آخر 10 مشاركات
وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          ثرثرة أرواح متوجعه / للمتألقه ضمني بين الأهداب ، مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كبرياء ورغبة - باربرا كارتلاند الدوائر الثلاث (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          نظرات في مقال أمطار غريبة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول) > قلوب خيالية قصيرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-17, 12:42 PM   #1

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي لعنة الأمنيات ..بقلم أم حمده ..قصة قصيرة ..مكتملة ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامكم زوارنا الأعزاء و أعضاء عائلتنا هنا

كل طفل ..بداخله أمنية يتوق لها
مرت سنوات وكبر ..و الأمنية بقت بداخله بس تغير مضمونها
يا ترى لو قدر الواحد منا يحقق أمنيته
مال ..شهرة ..جمال ..حب ..حظ
بيكون سعيد !
وهل لتكملة القصة عواقب ؟
هنا أم حمده تحكي لنا قصة شابة أمنيتها الجمال و الحب ..
طلب بسيط صح ..
بس يا ترى هل الموضوع بالبساطة هذه


غلاف أهداء من القسم



لعنة الأمنيات

الملخص
الحب.. هل هو لعنه أم هو السعادة؟؟
أحبته وتمنته حبيبا، ولكن!!.
كان عليها دفع الثمن!!










التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 15-08-17 الساعة 12:35 PM
سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-17, 11:52 AM   #2

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

صوت الرعد يصم الآذان, والبرق يعمي العيون, والأمطار تتساقط تكاد تقتلع رؤوس كل من يمر تحتها من شدة قوتها وقد غدت قطراتها كما الحجارة المسننة.
فتح أحد الباب ليصدر صريرا عاليا وانطلقت تعدو بأسرع ما تسمح لها قدميها العاريتان, وأنفاسها يسمع صداها بالأنحاء،وبين يديها تحمل ما سيبقيها على قيد الحياة.
انزلقمن يدها وكاد أن يقعبسبب اندفاعها للهرب من براثنها فأمسكته بإحكام بالقرب من أضلاعها، فتحركت قدر ما تستطيع بسبب ثقل الكتاب تبحث عن النجاة، وعن منفذ يخرجها من المصيدة التي دخلتها بإرادتها.
دلفت إلى أحد الغرفالفارغة والمظلمة وأغلقت بابها واتكأت عليه وللحظات لم تستطيع الرؤية جيدا,وصوت لهاثها وضربات قلبها يطغيان على سمعها.
صدح البرق بالسماء الغائمة بسواد حالك وأنار الغرفة ليطالعها الفراغ وأرضية يكسوها الغبار, اختفى النور لتعود الغرفة وتغرق بوحشتها كما ساكنته.
بعد فترة من الوقت تخلت عن الباب وانزوت بركن مظلم وتربعت على الأرضية الخشبية دون أن تأبه لوساختهاوالكتاب وضعته بحضنها ورفعت كفيها وكتمت فمها تمنع صوت تنفسها من الخروج، وعيونها الزائغة تتلفت بكل مكان تخشى ظهورها والنيل منها، وأذنيها تترصدان أي حركة تصدر من الخارج.
متعبة ومرهقة، والخوف يتلبسها ويمنعها من التفكير بتأني ليخرجها من الورطة التي انساقت إليها برغبتها الحرة، والعرق ينضب من جسدها بشدة كأن دلوا من الماء قد انسكب عليها، والندم هي الكلمة الوحيدة التي تصدرت صفحة عقلها.
هدأت أنفاسهاقليلا بعد أن اطمأنت من زوال الخطر،لتبعد يدها من على فمها وعانقت الكتاب لتبدأ رحلة الدموع التي انسكبت فوق أداة جريمتها بحرقة كبيرة.أرادت لومه على مصائبها، لكنها لا تستطيع، فاللوم الأول والأخير يقع على عاتقها، فالطمع أعمى بصيرتها،وجشعها طالبها بالمزيد ليقع المحظور،وتلك لن تهدأحتى تأخذ ثمن ما أخذته منها عنوةودون استئذان.
أخذت تهدئ من روعها لتفكر جيدا، فلا وقت لليأس الآن، عليها أن تصلح ما أفسدته برغباتها وتمنياتها.
مسحت شلالاتها الساقطة وفتحت الكتاب اللعين وفتشت بين صفحاته عما تنقذ به روحها، فهي الثمن الذي تريد قبضه منها!!.. وهي لن تسمح لها بسلب روحها، فما زالت صغيرة للموت، وأيضا هي لم تحقق أحلامها بعد، فمازال لديها الكثير لتفعله.
تصفحت بيدين مرتجفتان بين أوراق الكتاب القديم تبحث عما ينقذها، ولكنه استعصى عليها، فهو مليء بطلاسم لم تفهمهابالرغم من معرفتها للغة الغجر القديمة.
عادت دموع العجز تعتمل مقلتيها لتصبح كما الحاجز يمنعها من الرؤية،فأغلقت الكتاب بقوة وألم كبير يقف ببلعومها، وجملة واحدة همستها لها روحها... لن تستطيع النجاة!!.
قرع الرعد بقوة أرجفت أوصالها، كأنه يلعنها على فعلتها الشنعاء بالكتاب، فقذفته من يدها ليسقط على أرضية الغرفة وعاد الرعد يزلزل المنزل بشدة على ما جنته يديها بفعلتها الرعناء، فصرخت ببكاء حار وكفيها على أذنيها تحميهما من طبوله الزاعقة بها:
" أنا أعتذر!!.. أرجوك يكفي!!.
سكن المكان من حولها فجأة كأنه لم يكن هنا للتو نداء للحرب، وأصبح الهواء ثقيلا عصيا محملا بشحنات حاقدة كارهه ذات رائحة نتنة، وكادت أن تجزم لو سقطت ابرة هنا لسمع صوت دبيبها.
أسدلت أجفانها وانهمرت دموعها حافرة واديا على خديها، ورفعت كفيها وغطت وجههاوانتحبت بصمت غباءها وحماقتها بتمنيها لتلك الأمنية, وتساءلت.. هل ما حلمت به صعب تحقيقه؟؟.. كل ما أرادته هو الحب فقط وليس سواه.
وبلحظة غفلتها برثاء النفس رعدت السماء وأنارها البرق، وهبت رياح عنيفةفتحت النافذة بقوة وأردتها على الجدار ليتحطم زجاجها فأطلق صرخة فزع وسارعت بوضع كفيها على أذنيها, ثوانهي فقط حتى هدأت العاصفة وعاد الظلام يكسو المكان, وما كادت تلتقط أنفاسهاالهادرة وتفتح عينيها حتى تجمدت وسكنت واقشعر لها بدنها... لقد وجدتها!!.. وهي الآن عند أقدامها وتتحرك بجانبها،فهي تشعر بها تتلمس ساقيها، وقريبا ستصل لرأسها، فأغلقت عينيها باستسلام تنتظر نهايتها الحتمية.
طال الوقت وطال انتظارها ولم يحدث شيء!!...فأفرجت عن جفنيهاتستطلع الأمر لتتفاجأ بعيون رمادية منقطة بخطوط حمراء تراقبها، فبرقت السماء وأنارت الغرفة فارتفع الفزع بعينيهاحتى كادت مقلتيها أن تخرج من محجرها عندما قفزت فوقها بعيونها المخيفة، فضمت جسدها بذراعيها وأطلقت صرخة أخرى دوت بالخلاء وانتظرت الألم الذي سيسري من انتقامها الشديد الذي توعدته لها.
صارعتها وحاولت إبعادها كي تحاول الهرب من جديد، ولكن فجأة وكأن الزمن قد توقف لتتوقف هي أيضا عن الدفاع لإنقاذ روحها،وأصغت جيدا وتلمست ما بين يديها.....
فسمعت صوتا ينده من هذا الجسم ليس بغريب عليها، وقبل أن ينزوي النور ركزت بمهاجمها وشاهدت ما أخافها " قطة " لقد كانت " قطة صغيرة، ذات فراء أسود كثيف، فأطلقت أنفاسها المحبوسة, وتنشقت الهواء بعمق لتعيد لقلبها هدوءه, وأمسكت بالهرة وحادثتها بأوتار قد فقدت نغماته:
" لقد أرعبتني وكدت أن تقتلينني يا صغيرة!!"
فتابعت حديثها متسائلة:
"ماذا تفعل قطة جميلة بهذا المكان المخيف؟؟"
تغيرت نظراتها للحنان وعادت ماريا القديمة بطيبتها وحبها للحيوانات.
داعبت القطة ومسحت على شعرها وطالعت عينيها الغريبتان وللحظات توهمت رؤية ابتسامة على فمها.
رمشت عدة مرات تزيح الغشاوة أو الأوهام التي أصابتها بسبب ما يحدث لها، لكن ما زالت الابتسامة لم تفارقها.
هزت رأسها تنفض الخيالات التي جمحت برأسها ونظرت بتركيز للقطة التي بين يديها فرفعت الأخرى رماديتيها واتسعت ابتسامتها لرؤية التشتت والضياع بعينيها و...
" أجل يا فتاة، ما ترينه صحيح"
صرخت ماريا وقذفتها من يدها وانقلبت الهرة في الهواء بحركة بهلوانية رائعة ثم حطت على قوائمها برشاقة, وبصوت غريب بدأتتموء كعواء الذئاب أصم أذنيها فأطبقت بكفيها تحميهما من الصوت العالي ثم تنبهت من أنها تناديها... تنادي سيدتها، فسمعت هرولة أقدام على الأرض المكسوة بالخشب ترتقي السلالم بسرعة وتتجه ناحيتها، فنهضت ماريا كالصاروخ وحملت القطة ودون أي رحمه اتجهت بها للنافذة ورمتها وأغلقتها بإحكام، فتحركت ماريا بجنون ودارت حول نفسها تشد على شعرها برعب، فالوقت يداهمها وعليها أن تتحرك لتنقذ حياتها, فوقعت أنظارها على الكتاب الملعون واتجهت إليه مسلوبة الإرادة وتذكرت سبب شقائها..
هو "كتاب الأمنيات".
لم تعتقد أبدا أنه سيحققها وسيجعلها كما أرادت دائما، "جميلة ومحبوبة من الجميع ".
ناظرت نفسها من خلال الزجاج العاكس المبعثر على الأرض من النافذة المكسورة فطالعتها.. فتاة قبيحة المنظر بشعرها الأشقر الباهت والأشعث،وعيونها الخضراء المغطاة بنظارة طبية كبيرة وقبيحة، وبجسد أقل ما يقال عنه جسد صبي.
دائما ما كانت أضحوكة المدرسة،وكم كرهت الذهاب إليها بسبب سخريتهم لها، ولكن خالتها رفضت تركها للدراسة لشيء سخيف كهذا، وأخبرتها بأنها ما تزال صغيرة وأنها عندما تكبر سيتغير جسدها, لكن هي لم تستطع الانتظار طويلا فماثيو لن ينتظرها إلى أن تغدوا فتاة جميلة، هي تحبه، بل تعشقه وهو بالمقابل لا يعرفها، بل أحيانا يسخر منها مع أصدقائه، لهذا تريد أن تصبحفاتنة لكي يراها ويحبها.
كانت أن خرجت من المنزل بأحد الأيام متجه للمدرسة ساهمةحزينة ومتألمة لحالها ولم تنتبه إلى أين تقودها قدميها, فأفكارها قد ضاقت بها السبل بكيف السبيل للتغير، ولم تشعر بابتعادها وتوغلهاعميقا في الغابة, فمنزل خالتها يقع على أطراف الغابة بعيدعن القرية ولا بد من أنها أخطأت بتقاطع الطريق.
تنهدت بضيق عندما تنبهت لمكان تواجدها فالتفت تتراجع وعندها شاهدت منزلا متواريا يكاد لا يتضح مشكله بسبب الأشجار الكثيفة التي تحيط به، والحشائش التي تغطيه تماما.
فاقتربت منه يملأها الفضول، فهي لمتعلم بأن أحدهم قد يقطن بهذا المكان الموحش.
سارت على أطراف أصابعها ناحيته، ورأسها يتحرك بكل اتجاه تترقب ظهور أحدهم.
وجدت نافذة، فتقدمت وأخذتتتلصص منها وشاهدتعبرها امرأة عجوز، ولم تتوضح معالمها بسبب الأوساخ العالقة بالنافذة، فأخذت تمسحها بكم قميصها الصوفي الطويل وهنا استطاعت أن ترهاوهي تحمل بيدها كتاب كبير الحجم وبيدها الأخرى ترسم على الأرض،والشموع منتشرة من حولها بكثرةومن ثم توسدت ما رسمته وبدأ تهمهم بشيء ما لتخرج غيمة سوداء من حيث لا تدري، ولفتها لتختفي بداخلها وبلمح البصر انقشعت السحب لتختفي العجوز وتحل محلهاامرأة جميلة تخلب الألباب.
وقفت مصدومة ومذهولة وبعيون غير مصدقة, وقلبها يطرب سعادة،فقد
وجدت الحل لمعضلتها.
انتظرت المرأة العجوز أو الشابة الخروج ثم دخلت متسللة وأغلقت الباب خلفها واتجهت إلى حيث كانت ووجدت الكتاب مفتوحاعلى مصرعيه ورسمةتبدوا كنجمة خماسية محاطة بدائرة.
أمسكت الكتاب برهبة وقرأت عنوانه (( كتاب الأمنيات ))، فصرخت وهللت بسعادة:
"هذا ما أريده"
عادت للصراخ واحتضنت الكتاب وقبلته بقوة ثم وضعته على الأرض وفعلت مثلما فعلت العجوز وبدأت تقرأ الكلمات بسهولة لإلمامها بها فقد شغفها حبها الشديد لمطالعةوتعلم كل ما هو عجيب وغريب.
نامت على الدائرة وبدأت بالقراءة بصوت مسموع والشموع حولها تتوهج مع كل حرف تنطقه، فتشكلت في الغرفة غيمة سوداء ما أن بدأت بترديد الكلمات،وانتشر الضباب، وبالنهاية قالت أمنيتها :
" أتمنى أن أصبح جميلة وأن يحبني الجميع وخصوصا ماثيو"
فتردد صدى أمنيتها بالغرفة ليتسلل الرعب لخافقهاما أن بدأ جسدها يرتجف وينتفض بقوة حتى ملئ صراخها بالأرجاء.
انكمش جلدها وتمزق،وتلوت من شدة الألم فأخذتتتدحرجعلى الأرض لعلها تستطيع إيقاف ما يحدث لها، ولكن دون جدوى!!.
لفتها الغيمة السوداء لثواني ثم عم المكان السكون وانقشع الضباب واستكانت على الأرض تحاول التنفس, ودقات قلبها تطرق مثل الطبول العملاقة.
رفعت يدها ووضعتها على صدرها تحاول تهدئة خافقهافعقدت حاجبيها، فعادت تحرك كفها على صدرها مرة أخرى بذهول لترفع رأسها للأعلى بقوة واتسعت عيناها دهشة لما تراه...لقد أصبح لديها صدر بارز!!... إذا...
رفعت يدها إلى وجهها بتمني ثم تلفتت تبحث عن مرآة لتنهض بسرعة كبيرة لرؤية ما طال انتظاره، فأصابها الدوار ما أن وقفت على ساقيها وكادت أن تقع، لكن من شدة لهفتها لم تهتم لسقوطها.
وقفت أمامها تطالع نفسهاأو الهيأة التي تتجسد أمامها، وماهي إلا ثوان حتى قفزت بحبوروأخذت تدور حول نفسها ببهجة بالغة، وقفت مرة أخرى أمام المرآة تتأمل ما ينعكس لها فهي إلا الآن لا تصدق ما تراه عينيها...شعرها الأشقر الباهت أصبح طويلا وبراقا، عيونها الخضراء تشع ولم تعد تحتاج لنظارتها، والنمش اختفى وحل بدله بشرة ناعمة الملمس، وشفتيها أصبحتا ممتلئتين وتلونت بلون الدم، وجسدها امتلئ بالأماكن المناسبة، لقد أصبحت امرأة غاية بالروعة.
تلمست جسدها الجميل ببهجة، والابتسامة لم تغادر شفتيها، وغادرت منزل العجوز بعد أن أعادت كل شيء إلى مكانه وانطلقت إلى المدرسة لترى ماثيو.
تتذكر أنها عاشت في ذلك اليوم كما لم تعش من قبل, أُبهر بها الجميع وخصوصا الفتيان، وتوافد الجميع يطلبون ودها، وهي لم ترى سواه، فتقدمت إليه وقلبها يهفو بحبه, ليقترب منها ويمسك يدها ويقبلها بعاطفة مشبوبة وعيونه تعلقت بهذه الفاتنة كما تمنت وحلمت دائما.
جالت المدرسة متأبطة ذراعية يتباهى بجمالها أمام الجميع, تتذكر ملمس شفتيه على شفتيها وتلقيها قبلتها الأولى بعد أن انزوى بها خلف المدرسة بذلك الممر المسمى بشارع الحب، أمنيتها بمشاهدة المكان قد تحققت،ومشاعر تمنت تجربتها ها هي تختبرها الآن، وعاشت معها قصة سندريلا مع الأمير إلى أن حان وقت المغادرة وعلى أمل اللقاء في اليوم التالي.
عادت للمنزل كلص هارب يخشى أن يمسك به متلبسا، فهي لم ترد أن يعرف أحد من هي، ورفضت طلب ماثيو بإيصالها وتحججت بخوف من والديها أن يشاهدوها مع رجل.
دخلت لغرفتها دون أن تراها خالتها وأقفلت الباب خلفها واتجهت لمرآتها تتأمل شكلها الجديد وكانت السعادة تطفر من محياها، وهكذا مر عليها أجمل يومين قضتهما بحياتها تعيش قصة حبها، وركنت كل ما كانت تكدح من أجله للمستقبل،وأهملت دراستها وتهربت من المدرسة، إلخ.... إلى أن حلت الكارثة!!.
استيقظت من نومها وفتحت عينيها، ولكن كانت الرؤية ضبابية, فدعكت جفنيها ورفرفت برموشها تبعد النعاس، وللعجب لم تبتعد الغشاوة.
نهضت فزعة ترتطم بكل ما يقابلها إلى أن وصلت للمرآة فحاولت أن ترى شكلها كما العادة، فهي تجلس بالساعات تنظر لوجهها وجسدها بإعجاب، وما كانت تكرهه في الفتيات الجميلات أصبحت هي واحدة منهن.
مسحت المرآة بيد مرتجفة ولم يفلح الأمر، وبقلب راجف فتحت الدرج وأخرجت ما ظنت أنها تخلصت منه إلى الأبد،وتأملتها برعب ورفعتها للأعلى بيدين مرتعشتين ووضعتها بمكانها لتنده منها صرخة فزعة مما شاهدته... لقد عادت ماريا القبيحة
فتحت عينيها المنتفختين من ذكرياتها وقد سال كحلها على خدودها وحَول عيونها كدب الباندا، وشعرها المشعث الرطب منتشر حولها بشكل مخيف، وملابسها متسعة ووسخة.
لقد عادت إلى هذا المنزل على أمل الرجوع لشكلها الجميل, فتسللت للداخل وبحثت بكل ركن عن الكتاب إلى أن وجدته وجلست على الأرض ورسمت النجمة وأشعلت الشموع وكان كل شيء مثالي ولم يبقى غير أن تردد الكلمات، لكن غاب عن ذهنها.... صاحبة المنزل التي فاجأتها بصوتها الحاد والغليظ:
"ماذا تفعلين بمنزلي أيتها اللصة؟؟.
شلتها المفاجأة ولم تجبها، وتابعت العجوز:
" أنت من دخل لمنزلي بالسابق.. أليس كذلك؟؟"
وتابعت عندما لم تجد اجابة لسؤالها:
"كنت متأكدة من عودتك، وسوف تدفعين ثمن سرقتك لي"
ظلت متجمدة جاحظة العينين من منظر العجوز عن قرب بشكلها القبيح، والنتوء الظاهرة بوجهها، وأنفها المعكوفوالكبير، وفمها الذي خلا من أسنانه ما عدى سن واحد تعلق بلثتها السوداء.
فتحت فمها تبغي الكلام ثم أغلقته فالكلمات قد هربت من رؤيتها لمنظرها البشع.
احتضنت الكتاب وتراجعت للخلف عندما تقدمت العجوز خطوة ناحيتها، لتطلقالساحرة ضحكة عالية رنت بالمكان، وبإشارة من يدها أغلقت الأبواب والنوافذ, ودوى صوت الرعد وصدح البرق ينير السماء الحالكة السواد،
ثم هسهست قائلة وهي تتقدم:
"لقد جئت بالموعد المناسب، كنت أحتاج لقربان لأعود شابة وهذه المرة للأبد، ولكن لم أجد الشخص المناسب لـ...."
وانفرج فمها بابتسامة مخيفة وهي تنظر إليها من رأسها لأخمص قدميها، وهمست بفحيح:
" أجل.. أنت الشخص المناسب، لن يفتقدك أحد بالمرة"
لتطلق ضحكتها الرنانة وتردد صداها بكل الأرجاءلتخترق عقلها الجامد مخبرة إياها بأنه حان وقت الفرار، وبالفعل... فقد أطلقت ساقيها للرياح تبحث عن مخرج للمأزق الذي وقعت فيه.
بحثت بكل صفحة عما تنقذ بها حياتها إلى أن وجدت ما يساعدها
" العودة بالزمن "، لتطلق صرخة تهليل:
" نعم.. هذا ما أريده ولا يهم الباقي "
توجهت أنظارها لناحية الباب لترى ظلها يسبح من خلال تشققات الباب فلاذت بالصمت وكتمت أنفاسها كي لا تسمعها وتمر بسلام لتستطيع البدء بإلقاء السحر, وبهمة بحثت بكل ركن وزاوية لعلها تجد مطلبها ولحسن حظها وجدت ثلاث شمعات تفي بالغرض.
تربعت على الأرض ورسمت النجمة الخماسية والدائرة من الغبار المنتشر كما هو مكتوب بالكتاب وبقي عليها أن تضع قطرات من دمها.
فبحثت عيناها عما يساعدها لجرح يدها وشاهدت زجاج النافذة المكسور، حملت قطعة الزجاج وترددت للحظات فالتفتت بسرعة للباب عندما تعالت الطرقات تحاول فتحه فيبدوا أنها قد وجدتها، وصوتها المهدد يصل إليها ويحثها على عدم التلكؤ.
" افتحي الباب أيتها الخبيثة"
وبعزم على النجاة جرحت باطن كفها لتسيل دمائها على المخطوطة ليدوي الرعد بقوة مخيفة، وتجمعت الغيوم، وتحالف الظلام، وتعالت الأصوات بالخارج، وبقلب يرتجف خوفا ويد خارت قواها حملت الكتاب وفتحت فمها ونطقت بطلاسمه تفك بها أسرها.
صرخاتها الحادة تصل لمسامعها، والرياح العاصفة تهب من النافذة وكادت أن تطفئ الشموع, جلست بوسط الدائرة ورددت بصوت عالي وتعالت الأصوات الغاضبة والمنذرة بعقاب قاسي لمن تعدى بالقوانين.
تشكلت السحب فوقها لتزداد مع ترديدها للكلمات ففتح الباب فجأة وطلت العجوز من خلفه وقد تحول وجهها لأبشع وجه رأته بحياتها.
فما كان من ماريا سوى أن تتم الجملة وينتهي الأمر:
" أتمنى أن..."
ومع دخولها ومشاهدتها لقربانها وهو يحاول الفرار من بين أصابعها حتى سارعتبإلقاء السحر من يدها تمنعها من إكمال جملتها، فكانت الأسرع فقدقاطعتها بتكميم فمها،لتتوسع عيني ماريا بصدمة وهي ترى العجوز قد نجحت بمسعاها، فحاولت الهرب، لكنهاعادت تحكم القبض عليها وهي ترميها بقيود وهمية حول جسدها تمنعها الحراك.
وبفيح أفعى سامة همست:
" أيتها الملعونة، ستدفعين الثمن غاليا من روحك!!"
لتضحك بعدها بصوت جلجل الغرفة, لتصرخ ماريا بصوت مكتوم آخر صرخة لها قبل أن تودع روحها للأبد.
" لا..."
لتستيقظ من نومها صارخة فزعة وهي تردد:
" لا أريد!!.. أرجوك لا!!..."
وذراعيها تحاربان أطيافها, لتدخل خالتها وتضيء الغرفة وتقترب من ابنة شقيقتها تخرجها من كابوسها المريع.
أمسكت بكتفيها وهزتها لتقاومها ماريا بشدة وتحاول إبعادها وهي ما تزال تصرخ بخوف:
"لا... دعيني أذهب"
"ماريا... استيقظي، هذا أنا خالتك"
وعندما لم تستجب لها صرخت باسمها:
" ماريا...."
لتفتح عينيها والرعب قد تملكهما تماما,وصدرها يتحرك بسرعة تنفسها, تلفتت حولها بهلعتبحث عنها لتتنهد بعدها براحة, لقد كانت تحلم، كان كابوس مخيفا،فتراجعت للخلف وسندت رأسها على وسادتها ودقات قلبها تعود لوتيرتها الصحيحة.
مسحت العرق من وجهها وعينا خالتها تراقبانها بدقة ثم سألتها:
" هل أنت بخيرعزيزتي؟؟"
" أنا بخير خالتي، أنا بخير، لقد عشت كابوسا مرعبا"
" أجل حبيبتي يبدوا هذا من وجهك"
حملت كأس الماء وقدمته لابنة شقيقتها وهي تأمرها:
" اشربي الماء حبيبتي وبعدها عودي للنوم، فغدا يوم دراسي"
نهضت الخالة واتجهت خارجة وهي تقول:
" تصبحين على خير عزيزتي وأحلاما سعيدة هذه المرة"
خرجت وأغلقت الباب خلفها لتزفر ماريا براحة من أنه فقط مجرد حلم، ولكنها شعرت بأنه حقيقة وليس بخيال, وكأنه واقع تجسد بعالمها.
أغمضت عينيها وغطت بنوم عميق دون كوابيس.
حل صباح اليوم التالي ونهضت بسعادة من أنها ماتزال على قيد الحياة وهذا هو المهم.
ارتدت ملابسها الفضفاضة ونظارتها الطبية وحملت كتبها واتجهت للمدرسة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وقناعة ترسخت بداخلها من أن الجمال نقمة وهي لا تريده أبدا، فقد ارتضت بشكلها كما هو، وهي لم تكن تقدر النعمة التي كانت تعيش فيها.
أخذت توزع ابتسامتها على هذا وذاك، وتلوح لامرأة مسنة، وتطلعت لمدرستها بحب، فكل ما تريده الآن هو أن تضع دراستها نصب عينيها وتترك أمور الحب عندما يحين وقته.
وفجأة...وقبل أن تدخل من بوابة المدرسة اهتزت الأرض تحت قدميها وانشقت ليصلها فحيح صوتها ورائحة فمها الكريهة وشكلها القبيح يظهر من الحفرة:
"لقد حان وقت سداد دينك يا فتاة"
هزت ماريا رأسها تنفي ما تسمعه وتراه، وهي تردد وتتراجع للخلف:
" لا... لقد كان مجرد حلم، هو حلم وليس حقيقة"
لكن ضحكتها المخيفة والمقيتة جسدت الحقيقة المرة، بأنها قد عاصرت كل تلك الأحداث.
مدت العجوز يدها وأمسكت بيد ماريا المرتعشة بين كفيها وقلبتها لتريها علامة جرحها تؤكد لها حقيقة ما جرى.
لتصرخ ماريا وهي تحاول سحب كفها:
" لا.. لا أرجوك!!..أنا.. أنا.. أعتذر!!"
قالتها برعب وخوف سيطر عليها بالكامل وهي تنظر للحفرة الثائرة والمتوهجة بنيران حارقة، وأصوات الأرواح الميتة تناديها لتنظم إليهم, ولم تمهلها العجوز الوقت الكافيلتحاول الفرار منها كما السابق فقد سحبتها للأسفل وابتلعتهماالحفرة واختفتا.

تم بحمد الله



سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 11:28 PM   #3

لولو دودي

? العضوٌ??? » 406550
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 40
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » لولو دودي is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
افتراضي

قصة رائعة وأسلوب واعد اتمني لك التوفيق

لولو دودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 06:05 PM   #4

kawthar waleed

? العضوٌ??? » 462907
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » kawthar waleed is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لمجهودكم الرائع

kawthar waleed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.