آخر 10 مشاركات
48 - الحصار الفضي - جانيت دايلي - ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          وكأنها رملة..! (59) -قلوب نوفيلا- للآخاذة: eman nassar [مميزة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : eman nassar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree148Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-17, 07:35 PM   #21

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايديك حبيبتي على البارت بس كمان اليوم قصير
..زينه واول شي جميل حدث لها بعد ليث
صداقه جود وابنتها ...

ميساء ما اصعب حياتها مع النبذ والظلم
وجواد معقول ما بيحبها ؟؟؟؟

بيان ليش ما كانو بنفس الغرفه ...
يعطيك العافية على البارت الحلو وبانتظار القاادم بشوق


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 08:41 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟
شلونك آلفى ؟؟

كني قريت خبر بجي يوم نشوف بارتين باليوم

يالله انتِ كريمة واحنا نستاهل

نجي لبارت اليوم

زينة وليث

أما
زينة العروس المتأنقة الرقيقة وليث أو أستاذ ليث أو أبو جود

متى نسمع ليث حاف مدام زينة ؟؟

عسى بعد هالليلة ما نسمعك تقولين له لولو ولا ليلي ولا ليثي ؟؟؟

أما أم وجه بن فهرة سماهر

يا اختي وش عدم الكرامة اللي عندك يعني لو إنك أم جود تنبلع شوي جاية عشان بنتها بس لا ولد ولا غيره ليه جاية ؟؟؟!!!

\\

بيان وياسر

سبحان الله الرجال عندهم مثل التيرمومتر لقياس الأشياء الحميمية

في الدقيقة الأولى شعر أن بينهما فتور

ترا هل كان ينتظرها وخيبت أمله ولم تأتي ؟؟

لأنه سألها باصرار مرتين

وش صاير بينهم

الظاهر بيان اللي غلطانة وهو عاقبها بالزواح من وئام

أو مو شرط غلطانة بس هو فهمها غلط أو اتهمها ظلم

وما طلقها عشان ساري

وهو شكله يحب ساري بالفطرة يوكلة ومتعلق فيه

\\

ميساء وجواد

شوي شوي تتضح عقد ميسا وشكل عائلة لمى بعد معقدة وشكل العقد في عايلة لمي أكثر لأن حقدهم متوارث

لمى بدت تأخذ حذرها من ميسا بدليل حجزت سيارة جواد لها

على فكرة ترا الشرع أمر الزوج بالعدالة يا حضرة المحامي ما يجوز تهجر زوجتك إلا إذا هي مريضة أو امرخصتك

سوالف التلزق من بعيد لي بعيد مو حلوة في حقك خلقك واضح

يمكن جواد طلق ميسا عشان لا يلحقها ضرر من عائلة عمها إوعمتها

ننتظر ونشوف

تصدقين يا آلفي أفكر أقرا روايتك مرة ثانية بعد ما تكتمل

لأن كذا ما عشتها مثل روايتك الأولى الجميلة

بالتوفيق لك

دمت بود


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 09:12 PM   #23

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26

مساء البرتقال 🍊🍸😊

الرواية جداً جميلة

زينة وليث مبروك على
الزواج وان شاء الله
اثنينهم يعوضون بعض
والله يعين زينة على
اخواته الّي شكلهن ح
يسوّن مشاكل

سماهر شنو انعدام
الأخلاق هذا !! حاضرة
عرس طليقها وبملابس
عارية اكيد حتى تبين
انها احلى من زوجته
الجديدة 😒

ياسر وبيان و كومة
علامات استفهام ،ليش
تزوجها وليش يصد
عنها وليش كل واحد
ينام بمكان واذا هيچ
فـَ ساري شلون اجا !!

احس ان الموضوع بيه
شك ويمكن هو ظالمها

ميساء وجواد شنو الّي
صار بعد 4 سنين زواج
وخلاهم يتطلقون ..؟ ،
احتمال انه راد يتزوج
علمود الأطفال فـَ هي
طلبت الطلاق

مشكورة لامارا ع النقل


Topaz. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-17, 03:19 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

7

صحا ليث على هز خفيف لكتفه، ونداء ناعم باسمه.

تطلب منه وقتا حتى يدرك.. تزوج بالأمس بعد تمنع سنين، وهذه الرائعة أمامه كانت زوجته.

قالت هي عندما جلس أخيرا، يمسح النوم من عيونه: منبهك كان يرن وما صحيت عليه، لكن تقدر تلحق، توه أذن..

كم مضى من وقت أيقظه أحد للصلاة؟ ربما منذ أيام سكنه عند أمه.

كان يعتمد على المنبه ليوقظه منذ أن أسس حياة لنفسه بعيدا عن بيت العائلة، لكن بعض المرات كان نومه عميقا إلى درجة أنه وجد نفسه يستيقظ بعد الشروق.

حتى في زواجاته، كان المنبه هو رفيقه، وعليه تحمل العواقب إذا لم يستيقظ عليه، لأن زوجاته السابقات تركنه ينام، متعذرات بأن الوقت كان مبكرا تارة، وبأنهن لم يسمعنه مثله تارة أخرى. بعضهن أطفئن المنبه بإنزعاج حتى.

لكن الآن، ومن اليوم الأول، أيقظته زينة. لم يحتج إلى توصيتها أو تذكيرها أو حتى توبيخها.

نظرت له باستغراب، وفقط عندها أدرك ليث أنه كان يحدق بها: فيه شي يا أبو جود..؟

نهض ليطبع قبلة على جبينها ويتجهز للخروج: ما فيه إلا كل الخير.. ووش قلنا عن أبو جود هذي؟

:

كان في مكتبته يقرأ في الصباح عندما دخلت عليه جود، تخبره بأن الفطور جاهز.

أبعد نظره عن الكتاب الذي اشتراه حديثا بناء على طلب جود، رامشا بعدم استيعاب: فطور جاهز؟

هزت جود كتفيها، مستغربة مثله: علمي علمك.. نوف قالتلي أقولك..

وهكذا وجد هو وابنته نفسيهما أمام مائدة عامرة برأيهما، مذهولان بينما زينة وابنتها نوف مستغربتان منهما: مو عاجبكم الأكل؟

هز ليث رأسه بنفي قاطع، فكل ما كان يراه أمامه بدا رائعا: مو كذا أبد..

كيف يشرح لها أن مصطلح وجبة الفطور عندهما كان شطائر جبن معدة باستعجال؟ هذا إن تذكرا أن يفطرا أصلا..

سأل زينة عندها باستنكار: وليش دخلتي المطبخ وإنتي عروس؟

ابتسمت زينة بأريحية وهي تناوله صحنا وضعت فيه شيئا من كل صنف، كما أعطت جود قبله: عادي وش فيها؟ كم تبغاني أقعد عشان أدخل المطبخ، أسبوع؟

"والله على رأي سماهر، ثلاثة شهور، وعلى رأي هيفاء، سنة."

لم يكفي زينة إعدادها مائدة فطور لهما، بل كان كل شيء صنعته شهيا إلى درجة تبكي.

كان يجب أن يخمن ذلك، فقد كادت الحرب تقوم بينه وبين وجود على صحن الحلا الذي أعطته زينة لها ذات يوم.

رأى بطرف عينه جود تأكل بشهية لا يراها إلا عند زيارتهما لجدتها، ليدرك أنه وجد حلا لمشكلة نسيان الأكل لديهما.

كل لحظة يقضيها مع زينة يكتشف مدى حسن اختياره..

:

زارها عمها وزوجته بعد إفطارهم بساعة. كانت زيارة لطيفة خفيفة بعكس زيارة أم ليث وأخواته.. لا، لن تضع أم ليث بنفس الفئة، فقد كانت صارمة بعض الشيء فقط.. أخواته، من ناحية أخرى..

كانت ستدخل المجلس عندما سمعت منيرة تقول بخيبة: ما توقعنا وحدة مثلها تصير الخامسة.. يلا، العوض بالسادسة..

وبختها أم ليث عندها بحدة: اسكتي لا أقص لسانك يا مسودة الوجه! هذا كلام ينقال؟!

دافعت العنود عن رأي أختها بزخم ضعيف: بس بصراحة هي كبيرة شوي وما راح تتأقلم مع عالمنا.. ضي أنسب له بكثير..

بدا على صوت أم ليث الاستنكار: ذيك المايعة؟ والله كل خياراتكم كانت خراب وبتظل خراب، وذي الكبيرة على قولتك شايفها أحسن منهم مجتمعين..

دخلت عندها زينة تنهي ثرثرتهم بالضيافة.

كانت جود تعرف عائلتها جيدا، فسرعان ما انخرطت مع أم ليث بالحديث، وتجاذبت بعض أطرافه مع العنود، وأما منيرة فقد بقيت صامتة تتجاهلها بالكلية، وبادلتها زينة معظما بالمثل.

عرفت من جود أن عمتيها يعارضان زواج أبيها بها لأن زواجاته السابقة إلا زواجه الأول كانت من تدبيرهما، وكان عندهما الظن أنهما أدرى بمصلحته منه هو. أما ليث، فهو كان يوافق لمعزتهما في قلبه فقط. لكن بعد زوجته الرابعة هيفاء، طفح الكيل به وبدأ يرفض كل مرشحة من طرفهما.

زواجه بها كان ثوريا بنظرهما.

صراحة، لم تهتم زينة برأيهن. تجربتها السابقة أكسبتها الصلابة الكافية لتحمل مضايقاتهما. هي لم توافق على الزواج مرة أخرى لتُلقى جانبا..

"موافقات ولا لا، بقعد. ونشوف إذا بيجي طاري السادسة.."

/

/

عقد ياسر قرانه مع ابنة خالته وئام كان ما كسر علاقتهما الهشة.

دمرها سماع الخبر بطريقة مفجعة، زرع فيها غيرة وغضبا باردا جعلها صامتة، تقوم بواجباتها بجمود لا حياة فيه.

حادثة ياسر وغيبوبته هي ما أخرجها من حالتها تلك، أمر كان مثيرا للسخرية إلى درجة مضحكة مبكية.

والآن.. والآن عرفت من العم عادل أن ياسر فسخ عقده مع وئام بنفس اليوم الذي عرف فيه عنه.

سألته مذهولة بعدها، مصدومة إلى درجة أنها لا تستطيع حتى تذكر أنها يجب أن تكون مسرورة: ليه سويتها؟

ليجيبها بكل بساطة: منطقيا، هذا الأصح. ما أقدر أتذكر حتى وش اللي حادني أخطبها.

سألته مدفوعة بحرقة غيرة تكاد تخنقها: ما كنت تحبها وناوي تتزوجها من يوم ما كنت تدرس في الجامعة..؟

نظر لها ياسر والاستغراب المستنكر يرتسم على ملامحه: لا.. أكيد لا. ما عمري فكرت بوئام بالطريقة ذيك../ أردف يسألها بعدم تصديق لما سمعه: مين الخبل اللي قالك كذا؟

"إنت.. الخبل اللي قالي ذا الكلام على قولتك.. كان إنت.."

ما الذي كان يعنيه هذا؟ ما كان هدف ياسر من الكذب عليها؟

قال بقناعة عفوية يخرجها من ذهولها المصدوم، لينقلها إلى ذهول خجول: وعلى العموم، وش أبغى بثانية وإنتي عندي..؟

/

/

وصلوا إلى مزرعة جدها قبيل الظهر بساعة. رأت سيارات أقربائها المركونة عند المدخل، تخبرها أنهم كانوا من المتأخرين في الوصول.

منذ طلاقها المرير مع زوجها، عاشت عمتها هدى مع الجد تعتني به، وكما توقعت فهي كانت من استقبلهم فور وصولهم، ترشدهم إلى مجالس متفرقة. وفي مجلس النساء، رأت نساء العائلة كلها مجتمعات، لا ينقص هذا التجمع سوى بشاير، التي كانت في نهايات شهر عسلها في جزر المالديف، ودانية، والتي كانت بحكم وظيفة زوجها كدبلوماسي في بريطانيا لا تزورهم إلا في أوقات نادرة.

سلمت على الكل بخفوت قبل الانسحاب وسؤال عمتها عن الغرفة التي ستنام فيها هذه المرة.

أرشدتها إلى غرفة خالية إلا من سرير وبعيدة بعض الشيء عن باقي الغرف في القسم النسائي. تعرف ميساء أن بنات عمها متعب سيتضايقن من مشاركتها لغرفتهن، وهي بكل صراحة ليس لديها الطاقة لتحمل لمزاتهن وثرثرتهن فوق رأسها. إذا كن لا يردن بقاءها معهن، فهي لا تريد ذلك أيضا.

صلت الظهر وضبطت منبهها لإيقاظها عند العصر، لتنسل إلى النوم بعد لحظات.

:

استيقظت على صلاة العصر وقضت فرضها. قررت الذهاب إلى المجلس ومعها الكيس المليء بالحلوى، ولحسن حظها وجدت الصغار يشاهدون فيلم كرتون بكل شغف و لا أثر لأمهاتهم.

نادت عليهم مدلية الكيس بإغراء، لينقضوا عليها بالهجوم طالبين. هتفت تريد تهدئتهم، لكن خرب عليها ضحكها تمثيل الصرامة: لحظة، لحظة! كل واحد منكم بيحصل شي./ هددت عندما استمروا: ترى برميه عند بركة الدجاج إذا ما هجدتوا.

كان ذلك كفيلا بتهدئتهم، لينتظروا وبكل أدب توزيع الحلوى عليهم.

سألها شادي، ولد ابنة عمها بثينة الأصغر ذو الخمس أعوام: ليش ما عدتي تجين هنا يا عمة؟

لتؤيده غالية، بكر ابن عمتها سامي الوحيدة ذات الست سنوات: ما في أحد يعرف للحلاو اللي نحبه كلنا مثلك!

ضحكت وسألت: هو إنتوا تبغوني هنا عشان الحلاو بس؟

هزت يارا رأسها بإعتراض: لأ! عشانا اشتقنالك!

ابتسمت لهم بحب، تحضن من استطاعت منهم بخفة: هذاني عندكم اللحين..

على الأقل هؤلاء الأطفال لم يتأثروا بتحفظات آبائهم وأمهاتهم بعد، ما زالوا ينظرون إلى الدنيا بصفاء تغبطه.

عاد الأطفال إلى مشاهدة برنامجهم بينما استلقت ميساء على الأريكة في الخلف، تحدث كل من كلمها منهم.

دخلت عليهم بثينة في هذا الحال وكلمت شادي بصرامة: ليش ما أعطيت عمتك الريموت تشوف اللي تبغاه؟

نهضت ميساء من مكانها، تتكلم قبل أن يفعل شادي، تلاحظ بطرف عينها أن بثينة قد بدلت القناة إلى أخرى من اختيارها، لتعرف أنها كانت تتخذها كعذر: عادي عادي، خليهم. أنا كنت رايحة أصلا..

لبست عباءتها للخروج، وفي طريقها مرت بالمجلس ورأت بنات عمها وزوجات أبناء عمومتها متجمعين فيه ولا أثر للأطفال. ربما قرروا أن يلعبوا في الخارج.

توجهت إلى الإسطبل، ناوية زيارة ليدي، الفرس التي طلبتها من جدها، طلبها الوحيد الذي أبدته.

ابتسمت لها عندما حركت رأسها لمرآها: كويس إنك عرفتيني ولا كنت بزعل.

ربتت بخفة على رأسها، تحتضنه بين ذراعيها. فهمت حركات فرسها الملحة، لتعتذر: مقدر أركب عليك زي قبل يا حلوة..

تذكر رؤيتها لليدي وهي مهرة، لتطلب من جدها إعطائها لها. سمتها ليدي لرشاقة وأناقة حركاتها رغم صغرها. تذكرت كيف كانت تركب ليدي في مراهقتها، تقطع مساحات هذه المزرعة وتشعر بالحرية. كانت أياما بحق.

:

ربما لم تكن ميساء أقرب أحفاده له، لكن كان لها مكانة خاصة في قلبه، كيف لا وهي ابنة صغيره، كيف لا وهي أخذت من جدتها المرحومة حسنها المشهود له؟ لكن ميساء لا تستغل تلك المكانة، ربما لا تدري بوجودها حتى.

يذكر سروره الشديد عندما طلبت منه طلبها الأول والوحيد بامتلاك مهرة.

لطالما لاحظ إنعزال ميساء عن مجالسه، إنزوائها في الزوايا بينما الكل يقربونه، لتحييه وتكلمه بعد ذهاب الكل. لكنه بدأ يلاحظ نظرة أخرى في حفيدته، نظرة حزن وانكسار.

كعادتها زارته متأخرا، تسلم عليه وتقبل جبينه بكل احترام: ما بغينا نشوفك يا بنتي.

ابتسمت تتجنب التلميح في كلامه، عن السبب الذي جعلها لا تزوره لفترة: أبوي جاته سفرة وأقنعني أجي أوصل سلامه.

هتف: أجل خلي سند يسافر كل يوم عشان نشوفك!

ضحكت ثم حضنت يده المتجعدة بين كفيها: آسفة يا جدي، أدري إني مقصرة فحقك..

ابتسم لها بدفء: ما عليه يا بنتي.. فيه أحد يقدر يزعل من وجه الزين؟

يعرف سبب تجنبها زيارته، وعلى عكس الكل، لم يظن للحظة أن ميساء كان لها ذنب بما حدث. لكن ألسن الناس لا ترحم.

بقيت تتكلم معه حتى رأى النعاس يتسلل إلى ملامحها، ليحثها على الذهاب للنوم.

حينما خرجت، رفع عمر صوته بالهتاف: أدري إنك هنا، إطلع..!

دخل عندها عليه حفيده جواد من باب آخر، الحيرة مرتسمة على محياه: كيف قدرت تعرف؟

ابتسم له عمر بتسلية: ما يبغالها تفكير. وش كنت تسوي عندك؟

ليجيبه بقناع الجمود الذي يستطيع عمر رؤية ما تحته: كنت مار من هنا وحبيت أمسي عليك، بس شفت إنه كان عندك أحد..

نظر له عمر بنظرة ذات معنى: ما كان عندي إلا حلالك..

للحظة، رأى انيهار قناعه.. لكن حفيده سرعان ما تمالك نفسه: توصيني على شي..؟

هز رأسه: لا يا ولدي..

استوقفه قبل أن يتجه إلى الغرفة التي كان يشارك أبناء عمومته فيها: جيت من عند الخيل..؟

أومأ له جواد بنعم وعندها فقط تركه عمر يذهب.

لوحده الآن، تنهد عمر بعدم رضا.

"لمتى يا جواد بتتم كذا؟ لمتى بتبقى عند الخيل وإنت فاقد أصحابها؟"

:

دخلت عليها لمى المطبخ وهي في خضم تحضير شطيرة لها. حيتها: صباح الخير.

ردت ميساء عليها باقتضاب نفس التحية، تتجاهلها عندما جلست عند الكاونتر، مشغلة نفسها بما في يدها.

بدأت لمى تتكلم، قاطعة الصمت القائم بينهما: تصدقين.. عاجبني اسمك..

أخيرا نظرت لها ميساء، ورأت اللمعة المتسلية الشامتة في عيونها، لتعود بالنظر إلى وعاء المربى تغلقه: حلالك.. بس نصيحة لمصلحتك، لا تتشمتي في بلوى الناس.

أردفت قبل أن تخرج، غير ناظرة وراءها: يمكن يجيك شي أردى فيوم..

:

مضت هذه الزيارة أقصر من مثيلاتها، وعليها أن تعترف، لم يكن الوضع بذاك السوء.

في طريق العودة توقفوا عند أحد المحطات. نزلت ميساء ناوية الاتجاه إلى دورة المياه لتغسل بقع العصير الذي صبته يارا عرضا عليها عن عباءتها.

كانت في خضم فرك عباءتها بالمياه عندما أحست شخصا خلفها، ونصل سكين مهدد على عنقها.

انتهى البارت..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-17, 04:52 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Elk ما لقوا في الورد عيب ، قالوا يا أحمر الخدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

آلفي شلونك شخبارك

أول شي ببدأ من الآخر

وش ذا قفلة حرام عليك ؟؟؟!!

توقعين

إما واحد من المترصدون في المحطات
متعود على هذه الأفعال

أما التوقع الثاني وقد يكون ضعيف أن لمى أعطت نقود لواحد متسولة قد تكون مثلاً تكرونية لتفعل هذا الفعل انتقام منها حين احرجتها ميساء في مطبخ

ربما من يعلم

ميساء ليست سيئة لكن هي حذرة في تعامل مع أهلها لأنهم باختصار يسببون لها الألم لذلك تتجنبهم

أما جواد لطالما تحبها كل هذا الحب فكيف طاوعك قلبك على طلاقها وهجرها

ولا اكتشفت انك تحبها لاحقاً ؟؟!!!

الجد شخصية حبيبة

للأسف ميساء لم تعرف الإستفادة من طيبته وتقديره لها

لأنها باختصار ليست خبيثة ولا حرباء تتحول بكل شكل ولون

\\

بيان وياسر

الظاهر إن ياسر يعاقب بيان بالمثل كما يظن هو

وذلك بسبب أن واحد تكلم على بيان وجاب كلام عليها

إنهم يحبون بعض قبل الزواج خاصة أيام الجامعة

ومو بعيد يكون قريب حق بيان

ويمكن يكون ولد خالتها

فياسر قرر يعاقبها بالمثل

لكن دون أن يطلقها فتزوج عليها وقال لها أنا أحب وئام

من أيام الجامعة وألف قصة مثل الذي سردها عليها ذلك الشخص خراب البيوت

مثل اللي شال الخنجر من صدره وغرسه في قلبها

\\

زينة وليث

زينة الزينة وليث أو أستاذ ليث أو أبو جود

السنع سنع وين ما يروح

راح يشوف ليث من زينة كما يفترض للمرأة والزوجة الصالحة أن تكون

دلال منقطع النظير

ابتداء من اهتمامها بأمور الدين إلى إهتمامها بأمور الدنيا

كما قال لها لك من اسمك نصيب كبير

أخوات ليث غير صالحات أبداً لذلك يجلبون لأخيهم نساء غير صالحات

ومسألة سن زينة

هو في الثالثة والأربعين وهي في الخامسة والثلاثين

يعني سبع سنوات فرق

فارق جداً مناسب في العمر

لكن

(ما لقوا في الورد عيب ، قالوا يا أحمر الخدين)

\\

نلتقي بك غداً

يا رب غداً تبدأ رحلة البارتين

بالتوفيق لك

دمت بود


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-17, 09:58 PM   #26

بلا صديق
 
الصورة الرمزية بلا صديق

? العضوٌ??? » 401559
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » بلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond reputeبلا صديق has a reputation beyond repute
افتراضي

شوقتيني البارت الي جاي 😭😭
سلمت أناملك
يا لروعة الرواية موفقة اختي
تنتظرك على أحر من الجمر


بلا صديق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-17, 10:33 PM   #27

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


قفلة شريرة ..
أظن للمى دخل بالموضوع ..
ماذا سيحدث لميساء ..
هل ستصاب بالأذى ، أم سيلحق من ينقذها بالوقت المناسب وطبعا لن يكون إلا جواد ..
جواد كل تصرفاته تثبت أنه يحبها بل يعشقها ..
بس ليش الابتعاد ، وليش طلقها أصلا ..
ربما موضوع الأولاد هو السبب ..
والقرار لم يكن قراره بل بضغط من عائلته ..
ولأنه يحبها لم يستطع تقبل أن تكون لغيره ..
لذلك أرجعها له ..
وهي كيف تقبلت الأمر خاصة أنها زوجته بالاسم فقط فهو لا يقربها ..
وكأنه غاضب منها أم ماذا ..؟

ليث أخيرا بعد 4 زواجات فاشلة سيجد التعويض بزينة ..
وإخواته هنن اللي راح يكدرون عيشته ..
وكأنهن لا يردن السعادة له ..

ياسر شو اللي خلاه يكذب على بيان ويدعي أنه يحب ابنة خالته لدرجة تقدم لها بنية واضحة للزواج وقد عقد قرانه معها ..
المهم الآن الأمور بصالح بيان وقد فسخ ياسر عقده مع ابنة خالته ..
وفوق هالشي يتغزل فيها بعد أن كان يصد عنها ..
لكن ماذا سيحدث لو استعاد ذاكرته ..
وتذكر سبب صده عنها ولجوئه للزواج من أخرى ..؟
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 08:05 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم يمينك الفي بارت كما تعودنا منك رووووعه

زينه وليث
كل واحد وجد نصفه الثاني وحتى جود ونوف إن شاء الله مامنهن مشاكل
لكن الخوف من طليقة ليث سماهر واللي الظاهر إنها من قرابته وإلا كيف بتحضر
اجتماع للعائله والخوف الثاني من أخوات ليث لكن أتوقع زينه وليث بعقلهم وحبهم
لبعض بيجتازون كل المشاكل اللي بتواجهم


بيان وياسر

صعب معرفة السبب اللي دفع ياسر للزواج من غير بيان والفتور بينهم
مازال الوضع غامض بالنسبه لي


ميساء وجواد

واضح حبهم لبعض واللي مازال للآن لكن اللي ماهو واضح سبب طلاقه لميساء
وعودته لها أو بالأصح عودتها له وهو متزوج وإعتزالهم لبعض رغم إنهم متزوجين
ما أعرف عندي احساس إن ميساء تعرضت لسقوط أثناء ركوبها الخيل وربما هذا
سبب لها مشكله صحيه وربما كانت حامل وبسبب ركوبها فقدت حملها ربما مراجعتها
للطبيبه لهذا السبب وأتوقع منعت من ركوب الخيل بعد حادث سقوطها
اللي هدد ميساء بالسكين ما أعتقد يكون له علاقه بلمى لكن أتوقع إنه سواء أمرأه أو رجل
القصد من التهديد السرقه وإذا كان رجل أتوقع إن جواد شافه لأنه يراقبها من بعيد
وهو من راح ينقذها
القفله قويه الفي خفي علينا ياعسل
منتظرين بقية الاحداث الفي لا خلا ولا عدم منك يارب
وشكرا لموره على النقل المميز لا خلا ولا عدم منك يارب


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 04:50 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

8

مر أسبوعان منذ زواجها بليث.. أسبوعان كانا من أكثر أوقاتها إثارة للاهتمام، كافيان لقلب موازين العالم الذي كانت تعيش فيه سابقا.

لم تعتد هذا الدلال. لطالما اعتادت زينة الكفاح، تناسي احتياجاتها والتركيز بالأهم. لم تعتد هذه الراحة، هذا الكرم من زوج.

لكن ليث كان كريما بماله، باهتمامه، وبكلامه المنمق الرائع، الذي دائما ما نجح في إخجالها حد الصمت. أظهر بكلماته ونظراته ومعاملته لها الأنثى فيها، الأنثى التي لم تدرك أنها كانت مدفونة منذ الأزل، تحت أكوام وأكوام من الجحود.

بدأت تخشى على نفسها، كيف أنها بدأت تتعلق بليث في أيام قليلة، تنبئ لها بامتداد كاسح بعد أيام وشهور وسنين أطول..

وإذا حدث وأتى خذلان.. فإن الضربة ستكون أشد وأكثر فتكا..

دار ما أجابت به جود عن سؤال نوف هذا اليوم في بالها، عن سبب طلاق والدها المتكرر..

(أمي ميريام كانت زميلة أبوي في دراسته برا، وماتت هي وأنا عمري سنتين. كان يمدحها كثير، ويقول إني ورثت كثير عنها.
لما رجع أبوي للبلد معاي، ألحت عليه عمتي منيرة يتزوج، ولما وافق، كانت اللي تبغاها له سماهر، بنت صديقتها. من ناحية حب، سماهر حبته، لكن من اللي سمعته من جدتي، فمشكلتها إنها كانت مهملتني بشكل فظيع. أبوي طلقها بعد ما تكررت لي حوادث بسبة إهمالها.

مرت كم سنة وأبوي متجنب طاري الزواج ومشغل نفسه فيني.. إلى أن ترجته عمتي منيرة يجرب مرة ثانية. إقناعه ذيك المرة ما كان سهل، بس في النهاية وافق. كانت اللي اختارتها ليان، أخت صديقة ثانية لها. ليان كانت أهون من سماهر من ناحية الاهتمام فيني، لكن مشكلتها إنها كانت غيورة بزيادة. حتى وأنا صغيرة لاحظت إنها كانت تخنق أبوي بأسئلتها، وأبوي ما ساعد بطبيعته المفتوحة مع الكل. كانت شهرة أبوي مزدادة ذيك الأيام، وبالنسبة لليان كان ذاك الواقع كابوس. في النهاية ما استحملت ذيك العيشة وطلبت من أبوي يطلقها.

بعدين جت هيفاء. ذي المرة عمتي العنود هي اللي طرحت فكرة الزواج مرة ثانية لأبوي، وترجته لشهور لين رضخ. يمكن كان عنده أمل إن بيكون فيه تغيير إيجابي لأنها ذي المرة جت من مصدر ثاني. هيفاء كانت في نفس الحلقة الاجتماعية مع عمتي. ويا سبحان الله، جمعت الإهمال مع الغيرة مع الدلع الزايد. حتى لما بغى أبوي يطلقها سوت سالفة وطولتها بكذب وتهديدات.

من بعد ما طلقها، أبوي عاف طاري الزواج كله..)

تساءلت زينة إذا كانت هناك لحظة كان ليث مثلها، يحاول المضي وإصلاح زيجة فاشلة منذ بداياتها. تساءلت أكثر عن وجهة نظره، عن جانبه من القصة.

:

أسبوعان مع زينة، وشعر ليث أن الدلال أفسده.

لم يعتد اهتمام أنثى كما تفعل زينة معه. لم يعتد هذه المداراة. لم يعتد زوجة توقظه للصلاة، تجهز له ما يلبس، تهتم بما يأكل، تسأل عن أخباره وتبدو حقا مهتمة لها. لم يعتد أنثى تتعامل معه دون أن يكون الغنج المصطنع مكتسيا لكل أفعالها، دون أن تشتبه كل حركاته.

كيف كان يعيش من دونها؟ لا يدري، لكن زينة صارت إدمانا له لا يتخيل تركه للحظة.

أصبح يتصيد جعل الحمرة تغمرها، أصبح يهدف لحفظ ابتسامتها في قلبه، أصبح يشتاق لقربها وهي على بعد خطوات..

ما الذي كان يحدث له؟

/

/

لم يكن أمر التأقلم مع وضعه الجديد بالصعوبة التي توقعها.

زملاءه في العمل لم يقصروا في إعلامه بكل مشاريعهم القائمة والسابقة. أصدقاءه الجدد الذين اكتسبهم في السنين الأخيرة عرفوا له عن أنفسهم فردا فردا مرة أخرى. وكذلك فعل جيرانه ورفقاء المسجد.

حتى ابنه ساري ساعده بطريقته الخاصة، وسرعان ما وجد ياسر نفسه يشعر بمشاعر الأبوة التي لم يؤثر عليها فقدانه لذاكرته.

قد يكون متيبسا في كبرياءه أحيانا، لكن الآن لم يكن بوسعه رفض المساعدة، ولن يفعل. يريد استعادة ذاكرته اليوم قبل الغد، وسماع أخباره من آخرين كان بديلا أراحه.

النقطة الأكثر غموضا في حياته كانت، وياللعجب، زوجته. فحتى مع دعمها اللامتناهي له، أحس بشيء تخفيه عنه، نقطة معينة تمشي حولها دون الكلام عنها.

لا يريد معرفة شيء بقدر ما يريد معرفة بيان، كشف الغموض المحيط بها.

تذكر عندما رآها للمرة الأولى، بعد استيقاظه على تلمسها الرقيق لملامح وجهه. أبهرته، أبهرته من بحر عيونها ذو اللون الشبيه بالقهوة، إلى غمازتها التي أبرزتها ابتسامتها، أبهرته حتى نسي أنه لم يكن يعرفها، أنه يجب أن يغض بصره. يذكر كيف سأل وقلبه يقرع طبولا عن هويتها، كيف ارتاح ولم يصدق حظه بمعرفة أنها كانت زوجته.

كانت بيان ما خفف عنه حمل واقعه الثقيل، هذا العالم الذي كان فيه شبه ضائع. من اللحظة الأولى ساندته، وفكر كم أحسن الخيار فيها.

تحرق شوقا إلى زياراتها، إلى رؤيتها وسماع ضحكاتها، بطريقة مفضوحة جعلته موضوع الممرضات المفضل.

لكن، على الرغم من عفوية تعاملها معه واهتمامها الواضح به، فإن بيان كانت تبقي حاجزا خفيا بينهما.

لذا، قرر أن يدرس تصرفاتها معه في البيت، مبقيا أسئلته قليلة، ويرسم مخططا يدله لاستنتاجه.

يذكر مرة سألها عن تعامله معها كزوج، لتتجنب السؤال ببراعة مغيظة، كأنها معتادة على تجنب إجابة أسئلة كهذه.

"في شي غريب في حياتي معاها.."

وهو كان لديه الشك أن السبب كان هو.

/

/

رجع طلال من محل التموينات، مقطبا حاجبيه لرؤية مقعد ميساء خاليا: لسى ما رجعت ميساء؟

أجابته عبير باستغراب: لأ، لسى.. ما راحت عندك؟

هز رأسه بالنفي، ليجرب الذهاب عند ابنه. سأله: ميساء عندك؟

رأى التوجس في عيون جواد من سؤاله، مجيبا له بالنفي وهو يتجه إلى محل التموينات ليبحث فيه: لأ، مهيب عندي.

لكن مهما بحثا في محل التموينات، مهما سألوا في المصلات، لم يعثروا عليها. عرضيا سمعا ذعر امرأة تهتف أنها اتصلت بالشرطة لرؤيتها حادثة اختطاف حصلت عند دورة مياه النساء.

لم يكد ينطق طلال بكلمة إلا وجواد يقول: خذ لمى عندك ووصلها البيت..

كان تعبيره قاتما مظلما، ناويا كل الشرور.

يذكر طلال هذا التعبير المرتسم على وجه ابنه، يعرف هذا الجموح الذي لا يظهر إلا عندما كان الأمر متعلقا بميساء.

امتثل لما قال وذهب يكلم ابنة أخيه لتركب معه بدلا من جواد.

:

أفاقت ميساء على تلمس مقرف لوجهها، لترى عيون خاطفها الملثم تبرق بالرضا السافر. رأت نفسها مربوطة إلى عامود معدني بحبل سميك وبإحكام، في أرض فضاء لا روح فيها. "تجهز زين، السافل..!"

رأت طرحتها ونقابها مرميان جانبها، لكن عباءتها ما زالت عليها.

شعرت بشعور ذعر بارد يتسلل لاقتراب الخاطف منها، يمسح بعيونه على تقاسيم جسدها المستورة. أخذت تلهج بالدعاء في سرها، تشعر بالدموع تنزل صامتة على خديها لموقفها. حاولت تمثيل الصلابة بقولها، ناوية إضاعة الوقت ولو بدقيقة: لساتنا قريبين من نقطة تفتيش. لو اقتربت مني شبر بلم عليك الناس كلها!

لم يكترث واقترب، لتعض على يده عندما امتدت إليها. صفعها بكل قوة حتى أحسن بطعم الدم في فمها، لكنها لم تكترث أيضا وأخذت تتلوى في مكانها، تعض أي شيء يصلها منه، تصرخ بكل ما أوتيت من قوة. لم تكترث حتى عندما وضع السكين بتهديد على عنقها، بل فضلت الموت على ما يبتغيه: ما بتتهنا فيني وأنا عايشة! ما بتتهنا!

كان هذا كفيلا باستفزازه إلى درجة لكمها بكل غضبه. شعرت كأن فكها ينفصل من محله للحظة. بصقت الدم الذي تجمع في فمها بوهن، لكنها رجعت بالنظر إليه بثبات: اذبحني أفضل لك..

رفع يده ليوجه لها ضربة أخرى، لكن قبل أن تأتي أتى ذاك الصوت الهادئ آمرا: بعد عنها..

رفعت نظرها فإذا هي ترى جواد واقفا والشرر يتطاير من عيونه، غضب قاتم مرتسم على تعابير وجهه الجامدة عادة.

تركها الخاطف لينقض بالهجوم عليه، لتراهما يخوضان في عراك مميت. لمحت الخاطف يطعن فخذ جواد بسكينه قبل أن يقلب عليه جواد الآية وينهال عليه باللكمات التي أودت على الخاطف بالإغماء..

عندما رأت الخاطف يسكن تحت جواد دون حركة، صاحت توقظه من هياج غضبه: خلاص! خلاص، انغمى عليه! تكفى لا تموته وتدخل نفسك في مشاكل مالها نهاية!

كررت وهي تشهق بدموع لم تدرك أنها تذرفها، تراه يتوقف ليلتفت لها، قبضات يديه مضرجة بالدماء: خلاص يا جواد.. راح شره..

وقف بصعوبة عندها، يلتقط السكين الملقى على الأرض، ويجر الخاطف من قدمه. فك أسرها من الحبال ليقيد الخاطف بها، رابطا له بالعامود المعدني. رأت جواد يتهاوى في وقوفه لتقترب منه وتجعله يستند عليها، ماشية معه إلى السيارة.

سمعته يزفر: أقدر أمشي..

لكنها تجاهلته، كان جل همها ذاك الجرح الغائر في فخذه والعواقب التي سيحدثها.

عندما وصلا إلى السيارة، جعلته على الفور يستلقي على المقعد الخلفي. قلبت في السيارة بحثا عن أغراض تنفعها قبل أن يقول كلمة حتى.

تحمد ربها على تذكرها لعادته في وضع عطر في سيارته. أخذت لها علبة المناديل مع زجاجة العطر وقارورة ماء ممتلئة وجدتها ملقاة في أرضية السيارة.

حاولت إيقاف النزيف ثم تنظيف الجرح بقدر ما تستطيع. خلعت عباءتها ثم قطعت أسفل فستانها ذا القماش القابل للتمدد بقدر يكفي للفه فوق المناديل التي وضعتها فوق الجرح.

بقي جواد صامتا يراقبها بنظرة لم تعر لها في هذه اللحظة بالا. وعندما انتهت، قفزت إلى مقعد السائق تشغل السيارة لتتجه إليها إلى أقرب مركز صحي.

سمعت صوته وهو يسأل، يقاوم الألم: من متى.. وإنتي تعرفين تسوقين؟

أجابته محاولة بكل جهدها دفع غضبها القلق: أبوي علمني قبل لا أتزوجك..

سألها: وين؟

كانت ستجيبه بـ"الكويت" لكنها انفجرت: غبي إنت؟! ليش جيت وحدك وما انتظرت الشرطة؟ متى بتطبل تسوي تضحيات عشاني؟!

ألا يعرف أن قلبها تجمد خوفا عليه من اللحظة التي ظهر فيها لوحده، أنه اختفى جزعا وصدمة عندما طُعن؟

وكأنه يريد إغاظتها أكثر، رد عليها بضعف وبتسلية ساخرة: إذا بتظني إن كلامك هذا بيخليني أندم على جيتي، فإنتي.. غلطانة..

ضربت بيدها على المقود، تهتف بين دموعها: غبي، غبي..!

أخيرا وصلت إلى المركز الصحي، لكن قبل أن تخرج أمرها بغيظ بالكاد كبت: إلبسي عباتك.

عندها تذكرت أنها فقط كانت لابسة لفستان يصل عادة إلى منتصف ساقيها، لكن بعد ما فعلته به وصل الآن إلى فوق ركبتيها بقليل. لبست عباءتها ثم همت بالخروج، ليأمرها بصوت أشبه بالفحيح: تغطي!

تذمرت بذات الغيظ: أنا وين وإنت وين! ما عندي شي اتغطى به. خلينا نطلع وننادي أحد يشوف حالتك!

عندها مد يده ليعطيها طرحتها الملطخة بالرمال: متى أمداك..؟

كرر ولم يجبها: تغطي..

عندما فعلت ساعدته على الخروج، تحاول دفع خوفها عليه بثرثرة "راح يكون بخير.. راح يكون بخير بإذن الله..": كان قلتلي إن طرحتي عندك عشان أربط جرحك فيها وما شقيت فستاني. تدري إنه كان آخر صرعة..؟

وترها قربه. ارتعشت لهمسه العميق الحريري في أذنها عندما أسندته عليها: يمكن كنت أبغى أشوفك تشقين فستانك..

ازدرت ريقها وتنحنت، لتقول بخفوت: شكل فقد الدم بدا يلعب فيك لعب..

:

وقتهم في المركز الصحي كان حافلا، ما بين تقارير شرطة وإجراءات طبية.

أخيرا انتهى الأمر وبقيا ينتظران وصول عمها طلال بصمت قطعه جواد عندما رفع يده، يتلمس اللاصقات الطبية فوق وجهها، معالجة للكدمات المطبوعة عليه من فعل الخاطف. كان جواد مصرا على معالجتها قبل معالجته هو لعجب الأطباء المناوبين.. وكان تلمسه ذا رقة سلبت نفسها للحظة. سألها: إنتي بخير..؟ اللي مريتي فيه..

لا تنكر، شعرت باليأس والدمار للحظة، لكن الله أعانها وأعطاها فرجا تمثل في جواد. شعرت بلمسات أنامله تطهر لوث الخاطف.
ابتسمت له بدفء: إيه.. أنا بخير..

قطع دخول عمها طلال عليهما، ظاهرا عليه الفجع لمرآهما.

قابلتهما العمة عبير بفجع أشد عند رجوعهم إلى الرياض، في أحد المستشفيات التي أصر عمها طلال على زيارتها للتأكد من حالة ابنه.

وأما لمى، فإنها انقضت عليها بالصراخ: كله منك، كله منك! طول عمرك تجيبين له البلى! كان بيموت بسبتك!

ردت عليها ميساء بجمود: أدري.. وبتحمل المسؤولية..

التفتت عندها إلى عمها طلال الواقف معهم خارج الغرفة التي كان يجري جواد فحصه فيها: لما نطلع، ممكن توديه قسمي عشان أعتني فيه؟

بدا على عمها استحسان الفكرة، بينما بدا على لمى الإعتراض القاطع، لكن قبل أن تبديه أيدتها، وياللعجب، العمة عبير: إيه، أفضل له. أصلا لمى ضعيفة حدها وما بتستحمل منظر الدم، فما أظن بتقدر تهتم بجرح كبير زي اللي عند جواد..

وبهذا حُسم الأمر.

انتهى البارت..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 06:03 PM   #30

Ellaaf
 
الصورة الرمزية Ellaaf

? العضوٌ??? » 353264
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 404
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
?  نُقآطِيْ » Ellaaf is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدا هالرواية وبشوق لتكملتها خصوصا لأعلم مابين ميساء وجواد ،، تحياتي الكاتبه والى لامار لاختياراتها الجميله

Ellaaf غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،،،،ولنا في الحياة فسحة من الأمل .....نتنفس منها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.