حتى استطاع كسب ثقتها ، وأصبح أمانها .. وها هي ستخبره عما حدث لها بالماضي .. بانتظار القادم لنعرف شو راح يصير .. وقرار أمير بشأن فهرية .. هل ستستسلم وتتنازل عن مكانتها بسهولة أم سيكون لها تصرف آخر .. والدته ما سيكون رد فعلها لما تدرك أنه متمسك بسارة وستكون زوجته للأبد ، وهي من كانت واثقة أن نهاية علاقتهما هي الطلاق بعد أن يحقق غايته من زواجه بها ..؟ بانتظارك .. .. | ||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
31Likes
.png)
العرض العادي
