آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-17, 04:04 AM   #121

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمان الرحيم

التنزيل كل يوم أحد صباحا باذن الله



الفصل الثاني




إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير ما لم يكن للناس فيه خير .... الامام مالك بن أنس.







[IMG][/IMG]

بيت آل طالب ......


للمرة التي لا تعلم كم، تمسك يد أختها بحنو تطلب منها الصفح، بعد أن رفضت الأخيرة جميع محاولاتها الحثيثة، لكنها لن تكون حق ان سئمت او ملت قبل ان تحصل على مبتغاها. رمقتها رواح بتأمل ساهم، و هي تسترجع كل ذكرياتها عن أختها الوحيدة، غريبة حقا هي بصفاتها الأغرب. ساذجة لحد البلاهة، حتى أن رواح تظنها في بعض الأحيان مدعية للبلاهة، كما تتعمد الغباء أيضا، كأنها رافضة لفهم الواقع البشع، و في مثل تلك اللحظات بالذات، ترى في شقيقتها الغُربة التي تتمثل في شخصها، أجل، غربة بين أناس تنتسب إليهم و لا تنتمي إليهم، غربة بين مجتمع يدعي قِيماً لا يقوم بها، يعتنق ديناً يترك بعضه أو أغلبه، لتصير حال الأمة سرا معلنا ، أو سياسة المسكوت عنه. تنهدت رواح بضجر، فمن بين صفاتها الغريبة إصرارها العجيب لتحقيق ما تؤمن به، (حسنا ...يا الهي حق ...على العموم لن أخبرك بشيء بعد اليوم ...) ...هزت حق كتفيها باستسلام ترد بصدق ...( لم أكن أريد الانصات لكِ عن تلك الاخبار العجيبة ... انت من أجبرتني ... و أصريت علي لأتَبت مقلتي على عينيك كي تتأكدي من تركيزي .... أرجوك سامحيني حبيبتي )... أومأت رواح مؤكدة تقول ( أنت محقة ... أنا المخطئة ...لا مشكلة حق ... لا مشكلة).. لتنهي في سرها بهمس لم يسمعه سواها (كنت بحاجة لمن يسمعني و يشاركني ثقل أفكاري المعذبة ...). تناهت الى أسماعهما صوت مناقشات ما، فأسرعت رواح لتتقصى عن الأمر، عكس حق التي التفتت الى كتبها و هي ترتمي على سريرها، فعادت الأخرى تقول بحنق ..( ألن تأتي معي ؟؟ ...يبدو أنه ياسين يجادله أبي في موضوع ما ... أراهن على أنه الزواج من جديد) ....تبلدت ملامح حق تنظر إليها بتلك الطريقة، حين تتجمد مقلتيها بينما الرموش لا تتوقف عن الرفرفة، لتتنهد رواح بصوت عالي و هي تجدبها بيأس تزمجر...( بحق الله يا حق ...لا وقت لبلاهتك ) .... (يا أبي من فضلك ... سأفكر في الأمر ... لما العجلة ؟؟ ...انه زواج يا أبي... زواااج ...) .... لم يتململ والده من مقعده يرمق ابنه بنظرة من يعلم سريرته، فيتهرب ياسين بنظرات لا تضطرب سوى أمامه،... ( أريد سببا واضحا لعظم اتخاذ قرار كالزواج... ). نطقها بهدوء مستفز و زوجته تراقبهما بترقب ملهوف متأملة في خطة قد تؤمن من خلالها زوجا لابنتها. انضمت اليهم رواح و في يدها اختها بملامح خالية من التعبير، جلستا فحل الصمت ليردف الحاج عبد الله دون أن ترف مقلتيه الى أحد غير ابنه ياسين ...( لازلت أنتظر جوابا... و مقنعا أيضا ...) ... أطرق برأسه يخفي سخطه على فرحة غمرت قلبه ليكدرها والده بعناده، تدخلت زوجة والده تقول بمهادنة مزعومة، ( يا بني هداك الله ... لما لا تُدخل السرور لقلب والدك ...و تستقر .. أليس ابن آل عيسى من عمرك ؟؟ .... زواج...) ...(لن يكتمل !! )... قاطعها بحدة فاجأت الكل باستثناء اثنين، حق المنهمكة في قراءة شريط الأخبار الاقتصادية أسفل الشاشة، ووالده الذي ارتفعت زاوية فمه ببسمة ساخرة، كمن يقر أمرا يعلمه. تهرب منه مجددا وهو يجيب فضول زوجة والدته ... (ابنة الحاج زكريا رفضته ...) ... ردت الحاجة ميمونة بدهشة متبلدة.... (و هل ابن آل عيسى يرفض؟؟ .... لقد سمعت عن دلالها .. لكن لم أعلم أنه وصل لحد هذا السفه ).... تغضنت ملامح ياسين من اهانتها لحبيبة قلبه السرية، لينقبض ذاك القلب و هو يسمع حديث والده البارد المبطن ... (مدللة ... ولو كانت ابنتي لكنت قصصت لسانها قبل ان يكسر كلمة ألقيتها وسط الرجال ..... خسئت من تفعل ذلك ...) ... تنهد بحدة وقام يفر من أمام والده فلا أحد يوثره كما يفعل، و بكل برودة أعصاب. ..... تناظرت رواح مع والدتها بتساؤل لازال متشبث بملامحهما، لتنتفضا على حدة نبرة الحاج عبدالله ....( متى سنتعشى ؟؟ أم أن فضول النساء لم ينتهي جحيمه بعد ؟؟ ..) ... قامتا سريعا من مكانيهما، فنظرت الحاجة ميمونة الى حق المركزة على شاشة التلفاز، وصاحت تلقي عليها سهام غضبها ...( ألم تسمعي والدك ؟؟ ... قومي لتساعدينا ... بلهاء !!...)... رمقتها ابنتها برفض بينما حق قامت من مكانها تبتسم، لا يبدو عليها تلقي الإهانة تهتف وهي تجري للمطبخ ...(لا داعي أمي ... سأجهز الطاولة بنفسي ...) ... التفتت زوجة أبيها الى رواح تهتف بسخط ...( اتبعيها .... ستكسر الأواني تلك الغبية ...أو تحرق الطعام ...).... ( أمي ... لن تفعل ...انها....) ...استنكرت رواح لتقاطعها بحدة مغيظة ...( بلى ستفعل كما أهملتك حتى ....) ...( هل ستأتين بالعشاء اللعين ؟! ...أم اخرج للبحت عنه في مكان آخر؟! ...)... هز صياح زوجها أركان البيت، ففرتا من أمامه بخوف بينما هو يكمل بغضب ....( نساء حمقاوات....لا ينالنا منكن سوى المتاعب و الهم ....).

يتبع ........


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:09 AM   #122

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي




منزل المرابط ...


تقلب شفتيها بتأفف واضح بدون خجل حتى من جدها الماثل أمامها، وجهازه العصبي يستشيط بالحمم البركانية غضبا، من فعلة حفيدته الشنعاء. نقلت ثقل جسدها الرشيق الى رجلها الأخرى، متململة من كعب حذائها الأسود العالي، تنشد نهاية المحاكمة العائلية، لتلجأ الى غرفتها وتزيل عنها الشال الأنيق، وتطلق شعرها الحريري من عقاله، ثم تحرر جسدها من اللباس الساتر المكون من فستنان بلون الكراميل الفاتح، ذو سروال فضفاض تعلوه كنزة بيضاء طويلة، والذي رغم أناقته لم ينل رضى الآنسة المدللة. تعلم أنها تمادت هذه المرة، وقد لا يشفع لها حتى حب والديها، والدها تحديدا. لأن والدتها العزيزة تقف معهم وهي ترتعد خشية من جدها، وليس معارضة لها، فهي ضعيفة أمام حب ابنتها والأخيرة تستغل ذلك بمهارة. .... (يا عديمة الحياء ... جلبت لنفسك ولنا نحن عائلتك الفضيحة .... منحت الأعداء فرصة ليشمتوا بنا ... لكن اللوم ليس عليك... بل على والدك الذي أفرط في تدليلك!! ...) ... لهث الحاج أحمد المرابط من حدة صياحه، فصحته لم تعد تسعف شدته، مع أنه يقف شامخا بجلبابه الأبيض الناصع، والعمامة الملتفة أعلى رأسه صفراء ذهبية، *كالبلغة الرجالية * ’’’ خف تقليدي، منه للرجال والنساء’’’ أسفل رجليه، فاقترب ابنه يحي، الأصغر من الحاج زكريا بسنتين، يسنده وهو يرمق عديمة الحياء بسهام نارية، لو أصابتها لأحرقتها من رأسها لأخمص قدميها. ... (اهدئ أبي ... متى كان حديثنا مع النساء؟؟ ... انتظر والدها ...) .... عاد جدها الى صياحه بغل، وهو يقترب منها. ... (إن لم يفلح هو في تربيتها ... سأعيد أنا تربيتها بنفسي...) ... خرجت عن صمتها أخيرا لتهتف بما صعق الواقفين حولها، فزاد ارتعاد والدتها خوفا، كما ابنة عمها عواطف المنكمشة قرب شقيقها الأكبر مَجيد، ... (لا أسمح لك بإهانة والدي ... ولا بإهانتي ...أنا لست بقرة ربطتموها بساقية لتتحكموا في مصيري .... فلا تتصرفوا كالهمج !!...) ... شهقت والدتها حين رفع الجد كفه ليصفعها، إلا أن يده تجمدت حين هتف ابنه الحاج زكريا مناديا باستنكار مفاجئ ... (أبي !!) ... أسرعت الى أبيها لتتدلل عليه كعادتها، فأشار لها براحة يده لتقف وهو يرمقها بخيبة يقول ببرود ... (اذهبي الى غرفتك وفكري فيما فعلته جيدا ولا تظنني لم أسمع ما قلته ... لقد خيبتي أملي فيك يا صباح ...) ... دمعت مقلتيها من موقف والدها، فهي مهما بلغ بها الدلال والحمق، تحبه هو دون عن الباقي وبشكل هستيري، إلا أن حبها للدكتور غلب على تعقلها، فارتبكت خطأ قد يكلف عائلتها الكثير. التفتت مهرولة تجاه غرفتها تتبعها والدتها وعواطف، بينما الحاج زكريا يقترب من والده يقبل رأسه، ويسحبه للجلوس على الأريكة العصرية وسط بهو المنزل الكبير، فنطق الأخير بسخط وإن لان قليلا ... (لقد أفرطت في تدليلها يا زكريا ... ماذا سنفعل؟؟ ... آل عيسى ذوي كبرياء ...) ... يحن على ولده هو، فالله لم يرزقه أبناء ولم يكن من نصيبه سوى اثنتين، أو لنقل واحدة. لذا يرأف به ولا يلومه على حبه الطاغي لابنته. .... جلس الحاج زكريا قرب والده كما فعلا شقيقه وابنه مَجيد .... (هل حدثك الحاج إبراهيم ؟؟ )... سأل الحاج زكريا، ليجيب والده بقلق ... (لا ... أنا علمت من زوجتك بالصدفة... وهي تجادل ابنتها فيما فعلت). ..... تنهد زكريا براحة يرد وهو يمسح العرق من على جبينه، فالربيع قد نفذت أيامه، وأوشك الصيف على الحلول. ... (جيد إذا لدينا بعض الوقت حتى نفكر جيدا ...). تحدث والده يقول بيقين .... (ابنتك لن تدخل بيتهم ككنة بعد ما فعلت يا بني ... لذا وجب علينا البحث عن حل آخر ....) ... أومأ زكريا بنفس يقين والده فقال مَجيد وقد أتته الفرصة على طبق من فضة ... (ماذا لو عرضنا عليهم شقيقتي بيان ؟؟ ...) ... رمقه يحي بعبوس بينما الاثنان يفكران في الأمر بجدية، فأردف مقنعا ... (بيان لن تعارض ... والنسب يبقا قائما بيننا ...فتجتمع المصالح ....). تنهد الجد قائلا بسهو .... (قد يكون الحل .... لكن ماذا ان رفضوا؟؟ ... فما فعلت صباح ليس بهين ...). ... هز زكريا رأسه بتعب، يقول لينهي الحديث وينزوي بأفكاره، قبل أن يقرر في أمر النسب ذاك. ... (استعد أبي لنقابل الحاج إبراهيم وابنيه في صلاة العشاء ... نعتذر ثم نطلب منهم مهلة لنفكر في الأمر جيدا ... فالانتخابات لازالت بعيدة ...).
الطابق الثاني في غرفة صباح ..... دخلت عليهما الحاجة نعيمة تقول براحة ألانت قسمات وجهها، .... (الحمد لله عدت على خير ....). تحركت صباح منتفضة من على سريرها، ومن خلفها ابنة عمها عواطف، تهتف باهتمام .... (ماذا تقصدين أمي ؟؟ )... ارتمت على السرير تتنهد بتعب وهي ترد ... (سيلتقون مع رجال آل عيسى في المسجد ...) ... وقد يقترحون عليهم عواطف بدلا منكِ ...) ... ابتسمت صباح تلكز ابنة عمها المحمرة، والمتفاجئة كليا ... (اسعدي يا ابنة العم سيحصل ما تريدينه ...) ... (شششش ...) ... همست بها الحاجة نعيمة بتحذير وهي تردف ... (هل جننتِ ؟؟ ... قد يسمعوننا وتنقلب علينا الدنيا ... ثم أنتما بعيدتان كل البعد عن السعادة ... لازالت الخطة في أولها ...قد يكون التحكم في الحاجة إيجة سهل .... لكن أولادها ليسوا أغبياء ....). تأففت صباح وهي ترمي بخصلاتها البنية الى الخلف، تهتف بضجر ... (أي كان أمي .... يجب أن نسرع قبل أن يقرروا أمرا آخر...) .... ثم اقتربت من عواطف الجامدة مكانها، لم تصدق بعد أن أكبر أحلامها على وشك التحقق، تضمها وهي تردف بحالمية خُطت بإصرار ناري ... (فلقد قررت أنا وانتهى .... سنكون كنتين في بيت آل عيسى .... مهما حصل).

يتبع ......


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:12 AM   #123

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي



في صباح اليوم التالي .... بيت آل عيسى ......

تسلل بخفة كي لا يشعر به أحد، وقد استيقظ من نومه قبل موعده اليومي. لكن المكالمة المفاجئة من شقيقه الأصغر شغلت باله فلم يستطع النوم تلك الساعتين بعد الفجر، تقلب على فراشه مفكرا في كل الأسباب التي قد تجعل الطائر الحر يترك العاصمة والجامعة ويعود في تلك الفترة بالذات، وقد اقتربت السنة الدراسية على الانتهاء. لم يفعلها في العطل، يستغل كل حجة متوفرة كي يبتعد عن بيت عائلته ومدينته، عن كل ما يذكره بأب لم ينل منه سوى صورة طفولية خيالية، وقعت بأشد الطرق بشاعة وانكسرت، لتتفتت الى ملايين الشظايا، فيقرر لعق جراحه بعيدا في الجامعة والرحلات اللانهائية. ليقرر العودة الآن، وبهذا الشكل الغامض. نجح في خروجه دون ضجة واستقل سيارته متوجها الى المطار.... طال انتظاره وهو يرمق الوالجين من رحلة العاصمة، حتى ظهر بهيئته المعتادة، بالكاب و .... جحظت مقلتي إبراهيم بجزع، حين لمح العكاز الذي يستند عليه، بسبب كسر في رجله الظاهر من الجبس الأبيض الملتف حوله كما يده اليمنى، أسرع إليه، والدهشة لازالت عالقة بملامحه الرجولية الخشنة، ثم توقف أمامه متفقدا كامل جسده بيديه متمتما بجزع... (ما ... بك ؟؟ ... عيسى!! ... ماذا ؟؟.... كيف ؟؟...) .... أمسكه شقيقه بيده الحرة مطمئنا بمرحه المعتاد .... (لم أمت يا هيمة .... على رسلك ... أنا بخير ...) تأمله للحظة بعد أن ناداه بلقبه الذي لا يتجرأ على مناداته به، سواه ثم سحبه معتصرا إياه بين ذراعيه حتى تأوه. أبعده برقة ثم قال ... (هل أنت بخير ؟؟ )... ولم يمهله ليجيب مردفا ... (وكيف حدث هذا ؟؟). ... رفع كفه وربت على لحيته النامية يجيب باسما ... (السؤال الواحد تلوى الآخر ...أخي أنا بالفعل بخير ...لو رأيت السيارة ستتيقن من ذلك ... بمناسبة السيارة ...) أزال قبعته الكاب وحك أعلى رأسه يردف بحرج ... (لقد تحطمت بالكامل ... أنا آسف أخي ...) ... (على ماذا تتأسف ؟؟... الى الجحيم بالسيارة ... لكن كيف حصل الحادث ولما لم يخبرني أحد؟؟ ...) ... هز عيسى رأسه يقول بمزاح ... (تقصد حراسك المترقبين لي في كل مكان ؟؟.... (لا تعتقد أنني لم أكتشفهم ..سيكون عيب في حقي ... أنا عيسى آل عيسى ...ها؟ ...ها؟؟ ...) تلاعب بحاجبيه الكثين الأسودين، فابتسم إبراهيم رغم ألمه من أجله، ثم أمسك وجهه بين يديه، يقول وهو ناظر الى عينيه رأسا .... (المهم أنك بخير وأمامي .... وأجل ... أنت عيسى آل عيسى .... وان حدث ونسيت يوما .... أعلم جيدا كيف أذكرك .... هيا ....)... سحبه برفق يستطرد يقلد مرحه بعكس داخله الذي يغلي ... (لا تريد اخباري بتفاصيل الحادث ؟؟.... لا بأس ستقضي الساعات القادمة وأنت تخبرهم على أي حال ... فلا واحد منهم سيدعك وشأنك ... استعد لزوبعة في المدينة كلها وليس البيت فقط ...). لم يتحرك من مكانه يتنهد بتعب آسف، فهو على علم بعائلته المُحبة، ناهيك عن فضول أهل المدينة تحت غطاء الواجب والاطمئنان. لكن وقوفه كان ليلفت نظره لمرافقه الذي أهمله في خضم محادثته مع شقيقه ... (أخي أعرفك على صديقي ورفيق دربي ... مُنصف ...) ... نظر الى الشاب قرين شقيقه الذي لا يختلف كثيرا عنه بهيئته الشبابية. سروال من خامة الجينز فضفاض نوعا ما، وتيشرت أسود، عليه بعض الكتابات غير مفهومة بحروف لاتينية، وبالطبع شعر مصفوف تحت قبعة سوداء أو ما يسمى بالكاب، لا يكمن الاختلاف سوى في ملامح وجهيهما، فعيسى ذو وجه ممتلئ و حاجبين كثين أسودين كمقلتيه الغامقتين، و لحيته الخفيفة. أما الآخر فوجهه نحيف والخصلات سواء في لحيته المشذبة، الظاهرة من تحت قبعته، كما الحاجبين المقوسين بتناغم مع مقلتيه الزرقاوين عسلية اللون. مد يده وصافحه بترحيب باسم، وهو يقول بنبرة رجولية هادئة... (مرحبا بك منصف ... آسف على عدم انتباهي ... الأمر برمته فاجأني ...) ... هز رأسه بلا معنى يرد ببشاشة ... (لا مشكلة .... أعذرك ...) ... أمسك بيد شقيقه مساعدا ثم تمتم قبل أن يتحركوا .... (هيا بنا ...).

يتبع ........


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:15 AM   #124

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي








بالقرب من المعهد ...



لم تتململ حق من مكانها تنتظر رفيقتها الوحيدة حفصة، لقد أبكرت في الوصول يومها ذاك، لكنها لا تريد التأخر عن المتحان الأسبوعي، ولأنها لن تجد وقتا كافيا في البيت لتطلع مرة أخيرة على دروسها، فقد آثرت الإبكار والمراجعة بالقرب من المعهد. أنهت ما كانت تفعله وظلت واقفة تنتظر الفتاة الوحيدة التي خالفت المألوف واقتربت منها رويدا، الى أن تقبلت حق صداقتها. لما ؟؟ ولا واحدة منهما تفهم. قد يكون السبب راجع لغموضها هي الأخرى، ولكون حق لا تسأل فهي نعمة الصديقة. حتى أنها لم تعلم أنها متزوجة، إلا بعد أن حدثها يوما رجلا يسأل عن حفصة صديقتها وزوجته هو، حين تأخرت في الحمامات. لن تنسى حق ذلك اليوم لأنها لم ترتح له بالمرة، لكنها لم تسأل واحتفظت بشعورها لنفسها، تحمد الله أن صديقتها لم تسألها عن رأيها في الأمر، بل تجاهلته وكذلك فعلت حق. وتبقى علاقتهما دراسية محضة، لكن برباط خفي متين للغاية. .... قرقرت معدة حق لتذكرها بفراغها فرمت المقهى أمامها في الجهة المقابلة من الشارع بنظرة مترددة، فهي لم يسبق لها أن أكلت خارج البيت من قبل، مع أن شقيقها دائما ما يمدها بالمال من أجل احتياجاتها الشخصية، إلا أنها لا تستعمله سوى بإلحاح أختها رواح حين تجرها جرا الى السوق، وتقتني لها ثيابا أنيقة. سحبت ورقة نقدية من جيب تنورتها تنظر إليها بنفس التردد، لكن صوت معدتها مرة أخرى حسم الأمر وتحركت مسرعة كي لا تتأخر. توترها من أمر تجربه للمرة الأولى، أعماها عن حسابات أخرى كتفقُّد الطريق قبل عبوره، فلم ترى تلك السيارة الرباعية الدفع السوداء القادمة في اتجاهها رأسا، في رمشه عين شعرت بجسدها يُدفع لتقع على إسفلت منتصف الشارع، فتحت عينيها برعب تتلفت باحثة عن حقيبتها والقطعة النقدية متجاهلة جانب خصرها الذي تلقى ضربة من حديد السيارة، تناهى الى أسماعها صوت جوهريا أجش يسأل بقلق .... (هل أنت بخير يا آنسة ؟؟ .... كيف تعبرين الطريق هكذا؟؟ ...أنا أحدثك) ... أردف حين لم تتحدث وهي تلملم أشياءها. في نفس اللحظة وقفت سيارة أخرى من نوع اللوغان زرقاء، ونطق صاحبها بسخرية لا تُظهر مدى بشاعته إلا لمن يعرفه عن قرب، كتلك الغزالة المرتعدة بجانبه .... (صديقتك البلهاء صدمتها سيارة ...) ... شهقت حفصة برعب تلتفت الى الشارع، فهمّت بفتح الباب إلا أن كفها جمدت على قفله، حين أردف بخطورة باردة .... (توقفي ...) ... انتفضت أطرافها وهي تنظر اليه باستعطاف تهمس ... (من فضلك هلا سمحت لي بالذهاب ؟؟...) ... تأمل ارتجاف شفتيها الزهريتين ومقلتيها المتزعزعتين بتمتع سافر، للحظة امتدت حتى ظنت أنه لن يسمح لها بالذهاب، وسيضيع عليها الامتحان و لن تطمئن على صديقتها، لكن يبدو انه مشغول مستعجل و سيعتقها، حين التفت الى المقود يهتف بجمود آمر ... (أخرجي !! ...) .
(أنا أحدثك يا آنسة ...) ... شُلت رجليها وقد أوشكت على البكاء، الناس قد بدأت في التجمهر حولها، لكم تكره أن تكون محط أنظار البشر، لاحظ نظراتها الزائغة دون وجهة محددة فصرخ ليصرف الحشد حولهما ... (كل ينصرف الى عمله ...الآن ... هيا !!) ... تنفست الصعداء حين عادت اشعة الشمس تلامس وجنتيها فطفقت تنفض ملابسها لتسمع نفس النبرة الآمرة ... (انظري اليّ يا فتاة ...) ... رفعت رأسها لمستوى طولها لتلمح كتفين عليهما سترة سوداء ناصعة، تحركت مقلتيها الى القميص الأبيض تحته لتحمر بتلقائية حين لمحت الخصلات البنية لأعلى صدره فأطرقت برأسها حياء. ضم ما بين حاجبيه وهو يسأل تلك الفتاة التي لم تنظر إليه ولا لمرة واحدة، ويظهر عليها الذعر والرغبة في الفرار. أصابته بالرعب حين ظهرت من العدم وبالكاد تحكم في السيارة ولحسن الحظ أن مكابح السيارات الرباعية الدفع قوية، وتنحسر بسهولة بالإضافة لتمهله في السياقة بسبب استغراقه في الحديث. مع ذلك هو متأكد من أنه أصابها برضوض، وكونه أذاها سيؤرقه ويريد الاطمئنان عليها. ... (هل تتألمين ؟؟...) ... بلعت ريقها ثم ردت بإيماءة خفيفة، بعد أن ظنها لن تفعل .... استدارت بجسدها كي ترحل فسأل من جديد دون أن يعلم لما .... (ما اسمك؟؟ ...) ... توقفت مرة أخرى وهي تنظر في كل اتجاه غيره، مترددة في اخباره لكنها تخشاه، فقد يقرر إقامة محضر بحضور الشرطة، وبالتالي ستتأخر عن دروسها... (اسمها حق آل طالب ...) ... نظرا الاثنين الى المهلة عليهما فابتسمت حق بسرور وهي تتأبط ذراعها، استغرب فعلتها كما اسمها ليسأل بحيرة ... (أنت شقيقة ياسين آل طالب ؟؟ ...) ... كانت هي من أومأت تلك المرة تُسر رغبة عارمة في الفرار. قلبها يقرع كطبول الحرب من الرعب. نظرت إليه حفصة بريبة من تأمله الغامض لصديقتها، فنطقت بحنق .... (هل يمكننا الذهاب يا سيد؟؟ .... لقد تأخرنا ...). ... هز رأسه فهرولتا كمن يفر من عدو، وهو تابت في مكانه يراقب فرارهما بسهو، أيقظه منه صوت زامور سيارته، تبعه هتاف شقيقه الضّجِر .... (هيمة !!.... ألن نغادر ؟؟؟ ...). عاد يفتح باب سيارته وذكرى واحدة تلف سراديب عقله الماضية... (السكاكر الملونة .... وخصوصا الحمراء ....).
غير بعيد عنهما حفصة تهمس بقلق ... (هل أنت بخير؟؟ ... هل تتألمين ؟؟؟) ... رمقتها حق بغرابة فلأول مرة يخوضان في حديث غير الدراسة، لم تكن مستعدة لتغير آخر، يكفيها ما عانته يومها ذاك فأومأت بإيجاز، وهما على عتبة الفصل. تفهمت حفصة كتمانها لكنها أردفت قبل أن تعود لصمتها هي الأخرى ... (لا أظنك قد تعرفت على من صدمك بسيارته .... انه السيد إبراهيم آل عيسى...) ... احتلت مكانها وهي ترمي حق بنظرات فضولية، لم تنفعها بشيء، لأن الأخيرة لم تبدي أي ردة فعل، بل جلست مكانها وسريعا ما اندمجت مع كتبها دون حرف خارج نطاق الدراسة.


يتبع.........


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:18 AM   #125

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي




ثانوية الإمام مالك ....


انطلق جرس الفسحة، وانطلقت معها دقات قلبها بالعدو، ماذا تفعل ؟؟ أين تختبئ ؟؟. تخشاها أجل، انها مخيفة مجنونة في انتقامها (سامحك الله يا حق ...) ... همست بها رواح وهي تتلفت حولها بخوف انتفضت حين هتفت صديقة لها .... (ما بك يا فتاة ؟؟ لماذا ترتعدين ... ألن تأتي معنا الى الفسحة ؟؟ ...) ... هزت رأسها بلا معنى وهي ترد ... (لا شيء ... انا تعبة قليلا ...اذهبي انت ...). ... راقبت انصرافها وهي تكمل همسا .... (سأبقى هنا ...على الأقل لا شهود على إهانة أنا متأكدة انها تستعد لها ....). بقيت لحالها في الفصل تفكر في طريقة للفرار عند انتهاء الدوام، وهي تحاول التحكم في ارتعاد أحشاءها. لطالما كانت نجوى زميلتها اللدودة، حتى أنها تظنها تغار منها بعض الأحيان، ابتسمت بسخرية تهمس (حمقاء على ماذا ستغار؟؟ ....) .. تنهدت بقلق تردف حديثها لنفسها (آه ستظنني معجبة بابن آل عيسى وتتخذ منه تحدٍ مرهق لأعصابي أنا .... ففي النهاية أنا المعاقة وليس هي ... وسأصبح أضحوكة) ... تأففت بحزن لتهتز، والمعنية تدخل عليها الفصل بغل تتميز بها ملامحها المتكبرة بطبيعتها، تكمشت رواح على نفسها في مقعدها، والأخرى تميل عليها حتى لفحتها أنفاسها المختلطة بعطرها الفواح. أسدلت رواح جفنيها تشد عليهما منتظرة الصراخ المعتاد، لكنها فاجأتها حين همست ببرود وتهديد ... (افتحي عينيك ... وأسمعيني جيدا ...). أطاعتها وفتحتهما، ثم بلعت ريقها من هول الغضب المتأجج من مقلتيها المظلمتين .... (ما أردتِه لم يحدث ..... ولم تسببي لي مشكلة في البيت ...فكوني لمرة واحدة في حياتك ذكية وابتعدي عني .... إلا عيسى ....). ... قلصت المسافة المعدومة بينهما حتى كاد أنفيهما أن يتلامسان، ثم استطردت بتهديد أشد .... (عيسى خط أحمر .... إلا هي الحرب ....) .... استقامت واقفة ثم قالت بشكل مهين، متهكم، وهي ترمق رجلها المصابة، قبل أن تنصرف بعجرفة .... (لا أظنك ندا لي ...ولن تجعلي نفسك محط سخرية الناس ...). لم تكن تعلم أنها تكتم أنفاسها الا حين زفرت بشدة تحمد الله أنها اكتفت بتهديدها، ولم تسبب لها فضيحة وسط الثانوية، وهي تسخر من مخاوف نجوى، من هي كي تعتبرها ندا لها وتهديدا، وعلى من؟؟ عيسى آل عيسى، مدلل آل عيسى وأكثرهم غموضا وغيابا. وقد صدق من قال، حرب النساء لا شرف فيها، فبعد أن أمِنت جانبها، مدت رجلها أمامها وأفقدتها توازنها، لتقع على أرض الساحة، وسط أنظار جميع الطلاب والطالبات، أثناء نهاية الدوام. فبدأ الجميع بالضحك وكأن النفوس لا رحمة أو رأفة فيها، فأينكَ يا حُسن الأخلاق ..... وأينكِ يا إنسانية. أحرقت الدموع مقلتيها لكنها أقسمت على عدم البكاء، فهي لن تستعطف شفقة أحد، همت احدى صديقاتها على مساعدتها، فرفضت ثم قامت بتروي حتى فردت قامتها، ولمع التحدي في مقلتيها، لا تعلم كيف أو متى كانت لها تلك الشجاعة، لكنها نظرت رأسا الى مقلتي نجوى الضاحكة بشماتة، ضحكة جمدت على شفتيها، وحسها الماكر يُترجم لها النظرة المتحدية الى جملة مشهورة واضحة كالشمس .... البادي أظلم.


يتبع ......


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:19 AM   #126

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[QUOTE=mouna latifi]


منزل آل عيسى ....

(أمي .... أقسم برب العزة أنا بخير .....). ..... نطقها عيسى باختناق من بين ذراعي والدته الهلعة، التي لم تسمح له بتحية أحد من عائلته الملمومة حولهم على إثر صرختها، وهي ترى فلذة كبدها ومدللها بتلك الحالة التي يرثى لها، ومنذ تلك اللحظة تتشبث به بين ذراعيها كما لو عاد رضيعا. تطلع إليهم من مكانه فلمح ضحكاتهم المكبوتة بمشقة، فشخر بضجر ليسحبه جده باسما وقد تجاوز صدمته هو الآخر بفعل المشهد المضحك، فاضطرت الحاجة إيجّة لتُرخي يديها وتسمح لحماها بضمه. ... (حمدا لله على سلامتك بني ... اشتقت اليك أيها الصبي ...). ...انفجر مُنصف ضاحكا، وعيسى يرد بحنق لَيّن .... (صبي ؟؟!! ...جدي ؟؟ ... هل أنت جاد؟؟ ...) ... اتسعت بسمة الجد وهو يربت على لحية حفيده النامية، قائلا بغموض ... (لحيتك هذه لن تقنعني بنضوجك ...). تمعن في ملامح جده العزيزة على قلبه ليكتشف أن السنوات قد حفرت معالمها في بشرته القمحية، دون أن تنال من هيبته وشموخه. ... (ألن تسلم على أيها الطائر الحُر ؟؟ ...) .... التفت عيسى الى شقيقه إسماعيل مستسلما لحضنه هو الآخر، ثم رفع كفه متنهدا بتعب يهتف بتحذير ... (أريد الجلوس من فضلكم ...أنا تعبت ...). اقتربت منه والدته تقول باهتمام وهي تضمه من جديد ... (لا ... بل ستتسطح على سريرك وأجلب لك الطعام .... يجب أن تأكل جيدا كي ستستعيد عافيتك ....) .... نظر إليهم مستنجدا فقال إبراهيم مؤكدا... (أمي محقة ... الراحة والطعام الجيد ....) ... ليضيف إسماعيل غامزا وهو يشير بيده في الهواء ... (لتحلق في سماء حريتك سريعا ...) ... هتفت والدته بسخط وهي تسحبه الى الطابق الثاني، حيث غرف نومهم ... (لا قدرالله... من سيمح له بالمغادرة بعد ما حدث ؟؟ ..) ... (أمي؟؟!!) ...ضحك منصف بصخب لم يعد قادرا على كتمانه، لتنحسر بعد ان اقترب منه إبراهيم متسائل بنبرة هادئة خافتة نوعا ما... (ماذا حدث منصف ؟؟ ... رئيس الحرس أخبرني أنه تسلل منهم ولا يعلمون شيئا عن الحادث ...). ... ضم شفتيه فظهرت غمازة تتوارى خلف لحيته الشقراء بحياء، ثم نطق بأسف قلق ... (أنا أيضا لا أعلم شيئا... تركته نائما في غرفته لأستيقظ فجرا على رنين هاتفي.... أخبرني ممرض ما في المشفى، أن صديقي تعرض لحادث ولم يمدهم سوى برقم هاتفي... حاولت الاستعلام منه لكن عبث لا أكثر مما أخبرك به ....) .... تطلعت اليه زوجين من المقل البنية، وواحدة مظلمة كصديقه، ليكتشف أنه رغم الشبه الواضح بين إبراهيم وجده، إلا أن الوحيد الذي ورث اللون الأسود سواء في العينين أو الشعر هو عيسى. تحدث إبراهيم قاصدا إسماعيل ... (أنا سأغادر .... حاول استدراجه إسماعيل ... أريد تفاصيل عما حدث .... من جهتي قد أرسلت محقق وسنرى ...) . انسحب إسماعيل مشيرا لمنصف كي يدله الى مكان الغرف، في حين قال الجد لحفيده وسَمِيه بقلق .... (أنا مشغول البال بني ...). قطب إبراهيم بحيرة مستشعرا الهم على كتفيه الهرمين، مهما ادعى من قوة فأسرع ليطمئنه كعادته .... (لا تقلق جدي ...سيكون بخير ... أنا) .... هز جده رأسه من تحت العمامة البيضاء قاطعا ... (ليس فقط شقيقك ...بل كل شيء ...أشعر بان الأمور كلها تتسرب من تحت أيدينا ...و أن الخطوة القادمة غير محسوب لها جيدا ..... لقاء الأمس برجال المرابط...) ...اقترب منه إبراهيم ممسكا بذراعه برفق يسأل باهتمام .... (هل تثق بي جدي ؟؟) ... هتف بثقة ... (طبعا بني ...أنا فقط...) .... (اذن ثق بي ...أنا لن أتزوج من بيت المرابط ...ولا يهمني اقتراحهم ...في المستقبل يا جدي ...اسمعني جيدا واعرني انتباهك ...) .... استولى على جميع ذرات أفكاره وهو يردف بيقين لا يتزعزع... (بإذن الله .... في المستقبل سيكون على عائلة المرابط القلق بشأن اصلاح علاقتهم بنا والسعي للفوز بنسبنا.... لذا دعهم يبحثون عن حل غير زواجي أنا من عواطف تلك ... أو زواج أخي من ابنة الحاج زكريا...) ... انشرح صدر الحاج إبراهيم وشع الفخر من مقلتيه فقال بحنو... (لما لا تبقى اليوم من أجل شقيقك ؟؟ ...) .. قبل اعلى عمامته، و استدار بجسده منسحب، وهو يقول بمزاح لكن ذو مغزى ..... (لا أستطيع ... يجب أن اطمئن على سير العمل ... ماذا أفعل ان لم أحظى بمدير للمصنع كالذي لدى الحاج زكريا .... شاب بارع وأمين .... في أمان الله جدي ...). قطب بحيرة وهو يتمتم بسهو يحاول النفاذ الى عمق كلماته، فذكر صديق الطفولة في تلك اللحظة بالذات ليست مصادفة أبدا. لكنه يثق به وسيكون خلف ظهره كما يشاء ويتمنى ... (استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه).


يتبع .....



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 17-09-17 الساعة 04:53 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:22 AM   #127

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي



بيت آل طالب....

أنهى الحاج عبد الله الشاي فقام يقول وهو يسوي جلبابه استعدادا للخروج.... (أنا ذاهب مع بعض الرجال لزيارة بيت آل عيسى ... يقولون أن ابنهم الأصغر تعرض لحادث) ... وقع فك رواح بدهشة، ووالدتها تهتف باهتمام ... (لم أعلم بالأمر .... متى حدث هذا ؟؟) ... نظر اليها بسخط ممتعض وهو يجيب... (لما ؟؟ هل أنت محطة أخبار المدينة؟؟ كي يصب لديك كل ما يحدث ؟؟) .... ضمت شفتيها بحنق، وهو يردف بنفس السخط وقد أسبغ عليه التجاهل ... (أين حق ؟؟ أنا لم أرها اليوم؟؟) ... لم تجبه رواح المستغرقة في عالم أفكارها، فردت الأخرى بانزعاج ... (نائمة .... منذ عودتها من مدرستها و هي نائمة ... تلك البلها...) ... (أنا ذاهب!! ..).. قاطع اهانتها بحدة وخرج ...
استقامت هي الأخرى بلهفة تقول لابنتها ... (وضبي المائدة وأيقظي البلهاء أختك لتغسل المواعين .... أنا ذاهبة لزيارة آل عيسى ...) ... (انتظري أمي ... خديني معك ...)... جمدت مكانها و استدارت ترمقها بعُجب، فرواح في حياتها لم تقبل مرافقتها الى أي جمْع نسائي، ودائما ما تتحجج بإعاقتها. (هل أنت جادة؟؟ ...). رفعت أنظارها بتصميم وقالت بتحدٍّ شع من مقلتيها البنيتين ... (أجل سآتي معك ... سأجهز نفسي و أعود ...). ... هزت والدتها كتفيها استسلاما، ثم هتفت كي تسمعها بعد ان ابتعدت عنها ... (أيقظي البلهاء في طريقك ... وأخبريها أننا خارجتان ...).
......................................


مصنع المرابط ...

مستغرقا في عمله لا يشعر بالعالم من حوله، تسلل عطر يشعره بكامل حواسه، لينتشله من ضياعه وهو يرفع رأسه من على أوراقه كي يتـأكد من صحة أوهامه المهلكة... (مرحبا سيد ياسين ...أنا آسفة لأنني دخلت من دون اذن .... لكنني لم أجد مساعدك في الخارج ...). شُلت أطرافه على نفس هيئته، وهو ممسك بالملف بين يديه مائل على مرفقيه يستند بهما على سطح المكتب، ووجهه للأعلى ينظر الى ضالته البعيدة المنال، يحسب نفسه في حلم أو خيال مهووس جراء تعبه. (سيد ياسين ...هل انت بخير؟ ...) ... ساورها الارتباك المعتاد في حضرته، تجهل سبب توترها من نظراته الغامضة كلما حدث وجمعهما موقف ما، وكأنه يحكي قصصا لا تفهمها أو يشكو بكلمات مبهمة، وهو يرمقها بطريقة لم يسبق أن رمقها بها أحد غيره. تنحنح وهو يرمي بالملف ثم استقاما واقفا يقول بعد ان استجمع نفسه المبعثرة .... (مرحبا آنسة صباح ... أنا بخير الحمد لله .... بما أخدمك؟؟). ... وها هي تلك الرعشة من جديد حين يشرع في التحدث، نبرة صوته وهو يحدثها لا تشبه الأخرى وهو يحدث والدها باحترام، أو حين يلقي بأوامره بهدوء لكن حازم. نفضت رأسها ثم سألت عما يشغلها ... (أريد أبي ... لم أجده في المكتب ولا المصنع ...) ... لاحظت ذالك الانزعاج الطفيف الذي حل كضيف غير مرغوب به على ملامحه البيضاء، بعكس أغلب بني مدينتها دوي البشرة القمحية المُسمرّة من أثر الشمس الساطعة باستمرار... (ذهب في زيارة لبيت آل عيسى .... ابنهم الأصغر تعرض لحادث ...) ... وكما كان يخشى استولى الأمر على اهتمامها كليا، تهتف بسرعة وهي تستدير مغادرة ... (شكرا لك ...استأذنك ...). راقب انصرافها بغيرة تنهش أحشائه فارتمى على مقعده الذي استقبل ثقل جسده برحابة، متمتا بخفوت حارق ... (متى ستشعرين بي يا صباح ...متى ؟؟).

يتبع .....


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:24 AM   #128

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]

بيت آل عيسى ....

(ما هذا يا رجل ؟؟ )... سأل منصف بدهشة مراقبان هو وصديقه من شرفته، الحشود الداخلة والخارجة من بيتهم، يحمدان الله ان والدته تخبر الناس بتعبه وعدم قدرته على استقبالهم بنفسه. ...(انها العادة في مدينتي يا صديقي ...). نطقها بسخرية حيرت منصف الذي استفسر بفضول ... (لا أظنك تحب تلك العادة يا عيسى ...). هز رأسه بلا معنى وهو يجيب ... (إنسى ...) ... ضم يديه الى صدره مسندا جسده الى حاجز الشرفة قائلا ببسمة غامضة، ونبرة ذات معنى ... (لقد كثرت ...’’ إنسى’’ هذه ...يا صديقي ... لم أعد أجد غيرها جوابا من بين شفتيك ....) ... تهرب من تقريره المبطن الى الجانب الآخر، من الشرفة حيث يوجد سلم من حديد مزخرف، يوصل الى الحديقة الخلفية ثم قال .... (هل تعلم أن هذا السّلم كان طريق خروجي ودخولي الى غرفتي في الصغر؟؟) ... ضحك منصف يستجيب لتهربه، غير مستعجل البتة من سبر أغوار صديقه الصدوق، فرغم تعرفه عليه ومعاشرته له لسنتين، كان حريصا على ترك حياته الشخصية بعيدا عن حواراتهما، لم يكن يذكر سوى شقيقيه بإيجاز، وقد اندهش فعليا حين طلب منه مرافقته الى دياره. لم يكن ليقاوم فضوله، في كشف الحياة التي هرب منها عيسى المعروف عنه الشجاعة الى حد التهور بعض الأحيان، لذا ومن دون تردد وافق ورحل برفقته .... (إنْ كان بيت أهلك يعج بالناس هكذا دائما .... فلا ألومك اطلاقا ...) ... أسرع اليه حين لمحه يهم بتسلق الدرج الحديدي، و ساعده نازلا برفقته ... (أجل لطالما كان بيت أهلي يعج بالناس ..... لدرجة لا تطاق في بعض الأحيان ...). أرشده الى المقاعد البلاستكية الملتفة حول طاولة مستديرة من نفس الخامة، تحت أكبر الأشجار المنزوية في تلك الحديقة ثم جلسا ومنصف يقول بمرح مازح ... (فهمت أنك ثري ...لكنني لم أكن أعلم أنك من الأعيان...) ... رفع أحد حاجبيه الكثين كرد يعني به أنه اسْتُفِز، فضحك منصف مرة أخرى، حتى قاطعه عيسى مشيرا الى باب ما، قائلا بحنق مزعوم .... (ذاك باب المطبخ ...اذهب واطلب من الخالة حليمة شاي وبعضا من’’ الزَّمِّيطَة’’ اشتقتها كثيرا ///حلو مكون من المكسرات المطحونة كاللوز والجوز والفول السوداني .... وأنواع من الدقيق والحبوب المحمصة ...يمزج الكل بعسل النحل وزيت الزيتون أو زبدة البقر أو هما معا/// ...). رفع رأسه يتأمل أوراق الشجرة مستمتعا بتلك الأشعة المتسللة بينها، فتسرح ذاكرته الى أخرى ماضية بين أشجار كهذه تماما، ذكرى أسرّت طفولته لينصدم بانكسارها فوق رأسه. تنهد بأسى ثم التفت الى يمينه، حيث تناهت بعض الأصوات النسوية الى سمعه.
(أطلقي يدي !!)... زمجرت رواح بغل وهي تنفض ذراعها من بين براثن نجوى الغاضبة .... (أخبرتك يا غبية ...لا تتحديني !!...). تجاهلت رواح ارتعاد أحشائها وتخصرت ترد ببرود، فمشهد وقوعها وسط زملائها وسخريتهم منها لازال يُشعل النار في صدرها ... (لما ؟؟ ان كنت بالفعل معاقة ناقصة كما تقولين ...مما تخشين ؟؟ ..ها؟؟ ...لما تهتمين بوجودي من عدمه؟؟ ...). للحظة فقط لمحت بعض التردد في مقلتيها، محته بإرادة من حديد وهي تقترب منها قائلة بتشفي ... (كلما ستفعلينه أنك ستستدرين شفقته بإعاقتك .... ليتكرم عليك ببعض الاهتمام ...) ...كاذبة!! ...صاح بها فكرها، بل سينجذب الى شخصيتها البريئة التي يزيدها الحزن في ملامحها الهادئة بهاء، ستلفت نظره كما تفعل دائما رغم عرجها وبساطتها، ثم مع أول كلمة من نبرتها الرقيقة، سيقع صريع الاعجاب بها... ابتسمت بظفر حين لمحت الندى معلق برموشها البنية الكثيفة، فعلمت أنها أصابت الهدف.... (ماذا يحدث هنا ؟؟؟ )... كلتاهما تجمدتا بشكل مضحك بفكين مدلهين ببلاهة، وهو يرمقهما بريبة يحاول الثبات على عكازه. لم يصدق ما يراه حين لمح العدائية التي يتشاجرن بها رغم خفوت صوتيهما، لكن الهواء المشحون حولهما قد طاله في مكانه، لذا أسرع متحاملا على ألمه كي يصل اليهما، خصوصا وان احداهما، الطويلة بسبب كعبها تقترب من الأخرى بنظرات نارية تكاد تأكلها... ما بهما الآن؟؟ لما هما متسمرتان هكذا؟؟ ... (هل رأيتن شبح ؟؟) ... نطقها بسخرية ليتقوس حاجبيه دهشة، والمدعية لشجاعة بينهما رغم ارتعادها الواضح، تجيب بسهو مضحك ... (تماما ... لابد أنه شبح ...). (ماذا؟؟!!) ... تساءل عيسى بجهل، فانتفضت نجوى تمد يدها بابتسامة متكلفة تدرئ بها توترها. .... (لا تهتم بها ...انها غبية ... أنا اسمي نجوى ... مرحبا عيسى) ... استغرب من جرأتها ينظر الى كفها الممددة في اتجاهه، لتلفت الأخرى انتباهه وهي تهتف بشراسة لا تليق بنبرتها المرتجفة ... (أنا لست غبية .... كفى اهانات ... أنتِ لا تطاقين ...). انتقل عيسى بآلية الى التي أخبرته باسمها، كي يرى رد فعلها الذي لم يتأخر، بعد أن نسيت أمر مصافحته ولوحت بيدها في الهواء ... (أنتِ من يدفعني دفعا لإهانتك ... لأنك بالفعل غبية لا تفهمين!!). زمجرت رواح بغل قد بلغ مداه تهتف بحسرة ... (ماذا ان أتيت الى هنا؟؟ ...الجميع هنا .... أنت الأنانية لا تشعرين بأوجاع أحد ...لا ترين سوى ما تريدينه فقط ...) ... شمخت نجوى بتكبر ترد .... (لن تحصلي على شفقتي كما تفعلين مع الكل .... أبدا .... أنا أعرفك جيدا ...مجرد قناع كي تحققي به مآربك ...) ... عضت رواح شفتها السفلى بغيظ، فهمت بالرد لكن وكأن الكلمات انحسرت في جوفها، كما الدموع التي لمعت بها مقلتيها دون أن تسقط. لم يعد المشهد ممتع لعيسى كما كان قبل ثانية فتدخل يقول بمهادنة ... (اهدئا من فضلكما ...) ... تذكرت نجوى وقوفه معهما فانتفضت لتتذكر لما هي هناك من الأساس، لكن الحقد سريعا ما عاد ليطغى، وتصيح من جديد على رواح الساهمة بين أمواج بؤسها. ... (أرأيت ؟؟ ها انت تفسدين كل شيء بغبائك ...) ..... رمقتها مقطبة بحيرة من كلماتها، لتفهم حين انطلق السؤال من فم شخص قد نسيته تماما. ... (ماذا أفسَدت يا آنسة ؟؟... على رسلك أنت تخيفينها ...). تميزت ملامح نجوى غيظا وقد حققت رواح بضعفها مأرب جديدا كما أخبرتها، فقالت الأخيرة بحنق طفولي، تسلل الى نقطة وسط صدره المتألم من الرضوض .... (أنا لست خائفة !!...) ... ابتسم عيسى بمرح فُرض عليه، فضمت نجوى يديها الى صدرها، تتأملهما بنظرات حادة أربكتها لتستطرد بغيظ ... (ما الذي يضحك يا سيد؟؟.... هل تتسلى على حسابنا؟؟ ...). اتحدت أنظارهما عليه، فقال رافعا يده المكسورة بجبيرتها استسلاما ... (هل أنا المخطئ الآن ؟؟) ... هتفت نجوى بغضب من الموقف كله، فخطتها قد فشلت حتى قبل أن تجد فرصتها للتنفيذ ... (ستدفعين الثمن غاليا ... يا رواح .... غاليا) ...ليردا رواح وعيسى في نفس اللحظة معا، هي بتحدٍّ وهو بتساؤل... (هاتِ ما عندك!! ...) ... (ماذا فعَلتْ ؟؟). ... تجاهلت نجوى تحدي رواح، والتفتت الى عيسى ترد بتظلم مزعوم ... (انها ...) ...تدخل منصف المراقب للوضع الغريب منذ مدة، حاملا صينية الشاي بين يديه، ليقاطعهم بعد أن شعر بالتعب من ثقل الصينية ... (هل تريدون الشاي ؟؟) .... لم يلتفت له أحد ونجوى مسترسلة في تمثيلها، بينما رواح تراقبها بعينين جاحظتين صدمة ... (تُمثل الرقة والبراءة فتسبب لي المشاكل دائما ... تتبعني أينما ذهبت ...وتغار مني ...). ... أدار عيسى راسه الى رواح المصدومة بشكل مضحك، بفمها المفغر ومقلتيها تكادان تقفزان من جحريهما، ليسأل بتسلية لم يلحظها سوى صديقه المتململ في مكانه. ... (هل هذا صحيح يا آنسة ؟؟). ... استشاطت أعصابها من الإهانة فهتفت تصب جم غضبها عليه، لا تعلم لما تشعر برغبة في ذلك .... (وأنت ما دخلك؟؟ ...) ...نطقت نجوى مستغلة الوضع (أرأيت أخبرتك .... انها منافقة ...). تجاهل نجوى يقصد الأخرى ليستفزها أكثر ... (ان كنت بالفعل بريئة ...دافعي عن نفسك ...) ابتسمت نجوى بتشفي، فضمت رواح شفتيها ترمقهما بقلب على وشك الانفجار، ولسان ثقل من الظلم ليتدخل منصف مرة أخرى وبنبرة أعلى ... (هل تريدون الشاي ؟؟؟ ...) ... (لا !!!) ... كان ذالك جواب الثلاثة دفعة واحدة، فقال منصف يدعي الخوف ممازحا... (يا إلهي .... أنا آسف .... ما بكم؟؟). لم يُحد عيسى بنظره عن وجه رواح الذي تتوالى عليه المشاعر بين الارتباك والدهشة والغل مع نفحة من الحزن العميق، ليقول بنبرة أصبغ عليها الجدية ... (أظن أنكما لن تعلمانني بسبب عدواتكما .... كما لن تشربا الشاي معنا ... اذن هلا تفضلتما وأخبرتماني على الأقل من أنتما ؟؟...) ... عادت نجوى الى الابتسامة برقة في وجهه، بينما رواح رفعت وجهها تقول قبل أن تعتدل في وقفتها، كي لا يظهر العرج... (عن اذنكم ...) ... لكن للأسف بسبب توترها لاحظه الجميع، لتطلق العنان لدموعها بعد أن غابت عن أنظارهم. ... تحدثت نجوى برقة انكشف ستارها إن كان لعيسى أو منصف الساهمين في المنصرفة بأنفة وقوة لا تليق بضعفها... (أنا حقا تشرفت بمعرفتك .... وحمدا لله على سلامتك ... لقد خفت عليك حين علمت ...لذا أتيت مع عائلتي لنطمئن عليك ...) .... غمزه منصف دون ملاحظتها، فقال عيسى برسمية ... (شكرا لك ... عن اذنك لقد أكثرت من الوقوف ...) ... تنحنحت بحرج ثم تمتمت لهما بتحية منمقة، وهي تستدير دون أن تنسى التمايل في فستانها وبكعب حذائها العالي. ... انفجر منصف بالضحك وهو يضع الشاي على الطاولة ثم قال ... (بنات مدينتك يبدوا عليهن الجنون يا صديقي ...) .... هز عيسى راسه بلا معنى، وهو يريح أطرافه المرهقة، بينما عقله راح في رحلة مع رواح.


يتبع .......



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 17-09-17 الساعة 05:06 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 04:30 AM   #129

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[QUOTE=mouna latifi]


مساء بيت آل عيسى ...

انتظرت السيدة نعيمة برفقة ابنتها صباح وابنة سلفها عواطف، الى أن خرج آخر ضيف كي يستكملن باقي مراحل خطتهن. تمكنت أخيرا من التحدث قاصدة الحاجة إيجة التي عاملتهن بجفاء منذ دخولهن، تقول باعتذار ... (حاجة إيجة ... أرجوك صديقتي لا تغضبي من فعلة ابنتي ...انها ابنتك أيضا .....). حانت منها نظرة الى صباح قبل أن ترد بسخط ... (كذلك اعتبرتها دائما ... قبل أن تكسر بخاطري وترفض ابني ...وَأيُّهُم؟ ...البكري...) ... لكزت ابنتها بخفة فقامت تضم الحاجة إيجة تتوسل برقة مزعومة ... (سامحيني حبيبتي ...أنا لم أرفض الزواج من عائلتك ...بل انه شرف لي ... لكني معجبة بابنك الآخر ... هل يرضيك أن اتزوج برجل وقلبي مشغول بشقيقه ؟؟ ...أجيبيني خالتي ...).. لانت ملامحها قليلا وهي تقول ... (طبعا لا ...لكن ...).. قاطعتها بأن قبلتها على وجنتها، والحاجة نعيمة تتدخل بمكر ... (ستظل ابنتك إيجة ...ونهديك أخرى معها ...أرأيت كم انت غالية لدينا؟؟ ...).. نظرت إيجة الى عواطف المحمرة بحياء فابتسمت بتوتر تقول ... (لقد بلّغني الحاج باقتراح عائلتكم ... أنا أتشرف ببناتكم فأنتِ خير من يعلم بمعزتكم لدي ...لكن الرأي رأي أولادي وجدهم ...ولا أستطيع كسر كلمتهم) ... عبست صباح في وجه والدتها، فقالت الأخيرة لتقنعها. ...(أنت الخير و البركة ...و طبعا لن يستطيعوا كسر قلبك ...أنت والدتهم... إن ألحيتِ عليهم سيقبلون ... فأنت سيدة آل عيسى ...لست بهينة ...)... تعمدت تغدية جانب الغرور في شخصيتها، لتنتفخ أوداجها وهي تقول بثقة ... (بلى أنا والدتهم ... ولن يخيبوا رجائي ..) ...ابتسمن بانتصار، فقامت الحاجة نعيمة مودعة. رافقتهن الحاجة إيجة الى الباب الداخلي للمنزل الكبير، ليلتقين بإبراهيم العائد من عمله، هتفت والدته باسمة تقول برجاء بعد أن لمحت تغضن ملامحه من رؤيتهن ...(بني ... أنت تعرف الحاجة و صباح ...أما هذه الفتاة الجميلة فهي عواطف ...ابنة السيد يحي ...). ... تلبكت عواطف تفرك كفيها ببعضهما، في حين هو لم يرمقها بنظرة واحدة، يتمتم بتحية غير مفهومة لينطلق بعدها داخلا الى المنزل. عادت الحاجة إيجة وهي تدعو ربها أن يستجيب أولادها لأمانيها، فحديث الحاجة نعيمة مهما أُعجبت به وصدقته لحظتها ليس حقيقيا، أولادها ذوي شخصيات قوية ولن يرضخوا لها بسهولة ... (ما معنى وجودهم هنا أمي ؟؟ ...). ...هتف إبراهيم بغضب أعمى، فردت تتمتم بتوتر ... (زيارة أداء واجب بني .... ما بك ؟؟) .... تجمع باقي العائلة على إثر نبرته الحادة رغم هدوئها، وهو يستطرد بسخرية .... (أداء واجب ... أنظري الي أمي ...وأقنعيني ...بأنهن لسن هنا ليقنعنك بترتيبهن الجديد ...وكأننا دمى يحركنها كيف يشأن ...). تلبكت أكثر وهي ترد ... (حشاك بني ...من يستطيع اللعب بك ... انت بكر آل عيسى .... لذا هم متمسكون بنسبنا...). ... بسط إبراهيم يديه مبتسما ببرود، يهتف و الجميع مراقب بصمت ... (هذه البداية ..... هم متمسكون بنا لدرجة أنهم سيزوجونا اثنتين من بناتهم وليست واحدة فقط ...أليس كذلك؟؟). .... مال منصف على صديقه يسأل بهمس ... (ماذا يقصد ؟؟). ... رد عيسى بنفس الهمس ... (لاحقا ...لأنه موضوع له تاريخ ...) ... همس من جديد دون أن يزيح عينيه عن المشهد أمامه ... (هل الجميع في مدينتكم غاضب؟؟) ... لاحت السخرية على جانب ثغره وهو يجيب ... (مرحبا بك ...) ... تدخل الجد مقتربا من حفيده المستشيط، وقد امتزجت حمرة الغضب بالسمرة المكتسبة على وجهه ... يقول بحنو ... (اهدئ بني ...) ... تشجعت حينها والدته لتقول .... (يا حاج .... كلمه أنت ... العائلة متمسكة بنا ... وتعرض علينا بناتها ...أليس هذا صعبا كفاية؟ ... ثم هذا كله من أجل مصلحته كي يضمن نجاحه في ...) ... تلك كانت وجهة خاطئة لأنها أتت بنتائج عكسية، حين هتف إبراهيم بألم ظهر على ملامحه التي تشنجت ... (أنا لا احتاج لأحد كي أنجح .... أنا ناجح بفضل ربي ثم مجهودي أمي ... لذا هم متمسكون بي ... أنت تذلينني هكذا ...يا إلهي لما لا تفهمينني ؟؟...). ..... هم الجميع بالتدخل فرفع يده ليتوقفوا، ثم استطرد بعد أن أعاد الجمود لملامح وجهه الصلبة ... (على العموم ... أنا سأتزوج ...). ... رمقوا تغيره بدهشة فحاول شقيقه الدكتور التدخل، لكنه قاطعه بالتكملة التي لم تخطر لهم لا على بال و لا على خاطر .....
.................................................. ............

بيت آل طالب ....


التفوا حول مائدة العشاء، والشباب الثلاث كل في عالمه. حق صامتة كعادتها، الا أن أفكارها في صخب، من الألم الذي تشعر به في جسدها لا تجرؤ على اخبار أحد، فتفكر في طريقة لتحضر مرهم الرضوض من الصيدلية، لينهرها عقلها البسيط بشدة، فما جلب عليها المشاكل سوى جرأة لم تكن معتادة عليها، فماذا كان سيحدث لو بقيت بالجوع حتى تعود الى بيتها؟؟ ...تنهدت بخفوت في نفس اللحظة التي تنهدت فيها رواح، وهي تعيد المشهد في دماغها مرارا وتكرارا، تحمد الله أن والدتها لم تلاحظ احمرار مقلتيها لاهية عنها بفخامة منزل آل عيسى، فرغم كونهم لا يسكنون القصور بما يناسب ثرائهم، إلا أنهم عوضوا ذلك بتأثيث فخم وعصري لمنزلهم الكبير... عيسى ... تذكرت تسليته على حسابها فاسترسل الشيطان يخيل لها ضحكهم الساخر عليها، بعد أن لمحوا عرجها، جعدت شفتيها غلا وشعرت بكره ناحيتهم جميعا. كرها تسلل الى قلب القابع أمامها لنفس عائلة المعني، بسبب غيرة اجتاحت أحشائه رغما عنه، و نفس الشيطان يستعرض صورا يقحمها في خياله عن تودد حبيبته لأبناء آل عيسى، بل تمادى ليُخيل له مصالحتهم و اتفاقهم على النسب من جديد، فيراها بين أحضان إبراهيم آل عيسى. انتفضوا جميعا باستثناء والدهم المنهمك في الأكل، دون أن يغيب عنه حال عائلته المائل ويقول بتهكم ساخر ... (بسم الله عليكم وحواليكم ... لا تخافوا انه فقط الهاتف ... لن يأكلكم .... اللهم أجرنا ... مجانين !!) ... تفقد ياسين شاشة هاتفه فقرر عدم الإجابة على الرقم المجهول، لكن إلحاح رنينه مرة بعد مرة، أجبره على الرد لتجحظ مقلتيه حين أتته النبرة الواثقة الرزينة عبر الهاتف. استغرب الجميع رد فعله كما حديثه المبهم الرسمي، فصمتوا متابعين له باستثناء حق المطرقة على طبقها تُخفي ملامحها المتألمة. أقفل هاتفه وظل مبحلق في الفراغ أمامه، فسألت زوجة والده بفضول قاتل ... (ما بك ياسين؟؟ هل المكالمة مهمة؟ ...) نظر اليها غير مستوعب، فقال والده بنفس سخريته ... (أجب فضول النساء ...لأنها ستموت ان لم تخبرها ... ستقع صريعة أمامك...) ... عبست بحنق فتنهد ياسين قائلا بغير تصديق ... (انه إبراهيم آل عيسى ....) ... التفت حوله الأنظار متوحدة، من بينهم حق التي قرع قلبها من شدة الخوف، متذكرة الاسم الذي نطقته صديقتها ولم تهتم حينها، ليستطرد ياسين بنفس دهشته .... (طلب مني أن استأذنك لحضورهم في زيارة لنا غدا ...). ... انتبه والده باهتمام يسأل بريبة ... (وما الذي سيحضر عائلة آل عيسى لزيارتنا؟؟ ..) ... رمق حق التي انتفض قلبها رعبا، حتى شعرت ببوادر إغماء وشيك ثم قال ... (النسب يا أبي...) ... (ماذا؟؟!!) ... نطقها الحاج عبد الله باستغراب ودهشة، ليهز ياسين رأسه بتفهم يرد ... (إبراهيم آل عيسى يريد الزواج من شقيقتي حق ...).


انتهى الفصل ....أتمنى ينال رضاكم لأنني تعبت في تحضيره ...
ولا تنسوني من صالح دعائكم .....و طبعا ليكااااااات ...و أنا في انتظار أراكم الشيقة .... استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ......



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 17-09-17 الساعة 05:14 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 05:24 AM   #130

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح سعيد عليكن .....و تقبلن مني أسمى تعابير الحب و الاحترام ....💕💕💕💕🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.