آخر 10 مشاركات
نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-17, 10:55 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




في المطار...جلس الثلاثة ينتظرون الطائرة .. قال أليكس بهمس لا يخفي انفعاله:

-"هذه الحقــــيرة!!...كيف؟!..كيف كانت تخفي المعلومات طول هذه المدة ولم تعرف؟!...أصلا لماذا لم تسلمها للشرطة منذ ان قتلت مايلز مثلا؟!..عقلي مشوش فعلا!!"

شد جون على يديه وقال:

-"بودي الآن ان أذهب اليهم اينما كانوا وان اقتلهم فردا فردا!"

ضرب أليكس الكرسي وقال:

-"ليتني أعلم اين هم!!..ألم ترى الصحف؟!..خرجو من القصر منذ ايام طويلة ولم يعودوا!!"

نقل نظره الى فرانسيس وقال من بين اسنانه:

-"ماذا تنوي ان تفعل الآن ها؟؟!...هل ستعطيها فرصة ثانية لتبرر موقفها؟!..أم ستسامحها؟..لقد دمرتنا يا فرانسيس..دمرتنا!!"

حاول فرانسيس ضبط أعصابه لكنه لم يحتمل وقال بصراخ:

-"يكفي!!..(اخفض صوته) .. لقد دمرتني انا قبل ان تدمرك!...انا المتأذي ألأكبر..انت بالكاد عليك دليل واحد...وجون ليس مهدد...انما قد يأخذوه فقط للحصول على اجوبته !"
-(جون)"كلنا في نفس الطريق فرانسيس!..لو تم القبض على واحد منا..فإننا جميعا بمن فينا مافيا بريطانيا وروسيا معرضون للخطر .. واكثرنا تأذي هو ماكس!"

صمتوا ثلاثتهم لمدة قصيرة ... حاول كل واحد منهم ان يهدئ اعصابه، لكن عاد توترهم عندما بدأ النداء على رحلتهم!


~~**~~**


ابتسم نيكولاس بخبث وهو يرى ليزا تشرب كل العصير رغم ان طعمه لم يعجبها...
نظر لانعكاس صورته في الزجاج الكبير .. اراد لوهلة ان يقول : كم انت غريب يا نيكولاس..انتم في وضع خطر وانت تفكر فقط في رؤية دواخل ليزا؟
هز رأسه بسخرية ثم نقل نظره الى تيدي الذي يفتح الهدايا مع بيير وجيسيكا...
بينما كانت ساندرا تضيف جو مرح وجميل .. لكنها فجأة قررت ان تبتعد عن الجميع وتنزوي قليلا لترسل لمارك انها بخير..فهي لم تتكلم معه اليوم بطوله...ويبدو خائفا عليها...كانت تبتسم كلما رسل لها رسالة ويزداد احمرار وجنتيها!..

دخل سام وكلارا أخيرا...توجها الى تيدي وأعطياه هدية مشتركة منهما...قال بلطف:

-"شكرا جزيلا!"

قال بيير:

-"لم يكن لهذا داعي!"

رفض سام سماع اي شيء من هذا الكلام وابتعد عنهم وهو يشير لهم بيده ليكملوا فتح الهدايا...
همست كلارا لتيدي:

-"انها الطائرة الإلكترونية التي وعدتك بها!"

جحظت عيناه بفرح وفتح الهدية بعنف وحماس مما جعل كلارا تضحك وتبتعد عنهم ببطئ...
ذهبت لليزا وبدأت تتحدث معها...لكنها بعد لحظات سحبتها بقلق وتوجهت لسام ونيكولاس...اوقفتها بثبات وقالت:

-"نيكولاس!!...انها ثملة!!"

عقد نيكولاس حاجبيه وقال:

-"ماذا تقولين؟!"

ضحكت ليزا وقالت:

-"انها تقول ما تقول..انت تقول ما تقول..كلنا نقول ما نقول...انه أمر عجيب!"

تنهد سام بأسف عليها وأمسكها نيكولاس من يدها...لكنها رفضت ذلك وتوجهت لتيدي الذي بدأ يلعب بالطائرة...بدأت تتبع الطائرة بعينيها ثم صارت تمشي خلفها وتيدي يضحك..استغرب الجميع من تصرفها فقال نيكولاس بنبرة حادة:

-"ان ليزا ثملة!...من منكن قررت ان تمزح هذا المزح الثقيل مرة أخرى؟؟!..ساندرا أليس كذلك؟!"

غضب رون قليلا ونظر الى ساندرا المنصدمة من هذه التهمة وقال:

-"ساندرا!...متى تعقلين"

كانت تريد تبرير موقفها لكن نيكولاس قطع الحديث وهو يقول:

-"لا أريد سماع شيء!...سآخذها الى الغرفة .. تصبحون على خير"

وافقوه الرأي فأمسك يد ليزا رغما عنها ومشى بها الى السلالم...هناك حاولت ليزا الابتعاد عنه وقالت:

-"لماذا لا تريدني ان استمتع بالحفل؟!"

لم يجبها ولم يكن لديه مزاج لتحملها فحملها بشكل مفاجئ وتوجه بها الى غرفتهما..
وضعها على أقرب كنبة وهي تراقبه بعينيها بتأهب...أقفل الباب بالمفتاح ثم أطلق ضحكة عالية...عقدت ليزا حاجبيها وقالت:

-"مجنون!"

استرخت على الكنبة ووضعت قدم فوق الأخرى ثم بدأت تعد أثاث الغرفة بملل .. أوقف نفسه عن الضحك ولكن الابتسامة ظلت عالقة في شفتيه...استدار ونظر اليها ثم قال:

-"ليزا؟..ركزي معي قليلا أريد أن اسألك بعض الأسئلة"

ألقت عليه نظرة غير مبالية ثم بدأت تعد أصابع قدميها ... ضحك مرة أخرى وهمس:

-"سامحيني يا ساندرا.."

في الحقيقة كان نيكولاس هو نفسه من أضاف المشروب لعصيرها..وليس مشروبا فقط..انما وضع حبة مخدر من النوع الخفيف حتى تصبح اكثر غيابا عن الوعي...
تقدم منها...جلس امامها وقال:

-"هل تعرفين من انا؟"

توقفت حركة عينيها وثبتت في عينيه...عم الهدوء لبعض الوقت ثم قالت:

-"نيكولاس.."

قالتها بطريقة غريبة أقرب للهمس...فاتسعت ابتسامته هو ثم قال:

-"ما رأيك ان نقيم امسية رومنسية هادئة؟"

لم تعلق على كلامه واكتفت بالنظر الى عينيه...وقف وتوجه الى مشغل الموسيقى...ما هي الا ثواني حتى بدأت ألحان موسيقى اغنية (my heart will go on) بدون كلمات...ظنا منه ان هذه الاغنيه هي المفضلة لليزا لانها حركت مشاعرها في المرة الماضية...
مد يده لليزا .. فوضعت اصابعها بين قبضتيه بتردد...اما هو فسحبها اليه ببطئ..مشى معها الى أقرب مكان فارغ ثم وضع احدى يديه على خصرها واليد الأخرى كبلت أصابعها...وهي بحركة عفوية وضعت يدها على كتفه...
كانت نظراته غريبة جدا...ابتسامته..كل شيء فيه...هذه الملامح لم تظهر لنيكولاس من قبل!!..فكيف هي تراها الآن؟!...ابتسمت وقد بدأت دقات قلبها تتباطئ وتتسارع في الوقت نفسه!..
قرب وجهه منها حتى لامس جبينه جبينها...قال بهمس وباسلوب شاعري:

-"ليزا...ما هي مشاعرك نحوي؟..من انا بالنسبة لك؟"

احمرت وجنتيها...وشعرت بأنفاسه الدافئة..رغم انها شبه غائبة عن الوعي...الا ان المشاعر في حالات كهذه هي التي تسيطر!..لم تقل كلمة واحدة..أعاد سؤاله بطريقة أخرى:

-"هل تحبينني؟..تكلمي...دعي قلبك يقول ما لديه ليزا...هل تحبينني؟"

مرر أصبعه على خدها فتكلمت بنبرة أقرب للبكاء:

-"هل انت تحبني؟"

أخرج ضحكة صغيرة وقال:

-"بالطبع أحبك...أعشقك...أنتِ لي وأنا لكِ..لكنني أفكر في تركك لو كنت لا تحبينني"

تجمعت الدموع في عينيها وقالت بسرعة:

-"لا .. لا أنا احبك...أحبك كثيرا...أحبك!..انت لي وانا لك!!"

اختفت ابتسامته لثواني...كان يشعر بذلك..وهو اذا توقع شيء يكون حقيقه!..إذن جملتها في ذلك اليوم لم تكن حلما!!..لقد أحبته فعلا!...
كان يجب أن يقوم بتحرير مشاعرها ليعرف الحقيقة..والآن سيتصرف على هذا الأساس..!


~~**~~**


(الحدث الذي يراود ذكرى نيكولاس)
كانت تجلس في السرير وفي حضنها الكتاب الذي أحضره نيكولاس...تزين عينيها النظارات وتقرأ بكل انسجام...
ليس هناك ضوء سوا الضوء الذي على المنضدة ...
فاجأها دخول نيكولاس ... جفلت ونظرت الى الباب، وقف في مكانه قليلا ينظر اليها ثم ابتسم واغلق الباب خلفه...وضع لابتوب مايلز على الطاولة ثم مشى الى السرير...
كانت تظنه قادم نحوها لكنه استدار حوله الى الجهة الأخرى..خلع حذائه ومدد نفسه بجانبها...واغمض عينيه بتعب وهو يشعر بفقرات ظهره تعود الى اماكنها ببطئ مزعج...
قال :

-"لن أرتاح على الكنبة وانا بأمس الحاجة للراحة، اصمتي ولا أريد ذرة ازعاج .. تصبحين على خير"

قال جملته ثم انقلب على الجهة المعاكسة لها...اما هي المتفاجئة من حركته، ابتسمت بلطف ثم اعادت نظرها للكتاب...لكن لم يعد يمكنها الانسجام...كل دقيقة تسرق نظرة اليه...وبعد عدة دقائق شعرت بانفاسه تنتظم وبهدوء تام على حركته فعلمت انه غط في نوم عميق...
وضعت محددة الكتاب ثم اغلقته ووضعته على المنضدة، اقتربت منه قليلا وهمست بجانب اذنه:

-"نيكولاس؟؟"

لكنه لم يجب...تأكدت انه نام فعلا فمررت اصبعها برقة على خده ثم عدلت موضع وسادتها وتمددت..اخذت نفسا عميقا وبدأت تلعب بخصل شعره الفاحم بهدوء...همست :

-"حبك هو أكثر شيء أكرهه!"


~~**~~**


عاد من شروده وثبت نظره في عينيها اللتان تفيضان بالمشاعر...في ذلك الوقت ظن انه يحلم، لكن الآن صار كل شيء واضح..
ابتسم بسخرية وهمس:

-"إذن تصرفاتك لم تكن عفوية...ابتعادك عني بشكل مفاجئ كلما لمستك .. ليس عبثا.!"

احتضنته ببطئ وقالت:

-"هل حقا تحبني؟"

بادلها الحضن وقد تحولت نظراته للبرود واجاب بعد صمت :

-"لا.."

دفنت وجهها في كتفه وقالت:

-"دعنا نصعد عند النجوم!"

ابعدها عنه وقال بجفاء:

-"اصعدي اليها في احلامك...الآن يجب أن تنامي"

امسك يدها واخذها للسرير...ارغمها على التمدد رغم انها كانت ترفض بشدة وتريد العودة للحفلة او اكمال الرقص معه...وضع فوقها الغطاء فقالت على مضض:

-"لن أنام الا اذا بقيت بجانبي"

فكر قليلا ثم تنهد وجلس بجانبها...شرد في أفكاره وهو ينظر لعينيها الحالمتين...لقد أحبته، لماذا يجد الأمر غريبا رغم انه توقعه؟!...ماذا سيفعل الآن؟.. ربما عليه فقط أن ينهي عمله معها وكأنه لا يعرف شيء..لكن كيف يتجاهل هذا الامر وهو يعرفه الآن؟!
اغمضت عينيها عندما اطمئنت لوجوده ..


~~**~~**


في اليوم التالي..
استيقظت ليزا بتعب وهي تشعر بصداع فظيع ... كانت تعقد حاجبيها بقوة وتضايق...جلست، ونظرت حولها بتوهان لا تذكر ما حدث لها بالضبط..
تمر الاحداث الماضية ناقصة..كالخيال أو الحلم..
عقدت حاجبيها وهي تتذكر بعض الكلمات .. "احبك..تحبني..انا لك"
جحظت عيناها عندما شعرت ان هذه الخيالات تدور حول نيكلاس...همست :

-"ماذا حدث؟!..هل هذا حلم؟"

انزلت قدميها عن السرير ومشت بترنح الى الحمام...غسلت وجهها ثم قررت الخروج لتسأل ماذا حدث معها...
عندما فتحت باب الغرفة سمعت أصوات تصدر من مكان المائدة..
توجهت الى هناك .. فوجت العائلة كلها تجلس وتتناول الفطور..ابتسمت وقالت :

-"صباح الخير.."

توجهت كل الانظار اليها...اول من نطق كان رون:

-"هل انت بخير؟"

زادت ابتسامتها بهجة وقالت:

-"من يسمع صوتك لا يبقى به أذى!"

ابتسم الجميع لجملتها .. بل وتحولت ابتسامة رون لضحكة صغيرة بشوشة...اردفت:

-"ماذا حدث يوم أمس؟..لا أذكر الا انني كنت اراقبكم واشرب العصير...ثم جاءت كلارا وتحدثت معي..انا حتى لا اذكر ماذا كانت تتحدث!"

نظروا لساندرا ثم نظروا لنيكولاس وتاهت الانظار بينهما...استغربت ليزا هذا وقالت:

-"ماذا؟.."

تكلمت ساندرا باندفاع:

-"اقسم انني لم افعل شيء!!..لم اعطها اي مشروب!"

جحظت عينا ليزا واستنتجت بسرعة انها كانت ثملة .. بالتأكيد كانت ثملة!..همست :

-"غبية!!"

نظرت لنيكولاس بصدمة...هل يعقل ان ما تراودها من صور .. كانت حقيقه؟!..لكن لماذا تتكرر مثل هذه الخيالات كلما ثملت؟!..هل يرتبط هذا بأفكارها ام يحدث فعلا؟
عندما طال تحديقها بنيكولاس ظل محافظا على بروده وقال:

-"لا تنظري إلي هكذا!...انا لم أفعل شيء...بعدما صرتي شبه غائبة عن الوعي أخذتك لغرفتك واجبرتك على النوم ثم خرجت من المنزل"

لم تقل شيء وظلت عيناها معلقتان به...قالت جيسيكا بتأكيد:

-"أجل لقد خرج من المنزل..ولم يعد الا عند شروق الشمس"

اشاحت نظرها عنه أخيرا فقال بيتر لتغيير الموضوع:

-"لا مشكلة..لم يحدث شيء..انسي الموضوع واجلسي تناولي فطروك"

اخذت نفس عميق وتوجهت الى مقعدها بجانب نيكولاس...وقررت ان تزيل هذه الافكار من بالها..فمهما كان الأمر، تبقى ثملة فقط..!


~~**~~**


طرق جون الباب .. وانتظر حتى سمع صوت فرانسيس:

-"ادخل"

فتح الباب ببطئ ودخل..كان فرانسيس يجلس على سريره ويحيط رأسه بكفيه..تردد قليلا ثم قال:

-"بماذا تفكر؟"

تنهد فرانسيس تنهيدة طويلة مليئة بالاحاسيس المبعثرة ورفع رأسه ناظرا له ثم قال:

-"بكل شيء.."

اقترب جون منه حتى جلس بجانبه ... وضع يده على كتفه ثم قال بنبرة غاضبة:

-"أعلم انك مصدوم...انت حاولت اخفاء هذه المعلومات ولم تتردد بحرق مايلز لهذا الهدف...والآن يجب ان يكون انتقامك من ليزا أكبر...ليس موتا سريعا..بل بطيء جدا...حتى تعلم هي ونيكولاس اننا لسنا بهدف بسيط...سنبدأ بها، ثم سأخرج انا .. وسنقتل نيكولاس..وننهي هذه المسألة التي علقت لسنين طويلة"

ظل فرانسيس مستمعا له بهدوء..ركز النظر في عينيه وقال:

-"تتكلم بالنيابة عن الزمن البعيد...تتكلم بكل طلاقة وكأن هذا الأمر سهل!!..قبل كل شيء..كيف سنصل لليزا مثلا؟..الآن طاقاتنا ضعفت في بريطانيا...المافيا بالكاد ستشتت السلطات عن مكاننا لبعض الوقت..هم لن يظلوا بانتظار قراراتنا وتحركاتنا؟!..ثم ماذا بعد..وان قتلنا ليزا..هل تظن ان نيكولاس سيبقي نفسه عرضة للخطر؟...صدقني سيضع نفسه وعائلته واملاكه في حصن منيع تحت الأرض أو يأخذهم لجزيرة لا تظهر في الخرائط...جوناثان، ما نحن فيه الآن أكبر بكثير من الكلام...نحن في صدد مواجهة حرب كبيرة بين اثنين من اشرس العائلات!"

تفاجأ جون من كلام فرانسيس المقتضب..وكأن الأمر يغيظه نوعا ما!..صمت لبرهة من الزمن ثم قال:

-"لن يصعب هذا على ماكس!..بأي حال، هو يطلبنا لنجتمع"


وبعد دقائق..كان الجميع مجتمعون في مكتب ماكس .. بينما كان هو يمشي ذهايا وإيابا بانفعال..لم يهدأ له بال منذ ان سمع بما حدث..لا يكاد يصدق ان فرانسيس الآن .. الشخص الذي كان يؤمن لهم كل أذرعهم في بريطانيا صار ملاحق ومطلوب!..وبسبب من؟..بسبب تلك الحقيرة المدعاة ليزا..
كان كل من جون وأليكس وفرانسيس يجلسون بهدوء بانتظار ما سيقوله ماكس...وأخيرا نطق:

-"أنا الآن لا أريد شيء..بقدر ما أريد الانتقام من تلك المدعوة ليزا...أريدها هنا، عندي..حية ترزق...لأستمتع بتعذيبها...سأنتقم منها .. هل تجرؤ على فعل ذلك؟!..كيف تقف بجانب نيكولاس وتسدد لنا ضربات؟!"

وجه نظره لفرانسيس وقال:

-"أنا لا أفهم!!..كيف؟..ماذا كنت تفعل لها طوال السنين الماضية؟..لا أفهم كيف وقفت ضدك بكل هذه البساطة..ألست والدها؟!"

ارتفع طرف فم فرانسيس بسخرية وقال:

-"والدها؟..هيا ماكس..انا وأنت نعلم"

ركل ماكس الطاولة بقدمه لتسقط على الارض ويتناثر ما كان فوقها...وجه كلامه لأليكس وهو يصرخ:

-"وأنت؟!..خطتك لا تسير على الجدول الزمني الذي رسمته!!..ألن تنفذها؟!"

رد أليكس بهدوء تام:

-"أولا هي ليست خطتي وحدي..انت نظمتها معي..ثانيا لقد قلت لك من قبل اننا نحتاج وقت، عدا عن هذا فإن الوقت اقترب.."
-"لا يمكنني الانتظار أكثر!!..لا يمكنني أن أصبر..يجب أن أرد الصاع صاعين لفيندار..يجب أن انتقم منهم...ليزا..هذه المسماة ليزا..أريد قلع عينيها بيدي...أريد تعذيبها ببطئ، يجب أن آتي بها الى هنا بأي وسيلة كانت.."
-(جون)" وكأن الأمر سهل...لا نملك شيء لنفعله، ونيكولاس سيحيط نفسه وعائلته بشياطين حراسة مثله"

وضع ماكس يده على ذقنه وبدأ يمشي بعشوائية ثم توقف واعاد نظره لجون وقال:

-"يجب أن نجد طريقة ما...ببالي فكرة، ستزعزع استقرارهم الداخلي والنفسي..وتسبب تشتتا لهم..عصفورين بحجر واحد!..لكن تبقى مشكلة طبيق هذه الفكرة!"

فجأة وقف فرانسيس وخرج من المكان بهدوء...علق أليكس عليه:

-"لا اظن ان كلامنا اعجبه!...ألا يكفيه ماذا فعلت به ابنته؟!"

تنهد جون وقال:

-"أليكس...انها تظل ابنته رغم كل شيء...ان لم يكن يحاول امتصاص الصدمة اذن هو يحضر نفسه لفقدانها..أو ربما هو يفكر في شيء ما..!"

قال ماكس على مضض:

-"هذا فرانسيس...أعرفه جيدا، أنا واثق ان بباله فكرة ما وهو يحبكها بهدوء قبل ان يعرضها علينا.."

عم الصمت لبعض الوقت ثم قال جون:

-"خطرت ببالي فكرة!!..لكن نحتاج للتفكير جيدا فيها"


~~**~~**


وقفت السيارة أمام المبنى المقصود..
التفت نيكولاس الى ليزا وقال بهدوء:

-"ليزا..دعينا نفكر بطريقة أخرى...يجب ان يكون هناك حل آخر..أقول لك لآخر مره، لديك فرصة للتراجع"

نظرت ليزا الى عينيه مباشرة وقالت:

-"نيكولاس..لا يمكنني ان انتظر أكثر، لا نعرف ما قد يفعلون به..لا يمكننا الانتظار وجعله يروح ضحية لمشكلاتنا نحن"

قال بيير أخيرا:

-"لا أعرف ما أقول...لكن مهما كان الأمر، لن أسمح لكم بجعل ابني ضحية!...عندما يأخذون ليزا .. عندها فكر بحل آخر"

ابتسمت ليزا ابتسامة ثقيلة وقالت:

-"لا تقلق...سيعود تيدي لك بعد لحظات"

شعر نيكولاس ببعض الضيق وشد على يديه وهو يقول:

-"هذا الحقير ماكس..سأقتله قريبا، عرف كيف يحبك خطته!"

حاول سام جعل نبرة صوته طبيعية وهو يقول:

-"هيا دعونا ننزل...الوقت يمضي"

ثم فتح بابه (باب السائق) ونزل...تنهدت ليزا وفتحت بابها..في نفس اللحظة نزل نيكولاس وبيير..
وقفوا الاربعة أمام هذا المبنى المهجور يتأملونه...يبدو متهالك جدا..ربما ينهار بأي لحظة!...مرت دقيقتين، فقررت ليزا ان تتقدم أولا .. في بالها تدور آلاف الأفكار لدرجة انها لا يمكنها التركيز والتفكير في الطريقة التي ستتصرف بها امامهم...
عندما تقدمت خطوة تبعها الثلاثة...دخلت من الباب الشبه منهار...وقفوا في الداخل..كانت صالة كبيرة جدا وفارغة...يبدو انها كانت ردهة الاستقبال..إذ من الواضح ان هذا المبنى كان فندق!
نظروا حولهم فشاهدوا شابين بعضلات ضخمة...يقفان عند احد الابواب...فعلموا ان أليكس وجون ينتظرونهم هناك...
نظرت ليزا لبيير الذي كان قلبه يحترق وقالت بهمس:

-"لا تقلق"

اغمض عينيه وكانه يخبرها انه لا يمكنه ذلك...تقدموا نحو ذلك الباب..وكلما اقتربوا كلما اتضحت لهم ملامح الشابين..كانت اعينهم تحدق بهم بطريقة مخيفة..
فتح سام الباب ودخل...خلفه ليزا ونيكولاس..خلفهما بيير..وقبل ان يعوا أي شيء...انطلق صراخ تيدي بمجرد ان رأى والده:

-"أبـــــــــــي!!"

التفتوا نحو الصوت..فوجدو تيدي يجلس على كرسي ما...وأليكس يقف خلفه.يمسكه من كتفيه وينظر نحوهم بابتسامة خبيثة جدا...بينما جون يقف بجانبه وبيده مسدس يلوح به... قال:

-"أرأيت يا نيكولاس كيف يمكننا ان نجعلك تخضع لنا!..ما شعورك وانت بعيد عن بريطانيا؟..لا قوة لك هنا ولا رجال!"

ظل نيكولاس محافظا على بروده ولم يجب..قررت ليزا اختصار أي شيء من الممكن ان يحدث فتقدمت للأمام قائلة:

-"يكفي عبثا يا جوناثان...دعنا ننهي الأمر بسرعة"

رفع أليكس حاجبيه بحركة حقيرة وهو يتخيل ما يمكن ان يفعله بها عندما تصبح في قبضته...وبدون قصد شد على كتف تيدي فصرخ الأخير...هوى قلب بيير وتوقفت انفاسه بخوف...قالت ليزا بانفعال:

-"اتركوه الآن وخذوني"

نظر جون للأرض وضحك ضحكة خافته ثم نظر لأليكس ليقول الأخير:

-"لا تقلقي عزيزتي...سنضعك بأعيننا...لكن دعينا ندردش قليلا"

هذه الحركة استفزت نيكولاس بشكل كبير جدا...لدرجة انه كاد يتهور ويتقدم اليهم لكن سام لاحظ عليه هذا فوضع يده على كتفه وهمس:

-"اهدأ...حافظ على طبيعتك"

اخذ نيكولاس نفس عميق واقترب من ليزا...همس لها :

-"لن تبقي عندهم طويلا اعدك..عقدنا ما زال قائم"

اغمضت عينيها بتفهم فوضع يده على ظهرها وقال:

-"اتركوا تيدي هيا"

بدأ تيدي يبكي بخوف من هول الموقف رغم انه حاول منع دموعه...وهنا تركه أليكس لينزل عن الكرسي بسرعة خاطفة ويركض باتجاه بيير الذي استقبله في حضنه وحمله عن الارض ثم شد عليه بين اضلعه وشعر كأن روحه عادت له أخيرا!!
ابتسم سام لهما ثم نظر نحو ليزا التي تتقدم بخطوات ثابته الى هذين الوغدين اللذين ينتظرانها .. أراد لوهلة ان يذهب اليها ويمنع تقدمها...لا يريدهم ان يلمسوها بسوء...لا يريد ان يراها تتأذى، لا يمكنه تحمل هذا!

اما ليزا فكانت ترمقهما بنظرات استصغار .. نظرات حادة ثابته ، لدرجة ان أليكس شعر لوهلة انها تنوي فعل شيء ما فمشى اليها سريعة وامسكها من يديها وقربها اليه حتى لم يعد يفصل بينهما شيء وهمس:

-"الآن أعلمك كيف تتطاولين على أسيادك!"

انفعل كل من سام ونيك وبيير وتقدموا خطوة للأمام لكن جون قال بسرعة:

-"لا تقتربوا أكثر وإلا!...على أي حال من حسن حظكم اننا سنترككم تذهبون سالمين الا من بضع ضربات صغيرة!"

وهنا أشار للشابين الضخمين ان يقتبربوا منهم...لكن فجأة صدح صوت صراخ في المكان:

-"قفوا في أماكنكم!"

قبل ان يستوعب اي احد مصدر الصوت...كان هناك مجموعة رجال يحملون الأسلحة قد احتلوا الغرفة بأكملها!
عقد نيكولاس حاجبيه باستغراب ونظر الى سام فنظر الآخر حوله ثم ارتفع طرف فمه بابتسامة جانبية...

علم أليكس انه مهما كان ما يحدث الآن فهو ليس جيد فلف ليزا ليصبح ظهرها على صدره ثم أخرج مسدسه وثبته في صدغها وصرخ:

-"جون...استدعي .."

قبل ان يكمل جملته خرجت رصاصة من سلاح أحدهم نحو الأعلى ليصرخ تيدي بكل خوف ويدفن وجهه في صدر بيير الذي لا يفهم شيء...
تقدم صاحب الرصاصة عدة خطوات حتى صار بجانب سام ثم قال:

-"ما لم الشمل الجميل هذا؟!"


~~**~~**

قبل ذلك باسبوعين...
كانت ليزا تجلس على المسند الجانبي للكنبة وتراقب نيكولاس الذي يمشي في الغرفة بعشوائية...كان الصمت سيد الموقف حتى قال أخيرا واضعا يده على ذقنه:

-"لا أفهم!...مر كل هذا الوقت ولم نجد منهم ردة فعل!..لست مرتاح لهذا ابدا، لا يمكنني التوصل لسبب!"

نقلت نظرها عنه الى النافذة ثم قالت:

-"ربما هم يخططون لشيء كبير يحتاج لمدة"
-"هذا شيء أكيد أعرف، ومنذ زمن يخططون لشيء...لكن ما استغربه انهم لم يردوا على فعلتنا بالذات ولا حتى باتصال او تهديد...ليست هذه عادة ماكس!..انه ينفذ ردوده مباشرة..انتقامه لحظي!...لا يصبر ايام!"

همهمت بفهم ثم عاد الصمت ليسود المكان...وقف نيكولاس أمام النافذة ثم التفت اليها وقال بتفطن:

-"انتهت امتحاناتك؟"

استغربت سؤاله واجابت بنبرة مستغربه:

-"بلى...لماذا؟"
-"جيد، وماذا قال الطبيب لك في آخر مرة جاء؟"
-"يقول اني تحسنت كثيرا .. نوعا ما شفي الجرح"

ابتسم ابتسامة سريعة ثم عادت عقدة حاجبيه بنفس الثانية ... ترددت ليزا قليلا وقالت:

-"لكن سأبدا بالعملي!..يجب أن أجد مكان اطبق فيه ما تعلمته، شركة...مثلا"

اشاح نظره عنها بعدما فهم مغزى الكلام وقال:

-"التطبيق؟!...ما زلتي في السنة الثالثه"
-"سأتخرج في السنة الثالثة!"

رفع حاجبيه باستغراب وقال:

-"ولماذا لم أعرف بهذا حتى الآن؟"
-"هل وجدت الأوقات التي مررنا فيها مناسبة جدا لأتكلم معك عن دراستي مثلا!؟"

همهم بعدم اهتمام ثم مشى متجه للباب وقال:

-"سأجد لك مكان في الشركة ... لكن عندما تهدأ الأمور "

فتحه ثم خرجت وتركه مفتوح تنهدت ليزا وتركت نفسها تسقط في حضن الكنبة لتبقى قدميها مستندتان للمسند الجانبي...اغمضت عينيها بتعب وهمست:

-"متى ينتهي هذا الكابوس"

جفلت من صوت كلارا:

-"عندما تستيقظين من نومك هذا"

فتحت عينيها بخوف وقالت بتفاجؤ:

-"متى دخلتي؟!"

ضحكت كلارا قليلا واجابت:

-"الآن، عن أي كابوس تتحدثين؟"
-"لا شيء...انسي كلامي.."

عدلت ليزا وضعيتها لتصبح بوضعية الجلوس فجلست كلارا بجانبها وقالت:

-"اشعر ان كل شيء انقلب"
-"أعلم.."

مرت دقيقة كل واحدة منهما تسرح في افكارها...سألت كلارا:

-"مازلتي تحبينه؟"

شعرت ليزا فجأة وكأن كل الكون توقف عن الحركة واختفت كل الأصوات من حولها ما عدا صوت دقات قلبها داخل اذنها...انزلت نظرها للأسفل وقدمت ظهرها للامام وأجابت :

-"وماذا تظنين؟..انه سؤال غبي"
-"تعرفين ما اقصد..."

اغمضت ليزا عينيها ومن ثم وقفت وقالت:

-"سأرى العم رون"

ثم خرجت من الغرفة بسرعة...ابتسمت كلارا ابتسامة ذات مغزى وخرجت خلفها..


في الشركة بعد عدة ساعات ، كان نيكولاس ينهي بعض الأعمال ويرى أين من الممكن ان يضع ليزا ... طرق بيير الباب ودخل مباشرة ، جلس امام نيكولاس وقال:

-"لقد وظفت احدهم"

رفع نيكولاس النظر اليه وقال بسخرية:

-"ومن هذا الشخص؟"
-"اسمه مارك...طلبت مني ساندرا ان اوظفه لانه بحاجة ماسة لوظيفة، ولم أرد ان احزنها بالرفض"

وضع نيكولاس يده على خده بملل وقال:

-"وماذا استفيد من هذا الخبر؟...وكأنني جدا متفرغ لهذا!...هناك امور اهم لأتهم بها يا بيير"

غضب بيير من ردة فعله وقال بانفعال:

-"اردت فقط ان اخبرك بما يحدث في الشركة من باب..."

صمت بيير ولم يكمل وهو يعض على اسنانه...كاد نيكولاس ان يقول كلام مستفز أكثر وهو يرى اشتعال بيير لكنه صمت عندما رن هاتف الأخير...
اجاب بيير الاتصال وهو يستدير خارجا من المكتب بعد ان رمق نيكولاس بنظرات حارقة:

-"أجل...لماذا أخذتي تيدي معك؟...أوه اجل تذكرت، حسنا لا تتأخروا خارج البيت..كم حارس؟.."

خرج من المكتب واختفى صوته..اكمل نيكولاس عمله لكنه فجأة وقف وكأن شيء ما لدغه...ركض خارج المكتب وتوجه الى مكتب بيير...فتحه بعنف وسأله بانفعال:

-"مع من كنت تتحدث؟!"

انزل بيير الهاتف عن اذنه وقال:

-"لماذا؟"

كان نيكولاس منفعل كثيرا فصرخ:

-"هل خرج أحد من المنزل؟؟!"

عقد بيير حاجبيه باستغراب واجاب بتخوف:

-"جيسيكا...وتيدي، انها ذاهبة لطبيبتها"

جحظت عينا نيكولاس وصرخ بصوت أعلى:

-"ألم آمركم بأن لا يخرج أحد من محيييطنا؟!"

لم يرد عليه بيير وبدأ عقله ينسج احداث وأحداث قد تحدث معهما!...هرع نيكولاس اليه وسحب الهاتف من يده وتكلم مع جيسيكا التي خافت من الاصوات التي سمعتها:

-"جيسيكا؟!...اين انتي الآن...عودي للمنزل حالا...الآن جيسيكا"

قبل ان تتكلم الأخيرة اصطدمت بهم سيارة ادت لسقوط الهاتف وشهقة منها...نظرت حولها بصدمة..ولم تعي شيء الا ان اندفع تيدي لحضنها فأحاطته بيديها بتلقائية وعينيها معلقتان بالسيارة التي اصطدمت بهم...نزل منها ثلاث رجال ضخام...فهرع الحارسين اللذين معها لمواجهتهم..لكن ما كادوا يخرجون من السيارة حتى تلقى كل واحد منهم رصاصة بين عينيه فخر صريعا امام انظار جيسيكا المرتعبه والمرتبكة فدأ تيدي بالبكاء...تجمدت الدماء في عروقها ولم تقوى على فعل شيء ...
فتح احدهم الباب وقال بابتسامة خبيثة:

-"سيدة فيندار...شرف لي أن ألقاك!"

ظلت عينيها جاحظتين وزادت الشد على تيدي دون ان تتحرك ... فأمسكها الآخر من شعرها وسحبها خارج السيارة لتصرخ صرخة مدوية...بدأ بكاء تيدي يعلو ويعلو وهو ينادي باسمها...صرخت بترجي:

-"ماذا تريدون منا...اتركونا!"

ضحك احدهم وقال:

-"نترككم ونحن انتظرنا خروج أحدكم منذ مدة؟!"

بدأت دموعها بالنزول بخوف ثم نقلت نظرها لتيدي الذي يمد ذراعيه نحوها من السيارة طالبا منها الامان..لكن قبل ان تتحرك من مكانها حمله أحدهم فبدأ تيدي يصرخ بأعلى صوته ويناديها بضعف:

-"ماما...ماما...دعيهم يتركونني"

نهضت بسرعة لكنها سقطت على ركبيتها مرة أخرى لأن عكازها ليس معها لتستند اليه...زادت دموعها وهي غير قادرة حتى على نطق كلمة واحدة...فقد تجمد كيانها كليا..
رأتهم يضعونه في السيارة وهو يصرخ برعب...فجأة تلقت ركلة على وجهها جعلتها تسقط على الأرض فتأوهت .. جلس الذي ضربها القرفصاء بجانبها وقال:

-"حسنا يا جيسيكا...أرجو أن توصلي رسالتنا لنيكولاس وليزا...قولي لهما ان الآتي أعظم، واننا لن نعيد تيدي سليما إذا لم يلبوا مطالبنا"

وقف ونظر اليها باشمئزاز ثم انتبه للهاتف في ارضية السيارة...امسكه ونظر للاسم ، رفع حاجبه باستغراب وقال:

-"بيير فيندار...هل كنت تستمع؟..جيد، إذن أنت تعلم الآن أن ابنك في قبضتنا...نرجو لك يوم سعيد"

ثم اغلق الهاتف ورماه ناحية جيسيكا ثم ركب سيارتهم واختفوا من امامها...تقوس فمها وشعرت بانقباضة قلبها وانحسار انفاسها...صرخت بأعلى صوتها والدموع على خديها:

-"تـــــــــيـــــــــــــ� �دي"


أما من جهة أخرى...كان نيكولاس مصدوم من الأصوات التي يسمعها...وما زاد صدمته هو آخر كلام قاله الرجل...
وعندما أغلق الهاتف...نظر لبيير بعينين جاحظتين وقال:

-"خطفوا تيدي!"







~*~*~انتهى~*~*~




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 10:58 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~

تابع
الفصل الخامس عشر.



تعلقت الانظار بذلك الرجل الذي يقف بجانب سام...محتارون ، يحاولون معرفة من يكون، حاولت ليزا ان تفك نفسها من قبضة أليكس لكنه ركلها بركبته على ظهرها ويهمس من بين اسنانه:

-"لا تتحركي والا فرغت هذا السلام في رأسك"

تأوهت ولم تعرف ماذا تفعل...قال نيك للغريب بلغة روسية:

-"اهلا بك فلادمير...لم أعرف انك مدعو لهذا المكان ايضا!"

ابتسم فلادمير وهو يقول :

-"لست بحاجة لدعوة!..ألا تظن ذلك؟"

تكلم جوناثان بنرفزة وبنفس لغتهم:

-"ماذا يحدث هنا؟!...لقد كان الاتفاق يا نيكولاس ان لا تأتي بأحد معك..والا ستقتلون جميعا بمن فيكم تيدي"

تجمد الدم في عروق بيير وزاد شده على تيدي..رد فلادمير:

-"اظن انك جوناثان أليس كذلك؟...مممـ ، أنت حقا تشبه كاثرين"

صمت جوناثان بنوع من الاستغراب والتفكير...شعر فجأة ان هذا الشخص يعرفه جيدا! ثم من هي كاثرين؟!...لم ينتظر فلادمير اجابة فقال بصوت أعلى :

-"اسمعوني جيدا...انزلوا اسلحتكم على الأرض...اعطوني ليزا بهدوء...ونخرج مثلما دخلنا..هكذا سيظل الجميع بخير"

رفع أليكس طرف فمه بسخرية وقال:

-"احلم بهذا!"

اظهر فلادمير استخفافا به وعلق باستهزاء:

-"تتكلم الروسية؟...لكن لكنتك ما زالت بريطانيه ضعيفة"

سأل بيير نيك:

-"ما الذي يتكلمون به؟!؟"

أشار له نيكولاس ليصمت...كانت ليزا تعقد حاجبيها بعدم فهم لأي شيء...قال أليكس:

-"معك ثلاث ثواني ان لم تنسحب من المكان سيكون حسابك عسيرا"

ضحك فلادمير بصوت عالي ثم ضرب اصابعه ببعضها ليخرج صوت خفيف...فمباشرة تحرك رجاله ساحبين اسلحتهم بتناغم واحد ليخرج صوت الاسلحة كانها معزوفة منسجمه ثم وجهوها على جوناثان وأليكس والرجال المعدودين في الغرفة...
قال فلادمير معقبا:

-"حساب من سيكون عسيرا؟"

في هذه اللحظة اندفع للداخل رجال آخرون .. بدأوا بالصراخ وأمر رجال فلادمير لانزال اسلحتهم...انهم رجال جون فقد استدعاهم من حيث ما كانوا ينتظرون اوامره في مكان قريب تحسبا لأي شيء..
ابتسم فلادمير وهو متوقع حدوث هذا وكأنه رآه من قبل...رفع يده بالهواء قال بصوت عالي:

-"انبطحوا"

بمجرد ان قال كلمته وضع نيكولاس يده على ظهر بيير وجعله ينبطح مع تيدي ثم انبطح هو وسام وفلادمير بنفس اللحظة بعدما اعطى اشارته لرجاله..
بدأ اطلاق نار كثيفة في كل مكان...للوهلة الأولى تظنون انه اطلاق نار عشوائي...لكن في الواقع كان مرتب ومنظم تماما وكأنهن كورال متدرب ..
كان تيدي يصرخ ويدفع نفسه في حضن بيير اكثر...اما نيكولاس وسام فقد كانت اعينهما مثبتة على ليزا وأليكس الذي يمسكها وقد تراجع للخلف حتى التصق بالجدار جاعلا من ليزا درع له...
قال فلادمير:

-"يمكنكما الذهاب...سيحمي رجالي ظهريكما"

اومأ نيكولاس بالإيجاب ثم نظر لسام الذي ينتظر اشارته فهز رأسه وانطلق كلاهما بسرعة نحوها..
ولولا حفظ الله لكانت اخترقت كل واحد منهما رصاصة قاتله بسبب حركتهما المفاجئة..
وقفوا امامهما وقال سام بانفعال:

-"أليكس...اترك ليزا الآن افضل لك"

قطب أليكس حاجبيه وقال:

-"لن يحدث هذا "

رفع مسدسه حتى ثبته بصدغها وكاد يطلق النار لولا رصاصة فلادمير المحترفة التي اطلقها من مسدسه (fn) فاصطدمت بمسدسه فسقط...جفل من الحركة وسهى لثواني مما سمح لليزا ان تلتف بطريقة معينة لتفلت منه ثم ركلته على ركبته مما جعله يصرخ ويسقط أرضا...
ابتسم سام .. ثم سحبها نيكولاس بسرعة وجعلها ملاصقة لصدره بينما ذراعه تحيطها...ثم انخفض للأرض معها وانخفض معه سام..
أشار لهم فيلادمير ليتوجهوا الى زاوية لا يتم اطلاق النار فيها لان رجاله يصدونها بالكامل مشكلين ممرا مستقيم آمن يوصلهم للباب..
اومأ له نيكولاس إيمائة تعبر عن الشكر ثم توجهوا اليها...عندما خرجوا من الباب وجدوا بيير وتيدي محميان بعدة رجال يوجهون اسلحتهم لثلاثة من رجال جون وكلا الطرفين مستعد للاطلاق..
نظر سام للأرض فوجد احدهم مغمى عليه او ميت وسلاحه بيده...سحبه منه واطلق النار على الثلاثة ...
قال نيك بسرعة:

-"يجب أن نخرج من هنا"

وافقه سام:

-"اجل...لكن لا يمكننا الخروج من الباب الرئيسي...قد يكون رجال جون ينتظرون خارجا أيضا"

اومأ نيكولاس بفهم فقالت ليزا:

-"ليس لنا الا سلالم الطوارئ"

وافقوها ثم توجهوا الى بيير ليصعدو بعدها جميعهم على الدرج الذي يتوسط صالة الاستقبال بعدما اخبرهم الرجال انهم سيوفرون حماية مؤقته...
ومن الطابق توجهوا بدأوا بالبحث عن سلالم الطوارئ...

في تلك الغرفة شعر أليكس بغضب عظيم...لا يمكنه ان يسمح لهم بالهروب هكذا .. مستحيل..
نظر حوله...لم يبقى بالغرفة من يقف على قدميه الا عدد قليل...
جمع كل طاقاته العضلية وحمل سلاح في يده وركض بأسرع ما يمكنه خارج الغرفة مطلقا النار على كل من يراه امامه ، سواء كان معه او ضده...
رآه جوناثان فأرسل لرجاله الخمسة المتبقيين ان يدخلوا الفندق ثم لحق بسام عندما لاحظ انتهاء ذخيرة معظمهم...
كان فلادمير يرى ما يحدث من احدى الزوايا...مزق كم قميصه وربطه حول ساقه التي تلقت رصاصة ما .. لم يكن بمقدوره ان يلحق بهم حاليا فاكتفى بالتمني لهم ان ينجوا من هذا...
عندما دخل الرجال الخمسة اطلقوا النار على الثلاثة رجال الذين يقفون اسفل الدرج...قال جوناثان لأليكس :

-"على ما يبدو انهم صعدوا للأعلى..."

هز أليكس رأسه بتأييد ثم أشار للخمسة ان يلحقوهما...

كان صوت بكاء تيدي ظاهرا ... وعندما وصلوا السلالم قالت ليزا:

-"لا اظنها فكرة جيده ان نخرج للشارع..اشعر انهم سيكونون بانتظارنا...ربما الاختباء الآن هو أفضل فكرة"

لم يهتم بيير لكلامها فكل همه كان ان يخرج ابنه من هنا.. ظل سام ونيكولاس يفكران لبعض الوقت الى ان قال سام:

-"اوافق ليزا الرأي...لا نعلم ما ينتظرنا بالاسفل، من الأفضل ان نختبئ على الأقل"

تخيل نيكولاس عدة فرضيات لكلا الخيارين ثم هز رأسه وقال:

-"لنصعد الى السطح"

في هذه اللحظة سمعوا صوت خطوات بعيدة وكلام...كان كلام جوناثان وأليكس بكل تأكيد فسارعوا بالركض على الدرج...كانت خطوات بيير بطيئة فقال سام بسرعة:

-"دعني احمله انا...سيكون هذا أفضل"

لم يتردد بيير واعطاه تيدي...ثم اكملوا ركضهم ... ما ان اصبح جون ومن معه بنفس الممر حتى سمعوا صوت بكاء تيدي القادم من السلالم فتأكد انهم صاعدون فركض الى هناك معهم...

وصلوا السطح اخيرا وانفاسهم تقطعت من التعب...قال نيك بانفعال:

-"ماذا الآن؟؟!..انهم يلاحقوننا!"

وضع سام بيير على الأرض وركض الى حواف السطح ليرى اي عماره او شيء يمكنهم القفز عنه...وقف عند أحدى الجهات وضرب قدمه بالأرض بغضب ..
اقتربت ليزا منه ورأت العماره...قالت:

-"قد يمكننا القفز اليها"

صرخ سام بانفعال:

-"كيف؟؟!..لا يمكننا ضمان ان احد منا لن يسقط بين البنايتين"

كانت الأصوات على الدرج تقترب ... قال بيير:

-"بضع دقائق ويكونون هنا!"

عزمت ليزا أمرها...لا يمكنها ان ترى احد يتعرض للخطر بسببها بعد الآن!...كان نيكولاس شارد في أفكاره وهو يفكر ماذا سيحدث عندما يصلون...لن يترددوا باطلاق النار على بيير وتيدي وسام...وربما ليزا ايضا، كيف سيحتمل رؤية الجميع يموتون امامه وهو يبقى...غير ذلك من المحتمل جدا ان يخطفوه!..
كان هناك جزء مرتفع ملاصق للسور...وبدون تردد صعدت ليزا اليه خلال ثواني...نظرت للعماره المجاورة بتأهب وهي تقدر المسافة وقد علمت انه يمكنها الوصول...عادت للخلف عدة خطوات لكن صرخ سام:

-"ماذا تفعلين ليزا؟؟!"

التفت نيكولاس اليها وصرخ:

-"ليزا!!"

قالت:

-"على احد ان يختر ان كان يمكننا القفز أو لا"

ثم ركضت بكل سرعتها الى ان وصلت الحافة قفزت قفزة كبيره...توقفت انفاس الجميع وتوقف قلوبهم...
بينما شعرت ليزا ان قلبها سقط منها أصلا...
وفي اجزاء من الثانية وقعت على سطح العمارة المجاورة متلقية الصدمة بيديها وركبتيها...صرخت صرخة مكتومة متألمة ... هب الثلاثة للحافة ليروا ان كانت فعلتها او لا...
ارتاحوا قليلا وهو يرونها هناك...صرخ نيك:

-"أنت بخير؟"

وقفت بصعوبة وقالت:

-"ارموا لي تيدي"

عزم سام الأمر .. وسحب تيدي من حضن بيير الذي كان سيرفض...صعد على ذلك الجزء المرتفع .. وبكل قوته العضلية رمى تيدي تحت صرخة بيير:

-"لاااا"

وفي لحظة ذهول وخوف وقلق...بينما تعلقت عينا ليزا بجسم تيدي الصغير ... بطريقة ما استطاعت تلقفه في حضنها لتسقط للخلف على حوضها ثم ظهرها...
لم ينتظر سام وسحب بيير وامره ان يقفز...رغم خوف بيير لكن وجود ابنه على الجهة الأخرى جعله يقفز...ثم قفز نيكولاس...وفي اللحظة الأخيرة وصلوا السطح!...بحث جون بعينيه عن أثر لهم ... ثم وقع نظره على سام الذي يرمقهم بقلق...رفع مسدسه اليه وقال:

-"لا تتحرك يا سام"

استغرب أليكس وهو لا يرى احد غير سام...والأخير استغل اللحظة وركض الى الحافة ليقفز .. وبحركة لا ارادية اطلق جون النار عليه...لتنحشر الرصاصة في ظهر سام بالقرب من كتفه في نفس اللحظة التي قفز بها...
سقط بالقرب من نيكولاس فهرع اليه الأخير متجاهلا آلامه وقال بخوف:

-"سام انت بخير؟!"

تجاهل سام سؤاله ووقف على مضض وهو يامرهم ان يتوجهوا لبيت الدرج ففعلوا .. ركض جون وأليكس الى الحافة ليروا اين قفز المجانين...هل يمكن ان يكونوا قد انتحروا حتى لا يسمحوا لأحد بأذيتهم!..
أول ما نظروا اليه كان الفراغ بين البنايتين ... وفي اللحظة الأخيره لمح أليكس جسد نيكولاس الذي دخل آخر واحد..
ضرب الأرض بقدمه وصرخ :

-"لمااذا ينجو هذا الحقير الوغد كل مرة؟!..لماذا؟!"

رمى جون المسدس من يده بغضب وهو يشتم بعض الشتائم الروسية...
قال احد رجالهم:

-"ربما نتمكن من الوصول قبلهم للأسفل فنمسكهم هناك!"

جحظت عينا جون بتفطن وقال بانفعال:

-"وماذا تنتظرون اذن؟!"

ثم توجه الجميع للدرج مرة أخرى...

اتكأ الأربعة على الحائط بتعب وهم يلتقطون أنفاسهم ويحاولون اكتساب بعض الراحة وجعل دقات قلوبهم تهدأ قليلا...
جلست ليزا على الأرض بانهاك شديد وهي تعقد حاجبيها كل ثانية بألم..تشعر ان مفاصلها تفككت عن بعضها..
كان تيدي يزفر زفرات متتالية مصاحبة ببقايا البكاء .. رق بيير لحالة وتمنى لو انه مات قبل ان يرى ابنه بهذه الحالة..عدله ليصبح بوضعية النوم وجلست على الأرض مادا قدميه متجاهلا آلامه..
انتشل سام هاتفه من جيبه وبعث رسالة لـ فلادمير يطلب منه ان يركب بسيارتهم وينطلق بها ليظنوا انهم هربوا...
ثم شد على كتفه بألم وجلس على اول درجة..
مشى نيكولاس اليه وجلس القرفصاء خلفه...تلمس جرحه برؤوس اصابعه وقال:

-"على الأغلب سطحي"

هز سام رأسه بموافقه...التفت نيك لليزا ولأول مرة ينظر اليها بهذه الطريقة، كانت تغمض عينيها بتعب وما زالت تحاول جعل انفاسها منتظمه..بينما تضم ركبتها اليسرى باحدى يديها...
اقترب منها...اخذ نفس عميق وجلس امامها بشكل يجعله محيطا بها ... شعرت بحركة حولها..قبل ان تفتح عينيها كان قد ثبت نيكولاس جبينه على جبينها.. نظرت اليه باستغراب شديد ودقات قلبها تتسارع..
ظل صامتا لبعض الوقت.. وسكوته وترها، قبل ان تتحرك قال:

-"أنا سعيد جدا لأنك بخير..لأنهم لم يأخذوك"

شعرت بقلبها يهوي..القفز مرة أخرى من بيناية لأخرى أهون عليها من هذا الموقف...
اغمض عينيه وعقد حاجبيه ثم قال مكملا كلامه بنبرة اخرى:

-"حتى لا أكون خلفت وعدي...هكذا انا ما زلت ملتزم بالاتفاق"

ابعد وجهه عنها ببطئ ... لكنه ظل ينظر لعينيها الجاحظتين...يعلم مدى تأثيره بها، يشعر بتناقض داخله..هو يستمتع بهذا، وبنفس الوقت يكرهه!
ظلت ليزا متصنمة غير قادرة على النطق ..
فتحرك ببطئ وجلس بجانبها جاعلا حمل ظهره كله على الحائط...قال:

-"انت شجاعة حقا، لولا شجاعتك تلك ما كان احد منهم الآن حي"

اخذت نفس عميق لتضبط نفسها وقالت وهي تعدل جلوسها:

-"واجبي"

ما كادت تتحرك حتى تأوهت بألم...التفت سام اليها وقال:

-"ما مدى أصابتك ليزا؟"

نظرت اليه لثواني ثم عادت تنظر للسقف وهي تقول:

-"ليس مهم...التواء بسيط"

يعلم سام ان القفزة لم تكن خفيفة أبدا...وهو بكل عضلاته وقوته شعر بتهشم عظامه للحظة...وبما انها انثى فسيكون التأثير بها أكبر خصوصا وقد تلقت تيدي ايضا فتلقت صدمة اخرى مؤذية!
مشى اليها وجلس بجانبها .. سأل بجدية:

-"ما الذي يؤلمك أكثر شيء؟"

نظراته لها اجبرتها على القول:

-"ركبتي.."

هز رأسه وجعل رجلها تستقيم على الأرض .. وببطئ وخبرة تفحص ركبتها بحركة معينة تحت مراقبة بيير ونيك...اغمضت عينيها بقوة عندما تألمت فقال سام:

-"لا أظن انه كسر...ربما شق بسيط، او رضة قوية"

تنهد براحة وجلس بجانبها هو أيضا..ونيك أرخى ظهره للحائط مرة أخرى بينما كان بيير يجلس امامهم...
ساد الصمت المكان .. بعدما خلد تيدي للنوم...
كان بيير يشعر بشيء غريب تجاه ليزا...يشعر وكأنه نادم على كل ما سبق، ورغبته الشديدة بالاعتذار...موقفها لن ينساه...لم تتردد بالموافقه عندما طلبوها مقابل تيدي...وكانت هي من يسهر مع جيسيكا وهي تبكي طوال الاسبوعين...وهي التي رمت نفسها للموت قبل قليل لتنقذه هو وابنه...
لكن الشيء الوحيد الذي تمكن من قوله:

-"ليزا...اشكرك من كل قلبي"

فتحت ليزا عينيها ونظرت اليه..قالت باستنكار:

-"لماذا؟"
-"لما فعلته اليوم"

صمتت ثواني ثم قالت بابتسامة:

-"بيير..انا لم أفعل شيء يستحق الشكر...ليس من حقي أن أجعل تيدي يتعرض للخطر من اجلي..ما علاقته بالامر على أي حال؟!"

انزل بيير نظره لتيدي ولم يعرف ماذا يقول..
قال سام:

-"فلادمير يقول انهم فعلا لاحقوه بدلا منا...انطلت عليهم الحيلة...لكن طلب منا ان ننتظر هنا ساعة او نصف ساعة ثم نخرج"

ومرت الدقائق..بعد ساعة تقريبا نزلوا
(للتوضيح: المكان كله كان مهجور بحدود الميل ، فهذا لم يكن سوا مكان لتسكع اصحاب الممنوعات او لشيء من هذا القبيل..الى ان قامت شركة ما بشراء هذه المساحة واحاطتها بسور..بحيث سيبدأون بهدم كل شيء خلال بضعة شهور..فكان هذا انسب مكان للقاء اختاره ماكس)

عندما صاروا خارج البناية..ارتاح سام وهو يرى عدة سيارات متروكات مفتوحات في الشارع...فتوجه الى احداها ليشغلها..بينما لحق بهم الآخرين...
وضع بيير تيدي في الخلف قبل ان يجلس...وبينما كان نيكولاس وليزا سيركبان...جاءت سيارة منطلقة بأسرع ما يمكنها مستهدفة هذان الاثنان...
سرعتها كانت خيالية...مما جعلهما يتراجعان للخلف بتلقائية وقلق..
وقبل ان يستوعب احدهم شيء...توقفت السيارة ونزل منها اربعة رجال ملثمين...اثنين وقفا امام السيارة التي بها سام وبيير ليمنعاهما من الخروج...
واثنين كانا امام ليزا ونيك...وجه احدهم فوهة السلاح لنيكولاس وقال:

-"لا تتحرك..ولنجعل الأمور سهلة"

كان الكل مصدومين غير مستوعبين للحدث...
تقدم الرجل الرابع من ليزا .. خطت عدة خطوات للخلف .. لكنها فجأة ركض اليها وحملها ، الامر الملفت ان حمله لها كان خفيفا لطيفا على عكس ما توقعت!..
حاولت الهروب منه لكنه احكم امساكها ووضعها بالسيارة وهي تقاوم..وفي أقل من ثانية عاد الأربعة للسيارة آخذين ليزا معهم وعادوا من حيث جاءوا!!








~*~*~انتهى~*~*~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 07:10 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~

الفصل السادس عشر.



تحت سماء روسيا المتثلجه..متصلبة كـقلوب حاقدة، مرتجفة كـقلوب خائفة..
لم يأمن خوسيه على عائلة نيكولاس ببقائهم في الفندق فطلب منهم الانتقال لقصره...وفعلا هم الآن موجودون في القصر، جيسيكا تنتحب .. وزوجة خوسيه تجلس بجانبها وتحاول تهدئتها قائلة:

-"أرجوك كفي عن البكاء، دموعك لم تتوقف!...الآن سترينه وستقر عينك به"

أصدرت آهة عميقة وقالت بصوت متحشرج:

-"قلبي يؤلمني...لا يمكنني أن أرتاح...لا أعرف ما قد يحصل معهم!"

تنهد الجد بيتر بقلة حيلة وهو يضم رأسه بين يديه
وكان خوسيه يمشي ذهابا وإيابا على مقربة منهما، قلبه غير مرتاح أبدا...فيلادمير لم يمده بأي معلومات من ساعة!...في هذه اللحظة انفتح باب القصر الكبير...
كتمت جيسيكا شهقاتها ووقفت بسرعة بمساعدة سيليا .. توقف خوسيه ونظر للباب بتأهب مثل بيتر، دخل نيكولاس أولا مسندا فلادمير اليه.. ثم دخل بيير حاملا تيدي بين يديه، خلفهما سام واضعا يده على كتفه...
كان وجوههم خالية من أي معنى للحياة...مخطوفة شاحبة متعبة!...لم تفكر جيسيكا سوا بتيدي...ما إن رأته حتى هتفت بفرح:

-"تيدي!!"

مشت بضع خطوات للأمام لكن تيدي كان أسرع منها ونزل من حضن والده بسرعة راكضا اليها بكل شوق وخوف، استقبلته بحضنها وشدت عليه بكل طاقتها المتبقية...بكت ضاحكة بشوق .. قبلت عنقه وخديه وبين عينيه، وهو يحتضنها بقوة وكأنه يخاف ان يأخذها احد منه...
تأملهم الجميع قليلا .. ثم اشاح نيكولاس نظره عنها وتنهد تنهيدة عميقة...اقترب ممرضين واسندو فلادمير (احتاط خوسيه واحضر ممرضين وطبيب) خاب أمل كل من خوسيه وسيليا والجد كثيرا وهم لا يرون ليزا بينهم...وفي نفس الوقت قلقين عليهم فمنظرهم مؤلم...
مشى نيكولاس وسام بشرود الى اقرب كنبة وجلسا عليها..بينما بيير ظل واقفا لثواني وهو ينظر للخارج متمنيا لو يرى ليزا أمامه..استدار بهم ومشى الى حيث نيك وسام وجلس بجانبهما...
ظل الجد وخوسيه متصنمين غير قادرين على النطق او فعل شيء محاولان فهم ما حدث..
مشت سيليا نحو فلادمير متهربة من الموقف وايضا لتفهم منه ما حدث...آمرة اياه ان يذهب معها والممرضين الى حيث سيتلقى العلاج رغم رفضه...

تكلم خوسيه أخيرا:

-"ماذا حدث....هل لي أن أفهم؟؟"

انزلت جيسيكا نظرها للأرض حزنا على ليزا...وقررت ان تنسحب من المكان لتفهم الأمر فيما بعد...أشارت لاحدى الخادمات لتساعدها وصعدت للطابق الثاني..
ظل الهدوء مغلفا المكان الى ان قال نيكولاس:

-"لا أفهم ما حدث، هناك شيء غريب ... كانت ليزا معنا، ظلت معنا لآخر لحظة ... لكن تلك السيارة..لا يمكنني أن أجزم بمن كان بها!"

كان قلب الجد يتخابط بين الفرح لرؤية تيدي سالما وبين قلقه على ليزا وخوفه من معرفة ما حدث!...قال:

-"سيارة ماذا..أين أليكس...جوناثان...ماذا حدث؟...لا أصدق أن فلادمير ورجاله كلهم لم ينجحوا!"

قال سام بهدوء غريب:

-"بلا، لقد فعلوا ما باستطاعهم امام رجال جون اللذين ظهروا فجأة ... هربنا، استطعنا الفوز بتيدي وليزا معا...حتى ظهرت سيارة ما...قبل أن نركب بالسيارة لنعود الى هنا...كان بها أربعة رجال، ظهورهم كان مفاجئ ومربك ومحبك جيدا...اخذوا ليزا..واختفوا فجأة كما ظهروا فجأة!"

عقد خوسيه حاجبيه باستنكار وجلس على كنبة مقابلهم وقال:

-"ظهرت فجأة؟!...ألم يكونوا رجال ماكس مثلا؟!"

اقترب الجد حتى جلس بجانب خوسيه وقال:

-"جديا..ربما كانوا رجال ماكس"

هز نيكولاس رأسه بالنفي وقال:

-"لا أظن، لقد خدع أليكس وماكس ولحقوا بفلادمير...اما هذه السياره كل ما بها مريب..حتى كلام وتصرفات الرجال فيها...كانوا أقرب لـ .. لصوص لطفاء!..ليسوا قتلة منتقمين!..وإلا قتلونا جميعا في غمضة عين بما اننا خالفنا الشروط...لكن هؤلاء أيضا لم يكن بحوزتهم أسلحة!!"

تابع سام:

-"أكثر ما لفتني حقا أنهم لا يحملون أسلحه!...هناك أمر مريب لم نستطع فهمه!"

علق بيير:

-"بغض النظر...ليزا ليست بين أيدينا الآن وقد تكون في مواجهة الموت!"

صمت الجميع بعد جملته ... أراد خوسيه ان يؤجل الموضوع لانهم متعبين جدا فقال:

-"حسنا الآن، ستقدم لكن العناية اللازمة...ارتاحوا وسنفكر في كل شيء فيما بعد"

فعليا كان من ينظر اليهم يقول انهم قدموا من شارع المشردين ..


~~**~~**


جحظت عينا ماكس حتى كادت تخرج من مكانها...ردد بهمس:

-"ماذا ماذا ماذا؟؟"

لم يتحرك أي من جون وأليكس مطأطئين رأسيهما بخوف...تمتم ببعض الكلمات ثم قلب الطاولة صارخا صرخة هزت أركان المكان:

-"كيف حدث هـــــــــــــذا؟؟؟!!!"

اغمضا عينيهما بغير قدرة أو جرأة للرد...أكمل صراخه:

-"هذا شيء لا يمكنني غفرانه!!!...الى متى سنظل نفشل أمام هذا الـ(***) المدعو نيكولاس؟؟!...من هذا التافهه الحقير الحشرة الذي وقف امامي وتصدى لي واقفا بجانب عدوي من؟!"

قال جون بهدوء محاولا امتصاص غضبه:

-"لم نعرف...اربكنا ظهوره!"

صرخ ماكس بصوت اعلى وأكثر انفعال:

-"فلتذهبا للجحييم!!"

شعر بحرارة جسمه تزداد وضغطه يرتفع..أراد أن يقلب الكون .. قال بحنق:

-"اذهبا من امامي، اذهبا من امامي قبل ان يتلقى كل واحد منكما رصاصة في رأسه....اغربا عن وجهــــــــي!!"

وبسرعة اختفيا من أمامه...جلس على كرسية وبدأ يهز قدمه وهو يردد:

-"أخذوها وهربوا!...لقد أخذوها وهربوا..سأريك يا نيكولاس..سأريكم جميعا..سترون.."

ظل يردد هذه الكلمة بينما وجهه انقلب لونه من الغضب..


~~**~~**


فتحت عينيها ... ورمشت عدة مرات، تأوهت قليلا من صداعها ، تشعر وكأن هناك حفلة صاخبة أقيمت في رأسها...
استندت على يدها وجلست .. فشعرت ببعض الألم في رسغها، كانت تستعيد الأحداث في ذاكرتها بهدوء ثم عقدت حاجبيها بقلق وهي تنظر حولها..
لا تعرف أين هي...ولا من أخذها أخيرا، ماذا حدث لنيكولاس ومن معه...هل هم بخير؟!
بدأ قلبها يتهاوى وهي تتخيل انهم قد تعرضوا للأذى من بعد اخذها..رفعت الغطاء عنها وتفاجأت من ان ملابسها قد تبدلت...هناك (مشد) مطاطي محيط بركبتها .. معصمها أيضا.. وبعض الجروح في يديها تم تنظيفهما ووضع لاصق جروح عليها!
عقدت حاجبيها باستنكار ، لم تفهم ما يجري...حتى الغرفة التي تنام فيها الآن هي غرفة واسعة .. لونها العام أبيض..يتخلله بعض الديكورات الملونة بألوان زاهية...
انزلت قدميها عن السرير بحذر..لكن قبل ان تنهض نفسها جاء صوت من كل مكان يقول:

-"حاولي أن لا تتعبي نفسك...وتمددي في سريرك لتنالي الراحة اللازمة"

التفتت حولها بحثا عن الصوت، لكن لا يوجد احد في الغرفة!...تكرر الكلام:

-"مررتي بيوم صعب"

علمت ان الصوت قادم من سماعات او شيء كهذا..بحثت في زوايا الغرفة فوجدت كاميرا مثبت بجانبها سماعات ... نظرت للكاميرا وقالت بهدوء:

-"من انت؟"
-"ستعرفين..."
-"أريد أن أعرف الآن"

حاولت ان تنبش ذاكرتها بحثا عن الصوت..لكن لا يمكنها ان تجزم بشيء، فالصوت يتغير في هذه السماعات...وقفت بحذر وقالت:

-"أين أنا...وماذا حدث لنيكولاس ومن معه؟"
-"انهم بخير...وهم في مكان آمن الآن منذ الأمس"

تنهدت براحة ثم اعادت نظرها للكاميرا وسألت:

-"لا يعقل انك ماكس...من تكون؟"

لم تسمع اجابه...ومرت دقيقه، انزلت نظرها ثم تناولت كأس الماء من المنضدة بجانبها وشربتها دفعة واحدة وقالت:

-" حسنا...مهما كنت، اذا اردت قتلي فافعل بسرعة، انني بدأت اشعر بالملل منذ الآن "

قال:

-"انا لن أوذيكي"

استغربت من كلامه ، نظرت للكاميرا وقالت:

-"لماذا؟!"

حلت بضع ثواني من الصمت ثم قال الطرف الآخر بتفكير:

-"أخاف ان اظهر لك، فتنفعلي ولا نتفاهم...هناك امر يجب ان آخذ رأيك به"

بدأ الريب يتسلل اليها، تشعر ان هناك غير متوقع ابدا سيحدث...مشت عدة خطوات للأمام مع ان قدميها تؤلمانها وقالت بنبرة عميقه:

-"من أنت؟!"
-"سأظهر لك...لو وعدتني بأن تضبطي نفسك، وتسمعيني للنهاية"

اخذت نفس عميق وزفرته ثم قالت:

-"حسنا...أعدك، الآن تعال"
-"اخرجي من الغرفة، سألاقيك"

خرجت بخطوات حذرة من باب الغرفة...نظرت لليمين واليسار، يبدو عليه منزلا كبيرا...يوجد في آخر الممر شباك واسع تدخل منه اشعة الشمس لتنير وتضيء الطابق، شعرت ببعض الراحه..مشت نحو اليسار بمحاذاة الحائط وهي تترقب كل باب تراه، فجأة وجدت نفسها امام الدرج...استغربت ان أغلب الاثاث بلون ابيض او سكري، قبل ان تبدأ بنزول الدرج...سمعت خطوات قادمة من الاسفل، التفتت نحو الشخص ... لم يكن واضح لها كثيرا، الى ان صار عند آخر الدرج..مقابلا لها، جحظت عيناها بصدمة..شعرت ان كل ذرة في جسمها استنفرت...تباطأ قلبها...همست بصدمة:

-"فرانسيس؟؟!!"

ظل يحدق بها دون اي كلام...رمشت هي عدة مرات، وضعت يدها على الدربزين ونزلت اول درجة...فمها فاغر من الصدمة قالت بصوت اعلى:

-"لا أفهم...لماذا؟؟!"

تنهد وقال:

-"ليزا، أنت ابنتي في النهاية.."

هزت رأسها بالرفض دون ان تتغير ملامحها..انتظرها حتى وصلت آخر درجة..مد يده لها لتستند عليها لكنها أبت واكملت النزول...وقفت امامه وقالت :

-"هل نيكولاس بخير؟!..ماذا فعلتم به؟!..يجب أن أقابل ماكس..أين هو؟!"

اشاحت نظرها عنه وانتقلت ببصرها لكل المنزل وهي تنادي:

-"مااكس...يا ماكس...تعال وتكلم معي"

قال فرانسيس:

-"ماكس ليس هنا، لا يوجد أحد هنا...لا حرس..لا خدم..لا أحد، فقط أنا وأنتِ ليزا...ولعلمك، يمكنك الخروج من هنا متى تشائين..الآن اذا اردتي..لكنني اود التكلم معك"

عقدت حاجبيها بعدم تصديق...نظرت للباب...نظرت من النوافذ...تحركت بسرعة نحوها لتتأكد ان لا حرس هنا...وانصدمت وهي ترى الثلج هو ما يغطي الحديقة فقط!!
استدارت اليه وقبل ان تقول شيء أشار الى هاتف موجود على الطاولة في الوسط وقال:

-"هذا هاتف جديد لك اذا اردتي استخدامه...ويوجد هاتف ثابت في الغرفة المجاوره..."

هزت رأسها بعدم تصديق...مشت اليه ومدت اصبعها امامه بتهديد وقالت بانفعال:

-"ماذا تنوي يا فرانسيس؟!..انا واثقة ان هناك شيء خاطئ...يستحيل ان يحدث هذا.."

قبل ان تكمل كلامها...رأته يتحرك بسرعة ويحملها فشهقت بصدمة...قال بهدوء:

-"انت تكابرين كالعاده...لقد تألمتي وانت تمشي نحوي...ركبتك تأذت..كما ان هناك التواء في كاحلك، لا تحاولي اتعاب نفسك"

اتجه نحو الكنبة الكبيرة ووضعها برفق عليها ثم جلس بجانبها وبدأ يمسح على شعرها ويقول:

-"بكل بساطة...أنا والدك...لا يمكنني رؤيتك تتعضرين للأذى، لا يمكنني السماح بهذا أبدا..كنت واثقا انني لو تركتك تهربين مع نيكولاس فسوف يلاحقكم ماكس وستتعرضين للأذى...او انك ستضحين بنفسك من اجله...كنت أراقبكم، لم اتوقع ان يحدث تبادل اطلاق نار..كنت اريد ان انتظر خروج أليكس وجون معك..وقتها ، عندما يصلون النقطة المناسبة...نقطع طريقهم وآخذك .. لانك لو وصلتي لماكس..لن يهنأ لك عيش أبدا...سيبدأ بمشوار طويل من العذاب لك قد يمتد شهورا وربما سنه...وبعدها يقتلك ببطئ..لا يمكنني ان اسمح بهذا ولو على جثتي"

بلعت ريقها وهي لا تصدق ما يحدث..استندت على يدها لتجلس ثم قالت:

-"فرانسيس...لا يمكنني تصديق هذا، انت الذي سببت انفجار الحفل..كنت قد أموت هناك...فعلى أي أساس تخاف علي الآن!؟"
-"لم اكن السبب...بل أليكس، وعندما سمعت بهذا لم اكن راضيا بكل تأكيد...ليزا، انا أحبك وانت تعلمين هذا...لو انني أريد إيذائك لآذيتك وانتي في منزلي...تحت قبضتي، بعد ان قتلت اخاك"

شردت في افكارها...هي توقن تمام اليقين انه يحبها اجل...تعرف جيدا انه كان بامكانه قتلها وتدميرها ودفنها دون ان يدري احد..لكن ما ساعدها على تمردها...معرفتها بحبه لها...لكن هذا لن يغفر له ابدا !
نظرت في عينيه مباشرة وقالت:

-"هل أفهم من ذلك..أن ماكس لا يعرف انني هنا؟!"
-"لا أحد يعرف..لا ماكس ، ولا نيكولاس"

ارتخت ملامحها..بل تحولت للحزن .. سألها :

-" بماذا تفكرين؟"
-"لا يهم...قل لي الآن ماذا تريد لأخرج من هذا المكان كما قلت"

تنهد بغم ثم وقف..مشى امامها قليلا محاولا ترتيب افكاره ثم قال:

-"انا سئمت من كل هذا...صدقي او لا تصدقي، أريد الاستقرار..يكفيني الى هنا .. منذ ولدت وانا داخل اجواء الجريمة والتأهب...تعبت...لكن لمعرفني بقوة ارادتك لمساعدة نيكولاس..قررت ان اساعدك، سنساعد نيكولاس في الانتقام من ماكس بسرية...لن يعرف ماكس اننا احياء..ولن يعرف نيكولاس بذلك...عملنا سيكون من بعيد وبشكل مجهولين...هكذا يمكنني ان احميك من الخطر، وبنفس الوقت ألبي حاجة قلبك...ثم بعدها...سنختفي يا ليزا، سنذهب لأبعد بقة عن ماكس ونيكولاس...سنعيش بهويات جديده...كأب وابنة...ما رأيك؟"

جحظت عيناها بصدمة من الذي تسمعه...لا يمكنا التخيل انها ستبتعد عن نيكولاس..لا يمكنها تقبل هذا!!..لقد أصبح دقات لقلبها بعد ان خمدت لسنين!!..كيف تبتعد هكذا بكل بساطه...او بالأحرى، كيف ستتمكن من العودة للعيش مع فرانسيس بقية عمرها...وهو قاتل اخاها وامها!!...وقفت بانفعال..شعرت باشتعال الدم داخلها...اعطته نظرة حقد وتوجهت للباب...فتحته وتفاجأت من انه مفتوح...اعطت فرانسيس نظرة أخيره وخرجت .. فلفحها الهواء البارد مباشرة...مشت عدة خطوات، لكنها توقفت فجأة، وكأن هذا البرد صفعها ...

وقف يتأمل طيفها بخيبة امل...لم يكن يتوقع ابدا انها ستوافق على أي حال، لكن هذا لا يعني انه لن يقدم الحماية لها من بعيد!..طأطأ رأسه واستدار ليعود لمكتبه...لكنه تفاجأ من صوتها قد عاد:

-"هذا غريب!"

التفت اليها بسرعة...وجدها تدخل من الباب بخطوات حذره ... تعقد حاجبيها، مشت حتى صارت امامه...اكملت:

-"هذا غريب فعلا، لماذا وجدت عرضك مغري؟!"

جحظت عيناه بسعادة...اردفت:

-"قد يكون بعدي عن نيكولاس افضل..فلا أكون عبء عليه .. واقدم له المساعدة من بعيد..لكن يا فرانسيس..كيف ستأمن جانبي؟..كيف ستؤمن على نفسك انني لن اقتلك وانت نائم انتقاما لأخي وأمي؟!"
-"ان فعلتها...فلن أكون متضايقا"

أخذت ليزا نفس عميق واشاحت نظرها عنه...خلال دقائق فكرت في الموضوع...وجدت ان البعد عنهم في الوقت الحالي أفضل...تشعر باضطراب في داخلها، ربما يجب عليها البقاء هنا..واذا شكت في فرانسيس سوف تخرج من هنا بكل بساطة..لكن ماذا لو كان يخدعها..ماذا لو انه متفق مع ماكس؟!...قالت بنبرة غامضة:

-"كيف أضمن انك لا تخدعني؟"

حل الصمت لبعض الوقت...امسك يدها ومشى بها الى غرفة ما..عندما دخلاها..تفاجأت ليزا...يبدو مكتب، لكن يوجد فيه قطع اسلحة منتشرة هنا وهناك...
نظرت حولها باستغراب وسألت:

-"ما هذا؟!"

لم يجبها واخذ احد المسدسات ووضعه في يدها ثم قال:

-"اذا ساورك الشك...اقتليني مباشرة دون تفكير"

انصدمت اكثر من كلامه...لهذا الحد؟! كيف انقلب فجأة هكذا؟!...وضع يديه خلف ظهره وأكمل:

-"وأعدك انني لن أحمل سلاحا أبدا ما دمنا انا وانت هنا سويا، تفكرين كيف هذا أليس كذلك!؟..ليزا..انا منذ البداية أريدك وأحبك وأريد الدفاع عنك وحمايتك..ليس هناك شيء جديد..الا انني قررت التخلي عن كل شيء من اجلك"

اقترب منها..طبع قبلة على جبينها وخرج من الغرفة...
ظلت متصنمة في مكانها..لا تعرف من أين تبدأ..ولا كيف تفكر، ولا يمكنها تحديد ان كان قرارها صائبا او لا..!


~~**~~**


كان يقف امام النافذة .. يضع المنشفة حول عنقه المبتل، يفكر في امور كثيرة أنسته اكمال ارتداء ملابسه حتى!
لم يشعر بالشخص الذي دخل بهدوء...
وقفت جيسيكا على مقربة منه وقالت:

-"نيكولاس...ارتدي ملابسك، ستصاب بالبرد!"

التفت اليها بتفاجؤ...خرج من شروده فزفر زفرة حارة ثم سحب المنشفة عن عنقة وأخذ بلوزه قطنية من فوق سريرة وارتداها بسرعة ثم لبس فوقها جاكيت جلدي أنيق .. جلس ثم بدأ يجفف شعره بالمنشفه غير آبه لوجودها...اقتربت منه أكثر وقالت:

-"أنا..أنا لا أعرف ماذا أقول، أشعر بالقهر وبالحزن وبالخجل أيضا ... خسارة ليزا هكذا، لأمر صعب جدا!...جميعنا لا نتقبل هذا، حتى بيير!..بيير والجد اللذان لم يكونا يطيقانها ... انظر لحالهما الآن، غارقان في التفكير...حتى فرحتهما بعودة تيدي اختفت.."

قطع كلامها بنبرة حادة وهو يعتصر الحروف تحت لسانه:

-"نحن لم ولن نخسر ليزا...سأعيدها ، ليزا لم تمت بعد...سـ ـأ عـ ـيـ ـد هـ ـا "

تفاجأت جيسي من طريقة كلامه..يبدو واثق جدا لدرجة انها تراه بلا حاجة للمواساة!!...عدلت عكازها ثم قالت بابتسامة:

-"جيد إذن، أراك على الفطور"

وخرجت من الغرفة...
وقف هو والتقط هاتفه من المنضدة ، بحث بين الأرقام عن رقم ماكس...يريد أن يتأكد اذا كانت ليزا هناك او لا، على الأقل ليعرف من أين يبدأ!...تردد كثيرا، ليس من عادته ان يبادر بشيء..لا يعرف كيف ستظهر صورته عند ماكس لو اتصل به..
قطع تفكيره اتصال مفاجئ..ابتسم وهو يرى اسم ماكس على الشاشة..ضحك ضحكة قصيرة وهمس:

-"وانا الذي كنت متعجبا من عدم اتصالك...عادتك، لا تتركها"

اجاب على الاتصال قائلا بنبرة ساخره:

-"إذن إذن يا ماكس؟!...كم من الضحايا راح من رجالك؟!"

كان ماكس يحاول ضبط اعصابه وعدم اظهار تنرفزه الشديد واجاب :

-"اقل بكثير من رجالك...إذن يا نيكولاس، لم تعرفني على صديقك المفاجئ ذاك!"
-"ليس من المهم ان تعرف...المهم فقط ان تستمتع بالمفاجآت التي اصدمك بها بين فينة وأخرى"

كانت نبرته المستهزئة هي عود الكبريت الذي أشعل ماكس ليصرخ:

-"نيكولاس!!...أنت لم تلتزم بالاتفاق، ولن اسمح لك بالهروب من هذا...سوف اقتل كل افراد عائلتك يا نيكولاس هل تفهم!"

صمت نيكولاس بشرود وقد تأكد من كلام ماكس ان ليزا ليست معهم والا لن يكون بهذه العصبية ابدا...وهو يظن ان ليزا معه الآن!..يجب أن يستغل هذا!..قال ببرود:

-"ماكس...لا تتوقع مني ابدا أن اقف جامدا امام خططك...ان امتلكت رجال فأنا املك، ان امتلكت سلطة سرية انا املك سلطة علنية...(ضحك باستفزاز) وغير هذا كله، انا آخر من تبقى من عائلة ابولانت!"

شد ماكس على يديه بقوة واحمر وجهه حتى بانت العروق في جبينه...قال من بين اسنانه:

-"وعدتك بالانتقام...واجدد لك وعدي، ستندم !"

وقطع الاتصال..نظر نيكولاس للشاشة ببرود ثم رمى الهاتف على السرير وخرج متوجها للأسفل...بمجرد ان خرج من المصعد رأى تيدي يركض نحوه...ابتسم له وحمله ثم قال بلطف:

-"إذن يا تيدي البطل...قل لي، هل انت بخير الآن؟"

هز تيدي رأسه بالإيجاب...فسأله ايضا:

-"هل آذوك أولئك الوحوش؟"

صمت تيدي لثواني حتى يفكر باجابة ثم رفع كتفيه ببلاهة وقال:

-"لا اظن"

ضحك نيكولاس عليه ثم التفت لبيير الذي يقول بتنهيدة:

-"لا يبدو انهم آذوه، لكنهم أخافوه...لم ينم الليل وهو يبكي ويتوهم .. اظنه يحتاج علاج نفسي بعد هذين الاسبوعين"

تغيرت ملامح نيكولاس للجدية واومأ بالموافقة ثم نظر لبيتر وخوسيه قائلا:

-"يجب أن تعودو أنتم لبريطانيا...اما انا وسام سنبقى هنا لنرى ماذا سنفعل بشأن ليزا"

قال الجد بسرعة:

-"لا لن اتركك وحدك يا بني..."

قاطعه نيكولاس بحدة:

-"شكرا لتعاطفك جدي لكن بقائكم هنا هو عبء علي وعلى خوسيه...هو لن يضحي برجاله كل مرة من اجلنا...عودو الى بريطانيا وكفى...هناك ستجدون الحماية اللازمة...وستكون كلارا معكم لتنظيم الأمور"

تفاجأ الجد من كلامه وقال خوسيه بانفعال:

-"ما هذا الكلام يا نيكولاس؟!...انا لا يضرني بقائكم هنا بل يسعدني، رجالي لم يتأذوا كثيرا..بعض الجروح، ولا يوجد قتلى حتى...لقد تجهزوا جيدا!"
-"بالصدفة يا خوسيه...لا يوجد قتلى بالصدفة! لكن ماكس لن يتراجع قبل ان يصفيكم كلكم امامي..على أي حال...انا أمرتكم وانتم نفذوا...لا اريد كلام زائد"

تنهد الجد وهو يعلم ان نيكولاس لا يقول هذا الا لخوفه عليهم...قال بهدوء:

-"حسنا..اظن انه من الجيد ان نعود...رون وساندرا يحتاجاننا هناك"

قاطعت رئيسة الخدم هذا الكلام عندما اقتربت منهم .. انحنت باحترام وقالت بلغة روسية:

-"الافطار معد "

ثم انصرفت...قال خوسيه مترجما:

-"سيد بيتر...الافطار معد، ارجو ان تتفضلوا "

ابتسم بيتر لـ لباقة خوسيه ثم مشى معه .. توجه الجميع لغرفة المائدة الا نيكولاس ظل واقفا مكانه لبعض الوقت وهو يكتب رسالة ما لأحدهم في الهاتف...
اما الجهة الأخرى ، سام، عندما تلقى الرسالة والتي تأمره أن يذهب للمطار ليشرف على تجهيزات الطيران حتى تكون طائرتهم الخاصة جاهزة للاقلاع خلال ساعات..لم يتوانى في التنفيذ وخرج مباشرة من القصر..

جلس نيكولاس مكانه حول المائدة..بدأ الجميع بتناول الطعام، الا هو .. كان شارد الذهن ذا نظرات حاده ، بالكاد أكل لقمتين ثم وقف وقال:

-"سأخرج الآن، عندما أعود لا أريد أن ارى احد منكم في هذا القصر مفهوم؟!..طائرتنا ستكون معدة في ثلاث ساعات"

أراد خوسيه ان يطلب منه اكمال فطوره لكن نيكولاس اختفى من امامه قبل ان ينطق شيء!...نظرت زوجته اليه فهز كتفيه بعدم فهم ولم يقل شيء...بينما كان بيير وجيسيكا مصدومان من لهجته..

توجه نيكولاس مباشرة الى غرفة فلادمير...دخل اليها بدون استئذان..كان فلادمير يدون بعض الملاحظات في دفتره الخاص فهذه الطريقة تساعده بربط الامور....قال نيكولاس على عجل:

-"فلادمير..اريد طريقة ما لتتبع تلك السيارة، لا أعرف كيف ولماذا...انا فقط اريد تتبعها، حفظت رقمها"

نظر اليه فلادمير بتفكير لبعض الوقت.. ثم قال بتذكر:

-"لي صديق يعمل في مكتب التحقيقات...لا ادري ان كان يمكنه تتبعها، لكن سأتصل به"
-"جيد...أعلمني ماذا سيحدث"

هم بالخروج لكن فلادمير اوقفه قائلا:

-"نيكولاس..اذا لم تكن مع ماكس، فما الذي يقلقك؟"

توقف نيكولاس لثواني..نظر اليه بطريقة غريبة وقال ببرود:

-"يقلقني..ماذا يريد منها الطرف الثالث المجهول ذاك!"

وخرج بسرعة ...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 07:11 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~~**~~**


مرت ساعات..بينما أليكس وماكس وجوناثان يتناقشون ويفكرون ويخططون..
ذهب اليكس يتحدث في الهاتف..
فجلس جون امام ماكس وبانت على ملامحه تغيرات غريبة مما جعل ماكس يقول بتساؤل:

-"جون...ما بك؟"

تنحنح الأخير وعدل جلوسه ثم سأل بتردد:

-"ذلك الشخص الذي جاء ليساعد نيكولاس...قال لي جملة، استغربتها كثيرا"

توقف عن الكلام فقال ماكس باستغراب:

-"تكلم ما هي الجمله؟"
-"انها..قال: انت تشبه كاثرين فعلا"

جحظت عينا ماكس بصدمة ... لاحظ جوناثان تغير ملامحه فقال بانفعال:

-"أتعرفها؟!..من هي؟...هل هي أمي؟!"

زادت صدمة ماكس من استنتاج ماكس هذا ولم ينطق بشيء...عقد جون حاجبيه وقال:

-"ماكس..هل كلامي صحيح؟!"

حول ماكس ملامحه للبرود ثم قال:

-"لا..لا أعرف، قلت لك من قبل انني لا اعرف أمك...خطرت ببالي كاثرين اخرى...لا اظنها من تكلم معها ذاك الاهوج"

أراد جون ان يعترض فقال ماكس بصرامة:

-"جون!..أغلق الموضوع، قلت لك لا أعرف من هي أمك...ولا تذكرني بالماضي فأنا اتضايق من هذا الموضوع"

تنهد جوناثان وخرج من المكان...تنهد ماكس ووضع يده على ذقنه بتفكير، هل الذي بباله صحيح؟..وان كان صحيح، هل عليه ان يغير مخططاته؟!...


~~**~~**


مر يوم آخر وكل غارق في همومه..
وقفت ساندرا ومشت الى النافذة، قالت مجيبة لسؤال مارك في الهاتف:

-"أجل، لقد عدنا للقصر أخيرا...لكنه موحش جدا يا مارك!...رغم ان الكل هنا ما عدا نيك وليزا، لكن هناك غمامة تمنع الراحة عنا!..رفض أخي ان يخبرني ما حدث هناك"

تنهد مارك بحزن على حالها ثم قال:

-"اذا كان كما قلتي لي بأن اؤلئك الاشخاص خطيرين لهذه الدرجة...لا تستبعدي ان يكون هناك تبادل لاطلاق النار قد حصل!"
-"لا أعلم ماذا أقول لك...في الاسبوعين الماضيين انكشفت لنا حقائق صادمة ، والصادم اكثر ان نيكولاس كان يعلمها منذ البداية لكنه لا يقول لنا!"
-"مثل ماذا؟"
-"قلت لك من قبل انها امور لا يمكنني التفوه بها حاليا...لكنها تتعلق بزوجته ليزا"
-"هل لها علاقة بالاشخاص الذين خطفوا تيدي الصغير؟"

تنهدت ساندرا تنهيدة طويلة غير قادرة على الاجابة...قالت بصوت مهموم:

-"لا تهتم..قل لي كيف عملك؟"

صمت لبعض الوقت ثم اجاب:

-"انه جيد...سأحاول ان ابذل جهدي لأكون فاعلا في هذه الشركة العريقة"

ابتسمت قليلا ثم قالت:

-"أخيرا سمعت شيء جميل اليوم..حسنا عزيزي، علي ان اقفل الخط الآن...أراك"

همهم قليلا وكأن الأمر لا يروق له ثم اردف:

-"حسنا جميتلي...أراك"

وانقطع الاتصال..وضعت ساندرا الهاتف على المنضدة ثم خرجت من غرفتها متجهة مباشرة الى غرفة والدها التي تمتلئ بالضحكات..
فتحت الباب بطريقة مرحة وصاخبة وهي تقول:

-"أين هو المزعج الصغيـر؟"

التفت اليها لاجميع ثم ركض اليها تيدي وهو يقول:

-"تعالي وانظري ماذا احضر لي ابي"

ابتسمت لكلامه ومشت معه حيث يشير..كان هناك بعض الألعاب باهظة الثمن التي كان يريدها تيدي منذ مدة، قرصت خدوده وقالت:

-"جيد جدا...إذن سأختفي أنا أيضا لتحضروا لي ما أريد"

ابتسم بيير وقال:

-"قولي ما تريدين عزيزتي وسأحضره لك...لا داعي لهذه الامنيات الخرقاء، لا أريد تكرار ما حدث"

اكمل جملته وتنهد..طأطأت جيسي رأسها فقال رون:

-"عندي شعور انها ستعود.."
-"كيف تعود يا أبي وهم هددوا بقتلها منذ اليوم الأول، ألا تذكر؟"

قال تيدي بريبة من خلفهم:

-"الخالة ستموت؟"

التفتت اليه جيسيكا وقالت بتظاهر:

-"عزيزي تيدي من قال لك هذا؟!..نحن نلعب لعبة الألغاز..نحن نتكلم عن فاكهة، احزرها وسأعطيك الحلوى قبل النوم"

اتسعت عيناه بفرح وبدأ يفكر...
اعادت جيسيكا تركيزها مع رون وبيير وقالت:

-"قد ينجح نيكولاس ويعيدها"

دخل بيتر على جملتها وقال:

-"اتمنى هذا...لكنني استبعد!...لقد اتصل بي منذ قليل وقال لي انهم حاولو ايجاد اي أثر لتلك السيارة او أي خيط يقودهم الى مكان ليزا لكنهم لم يجدوا شيء!...انه لأمر متعب حقا!..المريح بالامر انه تأكد انها ليست عند ماكس ولم يقربها ولا يعرف مكانها"

جلست ساندرا بتفكير وقالت باستنكار:

-"جدي...كل الذي انكشف مؤخرا، هل كنت تعرفه؟"

صمت بيتر ولم يعرف ماذا يجيبها تحديدا!..اكملت:

-"اقصد...كون ان عائلتا مهددة من شخص ما منذ سنين، وان والد ليزا شريك معه ايضا!!..كيف كل هذا يحدث من حولنا دون ان يكون لدينا خبر!...ونيكولاس على علم بكل شيء ويتصرف لوحده دون مشاورة لأحد منا!"

شبك بيتر يديه خلف ظهره بتوتر وتردد بالاجابة..لكنه عندما رأى الانظار متوجهة اليه ، أراد أن ينطق لكن تيدي سبقه وقال:

-"أمي!...هل هي البرتقال؟"

تجاهلت جيسي كلامه وقالت بتشكيك:

-" من هو ماكس على أي حال؟!"


~~**~~**


كانت تجلس على حافة تلك النافذة الموجودة في آخر الممر وتراقب الثلج المتكوم في الخارج بعينين لم تناما، بنظرات لا يستطيع احد تفسير كمية المشاعر داخلها...تضم ركبتيها لصدرها وترخي رأسها للحافة خلفها..
وبدون أن تشعر بقدومه، وجدت غطاء صغير ينسدل على كتفيها بلطف، استيقظت من شرودها ونقلت نظرها لفرانسيس الذي وضع عليها الغطاء..قال بحنان:

-"لماذا لا تدفئين نفسك..أخاف عليك من المرض"

لم تعلق على جملته هذه وقالت:

-"أحتاج للتكلم معك"

استغرب من طلبها هذا وقال على مضض:

-"بالطبع عزيزتي، تكلمي أنا أسمعك!"
-"يجب ان نجلس كلانا"

انزلت قدميها عن تلك الحافة ووقفت، امسكت بيده وسحبته معها الى أقرب غرفته..توقفت امام احدى الكنب واشارت له ليلجس ثم جلست امامه وقالت:

-"أريد أن أفهم كل الأمور التي غابت عني"

عقد حاجبيه وقال:

-"اسألي.."
-"من هو ماكس يا فرانس، قل لي من يكون ماكس وماذا يريد من نيكولاس"

تفاجأ من سؤالها كثيرا..شعر ان دلو ماء بارد قد سكب في رأسه!..قال بنبرة كلها تفاجؤ:

-"حقا؟؟!..نيكولاس لم يخبرك من ماكس؟!"

اشاحت نظرها عنه وعينيها تلمعان بكلمات كثيرة..عندما لاحظ تغير ملامحها تنحنح وعدل جلوسه ثم قال:

-"ماذا تريدين ان تعرفي؟"

اعادت النظر اليه بثبات وقالت:

-"أريد أن أعرف .. من .. هو؟"

نظر ليديه ثم نظر اليها ومسح فمه وهو لا يعرف ماذا يقول بالضبط...تفاجأ ان نيكولاس لم يخبرها فعلا!..قال بهدوء:

-"انظري ليزا، قد تكذبينني..لكن..ماكس.."

صمت لثواني وهو مترقب لردة فعلها...اكمل:

-"ماكس هو عم نيكولاس!"

جحظت عيناها وتوقف الزمن عند هذه الكلمة!...قفزت نظراتها من عينه اليمنى لليسرى تباعا وكانها تتأكد من كلامه من لمعة عينيه...قالت بنبرة مرتجفة:

-"عمه؟!...مستحيل!"

ابتسم وقال:

-"أعلم...لن تصدقي، لكنني قلت لك الواقع"
-"لكن!..غير معقول!..لماذا؟!"

لم يفهم ما كان الغرض من سؤال "لماذا" فعقد حاجبيه اشارة لعدم فهمه..فأعادت سؤالها بانفعال:

-"لماذا هذه العدواة بينهما؟!..أين والده؟!"
-"ليزا..اسمعيني جيدا، ان قلت لك كل شيء الآن ستقولين انني اختلق الأمور ولن تصدقي شيء"

صمتت لدقيقة وهي تفكر في كلامه..حقا انه أمر لا يصدق!..قالت بصوت أقرب للهمس:

-"لكنه عمه..لماذا العداء؟"

ضحك فرانسيس ضحكة قصيرة وقال:

-"وما الغريب؟..أنا والدك وانظري لحالنا!"

افحمها كلامه وتفاجأت بنفس الوقت...مرت دقيقة صمت أخرى الى ان قالت بهدوء:

-"أخبرني بكل ما تعرف..ما سر العداء بينهما..وأين والد نيك، لماذا يكره نيك عائلته!؟..أوه يا اللهي، عقلي مليء بالاسئلة ولا يمكنني ترتيب شيء"

قال فرانسيس بعد ان تغيرت نبرته للجدية:

-"والده مات...العداوة سببها والده أصلا، انه امر معقد ليزا لا تزعجي نفسك به"
-"سببها والده!!..ما الذي تقوله انت!..اجبني، اذا كانت عائلة ابولانت وفيندار قريبتين هكذا...لماذا لم يظهر احد من عائلة ابولانت او سمعت به للآن؟..ولماذا نيكولاس ينسب الى جده وليس الى والده؟!...ما الأمر فرانسيس فهمني!"

أخذت كلمة ليزا الأخيره العالية تتردد كصدى خفيف في المكان ثم اجتاح الصمت المكان ... ما زالت ليزا جاحظة العينين غير مستقرة التنفس...وفرانسيس لا يعرف كيف يجيب عن اسئلتها!..وقف في نهاية المطاف وقال منهيا الحديث:

-"لم يظهر احد من العائلة لأن نيكولاس هو آخر ما تبقى من عائلة ابولانت"

اكمل كلامه وخرج من الغرفة...زادت جملته الأخيرة حيرتها وصدمتها...كيف يكون نيكولاس هو الأخير ومنذ قليل أخبرها ان ماكس عمه؟!


~~**~~**


قالت سيليا لخوسيه:

-"لا أعلم حقا الى متى سيطول هذا الأمر، لكن كلانا يعرف ان ماكس لا يستهان به أبدا...في الماضي كسر توقعاتنا كلها وخرج من تحت الانقاض لينتقم من الجميع!..ليس من الحكمة ابدا ان يستهان به"

وضع خوسيه يده على ذقنه وقال:

-"معك حق، وانا واثق ان نيكولاس يقدر الامور حق قدرها...لكن الأمر الذي يحيرني ويحيره هو ظهور ذلك الطرف الثالث المجهول!..من الممكن ان يتم الاتصال بنا للتهديد، او لاستلام جثتها..او ربما .. هناك الكثير من الاحتمالات..لا يمكنني التفكير حتى!!"

مشت بضع خطوات وجلست بجانبه ثم قالت:

-"عزيزي، انا اخشى عليك .. لا أريد أن افقدك، أرجوك..ارجوك لا تدخل في هذه الدهاليز.. اترك الموضوع لنيكولاس فقط"

زم شفتيه وهو يخلل اصابعه بين اصابعها ويقول:

-"سيليا حبيبتي...ليس من الممكن ترك كل شيء على عاتق نيكولاس..هو يحمل ما يكفيه!..ثم ان هذه القضية قضيتنا ايضا وليست قضيته فقط!"

قطع حديثه الطراقات على باب الغرفة...وقف بتأهب وقال:

-"ادخل"

فتح فلادمير الباب وتقدم خطوتين ثم قال:

-"خوسيه، يقول نيكولاس انه توصل لشيء ما"

اتسعت عينا خوسيه ومشى مسرعا مع فلادمير نحو المكان الذي يتواجد به نيكولاس..عندما دخل استغرب من كمية الأوراق المرمية في أرض الغرفة فأول ما قاله كان:

-"ما كل هذه الاوراق نيكولاس؟"

لم يهتم لسؤاله نيكولاس الذي كان يقف مستندا على كتف سام من جهة ومن جهة اخرى على الطاولة ويحدق بشاشة اللابتوب الذي يجلس سام امامه ثم قال:

-"خطر ببالي..ماذا لو كانت كل هذه المسرحية لعبة من ماكس؟..ماذا لو كانت ليزا معه لكنه يتظاهر بعكس ذلك حتى اتشتت انا واغض نظري عنه قليلا فيستغفلني ويقوم بحركة حقيرة اخرى كقتل أحد افراد الاسرة مثلا كما هددني!"

حل الصمت في المكان وظهرت علامات الدهشة على وجه خوسيه ثم قال بصوت اقرب للهمس:

-"هذا وارد فعلا!..لكن كيف ستتأكد؟..الاشخاص الذين نعينهم لمراقبة منزل ماكس قالوا انهم لم يروا اي احد يدخل او يخرج من المنزل حتى الآن، لو كانت ليزا مثلا تحت قبضته فمن المؤكد ان يخرج ويراها مثلا!"

تحرك نيكولاس من مكانه واقترب من خوسيه...وضع يده على كتفه وجعله يجلس معه وهو يقول:

-"اجل أعلم، لكنني بدأت أشك في الفترة الأخيره ان ماكس يشعر بمراقبتنا له!!..أتذكر متى كانت آخر مرة رصدنا له حركة غريبة غير الاتصالات؟..والتي دائما ما تكون مع اطراف مجهولة في المافيا او أليكس او جون؟..ربما كانت قبل شهور وشهور!..انه يحتاط كثيرا!.."

قاطع سام حديثه:

-"لكن من المحتمل انه يترك الامور لجوناثان وماكس وهو يعطيهم الأوامر فقط!..فليس من الضروري ان نرى له حركة غريبه!"

صمت نيكولاس بعد كلام سام ولم يعرف ماذا يقول...يعلم ان كل افكاره ما هي الا احتمالات!..قال بعد دقيقتين:

-"اجلبوا لي أولائك الذين يراقبون منزله...علي التحدث معهم وجها لوجه!"

استغرب فلادمير طلبه وقال:

-"ألا تثق بالكلام الذي نقلته عنهم؟"

حدق نيكولاس في عينيه مباشرة لبضع ثواني باستغراب ثم قال:

-"بالطبع ليس هذا قصدي!..لكن أريد أن اتحدث معهما..ربما هناك تفصيل دقيق غابت عنك اهميته بسبب اختلاط الامور..ربما اتمكن من الوصول لشيء"

هز فلادمير رأسه بالموافقة وقال:

-"حسنا، سيكونون هنا "


~~**~~**


في احدى مصانع شركة فيندار العريقة..
انزل ذلك الشاب الهاتف عن اذنه بعد ان تلقى الأمر المباشر بتنفيذ الخطة ..
استدار ناظرا الى الموظفين متأكدا من أن أحد لم يسمعه..ثم تقدم من احدهم وقال:

-"هل الشحنة جاهزة؟"

رد عليه:

-"أجل جاهزة ومستعدة"
-"حسنا إذن، سأقوم بالاحصاء"

اكمل جملته ودخل للشاحنة...ظل متواجدا داخلها بضع دقائق وهو يتظاهر بانه يقوم بالاحصاء ثم خرج قائلا بانفعال:

-"جاهزة؟!..هناك صندوق ناقص، هذه شركة فيندار!!..لا يمكن ان يكون هناك شيء ناقص"

استغرب الموظفون فقال احدهم:

-"انا واثق من اننا قمنا بتحميل كل شيء.."
-"وانا أيضا واثق من ان هناك صندوق ناقص...لربما هو متواجد في مكان ما، ابحثوا"

رفعوا اكتافهم بقلة حيلة وبدأوا بالبحث بأعينهم ثم قال احدهم بملل:

-"لا يوجد شيء ربما انت اخطأت"

فتح عينيه على أوسعهما ثم قال:

-"انا أخطئ!..انت لم تتحرك من مكانك وانت تبحث!...تبا لكم..هل علي فعل كل شيء؟!"

نزل من الشاحنة ومشى متظاهرا بانه يبحث عن الصندوق...وتوجه مباشرة نحو مكان قريب كان قد وضع فيه صندوق الممنوعات الذي احضره معه وقال:

-"ها هو الصندوق أيها السذج!"

رفعه بحذر ثم وضع داخل الشاحنة واخفاه بطريقة ما توهم أي شخص انه ليس من الجيد رؤيتها...عندما خرج وجد ان العمال ذهب كل واحد منهم في حال سبيلة غير مكترثين لما حدث..ارتفع طرف فمه بابتسامة جانبية خبيثة وعاد ليكمل عمله...


~~**~~**


كان هناك شابين ماثلين امام نيكولاس الذي يضع قدم فوق الاخرى ويمد ذراعه على الكنبة قائلا:

-"اريد ان اعرف كل شيء منذ البداية...منذ ان سلمت المعلموات للشرطة، فلنبدأ بالمهم...ماذا حدث؟"

ظلا صامتين لبعض الوقت غير قادرين على تحديد ما يجب قوله اولا..غضب نيكولاس من صمتهما وقال:

-"الى متى الصمت...تكلما"

تردد احدهما قليلا في بدء الكلام فأخرج هاتفه وقال:

-"كنت اادون بعض الامور في هاتفي خوفا من نسيانها، هل تسمح لي بالاطلاع عليها؟"

هز نيكولاس راسه بالموافقة فبدا الاخر بالبحث في هاتفه عن تاريخ ذلك اليوم..وبمجرد ان وجد ضالته قال:

-"حسنا، اهم ما حدث هو خروج فرانسيس من المنزل وعدم عودته للآن كما تعلم...تلاها هدوء تام...الى ان خرج جون واليكس وبقيا مرافقين لتيدي حتى جئتم واخذتموه...وحاليا ايضا لم يحدث شيء!"

عقد نيكولاس حاجبيه بتفكير وهو غير قادر على استيعاب ان ماكس انعزل بنفسه داخل منزله كل تلك الفترة..يبدو انه لا يشعر فقط انه مراقب...بل متأكد!
ثم ان فرانسيس هذا .. اختفاءه كان مدروسا، استطاع ان يجد الفرصة المناسبة لخروجه دون ان يلحقه احد من هاذين...اختبأ واختفى خوفا من ان يوشوا بمكانه للسلطات الروسيه بعد ان تعاونت مع الشرطة الايطاليه عندما اخبرهم نيكولاس بانه سافر لروسا وانه متأكد من هذا!...قال:

-"تفاصيل...الا يوجد تفاصيل؟...حركات معينه مثلا؟...اضاءة المنزل الخارجية اختلفت ؟"

فكرا قليلا ثم هزا رأسيهما بالنفي ... تنهد نيكولاس وأشار لهما ليذهبا فاقترب منه سام وقال:

-"ربما كل ما علينا فعله هو الصبر، في النهاية مهما كان هدف هذا الطرف الثالث، فانه يصب في نفس الحوض وهو نحن أليس كذلك؟!"

أجابه نيكولاس بنبرة غريبة:

-"لا يا سام...ما يقلقني هو احتمالية ان يكون الأمر بعيد عنا...أن يكون انتقام شخصي بين ليزا وذلك الشخص فقط!"

استنكر سام هذا الكلام كثيرا وقال نافيا:

-"انتقام شخصي؟!..كيف يمكن هذا؟...وفي روسيا؟؟..لا أظن ان ليزا قد وصلت لهذا الحد!"
-"سام، ليزا اعمق مما نتصور انا وانت...انا واثق من انها تخفي امور كثيرة لم تقلها!"

في هذه اللحظة رن هاتف نيكولاس فهب اليه بسرعة وقرأ الاسم..كان جوهان ، خاب ظنه لكنه اجاب:

-"جو"
-"نيكولاس...أخيرا اجبت اتصالي!"

وضع يده على عينيه وقال:

-"اعذرني جو..اليومين الماضيين لم اكن بمزاج جيد للكلام، غير ذلك فاني كنت مشغول جدا"

كان نيكولاس يحاول تضييع الامر بأي كلام...فهو يعلم ان وقع الخبر على جوهان سيكون كبيرا بما انها صديقته منذ زمن!...قال جو بانفعال:

-"مشغول؟..مشغول بماذا يا نيك؟!...انا حتى لم اعرف ما وضع ليزا وانت تقول لي انك مشغول!؟..ان هاتفها مفصول، وتقول لي اعذرني؟!...ماذا حدث؟!"

تفاجأ نيكولاس من انفعاله وكلامه السريع...قال بهدوء:

-"هل انت بخير على أي حال؟...هل حدث شيء لكم في مكانكم؟"
-"لا لم يحدث شيء...ومن الغباء ان تظن ان شيء حدث، من الواضح جدا ان فرانسيس ومن معه لن يفكروا بي ابدا ما دام الموضوع يدور حولك وحول ليزا الآن...ولعلمك، سأعود لمنزلي وقد اسافر لروسيا "
-(باستنفار) " ماذا قلت؟!...ان تعود لمنزلك حسنا...لكن لماذا تسافر لروسيا؟!"
-"نيكولاس..اتركني من نفسي وقل لي ما حال ليزا؟!"

تململ نيكولاس وقال ضاغطا على يده:

-"لا أعلم ما حال ليزا...لا اعلم أين ليزا...لا أعلم من خطف ليزا...انت حل عني "

انفعل نيكولاس عند آخر جملة فسحب سام الهاتف منه وتكلم بهدوء مع جوهان:

-"مرحبا سيد جوهان...انا سام، للأسف الشديد، بعد ان استطعنا انقاذ كل من تيدي وليزا من اعدائنا...ظهر اشخاص مجهولون واخذوها...لا اعرف ماذا اقول لك فعلا، لكن هذا الطرف الثالث لم يظهر لنا نفسه حتى الآن...سنحاول الوصول لشيء ما...المهم ان تكون انت بخير..وارجو منك ان تلتزم بما يقوله السيد نيكولاس..فحمايتك صارت من أولوياته بما انك صديق لليزا..ومن المؤكد ان أذيتك ستؤثر سلبا عليها...لذا صدقني نحن نخاف عليك مثلما نخاف عليها"

اكمل جملته ولم يسمح له بالكلام فقطع الاتصال...كان نيكولاس ينظر لعينيه مباشرة برفعة حاجب .. ساخرا من كلامه الأخير..وعلق على الأمر:

-"حمايته من أولوياتي لانه عزيز على ليزا!؟"

ابتسم سام وقال:

-"لا تنكر عزيزي"


~~**~~**


مرت عدة ساعات أخرى...
فجلس نيكولاس وخوسيه في الخارج امام البركة المتجمدة بطلب من سيليا لتخفيف الضغط عنهما...
كانا يعيدان ترتيب احداث الماضي بهدوء...:

-"أتعرف يا نيكولاس..في ذلك اليوم الذي ظهرت به لنا، شعرت ببعض الخوف...الحزن..والفرح ايضا!..كان اضطراب غريب"

لم يعلق نيكولاس على كلامه وصمتا لثواني...قال نيكولاس بعدها:

-"تعبت كثيرا حتى وصلت لكم، لقد ساعدني سام كثيرا في هذا...لانه عندما امضى وقتا عند ماكس، كان يدقق في تفاصيل كل شيء...كانت خطوة مبهرة بالنسبة لي ان أصل الى والدة جوناثان .. اختك يا خوسيه هي ستكون احد العوامل المهمة في حل هذه المشكلة.."
-"لا أعرف بصراحة كيف اشكرك...انت تخدمنا خدمة عظيمة، حاولنا البحث عن جون..لكن كل محاولاتنا بائت بالفشل .. وفقدنا الأمل الى ان ظهرت.."

قطع كلامه رنين هاتف نيكولاس...اعتذر من خوسيه واجاب..:

-"اجل جدي...ماذا هناك؟"

جاءه كلام جده صارخا:

-"انها مصيبة يا نيكولاس!!..مصيبة عظيمة!!...لقد صادروا من حمولة شركتنا مخدرات!!"

جحظت عينا نيكولاس ووقف بانفعال مما جعل الكرسي يقع للخلف...همس:

-"كارثة!!"









~*~*~انتهى~*~*~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 07:12 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~

الفصل السابع عشر.



يدخل الهواء من النافذة الكبيرة...يتراقص في الاجواء، تقترب بعض النسمات بخجل منها..تلامس عنقها برقة وكأنها تقبله..بينما هي مشغولة بالتحدث في الهاتف:

-"لا سأكون بخير"
-"حسنا .. اعتني بنفسك، وارجو ان تكون هذه آخر مصائبك"
-"شكرا..لكن اسمعي ديانا، بالنسبة للمليون ونصف..ما عدت ارى اهمية لها...يمكنك اخذها لك"
-"ماذا؟!...آخذها لي؟!..مستحيل ليزا..لن يحدث هذا، انها لك وستبقى لك..على أي حال انها جمعت بطرق غير مشروعه"

ابتسمت ليزا ثم قالت:

-"حسنا...لا أعلم ما تخبئه الأيام...اعتني بنفسك"
-"الى اللقاء"
-"وداعا"

انزلت الهاتف عن اذنها ثم تكتفت وهي تراقب المكان في الخارج..
انهم في مكان هادئ...البيوت فيه تنتشر بقلة، بيتهم نفسه صغير بالنسبة لبيتهم السابق..الثلج متكوم على مد البصر..يمكنها من مكانها ذلك ان ترى الناس يسيرون في الطريق المتوسط للمنطقه...
تشعر انها بحاجة للبقاء هنا مدى حياتها القادمة، لا تريد العودة...لا تريد مواجهة الماضي، تتمنى فعلا ان ينتهي كل شيء..وتبقى هنا مع فرانسيس لوحدهما للأبد...يمكنها تقبل فرانسيس في النهاية، بعد موقفه هذا .. بدأت تقتنع بأنه لا يريد بها سوء..
تنهدت وهي ترجع خصلة من شعرها للخلف..
مهما كان ما تشعر به الآن، حبها لهذا المكان وهدوءه وبعده عن كل شيء...عدم وجود احد يفهم لغتها حتى فيمكنها الصراخ بما تشاء..الا ان هناك شيء آخر يدفعها للهروب من هنا...شيء يجذبها بقوة نحو نيكولاس..حبها له لم يمكنها حتى من ان تهنأ براحتها هنا!
التفتت لصوته:

-"كم مرة علي ان اقول لك، لا تعرضي نفسك للبرد؟!"

قال جملته باقتضاب وذهب للنافذة كي يغلقها ثم نظر لليزا وقال:

-"على الأقل دفئي نفسك اذا اردتي فتح النافذة..اخاف عليك من المرض يا ابنتي"

ابتسمت له ولم تعلق...اراد ان يذهب لكنها اوقفته قائلة:

-"كيف هي الاوضاع؟"
-"اوضاع ماذا؟"
-"كل شيء..نيكولاس..ماكس"

فكر قليلا ثم اجاب بتردد:

-"ماكس اتصل بي الف مرة وانا اقول له انني مشغول ولا يمكنني التفكير في أي شيء..أما نيكولاس، فاعذريني..لم اتتبعه"

اكمل جملته وذهب..
نظرت لهاتفها بتفكير وهي محتارة..هل تتصل به، هل تبعث له برسالة؟..ماذا تفعل؟


~~**~~**


كان يمشي بتوتر جيئة وذهابا امام خوسية...فقال الأخير :

-"نيكولاس؟؟!..اجلس، انه امر بسيط...وان وجدوا ممنوعات في الشاحنة..ماذا يعني؟!..سيثبت انكم لا دخل لكم وتنتهي القصه"

قال نيكولاس ببرود عكس هيئته المتوتره:

-"خوسيه..اصمت رجاءا"

سكت خوسيه غير قادر على ايجاد كلمات تسكت توتره، يعلم ان موضوع المخدرات لا يقلقه بقدر ما يقلقه موضوع ليزا...وتراكم على رأسه كل تلك الأمور فجأة..
طرق احدهم الباب فتوقف نيكولاس وقال خوسيه:

-"ادخل"

دخل سام وملامح وجهه غريبة..فقال نيكولاس بانفعال :

-"تكلم...ماذا؟!"

تنحنح سام...لقد اخبره بيير بشيء سيجعل نيكولاس يفقد اعصابه تماما...طلب منه ان ينقل الخبر بطريقته..ماذا يفعل الآن؟!..استغرب نيكولاس تردده فقال بغضب حاد:

-"سام..ما الأمر؟"

نظر سام لعينيه مباشرة وقال:

-"شركة فيندار ستدمر!"

حل الصمت لبعض الوقت ثم نطق نيكولاس :

-"ستدمر؟"

تنهد سام واقترب منه عدة خطوات واكمل كلامه:

-"في تلك الفترة، التي قامت ليزا بها باتهام الشركة..تذكر ان جميع العقود توقفت .. وبعضها ألغي، في تلك الأزمة الصعبة كان على احدنا فعل شيء لانقاذها"

حافظ نيكولاس على هدوءه وأشار له ليكمل..

-"في تلك الفترة...بيير استطاع تنظيم شراكة جيدة مع شركة السيارات تلك...أتذكر؟"
-"أجل..ما دخل هذا الامر؟"
-"نيكولاس..العقد كان احد بنوده كالتالي: الشركة لن تتحمل أي مسؤولية قضائية واذا حدث عمل خارج القانون سيتم سحب رأس المال مع كمية الأرباح المتلقاة من جراء العقد..مع النسبة العقابية امام الاخلال ببنود العقد"

جحظت عينا نيكولاس وخوسيه وشعروا ان الزمن توقف تماما...قال نيكولاس بانفعال:

-"ماذا تقول انت؟؟!...ما مقدار هذه الأموال؟!"

لم يشأ سام ان يتطرق لهذه النقطة..لكن صرخة نيكولاس اجبرته ان يقول:

-"انها تعادل ثلثي حساب الشركة حاليا بما انه تم انقاذ فرع تركيا من نسبتهم أيضا...يبقى الثلث الأخير والذي بالتأكيد سنخسره عندما ستسحب الشركات الأخرى الرؤوس اموالها...الشركة تنهار يا نيكولاس"

زاد اتساع عينيه ونظر الى خوسيه الذي كان اكثر صدمة منه...ظل الصمت مخيما في الغرفة ومن فيها صاروا اصناما بلا حركة...الى ان رن هاتف نيكولاس، نظر اليه فوجد ان المتصل جده..اجاب بتبلد:

-"نعم؟"
-"هل عرفت بالأمر؟"
-"عرفت...عرفت"
-"ماذا سنفعل؟"
-"ما سأفعله هو قتل بيير عندما أراه...سآخذ اول طائرة مقلعة الي بريطانيا"

أكمل جملته وقطع الاتصال...انصدم سام من كلامه وسأل بانفعال:

-"ستعود لبريطانيا؟!..ماذا عن ليزا؟؟!"

اعطاه نيكولاس نظرة حادة وقال ببرود:

-"هناك أمور أهم منها...لن أقف مكتوف اليدين أرى مجد فيندار يتهدم وانا انتظر اتصالا من ذلك الحقير الذي أخذها...على أي حال انت ستبقى هنا مع خوسيه وفلادمير..ستكون أفضل مني في البحث عنها "

كانت آخر جملة قالها مبطنة بمعاني كثيرة وصل لسام بعضها فتغيرت ملامحه للجمود وقال:

-"إذن سأحجز لك أول طائرة سيدي"

وخرج من الغرفة...قال خوسيه وهو يضع يده على كتف نيكولاس:

-"سيكون كل شيء بخير...يمكنني مساعدتك بكل ما يمكنني"
-"خوسيه...يكفي ما فعلته للآن...أخطاء أفراد فيندار يجب ان يحلوها بانفسهم"

قال خوسيه بابتسامة:

-"حسنا..ولا تنسى انك من عائلة ابولانت أيضا! "

رفع نيكولاس احد حاجبيه وقال بسخرية:

-"لا تحاول...مهما حدث لن ادع هذا الماضي يكون له فضل علي في حاضري!"
-"انها حالة مستعصية"
-"وان يكن"

صمت خوسيه وهو يعلم ان نيكولاس مهما حدث...لن يستخدم ثروة ابولانت ابدا..


~~**~~**


دخل أليكس بدون ان يطرق الباب الى ماكس وهو يقول :

-"قلت لك اصبر وسوف تكون سعيدا"

اتسعت ابتسامة ماكس وهو يقول:

-"الآن سأتمكن من المراقبة بهدوء"

دخل جون خلف أليكس وقال:

-"وها قد تم تدمير فيندار..لننتظر اسبوع او اثنين ثم نبدا المرحلة الثانية"

هز ماكس رأسه وقال:

-"والآن سنرى من يربح يا نيكولاس...سأجعلك ترتجيني لأقتلك في النهاية"

قال أليكس بتذكير:

-"لكن أيضا لم نأخذ ليزا..لا تقل لي انك ستتجاهل هذا الأمر؟"

قال جون :

-"بمناسبة هذا...ماكس، أليس علينا مراقبة المكان الذي يقبع فيه نيكولاس؟"

لم يقل ماكس شيئا...بالفعل هو يراقب منزل خوسيه لكن لا يريد ان يعرف جون...على أي حال هو يستنكر ما يحدث، ليزا ليست في منزل خوسيه وهو متأكد من هذا...ولم تعد لبريطانيا مع من عاد، يجب أن يعرف أين هي..يجب ذلك
قاطعه افكاره كلام أليكس:

-"هل علم فرانسيس بأمر الشركة؟"

اجاب ماكس:

-"اجل ، لكن اتصالاتي به تكاد تكون معدومه...بما انه هارب من الشرطة الآن فلن يفيدنا بشيء.."


~~**~~**


مرت الساعات بوحشية..
الى ان وصل نيكولاس للقصر، دخل بسرعة متوجها مباشرة نحو مكتب جده...فتح الباب بقوة وقال:

-"أين المسمى بيير؟!"

رآه يجلس عند جده وحينا فتح الباب وقف كلاهما...هب اليه بسرعة، اقبض على قميصه وهو يهزه:

-"هل انت غبي؟!..كيف تقبل بندا كهذا في عقد؟!..وكأنه تنقصنا المشاكل؟!"

قال بيير بانفعال :

-"نيكولاس!...أرجوك لا تزد الامور علي، كنا نحتاج لأي شيء ينهض بحال الشركة وقتها!!..ما كان سيحدث أمر خارج القانون؟!..لماذا قد يحدث أمر جنائي مثلا؟!..هل كان سيخطر ببالك شيء كهذا؟!"

اكمل جملته ثم فك يدا نيك عنه...اخذ نيكولاس نفسا عميقا ونظر لجده وقال:

-"لماذا لم أعرف بأمر هذا البند يوم امس عندما امسكوا الحموله؟!..لماذا أجلتم الموضوع لليوم؟!..ربما كان بإمكاني كسب بعض الوقت"

أجاب بيتر بهدوء عكس الاضطراب الذي بداخله:

-"نيكولاس..عزيزي، اجلس ودعنا نتحدث"

تمتم نيكولاس بشتيمة روسية ثم جلس مقابل بيير...أكمل الجد:

-"بغض النظر عن كل شيء ... لا وقت لنا لعتاب بعضنا البعض، يجب أن نجد حلا سريع، لا يمكن ان نسمح بانهيار الشركة...سنفلس، وسوف يتم سحب هذا القصر من تحت اقدامنا..لن نملك شيء وقتها...مجد فيندار كله سيكون مصيرة في الشارع!"

اغمض نيكولاس عينيه وهو يتخيل هذا الأمر...وسرعان ما طرأت بباله فكرة، جحظت عيناه وهمس:

-"ماكس!"

استغرب بيير وبيتر منه .. لكن استغرابهما لم يدم عندما اكمل:

-"بالتأكيد هذه لعبة ماكس للانتقام!..أجل، لقد سدد ضربته!"

عقد بيتر حاجبيه وقال:

-"بماذا تتفوه يا بني، ما دخل ماكس بهذا الأمر؟"

توقفت حركة عينيه على عيني جده وقال وهو يشد على قبضته:

-"انا متأكد ان ماكس خلف هذا الأمر...بيير...هل لديك معلومات عن الشركة التي بنيت العقد معها؟!"

فكر بيير قليلا ثم أجاب:

-"اجل..الملف في مكتبي.."

لم يصبر نيكولاس ان يكمل جملته وقال:

-"اذهب واحضره حالا"

هز بيير رأسه وخرج مسرعا...عاد بعد دقائق مع الملف، سحبه نيكولاس وبدأ يلتهمه بعينيه وهو ينبش المعلومات عن أي رأس خيط يقوده لما يريد...اغمض عينيه وهو متأكد انه وبمزاجه هذا لن ينجح بفعل شيء، عليه ان يهدأ أولا..
وقف هاما للخروج، فقال بيتر بسرعة:

-"الى أين؟"
-"الى جناحي!"
-"ماذا بشان ليزا؟..مرت عدة أيام نيكولاس"

توقفت حركته لبضع ثواني ثم خرج دون ان يجيب...تنهد بيتر وقال موجها حديثه لبيير:

-"لماذا حلت علينا المصائب كلها دفعة واحدة؟!"

تنهد بيير ولم يعرف ماذا يقول...يشعر انه يحترق من الداخل لان هذا بسببه!

بينما كان نيكولاس يمشي متجها لجناحه، رن هاتفه...عندما نظر للمتصل وجد انه رقم فقطع الاتصال .. ليس له مزاج لشيء حتى ولو كان المتصل هو خاطف ليزا بنفسه..


~~**~~**


نظرت لشاشة هاتفها بصدمة وعقدت حاجبيها...لماذا مغلق؟!
قال فرانسيس الذي دخل غرفتها دون ان يطرق الباب:

-"تحاولين الاتصال بنيكولاس أليس كذلك؟"

هزت رأسها بالإيجاب فابتسم بسخرية وقال:

-"لقد عاد الى بريطانيا وكانك شيء لا يهمه..لقد عاد ولم ينظر خلفه، حتى انه لم يقدم شكوى للشرطة على الأقل!"

انصعقت ليزا من هذا الخبر..شعرت بان قلبها هوى ، قالت بنفي:

-"ماذا تعني؟!..بالتأكيد هو يفكر بشيء ما"
-"ليزا..كم مرة علي ان اقول لك ان نيكولاس هذا لا يفكر الا بمصلحته..هو لن يضيع وقته بشيء مثلك"

امتقع وجهها ولم تعد تعرف كيف تتكلم...اكمل كلامه بتنهيدة:

-"هل عرفتي الآن لماذا نكرههم؟!"

ظلت تتأمل كلامه بصدمة .. وعندما هم بالخروج، نقرت في بالها فكرة ما انتبهت لها فقالت بسرعة:

-"تكرهونه؟!...اذن هل فعل نيكولاس شيء ما لعائلة ابولانت سبب هذه الفجوة وأدى الى التسبب بكل هذه المشاكل؟!"

ارتفع طرف فمه بابتسامة جانبيه ولم يجب عن تساؤلها ثم خرج...

عقدت ليزا حاجبيها وببالها سوف تسأله مرة أخرى لكن ليس الآن...اتصلت برقم نيكولاس البريطاني ، وابتهجت عندما بدأ يرن...لكنها تفاجأت به يقطع الاتصال!


~~**~~**


-"انها مصيبة..احتاج للبكاء!"

تنهد مارك بحزن وقال:

-"ستحل المشاكل .. ستحل، لكن عليكم بالصبر"
-"صبر ماذا يا مارك؟!..كل واحد فينا صار فجأة يحمل على كتفيه هموم الجبال!..حتى تيدي صار يتردد في اللعب امام والديه خوفا من ان يوبخه احدهما!!."

اختنق صوتها وتجمعت الدموع في عينيها..فاقترب منها واحتضنها ثم قال:

-"ساندرا...سيكون كل شيء على ما يرام، لكن لا تبكي !"


~~**~~**


تمدد في سريره ووضع ذراعه على وجهه وذراعه الاخرى على بطنه...
أخرج تنهيدة عميقة وهمس:

-"ما كل هذا؟!..لماذا كل شيء يأتي دفعة واحدة؟!"

انقلب على جنبه ونظر للجهة التي احتلتها ليزا في الفترة الأخيرة...ابتسم وهو يتذكر كلامها ذلك اليوم...لا يمكنه ان يتصور هذا، احبته هكذا فجأة؟!
عقد حاجبيه وتحولت نظراته للجدية .. مهما كان مطلب الذي أخذها فبالتأكيد هو لا ينوي خيرا..ربما قتلها، أو ربما أرسلها لبلد آخر!...لا يمكنه ان يحدد أي الاحتمالات يأخذ..لقد بحث كثيرا وكثيرا في ذاكرته عن عداوات قديمة...لكن جميع أعداءه يتشلكون في ماكس واتباعه فقط...نهض من مكانه فجأة وهو جاحظ العينين..
هل يمكن أن يكون فيلموس قد ترك خلفه شخص، شخص آخر مثل جون مثلا؟!...شخص يريد الانتقام!
وقف على قدميه ومشى نحو الشرفة...فتح بابها وخرج ليستنشق بعض الهواء البارد...
هل يمكن حدوث هذا؟!...فيلموس لم يرتب علاقاته مع أيٍّ من أبناءه!..فهل سيرتب علاقته مع مجهول؟!
وضع نيكولاس يده على رأسه ...
لو كان هذا الاحتمال صحيحا ... فإذن هي مقتولة الآن لا محالة!...مقطعة إربا واصبحت طعام للكلاب!
لكن هذا احتمال بعيد!...شيء كهذا لا يخفى عن ماكس أبدا...
همس:

-"لا لا...هذا غير ممكن...مستحيل!"

رفع نظره للأعلى .. القمر لا يظهر من كثرة السحب...زفر زفرة تشكلت كالضباب الابيض في الجو..
عاد للداخل .. توجه نحو مكتبه مباشرة...بدأ يبحث في مكتبة الملفات عن ملف معين...وعندما وجده اخذه وجلس امام الطاولة...فتحه بجانب الملف الذي احضره بيير ، نظر للأوراق التي فيه وابتسم..
ركز نظره في تلك الجملة التي كتب فيها:
جميع أملاك أبولانت تنقل الى ( نيكولاس فيلموس أبولانت) مع توقيع فيلموس
اتسعت ابتسامته وهو يقول:

-"أنت يا فيلموس السبب..لو لم تفعل كل ما فعلته لما وصلنا الى هنا!"

أرخى ظهره على الكرسي وحركة يمينا ويسارا ثم اكمل:

-"حتى أخي...خسرته بسببك"

مالت ملامحه للحزن ... لكنه سرعان ما عاد للبرود ، سحب ملف شركة السيارات وبدأ يقرأها..
هو متأكد أن اسماء المدراء فيها ستوصله لما يريد...لكنه لن يستفيد من البحث شيء!
في وقت كهذا سيحتاج ليزا...لو ليزا معه الآن لربما عرفت أحد هذه الأسماء...
عقد حاجبيه بغضب وشد على يديه .. سحب هاتفه واتصل على سام :

-"أجل سيدي"
-"سام...هل يمكنك تذكر أي اسماء، من المافيا؟"
-"اسماء ماذا؟!...كل شيء أعرفه قلته لك"
-"شركة السيارات هذه .. يجب أن اصل لشيء من اسماء من فيها"

تنهد سام ثم قال:

-"نيك... اظنك تعبت من كثرة المشاكل...لم ترتح منذ خطف تيدي...أريد منك أن تنام .. نم جيدا..وغدا نتناقش في كل شيء"

زفر نيكولاس وقطع الاتصال...زم شفتيه ثم وقف متجها لغرفته...انه منهك بكل معنى الكلمه!!


~~**~~**


كانت تجلس أمام التلفاز الذي يعرض فيلم رعب...لكن في الواقع ذهنها غائب تماما!
اقترب منها .. اخذ المتحكم عن الطاولة وأغلق التلفاز..وهي لم تعطي أي انفعال بعد وعينيها معلقتان بالهواء!
نادها بلطف...لكنها لم تجب، عقد حاجبيه واقترب منها اكثر..وضع يده على كتفها وقال:

-"ليزا؟!..أين ذهبتي؟!"

استيقظت من شرودها ونظرت اليه...قالت بعد ثواني:

-"نيكولاس يجب أن يعرف انني هنا"

استغرب اسلوب كلامها وقال باستفهام:

-"لماذا؟!...هل تريدين العودة اليه؟"
-"نيكولاس يجب أن يعرف بقراري أيا كان...لا يمكن أن اتركه يظن انني مخطوفة او ميته!...هذا غير منطقي!..وأظن ان هناك حلقة مفقودة يا فرانسيس، هناك شيء لا أعرفه .. لماذا عاد نيكولاس؟"

فكر قليلا ثم جلس وقال:

-"ليزا...اريدك ان تبتعدي، انا لم أجلبك الى هنا ليظل عقلك مشغولا بنيكولاس!!..مشاكله لن تنتهي، ألا يكفي ما حدث للآن؟!...أريدك أن تنسيه قليلا، عيشي حياتك ليزا!..اخرجي من هذا المنزل، قابلي الجيران..اذهبي للسوق..افعلي ما تشائين!..انا لا احبسك هنا صدقيني!..كل ما اريده منك هو الخروج من حياة نيكولاس..اريد ابعادك عن الخطر !"

ظلت تحدق في عينيه وهي لا تعرف ماذا تقول...بداخلها رغبة قوية للعيش بسلام، ان تذهب للسوق مرتاحة البال..أن تمشي في الشوارع وحدها..لا حرس معها..ولا شعور غريب في أن أحد يراقبها..
ان تذهب لعمل صغير..وتعود للمنزل لتأكل وتتابع مواقع التواصل ثم تنام...تتابع الأفلام!...حياة مملة، تريد حياة مملة روتينية فقط!...لكن مهما حاولت ابعاد تفكيرها عن نيكولاس ، تعود بعد دقيقة لتفكر من جديد...لا يمكنها ذلك!
عندما لاحظ فرانسيس صمتها قال :

-"إذن؟..ما رأيك؟...لو أردتي، يمكنني ان ارسل لنيكولاس رسالة تقول انك متي...او مثلا قررتي الانضمام لجماعة سرية تتنقل حول العالم ، يمكننا تلفيق أي شيء ما رأيك؟"

عقدت حاجبيها باستغراب وقالت:

-"لماذا لا اتصل به انا واخبره انني قررت العيش لوحدي مثلا..لماذا كل هذه المسرحيات؟..لماذا لا يعلم انني معك!"

وقف بانفعال وقال:

-"لانه لن يقبل بهذا أبدا يا ليزا....لن يرتاح له بال الا عندما يأتي ويراك ويسمع منك شخصيا!..ولن تبقي هنا بعدها!!"

اكمل جملته وصعد الى غرفته وهو غاضب...تفاجأت ليزا من كلامه، وأول ما خطر في بالها: ما المشكلة أن يسمع مني شخصيا، ولماذا لن أبقى؟!
تنهدت واغمضت عينيها بقوة ... كل شيء صار أكثر تعقيدا، ظنت انه يمكنها العيش حياة طبيعية...لكن لا يمكنها ان تترك كلشيء خلفها فجأة!
لو أرادت هذا...عليها تصفية حساباتها تماما...عليها ان تنهي الماضي لتبدأ المستقبل، لكن لا يمكنها القفز المفاجئ اللحظي!





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 07:12 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~~**~~**


في اليوم التالي
كانت قاعة الاجتماعات تعج بأصحاب الشركات...جميعهم مترصدون لهذه الفرصة العظيمة لتحطيم ثروة فيندار للاستيلاء على الرقي الاقتصادي...
ومن بينهم...كان نيكولاس وبيير وبيتر يجلسون في مقدمة الطاولة الكبيرة منتظرين قدوم رجال شركة السيارات ..وعندما دخلوا، وقف كل من كان جالس وعندما صروا بالقرب من بيتر..مد الأخير يده مرحبا لكن العجوز الآخر صد عنه وتوجه لآخر الطاولة ليجلس مكانه...
غضب بيتر لكن نيكولاس اشار له بعينيه ليهدأ...ثم جلسوا فجلس الجميع...
قال بيتر مستفتحا:

-"كما تعلمون نحن مجتمعون هنا لنناقش طلباتكم بعدما ثبت، وللأسف ، ان صندوق المخدرات خرج من مصانعنا ... رغم ان هذا الموضوع صعب التصديق لكن الشرطة رفضوا الا ادلتهم..فبصراحة لا نجد ما نفعله في الوقت الحالي..لكننا سنعمل جاهدين على ايجاد هذا الموظف المهمل الذي ادخل الصندوق للشاحنه لمحاسبته وليعترف..ان الصندوق منه وليس من المصانع، نحن شركة عريقة ولم يوجد في تاريخنا نقطة سوداء..وهذا الاجتماع لم اكن مشجعا له بما ان الامور ما زالت في بداياتها ، حتى المحكمة نفسها لم تفرض عقوبة بعد..."

قاطعه احدهم:

-"سيد بيتر...نحن لن ننتظر المحكمة لتعطي عقوبه!..فلا ندري ان كانت العقوبة هذه ستمس مصالحنا او لا... ونحن شركات عريقة ايضا ولا نريد ان يمس سمعة شركاتنا شيء!"

قال آخر:

-"في الفترة الأخيرة سيد بيتر صارت تضح بعض الاتهامات لكم!!..فهل هذه مصادفة ام ماذا؟!"

فهم نيكولاس ما يشير اليه الرجل فقال ببرود:

-"سيد ماكدون...القضية التي حدثت قبل شهور اتضح، وثبت، انها كانت ملفقة وباعتراف من فاعلها...فلا تخلط الحابل بالنابل ودعنا داخل اطار هذا الاجتماع افضل لنا ولك"

كان اسلوبه في نطق الحروف يعطي ايحاء انه تهديد فحط الصمت لبضعة ثواني حتى قال بيتر:

-"حسنا، دعونا نسمع ما جئتم لاجله"

تكلم مدير شركة السيارات بعض جمل ليست باللغة البريطانية ، وعندما اكمل كلامه قال المترجم الذي يقف بجانبه:

-"نحن نريد تحقيق البند في العقد القائم...وكل المستحقات سوف تصلنا"

نظر نيكولاس وبيير لبعضهما فتنهد بيير وتكلم نيكولاس:

-"من لديه كلام آخر؟"

مر الوقت وتم الاتفاق بين الشركات...وبينما الجميع خارجون، كان نيكولاس يجلس مكانه يتأمل اصحاب الشركات باشمئزاز ، وفجأة شعر باحد يقترب منه...ويهمس في اذنه:

-"ماكس يوصل لك سلامه، ويتمنى لك افلاسا أليما"

جحظت عينا نيكولاس ونظر لوجه المتكلم فوجد انه المترجم...ما كاد يقول شيء حتى ظهر امامه مدير تلك الشركة ليعطيه ابتسامة خبيثة ثم يخرج..فأصبحت القاعة خالية الا من افراد فيندار...
توجه بيتر نحو نيكولاس وسأل بقلق:

-"ماذا قال لك ذلك المترجم؟..وجعل ملامحك تتغير هكذا؟!"

شد نيكولاس على اسنانه وقال:

-"قلت لكم ان هذا كله ترتيب ماكس...قلت لكم!"

ضرب بيده على الطاولة وبنفس اللحظة دخلت كلارا...تنحنحت ثم قالت :

-"يمكنني العودة في وقت لاحق اذا..."

قاطعها نيكولاس بعصبية:

-"قولي ما عندك هيا.."

عدلت وقفتها وقالت بنبرة مائلة للحزن:

-"سام اتصل..وقال ان ليزا .."

عندما نطقت اسم ليزا جميعهم وجهوا انظارهم نحوها بتأهب وترقب ... فصمتت بتفاجؤ من انظارهم، قال نيكولاس محاولا ضبط اعصابه:

-"ليزا ما بها؟"
-"ليزا...اتصلت، اتصلت بسام "

هب واقفا وقال بانفعال:

-"اجل؟...اتصلت وماذا حدث؟!"
-"تقول انها في أمان..لا يجب أن نقلق، وهي ستعاود الاتصال فيما بعد"

انتظروها لتكمل كلامها لكن سرعان ما فهموا انها انتهت منه فقال بيتر :

-"هذا فقط؟!"

ترددت قليلا ثم اجابت:

-"على حسب ما قاله سام...اتصلت لثواني، قالت كل شيء على عجل وكأنها خائفة مما تقوله، وقطعت الاتصال"

قال نيكولاس على مضض:

-"هل الرقم روسي ام من بلد اخرى؟"
-"روسي"

جلس نيكولاس مرة اخرى وعقله امتلأ بالأفكار...هذا غير منطقي، ربما هي مهددة لقول ما قالته!


~~**~~**


عندما كانت ليزا على وشك البكاء من كثرة التفكير، اقترب منها فرانسيس وقال:

-"سام ما زال في روسيا..اذا اردتي يمكنك الاتصال به، اخبريه انك بخير، اطلبي منه الا يبحث عنك...ثم بعدها سأرمي جميع وسائل الاتصال من المنزل..لا أريدك أن تظلي مشوشه"

رفعت رأسها ونظرت اليه وهي تمنع دموعها من النزول بصعوبة...قالت بتردد:

-"حسنا"

اخذت نفسا عميقا واتصلت برقم سام...مرت دقيقة حتى أجاب الآخر:

-"ألو.."
-"سام؟"

استغرب سام قليلا وسأل :

-"من يتكلم؟"

ترددت ليزا وهي تنظر لفرانسيس الذي يشير لها لتسرع ، أجابت:

-"أنا ليزا يا سام"

امتقع وجه سام ونهض واقفا مما جعل فلادمير يقف ايضا بتفاجؤ...قال بانفعال:

-"ليزا؟!...أين أنت، ماذا يحدث لك؟...من الذي أخذك ليزا...قولي اين انت وسآتي حالا لأخذك"

اخذت ليزا نفسا عميقا وكانت نظرات فرانسيس لها تكبل كلامها فقالت:

-"لا يا سام، أنا بخير...انا على أحسن حال ، من أخذني ليس عدوا...انه يريدني أن ارتاح قليلا ...لا تقلقوا علي ، سأعاود الاتصال فيما بعد.."

ارادت ان تعطيه موعدا لتتصل معه لكنه فاجأها فرانسيس وهو يسحي الهاتف منها ويقطع الاتصال...ابتسم لها وقال برقه:

-"والآن ها قد قلتي لهم، لا أريد أن تظلي في حال التوتر هذه...على الأقل اشتميني واضربيني ان اردتي كما في الماضي...لكن لا تبقي نفسك عالقة في دوامة كهذه"

أرادت قول شيء لكنه قاطعها وهو يشير للهاتف:

-"الآن هذا سأخفيه .. وانت قومي واعدي لنا شيء لنأكله واخرجي من حالتك هذه"

انهى جملته بابتسامة عريضة وخرج من الغرفة...ظلت ليزا شاردة الذهن لا تعرف ان كان معه حق او لا ..

بينما كان سام مصدوما من انقطاع الاتصال..سأله فلادمير على مضض:

-"ماذا قالت لك؟!"
-"تقول ان من أخذها ليس عدوا بل يريدها ان ترتاح!!"

عقد خوسيه حاجبيه من هذا الكلام وقال:

-"لكن ماذا تقصد؟!..هل لها اصدقاء هنا؟!...وان كان لها اصدقاء...هل هم على علم بالجرائم ليعلموا مكانها ويتخذوا اللحظة المناسبة لخطفها؟!"

هز سام رأسه بعدم قدرة على الاجابة ... قال فلادمير:

-"هل انت متأكد انها ليزا؟"
-"أجل متأكد..منذ ان نطقت اسمي شككت بالامر، لكنها أكدت لي"

حك خوسيه حاجبه فإذ بسيليا تدخل ... قالت:

-"ماذا لو كانت ليزا هي من نظمت كل هذا لتهرب من حياتها هذه؟"

التفتت الأنظار اليها منتظرين أن تكمل حديثها...جلست بجانب خوسيه واكملت:

-"ربما تكون ليزا بحاجة للراحة .. فعلى حد علمي هي عانت كثيرا بحياتها ولم تنعم بالهدوء منذ عمر السابعه...فما قولكم؟"

ظلوا صامتين غير قادرين على الحكم ان كان حديثها صحيحا او لا...


~~**~~**


كان تيدي يلعب بالطائره الآلية وأنظار جيسيكا تراقبه ... خرجت من شرودها على صوت ساندرا:

-"أنا قلقة جدا..لم يتصل أحد"

تنهدت جيسيكا وقالت:

-"اتمنى ان يكون كل شيء بخير"

تجمعت الدموع في عيني ساندرا وقالت:

-"مارك أرسل لي رسالة ويقول ان الشركة بدأت تخسر اموالها بسرعة هائلة!.وان الميزانية تتحطم "

جحظت عينا جيسيكا وشهقت قائلة:

-"ما الذي يعنيه هذا؟!..ماذا تقولين يا ساندرا...مستحيل!"

لم تجبها ساندرا وبدأت تبكي فسحبت جيسيكا الهاتف وقرأت رسالة مارك...تجمدت حركتها من الصدمة ، لو كان هذا صحيحا...خلال اسبوع على أطول أمد سوف يطردون من هذا القصر..سيخسرون الشركة .. سيصبحون في الحضيض!
وضعت الهاتف جانبا ثم سحبت ساندرا الى حضنها وقالت:

-"اهدأي عزيزتي...نيكولاس وبيير وجدنا سيحلون هذه المشكلة بكل تأكيد..لا تخافي عزيزتي..سيكون كل شيء بخير..ثم لماذا انت قلقة لهذا الحد؟!..في النهاية لديك مارك، ستتزوجان وستكونان سعيدان!"

أخرجت ساندرا آهة عميقة ولم تعلق..

نظرت جيسيكا لتيدي الذي توقف عن اللعب وهو يراقبهما بحزن...زمت شفتيها منعا للدموع ثم مدت يدها نحوه ليأتي الى حضنها هو الآخر..


~~**~~**


اطلق ماكس ضحكة عالية وانزل الهاتف عن اذنه...استدار لينظر الى أليكس وجون ثم تكلم:

-"كل شيء يسير كما خططنا...الشركة تنهار، وافراد فيندار داخلون في حالة من الارتباك"
-(أليكس)"هذا رائع...اذن أظن ان علينا البدء بترتيب خطوات المرحلة القادمة؟!"
-(جون)" بمن سنبدأ؟"

صمت ماكس قليلا وهو يبتسم ثم شبك اصابعه تحت ذقنه وقال:

-"ساندرا، ساندرا هي أسهل هدف حاليا...سنقتلها ببطئ، ثم بعد موتها سيصاب بيتر وبيير بنوع من الصدمة وهنا سنركز نظرنا على تيدي...يعني بالمختصر، سنعذب نفسياتهم قليلا .. ثم بعد القضاء على آخر فرد، سنختلي بنيكولاس ، ووقتها نأخذ منه ما نريد...ونقتله"

ابتسم أليكس بخبث فقال جون:

-"ماذا عن ليزا؟"

اختفت ابتسامة ماكس وتجهم وجهه...انه يشك في كونها قد عادت لهم ، كل الأدله تقول انها غير موجوده لا في بريطانيا ولا روسيا...هناك أمر غريب يحدث ويجب أن يعرفه!
في هذه اللحظة رن هاتف ماكس...نظر للإسم فوجد انه فرانسيس، أجاب :

-"أجل فرانسيس"
-"ماكس..أخبرني، هل جرى كل شيء كما تريد؟"

هز ماكس رأسه بابتسامة وقال:

-"كل شيء جيد..انت كيف حالك وانت لوحدك في المنزل؟"
-"بأفضل حال"

همهم ماكس قليلا ثم قال:

-"حسنا...اذا احتجت اي شيء اتصل بي...وداعا"


~~**~~**


"هل انت واثق من هذا يا سام؟!"

حاول سام ان يهدئ نيكولاس قليلا فقال:

-"أجل انا واثق من هذا...استرخي يا نيكولاس ما بك؟!...بما انها بخير اذن جيد!"
-"انت لا تفهم يا سام...ما الذي يضمن لنا انها غير مهددة لقول ما قالت؟!"

صمت سام ولم يعرف ماذا يقول...تنهد نيكولاس وهو يجلس على سريره ثم قال:

-"لكن جيد...عرفنا انها ما زالت على قيد الحياة، أراك"

قطع الاتصال وتمدد...يكاد ينفجر من كثرة الأفكار في رأسه، بماذا يبدأ؟!..ماكس من جهة، والشركة من جهة أخرى...وليزا وغموض ما حدث معها هذا يقتله!
اغمض عينيه وحاول تصفية ذهنه من كل شيء..ولأول مره يشعر بالهدوء بداخله، بدأ يسرد الاحداث داخل عقله بتأني وبطئ...
كل التفاصيل بدأت تظهر امامه بترتيب..وصدى كلمات سام يتردد في اذنه: انه ليس عدوا!
مرت عدة دقائق وهو يفكر بصمت..

لكن في الجناح المجاور كان بيتر يسير بتوتر ... يكاد يفقد عقله من كل هذه الاحداث، كان يظن ان الاحداث التي جرت بسبب ابنته جوزيفين كانت اصعب لحظات حياته...لكنه يمر الآن بأصعب منها!..بل كلا الأمرين يفقدانه عقله !
طرق بابه...فقال باقتضاب:

-"لا أريد أحدا"

قالت كلارا بدون اهتمام لأمره:

-"جوهان هنا..هو ووالده، يريدون التحدث معك"

تفاجأ من هذا وسرعان ما فتح الباب وسألها:

-"السيد ريستنيج ؟!...لماذا؟"
-"انزل انت سيدي وافهم الامر ، انهم في مكتبك...سأذهب لاخبار نيكولاس"

اشار لها لتذهب ثم عدل ياقته وتوجه للمصعد، وعندما وصل لمكتبه...كان قد ازال كل ملامح القلق التي كانت منذ دقائق تلفه .. يبتسم بلطف .. قال :

-"اهلا وسهلا سيد ريستنيج..انه لشرف لنا"

ابتسم له والد جوهان وقال:

-"الشرف لي سيد فيندار.."

مد بيتر يده له ليصافحه فصافحه بحرارة ثم التفت لجوهان وصافحه بينما كان الآخر واضح عليه انه غير مرتاح ابدا ..
جلس بيتر في مكانه وقال:

-"حسنا...بصراحة تفاجأت من هذه الزيارة يا سادة، هل لها سبب محدد او ما شابه؟"

تنحنح والد جو ثم قال:

-"بصراحة سيد فيندار، أخبار شركتكم ملأت البلاد..ونحن يسوؤنا ما يحدث، لهذا علينا ان نعرض عليكم المساعدة...يمكننا ان نعطيكم مبلغ من المال مبدأيا .. على الأقل ليستقر وضع الشركة ولا يهبط أكثر!"

اكمل جملته ورفع حقيبة كانت يحملها امام بيتر.. في هذه اللحظة دخل نيكولاس وقد سمع بعض الحديث..قال على مضض:

-"سيد ريستنيج، نحن مسرورون جدا لمساعدتك هذا لكن اعذرنا...لن نقبلها"

تفاجأ الكل حتى بيتر من كلامه فقال جوهان بسرعة:

-"نيكولاس..لا يمكنك منعنا من مساعدتكم!"

ابتسم له نيكولاس وقال:

-"اسمع يا جوهان ، قبل ان نذهب لروسيا طلبت ليزا منك ان تبقى مختفيا لكنك لم تنصت لها...ولوكانت هي هنا لرفضت رفضا قاطعا اي تدخل منك...وانا عاهدتها على حمايتك يا جوهان، ولا يمكنني ان اخلف بهذا العهد...وأي شيء يضر مصلحتك بذرة، لا يمكنني قبوله"

جحظت عينا جوهان من كلامه...لم يكن يتصور ان ليزا تخاف عليه لهذا الحد لدرجة انها طلبت من نيكولاس ان يحميه!...صمت لبعض الوقت بينما كان نيكولاس يستذكر كلماتها، في طائرتهم..قالت له ان عليه حماية جوهان من أي ضرر قد يطوله وليعتبر هذا من ضمن حمايتها..أي من ضمن الاتفاق!
قال جوهان بتردد:

-"هل عرفتم عنها اي شيء؟"

تنهد نيكولاس وقال:

-"سأشرح لك كل شيء بعد قليل"

ثم نظر نيك لوالده وقال:

-"سيدي..نحن ممتنون جدا لعرضك، لكن لا يمكننا قبوله"

اراد ان يقاطعه الرجل لكن نيكولاس اشار له ليصمت ثم قال:

-"عليك الآن ان تبعد ابنك عني وعن ليزا...اظنك تعرف ما حدث لصديقه مايلز، وانت لا تريد ان يحدث له المثل!"

جحظت عيناه ولم يعرف ما يقول...فوقف نيكولاس وسحب يد جوهان وهو يقول :

-"الآن سأتركك انت وجدي"

اخذ جوهان الى الخارج .. وشرح له كل شيء ، فكان جوهان صامت وهادئ ... لا يعرف كيف يعبر عما في داخله من خوف وقلق وشوق وارتباك..
وأخيرا اوقفه نيكولاس وأمسك بكتفيه ثم قال بنبرة آمره حاده مائلة للرجاء:

-"والآن يا جوهان...أريدك ان تبعد نفسك عن أي خطر ريثما أجد ليزا!







~*~*~انتهى~*~*~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-18, 10:40 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~

الفصل الثامن عشر.



كانت تراقب فرانسيس وهو يقوم ببعض الأعمال بهدوء ، تضع يدها على خدها وتضيق عينيها بتفكير ونعس أيضا...أما هو فبالرغم من انه يشعر بنظراتها لكنه أبى أن يرفع رأسه إليها فهو يجد صعوبة في مواجهة أفكارها..
قالت بعد صمت دام طويلا:

-"أبي...هل تحبني؟"

توقع هو أي شيء...توقع كل شيء إلا هذا السؤال الغريب!!...توقفت حركة يده وتجمد لبعض الوقت ، تنحنح وأجاب:

-"ليزا ما هذا السؤال...بالطبع أنا أحبك!...أحبك أكثر من نفسي"

هزت ليزا رأسها بفهم وصمتت لثواني ثم سألت :

-"ما أخبار نيكولاس؟"

عاد القلم يتحرك بين اصابعه واجاب :

-"قلت لك لا أعلم...ان كنا نريد الابتعاد عنه اذن علينا ان لا نتقصى اخباره"
-"لكنك قلت انك ستساعده"
-"قلت سأساعده اذا احتاج..واذا حاول ماكس إيذاءه..الآن لا داعي للبحث خلف هذه الأمور..قلت لك أنسي"

اخذت نفسا عميقا ووضعت رأسها على الطاولة واغمضت عينيها...لم تنم جيدا منذ أيام..


~~**~~**


-"هذا اليوم الثاني عن اتصالها يا سام ... ولم نجد منها أي اتصال آخر...هذا يؤكد انها كانت مجبرة لقول ما قالت.."

قاطعه سام بصرامة:

-"نيكولاس...موضوع ليزا انساه حاليا..انساه تماما، ركز في مصيبة الشركة الآن..لقد افلسنا!"

شد نيكولاس على اسنانه وقطع الاتصال ثم رمى الهاتف على الكنبه...وكأنه لا يعرف انهم افلسوا...وكأنه لا يحمل هذا الهم كجبل فوق صدره...لماذا عليهم تذكيره بهذا الأمر كل مرة؟!
ماذا عليه ان يفعل؟...هو لا يعرف ما يفعل ، يشعر بأنه مكبل تماما...اذا ارادوا حماية الشركة من الضياع من بين ايديهم ... يحتاجون 500 مليون !!...من أين يمكنه ان يجد هذا المبلغ الآن؟؟!..
كان يمشي بعشوائية وتوتر واضح، الى أن قال بيتر بانفعال:

-"نيكولاس!!...أنت تزيد الأمر سوءا!!"

في هذه اللحظة فتحت جيسيكا الباب ودخلت...التفت اليها كل من نيك وبيتر مترقبان كلامها الذي ترويه عينينها..
وقفت على مقربة من نيكولاس وقالت:

-"جدي بيتر...أريد تقديم المساعدة بأي طريقة، لهذا...أريد تقديم المبلغ الذي حصدته من إرث أبي ... انه لم يمس منذ سنين...حان الوقت لنـ..."

قال بيتر بانفعال مقاطعا لها:

-"ما هذا الكلام يا جيسي!..هذا مستحيل الحدوث...لن أسمح بهذا أبدا...أيا كانت ورثتك على أي حال فهي لن تكون نصف المبلغ المطلوب...500 مليون يا جيسي...مالك احفظيه لنفسك، بعد مدة من الزمن...عندما نخسر كل شيء..سيمكنك بناء حياتك فيه وإيواء ابنك تحت جناحك"

ردت باكية:

-"لكن جدي!...أرجوك دعني ..."

قال نيكولاس بحدة:

-"أغلقي الموضوع يا جيسيكا...قلنا لا يعني لا"

جلست على أحد المقاعد القريبة وقالت من بين دموعها:

-"لا يمكنني مراقبة عائلتي تدمر"

حل الصمت لبعض الوقت ثم قال بيتر:

-"أحدى الشركات تدين لنا ب60 مليون ... لكن حتى لو أخذنا هذا المبلغ فـهو سيضيع مع مال الشركة بمجرد وقوعه في حساباتنا...سننتظر انتهاء كل شيء..ثم نأخذه .. لعلنا نبني فيه منزلا جديدا"

دخل بيير دافعا والده رون امامه...ثم جلس بجانب جيسيكا وعم الصمت المكان...كما هو الحال منذ أيام..
القصر أصبح خاليا من الحياة...
القليل من الخدم قرروا ترك العائلة ، فهم يعلمون ان رواتبهم لن تدفع...
ساندرا عرض عليها بيير ان يسفرها الى الولايات المتحدة لتكمل دراستها بأموال جيسيكا...لكنها رفضت رفضا قاطعا وحبست نفسها في غرفتها...
وكل واحد في العائلة ركبه القلق...


~~**~~**


كان سام يقف وحده في الخارج مراقبا تساقط الثلج .. تفاجأ من لمسة فلادمير له حيث قال:

-"كيف صار جرحك؟"

أجاب سام بدون اهتمام:

-"سيكون أفضل...وأنت؟"
-"اعتدنا "

ابتسم سام ولم يعقب...قال فلادمير :

-"خوسيه يفكر في جمع مبلغ من المال ليقدمه الى نيكولاس"
-"قل له ان لا يتعب نفسه...أولا نيك لن يقبل..ثانيا ، لن يتمكن من جمع 500 مليون خلال اسبوع...المزاد سيبدأ قريبا"

تنهد فلادمير ولم يعرف ماذا يقول...عصفت ريح باردة اجبرت سام على وضع يديه في جيبه ثم قال:

-"لنقل اني لست متخوفا من خسارة الشركة والقصر وكل املاك فيندار...بقدر ما انا خائف مما يليه"
-"ماذا تعني؟"
-"بما ان ماكس كان خلف هذا...بالتأكيد هو سيبدأ المرحلة القادمة والتي ستكون القتل...هو ينوي قتل الجميع منذ سنين وسنين...فكيف الآن وهم في أضعف حال؟"

تنهد فلادمير وكتف يديه...فكر لبعض الوقت ثم نظر لسام وقال بتردد:

-"الليلة الماضية وانا أفكر...خطرت ببالي فكرة، اشعر انني احمق لأفكر بها .. لكن .. لا أدري ، هل تريد معرفتها؟"

التفت له سام وهز رأسه باهتمام...فتكلم:

-"قلتم ان ليزا من المستحيل ان يكون لها اصدقاء هنا...أو حتى أعداء غير ماكس، وبما ان فرانسيس مختفي...وهو الوحيد الذي تربطه علاقة قربى بها..واظن ان له علاقات مع عصابات هنا...خطر في بالي انه..ماذا لو كانت عنده؟!"

جحظت عينا سام بصدمة من هذه الفكرة التي بدت رغم كل بعدها عن الواقع..منطقيه!!


~~**~~**


كان نيكولاس مصدوما مما يسمع...كلام فلادمير جعله يعيد التفكير في كل شيء ... تراوحت على شفتيه ابتسامة خفيفة ثم قال:

-"انه أمر منطقي جدا!...80% هذا الكلام صحيح!"

ابتسم فلادمير على الطرف الآخر من الاتصال وقال:

-"رغم انني كنت أراها فكرة بلهاء"
-"فكرة بلهاء؟!..انها غاية في الذكاء!...فرانسيس خرج من منزل ماكس قبل يومين من موعد تسليم ليزا...ولم يكن أحد سيعرف مكان التسليم غيرنا وغير ماكس!..وكان من البعيد جدا تدخل طرف ثالث!..والشخص الوحيد الذي من الممكن ان يضمر نوايا حسنة تجاه ليزا هو فرانسيس...غير انه الوحيد الذي قد تكون له علاقات ودية مع مافيا روسيا..او عصاباتها!"

جلس نيكولاس بعدما انهى جملته وهو يشعر براحة كبيرة جدا من هذه الفكرة...لماذا لم تخطر بباله من قبل؟!..كان عليه ان يربط اختفاء فرانسيس بهذا الأمر...
لكن الآن كيف سيجدها؟!..قال فلادمير:

-"المشكلة الآن...نحن لا نعرف ان كان هذا الامر صحيح او لا...وحتى لو كان...كيف نصل اليها؟"

عم الصمت لبعض الوقت .. حتى ابتسم نيكولاس ابتسامته الجانبية الخبيثة وقال:

-"أنا عائد الى روسيا!"

قال جملته وقطع الاتصال..خرج من غرفته مسرعا نحو جناح جده...اقتحم غرفته وقال :

-"اظننا عرفنا اين هي ليزا...غدا سأذهب الى روسيا!"

وقف بيتر وبيير بصدمة من هذا الكلام وسألا بصوت واحد:

-"كيف؟!"

اجاب نيكولاس وما زالت ابتسامته تتراقص على شفتيه:

-"ليس أكيدا...لكن لنأمل خيرا"

ترك مقبض الباب ودخل ... اقترب منه بيتر وقال:

-"ماذا عن الشركة؟!...ماذا عن المزاد؟"

ابعد نيك نظره عنه وقال بتضايق:

-"ليس بيدنا فعل شيء حاليا...دعنا نحل إحدى مشاكلنا الآن، ثم انني أفكر في شيء ما لحل الأمر.."

قال بيير بانفعال:

-"نيكولاس...لماذا لا تستعمل ثروتك؟!..ثروة أبولانت؟!...اذا انهارت عائلتنا هل سيكون هذا أفضل من التزامك بمبادئك؟!"

شد نيكولاس على اسنانه واقترب منه بخطوات سريعة وهو يقول:

-"مبادئ...مبادئ؟!...تظنني أكترث لمبادئ في ظل هذه الظروف؟!...الامر انه لو استخدمتها وحدث شيء غير متوقع فكل شيء سينهار بما في ذلك أرواحكم!!...هل تفهم!"

اكمل جملته وخرج من الجناح نحو الطابق السفلي بخطوات سريعة...وعقله مشغول في "ثروته" لو يعلمون المخاطر المترتبة على استعمالها لما فكروا في ذلك
لو انتعشت شركة فيندار بسبب هذا المال...وتمكن ماكس من الاستيلاء على الورثة مجددا...فلن يمتلك ابولانت فقط...بل سيمتلك فيندار أيضا!!


~~**~~**


في اليوم التالي...
وصل نيكولاس الى منزل خوسيه ، وبعد السلام سأل سام:

-"وماذا تنوي ان تفعل؟!"

ابتسم نيكولاس ونظر الى فلادمير وقال:

-"آمل ان تكون لديك مهارة تتبع الاتصال!"

صمت فلادمير لبعض الوقت ثم قال:

-"بلا...لماذا؟!"

مشى نيكولاس بضع خطوات ثم قال:

-"سأتصل بماكس...وسأخبره ان ليزا عند والدها ، حتى وان لم يصدقنا...فهو سيتصل بفرانسيس، ونحن سنتتبع الاتصال...ونذهب الى ليزا"

نظروا لوجوه بعضهم ثم تبادلوا الابتسامات وقال خوسيه:

-"إذن ماذا ننتظر...لنفعل ذلك الآن!"

نظر نيكولاس الى فلادمير يطلب منه الاجابه...فقال بسرعة:

-"دعونا نذهب لغرفة المراقبة...هناك ما احتاجه"

ومباشرة توجه الجميع الى غرفة المراقبة ... جلس فلادمير على الكرسي وقام بخطوات سريعة على الحاسوب وقال:

-"الآن"

هز نيكولاس رأسه وجلس ثم رفع هاتفه واتصل بماكس...الذي تفاجأ جدا من ان نيكولاس يتصل به..ومن رقم روسي ايضا!
تردد قليلا ثم اجاب:

-"نيكولاس فيلموس ابولانت...ما الذي اعادك الى روسيا؟!"
-"أعادني ليزا يا ماكس.."

عقد ماكس حاجبيه وهو لا يفهم ما يدور ... قال ببرود:

-"هل طلبت ليزا منك شهر عسل آخر في روسيا مثلا؟!"

كتم سام ضحكته وابعد خوسيه نظره عن نيكولاس...اذ انهم جميعا يستمعون للمكالمة...أجاب نيك بجدية:

-"عليك أن تعرف يا ماكس...ان ليزا لم تعد معنا من ذلك المبنى!...واظنك لاحظت هذا!"

جحظت عينا ماكس بصدمة ثم ابتسم لان توقعاته صحيحة وقال:

-"إذن؟!"
-"إذن...بعد تتبع دام أيام ، اكتشفنا ان ليزا مع فرانسيس يا ماكس...على ما يبدو ان الأب وأبنته قررا الوقوف ضدنا كلانا...لكن سأقتلكم جميعا"

رفع نيكولاس نظره الى فلادمير ليأخذ منه أي اشارة فهز الآخر رأسه سامحا لنيكولاس بقطع الاتصال...
قال ماكس بانفعال:

-"ماذا تقول؟؟!...هذا غير ممكن"
-(ببرود) " بل ممكن .. لكن أنا نيكولاس، الشيطان الذي سيسرق الراحة منكمم"

أكمل جملته وقطع الاتصال ثم هب واقفا الى فلادمير بسرعة...قال الأخير:

-"لقد لقطت الاتصال...الآن كل ما علينا هو الانتظار..."


~~**~~**


نظر ماكس للهاتف بصدمة وهو غير قادر على التركيز...يشعر ان كل شيء صار واضح فجأة...هدوء فرانسيس المريب، عدم رغبته في الاطلاع على وضع فيندار...مكالماته السريعه!
احاط رأسه بيديه ... لكن ماذا لو كان نيكولاس على خطأ؟!...ثم ان ليزا ليست مع نيكولاس؟!..هذا يعطيه فرصة أكبر للحصول عليها...لو كانت مع فرانسيس فعلا سيجعله يدفع الثمن غاليا...غاليا جدا!!
اختار اسم فرانسيس واتصل به بسرعة، بعد ثواني جاءه الرد:

-" مرحبا ماكس.."
-"فرانسيس...أين أنت؟"
-"أنا في المنزل"
-"من معك؟!"

استغرب فرانسيس من سؤال ماكس جدا وبلع ريقه ثم اجاب:

-"لا أحد"
-"ولا حتى ليزا؟!"

جحظت عينا فرانسيس بشدة وتوتر ولم يعرف ماذا يقول...في هذه اللحظة دخلت ليزا وهي تنادي:

-"فرانسيس...أريد أن أكلمك بشأن .."

توقفت عن الكلام وهي ترى فرانسيس في حالة يرثى لها...عيناه تكادان تخرجان من مكانهما، الآن تأكدت شكوك ماكس عندما سمع صوتها!...أتاه صراخه:

-"ليزا عندك ايها الحقير الخائن الـ*** ... نيكولاس سيكون أرحم بك مني، سأقطعك يا.."

قطع فرانسيس الاتصال ثم وقف وهرول نحو ليزا بفزع....امسك ذراعها وسحبها الى غرفتها بسرعة بينما انفاسه تتسابق في رئتيه...حاولت ان تفهم منه الأمر لكنه كان في حالة لا تسمح له بالاجابه...
سحب معطفها من الخزانة ورماه عليها وصرخ:

-"ارتديه بسرعة"

نفذت امره بقلق...وسرعان ما سحبها معه للخارج، ركض بها على الدرج وهي تقول:

-"فهمني ماذا حدث؟!..ماذا هناك؟!"

اوقفها امام باب المنزل وقال بانفعال:

-"ماكس عرف انك هنا!!...سيقتلني أنا وأنت إن لم نهرب يا ليزا، محاولاتي لحمايتك منه ستصبح عدم!"

جحظت عيناها ولم تعرف ماذا تقول...رمى عليها حذائها لتلبسه بسرعة ففعلت، ولبس هو حذائه..
خرجا من المنزل بأسرع ما يمكن..
توقف فرانسيس في منتصف الشارع ونظر حوله بضياع...هو واثق ان رجال ماكس قريبون، قد يصلون في أي لحظة، عليه الهرب بها...عليه حمايتها!
نظر نحو الأشجار الكثيفة القريبة من هذه القرية وصمم على الذهاب اليها...محاولاته في الخروج من القرية لن تنفع...وبقاءه هنا كارثه...قد تمكنه الغابة من كسب بعض الوقت!
كانت ليزا تمشي خلفه غير قادرة على ملاحقة خطواته بوجود هذا الثلج، وغير قادرة على التفكير بعد هذا الخبر !


~~**~~**


كانت الأرقام تتحرك على الشاشة أمام فلادمير وهو يحرك اصابعه بسرعة على لوحة المفاتيح ، حتى ثبتت الأرقام...ضغط هنا وهناك ثم صرخ:

-"وجدتهم...انهم في قرية قريبة من هنا!"

وقف وخرج من الغرفة ليتبعه الآخرين...متجهين جميعهم الى السيارات...


~~**~~**


صرخ جوناثان الذي لا يفهم شيء:

-"ماكس!!...فهمنا ما الذي يحدث هنا!!"

كان ماكس يقود السيارة بسرعة وكأنه يفرغ غضبه بالشارع...انهى محادثته في الهاتف بصرخة " لا تسمحوا له بالخروج لو حاول" ثم التفت الي جوناثان وصرخ:

-"ليزا عند فرانسيس يا جون!!..هذا الحقير يجب أن ينال جزاءه مع ابنته!"

جحظت عينا جوناثان وهمس:

-"معقول؟!"

صرخ ماكس:

-"أجل معقول...لكن انا سأريه، سأقتله بيداي هاتين هو وابنته"

تغيرت ملامح جون عند اخر كلمة ونظر للأمام...بينما كلمات ماكس تتسلل الى اذنه:

-"أين أليكس عندما أريده ان يكون في المنزل!؟"


~~**~~**


قال سام:

-"أليس من الأفضل ان نتصل بالشرطة؟!...احتياطا!"

فكر نيكولاس لبضعة ثواني ثم أجاب:

-"لا أدري...لكن أظنها فكرة سديدة، على الأقل لنمنع أي تدخل من رجال ماكس...نحن لم نعد انفسنا لهذا، ومع ذلك يبقى هذا خطرا...أنت تعرف اننا لا نريد ان نقع مع الشرطة!"

قال خوسيه في الهاتف حيث نسي هو ونيك قطع الاتصال :

-"اتصلوا بالشرطة...واتركوا باقي الموضوع علي، سنموه الأمر بحيث يصبح كل شيء في صالحنا"

تفاجأ نيكولاس من الصوت ونظر للهاتف ثم نظر لسيارة فلادمير وخوسيه ثم هز رأسه وقطع الاتصال...
تنهد وركز نظره على الطريق


~~**~~**


فركت يديها ببعضهما وحاولت تدفئتهما بانفاسها ثم نظرت الى فرانسيس وقالت بقلق:

-"ماذا يحدث هنا؟...ثم ألا يوجد ذئاب بالقرب؟"

توقف فرانس عن التحرك بعشوائية وثبت نظره في عينيها...اقترب منها، اقبض على كتفيها وقال:

-"الذئاب ستكون أرحم بك من ماكس!...لا أعرف ماذا علي أن أفعل"

ترك كتفيها ونظر للأرض بحزن وأكمل:

-"سامحيني يا ابنتي!...اذا لم أتمكن من حمايتك، سامحيني!"

تفاجأت من أسلوبه وشعرت بضربات قلبها تصل السماء!..لم تتمكن من تحديد ما تشعر به..هل هو خوف أو قلق...أو..أو أن كلامه جعل قلبها يستسلم!...
قبل ان تقول شيء قام بسحب مسدسه عن خصره، مده اليها وقال:

-"في حال وصل ماكس الى هنا، سأشتته...وانتي اهربي لجوف الغابه، امشي بطريق مستقيم نحو الجنوب...وستجدين نفسك في طريق سريع، واذا صادفتي أي شيء قد يشكل خطرا عليك..اقتليه!"

كانت تضم يديها لصدرها...وتحدق في عينيه بضياع، انحدرت دمعة من عينها..هي في الغالب بسبب البرد، لكنها لم تخلوا من مشاعر ليزا!..مسحتها بسرعة ومدت يدها بتردد اليه ... امسكت المسدس فتراجع فرانسيس خطوة للخلف، ثم استدار ووضع يده على رأسه بتفكير...عليه ان يجد طريقة ما تخرجهما من هنا!
وفجأة شهق واستدار اليها مرة أخرى...ابتسم وقال على مضض:

-"ما رقم سام؟!"

تفاجأت ليزا من طلبه هذا ... وعندما لم يجد منها اجابة قال موضحا:

-"ليزا..حبيبتي..سأتصل بسام، هو سيأتي من أجلك بكل تأكيد!...عله يصل الى هنا قبل ماكس!"

بلعت ريقها وابتسمت ثم أملت عليه الرقم، زفرت زفرة عميقه ظهرت كالضباب في هذا الجو المتجمد...
ما هي الا ثواني حتى جاءه رد سام:

-"مرحبـ.."

لم يصبر فرانسيس على أي كلمة وقال بسرعة:

-"سام..سام أنا فرانسيس، اسمع...ليزا معي ، هي معي وماكس في طريقه الينا...لا أريدها أن تتعرض لأذى...عليك ان تأتي أنت وصديق نيكولاس ذاك...عليكما حمايتها منه"

جحظت عينا سام وتوقف الى جانب الطريق مما جعل فلادمير يوقف سيارته ايضا...استغرب نيكولاس وقال بقلق:

-"من المتصل سام؟...ما الأمر؟"

ابعد سام الهاتف عن اذنه وعلامات الصدمة على وجهه...ضغط على خيار جعل المكالمة عامه ثم سأل:

-"أعد صياغة كلامك يا فرانسيس...لم أستوعب!"

انصدم نيكولاس من كون المتصل هو فرانسيس واستمع بتركيز...ضرب فرانسيس الثلج برجله بعصبية وانفعال وصرخ:

-"سام!...ليس لدي اليوم بطوله!!...أقول لك أن ليزا معي ، نحن مختبئان في الغابة القريبة من القرية...أخاف ان يأتي ماكس ويؤذيها!...عليك أن تفعل أي شيء لحمايتها.."

جحظت عينا نيكولاس ونظر الى سام الذي لم يكن أقل منه دهشة، قال الأخير بتردد:

-"دعني أسمع صصوتها"

التفت فرانسيس نحو ليزا ... مشى اليها واعطاها الهاتف قائلا:

-"انه يريد التحدث معك"

اخذت الهاتف منه بتردد، فهي نفسها متفاجأة من والدها...وضعته على اذنها وقالت:

-"سام!...كيف حالك؟"

شعر كل من سام ونيكولاس براحة غريبة جدا عند سماع صوتها...حتى اعتلت ابتسامة خفيفة شفاه نيك..وقال سام:

-"انا بخير ليزا...أنت كيف حالك؟!...لقد قلقنا عليك جدا، هل أنت بخير؟!"
-"أنا أتجمد من البرد لكن بخير...لا أعرف ماذا أقول أنا، أنا متفاجأة من هذه الأحداث السريعة فـ..."

قاطعها بلطافه:

-"لا تقولي شيء...نحن في طريقنا اليك قبل ان يتصل والدك حتى...اعتني بنفسك حتى نصل"

فطع الاتصال من جهته، فأعادت ليزا الهاتف لوالدها بابتسامة فسأل:

-"ماذا قال؟"
-"قال انه في طريقه الينا"

ابتسم براحة وجلس على الثلج...تأملها وهي واقفه، ترتدي فستانا قصيرا لركبتها ... ومعطف بنفس طوله .. مع حذاء رياضي وشعرها يتمايل مع نسمات الهواء المثلج....كان عنقها وقدميها مكشوفان للبرد!...لم يعرف ماذا يفعل أو كيف يدفئها ... انه نفسه لا يرتدي ملابس كافية!
انزل رأسه بحزن وتنهد، لن يسامح نفسه أبدا اذا حدث لها مكروه!


~~**~~**


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-18, 10:43 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





نزل خوسيه وفلادمير من السيارة لينظرا ماذا حدث لنيكولاس وسام...طريق فلادمير زجاج سام ففتح الآخر الباب، سأل بقلق:

-"ماذا حدث، لم توقفتما؟!"

صمت قليلا وهو يرى ملامحهما الغير طبيعية وأكمل:

-"ماذا حدث؟!"

أجاب نيكولاس :

-"فرانسيس اتصل...وطلب منا الحضور ، لأن ماكس في طريقه اليهم وهو خائف على ليزا منه!"

تفاجأ خوسيه وفلادمير من كلامه فقال سام بسرعة:

-"لا وقت نضيعه...عد الى سيارتك ودعنا ننطلق هيا"

اومأ بالموافقه وعاد هو وسيده الى سيارتهما...وبعد ان عادت السيارتان للطريق قال سام:

-"هل تسرعنا؟...نحن لم نجهز نفسنا لأي مواجهة!"

فتح نيكولاس جيب السيارة وأخرج مسدس من نوع (fn) ثم قال:

-"أعلم، لكن أي تأخير لن يكون بمصلحتنا..دعنا نتمنى فقط أن يكون كل شيء لصالحنا..ثم اننا سنتصل بالشرطة قبل وصولنا"


~~**~~**


اغمض جوناثان عينيه بقوة، أفكاره غير مستقرة أبدا...يشعر ان هناك قطعة مفقودة من اللعبة، عليه ان يجدها!
نظر الى ماكس المنفعل، يتحدث مع أليكس في الهاتف بكل عصبية:

-"اترك ما بيدك الآآن!...أجل أجل...لا أعلم! لن نكون بحاجة لهذا العدد...انهما اثنان فقط!...أجل ... أسرع يا أليكس ولا تتأخر وإلا!"

انقطع الاتصال فنظر ماكس الى شاشة الهاتف بصدمة...ضحك جون وقال:

-"يبدو انه اخطأ من الخوف.."

حدجه ماكس وقال:

-"تضحك؟!...هل هذا جو مناسب للضحك؟"

هز جون كتفيه بلا مبالاة وقال:

-"لا أعرف لم كل هذا الانفعال...في النهاية فرانسيس في صفنا، وإن أراد ابنته لنفسه...فلا أرى في هذا شيء عظيم!"

تجاهله ماكس وركز في الطريق...فهو لو أعطى اهتماما لكلامه لربما قتله الآن!


~~**~~**


كانت تتربع على الكنبة الكبيرة وفي حضنها مجموعة من أكياس الشبس...والشاشة تعرض أمامها أحد الأفلام الحديثة التي اشترتها ...
لكنها سرعان ما شردت في أفكارها...أليكس لم يجب عن اتصالاتها منذ مدة طويلة، انه يتجاهلها تماما!
بدأت تشعر بالملل من تواجدها في هذا المنزل الكئيب...والدته دائما خارج المنزل، تخرج في الصباح ولا تعود الا في الليل...
وضعت يدها على خدها ...
ماذا عن ليزا؟...أين هي الآن يا ترى؟..هي متأكدة انها ليست بخير، آخر شيء تعلمه انهم خطفوا تيدي ابن بيير!...عرفت بذلك بالصدفة!
والآن شركة فيندار أفلست...والصحف كلها تقول انه قريبا جدا سيتم بيعها وبيع القصر... وكل الأملاك ستسحب من تحت أفراد فيندار...
تشعر بالمسؤولية..تشعر ان عليها فعل شيء ما...لكن ما بيدها فعل شيء!
حتى عائلتها ما عادت تجيب عن اتصالاتها ابدا، انهم غاضبون جدا...يريدون منها ان تعود، وهي ترغب بذلك...لكن دراستها هنا!
عضت شفتيها واغمضت عينيها بقوة...


~~**~~**


أوقف كل من سام وفلادمير سياراتهم بالقرب من أحد البيوت وترجلوا منها...وقف نيكولاس بجانب خوسيه وقال:

-"ماذا الآن؟!"

كانوا ينظرون حولهم بحيرة...فرفع سام هاتفه واتصل بفرانسيس، فأجابه الآخر:

-"أجل؟..ماذا حدث معكم؟!"
-"نحن في القرية الآن..لا نعرف أين نجدك!"

صمت فرانسيس لبعض الوقت وهو ينظر الى ليزا التي تحتضن نفسها وتمشي يمين ويسار لعل المشي يدفئها...ثم قال:

-"هل انتم قريبون من نهاية الطريق الاسفلتي؟"

نظر سام نحو آخر الطريق فرأى انهم يحتاجون للمشي قليلا فقال:

-"أجل قريبون"
-"حسنا، اذهبوا هناك...ثم انعطفوا نحو الاشجار لليمين، وعندما تدخلون الغابة سألقاكم أنا..لسنا بعيدان"

اشار سام لهم ليبدأوا بالمشي ثم قال:

-"حسنا، بضع دقائق وسنكون عندك"

قطع الاتصال ولحق بهم...تأفف من الرسائل التي وصلت له من بعض الرجال ، فتحها ليقرأها على مضض فوجد انها :
ماكس خرج مسرعا بسيارته..

تنهد سام، من الغريب ان سام لم يصل الى هنا بعد...
التفت للخلف فشاهد سيارة مسرعة قادمة...جحظت عيناه وقال:

-"بالتأكيد هذا ماكس...اسرعوا"

نظر نيكولاس الى حيث يوجه سام انظاره ثم بدأ بالركض وهو يقول:

-"هذا غير جيد...غير جيد أبدا!"

بدون شيء ودقات قلبه سريعه...كيف بوجود ماكس الآن!...ركضوا جميعهم نحو الثلج خارجين عن الطريق الاسفلتي...متوجهين الى الشجر...
وعندما صاروا بين الاشجار صرخ نيكولاس:

-"فرانسيس!...أين أنت!"

توقف ليزا عن المشي عندما سمعت صوته...بل كل شيء حولها توقف...شعرت ان الكرة الارضية كلها توقفت عن الدوران..نيكولاس هنا!...هل هذا صوت نيكولاس أم تتخيل؟!
صرخ فرانسيس:

-"نحن عنا.."

ثم ركض نحو صوت نيكولاس...وقبل ان يبتعد عن عينا ليزا تلاقوا مع بعضهم...

وفي الطرف الآخر...عندما نزل جوناثان من السيارة لمح اجساد تتحرك وتدخل الأشجار...نظر حوله فرأى سيارتان فارهتان، لا تناسبان قرية كهذه!
قال بتشكيك:

-"هناك أمر ما غير طبيعي هنا!"

كان ماكس غير مركز في شيء حوله فكل همه هو الوصول الى ليزا...نظر اليه وقال:

-"ماذا تقصد؟!"
-"لا أعلم...ماذا لو كان سام هنا من أجل ليزا...ونيكولاس!...ألم يعرف مكانها؟!"

تجمدت حركة ماكس لثواني ثم اغلق باب السيارة بقوة وصرخ:

-"ماذا تنتظر اذن..دعنا ندخل منزل هذا الـ.."

قاطعه جون:

-"لا أظنه في المنزل...بل هو في الغابة هناك"

وأشار نحو الاشجار...فكر ماكس قليلا ثم قال:

-"إذن هيا...فلنسرع!"

وركض كلاهما نحو الشجر..


أقبض نيكولاس على مئزر فرانسيس وقال من بين اسنانه:

-"أين هي ليزا؟!"

لم يكن فرانسيس مهتما لأي ردة فعل منهم فهو متوقع لأي شيء...فأشار للخلف، نظر نيكولاس للخلف فرآها تحدق بهم بصدمة من بعيد...
ترك فرانسيس وابعده عن طريقه ثم وبخطوات سريعة اتجه اليها...بينما كانت ضربات قلبها تتخابط بعشوائية، تشعر بالخوف والشوق في آن معا...تخاف مواجهته الآن ، ورؤيته متجه نحوها بهذه السرعة اربكتها...وفجأة وجدته يقف أمامها...
انزلت يديها الى جنبها وظلت تحدق في عينيه برهبة...هتف سام من بعيد:

-"ليزا!"

التفتت ليزا اليه...لكن باغتها نيكولاس واحتضنها بقوة...تجمدت انفاسها وجحظت عيناها...بينما كان نيكولاس يزيد الشد عليها وكأنه يخشى من أن يفلتها..
همس :

-"انا سعيد لأنك بخير"

ثم امسك كتفيها وابعدها عنه...نظر لعينيها وقال:

-"ستعودين معي الآن..."

قال فرانسيس بتوتر:

-"نيكولاس هيا الآن...قد يصل ماكس.."

وقبل ان يكمل جملته جاءت صرخة ماكس من بعيد:

-"نيكولاس...ابتعد عنها قبل ان أفرغ هذا المسدس في ظهرك!"

استدار الجميع ناحية الصوت ... قام فلادمير بدفع خوسيه خلفه وسحب مسدسه ووجهه نحو ماكس...بينما استنفر سام ووجه مسدسه نحو جوناثان..
ونيكولاس دفع ليزا خلف ظهره وقال بجمود:

-"ماكس، الأفضل لك أن تنسحب بهدوء...فأنت لست في موضع قوة!"

تسللت يد جوناثان نحو مسدسه لكن فرانسيس كان اسرع منه فهب عليه وسحب المسدس منه ثم ابتعد بضع خطوات وهو يوجه المسدس اليه...قال بتردد:

-"ماكس وجوناثان، يؤسفني هذا...لكنني مضطر الآن للوقوف ضدكما...كان اتفاقنا طوال الوقت ان لا يمس ليزا أذى...لكن الآن وقد اخللتم بالاتفاق، علي ان أحميها منكم"

نظر ماكس حوله...سلاحه مقابل ثلاثة اسلحة أخرى...غير السلاح الرابع الذي في يد نيكولاس، لكنه لم يرفعه...
بانت عروق جبينه من العصبية وشد على اسنانه ، همس ليسمعه جوناثان:

-"أين أليكس؟"
-"قد يصل في أي لحظة...لا أعلم"

أراد ماكس سرقة بعض الوقت...لن يخرج من هذا الموقف خاسرا أبدا...قال بتلاعب:

-"إذن إذن يا نيكولاس!...كيف أتيت الى روسيا؟...ماذا عن الشركة وافلاسها؟...سترمى عائلتك في الشارع وأنت هنا تلهو مع زوجتك تلك!"

رفع نيك طرف فمه بابتسامة سخرية وقال:

-"وإن يكن...لدي ثروة أخرى!...أليس كذلك؟!..يا ماكس أبولانت!!"

أخذ ماكس نفسا عميقا حتى لا ينفعل ... وقال:

-"لسنا وحدنا "أبولانت" هنا يا نيكولاس .. أليس كذلك؟!..لا يمكنك تجاهل جوناثان!"

ابتسم جوناثان وقال:

-"لا مشكلة يا عمي...فأخي تجاهلني منذ زمن بعيد جدا، الموضوع ليس جديدا!"

جحظت عينا خوسيه وفلادمير وانزل الأخير مسدسه بتلقائية...همس خوسيه:

-"هو!"
-"أجل هو!"

بينما كانت ليزا تنصدم مرارا وتكرارا ... وشهقت عند آخر جملة، استرق نيكولاس نظرة اليها ثم أعاد نظره لماكس وقال:

-"أنا لم أتجاهل أحدا يا ماكس...أنت واخيك من قادني الى هذا"
-"لا تختلق الأعذار لنفسك يا نيك...أخي الذي هو والدك، قدم لك ما لم يقدمه لأحد غيرك!"
-"مجبرا!"

قال جوناثان:

-"المشكلة يا نيكولاس أنك رأيت نفسك بجانب القمر بما أنك لك عرق من آل فيندار، لكن هذا لا يبرر لك ما حدث...أنا ضعت بسبب هذه المشاكل التي تناقلتموها...انا كنت الضحية!...لولا عمي ماكس لكنت الآن أزيل الثلوج من أمام دار أيتام!...حتى أمي لم أعرفها!"

أخذ نيكولاس نفسا عميقا .. وقبل أن ينطق أي شيء أطلق سام رصاصة في الهواء وصرخ:

-"لا داعي لتضييع الوقت يا ماكس...أنت تحاول كسب الوقت لشيء ما..."

اومأ فرانسيس بالإيجاب وهو يرى أن هذا ما يحدث فعلا...بدأ ينسحب ببطئ نحو نيكولاس وليزا، يمكنه أن يعيد كل شيء كما كان...سيأخذها معه ويهرب بها للطريق السريع، وهم...فليقتلوا بعضهم كيفما شاءوا!..
عندما لاحظ نيكولاس أنه صار قريبا منهما رفع مسدسه ووجهه اليه قائلا:

-"إياك ان تخطو خطوة أخرى...أعرف تماما بما تفكر!"

فكر ماكس قليلا ... وخطوة نيكولاس هذه جعلته يعيد التفكير فقال:

-"فرانسيس...يمكننا أن نرجع كل شيء كما كان، أعدك...أن ليزا لن يمسها أذى منا أبدا، مقابل ان تقف جانبي الآن"

انفعل سام واقترب اكثر من جوناثان وثبت المسدس في رأسه وقال:

-"كف عن التلاعب يا ماكس والا قتلت جوناثان أمامك الآن!"

اغمض جوناثان عينيه بقلة حيلة وهمس:

-"سام، أنت تعرف أن..."

قاطعه سام صارخا:

-"أصمت!"

نظر الى نيكولاس وقال:

-"نيكولاس...تصرف"

كان قلب سام يتخابط هو الآخر...يخشى ان يحدث شيء يؤذي نيك او ليزا...والمسافة بينهم بعيدة نسبيا و لن يمكنه فعل شيء!
رأى فلادمير أنه هو وخوسيه في بر الأمان مبدأيا...فلا أي سلاح موجه اليهما ولا أي أنظار...قال لخوسيه:

-"عد الى السيارة .. أو اختبئ ، ستكون بخير .. وسأرى انا ما سأفعل"

اعترض خوسيه قائلا:

-"لا داعي لخوفك هذا كله...افعل ما يدور في ذهنك، وانا أعرف كيف أدافع عن نفسي"

أكمل جملته واظهر مسدسه...تنهد فلادمير، لا يمكنه ان يترك خوسيه أبدا...هو ليس مثل نيكولاس ، مهما كان يبقى بحاجة لحماية...
نقل نظره بين نيكولاس وسام ... وقبل ان يفعل أي شيء تحركت ليزا من خلف نيكولاس وهي تقول:

-"أريد أن أفهم.."

استغرب الجميع منها...لكنها أعادت جملتها:

-"أريد أن أفهم ما يحدث هنا!...أي افلاس؟!..وأي أبولانت؟!...ماذا يحدث هنا!"

كانت توجه نظرها الى والدها ... فتلعثم الأخير ولم يعرف ماذا يقول، فهم نيكولاس الأمر وقال:

-"ليزا...شركتنا أفلست "

هزت رأسها بالنفي ثم قالت بغضب لوالدها:

-"لقد وثقت بك!...قلت أنك ستساعد نيكولاس لو تعرض لأذى!...لماذا لم تخبرني !!"

تردد فرانسيس ثم قال:

-"ليزا...حبيبتي...أردت ابعادك عنه، صدقيني انت في خطر معه...ثم ما كان بيدي أن أفعل شيء!..لا يمكنني مساعدته في وضعه هذا!"

صرخت به بانفعال:

-"قد أمكنني أنا مساعدته!!..لكن لماذا أخفيت عني؟؟!"

تنهد ولم يعرف ماذا يقول...رفعت ليزا مسدسها ووجهته نحو ماكس .. قالت بكره:

-"لو كان كل شيء بسببك...سينتهي بموتك"


~~**~~**


في هذه الاثناء...عندما كان أليكس في طريقه نحو القرية مع سيارة فيها ثلاث رجال...رأى سيارات الشرطة تسبقه اليها...استغرب وعلم انه لن يتمكن من العبور..
لكن جوناثان بعث له برسالة انهم في الغابه!
لهذا عندما صار في مكان قريب...أمر الرجال ان يبقوا متأهبين ، كان رجال الشرطة قد توقفوا في بداية القرية...فدخل هو الغابة...وبدأ يسير نحو الأعلى...
وفجأة ، بعد مدة من المشي...سمع صوت صراخ، فتبعه....وعندما وصل، رأى ذلك المنظر ...
سام يثبت المسدس في رأس جون الذي يقف بجانب ماكس الذي يوجه سلاحه نحو نيكولاس الذي يقف بجانب ليزا...وفرانسيس على مقربة منهم يتحدث اليها...ويوجد شخصان لم يميزهما..هما أقرب الى ماكس...وانصدم وهو يرى ليزا تمد مسدسها نحو ماكس...وعرف انها ستقتله الآن دون تردد...وهو لن يسمح بهذا!...
وعندما كادت ليزا تضغط الزناد كان نيكولاس يقول:

-"احذري ليزا..لا تفعلي هذا ليزا!!"

لكن قبل ان يقوم هو بأي حركة...ظنا منه انها تهدد فقط...كان فرانسيس يرى اصبعها يضغط الزناد...فانقض عليها بسرعة ورفع يدها بالهواء...لتنطلق الرصاصة بعيدا عن ماكس...وتزامن صوت الاطلاق مع صرخة أليكس المحذرة:

-"ليزا!!"

تداخلت الأصوات وارتبك الوضع...بينما كان ماكس مصدوما من ليزا...التفت نيكولاس نحو أليكس وجحظت عيناه...إذ انه كان يصوب مسدسه نحو ليزا ويستعد للاطلاق..
صرخ سام:

-"لا تفعل ذلك يا أليكس وإلا قتلت جون"

كان أليكس موقنا أن أحد لن يؤذي جون فابتسم وضغط الزناد...في اللحظة التي وجهت ليزا انظارها اليه...انزل سام يده بصدمة ...في اللحظة التي خرج صوت الاطلق بها... سها سام وفلادمير عن ماكس وجون... وتجمدت الحركة ، حيث أن الجميع أيقن أن ليزا قد أصيبت..لكن خلال ثواني كانت في حضن نيكولاس...
وفرانسيس يقف دون حركة...شهقت ليزا بفزع ، وصرخ ماكس:

-"غبي!!"

سقط فرانسيس على ركبيته...فركض كل من جون وماكس الى أليكس، راقبهما سام دون أن يقول كلمة...قال ماكس بكره:

-"هذه المرة فزت أنت يا نيكولاس...لكن أعدك انه في المرة القادمة ، سيموت أحدهما"

وهو يشير الى سام وليزا...ثم ركض الثلاثة لداخل الغابة، لعلمهم أن الشرطة قادمة بسبب صوت السيارات الذي يقترب...
ابعدت ليزا نفسها عن نيكولاس الذي تردد في تركها...وتقدمت من فرانسيس...وفي نفس اللحظة تمدد هو على الأرض...
جلست بجانبه وهي تنظر للدم الذي ملأ صدره وبدأ يسيل للثلج...عضت شفتها السفلى ثم قالت:

-"دفعتني الى نيكولاس وتلقيت الرصاصة...لماذا؟!"

مد يده الملطخة بالدماء الى وجهها ومسح على خدها بحنية وقال:

-"لأنك ابنتي التي أحبها"

هزت رأسها بالنفي..تريد أن تنفي هذا الواقع، لماذا منع عنها الرصاصة!...لا تريد هذا!...احتضنت يده وقالت:

-"ستكون بخير...سـ.."

قبل أن تكمل جملتها ارتخت يده وخرجت آخر انفاسه...وضعت يدها على وجهه وقالت بصوت خافت:

-"لا ترحل...أرجوك لا ترحل، ركز معي...ركز معي!"

وضع نيكولاس يده على كتفها وهو يقول:

-"لقد مات يا ليزا.."

هزت رأسها بالنفي وتجمعت الدموع في عينيها...ضحكت قليلا وهي تهز جسده المرتخي وتقول:

-"يموت؟!...الآن؟!"

تحولت ضحكاتها لصوت بكاء .. في اللحظة التي تجمهر فيها رجال الشرطة دفعة واحدة حولهم واحدهم يقول بالروسية:

-"فليرمي الجميع أسلحتهم"

رمى الجميع اسلحتهم...وجلس سام بجانب ليزا التي قامت باغماض عينا فرانسيس ثم وضعت رأسها على كتف سام وسمحت لدموعها بأخذ مجراها .. وهي تتأمل وجهه، وصدى كلماته الأخيره يتردد في بالها:

-"لأنك ابنتي التي احبها!"




~*~*~انتهى~*~*~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-18, 06:46 PM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي












(خلف الستار)



قبل البارت لازم احكي اشي...
روايتي نازله في google play
بظن انه كان من الذوق ينطلب الاذن مني قبل تنزيلها
ع الاقل ينذكر اسمي!

رح اطلب بهدوء حاليا يتم اضافة اسمي لتطبيق الرواية
وذوقا..كان لازم ينضاف من قبل

أو يتم حذف التطبيق من السوق








~*~*~~*~*~

الفصل التاسع عشر.



تتكرر الاحداث وكأنها الآن حدثت...ظروف زواجها من نيكولاس، مقتل والدتها، حياتها في القصر، عودتها لمنزل فرانسيس، اتهامها لشركة فيندار، اصابتها، موقف العائلة منها ومن نيك، والاعظم هو خطف تيدي، ثم خطفها، ثم الافلاس، ثم مقتل والدها أخيرا!
أخرجت تنهيدة عميقة تبوح بخبايا صدرها...التفتت لليد التي استقرت على كتفها...رفعت رأسها للأعلى فوجدت نيكولاس يبتسم لها ويقول بلطف:

-"وصلنا...الناس ينزلون من الطائرة"

نظرت حولها باستغراب...لقد بدأ الناس بالخروج حقا وهي لم تلاحظ...هزت رأسها ثم وقفت ومشت معه، ذهنها مشتت جدا..تحتاج للنوم..النوم ولا شيء غيره!
كان سام بانتظارهم في الخارج مع حفنة من الحراس ... اقترب من ليزا وقال لها :

-"الوطن يزداد جمالا بك"

ابتسمت له رغما عنها ... ولم يغب عن سام نظرات نيكولاس الحادقه...بدأ يشك بأنه يغار على ليزا منه وكأنه لا يصدق أن نظرته نحوها ليست سوا صداقة وأبوّة ربما !!
التفتت ليزا لصوت كلارا:

-"ليزا عزيزتي!"

انتعش قلب ليزا لرؤيتها وركضت اليها لتضمها...لم تكن تتوقع هذا...لكن كلارا اخذت جزء كبير من قلبها..وعلمت في غيابها هذا انها لا يمكنها اليش بدون كلارا..كانت صديقة واخت ، لطالما ارشدتها!
ظل سام ونيكولاس يراقبان من بعيد...حتى قال سام بصوت خافت:

-"أتغار يا نيكولاس؟"

نظر اليه نيكولاس باستفهام فأكمل:

-"تغار على ليزا مني؟...حقا؟... انا صديقك لن أنظر لها بهذه الطريقة التي تتخيلها!!...انها بالنسبة لي صديقة فقط!"

رفع نيكولاس حاجبيه بتفاجؤ من كلامه....هل غيرته واضحة لهذه الحد؟!...حقا يا نيكولاس؟..تغار على ليزا؟...سرعان ما عادت ملامحه للبرود ثم قال:

-"انت تعرف ان ممتلكاتي لا أحب ان يمسها أحد...لكن كونك قلت ما قلت، اذن لا تباغض بيننا"

اكمل جملته بابتسامة بلهاء واقترب من ليزا وكلارا اللتان تتحدثان بسرعة وكأنهما تخافان من يسرقهما الوقت من بعضهما...قال بهدوء وابتسامة خفيفة:

-"دععونا نذهب للقصر وهناك تكلما للصباح...ثم ان علينا دفن فرانسيس"

انزلت ليزا رأسها عند جملته الأخيرة...بناءا على طلباتها تم نقل جثته الى هنا...ارادت ان يدفن بنفس المقبرة التي فيها والدتها...رغم خلافتهما بحياتهما...لكنهما يظلان والداها!...اما السلطات الروسية فتكفل بهم خوسيه، وعبر السلطات البريطانية تم تسليم جثة " مجرم "
تكلمت كلارا:

-"هل نذهب للقصر أولا أم الدفن أولا؟...كل شيء جاهز"

تكلمت ليزا بسرعة:

-"الدفن أولا...لا داعي للانتظار أكثر، لا نحتاج لمراسم...دفن وكفى..الكنائس لن تقبل جنازة لمجرم "

عقدت ليزا حاجبيها في نهاية كلامها وكأنها تمنع مشاعرها من الحزن...لاحظ نيكولاس هذا فشدها اليه من خصرها ومشى معها للخارج وهي متفاجئة من تصرفاته...


~~**~~**


انتهى الدفن سريعا وعاد الجميع للقصر...سام وكلارا يتحدثان في شؤون القصر والحرس ومشاكلهم ونيكولاس يشارك ببعض أوامره وعينه على ليزا التي يكتسيها السكون التام...يكاد يجزم انها لا تتنفس حتى!
فتحت أبواب القصر ودخلوا...وقف الجميع ناظرين الى ليزا ... تفاجأت من نظراتهم، تفاجأت من القلق في عيونهم...تفاجأت من ابتساماتهم حين رؤيتها...كل شيء اليوم غريب...هل هي تتوهم ام انها ترى الود من الجميع!!
نظرت لعيني نيكولاس وكأنها تريده ان يؤكد لها ان هذه حقيقة...ازدردت لعابها وتقدمت قليلا...مشت ببطئ حتى صارت أمام بيتر الذي لم يتردد باحتضانها قائلا:

-"لقد قلقنا عليكي كثيرا...كثيرا!"

ظلت متصنمة قليلا وعيناها جاحظتان...ثم ابتسمت واغمضتهما براحة لتنحدر دمعة باردة وبادلته الحضن...ثم ابتعدت عنه ومسحت دمعتها وقالت :

-"أنا آسفه...أنا آسفة جدا!"

ابتعدت خطوتين للخلف ونظرت للجميع لتكمل:

-"أنا آسفة...طوال تلك المدة كنت ضائعة، لم أعرف ان كان علي الهروب مع والدي لأبعد مكان عن اوروبا لنرتاح من كل شيء...أو ان أعود اليكم، كنت تائهة...حاولت الاتصال بكم لكنه منع عني الاتصالات بحجة انه يريد الخير لي...لم أكن أتخيل انه لا يريدني معرفة افلاسكم...كان يكتم عني حتى..."

لم يكن أحد يأبه بكلامها..لا أحد يريد حجج منها..هم فقط يعرفون انهم يريدونها بينهم..وهم سعيدين لانها عادت وكفى!
اسكتها وقطع كلامها يد بيير التي سحبتها...شدها اليه ليحيط كتفيها بذراعه وهو يقول متجاهلا كل كلامها:

-" لم أكن أظن انني سأقول هذا يوما...لكنني اشتقت لك يا ليزا!...على أي حال...هيا قبلي رأس والدي فهو ينتظرك منذ الأمس"

اخرجت ضحكة قصيرة ... لقد فهمت انهم لا يريدون تبرير..وانهم لا يكترثون، شعرت بسعادة تغمرها فجأة... تخيلت لوهلة ان سعادتها هذه جبرت كسور قلبها كلها!
جلست على ركبتيها امام رون ... احتضنت كفه وقبلتها ثم قبلت رأسه وهمست له بشيء ما لم يسمه احد غيرة...مما جعله يبتسم ابتسامة عريضة ثم يقول:

-"هذا شرف لي...يا ابنتي!"

ما ان وقفت على قدميها حتى سحبتها جيسيكا وساندرا وهما يتناقشان:

-(جيسيكا)"انظري الى نفسك!...هل خسرتي بعض الوزن ام يهيأ لي؟"
-(ساندرا)" لا اظن انها خسرت وزنا...لكن السواد حول عينيها يوحي وكأن وجهها نحيف"
-" ربما لكن لا أدري...بها شيء غريب"
-"اظن ان شفتاها..."

كانت ليزا غير مكترثة لكل الكلام..فقط تراقبهما وهما يتفحصانها بنظراتهما بهدوء...حتى قاطعهما نيكولاس:

-"يا لكما من ثرثارتان!!...كلتاكما هادئتان...لكن ان اجتمعتما!!...يا اللهي ما اعظم المصيبة...ليزا تريد ان ترتاح"

لم يسمح لهما بالرد وهو يسحب ليزا معه للمصعد...كانت تراقبه باستنكار وهدوء دون ان تقول شيء...وعندما وصلا لجناحهما ... وقف امامها مباشرة، كان قريب جدا....ارادت ليزا التحدث لتخفف من ارتباك قلبها لكنه سبقها:

-"هناك شيء واحد فقط توصلت له من غيابك هذا.."

كتمت انفاسها منتظرة ان يكمل حديثة...اذ انه توقف لثواني وهو يتأمل عينيها...انزل رأسه حتى لامس جبينه جبينها وأكمل:

-"أنني لا أريدك ان تغيبي عني أبدا بعدها"

توقفت نبضات قلبها ... لم تعرف ماذا تقول او ماذا تفعل ... كل ما يدور ببالها (ماذا حدث للجميع في غيابي؟!...تركتهم غاضبين مني لأجل تيدي...وعدت اليهم جميعهم يحبونني فجأة؟!...لكن نيكولاس..نيكولاس؟؟!..ماذا يحدث له؟ )
اشتعلت وجنتاها...ابتعدت للخلف خطوة وعيناه تراقبان عيناها...استنشقت بعض الهواء وفركت يداها ببعضهما ، تنحنحت ثم قالت:

-"انا آسفة لكن.."

قاطعها بوضع اصبعه على شفتيها قائلا:

-"لا تتأسفي ولا تقولي شيء...صفحة طويناها...الآن خذي قسط من الراحة وهذا الأهم"

رفع يدها وقبلها برقة وبحركة نبيلة انحنى لها قائلا:

-"والآن أستأذنك...آنستي"

جحظت عيناها بصدمة وهي ترى حركاته...مع نبرته التي يخالطها الضحك والسخرية...ابتسمت بتلقائية ورمشت عدة مرات ليطلق هو ضحكة عالية من ملامحها المتناقضة ثم استدار وخرج...
ظلت ضحكته ترن بإذنها...ربما هذه هي المرة الأولى التي تسمع ضحكته فيها!


~~**~~**


خرجت من غرفتها وهي تحسب على يديها مجموع علاماتها في هذا الفصل...تعلم ان ليزا ستتخرج ولن تراها بعدها (يا لي من غبية...لو اني كنت ادرس مثلها لتخرجت الآن معها) كانت ستتوجه للمطبخ لعلها تأكل شيء...والدة أليكس لم تعد منذ البارحة مما جعلها تشعر بملل أكبر...
لكنها لمحت باب مكتب أليكس مفتووح...توقفت للحظة وهي تنظر اليه، جفلت من خروج الخادمة منه...ظنت ان أليكس عاد!..اخذت نفسا عميقا وقالت:

-"ماذا كنتي تفعلين؟"
-"كنت أنظف المكتب آنستي"

هزت جيني رأسها بفهم وانتظرت الخادمة حتى اختفت من امامها وسرعان ما دخلت المكتب واغلقت البااب...فضولها دفعها فجأة للنظر داخل ععالمه الخاص الذي لطالما كان محرم عليها!
جلست مكانها امام الطاولة....كان هناك بعض الأوراق المرتبة...اخذتها وتصفحتها بملل...بدأت تفتح بالأدراج ... الى ان رأت درج مقفل...استغربت ، علمت ان فيه شيء مهم...ترددت كثيرا في فتحه...ماذا لو كشفني الخدم؟...ماذا لو كان هناك كاميرات؟
نظرت الى السقف وفي الزوايا لكنها لم تجد شيء...عقدت حاجبيها وعزمت على فتحه...وقفت وتوجهت للخزانة الجانبية لتبحث عن المفتاح...وجدته في صندوق صغير مليء بالاوراق المطوية ...
فتحته لتجد امامها اول ورقة..لفتها كلمة "فيندار"
اخذتها بسرعة وبدأت تقرأ...كلما قرأت سطر زادت صدمتها...كان العقد مع شركة السيارات للتآمر ضد فيندار!!
همست:

-"يجب أن أقابل ليزا"


~~**~~**


في الليل...بعد ان استيقظت ليزا من غفوتها...جلست مع كلارا وسام منتظرين عودة نيكولاس من الشركة...

-"وفجأة وجدت نفسي في وسط الغابة...واتصلنا بسام...وحدث ما حدث"
-"إذن فرانسيس كان خائفا عليكي من ماكس...لهذا ابعددك عن نيكولاس؟...بصراحة اعجبني تصرفه...لو لم يفعل هذا لوجد ماكس طريقة وأخذك ... وفقدناك!"

قال سام جملته تاركا قلب ليزا يصارع التناقض...تكره والدها، لكن موقفه الأخير جعلها تعيد حساباتها!
تنهدت بحسرة وقالت بتفكير:

-"الآن ماكس عم نيكولاس...وجوناثان اخوه!؟...وقال أبي انه رغم كل هذا : نيكولاس آخر أفراد أبولانت!!...لم أفهم، لكن من الواضح ان نيكولاس ووالده كانا على خلاف وحدث شيء ما...شيء أدى الى كل هذه الأحداث...أريد أن أعرف كل شيء"

تلاقت عينا سام وكلارا بتوتر من كلام ليزا...يبدو انها عرفت بعض الأمور التي ما كان يجب أن تعرفها! لا يمكنهما التحدث في شيء ... لو علم نيكولاس أنهما نطقا بحرف لقتلهما!
لاحظت ليزا نظراتهما الغريبة لبعضهما فتأففت وقالت:

-"لا تريدان الحديث؟!...حسنا كما تشاءان "

كتفت يديها بغضب وفي نفس اللحظة دخلت سيارة نيكولاس...نزل منها ليحل محله أحد الحراس ليأخذها للمرأب...انتبه لإجتماع الثلاثة فتوجه اليهم...وبينما هو يسير نحوهم لاحظ بدء نزول الثلج الذي لم يكد ينقطع...
قال بهدوء:

-"لماذا تجلسون خارجا؟...قد يصاب أحدكم بنزلة برد"

لم يعلق على كلامه أحد، وليزا تشيح بنظرها بعيدا وملامح الغضب تظهر عليها...قال بابتسامة سخرية:

-"ما بها الآنسة غاضبة؟"

اكتفى سام وكلارا بتبادل الانظار...رفع نيكولاس حاجبيه باستغراب فقالت ليزا بانفعال:

-"سأظل مثل الغبية بينكم...لا أفهم شيء من الذي يحدث، ماكس عمك وجوناثان اخوك وفيلموس مات تاركا أبولانت لك وحدك دون الباقين!؟؟...أريد أن أعرف الآن كل شيء"

تفاجأ نيكولاس من كلامها ورمق سام بنظرة جانبية فتداركت ليزا شكوكه:

-"اطمئن...لم يخبرني أحد منهم، لكنني سحبت بعض الكلام من أبي...ستتكلم أم لا؟"
-"لا"

استنكرت من رده المباشر والصريح وتكلمت بحدة:

-"حقا؟"

وقف سام محاولا سحب ليزا...فهو يعلم وقع هذا الكلام على مزاج نيكولاس...يكره الحديث في الماضي كل الكره!...سحبت ليزا ذراعها من سام ومباشرة صرخ نيكولاس:

-"اتركها...تريدين أن تعرفي ماذا حدث في الماضي؟!..تريدين معرفة ما الذي حدث لنيكولاس فيلموس أبولانت؟!...ماذا تستفيدين؟!"

أجابت مباشرة وبثقة:

-"أعرف من هو زوجي!"

صمت نيكولاس لثواني ثم ابتسم بسخرية وأردف بضحكة:

-"زوجك؟!.."

تنهدت ليزا وشعرت ان عليها السكوت...لاحظت ان نيكولاس ينفعل جدا لهذا الموضوع، ربما عليها السكوت!
ارخت يديها ومشت عدة خطوات متوجهة للقصر...زفر سام براحة وهمس لكلارا:

-"جيد أنها انسحبت...والا لن ينام اليوم أحد!"

ما كاد ينهي جملته حتى استدار نيكولاس وركض الى ليزا...امسك يدها باحكام وسحبها معه للداخل، توجه بها بسرعة الى الدرج، صعداها ركضا...وليزا لا تفهم ماذا يريد لكنها تمشي معه بفضول ..
ضرب سام جبينه وركل الثلج بقدمه وهو يحاول توقع ما ينوي عليه نيكولاس، ابتسمت كلارا وقالت:

-"بغض النظر عن التوتر الحالي...لكن ألم تلاحظ شيء مختلف في نيك؟"

استدار سام ناحيتها وفكر قليلا...لم تسمح له كلارا بالتعمق في أفكاره واردفت:

-"اظنه يحبها!"
-"تظنين؟"

هزت رأسها بالإيجاب ففكر سام قليلا ثم نظر نحو باب القصر، حنا رأسه بعدم معرفة وجلس...

اغلق نيكولاس باب المكتبة واستدار لتتلاقا عيناه مع عينيها...لو يعلم مقدار الارتباك الداخلي التي تتركه نظراته داخل ليزا!
شابكت يديها خلف ظهرها وسألت:

-"ماذا هناك؟"

وضع يديه على كتفيها فشهقت ليزا ونسيت كيف يكون الزفير!...قال :

-"هل انت واثقة من انك تريدين معرفة ماضيّ؟"

رمشت عدة مرات وتلعثمت انفاسها وهي تجيب:

-"لا..أجل..لـ.."

لم تكمل كلامها وهي ترى عينيه تقتربان منها أكثر...بلعت ريقها وأخرجت "آه" بلهاء وأرادت الهروب من يديه بأي وسيلة فوجدت نفسها تستدير بسرعة وتمشي نحو الطاولة الكبيرة بارتباك..
تنحنحت وقالت لتغير الموضوع:

-"اشتقت لهذه المكتبة فعلا...يبدو ان الخدم أعاد كتبي مكانها، علي البحث عنها مجددا"

كانت اصابعها تنزلق على الطاولة وهي تسير وتتأمل الرفوف...توجهت نحو أحدها وهي تتلافى النظر اليه، لا تعلم ما الذي قادها الى هذا الرف...فقط تريد فعل أي شيء يهدئ دقات قلبها التي وصلت القمر...
مدت يدها نحو احدى الروايات...كان مكتوب عليها (ثم لم يبقى أحد) لأغاثا كريستي، تصنعت الاهتمام وهي تسحبها...وسرعان ما سقطت من بين يديها بجفلة عندما سمعته خلفها:

-"جريمة مغطسة بالامراض النفسية...عشرة يقتلون ويكون القاتل هو أحد الضحايا!...يطبق القانون بالقتل! .. نهاية مأساوية وجريمة مربكة"

لم تكن مركزة بكلامه بقدر ما هي مركزة بالتفكير (لقد كان هناك...كيف أصبح خلفي!) انحنت لتأخذ الكتاب...فانحنى نيكولاس والتقطه قبلها ليعيده مكانه ... اعتدلت في وقوفها وقالت بهدوء يخفي لهيب مشاعر اشتعل داخلها:

-"يبدو أنك مهتم بروايات أجاثا كريستي...هل تقرأ شيء غير الجرائم؟"

وضع يديه خلف ظهره بحركة تلقائية اصبحت عادة تلازمه لتمسكه بالطبع المخملي...أجاب وهو يمشي معها بجانب الرفوف:

-"ليس الجرائم فقط...قرأت روايات درامية وروايات تاريخية و رعب .. كل ما يخطر في بالك"

رفعت حاجبيها بعدم تصديق وقالت بانفعال:

-"حقا؟!"

استغرب ردة فعلها فأردفت بسرعة وأدب:

-"أقصد...لم أكن أتوقع هذا، ليس واضح عليك ان تحب القراءة"

ابتسم بخفوت ولم يعلق...وقفت ليزا أمام أحد الرفوف وهي تتأمل الكتب التي جذبتها ... تتحدث عن "المجتمعات السرية" فقال نيكولاس:

-"لا أنصحك بقراءتها...كلام فارغ"

هزت كتفيها بعدم اهتمام واستدارت اليه لتقول شيء لكنه فاجأها عندما ثبت يديه على الرفوف وهي بينهما مقيدة بنظراته الغريبة ... تائهة بين عضلاته وانفاسه! شعرت بقلبها يهوي للأرض...ليس لأرض المكتبة فقط، بل أسفل الصفائح التكتونبة أيضا!...همست:

-"ما بك؟!"

اتسعت ابتسامته واجاب:

-"مريض!"

قال جملته وهو يقرب وجهه أكثر منها...عادت للخلف خطوة، لكن غدرها حظها بأن تكون الرفوف ملاصقة لظهرها
طبع قبلة خفيفة لخدها وهمس بقرب اذنها:

-"تريدين أن تعرفين ماضيّ...وأنا أريد أن أنسيكِ ماضيكِ "

هل يمكننا الهروب من قلب ليزا قليلا...فهو بالكاد يطيق الجلوس مكانه!
ابتعد عنها ووقف يتأمل فقط!...احمرار وجنتيها، بريق عينيها...وعلى ما يبدو نسيت كيف يكون التنفس بالانف!
يدها على صدرها...بالتحديد عند قلبها...والاخرى تتمسك بالرفوف...
تحدق فيه بتشتت...وعندما ابتسم مستمتعا بملامحها اشاحت وجهها وأرادت الهروب من امامه قبل ان تفقد نبض قلبها!..تشعر بنبضه في خديها!
لكن قبل ان تتحرك سمعوا حركة عند الباب...اذ ان أحد الخدم حاول اظهار بعض الصوت، قبل ان يدخل بين الرفوف متجها للطاولة حتى رآهما ... انحنى باحترام وقال:

-"السيد بيتر يطلب قدومكما في الصالة الداخلية "

اومأ له نيكولاس بالإيجاب فخرج على مضض...أخذ نفسا عميقا وعاد ينظر لليزا...يكاد يجزم ان لون عينيها تغير...أو ربما صار افتح بسبب النور الساطع في المكتبه؟...هز رأسه ليزيح هذه الأفكار ثم قال :

-"هيا لنذهب اليه"

ارخت عضلاتها المتوترة قليلا وشدت على يديها لتهدئ نفسها وخرجت خلفه...
اما في الصالة الداخلية...كان الجميع مجتمعون ، قال الجد:

-"اين ليزا ونيكولاس؟"

اجابت ساندرا بهدوء:

-"ارسلت لهما احد الخدم ... رأيتهما يدخلان المكتبة"

في نفس اللحظة دخل نيكولاس ومن خلفه ليزا التي لم تتمكن من اخفاء احمرار وجنتيها...ابتسم لهما بيتر ورون ثم بدأ بيتر بالحديث:

-"ليزا...آسف حقا!..أنا أتفهم موقف والدك جيدا ولا ألومه ابدا، أراد حمايتك منا ومن ماكس على وجه الخصوص...وعندما اخبرني سام انه اتصل به طالبا منه مساعدتك...شعرت بعظم المسؤولية على كاهلي..أريد ان احميك فعلا وأبقيك بأمان...لكن الآن لا يسعنا شيء ونحن في خضم هذه المشاكل....علينا ان نحل ازمة الافلاس قبل المزاد بعد ثلاثة ايام...لهذا سأتفهم لو أردتي الابتعاد عنا، سأوفر لك سفر آمن للإمارات أو أميركا...اظنهما بعيدتان جدا عن يد ماكس...أو أي مكان تريدينه انتِ ... وسأرسل معك كلارا لتؤنسك"

كانت ليزا تستمع لحديثه بهدوء وسكون غريبين...عكس نظرات نيكولاس المتفاجأة والمترقبة لاجابتها، وعلامات الحزن على الباقين وكأنهم متأكدين من قرار ليزا بالابتعاد..
انتصبت في وقوفها أكثر واقتربت منه...وقفت امامه مباشرة وسألت سؤال ليس له علاقة بكلامه:

-"كم تحتاج الشركة لتخرج من أزمة الافلاس؟"

عقد بيتر حاجبيه باستغراب من سؤالها واجاب بتلقائية:

-"500 مليون يورو تقريبا"
-" ولماذا لم تحاولوا جمع هذا المبلغ؟"
-"فكرنا بجمع المال...لكن العائلات الثرية تترقب سقوطنا وقليل منهم من يقف بصفنا..لو جمعنا النقود لن نجني أكثر من 200 مليون مع كل مستحقاتنا من ديون...ولكن نحن بحاجة المبلغ كاملا في وقت واحد"

نظرت ليزا الى نيكولاس الذي يكمل:

-"لو سقط أي فلس في حسابات الشركة ولم ينجح في انهاضها فهو سيتبخر مع الميزانية الضائعة وكأنه لم يكن...لهذا نحتاج للمبلغ كاملا مرة واحدة لنوقف التدهور المستمر...ولكن الأمر يبدو مستحيلا ، لهذا أفكر في أن أدع خوسيه يشترك مع أحد ما ويشتري الشركة...وبعد فترة يعيدها الينا لكنني متخوف"

صمتت لعدة ثواني حتى قال بيير :

-"ليزا لا تفكري بنا الآن...عليك أن تكوني في أمان...اختاري"

التفتت ليزا اليه لترى نظرات الود منه...لمحت رون الذي يتأملها بصمت فابتسمت وقالت:

-"ستتفاجأون قليلا من اختياري...أريد الذهاب لصديقي جوهان"

استنكروا كلامها ... وقبل ان يعلق أحد ، اقتربت ليزا من نيكولاس لتقول:

-" دع خوسيه يجمع بعض المال ... 100 مليون دولار، أي شيء"

التفتت للجد واردفت:

-"أي فلس سيفيدكم...اجمعوا ما امكنكم مهما كان ضئيلا ، لا تضعوه في حساباتكم...استلموه (كاش) "

اكملت كلامها لتخرج هاتفها وتتصل بجوهان...وعندما أجاب:

-"ألو...من معي؟"
-"أنا ليزا"
-"ليزا!!...اوه يا عزيزتي انت في بريطانيا؟؟!.."

قبل ان يكمل كلامه قالت بسرعة:

-"لا وقت للكلام...تعال لقصر فيندار الآن .. سأذهب معك"

اكملت جملتها عندما صارت بقرب الباب..قطعت الاتصال واستدارت للخلف لترى نظراتهم المتناقضة نحوها...تنهدت ثم ابتسمت وقالت:

-"لا تفقدوا الأمل حتى آخر دقيقة قبل بدء المزاد"

وخرجت .. تحولت الانظار الى نيكولاس الذي يفكر في كلامها، ماذا يدور في ذهنها؟!...هل هي تتركنا أم هناك شيء آخر يدور في بالها....تنهد طاردا فكرة ان تتركم وقال بنبرة صارمة:

-"سمعتم ما قالته...اجمعوا ما أمكنكم جمعه"

وخرج من المكان بخطوات ثابتة...


~~**~~**



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-18, 06:46 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي












في اليوم التالي ... كان نيكولاس في مكتبه والأوراق منثورة حوله في كل مكان، يحاول تركيز أفكاره بجزء معين لكنه لا يستطيع!...وفوق كل هذا باله يعيد ويكرر كلام ليزا، لم يفهم ما ترمي اليه! لكنه يثق بها..وسيرى ما سيحدث في النهاية..
دخل سام وهو يحمل مجموعة أخرى من الأوراق قائلا بارهاق :

-"لم أجد شيء يفيدنا ولا حتى دليل واحد على شركة السيارات...تمنيت لو أجد شيء، سنخرج من هذه المصيبة بسهولة!"

تنهد نيكولاس ووقف ليبعد بعد الأوراق متجاهلا الجزء الذي تناثر على الأرض ليضع ملفا آخر...تأمله سام قليلا وقال بهدوء:

-"هل تظن ان ليزا تخلت عنا؟"
-"لا"

ابتسم سام بخفوت ثم جلس امامه واردف:

-"تحبها"

عقد نيكولاس حاجبيه وتوقفت حركة يديه...رفع نظره لسام وقال:

-"لا"
-"انا لا أسألك...أنا أقول لك ما لاحظته"
-"التعب أثر على ملاحظاتك"
-"انت المتعب وتصرفاتك غير مفهومة وليس أنا"
-"حسنا شكرا لملاحظتك سنحاول التعامل معها...اخرج"

رفع سام حاجبيه مع ابتسامة غريبة ووقف ليخرج لكن أوقفه نيكولاس بسرعة:

-"ماذا بشأن ساندرا...هل تعرف آخر تطورات علاقتها؟"
-"أجل...كلامها أصبح قليل جدا معه بسبب المشاكل لكن اظنها تحبه فعلا"
-"كان الجميع سيرفض هذا الارتباط...لكن اظن من الافضل لها الابتعاد عن العائلة لو ضاعت منا الشركة...عندما قابل مارك سوف اتكلم معه في هذا الموضوع"

هز سام رأسه بموافقة وخرج...


~~**~~**


في جهة أخرى ... سيارة جوهان لم تتوقف عن التحرك من مكان لمكان ونقاشاته مع ليزا لا تهدأ ، منذ بزوغ الفجر وهما منشغلان...
أوقف السيارة جانبا ليقول بهدوء:

-"أتظنين ان مايلز سيكون سعيدا بتصرفك هذا؟"

هزت كتفيها بعدم اكتراث وأجابت:

-"لا أعلم...لكنني أراه تصرف صحيح"

ابتسم لها ، منذ أن أخذها من القصر الليلة الماضية وهو يقرأ قلبها ولغة عينيها...يشعر انها كتاب مفتوح أمامه .. انه حتى لا يضطر لسؤالها عن أي شيء...
شغل السيارة ليكمل الطريق .. متحدثا:

-"لكن ذاك البيت سيكون لي أنا...لن أقبل ان تضيع ذكرياته"


~~**~~**


وقفت جيني عند آخر الشارع المؤدي لقصر فيندار...يجب عليها مقابلة ليزا الآن
مشت لدقيقة ... ليظهر امامها فجأة حارسان...قال الأول:

-"من أنت وماذا تريدين؟"

ازدردت لعابها بصعوبة وقالت:

-"علي مقابلة ليزا لأمر مهم جدا"

قال الآخر بصرامة:

-"لا يمكن هذا يا آنسة...أرجو أن تعودي من حيث أتيتي"
-"لكنه أمر مهم جدا...لا يمكن تأجيله!"
-"قلت لك لا!"

أرادت ان تتكلم لكن اسكتها اقتراب شخص ثالث ليهمس لهم بأمر ما ... جحظت اعينهم ثم أخرجوا مسدساتهم ووجهوها اليها:

-"انت من طرف أليكس..عودي والا افرغت هذا المسدس في رأسه..أخرجي من هنا حالا"

ابتعدت للخلف عدة خطوات ثم استدارت ومشت بسرعة مبتعدة عن هؤلاء العمالقة...ربما عليها انتظارهم بقرب الشركة...لا يمكنها السكوت عن تلك الورقة!


~~**~~**


في أطراف الليل...الساعة تقارب الثانية عشر ليلا...أفراد الأسره مجتمعين وسكونهم يروي حال قلوبهم الخائفة...قالت ساندرا لتكسر جدار الصمت ذاك:

-"الآن تخلت عنا ليزا التي تعبتم لانقاذها...كل شيء يتحطم"

رفع نيكولاس نظره اليها ولم يعرف ماذا يقول...فحتى هو احتار في أمرها، حاول الاتصال بها لكنها لا تجيب...أخرج تنهيدة عميقة ليقول رون:

-"لا تحكموا عليها الآن.."

ما كاد ينهي جملته حتى انفتح باب القصر ... التفتوا ليجدوا ليزا تدخل وهي تخلع معطفها الذي غطاه الثلج بعض الشيء لترميه حيث جاء ، وبنفس اللحظة دخل جوهان ...
تفاجأوا واستغربوا واستنكروا ما يحدث...اذ ان ليزا تحمل حقيبتين كبيرتين...وجوهان بيده ثلاثة حقائب أخرى...ابتسمت ليزا لهم .. لن تستغرب ردود أفعالهم، فمنظرها يوحي انها متشردة من الشوارع بسبب بلورات الثلج التي تتخلل شعرها وهذه الاكياس التي يحملونها..
مشت نحوهم وهي تقول بسعادة:

-"مساء الخير...أو صباح الخير"

بقي الجميع صامتين منتظرين أي كلام منها...مشى جوهان خلفها...ووضع الحقائب حيث وضعتها ليزا في المنتصف لتتنهد وتقول:

-"آسفه لأني خرجت هكذا ولم أتكلم عن نواياي...لكني كنت واثقة برفضكم"
-"نرفض ماذا؟"

كان هذا صوت نيكولاس...نظرت اليه وامالت رأسها بابتسامة لتمسك يد جوهان وتقول:

-"هناك شيء أخفيته عن الجميع..لا أحد يعلم به الا جوهان"

ابتسم جوهان ليقول بنبرة مرحة لعلها ترطب هذا التوتر:

-"تخيلوا ان ليزا مليونيره ؟"

جحظت أعينهم بغير تصديق وجميعهم التمسوا السخرية بكلامه ولم يأخذوه بجدية...ابتسم نيكولاس، بغض النظر عن سعادته لرؤيتها تدخل ... قال بسخرية:

-"جوهان...الوقت غير مناسب للمزاح"

تركت ليزا يد جوهان لتقترب من الحقائب...فتحت احداها لتخرج بعض رزم النقود وتضعها على الطاولة...نظرت لبيتر وقالت:

-"هذه النقود في كل الحقائب...قيمتها تقريبا 300 مليون الا بضع مئات آلاف"

قالت جملتها الأخيرة بضحكة ساخره ... وقفت لتقول بجدية:

-"الأمر الذي اخفيته عنكم...انا مليونيره فعلا...لكن لم يكن بامكاني استخدام أي شيء ثروتي بسبب ابي"

تفاوتت الانفعالات وهم في حالة عدم تصديق...بينما نيكولاس الجالس امامها تقريبا يريد أن يسمع للنهاية دون ان يقاطعها..قالت جيسيكا بقلق:

-"ليزا...اصدقيني القول، هل هذا المال شرعي أم ماذا؟"

تفاجأت ليزا من كلامها قليلا لتتنهد وتنظر الى جوهان ... قال الأخير:

-"اخو ليزا ... ورث المال عن أبيه، وبالتالي أورثه لليزا"

صدمة أخرى تحل عليهم...أغلبهم لا يعرف ان ليزا لها أخ اصلا...قال نيكولاس باستفهام:

-"لكن لم تذكري هذا من قبل!...عندما قلتي لي قصة أخيك.."

قطع كلامه فهو لم يجد كلام مناسب يقوله..لكنه واجه الانظار المصدومة من انه يعلم .. امسكت ليزا يد جوهان لتجعله يجلس ثم جلست وقالت:

-"سأخبركم بالقصة باختصار...أمي كانت متزوجة من وزير، ولو ان نيكولاس سألني من هذا الوزير لعلم بهذه الثروة...المهم ان أخي كان يعلم بمصائب فرانسيس...وعلم انه قد يسلب هذه الثروة، فقام بتمثيلية ملفقة ليظهر له انه نقل الثروة كلها لجوهان...بينما كان قد نقلها لي قبل وفاته..قبل ان يحرقه رجال أبي امام عيني..بقي هذا الأمر سرا بيني وبين جوهان...والآن احتجتها...بعت كل الأملاك اليوم...وهذا مالي بين ايديكم"

ألجمت الصدمة أفواه الجميع، تنهدت ليزا بحزن لتلك الذكريات فشعر جوهان بها واحاط كتفيها بذراعه ليشدها اليه كي يشعرها انه بجانبها، رغم ان بيير شعر بتوتر قلبها لكنه لم يمنع نفسه من السؤال:

-"حرقه؟..ولماذا يحرقه؟"

نظرت ليزا لجوهان ثم التفتت لبيير الذي وكزته جيسيكا فابتسمت بتثاقل وقالت:

-"أخي كان يجمع المعلومات ضد فرانسيس .. هناك اشياء كثيرة لا تعرفونها عن حياتي .. لا يعرفها أحد الا نيكولاس .. ربما علم جدي بيتر بطريقة ما بمعلومات صغيرة جدا...لكن أنا واثقه انني لو قلت لكم حياتي لما قبلتم بتواجدي بينكم"

التمس بيتر نبرة الحزن في صوتها وكانها تخاف من تحقق جملتها الأخيرة...وقف ليقترب منها ويجلس بجانبها، امسك يدها وهو يمسح على شعرها بعطف ليتحسس برودة خديها من البرد الذي جعلهما يحمران مع ارنبة انفها...ابتسم وقال:

-"ليزا...شئنا أو أبينا ، لقد وجدت مكانك في قلوبنا جميعنا...اصبحتِ فردا من عائلتنا يا ليزا، وانت غير مجبرة لقول شيء عن الماضي"

ظلت ليزا تحدق في عينيه لبضع ثواني ... تلتمس الود في كلامه ، نقلت نظرها للجميع الذين يوافقونه الرأي بابتساماتهم ..حتى وقع نظرها على نيكولاس، هل لي مكان في قلبك يا نيكولاس؟...كان يبادلها النظرات ، وكأنه يقرأ عينيها ويعلم ما تتكلم به، تنهد ... لتردف ليزا بابتسامة عكست لمعة دموعها:

-"شكرا ...لكن ، من حقكم ان تعرفوا من هي ليزا ومن والدها ولماذا كان مطلوب "

نظرت لجوهان فابتسم لها موافقا على كلامها ... شدت على يده لتبدأ بسرد قصتها باختصار دون الدخول بالتفاصيل...كيف تربت .. وكيف عاشت مع مايلز..وكيف عاشت من بعده...وكيف قابلت نيكولاس...وكيف قتلت والدتها...واعطهم اخيرا السبب الذي دفعها للعوده الى فرانسيس واخراج تلك التهمة...واخبرتهم انها السبب خلف انكشاف والدها بعد مايلز..
انتهت من الكلام لتقول آخر شيء ودمعة حارقة خانتها:

-"وكل هذه الأحداث في جهة...وخطف فرانسيس لي في جهة أخرى، كل شيء ارتبك داخلي...اعلم انه يحبني...لكنه لم يعرف يوما كيف يحبني...أخذ مني أغلى الناس، وآخر شيء أوجع قلبي بميتته تلك...ليته ظل (الأب الحقير) في نظري"

تحشرج صوتها في النهاية ليبتلع بيير ريقه بندم على سؤاله...وساندرا شاركتها الدموع ، وجيسيكا تضع يدها على قلبها وتحاول ايجاد كلمات مواساة..لكن أي مواساة ستفيد قلبها؟...ورون الأكثر تأثرا عليها قال:

-"ليزا اقتربي مني"

مسحت ليزا دمعتها وحاولت تمثيل القوة لبعض الوقت وتوجهت اليه، في هذه اللحظة كان بيتر يفكر بمدى تشابه قصة نيكولاس بقصتها!!...جلست على الطاولة أمامه ليقول لها:

-" عندما عدتي في الأمس ... همستي لي ( أريد أن اعتبرك أبي ) أتعلمين كم كانت فرحتي كبيرة بهذه الكلمات؟"

صمت قليلا وذاكرته تعود الى تلك الليلة التي جاءت اليه ليزا لتخبره بقصتها كامله من باب الـ"فضفضه" .. اكمل:

-"عندما أخبرتني بقصتك...عندما لم اكن قادرا على الحديث لمواساتك ، عندما قلتِ "احتاجك" شعرت برغبة شديدة للقيام والركض خلفك...لم أكن أريدك أن تخرجي، لكن الآن يمكنني الكلام...يمكنني أن اقول انني لا أريدك ان تبتعدي يا ليزا..أريدك أن تبقي تحت عيني لأطمئن بوجودك"

كان يراقب لمعة عينيها بعطف ثم نظر نحو نيكولاس ليبتسم ويهمس:

-"ثم...اظن ان نيكولاس بدأ يحبك ايضا!"

جحظت عيناها وهبت واقفة لتضع اصبعها على فمه وتهمس برجاء:

-"أرجوك لا تتكلم بهذا الأمر"

ابعدت يدها لتفكر يآخر جملته...عقدت حاجبيها وهمست بسخرية:

-"يحبني؟"

التفتت لبيتر الذي قال:

-"ليزا...من الآن لا أريدك أن تفكري في شيء غير انك (ليزا فيندار) انت فرد منا!"

في جهة أخرى كان نيكولاس يراقب بهدوء غريب..حتى ركل بيير قدمه بخفة ليهمس:

-"تحرك يا هذا!..قل شيء لها!"

عندما التفت نيك اليه وجدت نظرات ساندرا وجيسيكا تزفه أيضا مع بيير...كتم ضحكته ووقف ليقترب منها...سبحها من يدها لتستدير اليه ويحتضنها بشكل سريع ثم يقول:

-"ليزا نيكولاس فيندار..اسم جميل..أجمل من ميكاي ما رأيك؟"

كانت متفاجأة من حضنه الذي شتت كل تركيزها...قبل ان تجيب، كان كلارا وسام ينزلان من مكتب الجد حيث كانا ينظمان بعض المعلومات ... وشهدوا حضن نيكولاس وليزا ، تفاجأت كلارا لتقول بصوت مسموع:

-"ليزا؟!"

التفتت الانظار اليهم...نزلوا الدرج بسرعة ومشوا اليهم..قال سام:

-"لماذا خرجتي هكذا؟"

اردفت كلارا:

-"قلبي توقف قلقا عليكِ...لا تقولي لي انك قررتي الابتعاد عنا، مستحيل ليزا...يجب أن تبقي هنا بجانب من تحبين"

جحظت عينا ليزا من كلمتها الأخيرة..اتسعت عينا كلارا بصدمة من كلامها هي الأخرى لكنها سرعان ما ابتسمت لتكمل:

-"اقصد انظري..الجميع يحبونك فلماذا تتركينا؟"

عض نيكولاس شفته السفلى محاولا كتم ضحكته...لو تعلم ليزا انها اعترفت له بلسانها ماذا ستفعل؟...لاحظ سام حركته فابتسم وكانه فهم شيء ما .. نظر للحقائب وقال ليضيع الموضوع:

-"ما هذا؟"

ثم نظر لجوهان وقال:

-"وهذا؟!...انت هنا؟"

ضحك جوهان بخفوت ليقول:

-"لا هناك...واخيرا أجد بعض الاهتمام، ليزا سرقت كل الانظار"

التفتت ليزا له لتقول برفعة حاجب:

-"انت لست سوى واسطة لبيع الاملاك...اصمت"
-"أملاك ماذا؟"

سأل سام...فأجاب جوهان:

-"انتم لم تعرفوا بعد!...ليزا مليونيره واليوم باعت كل املاكها لتنقذ شركتكم ... كالابطال تنقذ الموقف...لكن أليس مضحكا ان تكتشفوا انها مليونيره فجأة وانتم كنتم تظنون انها لا شيء؟"

رمقته كلارا بحدة لجملته الأخيرة فبلع لسانه وصمت ... اعادت نظرها لليزا :

-"حقا ما يقول؟"
-"أجل حقا...تخيلي هذا!"

ابتسم سام وهو لا يجيد المجاملات...دخل في الموضوع مباشرة:

-"وكم المبلغ؟"
-" تقريبا 300 مليون "
-" هذا رائع...اتصل خوسيه وقال انه تمكن من توفير 100 مليون وسيرسلها غدا مع فلادمير...يبقى 100!"

وقف الجد وقال بفرحة:

-"يمكننا الآن أن نسترد ديننا وقيمته 55 مليون "

قالت جيسيكا بحماس:

-"وبنقودي سنوفي المبلغ كاملا!"

التفت اليها نيكولاس بحدة لكنها قالت بانفعال:

-"لا تنظر الي هكذا!!...كما ساعدت ليزا فأنا من حقي أن اساعد، واذا كنت مصرا فيمكنك اعادة النقود لي عندما تعود الأمور لطبيعتها!"

تنهد ليقول موجها حديثه لليزا:

-"ماذا بإمكاني أن أفعل...كانت تعلم انني سأرفض فققرت وضعي تحت الأمر الواقع"

عقد حاجبيه فجأة عندما تذكر شيء ما ليردف :

-"ماذا عن منزل مايلز في المزرعة...بعتيه أيضا؟!"

استغربت ليزا نبرته الحادة لتجيب بالإيجاب ليزجرها:

-"لماذا فعلتي هذا؟!...أليست ذكرياتك هناك؟! كيف تبيعين ..."

قاطعه جوهان:

-"لم نكن لنقبل أنا أو هي بضياع ذكرياتنا مع مايلز يا نيكولاس...ليزا باعت المنزل لي، بما انك لا تريد مالي لكنني أريد المساعدة...ها أنا أشتري ذكرياتي مع صديق عمري فأستفيد أنا وأنت وليزا ايضا!"

تفاجأ نيكولاس من هذا..فجأة شعر ان كل سوداويته التي كان يفكر تلاشت..لطالما كان يفكر ان لا أحد بجانبه وان الجميع يترصد سقوطه ما عدا جده بيتر ... لطالما شعر انه سيكون وحيدا في مواجهة مشاكله وازماته، وزع نظره بين الجميع ليستقر نظره على جوهان....حتى هو، وقف بجانبه لمجرد أن ليزا تحبني!!...أجل انا متأكد أنه فعل هذا من أجل ليزا ، لكنه كان مصرا على مساعدتي أيضا بغياب ليزا!
ابتسم ليقول :

-"هذه المرة لست انا من اخرجنا من هذه المصيبة يا جدي"

وضع بيتر يده على كتفه ليقول:

-"لكن زوجتك فعلت...هذا كافي ليجعلك في الصوره المثالية"

ابتسم بيير...لأول مرة يكون سعيدا لمدح جده لنيكولاس!


~~**~~**

بعد يومين ..
كان يجلس في الخارج يراقب هطول الثلج .. وعقله مشوش، لا يعرف من أين يبدأ بالتفكير .. لكن ما يعرفه جيدا ان عليه الانتقال لأعلى مستوى في اللعبة...وليبدأ القتل العشوائي!
قطع افكاره جلوس أليكس المتوتر امامه ويبدو عليه التردد في الكلام...قال ماكس باقتضاب:

-"ماذا تريد يا أليكس...قل بسرعة لا وقت لدي"

بلع أليكس ريقه ثم مد له الهاتف ليقرأ الخبر :
مصانع شركة فيندار تعود للعمل من جديد، والحياة تعود لها بعد أن كانت على وشك السقوط
وبيتر فيندار يقول : "لا سقوط لمجد فيندار"

جحظت عيناه بصدمة وشعر بانقباض قلبه...رمى الهاتف بكل ما اوتى من قوة ليصطدم بالجدار ويتفتت ، صرخ بحرقة وقهر:

-"كيف؟ كـــــــــــــــــــيف ؟ قلي كيف؟؟!...كانوا سيخسرون كل شيء!!!!"
-"اهدأ قليلا يا ماكس..."
-"اهــــــدأ؟؟!...اهدأ؟؟!...كي� � أهدأ؟؟!...مستحيل أن يحدث هـــذا!!..لقد درسنا الموضوع جيدا!!..حتى الشركات التي كانت متعاطفة معهم تواصلنا معهم وجعلناهم يعرضون عن المساعدة...كيف حدث هذا؟؟!...يجب أن أفهم!!"

شد أليكس على اسنانه لجيب بحقد:

-"ومن غيرها تلك الحقيرة الـ*** ليزا؟؟!...كل الأخبار تتكلم عن موقفها مع "زوجها" .. أريد أن اقتلها ، ليزا يجب أن تموت!"

قال ماكس باستغراب طغى على غضبه:

-"لكن كيف؟...لقد وضعت كل أموال فرانسيس بالحجز! لم تستلم ليزا قرشا واحدا بعد!"
-"أعلم..أعلم!!..لكن نحن الأغبياء...نحن الأغبياء!..اتذكر والد مايلز؟ كنا نظن ان ثروته نقلت لجوهان ... لكن كل هذا كان كذبه..كان كذبه!..ليزا تملك كل الثروة!"

جحظت عينا ماكس بصدمة...هذه الفتاة فاقت كل توقعاته هي وأخوها!...سيسبب لها أكبر أذى ممكن...سيجعلها تتمنى الموت!
من الشرفة كان جوناثان يسمع كلامهم...وصمت ماكس الأخير جعله يقرأ أفكاره بسهولة، بالتأكيد وضع ليزا في باله بشكل جدي الآن...تنهد وأفكاره غير مستقرة، لا يعرف أي خيارات عقله يتبع!


~~**~~**


دخلت سيارة نيكولاس الشركة لينزل وتنزل ليزا ...
اتجها معا نحو الباب الرئيسي ، فبعد هذه الحادثة اعتبر نيكولاس ليزا كـ شريك في الشركة ولها الأحقية فيها كما له هو!
التفتت ليزا على الصوت الذي يصرخ باسمها..
استغربت كثيرا عندما رأت جيني خارجا وتحاول ابعاد الحرس...قال نيكولاس بتعجب:

-"ماذا تفعل هذه هنا؟!"

هزت ليزا كتفيها بعدم معرفة وتوجهت اليها برفقة نيكولاس الذي أمر الحراس بالابتعاد...ركضت جيني الى ليزا لتمسك يديها وتقول بسرعة قبل أن يسرقها شيء من الحديث:

-"هناك شيء يجب أن تعرفوه جيدا...وجدت عقدا بين أليكس وشركة السيارات "

نظرت لنيكولاس لتكمل بارتباك:

-"اظن انها تهمكم"

تبادل نيكولاس وليزا النظرات المتعجبة ثم اشارا لها للدخول معهما...كانت تلتقط انفاسها ولا يمكنها اخفاء خوفها وارتباكها من نيكولاس...أو من اسم فيندار كله..
اخذت نفسا عميقا لترفع رأسها، في اللحظة التي استدار بها مارك منهيا حديثه مع احد موظفي الاستقبال...عقدت جيني حاجبيها باستغراب...حاول مارك التذكر أين رأى هذه الفتاة لكن ذاكرته لم تسعفه..
توقف نيكولاس وليزا مع توقف جيني وهي تتأمل مارك..وانظارهم توجهت اليه ليرتبك ثم ينحني باحترام لنيكولاس ويختفي من امامهم...
قالت ليزا:

-"جيني ما بك"

رفعت رأسها لليزا واكملت المشي معهما ليدخلوا المصعد...كانت ليزا تفكر بمارك، انها واثقة انها رأته من قبل لكن من يكون؟!...سألت جيني بصوت خافت:

-"تعرفين ذلك الشخض؟..اظنني رأيته"

انفتح المصعد ليخرج نيكولاس أولا...لتقول جيني بتوتر:

-"ليزا...انه يعمل مع أليكس!"

صعقت ليزا من جملتها هذه وهي تعود بذاكرتها للحظة التي رأته بها...أجل رأته مرة واحدة مع أليكس...أجل رأته هو!
ذاكرتها وحفظها للملامح لا يخونانها أبدا!!
نظرت الى نيكولاس لتقول :

-"عرفت من وضع المخدرات في الشاحنة!!"




~*~*~انتهى~*~*~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.