آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-16, 12:58 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ذكـريـات زجـاجـيه..!! / للكاتبة اميرة زمان ^^ فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
ذكـريـات زجـاجـيه..!!
للكاتبة اميرة زمان ^^



قراءة ممتعة للجميع.....


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 25-02-17 الساعة 05:45 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:28 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t369915.html


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
.
.
ما قدرت اقدر استطيع انتظر اكثر خخخخ...
.
.
بدي استغل الوقت قبل الدوام ....
.
.
احم...
.
.
بعد ان اكتملت روايتي الاولى:



والتي كانت روايه بوليسيه ....

سأبدأ بطرح روايتي الثانيه:

ذكريات زجاجيه...!!


هذه الروايه حياتيه رومانسيه...هي تلك الروايه التي تعيش معها لحظة بلحظه...تلك الروايه التي تجعلك تبكي وتبتسم في آن معا....تضحك وتقفز حماسا!!....

وفيها سأتعمق بالمشاعر...سأجعلكم تتخيلون نفسكم مكان الابطال...
سأجعل قلوبكم تخفق بعنف في كل موضع!....


الشكر الخاص لـ:


بحر الندى

للتصميم الجميل ^^




اريد دعمكم لي...

واشتقت اليكم^^...



التعديل الأخير تم بواسطة Topaz. ; 08-03-17 الساعة 01:28 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:28 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




نبدأ بالبارت الاول وهو عباره عن تعريف بوضع الرواية وابطالها...









في احدى الطائرات التي تسبح بين الغيوم هاربة من اواخر اشعة الشمس المتسلله فيها...
تطل من النافذه طفلة جميله تنظر بعينيها البريئتين نحو السماء الورديه..تتمتع بمنظر خيوط الشمس الذهبيه التي توحي للمرء بالدفء رغم برودة الطقس.
"امي...المنظر جميل من هنا ويريح العين."
"اجل انه كذلك"
"امي,متى سنصل؟"
"قريبا مايا"
"امي...هل سنبقى هناك؟"
"بإذن الله يا ابنتي..."
"امي...لماذا السماء ورديه؟"
"لأنه الغروب.."
"امي....
وقبل ان تكمل مايا كلامها قالت الام بإقتضاب:
"مايا...ارجوكِ ازعجي شخص آخر , انا متعبه واحتاج الى الراحه...ارجوكِ"
غضبت مايا ومدت قدميها المثنيتين على الكرسي الى الامام ثم تكتفت وقطبت حاجبيها وانثنت شفاهها للأسفل...قال والدها:
"مايا..هل اكتملت قصتك؟...لانني اود قراءتها..."
نظرت اليه ووجهها يملؤه السرور ثم قالت:
"اجل اكملتها..."
ابتسم السيد حسام وقال:
"هاتيها اذاً يا عزيزتي"
استدارت بحركات طفوليه الى الخلف ثم قالت لأختها اسيل:
"هلّا ناولتني حقيبتي الصغيره؟"
ابتسمت اسيل وقالت:
"بالطبع صغيرتي...انتظري قليلا"
اخذت اسيل الحقيبة من رفّ الحقائب فوقها واعطتها لمايا .....
......
مايا ذات الثمان سنين مرحة جدا وتحب الكتابه...
اما اختها اسيل ذات الاربعة عشر عام...هي فتاة مهذبة وهادئة بتصرفاتها...
......
السيد حسام رجل اعمال ضخم...قام ببناء شركة في بلد اجنبي بعد تعب سنين وبدأت هذه الشركه تزدهر يوما بعد يوم حتى اصبحت من انجح الشركات وقضى حسام نصف عمره مغتربا ينميها....
صحيح انه بنى الشركة في بلد اجنبي لكنه يحول كل انجازاتها الى وطنه الاصل....وفي احدى المؤتمرات الصحفيه التي اقيمت من اجله التقى بأسماء فأعجبته وتزوجها فيما بعد....




xxxx*




كنت متشوقة جدا للقاء ابناء خالي نبيل (لؤي ومنار)....احب ان العب معهما كثيرا...ولا انسى ابنة خالتي نهى (نسرين)...هي في مثل عمري ,لطيفة جدا واحبها....اذكر ان خالتي لديها ولدين ايضا اكبر مني...لكنني نادرا ما اراهما...اسمهما ( ريان ورائد)....
.....
نحن لم نلتقي بالعائله منذ ستة شهور!...بسبب تواجدنا في بلد غير بلدهم...لذا فلا نزورهم الا كل اربعة او ستة اشهر لكن الآن سنستقر في الوطن......
وصلنا في ساعة متأخرة من الليل فاستأجرنا في احد الفنادق للنوم لمدة ليله....
xxxx*
استيقظنا في اليوم التالي متأخرين بسبب التعب....
بعد الفطور طلب ابي من احدى شركات تأجير السيارات,سيارة مع سائق لأخذنا الى بيت عمتي عبير....
وهناك استقبلتنا مع زوجها بكل سرور وحراره...وطبعا كل الاهتمام لأسيل لانها "الاكبر"...ما هذا الفرق الشاسع بيني وبينها...ست سنوات ليست كثيره!!..
وبالطبع (مها) تحب اسيل كثيرا فهما في نفس العمر....
(رامز) ابن عمتي الاكبر وهو متزوج, كان ينتظرنا في غرفة الضيوف مع اخويه (فادي و عبد الله)...اما مها فما برحت تتكلم مع اسيل بكل مرح واشتياق....
جلس كل واحد في مكان وعجّت الغرفة بكلمات الترحيب والرّسميات اما انا فلم انبس...فقط مستمعه...
ثم انتبهت الى حديث ابي مع رامز وهو يقول:
"....اجل بما اننا سنستقر هنا فأحتاج الى بيت كبير في العاصمه...وانت يمكنني الاعتماد عليك في مساعدتي..فما رأيك؟"
ردّ رامز وقد علت وجهه ابتسامة رقيقه:
"بالطبع..من دواعي سروري"
شعرت بملل كبير جدا فذهبت الى حديقة عمتي الجميله وانحنيت امام الورود الحمراء الزاهية ورحت استنشق عبيرها الفواح واتمتع بمشاهدتها...
xxxx*
اخيرا حان وقت العوده...
في الطريق ابعدت مللي بقراءة الكلمات العربيه على لوحات المحال التجاريه....فأنا يالكاد تعلمت اللغة العربيه من امي بعد ان احضرت لي الكتب والقصص من هنا قبل سنين...
xxxx*
اليوم انا في غاااية الحماس والسعاده...لاننا سنذهب الى بيت جدي ابا نبيل وهناك سيكون كلٌّ من عائلة خالي نبيل وعائلة خالتي نهى بانتظارنا....
استيقظت باكرا وحضرت نفسي جيدا ...
لم ابرح اتكلم عن الموضوع على الفطور...
نزلت من السياره بسرعة نحو الداخل وهناك استقبلتني جدتي بالاحضان والقبل وهي تقرص وجنتاي بلطف ومرح...ثم اخذتني خالتي اليها وقبلت جبيني وسألتني عن حالي وبعدها سلمت على الخالة سعاد زوجة خالي نبيل...وعندما انتهيت ذهبت مسرعة العب مع منار ونسرين...
اما جدي وخالي و لؤي وريان ورائد كانوا جميعا في المسجد يصلون العصر....





xxxx*




عندما دخلنا الى المنزل بعد صلاة العصر استقبلتنا الصغيرات بالضحك والابتسامات, حمل جدي مايا وقبلها واحتضنها بشدة فهو يحبها كثيرا...وبعد ان سلّم عليها ابي امسكتني من يدي قبل ان اقول او تقول أي شيء وراحت تركض وتقول:
"هيا يا لؤي لتعرف ماذا نلعب..هيا هيا بسرعه"
وعندما وصلنا الى حديقة المنزل الخلفيه وقفت مايا على كرسي بلاستيكي وقالت:
"الآن انا الاميره...وانت يا لؤي الامير ونـ...."
وقبل ان تكمل صرخت اختي منار قائله:
"ان تكوني ترتدين فستانا لا يعني انكِ الاميره"
ردّت عليها مايا:
"لا بل يجب ان اكون الأميره"
وبدأ شجار باللسان بينهما والذي زاد الامر سوءا ان مايا كانت تقول بعض الكلمات باللغة الانجليزيه!....
صحيح ان منار تكبر مايا ونسرين بسنتين إلا انها وبسبب غيرتها المبالغه تشعرني انها الاصغر!...ولأنني الاكبر بينهم الان (12 سنه) يجب علي فضّ النزاع بينهما فقلت:
"اهدآ انتما الاثنتين...لن نلعب هذه اللعبه...لدي فكرة افضل"
صرخن الثلاثه:
"ماهي؟؟..اخبرنا"
قلت وانا اشير الى العشب:
"ليس هناك اجمل من الجلوس فوق العشب وتبادل أطراف الحديث..."
ارتسمت على شفتي مايا اجمل ابتسامه وقالت:
"اجل...يبدو هذا ممتعا...لقد احضرت معي قصه...ما رأيكم ان نقرأها؟"
قالت نسرين:
"نعم هذه فكرة جميله"
وجلستْ على العشب والى جانبها منار ثم انا....
عادت مايا بالقصة بسرعة بعد ان ذهبت لأحضارها من الداخل....
بدأت تقرأها على مسامعنا بحماس وانفعالات غريبه, اما انا فاكتفيت بتأملها وهي تنطق تلك الكلمات فاسمعها وكأنني لم اسمعا من قبل....تنظر الي مرّة واليهما اخرى ...
تأملت عينيها الجميلتين عسليتا اللون تتسعان تارة وتغمضهما اخرى...فيهما لمعة غريبة لافته..
ثم انقل بصري الى شعرها الطويل المجدل يتحرك هنا وهناك مه حركاتها الطفوليه....
رغم انها صغيره الا ان قلبي يخفق لها...لا اعرف كيف ولماذا لكن انا هكذا!






ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

انتهى البارت...
اولا...بالنسبه لمواعيد البارتات...رح يكون حاليا كل يوم بارت صغير حتى يستقر وضع الروايه!
ثانيا..لا تحكموا على الروايه من البدايه لانه القادم اجمل ^^....

دمتم بحفظ الله.....






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-10-16 الساعة 11:59 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:41 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الثاني....

قراءة ممتعه^^....


لا تلهيكم روايتي عن الصلاة (اللهم اني بلغت اللهم فاشهد)

.

.

.

.

مرّت السنين بسرعه...
اشترى ابي منزلا كبيرا وجميلا جدا يطل على احد شوارع العاصمه....
كوّنت صداقات كثيره...
ما زال ابي يسافر كل فترة الى البلد الاجنبي ليهتم بأمور الشركه..وقد عيّن موظفين امينين لينوبوا عنه...
بلغتُ الخامسة عشر سنة من عمري...وها انا الآن ادرس لآخر امتحان لي من الصف "التاسع" واتحرق شوقا للعطلة الصيفيه...
نظرت من نافذة غرفتي لأجد الشمس الساطعه تعكس نورها على زجاج كل سيارة .. تذكرت لؤي .. لؤي!!...يا له من شاب رائع وكن يخفق قلبي عند رؤيته او حتى التفكير فيه....
....
قطع احلامي صوت ينادي من بعيد:
"ماااياااا....تعالي"
كانت هذه امي....
"حسنا ها انا قادمه"...
نزلت بسرعة وعلى الدرج كنت اقفز قفزا....وصلت اليها في المطبخ وقلت:
"نعم...ماذا امي؟"
قالت وهي تشير الى الطاولة الكبيره في منتصف المطبخ:
"قشري هذه الخضروات"
قلت متململه:
"واين الخادمه يا امي؟...انا مشغولة بالدراسه!!"
قالت بصرامه:
"الخادمه منهمكه في تنظيف المنزل...وانتِ لا تدرسين!"
نظرت اليها نظرة تفحص وقلت:
"وما ادراكِ انني لا ادرس؟...ثم ماذا عن اسيل؟"
اجابت مستطرده:
"تتكلم مع خطيبها على الهاتف...قشري الخضروات دون أي كلمة اخرى"
زفرت بقوة وجلست على الكرسي...
كنت اقشر الخيار وانا شاردة الذهن اخطط للعطله...اول ما افكر فيه هو الخروج مع صديقاتي في نزهة للترفيه عن انفسنا...
لاحظت ان امي منهمكة جدا وتعدّ الكثير من الطعام والحلوى فقلت:
"امي من سيأتينا اليوم؟"
"خطيب اسيل وعائلته...نحن لم نخبركِ لانكِ كنتِ مشغولة بدراستكِ"
تفاجئت!!....لماذا يزوروننا اليوم؟؟!!
"لكن لم الآن؟"
استدارت الي وقالت بعد ان علت وجهها ابتسامة دافئه:
"انهم قادمون للتناقش حول مراسم الزفاف ووقته"
اتسعت عيناي فأردفت امي قائله:
"بعد ان تكملي ما في يدكِ اذهبي وارتدي ملابس جميله"
اكملت تقشير الخضروات بسرعة وركضت الى غرفتي لتحضير نفسي...
خطيب اسيل(حسن) شاب طيب الاخلاق,الجميع يمدحونه في المنزل,اما اختي فهي دائمة التفكير فيه والكلام معه,حسنا هو جميل بعض الشيء,والده صديق ابي المقرب,يحب اسيل لكنه ايضا يهتم بنفسه كثيرا!...لكن اذا كانت اسيل سعيدة معه فهذا يسعدني وهو الاهم...
بعد الغداء...تركت العائلتين تتناقشان وذهبت الى غرفتي لأكمل دراستي...
حاولت ان ادرس...لكن كان هناك شيء او شخص بالاحرى افكر فيه يمنعني من متابعة دراستي...اجل انه لؤي...
لم استطع منع عقلي من التفكير فيه ولو للحظه!!...كل مشاعري مصبوبة عليه!...
مرّت الدقائق بسرعة وانا اجلس على عتبة النافذه , امسك بين يدي الكتاب الذي احبه...كتاب(لؤي)...هو كتاب بدأت بكتابته منذ سنة على الاقل...
ليس فقط كتاب بل هو المكان الذي اعبر عن مشاعري للؤي فيه...
اصفها ببعض الكلمات التي لا استطيع نطقها علانية!...
وقفت ومشيت بعض الخطوات نحو المرآة,نظرت الى تلك الصورة المنعكسه لكنني لم ارى نفسي!...بل رأيت لؤي يقف امامي بجسمه القوي الممشوق ... تخيلت عينيه الخضراء تمحلق بي....
سرحت بخيالي بعيدا حتى انني مددت يدي نحو وجهه حيث اتخيل وكأنني اريد لمسه....
قطع خيالي هجوم اسيل فجأة دون طرق الباب وكأنها تبحث عن مجرم داخل غرفتي!!....كانت تبتسم "من الاذن الى الاذن"...
تظاهرت بانني احاول امساك شيء في الهواء وقلت متصنعة العصبيه:
"ما هذا يا اسيل!؟...افقدتني تركيزي!..كدت امسك الحشره"
ردّت بصوت حالمي:
"وهل هذا وقت الحشره؟!"
ثم ارتمت على سريري وهي ممسكة بخاتم خطوبتها الموضوع في بنصر يدها اليمين فقلت متعجبه:
"هيييه؟؟!....اسيل!!...ما بكِ...هل جننتي؟"
"تقرر موعد الزفاف"
قلت مستهزئه:
"ومتى اذا؟"
"بعد شهرين من الان تقريبا"
قلت راغبة في مضايقتها:
"بعد شهرين؟!؟...وكيف ستحضرين نفسكِ في شهرين فقط!؟؟"
نهضت عن السرير كأنها رأت شبحا ثم قالت:
"معكِ حق!..كيف؟!"
صمتت قليلا ثم قالت:
"سأخبر امي"
وخرجت مسرعه..اما انا اكتفيت بالضحك ثم اكملت دراستي...
xxxx*
استيقظت باكرا مستعدة للأمتحان....ذهبت الى المطبخ لأجد امي قد اعدت طعام الافطار وتجلس مع ابي حول المائده...
"صباح الخير امي....صباح الخير ابي"
"صباح الخير"
"صباح الخير"
ثم اكملت امي:
"مايا؟!!...لماذا قلتي ذلك الكلام لأختكِ يوم امس؟
قلت ضاحكه:
"لم اتصور انها ستقتنع"
"على كل حال لقد قلت لها بأن الامور ستكون على ما يرام..."
ثم استدارت نحو ابي المتثائب وقالت:
"حسام...سأذهب اليوم الى الطبيبه...اشعر بالضعف في الفترة الاخيره وعليك ان تذهب معي...
"حسنا...وفي طريق عودتنا سوف نأخذكِ يا مايا معنا من المدرسه"
ابتسمت وقلت:
"سأكون بانتظاركما"
اكملت فطوري ثم ذهبت الى الحافله....
xxxx*
اخيرا!!!...
اتممت امتحاناتي وانتهت هذه السنة الدراسيه...
خرجنا انا وصديقاتي معا من قاعة الامتحان نتحدث مع بعضنا عن خططنا للعطله...
عادت صديقاتي بالحافله الى منازلهن اما انا بقيت انتظر والداي...
انتظرت ....وانتظرت....ولم يأتي احد...حاولت الاتصال بهما لكن ما من مجيب فيقول الرد التلقائي:
"الخط المطلوب مغلق حاليا...نرجوا المحاوله فيما بعد"
صوته ستفزني....حاولت الاتصال بأسيل لكنها لا ترد!!...
قلت في نفسي ربما ممنوع التكلم في الهاتف عند الطبيبه!!....واسيل اكيد مشغولة مع حسن...
اضطررت للركوب في احدى الحافلات العامه...فتحت هاتفي ولعبت على لعبة الكترونيه لتسلية نفسي,فجاة توقفت الحافله وسط ازمة سيارات وبدات اصوات "الزوامير" تعلو!!...رفعت رأسي ونظرت من النافذه الى جانبي فوجدت شرطي مرور جاء وقال:
"يوجد حادث كبير امامكم ... نأسف على الازعاج لكن هناك تحويلة سيتم نقل السير اليها..."
وبعد ان عاد مسير السيارات طبيعيا سمعت شابين يتحادثان:
"انظر انظر...هناك على الاشاره....يبدو انه حادث كبير جدا!"
"المساكين...لا اظن ان احدا نجا منه!"
انقبض قلبي فجاة وراودني شعور غريب!...
وصلت الى مكان قريب من المنزل واكملت طريقي سيرا على الاقدام....
عندما صرت امام المنزل شاهدت سيارة لؤي وسيارة زوج خالتي هناك ... الا سيارة ابي لم تكن هناك!!...
اسرعت الى الداخل... وعندما دخلت كان هدوئا مميتا يسكن المنزل....تسارعت انفاسي وخارت قواي..مشيت بخطوات مترنحه نحو غرفة الضيوف بشكل تلقائي وهناك وجدت اسيل تجلس في زاوية الغرفه تنتحب وخالتي ونسرين حولها يحاولات تهدئتها رغم بكاؤهما ... لؤي يجول الغرفة ذهابا وايابا وقد علت وجهه ملامح الخوف والقلق...
اسندت ظهري الى الحائط وبلعت ريقي ثم قلت:
"ماذا هناك؟!...اخبروني"
نظروا الي كأنني ارتكبت جرما بسؤالي!...اقترب لؤي مني فنظرت اليه نظرات خائفه....قال بصوت مهتز:
"مايا...والديكِ....نقلا الى المستشفى في حالة خطيره وحرجه بعد اصطدامهما بشاحنة نقل!





ــــــــــــــــــــــ
انتهى البارت

ارجوا ان ينال رضاكم...

انتظروني بالثالث غدا^^





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:49 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثالث...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة ....




"مايا....والديكِ...نقلا الى المستشفى في حالة خطيرة وحرجه بعد اصطدامهما بشاحنة نقل"
نقلت بصري الى اسيل ثم خالتي ثم نسرين وعدتُ به الى لؤي...وابتسمت!!...لا اعرف لماذا..
"لؤي...هذا...هذا غير حقيقي...انت تمزح كعادتك,صحيح؟"
اشاح بوجهه عني فتبادر الى ذهني فجأة الحادث الذي سبب ازمة السير...
خرجت من الغرفه اجرّ قدماي على الارض....جلست في الرّدهة مركية ظهري الى الحائط...
لا اصدق شيء...لا استسيغ شيء...
مرّت خمس دقائق او اكثر ونحن على هذه الحال...
بعدها جاء زوج خالتي وقال بنبرة اخافتني:
"مايا هيا بسرعة يجب ان نذهب...هيا هيا"
وقفت كأنما لدغتني أفعى وقلت:
"الى اين؟.."
"اتصل خالكِ وقال انه يجب ان نأتي للمستشفى بسرعه"
صرت افكر...
قبل قليل خرجت من الامتحان سعيدة بالعطله والآن غارقة في بحر الارتباك والخوف!!...
في السيارة لم تكف اسيل عن البكاء لحظة واحده ... اما انا فلم تقطر من عيني دمعه!!..
كل هذه الامور لا يمكنني فهمها...لا استطيع ان اتكلم ولم انبس ببنت شفه واكتفيت بمراقبة الطريق بكل تأهب وصمت....
....
لا اشعر بقدماي ولست واثقة من انني امشي...ربما انا اطير!...تمسك خالتي يدي وتجري بينما تسحبني خلفها...
كل شيء كان بطيء للغاية من حولي رغم سرعة الاحداث...
الاصوات اسمعها كالصدى...ليس هناك شيء واضح...توسعت عيناي لعلّ الصورة التي امامي تتضح,ارى خيالا واقفا لكن لا اعرف من هو...
حركة المصعد زادت الامر سوءا...
وصلنا الى الغرف التي كما يقولون..فيها امي وابي...
رأيتهما ممدان على ذلك الشيء تملأهما الجروح...لكنني ايضا لم ارى شيء...صار الجو ضبابيا فجأه...
سمعت صوت صراخ اسيل العالي واصوات اخرى لكنني لم ارها...
بل غطى عيناي غلاف اسود ووقعت مغشيا علي....



xxxx*



كنت جالسا في غرفة المعيشه مع عائلتي...مسترخيا على الاريكه...
وبينما انا مندمج في مشاهدة برنامج للتسليه سمعت صوت رنين هاتف ابي...ثم قام مفزوعا وقال بصوت عالي:
"ماذا تقووولين؟؟!...انا قادم حالا"
قالت امي:
"ماذا هناك؟"
لم يردّ عليها واخذ مفتاح السياره عن الطاوله ثم خرج مسرعا...
لحقت به وسألته:
"ماذا حدث؟!..من المتصل؟"
قال لي وهو يشغل السياره:
اتصلت اسيل ... تقول ان حادث وقع مع والديها ونقلا الى المستشفى في حالة خطيره...كانت خائفة جدا"
وانطلق بسيارته...
دخلت بسرعة الى غرفتي , تناولت هاتفي ومفتاح سيارتي ثم سارعت للخروج لكن استوقفتني امي متسائله فقلت لها:
"عمتي اسماء وزوجها في خطر يصارعان الموت"
xxxx*
وصلنا الى موقع الحادث...
كان مأساويا , تحطمت سيارة العم حسام بالكامل...مليئة بالانبعاجات والكسور , زجاجها منثور في كل مكان...تخيلت انها طحنت تحت عجلات الشاحنة الكبيره!...
ذهب ابي الى المستشفى حيث توجد عمتي وزوجها بعد ان طلب مني الذهاب الى بيتها والاتصال بعمتي نهى لتأتي من اجل اسيل ومايا..
xxxx*
اسيل تبكي بحرقة ومن حولها عمتي وابنتها تحاولان مواساتها رغم ان هما من بحاجة الى المواساة...
كنت امشي ذهابا وايابا انتظر اتصالا من ابي حيث دخلت مايا وتظهر على وجهها ملامح الخوف...
لم تصدق الخبر بداية,وفي طريقنا للمستشفى كانت هادئة ولا تتكلم...
عندما وصلنا الى الغرفة هرعت اسيل اليهما وصرخت صرخة مدوية اهتزت لها جوارحي وبكت الا عيناي لم تبكي...
قال احد الاطباء:
"حاولنا كل ما نستطيع لكن حالتهما كانت صعبه...انّا لله وانّا اليه راجعون"
فسقطت مايا ارضا...لم يكن احد منتبه لها غيري...ابي يدير وجهه للحائط ويبكي...والباقين حول اسيل ووالديها...
هببت الى مايا وصرخت:
"ايها الطبيب...ارجوكم"
سارع الممرضون اليها ونقلوها الى احدى غرف المشفى....
xxxx*
تعبنا ونحن نحاول ابعاد اسيل عن والديها , الدموع الدامية التي كانت تذرفها اغرقت انفاسي فتحشرجت في حلقي ككتلة الم...
ذهب ابي وعمتي مع مايا وخرج الجميع من الغرفة الى المنزل الكبير تتبعهم غمامة حزن سوداء...
اما انا ظللت متسمرا في مكاني...اجحد عيناي بالذي امامي...سحبت قدماي على الارض ... ازدردت لعابي فربما الالم الذي في حلقي يهدأ...
وصلت اليهما واحتضنت رأس عمتي وزفرت زفرة انفجرت معها دموعي...
قلت بصوت مخنوق وخافت:
"وداعا يا حنونه....وداعا"
ثم استدرت الى عمي حسام وجثوت على ركبتاي ثم ابتسمت ابتسامة كاذبة صفراء...
"يبدو انك لن تقيم لي حفلة تخرج كبيره كما قلت!...ولن اعمل عندك!"
جاء الطبيب الذي كان يقف عند الباب وربّت على كتفي
"هدئ نفسك...يجب ان تكون قويا في هذه المحنة...هيا اخرج...سيكون هذا افضل لك"
وقفت ثم امسكت "الشرشف" الابيض ورفعته الى وجه عمتي كما فعل الطبيب لزوجها...جلست على احد كراسي الانتظار , اضع مرفقي على ركبتي واحتوي وجهي بين يدي وابكي...
شعرت بإهتزاز في جيبي...
اخذت الهاتف ونظرت الى الشاشه التي تلمع باسم امي....مسحت دموعي واخذت نفسا عميقا ...
"مرحبا امي"
وبدون أي مقدمات قالت بقلق:
"لؤي...حاولت الاتصال بأبوك مرارا لكنه لا يرد...لقد اخفتوني...ماذا يحدث؟...ارجوك ارحني وقل لي...
فكرت قليلا كيف سأجيبها...
"امي...ان...ان عمتي اسماء و العم حسام....توفيا!!"
شهقت وقالت:
"ماذا تقول؟!...رحمهما الله ... سوف آتي مع اختك حالا"
"طوت...طوت...طوت"
انقطع الاتصال بسرعة وبشكل ومفاجئ كما مرّت الاحداث اليوم...
حركت يدي نحو جيبي لأعيد الهاتف هناك لكنه ارتج في يدي...
كان ابي
"مرحبا"
"مرحبا ... لؤي تعال الى هنا... لا استطيع البقاء...يجب ان اعود الى المنزل الكبير وانت ابق مع عمتك ومايا بدلا مني"
ويبدو من صوته انه متعب ومنهك وحزين...قلت مباشره:
"حاضر...لكن أي غرفه؟"
"الغرفة رقم (8)...بإنتظارك"
وقفت ورتبت ملابسي ثم وضعت الهاتف في جيبي الخلفي وذهبت اليهم...
عندما دخلت من باب الغرفة شعرت بعاصفة يأس تلفح وجهي عندما رأيت مايا ممده على السرير ولم تستيقظ بعد....
"ما بها مايا؟؟"
سألت بسرعة وقلق ... فقال ابي وهو يمشي بإتجاهي بخطوات بطيئه:
"قال الطبيب انها نائمة الآن...لكنه كان متخوف من ان تصاب بصدمة نفسيه خصوصا في عمرها الصغير هذا"
كنت خائفا عليها ايضا...انها صدمة لنا جميعا ...
اخذت افكر...تألمتُ انا كثيرا لفراقهما ... فكيف بإبنتيهما!...مايا حساسة ججدا ولا تتحمل اقل الحزن...فكيف بهذه الفاجعه؟!!....
اما اسيل المسكينه , كانت ستتزوج قريبا...
خرج ابي وتركني شارد الذهن...
اتكأت على الحائط, رفعت قدمي اليمين له وتمركز نظري في الارض...
غصت في افكاري وتوقعاتي ...
كنت اسمع صوت بكاء عمتي الخافت التي تجلس على كرسي بلاستيكي الى جانب مايا...
اما تلك الممده على السرير...كنت ارفع رأسي واتفحصها بنظري بين الفينة والاخرى لأطمئن عليها...
وفجأة صارت تتحرك بغرابة وتئن....اقتربنا منها بسرعة لكنها استيقظت فزعة وتصرخ:
"ماما..بابا"
وتنظر برأسها هنا وهناك وتتحرك بتوتر وخوف فسارعت عمتي واحتضنتها ... بحلقت مايا في عمتي ثم تشبثت بها وغمرت رأسها في صدرها....
قالت والرعب يملأ كلماتها وبجمل غير مترابطه:
"امي...ابي...اين...اينهما...اري� � رؤيتهما...ماذا حدث...ارجوكِ قولي"
صارت تتنفس بسرعة وتقفز بعينيها الى كل مكان ولا مكان..
انهمرت دموع عمتي وحاولت ان تتكلم بصعوبه...كنت اجلس على طرف السرير اعتصر بداخلي...كيف ستكون ردة فعلها؟؟!.!.
نظرت مايا الى عمتي وكأنها فهمت كل شيء من تعابير وجهها...فقالت بصوت مخنوف:
"خالتي...قولي...خالتي ؟؟؟"
وكانت تهزها بينما تتكلم...صرخت عمتي بإنهيار:
"لقد ماتا يا مايا ... ماتا..."
واخذت تبكي بحرقه....
اما مايا وضعت يدها الرتجفه على فمها وهمست:
"مستحيل...انتي تكذبين"
وسالت دموعها كسيل المطر ثم صرخت:
"كاذبه...امي وابي ما زالا على قيد الحياة"
ثم انزلت قدميها عن السرير وقالت:
"سأراهما....سأراهما"
وقفتُ مع وقوفها....امسكتها عمتي لكنها افلتت منها وركضت نحو الباب...
قالت عمتي بضعف:
"مايا ارجعي"
اسرعتُ خلفها قبل ان تخرج وامسكت بيدها ..
"مايا لا تتهوري...تعالي"
لكنها صرخت بصوت تشوبه بحة الحزن:
"اتركني...اريد ان اذهب اليهما"
و افلتت مني لا اعرف كيف...لكنني كنت اسرع منها واحطتها بذراعاي و منعتها من الحركه ...
ظلت تحاول الهروب وتنظر نحو الباب وتقول:
"ماما...بابا"
ثم قالت بإستسلام:
"لؤي...ارجوك اتركني اذهب"
قلت لها مريدا ان اضعها تحت الامر الواقع:
"مايا....لقد ماتا وانتهى الامر...لن يفيدهما الآن الا الرحمه...
وبعد دقيقتين من تثبيتها ومحاولة تهدئتها ... هدأت وارتخت بين يدي ثم جلست على الارض وقالت:
"لقد ماتا...ماتا...من سيعتني بي الآن....من سيحبني مثلهما....لقد كنت انتظرهما في المدرسه...لم يحضرا....امي ...ابي...اريدهما يا لؤي...اريدهما"
آآه مايا...لو كان بيدي....
تمزقت من الداخل على بكائها ومنظرها الكئيب الذي يثير الحزن في النفس...
دمعت عيني واستدرت حولها حتى صرت امامها....كانت عمتي تنظر الينا بكل تأهب ودموعها تنساب على وجنتيها....
انحنيت امام مايا التي تنظر الى البعيد وكأنها تنتظر عودة والديها من هناك...
اخذت نفسا عميقا وقلت:
"هيا مايا...عمتي لن تحتمل كل هذا...ولا انا...قومي معي"
نظرت الي من بين دموعها ... لا تنظري الي هكذا..نظرتكِ هذه تضعفني...
امسكت بيدها وساعدتها في النهوض لكنها لم تتوازن جيدا فأسندتها الي ومشيت معها ببطئ الى السرير...
وضعتها عليه...ومباشره جلست عمتي بجانبها فمالت مايا برأسها الى كتف عمتي ... تعلقت عيناها بالهواء ... شاردة ولم ترمش ابدا...تقفز دموعها من عينيها باستمرار ... صامتة كالموت...وعمتي ال جانبها تمسك يدها وتبكي....
لم يحتمل قلبي مرآهما ... خرجت الى الممر ومشيت فيها ذهابا و جيئة ...
كان موقفا مؤلما بالنسب لي...صراخ مايا المخنوق يتردد في اذني...
غاليتي منهاره...وكيف لا تكون ... لقد فقدت اغلى شيء يمتلكه المرء...
كيف ستعيش بقية حياتها بلا ام او اب!!
يا اللهي ما هذه المصيبة التي وقعت علينا...انه ابتلاء منك وامتحان لنا جميعا....فساعدنا يا الله وصبّرنا....





ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
انتهى البارت


ارجو ان ينال اعجابكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:51 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الرابع

قراءة ممتعه^^

جمعه مباركه للجميع...لا تنسوا سورة الكهف...والدعاء لكل امة المسلمين ..!!







خسارة عمتي اسماء وزوجها حسام ليست لنا فقط بل للمجتمع كله....
والشركه من سيديرها الآن؟...كل انجازات العم حسام؟؟!!....
اخرجني من شرودي ارتطامي بأحد الناس...تأسفت له وهززت رأسي لأنفض الافكار التي تزاحمت فيه...
عدت الى عمتي نهى ومايا...فوجدت تلك الاخيره قد تمددت على السرير ووجها نحو الحائط ولا تزال تبكي...
عمتي تجلس بسكون وتضع يدها على عينيها وتبدو مستغرقة في تفكيرها و همومها هي الاخرى....
سمعت صوت نغمة هاتفي...خرجت من الغرفة مرة اخرى ووضعت الهاتف على اذني...
"مرحبا لؤي"
"اهلا ابي"
"كيف حال مايا...هل استيقظت؟"
تنهدت وقلت:
"اجل...وعندما عرفت بموت والديها لم تكن ردة فعلها جيده"
قال مستغربا:
"ألم تكن تعرف هي بالامر؟"
"على ما يبدو...ربما فقدت وعيها قبل ان تفهم شيء"
صمت قليلا ثم قال:
"جاءت امك واختك قبل قليل....وانا الآن في طريقي اليكم مع ام رامز اخت حسام , وزوجها..."
"حسنا سأخبر عمتي"
وبعد ربع ساعة تقريبا حضر ابي ومعه العمة ام رامز وزوجها...
قلت لأبي:
"ابي...انا سأعود الى المنزل الكبير"
هز رأسه موافقا فقلت لعمتي:
"عمتي؟...اين ريان ورائد؟"
رفعت رأسها وقالت بهدوء:
"ريان في عمله ورائد في منزلنا"
نظرت الى العمة ام رامز وهي تحاول جاهدة التكلم مع مايا .. لكنها لا ترد...
تركتهم وخرجت...
في الطريق اتصلت بـ رائد واخبرته بما حدث
xxxx*
دخلت الى المنزل بهدوء لكن عصف في مسامعي صوت النحيب العالي!...
توجهت حيث الصوت فوجدت اسيل تبكي وتنتحب وحالتها يرثى لها!..تقطع قلبي لرؤيتها...
فقدت اغلى ما تملك ... فكيف لا تصرخ...
كانت جالسة على الارض وهي تضرب فخذيها ونسرين وابنة عمتها مها تحاولان تهدئتها رغم بكائهما...
ترغرت الدموع في عيني فتركتهم بسرعة قبل ان افقد صبري...
جلست على الدرج وصرت اتأمل المكان حولي...
ما زلت غير مقتنع ان عمتي اسماء انتهت!!...لن نراها بعد الآن!!..سيحتجزها التراب!!....
والعم حسام؟!...ما زلت اذكر عندما قال لي في اول يوم لي في الجامعه .."بعد ان تتخرج...سأجعلك تعمل في شركتي كمساعدي!"...
سقطت الدموع هاربة من ضيقي وبدأت ذكرياتي معهما ترتاد ذهني!...
xxxx*
قضينا ليلتنا في البيت الكبير....الا عمتي ومايا في المستشفى...
جاء حسن خطيب اسيل ليقف معها ...
والدفن سيكون عند الظهر...
ذهبنا انا وابي برفقة امي للمستشفى لتتبادل الاماكن مع عمتي ... لانها تريد توديع الراحلين...
عندما دخلنا الغرفة وجدنا الطبيب يحاول التكلم مع مايا لكنها لا تعيره اهتماما ... تنظر الى اصابعها وملامحها حادة جدا!!...
التفت الطبيب الينا وقال:
"للأسف...يبدو انها تعاني من صدمة!...سيراودها القلق والأرق والتوتر....غدا سيكون الطبيب النفسي هنا"
وخرج....اقترب ابي من مايا وقال:
"لا تتعبي نفسكِ هكذا يا ابنتي...هذا قضاء الله وقدره...كوني قوية ... والآن هـ..."
"اريد رؤيتهما"
قالتها مايا والدموع تتجمع في عينيها...
صمت ابي قليلا ثم قال:
"حسنا...هما هنا في الثلاجات الآن...تعالي معي"
وكانت كلمة "ثلاجات" كفيلة بتفجير شلال دموعها الصامته...



xxxx*





ذهبت مع خالي الى الثلاجات....كنت خائفة جدا ومتردده...
لا اريد ان اواجه حقيقة انهما سيختفيان من عالمي!!...كيف لي ان احتمل هذا؟!....
اخرجهما الممرض من الثلاجة ودموعي تتناثر على ملابسي!...
كشف عن وجهيهما فتوقف الوقت عند هذه النقطه!!...
ابي....امي...جثتين لا حياة فيهما!!!...
مددت يداي المرتجفتين الى وجه امي وتلمستها
"امي!!....امي يا حنونه لا تتركيني!!....ماما لا تتركيني...لن يحتمل قلبي بعدكِ"
وكانت الدموع الدامية تبلل وجهها الملائكي....امسكت يد ابي وقلت:
"بابا...لماذا تذهب الآن؟؟...كنت انتظرك ...لماذا لم تأتي؟!...قم هيا...اذا انت ذهبت فمن سيكون سندي؟!..."
وصرت اخرج الشهقات المكبوته....توقف قلبي عن النبض...فلم ينبض بغيابهما؟!!...
يااا رب....من لي بعدهما يا رب...الهمني الصبر يا الله....
تلمست الجروح التي في وجهه فأخرجت آآهة الم...وكأنني انا المجروحه...انثنى فمي للأسفل ولم اعد ارى شيء من الدموع...
امسكني خالي من معصمي وقال:
"هذا يكفي"
نظرت اليهما نظرة اخيره....كانت نظره مليئة بالحب...الاشتياق...الألم...ال� �زن...ثم قبلتهما وخرجت معه بينما قلبي ظل معهما...وسيدفن معهما!!..
xxxx*
عدنا الى الغرفة وشهقاتي لم تتوقف...لا اكاد اشعر بمن حولي...اكره نفسي....لماذا انا اعيش وهما يموتان؟!...ااااه قلبي....فقدت الحنان وفقدت الأمان في لحظة !
جلست على سريري متجاهلة الجميع....وخبأت رأسي تحت الغطاء وفيض الدموع يزيد كلما تذكرت منظرهما الباهت...الخالي من الروح!!....واعود بذكرياتي الى ضحكة ابي....ولمسة امي الحانيه!...
سأفتقدكما كثيرا.....



xxxx*





صلينا عليهما ودفناهما ... ثم عدنا الى المنزل الكبير مكسورين....والعزاء قائم....
اخرجت اسيل كل حزنها بالصراخ والبكاء في اول يومين ثم التزمت الصمت!...اما مايا فهي على حالها!!..
صار الكلام خفيف...ولا نسمع الا صوت القرآن الكريم...
انقضت ثلاثة ايام وانتهى العزاء...
دخلت المنزل بعد ان ودعت رامز وفادي وعبدالله ابناء عمة اسيل ومايا....وتوجهت الى غرفة الضيوف...وجدت الباب المغلف...وقبل ان افتحه تسللت الى مسامعي كلمات ابي من داخل الغرفه:
"دعني يا ابي انا آخذهما عندي...استطيع العناية بهما..."
قال جدي:
"لا يا نبيل...ما دمت على قيد الحياة لن تكون الوصاية الا لي"
ثم اكملت جدتي:
"اجل....ثم كيف سأطمئن عليهما وهما بعيدتان عني...لا...ستكونان عندي"
تكلمت ام رامز:
"انا لا يمكنني قول شيء...فبما انا والداي متوفيان وانه ليس لهما اعمام فأنتم أولياءهما الآن ولا يحق لي الاعتراض"
فاعتلت اصوات الموافقة في المكان...
لم اشأ ان ادخل وعدت الى الحديقه...كان رائد يجلس صامتا...جلست امامه وقلت:
"اين ريان...امنيتي ان اراه لمدة اكثر من خمس دقائق"
"انت تعلم انه مشغول بالعمل...كما انه غير اجتماعي منذ صغره"
"أتعلم....قلبي يؤلمني على بنات عمتي....يتيمتا الام والاب!..وستبتعدان عن منزلهما!...في ودي لو اعوضهما عن كل شيء"
رمقني بطريقة غريبة ثم قال:
"قصدك ان تعوضها!"
رفعت حاجبي وقلت:
"من هي؟"
اشاح وجهه واكمل:
"مايا!...لعلمك ... نظراتك لها لن تخفى عني!"
اصطنعت البرود ولم ارد....لكن في داخلي اعيش الصراع...فأنا اراها تذبل امامي ولا اعرف ماذا افعل!







ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

انتهى....

سأبدأ بالبارتات الطويله^^....

انتظروني يوم الثلاثاء ان شاء االله




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:51 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الخامس

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة...اللهم اني بغلت اللهم فاشهد...




كمية الالم التي تعصف بداخلي تفوق كل شيء...لم اعد راغبة بالحياة ...اصلا حياتي توقفت بدون امي وابي...
لم ابتسم....او افكر في شيء جميل حتى...كل شيء صار اسود....اسود فقط...
كان الطبيب النفسي يأتي كل يوم ويطمئن على حالتي ... قال انني بخير...وان حالتي امر طبيعي بالنسبة لما حدث معي!...ولا اعرف اذا كان محق ام مخطئ!...اعطاني بعض الحبوب التي تخفف القلق والأرق...
خالتي نهى لا تبرح جانبي...شعرت للحظات انها امي...بسبب الاهتمام الكبير الذي تعطيني اياه...لكنني ارى الحزن في عينيها....
دموعي متجمعة في عيناي دائما...لا يمكنني اخراجها الا ليلا على وسادتي!...لا اريد ان تراني خالتي ابكي دائما....اعلم ان قلبها الحنون لن يحتمل!....
اليوم ستأتي منار عندي لبضع ساعات ريثما ترتاح خالتي في المنزل قليلا...
وجدتها فرصة لأطلب من لؤي ان يشتري لي رواية حزينة اعرفها...
...
جاء لؤي برفقة منار بعد صلاة الظهر... اخذ خالتي وذهب...
جلست منار على الكرسي امامي وانشغلت بهاتفها!..كنت انظر اليها باستهجان ...
كنا صديقتين...لكن بمرور الوقت كانت تبتعد عني اكثر واكثر...الجميع يعرف ان هذا يحدث بسبب دافع الغيره!!...اظن ان هذا مرض لديها!!...
تغار لدرجة انها تكره الشخص!...نحن قليلا ما نضحك مع بعضنا!..نضحك حينما نكون وسط العائلة وليس وحدنا!...
لكن ما يحيرني هو لماذا تغار مني؟!...تحصيلي الدراسي ليس بالامر المثير!...فعلاماتي عادية واقل من عاديه....اما شكلي مقارنة معها فهي اجمل مني!...
عينيها زرقاوتين وهذا موروث من عائلة امها .. كلهم اعينهم ملونه هكذا!...لان اصولهم القديمة من روسيا على ما اعتقد!...هذا غير بياض بشرتها الملفت...
اما انا عيناي عسليه...وبشرتي بيضاء لكن ليس بدرجتها....
وهي محجبه لكن انا لا!....لا اعرف...اظن انني ما زلت صغيره!...
هل هذا هو السبب؟؟!!...لا مستحيل...فهي ارتدت الحجاب عن فناعه...
امرها يحيرني حقا...لكن لا يهم...آخر همي هي الآن...
والتفاصيل بعد هذا ممله....لذا سأنتقل بكم الى....




xxxx*



جلسنا حول مائدة الطعام وبدأنا نأكل....رفعت رأسي ونظرت الى اسيل فوجدتها تحدق بالصحن بعينين حزينتين وفم متقوس!...مسكينة هي...لم تأكل شيء منذ وفاتهما ... حاول خطيبها التخفيف عنها لكن لم يستطع احد ازالة الدمعة عن خدها....فجأة رن هاتفي....
تركتهم وخرجت من المنزل....كان المتصل ابن خالتي إبتهاج (عمر) ... اجبت:
"مرحبا عمر"
رد بمرحه المعتاد:
"اهلا بالبعيد اهلا!"
"ماذا تريد يا عمر...ليس عندي مزاج للضحك"
"صحيح...رحمهما الله...هل هو نفسه رجل الاعمال حسام؟"
"اجل هو...وترك خلفه ابنتان...وشركه...وناس مهمومون لفراقه هو وعمتي"
تنهد وقال:
"حسنا اذا...اكلمك فيما بعد...كنا سنأتي انا ومثنى عندك لكن..."
"حسنا حسنا....سلم على مثنى....سلام"
وانتهت المكالمه...
مسحت وجهي بيدي وانا اتذكر شكل مايا الذابله!...
يبدو عليها التعب والحزن....اين مايا المتهوره؟!...اين ابتسامتها؟!...
سمعت صوت اذان العصر..تنهدت ودخلت لأتوضأ...
وبعد ان عدنا من المسجد اخذت عمتي نهى لتعود الى مايا...
وصلنا الى غرفتها ووجدناها نائمه...وضعت وجبة الطعام على الطاوله ثم اخذت منار وعدنا...
بالمناسبه!..قال الطبيب ان بإمكان مايا الخروج غدا....وهذا ما انا خائف منه!...
عندما ندخلنا الحديقه وجدنا نسرين تسقي سجرة الجوري...هذه الفتاة ...انها مختلفه...عاقلة جدا وهادئة بالنسبة الى عمرها...
ابتسمنا لها ثم دخلنا...كان حسن موجود ففضلت عدم الاختلاط به...
جلست في المطبخ وحدي وصرت اقلب بين صفحات الـ(facebook) وتفاجئت بقراءة خبر "حادث ووفاة رجل الاعمال حسام آل معطي"...
تنهدت ثم اقفلت هاتفي....




xxxx*



جهزت نفسي لأعود الى المنزل...لا اعرف كيف سأدخل المنزل ولن تكون امي بإنتظاري...لا اعرف اذا كنت سأحتمل ابتعاد ابي عني!..
منذ استيقظت ودمعتي لم تجف وانا اتخيل حياتي بدونهما!...
نظرت من النافذة نحو المنزل ... وقلبي تتضارب دقاته....فتحت الباب ونزلت من السياره....كنت اتمنى ان يكون كل الذي حدث مجرد كابوس...تمنيت ان تفتح لي امي الباب...
مشيت بخطوات شبه مترنحه الى الداخل وسالت دموعي عندما رأيت اسيل تجلس على الدرج وتنظر الي نظرة ملئها اليأس والكآبه...
تقوس فمي للأسفل وركضت اليها وانا اخرج شهقات مخنوقه....
وقفت هي واستقبلتني بحضنها وهي تجهش بالكباء...تكلمت من بين شهقاتي:
"ذهبا يا اسيل اهئ...تركانا وحدنا اهئ...كيف..كيف سأحتمل العيش بدونهما كيف؟"
واختلطت دموعنا ببعضها حتى اخنقت المكان وخرج خالي وزوج خالتي من المنزل !....كنت احتضن اسيل وكأنني اعوض نفسي بها...
جلسنا على الارض وايدينا مترابطه....قالت اسيل بصوت مبحوح من كثرة البكاء:
"ما باليد حيلة يا اختي اهئ...هذه مشيئة الله سبحانه....يجب ان نصبر...اعلم انهما لا يعوضان...كسرا قلبينا بابتعادهما !...لكن ..... لكن..."
ومنعتها شهقاتها عن الاكمال..
اقتربت خالتي منا ودموعها تغرقها
"يكفي هذا قطعتما قلبي"
لكن كيق نكف عن هذا؟...لقد فقدنا كل شيء معهما!!...
اقتربت جدتي وامسكت يدينا قائله:
"يجب ان تكونا قويتين ... هيا معي قوما"
فقمنا معها الى الطابق الثاني...اصررت ان ادخل غرفتهما ... وعندما دخلتها انهرت جاثية على الارض وانا ارى خيالهما فيها!!...
احطت وجهي بيديّ وبكيت بصوت عالي...ولم يكن حال اسيل افضل من حالي...لم اعد استطيع التنفس...
وقفت وذهبت الى سريرهما الكبير....امسكت اللحاف وتحسسته .. ثم غمرت رأسي في الوسادة وصرخت:
"مااااماااا.....بااااباااا "
واخذت اردد هاتين الكلمتين مرارا....تمددت في السرير وانا استنشق عبقهما فيه...تمددت اسيل بجانبي وهمست:
"لن ينفع الصراخ"
قفزت دمعتين واغمضت عيني مستسلمه....اغمضتهما على امل ان لا افتحهما مجددا ابدا...




xxxx*



تجري الرياح بما لا تهوى السفن!!...
وهذا ما حدث مع ابنتي عمتي...اسيل ومايا...فرغم رفضهما مغادرة منزلهما ...الا انه كان من الضروري خروجهما الى بيت جدي...
كان منظرهما مؤلم جدا وهما تودعان المنزل....وعندما وقفت مايا بجانب السياره بلباسها الاسود...القت نظرة اخيره على ذلك المكان الذي يحتوي كل ايامها الماضيه...والشمس تضرب مقلتيها فتتحولان الى الاصفر الحاد!...هذا ما يجذبني فيها منذ الصغر....حتى انني اسميها في هاتفي..(قطتي)!!...اجل فهي قطتي انا!!...
xxxx*
منزلنا لا يبعد عن منزل جدي الا مسافة ربع ساعة بالسياره...وبعد ان تأكدنا انهم دخلوا المنزل عدنا الى منزلنا...
....
رمى ابي نفسه على الكنبه وقال:
"لا اله الا الله...رحمهما الله"
دخلت امي الى غرفتها وتبعتها منار...جلست بجانب ابي وقلت:
"ان مايا واسيل تعيشان مأساة الآن"
تنهد وقال:
"اللهم صبرهما على هذا الابتلاء"
هززت رأسي ثم قمت الى غرفتي...جلست على طرف السرير واتصلت بـ عمر:
"السلام.."
وقبل انا اكمل السلام سمعت صوت فتاة تصرخ بغضب:
"عـــــمـــر...اعدها لي"
ثم قال عمر:
"اهلا لؤي...كيف حالك"
"ماذا تفعل...من هذه الفتاة"
ضحك وقال:
"ابتعدي عني....اه لؤي...هذه اختي ساره...نتشاجر قليلا"
هذا الولد لا يعقل ابدا..رغم انه في نفس سني لكنه مجنون جدا....قلت:
"حسنا...عندما تكمل مشاجرتك الصغيره اتصل بي...ولعلمك .. غدا امتحان!"
وقطعت الخط...
قمت استحممت ثم جلست ادرس لآخر امتحان لي هذه السنه...




xxxx*



كان الخروج من منزلنا صعب جدا....كل ذكرياتنا هناك...اخذت البومات الصور معي...قال جدي انهم سينقلون لنا ما نحتاجه من المنزل غدا...لكنني خشيت ان ينسوا الصور...
دخلنا انا واسيل الغرفه...لم تكن جديدة علينا ... لاننا كنا ننام فيها في بعض الاحيان...انها غرفة امي وخالتي نهى القديمه....ان اثاثها عتيق....لهذا سيحضرون اسرّتنا وخزانة احدانا غدا مع باقي الاثاث للغرفه.....شيء من غرفتي وشيء من غرفة اسيل...
وبهذا نجتمع انا وهي في غرفة واحده....هناك صندوق كبير في غرفتي اضع فيه كتاباتي والروايات التي اقرأها...اصررت على ان يحضروه رغم انني اعلم....اني لن اكتب بسبب حزني لكنه ذكرى جميله لا اريدها ان تبتعد عني....
وضعت حقيبة الملابس جانبا ونمت على احد السريرين اللذان في الغرفه...وفجأه اخذت دموعي بالانهمار....حقا؟!...انتهى كل شيء؟!...الان لن يكون لي ام ولا اب للابد؟!!...
صرت يتيمه؟!....كيف؟....في ساعة غفله!!...

xxxx*
في اليوم التالي ... ثم اخراج الاثاث القديم ووضع الجديد...رتبنا ملابسنا في الخزانة وكل واحدة وضبت اغراضها وما يخصها وانا وضعت صندوقي تحت السرير ولم اطل عليه...الا بعد حين...
ولأن خالي نبيل ولؤي كانا يشرفان على عملية النقل...اصرت عليهما جدتي لتناول الغداء معنا...
جلسنا حول المائده وبسمل الجميع وبدأوا بالاكل...الا انا واسيل...كنت العب بالملعقه داخل صحني ولا استطيع التفكير في الاكل .. كيف آكل وقلبي تحت التراب مع امي وابي؟!...لا يمكنني فتح فمي للتكلم حتى...
كنت انتظر ان يبتعد احدهم عن المائده فأكون انا الثانيه بعده...لانه لو قمت الآن ستنتبه جدتي الى طبقي....
تحركت اسيل ووقفت...وضعت الملعقه ووقفت معها...قالت جدتي بسرعه:
"لم تتناولا شيء!"
قالت اسيل ببرود:
"ليس عندي مزاج للطعام"
ثم انصرفت..قلت انا:
"وانا شبعت"
ولحقت بأسيل الى الغرفه...
وجدتها متكورة في سريرها وتمسك هاتفها...تنتقل بين صور فساتين الزفاف التي كانت تتكلم مع امي لتحديد واحد منها!....
هكذا مرت ايامنا ... كئيبة جدا...لباسنا اسود...ايامنا سوداء....حتى صرت اتخيل المنزل بلا الوان!!...كنا قليلا ما نتحدث مع جديّّ..انقطعت اسيل عن حسن وعائلته تقريبا ... فلولا انه كان يهاتفها بين الفينة والاخرى لما كانت تكلمت معه...و كانت ترفض أي عرض للخروج...
وانا امضي اغلب وقتي في الحديقه...هناك يمكنني التفكير والبكاء براحتي .. كنت لا ارى مستقبلا لي دون امي وابي....عندما اغمض عينيّ للنوم...اغمضهما وانا موقنة اني لن استيقظ بعدها!!...
لا نأكل الا قليلا جدا يعني ما يبقينا على قيد الحياة!.... وقد لاحظت فقدان الوزن!....
مرّ شهر ونحن على هذه الحال...كلما حاول احد التكلم معنا نصده ببرودنا وجفائنا!....عندما انظر الى نفسي في المرآة اشاهد ذلك السواد تحت عينيّ يروي قصة الأرق معي وتفكيري المستمر في ابواي خلال الليل....
غدا هو اول ايام شهر رمضان المبارك....كنت اجلس على سريري واقرأ رسائل صديقاتي في(messenger) ... اقرأها بكل برود...لم يعد يهمني شيء....كل رسائلهن كانت تسأل عني وعن حالي وعن اذا كان خبر وفاة والداي صحيح ولماذا لا اتكلم معهن....مللت من هذه الرسائل كل يوم نفس الشيء!.....
انشأت مجموعه جديده وضفت اليها كل صديقاتي ثم بعثت برساله:
"لقد مت...ولم يعد هناك شيء اسمه (مايا) بعد موتهما...وداعا"
ثم غادرت المجموعه وحظرت كل صديقاتي ... لا اعرف لماذا افعل هذا!!...صرت اكره كل شيء وكل الناس حتى نفسي!...
نظرت ناحية الباب عندما سمعت صوته يفتح.....وجدت اسيل تقف وتقول:
"جدتي تريدنا...هيا تعالي الى الصاله"
ثم خرجت....تململت ووضعت الهاتف جانبا وقمت الى الصاله....كانت جدتي تمسك السبحة وتستغفر بعد ان انهت صلاة التراويح....
وقفنا امامها ننتظر ان تفرغ من استغفارها...
وضعت السبحة جانبا وابتسمت لنا ثم قالت:
"اجلسا يا صغيرتيّ"
جلسنا الى يمينها بجانب بعضنا....قالت بهدوء:
"غدا هو اول ايام شهر رمضان"
هززنا رأسينا
"هل صليتما التراويح؟"
صمتنا وانزلنا رأسينا الى الارض...نحن حتى لم نصلي العشاء!!...تنهدت جدتي ثم قالت:
"انا اعلم....لم تصليا أي فرض من فروض اليوم ولا الذي قبله!...انا اراقبكما يوميا...اسمعاني...كنت اريد التكلم معكما بالموضوع منذ فتره لكن خفت ان تكرها الصلاة اذا ما قرنتماها مع موت حسام واسماء رحمهما الله!"
لم نتكلم ومازلنا ننظر الى الارض...اكملت:
"تظنان ان حزنكما كبير جدا ولا يوجد اكبر منه؟!....كلا....انا فقدت ابنتي!!!...حزنت عليها كثيرا هي وحسام....بكيت...لكن ماذا بعد؟!...هل تتوقف حياتي؟!....هل اتجمد مع الزمن؟!...لا بل رضيت بقدر الله عز وجل وصبرت....واستعنت بالقرآن للتخفيف عني!..."
رفعت رأسي فوجدتها تبتسم ابتسامة كلها حب وحنان!
"حسنا...متى اخر مرة بسطتما ذراعيكما للدعاء؟...او صليتما....بعدكما عن الدين هكذا هو الذي جعل قلبيكما ضعيفين لاحتمال الابتلاء!...لكن غدا هو اول ايام شهر رمضان ويجب ان تبدآن صفحة جديده معه..."
قالت اسيل:
"معكِ حق جدتي.....ان شاء الله سنتوب الى الله....ونحافظ على صلواتنا"
"ان شاء الله...وهناك شيء آخر يجب ان اناقشه معك يا مايا"
نظرت اليها بمعنى "ماذا" فتكلمت:
"انتِ لستِ صغيره....صرتي كبيرة بما يكفي ومحاسبه لتلتزمي بالحجاب واللبس المحتشم....انا حزينة على اسماء كيف ذهبت ولم تلبسكِ الحجاب!...هل تعرفين ان ابواكِ سيعذبان لانكِ غير محجبه!...وانت لا تريدين هذا صحيح؟"
هززت رأسي بسرعة بمعنى "كلا" فأكملت:
"اذا من يوم غد يجب ان تتزيني بإرتداءه....لو تعرفين كم هو عظيم اجره!....خذي هذا الكتيب واقرأيه....ستجدين فيه ما ينفعك..."
ابتسمت واخذت منها الكتيب....كلامها كان مقنع بعض الشيء....انا اعلم انني مقصره نحو ديني...ويجب ان اعود الى الطريق الصحيح....
واكملت جدتي كلامها عن الدين...الاجر والثواب...العذاب والموت....ارتعد قلبي عندما ذكرت عذاب تارك صلاة الفجر وجاء جدي من المسجد وصار يشاركنا الحديث...وكان اغلب حديثه عن اللباس الساتر....حتى انني قررت في قرارة نفسي ان اشتري(جلباب)في عيد الفطر....
وامضينا ليلتنا هكذا الى وقت السحور حيث لم نأكل شيء!...
وبعد صلاة الفجر...حثتنا جدتي على قراءة ما تيسر لنا من القرآن ثم النوم....
xxxx*
استيقظت في اليوم التالي وانا اشعر بأن اطرافي مخدره....مددتها قليلا ثم قمت...
اقتربت من اسيل الغاطة في النوم بعد ان رأيت الساعة وكانت قريبة من الواحده ظهرا!...حركت اسيل وانا اقول:
"اسيل قومي...استيقظي هيا....يكفي نوم"
تململت قليلا ثم جلست وصارت تفرك عينيها....تركتها وخرجت الى الصاله....وجدت جدي وجدتي يتجاذبان اطراف الحديث...القيت السلام فقالت جدتي:
"وعليكم السلام صباح الخير....هيا صلي الظهر ثم تعالي"
تثائبت ثم ذهبت الى دورة المياه...توضأت وصليت وانا ادعوا الله ان يغفر لي ذنوبي ويرحمني .. فبعد ان قرأت الكتيب الذي اعطتني اياه جدتي خفت كثيرا من ان اموت وانا على المعاصي!...دعوت الله ليرحم امي وابي...
وبعد ان انتهيت قالت اسيل:
"هيا اخلعي ملابس الصلاة لأصلي"
اعطيتها اياها ثم توجهت الى حيث جديّ..وجلست بجانب جدي بصمت كالعاده...قالت جدتي:
"اتعلمين يا مايا انكِ ورثتي جمال العينين من ابوكِ؟"
نظرت اليها وابتسمت ببهوت ثم قلت:
"شكرا لكِ"
اجل فقط هاتين الكلمتين!!....منذ ان عرفت بموت امي وابي وانا على هذه الحال...لا أكلم احد....لا اذكر متى اخر مره تكلمت فيها عن موضوع معين....حتى لو كان تافه...كل تفكيري ينساب الى امي وابي وذكرياتنا مع بعضنا...جالسه او واقفه...في المطبخ...في الغرفه....عند نومي وفي الحديقه....دائما افكر بهما...ولساني انعقد عن قول أي شيء الا الرئيسيات ... وجملة "اشتقت لكما" عندما ينهكني التفكير والأرق في ساعات متأخره من الليل وانام كفاقد الوعي!....
لم اعد اهتم لأي شيء....ًرت غير مباليه ... كتاباتي اهملها ... صديقاتي وحتى العائله..الشيء الوحيد الذي اهتم به واطل عليه كل يوم هو الصور...الذكرى التي تجمعنا مع امي وابي....عندما انظر الى اسيل اشعر انني اريد ان انقض عليها واحبسها داخلي لكي لا افقدها!...اريد ان احميها في قلبي فهي اخر ما تبقى لي!!...
اعرف ان الكل يحبني ويهتم بي...لكن مهما اعطوني من حبهم وحنانهم لن يعوضوني عن لؤلؤتا حياتي ....عن مقلتا عيني...امي وابي...
اشعر انني لا استطيع التنفس من كثرة القهر بداخلي...قلبي يؤلمني حقا...
الشيء الوحيد الذي اتمناه الان هو رؤيتهما لآخر مرة في حياتي!...
انا ارمي نفسي في حضن امي واتشبع من عطفها...ان اخرج قهري عند ابي فيضحك تلك الضحكة الرائعه ويأخذني في حضنه!!....حقا اشتقت لهما....
استيقظت من شرودي على صوت نغمة هاتف جدي....كان على الطاوله بعيدا عن متناول جدي فقمت بسرعة واخذت الهاتف ثم اعطيته لجدي....أبتسم ابتسامة جهلت معناها ومسح على رأسي كأنني طفل في الخامسة من العمر....ثم اجاب عن الاتصال...
"وعليكم السلام...نبيل كيف حالك"
...
"لقد سبقتني ههههه"
...
"تعلم الاشغال والمنزل ومهام الحياة"
...
"لم تتعب نفسك...رمضان للعبادة وليس الطعام"
...
"اجل معك حق"
...
"حسنا حسنا...سأشاور امك واعطيك خبر"
...
"مع السلامة"
وبعد ان انهى مكالمته نظر الى جدتي لكن دخول اسيل قطع ما كان سيقوله ... القت السلام فرددنا عليها وجلست مقابلي وتكلم جدي:
"ابو لؤي يدعونا الى الافطار عنده...وستكون نهى مع عائلتها هناك ايضا....بما انه شهر رمضان يريد ان يجمع العائله"
وهنا اعتصر قلبي الما....يجمع العائله؟!...اليس امي وابي من العائله؟!...لكنهما !...بلعت غصتي وتأهبت دمعة على بدايات رموشي ... لكنها لم تسقط وابت العودة الى اخواتها!...
ظلت تلمع في عيني وانا انتظر رد جدتي
"جيد....سيكون افطارا لذيذا بين الاحبه...لا مانع من ذلك"
قلت بسرعة وبصوت حاولت تحسينه قدر المستطاع:
"انا لا اريد"
نظر الجميع الي باستغراب لكن ملامحي ظلت جافة دون أي انفعال...
انا لا اريد الاختلاط بأحد ابدا....قالت جدتي:
"لماذا يا مايا؟"
"هكذا لا اريد...اذهبوا انتم وانا سأبقى هنا"
ومباشرة قالت اسيل:
"وانا سأبقى ايضا"
نظرت جدتي الى جدي وتأملا بعضهما مطولا ثم تنهد جدي وقال بحزم:
"انا قلت سنذهب....ولا يمكن ان تبقيان هنا...ستأتيان"
اخذت نفسا عميقا وكنت سأرد عليه لكن لمحت نظرة اسيل التي تتكلم بالتحذيرات!!....عيب علي ان ارد على جدي واعارضه!....تنهدت وبلعت غصتي ثم قمت وخرجت من المكان كله الى الحديقه...لعلي اريح نفسي بالبكاء قليلا!!




ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

انتهى البارت....آسفه لانه قصير نوعا ما...بس لانه الاحداث ببدايتها...
وبعرف يمكن تحسوا ببعض الملل من تفكيرات مايا المتشابهه بس حطوا نفسكم مكانها للحظه!!(الله يبعد عن عنا هيك ابتلاء)
.
.
وكمان شغله....هسه مين فيكم لازم ابعتلها رساله انه البارت نزل ومين فيكم بتشوف لوحدها؟؟!!...لانه متععععبببب جددددددا اني ابعت للكل.....وشكرا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 09:10 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\

البارت السادس...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة..اللهم اني بلغت اللهم فاشهد






كنت جالسة على العشب الاخضر والعب بالتراب الاحمر بين اصابعي...
الحياة صعبة جدا دون حنان الام وامان الاب...انا لا اريد مقابلة احد...لابما لانني لا اريد ان يسأل عني احد لكن جدي قال كلمته وانتهى!...
سمعت صورت اذان العصر....اخذت شهيق قوي حبست فيه كل الاكسجين من حولي ثم زفرته بقوة مع كلمة:
"يا رب"
ثم لملمت شعري الكثيف الذي يصل طوله لنصف ظهري وجمعته الى كتفي واخذت العب بخصلاته غير منتظمة الطول...
"مايا...مايا"
مسحت آثار الدموع بسرعة عندما سمعت نداء اسيل ووقفت ثم التفتت اليها وقلت:
"نعم؟"
اشارت الي بالدخول .. فانزلت ذرات التراب العالقه في بنطالي الاسود ودخلت....قالت لي:
"هيا تجهزي...سنخرج بعد قليل"
"لكنني لا اريد الذهاب !!"
"ولا انا...لا اريد مقابلة زوجة خالي سعاد...بل لا اريد مقابلة احد...لكن ماذا نفعل"
حركت نظري في المكان بضجر وبعدها ذهبت الى غرفتنا ... لم يكن عندي مزاج للبس فأخذت احدى عباءات اسيل .. على كل حال فإن كل ملابسي قصيره وانا نويت ان ارتدي الجلباب ..
لكن قبل ان ارتديها دخلت جدتي وهي تقول:
"صلي اولا يا مايا ثم حضري نفسك"
تنهدت ووضعت العباءة جانبا وقمت للصلاة...
***
وصلنا الى بيت خالي ويبدو ان عائلة خالتي نها وصلوا قبلنا....
كنت امشي نحو الباب مكرهه....كنت قمة في البرود والجفاء....فتح لنا لؤي الباب ورحّب بنا احر ترحيب....لكنني كنت شاردة الذهن وانظر الى الارض..سلمت على الجميع وانا ابتسم ابتسامة صفراء ثم جلست بجانب اسيل بهدوء...
كانت اسيل افضل مني حالا...صحيح انها صارت قليلة الكلام...لكنها تبادلهم المجاملات والابتسامات...وفي المنزل تساعد جدتي....اظن ان اصرار حسن بالتكلم معها هو ما ساعدها!..
فجأة شعرت باحدهم يمسك عضدي...رفعت رأسي فرأيت نسرين تبتسم برقّه وتقول:
"هيا مايا...دعينا نخرج الى الحديقة قليلا مع منار"
وشدتني لأقف رغما عني....لم يكون سيكون موقف جيد لو حاولت مقاومتها لذا مشيت معها دون أي كلمه...
وقبل ان نخطوا خطوة قال خالي:
"مايا؟!...ما شاء الله!!!...منذ متى تلبسين الحجاب؟"
طبعا كنت البس شالا(طرحه)اسود ساعدتني اسيل في ارتداءه....نظرت اليه بعينين مرهقتين وقلت:
"منذ اليوم...شكرا"
وكنت اريد الخروج بسرعة قبل ان يضطرني احد آخر للكلام ... لكن امسكتني خالتي بلسانها قائله:
"بارك الله فيكِ..كم تشبهين نسرين في هذا الشال!"
نظرت الى نسرين بتلقائيه ... كانت تلبس شالا يشبه لون السكر البني وترتدي فستانا شرعي باللون الخمري الغامق...
اما ملامحها فهي ابعد ما يكون عني....عيناها بنيتين لكن فيهما انسيابيه غريبه وبشرتها حنطيه....
عدت بنظري الى خالتي كأنني اقول"أي شبه هذا؟!" لكنني وجدت اعينهم ترمقني باستغراب ربما بسبب شكلي!!...
استدرت بسرعة قبل ان اسمع أي كلمه اخرى وخرجت الى الحديقه...توجهت مباشرة الى الأرجوحه الكبيره بيضاء اللون...جلست عليها وصرت اهزها ببطئ...
رأيت نسرين ومنار تقتربان فوجهت نظري الى اصابعي...جلسا بجانبي وقالت نسرين:
"عزيزتي ما بكِ؟"
لم اجبها وبلعت غصتي...قالت منار:
"متى آخر مرة نظرتي فيها الى المرآة؟...تبدين مرهقة جدا!"
وقلت وانا احسن صوتي قدر المستطاع:
"انها مجرد قلة نوم"
"قلة نوم؟!...انظري الى جـ.."
قلت باقتضاب:
"كلمة اخرى وسأعود الى الداخل!"
صمتتا قليلا ثم قالت نسرين لتغيير مجرى الحديث:
"منار؟!...بعد العطلة انتِ ستكونين في آخر سنين الثانويه!!...يجب ان تدرسي جيدا"
وبدأ حديث طويل عن الجامعة والثانويه وانا لم انبس...
لا اعرف كم من الوقت مضى....لكنني انتبهت الى صوت اسيل من بعيد وهي تقول:
"يا بنات...هيا ساعدننا في اعداد الطعام"
قامت منار وتبعتها نسرين لكني فضلت البقاء مكاني فانا لا اريد مواجهة احد...
شعرت ببعض الحزن تلك اللحظة عندما قالت خالتي انني اشبه نسرين...انتبهت الى مدى شبهها من امي!...
عاد الى ذاكرتي مشهد امي وابي في الثلاجات!!...تهتز روحي كلما مرّ طيفهما الفارغ من الروح...تنهدت واغمضت عينيّ فانسابت دمعة لامعة على خدي...
وبعد ذهاب الدقائق الكثيره مع الريح...قررت العودة للداخل...
كنت اراقب قدمي وانا امشي غير منتبهة للذي امامي .. فجأة صدمني احدهم...تأوخت وشعرت بدوار مفاجئ!!...لا اظن انه من الصدمة بل من الجوع...رفعت رأسي فرأيت ريّان ينظر الي بقلق ويقول:
"مايا؟..هل تأذيتِ؟"
هززت رأسي نفيا وكنت سأدخل لكن عارض طريقي وقوف رائد ولؤي يتكلمان...تأففت بضجر وقلت بهدوء:
"هل تسمحان لي بالمرور؟"
وبسرعة ابتعد رائد لكن لؤي ظل يبحلق بي لدقيقة ثم تحرك ببطئ فدخلت بسرعة وجلست بجانب جدتي....لم يكن هناك احد في الغرفة الا جدي وخالي وابو ريّان وجدتي...اكيد الباقيات في المطبخ...
قالت جدتي:
"هل انتي بخير عزيزتي؟"
"اجل بخير"
"لكن وجهك اصفر اكثر من المعتاد!"
كانت نظراتي بارده ولم ارد....مسحَت على رأسي وصمتَتْ
***
تجمعنا حول مائدة الطعام وكان هناك التمر والعصير والماء فقط!..
وبعد ان اكل كل واحد حصته قال جدي:
"هيا يا شباب الى المسجد"
وخرج كل الرجال اما النساء بدأن بإعادة التمر الى الداخل و احضار الوجبات الرئيسيه والقبلات الشهيه...
كنت انظر اليهم دون حراك...استغربت قليلا من طريقة افطارهم لكنني فهمت انها هكذا ليتمكنوا من الصلاة في المسجد...لم يكن ابي هكذا!..
وبعد ان رجع الرجال كانت الطاوله مليئة من كل ما لذّ وطاب...كانت اسيل الى يساري وجدتي الى يميني....فسكبت لي جدتي الرز في طبقي...
اكلت بعضه ثم شعرت بالشبع فجأة...وضعت ملعقتي جانبا وكنت سأقوم لكن قالت جدتي بسرعه:
"الى اين؟"
"لقد شبعت..الحمدلله"
"بالكاد لمستي طبقك...اجلسي واكمليه...انتي صائمه"
كا كنت سأناقش جدتي !...فجلست مكاني لكن لم آكل ... همست اسيل:
"ارجوكِ يا اختي كلي القليل بعد...ستموتين اذا بقيتي على هذه الحال!"
اموت؟!...انها فكرة جيده...لم لا؟...ابتسمت على افكاري السخيفة وقررت ان آكل القليل من السلطه...
***
بعد ان نقلنا الاطباق الى المطبخ....قدمت لنا منار الشاي...
كنت انظر الى ذلك السائل الاحمر الساخن كيف يتحرك بسلاسة مع النعناع...
"مايا المشاكسة المتهوره هادئة اليوم!!...ما السبب؟"
رفعت رأسي الى لؤي الذي يحاول ان يحثني على الكلام باستفزازي!!..
نظرت اليه وتعلقت عيناي به!!...
وكأنني انتبه الآن فقط ان لؤي موجود!!....لؤي هذا الذي اعتبره "حبيب"!!...كيف لا اراه طول اليوم؟!...لماذا اراه الآن؟!...لم اهتم الى كلماته بقدر ما اهتممت باستكشاف قسمات وجهه!!..
"كل هذه النظرات بسبب هاتين الكلمتين؟!...سامحيه لأجلي"
جحدت الخالة سعاد التي تفوهت بكلماتها باسلوب غريب وكأنها توبخني!!...
جحدتها ببرود ثم وضعت فنجان الشاي على المنضده بجانبي وقمت الى غرفة منار...


***



"هل غضبت مني؟!"
قلتها وانا انظر الى زَول مايا....قالت اسيل بعد ان جحدت امي!:
"لا لم تغضب منك...لكنها هكذا تتجنب الحديث مع الجميع"
"لماذا!!"
قالت جدتي بأسى:
"لا اعرف...هكذا هي منذ موت اسماء وحسام !..انظروا الى حالها!..لا تأكل ولا تتكلم ولا تنام!..انا خائفة عليها كثيرا"
قال ابي
"اظن انها دخلت حالة نفسيه!...اتوقع ان الطبيب الذي اشرف عليها كان مخطئ...يجب ان نأخذها الى..."
قاطعته اسيل باحتدام:
"لا...لن تذهب مايا الى أي مكان!...هذه طبيعتها منذ الصغر...عندما تحزن لوذ بالصمت...وتبتعد عنا...وكان ابي هو الذي يستطيع اخراجها من حالتها!"
صمتت والدموع تتجمع في عينيها وبلعت غصتها...وقعت علينا دقيقة صمت ثم تكلم ابي بهدوء:
"منار...اذهبي ونادي مايا...هناك موضوع مهم يجب ان نناقشه"
وقفت منار بسرعة وذهبت اعن انظارنا....ثم وقف ريان وقال:
"وانا سأذهب"
لكن استوقفه ابوه قائلا:
"انتظر يا ريان...سنذهب جميعا"
وقف ابي وقال:
"لماذا يا ابو ريان...نحن جالسون!"
ابتسم الاخر وقال:
"شكرا لكم...لكنه شهر رمضان والواحد منا يريد استغلاله بالعباده"
جاءت مايا وظلت واقفه معنا...
وبعد ان ودعنا عمتي نهى وعائلتها...جلسنا نستمع الى الموضوع الذي يريد ابي مناقشته
"اسيل ومايا...لا اعرف اذذا كان هذا وقتا مناسبا للكلام او لا...لكن هناك بعض الامور العالقه يجب حلها...تعلمان انكما الوريثتان الوحيدتان.."
رفعت اسيل رأسها بانصات لكن قطتي الصغيره تحرمني من رؤية عينيها وتنظر الى الشريط المنسدل من عبائتها وتلعب به....صحيح لم اخبركم بصدمتي عندما رأيتها محجبه!...وترتدي عباءه!...لكنني فرحت انها اخيرا وجدت الطريق الصحيح,,
اكمل ابي:
"لهذا كل ما تبقى من املاك والديكما سيقسم بالنصف بينكما ... اما بالنسبة للمنزل فهذا ما اريد مناقشته...اما ان نبيعه او يؤجل الى اشعار آخر"
وهنا رفعت اميرتي رأسها وتكلمت بطريقة جافة جدا:
"الان صرنا نتقاسم الورثه!؟...لا اعرف كيف يمكنكم التفكير في الموضوع!"
واختنق صوتها عند اخر كلمه ثم خرجت من المنزل الى الحديقه!...كلنا كنا ننظر الى ظلها المبتعد بصمت...قالت اسيل بقلة حيله:
"اعذرها يا خالي فهي متأثرة بموتهما كثيرا...اما بالنسبة للمنزل ... افضل ان يتم بيعه ونصف السعر في حسابي والنصف الاخر نودعه في حساب ابي الى ان تكبر مايا"
هز ابي رأسه وقال:
"حسنا ... وارباح الشركه كذلك الامر؟...والامـ.."
وهنا انقطع سمعي عنهم....كنت ما زلت انظر الى الباب حيث خرجت مايا...يا اللهي .. لا يمكنني البقاء هنا وهي تبكي في الخارج....يجب ان اراضيها...التفتت الى ابي فسمعت كلمات اسيل الاخيره:
"اذاً؟....ارى ان لا يتم تقسيم الارث الى ان تبلغ مايا الثامنة عشر....هذا افضل"
قلت فور انتهائها من كلامها:
"منار تعالي معي"
نظرت الي باستغراب فاكملت:
"لا يجب ان نترك مايا هكذا"
قالت جدتي:
"اجل بارك الله فيك"
وقفت وسحبت منار معي...خرجنا الى الحديقة والى الارجوحة بالتحديد حيث كانت مايا تغلف وجهها بيديها...
عندما صرنا امامها قلت:
"هذا يكفي يا مايا ارجوكِ...لن احتمل رؤيتك تبكين هكذا"
لم تتكلم وما زالت على نفس الوضعيه...قالت منار:
"مايا...كلنا محزونون لموت عمتي وابوكِ...لكن يجب ان نصبر"
"اجل...لا اظن ان عمتي اسماء سترضى بهذا!...والعم حسام كان سيوبخكِ على قلة الاكل..هو كان يحب ان يسمع كلامكِ وعندما تصمتين يحثكِ عليه!....كما انهما لن يوافقا على تصرفاتك هذه مع الناس...لماذا لا تتبعين اوامرهما ؟"
رفعت رأسها وازاحت يديها كان كلماتي كانت كالصفعة القويه التي توقظ الغافل من غفلته....
نظرت الي وقد توقفت دموعها الثمينه....قالت ببحه:
"معك حق"
ابتسمت وقلت:
"هيا لا اريد ان ارى دموعك مرة اخرى....امسحيها وتعالي للداخل"
وقفت بتردد وهي تمحلق بوجهي..وكانها تقول"من اين لك هذا الكلام!" لا اظنه كان كلام عميق او كلام حكيم...لكن ربما حرك عواطفها قليلا...
مشينا نحو الداخل ومسحت مايا دموعها ثم جلست بجانب جدتي ولم تتكلم بحرف الى ان عادوا الى المنزل!..


***



لا اعرف لماذا كانت كلمات لؤي مؤثرة جدا!!....هل لانها كلمات(لؤي) ام لانها حقيقه...ربما لانني طفلة غبية يؤثر فيها كل شيء!...هل هذه صفة جيدة ام سيئة لا اعرف.
كنت انظر من النافذة الى السيارات التي تسابق الريح...ووجه لؤي مطبوع على الزجاج...هل على الزجاج ام على عيناي.!؟...كل شيء صار مختلط ببعضه..
انتبهت الى جدي وهو يقول:
"اتصلت عمتكما ام رامز...كانت تدعونا الى الافطار اليوم لكن عندما عرفت اننا عند نبيل اجلت الدعوة ليوم الغد...وسنذهب اليها منذ الصباح الباكر بما انها بعيدة عنا ولكي تقضيا عندها وقت اطول"
لم نعقب والسكوت علامة الرضا..
وصلنا الى المنزل وعندما دخلت غرفتي ... بدلت ملابسي بسرعة وتوجهت الى صندوقي...كان الشيء الوحيد الذي افكر فيه هو ان اكتب شعوري تلك اللحظه....اخذت كتاب(لؤي) وكتبت فيه:
"_عندما رفعت رأسي ورأيت ابتسامته...توقفت الكرة الارضيه عن الدوران!...لم اعد اشعر بشيء الا بنبضات قلبي العنيفة داخل صدري...انه رجلي!...لؤي"
ثم اعدت الكتاب مكانه ونمت بسلام دون ان افكر في أي شيء!
***
لا تريدون معرفة تفاصيل ما حدث في اليوم التالي عند عمتي...لانني ابدا لا احب الذهاب هناك!...بالكاد استمتع في اول ساعة لكن باقي اليوم يكون ممل جدا...
فأختي مع مها ...وبالطبع لن اتحدث مع ابناءها مثلا!!
...
ومع كل يوم كانت نفسيتي تتحسن اكثر فاكثر...
جدتي تحثنا على قراءة القرآن كل يوم وكم كنت ارتاح مع قراءته!..وبعد صلاة العصر .. تقرأ لنا قصة احد النبيين او الصالحين او الصحابه....وكم كانت تؤثر فيني هذه القصص!
صرت احب الصلاة كثيرا....مجرد ان اسمع اول نداء من المؤذن اهرع للتوضؤ ...
صرت اشعر بالهواء يدخلني من جديد والحياة تتلون امامي!!...
عدت ابتسم من جديد وابادلهم الضحك والكلام....
حقا كم هو رائع دين الاسلام...فعندما تتقرب من الله عز وجل تشعر ان كل شيء صار جميل والحياة تبتهج...
عدت للكتابه وممارسة هوايتي الوحيده...
اسيل باتت لا تفارق جدتي في المطبخ لتتعلم منها بعض الاشياء وانا ايضا احب صنع الحلوى او بالاحرى صنع الـ(ليزي كيك)!!..
علمتنا جدتي ان نجعل من امي وابي ذكرى جميلة نستذكرها ونبتسم!..صحيح ان هناك غصة دائمه لكن هذا قضاء الله وعلينا تقبله....
لا اخفيكم انني ما زلت الى الآن انفرد بنفسي لبعض الوقت ابكي وافكر فيهما!
وطبعا عادت اسيل الى عادتها بالتكلم مع حسن لساعات والخروج معه!..صحيح نسيت اخباركم..كان من المفترض ان يكون زفافها بعد العيد لكن تأجل الى ما قبل بداية دوام المدارس باسبوع لتتمكن اسيل من تحضير نفسها...
واليوم جاءت خالتي مع نسرين لنذهب الى السوق ونشتري ملابس العيد...
"مايا...اتركي دفتر مذكراتك وهيا ارتدي العباءة للخروج"
"ها انا افعل يا خالتي"
وضعت الدفتر في الصندوق ثم ارتديت ملابس الخروج...
رائد هو الذي سيرافقنا الى السوق لأن ريان في عمله...توزعنا في السيارة وكان رائد غاضب جدا!..ههه مسكين ... صائم ومضطر لمرافقتنا....قالت لي نسرين عن الملابس التي تريد شرائها...
لن اطيل عليكم الكلام فكلنا نعلم مقدار التعب المترتب على زيارة السوق!...
اشتريت جلباب اخضر اللون لنصف ساقي(تحت الركبه) فهو مناسب لعمري طبعا مع بنطلون باللون البني وشال بيج عليه بعض النقوش بالالوان(اخضر...وردي...بني...ذ هبي)
وكل هذه االملابس من تنسيق اختي وخالتي..
واسيل فستان رسمي ولا تهم التفاصيل.....



***




انه يوم العيد!...
استيقظت عند وقت صلاة الفجر كالعاده...
استحممت وارتديت القميص الاحمر مع بنطلون الجينز وذهبت انا وابي الى المسجد للصلاة...وبقينا هناك الى وقت صلاة العيد...كما ان ابن خالتي مريم(مثنى) كان في المسجد مع ابيه واخيه(جهاد)...لانهم يسكنون في نفس منطقتنا فهم الاقرب لنا...
وبعد الصلاة جاء مثنى وجهاد معنا ليلقيا التحية على امي...
"....وانتما بخير عزيزيّ....أين اخوكما خالد؟"
قالتها امي وهي تضيفهما من حلوى العيد...اجابها جهاد:
"هه خالد؟؟!...عند زوجته المصون!"
ضحكنا على اسلوبه ثم قالت منار
"واختكما عفاف؟؟...والاخرى ضياء؟؟"
قال مثنى:
"كلتاهما في المنزل تستعدان لزيارة اخوالي"
نظرت منار الى امي وقالت:
"امي؟...اخاولي هل سيأتون الينا اولا ام الى خالتي مريم؟"
ضحكت وقلت:
"ما هذا السؤال السخيف"
رمقتني بغرور واشاحت وجهها بتكبر!...وقف جهاد ومثنى قائلان
"عيدكم سعيد...لكن نحن علينا العودة الآن"
قلت
"لا تنسوا مدينة الالعاب بعد العصر حسنا"
"اجل بالطبع سننسى..اقصد لا احم...وسنتصل بخالتي إبتهاج لتأتي مع عائلتها"
وقف ابي وقال:
"ونحن يا لؤي يجب ان نذهب الى عمتك نهى وبيت جدك"
***
بعد ان اكتملت زيارتنا لعمتي نهى توجهنا الى بيت جدي...
"حفظك الله يا لؤي...صرت شاب وسيم...متى أراك عريس؟"
ضحكت بقوة على كلمات جدتي هذه ثم قلت:
"عريس؟!...بالكاد انهيت سنتي الاولى في الجامعه!"
وهنا دخلت اسيل تتبعها قطتي الحبيبه مايا....كانت مشرقة على عكس اخر مرة رايتها....ونزعت الكآبة والسواد عنها...
سلمت على ابي هي واسيل ثم التفتت اسيل الي وقالت:
"كل عام وانت بخير يا لؤي"
"وانتي بخير"
ونظرت الى مايا انتظر منها ان تتكلم اريد ان اسمع صوتها لكن قالت جدتي بسرعه:
"مايا...احضري الضيافة"
خرجت مايا بسرعة وبعد قليل عادت وتحمل معها سلة ذهبية اللون تحتوي على انواع الشوكولا المختلفه ..
قدمت منها لأبي فمد لها يده وبها بعض الاوراق النقديه(عيديه)...لكنها ضحكت بحرج وقالت:
"خالي!!!.....لم اعد صغيره!"
ابتسم لها
"وهل لهذا عمر ايضا؟!...انتي واسيل ستأخذان غصبا ههههه"
وبعد اصرار تناولت النقود منه واخذت اسيل حصتها وضحكة مايا ما زالت تطن في اذني...لم اسمعها منذ مده...ضحكة لطيفة رقيقه...
ابتسمت بهدوء وانا اراها تقترب مني...مدت لي السلة وقالت:
"كل عام وانت بخير لؤي"
اااه ما اجمل اسمي على لسانها....اخذت منها السلة كلها ممازحا وانا اقول:
"وانتي بخير...الآن اذهبي واتركيني مع حبات الشوكولا اللذيذة هذه"
ضحكت وتوجهت الى الطاوله...تناولت منها "القهوة العربيه" وقدمتها لنا...
وبعدها جلست مايا بجانب اسيل ... كنا نتكلم في عدة امور الى ان سمعنا صوت تهامس الفتاتين...المفروض انه همس...لكننا سمعناه كلنا!
"هل اخبره الان؟"
"قلت لكِ ليس اليوم...غدا"
"لكن,,,"
"هشششششششـ"
قال ابي بسرعه:
"ماذا تريدين ان تقولي يا مايا؟"
تلعثمت وقالت:
"مممـ...كنت سأطلب منك ان..."
لكنها سكتت!...قال جدي:
"تكلمي...اطلبي ما تريدين"
"حسنا...كنت افكر انا واسيل ... ماذا لو زرنا قبريّ امي وابي؟"
كان طلبها مفاجئ بعض الشيء...سكن المكان لدقيقتين ثم قال ابي:
"هذا من حقكما ... اذا تحضرا بعد صلاة الظهر آخذكما"
تهلل وجهها وقالت بسرعه:
"شكرا جزيلا"



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

انتهى البارت...

ارجو ان يعجبكم...

انتظروني يوم الاربعاء في البارت السابع...











آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 09:21 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\
البارت السابع..

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة...اللهم اني بلغت اللهم فاشهد...






قضينا الساعات الاولى من العيد في زيارات الجيران والاصحاب...
وبعد الظهر اخذ ابي الفتاتين الى مقبرة العاصمه .. يبدآن عيدهما بالدموع!..
والفترة التي كانوا في العاصمه...جاءت خالتي إبتهاج الينا مع زوجها وابناءها(جلال.نجوى.عمر.ساره ) وبعد السلام خرجت مع عمر وجلال نتمشى في الشارع!...
انتم تعرفون عمر قليلا...وجلال اخوه الاكبر مهووس بالرياضة وكمال الاجسام!...لع عضلات كبيره حتى ان شكله مخيف رغم انه لا يؤذي احد...
كنا نتمشى انا وعمر ونتكلم عن غباء اخواتنا !!.. للعلم هو يعشق اخته ساره رغم انها تصغرنا بـ 5 سنين!...وجلال كان يكلم جهاد لنلتقي في احد المطاعم...
الآن ستسألون لماذا انا منسجم مع اولاد خالاتي ولم يتم ذكر اولاد أخوالي!..
سأقول لكم ان اخوالي بعيدون جدا عنا ومتفرقون في البلد فلا نراهم الا بالمناسبات الخاصه لوقت قصير...فما لي الا اولاد خالاتي وريان ورائد...
بعد ان طلبنا وجبة غداء صغيره من النادل قال جهاد:
"صحيح يا لؤي...عمتك المرحومه زوجة رجل الاعمال حسام...هل عندها ابناء؟"
وهنا تذكرت مايا...كيف حالها الان؟؟...ستكون غارقة في دموعها !!...اميرتي الصغيره لماذا تحبين احزان نفسك في يوم كهذا؟؟...الآن انا اضحك والعب وهي تعاني الامرين...
"لؤي؟؟!!...انا اتكلم معك اين ذهبت؟"
"اااه..لا لا ... اسمعك لكن افكر بعمتي رحمها الله...مممـ لديها ابنتين ولا يوجد ابناء ذكور!"
"ااها...هكذا اذا"
قال عمر ممازحا كعادته:
"ااووه....تخيلوا ... كل ثروة حسام ستنقسم نصفين لهما فقط!!....وارباح الشركه وكل الاملاك والاموال!!...اااه ان من سيتزوجهما محظوظ جدا"
ضحك مثنى وقال:
"معك حق...لؤي كم عمرهما؟"
جحدهم بحده ثم قلت:
"كم انتم خبيثون!!...اطمئنوا .. الكبيرة مخطوبة والصغيرة صغيره"
رفع جلال حاجبه وقال:
"الى أي حد صغيره مثلا؟"
قلت بخبث:
"انت اصمت...اذا رأتك ستفقد وعيها من الخوف!"
ضحك عمر بقوة ثم قال:
"هههههه...هكذاا؟؟...أرأيت يا جلال كيف يتكلم عنك...قم اضربه هيه هههههه"
ثم التفت الي وقال:
"انا انا يا لؤي...انظر ما اجملني انظر....كم عمرها؟"
كنت اريد ان الكمه من ثقالته لكنني اكتفيت بالنظرات...قال جهاد:
"هيا يا لؤي قل ارجوك...نحن لن نخطف البنت!..اذا اردناها سنطلبها من جدك هههه...فقط انت قل"
ايقنت انهم لن يصمتوا الا اذا اخبرتهم لكن قبل ان افعل قال مثنى بحماس:
"ااااااااه....ربما لا يريد اخبارنا ليحتفظ بها لنفسه!"
كلهم نظروا الي بخبث وعلى وجوههم ابتسامات غريبه...قلت بسرعه:
"انااا؟؟!!...دعوني اكمل الفصل الصيفي لهذه السنه وراجعوني في الامر....عمرها 15 او 16 سنه"
قال جهاد بسرعه:
"سمعت ان هناك فتيات متزوجات في هذا العمر!...اذا لا مشكله في ان نطلبها ههههه"
كانت كلماتهم تضايقني بعض الشيء...هم يمزحون اعرف...لكنهم يمزحون على حب طفولتي ومراهقتي!...



***




بعد ان عدنا من المقبره....اخذنا خالي الى منزل عمتي عبير...
سلمنا عليها وجلسنا نتناول فاكهة حديقتها الخاصه...
كنت اقطع التفاحة وانا اتذكر ذلك الشعور المؤلم جدا عندما وقفت امام قبر امي!!..هل تتخيلون ان يمر العيد دون الام والاب!!!....بكيت كثيرا كثيرا حتى جفت دموعي وارتوى بها تراب قبريهما...كيف ان تنحرم من سماع صوتهما!!!....كيف ان تنحرم من لمسهما والشعور بدفئهما...لا تشعر الا بعاصفة حزن شديده تجتاح قلبي وتدمره ... تحوله الى فتات بارد!!...كم اشتقت اليهما!!!...
انتبهت الى دمعتي التي سقطت على السكين...نظرت اليها مطولا..كانت هي والسكين تعكسان صورتي بشكل مشوه!!...وكانهما تخبرانني ان الحزن ليس جميل!!...
مسحت اثرها عن وجهي وهنا دخل رامز مع زوجته يقول:
"هيا يا امي لنذهب الـ..."
وصمت عندما رآنى نجلس في غرفة الضيوف ... ابتسم بسرور وقال:
"يا اهلا وسهلا...عيدكم مبارك ... اعذروني لم انتبه"
صافحه خالي وقال:
"لا تقلق ... لا مشكله...نحن يجب ان نذهب الآن"
وبعد ان ودعناهم عدنا ادراجنا...طوال الوقت في السيارة كنت شاردة الذهن...سمعت اسيل تتكلم وخالي...لكن لم اهتم الى حديثهم...الشيء الوحيد الذي كان يلوح امام عينيّ هو منظر القبرين الكئيب وافكر في مقلتا عيني امي وابي...
***
وصلنا الى بيت جدي....وعندما نزلت لاحظت سيارة حسن!....
مشى الينا وسلم على خالي والقى التحية علينا ثم قال:
"هيا يا اسيل"
نظرت الى اسيل بسرعة وقلت:
"الى اين؟"
"اتصل معي في السياره وسنذهب لنقضي العيد معا"
"اها..الان انتي تتسلين وانا اجلس في المنزل"
"عزيزتي!!...هذه مشكلتك ليست مشكلتي"
ورمقتني بخبث ثم ذهبت مع حسن...ذهب خالي وانا دخلت المنزل..وما ان فتحت الباب حتى صدخ في المكان اعذب صوت:
"الله اكبر...الله اكبر"
كان المؤذن ينادي لصلاة العصر...ابتسمت بارتياح ودخلت...رأيت جدي يستعد للخروج الى المسجد .. القيت عليه التحيه وتبعت رائحة الطعام الشهيه في المطبخ...
كانت جدتي تعد وجبة خفيفه...قلت:
"ما اشهى الرائحه ... سأصلي العصر وآتي للمساعده"
ابتسمت لي وانا صليت العصر وبدلت ملابسي وبدأت اساعدها بالامور البسيطه...
اتصل جدي وقال انه لن يأتي وقد يتأخر للعشاء....اكلت مع جدتي القليل ثم جلست تلك الاخيره تقرأ القرآن كعادتها عندما تفرغ...
ذهبت الى غرفتي واختنقت من الملل...وبينما انا اشاهد فيلم ما....نادتني جدتي...هرعت اليها لكن سمعت صوت شابين!..
عدت الى غرفتي وارتديت ملابس الصلاة ثم ذهبت الى الصاله...
عندما دخلت ... رأيت لؤي ومنار...معهما شاب ليس أي شاب!!...مهما وصفت لكم لت تصلكم صورته الجماليه!!
عيناه زرقاوتين كزرقة السماء...ولون بشرته كبياض الثلج!!....اشقر.كل شيء فيه ملفت لشدة جماله!!...قلت بتلعثم:
"السلام عليكم....ماذا أردتي مني جدتي؟"
"ستذهبين مع لؤي ومنار الى مدينة الالعاب"
لم اتحرك من مكانب ونظرت الى ذلك الوسيم وكأنني اطلب ان يعرفني اليه احد...قال لؤي:
"صحيح...هذا ابن خالتي...عمر"
حركت راسي برضى ثم ذهبت لأبدل ملابسي....انعرضت صورته امامي والى جانبه لؤي...هناك فرق كبير ... لؤي عيناه خضراوين ... وشعره بني فيه لمعة فويه...وجسمه ممتلئ اكثر من "عمر" فهو نحيل بعض الشيء لكنه ضمن الطبيعي هه!!..
اخذت نقودي التي سبق واحتفظت بها ثم خرجت اليهم...
ودعنا جدتي ثم توجهنا الى السياره....انا وافقت مباشره على الذهاب لان الملل قتلني...
حاولت ان اتناسى ذهابنا الى المقبره قدر الامكان...لاآن عرفت لماذا زيارة المرأه للمقابر مكروه!..
وصلنا الى منزل خالي وكان هناك عدة سيارات وبعض الشباب امام المنزل...
نزلنا ومشينا انا ومنار خلف لؤي وعمر نحوهم...
قا احدهم:
"هل هذه الآنسه مايا؟"
منار:
"اجل انها ابنة عمتي مايا"
رفعت رأسي لرؤية من السائل فارتعد قلبي...لوهلة ظننت انني انظر الى رجل من احدى العصابات!!...كان عملاق وله عضلات كبيره!!...
اتسعت حدقتا عيني وتقهقرت خطوة للخلف مع وضع يدي على قلبي الذي ينبص بعنف...
فجأة ضحك الجميع بقوه!!..
ثم لؤي يقول:
"ههههههه...قلت لك...ستفقد وعيها اذا راتك!"
وانفجروا ضاحكين مرة اخرى....
نظرت الى لؤي بحده وكأني انتظر تبرير...فقال عمر:
"هذا اخي الكبير جلال...لا تقلقي لن يؤذيكِ"
ثم التفتنا الى صوت فتاة
"يا اهلا وسهلا...انت بالتأكيد مايا؟!"
كانت فتاة في مثل عمر يتقريبا...وتشبه عمر كثيرا لكنها ذات عينان رماديتان...
ابتسمت بلطف وقلت:
"اجل انا...واظن انكِ من اخوات عمر؟"
"اجل اجل ... كيف عرفتي؟"
"احساس"
ثم خرج من المنزل ثلاث فتيات يتبعهن ثلاث نساء من بينهم الخاله سعاد...ومعهن ثلاث رجال من بينهم خالي...
كنت انظر الى الجميع باستغراب...لا اعرف احد...ربما تهورت عندما قبلت المجيء...
***
جلس الرجال والنساء في الحديقة الهادئه بعيد عن ازعاج الالعاب..
والفتيات ذهبن لشراء العصير...
والشبان الى ملعب كرة القدم وانا وتلك الفتاة التي عرفت ان اسمها ساره..كنا نراقبهم من خلف السياج على المقاعد ... وبصراحة لم اعرف اسم احد آخر...
قلت لها:
"اذا...كم عمرك يا ساره؟"
"اربعة عشر سنه...وبعد اربعة شهور سأصبح في الخامسة عشر... وانتي؟"
"انا اكبر منك بسنة واحده"
صمتنا قليلا ثم قالت هي بحماس:
"لم تتعرفي علينا صحيح...دعيني اعرفك"
ثم سحبت يدي واقتربنا من السياج اكثر...كان الشباب يركضون هنا وهناك .. يضحكون ... يحركون الكره...
"ذلك عمر...تعرفينه..واظنك رأيت جلال...هو اكبر اخ لي...وعمر في نفس سن لؤي...اما ذلك فهو مثنى ابن خالتي مريم اكبر من لؤي بسنتين...واخوه جهاد تخرج من الجامعه السنة الماضيه...ولهما اخ ثالث اسمه خالد ... لكنه تزوج وصار من النادر رؤيته"
كانت تشير الى كل واحد ... قلت بعفويه:
"ان جلال مخيف!"
ضحكت وقالت:
"اجل هو كذلك...لكنه لطيف جدا جدا "
وفجاة ارتطم شيء بالسياج وكانت ساره تقرب وجهها منه كثيرا ... فصرخت بألم ووضعت يدها على انفها .. استدرت الى مصدر ذلك الشيء...كانت الكره واصوات الضحك ملأت الاجواء...استنتجت ان عمر قذفها عمدا لأذية ساره!....احطتها بذراعي واخذتها للمقاعد..
"هل تؤلمك كثيرا؟"
لم ترد وهي تبكي وترفض ان تزيح يدها عن انفها....جاء عمر راكضا و خلفه الشباب كلهم...جلس امامها وقال:
"عزيزتي انا آسف...اقسم انني لم اكن اريد أذيتك..ىسف جدا"
لكنها لم تجب وما زالت تبكي....قال جلال بنفاذ صبر:
"متى تنتهي من حماقاتك يا عمر"
واقترب من ساره وازاح يدها رغما عنها .. لم يكن هناك جرح او نزيف....اعرف ان اصابة الانف مؤلمه .. لكنها تبالغ!...قلت بفوقيه:
"ظننت ان من يدخل الجامعه يعقل..لكن بعض الاشخاص يحتاجون الى اعادة تأهل في هذه السنه!"
صمتوا جميعهم وهم ينظرون الي...قال لؤي:
"منذ متى تجيدين القصف ؟"
وهنا انفجرالجميع ضاحكين حتى ساره...اعطيتهم نظرة جانبيه وقمت لأبتعد عنهم قليلا...قال لؤي بسرعه:
"الى اين؟"
"لا اعرف..سأبحث عن شيء يسليني"
وقفت ساره معي وقالت:
"خذيني معك...لان هناك اخوة يحبون التسبب بالاذيه لي!"
قال عمر بندم:
"يا حبيبتي اقسم انني لم اقصد ... تعالي معي وسأفعل كل ما تريدين"
"كل ما اريد؟"
هز راسه وقال بمرح:
"من يريد اللعب في ( السفينه)؟"
امسكت بيده وقالت:
"دون تفكير"
وهنا جاءت الفتيات الباقيات ... قالت اخت ساره:
"انت تحظين بالدلال من عمر .. وانا من يدللني؟"
ذهب اليها جلال وقال:
"تقولين هذا انا موجود!!...هيا معهم للعب"
شعرت بغصة تتحشرج في حلقي...كم هم حنونون على بعضهم...ماذا لو كان لي أخ كبير!..ربما كان سيعوضني عن فقدان امي وابي...
قال مثنى:
"ولم انتم فقط...هيا الجميع...الى اللعبه"
ومشى الشباب خلفهم البنات...شعرت انني لست منهم... وانه علي عدم مضايقتهم بوجودي..
بلعت غصتي واستدرت ... كنت سأذهب لشراء البطاطا المقليه حتى يعودوا لكن كبلتني ذراع ساره وهي تقول:
"الى اين؟؟؟"
"سأشتري البطاطا"
" أي بطاطا يا فتاة...لا يجب ان تأكلي قبل اللعب...هيا معنا"
شعرت بسعادة كبيره ان احدهم يعاملني بهذه الطريقة اللطيفه !...انها غريبه تتعامل معي كأننا نعرف بعضنا منذ سنين وليس مننذ ساعه!...
مشينا نحو الالعاب وانتبهت الى لؤي وعمر كيف يتكلمان مع بعضهما باندماج ومسروران كثيرا...وعرفت فيما بعد انهما مع بعضهما دائما ...
وبعد الانتظار الطويل لعبنا في " السفينه " وانا كنت خائفة جدا بالبداية لكن اتضح انها ممتعه وليست مخيفه..
نزلت انا وساره ونحن نستند الى بعضنا وضحكنا صدخ في الارجاء:
"ههههه أرأيتي شكل نجوى!!هههههه"
"ههههه او مناار..هههههه...انتظري من نجوى؟؟"
قالت وهي تحاول التحكم بضحكها:
"نجوى اختي الكبيره...تلك "
نظرت اليها هي نفسها التي تريد الدلال من جلال!!...ملامحها ناعمه والعقلانية واضحة في تصرفاتها لكن لا تخلو من مرح عمر...
"اهااا...والاخريات؟"
"انظري...هذه عفاف وهذه ضياء اخوات مثنى وجهاد..عفاف عمرها 16 سنه وضياء 20 سنه
صمتنا ونحن نسترد انفاسنا...ثم فجأة امسكتني بيدي وسحبتني بسرعه
"تعالي .. سنذهب الى بيت الرعب"
فمشيت معها دون تردد..لكن استوقفنا جلال وهو يقول:
"انتي وهي الى اين؟"
"سنذهب الى بيت الرعب"
قفز عمر من خلف جلال وهو يقول:
"فكرة رائعه...انا قادم معكما"
***
وهكذا...صرت انا وساره صديقتين حميمتين...ونجوى ايضا كانت كالأخت لي..
صار جدي هو المدير للشركه بعد نقاش طويل وحسن نائبه ... فكان جدي يسافر كل شهر اليها وبعد ان تزوجت اسيل سافرت مع حسن للإستقرار في البلد الاجنبي بالقرب من الشركه...
لا تعرفون كم حزنت لفراقها وكم بكيت لانها ستبتعد عني...فهي آخر عائلتي!...
لكنني ايقنت انها ليست بعيدة كثيرا عندما صرنا نتكلم انا وهي كل ليلة في (skybe) ...
علاقتي بعمتي عبير كانت ضعيفة جدا بعد سفر اسيل لانني لم اكن يوما قريبة منها معنويا..
سنتين ونصف انقضت وانا بين احضان جدي وجدتي....
علماني الكثير وانا ممتنة جدا لهما...وشعرت ان حياتي صارت اكثر ازدهارا بوجودي على طريق الاسلام...
ما زلت اعيد في ذكراي ذلك اليوم....قبل زواج اسيل بثلاثة ايام....



كنت اجلس في سريري بطريقة كالاطفال....واكتب مشاعري للؤي...
فجأة ودون سابق انذار....سحبت اسيل الكتاب وقرأت تلك الجمله!!...
"_حبيب ليس مثل أي حبيب...حبيب عندما ضاقت الدنيا وجدت طريقي عنده"
ثم قرأت عنوان الكتاب...في تلك اللحظة شعرت ان زلزال هز جوارحي وطوقني من الخوف!!..
ظننت انها ستوبخني او ستقول لجدتي..لكنني تفاجئت عندما جلست الى جانبي بهدوء واعطتني الكتاب قائله:
"هل تكتبين هذه الاشياء بكامل قواكِ العقليه حقا؟"
من الصدمة لم اعرف ماذا اقول....ظللت احدق فيها بوجوم...تنهدت وقالت:
"مايا...الذي سأقوله لك الآن...ارجو ان تأخذيه بجديه..."
بلعت ريقي وصرت العب باصابعي بتوتر....
"اختي....كل هذا مجرد مراهقه...انا كنت ارى نظراتك المكتظة بالمشاعر تجاهه...لكن كل هذا وهم...ومجرد افكار غبيه ستندمين عليها فيما بعد!!..صدقيني يا اختي...ربما تستيقظين بعد سنتين وتجدين كرت الدعوة لحفل زفاف لؤي!!...لا اريدك ان تعيشي على الوهم...انظري...ان تاريخ بداية هذا الكتاب كان عندما بلغتي الرابعة عشر...يعني عندما بدأت مراهقتك...لكن كما ان هذه المشاعر مجرد مراهقه...فيمكنك ان تقنعي نفسك بالعكس...وان تصدقي تماما ان هذه مجرد نزوة!...لا اريدك ان ترتكبي الخطأ..وتندمين...صدقيني جميعنا جربنا هذا الشعور في المراهقه...لكنه مجرد وهم....لهذا...ابتعدي...وابداي بإتلاف هذا الكتاب"
كنت استمع اليها بصدمه...هل حقا كل هذا مجرد وهم ومراهقه؟؟؟!!..



ومرت الايام...وانا اقتنع شيء فشيء بكلام اسيل...صرت اعيش حالة تشتت داخليه .. كلما ارى لؤي...اشعر بشعور غريب واظن انني احبه...لكن عندما افكر...اجد ان هذه مجرد تفاهه...اكره نفسي على تفكيري الغبي بالحب!!...اتمنى لو امحو من ذاكرتي كل شيء يتعلق بلؤي...
صرت اكره سماع أي شيء عن الحب او رؤية تلك المواقف الرومنسيه في الافلام...فقط اكتبها في رواياتي لمجرد اضافة الاثاره....صرت متردده في كل شيء...واحاول ان اتجنب لؤي بأي طريقه..
ما زلت احتفظ بالكتاب وكلما فكرت بإتلافه شيء ما يمنعني...
اشعر بالاختناق احيانا عندما اتذكر الموضوع...
...
ها انا ادرس اخر سنيني في الثانويه...اخترت الأدبي لانه يوافق مواهبي كما انني لم اكن يوما من محبي العلوم والرياضيات...
استيقظت باكرا وجهزت نفسي للدوام...
نسيت اخباركم...واجهت مشكلة مؤخرا بسبب الشبان الذين يتجمهرون حول المدرسه في وقت العوده...هناك شخص يتعرض لي كل يوم بالكلام ويرمي لي رقمه في الشارع!!..
ولم اعد أطيقه اكثر...فأخبرت خالي لان جدي مسافر هذه الفتره...فأمر لؤي ان يأخذني ويعيدني من الثانويه ولانني لا اريد رؤية لؤي...ندمت كثيرا لأخبار خالي...
صنعت شطيرة بالجبنة واكلتها بسرعة ثم خرجت الى لؤي في السياره...
جلست في الخلف وفتحت النافذه لأتجنب الحديث مع لؤي تماما...قال:
"اذا مايا؟؟...من هو ذلك الشاب؟"
قلت بطريقة تظهر عدم ارادتي للكلام:
"لا اعرف"
دون ان انظر اليه....فلم يتلكم هو الآخر...وصلنا الى الثانويه ووجدت صديقتي المقربه تبارك جبريل...تنتظرني عند البوابة كالعاده....
هرعت اليها دون ان اشكر لؤي....قالت لي بسرعة دون سلام كعادتها:
"من هذا الوسيم الذي اوصلكِ؟؟!!!!!!"
رمقتها بغرور وقلت:
"عزيزتي...انا مايا حسام لا يوصلني الا الوسيمين"
"تبا لكِ...قلت لكِ من هو؟"
"اااه توتو...لم اعد اطيق ذلك الشاب فقلت لخالي..وهذا هو لؤي الذي اخبرتكِ عنه"
نظرت الي بصدمة وقالت:
"حبيب المراهقه لؤي؟؟؟!!"
صفعتها بخفة على وجهها وقلت:
"غبيه اخفضي صوتك...ثم انه ليس حبيب بل غباء مني"
رفعت حاجبها بعدم تصديق وسبقتني الى الطابور....
انا الى الآن لم اخبر صديقاتي ان امي وابي توفيا...ولا يعلمن انني اعيش عند جدي...لا اظن ان ردود افعالهن ستناسب مزاجي...
القيت السلام على صديقاتي الاخريات ( براء .. مرام )
وقالت تبارك بمزاح:
"مايا اليوم...جاءت مع شااب وسيييم جدا"
تقدمت مرام مسرعة وهي تقول:
"حقا!!!...من هو...ما اسمه...كيف شكله"
ابتعدت عنها بسرعة وقلت:
"هييه انتي وهي...انه ابن خالي...وليس وسيم اصلا..اااخ لو ترين ابن خالته .. انه عبارة عن امير من العصور الوسطى...اشقر...ابيض...ازرق العينين"
ضربتني براء على كتفي وهي تقول:
"يا مجنونه...اليوم عليك تقديم كلمة عن الوطن هل نسيتي؟!"
اتسعت عيناي وقلت بارتباك:
"يا اللهي...نسيت تماما!!!"
اطلقت تبارك ضحكة عالية جدا وقالت لمرام:
"ألم اقل لك؟!ههههههههههه....مايا..احض� �ت لك كلمه من عندي لانني كنت متأكده انكِ ستنسن"
صرخت بفرح واحتضنتها وانا اقول:
"انتِ افضل صديقة عرفتهاااا"
اخذت منها الورقة المليئة بالكلمات الوطنيه وتدربت بشكل عشوائي على قراءتها امام الطالبات وما هي الا دقائق حتى بدأت الاذاعة المدرسيه...
كنت اتلعثم ببعض الحروف بسبب خط تبارك الجميل هه!!...لكن مر الموقف بسلام...
...
جلست في المقعد المزدوج بجانب تبارك وقلت:
"اففففت...الرياضيات...اكره� �"
"وانا اكثر...اااخ لو تتمزق كتب الرياضيات كلها"
فجأة دخلت اسيل احدى زميلاتي وهي تقول بصوت عالي:
"يا بنااااات....معلمة الرياضيات غااائبه يهوووووو"
قفزت من المقعد وانا ارقص بفرح...هذا اجمل يوم في حياتي كلها...ولكن قطع فرحي دخول معلمة الرياضه !!...نظرت الي بفوقيه عندما رأتني ارقص كالمجانين انا وبعض البنات وقالت:
"انتِ وهي؟؟!!...ماذا تفعلن؟؟؟"
"ماذا ترين؟؟!!...نقوم بجمع الاموال للمشردين مثلا؟؟!!...نحن نرقص!"
قلتها بطريقة خبيثه جعلت المعلمه تشتاط غيظا...
نظرت اليها بعدم مبالاة وعدت الى مقعدي ... همست براء من الخلف:
"يا مجنونه ... الآن ستعاقبك"
"لا لن تفعل...ثقي بي"
تنهدت المعلمة قليلا ثم قالت:
"هيا الى الساحة الاماميه..لن ادربكن ولكن لا تذهبن الى الساحة الخلفيه"
وما ان اكملت جملتها حتى صارت الغرفة الصفيه خاليه تماما من الطالبات!!..
ركضت مع تبارك ومرام وبراء بسرعة عاليه نحو مركز الساحه وجلسنا على الارض وانا اقول:
"ياااه ان يومي رائع....لا معلمة رياضيات...والخروج الى الساحه...."
جاءت ياسمين زميلتي وقالت:
"يا بنات .. نريد ان نلعب صراحه او شجاعه ما رأيكن؟"
قلنا بحماس:
"اجل اجل اجل .... نادي كل البنات وتعالي"
وما هي الا دقائق حتى كانت نصف زميلاتي يجلسن معنا على شكل دائرة كبيره...اخذت علبة الماء من مرام وحركتها بشكل لولبي في المنتصف...توقفت مشيرة الى ان زميلتي لينا السائل وتبارك المسؤول...
"احم احم .... اذا يا تبارك....صراحة ام شجاعه؟"
"احم...ههه...لا اجيد الصراحه....اذا لتكن شجاعه"
"اذا اصرخي بأعلى صوت...انا اكره المدرسه"
ضحكت تبارك وقالت:
"هل هذه شجاعه؟؟!!...هذا روتين يومي بالنسبة لي"
ثم وقفت وصرخت بصوت هز جدران الثانويه:
"انااااا اكرررره المدرررسسسه"
ضحكنا كثيرا عليها واكملنا اللعب .... كانت الاسئلة مضحكه والتحديات اكثر اضحاك ... لم نكن نسأل أي سؤال متعلق بالشباب...لاننا في صفي نقف ضد الجنس الذكري بشكل ملفت...اذا جاءت سيرتهم نتذمر...ونذكر كل عيوب الذكور...وكل واحدة منا تنكر انها احبت احدهم في يوم من الايام...واذا فعلت...فهي مجرد نزوة مراهقه...
كنت انا من المسؤول وديمه السائله:
"صراحه..."
"اها....متى آخر مرة وبختكِ امك؟؟!!"
فجأة اظلمت الدنيا امامي وشعرت انني خرجت من عالم الواقع....ذهبت بذاكرتي الى البعييييد...
وبختني امي في ذلك اليوم المشؤوم...لماذا قلت ذلك الكلام لأسيل؟..لماذا جعلت امي تغضب مني قبل موتها!!!....
قلت دون وعي:
"قبل موتها!"
شهقت براء والكل كان مصدوم....قالت تبارك بسرعه:
"مايا؟؟؟!!...هل تناولتي الفطور؟"
من الحزن الذي اجتاح قلبي لم اتمكن من تخطي هذا الخطأ بطرقي الملتويه واسلوبي المرح الذكي في تجنب مثل هذه الامور....ظللت امحلق في وجه تبارك بضياع...
قالت ديمه:
"هل امكِ ميته؟"
وعندما اكملت سؤالها كانت الدموع قد اغرقت وجهي....انا لم افكر في والداي منذ زمن...كنت اتناسى الامر كله...كنت احاول الهروب من الحزن...واليوم تعود لي اسوأ ذكرى عنهما....غلفت وجهي بيديّ واجهشت بالبكاء....
"ماتا ... ماتا ... لماذا اغضبتها لماذا؟؟!!...امي....ابي"
احتضنتني تبارك وهي تحاول تهدئتي...وكل البنات صامتات ولا يقمن باي حركه...ارغمت نفسي على التوقف عن البكاء ومسحت آثار الدموع وقررت ان اقول كل شيء للبنات حتى لا يظنن اني ضعيفه:
"اجل...امي وابي ماتا منذ اكثر من سنتين...ماتا في حادث...حسام آل معطي...والصحفيه السابقه ... زوجته...اسماء...انهما امي وابي....وانا الآن اعيش في كنف جدي وجدتي...الآن تذكرت يوم الحادث...لكنني تخطيت الامر منذ زمن.."
قالت احداهن بعدم تصديق:
"انتِ؟؟!!...من بنات حسام آل معطي رجل الاعمال ام شخص آخر؟"
"بل هو رجل الاعمال"
"كنت اظن ان هذا مجرد تشابه اسماء!"
"اذا انتِ يتيمة الابوين؟"
تقطعت عند هذه الكلمه..يتيمه!!..لم اسمع هذه الكلمة من احد طوال السنتين الماضيتين...
كنت ابحلق في وجههن الغير مصدقه بوجوم...
انتبهت تبارك على حزني العميق وارادت ان تقفل الموضوع فقالت:
"مااايااا؟؟!!...اذا انتِ معك جنسية اجنبيه؟؟!!...الآن عرفت لماذا انت متفوقة بشكل لا يعقل في الانجليزيه...سأخبر اخي ليتزوجك"
قالت براء بسرعة كي تدخل جو المرح:
"مايا..اطالبك برحلة الى الشركه من حسابك...أخفيتي عنا الموضوع كي لا نطلب هذا الطلب اليس كذلك؟؟"
اردت مسايرتهما لانني لا اريد رؤية أي نظرات من البنات ايّاً كان مغزاها...
"اجل ... لانني اعرف انكِ وهي طماعات .."
***
وبطريقة او بأخرى اقفلنا الموضوع ولكن عقلي ظل مشوشا باقي اليوم...وعندما جاء وقت العوده...
همست تبارك في اذني:
"انسي الموضوع ولا تهتمي...اسبوع وسينسى الجميع الامر..."
ابتسمت لها وتوجهت الى سيارة لؤي...
اظنه لاحظ شرودي وحزني لكنه لم يتكلم بسبب اسلوبي في الصباح...وصلنا الى منزل جدي ونزلت من السيارة دون ان انظر خلفي....لكن استوقفني لؤي قائلا:
"لماذا تتصرفين هكذا؟"
قلت دون ان انظر اليه:
"اتصرف كيف؟"
"ألا استحق حتى ان تنظري الي وانا اتكلم؟!"
"ليس من الضروري ان اراك او ان تراني...صوتي الذي يتكلم وليس وجهي"
"اذا ما بك حزينه؟"
"مشكلة صغيره"
"مايا!!"
اذا بقيت اليوم اتكلم معه لن ينتهي الى ان يعرف سبب جفائي...فدخلت المنزل بسرعة متجاهلة ندائه...
وقبل ان ادخل من الباب الداخلي....اخذت علبة الماء وغسلت وجهي لكي لا تلاحظ جدتي اثر الدموع...وعدلت ملامحي لكي تظهر بطبيعتها الهادئه ثم دخلت...
"مرحبا جدتي...انا عدت"
"اهلا حبيبتي...بدلي ملابسك وتعالي ساعديني"
"حااضر"
صليت الظهر وبدلت ملابسي ثم بدأت اساعد جدتي:
"جدكِ سيأتي اليوم"
"اووه حقا؟؟!...اذا اذهبي هيا وتجهزي وانا سأكمل طبخ الرز"
"ماذاا...لااا الا هذا...هلى تذكرين قبل يومين عندما حرقتيه؟"
احمررت خجلا وقلت:
"براحتك اصلا انا المرتاحه"
"اذا اصنعي كيكة الشوكولا خفيفة السكر التي نحبها انا وجدك"
انا اعشق صنع الحلوى فلم اتردد في التنفيذ...دائما اصنع لهما هذه الكيكه شبه خاليه من السكر ولانني احبها حلوه الطعم...اصنع شوكولا سائلة شديدة الحلاوه واغطس قطعتي فيها...
ذهبت جدتي لترتاح قليلا وانا بقيت وحدي في المطبخ...لكنني سمعت صوت هاتفي يصرخ مناديا من غرفتي...
هرعت اليه فكان المتصل اسيل اختي...
اجبت باشتياق:
"اهلا يا احلى اخت...كيف حالك"
"حبيبتي...الحمدلله بخير وانت؟"
"الحمدلله...واجهت مشكلة بسيطة اليوم"
"حقا ما هي؟"
"لا انسي الموضوع ... الآن اخبريني ما اخبارك؟"
قالت بحمااس:
"ااوه مايا..اخباري ستسعدك جدا..."
"ماذا؟؟؟!!"
"ستصبحين خالة بعد ثمان شهوور"
فهمت قصدها وصرخت بفرح وانا اقول:
"اسيل....حقاااا؟؟!!!...اوووه يا اللهي الحمدلله...مبارك مبارك"
كانت فرحتي لا توصف...
ركضت الى جدتي وانا اصرخ:
"جدتي جدتي جدتي...احزري ماذا حدث"
"قامت من جلوسها بخوف وهي تقول:
"ماذا حدث؟؟!!...اخفتني"
ضحكت بسعادة وقلت:
"اسيل حامل"
اشرق وجه جدتي بالسعادة وقالت:
"اعطيني الهاتف"
اعطيتها اياه وقلت:
"عندما تكملي الحديث معها اخبريني لأكلمها انا"
ثم عدت الى الفرن...الحمدلله لم تحترق...
اخرجتها من الفرن ووضعتها في الخارج لتبرد قليلا ثم عدت الى جدتي...اخذت الهاتف وعاودت الاتصال بأسيل:
"ااه عزيزتي...لا تعرفين كم انا سعيده"
"انا اسعد..فانا الام"
"ههه اذا ماذا ستسميه اذا كان ذكر او اذا كان انثى؟"
"حسنا...اما آدم....او جنى"
"جميل....الن تزورينا ؟"
"اسفه عزيزتي .. هذا الشهر الاعمال تراكمت على حسن ولا يمكننا السفر..في اقرب فرصة ان شاء االله"
"اشتقت اليكي كثيرا...."
"وانا اكثر."
"هل ذهب جدي الى المطار؟"
"اجل..ذهب حسن معه قبل قليل"
"هذا جيد...اكلمك فيما بعد..مع السلامه"
وانتهت المكالمه...كنت سأبدأ التحضير ليوم غد لكن رن الهاتف مرة اخرى...لكن هذه المره كانت نجوى
"اهلا يا بعيده...لا تتصلين علينا ولا تشتاقين؟!"
"تعرفين يا نجوى ضغط الدراسه...يجب ان ادرس جيدا لأحصل على تخصص جيد في الجامعه"
"وفقك الله...نحن عند خالتي سعاد..ما رأيك ان تأتي الينا...اشتقنا اليكي انا وساره"
"من يريدني يأتي الي...اما انا لن اذهب الى أي مكان...ثم ان جدي سيعود من السفر اليوم"
"حسنا اذا...قد نأتي وقد لا نفعل"
"جيد جيد..لا تأتي لان غدا عندي امتحان خخخ...مع السلامه"
"ايتها الخبيثه...مع السلامه"
القيت الهاتف بعيدا وتمددت في سريري وانا اعيد في ذكراي احداث اليوم....




ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

انتهى البارت..

ارجو انه اعجبكم...

انتظروني يوم الاحد القادم ان شاء الله...

دمتم في حفظ الرحمن^^












آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 10:45 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثامن

قراءة ممتعه^^..

لا تلهيكم الروايه عن الصلاة...اللهم اني بلغت اللهم فاشهد



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ



استيقظت بسبب المنبه لصلاة الفجر...توضأت وذهبت الى المسجد مع ابي...
ثم توجهت الى منزل جدي لأصطحب مايا الى المدرسه....انا متعجب جدا من تصرفاتها...انا بالكاد أراها منذ سنتين...لا اعرف لماذا هي تتعمد تجنبي...اريد التكلم معها بشدة ورؤية عينيها ... اااه قطتي لماذا تعذبينني هكذا....
عندما حاولت التكلم معها في مواقع التواصل الاجتماعي حظرتني!!...
اتمنى ان اعرف ما الذي يدور في دماغها...
بقيت قلقا عليها منذ ان رأيت ملامحها الحزينه في ذاك اليوم...
تنهدت وانا اضغط زر الجرس...
استغربت عندما فتح لي جدي الباب...كنت اظن مسافر..صافحته بحراره واصر علي ان ادخل لتناول الفطور معهم...
دخلت المطبخ فوجدت جدتي تجلس وحدها حول المائدة الصغيره...جلسنا انا وجدي معها وبدأنا نأكل...
كنت شارد الذهن بتصرفات مايا....وفجأة قطع سرحاني صوتها العالي تقول:
"جدتــــــــــي....اين اكليل شعري الابيض؟"
"لماذا؟"
"اليوم اريد ان اخالف اوامر المديره وسأخلع الحجاب وافك ربطة شعري خلال الدوام"
"هههههههه ربي يهديكِ....ربما تجدينه فوق رفّ الكتب خاصتك"
وانقطع صوتها...
كل هذه المحادثه كانت عن بعد....ابتسمت عندما تخيلت شكلها بالاكليل...اذكر ان لون شعرها خروبي...ومع الاكليل الابيض ستكون غاية في الجمال.....
وما هي الا ثواني حتى دخلت مايا الى المطبخ وهي تقول:
"حسنا انا مستعــ..."
وسكتت عندما رأتني انظر اليها...اشاحت نظرها عني وجلست مقابل جدي....صنعت شيرة جبنه صغيره واكلتها ثم وقفت....قالت جدتي:
"مايا اكملي تناول الفطور...كل يوم نفس الاكل !..هذا غير صحي"
قبلت مايا رأسها وقالت:
"لا تتعبي نفسك بالكلام لانني لن آكل"
وهنا سمعنا صوت موسيقى هادئه!...قال جدي:
"ما هذا الصوت؟!"
ضحكت مايا وقالت:
"هذا هاتفي"
"هل ستأخذين هاتفك الى المدرسه؟!"
"قلت لكم اريد مخالفة اوامر المديره"
ثم اخذت هاتفها من الحقيبة واجابت الاتصال:
"السلام عليكم عزيزتي"
...
"لااااا!!...لم اليوم؟"
...
"ها ها .. ما اثقلك يا ساره...اليوم سأخالف اوامر المديره"
...
"اجل اعلم..."
ووجهت نظرها نحو جدي
"يجب عليك ان تستعد يا جدي...ربما تتصل بك الاداره!"
...
"ههههه حسنا مع السلامه"
ومجرد ان انزلت الهاتف عن اذنها حتى سحبته جدتي وقالت:
"لا يجوز ان تخالفي قوانين المدرسه"
"حسنا كما تريدين...انا انتظر في الخارج"
وذهبت من امامنا...شعرت بغيظ كبير .. تتصرف وكأنني غي موجود!....لم تنظر الي ولم توجه كلامها لي حتى...وكأنني سائق مأجور لها!!
لحقتها الى الخارج وانا في قمة غضبي...كانت تقف عند الباب بهدوء....فتحت السياره ودخلتها ثم شغلتها دون ان انتظر ركوب مايا...وبمجرد ان صارت داخل السياره انطلقت بسرعة فأغلقت هي الباب بخوف!...
توقعت ان تتذمر لكنها اكتفت بنظرة سخريه الي ثم نظرت الى الخارج...
اسرعت بكل يمكن للسياره...اردتها ان تصرخ او ان تفعل أي شيء لكنها صامته كالموت!...مما زاد غضبي...
وصلنا الثانويه ونزلت هي برزانه....كنت سأنطلق بسرعة لكنها استوقفتني عندما نقرت زجاج نافذتي برأس سبابتها...
فتحت النافذه انتظر كلامها...فقالت:
"خفف السرعه...اخشى ان تتسبب بحادث يؤدي الى وفاة اهل بنت غيري"
ثم استدارت وتلاشت عن ناظري...
فار الدم الى وجهي لكنني سيطرت على اعصابي وذهبت في طريقي الى الجامعه...انا لا اهمها!!...لا تريد ان اتسبب بحادث؟!!!..انا غير مهم!!!...
***
كان عمر والشباب في مجموعتي يتناقشون حول مشروع التخرج لكنني كنت شارد الذهن واشبك اصابعي تحت ذقني مفكرا...
وضع عمر يده على كتفي وقال:
"ماذا بك يا صديقي؟"
قلت بهدوء:
"سأقول لك فيما بعد"
لكنه امسك ذراعي وقال:
"يا شباب نحن سنخرج قليلا"
وافقوا جميعهم وسحبني عمر الى الساحات الخارجيه
"اخبرني"
"ااااه عمر...لا اعرف ماذا اقول...حقا"
تكتف وقال:
"تكلم وقل كل ما في قلبك"
"انا احبها ... احبها لكن...لكن لا اعرف لماذا تتصرف معي هكذا!"
اعتلت علامات الاستفهام وجهه وقال:
"انت تحب ؟!...ومن هي التي تحبها؟!"
أمعنت النظر به وكنت متردد بالقول
"احم..انها........افففففف.......ان ها مايا"
صرخ بصوت عالي:
"تحب مـــــــايـــــــا؟؟!!"
"اخفض صوتك"
"انتظر...انت تحب مايا....فلماذا انت حزين؟!...كيف تتصرف هي؟"
تنهدت وعدلت جلستي ثم قلت:
"لا اعلم...اشعر انها تتجنبني وتتعامل معي بجفاء..او ربما يكون هذا من الالتزام؟!"
ارتخى بجلسته وقال:
"بصراحة لا اعرف ماذا اقول...لم اتوقع في حياتي ان تقع انت في دوامة الحب هذه!!!"
نظرت اليه ببرود وكدت اقول شيء لكنه قاطعني:
"حسنا...هل تظن انها تحبك؟...او تشعر بحركة غريبة لها عندما تراك؟"
صمتت قليلا وانا اتذكر...
"ممممـ....لو سألتني هذا السؤال السنة الماضيه لكنت قلت انها تحبني...كنت ألاحظ عليها التوتر لانها تلعب باصابعها عندما تتوتر...لكن الآن هي حتى لو كانت مبتسمه عندما تراني يتجهم وجهها!"
لم يظهر عليه أي انفعال فنظرت الى السماء وصرت اتأمل الغيوم....
فجأة شهق واستنفر في جلسته يقول:
"وجدتها!!!!...ما رأيك ان اجعل ساره جاسوسة لنا عند مايا؟!"
ابتسمت لا شعوريا وقلت بحماس:
"أتعلم ان هذه اول مره اشعر انك مفيد"
ضربني على كتفي ونهض قائلا:
"هكذا اذا؟!...احلم ان اقول لساره شيء"
واستدار ذاهبا...قمت خلفه بسرعة وبدأت حلقة الترجي والتي تنتهي بشروط عمر التعجيزيه!
***
كنت في طريقي لمدرسة مايا واتصلت امي بي:
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام بني...اين انت؟"
"في طريقي لإحضار مايا"
تأففت وقالت:
"اذا اشتري لي الخبز"
"حسنا مع السلامه"
"مع السلامه"
انحرفت عن طريقي ذهابا الى اقرب المخابز...لكنني تفاجئت بالازدحام الكبير فيه واضطررت للإنتظار الطويل....وبعد ان خرجت نظرت الى ساعة هاتفي فوجدتها الواحدة والربع...الحمدلله لم اتأخر كثيرا....فقط ربع ساعه...
وعندما وصلت المدرسه لم اجد الا مجموعة من الفتيات يقفن امام بوابة الثانويه!!
لكن لا احد داخل المدرسه!!
اقتربت منهن وقلت:
"هل تسمحن لي بسؤال....اين باقي الطالبات؟"
قالت احداهن:
"أي طالبات؟!...لقد غادر الجميع"
هل غادر الجميع بربع ساعه!!...لكن مع من ذهبت مايا؟!....ربما!!!!...لااا مستحيل!...
صرت ابحث بسيارتي حول محيط المدرسه ورأيتها تمشي وحدها في الشارع...او تقريبا وحدها!!...فهنالك شاب يمشي خلفها..و.....



***






كنت انظر ناحية مرام التي تغيرت كثيرا منذ عرفت بموضوع موت امي وابي!...لم تعد تتحادث معنا مثل العادة...بالكاد ترد السلام!...هل صار اليتيم عيب؟؟!!
واخيرا رن الجرس معلنا عن انتهاء اليوم الدراسي....وضبت اغراضي في الحقيبة وخرجت انا وتبارك وبراء مع بعضنا...
لكن لؤي لم يكن موجود...ظلت براء معي لمدة ربع ساعه... واكملت تبارك الانتظار معي لمدة نصف ساعة...كل هذا الوقت ولؤي لم يأت بعد!!
تأففت وقلت:
"اين هو الآن"
قالت تبارك بتعب:
"مايا لن احتمل الشمس اكثر...آسفه علي الذهاب"
"حسنا توتو...ااه ليتني اتمكن من العودة سيرا لكن انظري اليه هناك"
واشرت الى الشاب الذي يلاحقني دائما .. كان يقف عي مقربة ويتمعن النظر بي!!..
تنهدت تبارك
"لا حول ولا قوة الا بالله....الان اعذريني سأذهب"
وبعد ان ودعتها اكملت انتظاري بملل...افففففففت اين هو الان...الساعة تجاوزت الثانيه وهو لم يأت!....هل حدث له مكروه!!!
وضعت يدي على صدري بتلقائيه..لا لا ... انه بخير ان شاء الله...
نظرت حولي فوجدت ان اغلب الفتيات غادرن..لا يمكنني البقاء اكثر مع نظرات هذا الوضيع!..ليتني احضرت هاتفي...
اخذت شهيق قوي ثم مشيت بخطوات واسعه قاصدة منزل جدي...
لكنني شعرت بأحد يمشي خلفي ... ومع هذا لم انظر خلفي....اسرعت خطاي اكثر لكن سرعان ما تفاجئت بيد تمسك كتفي ثم تديرني رغما عني!!...تفاجئت كثيرا وخفت .... رايته ينظر الي بطريقة غريبه
"ايتها الجميله...لماذا لم أراكي منذ مده؟!"
انلجم لساني ولم انطق بحرف وكاد ان يسحبني معه لولا السيارة التي توقفت بجانبنا بشكل مفاجئ مما جعل العجلات تصدر صوتا عاليا وينزل منها لؤي كمن يتخبطه الشيطان من المس!!....وتقدم مني بسرعة معطيا ذلك الشاب لكمة قوية جعلت اسنانه تتخلخل!!
ثم قال بحنق:
"اذا لمستها او تبعتها او حتى نظرت اليها مرة اخرى ... صدقني سينقلوك جثة الى مستشفى السجن!"
ثم استدار لؤي الي وامسك يدي وسحبني نحو السياره....كان يشد على يدي بقوة جعلت اصابعي تتداخل ببعضها!!...وكانه يخاف ان اهرب!... وانا من الصدمه لم اعبر عن الالم او انظر الى ذلك الشاب!...
فتح لؤي الباب الخلفي وسمح لي بالركوب ثم اغلقه وركب مكانه...
وبمجرد ان تحركت السياره حتى قال:
"كيف تسمحين له بلمسك؟!"
استخرجتني كلماته من حالة ذهولي فقلت بهدوء:
"لو كان بيدي لما سمحت له بالنظر نحوي اصلا"
لم يتكلم وهو يلقي الي نظرة عبر المرآة بين الفينة والاخرى...قلت:
"لماذا تأخرت يا لؤي؟"
قلتها بأسلوب عتاب .... قال هو بسرعه:
"كلها ربع ساعه فقط!"
قلت بهجوم:
"ربع ساعه!!!....لقد تأخرت ساعة و اكثر!!"
اعتلى الغضب ملامحه وامسك هاتفه وقال:
"ان الساعة عندي الواحده والثلث"
نظرت الى ساعة معصمي
"هل تمزح معي!!...انها الثانية وخمس دقائق!!"
رمى الهاتف نحوي وقال:
"تأكدي"
امسكت الهاتف فوجدت الساعة ( 1: 20 am) ابتسمت بغباء وقلت:
"على توقيت هاتفك فإنها الواحده بعد منتصف الليل!"
عقد حاجبيه بتفكير ولم يتكلم....وضعت الهاتف على الكرس المجاور له وصمتت...
الحمدلله انه بخير ولم يحدث له مكروه...الحمدلله انه جاء في اخر لحظة قبل ان تحدث مصيبة بسبب ذلك الخسيس...لكن هذا الموقف جعل مشاعري تلتهب من جديد!...لا اعلم لماذا ضربات قلبي تجاوزت المليون!!...
كنت اختلس اليه النظر كل دقيقه طوال الطريق..اشعر ان وجنتاي متجمرتين!...لماذا كل هذا يا ماسا؟!...لقد قررتي نسيان هذا الحب "الأعوج" وعليكي ذلك...لكن!!...لماذا علي نسيانه!!...اففففففت كل شيء مشوش...
توقفت السيارة امام المنزل ... فتحت الباب وكنت سأنزل لكنه قال:
"آسف يا مايا...لن اتأخر عنك مرة اخرى"
ابتسمت لا شعوريا وقلت:
"لا مشكله ... شكرا لك"
ونزلت دون ان اعقب...وعندما دخلت الحديقه...هرعت جدتي الي وهي تقول:
"مايا...حبيبتي...لماذا تأخرتِ...خفت كثيرا"
ثم احتضنتني بقوه...ربّتتُ على ظهرها وقلت:
"اهداي جدتي...لؤي تأخر قليلا وكل شيء بخير"
لم اشأ ان اخبرها عن ذلك الشاب لكي لا تخاف اكثر...ثم قلت ممازحه:
"ثم لماذا لم تتصلي به؟!...لم تحبين صنع دراما!؟"
ابتعدت عني قليلا وهي تمسح دموعها ثم قالت:
"نسيت ان لؤي يأتي اليك اصلا"
ضحكت بخفة ثم قلت:
"ربي اسعد جدتي....ااااه...انا جائعة جدا جدا ... نسيت ان آخذ معي شطيرة للفسحه"
صغرت عينيها وقالت:
"تحتاجين الى اعادى تربيه"
تجاهلت كلماتها ثم توجهت الى الداخل قائله:
"اين جدي"
"خرج باكرا مع ابو حسن لإتمام بعض المعاملات ولا اعرف متى يعود"
أومأت موافقه ثم دخلت الى غرفتي....بدلت ملابسي واتصلت بـ ساره:
"اااه لو تعرفي ماذا حدث اليوم"
"ماذا؟!"
"تذكرين ذلك الشاب الذي كلمتك عنه...اليوم امسك كتفي و..."
شهقت قبل ان اكمل وقالت:
"يا لوقاحته!!!"
"المهم...جاء لؤي في اخر لحظة ولكمه على وجهه بقوة ثم..."
صمتت وانا اتذكر امساكه بيدي....نظرت اليها وشعرت بمشاعر غريبه...لقد امسك بها دون وعي انا متأكده...لماذا افكر بالامر...شيء وانتهى!
"ثم ماذا يا مايا؟"
"اه..امممـ....عدنا الى المنزل"
"حقا فقط؟...ماذا قال لك لؤي...هل يغار عليك؟"
ازدردت لعابي بارتباك ثم قلت:
"لا لم يقل شيء...ااووه ساره اسفه علي الذهاب...جدتي تنادي"
واغلقت الخط بسرعه...
تنفست الصعداء ثم تناولت الغداء مع جدتي...وبينما انا اغسل الصحون قالت جدتي:
"مايا...اليوم ستأتي امرأة اعرفها مع ابنتها الكبيره"
"اذاً..."
"حسنا...هما قادمتان من اجلك!"
فهمت بسرعة ما ترمي اليه فتركت الاسفنجة واستردت اليها
"ماذاا؟؟!!...لا اريد ... لم ولن افكر بالزواج وخصوصا الآن...الا ترين انني ما زلت صغيره على هذا؟؟؟"
"اهدأي .. انا اعلم هذا...لكن ربما تعجبينهم وربما لا لـ..."
قاطعتها...
"جدتي...لا اريد مقابلة احد"
"اليوم ستأتيان لرؤيتك فقط...ربما تتطور الامور وربما لا...ولكت فيما لو حدث يمكنك الرفض"
تنهدت وقلت:
"حسنا...سأخرج اليهما فقط من اجلك....لكن لا تقولي لي فيما بعد تريثي بالتفكير او تحاولي اقناعي"
"لن يحدث"
استدرت وتابعت عملي وانا افكر...
بدأ الشباب بتقدمون لي !!...هه....لا اظن ابدا انني سأقبل الزواج من احد...خصوصا الغرباء...فبعد ان قالت لي تبارك تلك القصص عن اشخاص تزوجوا فقط من اجل ورثة الزوجه!!...لم يعد عندي رغبة بالزواج اصلا....
لكن.....هل يا ترى سيتقدم لي لؤي يوما ما؟!...ام سيتزوج دون ان يفكر فيني!!!




ـــــــــــــــــــــــــ ـ

انتهى البارت

آرائكم؟

اعتذر لقصره لكن اعدكم بأن يكون القادم اطول...

لقاءنا يوم الخميس ^^

دمتم بحفظ العزيز...











آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.