رواية شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض * مكتملة *

[حور حسين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا1975

الرواية بجد جميلة فوق الوصف بس انتى سيبتى حاجات كتير متعلقة مش اتحلت ولا فهمناها زى مين الخاطف ومين اللى ضربها بالرصاص وهل حل امير كل المشاكل دى فى خلا السنتين والا لسة بيحل فيها كل ده علقتيه للجزء التانى يبقى ضرورى تقوليلنا امتى هاينزل وياريت يكون فى اقرب وقت علشان نقدر نربط الاحداث ببعضها قبل ما ننسى الجزء الاول وكمان عايزة اقولك طرقة كتابتك جميلة جدا شدتنى للرواية من اول سطورها اهنيك على موهبتك الجميلة

اول شي انا كتيير مبسوطة بتعليقك وشكرا ليكي ...
بالنسبة لاسئلتك كلها هيتم الاجابة عنها بشكل تدريجي خلال الجزء الثاني من الفصل ان شاء الله
غالبا هنزل الفصل اما اليوم بالليل او بكرة الصبح على ابعد تقدير باذن الله 😍😍😍😍

[أميرة الوفاء]

إذن الفراق كان بإصرار من سارة ..
هذا يعني أنها انسحبت ..
كل ذلك بسبب خوفها على أحبائها ..
فهي تعلم أن حقد فهرية زاد عن حده منذ دخولها لكارتال وسحبت البساط من تحت قدميها ..
ومحاولة اغتيال أمير لو ما تدخلت هي وكانت الرصاصة بها .. فهرية وراء ذلك أكيد ..
لذلك ضحت بحبها وسبب دخولها لعالم الآغا وهما التوأم طبعا وتحملت وجع الفراق ..
ولكن ماذا حدث بعد الحادث ..
وهل في فايدة بانسحابها ..
وكفت فهرية عن شرورها ومخططاتها ..
هزار هل تقبلت رحيل سارة ..
هل أمسكوا بالفاعل ..
ماذا سيفعل أمير ليقنع سارة ويعيدها إليه ..

؟؟؟؟
بانتظارك ..
..

[حور حسين]

الفصل السابع
الفراق
الجزء الثاني
استقلت سارة المصعد متوجهة من شقتها للاسفل لتبدأ يومها برياضتها الصباحية المعهودة.. رأت بداخله صبي تعرفت عليه فورا .. فمنذ اكثر من نصف عام لاحظت وجوده اثناء انتظاره لحافلة مدرسته الصباحية من امام مبناه السكني المجاور لمبناها ودائما كان يبتسم لها.. فابتسمت له قائلة بلطف وهي تسغرب وجوده بهذا الوقت (حسنا مالذي احضرك الى هنا ..هل كنت تزور احد من اصدقائك يا ترى) نظر اليها الصبي بتوتر مرتبك ثم قال (بل كنت انتظرك لاني يجب ان اوصل اليك رسالة ضرورية ..لم استطع رفض طلب صديقي لهذا الامر خصوصا هي ضمت صوتها اليه .. وانا احبها كثيرا لذا ..اعلم انه لا يجوز ان اتدخل ولكنهما اخبراني انها مسألة حياة او موت ) عقدت سارة حاجبيها محاولة الفهم وحس الحذر لديها يتحفز فتساءلت بشك (من اخبرك وماهي الرسالة..لم افهم يا صغيري عما تتكلم وماهو الامر للذي تريد مني معرفته ) نظر الصبي الى يديه اللتان عقدهما توترا قبل ان يقول بصوت مرتعش ( ادعى جيمس باتريك وابلغ من العمر 11 عاما منذ عام تعرفت على صديقي الذان يقطنان بشقة مجاورة لي وذلك عن طريق الصدفة واستمرت صداقتنا وهما من اخبراني عنك..انهما هزار وعادل ابنا أختك تالا ..لقد قالا لي ان اخبرك انهما يتذكران اخر مرة طبختما فيها سويا عندما قام تحدي بينكما وفاز عادل فيه وهذا الامر لا يعلمه سوى انتي وهم ومريم وبهذا ستصدقيني..انهما يحتاجاك وبشدة وينتظران قدومك معي الان لاوصلك اليهم خصوصا ان النسر غير موجود فلديه اجتماع الان في الشركة ..هذا نص رسالتهما واعتقد ان النسر هو عمهما) انتفض جسد سارة بقوة على اثر سماعها لهذه الكلمات ...مالذي يحدث الان ..هزار وعادل موجودان قريب منها في شقة مجاورة ومنذ اكثر من عام على ما يبدو كما ان امير ايضا معهما و ..توقف تفكيرها عن العمل ..هل يعقل ان يكون ما ظنته وهم هو حقيقة ..امسكت يد جميس برقة مرتجفة قائلة وكلماته اكدت انه لا يريد بها شرا ( اين هما يا صغيري دلني عليهما) تنفس جيمس الصعداء وسحبها من يدها الى المبنى المجاور طالبا منها ان تغطي شعرها وتحاول اخفاء وجهها وان يصعدا عبر سلم الطوارئ الى شقته حتى لا ينتبه حرس امير عليهم وبالفعل ارتدت نظارتها الشمسية واخفت شعرها بقبعة سترتها ودخلت الى الشقة بسرعة لترى هناك فلذتي كبدها يقفان بتوتر ينتظرانها..شعور غريب غمرها وهما يركضان عليها ليحتضناها بكل قوة ..شعور شخص كان بغربة طويلة واخيرا وصل الى وطنه بعد طول عناء وصبر ..اخذت تحتضنهما بقوة اكبر وتقبل كل جزء في وجهيهما ودموعهما تختلط بدموعها ..دموع الفرح والسعادة والم الفراق والاشتياق وعدم التصديق..كان لقائهم عبارة عن فوضى مشاعر مثلت عامين كاملين من شوق الفراق وصبر الغياب لكل دقيقة ابتعدوها عن بعضهم لتنصهر بعناقهم الملتحم.
بعد مضي بعض الوقت جلسو على الارائك في شقة جيمس وكل واحد من التوام على احد جانبي سارة التي احتضنتهما بحب وحنان ..سمعت عادل يقول (ياللهي يا خالتي كم اشتقنا لك وتمنينا لقائك ولكن عمي كان يمنعنا حتى لا نؤثر على رحلة علاجك) واضافت هزار (اجل فقط كنا نراك من بعيد ونتمنى الاقتراب منك يعني عمي جلبنا مخصوص الى لندن لندرس في مدرسة داخلية هنا حتى لا نفترق عنك ابدا وان كان ذلك بالخفاء اما هو فكان يقضي ايام الاسبوع ماعدا ثلاثة ايام يذهب فيها الى كارتال واسطانبول وبقينا على نفس عاداتنا معك من التحدث اليك وتخيل وجودك بيننا وحتى كنا نشكو اليك كل ما يحدث معنا ونطلب مشورتك وعمي يساعدنا على ذلك وهو الاخر كان يتكلم معك امامنا ولكن ربما ليس بنفس الصراحة التي يتكلم بها عندما يختلي بنفسه في الشرفة مراقبا تحركاتك في الشقة متحدثا معك ومخبرا اياك كل ما يحدث معه..لقد بقينا هكذا طوال العامين المنصرمين .. منذ جئت الى لندن.. والان لولا خوفنا على عمي لما جرؤنا على فعل هذا واخبارك بوجودنا) ارتجف قلب سارة سائلة بتوتر (انتم تقطنون هنا وفي مدرسة داخلية وامير كان يراقبني.. حسنا ما به امير ..عادل هزار انا لا افهم شيئا) وقف عادل مجيبابحزم (ولن تفهمي هنا يجب ان ناخذك الى مكان سترين فيه كل شيء هيا بنا ) تبعته سارة فورا مع هزار وجيمس الى حجرة الاخير الذي فتح الشرفة ليظهر تجاورها مع شرفة الشقة المجاورة وقد فصل بينهما حائط نصفي ..قفز كل من عادل وهزار بحذرx واشارو لسارة المذهولة لتتبعهم وما ان فعلت حتى اوقفتهم موبخة (كيف تفعلان هذا وتخاطران بنفسيكما بالقفز بين الشرفتين )ضحك عادل بمشاكسة ضاربا كفه بكف هزار مجيبا (ارجوكي خالتي هذه اخف الامور التي نقوم بها لنتخلص من الحراسة هنا ثم ان المسافة قريبة ولم تكن المرة الاولى فدائما جيمس او انا وهزار نرى بعضنا هكذا ولقد اعتدنا الحذر فلا تخافي) واشار الى جيمس شاكرا اياه ليتركه بشكل مؤقت حتى ترى سارة كل شيء على ان يستدعوه عندما ينتهو لتعود سارة من شقته ودلفx ساحبا خالته معه والتي لاحظت ان الشقة تقابل شقتها وفي نفس المستوى وتكشف ما يحدث عندها ...ووجدت نفسها في حجرة عادل الذي اقتادها فورا الى الخارج لتفاجئ بما رأت ..تنقلت سارة مذهولة في ارجاء الشقة وهي ترى ما علق على جدرانها ووضع على مكتب في صالونها ...ملفاتها الطبية ..تقارير اطبائها ...مراسلات عملياتها ...ذلك الوفد الذي قدم مخصوصا ليقوم بعمليتها واجراءات موافقته ونتائج عمليتها التي كانت شبه مستحيلة..صورها في مركز العلاج الطبيعي ..السير الذاتية للعديد من المعالجين الطبيعين ...صورها وهي تركض ..وهي تمشي ..وهي تسبح ...رسمتيها التان رسمتهما لامير ..كتبات شعرية مبعثرة لها ...و ...تمتمت من بين دموعهاx (لقد كان هو من انقذني في ذلك اليوم من السيارة التي كانت ستصدمني ...وكان هو الذي ارسل لي يافاش كمدرب ليدربني بشكل شخصي ..وكان هو من ارسل قفص الطير لي والذي كتب عليه اطلقيني لاشعر بالحرية ..وكان هو من منحني الوردة الحمراء ..كان دائما هو حولي ومعي وكنتم معه كظلي)x والتفتت الى عادل وهزار تسألهم (يعني اخبروني بالترتيب لافهم ..عمكم جلبكم الى مدرسة داخلية هنا لتكونو قريبين مني وتراقبوني ...كما اقام هنا ما عدا ثلاثة ايام كان يزور بها الشركة وكارتال من كل اسبوع ...وظل يمارس عاداتنا التي اعتدنا عليها بالتحدث سويا واللعب والرقص والغناء وكاني موجودة معكم وطلب منكم ان تحدوثوني وكاني حقيقة اسمعكم وكان يراقبني ويطمأن عليx ) ضحك عادل وهزار والاخيرة تضيف (دون ذكر كيف كنا نتبعك معه بسرية حتى لا تلاحظينا ..وكيف كنتي تكلمين قطتك ونحن نرد عليكي من بعيد بصوت هامس ..انتي لم تغيبي عنا خالتي ...لقد بقيتي بيننا طوال الوقت لذلك يجب ان تقفي الى جانبه الان فالمجلس يصر عليه انه لا يعلم اننا تواصلنا معك لذا ارجوكي لا تخبريه )..حاول سارة استيعاب كل شيء ولكنها لم تفهم كان وجيب قلبها يعلو محاولة تذكر كل المرات التي احست فيها بوجود من يراقبها ..انتفضت من كلمات هزار الراجية وسالت بقلق (على ماذا يصر ..ومالذي حدث ) تنهد عادل وجرها لتجلس على احدى الارائك قائلا وهو يقف امامها (خالتي حاولي الاستفاقة من الصدمة ...ان المجلس يريد من عمي ان يتزوج ويصر عليه وعمي كاد في اخر الامر ان يتشاجر معهم بعنف ولكن المشكلة ان جدتي الان ابتدأت بالتدخل ايضا ومطالبته باداء واجبه نحو كارتال وطلبت منا ان نضغط عليه ونطالبه بذلك..لقد كان البارحة محبط بشكل كبير حتى اننا سمعنا بعض مناجاته لك وهو في الشرفة ..كان يعتذر منك ..يعتذر لانه لا يعلم ما يفعله ..خالتي طوال هاتان السنتان وعمي يتعذب بسبب ما حدث معك ..كان يحمل نفسه ذنب كل شيء ..اتعلمين ما رايك ان تدخلي الى حجرته وتري مذكرته ..ستجدينها بجانب راسه..هيا تعالي ) لم تعلم ما تقول او تفعل والصدمة تشنجها اكثر ..لحقت عادل مسلوبة الارادة حتى دخلت الى حجرة امير ..حبيبها ...ارتفعت نبضاتها بشوق حارق ورائحته تعبق بانفها ...لم تستطع ان تمنع نفسها من التقاط قميص له كان يوضع على السرير والغرق بشمه ودموعها تنهمر كينبوع فاض حبا ..صمت كل من عادل وهزار وهما يدمعان على بكاءها ..وضع عادل المذكرات بين يديها وقبلا هو وهزار راسها وانسحبا ليتركاها شاعرين باهمية هذا الامر حتى تستطيع استيعاب ما يحدث ..هل يعقل ما تسمعه ..حبيبها يتالم من اجلها وهي التي تركته حتى لا يحمل نفسه ذنبها ..اغمضت عينيها متنهدة بقوة ويدها تتشبث بالقميص اما الاخرى فتضم المذكرة على قلبها ..شعرت بالخوف مما ستقرأه وذكرياتها تحوم حولها ...لم تعلم كيف تشجعت وفتحت اول صفحة شاعرة انها ستخاطب الان حبيبها وستسمع كلامه الذي رفضته منذ اول لحظة ادركت فيها حقيقة وضعها ...تلك الكلمات التي واجهتها قطعت انفاسها لتغرق في ذكريات تلك اللحظات (حبيبتي ..يامن ظننت اني سبب تعاستك ...اعلم كيف اجبرتي نفسك على البوح بهذه الكلمات ..اعلم جيدا كيف كان قناعك يخفي خلفه الاف الاهات ...ادركت ذلك من اول حرف نطقت به ما اتخذتيه من قرارات ..طلقني امير ...لقد انتهت حياتنا ساعة ان تلقيت عنك تلك الرصاصات ..يكفي حقا ما رايته معك في تلك اللحظات ..الما حسرة وانهيارا اتبعه اعظم الاصابات ..فقدت روحي ونفسي وانا ادخل تلك المتاهات ..واجبرتني على الزواج بك لتحقق بذلك اسمى النجاحات ..ولكني في اخر الامر لم احصل معك الا على اقوى الصفعات ..وعشت بين احضانك ساعة لتقابلها عجز يدوم معي لعدة سنوات ..هل تقبل هذا على من ادعيت حبها باقوى العبارات ..او من وقفت واثقا تعدها باقوى الاتفاقات ..ساكون سندك داعمك وحاميك كلها حروف نسجتها باقوى الحوارات ..لاجد نفسي بعدك عاجزة فاقدة للمشي امامها اطول الطرقات ..ماذا جنيت منك الا العبرات ..ودموع سانزفها لاحقا وانا اخضع لاشد العلاجات ..فهل تقبل هذا يا رجل خانني مرتكبا اعظم الهفوات ..ولم يحمني بل تركني اواجه مصيرا اسوء من الموت الاف المرات ..طلقني امير ...اجل سافعلx لاني اشعر بالموت بدونك الاف المرات ..سافعل لاني لا اطيق رؤية عينيك وبها مئات الانات ..ساطلقك يا سارة قلبي فقط لاطلقك من اعتى سجن احطك به في اضعف الساعات ..ساطلقك وقلبي ينزف ينبوع عشق امدني باسعد الذكريات ..ساطلقك لاعيش كظل جثة تحيى فقط على تلك الخيالات ...يوم كنتي زوجتي وانرتي حياتي باروع الضحكات ..يامن رسمتي بهجتي اعتذر لاني سبب تلك الدمعات ..ارجوكي سامحيني يامن كنت سبب سعادتي ولكني ما سببت لك الا العثرات ..سامحيني ارجوكي فهذه الان تمثل لي قمة الامنيات ...يامن احببتها بقلبي اعتذر لانني لم اكن الا سبب جروحك والامك و....سبب تلك النظرات ..يامن فقدت الحياة بسببي لو قدمت حياتي لك فهل ياترى سارد تلك البسمات )...كلماته افقدتها النطق ..لم تفهم ما سببته له بعزوفها عنه وقتها وما حملته اياه من ذنب الا لما قرأت هذه الكلمات ...احاطت نفسها بكبرياءها ظانة انها هكذا تحميه ولكن ....اغمضت عينيها وذكريات ذلك الحوار تداهمها ...(دكتورة سارة ...اهلا بعودتك بيننا ..حمد لله على سلامتك لقد اخبرتني الممرضة انك استعدت وعيك البارحة ولكن منعنا ان يراك احد حتى نطمئن عليك ..اعلم انك تشعرين بالم عميق في كل جسدك وذلك لاننا مازلنا لم نستطع اخراج الرصاصة بعد لوجودها بمكان حساس في ظهرك ..كان يجب ان نطمئن على وعيك في البدء واستيقاظك ثم نبدأ بدراسة الاحتمالات والخيارات التي امامنا بناءا على استجابتك الحركية والتي ستحدد طبيعة العملية ..والان يجب ان تخبريني ..هل تشعرين بيديك ) اغمضت سارة عينيها محاولة التركيز على تلك الكلمات التي كان يقولها ذلك الطبيب الغريب ..لم تفهم اين هي بالضبط ..سالت اول سؤال خطر بذهنها (هل زوجي بخير ) خرج صوتها ببحة مؤلمة انبأتها بطول وقت فقدانها للوعي سنعت رد الطبيب المطمأن (اجل يمكنك اعتبار انه بخير ان لم نعد تلك الصدمة التي تعرض لها بسبب اصابتك ولكنه الان ينتظر نتيجة هذا الفحص لاهميته فهو سيحدد طبيعة العلاج ... ساحاول لمس يدك فاخبريني ان كنت تشعرين بي ) حركت سارة راسها بالموافقة مرتين بعد ان شعرت بلمسته في كلتا يديها فابتسم الطبيب بارتياح وانتقل لقدمها ولكن ...لا شيء ..لم تشعر باي شيء ...حاول مرة اخرى ولكن بلا فائدة ..وهنا عبس الطبيب متنهدا وهو يقول بقلق (يبدو ان الاصابة اثرت على نصفك السفلي وشلته...ياللهي كم تمنيت عكس هذا لا ادري كيف سيتقبل زوجك هذا ..حسنا سنرى سارة لا تقلقي و ..)لم تفهم سارة سوى كلمة واحدة ..الاصابة اثرت على نصفك السفلي وكيف سيتقبل امير هذا فقالت فورا بصوت اقرب للهث (ارجوك انتظر ..تحدث معي بصراحة فانا طبيبة ارجوك ..امنعك ان تقول اي شيء لزوجي ..ماهي حالتي وماهي النتائج )..نظر الطبيب بحذر اليها مجيبا (هل تدركين ما تطلبينه الان يا دكتورة ..ان امنع المعلومات عن زوجك و ..) قاطعته سارة (اجل انت تعلم اتفاق السرية بين المريض وطبيبه لذا يجب عليك ان تلتزم بطلبي والان ارجوك اخبرني عن حالتي بوضوح)...تنهد الطبيب قائلا بحيرة (ان الرصاصة تحتاج للازالة ولكن المشكلة انها تسببت ايضا بتكتل دموي يضغط على العمود الفقري والحبل الشوكي وهذا على ما اعتقد هوالسبب بفقدانك مقدرتك على المشي وايضا الالم القاتل اللذي تشعرين به ..العملية خطيرة جدا ومن الممكن ان تتسبب بشلل كامل لكل اطرافك وقد لا نستطيع ان ننجز كل شيء بعملية واحدة ربما تحتاجين لسلسلة عمليات وبعدها قد تمشين وهذا الاحتمال الاضعف او قد تبقين مقعدة طوال العمر كل الامور لا يمكننا الجزم بها والان ربما يجب ان تناقشي الامر مع زوجك و ..) صرخت سارة بقوة ودموعها تتجمع في عينيها وما تسمعه يصيبها بالخدر التام (كلا لن تخبره شيئا سوى انني شللت ولا يوجد امل او علاج واني سابقى هكذا طوال العمر ) نظر الطبيب بذهول اليها وهو يجيبها (ولكن..لماذا تكذبين عليه هكذا و ..) تنهدت سارة بعمق متالم وذكريات امير وهو يعتني بمرضها النفسي تداهمها كانت تعلم تماما نتيجة ماحدث لها ..لم تفكر باي شيء سوى بامير ..يجب ان تبعده عنها حتى تتمكن من التفكير بشكل سليم ..لا يجب ان يبقى حولها لانه سينهار ولن تمثل له سوى عبء سيتحمله طوال حياته .. قالت من بين دموعها المحبوسة ( ارجوك ..لا تقل شيء انا ساخبره بكل شيء واريد تجهيز طائرة طبية لنقلي الى بريطانيا حيث ساباشر هناك العلاج ولا تجادلني فانا ساحرص على ان تفقد شهادة مزاولتك الطبية ان وصل اي كلام عن حالتي لامير ..والان اجلب زوجي لي وانا ساتولى الكلام معه ) ...انتشلت سارة نفسها من ذكريات ذلك اليوم وشهقات بكاءها ترتفع ...لن تنسى ابدا منظر امير وهي تكلمه ببرود والم وتطالبه ان ينفذ شرط زواجهما بانه عندما تطلب المغادرة فهو ملزم بتطليقها طالما ستتنازل عن كل حقوقها ...لن تنسى وقفته عند باب الحجرة وكانه خائف ان يدخل ويقترب منها ..لن تنسى انخفاض عينيه وعدم نظره اليها ..لن تنسى قبضتيه المحكمتين وهي تخبره بانها اصبحت واثقة من قراره عندما اراد تركها بعد ان خطفت وان حياتها معه لم تسبب لها سوى الالام وانها الان تريد العودة الى بريطانيا ونسيان كل شيء يتعلق به ..لن تنسى هزة راسه المستسلمة وتقدمه باتجاهها بخطوات متعثرة وعينيه يمتلئان ببحور الم وقبلته المرتجفة على جبينها ودمعته التي سالت على وجهها وهو يقول لها ( اعتذر لاني السبب بتعاستك ( ..كانت تستخدم كلماته التي اسمعها لها وقت اختطافها لتجعله يصدقها ويحمل نفسه ذنبها ..اخبرته ببرود بان بقاءها معه سيزيد مرضها وسيسبب حزنها فهي لن تقبل ان تشعر بشفقة احد ..خصوصا هو لم تعد تريد منه شيئا ..ان مجرد فقدانها المشي بسببه جعلها تكرهه ..لن تنسى ضمة شفتيه وقتها وكلماتها تقتله مئة قتلة ..والان علمت بانه كان يدرك تمثيلها ..ربما وقتها علمت ايضا بانه كان يعلم هذا ولكنه تركها لانه امن بشيء اكبر ..في بقائها معه هلاكها ..اما ابتعادها فهو حياتها ..تعالت اكثر شهقاتها وهي تتذكر منظره وهو يودعها عند الطائرة الطبية مانحا اياها اوراق طلاقها ..ومنذ ذلك الحين فقدته .لتجد انه لم يتركها ...وقفت سريعا واضعة المذكرات مكانها فلم تشأ ان تقرأ خصوصياته بلا اذنه .. وضعت القميص وخرجت لتشاهد ملفها الطبي ...اذن كان يعلم بكل شيء ..عندما انهت عمليتها الاولى شعرت به وهي بين الاستيقاظ والنوم مع تاثير البنج ..كانت النتيجة الاولى مشجعة ..ولكن بعدها باربعة اشهر عمليتها الثانية كانت فاشلة ...وتسببت باضرار كبيرة ..يومها فقدت الرغبة بالحياة وتمنت لو تموت كانت تشعر بانها قيدت بذلك الكرسي طوال عمرها ...وهي جالسة في حديقة المشفى وجدت احدى الممرضات تحضر لها قفص به طير جميل ..وعلقت ورقة كتب عليها (عندما تحيطنك الاغلال من كل جانب ثق بانك ستجد طريق يحرر روحك التي ستحرر جسدك الى عنان السماء ..اطلقيني الان لانك سبب حريتي ) شعورها بخفقات الطير وهو يغادر القفص امدت قلبها بسعادة وعزيمة غريبة ..لم تعلم ممن القفص فقط اخبرتها انه من احد مرافقي المرضى الذي شعر بعجزها واحب ان يهديها خيرا ..ولم يمضي اسبوع حتى سمعت بان وفدا طبيا امريكيا من اعرق الاطباء سيزور المشفى الذي تتعالج به بعد خمس اشهر وبان طبيبها ارسل حالتها وقررو ان يجرو لها العملية التي ظن الجميع انها مستحيلة ..وبالفعل بعدها اجرت العملية الثالثة والتي انتزعو فيها الرصاصة وتخلصو من كل اثار التكتل الدموي لتبدأ مرحلة النقاهة والعلاج الطبيعي ...عادت الى واقعها مع حركة عادل وهزار الى جانبها فابتسمت بحب لتضمهما الى صدرها ووقعت عيناها على صورة لها وهي تقف بحزن على ضفاف النهر وتذكرت يومها كيف كانت قد فقدت الامل بترك العكازين ومشت بلا هدف حتى سقطت بمنتصف الشارع واستسلمت لسيارة كانت تتجه اليها لتتفاجأ بشخص حملها من الخلف مغلقا عينيها ومنقذا اياها .. ثم اجلسها على الكرسي عند الضفاف تاركا بجانبها وردة بيضاء ..التفتت لتشكره ولكنه اختفى ..كانت واثقة بانه امير ولكنها كذبت نفسها ..لم تعلم كيف شعرت بان بياض الزهرة يعيد الامل اليها..سمعت همسة عادل وهو يقول (على ماذا قررت يا خالتي ان عمي الان بالطريق الينا ويجب ان تغادري ) تنهدت سارة واقفة وابتسمت بحب وحنان قائلة ( حسنا سيبقى هذا سرنا اتركو منذ الان الامر لي وساخبركم باي شيء عبر جيمس .. عادل كنت اود ان اسال عن عمتك فهرية هل هي بخير ( اضافت السؤال الاخير بتردد غير واثق قابله عادل بهزة اكتافه اللامبالية ) لا نعلم فبعد ذهابك ذهبت هي ايضا وحسبما فهمت ان عمي طردها من كارتال ولكني لا اعلم شيء تحديدا ( اجابته اثارت حيرتها ..هل يعقل ان تحاكم فهرية واخيرا على افعالها وتنفى من كارتال .. لم تستطع فك الغموض المتعلق بالامر لذا اثرت نسيانه بشكل مؤقت بما انها لم تعد موجودة كمصدر خطر وقررت ان تولي اهتمامها لتتعامل مع المشكلات الاهم.. انحنت بهدوء باتجاه الصغيرين قائلة باشتياق )الان اعطوني قبلة اخرى قبل ان اغادر )...نقلت انظارها للمرة الاخيرة في ارجاء المكان وقبلتهما وغادرت وهي تنوي ان تقوم بزيارة ستحدد مسار خطتها كاملا.
جلست سارة في مكتب امير في فرع الشركة في لندن حيث اخبرتها السكرتيرة انه في اجتماع مهم مع الاعضاء في حجرة الاجتماعات فطلبت منها ان تخبره بوجودها وهي تنتظره ...عادت اليها ذكريات لقائها الاول مع امير ..وياله من تغير ..ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تتذكر ثقتها وكرهها له ..والان ..هل يعقل ان يكون حلمها سيتحقق ..اجل هذا هو حلمها منذ اللحظة التي اصيبت بها ..ان تعود لامير ..كانت تعلم انه حلم وانه لن يتحقق ولكن ادورد اصر عليها ان تخلق حافزا يساعدها على النجاح والمثابرة فخلقت هذا الحلم ..وبالرغم من كل ماعانته بسبب اصابتها الا انها استفادت بشيء وحيد ..فتلك الرصاصة اخذت معها بجانب قدرتها على المشي صدمتها النفسية لتخلق صدمة مرتدة استطاعت من خلالها تقوية ايمانها بقدرتها على حماية احبابها ..وبمساعدة من ادورد اتمت علاجها بالكامل ...دارت عينيها بالارجاء وقلبها ينتفض عشقا ..هل ان الاوان ..هل سترى حبيبها حقا ..كم اشتاقت له ..اقناعها نفسها بانه اصبح يكرهها كان يساعدها على الصمود على فراقه ولكن ما راته بالامس من اثار حبه لها جعلها تذوب عشقا حتى لم تعد تطيق صبرا لتلقاه ..البارحة قامت بزيارة طبيبها النهائية لتتاكد من انها سليمة بالكامل ولا يوجد ما يمنعها من ممارسة حياتها بشكل عادي ونصحها ببعض الامور فقط ...اليوم ارتدت اكثر ملابسها جمالا واغراءا ..ارادت ان تبدو امامه انثى كاملة فلقد اشتاقت لعيناه ونظراته لها ...عندما علمت انه راها باسوء حالاتها وقت كانت مريضة تاثرت كثيرا ..ياترى هل تغير ..يالهي هل ستحتمل الا ترتمي في احضانه ..كيف سيكون استقباله لها ..متى سياتي ياترى ؟ ..كلها اسئلة دارت في مخيلتها في تلك الدقائق الفاصلة وهي تنتظر قدومه ..تلك الدقائق التي شعرت بها كسنوات وسنوات تفصلها عن حبيب قلبها الذي مازادها فراقه الا حبا له ملئ قلبها الوحيد دونه.
انتفض قلب امير عندما سمع كلمات سكرتيرته وهي تخبره بان سارة تنتظره في مكتبه .. استأذن من المجتمعين وقدماه تسبقه وقلبه يرتجف...فتح الباب لتظهر امامه كما في اول مرة راها فيها ...شعر بان الزمان يعيده بسخرية الى نفس ماضيه ..تقدم بخطوات بطيئة وعيناه تتلكأن ببطء على كل جزء فيها ..ياللهي كم بدت منيرة ..هل حقا فقط البارحة راها ..لماذا يشعر بانه لم يرى منذ سنوات ..وكالمعتاد اشتياقه لها لا ينضب وعشقه لها متضاعف ..ملابسها الرائعة سحبت انفاسه ولكن ..حتى وهي في ثوبها الازرق بعد كل عملية ووجها الشاحب كانت كملاك جميل يعشق كل ملامحه ...وصل الى مكتبه وجلس متوترا خلفه ملاحظا نظراتها التي اتقدت عشقا وهي تجلس امامه وتلتهم ملامحه بنهم المغرم ليشتعل داخله بتعذيب نسي طعمه ..انها هي تراه بشكل مباشر لاول مرة منذ اصابتها ...تلك النظرات ..كم اشتاق لها ..اراد ان يتوه في بحرها فلا ينتشله احد منها ...حاول التماسك واسدل على عينيه ستارا اخفى فيها مشاعره وتنحنح ببطء متساءلا (سارة كيف حالك ما هذه المفاجئة السارة هل انتي بخير ..خيرا هل هناك امر تريدينه ..هل تحبين رؤية الاطفال ..صحيح مبروك لك عودتك للمشي..اعذريني فانا اشعر بالتشوش فزيارتك فاجئتني و ..) صمت وهو يرى تلك الابتسامة التي انارت ملامحها وهي تستند على ظهر كرسيها رافعة قدمها فوق الاخرى باغراء لينظر اليها متساءلا ومحاولا التحكم والسيطرة على انفاسه ليسمع جوابها اللذي صعقه (اريد ان اعقد معك صفقة اخرى ...يا ترى ..ماللذي علي فعله لاعود هانم اغا مرة اخرى ) ساد الصمت المكان بعد كلمتها ..صمت تذكر فيه امير كل تفاصيل لقائهما الاول ...ذلك اللقاء اللذي غير مسرى حياته ليدخل ملاكا اليها ...تلك الخيارات والشروط اللتي تبادلاها وقتها قفزت امام ناظريه لتسخر منه كشاهد على اسطورة حبهما ...ولكن ...كل هذا انتهى ..بثوان تمثلت فيه صورتها وهي تسقط مضرجة بالدماء مودعة اياه بحبها وتضحيتها ...منظرها وهي بين يدي خاطفها قفز بسرعة ليحتل جزء من مخيلته ليكتمل مع منظرها وقت انهيارها ...ثلاث لمحات قفزو امام عيناه ليوقفو كل ضعفه ويحولو حبه لقسوة علم انها ضرورية ...ذلك الصمت الكثيف قطعه امير بصوت تعمد بروده (اشكرك سارة ..ساكتفي هذه المرة بالخيار الثاني ..ان تبقي تلك الخالة اللطيفة للاطفال اصلا هم عندك في لندن تستطيعين زيارتهم وقتما اردتي اما كارتال فسامنعك من الذهاب اليها مرة اخرى)
كلمات بسيطة مثلت حكم الاعدام لبهجة سارة ...انتفاضة ..انتفاضتان ..خفقة ..خفقتان ...واعلن قلبها تسمره ورفضه الاستمرار ..لا يعقل ان تكون ما سمعته حقيقة ..صوته ..عيناه ..وحتى انفاسه كلها احاطتها بجليد اخافها ...لو لم ترى البارحة كلماته وما فعله لاجلها لاقسمت انه يكرهها ..تنفست بحدة محاولة البحث عن الهواء اللذي شعرت بانقطاعه عن رئتيها ...انه يرفض وجودها وهو الذي فرض كيانه عليها في اضعف لحظاتها ...انبأها صوت ضئيل بعقلها حاول تهدئة ذعرها ..اجل هذا هو امير الذي تعرفه ...امير الذي سيقسو عليها ليحميها من كل ما حولها ...غامرت بتبني هذا القرار ورسمت ابتسامة ساخرة لا تدري من اين تذكرتها قائلة بصوت قوي بعيد كل البعد عن تشوشها (حسنا ساغير البند الاخير واقول ...مالذي علي فعله لأعود الى كارتال كطبيبة ..اي كدكتورة سارة توماس..يعني هل نسيت بان مشروعي هناك قائم لا اعتقد ان احدا اكمله اليس كذلك ؟) شعرت بانها اخترقت درعه وشوشته واصابت كل بروده فاضافت بحزم اكبر (امير ..اعرف انك لازلت تحبني ..واعرف انك واثق من حبي لك ..اعلم ان كلانا عايش ظروف تسببت بفصلنا ولكن ..ما..)قاطع امير كلماته بصوت جاف (سارة ..او دكتورة سارة ..مهما كان ماحدث بيننا في الماضي فهو في الماضي ..واعذريني ان رفضت مشروعك الاخر ايضا فلست انوي تمويل اي شيء قد يعيدك الى كارتال )رفعت سارة حاجبيها وكلماته تعذبها ولكنها شعرت بعذابه اكثر فقالت بتحدي اكبر استمدته من كلماته التي قراتها في مذكرته (وماذا عن الحاضر ..ام انك ظننتني لن اعلم ..معجزة حضور اشهر الاطباء الى بريطانيا فقط لعلاجي ..يالها من صدفة ...ذلك العقد الذي ظهر فجأة ليافاش ليجلبه الى بريطانيا ليتولى علاجي الطبيعي ..حقا ..يال القدر ..ام ذلك الطيف الذي كان يلازمني بين يقظتي ونومي ..اجل يبدو انها احلام يقظة ..بالطبع الورود والطيور ومدربتي الرياضية كل اؤلئك كانو من صنع نسيج غريب من الحظ اليس كذلك ولا انسى سكنك مقابلي والتوأم الذان جلبتهما من كارتال ليبقيا هنا ..بربك ماذا تسمي كل هذا؟ ) ازدرد امير لعابه بتوتر ووقف ليتحرك ناظرا الى النافذة موليا ظهره لها ليقول بصوت هادئ (لم انكر يوما اني لازلت احبك سارة ولكن ..ما فعلته امر طبيعي نابع من احساسي بالذنب اتجاهك و ..) قاطعته سارة مصفقة بسخرية وهي تقف قائلة (برافو امير ..حقا احسنت ..هل تحاول ان تشعرني بشفقتك الان حتى اتراجع ولكن ..اتعلم لن اسمح لك ..ان تلوث هذه الذكريات التي هي اعظم كنوزي ..حسنا امير لا تريد حبي وتشعر بان وجودي سيسبب لك الالم افهمك فقد اتخذت هذا القرار قبلك عندما طلبت الطلاق ولكن ...كما بقيت الى جواري فاني سارفض ان اغادر دونك ..ان اردت حقا اثباتا على برود مشاعرك فوافق على وجودي ودعنا نرى كيف ستتصرف ) لاحظت سارة حركة امير الضاغطة بقوة على كفيه قبل ان يلتفت اليها وانفاسه المتسارعة تنبئ بغضبه قائلا بلهجة مخيفة ( عن اي اثبات تتكلمين انا اخبرتك اني لا انكر حبك ..ولاني احبك لا اريدك بجانبي ..فوجودي بحياتك لم يجلب لك سوى الماسي الم تري ماعانيته بسببي ..لقد انتهيت سارة ..لم اعد اريد ان ارى عذابك ولن احتمل ان يحدث لك اي شيء ابقي هنا كما انتي بدون ان يتعرض لك احد بسوء و ..) قاطعته سارة وهي تتقدم نحوه بغضب (وما ادراك اني ساكون بامان وانا بعيدة عنك ..قد اغادرك الان ليقابلني مجرم ويقتلني كما حدث مع والدي ..او اتعلم انا ساعود للعمل اما في كارتال او ساتطوع في اطباء بلا حدود وصدقني وقتها ساتمنى الموت مئة مرة لاني بعيدة عنك ما رايك ..ايهما تختار امير ..هل انت واثق بانني سابقى بخير بعيدة عنك ..المفترض ان تحرص على حمايتي بكنفك بدل ان تهرب و ..) صرخ امير بغضب هادر ضاربا المكتب بيده (اجل ساهرب ..فانا لم اتمكن من حمايتك ابدا ودوما عرضتك للهرب ..اجل ساهرب واحرسك من بعيد وساحرص على ان تعملي بمكان امن فكفي عن تهديدي بعملك في اطباء بلا حدود لاني ساستخدم كل صلاحياتي لامنعك و ..) قطع كلماته عندما شهقت الما بعد ان ضربت قدمها في الطاولة التي امامها ليتحول غضبه لرعب هائل وهو يركض باتجاهها حاملا اياها ليجلسها على الاريكة ويمسك قدمها بخوف متساءلا بصوت ارتجفت نبراته (حبيبتي هل انتي بخير ..هل احضر الطبيب .. هل ) وصمت عندما راى ابتسامتها التي انارت وجهها وهي تقول بعد ان امسكت كتفيه بحب (ارأيت ..انت لن تستطيع منعي من الاذى ولكنك ستكون بجانبي لتعالجني ان تاذيت فهل ستحرمني هذا برفضك .)وتنهدت بعمق وهي تقترب منه قائلة بهمس مرتعش (اشتقت لك بجنون ) لتمس شفتيها شفتاه لثانية اغمض امير عيناه بلوعة ليراها مرة اخرى بين يديه بدمائها فقفز مبتعدا بسرعة عنها قائلا بصوته المتوتر (سارة كفي عن الاعيبك هل هذا واضح ..لقد جئتني بصفقتين الاولى هي ان تكوني زوجتي ورفضتها لاني لن اتزوجك ابدا مرة اخرى ..والثانية كطبيبة تود اكمال مشروعها وهنا ايضا رفضت الامر فبالرغم من ان المشفى لديه مدير وانا واثق بانك ستخبريني انه موافق على مشروعك الا ان هذا الذي تطرحينه يحتاج الى تمويل وهنا يحق لي رفض التمويل وهكذا لا يوجد اي صفة تستطيعين بها دخول كارتال ..اعتقد اننا انهينا الكلام هنا ساتصل بالسكرتيرة لتصحبك الى الخارج عن اذنك )ورفع سماعة الهاتف ليلقي بتعليماته ..راته سارة بوضوح في تلك اللحظة ..رات امير اللذي يهرب بسرعة منها لانه يخاف ان يضعف ..تلك اللحظة التي استسلم فيها بين يديها اعلمتها تماما ما ستقوم به ..فوقفت بقوة قائلة وعيناها تخفي دموع الم رفضه لها ( حسنا امير ساخرج ولكن ..ساعود ..وساجد الطريقة التي سادخل بها كارتال بالرغم من كل اصرارك ..اعدك بذلك ) وغادرت المكتب براسها المرفوع رافضة مساعدة السكرتيرة وهي تصبر نفسها حتى لا تنهار الا عندما تختلي بنفسها ..فمشت ومشت ..خرجت من الشركة ...ومشت ..اخذت تمشي والريح تضرب وجهها وتجمد دموعها ..تمشي وكانها تود ان تثبت للجميع بانها قوية ..تمشي والامها تزيد معاناتها ...انه رغم حبه يرفضها كما رفضته ...انها الان تمثل له كابوس بدل ان كانت نبع سعادته ...والان ليس امامها سوى حل واحد ليعود لها ...ان تجد ما يدخلها الى كارتال ..اخذت افكارها تحوم في بحث مستمر عن الحل ....وقفت بعد ان شعرت بالم شديد في ظهرها وانتبهت انها مشت كثيرا وهذا ما نبهها منه الطبيب بانها لا يجب ان ترهق نفسها ..انتبهت على هاتفها اللذي يرن فاستغربت الرقم .. ردت لتتفاجئ بصوت امير الصارخ (ماللذي تفعلينه سارة ...هل تريدين ان تعودي عاجزة ..كيف تمشين كل تلك المسافة ..هل انتي مجنونة..الان وفورا اركبي سيارة الى منزلك او ..انتظري سابعث لك بسائق ليوصلك و ) قاطعته سارة بحزم مدركة انه يراقب تحركاتها عن طريق حارس يبدو انه وظف ليحميها حتى وهي لم تعد زوجته (لا تقلق انا بخير ..وساركب سيارة فورا ..اما بالنسبة للمشروع فلدي الممول المناسب له لذا اطلب من سيادتك تحديد موعد ليقابلك معي او ساتصل غدا في سكرتيرتك لاحدد موعد ..وداعا ) واقفلت الهاتف بحزم حزين لتجري بعد ذلك اتصال بالشخص الذي مثل املها الاخير .
في المساء دلفت الى مبنى الشركة المتحدة ...ذلك المبنى اللذي تزوره للمرة الثالثة ..فالاولى عندما منحت ميراثها والثانية حينما ارادت ان تدبر اموال دراسة اختها تالا والثالثة الان ...لقد تكلمت مع صديق والدها المحامي ستيف والذي منحها موعدا لتقابل ابنه ديفيد المدير التنفيذي للشركة والمنفذ والمتحكم بكل مشاريعها وخطط تمويلها ..تذكرت ديفيد جيدا ..وكيف تنساه ..صاحب القبلة الثانية .. من اكتشفها من مقابلة لم تدم سوى دقائق واخبرها بالبركان الذي بداخلها ..اقتادوها الى مكتب فخم ما ان دلفته حتى رات ديفيد هناك ...عشر سنوات مرت منذ اخر مقابلة بينهما ..عشر سنوات غيرت فيه وفيها الكثير ..ولكنه لازال ذلك الشاب الوسيم بشكل فائق والمبتسم بدهاء ورقة مخيفين ونظراته تتفحص من امامه بدقة وكانه يكشف كل اسراره ..مشت خطواتها بثقة حتى وصلت اليه لتصافح اليد الممتدة باتجاهها والمرحبة بها ..اشار اليها لتجلس وتفاجأت انه جلس مقابلها وليس خلف المكتب واخذ يتاملها بجرأة ضايقتها فتنحنحت محاولة كسر الصمت وهي تقول (لقد جئتك بخدمة اتمنى ان تساعدني بها ان امكن ) ابتسم ديفيد بلطف قائلا بنبرة حازمة (حسنا ساستمع الى خدمتك ولكن سابقا اود سؤالك عن امر ما ..من هو ..هذا الشخص الذي حطم جليدك واشعل نارك ..اتعلمين الان كم تبدين مختلفة عن تلك الطفلة التي كنتها قبل عشر سنوات فانت الان ..امرأة ..امرأة ناضجة تفيض انوثة ..ولذلك من هو هذا الشخص ..ولماذا اشعر بان له علاقة بطلبك اللذي ستطلبينه ) عقدت سارة حاجبيها بضيق اكبر ووقفت قائلة (ارجو المعذرة ..لم اتي هنا لتستجوبني يا سيد ..اعتقد اني ساغادر و ..) قاطعها ديفيد برقة وهو يقف ليشير اليها لتعود للجلوس (انتظري ..اعتذر على تطفلي ولكن صدقيني من اول مرة رايتك فيها علقت بذهني كثيرا واردت فقط ان اسمع قصتك بفضول خصوصا ان الالم واضح في تعابير وجهك ..في بعض الاحيان سماع راي شخص محايد لقصتنا والمنا يفيدنا ويرحنا ويظهر لنا العديد من الجوانب المخفية ..ثم على كلام والدي فانا وانتي نعرف بعضنا عندما كنا صغار ..ولذا سامحيني ان لم اعتبرك غريبة عني) جلست سارة وشعورها بالتشوش يغمرها والمها يطغى عليها ..اجل كانت تحتاج لمن يسمعها وادورد كان في رحلة ومنذ خرجت من عند امير وجدت نفسها في دوامة لم تعلم كيف تحدد فيها مصيرها او ان كانت تتصرف بشكل صحيح ..كلمات ونظرات ورفض امير لها اشعراها بعجز غريب وقلبها الذي رقص فرحا بحبه مات الما برفضه لها ..لم تعلم لما شعرت بالالفة نحو ديفيد ...تلك النظرة الواثقة المطمأنة التي يرمقها بها اشعرتها برغبة غريبة لتكشف كل اسرارها وحكايتها لشخص لا يعلم اي منهما ...رفعت راسها ولم تعلم كيف بدأت حكايتها ...اخذت تتكلم وتتكلم وتتكلم بتخبط تارة وبدموع تارة ..وصفت مشاعرها واحاسيسها كما وصفت ردات فعل امير لها ..اخبرته عن تالا ورسائلها وعن فهرية ومكائدها وعن كل شيء عانته في هاتان السنتان وما فعله امير لها ..لم تعلم كم بقت تتحدث ولكن ديفيد لم يقاطعها وصمته شجعها على الاسترسال حتى انتهت من كل شيء وشعرت براحة غريبة وقلبها يفرغ همومه لغيرها ...رات نظراته المتفهمة وسمعت صوته الواثق وهو يقول (حسنا لقد فهمت سارة ..من حقك طلب الدعم فلك نسبة كبيرة في الشركة لذا ساتبنى المشروع بالاضافة لامر اخر ان سمحتي لي ..ساراهنك اني سارجع امير لك فحبكما لا يجب ان ينتهي ولكن هذا سيتطلب منك ان تمعي كلامي ..فهل انت مستعدة ؟ )
الى اللقاء مع الفصل الثامن .. عدنا من جديد

[حور حسين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء

إذن الفراق كان بإصرار من سارة ..
هذا يعني أنها انسحبت ..
كل ذلك بسبب خوفها على أحبائها ..
فهي تعلم أن حقد فهرية زاد عن حده منذ دخولها لكارتال وسحبت البساط من تحت قدميها ..
ومحاولة اغتيال أمير لو ما تدخلت هي وكانت الرصاصة بها .. فهرية وراء ذلك أكيد ..
لذلك ضحت بحبها وسبب دخولها لعالم الآغا وهما التوأم طبعا وتحملت وجع الفراق ..
ولكن ماذا حدث بعد الحادث ..
وهل في فايدة بانسحابها ..
وكفت فهرية عن شرورها ومخططاتها ..
هزار هل تقبلت رحيل سارة ..
هل أمسكوا بالفاعل ..
ماذا سيفعل أمير ليقنع سارة ويعيدها إليه ..

؟؟؟؟
بانتظارك ..
..

حبيبتي اميرة .. اسئلة مهمة بالفعل اتمنى انو تلاقي اجاباتها كلها بالفصول القادمة 😍😍😍😍

[حور حسين]

بصراحة الشخص لما يشوف اديش ماحد عم يعبر عشي بيصير ماعندو همة اصلا انو يعمل شي عالعموم شكرا لتفاعل البنات القلال يلي تفاعلو معي اما الغالبية يلي منسحبين فبشكرهم على خيبة الامل يلي عم يزرعوها بنفس الشخص وعالعموم يمكن هيك افضل عشان الشخص ما يحاول يرجع يكتب تاني 😟😟😟😟

[تسنيم الجنوب]

الرواية رائعة..والسرد بطريقة أروع ..حاصة المشاعر وطريقة إيصالها لنا ..
أعتذر عن عدم التفاعل عزيزتي ..لظروف خارجة عن إرادتي ...
أنتِ كاتبة مميزة ..ونشكرك على تعبك معنا ..في لإنتظار الجزء الثاني لمعرفة الكثير مما وقع في كارتال خاصة لفهرية ..وما سيقع لدخول سارة لكارتال رغم رفض أمير ..وماهو دور دبفيد في الموضوع ..
شكرا مرة اخرى ..وعذرا للتقصير

[أميرة الوفاء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور حسين

بصراحة الشخص لما يشوف اديش ماحد عم يعبر عشي بيصير ماعندو همة اصلا انو يعمل شي عالعموم شكرا لتفاعل البنات القلال يلي تفاعلو معي اما الغالبية يلي منسحبين فبشكرهم على خيبة الامل يلي عم يزرعوها بنفس الشخص وعالعموم يمكن هيك افضل عشان الشخص ما يحاول يرجع يكتب تاني 😟😟😟😟

لا تحكي هيك عزيزتي ..
أكيد الظروف هي المانع ..
أنت كاتبة مبدعة رغم أنها روايتك الثانية بس تعلقت بكتاباتك ..
وأبدا لا تعيديها أنك ما راح تكتبي ثاني ..

أنا هالأيام مع الأعراس تقريبا ما بدخل للبيت ..
قبل البارح كنت بعرس صديقتي تزوجت ..
وقبلها بعرس أقاربي ..
وبتعرفي التعب اللي يأتي بعد ذلك ..
حتى أني لما أدخل أقرأ الفصول بدون تركيز ..
لهيك ما أتفاعل كثير مو بس معك ..
كثير روايات صار لي زمان ما كتبت لها تعليق رغم حبي الشديد وتعلقي بها وكاتباتها وأبطالها ..
لذلك اعذرينا عزيزتي ..

وبانتظار القادم ..
لنعرف شو خطة سارة لتدخل كارتال ..
وشو رأي أمير وهي راح تتعامل مع صاحب القبلة الثانية ..
أكيد راح يحترق غيرة لما يشوف تعاملهم مع بعض ..
رغم أنه من أعطى الفرصة لدخوله بعد أن رفض مساعدتها وعودتها لعالمهم لا كزوجة ولا طبيبة ..
فهرية طردت من كارتال ولم نعرف مصيرها بعد وهل كفت عن مؤامراتها ..؟

بانتظارك ..
يا ترى في فصل اليوم ولا لأ ..
..

[rontii]

مساء الورد حبيت ديفيد و شخصيته و حاسة انه هيعمل شغل عالي في امير
فهمنا سبب ابتعادهم و منكق كل واحد قيهم
الخوف و الفشل في الحماية اهم اسباب امير
سارة بعد قرار عودتها لازم تدافع و تحارب اشبحاهم و مخاوفهم
و ديفيد داعم جيد ليها
بانتظاررخطة ديف و ربنا يستر

[م ام زياد]

فهريه ديه ورا كل مصيبه بتحصل في كارتال بس هل هي صدر أساسي والا مجرد قطعه بيحركها شخص لمصلحته
بعد كل الحب بين ساره وامير يبقي انفصال اكيد السبب قوي جدا
شكرا برواياتك الجميله بجد

[م ام زياد]

واخيرا فهريه خارج كارتال
اما ساره فانا حزينه منها لانها سابت امير وهبه متخيلة انها بتبعده عنها لأنها أصبحت عندها مشكله رايي انها اتخلت عنه لكن هوه كان معاها وضهر ليها في كل لحظه اتمني انها تعوضه وتسمع كلام ديفيد ايلي شكله هيخلي امير عايش في فرن حاااار
شكرا لقلمك الجميل وارجعوا منك المتابعه والإصرار لانك فعلا قلمك روعه واكيد هتنجحي اكتر من كده بكتيييير بس الأمر بيحتاج لصبر