آخر 10 مشاركات
نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-17, 06:31 PM   #1

منى لطفي

كاتبة , و قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منى لطفي

? العضوٌ??? » 320377
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
Rewitysmile9 أحكي يا شهرزاد -مجموعة قصصية -للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)*كاملة& الروابط*




السلام عليكم آل روايتي الكرام، ورجعنا بحكايات جديدة من حكاوي شهرزاد،

بشكر أيمي حبيبة قلبي أنها أتاحت لي عرض روايتي على أروقة هذا الصرح الادبي العملاق.. روايتي... وبشكر ام توفي فنانة فعلا ام توفي ربنا يحميكي يارب، وأناملك الماسية.. بترككم مع الغلاف مع تمنياتي بقراءة ممتعة ولا تحرموني من أرائكم وتوقعاتكم..


















الكتابة والتدقيق :منى لطفي
التصميم للغلاف والفواصل :ام توفي
التصميم للقالب الداخلي:ام توفي
التعبئة: Just Faith
تنزيل الفصول: بين الورقة والقلم - سمية سيمو



القصة الأولى: من أجلي
القصة الثانية: أحبيني
القصه الثالثة: بعد فوات الأوان
القصة الرابعة: جموح عاشق
القصة الخامسة: شفاه ترتجف

القصة السادسة: ضياع حلم


روابط التحميل على الميديافاير
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه




جهاد 20 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 26-03-18 الساعة 06:46 AM
منى لطفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-17, 08:01 PM   #2

yasmeenoo

? العضوٌ??? » 393871
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 427
?  نُقآطِيْ » yasmeenoo is on a distinguished road
افتراضي

موفقة منى
مع اطيب تمنياتى الطيبة لكى


yasmeenoo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-18, 03:24 PM   #3

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء السعادة...
مبارك غاليتي مجموعتك القصصية الرائعة جدا😍🎊🎉🎊...اتمنى لك المزيد من النجاح والتفوفيق...
وشكرا من أعماق القلب لفريق العمل الأكثر من رائع....
شكرا لكم من أعماق القلب أحبتي...
تحياتي وودي واحترامي لكم...
دمتم بحفظ الله ورعايته...
😍😘💞


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 22-03-18, 04:07 PM   #4

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك هذه المجموعه القصصية الجميله🌹 اللى اكيد ستكون مميزة واتمنى لك التوفيق فقلمك من أحلى الأقلام 💕 👍👍👍

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-18, 07:33 PM   #5

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الف مبارك يا منى نزول مجموعتك القصصية
رهيبة الاغلفة جميعها
ومليون شكرا لكى لانك تتحفينا بها
بانتظارها


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 22-03-18, 11:30 PM   #6

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: القصة الأولى: من أجلي...

القصة الأولى: من أجلي

كانت تطبع أوراقا هامة خاصة بزوجها على الطابعة حين اخترق الصمت السائد حولها نغمة وصول رسالة لهاتفها المحمول، تناولته تطالع اسم المرسل لتفاجئ بأن الرسالة من رقم غريب، قطبت وفتحتها لتقرأها.. لتصعق بمحتواها والذي يخبرها وبكل بساطة أن زوجها على علاقة بأخرى وأنهما الآن في إحدى منتجعات الساحل الشمالي... لقضاء شهر العسل!!...
وضعت يدها على فمها تكتم شهقتها بينما أخذت تهز رأسها يمينا ويسارا رفضا لما قرأته عيناها، أعادت قراءة الرسالة مرة واثنتان وثلاث ولم تتغير الكلمات ولا معناها، لتومض عيناها ببريق العزم وتضغط على زر الاتصال وهي تضع الهاتف على أذنها ليأتيها من الناحية الأخرى للهاتف صوت زوجها الرخيم وهو يرحب بها، حاولت التماسك وهي تسأله بتصنع:
- فؤاد حبيبي.. لقد أنجزت جميع الأوراق التي كلفتني بطباعتها، متى ستعود من الإسكندرية فأنا أفتقدك وبشدة؟!!...
أجابها بأسف:
- ليس بعد حبيبتي، فالقاضي قد أجل النظر في دعوى موكّلي عشرة أيام كاملة...
لتنتهز الفرصة وتهتف قائلة:
- إذن فسآتي أنا إليك!!
أجابها سريعا بتلعثم واضح:
- لا.. لا... فأنا سأكون مشغولا في هذه الآونة، سأنتهز الفرصة وأذهب لزيارة صديقي رأفت.. أنت تعرفينه، زميلنا منذ أيام الجامعة، فهو يقيم هنا، وكثيرا ما ألح عليّ لزيارته، وأنا أنوي الذهاب إليه!!...
سكتت لثوان وبرقت عيناها بلمعة اليقين قبل أن تجيبه بهدوء وصوت ميّت لم ينتبه إليه:
- حسنا فؤاد.. كما تريد... أرسل سلامي إليه...
وأنهت المكالمة، وقد سلطت عينيها إلى الأمام في نظرة تصميم، فقد آن الأوان لتنفض عنها رداء الضعف والخنوع!!..
دلف الى منزله ينادي زوجته وأولاده، يشعر بالشوق الشديد لهم، فقد غاب عنهم لأسبوعين كاملين، لم يجب ندائه سوى الصمت، وضع حقيبته أرضا واتجه يفتش عنهم في غرف المنزل ولكن... لا يوجد أحد!!..، قطب ثم تذكر أن "مها" لا بد وأنها قد ذهبت مع ولديهما الى النادي، ليبتسم وهو يطلب رقمها المحمول لتجيبه بعد الرنة الثالثة بكل هدوء بل.. وبرود، سألها "أين أنت؟"... أجابته بكلمات... مقتضبة.. باردة... "انتهينا فؤاد" !!... وأغلقت الخط....
ذهب إليها يطير على بساط الريح، وما إن فتحت خادمة منزل والديها له الباب حتى وجدها تقف أمامه، بكل جمالها الهادئ ورزانتها المعهودة، اتجه إليها يمسك بذراعيها وهو يهتف بلوعة:
- مها؟!!!..، نظرت الى يديه قبل أن تسحب ذراعيها من قبضته وترفع عينيها إليه ليهاله النظرة الخاوية التي ترمقه بها، أين ذهبت نظرة الحب والدفء من عينيها؟.. أعاد ندائه لها بإلحاح كبير، لتجيبه بكلمة واحدة محملة بخيبة أمل عميقة وحزن واضح:
- لماذا؟... ، ازدرد ريقه بصعوبة وتمتم بتعثر:
- لماذا.. ماذا مها؟.. ، تنفست بعمق وأجابت ببرود بينما تشعر بنصل سكين حام يغرز بأحشائها:
- لماذا الخيانة؟... ، صُعق، أذهلته الكلمة وأخرسه هولها!!... ليعترض بتلعثم:
- أية.. أية خيانة تلك؟!...
قاطعته بجمود:
- زواجك بأخرى..
وهنا أُسقط في يده!.. ربّاه كيف عرفت؟.. لا أحد يعلم بهذا الأمر سواه هو والأخرى!... طالعته بأسى واضح تبتسم بسخرية مردفة:
- ماذا؟.. هل ابتلعت القطة لسانك؟!...
رفع رأسها يطالعها بقوة وهو يهتف:
- من أخبرك بهذه الأكاذيب؟.. واجهيني به وأنا سأفقأ له عينيه و.......، ليبتر باقي عبارته وقد جحظت عيناه رعبا وهو يراها ترفع يدها أمامه ممسكة بورقة مطوية... يعلم فحواها جيّدا... أليس هو من صاغها؟!....
تقدم منها يختطف الورقة من يدها بعنف وهو يهدر بغضب:
- ما هذا؟.. من أين لك بهذه الورقة؟.. أراهن أنها مزورة فأنا..
لتقاطعه بسخرية:
- غريب!.. أنت لم تقرأها بعد لتعلم فحواها؟.. إنها ورقة زواج عرفيّ.. من موكلتك السيدة "ريهام عبد الغفار".. مبارك لكما!...
قطب ومال عليها قائلاً بتساؤل حائر بينما غضبه يفور بداخله من برودها:
- مبارك لنا؟!!... ألا تهتمي كوني تزوجت بأخرى؟!!
رفعت عينيها إليه تثبته بنظرات قوية:
- عُرفي... في الظلام!.. وما بدأ في الظلام.. لن يستطيع العيش أبداً في النور!!
ترجّاها:
- سأتركها....
لتجيبه:
- لم يعد يهم...
هتف:
- من أجلي لا تتركيني!!
لتجيبه بعزم لا يلين:
- بل من أجلي أنا... أتركك!!..

..تمّت..



التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 23-03-18 الساعة 12:43 AM
سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-18, 11:49 PM   #7

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي القصة الثانية: أحبيني

القصة الثانية: أحبيني

نظرت اليه في ذهول، المجنون هنا.. على بعد انشات قليلة منها، في عقر دارها، بل وأن صح التعبير ففي غرفتها ذاتها، في الواحدة صباحا، بينما أبويها يقبعان على بعد مترات قليلة منهما، هتفت بصدمة:
- ماذ تفعل هنا قصيّ؟.. أجننت؟!!!!
بابتسامة عابثة، وبهدوء كاد يصيبها بارتفاع حاد في ضغط الدم أجابها بتلكؤ:
- اشتقت لزوجتي، فأتيت لرؤيتها!!!!!
فغرت فمها دهشة مرددة:
- اشتقت لزوجتك!!!!!!!!
لتردف بذهول بالغ:
- أي زوجة؟...
قصي بعتاب رقيق:
- أنتِ.. ليلتي!!!
زمجرة خفيفة صدرت عنها جعلتها أشبه بقطة غاضبة لتصبح شهية أكثر لنظره:
- أنت مجنون!!!!.. أي زوجة بالله عليك قصي؟.. زفافنا لن يكون قبل شهر فكيف أكون زوجتك بالله عليك؟..
تقدم ببطء وهو يجيب بابتسامة متراخية:
- وعقد القرآن الذي أتممناه الليلة؟.. والدك ووالدي والشهود والناس اللذين حضروا ليشهدوا أن ليلى الرازي أصبحت زوجة شرعا وقانونا لـ.. قصي الباز، ألا يكفيكِ هذه الشواهد كلها لتتأكدي من أنك ومنذ أن كتب المأذون اسمك مقترن باسمي، ونطق والدك بموافقته على تزويجك لي وأنك قد أصبحت.. امرأتي.. شرعا وقانونا؟!!!!
زفرت بتعب ليلفحه زفيرها الساخن، فيغمض عينيه لوهلة مستنشقا إياه، يكتمه في صدره كي تتشبّع به خلاياه، تماما كمن يسحب نفسا ثقيلا من الهواء كي ينعش رئتيه ويتركه يتغلغل داخل أوردته..
لم يشأ أن يخرج زفيره هو الآخر، رافضا أن يطلق هواء قد استنشقه منها، ولكن صدره آلمه بقوة، وصرخت رئتيه طالبة بحقها في التنفس، ليخرج زفيرا حارا.... في وجهها بالمقابل!!... كي تستنشقه بدورها، فليلاه بكاملها له هو، حتى الهواء الذي تتنفسه ينبع منه هو، تماما كما هي... نبع الحياة كلها بالنسبة له!!!!
ليلى برجاء كمن يهادن طفلا صغيرا:
- قصي اسمعني أرجوك، عقد القرآن الذي تم الليلة لا يعني أننا قد أصبحنا زوجين، فالعادات هنا أن عقد القرآن ما هو الا خطوبة ولكن في إطار شرعي، فيما الزواج يعني الزفاف...
قاطعها ببساطة أغاظتها:
- ألست في الشرع أعد محرما لك؟..
أومأت بالايجاب فتابع بهدوء أثار حنقها:
- وخلوتنا هذه ليست خلوة أجنبية بأجنبي عنها؟..
ليلى زافرة بيأس:
- نعم ولكن...
قصي بابتسامة عابثة فيما نظرات المكر تتراقص في عينيه:
- بل أن أمك قد تركتنا نجلس منفردين بعد عقد القرآن في غرفة الضيوف بالاسفل، وأمام الجميع، أي أنك زوجتي فعلا... ليلاي!!
هتفت ليلى بحنق وهي تستدير:
- أوووف.. أنت لا فائدة في الحديث معك، فما ترسّخ في عقلك لن يستطيع أيّ كان زحزحته ولو بوصة واحدة!!!
وقف خلفها ومال عليها يقضم شحمة أذنها برقة لتشهق بنعومة خافتة وهى تلتفت اليه لتطالعها عيناه العابثتان فيما هتفت مؤنبة بنعومتها التي تذيب الحجر الصوان:
- أخفتني!!!
تسللت ذراعاه تحيط بخصرها ليقربها رغما عنها إليه، ضاربا بالأصول والأعراف التي آلمت رأسه بهما عرض الحائط!!.. فهي امرأته وليس من الليلة بل منذ أن أبصرتها عيناه.. رغما عن أية تقاليد أو عادات.. رغما عنها هي نفسها!!..
مال عليها زارعا فحم عينيه المشتعل بين بحور عينيها القادرة على إخماد حريق قلبه بنظرة ناعسة منها وإشعال بركان رغبته وشوقه الفتّاك لها في ذات اللحظة وهمس بصوته الرخيم:
- اياك.. اياك والشعور بالخوف وأنا معك... فأنا حارسك الخاص مليكتي... ولن أتركك ما دام في صدري نفس يتردد..
همست بعينين تستجديانه الرحمة.. ألّا يغرقها بطوفان مشاعره الكاسح أكثر من هذا، وبرقة أطاحت البقية الباقية من صوابه وهي تفرد راحتيها الصغيرتين على صدره العضلي تستشعر تلك المضخة القوية أسفل كفها:
- أنت من يخيفني قصي بجرأته التي فاقت الحد!!..
ليهبط عليها بوجهه فتلفحها أنفاسه الحارة وهو يقول بخشونة فيما تتآكله نيران عشقه السرمدي لها:
- بل أنا من يحبك حبا.... بلا حد!!!!!!!!!!
وأطاح صوابها معه بقبلة... ولكنها ليست.. قبلة!!!.. بل هي زلزال مدمر لعقلها، بركانا يتفجر بداخلها لأشواق من حمم ملتهبة، بل هي.... نسيم يداعب قلبها برقة... بنعومة... ولكن... بمنتهى القوة والجموح... فهي ليست قبلة عادية بل... قبلة.. عاااااشق!!!!!!!!!!!!!!!!..
رفع رأسه يطالع وجهها المخضب بالدماء وقد أغمضت عينيها فيما تاهت في الأحاسيس التي نقلها اليها، ليهمس أمام وجهها بأشعار نزار قباني، ذلك الشاعر الذي طالما أشعل فتيل غيرته وهو يراها تحفظ كلماته عن ظهر قلب، بل وتتحدث عنه بشغف يصيبه بالغضب الشرس، والذي ينفجر في وجهها رافضا أن تتحدث بتلك الطريقة عنه او عن أيّ كان، حتى وأن كان شاعرها المفضّل... نزار!!!..
همس بصوت شجي، بالكلمات التي حفظها عن ظهر قلب وكان كثيرا ما يرددها بينه وبين نفسه في انتظار اللحظة التي يلقيها على مسامعها، بكلمات "القصيدة المتوحشة" كما تسمى، والتي راقته وبقوة كلماتها، فهي تكاد تلمس ما بداخله هو إلى ليلاه... عنفوان وقوة، ممتزجان بعشق ملتهب!!.. قال:
- احبيني . بكل توحش التتر
بكل حرارة الادغال , بكل شراسة المطر
ولا تبقى .. ولا تذري
ولا تتحضري أبدا ..
فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر ..
احبيني كزلزال ..
كموت غير منتظر ..
شهقت فاتحة عينيها تطالعه بفيروزها هامسة بلهفة:
- لا... ليس كموت... لا تذكر هذه الكلمة أمامي قصي..
قال بابتسامة متفكهة:
- ولكنه شاعرك الذي يقول حبيبتي..
ليلى بحنان أوشك أن يجرفه في موجاته:
- ولكني أنا من لا يقول!!!
قصي بلهفة لم يداريها:
- إذن... ماذا تقولين أنت زوجتي الجميلة؟..
ليلى وقد غرقت في سويداء عينيه:
- أحبك كحياة تولد... كزهر يتفتح.. كشمس تشرق.. أحبك كضوء ينير عتمة ليالي.. وكشمعة تدفئ برودة أيامي.. أحبك كصغير يتشبث بكف والده.. أحبك كرضيع يتمرغ بين أحضان والدته...
طالعها بذهول فهي المرة الأولى التي تصارحه بمشاعرها بهكذا وضوح، هو يعلم جيدا أنها تحبه، بل وتهيم به عشقا، ولكنها لم تفصح أبدا بأية كلمة، كثيرا ما فضحتها عيناها، ولكن لسانها وقف شامخا يأبى الانفلات ولو بكلمة واحدة!.. ليقف أمامها الآن كالمذهول وهو يراها وقد فتحت قلبها على مصراعيه تغرقه باعترافات لم يتوقعها في أكثر أحلامه جموحا باعترافها له بالحب!!!...
همست بينما يضمها بحنان قاسي اليه:
- أحبك.. أهلي.. وولدي.. وسندي... أحبك رجلي.. وزوجي.. ورفيق دربي... أحبك قصيّ.. أحبك....
لم يتمهل بعدها ليهبط برأسه ناحية فمها الصغير ليقتنصه في قبلة يختم بها اعترافها الناري الذي ألهب حواسه ولكنه هتف بحرقة قبلها:
- أحبيني...
لتهمس له باستسلام تام لجنون عشقه وقد ارتسمت ابتسامة ناعمة على كرز شفتيها:
- أحبك!!..

- تمت بحمد الله -



التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 23-03-18 الساعة 12:45 AM
سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-18, 03:32 PM   #8

بين الورقة والقلم

مشرفة ،كاتبة ،قاصة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وقلم مميز وحي الكلمة وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومُحيي عبق روايتي الأصيل- مفكرة وحارسة وكنز السراديب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية بين الورقة والقلم

? العضوٌ??? » 328012
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 4,700
? دولتي » دولتي Yemen
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

القصة الثالثة: بعد فوات الأوان


يجلس وحيدا، هنا على هذه الأريكة الخشبية، يلتف في معطفه الشتوي، يرفع ياقته، يحتمي بشجرة السنديان الباسقة، شاردا الى البعيد، بينما يهرول زوار المكان من حوله هربا من وابل المطر الكثيف الذي ينهمر عليهم، وبين راكض ومهرول، يسترقون النظر المتسائل المندهش إلى هذا الذي يجلس وكأنه يوم مشمس، يتمتع فيه بأشعة الشمس الدافئة، بينما البرد ينخر عظامهم، والريح تصفر من حولهم، ولكنهم يجهلون أن البرودة التي تنبعث من داخله أشد وأقسى من تلك التي يهربون منها والتي هي بالنسبة لما بداخله أشد حرارة وسخونة!...
استند بظهره الى مسند المقعد الخشبي، وأراح رأسه على حافته، وسافر بعقله الى البعيد، هناك.. حيث تراءت له صورة فتاة لم تكد تبلغ السادسة عشر ربيعا، تسترق إليه نظرات افتتان تحسبه غافلا عنها حين تصادفه أثناء وجودها بمنزلهم للاستذكار مع شقيقته، صديقتها الروحية...
رآها أول مرة أثناء قدومه في زيارة لأسرته الصغيرة.. والده ووالدته وشقيقته التي تصغره بخمس سنوات، كان وقتها في آخر سنة له بالجامعة في العاصمة، وكان يذهب لزيارة أسرته ببلدته الساحلية في أجازة نصف العام، كانت شقيقته وقتها في الصف الثاني الثانوي علمي، وهو كان في آخر سنة بكلية الحاسبات ونظم المعلومات، لم تلفت انتباهه كثيرا، بل أن قد اعتقد أنها طفلة لم تكد تبلغ الثالثة عشر من عمرها ليفاجأ أنها بعمر أخته، ورآها ثانية بعد مرور ستة أشهر، أي بعد أن نال شهادته الجامعية، وفضل العيش في العاصمة فهناك فرص الحصول على عمل في مجال تخصصه أسهل، خاصة وأن شهادته الدراسية مطلوبة وبكثرة..
كان يهم بالدخول الى المنزل في نفس الوقت الذي كانت تهم هي فيه بالخروج ليتصادما أمام الباب، وهنا.. ولحظة أن رفعت عينيها أليه.. علم أنها هي... فاتنة العينين تلك هي نصفه الآخر... فتاته التي وقع صريع هواها لحظة أن أسرت عينيها لونهما الفيروزي الغريب عيناه، فرفع قلبه رايته واستسلم لأهدابها الساحرة!..
"حور" أو " حوريته" كما كان يحلو له تسميتها!.. عمل بأقصى ما يستطيع للإلتحاق بوظيفة تساعده على البدء بحياته كي يدخر ويحقق حلمه بالارتباط بآسرته، لم يفصح لها عن مكنون قلبه، ولم يجاهر بحبه لها لأي كان، وحدها شقيقته من كانت ترتاب في أمره، خاصة حينما يأتي ذكرها أمامه أو عندما تعلن تقدم خاطب، كان يحاول تصيّد الأخبار عما إذا كانت قد وافقت على ذاك الخاطب الأحمق أم لا؟.. لم يكن يريد تقديم وعود لها قد لا يستطيع تحقيقها، وأيضا كان يخاف من ربط مصيرها بمصيره في أنانية، ولكن السبب الرئيسي في إحجامه عن الاعتراف بحبه لها هو خوفه الشديد.. بل رعبه من أن تصدمه بعدم مبادلته ذات الشعور وأنها لا تعتبره سوى أخ لصاحبتها فقط ليس إلا... ، حتى كان يوم!!..
كان عائدا الى بلدته حين علم أن هناك من يريد الارتباط بها بعد عودته في أجازة سريعة من عمله بالخليج، حيث تربط بين أسرته وأسرتها علاقة طيبة كجيران منذ زمن طويل...، لم يكن هذا الخبر ما جعل الدم ينسحب من عروقه بل قول أخته من أن" حور تفكر جديّا بالموافقة عليه هذه المرة" خاصة وأنها تدرس في السنة الثانية في جامعتها، وقد تفكر بالانتساب في كليتها النظرية والسفر معه والعودة في وقت الامتحان، ليندفع الدم ساخنا في عروقه، ويشعر وكأن الدنيا أمامه قد اصطبغت باللون الأحمر.. ويندفع خارجا والشياطين تتقافز أمامه فيما يتوعد في سره أنها أبدا لن تكون سوى له!...
كانت تسير في طريقها لابتياع بعض لوازم البيت التي أرسلتها أمها لشرائها حينما استوقفها وهو يلهث، رفعت اليه عينيها تطالعه بتساؤل وابتسامة ناعمة تلون كرز شفتيها، وقبل أن يهم بالكلام انساب الى سمعه صوتا أحل من نغمات الكمان وهي تسأله عن حاله، وعن سلامة وصوله، وسكتت ظنّا منها أنها قد رأته صدفة، وما أن طالت مدة وقوفه أمامه حتى اعتذرت منه وحاولت الانصراف حين تكلم هاتفا بقوة:
- حورية.. تزوجيني!...، فتحت عينيها واسعا واختلجت ابتسامة خجل على شفتيها الورديتين قبل أن تسبل أهدابها وتجيب بخفوت:
- اسمي ليس حوري، بل...
قاطعها بحزم:
- حور... ولكنك حوريتي.. أنا!..، لتخرج منها شهقة صغيرة ناعمة وهي تطالعه بغير تصديق، فاقترب منها حتى وقف على بعد إنشات قليلة وهمس أمام وجهها الذي يطالعه بانشداه وعدم تصديق:
- تزوجيني حوريتي، سأسعدك.. ثقي بي..
وكسبت حور رهانها مع نفسها!!.. هذا ما اعترفت به اليه بعد عقد قرانهما، أخبرته أنها علمت بأنه يحمل لها شعور قوي من عينيه اللتين وشتا به إليها، وأنها قد ضاق بها السبيل لحمله علا لاعتراف بما في قلبه حتى تقدم ليها الخاطب الأخير، فعمدت الى أن تخبر شقيقته أنها قد قررت الموافقة عليه، فكانت كمن يلقي بأوراقه كلها، فإن كسبت رهانها فقد كسبت حبيبها ذاك الذي أحبته منذ اللحظة الأولى لرؤيته، وإن خسرت رهانها تكون قد كسبت نفسها، وتضع نهاية لحلمها بأن يأتي اليوم الذي يبادلها فيه الحب!.. وقتها ابتسم وفي داخله مزهوّا بأن حبيبته لم يسبق لها وأن عرفت معنى الحب سوى على يديه هو!.. وكعادته دائما اكتفى بابتسامة صغيرة راضية كانت أكثر من كافية بالنسبة لها، فهو لم يكن أبدا ممن يجيدون الكلام، كان دائما ما يردد على مسامعها بأن الفعل أقوى من أي كلام، ففي النهاية الكلام.. مجرد.. كلام!..
وتزوجا.. ورفل في السعادة ينهل منها حتي يشبع روحه العطشى اليها، لم تكف يوما عن ذكر حبها له، واعترافها بحبه، على أمل أن يأتي يوم يبادلها فيه هذا الاعتراف التي هي تعلم جيدا أنه يكن لها من الحب ما قد يكون أقوى من حبها له، ولكنها طبيعة الأنثى التي تهوى وتشتاق بل وتحن لسماع كلمة حب من نصفها الآخر....
ويمن الله عليهما بالذرية الصالحة، فيرزقهما الولد والبنت، آدم وحورية، فقد سمى ابنته كما يسمي زوجته، فهو لم يكن يناديها سوى بـ.. حورية، وفي أوقاتهما الحميمية .. "حوريتي".. وتلك كانت الدليل الوحيد على ما يحمله لها من مشاعر، وكانت تكتفي بها، وترغم نفسها على عدم طلب المزيد، فيكفيها أنها حوريته هو، حتى وإن لم ينطقها بلسانها فهي تلمسها بأفعاله معها...
ويزدهر عمله، ويكبران ويكبر الأبناء، ويظل الصمت سائدا، وبدلا من حوريتي، تصبح حورية، والتي اختفت مع مرور الوقت لتصبح أم آدم وفقط!..
تزوج الأبناء وأصبح لكلا منهما حياة مستقلة، وخط الشيب رأسه، وهي لا تزال بابتسامتها الصغيرة، ليصحو ذات يوم ويجد تلك الابتسامة التي كانت منتعشة بالحياة قد غدت تماثل الجليد برودا، نسيَ أن ابتسامتها كالوردة لا بد من سقايتها كي تظل مزدهرة دوما، واغفالها يجعلها تشحب تدريجيا الى أن... تموت!...
لتموت حوريت بين ذراعيه وهي نائمة، تموت حيث دعت الله دائما أن تكون نهايتها، بين ذراعي حبيبها الوحيد، تموت قبل أن تسمع منه اعترافه بعشقه السرمدي لها، ذعر عندما لمس برودة أطرافها، هزها كثيرا وهو يناديها، ولكنها كانت قد أغلقت عينيها وإلى الأبد، صرخ عاليا وهو يجاهر بحبها، ولكن.. الأوان قد فات!!...
نهض واقف بعد أن أرخى الليل سدوله، تطلع حوله قليلا، تنفس عميقا، ثم تمتم ببضع كلمات خافتة قبل أن يستدير ويرحل، بعد أن ردد وعده كما يفعل كل ليلة منذ سنتين، منذ أن فارقته حوريته، أنه سيأتي يوميا الى هنا، نفس المكان الذي صرّح لها فيه برغبته بالزواج منها، حتى أنه لم يرجوها الموافقة، بل وقف وقال وكأنه يأمرها بإعادة حقٍّ له لديها:
- حورية.. تزوجيني!..
وعد قطعه أنه وطالما في صدره نفس يتردد سيأتي هنا... يجدد اعترافه بحبها، يستعيد ذكرياته معها، ورغبة دفينة تأكله لسماعها وهي تعيد تصريحها بحبه الذي لم تكل ولم تمل منه حتى آخر يوم في حياتها، ليعلم أن كلمة.. أحبك.. لها مذاق من نوع خاص، بل وسحر آخر، لا يصل اليه أية أفعال أو أقوال أخرى... ليته علم بذلك قبلاً، ولكنه علم متأخراً.. بعد رحيلها، ليكون ذلك... بعد فوات الأوان!!
- تمت بحمد الله -


بين الورقة والقلم غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لقلوب احلام و كادرها المميز



شكر حدوده توصل لسماء وتتعداها
لحبيبتي noor1984 تصميم فديوا رووعه هديه ما خطرت باحلامي
https://www.youtube.com/watch?v=-v8M...ature=youtu.be



اول اهداء لرواية
قيدك ادمى معصمي اقتباس الغاليه فوفو شكراً كثييييير




سلسلتي القصصيه القصيره " رفقاً بالقوارير" كل الشكر لكادر القلوب ودعمهم المتواصل

هنااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس
قديم 23-03-18, 03:39 PM   #9

بين الورقة والقلم

مشرفة ،كاتبة ،قاصة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وقلم مميز وحي الكلمة وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومُحيي عبق روايتي الأصيل- مفكرة وحارسة وكنز السراديب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية بين الورقة والقلم

? العضوٌ??? » 328012
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 4,700
? دولتي » دولتي Yemen
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

القصة الرابعة: جموح عاشق




الملخص:
كفراشة منطلقة هي تحط على أي مكان حتى اصطدمت به، يهاجمها.. يحاصرها.. يدك قلاعها وحصونها بـ... جموح عاشق!!!!!!!!..
****************************************

وقفت أمامه تطالعه بقوة فيما خافقها الصغير ينتفض كالعصفور داخل صدرها، يقسم أنه يكاد يراه من خلف ثوبها الرقيق، ليزفر بضيق وهو يرمقها بغضب بعد انفجارها المدوّي ذاك وكأن شيطانا قد تلبّسها!!!!
أقسم أنه لو كانت غيرها من وقفت أمامه هكذا تكيل ليه الاتهامات كما فعلت هذه المتهورة العنيدة لم يكن ليمنعه عنها شيء، ولكنها... "قسمت".. أو.. "قسمته ونصيبه" كما اعتاد ان يسمّيها!!... وكان قد فوجئ بها وقد اختلفت عمّا كانت عليه تماما قبل أن يرحل عنهم منذ أكثر من سبع سنوات، فقد تركها وهي على أعتاب المراهقة ليعود ويفاجأ بها وقد أصبحت شابة غاية في العناد و... الفتنة!!!!..
وكان قد غاب لما يقرب السبع سنوات في الخارج حتى ينهي دراساته العليا ويعود الى الوطن ثانية وهو يحمل أعلى الشهادات في مجال إدارة الأعمال ونظم المعلومات، ليفاجئ الجميع بالتحاقه بهيئة التدريس بالجامعة، ورفضه استلام العمل بشركات عائلة "الجابري".. والتي تعد من أقوى المؤسسات التجارية بالبلد، وفي حين تقبّل أبوه رغبته تلك كان شقيقه الأكبر من يعارض ذلك وبقوة، فهو يرى أن أبناء عائلة الجابري لا بد لهم من العمل بشركات العائلة بل وأن يمسكوا بزمامها جيدا، فهذه الإمبراطورية العملاقة لم تُنشأ من فراغ، وحتى لا يضيع تعب ومجهود جدّهم الأكبر "عبد القادر الجابري" سدى!!
ولكنه أصر على استلام عمله بالجامعة ليقترح والده بأن يقسم وقته في العمل بين الجامعة والشركة كنائب لرئيس مجلس الادارة، حيث يشغل شقيقه الاكبر المنصب الأخير، فيما تقاعد والده "الحاج سيمان" عن العمل بأمر الطبيب بعد اجرائه لعملية القلب المفتوح، في حين باقي الشركات فيتولاها أبناء عمومتهم وهم كُثر، أما شقيقه حمزة وبصفته ابن العم الأكبر – كبير عائلة الجابري - فقد تنازل له أبوه عن منصبه ليترأس هو إدارة مجموعة الجابري...
ووافق على اقتراح والده إرضاء له، ولكنه لم يعلم أن موافقته هذه ستكون سببا لشقائه أو بمعنى آخر... لشقاء قلبه على يد ابنة عمه الصغرى.. "قسمت"...
منذ اليوم الأول لاستلامه مهام عمله وهو في جدال عقيم معها، فهي مدللة أبيها ومعروف عنها عنادها الشديد وتمسكها برأيها بكل صلف وغرور، لم يصدف وأن رآها منذ رجوعه الى البلاد إلا مرة أو اثنتين وذلك في الاجتماعات العائلية فقط، ولكنه علم من شقيقته الصغرى "سجى".. والتي تدرس في عامها الثاني بكلية الألسن أن ابنة عمهم المدللة قد أنهت دراسة كلية التجارة – لغة انجليزية – وأن أبوها لا يرفض لها طلبا فكان أن وافق على عملها معهم في شركات العائلة على الرغم من رفض شقيقها الأكبر "أيهم"... ولكن "الحاج سلامة" والدها لا يستطيع أرفض طلب لها وابنه مهما علا شأنه فلا يستطيع أن يكسر كلمة والده، لينصاع أيهم لقرار والده وإن على.. مضض!!..
ومنذ ذلك اليوم وهو لا يكاد يذكر يوما لم تعانده فيه، وعندما يواجهها بأنه الأكبر سنًّا ومنصبا فهي لا تزال مبتدئة تهز كتفيها الدقيقتين بحركتها التي تسحره وتقول بلا مبالاة:
- وماذا في هذا؟.. أنت أيضا مبتدئ!!.. لا يغرّنك مسماك الوظيفي "نائب رئيس مجلس الادارة".. فابن عمي الأكبر أي شقيقك حمزة هو السيّد الفعلي لهذا العمل، فأنت بعيد تماما منذ أكثر من سبع سنوات، كما أنك لا تزال حديث العهد بالعمل، وما منصبك هذا إلا إجراء شكلي حتى توافق على العمل هنا، فمن غير المعقول أن يجعلوك تبدأ العمل من الأرشيف مثلا– قالتها وهي تطالعه بنظرة أسف مزيفة وأكملت – فأنت مهما كان ابن الحاج "سليمان الجابري".. كبير عائلة الجابري!...
نظر اليها بعقدة جبين عميقة وأجابها باستهجان:
- أنتِ تعني أنه لولا والدي ومكانة أخي لم أكن لأتولى منصبي الحالي، أليس كذلك؟..
رفعت ذقنها الصغير تطالعه من خلف ستائر رموشها الغزيرة بعينيها الرماديتين وأجابته بجرأة لم يجد لها مسمى إلا وقاحة:
- نعم!!..
اقترب منها بخطى بطيئة حتى وقف قبالتها ورفع سبابته أمامه يهمس منذرا بفحيح غضب من بين أسنانه المطبقة:
- التزمي حدودك قسمت، واحترمي فارق العمر فيما بيننا على الأقل، ونصيحة.. اتقي غضبي، وإلا فلا تلومي إلا نفسك يا ابنة عمي!!
وقفت تجابهه بكل ما أوتيت من قوة وهتفت بثقة عالية:
- أرني ما باستطاعتك فعله يا ابن عمي العتيد، فكما أنت "فراس الجابري"، فأنا أيضا.. "قسمت الجابري".. أن كنت لا تعلم!!!..
وأتبعت كلامها بنظرة نارية قبل أن تنصرف بخطوات قوية لم يكن يتخيل أنها ستصدر عنها، وتمتم في إثرها:
- سنرى يا ابن العم الجميلة، سنرى!!!....
***********************************
وهاهي الآن تقف أمامه بكل وقاحة تهاجمه لأنه رفض سفرها مع الوفد الذي تنظمه المجموعة للانضمام لمؤتمر رجال الأعمال المنعقد في "بكين" بالصين، حيث عرض عليها "خالد" المدير التنفيذي مرافقتهم، فستكتسب خبرة بالتأكيد من هذه الرحلة، وكما يقال في السفر سبع فوائد، ولكن عوضا عن رفض والدها الذي تخوفت منه، أو شجب شقيقها الأكبر أيهم المتوقّع، كان هو من اعترض وبشدة وبينما وافق أبوها من ناحية المبدأ، كان ذلك الـ فراس والذي هو كالشوكة في خاصرتها منذ عملهما سوية هو من اعترض بل ولم يهدأ له بال حتى رفض أيهم شقيقها ليحذو والدها حذوهما وقد اقتنع أن تلك الخطوة لا تزال مبكرة جدا بالنسبة لها!!!!.
دنا منها بخطوات حثيثة ليقف على مسافة تبعد انشات قليلة عنها وقال متسائلا بغموض فيما انتفضت عضلة فكه دليلا على مدى قوة غضبه والذي يحاول كتمه بصعوبة جمة، تحدث ببطء مدروس وهو يطالعها بتصميم كمن قرر سبر أغوار نفسها والوصول الى خباياها ولو رغما عنها:
- هناك أمر لا أفهمه يا "قسمتي ونصيبي"؟..
زفرت بضيق واضح وعقدت ساعديها أمامها لتبرز منحنيات صدرها الضامر المخفي خلف بلوزة حريرية باللون البنفسجي تضاهي رمادي عينيها ذلك اللون الذي يتماشى مع بذلتها الرسمية المكونة من تنورة تصل الى حدود الركبتين ضيقة وأعلاها سترة قصيرة تصل الى خصرها الرشيق وقد أغلقتها بزرٍّ كبير في منتصفها فيما رفعت خصلاتها الكستنائية أعلى رأسها على هيئة شنيون بسيط أنيق، واكتفت في زينة وجهها بأحمر شفاه وردي اللون مع كحل أسود بسيط أكسب عينيها وسعا ملحوظا وناقض سواده بياض بشرتها الواضح، فيما انتعلت حذاءا صيفيا ذو كعب مرتفع خمس سنتيمترات كي تزيد من طولها المتوسط والذي طالما شعرت بالحنق منه خاصة حينما تقف بجانب هذا المارد الضخم ابن عمها، فهي تشعر وكأنها عقلة الإصبع أمامه، الأمر الذي يزيد من حنقها وقهرها منه!!..
أجابته بترفع ونفاذ صبر ظاهر:
- ما هو يا ابن عمي؟...
مال عليها زارعا ماس عينيه الأسود بين دخاني عينيها قبل أن يقول مركّزا على كلماته بتأنٍّ وبطء:
- ما سبب اهتمام السيد خالد بمسألة سفرك من عدمه؟... وما الذي جعله من الأساس يدلي بمثل هذا الاقتراح السخيف؟...
نظرت اليه بثبات والتزمت الصمت التام لدقائق قبل أن تتحدث ببرود قائلة:
- أولا اقتراح خالد ليس بسخيف، بل يعد أمرا ايجابيا من جميع النواحي، فستزداد خبرتي العملية والعلمية، أمّا بالنسبة للشق الأول من السؤال...
وسكتت لثواني قبل أن ترتفع طرف شفتها في شبه ابتسامة ساخرة وهي تجيب:
- أعتقد أن اهتمامه نابع من حرصه على أن أنمِّي قدراتي العملية، حتى أستطيع تثبيت أقدامي سريعا في شركات العائلة كفرد من عائلة الجابري..
صمت تام ساد حولهما فيما وقفا أمام بعضهما يتبادلان النظرات أحدهما بغموض والأخرى بعناد، ليخترق صوته السكون معلقا بتساؤل وهو يرفع حاجبه الأيمن ساخرا:
- خالد؟!!!!!!!!!
في إشارة منه لنطقها باسم الأخير مجردا!!.. قالت ببساطة:
- نعم خالد!!.. فهو قبل أن يكون رئيسي هو صديق شخصي للعائلة، بل تستطيع القول أنني أعرف عنه ما لا أعلمه عنك يا ابن عمي المبجّل، ففي حين كنت مسافرا لسبع سنوات متواصلة اللهم ان استثنينا تلك الأيام القليلة التي تكاد تعد على الأصابع والتي كنت تأتي خلالها في زيارات خاطفة للوطن، كان خالد شبه ضيف دائم لأخي أيهم، ما جعلني أعتاد وجوده سريعا، لذا فمن السخافة أن أتكلم عنه وكأنه غريب في حين أنه أقرب من بعض الأقرباء نفسهم!!!.
تحدث فراس بلهجة متسلطة آمرة بينما رأت انعكاس صورتها بين فحم عينيه المشتعل وشعرت بلهيب غضبه يخرج هواء ساخنا من فمه:
- هذا الهراء سيتوقف فورا!!!.. كوْن خالد صديقا لشقيقك أيهم لا يعني أن يصبح صديقا لك بالتبعيّة!!.. لذا فنصيحة مني قسمت.. ابتعدي عن ابن الدريني، لا تختبري صبري معك إلى النهاية، فأنا لست من ذوي الصبر الطويل!!!!
أخفت قسمت ببراعة خوفها من تهديده خاصة وأنها للمرة الأولى تراه بمثل هذا الغضب الوحشي، لتقول ببرود وقد حركت كتفيها بلا مبالاة ملحوظة:
- صبرت أم لم تصبر أمر لا يهمني في كثير أو قليل يا ابن عمي، وأتمنى أن تحتفظ بتعليقاتك على أي شيء يخصني لنفسك، فأنا ولله الحمد لديّ أب وأخ هما فقط من لهما حق التدخل في شئون حياتي – ثم رسمت ابتسامة صفراء لم تصل عينيها وهي تردف – بالإذن!!!!!!
لم تكن قد أولته ظهرها كاملا بعد حين قبض على مرفقها الأيمن بقوة لترميه بنظرات نارية لم يعبأ لها وقال بابتسامة شريرة:
- و.... زوجك يا ابنة عمي!!!....
لتفتح عينيها واسعا محدقة فيه بذهول وصدمة فيما مال عليها لترى ألسنة اللهب وهي تتطاير بين مقلتيه فيما لفحتها أنفاسه الحارة حد الاشتعال وأردف ولهجته تحمل نذير الشر بين طياتها:
- نسيتِ زوجك... قسمتي و.. نصيبي!!!!
لثوان معدودة شعرت بالخوف يكبّل لسانها، بينما هرب الدم من وجهها وتركه شاحبا شحوب الموتى، قبل أن تسحب مرفقها من قبضته بقوة وتبتعد عنه في خطوات سريعة دون أن تعلّق على كلماته التي كادت توقف قلبها بمعناها المستتر، وقبل أن تتوارى خلف الباب وقعت عيناها عليه لتجده وقد وقف يطالعها بابتسامة ساخرة، ورفعة حاجب عابثة، ونظرات أقل ما يقال عنها أنها.... مهددة.. متوعّدة!!!!!...
**********************************
الجميع يغني ويهلل، وكيف لا واليوم يوم زفاف ابنة عائلة الجابري المدللة، وقد أضيئت أنوار القصر الكبير، وانتشرت الموائد بطريقة فنية في الحدائق المحيطة بقصر الجابري، وصدحت الموسيقى عاليا وبدأ الضيوف بالتوافد لحضور حفل زفاف "قسمت سلامة الجابري" و... "فراس سليمان الجابري"!!!!!!!..
كانت تجلس تحت يد مزينة الشعر فيما تصل أسماعها صوت الزغاريد وكأنها تخص عروس أخرى غيرها، فمن كان يصدق أنها هي جميلة عائلة الجابري تتزوج رغما عن أنفها بابن عمها ذلك المغرور، تماما كما توعدها بأنه هو من سيعيد تربيتها من جديد!!...
كانت الأيام السابقة قد فاتت كلمح البصر، فمنذ شجارها مع فراس بعد أن رفض والدها سفرها مع وفد الشركة الى بكين، وعبارته التي ألقى بها على مسامعها ليلقي بالذعر الى قلبها وهو يبلغها بأن زوجها أيضا سيكون له حق الأمر والنهي في جميع شئون حياتها، كانت قد قررت الابتعاد عن طريقه نهائيا لا عن خوف منه ولكن لأنها تعلم أخيها جيدا وتخشى أن يتمادى ذلك الوقح في تهديده لها.. فيقوم بمفاتحة شقيقها الأكبر بما رأته في عينيه، ووقتها لن يتوانى أيهم عن الموافقة بل والترحيب الشديد به، وكيف لا وأقصى أمنية شقيقها أن يراها زوجة لمن يستحقها ومن المؤكد أنه لن يجد أفضل من ابن عمهم سليل عائلة الجابري كزوج مستقبلي لها، خاصة وأن أيهم معروف عنه حميته الشديدة لعائلته، أوَ لم يقدم هو نفسه على الارتباط بابنة أحد أبناء عمومتهم فقط كي يستطيع اعادة جمع شمل العائلة مرة أخرى، وبينما كانت عروسه "ماسة".. في غاية السعادة بعريسها الوسيم والذي كان من الظاهر للعيان تدلهها الشديد في حبه، كان شقيقها في غاية الرسمية والبرودة معها وكأنه يبرم صفقة تجارية وليس زيجة انسانية ستدوم العمر بأكمله!!!...
عادت من شرودها على هتاف إحدى صديقاتها وهي تقول لها بفرحة عارمة:
- لا أكاد أصدق أن ذلك الوسيم الذي رأيته واقفا مع شقيقك هو زوج المستقبل!!.. أنه غاية في الوسامة يا قسمت..
قسمت ببرود:
- لا عزيزتي، صدقي!!..
صديقتها نافخة بسأم:
- اوووه قسمت، فيما غضبك الآن؟.. ابن عمك وقد عقد قرآنك عليه بالفعل ليلة أمس، أي أنك أصبحت شرعا زوجته، واليوم وتحديدا بعد عدة سويعات سيغلق عليك معه بابا واحدا، فلما حنقك البالغ هذا؟..
نظرت اليها قسمت ورؤوس النيران تتراقص بين دخاني عينيها لتهتف بحنق مطلق وبصوت خرج فحيحا من بين أسنانها المطبقة بغيظ وقهر:
- سلمى... أن كنت تريدين الحفاظ على رأسك الفارغ هذا أن يظل قابعا فوق كتفيك.. فضعي لسانك داخل فمك وفورا!!!!
شهقت سلمى بدهشة وطالعت قسمت بفم مفتوح فيما أقبلت سجى ابنة عم الأخيرة وشقيقة فراس عليهما تقول وهي تبتسم برقة:
- مبارك يا عروس، شقيقي يقف بانتظارك في الاسفل تماما كالقط فوق صفيح ساخن في انتظار رؤية عروسه الفاتنة!!..
رسمت قسمت بشق الأنفس ابتسامة صغيرة فوق وجهها فسجى لا دخل لها بما بينها وبين ابن عمها المحترم، لتقول بهدوء زائف:
- شكرا لك سجى، العقبى لك حبيبتي..
قاطعتهما مزينة العرائس والتي صمم فراس على حضورها الى المنزل وألا تذهب عروسه الى مركز التجميل التابع لها، ليوافقه أيهم فيما أضافت هي هذا الأمر الى قائمة أفعاله السوداء بحقها، والتي تنوي جعله يكفر عنها كلها من أول حرف فيها لآخر حرف، وقد بدأت بالفعل بالأمس!!
قالت المزينة بابتسامة:
- دقائق والعروس ستكون جاهزة...
تمتمت سجى بالشكر قبل أن تسحب معها سلمى التي كانت تراقب تعبيرات وجه قسمت بفضول وتساؤل، لترتسم ابتسامة زهو على شفتي قسمت وهي تتذكر رفضها لطلب عريسها المغرور بمقابلتها بعد الانتهاء من عقد القرآن بالأمس، لتتمسك برفضها بكل ما أوتيت من قوة هاتفة بأنهم وأن كانوا قد أجبروها على القبول بهذه الزيجة فهي لن تسمح لهم بالتمادي أكثر من هذا في التحكم بها وكأنها دمية خشبية، وطالما أن القرآن قد عُقد فلا دخل لأحد في كيفية تعاملها مع.... زوجها!!!!!!
وكأن كلماتها قد مست الوتر الحساس من والدها فمهما يكن فهي تظل ابنته الأثيرة لديه، صغيرته المدللة، ليقرر في بضع كلمات أن العروس تشعر بالخجل لذا فهي لن تستطيع الخروج لملاقاة عريسها!!..
وفي حين كانت قسمت تهتف بداخلها فرحة في تسديد أول هدف في مرمى العدو، كان فراس يرغي ويزبد وهو يتوعدها في داخله بالـ قصاااااص، فقد حرمته مما قضى طيلة الليلة السابقة ساهرا يفكّر به، ألا وهو ترى.. هل لا يزال مذاق ثغرها المكتنز يحمل نفس السّكر الذي خدّره حتى الثمالة والذي ما أن تذوّق طعمه الحلو اللاذع حتى سلبه طعم النوم والراحة حيث ارتشف رحيق شهدها مرة واحدة فقط وذلك بعد أن أفلت أتون غضبه منه وهي تقف أمامه تتبجح بأنها ستكون لآخر.. غيره!!!!!
كان ذلك بعد عودة وفد الشركة من رحلة الصين، وتحديدا أثناء تلبيته لدعوة الغذاء من ابن عمه أيهم، وأثناء احتسائه الشاي مع الأخير، تلقى ابن عمه اتصالا هاتفيا فاعتذر منه وانسحب للرد عليه حينما لمحها وهي تتمشى بين أشجار الحديقة حيث جلس مع أيهم يحتسون الشاي، وكان من الواضح أنها لم تنتبه لوجوده، فاستغل هو الفرصة لمفاجئتها وقد شعر وللغرابة بافتقاده الشديد لها ولدلالها المستفز وغرورها المغيظ، ليسير بخفة وراءها يتتبعها، حينما انتبه لتحدثها في هاتفها الشخصي، ولم يكن سيكمل خطته بمفاجئتها لولا أن المفاجأة كانت من نصيبه هو عندما التقطت أذناه اسما أصبح من أكره الأسماء إلى قلبه ألا وهو.. "خالد"!!!!!!
كان من الواضح أنها تحاول رفض شيئا يطلبه منها وبإلحاح شديد فقد سمعها وهي تهتف بيأس:
- يكفي خالد أخبرتك بجوابي، أنا لا...
ولكنها لم تتابع وسكتت لثوان تابعت باستسلام وصوتها مغلف بالتعب:
- حسنا خالد سأفكّر، أعدك خالد، والآن أرجوك هلا أنهينا تلك المحادثة فأنا أشعر بألم في رأسي؟..
ابتسامة صغيرة رسمتها فوق مبسمها الكرزي وهي تتمتم بتحية الوداع قبل أن تغلق هاتفها وما أن استدارت حتى شهقت فزعة فقد فوجئت بفراس وهو يقف خلفها تماما!!!.. هتفت بدهشة:
- ماذا تفعل هنا فراس؟...
ولكن فراس لم يجبها وعوضا عن ذلك طالعها بنظرات سوداء جعلتها تزدرد ريقها بصعوبة أردفت بعدها بتلعثم بسيط:
- ما.. ماذا هناك فراس؟.. لما أنت... آآآآآآآآه!!!!!!!!!!
صرخت بألم عندما انطلقت يده كالكلَّاب تقبض على أعلى ذراعها في حين همس بغضب وحشي:
- مع من كنت تتحدثين يا قسمتي ونصيبي؟...
هتفت قسمت بحنق وسط شعورها بالألم الشديد جرّاء قبضته القوية:
- وما دخلك أنت؟.. لقد قلت لك أكثر من مرة ألّا شأن لك بي!!!
ولكن فراس لم يتراجع وبدلا من ذلك شدد من قبضته لها حتى كادت دموع الألم أن تطفر من حدقتيها لتحبسها بصعوبة فيما هدر بشراسة مخيفة:
- وأنا أخبرتك أن كل ما يمت لك بصلة فهو يعنيني بالدرجة الأولى!.. والآن أخبريني.. من هو خالد هذا الذي كنت تتحدثين اليه في هاتفك؟.. هل هو نفسه خالد الدريني المدير التنفيذي بمجموعتنا؟...
حاولت جذب ذراعها من قبضته بقوة وكلما حاولت كلما شدد من قبضته حتى صاحت بالأخير بغضب ناري:
- وأنا لن أنبس لك بحرف واحد فراس، وخير لك أن تتركني في التوّ واللحظة بدلا من أن أصرخ وأجمع أهل المنزل ووقتها لن تستطيع الافلات من براثن أيهم شقيقي!!
فراس بابتسامة شريرة:
- أتهددينني بشقيقك صغيرتي؟.. عامة أنا لا أمانع، اصرخي ليأت ابن عمي ويعلم أي فاسقة صغيرة هي أخته الصغرى، من تسمح لنفسها بالتحدث مع غرباء بهاتفها الشخصي!!!
ونظر الى هاتفها الشخصي الذي كان لا يزال يتوسد راحة يدها اليسرى وما هي إلا لحظات حتى كان الهاتف يقبع في كفّه الأيمن بينما تراقبه هي في صدمة كيف ومتى أصبح هاتفها في قبضته؟...
أردف قائلا لها بابتسامة الشريرة:
- هاتفك أصبح بحوزتي الآن، ولن أتركك قسمت قبل أن أعرف مع من كنت تتحدثين وأي أمر هذا الذي يتطلب منك التفكير للوصول الى قرار بشأنه؟...
كانت قسمت قد نفذ صبرها تماما منه وقد عجزت عن الفكاك منه أو اعادة هاتفها ثانية بعد أن وضعه في جيب بنطاله، لتصيح عاليا:
- كان خالد من يهاتفني.. هل ارتحت الآن؟..
ضغط أقوى على ذراعها وهو يهتف بحنق شديد:
- وما الذي طلبه منك؟...
نظرت اليه قسمت بِغِلٍّ وقهر وهتفت بحقد:
- هل تراني متّهمة بشيء يا ابن عمي؟.. أود أن أخبرك أنك لو ظننت أنك قد استطعت امساك أمر ما قد يسيء إلي في نظرك فأنت مخطئ وبشدة، فأنا لا أفعل أي شيء قد يضر بي أو بأي من عائلتي، أما بالنسبة لمحادثة خالد الهاتفية فهو قد استأذن أيهم قبل أن يهاتفني، أي أن كل شيء في النور، هل ارتحت الآن أن سمعة العائلة الكريمة في الحفظ والصون؟...
نظر اليها بذهول غاضب قبل أن يتمتم بشرّ وعيناه تطلقان شرارات الوعيد:
- ولماذا يريد خالد الحديث اليك؟... انطقي عليك اللعنة!!!!
صاحت قسمت بقهر:
- يريد الارتباط بي وطلب محادثتي من أجل هذا الأمر من أيهم.. فوافق!!!!
سكوووون تام أعقب تصريحها الذي أطلقته فسقط كالقنبلة المدوية فوق رأس فراس، والذي وقف يطالعها بذهول وصدمة بينما عبارتها الأخيرة تتردد في ذهنه أن هناك من جرؤ على التفكير في الارتباط بها بل وقد فاتح فعليا ابن عمه بخصوص هذا الشأن، ليسمح الأخير لذلك الأبله بالتحدث معها وكأنه يبارك ارتباطها به!!!..
مال بوجهه عليها لتلفحها أنفاسه الساخنة بينما قال وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما غيظا وحنقا:
- وما رأيك يا عروس؟.. بما أجبته؟... الرفض طبعا!!!!!!!!!
سئمت غروره وعنجهيته وتسلطه الذكوري المغيظ فما كان منها إلا أن أجابت بتشفّ وحقد:
- وهل مثل خالد الدريني يُرفض؟.. فهو رجل في منتصف سن النضج، وسيم ويعمل بوظيفة مرموقة، كما أن عائلته لديها اسم عريق، حتى وأن كان الزمان قد انقلب عليهم ولم يعودوا أغنياء كما كانوا، ولكن يبقى اسم الدريني ذو مكانة لا تُنكر، ويكفي أنه يتمنى الارتباط بي اليوم قبل الغد!!!!
أضافت عبارتها الأخيرة بغرور أنثوي لا يليق الا بها.. هي.. فاتنة آل الجابري!!!... وبينما كانت تطالعه بتشفّ بعينيها الدخانيتين كان هو يكاد يطحن ضروسه غيظا وقهرا منها، وندما على أنه لم يقدم على مفاتحة أيهم في رغبته بالارتباط بها، فبعد شجارهما بمكتبه وتهديده لها بأنه سيصبح له الحق بمحاسبتها على كل أمر يتعلق بها، قرر أن يترك لها الوقت اللازم للتقرب منه كي ينفي عنه فكرتها الراسخة بأنه لا يبغي سوى التحكم بها فحسب، وفرض سلطته الذكورية عليها، بينما كان الدافع الأوحد لتدخله بكل ما يخصها هو حرصه الشديد عليها و.... ولعه بها!!!
نعم!.. لقد اكتشف أنه مفتون بابنة عمه الصغيرة، تلك التي تركها وكانت لا تزال بجديلتي شعر يصلا الى منتصف ظهرها ليعود فيفاجئ بها وقد غدت أنثى تحمل من الجمال ما يَفتن ومن البراءة ما يُغوي!!...
ورويدا رويدا استطاعت التغلغل بداخله حتى امتلكت عليه قلبه وسارت مسرى الدم في شرايينه، ليفاجأ بنفسه هو من كان يتبجّح بأنه لا يؤمن بالحب وتلك الترهات وأنه حين يتزوج فسيعمل على اختيار شريكة حياته تبعا لحسابات العقل، لاغيا دور القلب في مثل هذا الاختيار، يفاجأ بقلبه وهو يصرخ مستنجدا به ألا يدع الوحيدة التي دقّت لها خفقاته تهرب منه فهو لن يرضى بغيرها بديلا، ولعجبه تضامن عقله مع قلبه، ولما لا؟.. أليست ابنة عمه ومن لحمه ودمه وتنتمي لعائلة الجابري هي أيضا؟.. إذن وما المانع لتحقيق رغبة قلبه في الحصول على حبيبته، وما يطالبه به عقله باختيار الزوجة المناسبة له؟..
ليقرر تغيير طريقة تعامله معها، حتى تطمئن له، فقد اكتشف أن معارضته لكثير من الأمور الخاصة بها انما تعود لحرصه الشديد و..غيرته الأشد عليها!!
ولكنها كادت تصيبه بالجنون وهو يراها وهي تتباعد عنه، حتى في العمل فهي تتعمد ألا تتلاقى خطواتهما، وإذا حدث وطلب من القسم حيث تعمل بعض البيانات فيفاجأ بغيرها من يحملها اليه، فلم يعد يتحمل تهربها منه اكثر من ذلك، لذا ما أن دعاه أيهم لتناول طعام الغذاء لديهم حتى أسرع بالموافقة علّه يستطيع رؤيتها والتحدث معها، فقد اشتاق لرمادي عينيها ولاستنشاق رائحتها الأنثوية المميزة، ليهوى من عليائه على كابوس ذلك الآخر الذي يريد خطفها منه، بل وقد تجاسر وبكل وقاحة على التحدث مع شقيقها بخصوص هذا الشأن، الأمر الذي كاد يقتله، فبينما يحاول هو التقرب اليها على مهل، مقررا عدم مفاتحة أيهم أو حتى والده هو حتى لا تشعر بالضغط عليها بأي طريقة كانت، كانت هي تخطط للابتعاد عن حياته كلية متخذة من ذلك اللعين مبررا كافيا ظنًّا منها أنه سيبتعد عن طريقها إن تبجحت أمامه كحالها الآن بأن ذلك الصفيق قد تقدم للارتباط بها، ولكن ابنة عمه الجميلة لا بد لها أن تعلم بأنه لن يبتعد ولو شبرا واحدا عنها.. بل سيقتحم حياتها.. وفورا!!!!!!!!
بريق عينيه المخيف أرسل الرجفة الى قلبها وبينما كانت تحاول جذب نفسها من قبضته كانت ذراعه الحرة الأخرى قد التفت كالطوق حول خصرها الدقيق في حين تركت يده ذراعها ولكن لتقبض على مؤخرة عنقها من الخلف ليقرّب وجهها منه فنظرت اليه بعينين واسعتين خوفا وقلقا بينما تحدث هو بابتسامة مخيفة وبهمس شرس:
- على جثتي ابنة عمي الجميلة أن تكوني لأحد غيري، اليوم.. بل الآن.. سأفتح عمي شخصيا بأمر ارتباطنا، فإن نسيتِ.. فبنات عائلة الجابري لرجالها فقط !!.. فذلك قانون "الجابري" منذ قديم الأزل، ولن يأتي صعلوك كغيره من سائر الصعاليك اللذين حلموا بتغييره لسرقة احدى بناتنا، فلم ينجح غيره سابقا وأكيد.. أنه لن ينجح هو الآن!!!!!!!!!.....
تصاعد كبير في دقات قلبها كاد يصيب آذانها بالصمم، ولكن ومع تنامي خوفها من هيئته الشريرة التي تراها عليه لأول مرة تزايد حنقها الشديد من عنجهيته الذكورية ، ومع أنها كانت قد قررت رفض طلب خالد، ولكن غروره وثقته الزائدين عن الحد هُما من حدا بها إلى جعله يظن أنها تفكر بجدية الارتباط بخالد، والآن وبعد كلماته الباترة تلك وكأنها سيف مسلط فوق رقبتها رجحت كفة حنقها وسيطر عليها طبعها العنيد لينفلت لسانها من عقاله وتهتف بكل ما أوتيت من قوة:
- ولكني موافقة على الارتباط بخالد!!.. وأكيدة أن أبي سيوافق، فلا تنسى أنه هو من تقدم لخطبتي أولا، ولا يجوز خطبتك عل خطبته، كما أن الكلمة الأولى والأخيرة لي أنا، فأن من سيتزوج، ولا تنسى ابن عمي العزيز – سكتت للحظة ابتسمت بعدها بغرور وسخرية – أني أنا... مدللة سلامة الجابري والتي لا يرفض لها طلبا مهما كان!.. ولا أمانع أن أكون أنا أول من يخرق قانون العائلة البالي، فإن كنت لا تعلم.. فالقوانين وضعت لتخترق... ابن عمي!!!!!!
رأتها في عينيه، وعلمت أنها تمادت في تحديها له، وأن رميا بقفاز التحدي في وجهه لم يكن سوى عملا أخرقا وبكل المقاييس، لأنه وفي حين أنها حاولت الابتعاد عنه، فوجئت بقبضته تشتد حول وسطها بينما تيبست فقرات عنقها، فيما مال عليها حتى تلامست أرنبتي أنفهما وهمس بوعيد كمن يدلي بقسم عظيم قائلا:
- أقسم ألّا تكوني لغيري ما دام في صدري نفس يتردد، فأنت ملكي أنا.. قسمتي ونصيبي، وسأدمغك باسمي كاملا، قلبا و... قالبا!!!!!!!!..
فتحت فمها للصراخ حينما بوغتت بانحباس الهواء داخل حلقها، ففمه قد انقض على ثغرها الطري يلتهمه بوحشية وكأنه يعاقبه على نطقه بتلك الكلمات التي أثارت حميته، متشرّبا لأنفاسها داخل جوفه، وفي حين كانت ترفرف بين يديه كاليمامة بين يدي النسر، كان هو يتابع انقضاضه على فريسته يوشك التهام روحها نفسها، فقد أفلتت بكلماتها الطائشة وَحْشَ غِيرَتَهُ الشرسة من مربضه، ولن يتركها قبل أن يوسمها بوشمه هو... فقسمته له هو وحده، روحا وعقلا وقلبا و... جسدا، واللعنة عليه أن ترك حتى اسمها تنطق به شفاه غيره!!!!!!!!!!....
لم تعد تدري كم مر عليها من الوقت وهي حبيسة بين طوق ذراعيه الحديدي ولكنها وجدت نفسها وهي تشهق عاليا كي تسمح للهواء بالدخول الى رئتيها بينما تهاوت ساقيها أسفل منها لتستند رغما عنها على صدره الواسع، فيحتويها بين ذراعيه برقة معاكسة لشراسته معها منذ ثوان، وسمعته وهو يهمس لها فيما رأسها يرتاح على كتفه بينما يده تمسّد أسفل عنقها:
- أنتي لي قسمت، ولن تكوني لغيري، عقد القرآن سيكون في غضون أيام، والزفاف لن يتأخر فأنا أتحرق شوقا لالتهامك... حبيبتي!!!!!!..
لم تنتبه للفظ التحبب الأخير فقد صعقها بفرمانه السامي بعقد قرآنهما وزفافهما، لترفع رأسها تطالعه بغيظ وقهر وتهتف وهي تحاول دفعه بعيدا عنها:
- سنرى ابن عمي الوقح، سنرى، ماذا تعتقد سيكون رأي أيهم ان علم بما فعلته الآن بابنة عمك؟.. أتوق لرؤية ردة فعله صدقني!!
لدهشتها الشديدة فهو تركها تبتعد كما تريد ليزداد توجسها وهي تراه ينفجر ضاحكا قبل أن يقول ببساطة:
- أنا لا أمانع أن تخبريه بما حدث بيننا الآن!!.. ولكن ماذا ستقولين له؟.. ابن عمي عانقني وأنا استجبت له كالغريق الذي يتعلق بالقشة!!!!!
شهقت بصدمة هتفت بعدها بذهول:
- ماذا؟.. استجبت!!!.. بل أنت من التصق بي وكاد يزهق أنفاسي وأرغمني على الاستسلام له، أيها الفاسق الوقح.. الجرذ العفن.. الـ........
سارع بتكميم فمها براحته وقال وهو ينظر الى عينيها بصرامة:
- من العيب نَعْتَكِ لزوجك بمثل تلك الألفاظ السوقية زوجتي الجميلة، ونعم.. أنت قد استجبت لي، بل أن جميع خلاياكِ كانت في شوق لي تماما كما أنا أموت رغبة وتوقا بأن أرتشف رحيق شهدك الآن وفي التوّ واللحظة!!!!
صوت أيهم مناديا له قاطعهما ليسارع بالابتعاد عنها بعد أن همس لها بأن تستعد فسيفاتح أبيها في أمر ارتباطهما حالاً!!!..
ركضت الايام بعدها بين اعتذار لخالد من أخيها ثم تحديد موعد عقد القرآن بعد أيام تماما كما وعدها، وفي حين حاولت وبكل قوتها رفض تلك الزيجة كان أباها ولأول مرة يرفض وبشدة تنفيذ رغبتها بل أنه احتد عليها قائلا لها بأنها أن ظنت أن دلاله لها معناه أنه ضعيف أمامها فلتنس.. فليس سلامة الجابري من يرفض زوجا لابنته كفراس ابن شقيقه الأكبر.. من تتمنى مصاهرته أكبر العائلات، فامتنعت عن تناول الطعام، ولكن ما من نصير، لتجد نفسها ولأول مرة تشعر بافتقادها وبقوة لأمها التي توفيت أثناء ولادتها، فذلك اليُتم المبكر من جعل منها مدللة أبيها، وجعل شقيقها يخشى عليها، فهي تفتقد للصدر الحنون الذي يستطيع توجيهها بكل حب وحنان!!..
ليحاول فراس التواصل معها عندما علم من سجى أخته بحالتها وحبسها لنفسها بغرفتها ولكنها رفضت حتى التواصل مع شقيقته، ومع ذلك لم يتراجع عن موقفه، فهو أكيد أنه ما أن يغلق عليهما باب واحد سيقدر على استمالتها اليه، فما بداخله من عشق لها يكفيهما معا بل ويفيض أيضا!!...
وما أن انتهى عقد القرآن حتى طلب فراس رؤيتها لإلباسها شبكتها - والتي رفضت اختيارها عندما أرسل اليها تاجر المجوهرات الذي تتعامل معه العائلة.. ليختارها هو بدلا عنها طقما من الذهب الأبيض المرصع بالألماس الوردي النادر خطف لبّها ما أن وقعت عينيها عليه - ولكنها صممت على رفض الخروج له، ليرسل اليها برسالة مع شقيقته همست بها في أذنها تقول أن وقت الحساب قد اقترب، وكما استطاع اقناع عمه أن يكون الزفاف بعد عقد القرآن مباشرة سيعمل على الحصول على ما يكاد يموت شوقا اليه!!... وحينما سألتها بذهول عمّا هو هذا الشيء حتى هزت سجى كتفيها مبتسمة بخجل وهي تتمتم أنها لا تعلم ولكنه بالتأكيد سيخبرها بنفسه!!...
صوت المزينة كان ما أيقظها من شرودها وهي تخبرها بحضور أبيها وشقيقها إيذانا ببدء الزفة لتسليمها لعريسها، فنهضت مبتسمة بهدوء لتقف أمام أبيها وشقيقها اللذان قبّلاها مباركيْن لها، ثم تأبطت ذراع أيهم استعداد للنزول حيث يقف في انتظارها... زوجها العتيد!!!
"انقطعت أنفاسها" هو التعبير المناسب لحالتها ما أن وقعت عينيها عليه وهو يقف أسفل الدرج يرفع رأسه إلى الأعلى في انتظار لحظة وصولها إليه، مرتديا بذلته التوكسيدو السوداء وربطة عنق بيضاء على هيئة فراشة تماثل لون الوردة الصغيرة التي وضعها في عروة سترته، بينما شعره الأبنوسي فيلمع تحت أضواء الثريّا العالية، وقد شذّب لحيته وشاربه، ليناقض سمار بشرته بياض قميصه!!..
"اختناق تام"... هو ما شعر به وهو يراها تهبط الدرج متعلقة بذراع أخيها، تتهادى في ثوب زفاف أقل ما يقال عنه أنه خيالي، جعله يتحرّق إلى اللحظة التي سيخلعه عنها.. بيديه!!..
مرّت أحداث الليلة كسحابة صيف، ضحكت، رقصت، تحدثت بكلمات لا تذكرها، وكأن شخصية أخرى غيرها قد تلبستها، تمتعت بنظراته لها والتي ترسل لها الكثير من الوعود التي ألهبت حواسها وجعلت الدماء تسير ساخنة في عروقها، ليسترجع ذهنها بعضا من لمحات طفولتها تلك التي كانت فيها تتخيل نفسها حينما تكبر وقد أضحت عروس جميلة تتأبط ذراع عريسها الوسيم... والذي لم يكن سوى فراس.. فارس أحلامها منذ صباها!!...
وعندما علمت بنبأ سفره وكانت وقتها على أعتاب سن المراهقة وقد أصبح افتتان الطفولة حبًّا بدأ يطرق جنبات قلبها وبقوة، شعرت بالغبن والقهر!!.. وأن ما تشعر به ما هو إلا حب من طرف واحد، فلم تودعه قبل رحيله، بل انزوت في غرفتها تبكي بين جدرانها حبيبا كان بالأمس أقرب اليها من أنفاسها، وترثي حبا لم يكتب له النور، فسيظل حبيسا داخل خافقها.. فليست قسمت الجابري من تستجدي الحب.. وأن كان من.. أميرها الوحيد!!...
ومع تتابع الأيام انخرطت في متابعة دراستها والتحقت بكلية التجارة على الرغم من أن مجموعها كان يؤهلها للالتحاق بإحدى كليات القمة، ولكنها بررت أنها تريد العمل بعد ذلك في شركات العائلة ولكن الحقيقة أنها كانت تريد دراسة نفس المجال الذي التحق به هو.... فارسها الذي كان!!!..
ويعود الغائب، وتنقلب مشاعرها الى حقد أدهشها هي قبله، ولكنها بداخلها فهي كانت كمن ينتقم لمشاعر تم خنقها قسرا على يديه هو، بعدم احساسه بها، وبما تكنّه له من عشق خام صافي، وبدأت الحرب معه، أصبحت ترى ما الذي يغضبه لتفعله وبكل سرور، كما دأبت على مجادلته في الصغيرة قبل الكبيرة، وكلما رأت غضبه من أفعالها يتفاقم سرورها وتنتشي فرحا فها هي تنتقم لقلبها المكلوم بحبّه، حتى .... عانقها!!!...
لا تعلم ماهية شعورها وقتها، أتفرح لأنه لم يستطع تخيل فكرة أن تكون لسواه، أم تغضب لأن الأمر بالنسبة له ليس إلا.. حب تملك فقط؟!!.. فما أن ينالها حتى يسأمها.. تماما حينما ينال طفلاً لعبة جديدة سرعان ما تفقد زهوها لديه ما أن تصبح ملك يمينه!..
لتقرر أن تخوض اللعبة معه ولكن وفقا لقوانينها هي!!.. والقانون الأول أنه لن يمس منها شعرة واحدة أن لم يبادلها الحب بحب أعنف وأقوى منه، فعلى زوجها الوسيم أن يملّكها قلبه أولا قبل أن يمتلك جسدها!!.. في حين قد سبق له وأن.. ملك عليها قلبها بل وسائر جوارحها!!...
كان يسترق النظر اليها وهي تضحك وتتمايل راقصة مع رفيقاتها أمامه فيما يحجم نفسه بصعوبة من خطفها من بينهم والركض بها بعيدا عن الجميع لتكون له هو وحده، عيناها لا تبصر سواه، فلا ينكر شعوره الحارق بالغيرة عند رؤيته لها وهي تتأبط ذراع شقيقها فيما تشبثت أصابعها بمرفقه، وكأنها لا تريد الابتعاد عنه!!.. ما جعله يرغب في الذهاب اليها وانتزاعها بالقوة من جانب شقيقها ليزرعها بداخله، هاتفا بها بأنه هو وحده من يملك الحق فيها ومن يحق لها التمسك به حتى آخر عمرهما سوية!!..
*******************************************
وأخيرا.... بمفردهما!!!....
أغلق الباب خلفه بينما وقفت عروسه في منتصف جناح العرائس – والذي كان قد قام بحجزه في ذلك المنتجع السياحي في تلك المدينة الساحلية الجديدة والتي لا يمكن أن تخطر على بال أحد أن حفيد عائلة الجابري يقيم فيها لقضاء شهر العسل مع عروسه ولكن هذا هو السبب الرئيسي لاختياره لذلك المكان، بعيد عن أعين الجميع حتى عائلتها وعائلته - وقفت تجول بعينين زائغتين في المكان حولها، فيما قلبها يقرع بقوة داخل صدرها تحسّبا من القادم، فالمجنون قد رفض أن يرافقهما أيّا من أهلهما، وصمم أن يقود هو بنفسه رافضا الاعلان عن وجهتهما مكتفيا بالقول أنها مفاجئته لعروسه، لتنطلق الضحكات والتندرات عن العريس الذي يزمع خطف عروسه، فيقابلهم بابتسامة عابثة وهو يقول ساخرا بأنه ينوي الابتعاد بها عن الأعين المتطفلة، وبعد أن ساعدها في الصعود الى السيارة الـ بي ام دبليو والتي زينها بالورود والشرائط الملونة وقبيل صعوده الى مقعد السائق التفت الى الجمع الملتف حولهما يخبرهم بثقة كبيرة ألا ينتظروا منهما أي خبر في القريب العاجل، وعلى وجه الدقة ليس قبل شهر على.. أقل تقدير!!!!... وسرعان ما انطلق كالصاروخ تماما كمن يهرب بكنز ثمين يخشى فقدانه!!!!...
دنا منها بخطوات خفيفة كالفهد المتربّص بفريسته، شهقت بنعومة حينما شعرت بذراعيه تلتفان حول خصرها من الخلف فيما داعبت أنفاسه أذنها وهو يهمس لها بصوت أجش:
- مبروك عروسي الجميلة!!...
حاولت الاجابة فشعرت بجفاف شديد في حلقها لتدير رأسها اليه فتأسر عيناه نظراتها لتتيه بين مقلتيه اللتان تلمعان كحجر كريم أسود اللون، رطبت بطرف لسانها الوردي شفتيها قبل أن تجيب بخفوت ونعومة سرقت دقة من دقات قلبه:
- شـ.. شكرا!!!...
همس بخشونة وعيناه تلتهمان بجوع سافر ملامحها الفاتنة:
- بل الشكر كل الشكر لك أنتي.. فوجودك في حياتي جعل لها مذاقا خاصا، لن أفرّط فيه مهما كان!!...
لم تجد الكلمات المناسبة التي ترد بها، وتعجبت بداخلها، أين هذا الانتقام التي كانت تتبجح به وأنها ستذيقه الويل عقابا له على صلفه وغروره معها، بل أنها ستجعله يعاني في حبها تماما كما كبّدها المرّ طوال سنون حياتها ومنذ تفتحت عيناها على وجوده في حياتها؟!!!!..
فما أن أغلق عليهما باب واحد حتى طارت نواياها الانتقامية أدراج الرياح وهي تراه يغرقها بنظرات ملتهبة، تشي بوعود تثير فيها أحاسيس غريبة، لم تعهدها بنفسها قبلا، ولكن... أتقدم نفسها له على طبق من ذهب هكذا؟.. أليس من الأفضل لها على الأقل أن تعذبه ولو قليلا في سبيل الوصول اليها؟..
وكأن هذا السؤال قد منحها دفعة من الثقة بالنفس، لتتنفس عميقا وترسم ابتسامة ساحرة على ثغرها المكتنز وهي تهمس برقة:
- لا شكر على واجب... ابن عمي!!!..
اختلاجة خفيفة مرقت عبر حدقتيه استطاعت هي رؤيتها جعلت ثقتها بنفسها تزداد وتتأكد أنها على الطريق الصحيح للحصول ولو على قدر يسير من انتقامها لحبها المعذّب بيديه، فأردفت بنعومة:
- هلّا تركتني كي أبدل ثيابي؟.. فأنا.. أكاد أموت جوعا!!!!!
ولكنه كان تائها بين عذاب النظر الى عينيها الدخانيتين التائه بين مقلتيهما وبين الرغبة التي تستعر في أحشائه لقطف شهد ثغرها، ليتمتم بشرود:
- ماذا؟..
كررت برقة تذيب الحجر الصوان فما بالك بقلب عاشق حتى النخاع كقلبه:
- أنا أكاد أمووووت جوعا!!!!!!!!!
أخطأت!!.. نعم!.. وبشدة!!... فما أن أنتهت من نطق عبارتها وهي تمط شفتيها في الكلام حتى رأت اشتداد بريق عينيه قبل أن يجيبها بصوت متحشرج من فرط رغبته المتزايدة:
- بل أنا من سيمووووت فعلا أن لم أُسكت جوعي... – وسكت لحظات دغدغت فيها عيناه أحاسيسها قبل أن يتابع بصوت ثخين – إليكِ!!!!..
وأتبع قوله لها برفعه بين ذراعيه ليتجه بها الى غرفة النوم الرئيسية بينما حبست هي أنفاسها ترقبا وهي تراه ينظر اليها بفحم عينيه المشتعل، وما هي إلا ثوان حتى كان قد أنزلها في منتصف غرفتهما بعد أن أغلق الباب خلفهما بقدمه، وما أن شعرت بالأرض الصلبة أسفل قدميها حتى همست بنعومة بينما خرج صوتها ملتفا بنبرة رجاء رغما عنها:
- فراس.....
وكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ليفقد آخر ذرة صبر منه، وتطير آخر درجات تعقله كذرّات الهواء وهو يسمع اسمه من بين شفتيها وهو يخرج محملا بنبرة رجاء وتوسل تماما كما حلم، ليس مهما له الأمر الذي تتوسله لأجله، ولكن يكفيه أنها قد نطقت اسمه مقترنا بلهجة توسل خالص، وسيعمل هو على جعلها تتوسل اليه فعلا ولكن لاطفاء نار شوقها والذي هو على يقين من أنها لا ترقى نيران شوقه هو لها!!!..
رفع يديه ببطء بينما أسرت عيناه عينيها، وفيما كانت النظرات بينهما أبلغ من أي كلام كانت يداه تقومان بتنفيذ ما أراده منذ وقعت عيناه عليها في هذا الفستان الذي كاد يفقده عقله، لتشعر بالبرودة تتخلل بشرة ظهرها فحدقت فيه بعينين واسعتين خلبا لبه ببراءتهما الظاهرة وهمست بانشداه وحيرة:
- ماذا....
ولم تستطع اكمال تساؤلها، لتفاجئ بالفستان وقد قبعت طيات قماشه أسفل قدميها لتنتزعها يديه من بين دائرة ثوبها ويرفعها لتكون على مستوى عينيه هامسا بشوق قد سلبه آخر قدراته على التماسك:
- هذا!!!!!!!...
وغيبها معه في عناق، كان البوابة التي دلفت منها الى عالم لم تكن تعلم عن وجوده شيئا، ولم تشعر به وهو يرفعها بين ذراعيه متجها بها الى فراشهما حيث وضعها بكل حرص بين أغطيته الحريرية دون أن يدع لها فمه السبيل لالتقاط أنفاسها، لتضيع معه وبه في عالم لم يوجد ولا حتى في أشد الروايات الرومانسية جموحا، عالم فارس أحلامها ولياليها، والذي اعترف لها وهما في خضم عاصفة حبهما المشتعل بعشقه الجنوني لها هامسا بعذاب:
- أعشقك معذبتي!!..
لترد عليه بكلمة كانت كالترياق الشافي لروحه التائقة لكلمة حب من عذب شفتيها وقد نالت ما كانت تبغي.. فقد تملكت قلبها لتسلم له سائر مفاتيحها وهي تقدم نفسها له عن طيب خاطر هامسة بكل الحب الذي تكنّه له منذ كانت طفلة بجديلتين متطايرتين:
- أحبك... فارسي!!...
ليغيب بعدها الفارس وأميرته في عالمهما الساحر.. الخاص بهما فقط!!...
- تمت بحمد الله -


بين الورقة والقلم غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لقلوب احلام و كادرها المميز



شكر حدوده توصل لسماء وتتعداها
لحبيبتي noor1984 تصميم فديوا رووعه هديه ما خطرت باحلامي
https://www.youtube.com/watch?v=-v8M...ature=youtu.be



اول اهداء لرواية
قيدك ادمى معصمي اقتباس الغاليه فوفو شكراً كثييييير




سلسلتي القصصيه القصيره " رفقاً بالقوارير" كل الشكر لكادر القلوب ودعمهم المتواصل

هنااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس
قديم 24-03-18, 08:55 PM   #10

بين الورقة والقلم

مشرفة ،كاتبة ،قاصة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وقلم مميز وحي الكلمة وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومُحيي عبق روايتي الأصيل- مفكرة وحارسة وكنز السراديب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية بين الورقة والقلم

? العضوٌ??? » 328012
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 4,700
? دولتي » دولتي Yemen
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

القصة الخامسة: شفاه ترتجف





الملخص
عندما يصبح الحب ضعف ويستغل الحبيب قلب عشقه حتى النخاع فلا يوجد سوى ....الرحيل !!
عشقته بكل دقات قلبها ...بما مضى من ايامها وبما هو آت ...لتستفيق ذات يوم على ان حبيبها لم يكن أبدا ....لها !!
قررت الابتعاد قرارا لا رجعة فيه وعندما حان أوان رحيلها...علِم !! علِم من يهواه قلبها أنه هو من لا يقدر على البُعاد !!...ولكن هل فات الأوان أم لا يزال للحب بقيَّة ؟!!


الفصل الأول :
" صباح الخير سيدة سهر ", التفتت سهر الى خادمتها المسنة وقالت بشفتين رقيقتين فيما هى ترتب الورود الندية في مزهريتها الكرستيالية كعادتها كل صباح والتي قد قطفتها بنفسها من مشتلها الخاص الغني بشتى أنواع الازهار الغريبة والنادرة : صباح الخير يا أم محمود ...هل انتهيت من تحضير طعام الفطور ؟ , أومأت ام محمود برأسها ايجابا وقالت بابتسامة شقت تجاعيد وجهها الذي يشي بسنوات عمرها التي تخطت الستين بعدة سنوات : نعم سيدتي الفطور جاهز و ياسر ويسرا في انتظاركما أنت وسيدى لتناول طعام الافطار سويًّا , شهقت سهر ورفعت معصمها تطالع ساعتها الجلدية ذات الماركة السويسرية المعروفة وقالت بدهشة : رباه لقد سرقني الوقت لقد تخطت الساعه الثامنة والنصف صباحا وكنت قد وعدت الصغيرين بأن نخرج منذ الصباح الباكر للذهاب الى الريف وتمضية اليوم مع أولاد عمهم هناك ..لابد وانهما غاضبين مني الآن ولكن لا بأس لا يزال هناك متسع من الوقت سأذهب حالا لأرى والدهما وألحق بهما في غرفة الطعام , وقرنت القول بالفعل وهى تتجه الى الدرج الرخامي المزدان بسور حديدى مزخرف صاعدة الى الطابق العلوي حيث غرف النوم متجهة الى الغرفة الرئيسية ...غرفتهما هي و ...كامل !!
" صباح الخير حبيبي " , ألقت بتحيه الصباح باشراق لتطالعها عينيه الفحميتين وهو واقف أمام المرآة يعقد ربطة عنقه السوداء بينما تتهدل خصلة سوداء متمردة على جبينه الاسمر العريض وقال بهدوء : صباح الخير سهر , لم تلق بالا لطريقته الباردة في رد تحيتها وبدلا من ذلك تقدمت منه تخفي صوت خطواتها السجادة الفارسية الضخمة التي تفترش أرض الغرفة الواسعه بأرضيتها الخشبية الراقية , وقفت خلفه وطالعته في المرآة وهي تقول برقة بينما تمد يدا البيضاء الرقيقة لتتناول من بين اصابعه ربطة عنقه وهى تقول بابتسامة ناعمه زينت ثغرها الوردي المكتنز : أتسمح ؟ , التفت اليها بينما سارعت هي بوضع ربطة العنق تحت قبة القميص الارماني الرمادي الغامق وشرعت بعقد ربطة العنق بلونها المتدرج بدرجات الرمادي وهى تنظر اليه بين كل فينة واخرى بعينيها العسليتين التي تحيط بهما رموش غزيرة تكاد تصل الى وجنتيها , قال كامل وهو يزفر بنفاذ صبر: سهر ....لقد تأخرت عن عملي ....سارعي بعقد هذه الرطبة اللعينة او اتركيني أنا لها وانا قادر على اخضاعها !! , ضحكت ضحكة وصلت اسماعه كغدير مياه عذبة تترقرق وقالت وقد انتهت من عقد ربطة عنقه وهى تضع راحتيها الصغيرتين فوق كتفيه العريضين فغدا كجناحي عصفور رقيق فوق جذع شجرة ضخم وارتسمت ابتسامة ناعمه تشق وجهها الأبيض بياض الحليب وهى تجيبه قائلة : وما ذنب ربطة العنق المسكينة لتلقي بغضبك عليها ؟ هاك ...قد انتهيت منها , زفر كامل بعنف وابتعد عنها وهو يسوي ربطة عنقه ومال جانبا متناولا حقيبة حاسوبه الشخصي وقال وهو يعتدل واقفا متجها للخروج من الغرفة : حسنا يكفي اضاعة للوقت وهيا بنا لا بد وان ياسر ويسرا قد استيقظا وينتظرانا فأنتم تنوون الذهاب الى الريف لدى اخي وهذا الموار سيستغرق على الاقل ساعه ونصف , خرج دون ان ينتظر ردها فغابت الابتسامة عن شفتيها وتهدلت كتفيها بيأس وهى تقول بخفوت محدثة نفسها : لن تتغير يا كامل أبدا لن تتغير أشك ان ما تحمله بين جوارحك هذا قلبا كباقي البشر فلا بد أنه قد استحال الى مبرد نظرا لصقيع مشاعرك القارس البرودة !! , ثم زفرت بتعب قبل ان تتوجه للحاق بزوجها وطفليها التوأم ..
أنهوا طعام الفطور وسط صمت تام تخلله اختلاس النظرات بين التوأمين ياسر ويسرا البالغيْن من العمر اثني عشر عاما , ما ان استأذن كامل في الذهاب مشددا على سهر سرعه الذهاب في نزهتهما كي يضمنا العودة باكرا حتى تنفس الاطفال الصعداء ما ان غاب والدهما عن ناظريهم فنهرتهما والدتهما قائلة بتأنيب شديد : صه ...لم هذه الجلبة ؟ مابالكم ؟ ألهذه الدرجة أنتم فرحون لذهاب أباكم ؟ , خجل ياسر ويسرا وشرعت يسرا بالتبرير بينما كسى اللون الاحمر وجهها الابيض المنمق التقاسيم الذي ينبأ بجمال أخاذ ورثته عن والدتها وتلكأت وهي تفسر لوالدتها : آسفان أمي ولكن أبي ليس مثلك ..لا نستطيع التنفس او التصرف بحرية في وجوده ..دائما نخاف أن يزل لساننا بكلمة قد تغضبه منّا او تجعلنا متنفسا لغضبه !! , شهقت سهر وقاطعتها لائمة : يسرا ! كيف تقولين مثل هذه الاشياء عن والدك ؟ هو أبدا لا يجعلكما متنفسا لغضبه !! , زمجر ياسر بطريقة مشابهة تماما لوالده وعقد حاجبيه الاسودين بينما ارتسم الغضب على ملامحه السمراء الشبيهة بملامح والده الى حد كبير وهو يقول بعنف طفولي أعجز سهر لوهلة عن الكلام : بل هو يجعلك أنت متنفسا لغضبه !! , قاطعته أمه بحدة : ياسر !! , ولكن طفلها البالغ من العمر اثني عشر عاما قاطعها بما جعلها تفغر فاها ذاهلة : لا تنكري أمي ...كثيرا ما كنت أسمع صوت صراخه واسمع نشيج صوتك المكتوم ولولا خوفي من أن يزيد في صراخه عليك لكنت وقفت أمامه لأحميك منه !! , قامت سهر من كرسيها وسارت حتى وقفت بجوار كرسي ابنها ونزلت على ركبتيها وقالت وهى تمسك بوجه ابنها بين راحتيها وقالت محاولة تماسك نفسها وهى ترى امامها نتيجة قسوة والدهما الشديدة وصرامته القوية كيف أثرت بولديْها : ياسر حبيبي يحدث احيانا أن يشعر الانسان بالغضب لسبب ما او قد يقابل من يعكر عليه صفو حياته فساعتها من الجائز أن يتصرف بغضب او يقوم ببعض الأفعال بطريقة عصبية ولكنه أبدا لا يقصدها ووقتها علينا نحن تحمل تقلبات من نحبه ...والدكما يحبكما ولكنه لا يستطيع قضاء كثير من الوقت معكما فهو مشغول بتوفير سبل العيش برفاهية لكما ألم يحضر لكلاكما أحدث انواع جهاز المحمول ؟ واشترك لكما في اغلى نادي بالبلد ؟ ومدرستكما الاجنبية والسفر كل صيف لبلد اوروبي كل ذاك يحتاج نقودا ونقودا كثيرة وهو منوط بنا وملزم بأسرته لا يريد أن يشتهي أحدكما شيئا ولا يلبي له رغبته , قاطعتها يسرا التى وقفت مكانها بدموع ترقرقت في عينيها العسليتين : ولكننا نريده هو ...أتعلمين أمي أننا نغبط أولاد عمنا سعيد ؟ هم لا يسكنون المدينة ولا يلبسون افخر الثياب او يرتادون افخم النوادي بل انهم يقطنون في الريف وان كان منزلهم كبيرا وله حديقة واسعه ولكنه لا يزال منزل ريفي ولكن يكفي ضحكة عمي سعيد مع اولاده وتدللهم عليه ..يكفي ما أراه من ابتسامة هيا ابنة عمي لدى سماعها صوت والدها عند عودته وركضها اليه لتتلقفها ذراعيه ...لما أمي ؟ لما ابي لا يحتويني بين ذراعيه كما يفعل عمي سعيد مع هيا ورياض ولديْه ؟ , مدت أمها يدها لتسارع يسرا بالقاء نفسها بين احضان والدتها التى احتضنت صغيريها بكلتا ذراعيها مغمضة عينيها وهى تتمت في سرها بخفوت : سامحك الله يا كامل ....سامحك الله ...
انقضى اليوم بمرح خلافا لبدايته فقد نسي الصغيرين حزنهما لدى وصولهما لمنزل عمهما سعيد وانخراطهما باللعب مع اولاد عمهما هيا ورياض اللذان يقاربانهما في العمر فرياض يكبرهما بعام واحد بينما سهر تصغرهما بعام !!
جلست تطالع اولادهما وهما يركضان مع اولاد عمهم بينما ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها وانتبهت من شرودها على صوت زوجة عم أولادها تحيّة وهي تقول مبتسمة : لا بد أن تأتي بهما كثيرا يا سهر ...فأنا اشعر بأن اولادك يحبون الانطلاق ولا اسمع ضحكاتهما بهذه الطريقة سوى هنا حتى عندما ناتي لزيارتك لا يكون بهجتهما وانطلاقتهما كالآن ....لما لا تشيري على كامل ببناء منزل لكما هنا فلديه أرضه التي ورثها عن والده كما ان منزل العائلة موجود ولو انى اعلم تماما انه سيرفض الاقامة به فهو قد تنازل عنه لسعيد ولم يرض بأن يأخذ ثمنا لنصيبه , التفتت اليها سهر مجيبه بهدوء : أي ثمن ذاك يا فتحية ؟ هذا منزلكما أنتما والاولاد ..لقد عشتما به اكثر من كامل الذي هجر البلدة وهو في السابعة عشر من عمره ملتحقا بالجامعه في المدينة ثم العمل وبعد ذلك زواجنا ولم يعد يأت البلدة الا زائرا وبعد وفاة والديه رحمهما الله قلت زيارته لانشغاله بأعماله التي توسعت ويكفي ترحيبكما بي وبأولادي فأنا اشعر انى لدى اخي واختى وليس اخ زوجي وزوجته !! ..
ابتسمت فتحية لكلام سهر وقالت : أدام الله المحبة بيننا سهر يعلم الله انك منذ قدومك لزيارتنا مع كامل اول مرة وانك قد دخلت قلبي وشعرت بأنك اختي التي لم تلدها أمي, قالت سهر برقة وابتسامة ناعمة تزين ثغرها الوردي : القلوب عند بعضها فتحية , سكتت فتحية قليلا ثم قالت بتردد : ما اخبار احوالك مع كامل ؟ , ابتلعت سهر ريقها بصعوبة وقالت وهى تتابع ولديْها بعينيها وهما يركضان بين اشجار الفاكهة الكثيرة : الحمد لله فتحية , قالت فتحية باشفاق : ألا يزال كما هو ؟ , زفرت سهر بيأس وقالت وهي تدير عينين يائستين بينما ترتب بيدها طرحتها الشفافة التى تحيط بأكليل شعرها الكستنائي تخفيه عن الاعين : ولم سيتغير فتحية ؟ أكاد بعض الاحيان أن أجن ..أمعقول هذا كامل الذي سقطعت صريعة هواه ما ان وقعت عيناي عليه وانا اخطوا ولى خطواتي داخل الجامعه وكان هو في السنة النهائية منها ؟ أهو كامل الذي احتواني بحنانه حتى افصح لي عن حبه قبيل امتحانى النهائي مصرحا لي بخوفه ان اضيع بين يديه خاصة وانها سينهي امتحاناته النهائية بعد ايام وانا لا زلت في السنة الاولى لكلية الهندسة ؟ أمن المعقول ان رغبته بتوفير سبل العيش لي ولوالدي يكون هو سبب البرود الفظيع الذي أعاني منه معه وأولادي أيضا ؟ , زفرت فتحية حانقة وقالت : لما لا تواجهينه سهر ؟ منذ ولادة توأمكما وانت تشتكين من تباعده التدريجي عنك حتى لقد شككت انها غيرة من اولاده ؟ , ابتسمت سهر ابتسامة مرة وسخرت : واجهته فتحية ليس مرة واحدة بل مرات وكل مرة نفس الاجابة انه يهيؤ لي تغيُّره وانه يريد ان يوفر لابنائه العيش الرغيد والا ادع الوساوس تعصف برأسي , رفعت عينين سابحتين في غلالة من الدموع وهي تتابع بحزن : لم أيأس فتحية وكنت اقابل بروده بمنتهى الحب والى الآن احاول أن اجعله يتخلى عن جموده ولو قليلا ولكن ما صدمنى اليوم تحديدا هو ابنائي !! تخيلي انهم فاجئوني بغضبهم الصارخ من والدهم ! فجأة وجدتهم وقد كبرا ولم يعودا أطفالا صغارا !! و أنا أعلم أننى لو واجهت كامل فلن يلقي لكلامى بالا ماذا افعل فتحية لقد تعبت ولولاهما لتركته منذ زمن وان كان حبه لا يزال يمسك بتلابيب قلبي !!..
صرخة شقت السكون لتنهض سهر مسرعه تبعتها فتحية لتفاجأ بإبنتها واقعه على الارض تمسك بكاحلها وهى تتلوى الما , سقطت سهر على الارض بجوارها بينما وقف الاطفال الثلاثة الباقين ينظرون بهلع الى ساق يسرا التى تضخمت , سألت سهر بلهفة وجزع : ما الذي حدث ؟ , اقترب ياسر قائلا بخوف حقيقي على شقيقته المصابة امامه : لا اعلم تماما امى كنا نركض وفجأة صرخت ووقعت كما ترينها , نظرت سهر الى ابنتها المتوجعه وقالت وهى تحاول عدم تحريك قدمها تحسبا لوجود كسر : صغيرتي ماذا بك ؟ , قالت يسرا وهى تصرخ وجعا وتخفي وجهها في صدر امها : اكاد أموت من الوجع امي , صدح صوت فتحية وهى تقول بلهفة مطمئنة : لقد هاتفت سعيد وهو قادم حالا ..
وقفت خارج غرفة الفحص بالمشفى بينما تركت ياسر مع فتحية ورافقت سعيد لتطمئن على ابنتها , فتح باب الغرفة وخرج الطبيب لتهرع اليه بينما يقف سعيد يسأله بشوق : كيف حالها الان دكتور ؟ , نقل نظراته بين سعيد وبين الاخرى التي تطالعه بنظرات ملهوفه فخمن انها والدتها واجاب على سؤالها الصامت بعينيها بهدوء طبي : لا بأس بها ولكنها تعاني من تمزق بأربطة الكاحل وقمت بصنع جبيرة لها لا بد لها من الراحة التامة والعودة بعد ثلاثة اسابيع للفحص ثانية وفك الجبيرة , اومأ برأسه تاركا الام وهى تتنفس براحه وتدخل من فورها للاطمئنان على صغيرتها ..
دخل غرفة نومهما وجلس على طرف الفراش الوثير وخلع حذائه ليسطع الضوء الجانبي وتقوم سهر ساندة على احدى ذراعيها وه تقول بهدوء : حمدا لله على السلامة , رمى فردتى حذائه وقام خالعا قميصه وهو يتمتم رادا تحيتها ببرود متجها الى دورة المياه الملحقة بغرفتهما للاغتسال , انتظرت الى أن انهى استحمامه وخرج وتقدمت نحوه فيما هو يجفف شعره الابنوسي بمنشفة صغيرة ووقفت امامه عاقدة ساعديها امامها قائلة ببرود أدهشه : لما تجيب على اتصالاتي العديدة حين اتصلت بك اليوم؟, ابعد المشنفة عن وجهه واضعا اياها حول عنقه وقال ببرود وان اعتلت وجهه نظرة تعبر عن دهشته من طريقة كلامها معه : كنت مشغولا !! , وابتعد عنها موليا اياها ظهره حين صدح صوتها خلفه يقول باستهجان : ألم تقلق لكمية الاتصالات التي أتتك مني ؟ ألم يخطر ببالك ولو للحظة أن مكروها ما قد أصابني أو أصاب أحد من الاولاد فتسارع بالاتصال بي حال انتهائك من الامر الذي شغلك الى هذا الحد ؟ , التفت ناحيتها موجها اياها نظرة صاعقة وقال ببرود كالصقيع بينما فحم عينيه يشتعل بنظرة سوداء تشي بالغضب الذي بدأ بالفوران داخله : اخفضي صوتك ! صوتك لا يعلو عليّ !!, سكتت تطالعه بدهشة بالغة وتقدمت ناحيته بينما واجهة البرود التي اتخذتها قد بدأت بالتصدع وقالت بينما شفتيها ترتجفان وهى تطالعه ببركتي العسل خاصتها ببريق دهشة واستغراب ممزوجان بحنق خالص مجيبة اياه باستهجان :هل هذا كل ما يهمك ؟ الا يعلو صوتي امامك ؟ , قال بسخرية وو يسير متجها الى مرآة الزينة ليسرح شعره الاسود كالليل البهيم : ما أراه انك بخير انت والاولاد ولم يصب أحد منكم مكروه وافضل دليل على كلامي .., وبتر عبارته ملتفتا اليها تاركا الفرشاة من يده متقدما اليها بخطى وئيدة حتى وقف امامها تماما وفجأة ا ذ به يسارع بجذبها بقوة بين بين ذراعيه محاوطا خصرها النحيل بساعديه السمراوين القويين واكمل عبارته : أنك تقفي الآن أمامي صارخة بوجهي وكأنى طفلك الصغير !! , حاولت ازاحة يديه جابنا والافلات من قبضته وهى تقول باستنكار تام : لأن برودك فاق كل تصوراتي !! تعبت من إدعاء التعقل ..تعبت من الصقيع الذي يحيط بقلبك حتى أنني بت أشك أننى متزوجة من إنسان آلي لا هم له سوى العمل والعمل ثم العمل !! , علمت أنها قد تجاوزت حدها في الكلام معه حينما واجهتها عيناه التي تضطرم فيها النيران وقال بغضب أسود بصوت خرج كالفحيح من بين اسنانه المطبقة بقوة بينما قبضته تشتد عليها حتى أنها تأوهت ألما بالرغم منها : انسان آلي ؟! حسنا عزيزتي واضح أنني قد أهملتك كثيرا ولكني سأثبت لك الآن وفورا أننى قطعا لست بهذه الآلة التي شبهتني بها , ترجته محاولة افهامه : لا كامل لم أقصد ما فهمته أنا ...., وابتلع باقي جملتها بين شفتيه التي اطبقتا على فمها بقسوة جعلتها غير قادرة على تنفس الهواء وحاولت الابتعاد عن قبضته وهى تضرب كفيه بقبضتيها الصغيرتين ولكنها كانت كالفراشة التى تحاول الهرب من شباك العنكبوت التي اطبقت عليها بقوة وعنف !! , ولم يمهلها الابتعاد او التلفظ بكلمة وسارع بحملها ووضعها على فراشهما بنعومة تخالف قسوة عناقه المتطلب وكأنه يخشى على نعومة جسدها ان وضعها بقوة بين ملاءات السرير التي تضاهي نعومتها نعومة جسدها!!
كان حارا في عواطفه , لم يطارحها الغرام بهذه القوة والجبروت من قبل ولم يتركها الا وقد أمى قلبها قبل شفتيها , أولته ظهرها وهى تعض على شفتيها بأسنانها اللؤلؤية البيضاء محاولة كتم شهقاتها في وسادتها بينما كان يلهث من شدة العواطف التي عصفت به , مد ذراعه محاولا جذبها ناحيته فأبت الالتفات له ولكنه لم ينصاع لها وأجبرها على الالتفات ناحيته ضاما جسدها المهتز بذراعه العضلي بينما دموعها تسيل بصمت وهو يعاتبها بقوة : أنت من جلب هذا الى نفسه ! لم يكن عليك عزيزتي تشبيهي بالآلة ...فكان لزاما عليّ أن أُثبت لك أننى رجل من لحم ودم !! , لم تجبه فأشرف براسه عليها وتتبع بابهامه معالم وجهها ماسحا دموعها ثم لحق بدمعه هربت منه في زاوية شفتها العليا متتبعا اياها راسما خطوط ثغرها المكتنز الذي يشي بقبلاته الملتهبة التي أمطرها بها حتى أنه قد أدمى شفتيها ولاحظ جرح صغير في زاوية هذا الثغر الذي يفقده اتزانه فمال بوجهه مقبلا فمها بقبلة حارة ثم رفع وجهه ليطالع بركتي العسل في عينيها بينما يشتعل فحم عينيه بنظرة راغبة مخلوطة بأخرى لا تدري لم اختلج لها قلبها وقال بصوت مبحوح : لا تخرجيني عن طوري ثانية سهري ! أنت أعلم الناس ان غضبي نار لاهبة فلا تدعيها تطالك غاليتي !! , ما ان همت بالرد عليه حتى سمعت صوت طرقات خافتة فقطب كامل وقام ليرتدي سروال منامته الملقى باهمال جانبا واتجه ناحية الباب ليفتحه فتفاجا بابنه واقفا امامه بقلق , قطب كامل وقال بتساؤل : ما بك ياسر ؟ ما الذي أيقظك في مثل هذه الساعة المتأخرة ؟ , هم ياسر بالكلام عندما طالعه وجه والدته من فوق كتف والده وهى ترتدي مئزرها الحريري وتقول بلهفة متجاهلة ذاك الواقف بجانبها كالطود : ماذا بك بني ؟ ماذا حدث ؟ , قال ياسر بصوت طفولي متردد بينما يسترق النظرات الى والده بين كل كلمة واخرى : أنها يسرا أمي لم أشأ تركها تنام بمفرها وهى على هذا الحال فنمت بغرفتها على الاريكة لأشعر بها منذ قليل وهى تئن بالم وقد عاد الوجع اليها !!, انتفضت سهر وهمت بالذهاب وقلبها ملتاع على ابنتها وهى تهتف بوجل : يسرا ...ابنتي !! , لتوقفها ذراع سمراء ويتساءل صاحبه بحيرة شديدة : ما بها يسرا ؟ ما الذي اصابها ؟ , رمته سهر بنظرة سوداء ثم أزاحت ذراعه من امامها بعنف وانطلقت الى ابنتها لاعطائها المسكن الذي وصفه لها الطبيب وكان قد طمأنها انها في البداية ستشعر بالألم الذي سيخف بالتدريج ..
انتظرت حتى سرى مفعول الدواء بصغيرتها واطمئنت عليها وقد غرقت في سبات عميق بينما ينام صغيرها على الاريكة العريضة الاخرى بجوار توأمه رافضا ان ينام بغرفته ويتركها حتى ولو باتت معها أمهما ..
شعرت به يقف خلفها وهو يتسائل بسهر قلق : هل هي بخير ؟ , رمته بنظرة من فوق كتفها وقالت ببرود : الحمد لله , ثم اعتدلت وسارت خرجه الى غرفتهما ولحقها بعد ان اطمئن على صغيريه..
دخلت غرفتهما وتوجهت من فورها الى دورة المياه حين أوقفها صوته : ما الذي حدث؟ ولماذا لم تصارحيني بما اصاب ابنتي ؟ , تقدم حتى وقف خلفها ثم مد يده مدير اياها لتواجهه بقوة وهو يقول معنفا : هل أنا آخر من يعلم ؟ , رفعت نظراتها اليه تطالعه بنظرة خواء انقبض لها قلبه وقالت ببرود ثلجي : أنت من اخترت أن تكون آخر من يعلم !! أذكر أنني قد أحرقت هاتفك اتصالات ولكنك لم تجب ايًّا من مكالماتي وبدلا من ان تطمئن علينا سخرت مني وتعاملت معي كأنني جارية قد أخطئت بسيدها !! , تهاونت قبضته قليلا فسارعت بجذب يدها من قبضته بينما استفهم بحيرة : ماذا تعنين؟ , سارت بضعة خطوات ثم وقفت وأجابته وهى مولية اياه ظهرها : ابنتك لوت كاحلها وهى تركض اليوم في مزرعة اخيك وذهبنا بها الى المشفى واتصلت بك وقتها لأنك الوحيد الذي طرأ على بالي الاستنجاد به ولكنك.., ألقت اليه بنظرة ساخرة من فوق كتفها : أثبت لي بما لا يدع مجالا للشك خطأ تصوري ذاك فـ......عذرا زوجي العزيز! , وتركته ودخلت الى الحمام للاغتسال ..
بزغ الصباح عليهم ولم يداعب جفونها النوم وكانت قد صممت على النوم بغرفة ابنتهما آثرة الابتعاد عنه وتخشى ان تتألم ابنتها كما حدث سابقا وهى بعيدة عنها كما أنها كان لا بد لها بالانفراد بنفسها كى تتخذ قرارها الأكيد ..
" صباح الخير يسرا وياسر " , ألقى كامل بتحية الصباح على أبنائه اللذان استغربا وجوده بينهما بغرفتهما وقاما برد التحية بينما تجاهلته سهر كلية وكانت تروح وتجيء امامه وهو مندهش لتجاهلها اياه , وقفت سهر لدى باب الغرفة وقالت مخاطبة ولديْها : سأطلب من ام محمود احضار طعام الافطار هنا.., صمتت قليلا ثم تابعت ببرود : لنا نحن الثلاثة !! , خرجت تاركة صغيريها يتبادلان النظرات المتسائلة بينما اعتلت وجه والدهما نظرة سوداء لم تنجح باخفاء القلق الذي بدأ يغزو قلبه لأول مرة منذ زواجه بها !!..
تناول الاربعه طعام الافطار بعد ان فاجئها كامل وهى في المطبخ تطلب من ام محمود اعداد طعام الافطار لثلاثهتم قائلا بصوته الجهوري : بل لنا نحن الاربعة يا ام محمود ! , التفتت تطالعه بدهشة فتابع ببرود وعينيه لا تحيدان عنها : فأنا لن أدع صغيراي يتناولا افطارهما بدوني لم افعلها سابقا ولن أبدأ الآن !! .., وغادر تاركا اياها تطالع اثره بدهشة بالغة وقد تذكرت شيئا قد غاب عن بالها وهو أنه بالفعل لم يتناول طعام الافطار مطلقا بمفرده منذ ان كبر صغيريها بل انه كان متشيثا دائما بوجوب تناولهم جميعا وجبة الافطار سوية وهي لم تنتبه لهذا الامر سوى الآن !! , ولكن هذا لن يمنعها من اتنفيذ قرارها الذي اتخذته ليلة امس بعد ليلة مؤرقة لم يذق فيها جفنيها النوم !!, رفعت كتفيها وانتصبت في وقفتها ثم اتجهت لاجراء مكالمة ستكون هي الفيْصل في انهاء هذه المهزلة السخيفة التي تعيش فيها منذ اثني عشر عاما هي عمر اولادها!!..
" لا افهم يا سعيد ؟ ماذا تقصد بحضورك لاصطحاب زوجتي واولادي ؟ الى اين تنوي الذهاب بهم ولما ؟ , زفر سعيد حنقا على اخيه الاصغر الذي اوصل زوجته الى ما هي عليه الان من عناد وشفقة عليه فهو اخيه يوشك ان ينتزع منه عائلته بأكملها !! , اقترب سعيد محاولا التحدث بروية لتهدئة هذا الاسد الثائر امامه : افهمني كامل من الواضح أن الامور قد تفاقمت بينك وبين سهر هذه المرة وانا أرى ان حضورها والبقاء معنا هي والاولاد سيجعلها تهدأ وتعيد التفكير ثانية في أمركما سويّا !! , قطب كامل واقترب من سعيد الذي تفاجأ بحضوره بعد ساعه واحده من تناوله طعام الافطار مع صغيريه ولاول مرة منذ عشر سنوات يقرر القيام بأجازة والجلوس مع ابنائه ليفاجأ بشقيقه وهو يأتي ليحمل أمرأته واولاده معه !! , قال كامل بهدوء يخفي وراءه غضب مستعر : هل تقول ان سهر هي من اتصلت بك لتأتي كي ترحل معك هي وابنائي ؟ , قال سعيد بتوتر لم يخف على عيني كامل الصقريتين : انا لا ادري ماذا حدث بينكما ولكن ما اعمله جديا اننى لم يسبق لي وان رأيت سهر بهذه الحاةل من قبل ؟ , هتف كامل حانقا : ايّ حالة ؟ ومن الذي قال انني سأتركها تغادر هي وابنائي هكذا ؟ , قاطع حوارهما صوت هو من النعومة ولكن من القوة بنفس الوقت : أنا !!, الفت كامل يراقب تقدمها نحوه بخطوات واثقة بتنورتها الواسعه التي تصل كاحليها يعلوها قميص ذو اكمام طويلة قطني وحجابها يهفو خلفها وقد وقفت امامه عاقدة ذراعيها وهي تقول بقوة : أنا ...انا من قرر انه الى هنا وكفى ! لن اتحمل هذه الحياة اكثر من ذلك ! يكفيني ما تحملته طوال السنوات السابقة ولكن ان يصل الحال الى ابنائي فالى هنا وكفى !, صرخ كامل مواجها اياها : أي حال ؟ بماذا تهذي سهر ؟ , اقتربت منه واضعه عسليتي عينيها مقابل لفحم عينيه وهى تقول بقوة غريبة عليها : انا لا اهذي كامل ...أنت من اخترت اقصائنا من حياتك منذ الأزل ...وانا الآن لا انفذ الا ما قد سبق لك وقررته أنت بالفعل !! ..سنتركك يا كامل ....لقد سئمت انا وصغاري هذه الحياة القاحلة لم أشكو طيلة هذه السنوات ظنّا مني اننى بهذا اجنب اولادي عواقب انفصالي عن والدهما وان حياتنا سوية هي لصالحهما ولكني اكتشفت قد فشلت وبنجاح فأولادي قد اعتلى الحزن اكتفاهما وهما لم يتركا طور الطفولة بعد وانا لن انتظر مراقبة اياهما وهما يذبلان كالازهار يوما بعد يوم .....انا راحلة كامل ومعي اولادي ولا اعتقد ان هذا الشيء سيشكل فارقا بالنسبة لك فأنت.., وصمتت قليلا ثم تابعت بسخرية : لم ولن تنتبه الى وجودنافي حياتك في يوم من الايام و ذهابنا من عدمه لن يشكل أي سوء بالنسبة لك بل اننى اتوقع منك ان تشكرني فقد أزحت عن كاهليك عبئي أنا واولادي وتركتك لعملك وصفقاتك لتصبح أشهر رجل اعمال في المدينة بأكملها .., ثم التفتت الى سعيد متابعة بلهجة مختلفة : هيا يا أبا رياض فالاولاد بانتظارنا في سيارتك ولا تخشى عليه فشقيقك سيشعر بالحرية ما ان اختفي انا وصغاري من حياته !!..
لم ينطق بكلمة لم يستطع مجادلتها فمن يراها امامه ليست سهر التى قابلها اول مرة وهى كالطفلة التائهة في اول يوم لها بالجامعه وكيف خطفت لبه ببراءتها ورقتها وكيف سارع بالافصاح لها عن مكنونات قلبه أثناء امتحانات نهاية العام بعد ان لاحظ ان هناك من يحوم حولها بغية لفت نظرها ولكنها ببراءتها لم تلق بالا الى أي من هذه المحاولات ليقرر ان هذه الطفولة والرقة لن تكون الا له ! وبالفعل تمت خطبتهما واتفقا على اتمام الزفاف بعد انهاء دراستها وكيف ا ناول سنة في زواجهما مرت كالحلم الجميل حتى شعرت بأعراض الحمل وقتها كانت فرحتها كالطفلة التى نالت ما تريده بينما شعر هو بالضيق و ..الخوف !! , لم يكن يتحمل تعبها الواضح عليها وشعورها المستمر بالاعياء حتى انه قد قرر انهما سيكتفيان بهذا الطفل ليفاجآ بتوأم ولد وبنت ومع تعاقب الايام وانشغال سهره بصغيريها شعر باهمالها له بل انه بدأ يشعر بالغيرة من هذي الطفلين فقد فاق حبه لسهر كل حدود العقل !! لقد عشقها بكامل جوارحه وبكل ما اختزنه في قلبه من مشاعر لم تتجه سوى لها هي ...
ومع مرور الايام وقد بدأ الصغار بالنمو انشغل بتحسين مستوى معيشتهم وبدأ البرود يغلف اسلوبه وشخصيته حتى انه كاد ان يتوه عن نفسه فهو لا يريد ان يحبها أكثر من ذلك ! يكره هذا الضعف الذي ينتابه ما ان تقع عينيه عليها !! يشعر بالنار تحرق احشاؤه ان خطر له انها قد تتركه ! وهذا ما حدث وجعله يفقد تماسكه وينالها تلك الليلة بهذه القسوة والجموح فقد أراد دمغها به ووضع صك ملكيته عليها ولكنه لم يخطر له ببال ان تكون هذه القشة التى قصمت ظهر البعير !!,,
افاق من شروده على صوت ابتعاد سيارة اخيه فانطلق يهتف بحرقة : سهر ..ياسر ..يسرا ...,
كان شقيقه يهم بالالتفات بالسيارة حينما سمع صراخ عال فكبح مكابح السيارة لينظر امامه هاتفا بدهشة : كامل !! , اسرع كامل بفتح باب السيارة المجاور للسائق ليطالعه وجه سهر المذهول ولم يبال لشيء بل ركع امامها متناولا كفيها مقبلا راحتيها بقبلات عديدة كالمطر وهو يقول من بين قبلاته العديدة اللاهبة : لا تتركيني سهري ...لا تدعيني وحيدا ..سأموت بدونك انت والأولاد فانا بدونكم لا حياة لي !! .
نظرت اليه سهر غير مصدقة وهتفت بذهول : كامل ! ما الذي تقوله ؟ , نظر اليها وهي تطالعه بنظرة سلبت لبه بحيرتها الشديدة وهو يقول بصوت متهدج من شدة الاحاسيس التي تعتمل داخله : انا أقول بأنني لا اقوى على فراقكم وبأنني .....احبك سهر ولا اريد ان احيا الا معكم انت واولادي ..
لم يعيا بالصغار اللذان سرعان ما نزلا من السيارة وقد ركضا اليه ليقفا كل الى جانب فتنقل سهر نظراتها بينهم ثلاثتهم وقال ياسر ويسرا في ذات الوقت : هل ستلعب معنا وتذهب الى اجتماع مجلس الاباء في المدرسة وفي الصيف ستذهب معنا في رحلة الى المصيف ولن تدعنا نذهب بصحبة أمنا فقط ؟ , نقل نظراته بينهما وقال بتأكيد وهو يحيطهما بذراعيه : لن أترككما مجددا وأتعهد لكما بذلك سارافقكما في كل مكان ولن أدعكما تغيبا عن ناظري ولن تفتقدا وجودي مطلقا !! , صرخ الصغار فرحا متعلقيْن برقبته بينما طالعها بتساؤل فردت على تساؤله بهدوء : هذا رأيكما ...وأنا ...., ابتعد قليلا بصغاره مفسحا لها كي تخرج من مكانها واقفه امامه بينما يتآكله القلق على قرارها الذي لم يتأخر وهى تقوله بينما ترتسم ابتسامة ناعمة على وجهها : اوافق بكل تأكيد ولكن .., لم يكد يبتسم فرحا حتى قطب بتساؤل حينما اقتربت منه هامسة له ببضعه كلمات بأذنه ابتلع على اثرها ريقه بصعوبة وقال بتردد : لكن سهري .., قاطعته رافعة سبابتها بوجهه وهي تقول بغنج انثوي : هذا شرطي الوحيد ستقبل به أم ؟؟, قاطعها بلهفة أضحكتها : أقبل أقبل وامري الى الله ....
انطلقت صرخات طفل وليد بعد تسعة اشهر لتملأ جوانب هذا المنزل الواسع والتي كانت دليلا دامغا على قبول كامل لعودة سهره اليه وهو ......شقيق آخر لطفليها أسمته....ضياء !! فقد أضاء لهم حياتهم بنور الامل الذي كاد أن يخبو...
- تمت بحمد الله -


بين الورقة والقلم غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لقلوب احلام و كادرها المميز



شكر حدوده توصل لسماء وتتعداها
لحبيبتي noor1984 تصميم فديوا رووعه هديه ما خطرت باحلامي
https://www.youtube.com/watch?v=-v8M...ature=youtu.be



اول اهداء لرواية
قيدك ادمى معصمي اقتباس الغاليه فوفو شكراً كثييييير




سلسلتي القصصيه القصيره " رفقاً بالقوارير" كل الشكر لكادر القلوب ودعمهم المتواصل

هنااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.