آخر 10 مشاركات
32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          30 - لا تقولي لا - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          471 - فرصة العمر الأخيرة - جاكي براون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree31Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-17, 04:11 PM   #51

حمامة بيضاء

? العضوٌ??? » 365167
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 581
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Somalia
?  نُقآطِيْ » حمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond reputeحمامة بيضاء has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فصل اول كان حلو وتعرفت ابطال بشكل ما واطن ان قتال بين ارملة اصلان و سارة ستبدأ بفصل قادم

حمامة بيضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 06:49 PM   #52

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الاسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل الثاني .. جزء 2 )


الفصل الثاني الجزء 2

جهزت سارة الالعاب والملابس التي احضرتها للصغيرين من اسطانبول بعدما تركها امير يوم زفافها واخذت تنتظر بشوق رؤيتهما وهي تتذكر الصور التي رأتها لهما بجميع مراحل عمرهما .. حاولت ان تفكر بالطريقة المثلى لتقديم نفسها لهما ..انتشلتها من ذكرياتها اصوات قادمة من بهو المنزل تنبئ بقدوم صاحبه ..وماهي الا ثواني حتى كان في الحجرة ...نظر اليها باستعجال وتوجه الى الحمام سريعا وبعد عشر دقائق خرج وهو يلف وسطه بمنشفة كبيرة ودخل الى حجرة الملابس قائلا بحزم ( ان هزار تعاني حسب قول اياد من نوع من الصدمة النفسية الناجمة عن رؤية ابويها وهما ميتين ..لقد استطاع اياد ان يفهم منها بعد طول عناء ان شخصا ما اراها صورة جثتيهما المحترقتين بشكل جزئي واخبرها انها ستصبح مثلهما وهذا زرع خوفا كبيرا في نفسها ...حاولت ان اعلم من هذا الشخص ولكني الى الان لم اصل له ...هي تعاني الان من اثار هذه الصدمة من عدة نواحي ..انعزلت عن العالم اللذي حولها وفقدت الاتصال المباشر فهي لا تتكلم بالغالب ولا تضحك ودائما تجلس اما تبكي او سارحة في عالم اخر ...لا تستطيع التعبير عن حاجاتها الاساسية كالجوع او العطش او حتى الذهاب الى الحمام ...اذا حاول احدهم توبيخها تصاب بنوبة خوف شديدة قد يتبعها فقدان للوعي في بعض الاحيان ...حاول اياد ان يجعلها تتكلم بالتدريج ولكنها لم تستجب له كثيرا ..استشرت اطباء نفسين وهم اجمعو على ضرورة بقائها بمكان تشعر به بالالفة والامان ..مكان جمعها مع والديها واناس تعرفت عليهم قبل صدمتها هذه حتى نتمكن من اعادتها لحالتها الطبيعية بالاجواء والظروف التي اعتادت عليها و ...ماذا تفعلين هنا ؟) تسائل امير مندهشا وهو يرى سارة تقف عند باب حجرة الملابس متكئة عليه وهو يرتدي ملابسه
-استمع لما تقوله عن هزار ...من اياد هذا هل هو طبيب نفسي او ماشابه(اجابت سارة بطريقة عادية وبلهفة لتستمع منه لبقية كلامه عن هزار )
-اياد طبيب المنطقة وصديقي الوحيد وهو مدير المشفى هنا ولكن ..تستمعين هنا بشكل عادي وانتي تنظرين الي وانا ابدل ملابسي ..اليس في هذا اختراق للخصوصية يازوجتي ..خصوصا انه يمكنك ان تستمعي وانتي تنتظريني في الحجرة ..ام انك معتادة على رؤية الرجال عارين امامك او يبدلون ثيابهم ..او ياترى لو كنت انا من راقبك وانت ترتدين ثيابك هل ستعترضين (تكلم امير باستنكار واستفزاز وقد شعر بان تصرفها لا يلائم برائتها وقد بدت معتادة عليه مما اثار غضبه وهو يتخيلها مع اشخاص اخرين او الادهى ان تكون هي من تبدل ملابسها امام الرجال بشكل عادي )
نظرت سارة في البدء الى امير باندهاش متسائل دون ان تفهم ما يقصده الا عندما تمعنت في الكلمات فارتسم على محياها الغضب (هل حقا تتساءل عن هذا الان ونحن نناقش قضية هزار ...اعتذر ان كنت اقتحمت خصوصياتك صدقا لم انتبه فلقد كنت مشدودة لمعرفة كل ما يتعلق بهزار وتبعتك بلا تخطيط مني ...اتعلم سانتظرك بالاسفل ربما سيكون افضل ) وخرجت صافقة الباب خلفها تاركة امير لوحده محاولا فهم سبب اعتراضه وتضايقه هكذا من سيرة اي رجل مع سارة ..هل من الممكن ان يكون الامر متصل بكونها زوجته حقا وهو بطبعه غيور حتى وان كان زواج مصلحة الا انه يبقى كحقيقة جلية زفاف صحيح ومن الطبيعي ان يشعر بتملكها ..حاول اقناع نفسه بهذه الفكرة وقد ارتاح لوجود مبرر يمكنه من تفسير تصرفاته وقرر ان يسيطر اكثر على ردات فعله معها حتى لا تفسر بشكل خاطئ .
دخل كل من امير وسارة القصر بهدوء وسط ترحيب الخدم اللذين اصطفو عند الباب ليحيو الاغا وزوجته واقتادوهم الى حجرة كبيرة مشرقة محاطة بجدران زجاجية ومطلة على شرفةx تتوسطx الاراضي الخضراء ومسبح كبير تتلألأ مياهه كالمراة عاكسة اشعة الشمس وناشرة السكينة بالمكان وقد بدا تمازج الالوان بين ارائك الحجرة الفضية ومياه المسبح الزرقاء وخضرة الاراضي الممتدة بطريقة تبعث في النفس الراحة والبهجة بشكل تلقائي مما بعث التفاءل في نفس سارة التي وقعت عيناها على سيدة كبيرة في الشرفة تجلس على كرسي متحرك وقد اصطف امامها على الطاولة ابريق من الشاي والقهوة والكثير من اطباق الحلويات والفاكهة الطازجة وبجانبها صبي صغير غاية في الوسامة بشعره البني الغامق وعيناه الخضراوان وحنطته الجذابة وجسده الرشيق وهو يتلاعب بكرة امامه على الاعشاب وبمراقبة من جدته المبتسمة بحنان وحب حزينينx ...شعرت سارة بقلبها يخفق بفرح وعيناها تتابعان الصغير المرح النشيط في لعبه وتمنت ان تطير اليه لتحتضنه لشدة شوقها ...سمعت صوت امير المتلهف مناديا ( عادل ..لقد جئت ) ورات الصبي يرفع عيناه وضحكته تتسع صارخا ( عمي النسر ) وهو يركض باتجاه امير الذي انخفض لمستواه فاتحا ذراعيه ليتلقاه ضاما اياه بقوة وقد رفعه معه ودار به بسعادة مقبلا جبهته وخدوده باشتياق متبادل ارتجف له قلب سارة ..وانزله متحسسا شعره بحنان قائلا له (كيف حالك يا اسدي ..لقد اشتقت لك كثيرا .. هل اعتنيت بجدتك وبالمنزل في غيابي كما طلبت منك )
اجاب عادل بلهفة متحمسة ( اجل يا عمي النسر ..لقد اعتنيت بجدتي ولم اتركها وكنت انفذ كل طلباتها ) ورفع نظره باتجاه سارة المبتسمة بشوق متأثر وعيناها تلتمعان بالدموع ( ولكن من هذه يا عمي ) اجاب امير وهو يعتدل في وقفته مشيرا الى سارة قائلا بصوت هادئ( انها اخت والدتك يا حبيبي ...خالتك سارة ) انحنت سارة بروية باتجاه عادل بعد ان لاحظت التصاقه بعمه اكثر خصوصا بعد ذكر والدته فرفعت حاجبيها بمشاكسة هادئة قائلة ( يا ترى الن احظى بعناق او حتى تحية ) وراقبت رفضه المبدأي المرتسم على محياه الصغير واستنكاره طلبها قائلا وصوته يفضح خوفه المبطن من كونها غريبة عليه ( كلا بالطبع ..فالرجل لا يعانق المرأة )
اراد امير التدخل في الحوار ليقنع عادل فابتدأ بالتحدث بحزم (عادل ا....) وانقطع كلامه باشارة يدها اليه ليتوقف وقد ثبتت انظارها الرقيقة على عادل قائلة بلهجة طفولية ( مممم معك حق ولكن بالطبع هناك استثناءات ...مثلما يحتضن عمك هزار ...حسنا انت تحب ان تكون مثل عمك وبما انني زوجته ايضا لذا ) اعتدلت في وقفتها والتفتت الى امير الناظر اليها بترقب فاقتربت منه واحتضنته برقة قائلة بصوت تعمدت ان يسمعه عادل ( اشتقت اليك امير ) ثم همست في اذنه بصوت بالكاد سمعه ( استجب لي الان ولا تظهر دهشتك وجمودك ) ارتفعت يدا امير بشكل تلقائي لتحيط وسط سارة وهو يحني رأسه مقبلا راسها ومجيبا بهدوء ( وانا اشتقت لك ..سارة ) وحررها فور ابتعادها عنه رغم مشاعره الغريبة التي اجتاحته وهي في احضانه ورائحتها العطرة التي غزت انفه منعشة روحه وقد تسلل الاعجاب في نفسه لحكمتها وذكائها في كيفية امتصاصها لحذر عادل وخوفه منها وبالفعل راقب الصغير وهو يقترب منها بعد ان انحنت له بهدوء متحديا خوفه ليقلده كما اعتاد وسمح لها باحتضانه لتغمره بعناق لطيف مقبلة خده كما فعل هو ومرددة بهمس فرح (اشتقت لك ياقلب خالتك...وسررت بالتعرف عليك ) فاجابها بصوته الطفولي ( وانا اشتقت لك خالتي ).
كان هذا يحدث امام ناظري عائشة التي راقبت الموقف بحدة الصقر وكيف تعاملت سارة مع عادل في محاولة منها لتستنبط شخصيتها وسمعتها وهي تقول لعادل ممسكة يده ( الن تعرفني بجدتك ايضا ) ورأتها تقترب منها وخلفها امير الصامت هو الاخر وكانه يدرس مثلها هذه الانسانة فاعتدلت بجلستها قدر استطاعتها ورسمت الجدية الحازمة القاسية على ملامحها لتقابلها قسمات وجه سارة الناظرة اليها باحترام انحنت معه الى يدها مقبلة اياها كما تفعل اي ابنة تركية وسمعت صوتها الرقيق قائلة وعينيها مثبتتين على الارضx ( هانم اغا ..انه لمن الشرف لي التعرف عليك ..اعزيكي في ابنك مراد وزوجته ..واتمنى لك الشفاء العاجل )
ازداد اعجاب امير المذهول بسارة مشاهدا ما فعلته امام والدته في بادرة منها لاظهار اطلاعها على عاداتهم وقبولها لها فنالت بذلك احترام والدته التي كانت من اهم مشكلاتها مع تالا جهلها لقوانينهم واعرافهم ولاحظ نظرات والدته المقيمة برضى لسارة وسمع ردها عليها بثقة (اهلا بك ..العزاء لك ايضا يا صغيرتي ) واشارت اليها لتجلس مقابلها ..فتقدم هو الاخر من امه محتضنا اياها بحنان ومقبلا راسها ثم يدها وهو يقول ( اشتقت اليك كثيرا يا امي )
ربتت عائشة على رأس امير قائلة ( مبارك لك يا بني زفافك ..رغم ان الاحتفال بزفافكما سيكون بعد اسبوع كما امرت المجلس الا ان هذا لا ينفي انك الان اصبحت متزوجا )
جلس امير هو الاخر مقابلا لوالدته بجانب سارة التي استغربت موضوع الاحتفال وقررت ان تسال امير عندما يختليان ببع.ضهما اما عادل فعاد للعب حولهم وقد منحته سارة سيارة كبيرة جلبتها معها كهدية بالاضافة الى العاب اخرى وعدته ان تعطيها له عندما ياتي لزيارتها..ابتدأ الخدم بصب القهوة وتقديم الحلويات فتسائل(ولكن اين فهرية ..الن تاتي للترحيب بي وبزوجتي )
اجابت عائشة بضيق (لقد ابلغتني انها متعبة بسبب حجم مسؤوليتها ولن تتمكن من النزول )
اثار هذا الجواب حفيظة امير اللذي فهم رغبتها باهانة زوجته بهذا التصرف فقال بهدوء ساخر ونظراته تنتقل بين احدى الخادمات المتوترة وسارة(اذن سنريح فهرية من الكثير من اعبائها بما ان الاغا هانم الجديدة وصلت وبذا تخف مسؤولياتها )
-اجل سيكون ذلك جيدا ايها النسر اعتقد ان سارة قادرة على ذلك ( اجابتx عائشة بثقة متبادلة النظرات مع ابنها بتفهم لما يقوم به )وسمعته يضيف متسائلا عن صحتها فاكملت رافعة يدها اليمنى بتعب واضح ( منذ البارحة ورسغي يؤلمني ..اتصلت باياد اللذي سيمر الان بين لحظة واخرى ليعاينها )
وقفت سارة وسط انظار الدهشة التي رمقتها من امير وعائشة وهي تنحني باتجاه عائشة مرتكزة على ركبتها وممسكة يدها قائلة (هل تسمحين لي يا سيدتي ان اعاينها فانا طبيبة ايضا ) وابتدأت بتلمسها اثر هزة رأس عائشة المندهشة من جرأة سارة وقوتها ...كانت سارة تعلم تماما ما تفعل ..فرسائل اختها اشعرتها بأن مشكلتها مع عائشة هي انها لم تقتنع بانها تلائم اجواءهم التي تحتاج الى امرأة قوية صاحبة قرار كما انها لم تلتزم بعاداتهم التي تجهلها لذا حرصت على اظهار هذه الجوانب فيها كما حرصت على اظهار علمها وفائدتها لتزيد من قيمتها في اعين عائشة وايضا اجادتهاx للغة التركية بطلاقة ساهم في خطتها متفوقة على اختها التي لم تستطع التواصل مع احد او الدفاع عن نفسها بسبب عدم تكلمها التركية في البدء ...وهكذا ستتمكن من الحصول على دعم عائشة في قرارتها المتعلقة بالصغيرين وفي حربها وبالتالي تحكمها بعنصر هام من قوى اراضي كارتال ..عنصر يمس امير بذاته فينصاع له ... كما ستحصل على ولاء بعض الخدم اللواتي مازلن تحت سيطرة عائشة بعيدا عن تحكمات فهرية وقد استوعبت من نظرات امير وكلماته التي تعمد قولها هكذا امام الخادمة لكي يصل الكلام الى فهرية ويحفزها للقتال لتثبت ذاتها وتنصاع لاوامره بانه يعلم تماما تحزبات الخدم ولكنها تفاجئت من حجم الهوة والتحدي بين فهرية وامير رغم ان اختها اوحت لها باهتمام امير بفهرية ومراعاته لها وتركه كامل الصلاحيات بيدها ...قالت بصوت حازم بعد انتهائها من معاينة يد عائشة (يبدو انك نمت عليها بوضعية خاطئة مما ادى الى التوائها ...علاجها سهل اغا هانم ...الان ساطلب من الخدم اذا سمحتي لي ان يجهزو كمادات من الماء البارد والساخن لتوضع على يدك بالتناوب ثم ساربطها لك لتشعري بالراحة اكثر طبعا ان لم يكن لديك مانع او اذا فضلتي التاكد من دكتور اياد فسو..) وقطعت كلماتها اثر تربيتة عائشة على كتفها بحزم محركة رأسها بنفي قائلة باحترام تسلل الى نبرات صوتها علمت منه سارة انها نجحت بالكامل في غايتها ( كلا يابنتي بل على العكس ساكون سعيدة ان تهتمي بي انتي فوجود طبيبة انثى لدينا هنا سيفيدنا كثيرا ..سانتظرك في حجرتي بعدما تنهي تعارفك مع هزار لتقومي بعلاجي )
راقب امير ما يحدث امامه باستمتاع وذكاء سارة يضاعف اندهاشه بشخصيتها اكثر ..كيف كسبت والدته في صفها وقلبت تفكيرها حتى وصلت لتناديها ابنتي رغم ثقته بصعوبة ذلك ..ان يتعامل مع امرأة بهذا الدهاء اثار كل مكامن التحدي في قلبه ...اظهارها مهارتها كطبيبة امام والدته وتمكنها من التعامل مع عادل بحكمة جعلاها تحصل على ثقة امه في اي قرار تتخذه للصغيرين ..تذكر انه اخبرها ان قراراتها مقيدة بموافقته وبوالدته ...بما انها حصلت على دعم والدته فبالتالي سيضاف صوتها اليها في اي مطلب لتضمن الضغط عليه في نقطة ضعفه...ابتسم بثقة واقفا وصوته الجهوري يصدح ( ما رايك ان نذهب لنرى هزار الان يا ..زوجتي ) واضاف الحروف الاخيرة بلهجة تاكيدية متلكئة وقفت بعدها سارة ناقلة بصرها اليه بتحدي وهي تقترب منه مجيبة ( اتمنى ذلك من كل قلبي ) ولكنها تفاجأت عندما امسك يدها بقوة مسيطرة مع حنان غريب حفز لديها رفضا تلقائيا تحكمت به باعجوبة لترخي يدها متظاهرة بالبرودة التي تسببت باتساع ابتسامة امير ...جذبها لتواكب تحركه السريع خارجا من الحجرة ليرتقي الدرج سريعا وهي تحاول ان تجاري خطواته بكبرياء في ممر طويل امتلأ بالابواب حتى وصل الى احدها فطرقه ودخل ...وهناك انهارت كل مقاومات سارة ...منظر هزار المتقوقعة على ذاتها نقلها لنفسها وطفولتها بعد حادثة والديها ...نفس الاعراض ...نفس الهيئة ..ويال سخرية القدر ..نفس السبب ايضا ..رأت صورتها بنفس التفاصيل مع نظرة هزار التي شابهت نظراتها الضائعة الخائفة وكان الجميع سيؤذيها ...انتفض قلب سارة حزنا وانهمرت دموعها ضعفا على هذه الملاك ...تذكرت معاناتها هي ...مافعله توماس وفنيسا ليخرجاها من صدمتها ...ايعقل ان يرتد قدرها هكذا ليأتي اليوم اللذي تسدد فيه امتنانها وشكرها لوالديها بهذه الطريقة ..اقتربت بخطوات مرتجفة ...لاحظت بان هزار سارحة ولكن لم يمنعها هذا من ضمها لقدميها اكثر نحو صدرها متخذة من ركن سريرها ملجأ تختبئ به عن اعين الناس ...مع شعورها بوجود غرباء في حجرتها ...ارتسمت ابتسامتها المتألمة وتوقفت بعيدة عنها بشكل نسبي وصوتها الباكي بنبراته الحنونة المطمأنة يقول بتنهد ( واخيرا رايتك يا ملاكي ...كم اشتقت لذلك بعدما وصفتك امك لي دائما ) لمحة بسيطة من الاهتمام ظهرت في عيني هزار مع اسم امها قبل ان تعود لوضعها واضعة راسها بين ركبتيها ..اقتربت سارة ببطء اكبر وجلست على حافة السرير واضعة الدمية عليه قائلة بحب ( ممم انظري ..لقد جلبت لك صديقة جديدة لتحميكي وتجلس بجانبك ..سوف تعرفك على نفسها الان ) وصمتت قليلا لتستجلب انتباه هزار اللتي رفعت راسها ببطء مثبتة انظارها على الدمية وسمعت صوت سارة التي قلدت صوت الاطفال محركة بيديها ايدي الدمية وكأن الصوت يظهر منها ( مرحبا ..ادعى سارة ..هذا منزلي الجديد ..انا ابحث عن صديقتي هزار..هل رايتها..فانا خائفة لوحدي هنا ).
راقب امير ما يجري امامه بصمت مستغرب ..لقد صدم من منظر سارة التي ما ان دخلت معه الحجرة حتى بدت كانسانة اخرى ..انسانة ذكرته بتلك التي انهارت بين يديه مطالبة اياه بالتوقف لانها عذراء ...شعر بانتفاضة غريبة تغمره من رؤية ضعفها ...كيف لمن تحكمت للتو بكل سهولة به وبوالدته لتفرض نفسها بتميز ان تبدو بهذا الانكسار ..هذا الضعف ...هذه الروح المنجرحة ...دموعها المته بشكل غريب ..اقترابها من هزار هكذا اشعره بانها تعرف تماما ما تتعامل معه وتتوقع كيف ستتقرب منها ...استجابة هزار الاولى لها قبل تراجعها حيره ...سماعه صوت سارة الطفولي واستخدامها للعبة لتتواصل معها حفزه ليرى امام عينيه معجزة غريبة تتحقق ...استجابت هزار لكلمات سارة ومدت يدها لتسلم على الدمية ثم جذبتها لتخفيها في حضنها وكانها تبثها الامانx ...وقفت سارة بهدوء متراجعة الى الخلف بخطوات صغيرة وعينيها مثبتتين على هزار وملوحة بيدها لهاx وصوتها الطفولي يقول (اشكرك للاعتناء بي ..ارجوكي حافظي علي .غدا سنذهب سويا الى منزلنا ..حيث سنلعب مع اصحابنا ) اشارت الى امير ليتبعها مغلقة الحجرة خلفها .. استندت على بابها بتعب وكانها كانت في صراع استنزف كل طاقتها ...سمع امير شهقة بكائها ...ولكن لم يعلم كيف يتصرف ...اراد ان يحرق الكون لاجلها ...نفس شعوره باتجاه هزار عندما رأها هكذا اول مرة ورغبته بقتل من كان السبب...اقترب منها ببطء ..ادارها بلطف وحنان ...واسندها على كتفه بروية محتضنا اياها ومربتا على ظهرها وشعرها ..تسارع انفاسها اشعره بكتمانها لدموعها وتشنجها الاولي بين يديه اظهر مقاومتها ..همستها بصوت بالكاد ظهر ( لا اريد شفقتك ..احتفظ بها لهزار فهي تحتاجها اكثر مني ) رسمت ابتسامة حنونة على شفتيه وشعوره بتظاهرها للمرة الثانية بالقوة رغم ان كل حركاتها تدل على ضعفها ...لم يتكلم بل زاد من اقترابه منها وتربيتاته على شعرها وظهرها تزداد رقة وكانها تدلك اعصابها لترتخي ويخف توترها ...واستسلمت له ..رغم ارادتها ارخت راسها مخبأة اياه في صدره لتخفي دموعها وشعورها بالضعف والاستنزاف يتزايد ...احتاجت من يدعمها ..حتى لو كان عدوها ..ارادت ان تستمع الى سمفونية دقات قلب مطمأنة ...ذكريات والدها اللذي احتواها دائما عاودتها ...لتنغرس اكثر في احضان امير باحثة عن القوة التي تحتاجها ..كانت لحظات جمعت بين قطبين ...لحظات خلت من اي تفسير ...وكان الزمن توقف معهما ليريحهما ..مرت دقائق انحسرت فيها دموع سارة ...ابتدأت بالابتعاد عن امير اللذي لم يوقف تراجعها رغم رغبته بذلك حتى لا يخيفها ...قال بحنان ويده ترتفع محتضنة وجهها ومزيلة اثار دموعها بلمسات كالريشة نعومة (هل انت بخير الان ) ..قطع انسجامهما صوت حاقد مع تصفيقة يدين (وااو برافو ...حقا احسنتما ...يال هذه المسرحية المؤثرة ..لقد كدت ابكي من شدة التأثر )
ارتفعت عينا سارة بسرعة لترى امرأة تقترب منهما في عقدها الاربيعيني بمكياجها الثقيل وملابسها المطرزة برسمية خانقة وعطرها الثقيل وملامحها الساخرة وصوتها الاجش يعود للصدوح وهي تربت على كتف امير بغنج انثوي مثير للاشمئزاز (اهلا بك يا نسر ...اعذرني لاني لم استقبلك ..كنت انهي مسؤوليات طعام الغذاء ..انت تعلم ان كل شيء هنا تحت امري وتصرفي ..اليس كذلك ) واضافت التساؤل الاخير بتحدي واثق متجاهلة سارة باهانة كاملة لها.
لم يكن الوقت مناسبا لسارة لتجيب ..كانت قد استعدت بكل طاقتها لمواجهة هذه الافعى ولكن ظهورها الان وهي بهذا الضعف بعد مواجهتها الصادمة مع ذكريات طفولتها اربكها وافقدها قوتها ..حاولت التنفس بعمق لتنسحب بكرامة مؤجلة حربها لحين استعدادها خاصة ان وجود امير زاد من ضعف موقفها لكونه يشكل جهة مع فهرية لذلك ارتأت انه من الافضل ان تتركهما سويا الا انها تفاجأت بامير يشدها اليه محيطا خصرها بيده ومقدما اياها بلهجة امتلأت فخرا (ابنة عمي ..احب ان اقدم لك سارة ...ملاك قلبي ...اعتقد انك ستكونين سعيدة الان ..اعلم اننا اثقلنا عليكي بالمهمات ولكن الان سارة ستريحك ..خصوصا انها رائعة وذكية وتجيد لغتنا وتعرف عاداتنا ...يعني انا حقا محظوظ بالزواج منها ..كما ان والدتي احبتها واستعدت لقبولها ككنة لها )
اصتدمت عينا سارة بفوهتي جحيم عينا فهرية الحانقة ...وفهمت بان الخادمة نقلت ما حدث بينهم بالاسفل وماقاله امير وهذا اجبرها على النزول لتنفي تعبها وحجته ...ولكن اكثر ما اثار استغرابها هو كيف حماها امير وتصادم مع فهرية لاجلها ...وسمعت صوت فهرية اللذي هس كأفعى متلوية مخاطبة امير ( لم اطلب مساعدة ولن اقبل ان يشاركني احد فهذه مهامي ولا تحاول ان تقنعني بانك تزوجتها لحبك او حتى من اجل الاطفال ..لاني اعلم سببك الحقيقي ورغبتك بتمويه علاقاتك الاخرى )
ابتسم امير بسخرية مجيبا بهدوء وهو يضم سارة اكثر (لا اهتم بتفسيراتك فانا وحدي اعلم سبب زواجي منها...اما المهام فانت تعلمين بان الهانم الاغا هي من ستكون مسؤولة عن المنزل شئت ام ابيت ولكن ...سنؤخرx استلامها للمهام حتى تعتاد الجو السائد وتستقر ...كما ان هزار الان اهم اولويتنا لذا ...تمتعي بعهدك الاخير يابنت العم ...والان عن اذنك لان والدتي تنتظر كنتها الجديدة لتعتني بها) وتحرك مع سارة الصامتة والمراقبة لصدام الجبال امامها ...وما ان ابتعدا عن انظار فهريةx حتى ارخى ضمه لها والتفت اليها قائلا بلهفة (ما رايك ان تخرجي قليلا الى الحديقة لتستنشقي الهواء النقي فترتاحي ريثما اذهب لامي لأتكد بان كل شيء جاهز كما طلبتي )واشار الى الشرفة لتخرج ...فاطاعته سارة لانها بالفعل كانت تشعر بتشوش كبير في مشاعرها ولتحاول اعادة تنظيم تفكيرها بهدوء .
دخل امير الحجرة عند عائشة ووجد عندها عادل الجالس في طرفها يلعب بلعبة تكنولوجية صغيرة بيديه اما امه فكانت تجلس على سريرها بشكل مريح مسندة راسها ومغمضة عينيها التي فتحتهما مع صوته وظهر على ملامحها الترحيب مشيرة اليه بالاقتراب قائلة (اهلا يا بني ...كنت انتظر قدوم سارة )
جلس امير على طرف سرير امه وامسك يدها محتضنا اياها بين يديه قائلا بصوت منخفض ( ستأتي ..بعد قليل ساذهب لاناديها ...ولكن امي ...لم اتوقع هذا منك في تعاملك معها ياترى ..هل هناك سبب)
اخفضت عائشة رأسها غارقة بتفكير عميق وكأنها تنتقي كلماتها ..وبعد مضي عشر دقائق من الصمت لم يشأ فيها امير ان يقطع تفكير والداته حتى تكلمت بحزم ( معك حق ..لقد اظهرت لسارة دعمي رغم ايماني السابق بان تالا لا تصلح للمعيشة هنا ...لا انكر اني تمنيت ان تتزوج فتاة تركية اصيلة من عائلة كبيرة ...خصوصا انت لانك النسر ...ولكني اؤمن ايضا بنظرتك للحياة وخبرتك في النساء وان كنت اخترت هذه فبالتاكيد هناك هدف في نفسك تود تحقيقه كما انني اشعر بان زواجكما لن يستمر خصوصا ان سارة تبدو بانها اتتت لهدف معين وسترحل فور تحقيقه بنجاح او في حال فشلها وانت بالرغم من اظهارك بان الامور طبيعية الا انه في قرارة نفسك انت متاكد من رحيلها يعني ليس كتالا التي كانت تنظر الى المكان على انه موطنها لذا ..انا ادعم اي قرار تتخذه يا بني ...كما انه ان الاوان لفهرية لينهي احد تجبرها وتسلطها واستئثارها بالسلطة ...فرغم ان زوجها مات الا انها تتعامل على انها هي الاغا هانم لاراضي كارتال ..حتى اصبحت تتعالى علي مظهرة ضعفي وان كان هذا بشكل مبطن...اعلم انها تهيئ الاوضاع ليكون ابنها هو الاغا في اقرب وقت وانها ستكرر ما فعله اخوتها ووالدها من الانقلاب عليك بعد وفاة اصلان حتى تحصل على مبتغاها او الاخبث ان تحاول أن تؤذيك مستخدمة صلاتها التي تبنيها بين رجال المنطقة ...انها تهيمن وتسيطر على المكان بشكل تدريجي ...وانا لن اسمح بأن يمس احدهم ابني المتبقي ليشبع رغبات السيطرة لديه ..كما ان يامور ماهو الا وحش كاسر ستعيش كارتال على يديه اسوء ايامها ...اجل اعترف بهذا رغم حبي وتدليلي السابق له ... مرضي سمح لي فرصة التفكر والتأمل لافهم الكثير من الامور واقيمها بعيدا عن العواطف ...سارة ماهي الا اداة استعين بها لعدم مقدرتي على المواجهة بشكل مباشر ..واعجبني انها قوية وقادرة وتملك روح المبادرة وايجاد الحلول بعكس اختها كما ان لديها اهداف في نفسها لذلك سعت لتثبيت مكانتها لتتمكن من تحقيقها ...ماقامت به سارة قبل قليل معي هو مد عصا الزيتون ...فاما ان اقبلها لنكون سويا او ارفضها لتعلم اني في الجبهة المقابلة ..انا قبلت العصا واظهرت رغبتي بالتعاون معها ...فقط هذا هو ما حدث الان يابني ..ولكن لتحذر ففهرية ستزيد من مقاومتها وايذائها ...لقد اخطأنا عندما منحنى فهرية الصلاحيات الكاملة للتصرف بعد وفاة اصلان وسجن اخوتها ووالدها على يديك )
حرك امير يديه بقلة حيلة مفسرا ( انت تعلمين انني كنت انوي كسر شرها هي وابنها وامتصاص غضب اهلها وتعويضهم ما فعلته بهم بشكل غير مباشر ليكفو قليلا عن تدبير المؤامرات فاتمكن من فرض سيطرتي وارساء قواعد حكمي فيسود الهدوء والامان والاستقرار في المنطقة واتفرغ لتطوير شركاتنا )
وافقته عائشة بهزة من راسها معقبة بحزم (ولكنهم طماعين .. ولم يكتفو بحسن نيتك وتعويضك لهم ..كما لم يعتبرو مما حدث سابقا ولازال لديهم اعتقاداتهم المغرورة والخاطئة بانهم سيقدرون عليك وبانك ضعيف ... لذا ان الاوان لاعطائهم الدرس الثاني وسحب صلاحياتهم...ليعودو اضعف من السابق فلا ترفع لهم قائمة )
تنهد امير عميقا محركا راسه بالموافقة وهو يقول ( اجل ان الاوان ..وسارة احد الادوات التي ستساعدني بهذا ..فانا سأطمئن على الصغيرين تحت اشرافها ...خاصة ان صدقت ظنوني بان ماحدث لمراد وتالا هو حادث مدبر من احد من جماعتهم ..وتلك الصور التي رأتها هزار هي من تخطيتهم ...والان يبدو ان الدور على عادل...على الاقل سارة ستكسبني الوقت لاجد الادلة التي تثبت تورطهم ..فانشغال فهرية بها وشعورها باهتزاز اساساتها التي ظنت انها لها سيخيفها ويبطئها ويجعلها تعيد حساباتها وخطتها ...لذلك تعمدت تاكيد موضوع الصلاحيات لاشغل انظارها في جبهة حربية بينما اتقدم من الجبهة الاخرى بهدوء ...ومعك حق ...انا ايضا واثق بان سارة لن تكمل حياتها هنا ..وبأن هذا الزفاف ستنحل اواصره فكلانا تزوج لهدف في نفسه وهكذا زواج ينتهي بانقضاء الهدف ...والان لنراقب ونرى كيف ستسير الامور ...ساذهب لانادي على سارة لتاتي لعلاجك )
وقفت سارة ناظرة الى حوض الازهار اللذي امامها ..كان منظره يبعث الراحة في نفسها ...بعدما رأت حالة هزار تغيرت كل خطتها واولوياتها ...اصبح الان كل هدفها هو علاجها والاعتناء بها ...حتى لو استغنت عن كل ذاتها فستعيد هزار الى سابق عهدها ...وبهذا سترد ولو جزء صغيرا من دينها ..اراحها ان تكون عائشة معها وداعمة لها ...اما امير لا تستطيع ان تحدد اهدافه ولكن على الاقل كلاهما يبحث عن مصلحة الصغيرين ...فهرية هي هدفها الاكبر وانتقامها المستعر ...لانها واثقة من انها لن تجعل حياتها سهلة وامير زاد النار بينهما بتصريحه عن مهام الاغا هانم التي لاتعني سارة بشيء ولكنها واثقة بان هذه هي الطريقة الوحيدة لحرق قلب فهرية والانتقام منها ...انتشلها من تفكيرهاx صوت ذكوري يقول بالانجليزية (لقد ظننت ان حوض الزهور في هذه المنطقة هو الاجمل ولكن ان قارنها احد بك فستنحني خجلا ...ايتها الوردة الانجليزية )
التفتت سارة الى مصدر الصوت فرأت شابا وسيم الملامح بشعره الاسود وعيناه الخضراوتان وشعره المنظم الا من خصلة شقية انسدلت على جبهته اما جسده فمتناسق العضلات وحنطته اكملت مظهره ليبدو متكاملا ..كان يقترب منها مادا يده ومكملا بصوته المازح ( اذن فتوقعي في محله ..انت بريطانية ...يا اللهي ماللذي حدث في كارتال ..وانا اللذي كدت اهجرها من كثرة الملل والان ارى امامي هذا الجمال ..ارجوكي اخبريني حقا ماللذي يجري )
صافحت سارة اليد الممتدة وارتسمت على شفتيها ابتسامة مشاكسة وهي ترد بالتركية وقد رفعت حاجبيها بتحدي ( ممم تظاهرك بعدم المعرفة اكثر شكا من ترحيبك المبالغ به بالانجليزية ..ياترى ما هي اخر معلوماتك يا ... ) وصمتت متعمدة اظهار انه لم يقم بتعريف نفسه
قهقه الشاب باستمتاع ثم حاول التظاهر بالجدية ( اووه ارجوكي سيدتي فانت تظلميني ..من اين لي ان اعرف المعلومات وانت فقط جئت البارحة ...يا سارة تومس .. ) ثم صمت قليلا ليضيف ببطء متعمد (ام لنقل سارة كارتال ...زوجة النسر )
حركت سارة رأسها بالموافقة واتسعت ابتسامتها اكثر مجيبة بتحدي ( وااو يعني مستوى معلوماتك وصل للقمة ..وهكذا لن استطيع ان اضيف اي شيء سوى انني سأكون زميلتك في العمل يا ...دكتور ...ام اقول اياد يوشان ...صديق النسر)
صفق اياد بيديه باستمتاع ظاهر وقال ببهجة ( حقا ...وايضا زميلتي ...لا اصدق واخيرا ساتعامل مع طبيبة ...لقد كدت اجن لوحدي وانا ادير هذه العيادة وسط طبيبين ..واخيرا نجح ذلك الاحمق بجلب شخص مفيد لنا ....ولكن ياترى كيف عرفتي باني اياد )
ضحكت سارة من قلبها وهي تسمع نعت اياد لامير بالاحمق وقالت من بين ضحكاتها (اتعلم ...استخدمت قوايا السحرية فنحن شعب عرف بالشعوذة اليس كذلك ...والان نعتك امير بالاحمق يؤكد ما توصلت له)
جعد اياد ملامح وجهه ليبدو كشخص حزين واضعا يده على صدره وهو يقول بصوت مسرحي تمثيلي ( لقد امسكتني بالجرم المشهود والان سانتظر حكم الاعدام ..) وصمت معتدلا في وقفته قبل ان يكمل ( معك حق فانا الوحيد القادر على نعته بهذه الصفات ..وبما انك زميلتي ساعطيكي هذا الحق وان راجعك احدهم اخبريه انك في حصانتي ..والان ايتها الساحرة ماللذي قالته عني تالا رحمها اللهx لتميزيني بهذه السرعة ) اتسعت ابتسامة سارة وهي تشعر براحة وتفاءل يغمرانها وكانها وجدت اخيرا بصيص نور في نفق حربها المظلم واجابت وقد تخلل نبرة صوتها بهجة( لقد وصفتك اختي في احد رسائلها بانك ابتسامة كارتال ونور تفاؤلها ...لذا عندما اتيت ناشرا الضحك في المكان علمت انك من تقصده رغم اني لم اعلم انك طبيب الا البارحة من امير.)
امسك اياد يد سارة وانحنى مقبلا اياها وهو يقول ( ان كنت ابتسامة كارتال فانت ملكتها ياجميلتي ...يا زهرتي الانجليزية النادرة ..اهلا بك..حقا سعدت بالتعرف عليك )
شعرت سارة بالخجل يشعل وجهها من كلماته الرقيقة التي وصفها بها ومن لمسة فمه على يدها فابتسمت بجمال وبهجة هامسة ( وانا سعدت كثيرا بالتعرف اليك )
-لم اكن اعلم بقدومك اياد ...يبدو انك تعرفت على زوجتي ( صدح صوت امير المتقدم باتجاههما بهدوء تخلله نبرات غاضبة ورفع حاجبيه مضيفا ويده تشير اليهما ) تبدو الالفة في حديثكما...بالطبع انا واثق بانها الفة المهنة ..يعني كلاكما طبيب . ( ونقل نظراته بين وجه سارة المحمر والتماعة عيني اياد ...سحب انفاسه بعمق ليسيطر على شعور الغضب الغريب اللذي اصابه منذ وقعت عيناه على منظر سارة المبتسمة باشراق وروعة وبهجة واياد يقبل يدها ..لاول مرة في حياته ينتابه شعور بالحنق والرغبة بالفتك باياد ...صديق عمره وكاتم اسراره ..احساسه بانسجام ساره الكامل معه عكر صفو مزاجه ...لماذا حدث هذا لا يعلم ...انه حتى الان لا يستطيع فهم مشاعره المتفاوتة نحو سارة ...يكرهها او يتقبلها ..يخاف منها او يثق بها ...يشفق عليها اويغضب منها ..تارة يراها انثى مثيره وتارة طفلة عاجزة تستنجد به ..يشعر بالتملك نحوها وفي نفس الوقت ينتظر اليوم اللذي ينهي فيه مهزلة زواجهما ...ينتظر بشغف ان يعلمها اصول العشق وعلاقة الرجل بالمرأة ولكنه لا يريد ان يتعلق بها ....يتمنى رؤية نظراتها الراغبة ومجيئها مستسلمة خاضعة له ومع ذلك يعشق تحديها وقوتها ..انها تثير فيه اسوء صفاته وتحفز مكامن غرائزه ...يعلم انه سيؤذيها ولكنه ايضا يريد حمايتها...لاحظ كيف انقلبت سرائرها عندما راته وارتدت قناع برودها اللذي يمقته وشعر بالغيرة من اياد لتمكنه من التعامل معها من دون هذا القناع..تعلقت نظراته بعينيها اللتان اشتعلتا غضبا لفهمها ماتحتويه كلمته من جانبين ايجابي او سلبيxx )
-بالطبع تعرفت على اجمل امراة في كارتال (اجاب اياد باسلوب مسرحي مازح شاعرا بذبذبات التوتر بين الزوجين واضاف بمشاكسة ) يعني ماللذي سيفهم النسور مايدور بيننا نحن الطيور الصغيرة الرقيقة )
التفت امير الى اياد ناظرا اليه بصرامة قائلا بصوت ساخر ( قد اطلق عليك اي لقب اياد الا ان تكون طائرا رقيقا ..فكلانا يعلم اي صقر انت ..فلا تلبس غير قناعك ) وعاد للالتفاف الى سارة وعيناه تضيقان مكملا بهمس امر ( ان كنت انتهيت من التسكع فوالدتي تنتظرك لتعتني بيدها كما وعدت )
التفتت سارة نحو اياد متجاهلة امير بشكل كلي ورسمت اجمل ابتساماتها قائلة (حقا استمتعت بالحديث معك واشكرك على رفع معنوياتي ورؤيتك لي على اني طائرا رقيق هو قمة ذوقك ولكني ابعد ما يكون عن الرقة ..ساحرص على اكمال حديثنا قريبا عندما اداوم في المشفى معك اما الان فالواجب يناديني ..يعني سرقت اول مرضاك منك ..يجب ان تحذر مني ) واضافت اخر جملة بمزاح ملوحة باصبعها امام وجه اياد المبتسم لها قبل ان تتحرك باتجاه القصر بدون ان تلتفت الى امير اللذي يغلي بغضبه من تجاهلها له متوعدا في نفسه ان يردها لها قريبا.

-حسنا ...الى متى ستتجاهل وجودي ..انت تعلم اني لن اتركك حتى تتكلم وتخرج مافي قلبك (تحدث اياد بحذر ملح معتدلا في جلسته على الكرسي المقابل لمكتب امير اللذي جلس عليه متظاهرا بالعمل وتوقيع بعض الاوراق امامه ..وعندما لم يجد جوابا اضاف ببطء مستفز ) يعني اخر حديث لنا كان عن بهار ..اعترافك لي وقتها بانك لا تستطيع ان تظلمها بظروف حياتك هذه وانك لن تعترف بمشاعرك الا عندما تهيئ الاجواء هنا لقدومها ...والان ارى زواجك ...وسارة ...هل هذه خطتك يعني ...ان تتخلص من فهرية بسارة حتى يصبح المكان جميلا وهادئ لاستقبال بهار ..ام ماللذي يحدث يابني )
-اياد لو كنت مكانك لصمتت فلا تجرب حظك كثيرا فكلامك يثير غضبي الان ( وصمت قليلا وعيناه تصتدم بعيني اياد الملحتين بالتساؤل ...تنفس بعمق مع رغبته بالتحدث مع احد عما يجول بخاطره لعله يرتب افكاره عندما يخرج شيئا من تشوش نفسه..اسند ظهره على الكرسي متحدثا بنبرات حائرة.(.الموضوع ليس بالسهولة التي تسردها والظروف هي من فرضت علي سارة ...انت تعلم ان اهم شيء في حياتي هما الصغيرين ولاجلهما انا مستعد عن التخلي بحياتي لا فقط بحبي )
حرك اياد راسه بعلامة الرفض قائلا باستنكار ( انت اخر شخص قد اقتنع ان الظروف قد حكمت عليك بشيء ...فانت قادر على خلق قانون جديد ان لم تناسبك القوانين الموجودة ...اعلم انك ترفض الحديث عما في قلبك ولولا كلمات شعرك التي وصفت بها بهار لما علمت بحبك لها ..فانت تستخدم الشعر لتعبر عن جموحك وشغفك والمرة الوحيدة التي استخدمتها لتصف امراة كانت بهار ...ومن هنا اجبرتك للاعتراف بانجذابك لها ...والان اراك تتصرف بشكل عكسي وتتزوج اخرى ...انا واثق من شجاعتك ولكن هل اعترفت لبهار بحبك وتركت لها حرية التصرف مع اوضاعك ام اعترفت لسارة بقلبك المشغول بغيرها وباستخدامك لها فقط كسلاح و..)
(ليست فقط سلاح ..كف عن ترديد هذه الكلمة فانت تشعرني بالذنب بها ..( قاطع امير اياد بغضب وهو يضرب مكتبه بقوة ثم اخذ يذرع الارض بعصبية واضحة قبل ان يلتفت الى اياد مكملا )x .. ان كلانا يهدف الى مصلحة وهدف معين نسعى لتحقيقه ...كلانا فرض علينا الزفاف تضحيات لنصل الى هدفنا الاكبر ...بهار لم اكن لاظلمها واعترف لها بمشاعر لست واثق ان كانت ستحتمل تبعياتها...لذلك فلتبق في قلبي كما هي بدون ان يمسها شيء ...لتبقى ذكرى مشاعر جميلة احسستها واحببتها ..ولنترك قدرنا انا وهي للايام فهي كفيلة به ...اما سارة ...فانها ...انها ..) وصمت امير غير قادر على وصف ماتعنيه سارة له .. هرب بعينيه من اياد اللذي وقف مقتربا بتأني من امير وربت على كتفه بدعم قائلا ( للمرة الاولى تعجز الكلمات عن وصف شعورك امير وهذا يدل على تشوشك ..اعذرك فانت ترضخ تحت هموم تنوء لها الجبال ..وعلى عاهلك الكثير من المسؤوليات ..حسنا يا صديقي ...سادعمك كالمعتاد بكل قرار تتخذه لاني واثق من عدلك وانصافك ولكني احذرك ..رغم يقينك من ضعف بهار وقوة سارة الا انني ايقنت شيئا اكيد قد لا تصدقني ولكن...) وصمت اياد قليلا وكانه يراجع نفسه من صواب افصاحه عما يدور في عقله وحسم امره مع نظرة امير التحفيزية فاكمل ( سارة ارق بكثير مما تبدو ..انها دمية ظاهرها كالالماس تظنه حادا قويا جميلا ولكن كلما اقتربت منه تكتشف ان قلبها من زجاج يتهشم عند اقل ضغط ...على الاقل انا واثق انها اضعف من بهار بكثير فلا يخدعك تظاهرها الكاذب وانظر في عينيها لترى حقيقتها ...قد تستغرب حكمي المسبق عليها من مجرد لقاء ...ولكن عيناها عكست الكثير مما في داخلها لشعورها بالامان اثناء حديثها معي ..فاختها قد اعطتها فكرة جيدة عني لذا تشبثت كالغريق باملها ..كمن يبحث عن سند وسط غابة من الاشواك .) ورفع كتفيه باستسلم مضيفا ( وساكون لها هذا السند امير ...اجل ساكونه ...لا اعلم ماللذي تعنيه سارة لك كما يبدو انك انت ايضا لا تعلم ...لا ادري كيف تواجدتما انتما الاثنين واجتمعتما في هذه الاوضاع ..مشاعرك واحاسيسك ساكون مستعدا ان اسمعها منك عندما تكون قادرا على ذلك ...وستكون سرا احتفظ به كما اعتدنا ..او يمكنك ان تعبر عنها كما اعتدت بالشعر اللذي تخفيه في ادراج مكتبك عن الجميع الاي ...من الممكن ايضا ان تخفيها في قلبك كما تخفي بهار فيه ...ولكن هذا لن يمنعني ان اقف بجانبها ...وان اساعدها .وامنع ظلم الجميع عنها ..حتى لو كنت انت من سيظلمها ...لاني بذلك اخدمك وامنع تحطم روحك ومبادئك وبطشك بغيرك في بوتقة سعيك للسلطة ...لذا اعذرني من الان ...فساكون لها ما تعجز انت ان تكونه وساحاول ان اعوضها ماتحتاجه ...انا واثق انها تؤثر بك بطريقة معينة انت لازلت تجهلها فانت ياصديقي بالنسبة لي كتابا مفتوحا افهم كل سكناته وتحركاته ...ولذا ..حتى تتمكن من تحديد اولوياتك ..ساكون لسارة ما كنته لك ...وهذا وعد .) وغادر المكان تحت انظار امير اللذي ازداد تشوشا وغضبا مما سمع للتو وهو لا يعلم اين حقيقة مشاعره تكمن .
يتبع الجزء الثالث



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-08-17 الساعة 09:58 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 06:52 PM   #53

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الاسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل الثاني .. الجزء 3 )


الفصل الثاني الجزء 3

انهت سارة عملها مع عائشة وحاولت شغل وقتها بالتقرب من عادل ومحادثته بشكل طفيف حتى لا تخيفه وعندما تم استدعاؤه ليتناول غذاءه رافقته سارة الى حجرة الطعام الخاصة بالاطفال .. حاولت المربية التي رأتها سارة هناك ان تمنعها من التدخل بنظام عادل ولكن سارة اوقفت تدخلها بكل غضب مطالبة اياها الا تتدخل بأي شيء تقوم به خصوصا فيما يتعلق بالصغيرين وان اي خطأ اخر كهذا سيتسبب بإقالتها من منصبها فورا فبيدها هذه الصلاحيات كونها الاغا هانم الجديدة وبقيت بجانب عادل محاولة فهم مشاعره عن كل فرد في المنزل وخصوصا عن اخته وعلمت منه امورا كثيرة تحدث قررت مناقشتها مع امير وتغيريها خاصة فيما يتعلق بعلاقة عادل مع هزار التي تعمدت المربية فصلهما بشكل اكبر وغرس فكرة ان اخته مجنونة يجب ان يخاف منها في عقله الصغير وتاكدت وقتها بان هذا من تدبير فهرية موقنة بانه يجب ان تغير المربية وتختارها بحيث لا يكون لها اي صلة بفهرية ...بعدما انتهى عادل من طعامه وحان موعد نومه ودعته سارة واتجهت الى مكتب امير فدخلته بعد ان طرقت البابx ووقفت امامه قائلة بحزم بارد ( هناك الكثير من الامور التي يجب ان اناقشها معك وهي تخص الصغيرين وتخص حياتنا ولكني لن اناقشها هنا بل في منزلنا بعدما تنهي عملك لاضمن عدم معرفة احد بالحوار الدائر بيننا اما الان فبعد اذنك اريد ان تؤمر احدهم ان يجهز لي عدة دهان كاملة مع كافة الالوان المتوفرةx ويوصلها للمنزل حيث ساتوجه اليه بعد نهاية طعام الغذاء لاني لست قادرة على البقاء هنا بعد ذلك وهناك امر اخر .. اريد سحب كل الخدم من منزلي فانا قادرة على خدمة نفسي كما اريد ان يتواجد الحرس خارج اسوار المنزل لا داخله ..فانا لا اريد اي عين علي تنقل اخباري وتحركاتي لغيري وايضا سابحث غدا عن مربية اخرى وسأقيل هذه المربية )
رفع امير عينيه عن الورق وتابعها وهي تلقي اومرها ببرود.. كان لايزال غاضبا من حواره مع اياد وعندما انتهت وقف ببطء متعمد وتحرك باتجاهها مقتربا منها ليلغي المسافة التي تعمدت وضعها بينهما وكانهما رئيس عمل وسكريتيرته وارتكز على المكتب واضعا يديه حول وسطها و مقربا اياها حتى اصبحت شبه ملتصقة به ولاحظ تعمدها اظهار برودها بالاستسلام رغم شعوره بتشنجها بين يده بلا ارادة منها وهو ما اكد له بان تأثرهما متبادل ...انحنى عليها مقتربا من اذنها قائلا بصوت منخفض فبدا كالعادة للمراقب لهم من بعيد وكانه يبثها عشقه وغرامه ( طالما اننا بالقصر فيجب ان تظهري دلالك ومشاعرك فانا زوجك ولست رئيسك وهذا ما اتفقنا عليه بدءا اما بالنسبة لطلباتك ) واقترب منها اكثر رافعا احدى يديه لتحتضن وجهها وهذا ما جعل جسد سارة ينتفض ترقبا وتاثرا فهو دائما يختار اضعف اوقاتها ليهجم عليها بحيث لا تكون مستعدة للمواجهة متسللا الى اعماق روحها مشعلا عواطف كانت دائما تتأباها وتتجاهلها فاغمضت عينيها وانفاسها تتسارع وسمعته يقول ( سنتناقش بها في منزلنا لاننا الان يجب ان نذهب لتناول الغذاء واعتبري ان هذا درسك الاول فاياكي اظهار قناعك الجليدي مرة اخرى امامي لاني دوما ساحطمه )ثم شعرت بشفتيه تمس خدها برقة تراقص لها قلبها قبل ان يحررها بشكل مفاجئ جعلها تستند على اثره على حافة المكتب لتتدارك نفسها وتحركx مبتعدا عنها حتى وصل الى باب المكتب اللذي فتحه ...ثم سمعته يقول بصوت عال نسبيا ( هيا بنا يا حبيبتي ...اخبروني للتو ان الجميع ينتظرنا على مائدة الغذاء يعني مهما كانت اشواقنا لن نتركهم بانتظارنا اكثر ثم ان الليل لنا سويا بالتاكيد) وغمز بعينه مشيرا لها ان تتقدم باتجاهه...التهبت عيناها حنقا مدركة هدفه من كل هذه المسرحية واستمتاعه باللعب في اعصابها فقررت الرد عليه بنفس اسلوبه ....سحبت نفسا طويلا متحكمة بملامح وجهها لترسم اكثر ابتساماتها دلالا واقتربت منه بخطوات انثوية ونظراتها تتلكأ على ملامحه باغراء استغرب له امير اللذي لم يفهم خطتها او تصرفها فلقد توقع اما غضبها او تجاهلها ...وضعت يدها على كتفه برقة لترتفع لمستها حتى وصلت الى رقبته مخفضة راسه باتجاهها ورافعة نفسها باتجاهه لتقلص المسافة بينهما حتى كادت شفاهها ان تلتصق باذنه وزفرت انفاسها باثارة ارتعش لها جسد امير التهابا واغمض عينيه انفعالا وشفتيها تمس اسفل اذنه هامسة له ( ان كنت تريد تمثيلا فانا مستعدة ولكني اشفق عليك لمعرفتي انك لن تحتمل اقترابي منك هكذا لذا لنجعل تحركاتنا ضمن المعقول حتى لا يشكو بنوايانا من اظهار حبنا امامهم بشكل مفرط) وابتعدت عنه بنفس طريقته المفاجئة متحركة الى بهو المنزل وصوتها المتحدي يقول ( حبيبي ساسبقك لاني جائعة )
احتاج امير لكل قوته ليعود لذاته ويسيطر على فوران رغباته ...رؤيتها وهي تتحرك باتجاهه بهذا الدلال وان كان تمثيلا جعلا كل ذرة من جسده تحترق ...كيف تؤثر به هكذا وكانه للمرة الاولى يكون بين يدي امرأة ..شعر بالغضب يتملكه من ضعفه هذا وشعوره بانها من الممكن ان تتحكم به كالدمية ان ارادت وبقي هو بهذا الشكل ...تنهد بعمق محاولا تنظيم انفاسه مقنعا ذاته ان سبب تأثره لهذه الدرجة هو رغبته بها فهو لا ينكر بان جمالها اخاذ وكونها من حقه وزوجته فمن الطبيعي ان يشعر بهذا..حرك راسه سريعا لينفض عنه الافكار ويعيد تركيزه ولحق بسارة وهو يتمتم لنفسه (هذا هو السبب فقط فلا تحاول ان تتعمق اكثر ).
تأخرت سارة في الانضمام الى مائدة الغذاء لذهابها الى الحمام لتنعش نفسها بعد مواجهتها مع اميرx وعندما عادت وجدت انه جلس في مكانهx على رأس المائدة وجلست على يمينه عائشة اما على يساره فجلست فهرية متعمدة رغم معرفتها بان هذا مكان زوجة النسر والى جانبها جلس مدير اعمال امير في كارتال كما جلست امها الى جانب عائشة والى جانبهما ثلاث سيدات توقعت سارة ان تكون احداهما زوجة مدير الاعمال اما الاثنتين الاخراتينx فيبدو انهما زوجات لاشخاص من كبار عائلتهم ...وقفت سارة ناظرة الى ترتيب الجلوس متاكدة ان هذا من تنظيم فهرية لتشعرها بعدم الانتماء لهم وهكذا لن تجد مكانا لها سوى بجانب مدير الاعمال...ولاحظت بان امير تجنب النظر اليها وعلمت انه من غير المقبول ان يقوم احد لتجلس مكانهx فرفعت كتفيها مبتسمة بتحدي وتقدمت لتجلس الى جانب المدير وكأن الامر لا يعنيها او يؤثر بها رغم شعورها بالجرح مما حدث في داخلها وما ان ابتدأت بالجلوس حتى تفاجأت بقدوم اياد خلفها قائلا بصوته المازح وهو يعيد لها الكرسي بعد جلوسها (اعتذر عن تأخري ...ولكن يال حظي الرائع فزميلتي ستجلس الى جانبي)..وجلس الى جانبها بنشاط ممسكا يدها وكانه يبثها القوة فارتسمت ابتسامتها المرحبة بشكل تلقائي قائلة ( الحظ لي صدقني...اشكرك حقا )
اتسعت ابتسامة اياد لها وانحنى هامسا بالقرب منها ( ان ابتسامتك بهذه الطريقة توقف قلبي حقا فكيف تشكريني وانا اللذي يجب ان يشكرك لرؤيته هذا ..ثم انت الان ستندمين لانك اجلستني بجانبك فانا متحمس لاناقش معك امور العمل فهناك الكثير مما ساستفيد به من وجودك لذا ساصيبك بالصداع من كثرة حديثي )
امسكت سارة ضحكتها في اخر لحظة واضعة يدها على فمها قائلة بهمس مرتجف من اثر الضحك ( ما اجمله من صداع صدقني اخاف عليك انت من ان تنقلب الحكاية فانا لا اكف عن التحدث في امور العمل حتى اصيب من يستمع لي بالملل والام الرأس )
تظاهر اياد بالصدمة وهو يقول بصوت ضاحك ( ياللهي وايضا نتفق في هذا..حقا يا زميلتي اعتقد اننا سنندمج كثيرا )
شعرx امير ببركان غضب يفور بداخله وهو يرى انسجام اياد مع سارة وضحكاتهم وهمساتهم ...ان حنقه منها جعله في البدء لا ينتبه لما قامت به فهرية وعندما لاحظ كان الجميع جالسا لذا انتوى ان يؤكد على فهرية موقع سارة بعد نهاية الطعام بينه وبينها حتى لا تعاند بشكل واضح ولكن ما يحدث امامه الان افقده كل حكمة وتركيز وكل ما فكر به هو كيف يبعد سارة عن اياد لذا قال بصوت جهوري بارد وعيناه ترمقان سارة كخناجر قاتلة ( اعتقد يا فهريه انك تعلمين انه في بروتوكولات عائلتنا فإن زوجة الاغا تجلس على يساره بينما امه على يمينه وبما انك المسؤولة عن اعدادات الغذاء والخدم ارجو ان لا يتكرر هذا الخطأ مرة اخرى اما الان فارجو ان تعذريني يا زوجتي لقطعي حديثكما المهني انتي واياد ( وشدد على حروف المهني في اشارة ساخرة لفحوى حديثهما ) فنحن الان بصدد الحديث عن موضوع يهمك وهو زفافك وترتيباته) ثم اضاف عندما لاحظ انظار الجميع التي تعلقت به (كما نعلم فانا اخبرت المجلس بان الزفاف بعد اسبوع اي يوم الخميس وطبقا لاعرافنا فإن الاحتفالات تدوم لسبع ايام بلياليها لذا قومو بتجهيز قائمة بمستلزمات الطعام والشراب والحلويات وما تحتاجونه من مفروشات واعطوها لأحمد ليرتب عملية توفيرها بالنسبة لك زوجتي فهناك اثواب معينة سترتديها واثواب ستختاريها بنفسك يمكن لأمي ان تساعدك في هذا الشأن اما بالنسبة للثوب الابيض فسنذهب بعد يومين الى اسطنبول عند لالي وهي اكبر مصممة ازياء في تركيا لتنسقي معها امر مظهرك..احمد ايضا ستتولى امر دعوات الفرح في الداخلx بالتعاون مع يوسف وتوبا اللذان سيكونا مسؤولين عن الضيوف الخارجيين من اسطانبول وغيرها من الدول الاخرى طبعا ستؤجل سفرتنا الى بريطانيا يا سارة والتي وعدتك بها لهذا سجلي كل احتياجاتك من الملابس وما شابه ليتم توفيرها لك هل يوجد اي استفسار هنا)
رفعت سارة رأسها بحزم متكلمة بصوت جهوري وهي تقف بعد ان انهت طعامها شاعرة انها لن تحتمل هذا الجو العدائي اكثر من ذلك خصوصا مع شعورها بدكتاتورية امير وتعمده استثناءها من القرار اللذي يخصها (انا ارفض ان نقوم بزفاف كبير فحزننا لم ينتهي على من فقدنا ...لذا يكفي ان تكون حفلة واحدة اتعرف بها على الجميع ..اعلم ان كارتال تنتظر زفاف نسرها ...ولكني لن اوافق على غير هذا..ويكفي انني ساقبل ان ارتدي ثوبا ابيض رغم ان قلبي اسود من الحزن وهذا نهائي بالنسبة لي اما باقي الاجراءات فلا مانع عندي والان ساستأذنكم لأعود الى منزلي فانا اشعر بالتعب الشديد x(وابتعدت عن مائدة الطعام متجهة الى عائشة لتقبل يدها ثم اشارت برأسها بالتحية لاياد و غادرت المكان دون ان تلتفت لامير وسط ذهول الجالسين وقد تعمدت ان تفرض رايها هكذا مستخدمة اسلوب امير لتثبت ذاتها امام الجميع فيعلمو انها من المستحيل ان تنصاع لرغباتهم وان اي قرار يخصها يجب ان يستشيروها به قبل طرحه مهما كان هذا القرار.
دخل امير الى المنزل وساعة الحائط تدق معلنة منتصف الليل ...لقد تعمد التأخر في العمل ليبتعد قدر استطاعته عن سارة وما تثيره بداخله ...استغرب من قدرتها على تحريك بروده الثلجي واستفزازه الدائم منها ...نظر حوله الى الطابق السفلي اللذي ساده الهدوء فعلم انها في الاعلى ...توقع ان تكون نائمة او متظاهرة بذلك او تقرأ كتابا منتظرة ان تناقشه بقرارها وتعلم ماللذي توصلو اليه بالنسبة لزفافهما ...ما ان وصل الى الطابق العلوي حتى سمع صوت ينبعث من الحجرة الجانبية التي خصصها للاطفال ..توجه الى هناك بحذر وفتح الباب ...اتسعت عينا امير بدهشة عندما وقعتا على سارة وما تفعله...كانت ترسم على جدران الحجرة وتدندن مع كلمات الاغنية التي تصدح من مشغل الموسيقى ..واختلطت رائحة الدهان برائحة القهوة الفواحة من فنجانها الذي تمسكه باحدى يديها اما بالاخرى فكانت تمسك فرشاة الالوان ...بدت كشخص اخر بشعرها المرفوع بشكل عشوائي لاعلى راسها ..وملابسها البسيطة المكونة من بنطال قصير جدا لا يكاد يغطي ساقيها وقميص خفيف بحمالات رفيعة يصل طوله لمنتصف بطنها ..ونعل بزهرة في منتصفه تزين قدمها وقد انتشرت بعض بقع الالوان على جسدها وملابسها وخصوصا ذراعيها...لم تنتبه لقدومه وبدت كانها في عالم اخر يخصها ...ارتسم على ملامحها السارحة عشق وسعادة وشغف اشرق مع ابتسامتها...كانت تضع اللمسات النهائية على رسمة لسندرلا تقف وسط غابة من الزهور متراقصة ببهجة التفتت لتعيد غمس فرشاتها في الالوان المصطفة على طاولة بجانبها فلاحظت وجوده شاهقة بدهشة وصوتها الرقيق يعبر عنها ( لقد فاجئتني ..منذ متى تقف هنا )
تقدم امير الى داخل الحجرة والتف حول نفسه ببطء ليرى كل ما قامت به وكيف جعلت الحجرة كجنة حية بالالوان والرسومات والابتسامات والقلوب المنتشرة على طول الجدران وقال بصوت تخللت نبراته دهشة قوية
-اذن شغفك يترجم برسمك ....حقا رائع لم ارى موهبة بهذا الجمال ...اعترف لقد فاجئتني يا زوجتي (x واشار بيده على الرسومات المنتشرة وسمع صوت سارة المبتهج وهي تجيب ) هذا من اجل هزار...يجب ان اجعلها تحب المكان وتشعر بالسعادة والالفة به ( وصمتت قليلا مظهرة حيرة في اكمال ما ابتدأت به شعر بها امير فابتسم بتشجيع لها محركا راسه بالموافقة ليحثها على الافصاح عما يجول بخاطرها فسحبت انفاسها واضافت بصوت واثق ) اعلم انك قلت بان سكن الصغيرين سيكون مناصفة ولكن حالة هزار تحتاج الى الاستقرار وشعورها بالامان في المكان اللذي ستتواجد به ...تقوقعها هكذا بهذا الشكل وبهذا الخوف يدل على انه يوجد شيئ يخيفها في المكان اللذي تتواجد فيه ايضا ...يعني في حالات مشابهة يكون الخوف متصل بالمكان او بالشخص ..ابعاد الطفل عن مصدر الخوف يخفف من توتره وانعزاله ...اخفائها للدمية بهذا الشكل يعني انها ترى في حجرتها مكانا مخيفا جدا وليس ملجأ تختبئ به كما هو معتاد في حالات اخرى ...لاكون اكثر وضوحا ان الشخص اللذي سبب هذا لهزار لازال موجودا حولها ...ووجوده ووصوله بسهولة اليها في اي وقت يدهور حالتها اكثر ويفقدها الثقة بمن حولها لذا ترفض ان تتواصل مع غيرها خوفا من ظهور هذا الشخص امامها وملاحظته انها لا تلتزم بامره لها بان لا تتكلم ...اعتقد ان المرات التي تواصلت فيها مع اياد وتحدثت كانت تتواجد بمكان اخر غير المنزل اليس كذلك ؟)
ثبت امير انظاره باهتمام الى سارة وتلك المعلومات التي تقولها تفاجأه واجابها بلهفة مهتمة ( معك حق ...لم تكن في المنزل ...لقد تكلمت وقتها معه بعدما فقدت وعيها واضطررت ان اخذها الى المشفى...ولكن الاطباء قالو انها يجب ان تشعر بالامان في وسط تألفه )
حركت سارة رأسها بالموافقة مجيبة بثقة ( اجل هذا ان كانت الصدمة التي تعرضت لها في مكان اخر لكن تواجد هزار في نفس المكان ومع نفس الشخص المسبب لحالتها يزيدها سوءا حتى اعتقد انك لاحظت بان حالتها في تدهور مستمر ...انا واثقة بان هذا الشخص يتعمد الظهور امامها واخافتها في فترات متقاربه اما بنظراته او بلمسها ليؤكد مقدرته على الوصول اليها او بالصراخ عليها وتوبيخها مما يثير خوفها ويطلق نوبات تشنجها و ايضا ...) وصمتت سارة بقلق موازنة حكمة افصاحها عما تفكر به ولكن نظرات امير الراجية لها وصوته الهامس وهو يقول بلهفة (ارجوكي اكملي ..انا مستعد لسماع اي شيء تقولينه ...ان اهم هدف الان هو ان تعود هزار لسابق عهدها ...ان ما تخبرينني به الان يدل على خبرتك وتعاملك السابق مع حالات مشابهة ...لذا ارجوكي لا تخفي شيئ وانا واثق من كلامك وحكمك ) تنهدت سارة بعمق ووضعت فرشاة الالوان من يدها واشارت الى امير ليجلس علىxx احد الاسرة وجلست مقابله حاسمة قرارها بضرورة اخباره بشكها ( ان الشخص اللذي قام بذلك يجب ان يكون شخصا تعرفه هزار جيدا وتثق بانه قادر على اذيتها ورأت قوته وقسوته في التعامل حتى انها من الممكن ان تكون رأته وهو يؤذي امها او يتسبب ببكاءها حتى يتمكن هذا الشخص من الوصول الى جعلها تفقد الثقة بكل من حولها يجب ان يعرضها لصدمة قوية وهنا تمثل ذلك بصورة والديها وقوله انه من قام بذلك كما يجب ان يكون لديه الدليل المباشر على مقدرته على ذلك كأن يقول مثلما رأيتني افعل هذا ويذكر المواقف التي يتخذها كدليل وهنا تنغرس الفكرة عميقا في لاوعي الطفلة لتؤثر على احلامها ومعتقداتها وثقتها فبدل ان تكون كطبيعة الاطفال ممتلئة بالثقة بمن حولها تنقلب طبيعتها لينغرس الشك بالجميع فينبثق ايمانها بانه ان استطاع هذا الشخص القريب مني والمفترض انه يحبني ان يفعل هذا بوالدي فهو قادر على فعل هذا بي وليس وحده بل اي شخص اخر سيؤذيني فلا يوجد احد يحبني حقيقة ...يعني اوصلتها لمرحلة فقدان الثقة بحب من حولها واهتمامهم بها فعندما تتقرب منها تشعر بانك تفعل ذلك لتؤذيها وليس لحبك فيها وهذا يفسر خوفها حتى من اظهار اهم حاجاتها الاساسية كالجوع والعطش والذهاب للحمام وايضا يفسر سرحانها في عالم خلقه عقلها اللاواعي كبديل لعالمها المخيف حيث تتخيل نفسها بامان فيه اكثر ..ان الشخص اللذي تمكن من فعل هذا بها هو شخص ذا مكانة كبيرة في عائلتكم ..شخص لديه صلاحيات مطلقة ...ربما تظن اني اتجنى او فقط اريد غرس الشك في نفسك او استغل حالة هزار لزرع الفرقة بينكم ولكن ...اقسم ان ما اقوله هو الحقيقة يعني كان من الاسهل لي ان اخفيها واعالج هزار ولكن ...ممم لا اعلم كيف اصوغها او ان كنت ستقبلها مني الا انه يجب ان تحذر فمن استطاع ان يفعل هذا في نفسية طفل صغير قادر على فعل ما هو اعظم ...اعتقد انك علمت عمن اتكلم ) وضع امير رأسه بين يديه وانحنت كتفيه بعلامة واضحة للالم الشديد اللذي يغمره ...كانت المرة الاولى التي تراه فيها سارة هكذا ...شعرت بروحها تحترق عليه ..لم تعلم لماذا تعاطفت معه ولكنها شعرت بانه كان يتوقع حديثها ولم يفاجئ به او يرفضه كما كانت تظن ...كلامه الهامس اللذي صدر منه بعد ذلك اكد شكوكها سمعته يقول بصوته المكتوم وبزفرة متألمة ( فهرية ...انها فهرية من اظنك تعنيها ) اخفض امير يديه وابتسم باستهزاء ساخر متالم من نفسه وعيناه مثبتتان على الارض ( لقد كانت لدي شكوكي ..بل لنقل اني كنت تقريبا واثق ..ومع ذلك املت للحظات ان اكون مخطئا ..فكيف لانسان ان يكون قاسيا هكذا ...ان يحطم روح طفلة بهذا الشكل ان ...انت لم تريها سارة ) ورفع عينيه لسارة وهو يضيف بانفعال ( لم تري هزار ..انها ضحكة المنزل ...دائما كان صراخ لعبها وصوت قهقهتها يملأ ارجاء القصر ...كانت كالملاك تتقافز في كل مكان وتملأ الارجاء بحيويتها ورقصها ...حتى عادل كان يتبعها كظلها فلا يستطيع الابتعاد عنها ..انا..انا ..لا اعلم سارة كيف ساتصرف ..فقدان الدليل في هذه الحالات يقيدني..ليس في هذه الحالة فقط بل في عدة امور ...يجب ان اتصرف بدبلوماسية وابتسم كالمنافق حتى لا تؤذي من احبهم وهذا يجعلني ارغب صدقا بقتلها ) وزفر انفاسه بقوة اكبر معبرا عن غضبه العميق ثم امسك بيدي سارة متسائلا بلهفة ( كيف ...كيف من الممكن علاجها) رفرفت سارة بعينيها لتكسر جمود انصعاقها بالكلمات التي سمعتها من امير ...اذن هو يعلم بامر فهرية او يشك بها ...وكما يبدو فهو يبحث عن دليل ليورطها ويعاقبها..وايضا انه يشك بانها ليست فقط متورطة بما حدث مع هزار ولكن ظهر من كلامه معرفته بتورطها بمصائب اخرى...حديثه عن اضطراره ان ينافقها ليأمن شرها عمن يحب جعلها تراجع كلام اختها عنه ..هل يعقل ان يتظاهر بكونه في صفها حتى لا تؤذي تالا ..ان حبه العميق الظاهر بكلماته عن اولاد اخيه وعن اخيه وحتى تالا فلم يذكرها يوما الا بابتسامة حزينة ..شعورها بحنقه لعجزه عن التصرف وثقته الكاملة بها كل ذلك حفزها بكل قوة لتتواصل معه ولتثق انه في صفها على الاقل في هذا الامر فابتسمت له باشراق مبتهج مربتة على يديه قائلة بحماس ( اجل سنعالجها امير ..ثق بذلك في البدء سأجلبها لتسكن معي هنا وسأحاول اختراق قوقعة عزلتها..وفي هذا ستساعدني انت وعادل ..لانها تعرفكما جيدا ...سنحاول تغير عالمها لنمزج الواقع بالخيال يعني نقرب عالم خيالها الممتلئ بالرسوم والفرح من عالم واقعها ..ومن هنا ساجعلها تثق بنا وباننا سنحميها ..يجب ان نبعدها بشكل كامل عن فهرية وعن اي اتصال بها لذا اخبرتك اني لا اريد اي خادمة هنا في المنزل لان اي كلمة او صورة قد تصل لهزار هنا من فهرية ستهز العالم اللذي احاول بناءه لها يعني سنعرفها على اشخاص اخرين بالتدريج ..سنخرجها لتتجول في كارتال حتى تشعر بالراحة ...هناك الكثير من الخطوات التي سنتخذها وساخبرك بها ..طبعا دور عادل مهم جدا فالتوائم لديهم طريقة اتصال عميقة ببعضهم وهنا ستواجهنا مشكلة اخرى ففهرية تعمدت غرس فكرة جنون هزار في راس عادل حتى تخيفه منها فتبعدهما عن بعضهما ...من السهل اقناع عادل بعكس ذلك لقد تكلمت معه وفهمت نظرته وطريقة تفكيره عن اخته .. رغم تعمد المربية جعله يشاهد نوبات تشنج اخته الا انه لازال في اعماقه يتذكرها وهي تلعب معه وتؤنس وحدته لذا من السهل اقناعه سويا خصوصا انت بأهميته في علاج اخته ..طبعا لن نخبره انها مريضة ولكن اترك علي الامر سأشرح له الموضوع بطريقة تسهل له تقبل حالتها ..وهنا يجب ان يبقى عادل بالقرب من اخته خصوصا بعد تخطيها المرحلة الاولى من العلاج فستصبح تبحث عن اشخاص يحمونها وتثق بهم ...عادل لانه الاقرب اليها سيكون اول شخص ..لا ادري كيف ستتمكن والدتك من فراق عادل ولكن هزار بحاجته اكثر منها ..مارأيك )
وقف امير واخذ يذرع الحجرة غارقا في تفكير عميق لم تقاطعه سارة فيه ..وبعد عشر دقائق نظر اليها ورفع كتفيه قائلا بحزم ( حسنا من الممكن تنظيم ذلك ..سينام هنا وفي الصباح سيذهب الى جدته بعد تناوله الافطار مع هزار ليشجعها على الاكل ..في هذه الفترة ساحاول انا وانت ان نعوض غيابه بجعلها تتعرف على كارتال كما قلتي اعلم انك تنوين العمل في المشفى و...) قاطعته سارة مؤكدة ( سيكون من الجيد تخالطها مع عمال المشفى حتى تثق ان الاطباء قادرون على علاج اي اذى ستتعرض له يعني ساحاول بلورة هذه الفكرة في خيالها اي كسر الخوف من الاصابة او الدماء )
فرقع امير باصبعه موافقا وهو يضيف بحماس اكبر ( جيد جدا ..ثم عند انتهائكما من المشفى ستكون امي قد قضت وقت مناسب مع عادل لذا سيعود الى المنزل ليلعب مع هزار ومعك وهكذا ستزيد اواصر العلاقة بينهما وستزداد ثقتها بكما كما انني سأحرص ايضا على التواجد لساعتين او اكثر حسبما استطيع في هذا الوقت فسأقوم بإيصالك من المشفى انت وهزارx واجلب عادل من المنزل وهكذا سنوفر عالم اخر لهزار تثق به كبديل عن عالمها الاخر المنهار ..اقصد كما قلتي يعني نخلق جوا عائليا مناسبا او عالما يقترب فيه خيالها من واقعها لتعود لها ثقتها وبعدها سيتناولن العشاء سويا وينامان طبعا بعد نومهما تستطيعين التوجه للقصر لتناول العشاء فيه حتى تثبتين وجودك كاغا هانم فتطالبين بمراجعة كل ماحدث في هذا اليوم او ان كانت هناك اي مشكلة تحلينها مثلما افعل انا ..صراحة كنت انوي ان تتواجدي اكثر في القصر ولكن الان صحة هزار اهم من كل شيء... حسنا ما رايك )
وقفت سارة قافزة بنشاط منفعل مصفقة بيدها بحماس ( ان هذا التقسيم رائع حقا ..بصراحة حتى انا لن احب التواجد في هذه الفترة كثيرا في القصر على الاقل حتى اعتاد على الاجواء هناك..طبعا مثلما قلت لك بأنني لا اريد اي خادمة من القصر ..واريد للحرس ان يتواجدو خارج الاسوار و ...) قاطعها امير محركا رأسه بالرفض ( كلا سارة ..الحرس يجب ان يتواجدو بالقرب منكم فانت لا تعلمين كمية المخاطر المحيطة بنا ( واشار بيده ليوقف اعتراضها مؤكد بحزم ) لقد اخبرتك هناك امور لا نقاش فيها وهذه احداها اما الخادمة فسأتكلم مع فاطمة زوجة احمد لترشح لي فتاة جديدة من كارتال تثق بولائها وذكائها وسنبقيها فقط في المنزل في الساعات التي تتواجدين فيها في المشفى او تحت تصرفك يعني لن نجعلها تختلي بهزار ابدا وذلك للاحتياط ثم ستغادر فور انتهائها من اعمال التنظيف الرئيسية وهكذا تحمل جانب من مسؤولياتك وتساعدك فيها ...هناك امر اخر بالنسبة لسفرنا الى بريطانيا بالطبع سيتأخر مع ظهور هذه الأحداث فهل هناك شخص تودين الاتصال به او التواصل معه او تحتاجين لمساعدة بتولي امورك هناك .. استطيع ان اوصي يوسف ليذهب ويتعامل مع ما تريدين بشكل مبدأي كما هذا غير تجهيزك لقائمة بحاجياتك لنوفرها من اسطانبول فهل تستطعين ذلك )
تنهدت سارة بعمق وقد شعرت بحماسها يخبو مع عودة رفضه لطلباتها فللحظة شعرت ان كلاهما شخص واحد يتفقان ويناقشان ويفكران ولكنه عاد ليفرض رايه فاخفضت عينيها مجيبة ببرود ( لا عليك استطيع تدبر الامر بالنسبة للامور في بريطانيا فساتواصل مع شخص هناك سيقوم بكل ما اريده اما حاجياتي ساحاول حصرها لاتمكن من توفيرها من اسطانبول )
اثار صوت سارة البارد وقناعها اللذي اسدلته على ملامحها حفيظة امير ..كان سعيدا جدا بتواصلها معه وبتكلمها بصيغة المثنى عما سيقومان به مع هزار ..ابتسامتها التي واجهته فيها تراقص لها قلبه طربا لشدة جمالها ..عفويتها وحماسها ودعمها له اشعراه بسعادة واندماج متكامل معها ولكن كل ذلك توقف لمجرد اعتراضه عليها وكأنها تذكرت من هما ..للحظات اراد ان يهزها مطالبا اياها ان تزيل قناعها عنه فهو ينجذب لروحها الحقيقة وتأثر فيه كثيرا ..وجد نفسه بدون تركيز يقول بلهجة تخللها رجاء وتحفيز معيدا اجواء التلاحم بينهما (سنعالجها يا سارة اليس كذلك ..يعني يبدو انك واثقة وعالجتي غيرها ..ستعود لسابق عهدها هل هذا صحيح ؟) وامسك بيدها بين يديه ضاغطا عليها بقوة ليستمد منها الثقة
التمعت عينا سارة بشكل فوري مربتة على يده بانفعال متلهف (اجل امير سنعالجها ..ستعود كطفلة طبيعية مرحة ..لقد عالجت الكثير من الحالات التي كانت تعاني بشكل اصعب واعمق ..اطفال رأو الكثير من المصائب حولهم وحرمو من اهم احتياجاتهم ..واطفال عانو من العنف منذ الصغر ففقدو الثقة بالحياة وحتى حاولو ان ينهو حياتهم رغم انهم لا يفهمو هذا المعنى وهذا الخيار ..اتعلم عندما ترى معاناة اشخاص بهذه الطريقة وكيف تغلبو عليها واوجدو الحلول لها وذلك فقط ان وجدو من يدلهم على الطريق السليم فان كل مشاكلك تهون ..ان حالة هزار مازالت تعد في مراحلها الاولى لذا لا تحتاج الى علاج دوائي او ماشابه وسنكتفي بالعلاج النفسي والسلوكي ) واستمرت سارة بشرح الامر بانفعال ضاربة الامثال من واقع خبراتها ...نظر امير اليها باعجاب لم يستطع منعه وهو يستمع الى شرحها وكلامها ...نظراته المراقبة والتي انقلبت الى نظرات مشتعلة جعلت سارة تتوقف عن التكلم وهي تتساءل بحيرة حذرة (لماذا تنظر الي هكذا ) اقترب امير منها ببطء حتى وقف مقابلها ونظر اليها بعينين التهبتا بمشاعر اعجابه بمنظرها وطريقة تكلمها وانفعالها ورفع ويده لتبعد شعرها عن رقبتها واذنها ..منحنيا عليها ليهمس لها بصوت اوقف انفاسها ( شغفك الحنون الجنوني الظاهر في تحدثك عن عملك ..عن هزار ..عما ستتخذينه من اجراءات وكيف تعاملت ..ثقتك بنفسك وايمانك بذاتك ..حبك اللامحدود فقط لمهنتك ..يظهر بوضوح عذريتك فلم يستطع اي رجل سرقة هذا الشغف بعد..ولم يتمكن احد من اختراقه للوصول الى نبع اعماقه ...استغرب كيف لم اكتشف هذا سابقا من تصرفاتك ...ولكن ...اعترف ..ان هذا الشغف الذي تمتلئين به ..هذا الصدق ..هذا الاندفاع في المشاعر ...حركاتك نظراتك كل هذاx يثيرني بجنون ...لم استطع ان امنع نفسي من التساؤل ..كيف ستكونين ان تكلمت هكذا عني ...عن زواجنا ...عن كارتال ...عن دورك ومكانتك هنا ...كيف ستكون نبرة صوتك ن.. بضة قلبك حتى صوت انفاسك اذا اعترفت برغبتك باكمال زواجنا ...بتوقك لي كانثى ...للمشاعر التي سنمنحها لبعضنا ..كيف ستكونين ان اندمجنا بالكامل ...يا ...زوجتي )
تظاهرت سارة بالبرود وقد صدمتها الطريقة التي توجه لها الحوار بينهما وازدردت لعابها محاولة الابتعاد عن امير وقد شعرت بضعف غادر يعتري اواصلها وكلماته تتغلغل في تفكيرها وتثير تخيلاتها ..وقالت بانفاسها المنقطعة وبصوت ظهر قاسي مبحوحx ( انت تحلم )
جذبها امير اليه فاقدا تحكمه ومنظرها بعيدا عن برودها يثيره حتى النخاع فالتصقت به اكثر مانعا بذلك حركتها ويداه تحيطان وسطها وكيانه يحترق استجابة لارتعاشتها وبهمساته المثقلة في اذنيها اضاف (كما حلمت بكارتال فكانت لي ...ماللذي تفعلينه بي يامرأة ...معك افقد ذاتي وتتحكم بي رغباتي) والصقx شفاهه على رقبتها اسفل اذنها مقبلا اياها بعمق محفزا استجابتها بانة فقدت بها نفسها فزادته جرأة وتطلبا بقبلاته المنتشرة على وجهها ونحرها ويده تجذب جسدها ملصقة اياه به بقوة اكبر ومداعبة ظهرها وجسمها ...شعرت ساره بالنار تسري في جسدها مع دمائها وبمشاعر تجربها للمرة الاولى من حياتها .. وكانها تتعرف على نفسها للمرة الاولى ..درس اضغف نقاطها من تنفسها المرتفع وتنهيداتها المستجيبة ليزيد من قوة غزوه لها فيضعف كل دفاعاتها ..اعصار المشاعر اللذي اصابها غيب كل ردود افعالها ..صوت صغير في عقلها الح عليها منبها اياها من خطورة وغياهب عمق عواطفها اللذي وصلت اليه ...صوت حصن نفسها لتنطق باول ما خطر على بالها لتنهي هذا الهجوم اللذي اضعفها واودى بكل خطة دفاعها ...نطقت باسم واحد ( ادورد ) لم تعلم لماذا او كيف اختارت هذه الطريقة ولكن غريزة حفاظها على نفسها ايقظت الية حمايتها والتي بنتها حول نفسها منذ كانت صغيرة ..هذه الكلمة شنجت امير وجعلته يبتعد عنها شاعرا بثلج يغزو اعصابه قاضيا على حمم رغباته التي استعرت بجنون لها ..ردد متسائلا والغضب يتسلل الى صوته (من ادورد) اجابت سارة مبتعدة عنه مستغلة ارتخاء يديه من الصدمة ( انه جاري اللذي اريد ان اتواصل معه لينظم اموري في بريطانيا وساوصيه على عدة امور ليبعثها لي )
نظر امير الى سارة بذهول غير مصدق بأن من كانت للتو كتلة نار بين يديه تحولت الى لوح جليدي مفكرة بامور اخرى وظهر ذلك جليا بسؤاله ( حقا ..حقا كنت تفكرين بهذا الان ونحن ...نحن ...يعني تفكرين برجل اخر وانت بين يدي وكنت ...لكن ..كيف ..لقد كنت ..ياللهي ) تنفس امير من اعماق صدره ليهدأ موجات الغضب التي اخذت تشتاحه ...استعان بقناعه الحديدي ليواجه سارة التي رسمت البرود على وجهها وان كانت تنتفض كالعصفور بداخلها ..تكلم بصوت حديدي قائلا ( حسنا سارة ...لنرى ...لنرى ان بقيت تفكرين بغيري بعد ان انتهي منك ...مازال الطريق باوله ثم ...ان كان ادورد قد شغل تفكيرك فهنيئا له ولكني اعرف تماما من هو اللذي كنتي للتو تأنين باستجابة حالمة معه .) وغادر المكان بسرعة تاركا اياها لتنهار جالسة على السرير وتيار المشاعر ينفض جسدها بعنف مرتجف تاركا اياها ضعيفة بلا قوة وفاقدة لكل سيطرة لها على جسمها اللذي تتعرف عليه فلم تكن تعرف انها تملك مثل هذه العواطف ولم تفهم معنى الاثارة القصوى الا من لمسات امير لها وتمتمت بضعف ( ياللهي ...ساعدني لأصبر واقاوم).
اخذ امير يرتشف فنجان قهوته الصباحي والذي قام باعداده بنفسه لرفضه حضور اي خادمة الى المنزل كما اتفق مع سارة وحاول التركيز في الاخبار الواردة امامه على هاتفه من مدير اعمال شركاته في اسطانبول واعتدل بجلسته على الارائك المتواجدة في صالة البيت المطلة على المسبح الخاص به ..كان يشعر بصداع شديد لعدم مقدرته على النوم في الليلة السابقة بعد المواجهة التي حدثت بينه وبين سارة ..لاحظ انها بقيت في حجرة الاطفالx وهذا اراحه قليلا حتى لا يضطر للتمثيل بان الامر لم يؤثر عليه امامها ..وعندما جافاه النوم ومل من كثرة تقلبه على السرير وجد نفسه يجلس على المكتب ويخرج ورقة وقلما ويعبر عن كل ما تجيش يه نفسه من مشاعر على هيئة اشعار ..لقد كتب ..وكتب ..وكتب ..كتب كثيرا كما لم يكتب سابقا ..وعندما قرأ ما كتبه صدمته التعبيرات التي استخدمها في وصف سارة ومشاعره منها ..اخفى هذه الكتابات في درج مكتبه وتعهد لنفسه الا يراها احد حتى هو نفسه ...بعدما انتهى شعر بالارتياح وكأن تعبيره عما يشوش تفكيره جعله يرتب افكاره ومشاعره ..سمع صوت جلبة الى جانبه فرفع راسه ليرى سارة وقد تقدمت من جانبه مرتدية روبا اخضر لم يعرف ما يخفيه ..فتحت باب الشرفة وخرجت الى المسبح ناظرة حولها حيث وقف الحراس ..رفعت كتفيها باستسلام وانزلت روبها ببطء مظهرة ملابس سباحة خضراء غاية في الروعة والاغراء مكونة من قطعتين زادتها جمالا حتى بدت كرمز للانوثة الفاضحة ومشت ببطء حول المسبح تختبر عمقه قبل ان تقفز فيه بكل خبرة لتمارس سباحتها بهدوء مزيلة بذلك توترها ورافعة توتر وغضب امير اضعافا واللذي ما ان راها حتى فغر فاهه دهشة وقام من فوره الى رئيس الحرس طالبا منه سحب كل الحرس من المنزل ليحيطوه فقط من اسواره الخارجية واتجه وغضبه يتحول بداخله الى اعصار الى المسبح ووقف مراقبا ضربات سارة الهادئة وهي تذرع المسبح جيئة وذهابا لعشر دقائق احسها كدهر قبل ان تصعد بعدما انتهت ... وراقبها حتى خرجت ...فصفق باستهزاء غاضب قائلا بصوته الساخر ( احسنتي يا زوجتي فانت سباحة ماهرة...ولكن كيف تسمحين لنفسك ان تعرضي جسدك بهذه الملابس الفاضحة امام رجال الامن )
اجابت سارة رافعة كتفيها ببرود وهي تجفف نفسها (هذه الملابس الفاضحة هي ملابس سباحتي .وقد اخبرتك انني لا اريد احد في منزلي لاخذ راحتي وانت رفضت لذا انت السبب برؤيتهم لي )
اجاب امير وهو يقترب منها وصوته يعبر عن حنقه (حقا ..اذن برايك هكذا تحصلين على ما تريدين ..ام انك تحبي ان تضعيني امام الامر الواقع وتفرضي علي طلباتك لالبيها ...لقد ظننت للحظة البارحة اني اتعامل مع انسانة تفهمني وتهدف مثلي لمصلحة الجميع ولكن كلا ..فيبدو ان المهم عند سارة هي كيف تثبت ذاتها وتهينني وتصيبني بالجنون اكثر ...هل لي ان اعلم لماذا ...من اول يوم لا بل من اول دقيقة رايتني فيها بادلتني العداء والكره ..اتهمتني بالقتل حتى بدون ان تحاولي السماع لي ..لماذا دائما تتحدين سلطتي وتحاولين ان تثبتي بأني غير مهم في حياتك وترفضين مساعدتي وتفهمينها بشكل خاطئ وكانها شفقة ..لماذا سارة ..لماذا تفسرين كل شيء لي بسوء نية ..البارحة كان مثالا على اندماجنا وتكويننا فريق رائع ومع ذلك ابيت الا ان تكسري هذا الاتحاد ..لماذا كلما مددت يدي اليك رفضتيها بكل قسوة و..) كان تقدمه باتجاهها يصاحبه تراجع منها للخلف فلم تنتبه في خضم مشاعرهما ومواجهتهما الى انها وصلت الى حافة المسبح حتى شعرت بترنحها في الهواء وقبل ان تسقط امسك امير بيدها قائلا بكل المه وقوته (ارأيت كيف تحتاجيني وكيف انا قادر على انقاذك و ..) انقطع كلامه وهي تشده ليفقد توازنه ويقعا سويا في الماء البارد .. ما ان خرج حتى صرخ بكل قوته ( ماللذي فعلته ايتها ال ..) قاطعه صراخها وهي ترشه بالماء بكل قوتها وغضبها قائلة ( مجنونة ...اجل قلها مجنونة ..ولكنك سبب جنوني ) وتابعت وهي تخرج غضبها برشه بشكل اقوى بالماء بيديها ( تسألني عن اسباب تصرفاتي ولا تسال نفسك عن اسباب تصرفاتك ...تستغرب كرهي وانت لم تقدم لي اي بادرة لتجعلني اثق بك او ارتاح لك ..تتكلم عن تناقض مشاعري ولا ترى نفسك وانت تارة تتقرب مني وتارة تغضب علي وتؤذيني...تدعي انك تحاول مساعدتي رغم انك تعمدت وضعي في حرب مفتوحة مع فهرية ..ترى انك تعلمني العشق ولكن كل ما تفعله هو فرض نفسك علي وعلى مشاعري وجسدي وتحرشك بي متخذا زواجنا حجة وانت تعلم انه تمثيل و ..) لم تستطع سارة اكمال كلامها لتقدم امير الغاضب منها بعد سماعه اتهاماتها مقيدا يديها خلف ظهرها مثبتا جسدها المقاوم بقوة بثقل جسده على جدار المسبح .. قال بصوت كالفحيح من نبرات الغضب ( هل تعتبرين ما اقوم به تحرشا وانا اللذي راعيت برائتك حارما نفسي من حقي الشرعي بك ..ولكن ان كان هذا سيعد اتهاما اذن فليكن اتهامك مبنيا على اسس صحيحة ) وانهال على شفتيها مقبلا اياها بكل غضبه وثورته وبعنف مطالبا اياها بالاستجابة وقبلته تزداد عمقا وتنتشر الى وجهها ونحرها وقد ابتدأت يده تجردها من الجزء العلوي من ملابسها متلمسة اياه برقة ممزوجة بالعنف لتستسلم له بالكامل خارجا عن ارادتها وهي ترتعش كورقة في مهب الريح متمسكة باكتافه بقوة حتى لا تقع من دوامة المشاعر العاصفة التي اجتاحت كل خلاياها ..تحول عنفه الى رقة نهمة وشغف متقد زاد ارتخائها واستسلامها واعصابها تتحول كالهلام من وطأة مشاعر لم تعرفها ..برائتها وقلة خبرتها جعلاها عرضة للخضوع الكامل في سطوة الاحاسيس التي تختبرها للمرة الاولى اناتها الراجية له ان يتوقف ويستمر في تمازج غريب للتشوش اللذي اصابها ...يديها التي انغرستا بضعف ضامة اياه اليها وفي نفس الوقت مطالبة اياه بالاقتراب وراجية منه الابتعاد ...اوصلها الى ذروة استسلامهاx بلمساته وقبلاته والتصاقه لتصل الى قمة الاستمتاع والتلذذ في غياب كامل لعقلها وانفاسها اللاهثة تكاد تفقدها وعيها لتتحول المياه حولها الى حمم حارقة تحيط بجسدها ..وفجأة ابتعد عنها تاركا اياها بقسوة عجيبة وبصوت بالكاد ظهرت معالمه قال لها ( فالتعتبري هذا درسك الثالث فلا تتحدي رجل وتتهمينه بكرامته واخلاقه ) وخرج هاربا من الماء تحت انظارها المذهولة وقد شعرت بالالم في كل خلية من جسدها ويداها تستندان على جدار المسبح لتدعمان وقوفها .
حاول امير الابتعاد قدر استطاعته عن المكان قبل ان يستسلم لمشاعره ورغباته المتقدة ..لقد كاد للتو في ثورة غضبه ان يرتكب اعظم اخطائه ..كاد ان يستولي على براءة سارة باسوء صورة يعرفها معتمدا على اثارة الرغبات كالحيوان ...لم يعلم كيف اوصلته لهذه الحالة ..كيف سمح لنفسه ان يمتهن كرامتها هكذا ..نعم انها تتحداه دوما ان يتم زواجهما ولكنه ليس هكذا ..ليس انسان بلا اخلاق وهي ليست مجرد بائعة هوا يفرغ بها حاجاته ...انها زوجته ..غضبه منها افقده كل منطق وتفكير ومع ذلك ان هذا لن يشفع له امام نفسه وامامها تعامله بهذه القسوة الحمقاء ..وصل الى حجرة الملابس وابتدأ بخلعه قميصه ولكنه تفاجأ بسارة التي لحقت به بنفس هيئتها التي تركها فيها كنصف عارية ووقفت امامه في دليل واضح لجريمته ودموعها تخط وجهها قائلة بصوتها الجريح المنهار ( لماذا..لماذا تعاملني كدمية يحق لك سحق كرامتها دون مراعاة لارادتها..ان كان هذا الجسد اللذي ترغب به وتريده وتعتبره من حقك فخذه ولكن لا تكسر مشاعري وروحي وتدعي انك تعلمني دورسا في العلاقة ...ان كانت هذه هي العلاقة فانا لا اريدها ...هذا القلب ( وضربت بيدها على صدرها بكل قوتها مكملة بصوت تتعالى نبراته في هستيريا تدريجية ) ليس من حقك ان تؤلمه وتستولي على احاسيسه بحجة الزفاف الفارغة ..انه ملكي انا فانا لست دميتك ..انا انسانة لها حقها بان تعيش معززة مكرمة وترفض ذلك الغزو المتكرر على جسدها سواء ارادت ام لم ترد لتفسر استجابتي على انها نجاح لك وما هي الا دليل على قلة خبرتيx معرفتي لهذه الامور ..ان تفرض علي تعليمي الشغف ليس حقك بل حقي انا ان اطالبك بالشغف ان اردته وان ارفضه واحمي نفسي منه ..الزواج لا يعطيك سوى الحق بجسدي وانت فقط من تتمكن من كسب عواطفي لا فرض هذا علي فانا لست جمادا ولست عاهرة ..لدي روحي التي تتعمد دوما تحطيمها في وطأة بحثك عن اجوبة حيرتك ...لقد مللت ..لم اعد احتمل ..ارجوك اتركني بسلام فانت تقودني للانهيار ( كانت الكلمات الاخيرة بوابة لسيل من شهقات البكاء المتتالية ودموعها تنهمر كشلال في خضم رثائها على نفسها ..التفتت لتخرج ورأسها مرفوع بكل ما تبقى لها من كرامة ولكنها تفاجأت بمنشفة تحيطها بحنان ورقة من الخلف وبيدين تتوقانها وكانها اثمن ماسة وبصوت نادم يهمس بكل الم ( اعتذر ...معك حق في كل ما قلته ..انا احمق ولا استحق حتى ان تكلميني ..لا اعلم حقا كيف وصلت معك الى هذا النقطة ولا عذر لي بتاتا لما قمت به معك بكل غرور وكبرياء متجاهلا كيانك وروحك وكبرياءك ..،اعتذر من كل قلبي واقسم انها المرة الاولى التي اعتذر فيها بحياتي ولكنك تستحقين ..تستحقين ندمي والمي واعتذاري وتراجعي عن كل كلمة قلتها لك او اتهمتك بها ..ماقمت به للتو معك قمة في النذالة والحقارة واستحق عليها القتل وقد اهنت نفسي قبل ان اهينك وانا اتصرف كالحيوان الشرس ..لم اكن يوما مزاجيا او تتحكم في عواطفي ولكنك دوما تخرجين اسوء ما في جاعلة اياي افقد منطقي وتعقلي ..وطبعا هذا ليس ذنبك انما هو حماقة مني وقلة ادراك عميقة ...صدقيني انا نفسي لا اجد لنفسي اي عذر لما فعلته معك واحتقر نفسي كثيرا للنقطة التي جررتك فيها ..ليس بيدي سوى ان اعدك الا اكرر هذا ..اعدك ان احترم قراراتك ..اعدك ان احترم مشاعرك وروحك واكف عن مطالبتي لك بما هو ماليس من حقي ..المفترض ان اشكرك لانك ستساعديني بعلاج هزار ولكني بكل وقاحة غضبت عليك واتهمتك باشنع الصفات ..ربما عذري تشوشي بطبيعة علاقتنا وكرهي للجدران التي تبنيها بيننا وانتي زوجتي وللاقنعة التي تلبسينها امامي ولكن معك حق فانا لم اقدم اي بادرة تجعلك تطمئنين لي لذا اعتذر ايضا عن هذا واعدك ان اترك لك حرية اختيار حربك وجبهتك واعدائك وحلفائك ..اعدك ان اتعامل منذ الان معك بصدق قدر استطاعتي وان اساعدك على قدر مسؤولياتي ..ارجو منك ان تتقبلي هذه الهدنة التي اعرضها عليك فكلانا يضيع انفاسه في حرب الاخر متناسين العدو الاساسي اللذي اذى هزار وعادل سبب تواجدنا سويا لذا ..منذ الان وصاعدا ساحاول دعمك بكل طاقتي طالما اني مقتنع بصحة قرارك فهل تقبلين عرضي الاحمق ) التفتت سارة بين يديه بهدوء وقد داوى كلامه كل جروحها وبث فيها رضى وسعادة عبرت عنه دموعها الممتزجة بين الفرحة والالمx وبصوتها المرتعش وانجليزيتها المعبرة قالت ( اجل انت غبي ..واحمق ..ومجنون ) ابتسم امير على تعبيراتها وابتدأ بمسح دموعها محتضنا وجهها بيديها مكررا شتائمها باللغة التركية وهي يقول ( تقصدين غبي .. واحمق ...ومجنون ) حركت سارة راسها بالموافقة وهي تضربه بخفة على صدره مكملة ( اجل اوافق على الهدنة ..وانا ايضا اعتذر عن استفزازي وبرودي واعدك ان احاول السيطرة على نفسي واركز في علاج هزار ) ووضعت راسها على صدره باندفاع غريب لتكمل احتضانه وبهمس رددت ( معك حق لنوحد طاقتنا حتى نتمكن من علاج هزار وابعاد فهرية عنها وساحاول حقا بكل طاقتي ان اتفق معك فانت كما قلت ان يتخذك المرء كصديق خير من ان يتخذك كعدو )
تنهد امير بعمق مرتاح مسندا راسه على راسها وهو يضمها الى صدره بارتياح ( اجل ..لنعلن هذه اللحظة بداية اتفاقنا كثنائي يدعم كلانا الاخر )

انتهى الفصل الثاني .. الى اللقاء بالفصل الثالث .. انا و انت في المواجهة



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 11-08-17 الساعة 12:09 AM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 06:56 PM   #54

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

غالياتي ... احببت ان اعرف انطباعكم عن القصة حتى هذا الفصل .. ترى .. هل ستصمد هدنة امير وسارة وسيتفقون على فهرية ام ان هناك من سيهدم كل الامور ... اشكركم على دعمكم وارجو نصيحتكم اذا وجد خلل
افتقد تعليقاتك اميرة الوفاء وهمسات الملائكة واشكر من قلبي المعلقين الدائمين والمحفزين لي 😍😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 07:00 PM   #55

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمامة بيضاء مشاهدة المشاركة
فصل اول كان حلو وتعرفت ابطال بشكل ما واطن ان قتال بين ارملة اصلان و سارة ستبدأ بفصل قادم
اشكرك من كل قلبي .. بالفعل سيبدا الصراع


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 10:46 PM   #56

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


مؤكد زوجة أصلان هي من أرت هزار صور جثث والديها المحترقتين ..
لذلك أصبحت ما هي عليه الآن من رهاب ، فكيف بفتاة في عمرها تتحمل رؤية ذاك المنظر المخيف والكارثة أن المعنيين هما والديها ..
تلك المرأة لا تحمل بقلبها ذرة رحمة أو شفقة ، وهي تتقصد ما فعلته بالصغيرة ..
الآن سارة على دراية بما تعانيه هزار فكيف ستساعدها وتخرجها من الحالة التي هي فيها ..؟
ربما لن تكون مستعصية عليها ، لأنها ببساطة مرت بنفس الظروف وعاشت نفس الحالة ..

بعد أن عرفت كيف تكسب عادل وتثبت له أنها قريبته .. واستطاعت أن ترضي السيدة الكبيرة بمعاملتها اللطيفة معها ومعرفتها بعاداتهم وكسبتها لصفها من لقاء واحد ، وهذه كانت غايتها طبعا ،رغم أن عائشة كان لها هدف من تقبلها وهو سحب البساط من فهرية التي طغت وتجبرت على الجميع ..
أمير وحيرته في هذه الزوجة التي لم يتوقع منها كل تلك المهارة في التعامل مع كل شخص وظروفه ..
الفتاة المريضة .. والطفل الخائف .. والعجوز المهتمة بالعادات ..
واستطاعت بذكائها كيف تجعلهم يشعرون بالراحة لها ومعها ..

أمير ليس بذاك الشخص السادج البريء .. هو أيضا له هدف من زواجه بسارة من جهة اهتمامها بالتوأمين ومن جهة إدخال فهرية في حرب معها حتى يلهيها عما تخطط له ، بالمقابل يشد حيله ليقف بوجهها وعائلتها ..
وبين الأهداف والمصالح ،ماذا عن المشاعر ..ا
بلحظة يفكر فقط باستغلالها وبالنهاية سينفصل عنها ، وبلحظة يغار ويحترق وهو يرى تعاملها العفوي وبشاشتها مع إياد ، في حين جمود وتجاهل في حقه ..
إياد الذي قرأ دواخل سارة وعرف مدى ضعفها وهشاشتها وحاجتها لمن يسندها رغم إظهارها عكس ذلك ..
بالأخير ها هي تكسب إياد بجانبها أيضا ..
ماذا سيحدث مع أمير وهي كل مرة تدهشه بمواهبها .. وكل مرة يزيد تأثره بها .. ؟
وبعد ما حدث بالمسبح و إهانته لها بتلك الطريقة ، وبعد المواجهة واعتذاره عما بدر منه اتفقا على هدنة ووعد منه بعدم تكرار الأمر والالتفات فقط لمصلحة هزار وإخراجها من القوقعة التي تحيط نفسها بها ..
هدنة لا أظن أنها ستستمر وتكون الأمور بتلك البساطة بوجود فهرية وعائلتها وأطماعهم ..
وماذا عن بهار ودورها بالحكاية لما تعلم بزواج أمير ..؟

فهرية الحاقدة مؤكد لن تسكت أو تستسلم بسهولة ،وطبعا كلام أمير وهو يثني على زوجته ، سيزيد حقدها أكثر ، خاصة وهي تفهم منه أنها لن تكون السيدة الأولى بعد دخول سارة ..
مؤكد بلاوي ومؤامرات بالطريق ..
*
*
فصل رائع وطويل ومليء بالأحداث والحقائق ..
مشكورة وموفقة ..
واعذريني لعدم تمكني من التعليق على الجزء الثاني من الفصل الأول ..
بانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-17, 11:57 PM   #57

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

مؤكد زوجة أصلان هي من أرت هزار صور جثث والديها المحترقتين ..
لذلك أصبحت ما هي عليه الآن من رهاب ، فكيف بفتاة في عمرها تتحمل رؤية ذاك المنظر المخيف والكارثة أن المعنيين هما والديها ..
تلك المرأة لا تحمل بقلبها ذرة رحمة أو شفقة ، وهي تتقصد ما فعلته بالصغيرة ..
الآن سارة على دراية بما تعانيه هزار فكيف ستساعدها وتخرجها من الحالة التي هي فيها ..؟
ربما لن تكون مستعصية عليها ، لأنها ببساطة مرت بنفس الظروف وعاشت نفس الحالة ..

بعد أن عرفت كيف تكسب عادل وتثبت له أنها قريبته .. واستطاعت أن ترضي السيدة الكبيرة بمعاملتها اللطيفة معها ومعرفتها بعاداتهم وكسبتها لصفها من لقاء واحد ، وهذه كانت غايتها طبعا ،رغم أن عائشة كان لها هدف من تقبلها وهو سحب البساط من فهرية التي طغت وتجبرت على الجميع ..
أمير وحيرته في هذه الزوجة التي لم يتوقع منها كل تلك المهارة في التعامل مع كل شخص وظروفه ..
الفتاة المريضة .. والطفل الخائف .. والعجوز المهتمة بالعادات ..
واستطاعت بذكائها كيف تجعلهم يشعرون بالراحة لها ومعها ..

أمير ليس بذاك الشخص السادج البريء .. هو أيضا له هدف من زواجه بسارة من جهة اهتمامها بالتوأمين ومن جهة إدخال فهرية في حرب معها حتى يلهيها عما تخطط له ، بالمقابل يشد حيله ليقف بوجهها وعائلتها ..
وبين الأهداف والمصالح ،ماذا عن المشاعر ..ا
بلحظة يفكر فقط باستغلالها وبالنهاية سينفصل عنها ، وبلحظة يغار ويحترق وهو يرى تعاملها العفوي وبشاشتها مع إياد ، في حين جمود وتجاهل في حقه ..
إياد الذي قرأ دواخل سارة وعرف مدى ضعفها وهشاشتها وحاجتها لمن يسندها رغم إظهارها عكس ذلك ..
بالأخير ها هي تكسب إياد بجانبها أيضا ..
ماذا سيحدث مع أمير وهي كل مرة تدهشه بمواهبها .. وكل مرة يزيد تأثره بها .. ؟
وبعد ما حدث بالمسبح و إهانته لها بتلك الطريقة ، وبعد المواجهة واعتذاره عما بدر منه اتفقا على هدنة ووعد منه بعدم تكرار الأمر والالتفات فقط لمصلحة هزار وإخراجها من القوقعة التي تحيط نفسها بها ..
هدنة لا أظن أنها ستستمر وتكون الأمور بتلك البساطة بوجود فهرية وعائلتها وأطماعهم ..
وماذا عن بهار ودورها بالحكاية لما تعلم بزواج أمير ..؟

فهرية الحاقدة مؤكد لن تسكت أو تستسلم بسهولة ،وطبعا كلام أمير وهو يثني على زوجته ، سيزيد حقدها أكثر ، خاصة وهي تفهم منه أنها لن تكون السيدة الأولى بعد دخول سارة ..
مؤكد بلاوي ومؤامرات بالطريق ..
*
*
فصل رائع وطويل ومليء بالأحداث والحقائق ..
مشكورة وموفقة ..
واعذريني لعدم تمكني من التعليق على الجزء الثاني من الفصل الأول ..
بانتظار القادم ..
..
كتير فرحتبردك وكتير انبسطت ودايما تحليلاتك تفوق الجمال اشكرك


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-17, 02:39 AM   #58

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
حور فصل ولا اروع ايه كم المساعر والتصاعد فيها
انبهرت بكلام سارة هل تقرءين في علم النفس الكلام قوى ومؤثر ويدل عل اضطلاع بالمجال او فكرة عنه كيفية التعامل مع الطفل المعتدي عليه نفسيا وبدنيا المنتهك من مرضي من الكبار المفترض بهم حمايته فيكونون سببا لرعبه
فهرية حقيرة قتالة قتله اسؤ من رايا وسكينه اعماها الجشع والرغبة بالتحكم والسلطه عن اداميتها قتلت تالا روحيا ثم قتلتهما جسديا واتجهت لتكمل عل طفليها هي منحرفة نفسيا ومشوهة تماما وزواجها باصلان واصولها وعائلاتها والسلطة المطلقة التي منحت لها بعد موت الابناء ومرض عائشة ومهادنة امير لها خوفا عل تالا ثم الطفلين اطلقوا عقال حيوان مسعور افترس ماتبقي من ادمبتها لو كانت اصلا ادمية وكانت تسيتحق زوجها الخائن السليط ال ممكن تكون قتلته هو كمان وابنها الوحش الصغير
عادل جميل ف علاقته بعمه وجدته
وهو علاج هزار ال تالمت عابها حقا بس سارة من عانت فهمتها وكما يقال ازرع ال خير تجده لترد سارة جميل الجد ف حفيدته
اياد عسول الرواية وسبب اشتعال الغيرة والشرارة
ونقطة الامل والامان لسارة
فهم سارة الهشة الطفلة التي تاذت لتنضج كامراءة خارجيا ولكن قلبها هش وبرئ وطفولي
امير مش عارفه اقول ايه ربنا معك حتلاقيها منين والا منبن
ان.كنت فاكر انك احببت فانت مخطئ فالان انت عاشق حتي النخاع لقد وقعت ولا احد سمي عليك
انبهار ال كنت فاكر نفسك بتحبها ولا شئ امام طوفان الاعصار سارة فاحذر ان تعلم بها سارة
عائشة ليست سهلة وفهمة كل حاجه بس ال اخطئت فيه ان امير لن يدع سارة
منظر سارة وهي بترسم وتلون الغرفه وحديثها عن هزار قمة ف الابداع حور انت موهوبة ومبدعه الرواية دي تستنزف كم من المشاعر والمجهود ف كتابتها وقراءتها
بجد ابداع عالي جحا ومميز ومتميز
كلماتي لا تفي جهدك حقه
وبالنسبه لتوم وجيرى شكل الاتفاقية مش حتدوم كتير
احترمت امير جدا باعتذاره رجولة حقا وفهمه لخطؤه بحقها
استمرى ونحن معك باذن الله قلم وكلمات ومشاعر قمة ف الاحساس والابداع تحية لك وفقك الله


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 08-08-17, 07:27 AM   #59

ام غيث

? العضوٌ??? » 94903
?  التسِجيلٌ » Jun 2009
? مشَارَ?اتْي » 439
?  نُقآطِيْ » ام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond reputeام غيث has a reputation beyond repute
افتراضي

اسلام عليكم
متى موعيد البارتات


ام غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-17, 01:56 PM   #60

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
حور فصل ولا اروع ايه كم المساعر والتصاعد فيها
انبهرت بكلام سارة هل تقرءين في علم النفس الكلام قوى ومؤثر ويدل عل اضطلاع بالمجال او فكرة عنه كيفية التعامل مع الطفل المعتدي عليه نفسيا وبدنيا المنتهك من مرضي من الكبار المفترض بهم حمايته فيكونون سببا لرعبه
فهرية حقيرة قتالة قتله اسؤ من رايا وسكينه اعماها الجشع والرغبة بالتحكم والسلطه عن اداميتها قتلت تالا روحيا ثم قتلتهما جسديا واتجهت لتكمل عل طفليها هي منحرفة نفسيا ومشوهة تماما وزواجها باصلان واصولها وعائلاتها والسلطة المطلقة التي منحت لها بعد موت الابناء ومرض عائشة ومهادنة امير لها خوفا عل تالا ثم الطفلين اطلقوا عقال حيوان مسعور افترس ماتبقي من ادمبتها لو كانت اصلا ادمية وكانت تسيتحق زوجها الخائن السليط ال ممكن تكون قتلته هو كمان وابنها الوحش الصغير
عادل جميل ف علاقته بعمه وجدته
وهو علاج هزار ال تالمت عابها حقا بس سارة من عانت فهمتها وكما يقال ازرع ال خير تجده لترد سارة جميل الجد ف حفيدته
اياد عسول الرواية وسبب اشتعال الغيرة والشرارة
ونقطة الامل والامان لسارة
فهم سارة الهشة الطفلة التي تاذت لتنضج كامراءة خارجيا ولكن قلبها هش وبرئ وطفولي
امير مش عارفه اقول ايه ربنا معك حتلاقيها منين والا منبن
ان.كنت فاكر انك احببت فانت مخطئ فالان انت عاشق حتي النخاع لقد وقعت ولا احد سمي عليك
انبهار ال كنت فاكر نفسك بتحبها ولا شئ امام طوفان الاعصار سارة فاحذر ان تعلم بها سارة
عائشة ليست سهلة وفهمة كل حاجه بس ال اخطئت فيه ان امير لن يدع سارة
منظر سارة وهي بترسم وتلون الغرفه وحديثها عن هزار قمة ف الابداع حور انت موهوبة ومبدعه الرواية دي تستنزف كم من المشاعر والمجهود ف كتابتها وقراءتها
بجد ابداع عالي جحا ومميز ومتميز
كلماتي لا تفي جهدك حقه
وبالنسبه لتوم وجيرى شكل الاتفاقية مش حتدوم كتير
احترمت امير جدا باعتذاره رجولة حقا وفهمه لخطؤه بحقها
استمرى ونحن معك باذن الله قلم وكلمات ومشاعر قمة ف الاحساس والابداع تحية لك وفقك الله
شو هالروعة .. وشو هالكلام الحميل يلي بيفرح القلب كتيير عشقت تفصيلك للاحداث يلي بشكرك عليها من كل قلبي ..
فهرية ... العدو الظاهري
عائشة الحليف قصير الامد ..
اياد .. الصديق الثنائي والناصح الامين لكليهما
هزار .. مشكلة ستتفاقم باطراد مع مشكلة سارة
عادل .. العصفور والنسمة التي تعيد الروح
بهار ... غامضة ستظهر قريبا لتحطم الوسط
واخيرا ...
امير ... الحائر بمشاعره ورجولته والمتناقض التصرفات فتارة حنون وتارة قاسي
سارة ... ملكة الجليد الخادعة ذات القلب البركاني ... حالة ستتضاعف بجنون الى ان تصل الى ......
خيوط القصة تبدو بسيطة ولكنها لا تظهر تعقيدها الا بالتدريج الى ان نصل للذروة
القصة مكونة من 11 فصل كل فصل يحمل فكرة مخالفة ستظهر للسطح
اتمنى ان اكون عند حسن ظنكم


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.