شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f175/)
-   -   مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا ،سعودية (مكتملة) "مميزة" (https://www.rewity.com/forum/t388701.html)

شموخي ثمن صمتي 19-09-17 08:43 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

*جارة القمر* 20-09-17 08:21 AM

صباحكم خيرات

كنت متوقع ردة فعل ميساء التملكية لجواد و خاصة بعد الاعترافات الكثيرة منه
عبير ..مثل اي ام كل همها سعادة اولادها و مصلحتهم ...بالماضي قدرت لمى تأثر عليها و توهمها بأن ميساء سبب حرمان جواد من االيعاظه
لكن الان بعد رؤية جواد مبسوط و الراحه تسكن قلبه ..و رؤيتها لفرحة بشاير بوجود ميساء و كأنها اختها
اظن جا الوقت اللي عبير ترحب بيه بميساء و تعتذر بالافعال ..اذا لم تقدر بالكلام عن ما حدث بالماضي
بياان و ياسر .....بحاجه الابتعاد و التفكير بهدوء بعد قراؤة المذكرات
ليث و زينه ...سبحان الله في ناس تحط حالها رقيب على الناس و تكره ان يكون عليها رقيب ...خوات ليث ..ما حبيت تصرفاتهم مع زينه ..و لكن زينه بحكمتها و طيبة قلبها ستكسبهم بصفها
ليث رجع ..و فرحته بحمل زينه قد السما....و اخيراً اعترفت له زينه بالحب ...كما يريد و يامنى قلبه


موفقه عزيزتي الفي ...لامارا مشكورة يا عسل على النقل
الله يعطيكم العافية

نداء الحق 20-09-17 09:07 AM

https://scontent.fnjf5-1.fna.fbcdn.n...d3&oe=5A418C5F

لامارا 20-09-17 09:38 PM

قربنا وقربنا إلى خط النهاية يا قوم :)

21

ربما كانت ردة فعلها غريبة، اختيارها الابتعاد عن ياسر بعد أن عرفت الحقيقة، لكن هذه كانت الطريقة الوحيدة التي خطرت على بالها.. حتى تستطيع التفكير، استيعاب الأحداث كما رآها ياسر..

لم تعد بيان تدري ما الذي يجب عليها الشعور به.

السعادة والرضا، لأنه بحق كان يحبها؟ لأنه أحبها رغما عنه كما كان حالها؟

الغضب والغيظ، لأنه ظن أنها لا تكترث لأمره؟ ما الذي كان يتوقع حدوثه عندما عرفت بأسباب زواجه بها، الخنوع؟ السخط؟ أربما كان حالهما ليتغير لو أظهرت مرارة ما كانت تشعر به في البداية؟

الحسرة، لأن كلاهما كان يحمل حبا للآخر، لكن كبرياءهما منعهما من الاعتراف؟ لأنهما ضيعا شهورا وسنين بسبب كتمانهما؟

ربما يجب عليها الشعور بتركيبة من كل تلك الأحاسيس..؟

قالت أمها، تقطع عليها تأملاتها النفسية: لك يومين عندي هنا..

اغتصبت الابتسامة وهي تلتفت لها: أفا، قاعدة تعدين الأيام؟ لهدرجة مستثقلتني؟

لم يبد على أمها تصديق قناعها هذا، وتكلمت بنفس نبرة الجدية: قلتيلي إنك مو زعلانة من رجلك.. وعلى حسب ما سمعته هو موب مسافر. قعدتك هنا مو حلوة بحقه.

تنهدت: أدري، يمه، أدري.. بس أبغى أفكر..

سألتها وعدم الرضا باد في وجهها: تفكرين بأيش وإنتي هنا؟ ما تقدري تسويها عنده؟/ أردفت تقاطعها قبل أن ترد: كل مرة تقعدين عندي تكونين بنفس الحالة هذي.. ورى تعذبين نفسك ببعده وإنتي مشتاقتله؟ وعلى حسب اللي شفته ذي، هو بعد مشتاق لك.

ابتسامة أمها الشبه متسلية أثارت فضولها: وش قصدك..؟

لتقول: تدرين إن رجلك يوقف بسيارته في الشارع المقابل كل مرة تقعدين عندي..؟ يتم كذا من نص ساعة لأكثر ويرجع من وين جا.. شكله حتى بعد ما نسى سنين من عمره، لسى العادة ما راحت منه..

على الفور اتجهت إلى غرفتها المطلة على الشارع المقابل، لترى سيارة ياسر متوقفة عنده. تمنت لو ترى شيئا منه، لكن بعد المسافة وكون نافذة سيارته مغلقة منعها من ذلك. التقطت هاتفها تريد الاتصال به، لكن على ما يبدو وقت وقوفه كان في نهاياته، وأتى صوت تشغيل المحرك وانطلاق العجلات بعيدا ليصيبها بالخيبة.

تكره هذا التأثير الذي يملكه عليها، كيف يجعلها تنسى كل تحفظاتها وأفكارها بحركة منه..

هذا كان ما جعلها تريد الابتعاد للحظة، حتى يمكنها تشكيل ردها بتركيز.

لكن معرفتها بعادته هذه بعثرت أفكارها من جديد، والغريب.. الغريب أنها لم تكن سخطة من ذلك، بل كل العكس تماما.

/

/

ظلت نوف تقلب فكرة ما أخبرتها أمها وعمها ليث في رأسها، تستوعبه ببطء، إلى درجة أنها بالكاد كانت تعير انتباهها للفيلم الذي كانت هي وجود يشاهدانه..

سألتها جود بدراية، تقطع عليها الغوص في أفكارها أكثر: تفكرين في إعلان اليوم؟

أومأت لها بنعم، تلتفت نحوها لتسأل بدورها: إنتي وش رأيك؟

غضنت جود ملامحها بتفكير: بصراحة، ما عمري فكرت يصير لي أخ، حتى مع زواجات أبوي. طليقاته ما كانوا من النوع اللي يحبوا أطفال..

استحثتها: واللحين؟

ابتسمت بخفوت، بتردد: أحس إن الفكرة عاجبتني، إني أصير أخت كبيرة..

مثلت نوف الضيق: وأنا وين رحت؟ تراني بغار!

ضحكت، تعبث في شعرها القصير كما تفعل أمها معها: لا تشيلي هم، إنتي الأصل والفصل!

كجود، بدأت فكرة أن تكون أختا كبيرة تعجبها، بأن يكون هناك ما يربط بينهما غير زواج والديهما. وهكذا، بدآ يتناقشان بحماس متزايد عن الطفل القادم، تتجاهلان الفيلم المعروض في شاشة التلفاز الضخمة بالكلية..

:

منذ معرفتهم بحملها، تعاملهم معها تغير. فمن زاوية هناك جود التي تحضر لها كل شيء حتى لو كان بمتناول اليد، وفي ركن آخر هناك نوف التي أصرت على أن تتولى الطبخ عنها، وطبعا، هناك ليث.. ليث الذي كان أسوأهم، تركيبة من تصرفات نوف وجود مع مبالغته الخاصة.

أخيرا، طفح الكيل بها، وأجلستهم لتعطيهم كلمة: أنا حامل، مو على فراش الموت. لو تعبت صدقوني، بقولكم.. ماله داعي لحالة الاستنفار هذي.. وليث؟

رد: هلا؟

نظرت له برجاء: الله يخليك لا عاد تسوي شي في المطبخ..

لليث حكايا مأساوية في المطبخ. آخرها بدأت بشكشوكة وانتهت بكارثة بيولوجية.

وبعد كلمتها تلك، عادت الأوضاع إلى طبيعتها، ولم يكن عليها احتمال معاملتها كقطعة زجاج هشة مهددة بالإنكسار.

لكن لا تنكر، مداراتهم أفرحتها وبشدة، جعلتها تنسى حياتها في الماضي عندما لم تكن في خاطر إنسان.

:

ربما كان مبالغا في حماسه، لكنه معذور، فمثل هذا الحماس والترقب الذي يشعر به لا يمكن كبته.

أحيانا يجب عليه إمعان النظر في زينة ليستوعب الفكرة، هذه المرأة التي يحب كانت تحمل طفله.

لا تدري زينة أي شيء أشعلت فيه بإخبارها له بحملها.

صحيح، لم ينخرط في التفكير بطفل آخر بعد جود، لكن الآن بعدما أصبحت الفكرة واقعا أمامه، وجدها تعجبه، تعجبه وبشدة.

رأى زينة تبتسم مستغربة منه، تميل رأسها بفضول: وش فيك؟

تناول كفها ليطبع قبلة حانية عليه: أفكر، أحمد ربي على إني لقيتك..

شدت على يده نحوها لترد فعله: وأنا مثلك..

كم كان مغرما بذاك الألق الباسم في عسل عيونها..

/

/

كان مغيظا بحق، رؤية ميساء تمشي دون التواري، دون الاهتمام بنظرات الآخرين. لم تعد لمى ترى تلك النظرة فيها التي حكت عن انكسار مهزوم، بل العكس تماما.. عزيمة مشتعلة، وثقة غامرة. لم تكن ميساء التي رأتها في الحفلة العائلية بنفس المرأة التي التقت في عرس بشاير على الإطلاق، بل كانت تماثل تلك التي كانت ترى قبل سنوات، تلك المتبخترة الفخورة، مقصد حسد وغل من حولها.

وجدت لمى تطحن أسنانها بغضب كاسح، تتساءل ما الذي حدث بين ميساء وجواد بالضبط ليطرأ هذا التغيير عليها.

وبالحديث عن التغيير، لم يقتصر على ميساء فقط، بل امتد إلى جواد أيضا. سمعته مرة يكلمها على الهاتف، سمعت دفئا ونبرة في صوته لم تسمعها قط، لم يوجهها نحوها مرة..

الفكرة نفسها جعلتها تغلي بقهر لم تشعر بمثيله، جعلتها تنسى النوم والراحة.

لتكون عاقبتها هذه.. تستيقظ لترى نفسها غارقة في دمائها..

اتصلت على الفور بأبيها بدلا من جواد ليوصلها إلى المستشفى، تشتكيه منه، تنتقم منه لبروده، لقلة اهتمامه، لدوام انشغاله عنها..

على الأقل في هذا تستطيع الرد عليه.

لكن.. أفكارها برد الضربات والتشفي تبددت عندما وصلت إلى المستشفى، عندما قالوا لها أنها أجهضت..

لم تستمع لباقي كلامهم، بل انسحبت إلى عالم ذعرها..

أجهضت.. يعني خسرت أفضليتها، خسرت ورقتها الرابحة..

صوت ميساء أتى لفكرها تلك اللحظة، يذكرها بما قالته لها مرة..

(.. نصيحة لمصلحتك، لا تتشمتي في بلوى الناس.

يمكن يجيك شي أردى فيوم..)

أترى هل كان هذا ما عنته؟

:

واقف معه في أحد أروقة المستشفى الذي قصداه للتقصي عن حالة لمى، نظر متعب بعدم رضا إلى زوج ابنته جواد. لطالما لم يعجبه ولا يدري لم قبلت لمى الزواج به. لم يعجبه أكثر أنه تأخر في الوصول إلى المستشفى، أن لمى اتصلت به هو تقول أن جواد لم يجب مكالماتها.

سأله، لن يزعج نفسه باللف والدوران: وش مسوي في بنتي عشان تسقط؟!

أجابه بنبرة حيادية: ما سويت شي لها..

لم يصدقه أبدا: الدكاترة يقولون إن فيه عوامل نفسية ضعفتها..!

ليسأله بدوره: وأنا صرت المتهم على طول؟

هتف عندها من غيظه: لمى طلبت مني تقعد في بيتي لما يسمحوا لها بالخروج، ما تبغى تشوف رقعة وجهك! ما راح ترجعلك إلا لما تراضيها بما يناسب قدرها، فاهم يا ولد طلال؟

درس جواد ملامحه قبل أن يقول: يعني أفهم من كلامك إني مطرود..؟

رد هو بالكاد يمنع سموم لسانه من النفث: في ستين جهنم، إفهم اللي تبغى!

أعطاه جواد تعبيرا غير مكترث بالإستئذان قبل أن يخرج، ليترك متعب يغلي في غيظه.

لو كان الأمر بيده ما ترك ابنته في ذمته لحظة.

انتهى البارت..


نداء الحق 21-09-17 01:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والسرور والسعادة على عيونك يالامار وعاشت الايادي على النقل
وعلى عيونك يالفيورا

ياسر وبيان
انكشف المستور وبانت كل الامور المخفية
وتبين ان السبب اتفه من ان يكون سبب يمنع عنهم كل هذا الالم الذي عاشوه
لا لشيء سوى ان كل منهما احتفظ بمشاعره لنفسه
وعاش مأساته

لمى والحقد الذي يمتص روحها وانسانيتها
لن يجعلها تهنئ بيوم واحد ماان احست ان ميساء قد عادت للحياة
واحست ان جواد يبث ميساء دفئا وحبا يضن به عليها
فالسم الذي بروحها قد فتك بها قبل الاخرين
ولكن يجب ان يحذر جواد وميساء منها فهي الان اصبحت اكثر خطرا ومن الممكن ان
تتبع معهم سياسة الارض المحروقة
فتحرق الجميع مادامت قد خسرت المعركة


الف شكر لك ياجميلات الروح

*تاج راسي* 21-09-17 02:28 PM

رووووووعه وابدااااااع تبارك الله بجد روايه جميييييله جددددا جددددا ربي يجازيكي الجنه فيورا العزيزه ربي يسعدك ويوفقك لكل ما يرضيه ويحفظك من السوء واهله مازلت في الجزء التاسع لكن حبيت اشكرك واشكر لامارا الغاليه علي مجهودكم ووقتكم وكل شئ ربي يجازيكم كل خير ويحفظكم ....

أميرة الوفاء 21-09-17 08:44 PM


لمى كل اللي صار معها بسبب حقدها وضغطها على نفسها من غيرتها من ميساء التي تحسنت علاقتها مع جواد ..
وأحست أن حربها ستكون خاسرة وهي ترى تحسن حال جواد منذ عودة الأمور بينه وميساء إلى مجاريها ..
هي الآن فقدت أكثر ما كان يربطها بجواد و وطلب البقاء ببيت والدها ..
فهل يعني أنها انسحبت من حياته ..
أم تريد الابتعاد حتى تخطط جيدا ..

بانتظار القادم ..
وعودة بيان لياسر ..
لأنه فعلا الوقت المناسب ليعوضا بعضهما بعد العذاب الذي عاشاه منذ زواجهما ..
وكل واحد فيهما يعتقد أنه وحده يكن المشاعر للآخر ..
زينة وليث ربي يدوم الفرحة ..
جواد وميساء إن شاء الله تحمل وتكتمل السعادة ..

مشكورة الفيورا على الفصلين الرائعين ..
والشكر موصول للامارا على النقل ..
..

لامارا 22-09-17 02:59 AM

بارت اليوم بيركز على ليث وزينة.. والرواية اللي يكتبها..

22

هذه الأيام، لم يعد ليث يشعر باليأس السخط لرؤية مستند "برج نيرو"، بالخواء التام من الأفكار التي ستضفي الحياة إلى أحداث الرواية الرتيبة.. لا، بدأت فكرة تتشكل في مخليته، تعطيه الأمل أنه ربما، سيستطيع كتابة هذه الرواية في نهاية الأمر!

حبكة "برج نيرو" الأصلية كانت سهلة، كباقي الروايات في سلسلة العملاء.

العميل لؤي يقدم على مهمة إنقاذ لخبير كمياء حيوية تستخدم مجموعة إرهابية آخر اكتشافات فريقه في تطوير نوع جديد من الأسلحة. يجد لؤي نفسه يتجه إلى برج يطلق عليه اسم "نيرو"، مقر المجموعة الأشبه بالحصن في حراسته. وعلى لؤي إنقاذ الخبير وحمايته حتى يستطيعا الهروب.

لم تواجه ليث مشكلة في تخطيط ما ستكون عليه المجموعة الإرهابية في الرواية ولا أهدافها. لم تواجهه مشكلة في تخطيط البرج وفخاخه وشدته. مشكلته كانت في لؤي نفسه، فقد كان مشابها لباقي أبطال السلسلة، بل نسخة أخفت ألقا وبكل صراحة، مملة. لم يجد ليث شيئا مثيرا للاهتمام فيه، لا في عمليته الصرفة، ولا في خلفيته المعدومة.

عندها، فكر في استخدام الخبير كطريقة يُظهر فيها شيئا من شخصية لؤي لم يسمح له إطار الرواية سابقا، ووجد تقدما في ذاك الطريق.

وعندها، فكر فيما قرأه في مدونة زينة
في انتقاد رواياته، عن ضعف العنصر النسوي وقلة مساهمته في الأحداث، إما أن يكون مقتصرا على الجزء الأول أو الأخير.

تساءل ليث.. ماذا لو كان الخبير خبيرة، وماذا لو كانت تلك الخبيرة زوجة العميل لؤي؟

كان ذاك تساؤلا شق طريقا جديدا في الحبكة، وغير من نوع التطور في الشخصيات الذي فكر فيه في البداية.

بكون الخبيرة زوجته، سيكون للؤي شيء على المحك واستثمار شخصي في هذه المهمة. ومن جهة أخرى، سيكون كون زوجها عميلا مفاجأة لها. ربما سيكون تفسيرا لبعض تصرفاته الغريبة؟ كثرة غيابه عنها؟

وكأن قيدا فك عنه، كأنما عقدة حُلت، أخذ ليث يضع جميع الاحتمالات التي يمكن للحبكة وتطور الشخصيات أخذها، ليجد نفسه يميل نحو الاتجاه الشبه فكاهي، اتجاه سيكون غريبا عن باقي الروايات في السلسلة لكن.. ألم يكن يريد التغيير؟ هذه كانت الفرصة المناسبة.

وجد نوع الحبكة التي بدأت تتشكل في المسودة محمسة. من جهة هنالك خطر المجموعة الإرهابية والصراع القائم بينها وبين المنظمات التي تحمي الشعوب منها، ومن جهة أخرى هنالك الطابع الخفيف في لؤي وزوجته.

جرب أن يكتب حوارا بينهما..

(-: توقفي..

-: لماذا؟

-: هذا الممر خالِ بشكل مثير للشبهة.

-: لا يمكن لكل زاوية في هذا البرج أن تكون مفخخة!

التقط لؤي علبة معدنية فارغة ورماها مسافة أمامه، لتُرمى بالرصاص بلا انقطاع.

-: ماذا كنتِ تقولين؟

-: حسنا، حسنا، سألتزم الصمت..)


أعجبه وبشدة هذا المسار.

"لقيتها.. أخيرا لقيتها!"

وعلى الفور، بدأ ليث يكتب.

:

هذه الأيام، بدأ ليث يتصرف بغرابة. عدى الخروج للصلاة، بالكاد رأته يخرج من مكتبه. أصبح يستيقظ وينام في أوقات عجيبة من اليوم، وكم من مرة رأته نائما على طاولة مكتبه، أحيانا فوق حاسوبه. تعرف أنه كان مشغولا في روايته لكن.. لم تستطع زينة منع نفسها من القلق.

سألت جود في البداية: عمره صار بذي الحالة؟

ابتسمت جود لها، تخفف عنها قلقها: إيه، إيه. هذي حالة طبيعية عنده كل ما صار له تقدم في الرواية اللي يكتبها، ينسى كل اللي حوله./ استطردت بعد لحظة تفكير: من يوم زواجكم ما جاته الحالة ذي..

حسنا، لا تستطيع إخباره بأن يتوقف عن الكتابة فهي مصدر رزقه، لكنها لن تقف مكتوفة اليدين تراقب وهو يقود نفسه إلى الإجهاد الممرض.

كان مكتب ليث عكس مكتبته، فبينما كانت مكتبته مؤثثة مليئة بالكتب، توحي بالدفء والرحابة، كان مكتبه مساحة خالية باردة، بالكاد مؤثثة.

أحضرت معها الغداء لأنه نسيه مرة أخرى. سرها أنه التفت بعيدا عن حاسوبه حال دخولها، ينهض ليأخذ الصينية عنها ويضعها على طاولة المكتب، يعاتبها بحنو: وراه مكلفة نفسك تجيبلي غدا؟ مصيري بنزل..

سألته بتحدي: ومتى بتنزل، في نص الليل؟/ تنهدت بمبالغة، تمثل الغيظ: بديت أغار من روايتك هذي، ما عدت أشوفك بسبتها.

ضحك هو بخفة، نبرة الاعتذار واضحة في صوته: معليش، معليش.. أدري إن حقك علي، بس وش أسوي؟ من زمان ما حسيت بذا الحماس للكتابة.

قالت وفضولها نحو ما ستكون عليه روايته القادمة يزداد: شوقتني أقراها.

حرك حاجبيه بتسلي: مو اللحين، لما أوصل لنقطة معينة بخليك تقريها وتحكمي عليها. بس بقولك تلميح، أشياء قاعد أركز عليها.. تتذكرين وش اللي كتبتيه في مدونتك عني؟ نقاط ضعفي وقوتي؟

كررت بشيء من عدم التصديق والحرج: مدونتي..؟

ليبتسم لها بدفء غامر: ليش متفاجأة؟ مدونتك بجد ساعدتني و قلتلك ذا الكلام قبل. كنتي مصدر إلهام كبير بالنسبة لي، الشخص اللي دوم كنت أحتاجه جنبي..

لطالما كان لدى ليث طريقة في الكلام تُشعرها أنها تسوى العالم بأسره، ولم تكن هذه المرة مختلفة.

:

رفع حاجبه باستغراب عندما انتبه لحركة ورأى زينة تجلس على طرف طاولة مكتبه، النعاس الشديد مرتسم بوضوح على ملامحها.

نظر ليث إلى الساعة ليراها الثانية بعد منتصف الليل: ليه صاحية للحين؟

لترد زينة عليه السؤال: وليه إنت صاحي لساتك؟

أشار إلى حاسوبه: بخلص هذي الجزئية وبنام..

لتهز كتفا بأريحية وتقول: وأنا بستناك لين تخلص..

اعترض: زينة..

لتصر: اعتبرني مو موجودة.

كان سهلا عليها قول ذلك، فليست هي من كان انتباهه مشتتا بحضورها. لم يستطع تجاهل إمارات النعاس البادية فيها ومكافحتها النوم في جلوسها.. عرف أن هذا كان من أجله، لأنه لم ينم سوى ساعتين في يومين..

تنهد وحفظ تقدمه قبل أن يطفئ حاسوبه، يتقدم إليها ويبتسم بحب لأنها لم تنتبه لحركته في خضم نعاسها: يلا يا الزين، خلينا ننام..

عندها فقط أفاقت من غفلتها، لتسأله: خلصت؟

لم يصل إلى النقطة التي يريدها هذه الليلة لكن..: إيه خلصت..

:

كان صعبا، مكافحة عادات ليث الغريبة في كتابته، لكنها وصلت إلى فهم تام لها بعد جهد. مرت أسابيع قبل أن يستدعيها ليث إلى مكتبه، يطلب منها الجلوس لتقرأ المستند المعروض أمامها في شاشة حاسوبه..

استوقفها العنوان: برج نيرو..؟ نيرو، مو الكلمة ذي لاتينية؟ على ما أظن معناها "أسود"، صح؟

ابتسم ليث برضا: إيه، صح عليك.. تعرفين للغة ذيك ولا..؟

هزت رأسها بــلا: شفت الكلمة ذي في فيلم وثائقي. حدي الإنجلش وشوي إيطالي..

أكملت القراءة بعد تلك الوقفة، لتجد انتباهها مشدودا من السطور الأولى.

بدأت أحداث الرواية بتلقي البطل لؤي لمكالمة من رئيس المنظمة التي يعمل لديها، يخبره أن لديه مهمة إنقاذ. يرفض لؤي المهمة قائلا أنه لن يقبل بأي مهمة جديدة حتى يستطيع استعادة زوجته غيداء المفقودة منذ أسابيع، ليرد الرئيس أنه سيعطيه معلومات عن مكان زوجته بشرط موافقته. يقبل لؤي على مضض، ليُعطى تقريرا مفصلا عن المهمة.

منظمة إرهابية اختطفت أحد الخبراء في الكيمياء الحيوية ليستخدموا آخر اكتشافات الفريق الذي تنتمي إليه في تطوير نوع جديد من الأسلحة لهم، وعلى لؤي إنقاذها من مقر المجموعة التي هي محتجزة فيه، برج نيرو الواقع في جزيرة معزولة وسط المحيط الهادي.

كانت صدمة للؤي اكتشاف أن الخبيرة المخطوفة لم تكن سوى زوجته المفقودة غيداء.

ما تبع بعدها هو سلسلة من الأحداث التي أودت بلؤي وغيداء بالتعاون للهروب من البرج المليء بالفخاخ، وأيضا حل المشكلات القائمة بينهما وتغيير النظرة التي كانا يحملانها عن أحدهما الآخر، في قالب فكاهي ساخر مغاير لما عرفته من هذه السلسلة. لكن برأيها، ذلك الطابع كان موطن قوة كتابة ليث الأكبر، وكان مؤسفا أنه لا يستخدمه في أغلب رواياته.

وجدت زينة نفسها تبتسم وتضحك في كثير من اللحظات، ومرات أخرى تجد أعصابها مشدودة وتقلق من عدم قدرة الأبطال على الإفلات، فكم من مرة أنهى ليث رواية بموت البطل الرئيسي؟

بتطوير ليث لشخصية البطلين بهذه الطريقة الواقعية المحببة، جعل القارئ يهتم وبشدة لما ستؤول بهما الحال ويستثمر وقتا وعاطفة في الأحداث. كانت بكامل الاندماج إلى درجة أنها لم تدرك وصولها إلى نهاية ما كتبه ليث في المستند، حتى رأت تلك المساحة الخالية في الأسفل.

التفتت إليه على الفور: قول إن النهاية بتكون سعيدة.

بدا على ليث الانتصار: بتعرفي لما أخلص.. عدا عن ذا، وش رأيك؟

أخذت لحظة للتفكير، تستجمع أفكارها: عجبتني كثير.. يمكن بدري أقولها، بس أظن هذي الرواية بتغلب "حارة الرضيعة" كأفضل رواية لك بالنسبة لي.. لكن../ قطبت حاجبيها بشيء من التوجس: متأكد من هذا المسار؟ لأنه مرة مختلف عن باقي السلسلة..

بدت الثقة والأريحية واضحة في ليث، وأدركت أنه كان تام الاقتناع بقراراته: إيه.. طفشت من شواطئ الأمان.

ضحكت لتذكر ما قالته مرة في حصة، وعرفت من أي مصدر أتى بعبارته تلك. نظرت مرة أخرى إلى المسودة، لتتساءل: شخصية غيداء.. مين تذكرني فيه..؟

لم تكن غيداء كباقي الشخصيات النسوية التي كتبها ليث في السابق، لم تكن بأحادية البعد والجوانب، ولم يكن دورها ضئيلا لا يذكر. تستطيع القول حتى أن ليث أولى لها اهتماما يماثل الاهتمام الذي أعطاه لشخصية لؤي.

عندما سمع تساؤلها، بدا ليث كأنه يمنع نفسه من الضحك.

انتهى البارت..



فيتامين سي 22-09-17 08:18 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله الفيورا قرأت الثلاث بارتات الأخيره ورى بعض
روووووعه أسلوبك حلو بسيط ممتع تسلم يمينك
البارت الأخير بارت زينه وليث
الإثنين ماشاء الله عليهم تفاهم عجيب بينهم كل واحد
وجد نصفه الآخر وإنعكس الوضع على عمل ليث للأفضل
وعلى جود ونوف الله لا يغير عليهم
ربي يسعدك حبيبتي مثل ماتسعديننا بسطورك المميزه

شكرا لموره على النقل المميز لاخلا ولا عدم منك يارب

*تاج راسي* 22-09-17 08:19 AM

جزيتي الفردوس غاليتي بجد روايه فوووووق كلمه روووووعه تبارك الله جميييييله جددددا ربي يسعدك ويحفظك من السوء واهله ...جزيتم الفردوس غالياتي لامارا وفيتامين ربي يحفظكم ويسعدكم ...لكم جميعا فاخر الشكر والتقدير علي ما تبذلوه من وقت وجهد ربي يرفع قدركم ...بانتظارك بكل شووووق ...


الساعة الآن 11:42 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.