آخر 10 مشاركات
الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          24 - خياط السيدات - اليزابيث آشتون - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          [تحميل] سأخبرك سراً أفنى بدونك / للكاتبة انجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول) > قلوب خيالية قصيرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-17, 12:25 PM   #1

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 2 الْويجا...بقلم أم حمدة ..قصة قصيرة ..مكتملة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعد لي ربي أيامكم و يحل عليها البركة
اليوم سعيدة بتقديم كاتبة مميزة بيننا ذات قلم أخاذ و أفكار مميزة
منى الليلي ...أم حمدة

من منا لم يميل ولو قليلا بسره لتحدي المجهول
وخاصة لو كانت لعبة متداولة تثير حس المغامرة
أبطالنا هنا فعلوها ...لكنها معهم تجاوزت الخطوط الحمراء
لتنقلب اللعبة على ألاعب
و يبقى السؤال
ما مصيرهم ؟


غلاف أهداء من القسم



الْويجا
اعتقدوا بأنها لعبة ليتسلوا بها.
وأنها مجرد قطعة من الخشب رسمت عليها بعض الأشكال والحروف فقط لإعطاء مظهر حقيقي لها.
لكن....
ماذا لو كانت بالفعل حقيقية؟؟...
وأن تلك القطعة من الخشب تنبض بالفعل بالحياة...
وكانت تنتظر فقط الشخص المناسب .


المقدمة
المقدمة...
نعيش بعالمنا بين السماء الزرقاء، والشمس الساطعة التي تتخللها غيوم بيضاء والعصافير تحلق فوقها مغردة أجمل الألحان، وفي الليل ننظر للسماء المرصعة بذهبها الأصفر وبنجومها وقمرها المنيرة ظلمة الليل الحالكة، وعندما ننظر للأسفل نرى أرضا ثابتة نسير عليها دون الخوف من أنها ستتزعزع وتنشق لتبتلعنا آخذه إيانا إلى أعماق الجحيم، وخضرة تملأ المساحات الشاسعة، وأشجار وورود وحيوانات وإلخ من الأمور التي نراها دوما ونعيشها كل يوم، لكن ماذا لو علمنا أن هناك عالم آخر لا يجوز لأي شخص معرفته أو اختراق الحاجز الغير مرئي بيننا، ماذا لو كنا نسمع عن ظواهر غير طبيعية لمخلوقات غير حقيقية موجودة حولنا لكننا لا نراها،ومن يبحث عنها ويحاول الدخول عنوة لرؤية ما خلف الأبواب المغلقة فإنه سيلاقي ما لا يحمد عقباه، فما منع عنا وجب عليه البقاء مخفيا عن العيون، ومن تعدى ذلك الاختراق الكوني فعليه تحمل عواقب الأمور.


كتابة : أم حمدة
تصاميم : سما نور



تعليقكم و رأيكم هو وقود للكاتبة كي تستمر فلا تبخلوا





التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 16-08-17 الساعة 03:28 PM
سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-17, 03:25 PM   #2

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






أصوات متداخلة تطغى على الأجواء، الباعة ينادون لعرض بضائعهم، والناس أشكال وألوان ومن مختلف الجنسيات يسيرون بالمكان، منهم من يشتري ومنهم من يتأمل المعروضات ومنهم من يراقب ويندهش لما يراه من أشياء عجيبة غريبة بهذا السوق المكتظ بكل أنواع البضائع من مختلف البلدان.
فهذا السوق في الحي الشعبي يضم كل ما هو غريب وأحيانا متطرف وهناك ما هو التقليدي، بالمجمل كان سوق يتوافد إليه من أقطار العالم.
"أنظري ماجي هذه القلادة جميلة جدا، ما رأيك فيها؟؟"
تطلعت صديقتها للقلادة التي بين أصابعها... كانت على شكل عصفور صغير فارد جناحية كأنه يطير ويحلق، وذا ألوان جميلة جدا.
"أجل.. إنها حقا جميلة"
التفتت للخلف مناديه:
"ساندرا.. ما رأيك بهذه القلادة؟؟.. أليست رائعة؟؟"
انضمت إليهم لترى ما الذي استرعى انتباه صديقتيها هكذا، وما أن أمسكت بالقلادة حتى صرخت منبهرة:
"وااااو... رائعة"
فهتفت أدريانا قائلة وقد لمعت فكرة ببالها:
"ما رأيكم أن نشتري ثلاث قلائد لتكون تذكار لنا، ويكون كاتحاد بيننا، ونتعهد أن لا نخلعها أبدا طوال عمرنا، ما رأيكم بهذا الاقتراح؟؟"
لتهتف ماجي وساندرا معا:
"موافقتان "
اشترت كل واحدة منهن قلادة وارتدتها وتعاهدوا على عدم خلعها أبدا، وستظل ذكرى لصداقتهن المتينة.
ماجي وساندرا وأدريانا ثلاث صديقات بـ 17 من عمرهم، جميلات جدا ماجي تمتلك شعر فاحم يصل لحدود عنقها بتسريحة عصرية، ذات بشرة برونزية، وعينان كبيرتان ولونهما كلون العسل المصفى، ووجهها يشبه القلب، وأدريانا شعرها أشقر طويل، وبشرتها بيضاء مشربة بحمرة، وعينيها بلون السماء، ووجهها بيضاوي،أما ساندرا فهي تشبه الدمية بشعرها الأشقر، وعيونها الصغيرة الخضراء، وأنفها الصغير، وشفتيها الصغيرتين.
سارت الفتيات يستكشفن الباقي من السوق إلى أن وصلن لنهاية الطريق وعندما أردن العودة فقد شارفت الشمس على المغيب وعليهن العودة لمنزل ماجي فاليوم دورها للمبيت لديها، لاحظت أدريانا محل صغير عند الزاوية يكاد أن لا يرى، فأمسكت بذراع ماجي قبل أن تستدير مغادرة قائلة لها:
"أنظري هناك، يوجد محل لبيع أدوات السحر والأشياء القديمة"
التفتت الفتيات وشاهدن المحل، كان مختفيا تقريبا عن الأنظار، ذا واجهة غريبة ومخيفة بعض الشيء، لتهمس ساندرا بصوت خفيض وقد اقتربت من صديقتيها قائلة بفحيح مخيف أرسل سلسلة من الرعشات لجسديهما:
"ظلام الليل يكتسح عالم الحقيقة، وأصوات الطبول تعلن عن التعدي لما وراء الطبيعة، صوت من بعيد ينادي بأنه حان الوقت لجمع الأرواح، والرياح تعوي تعلن عن بداية النهاية..."
أنصتن لما تقوله بانتباه، وحلقت أفكارهن لرؤية ما هو مجهول، وشعور مخيف بأن هناك بالفعل من يناديهم.
ظللن بهذه الحالة من التخشب لبعض الوقت وصديقتهن تراقب كل انفعلاتهن إلى أن قهقهت بصوت عالي موقظة إياهم من خيالاتهم.
"يا إلهي!!...كان عليكم رؤية وجوهكم وأنتم تستمعون إلي، كنتما مضحكتين بالفعل"
وعادت للضحك عليهن إلى أن أثارت نقمتهن، وهتفت ماجي:
"من أين لك هذا الكلام يا سندرا؟؟"
"لقد سمعته اليوم من منجمة على احدى القنوات التلفزيونية"
"وجئت لتخيفينا بها؟؟"
لتجيبها وهي تتلاعب بشعرها الطويل:
"في الحقيقة لم أستطع المقاومة"
"هكذا إذا!!"
فاقتربن منها، وقبل أن تطلق العنان لساقيها أمسكتاها وبدأن بدغدغتها كعقاب لها على محاولتها ادخال الرعب لقلوبهن، وبعد أن انتهت فترة المرح عدن للتطلع لواجهة المحل لبعض الوقت ومن ثم تحدثت ماجي:
"هيا يا فتيات، علينا العودة للمنزل"
صرخت أدريانا رافضة طلب صديقتها بالعودة، وسارعت بالقول:
"لا... هيا ماجي،أرجوك!!.. دعينا فقط نرى ما بالداخل وبعدها نعود للمنزل"
هزت ماجي رأسها برفض وعيناها تشبثتا بالمحل كأنها بالفعل تستمع لهمس يناديها، فقالت وهي تشيح بوجهها عن هذا النداء الخفي:
"لا... علينا العودة أندي، لقد تأخر الوقت"
تأففت أدريانا وكتفت ذراعيها وعبست لرفض صديقتها طلبها، إلى أن تدخلت ساندرا بينهما:
"هيا يا فتيات، لا تفسدن يومنا هذا؟؟"
لتشير أدريان لماجي بحنق قائلة :
"هي من تفسد يومنا، كل ما أريده هو أن أرى المحل فقط من الداخل، لطالما شاهدت بالأفلام عن الساحرات والمشعوذات، وكل ما أريده هو مشاهدة الأدوات التي تستخدم بهذه الأشياء"
وأشاحت بوجهها بعيدا وقد احمر وجهها من انفلات أعصابها،فالتفتت ساندرا لماجي وبعينيها رجاء من عدم افساد يومهما، لتقول الأخرى باستلام:
"حسنا.. حسنا سندخل ثم نخرج سريعا"
صرخت أدريانا بفرح وقفزت تعانق صديقتها:
"شكرا... شكرا أنت أفضل صديقة بالعالم"
"أجل أعرف هذا، فقولي شيء لا أعرفه"
تحركت الفتيات ناحيته وقد غلبهن فضولهن لرؤية ما بالداخل، دفعن الباب ليشعرن بقشعريرة تسري بكامل جسدهن، وضربات قلبهن تزداد وتيرتها. تطلعن لبعضهن لثوان والتردد ظهر على محياهم وعيونهم نطقت بما لم تتفوه به ألسنتهم، لكن صوتها الناعم أخرجهم من حيرتهم تلك:
"مرحبا.. تفضلن بالدخول ولا تخشين شيء"
تطلعن الفتيات للفتاة الواقفة أمامهن بتعجب، كانت تماثلهن سنا، شعرها أشقر طويل، وعيناها كانتا بلون السماء الصافية تكاد تغرق بداخلهما، وأنف صغير، ترتدي جينز أزرق يصل لنصف ركبتها وبعدها يتهدل بعدة خيوط من نفس الخامة، وقميص بدي قصير أظهر معدتها المسطحة وبياض بشرتها، كن يعتقدن أن من يعمل بهذا المكان يجب أن تكون عجوز شمطاء، ذا وجه قبيح مليء بالدمامل.
حثتهم للدخول بعد أن شاهدتهن يقفن مثل الأصنام عند الباب:
"هيا لا تخفن وأدخلن فلا يوجد هنا ما يخيف"
تطلعت لما حولهاوهي تشير بذراعيها لكل شيء ثم عادت تركز عليهن وتابعت حديثها:
"ستشاهدون أشياء قديمة ومتهالكة بعض الشيء، وألعاب الخفة والسحر، وأشياء أخرى قد تعجبكم، هيا أدخلن واقتربن"
دست كفيها بجيب بنطالها وعيونها تتأمل كل واحدة من الفتيات، لتقول ماجي:
"نحن لسنا خائفات"
رفعت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وأجابتها:
"إذا... أدخلن"
تطلعن لبعضهن ومن ثم دلفن والانبهار قد تملك ملامحهن،وروائح غريبة عبقت بأنوفهن.. كانتمختلطة برائحة الغبار مع بعض الأعشاب الطبية،وأشياء أخرى لا يعرفون ما هي، وعيونهم التقطت أشكال وألوان غريبة لبعض الأدوات التي لا يعلمون ما هي وظيفتها، لتقاطعهم الفتاة:
"بالمناسبة... أنا سبرينا، وأنتن؟؟"
لتهتف أدريانا دون أن تنتبه لما تقوله فقد أخذتها الحماسة بهذا المكان:
"يعني الساحرة"
لكزتها ساندرا بخاصرتها بسرعة لتخرسها وتنبهها لما قالته، فاحمرت وجنتي أدريانا بخجل وسارعت ماجي قائلة بفكاهة:
"أرجوك اعذريها!!.. إنها مهوسة بالسحر والمشعوذين وتلك الأشياء الغير معقولة، عليك رؤية مكتبة الأفلام لديها جميعها تتحدث عن الساحرات"
فهمست أدريانا باستحياء:
"أنا... أنا أعتذر!!.. لم أقصد قول هذا"
ابتسمت الفتاة ابتسامة ساحرة، وبرقت عيناها بلمعة جذبت أنظارهن وهمست بخفوت وبصوت ناعم:
"لا عليك، فأنت لم تقولي سوى الحقيقة"
بهتت الفتيات لما أسرته لهن،وحدجنها بنظرات مندهشة، لتسألها ساندرا:
"أنت تمزحين بالتأكيد؟؟"
"لا... لما المزاح!!..فهذا معنى اسمي... سبرينا يعني الساحرة"
استرخت أعصاب الفتيات المشدودة وقهقهن لغبائهن بأنهن شككن ولو للحظات بأنها بالفعل ساحرة،لتهتف سبرينا:
"واو.. إنها قلادة جميلة تلك التي ترتدينها"
أمسكت ماجي بالسلسالوأجابتها وهي تنظر لقلادتها:
"أجل إنها جميلة، لقد اشتريناها للتو"
ثم قالت تبادلها الاعجاب:
"وأنت أيضا ترتدين قلادة جميلة جدا"
لتكمل ساندرا سائلة إياها:
"لكن لما ترتدين ثلاث قلادات من نفس الشكل؟؟"
أمسكت سبرينا القلادات الثلاث وتأملتهن بعمق، وأجابتهم بعد فترة من التأمل بها:
"أرتديهن لأنني أحببت أشكالهن"
وبعدها أخذتهم بجولة بالمحل لرؤية الأدوات وتجربتها أمامهم وأثناء تجوالهم استرعى انتباه أدريانا شيء ما فاقتربت منه بحذر فالمكان ضيق جدا، والأدوات قد وضعت بكل مكان وكل ركن وزاوية، تكاد لا ترى موضعا لقدمك، لكنها شقت طريقها ناحيته إلى أن وصلت إليه، كان لونه غريب يجمع ما بين الأصفر والبني والبرتقالي كأنه كريستال يعكس ألوان الطيف؛ لهذا لفت انعكاسه أنظارها.
ترددت لدقائق بحمله وتطلعت للخلف لترى الجميع منشغل بإحدى الألعاب السحرية التي قامت سابرينا بتفعيلها فعادت عيناها تركز لما هو أمامها،وما بين حيرة وفضول غلب التشويق على احساسها ذاك الذي يخبرها بإعادة ما تحمله بالحال لمكانه وإلا.... .
حملت اللوح بحذر ومسحت الغبار من عليه وتطلعت للكتابة الغريبة التي خطت فوقه، كانت قد صفت عليه الحروف الأبجدية وفوقها بقليل كتبت عليه لغة غريبة لم ترى مثلها من قبل فخمنت بأنها لغة الغجر أو هي مجرد حروف قام بخطها من صنع هذه اللعبة ليوهم المشتري بأنها لغة لما قبل الأزمان المنقرضة، والعجيب بالأمر أن لهذا اللوح أحجار تشبه النرد.
"ماذا تفعلين؟؟"
باغتتها سابرينا بالسؤال لتصرخ أدريانا فزعة وكاد قلبها أن يتوقففقد فاجأتها وهي كانت بعمق تواصلها مع اللوح، واهتزما كان بين يدها لتسرع بإمساكه قبل أن ينزلق من بين أصابعها، لتسارع سبرينا بالقول:
"أنا أعتذر، لم أقصد اخافتك هكذا!!"
تنفست أدريانا بعمق وحاولت أن تهدئ من قذائف قلبها الرعدية، وكفها على صدرها كأنها تحاول الامساك بقلبها قبل أن يسقط عند قدميها، وهمست:
"لا عليك، أنا فقط لم أسمعك وأنت تأتين من خلفي، لهذا أفزعني صوتك"
"أنا أعتذر مرة أخرى لإخافتك!!"
ابتسمت أدريانا وأشاحت بيدها قائلة:
"قلت لك لا بأس "
"إذا.. ما هو الشيء الذي جعلك لا تستمعين لمجيئنا خلفك؟؟"
رفعت اللوح ناحيتها لتمسك به سبرينا وناظرته للحظات حتى قالت بصوت غريب:
"الأفضل أن تعيدي اللوح لمكانه"
قطبت أدريانا حاجبيها وتساءلت:
"لماذا؟؟.. ما المشكلة بهذا اللوح؟؟"
"أنت لا تعرفين خبايا هذا اللوح، وكمية الشر الذي بداخله"
تطلعت الفتيات لبعضهن البعض بذهول ومن ثم انفجرن بالضحك وكدن أن يقعن من فرط ضحكهن.
استغربت سبرينا ردة فعلهن لما قالته وسألتهن بتعجب:
"ما المضحك بما قلته؟؟.. فأنا لم أقل شيء لتضحكن هكذا؟؟"
لتجيبها ساندرا من بين ضحكها:
"أرجوك!!.. ما قلته مضحك جدا،فيبدوا أن بقائك بهذا المكان جعلك تصدقين هذه الخرافات"
عادت للقهقهة ومن ثم قالت بصوت غليظ:
"أووووو.... الشر"
وعاد الجميع يضحك إلا سبرينا التي ظلت تناظرهن إلى أن تحركت من مكانها وعلى وجهها الجمود، فسكتت الفتيات لمعرفتهن بأنهن أغضبنها فلحقن بها يعتذرن لتقول لهن بشيء من القسوة:
"أنتن لا تعترفن بقدرات تلك الأشياء، ولا الأخطار التي تنتج باللعب بها"
اقتربت ماجي وربتت على كتفها بمهادنة:
" نحن نعتذر من سخريتنا، لكننا لم نقصد هذا صدقيني!!".
سكتت ماجي قليلا وتطلعت للوح ثم أكملت:
"وثانيا تلك الأشياء ليست حقيقية أبدا، هي مجرد لعبة صنعوها لجذب انتباهنا، كما أن الكثيرات من الفتيات والشبان استخدموها، ولم يحدث شيء"
أجابتها سابرينا بحاجبين معقودين:
"أعرف عما تتكلمين عنه، لكن هذا اللوح... مختلف عن الباقين"
لتسأل ساندرا بفضول:
"وما المختلف بهذا اللوح؟؟... فبرأي كلها متشابهة"
لتجيبها:
"إذا أنتن لم تسمعن عن القصص الدائرة حول هذا اللوح؟؟"
ناظرت الفتيات بعضهن البعض ثم أعادوا أنظارهم إليها وقالت احداهن:
"لا.. لم نسمع شيء عن هذا الموضوع، ماذا؟؟.. هل ظهرت الأشباح وجاءت تسلب الأرواح بعد اخراجها من سجنها؟؟"
وقهقهن لتلك الصورة التي اعتبرنها سخيفة لصعوبة تصديقها، فتلك الظواهر لا تحدث سوى بالتلفاز فقط وبتقنيات متطورة،لتقول سابرينا بعد أن وضعت اللوح برفق فوق الطاولة ومن ثم دارت حولها لتجلس على كرسيها واستطردت:
"إذا..أنتن لم تسمعن عن اختفاء ثلاث فتيات قبل ستة سنوات ماضية؟؟"
استرعت انتباههن وسألتها ساندرا:
"لا.. لم نسمع بهذا الخبر، وما دخل هذا اللوح السخيف باختفائهن؟؟"
حدجتها سبرينا بنظرات نارية حارقة لتخفضساندرا عينيها هربا من الرعب الذي شاهدته بداخل مقلتيها، لتجيبهم بعد فترة من الصمت التي حلت عليهن:
"حسنا.. اجلسن لأخبركن بما حل بهن، وماذا فعل هذا اللوح السخيف..."
قالت جملتها الأخيرة وهي تناظر ساندرا بشيء من الغضب.
"استمعن إلي جيدا فهذا أيضا تحذير لمن يحاول التلاعب بالظواهر الغير طبيعية، واستدعائها دون وجه حق فقط للهو والعبث بها لاعتقادهم أن الكون كله لا يسكنه سوى البشر، متناسين أن هناك مخلوقات أخرى تشاركهم المكان وأنهم أخطر مما يعتقدون"
تنفست بعمق ثم أمسكت باللوح وظلت عيناها تراقب تلك الحروف الغريبة، وهمست جاعلة الفتيات يزدرين لعابهن من الخوف وأوصالهن ترتعش من الرهبة، وشعرن بالجو حولهن يتغير ويتبدل كأن هناك من يشاركهم الاستماع للقصة أيضا:
"يقال أن هناك ثلاث فتيات بعمر الـ17 قد اشترين هذا اللوح لتجربته ولمعرفة إن كان حقيقة ما يقال عنه أم لا، واجتمعن بمنزل احدى الصديقات وجهزن كل شيء لاستدعاء الأرواح...........

"يا قوى الظلام...يا قوى الشر... إني أدعوك للوقوف بين يدي".
الغرفة مغلقة ومظلمة، الشموع منتشرة بالمكان محولة إياها لتوهج كأن الشمس تتواجد بهذا المكان الصغير، رائحة غريبة تملئ الأجواء، والسكون طغى من حولهم.
جلست امرأة على الأرض وحولها خطت دائرة بلون أبيض على شكل نجمة سداسية، وكتبت بعض الأحرف الغريبة عليها، وأمامها لوح مربع يبدوا قديما جدا مر عليه الدهر وعليه بعض الكتابات، ورسومات غير مفهومة الشكل، الشيء الوحيد الذي تعرفت عليه هي الحروف.
بدأت المرأة تتمايل إلى الأمام والخلف وتصدر همهمات غير مفهومة،
كفيها مضمومان مع بعضهما بقبضة مستحكمة وتهزهما بسرعة لتصدر من داخلهما أصوات كتلاطم الزجاج.
ازدادتهمهمتها وحركة جسدها، وكفيها يعتصران شيء ما بداخلهما وفجأة توقفت وأفرجت عما كان بداخل كفيها لتتساقط أحجار ملونه فوق اللوح الخشبي، وظلت ساكنة لبعض الوقت ومن ثم قالت بصوت عالي وهي ترفع يدها للأعلى:
"أنا أحررك من سجنك، أخرجي وكوني تحت سيطرتي".
أصوات خفيضة وصلت لمسامعها، واحساس بالألم قد ضرب صدرها، فتحت المرأة إحدى عينيها قائلة:
"لقد أفسدتم استدعائي!!"
لتضج بعدها الغرفة بالضحك بشكل هستيري على ما حدث للتو، فقالت احداهن وهي تغالب نفسها للعودة للضحك وتدعى أنجي:
"هيا مارغريت.... أنت تثيرين ضحكنا... بطريقتك السخيفة تلك"
ثم عادت تنخرط بنوبة القهقهة مع صديقتها الأخرى لتجيبها مارغريت بعبوس طفيف ظهر على ملامحها لعدم نجاح اللعبة:
"لقد شاهدت احدى الساحرات بالتلفاز تقوم بذلك وأنا قمت فقط بتقليدها"
أخفضت عيناها للأسفل لتشاهد الأحجار وقد اتخذت شكلا غريبا لم تره أثناء رميها لها، حاولت التدقيق بالرسم ورؤية إلى ماذا يرمز حتى قاطعتها جيسي والتي لم تكن أفضل حال من أنجي، فوجهها يكاد أن ينفجر من فرط احمراره:
"في الحقيقة يا ماري تستحقين لعب دور كوميدي بأحد البرامج التلفزيونية، فأنت ممثلة بارعة جدا"
ضيقت ماري جفنيها باتجاه صديقتها وقالت بغضب مفتعل:
"أتسخرين مني؟؟... سوف ألعنك الآن يا فتاة"
أشارت بسبابتها ناحيتها وصرخت:
"أنا ألعنك!!.. وأحكم عليك بالسجن للأبد بالجحيم"
قهقهت الفتيات ما أن انتهت من مشهدها فكان ردها عليهم:
"حسنا... ستندمان أنتما الاثنتين على سخريتكما مني"
فزت من جلستها من على الأرض وركضت باتجاههم وقفزت على السرير ممسكة بإحداهن وبدأت عملية الانتقام.... "الدغدغة".
ظلت الفتيات يلعبن ويمزحن ويتقاذفن بالوسائد إلى أن أوقفتهم جيسي مصدرة هسهسة واصبعها السبابة على أنفها:
"هشششششش... استمعن يا فتيات"
سكنت الفتيات بمكانهن وقالت احداهن:
"ما الأمر جيسي؟؟... هل تحاولين لعب دور الساحرة أنت أيضا وتحاولين اخافتنا؟؟".
التفتت إليهن وأعادت هسهستها:
"لا... أنصتن جيدا"
عم الهدوء الغرفة واستمعن بانتباه، ودون شعور اقتربن من بعضهن يكدن أن يجلسن فوق بعضهن، فسألت أنجي بصوت يكاد لا يسمع والرعب قد دب بأوصالها:
"إن كانت مزحة يا جيسي فتوقفي الآن، فالأمر ليس مضحكا أبدا"
لتوافقها مارغريت الرأي:
"أجل توقفي يا جيسي فالأمر ليس ممتعا البتة"
"لا... أنا لا أمزح، استمعن،هناك شخص ما بالخارج"
توجهت أنظارهن ناحية البابوحفيف خطواتتسير بتأني وتقترب من غرفتهن.
شهقت الفتيات بفزع وتراصت أجسادهن المرتعشة بأحضان بعضهن ودموعهن قد أعلنت عن نفسها دون أي تردد.
"أنا... أنا... خائـ فة!!".
صرحت أنجي بهمس والرعب قد شل جسدها كليا، ثم عادت تستطرد سائلة مارغريت:
"ماري... هل.. هل والداك... في المنزل؟؟".
لتجيبها الأخرى وقد اصطكت أسنانها من الخوف:
"لا..."
انتفضت الفتيات عندما دار مقبض الباب ببطء بدورة كاملة, وشحبت وجوههم لتضاهي الأشباح، وخفقت قلوبهم بقوة وكادت أن تحطم أقفاصها, وارتجفت أجسادهنكأن ماسا كهربائيا قد صعقهن، ودون إرادة تعانقت عيونهم في تخاطر واتجهت بآلية ناحية الأحجار لتتسع مقلتيهم داخل محاجرها والفزع قد تملكهن، وسؤال دار بخلد كل واحدة منهن:
" هل نجحوا باستدعاء قوى الشر؟؟".
توقفت قلوبهم عن عملها، وانحبس الأكسجين من رئتيهم، وانسحبت الدماء من عروقهم عندما فتح الباب وأصدر صوتا كما تلك التي يسمعونها دائما في الأفلام قبيل ظهور الشبحالمتشح بالسواد.
صراخ عم الأرجاء، وفزع اجتاحهم كطوفان هائج، وبوادر الظلام والنجوم المتراقصة تلألأت أمام أعينهم.
تحرك الشبح بسرعة كبيرةداخل الغرفة وتشبثت الفتيات ببعضهن البعض, ومازالت حبالهم الصوتية تصدر نغماتها الشاذة العالية، أما قلوبهم فقد انصهرت بجوفهم من شدة جزعهم، لحظات هي كأنها الدهر بحياتهم، دقائق والشبح يقترب منهن، وثوان هي وينتهي أمرهم للأبد، وصرخن صرختهن الأخيرة وأغمضن أعينهن بقوة وانتظرن لحظة الألم، لكن تلك اللحظات قد طالت، ولمع البرق فجأة من حيث لا يعلمون، لكنه جذب انتباههم وفتحت مارغريت عينيها تستطلع ما حدث، لترى شبحهن يقف وينظر إليهن بنظرة غريبة، وهمست بذهول:
"أمي..."
عادت تردد الاسم كأنها تحاول أن تستوعب ما نطق به لسانها:
"أمي... أمي.. أنت أمي صحيح ولست بشبح؟؟"
"بنيتي... آسفة.. لم أقصد اخافتكن!!"
فصرخت ماريبعدها باسم والدتها ثم تهاوت للخلف ساقطة على الفراش وتبعتها صديقتيها بالقيام بما فعلته.
نظرن لبعضهن ومن ثم انفجرن بالضحك بهستيرية على أفكارهم السخيفة التي أوهمتهن على حدوث أشياء لا تصير سوى بالخيال، وأجسادهن ما تزال ترتجف تحت تأثير الصدمة .
اقتربت الأم من السرير وتطلعت للفتيات، وسألتهن وهي تتطلع للغرفة:
"ماذا كنتن تفعلن؟؟"
"لا شيء أمي، كنا نلعب فقط"
تجولت عينا الأم في الغرفة وشاهدتالشموعمضاءة ومنتشرةبكل مكان, ولوح خشبي موضوع على الأرض، وفوقه كرات صغيرة ملونة، فسألتهن:
"من أين أحضرتن هذه الأشياء؟؟"
وأشارت برأسها ناحية اللوح لتجيبها ابنتها ماري:
"من السوق الشعبي، فقد كنا نتجول بالسوق ودخلن لأحد المحلات التي تبيع الأشياء العتيقة فاشترين هذا اللوح لنجربه ونرى صحة ما يقال عنه"
قاطعتها جيسي قائلة:
"في الحقيقة أخبرتنا البائعة عن قصة غريبة عن اختفاء ثلاث فتيات بنفس عمرنا، وقالت أن اللوح قد ابتلعهن، هل سمعتي بهذه القصة من قبل سيدة واطسن؟؟"
"لا... لم أسمع بها عزيزتي"
كانت مقلتيها تعانق اللوح وهي تتحدث, وتذكرت البائعة وإصرارها الشديد على تحذيرهم من مغبة ما يريدون القيام به، وممانعتها المستميتة تلك جعلت مارغريت تصر على شرائها وتجربتها،والغريب بالموضوع هو شعورها بأن البائعة كانت غير ممانعة البتة أخذنا للوح، لكن كان عليها فقط تحذيرهم وكأنها تقول أنا أخبرتكم ولم تستمعوا إلي، وعليه عليكم تحمل نتيجة قراراتكم.
قطعت ذكرياتها على حديث ماري متسائلة:
"أمي... لم تخبريني بعد ما تفعلين هنا؟؟.. اعتقدت بأنك غادرتي مع والدي للسهر بالخارج؟؟"
"أجل حبيبتي، لكن والدك قد نسي هاتفه وعدنا لأخذه، وقد جئت أخبرك بأننا لن نتأخر كثيرا، واتصلي بنا بحالة حدوث شيء ما"
اعترضت ماري قائلة:
"أمي.. ألا ترين بأنني قد كبرت وأستطيع التصرف بنفسي بحالة حدوث شيء ما!!"
"حسنا... حسنا كما تريدين، لكن للاحتياط فقط اتصلي بنا، تصبحن على خير يا فتيات، واستمتعن باحتفالكن"
"تصبحي على خير سيدة واطسن"
وقبل أن تغلق الأم الباب همست لهن بصوت خفيض:
"بالمناسبة يا فتيات... احذرن من الأشباح..."
ضحكت الأم وخرجت مغلقة الباب خلفها وبعدها بدقائق تحركت مارغريت باتجاه الشرفة وفتحتها لتطل على والديها وتلوح لهم مودعة إياهم.
ظلت تراقبهم إلى أن اختفت السيارة عن مدى بصرها وعندما همت بالدخول وإغلاق النافذة تملكها شعور غريب بأنها مراقبة،فبحثت عمن يكون يتطلع إليها،لكن لم تجد سوى الرياح تصفر.
هزت رأسها بالنفي وأزالت تلك الأوهام التي احتلت عقلها، ورفعت رأسها للأعلى لترى أن السماء بدأت تنذر بقدوم عاصفة قوية، فالغيوم قد تشابكت وتلونت بسواد قاتم، ونور القمر والنجوم قد انجلوا خلف لجة الليل.
تحركت عيناها بالأرجاء لترى السكون قد حل بالمكان، فالشارع قد خلى من السيارات، والمارة قد اختفوا تماما، والهواء صار ثقيلا محملا بروائح غريبة لم تتعرف عليها أبدا، وحيهم صار كأن لا حياة فيه.
"ماذا هناك مارغريت؟؟"
سألتها أنجي باستفهام لإطالتها البقاء بالشرفة، فهمست تجيبها وهي تدقق النظر لشيء ما قد تحرك خلف الأشجار:
"لا أعرف أنجي، لكن....."
وما هي إلا ثوان حتى سطع البرق فجأة وأنطلق الرعد يضرب طبوله بقوة معلنا عن البداية، وهبت الرياح مطفأة الشموع ومغرقة الغرفة بالظلام، لتنطلق صرخات الفزع مع تزامن انطلاق العاصفة ومن ثم عم الأرجاء الهدوء بعد أن اختفى القصف الذي زلزل أجسادهن، فقالت جيسي بعد فترة من الصمت:
"إنها العاصفةفقط"
لترد عليها أنجي:
"لكن النشرة الجوية لم تتحدث عن هبوب أي عواصف اليوم؟؟"
ضرب الرعد من جديد بشدة وعدن للصراخ ووضعوا أيديهم على أذانهم وتقوقعوا على الأرض.
عاد السكونيعم المكانوالظلام ينتشر من حولهم مخلفا خيالات ظلال وخوف بدأ يعرف طريقه لصدورهم.
"أنجي... جيسي، أين أنتما؟؟.. أنا لا أستطيع رؤيتكما؟؟"
همست مارغريت بخوف من أن تكسر حدة الصمت الذي طغى عليهم، لتجيبها جيسي بخفوت مماثل:
"نحن هنا ماري، عند السرير"
زحفت ماري نحوهن فالرعب قد تملك من جسدها ولم تستطع الوقوف على ساقيها للسير، وما أن اقتربت منهن حتى صدح رنين الهاتف كاسرا الصمت الثقيل عليهن وصرخن من جديد وأسرعن باحتضان بعضهن البعض باحثات عن الأمان الذي يشعرن به أنه بدأ ينسل من بين أصابعهن.
ظللن لفترة متشبثات ببعضهن والهاتف لم يتوقف عن الرنين إلى أن قالت احداهن بصوت مرتجف:
"إنه الهاتف "
تنهدن براحة، لكن ما تزال نبضاتهن تضرب بشدة كما حوافر الحصان.
"ماري..أجيبي إنه الهاتف، ربما يكونان والديك!!"
"أجل.. حسنا.. سـ سأجيب أنا"
تركتهم مجبرة وزحفت مرة أخرى ناحية الصوت إلى أن وصلت إليه فتوقف الرنين فجأة وعادت الغرفة تسبح بجمودها، فأخذت ماري أنفاسا عميقة مهدئة خافقها الذي آلم صدرها، وأنفاسها التي تجترحها بوجع وما كادت تلتفت عائدة لصديقتيها حتى عاد الرنين مرسلا الفزع إليهن.
اتجهت أنظارهن إلى ماري بترقب وهي ترفع سماعة الهاتفمجيبة عليه، وهمست:
"ألو....."
لتصلها أنفاس لاهثة مرتفعة مثيرة قشعريرة باردة سرت بكامل جسدها.
فأعادت الهمس وهي تزدري ريقها بصعوبة وعيناها تبحث عن صديقتيها من خلال ظلمة الليل الحالكة التي استحكمت بالغرفة.
"ألو.... من هناك؟؟"
ليجيبها نفس الصوت فأبعدت السماعة وناظرتها بصدمة، وقلبها يكاد أن يتوقف عن عمله، وما لبثت أن شعرت بأحدهم يقترب منها وما كادت تصرخ حتى سارعت بتهدئتها:
"اهدئي ماري هذه أنا أنجي"
زفرت أنفاسها بتعب والارهاق اجتاح أعصابها، لتسألها صديقتها:
"من على الهاتف؟؟.. هل هم والديك؟؟"
لم تستطع اجابتها، فما كان منها سوى أن أعطتها السماعة لتتلقفها أنجي مجيبة:
"ألو... من معي؟؟"
ليصلها فحيح أنفاس،أبعدت السماعة وتطلعت إليها بهلع ثم أعادتها بشيء من الرهبة لأذنها، لتسأل بشيء من العصبية التي لم تعد تستطيع التحكم بها:
"من هناك؟؟.. هيا أجبنا وإلا سأتصل بالشرطة؟؟"
فوصلتها الإجابة كقهقهات أثارت الرعب بداخلها، أغلقت السماعة بسرعة وناظرتها كأنها تنتظر منها أن تتحرك وتتحول، ثم رفعتها لتتطلع لماري التي لم تكن حالها بأحسن منها، شاركتهم جيسي احساسهم وظللن ينظرن لبعضهن لبعض الوقت ومن ثم وبطريقة آلية التفتن لتقع مقلتيهم على النور الوحيد الذي شع بالغرفة المظلمة، كانت الأحجار تضيئ بتوهج عجيب جعلهن يبتلعن لعابهن ويتساءلن..
"هل هي لعبة وعقولهم توهمهم بحدوث هذه الظواهر أم أنها حقيقة وأن هذا اللوح يستدعي الأرواح فعلا؟؟"
سطع البرق وهذه المرة كان يخطف الأبصار، وهبت رياح قويةأغلقت النافذة ليصرن كما العصفور الذي أسر بالقفص،وحل الصمت بعد أن انتهت نوبة الصراخ.
أوصالهن ترتجف,دقات قلوبهن تكاد تحطم سجنها، والخوف قد تملكهن تماما، والعرق قد تصبب من مساماتهن, ولم يسمع بالغرفة سوى صوت أنفاسهم المتسارعة.
"إنها فقط الرياح، هي من أغلقت النافذة"
هذا ما قالته جيسي لتطمئن نفسها،ولكن الحقيقة تخبرها عكس ما تريد أن توهم به نفسها، لتقول ماري:
"سأذهب لأشعل شمعة لتنير المكان، ثم سننتظر ريثما تعود الكهرباء للعمل، فلابد أن العاصمة قد قطعت أحد الأسلاك والآن العمال يقومون بإصلاح العطل"
ارتخت ملامحهن الخائفة والتبرير قد أقنعهن، توجهت ماري وأشعلت إحدى الشمعات ومن ثم تجمدت أطرافهاعندما التفتت وطالعها الشكل الذي أمامها،جف حلقها ولم تستطع التفوه بحرف واحد، وانزلقت الشمعة من يدها وسقطت على الأرض لتغوص الغرفة ببؤرة الظلام من جديد.
استغربت صديقتيهاما حدث وتساءلن...
"لما أسقطت الشمعة؟؟".
فتقدمتا إليها ببطء بعد أن اعتادت عيونهم على الظلام وعندما وصلن إليها شعرتا بجسدها يرتجف، وأسنانها تصطك مصدرة صوتا مزعجا، ازادت دهشتهما فنادتها جيسي:
"ما بك يا ماري؟؟.. هل أنت بخير؟؟"
لم تجبهمافتحرك رأسهما بالاتجاه الذي تنظر إليه ودوت صرختهما حادة اخترقت سمك الجدران وملأت الشارع، لكن تزامنهذا مع صوت الرعدوضاع استنجادهما أدراج الرياح التي حملته مخفية إياه بين طيات ما وراء اللامعقول.
تقدمت من مارغريت ووضعت سبابتها على فمها:
"هششششش... لا داعي للصراخ، أوبس.. أنتن لا تقدرن على الصراخ"
فقد تجمدت الفتيات وصرن كما التماثيل ولم يستطعن الصراخأو القيام بأي حركة، فقد شلت أطرافهن تماما، لكن عيونهم فقط من ما يستطعن استخدامها.
فناظرنها بصدمة وعدم تصديق لتقول:
"هل صدمتك رؤيتي هنا؟؟"
قهقهت بسعادة وهي تدور حولهن وتتأملهن بانبهار ولهفة، وهمست بفحيح عند اقترابها من مارغريت:
"شكرا لك لاستخدامك اللوح،فقد خشيت عدم استخدامك له"
سكتت وأخذت تمسح على وجنتي ماري بظاهر كفها وهمست:
"أنتن جميلات جدا، وخصوصا أنت يا مارغريت"
تركتهن بعد أن وضعتهن متقابلين على شكل مثلث واتجهت ناحية الدائرة التي رسمتها الفتيات وجلست ممسكة بالأحجار وأخذت تهمهم بكلمات غريبة بدت كالطلاسم بالنسبة لهن.
شعرن وعلمن أن هذه هي لحظاتهن الأخيرة على وجه الكون، ونظرن لبعضهن بوداع أخيرودموعهن تنهمر بغزاره،وبعدها حصل كل شيء بسرعة كبيرة.....
أمسكت سابرينا اللوح وأكملت ما بقي من سرد القصة:
"يقولون أن البحث استمر طويلا عن الفتيات الثلاث، لكن لا أثر لهن، فقد اختفين تماما عن وجه الكرة الأرضية".
خرجت الفتيات من القوقعة التي دخلنها قصرا بعد سماعهن للقصة،لتسأل ساندرا وقد غلبها فضولها:
"وأنت كيف علمتي بأن اختفائهن كان بسبب اللوح؟؟.. هل أخبرتك الأرواح بهذا؟؟".
ابتسمت سبرينا وأجابتها:
"لأنني يا عزيزتي أؤمن بوجود كائنات أخرى تعيش معنا، ويجب عدم العبث معهم وإلا سننال ما نال من بحث عنهم ألا وهو .. الموت"
سكتت الفتيات لدقائق ثم هززن رأسهن رافضات ما تحاول اقناعهن بأن هناك قوى خارقة يجب عدم اللعب معها، لتقول أدريانا:
"أنا لا أصدق كل ما قلته!!.. وتلك القصة ربما هي من نسج خيالك، في الحقيقة تستحقين وسام الخيال الواسع والمبدع لإتقانك التأليف"
ثم كتفت أدريان ذراعيها على صدرها واستطردت:
"لقد غفلت عن شيء واحد يا ذات الخيال الواسع، السبب!!... في كل قصص الرعب يوجد هدف للوحش أو الساحر أن يفعله، وأنت لم تخبرينا بعد برغبة الساحرة بإخفاء الفتيات؟؟"
رفعت سبرينا حاجبيها وسألتها بابتسامة انزوت على أطراف شفتيها:
"أتعتقدين بأنني أكذب وأنني قمت بتأليف هذه القصة؟؟".
وعندما لم تجد النفي لما قالته، تنهدت وقالت:
"حسنا سأخبرك بالسبب!!".
أخفضت صوتها ليصل كحد الهمس وتابعت:
"يقال أن هذه الساحرة تختطف الفتيات الصغيرات اللاتي يكن بعمر17 فقط لتسكن أجسادهن، ويجب أن يكن مميزات لتختارهن، ويكون هذا الجسد صالح لمدة سنتين فقط وبعدها تتركه لتسكن الجسد الآخر، وهكذا..."
استنكرت الفتيات ما قالته وسألنها:
"وبتلك الفترة، ماذا يحدث للفتاتين الباقيتين إلى أن يحين دورهن؟؟"
"تدخلهن بغيبوبة إلى أن يحين وقتهن"
لتهتف أدريان:
"هذا سخيف، وأنا لا أصدق كل ما قلته للتو!!"
رفعت سبرينا كتفيها بلا مبالاة ومن ثم اعتدلت وناظرتهم بقوة وتابعت:
"أنت لا تصدقينني صحيح؟؟..إذا فاللوح لك وبالمجان "
رفعت لها اللوح مقدمة إياه ناحيتها لتستنكر أدريانا فعلتها:
"أنت تمزحين بالتأكيد!!... فأنت لا تملكين الصلاحية لإهداء أي شخص من أدوات المحل، فصاحبه سيسأل عنه بالتأكيد!!"
هزت رأسها نافيا:
"لا تقلقي بهذا الشأن، فقط خذي اللوح وبعدها أرجعيه إلي بعد انتهائك منه"
ظلت أدريانا تحدق بها إلا أن هتفت فرحة:
"وأنا موافقة، وسأريك بأن ايمانك بتلك الأمور ما هي إلا خزعبلات وأوهام وضعه أحدهم برأسك الأشقر الجميل هذا"
مدت سبرينا كفها متلقفة كف أدريانا وهي تقول:
"وأنا موافقة على هذا الرهان"
"لكننا لم نراهن بعد؟؟"
برقت مقلتيها وأجابتها بابتسامة واسعة:
"لا عليك عزيزتي، عندما أفوز بالرهان ستعرفين بالتأكيد ما هو طلبي، وعندها لن تستطيعي رفض ما أريده أبدا"
ودعت الفتيات البائعة وانطلقن عائدات لمنزل ماجي لاستكمال سهرتهن.
"هل تعتقدن فعلا أن هذه اللعبة حقيقية؟؟"
تساءلت ساندرا وهي تضيئ الشموع التي نشروها بأرجاء الغرفة، لتجيبها أدريانا وهي متشاغله برسم النجمة ووضع الشموع حولها لتهيئ الطقوس المناسبة لاستحضار الأرواح.
"سنرى الآن إن كانت حقيقية كما تعتقد سبرينا أم العكس تماما، ويبدوا أنني أنا من سيفوز بالرهان"
سكتت قليلا وأخذت تفكر وتهمهم بكلمات لم يفهمن منها شيء، لتناديها ماجي:
"ما الذي تفكرين به يا أدريانا؟؟"
"أمممممم أفكر بما سيكون طلبي عندما أفوز"
عادوا يستكملون الشروط المتوجب فعلها لتهيئة الجو وما هي إلا لحظات حتى توقفت ماجي عن فعل ما كانت تقوم به وتساءلت بشيء من الخشية:
"ماذا لو كان ما قالته صحيحا؟؟"
توقفت صديقتيها عما كانتا تفعلانه والتفتتا إليها تنظران إليها بصدمة، فهذا الاعتقاد أبدا لم يدر بخلدهم أبدا.. ماذا لو...
ازدردن لعابهن وهن ما يزلن ينظرن لبعضهن البعض برهبة، والخوف قد تسلل لخافقهن معلنا عن حالة الاستنفار، لكن أدريانا نفت هذا الشيء بإشاحة ذراعها بالهواء، وتعود لوضع لمساتها الأخيرة قائلة:
"هذا ضرب من الجنون!!.. فمن المستحيل تصديق هذه الأمور الخيالية، ومن يصدقها يكون مجنونا ويحتاج لتدخل طبي فورا"
وقفت تتطلع للغرفة بانبهار، ثم صفقت بكفيها وتابعت:
"لقد انتهينا من تجهيز المكان، وبقي فقط الجزء الأخير"
تحركت متجهة ناحية الطاولة ورفعت اللوح بشيء من الحذر ومن ثم سارت ناحية النجمة ووضعت اللوح على الأرض وبعدها جلست بمكانها وقبل أن تبدأ قاطعتها ماجي والجزع قد تملكها تماما:
"أدريانا.. توقفي أرجوك!!"
"ما الأمر ماجي؟؟"
"ماذا لو بالفعل كان الأمر حقيقيا؟؟... ماذا سنفعل عندها؟؟.. كيف سنتصرف؟؟".
فركت كفيها ببعضهما وراقبت صديقتها بانتظار اجابتها، لكن كل ما وصلها هو:
"هذا لن يحدث ماجي، وإن حصل فاهربي بأقصى ما تستطيعين، وأنا سأقدم نفسي كقربان للأرواح الشريرة"
وقهقهت بصوت عالي جعلت ماجي وساندرا تستشيطان غضبا من عدم مبالاتها.
فعندما يحين وقت الجد تصبح الأمور مخيفة، والمجهول دائما ما يثير الرعب بالنفوس، وهن لا يعلمن ما يخبئ لهن المستقبل.
تحركت ماجي وساندرا وجلستا على السرير ممسكتين بيد بعضهما وراقبتا أدريانا وهي تقوم بالطقوس.
لحظات هي حتى رمت الأحجار من يدها لتتدحرج على اللوح وهمست:
" أنا أستدعيك أيتها الأرواح الشريرة، فاستيقظي من سباتك..."
وانتظرن النتيجة بقلوب تطرق كما السنديان، وأنفاسهم قد حبسوها خوفا من كسر تلك اللحظة الحاسمة ما بين الحقيقة والكذب، وكل ما حصلوا عليه هو اللا شيء، فقد مر الوقت ولم يحدث ما كانوا ينتظرونه.
لترفع أدريانا رأسها لصديقتيها وهتفت بانتصار:
"ألم أقل لكم بأنها مجرد كذ......"
ولم تكمل جملتها فقد بدأت الغرفة ترتج بقوة مسقطة كل ما هو موضوع بها من أثاث، وزينة، وتحف، والسماء أنارت ببرقها، وصمت أذنهن من شدة قوة الرعد، فما كان منهم سوى اطلاق لحناجرهم العنان، لكن هيهات أن يسمعهن أحد فالمقدر مكتوب، واللهو بما لا يجب اللعب فيه مرفوض، وعليك أن تستعد لتلقي مصيرك.
أظلمت الغرفة وسكن المكان فجأة كأن شيء لم يحدث للتو، وانخرست أوتارهم تماما عن اخراج صوتا واحدا، ودارت أعينهم باحثات عما كانوا ينتظرونه ويعلمن بأنه سيخرج لهن لا محال، وما هي إلا ثوان حتى سمعت ضحكات ساخرة، وبعدها هسهسة أنفاس لاهثة، وثوان هي قبل أن تستطيع أدريانا أن تفتح فاهها للاعتراض حتى وقفت أمامها، فهمست بصدمة:
"أهذا أنت!!"
لتجيبها بفحيح سلب روحها قبل أن تأخذها بالحقيقة:
"جئت لآخذ ما هو لي"
وفتحت فمها تصرخ آخر صرخاتها، لكن كان مصيرها الفناء كما أصحابها.
&&&&&&&&&&&&&&
بعد 6 سنوات.....
رن الجرس المعلق على أطراف الباب دليل قدوم أحدهم، لتتحرك بخفة ناحيته مستقبلة القادم، وما أن شاهدت زائرها حتى ابتسمت ببشاشة ورحبت بهن:
"مرحبا بكن بمتجر الأدوات العتيقة"
"مرحبا بك، هل أنت صاحبة المحل؟؟"
"لا.. أنا العاملة هنا، بماذا أخدمكن يا فتيات؟؟"
تطلعت الفتيات لبعضهن ومن بينهن كانت واحدة تنظر إليها برجاء أن لا تخيب ظنها، لتجيبها احداهن:
"في الحقيقة... أردن فقط أن نشاهد المحل، فصديقتي هانا تعشق السحر والشعوذة"
برقت عيناها بلمعة خافتة لتختفي فجأة قبل أن يلاحظها أحد، لتقول بابتسامة مشرقة:
"حقا!!.. هذا شيء رائع، بالمناسبة أنا سبرينا وأنتن؟؟"
"أنا سارة، وهذه هانا، وتلك ماجدلين، أمممممهل يمكنني أن أسألك سؤالا؟؟"
"أجل.. تفضلي"
"في الحقيقة أنا أزور هذا المكان دائما، لكن لم أرى هذا المحل هنا من قبل، هل هو محل جديد؟؟"
لتجيبها سابرينا بثغر توسد به المكر، وعيون نطقت بما لا يدركونه:
"المحل موجود منذ القدم عزيزتي دائما وأبدا، ولن يتزحزح من مكانه قيد أنملة، ومن يستطيع رؤيته يكون ذا شخصية مميزة جدا"
سكتت قليلا ثم تابعت بعدها:
"أهلا فيكن يا فتيات بالمحل، وأرجوا أن يعجبكم ما تشاهدونه،بالمناسبة..."
اقتربت منها وهمست وهي تنظر لما هو معلق بجيدها:
" انت تمتلكين قلادة جميلة جدا"
أخفضت سارة ناظريها ناحية ما تشير إليه، لتجيبها قائلة:
"آه شكرا لك، لقد اشتريناها للتو من السوق، كانت تبرق وتتلألأ، لهذا لم أستطع المقاومة فاشتريتها وصديقتي أيضا فعلتا المثل"
وتطلعت هي أيضا لما حول رقبتها مبدية اعجابها:
"وأنت أيضا قلادتك جميلة، فأنا لم أرى عصفورا بهذا الجمال من قبل، لكن لما ترتدين ثلاث قلادات من نفس الشكل؟؟" .
تحركت سابرينا من مكانها وهمست بفحيح مخيف لم يسمعه أحد:
"لأنهم حياتي،وبدونهم لا أعيش"


تم بحمد الله


سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.