آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أنين الهوَى - الجزء 1 من سلسلة تايري -شرقية زائرة -للكاتبة:ملك على* مكتملة & الروابط* (الكاتـب : ملاك علي - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          عــــيــــنـــاك عــــذابــي ... مكتملة (الكاتـب : dew - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-17, 11:55 PM   #221

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rasha emade مشاهدة المشاركة
آه لو تعلمين كم انا متحمسه لهذه الرواية
أشعر إنى مقبله على وجبة غنية دسمة تغوص فى أعماق النفوس البشرية...
أستبعد تماما أن مادفع إبراهيم لاختيار حق زوجة له تذكره لموضوع السكاكر... الموضوع أكبر من هذا وخصوصا فى هذا الوقت..
مما تصورته من شخصية إبراهيم انه شخص طموح ولكنه غير متسامح وأحيانا لا يتقبل الأمور الطارءة الخارجة عن تخطيطة وتوقعة... لايزال يتحسر لما ضحى به وأولهم التعليم المناسب... حتى تأتى صباح المتهوره ولا تكتفى فقط برفضه ولكنها تفضل أخيه إسماعيل... الأمر ظاهريا يمكن طيه والتسامح به نظرا لانها مدلله مرفهه.. لكن ما انا موقنه منه ان الامر حز فى نفس إبراهيم وأعتقد أنه أوّل الامر أنها فضلت أخيه الطبيب المتعلم عليه هو ذو التعليم المتوسط....
وعلى النقيد تظهر له حق الفتاة الخجول التى لم تستطع حتى أن ترفع عيناها له – لا مثل صباح التى تنظر وتقارن وتفضل - .. والأهم أنه رأى بها ما ينفصه رأى بها الرضا والقناعة ... رأى بها كل ما ينقصه ويتحسر عليه....
ظهر هذا فى بداية لقاءهم عندما شاهدها سعيده مكتفيه بالفتات بل ولاحظت حزنه ورفهت عنه لانها تنعم بالرضا من شعرها لاخمص قدميها خصوصا انه سألها إذا كانت ستتحسر إذا ما أختار ما تتمناه فأجابت بلا عفوية....
هى راضيه بنفسها وقدرها وسعيده بهما... مكتفيه بالمعهد المتوسط وراضيه به ولا تتحسر على الأفضل .. ليست ساخطه على والدها او زوجة والدها لسوء المعامله... بعكسه فهو مازال غير راضى عن ما آل له حاله ويتحسر عمافاته وضحى به... ولانه بنفس طيبة لم يراها بلهاء... ففقط ذوى النفوس المريضة من يسخطون لرؤية هذا الرضا فى عيون أى بشر يسخطون لانهم لم يسعدوا مثل من هم راضون بحالهم...

منتظره الباقى بشوق
🌷🌷🌷رشا الحبيبة أهلا و مرحبا بيك بيننا .... انا جد سعيدة بتعليقك الذي أحسن تفسير الأمور و لازلنا سنفهم الكثير من فصل الغد باذن الله .....و سنكتشف النفوس مع طيات الفصول الاخرى ....اتمنى تكوني دائما حاضرة و اسمع ما آل اليه حماسكن و تحليلكن للمواضيع ... كما يهمني رايكن انتن ان حصل و صادفتن نفس المواقف ....دمت غالية ..... 💕💕💕💕💕


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 01:05 AM   #222

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد صباحكم بكل خير
تسجيل حضور صباحي


الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 01:26 AM   #223

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجميله2 مشاهدة المشاركة
يسعد صباحكم بكل خير
تسجيل حضور صباحي
🌷🌷🌷😅😅😅عيزة اعرف انت منين علشان انا لسا في ليل بتاع السبت ..... مش تريقة يا حبي ....اهلا بيك 🌷🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 02:40 AM   #224

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouna latifi مشاهدة المشاركة
🌷🌷🌷😅😅😅عيزة اعرف انت منين علشان انا لسا في ليل بتاع السبت ..... مش تريقة يا حبي ....اهلا بيك 🌷🌷🌷
صباح الخير بالليل... تعرفي شوفت وجود تعليق لك على الصفحة الرئيسية دخلت قولت ممكن منى نزلت الفصل باعتبار ان الساعة تجاوزت منتصف الليل ونسيت انك في المغرب ولازالتم في ليلة السبت لاجد تعليقك على موضوع التوقيت 😀😉


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 03:26 AM   #225

soso.love
 
الصورة الرمزية soso.love

? العضوٌ??? » 171663
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 210
?  نُقآطِيْ » soso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond reputesoso.love has a reputation beyond repute
افتراضي

راقت لي المقدمة جدا
وشجعتني لتغيير رأيي واكمل الرواية ولكني سأنتظر قليلا حتى تكتمل


soso.love غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكرا ليكي يا غناء الروح على التصميم الجميل
وشكرا لزهرة البيلسان على الفكرة الجميلة





إن تتركوهـا فإنـي لسـت تاركهـا=أو تهجروها فليـت المـوت يلقانـي
عند المصلـى لعلـي تحـت تربتهـا=تحياعظامـي ويغفـو لحـد أكفانـي
غنـوا قصائدكـم للعشـق واحتفلـوا=ما العشق عندي سوى قدسي واوطاني
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 03:30 AM   #226

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رجع عيس مو عارف عن الحرب الطاحنه بين رواح ونجوى ونجوى خايفه منها مع انها على قولتها معاقه لكن بريئه ولفتت انتباه عيسى ...

صباااح للاسف خططك ستفشل وياسين على ناااار .....ومدلله
كمان ولا خايفه من جدها او اعمامها وامها موافقه وراحو يقنعو ايجه
اللي بيهمها اكتر شي مصلحه اولادها

وحق والله انها مو بالدنيا ...وابراهيم ما تسرع بطلبها ؟
والجد هل رح يقبل بخياره يا ترى
فصل رائع رائع ....تسلم الانامل حبيبتي


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 03:34 AM   #227

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم


ملاحظة .... أنا أخطأت في اسم عواطف في الفصل السالف و أسميتها بيان هو مجرد خطأ اعتذر عليه ... يحي له مجيد و عواطف فقط ......شكرا وأترككم مع الفصل الجديد.

الفصل الثالث



ما زهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة ..... الامام مالك بن أنس.







بيت آل عيسى.

(على العموم أنا قررت الزواج) ... اتحدت الأنظار تجاهه مستغربين القرار المفاجئ ليس كليا، لكن بتلك الطريقة، والتوقيت يعتبر غريبا شيئا ما. رغما عنها سألت بلهفة أم وشبح الابتسامة يتشبث بجانب شفتيها ... (حقا يا ولدي؟؟ ... ومن تكون؟؟ )... تلك الثانية التي ضم فيها شفتيه قبل أن يجيب والدته، أعلمت جده أن العروس لن تنال رضاها وموافقتها. (انها ابنة آل طالب .... شقيقها ياسين صديق طفولتي ومدير مصنع المرابط ...) ... حل الصمت للحظة قبل أن تشهق والدته بذعر تهتف ... (أيهما ؟؟ ... البلهاء أم العرجاء؟؟ )... (أمي !!) ... هتف إبراهيم باستنكار لائم، والجميع مستغرق في التفكير وكأنهم يبحثون في ذاكرتهم عن المعنية، باستثناء منصف المبحلق ببلاهة يحاول مجاراة الحوار. (سأتزوج من الكبيرة واسمها حق يا أمي .... اتقي الله في الناس ولا ترميهم بألقاب ...) ... ردت والدته والذهول لازال يعلو وجهها وحديثها .... (استغفر الله يا ولدي ...لكنه ليس لقبا بل الفتاة بله...) ... (أمي!!) ... بدا الاحمرار على وجهه قان، من شدة ما يكبت من غضب لأجل والدته الغير مستوعبة على الاطلاق لما ينويه بكرها. استوى الجد على أحد المقاعد في البهو الكبير لمنزلهم، دون التفوه بحرف واحد، يراقب بصمت متمعن بينما إسماعيل يتقدم مستفسرا برزانة... (أخي ...هل أنت متأكد من قرارك؟؟) ... زفر إبراهيم يجيب بتعب ... (أنت أيضا إسماعيل ... إنها ...) ... قاطعه شقيقه مصححا (أنا أعني رغبتك بالزواج ككل ...) ... هز رأسه يرد بثقة ... (أجل انا واثق ...) ... عادت والدته للهتاف بحنق غير مصدقة ... (هل جننت بني؟؟ ... المدينة ملئا بالفتيات ... لما هي بالذات ؟؟ ... هل تريد فضحي؟؟ أنت تعاقبني لأنني وافقت عائلة المرابط على اقتراحهم؟؟ ....) ... مسح إبراهيم على وجهه يرد بهدوء يُحسد عليه ... (أمي ...أنا قررت قبل أن ادخل مع هذا الباب ...لا علاقة لك بالأمر انه يخصني أنا وحدي...). نطق عيسى بسرورِ من وجد ضالة أضنته حتى فعل ... (أجل ...حق آل طلب ... لقد تذكرتها ... كانت زميلتي طوال سنوات دراستي ...الابتدائي والاعدادي والثانوي .... أجل ...حق البلهاء ... أوووبس!! ...). نظر الى شقيقه المحدق بحدة يستطرد متلبكا ... (آسف! .... آسف! ... الجميع يلقبونها بذلك ... لكن لو سألتني عن رأي هي أبعد ما يكون عن ذلك) .... رمقوه بتركيز في تلك اللحظة، باستثناء والدتهم المنشغلة بصدمتها يُردف بحيرة ... (مجتهدة ... ذكية ... لكن في الدراسة فقط ... لا تختلط بأحد .... صامتة...لا يستهويها أي شيء آخر غير الدراسة ... كانت دوما المفضلة لدى المدرسين ...وتثير حنق زملائها .... بل تثير حنقي انا شخصيا لأنني مهما حاولت من جهد لا أصل لمستواها ... لا أحد فعل ...). غامت مقلتي الجد في تفكير عميق والأم لازلت في هتافها الحانق ... (لا يهمني ... كل ما يهمني هي الفضيحة التي ستلحق بي بين النساء... حين يتهامسن سخرية ... كنتها البلهاء جاءت .... كنتها البلهاء فعلت ...كنتها البلهاء ذهبت .... يا ربي ارحمني ....). زفر إبراهيم بسخط بينما منصف يميل من جديد على صديقه يقول بمرح ... (اذن التي حصلت على المركز الأول فتاة .... يا حبيبي ...ومن كان يتشدق بكونه دائما المتصدر لفصله ؟؟...) ... قلب عيسى شفتيه بتذمر يرد ... (لا تُحسب ... انها آلة ... كنت دائما أشك في كونها انسانا ...) ... ضحك منصف من صديقه يشير إليه قائلا ... (أوووف !! يا رجل حُججك لا تنتهي ...). ... رفع حاجبه الكث الأسود يرد بمرح انتقل إليه (طبعا ...ولن تنتهي) ... التفتا منتفضين على اثر صياح والدته الغاضب ... (أنا لن أقبل بهذا الزواج مهما حدث ... ان رفضت ابنة المرابط فلا مانع لدي ... المدينة بل الدولة بأكملها أمامك ... اختر من تعجبك شرط أن تكون فتاة كاملة لا غبار عليها) ... نظر الجميع الى إبراهيم منتظرين رده الذي تأخر قليلا وهو يتأمل والدته بصمت مريب، ثم قال بنفس الهدوء الذي يخفي الكثير ... (وأنا يا أمي رضاك يهمني ... لذا اختاري بين أمرين ...إما ابنة آل طالب أو لا أحد غيرها ...) ... جحظت مقلتيها تسأل بريبة صادمة ... (ماذا تقصد؟؟) ... ابتسم ببرود يرد (كما فهمتي أمي .... إن لم أتزوج تلك الفتاة ...لن أتزوج غيرها ... لك الخيار يا أمي ... عن اذنكم) .... رمى جده بنظرة غامضة وهو ينصرف، ليُضيّق الأخير مقلتيه قبل أن يستقيم واقفا، ويقترب من كنته هامسا بعتاب ... (تذكري أنه رجلكِ كما تحبين دائما مناداته ... لقد منحك والعائلة الكثير من نفسه التي سلب منها أبوه وبقسوة ... تذكري أنه لم يطلب شيئا لنفسه من قبل ... إعدليها بميزان قلبك .... هل هو أحق أم اجتماعات النسوة الفارغة؟؟ ...). لاحت بسمة نصر على جانب ثغره حين لمح مقلتيها المنطفئتين شفقة وحنانا، على شباب ولدها الضائع، فهل ستكون سبب في ضياع ما تأخر منه ... سحب عيسى منصف يهمس بمرح ساخر وهما منصرفان .... (هيا لقد قُضي الأمر ...وحق البل... أستغفر الله .... أقصد حق آل طالب ستصبح زوجة أخي ...) ... استسلم منصف لجر صديقه مستغربا، وكله إصرارا كي يُشبع فضوله من غموض أهل صديقه. تلفتت حولها فلم تجد سوى الدكتور يبتسم في وجهها فهتفت بحنق ... (هل تعجبك قرارات شقيقك الأكبر؟؟). ... هز رأسه بيأس يرد بهوادة حانية ... (لا يهم إن كان يعجبني .... انها حياته لذا يجب أن يعيشها هو كما يحب ...) ... ضمت شفتيها بحنق، ثم ردت تلوح بيدها أمام وجهه ... (تخبرني بأن لا أتدخل في حياته بذلك الأسلوب الذي تسحر به مجانينك...) ضحك إسماعيل وهو يفعل أكثر شيء يجعلها تستجيب له بطريقة لا تفعلها حتى مع إبراهيم، رجلها القوي الشخصية، ضمها حتى اختفت بين ذراعيه يحتوي جسدها وآلامها ... (أماه حبيبتي ... متأكد أنا من حبك لإبراهيم .... فلا تحزني قلبه ودعيه يسعد كما يسهر على اسعادنا دوما ...) ... صمتت تفكر فيما جرى فانسحب ولدها بعد برهة من ضمها لتهمس لنفسها بمكر ... (أنا لن أخسر أحد أولادي أبدا .... لكنك يا ابنة آل طالب البلهاء ... ستدخلين رغما عني ... وأنا لا أفعل شيئا رغما عني ...) .... ضمت شفتها السفلى مستغرقة في تفكيرها ثم همست تنصرف بحنق... (استغفر الله .... لكن الناس ينادونها بالبلهاء ... لست أنا من لقبها بذلك....).










غرفة إبراهيم...

لم يغير ثيابه بل وقف أمام المرآه الكبيرة في غرفته متأملا قامته الطويلة، ثم ملامح وجهه، ليرتفع بنظراته قليلا الى خصلاته البنية، التي رحمت عذابه المضني بأن ورثت لونها من والدته، ولو كانت حادت الى القتامة لكانت عذابا له ولعائلته، فمهما أخبروه بمدى شبهه بجده يعلم جيدا ما يخفوه أو يتجنبون ذكره. قست نظراته لانعكاسه في المرآة، وكأنه ينظر الى من اتخذت ملامح وجهه شكله في صلابتها وقسوتها، قسوة لم يُفلح في غرسها قعر قلبه الفتي آنذاك، والزمن يشهد حرصه على ذلك، وقد أوشك بالفعل، قبل أن يقلب عليه القدر أمواجه العاتية، فيختفي من حياتهم دون أن يختفي أثره بالكامل. ... (أنت لا تشبهه في شيء يا بني ...) ... أسدل جفنيه متنهدا بعمق ثم التفت الى من يعتبره والده الحقيقي، سنده ورحمة الله المرسلة إليه. جلس على الأريكة في القسم الجانبي لغرفته فجلس جده بجانبه يقول بهدوء وفِهم عميق لشخصيته... (سأعتبرها خطوة محسوبة .... إن أحسنت الرد على سؤال واحد فقط ...) ... أدار رأسه تجاهه منتظرا ليردف بجدية ... (هل تعتبرها بلهاء؟؟ ...) ... غامت عيناه يرمق نقطة وهمية، فيرى الزينة المرسومة في طلاء الحائط أمامه تتحول الى حبات مستديرة ملونة، واحدة فقط حمراء، تجلب معها ذكرى لشربة ماء عذبة وسط صحراء قاحلة. ....(هل سؤالي صعب لهذه الدرجة؟؟..). انتشل نفسه من سراب سهوه والتفت اليه قائلا بجدية ... (إن كان الاجتهاد في الدراسة والخلق الحسن كما الانعزال عن تفاهات النساء بلاهة فأنا أرحب بذالك ... صدقني وددت لو كانت كل نسوة الأرض مثلها ... لكنا ارتحنا من مشاكل عدة ....). ضحك جده حتى ظهرت نواجده، فابتسم إبراهيم رغم كآبة نفسه ... (أنت محق بني ....لكن لا نستطيع العيش من دونهن ...أليس كذلك ؟؟).... تحدث إبراهيم برقة يقول ... (أنت فعلت ... لم تتزوج بعد وفاة جدتي ...) ... تمالك ضحكاته وتحولت البشاشة على وجهه، الى حنان ووله عميق ... (حينما يجد الرجل المرأة التي تملأ قلبه .... يستغني بها عن باقي النساء ... حتى إن لم تعد تشاركه الأنفاس .... وجدّتك هنا) ...أشار الى قلبه يردف بنوع من الحسرة ... (ملائته حتى فاض بحبها ... لكن للأسف لم أعلم بذلك حتى تركتني ... لأكتشف بعدها أن لا امرأة تشبهها ...والأدهى أنني كرهت تجربة البحث عن مثلها ...لذا اكتفيت بذكراها الى أن ألحق بها ...). ربت حفيده على كتفه يهمس بعتاب ... (أطال الله في عمرك جدي ...) ... ابتسم يرد ... (مهما طال يا بني ... نهايته محتومة ...). هز إبراهيم رأسه بتأكيد يائس فأردف جده يوصيه ... (اسمعني بني ...) ... انتبه اليه وهو يستطرد ... (لقد تربينا على قسوة هذه الجبال... لم نتعلم عن المشاعر سوى أنها ضعف ... لذا أتحمل الشيء اليسير من حال والدك ...تركته لجدك رحمه الله فرباه على نفس المنوال ... لكنه لم يكن محظوظا كباقي عميك بسبب الصحبة السيئة التي حامت حوله حين علموا أنه الوحيد الباقي من أبناء آل عيسى بعد أن هاجر أخويه... وسيرث مقعد السلطة كما الثروة ..). احتدت نظرات إبراهيم فأردف جده مفسرا ... (أنا لا أدافع عنه بني ... لكن ما أريد قوله ...أنني ضيعت قسما من عمري في الجفاء الذي تعلمته من والدي وأجدادي... فلم أُسعد المرأة التي أحبتني وأحْسنت معاشرتي ... ولم أعي ذلك إلا حين فقدتها وفقدت أولادي الذين لم أربي فيهم الحنان ليعاملوني به ... أحمد الله أنه منحني فرصة أخرى فيكم ... ولم أضيعها ... لذا بني اسمع نصيحتي ... لا أنكر أمنيتي في أن تعيد أوج العائلة و سمعتها من أجلك أنت قبل نفسي ... لكن لا تتزوج من أجل سلطة أو أي طمع سوى لأمر واحد ...إنشاء أسرة مع فتاة تبادلها المشاعر الطيبة ... لقد أنهيت ما جئت من أجله .... وأنا أساند قراراك مهما كان...). خطى جده مغادرا الغرفة بعد أن ربت على رأسه، فتوقف بجانب الباب حين قال حفيده بغموض ... (جدي !!... اطمئن ... لم أكن لأظلم فتاة من أجل المصالح ...). التفت جده مكملا طريقه يبتسم بسعادة قَلّ ما ناغشت قلبه. أبدل إبراهيم ملابسه وهو يسترجع حديث المحقق حول حادثة أخيه، ويفكر أن جده لن يعجبه ما سمعه أبدا، ويذكر نفسه بوجوب التحدث مع أخيه عيسى قبل اتخاذ قرار. دق باب غرفته فالتفت ليجد والدته تدخل وهي ترمقه بعتاب، ادعى الوجوم وهو يرتمي على سريره فقالت ... (ألن تأكل بني ؟؟ )... تنهد وهو يجيب ممسدا بين عينيه تعبا ... (صدقيني أماه .... رأسي عامر لحد الشبع عن باقي أعضائي الأخرى). رقت عينيها بحنو جارف تهتف وهي تجلس جواره على السرير. ... (ما بك بني؟؟ ... لما أنت مرهق؟؟...). نظر إليها يقول بصدق (الكثير أماه ... الكثير .... أعانني الله عليه ...). ضمت شفتيها برفض يكاد يُلمح، فهي تعلم يقينا أن ولدها لن يبثها شكواه، إن كان لا يفعل مع جده أقرب الناس اليه، لذا غيرت الحديث الى ما جاءت من أجله تقول بهوادة ... (أخبرني يا حبيب أمك... لما تلك الفتاة بالذات؟؟) ... ألقى برأسه الى الخلف يقول بيأس ... (ليس الآن أماه ...من فضلك ...). ارتأت المحاولة من جديد عسى أن تعدله عن رأيه... (يا ولدي ... فكر جيدا ... انها لا تليق بك ... انت في حاجة لفتاة محنكة واعية تجاري منصبك ككبير العائلة، وصاحب أكبر حصة من مصنع آل عيسى .... ضف على ذلك المنصب الذي بإذن الله ستربحه ...). التفت اليها يرد بتهكم ... (ومن تلك التي تناسبني أماه ... ابنة المرابط ؟؟) دافعت رغم السخرية في نبرته ... (بالتأكيد بني فابنة يحي أكملت تعليمها الجامعي ... بل يقولون أكثر من ذلك ...وان لم تعجبك غيرها الكثير ... طبيبات وأستاذات... لما تستقل بنفسك وترضى بفتاة أقصاها المعهد اليتيم في مدينتنا ولم تكمله بعد حتى؟؟ )... لم تلاحظ الألم في مقلتيه والسخرية تنضح من ضحكته الباردة يقول ... (رباه يا أماه ... عنادك أعماك عن حقيقة أنك تهينني مع ابنة آل طالب ...). شهقت فزعة تهتف باستنكار (أنا أهينك!! ... كيف وأنت ولدي الأحب الى قلبي؟؟!! ...). ..... فقال مفسرا سهوها عنما حُرم منه من أجلهم ... (هل نسيت أنني خريج ذلك المعهد اليتيم ؟؟) ... مرت سحابة ادراك ثم ندم عبر مقلتيها وسرعان ما هتفت... (لكنك ابن آل عيسى... وكنت الأول على دفعتك ...) ... ضحك بمرح حقا تلك اللحظة، وهو يحاصرها مشفقا على عقلها الطيب رغم كل زلاتها ..(أمي... انت تناقضين نفسك ...ألم تسمعي عيسى؟؟ ... لقد كانت الأولى على دفعتها كذلك ...لكنها مثلي لم تحظى بفرصة لتكمل في الجامعة ...). همت بالتحدث فقاطعها يندس تحت اللحاف قائلا ... (من فضلك أمي ...أنا تعب وقراري لا رجعة فيه ... تصبحين على خير). ...ضمت تقاسيم وجهها تقول بحنق ... (ستنام باكرا هكذا ؟؟) ... أجابها بهمهمة فقالت من جديد ... (هل أنت متأكد أنك تريد البلهاء زوجة لك ؟؟) ... انتفض مكانه جالسا يقول بحزم منخفض النبرة ... (أماه .... لا تنسي وأنت تقرئين وردك اليومي... حين تصلين للآية الحادية عشر من سورة الحجرات ...بسم الله الرحمان الرحيم... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ... أن تستغفرِ لرب العالمين.). قلبت شفتيها بحنق أقرب لطفولية وهي تهتف بسخط ... (حسنا أنا موافقة ...) ...قوس حاجبيه دهشة يسأل ببلاهة ..(على ماذا؟؟). رمش بجفنيه وهي ترد بنفس السخط (على زواجك من البل... أستغفر الله ...من ابنة آل طالب). ارتخت شفتيه رويداً في ابتسامة متمهلة وهي تكمل ... (في النهاية لا يهمني سوى سعادة أبنائي ...لذا لا مانع لدي على اختيارك ...) ...اقترب منها مقبلا رأسها يهمس بجاب أذنها ... (متأكد من ذلك ... أدامك الله فوق رؤوسنا). لم تستجب له تكتم لهفتها عليه وهي تزم شفتيها، بينما إبراهيم يتناول هاتفه من على المنضدة الجانبية، فقالت مستفسرة ...(ماذا تفعل ؟؟).. رد باسما بمكر.. (سأهاتف ياسين كي يتوقعوا زيارة رجالية غدا بإذن الله ....) ... هتفت ممتعضة ... (بهذه السرعة ؟؟ ...ألم تكن نهما للنوم قبل قليل ؟؟) ... ضحك وهو يطلب الرقم قائلا بمرح غريب عليه ... (أدق الحديد وهو ساخن ... أخشى عليه من نفخك ليبرد) ... استقامت واقفة تهتف وهي مغادرة ... (لا تخف لن يغير رأي سواك فقط .... فلتفعل ما شئت .... لطالما فعلت) ... (ياسين آل طالب ...أنا إبراهيم آل عيسى ...). أقفلت باب غرفته تهمس لنفسها ... (يبدو متحمس للأمر ... هل أحبها بالفعل؟؟ .... يا ليتني أستطيع سبر أغواره كما يفعل جده ... كيف فعَلْتها يا ابنة آل طالب؟؟ ... كيف حصل وأقنعته بالزواج منك دونا عن نساء الأرض ... وأنت البلهاء بين ساكنيها؟؟). زفرت بحنق تستغفر (استغفر الله .... كان ينقصني ذنوبها .... أوووف).


يتبع ............

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 03:39 AM   #228

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي








بيت آل طالب

لم يكد ينهي جملته ليلتفتوا الى التي وقعت على الصحن أمامها ورواح تصيح باسمها ...(حق!!!)، أسرع اليها ياسين يحملها بين يده ليسوي جسدها على الكنبة، يهتف بهلع وهو يربت على وجنتيها ... (حق ...حق ...أنت بخير؟؟ ...أجيبيني حق ...) ... نظر الى الوجوه القلقة من بينهم والده الذي يظهر عليه عدم تجاوز صدمة الخبر، ثم طلب من رواح احضار عطر او قطعة بصل ليعود مستأنفا محاولاته لإيقاظها، تدخلت زوجة أبيه ميمونة لم تفق هي الأخرى من صدمتها .... (يَحِقّ لها الإغماء ... إبراهيم آل عيسى يطلبها لزواج ... يجب أن تموت من الصدمة ليس فقط الاغماء ...) تجمدوا يحدقون بها لتستطرد بنفس دهشتها وكأنها تهدي ... (ماذا ؟؟ .... ألا تعون عظم الأمر؟ ...بِكرُ آل عيسى يطلب جق البلهاء لزواج ...) ...صاح زوجها بسخط وقد نفذ صبره ... (ماذا بك يا امرأة؟؟ هل جننت أخيرا وفقدت كل ذرات عقلك المفقود؟؟ ... أزيحي نفسك من أمامي قبل أن أرتكب فيك جريمة في هذه الليلة الدلماء ...). تنحت جانبا تغمغم ... (ليلة دلماء؟؟ ... يا ليت جميع ليالينا بنفس السواد ...). ... (بماذا تغمغمين يا امرأة؟؟ ...). انتفضت ميمونة تتمتم بخوف ... (أبدا ... كنت أقول لياسين أن يُقرب العطر جيدا من أنفها ...). شخر بعدم رضى فقال ياسين بقلق ... (سأحملها للمشفى إنها لا تفيق...) قطب والده وقد تمالكه نفس القلق لتقول زوجته بسخرية مبطنة ... (لا تخف انه دلع فتيات ... جرب البصل سيوقظها حتما) ... تجاهلها ياسين وهو يحمل شقيقته متوجها الى سيارته، ليتبعه والده ورواح تبكي بصمت. لكزتها والدتها تقول بسخط ... (على ما تبكين ؟؟ حظها من السماء حق ابنة حق ... ستتزوج من أغنى عائلات المدينة ... ومن بكرهم ... عيني عليك أنت ... يا ابنة قلبي ...). نطقتها بشفقة لتجيبها رواح بحزن وخوف صادق على أختها ... (ألم تري شكلها؟؟ ... شاحبة شحوب الأموات...). ...عادت تلكزها في كتفها تهتف بنفس السخط. ... (هل أنت غبية ؟؟ ... تبكين على من تسببت بعاهتك وهي ستتزوج من رجل تحلم به جميع فتيات المدينة؟؟) ... مسحت دموعها ترد بقهر مستنكرة ... (من فضلك أمي ... هي لم تفعل شيئا ... بل العتب عليكم لأنكم أهملتم علاج رجلي ...). ... انسحبت رواح الى غرفتها، بينما والدتها تعضعض شفتها السفلى غِلاّ، تتذكر اليوم الذي كُسرت فيه رجل ابنتها. دارت بها عند العطارين، فالمستوصف الذي كان في المدينة حينها لم يكن به طبيب عظام. أخبرها الذي هناك أن رواح تلزمها عملية لزرع مثبت للعظم يساعده على عودته لمكانه، وتلك العملية لا تقام سوى بالمشافي الكبيرة في احدى المدن الكبرى. ضربت رأسها بحدة تلعن غباءها، فهي السبب في تراجع زوجها عن أخذها الى العاصمة، وياسين لم يكن حاضرا ليُصر على ما يخص الفتاتان كما يفعل دائما، فلم تجد شماعة لفشلها أفضل من حق التي لم تكن حتى برفقتها كما تدعي، بل كانت في المطبخ تغسل المواعين بينما هي مجتمعة مع احدى النسوة، يتجاذبن أطراف الحديث عن القيل والقال، لينتفضن على صوت رواح وهي تصرخ بأعلى صوتها، أسرعن إليها فإذا بها وقعت من على كراسي رصّتها فوق بعضها، كي تصل الى أعلى الخزانة تبحث عن لعبتها الضائعة. جُن جنونها وخشيت من لوم زوجها الحانق طوال الوقت، فلامت ابنته فهي تشعر بحبه لها مهما تجاهل وجودها وذلك يزيد من غيرتها وغيظها. نفخت بضجر تهتف بسخط .... (ستتزوج البلهاء من ابن آل عيسى ... وابنتي أنا ... ماذا سيحل بها ؟؟). وانسحبت هي الأخرى الى غرفتها تتآكلها أفكارها، في التخطيط لما تظنه فيه الصلاح لابنتها.



يتبع...

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 03:52 AM   #229

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي





بيت آل عيسى

(منصف لقد انتصف الليل ... اذهب للنوم) ... ارتمى يجاوره على السرير، يقول بمزاح مرح ... (لن تتخلص مني يا صديقي ... أنا مصر على معرفة قصة عائلتكم ... والآن). رمقه بانزعاج، فضم قسمات وجهه يمثل الاستعطاف بشكل ساخر ... (لا أحب جهلي لما يحدث من حولي .... كالأطرش في الزفة كما يقولون ...). ضحك عيسى فألح عليه يسأل بفضول ... (ما علاقة عائلتكم بعائلة المرابط ؟؟ ... ولما شقيقك رافض لنسبهم؟؟). ... أراح عيسى يده المكسورة جانبه، ليسبح في دهاليز الماضي الغابر يقول بتحذير. ... (لتفهم العلاقة بين عائلتي والمرابط يجب أن أبدأ منذ البداية ...). ... انقلب على بطنه مشيرا الى أذنيه يقول بشكل مضحك، والبسمة المتحمسة ممتدة على شفتيه... (كلّي أذان صاغية....) ... (مدينتنا كانت جبالا مهجورة قبل قرون مضت ... جدي الأكبر من أوائل الناس الذين هاجروا إليها... وكان اسمه عيسى نسبة للنبي عيسى عليه السلام ... فجده الأكبر يقولون عنه من سلالة سيدنا عيسى عليه السلام .... المهم... مَلَكَ جدي الأكبر عيسى الكثير من الأراضي الجبلية.... وأسس لنفسه عائلة امتدت جذورها الى أعماق هذه الأرض .... فنصبته القبيلة التي تكونت بعدها كبيرا عليهم نظرا لأصله العريق وكونه الأقدم بينهم على هذه الجبال ... وهكذا ظلت عائلتنا تتوارث المنصب كما تتوارث الأرض والمال ...). ... صمت قليلا ليتنفس ويريح صدره، فهتف منصف بمقلتين تتقد حماسا ... (وماذا حدث لاحقا؟؟ ...). ... (في عهد الاستعمار ... اكتشف المستعمر مدى غنى هذه الجبال بالمعادن المختلفة كالحديد والزنك وغيرها .... وطبعا لم يستطيعوا سلب الأراضي من والد جدي كما فعل بغيرها.... لأنه ذو نفوذ واسعة كما عُرف بشدته وقوته ... فعرضوا عليه المشروع ليشاركوه ... حصلوا على موافقته لكن بشروط كي يضمن حقه وكذلك فعل .... ككل شيء جديد تنجذب اليه الأعين والمطامع، استقطبت مدينتنا المستثمرين من كل حدب وصوب ... أهمهم كان والد أحمد المرابط .... فهو يُعتبر من سلالة أحد مؤسسي الدولة المرابطة ... ليرثوا منهم الشرف ونُصّبوا كذلك من الأعيان ... أتى بعائلته بعد أن قرر الاستقرار في المدينة الهادئة وذات الهواء النقي والصحي والمستقبل المزهر ... لكن كما يقولون ... كيف تجمع أسدين في قفص واحد؟؟). تحرك منصف جالسا يسأل بجدية يضم ما بين حاجبيه الشقراوان ... (ماذا تقصد ؟؟). ... تحرك عيسى بحذر يريح أعضائه من التنمل قبل أن يجيب ... (انطلقت منافسة صامتة بين عيسى آل عيسى والد جدي.... وزكريا المرابط والد أحمد المرابط .... حيث اشترى الأخير جميع ما استطاع من أراضي لا تنتمي الينا وبكل طرق الاقناع السلمية، لأن أي اجبار منه كان سيلقى من جدي العقاب الشديد ... بعدها حاول كسب ولاء أهل المدينة كي يفوضوه أمرهم لكنهم رفضوه بشدة واختاروا جدي .... الى أن ...). صمت عيسى وقد علا الوجوم وجهه الأسمر، فحثه صديقه بحذر ... (حتى ماذا؟؟) ... طال الصمت لبرهة ليفاجئ منصف من اكمال حديثه بشكل طبيعي ... (تطورت المدينة وأصبح لها مقعدا في البرلمان بعد الاستقلال ... وطبعا كان الجميع متأكد من فوز بكريّ آل عيسى كما العادة .... إلا أنه أحدث فضيحة قلبت موازين ثابتة لقرون ... فقدنا ثقة الناس بنا ولحق بعائلتي الخزي ... ولم تكن عائلة المرابط لتدع الفرصة تطير من يدها ... فترشح بكرهم زكريا المرابط مقابل جدي الذي اضطر ليملأ مكان ابنه .... ولك أن تتصور لمن الغلبة) ... زم منصف شفتيه مفكرا ثم سأل ... (ما هذا الذي فعله ... مممم ... ما اسمه ؟؟ لم تخبرني باسمه...) ... لمح قسوة غلفت مقلتيه المظلمتين، فظهرتا كبلور أسود جامد كجمود نبرة صوته وهو يرد ... (اسمه يونس آل عيسى ... واذهب لنوم منصف لقد تعبت) ... ضيق منصف زرقاوتيه مستشعرا تهربه من السؤال، فغيره لآخر يقول ... (ما لا أفهمه ... لما عائلة المرابط الآن تسعى لنسبكم؟؟). ... غامت مقلتي عيسى بحنو غريب يقول بفخر ... (لأن أخي قدم سنوات شبابه ليعيد للعائلة شرفها ومجدها .... ويبدو أنه على الطريق الصحيح ... لأنه ما إن نوى الترشح هذا العام ... جادله زكريا المرابط يتعلل بانقسام المدينة الى حلفين قد يُنتج شجارات وتعصبات ستؤدي بالمدينة ... لذا حاول إقناعه بإمكانية تخليه هو عن الترشح لو قبل بنسب يجمع العائلتين ....). هز رأسه بتفهم يقول بتقرير... (اذن هو غير متأكد من فوزه ... وفكر في طريقة يُبقي فيها السلطة في إطار عائلته). .... أومأ عيسى يقول باسما بمكر ... (إلا أن مدللة زكريا المرابط قلبت عليهم مائدة المفاوضات ...). ... عاد منصف يقطب بحيرة فاستطرد يقول ... (رفضت أخي إبراهيم ... بحجة أنها تكن مشاعر لأخي إسماعيل ...لذا انتقلوا الى اقتراح آخر ... ابنة شقيق زكريا .... يحي المرابط ...). ... ضحك منصف ساخرا يرد ...(انها فعلا جريئة لتقوم بفعلة كتلك .... لكنه عرض لا يقاوم .... عروسة وأخرى هدية ....) ... ضحك منصف وهو يتلقف الوسادة الصغيرة التي ألقاها عليه عيسى وهو يبتسم مفسرا... (الحاج زكريا المرابط ربى ابنته على الدلال ...فهو ليس من أهل مدينتنا الذين لا يعرفون معنى للمشاعر ... لكن أخي لم يقبل بكل تلك الترهات ... وهو مصمم على اثبات نفسه بنفسه ...انه حقا مثل أجدادي آل عيسى ...) ... حل عليهما الصمت يبدوان غارقان في تفكير عميق، فكان أول من تحدث منصف ينطق بنتيجة وصل اليها .... (بما أن زكريا المرابط والد العروس هو من ترشح حينها اذن نده من عائلتكم ... والدك أم عمك؟؟) ... أجفل عيسى وقد اسود وجهه في لحظة، ليرفع منصف يديه باستسلام معتذر ... (حصلت على جوابي ...آسف ... لن أعيد السؤال مرة أخرى ...). تغضنت ملامح عيسى فأردف منصف بمرح عله ينسيه جرحا غائرا تسبب في فتحه ... (برأيك ماذا سيكون ردهم حين يعلمون بزواج شقيقك؟؟...). لم يتغير مزاج صديقه وهو يرد بوجوم ... (فليفعلوا ما يشاءون .... لا يهمني ولا أظنه يهم شقيقي على الإطلاق ... تصبح على خير منصف أنا تعبت ...). استقام واقفا بتفهم، وانسحب بعد ان ألقى عليه التحية، لم يكد يختفي من أمامه حتى غرق في بحر ذكرياته المؤلمة، إن كانت البعيدة أو القريبة على حد سواء.



.................................................. ........................
المشفى ...

تقدم ياسين بخطوات سريعة تجاه الطبيب وكله نظرات متلهفة قلقلة، رمقه الأخير بعملية وهو يقول ... (اطمئن انها بخير ... لكن كان يجب احضارها للمشفى حين تعرضت لحادث...) تقوس حاجبي ياسين بحيرة مندهش، فاستطرد الطبيب باسما ... (أجل هي لم تخبركم ... لقد صدمتها السيارة فتسببت برضوض جانب بطنها لا شيء خطير إذا عولج في حينه ...) ... تحدث ياسين بشيء من العصبية ... (هل صدمها أحد وهرب؟؟ )... أسرع الطبيب مفندا ... (لا ... لقد سألتها نفس السؤال ...هي من اخبرته أنها بخير ... كانت تخشى على امتحانها .... الفتيات...) ... نطقها بمرح ثم استطرد قبل أن ينسحب. ... (يمكنكم أخذها الى البيت ... فقط القليل من الراحة ....).
(كيف حالك أختي؟ ...). نظرت اليه حق بمقلتين ناعستين تجيب بتعب ... (بخير أخي ...أنا بخير ...). جلس جوارها يهمس بعتاب وقد رق قلبه لضعفها، لكن تبقى تربيتهم اللعينة حاكمة فلا يستطيع لمسها، أو حتى النطق بكلمات التحبب كي يسترضي قلبها ... (لما أخفيتِ أمر الحادث ... لما لم تخبريني حق؟؟). ردت بصدقها المعتاد ... (لقد خفت .... من غضب أبي ...ومن تفويت الامتحان ... أنا آسفة حقا ... لم أرد ازعاجكم ...) ... هز رأسه مشفقا لحالها، يتمنى لو يفهمها أكثر، ليس أنها بلهاء كما يلقبونها، لكنها فعلا مختلفة، يحبها بل يعشقها، لأنها صورة عن والدته التي لم يشبع من نبع حنانها المتدفق بسخاء. يخشى عليها من زمن ليس لأمثالها، تذكر ابن آل عيسى فقال مستغلا غياب والده الذي أعلمه بانتظارهما في السيارة بعد أن اطمأن، يخفي مشاعره كعادته يعتبرها ضعفا. ...(حق؟؟!!) ... فتحت مقلتيها لترمقه تنازع رغبتها في النوم، فاستطرد ... (هل تعرفين إبراهيم آل عيسى؟؟). ... غادرها النوم بغتة واتسعت مقلتيها لتقول بتردد ... (هو من صدمتني سيارته ...) ...عادت اليه دهشته وهو يقول بتقرير ... (هكذا إذن تعرف عليك....). لم تفهم قصده أم لم تهتم فقال يسألها من جديد ... (هل سمعت ما قلته قبل أن يغمى عليك؟؟) ... بلعت ريقها بتوتر وهي تومئ بإيجاب، فقال بجدية ... (اسمعيني حق ... إن كنت رافضة .... سأقف بجانبك حتى ان اضطررت لمواجهة أبي ...) انتفضت مكانها تقول بخوف ... (لا أخي ... أرجوك ...لا تتشاجر مع أبي ...) ... رمقها بحنو وهي تستطرد بيقين مؤمن بربه ... (لا تخف عليّ أخي ... سأستخير ربي ... وهو لن يتركني ... راضية بقدره هو لن يضيعني) .... حقا لا تكف هذه الفتاة عن إدهاشه، وبالفعل هذا الزمن ليس لأمثالها ....
لاحقا في البيت ...
استقبلتهم رواح بقلق بينما والدتها تدعي النوم. اندست رواح تحت اللحاف بجانب أختها على سريرها الصغير، كما تفعل حين تخشى شيئا وقد ارتعد قلبها خشية من فقدان أختها، أرعبها وجهها الشاحب كالأموات. .... (هل أنت بخير؟) ... همست رواح وهي تضمها من ظهرها، فردت حق بنفس همسها (الحمد لله ...) .... لم تستطع تجاهل الأمر فتحدثت من جديد ... (ماذا ستفعلين يا حق؟؟) ...ردت الأخرى بتعب (في ماذا؟؟) .... لتقول رواح بفضول وحيرة .... (زواجك من ابن آل عيسى ...) ... حسبتها نائمة حين تأخرت في الرد، ثم قالت ما أضاف لدهشتها الكثير من عدم التصديق ... (الرأي رأي أبي .... والقضاء في الأمر ل لله ...) ... نطقتها حق بصدق ايمان نابع من صميم قلبها، ثم راحت في سبات عميق، والأخرى جوارها غارقة بين أمواج عاتية، ينتهي زبدها الى شاطئ بيت آل عيسى، لتهمس بصدمة أقرب الى الفزع .... (سنناسب عائلة آل عيسى ...).

.................................................. ............................

اليوم التالي ....

انتشر خبر نسب آل عيسى وآل طالب كالنار في الهشيم، فالحاجة ميمونة لم تقصر في التشدق افتخارا أمام كل من التقتها في السوق صباحا، وهي تجهز للزيارة المترقبة. وفي مدينة صغيرة كمدينتهم، لا يلزم الخبر سوى ساعات معدودة ليتم تناوله داخل سائر منازله.





بيت المرابط ...

اسرعت الخادمة بخطواتها لا تدري ما يحملها أكثر، فضولها القاتل لمعرفة رد فعل مخدوميها أو الشماتة التي تخفيها ببراعة. (حاجة نعيمة !! ...حاجة نعيمة!! ...) التفتت إليها الحاجة وهي تمسك صدرها هلعا من هتافها المفاجئ ... (بسم الله ... ما بك يا فتاة؟؟ ...لقد أجفلتني ...) ... تنفست محاولة السيطرة على تلاحق أنفاسها بينما الحاجة ترمقها بريبة انتقلت للفتاتين بجانبها، في غرفة الجلوس حيث كن يشاهدن مسلسلا ما في حضرة الشاي، وبعض من المملحات بنكهة الأعشاب الموسمية الطازجة .... (لن تصدقيني يا حاجة مهما حلفت ...). ... صاحت الحاجة بنفاذ صبر ... (قولي ما عندك يا فتاة .... وكفي عن المراوغة ...) ... ابتسم داخلها وهي تلقي ما بجعبتها بسخط مزعوم ... (سمعت في السوق قبل قليل الحاجة ميمونة زوجة الحاج آل طالب ... وهي تخبر صديقاتها باستعدادهم لزيارة من رجال بيت آل عيسى ليطلبوا ابنتهم للسيد ابراهيم ...) .... (ماذا؟؟؟!!) ... نطقنها ثلاثتهن بصدمة وهن ينتفضن واقفات، لترد الخادمة مؤكدة ... (اقسم يا حاجة ... سمعتها بنفسي ... السيد إبراهيم يريد ابنة آل طلب البلهاء زوجة له ...) .... عضت الخادمة شفتها تكتم ضحكة مجلجلة من مظهرهن وهن مفغرات أفواههن، غير مستوعبات لما يقال، حتى أسرعت في الانسحاب كي تضحك على راحتها فيبدوا أن حالهن بعد الاستيعاب لن يعجبها البتة. ... نطقت صباح تنظر لوالدتها بدهشة تتمتم ... (أمي ...ما ... سمعتِ ما سمعته ...أليس كذلك؟؟) ... تلفتت مقلتي الحاجة في بحث وهمي تستجمع أفكارها، فنطقت عواطف وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها السوداوين تقول بخزي .... (الأمر واضح ... رفضني وسيتزوج أخرى ...). ... همت صباح بالإجابة لكنها عادت تقفل فمها حين تناهى اليهن صوت جدال، فتتبعن مصدره ليجدن رجال عائلتهن في نقاش غاضب ... (أخبرتك أن تترك ابنتي خارج الموضوع ...فما رأيك بهذا الذل الذي جلبته علينا قبلها !!...) ... هتف يحي فهو كباقي عائلته يكن لابنته الكثير من مشاعر الأبوة والحنان، يقصد ابنه مجيد الذي رد بغل ... (كيف يتجرأ على رفض نسبنا كيف؟؟...) ...التفت الى عمه مردفا بغضب ... (يجب ان نقاطعهم ولتكن الحرب إذن.... لن ينال المنصب ولو اضطررت لشراء أصوات الناس صوتا، صوتا ...) ... أسدل الحاج زكريا جفنيه بتعب ووالده يصيح بسخط ... (اصمت انت لا تعلم شيئا ...وهل نجرؤ على مقاطعتهم ؟؟ ... انت لازلت صغيرا لا تعلم من هم آل عيسى... كل اللوم على ابنتك يا زكريا هي من وضعتنا في وضع لا نحسد عليه ...). زفر زكريا وهتفت ابنته بعد أن ألقت عواطف نفسها بين ذراعي والدها تبكي ... (أنا لن أتزوج رجلا مرغمة من أجل منصب لم تستطيعوا الحفاظ عليه ...) ... (اخرسي !!) ... تجمدت صباح مكانها مصدومة من غضب والدها، لأول مرة يرميها بنظرات حادة يشتعل مستطردا بحسرة .... (بل أنا الملام يا أبي ...أنا من دللتها ... فلم تتعلم تحمل مسؤولية عائلتها ...) التفت الى زوجته مكملا بنفس الحسرة ... (كنت متوقعا لهذه النتيجة ... فهو عقاب لي على ذنب لم يُنسى ... وهل يُنسى الظلم ؟؟). قطب الشباب بجهل، بينما نعيمة تتميز غيظا لأسوء ذكرياتها، فاستطرد الحاج زكريا يقول بحسرة وقد عاد ينظر الى ابنته صباح ... (ها أنت تثبتين لي أن الفتاة لا تتحمل المسؤولية كما يفعل الولد ....) شهقت صباح بألم شعرت به في صميم قلبها، فاقترب جدها من والدها يربت عليها بحنو قائلا ... (هون عليك بني ...) ... تدخل مجيد يقول بحقد من تجاهلهم له ... (لما يا عمي؟؟ ألست حفيد المرابط أيضا؟؟ ... لما تتجاهلونني؟؟ ... دعوني اترشح وادعموني كي نفوز عليهم ...). تنهد الحاج زكريا وهو يرتمي على المقعد، تبعه والده بينما تولى يحي مهمة الشرح بتهكم ... (لما يا ترى ؟؟ آه... ربما لأنك لم تستطع اثبات نفسك لعائلتك أولا ... ثم للناس الذين لا يعرفون عنك سوى العبث هنا وهناك.... حتى دراستك لم تفلح فيها ...) كانت نبرة صوته تحتد مع نهاية حديثه ليهتف ابنه مدافعا ... (أبراهيم أيضا لم يكمل تعليمه العالي ...في الحقيقة لا تناسبه سوى تلك الحثالة التي اختارها ...) زمجر والده بسخط فردّ عليه جده بحزم يقول ... (إبراهيم لم يحظى بفرصة لإكمال دراسته بسبب مشاغل أهم وليس لأنه فاشل فيها ... مشاغل استهنت أنت بها ... بينما التي لقبتها بالحثالة ... بالرغم من اللقب الذي لحق بها من جراء حسد النسوة... تعتبر من أحسن بنات المدينة اخلاقا وجدية ... على الأقل لن تتطاول على كلمة والدها ...). رمى صباح الجامدة بنظرة ذات معنى، فقال زكريا بسهو أكثر منه مشاركة في الحوار ... (انها خطوة محسوبة لابن آل عيسى ...ترك ابنة الغريب من أجل فتاة منهم ... ابنة هذه الأرض ... سيزيد الشباب تعلقا به ... ضف عليهم أصحاب الحكمة ... انه فعلا من سلالة عيسى آل عيسى .... ليس كوالده .... ليس كوالده ...). ربت والده على كتفه خشية عليه من هذيانه، مع أنه اشد حرقة منه، على تاريخ غابر جاهد فيه أسلافه ليصنعوا لأنفسهم جذورا تمتد لأعماق تلك الجبال، لكنها أبدا لم تصل لنفس عمق آل عيسى ... (سنجد حلا بني .... هون عليك .... لا زلنا نملك نفوذا مع ولاء نصف أهل المدينة ... سنجد طريقة لنحل الوضع ...). غادر مجيد يضرب الأرض غضبا، وقام الحاج زكريا مستأذنا هو الآخر ليذهب الى عمله، فسحبت الحاجة نعيمة صباح تهمس لها بزيارة يجب ان يقوما بها.







ثانوية الامام مالك بن أنس ...

تتجاهل النظرات المسترقة إليها من زميلاتها، تعاتب والدتها التي نشرت الخبر بتلك السرعة، ليس سرورا لكن تشدقا وتكبر. تتلفت كل حين متوقعة أسوء الكلمات إن لم يكن تهديدا بأشد العقوبات من نجوى، بَيْد أن جزءا داخل أعماقها متلهفا لرؤية نظرة الصدمة في مقلتيها الماكرتين، وكما يقال احذر من رغباتك وامانيك، إذ طل عليها ظل علمت صاحبته قبل ان ترفع رأسها إليها. رمقتها بحدة ثم مدت يدها مطوقة معصمها ثم سحبتها وهي مستسلمة لها تحاول عدم التعثر أو الوقوع. نفضت يدها بحدة تهتف بحنق... (آلاف المرات أخبرك أن لا تسحبيني هكذا !!). ... ضمت نجوى يديها الى صدرها تتفرس في وجهها، فارتابت رواح تهتف مستفسرة وهي تمسد رسغها ... (ماذا تريدين ؟؟... ولما تنظرين إليّ هكذا؟؟) ... اقتربت منها أكثر ترمقها بخطورة وهي تسال بهدوء مخيف ... (هل ما سمعته صحيح ؟؟) .... كانت تعلم، لن تتركها لحالها، ستحول الباقي من أيامها المعدودة في الثانوية إلى جحيم من أجل شخص كرهته كما كرهتها، وكرهت كل من يفتقد للإنسانية ساخرا من علتها ومعتبرا أيها اقل من البشر الطبيعيين، ولا يحق لها أبسط الحقوق كالحصول على الاحترام ... (ما... ماذا ... سمعتي ؟؟) ... (لا تدعي الغباء الآن ... تعلمين جيدا عن ماذا أسأل ...). بلعت ريقها تقول بتوتر مقررة إنهاء الوضع بأكمله، فلا هي ولا هو أو أي أحد آخر يهمها ... (لا شيء مؤكد بعد ... لازال حديثا بين الرجال ... ثم أريحي دماغك فلا ابن آل عيسى يهمني ولا غيره ...). كم راقتها نظرة الغيرة تلك وإن لم تُطل، ابتسمت ببرود تقول قبل أن تنسحب بخيلاء كعادتها ... (ومن قال أنني أهتم بما تشعرين به .... أنت لست ندا لي ... وكما توقعت رمقك بعين الشفقة الى درجة انه عبر عنها حين راقب عرجك وأنت تنصرفين .... مممم ...مسكينة ... الى القاء). .... لو طعنتها بخنجر مسموم لما أذاها كما أذتها تلك الكلمات الكاذبة، لكنها صدقت، حساسيتها صدقت وعادت الى تخيل ضحكهم عليها حين انصرفت، حتى باتت تراه واقعا وليس خيالا مريضا، تغدى على أنقاض شخصية ضعيفة، قامت على الاستصغار النفسي منذ الطفولة. كفكفت دموعها والتفتت تغادر تلك البناية التي ضاقت عليها بوسعها الشاسع.



يتبع .....

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-09-17, 04:03 AM   #230

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[QUOTE=mouna latifi]


مساءا....


بيت حفصة ....
أنهت عملها في المطبخ بحذر وهي تتأكد من كل شيء في مكانه المعتاد، هي في غنى عن واحدة من نوبات جنون زوجها العزيز. ارتعد قلبها وانتفضت جميع أطرافها على إثر نبرته الآمرة ببرودة، تُنذر بخطورة ما هو آتٍ. أسرعت اليه تكاد رجليها تخونها رعبا. وقفت أمامه تنكمش على نفسها، وقد استولى الجنون على مقلتيه، يمسك ضفة باب خزانة الملابس بيد والأخرى يشير الى مكان ما داخل أحد الأرفف. فقدت تركيزها كما العادة كل مرة تمتثل أمام محكمة جنونه، وهي تناظر الرف ثم عينيه بحيرة وَجِلة ... (ماذا قلت عن ترتيب ملابسي ؟؟). ... فتحت فمها في محاولة لتحدث لكنها تجمدت مكانها، كما تجمد فهمها وادراكها. دائما ما يفلح في افقادها لعقلها واحساسها بما حولها، سوى الرعب يهز أحشاءها منتظرة لما سياتي بعدها، اقترب منها متمتعا بحالة التبلد التي تصيب ملامح وجهها بمجموعة من المشاعر المتعاقبة، بين عدم الفهم والترقب والرعب، لتتجمد بأكملها على تلك الهيئة باستثناء ارتعاش أصابع يدها اليسرى، فينتشي بتلك السلطة التي يملكها عليها .... (لما القميص ليس في مكانه مع باقي القمصان ؟؟ ماذا يفعل بجانب السراويل؟؟ ...). ... رمشت حين أطلقت أنفاسها المتلاحقة خوفا، تنظر الى القميص بنظرات زائغة تهمس بنبرة مرتعشة .... (أنا آسفة ... أقسم لك لم ... انا آسفة ...). تعلم أن أسفها لن يشفع لها لكنها تحاول، دائما ما تحاول كي يعتقها. شهقت بألم حين أمسك خصلات شعرها بيده يشدها مع كل كلمة يقولها بفحيح سام ... (يا غبية ... هل يصعب فهم أمور مسلمة بها ؟؟.... القمصان في مكان والسراويل في مكان لحالها ...ما الشيء الصعب في الأمر ؟؟) .... نطقت باكية وهي تحاول فك خصلاتها من بين يديه ...(انا آسفة ... أقسم لن أعيدها ... اقسم لن أخطئ في ترتيبهم ...أتوسل اليك ...انا مممم !!) ... أغلق فمها بقوة ممسكا برأسها بقبضته الأخرى، ثم همس بجانب اذنها بنبرة تفضح مدى جنون صاحبها ... (لا فائدة منك ... ستظلين غبية حمقاء ...) ... (آآآآه...)... تنهدت بألم حين ضرب رأسه بجبهتها بقوة أصابتها بدوخة أفقدتها توازنها، فسقطت حين دفعها عنه مقفلا باب الخزانة بقوة، وغادر بخطوات واسعة دون أن يعير سقوطها أي انتباه. تحركت بمشقة وهي تحيط رأسها بكفيها تتنهد ألما بخفوت، رمشت لمرات عدة محاولة استعادة تركيز بصرها المشوش، لتنتفض من جديد على إثر صياحه يوازي صوت التلفاز العالي ... (العشاء يا غبية ... حالا !!... أنا جائع ... أم لازلت لم تشبعي جوعك أنت؟؟ )... تحاملت على نفسها مسرعة الى المطبخ، قبل أن يعود اليها فتلك الضربة التي نالتها أقل عن المعتاد. توالت الدموع على وجنتيها، لم تعد تعلم لما تبكي؟؟ على كرامة فُقِدت أم سند خائن أو ربما على جحيم تعيشه ولا ترى له منفذ في أي قريب عاجل ....




.................................................. .....................................

بيت آل طالب ....

نفخت رواح بنفاذ صبر ترمق حق بحنق طفولي تهتف... (يا إلهي يا حق دائما ما أتساءل من أين لك بكل هذا البرود ؟؟). ... أقفلت حق الكتاب بين يدها ثم وضعته جانبا، لترمقها دون ان تغير من وضع جلستها، مربعة رجليها فوق سريرها المقابل لسرير اختها المحتل من طرف صاحبته. (ماذا تريدين أختي ؟؟). ... قامت من مكانها وجلست بجانبها تقول بحماس ... (الرجال في الصالون جاءوا ليخطبوك لأهم رجل بين شباب المدينة.... هل تعين أهمية ذلك ؟؟) ... ضمت حق شقتيها للحظة ثم قالت وكأنها تذكرت شيئا ما ... (هل تظنين أنهم انتهوا كي نغسل المواعين ؟؟). زمجرت رواح بسخط وهي تقول .... (هل تريدين التسبب بشللي ؟؟... أسألك عن الزواج وأنت لا تفكرين سوى في المواعين ؟؟) ... زمت حق شفتيها كما قسمات وجهها، ترمقها باستنكار لغضبها الغير مبرر بينما هي تردف .... (بماذا تشعرين؟؟ كيف ستتصرفين حين تقابلينه ؟؟) ... تحدثت حق بهدوء تقاطعها ... (نستِ أن الفتيات لا يلتقين بالخطاب في الجلسة الرجالية ...) ... هزت رواح رأسها مؤكدة تقول ... (أعلم ... لكن لابد أن يطلب رؤيتك يوما ما ...وحتى إن لم يفعل ... سيراك بعد الزواج ...). ... هزت كتفيها تقول بتقرير مسلم به ... (فليقدم الله ما فيه من خير ...) ... دهشن لوهلة ثم قالت مبتسمة بمكر ... (هل سبق ورأيته ؟؟...أو التقيت به ؟؟). ... تذكرت حق الحادث وبآلية لمست جانب بطنها، تقول بتقاسيم متألمة وكأنها بإعادة الذكرى عاد الألم .... (أجل ...لقد صدمني بسيارته البارحة ...) ... شهقت رواح تهتف بصدمة ... (ماذا ؟؟ حقا ؟؟ صدمكِ ؟؟) ... استدركت أمرا فاستطردت بسرعة ... (انتظري!! صدمتك سيارة ؟؟ يا إلهي لما لم تخبريني ؟؟ ألهذا قضيت نهار الأمس في النوم ... أين يؤلمك؟؟ هل أنت بخير؟) ... ابتسمت حق بحنو لخوف شقيقتها الطيبة القلب، رغم كل الأكاذيب التي تحشي بها والدتها أذنيها ... (أنا بخير حبيبتي ...مجرد رضوض خفيفة لا تخافي ...) ... تنفست براحة قبل أن تستأنف مكرها قائلة ... (إذن هناك رآك ابن آل عيسى ... ووقع صريع هواك ...) ... أومأت حق بيأس من تفكير أختها الحالم، وعادت الى مراجعة كتابها تقول ... (من الأفضل لك أن تنشغلي بكتبك... السنة الدراسية على وشك الانتهاء والامتحانات على الأبواب ... أتمنى لك النجاح لتلتحقي بالجامعة الجديدة ... يا رب استجب لي ...) ... اتسعت بسمة رواح، ثم قامت من مكانها بعد ان قبلتها بخفة تهتف بلهفة ... (يا رب ..ادعي لي أختي ... دعوتك مستجابة يا حق ...). لكنها كالعادة لم تلق لحديثها ردا، فقد استغرقت حق في مراجعتها وكل أمانيها في تلك اللحظة أن يسمحوا لها بإنهاء سنتها الأخيرة قبل الزواج ...

في الصالون ....



تبادل الرجال أحاديث عدة وهم يتلقون الضيافة وقد حضر الجلسة مجموعة من أكابر المدينة، من بينهم الحاج أحمد المرابط الذي لم يستطع رفض دعوة الحاج إبراهيم آل عيسى، مال عليه الأخير يقول بنبرة خافتة مبطنة بعتاب يكاد يُلمح... (مبارك عليهم ما تمنيناه يا حاج ...) ابتسم الحاج إبراهيم بسماحة يرد بنفس حديثه المبطن ... (بارك الله في ذريتك يا حاج أحمد ... والله شاهد علي لازلت أتمنى نسبكم .... فبدل الواحد هناك اثنين آخرين ... فقط الله حين يشاء أمرا يقدره فيكون ...). رمقه بنظرة المتفهم لمقصده فأرجئ التفكير لوقت لاحق، فالمهم لديه ان يحافظ على ود الرجل الذي لم يرى منه يوما ما يشينه فكان نعم الند، رجلٌ، كلمته شرف لمن تلقاها وسيف على رقبته هو، أحسن تربية أحفاده رغم ما عرضهم له ابنه من قبل، فتمنى حقا نسبهم، لكن المدللة حفيدته أفقدتهم فرصة ذهبية مستحيل توفرها على الأقل عن طريقها هي.
للمرة التي لا يعلم كم يمسك بياسين وهو يرمقه بنظرات غريبة، التفت الى القابع بجانبه فمنح لنفسه لحظة ليتأمله فيها. مرت سنوات لم يره فيها الا لماما، ما بين سفره لإكمال دراسته الجامعية، ثم عودته وعمله الكد في مصنع المرابط، حتى أصبح مديرا للمصنع والذراع اليمنى للحاج زكريا. لقد تغير كثيرا نضجت ملامحه الجبلية واشتد عوده، لم يخب رجاء عائلته هو الآخر وتحمل المسؤولية كاملة وهذا ظاهر من نظرات الفخر الناضحة من مقلتي والده، وهو يذكره كل حين في حديثه مع الرجال. شعر بلمسة خفيفة فالتفت الى شقيقه الذي رافقهم في حين فضل عيسى البقاء بسبب حالته الصحية. (ألن يبدأ الحديث فيما جئنا بخصوصه؟؟ ...) ..ابتسم إبراهيم برزانة يقول بخفوت ... (أنتظر جدك علّه يرحمنا ويتحدث أنا تعب اشتاق للنوم ...). كتم إسماعيل ضحكته بمشقة يقول بهمس ماكر ... (ظننت أنك ستخالف التقاليد وتطلب مقابلة العروس ...). رمقه يبتسم بجذل ... (لست رومانسيا مثلك يا طبيب النفوس ... أنا أريد زوجة لا مسلسل تركي ...) ... حقا ضم شفتيه يشد عليهما بشدة كاتما ضحكاته، التي لو انطلقت ستفضح هيبتهم وذلك ما ترجمه إبراهيم الى كلمات مستطرد ... (من الأفضل لك أن تتمالك نفسك ...) ... هز رأسه يرد بخفوت (كم أتمنى رؤيتك واقع في الغرام يا عماد آل عيسى وفخرهم...) ... ضحك برزانته المعهودة يجيبه بمزاح ... (تركت لك أمور الغرام يا طبيب النفوس فهي تليق بك أكثر ... عسى أن تجد لك فتاة من مسلسل تركي تبادلك نفس العواطف ...). ... عويناته الطبية لم تفلح في إخفاء وميض الألم عابرا بخياله القاتم، فسرعان ما تدارك الحوار يهمس بمرح ... (ما بال المسلسلات التركية معك ؟؟) ... ضيق عينيه يقول بتمهل ساخط ... (السيدة الوالدة فيها الخير .... مهما تأخرت في العمل ...أجدها تنتظرني وهي تتابع مسلسلا قد فاتها موعده بسب احدى اجتماعاتها النسوية ...) .... يتضاحك مع شقيقه غافلا عن نظرات ياسين تجاهه بنفس الفضول، إلا أنه على عكس إبراهيم لم يلاحظ عليه تغيرا كبيرا، لازال بهيبته التي اكتسبها باكرا بسبب أبيه المعروف بقساوته، ولازالت تقاسيم وجهه صلبة واثقة وذو نظرة حادة نافذة، ولو اسودت قليلا بعد، لكان صورة طبق الأصل عن والده، اقشعر بدن ياسين من تذكر التهم الموجهة اليه حتى أصبح من المُلاحَقين اللاجئين في الجبال المهجورة. انتقلت أفكاره الى جهة مخالفة مستغرب من تقلب الحال، فهذا الرجل كان سيمتلك حبيبته وأوصله الى أعلى درجات الغيرة حتى كن له كرها اكتشف انه غير حقيقي، لأنه اختفى ما إن انتهى السبب. نفض رأسه من تلك الأفكار وانتبه بكل تركيزه على الحاج إبراهيم آل عيسى، الذي قرر التحدث قائلا بفخر شع من عينيه المظلمتين ... (أظنك يا حاج عبد الله على علم بسبب زيارتنا؟؟) ... ابتسم الحاج عبد الله في لحظات تُعد من النوادر يجيب بترحيب ... (زيارتكم زادتنا شرفا وتكريما من دون سبب يا حاج إبراهيم ...). ... ربت الحاج إبراهيم على صدره في إشارة للامتنان قائلا ... (الشرف لنا يا حاج ... كما يسعدنا طلب يد كريمتكم لحفيدي إبراهيم ... فما قولك يا حاج؟؟). ... ضحك الحاج بفخر يجيب ... (لا قول بعد قولك يا حاج ...أنت تأمر ونحن نلبي ... من يرفض نسبكم سوى الجاهل لشرف أصلكم الثابت في عمق هذه الجبال كالوتد ...) ... لم ينتبه أحد لذلك التشنج الذي أصاب الحاج المرابط، سوى إبراهيم الحفيد الذي سعد بزلّة الحاج عبد الله، وإن لم يتعمدها، لكنها تخدم صالحه بين أكابر المدينة. تهللت وجوه الرجال لموافقة الحاج عبد الله، ليكملوا أحاديثهم عن موعد الزواج، بعد أن صرح إبراهيم بعدم رغبته في خطبة لا لزوم لها، إلا أن ياسين تدخل ببعض العدائية التمسها ابراهيم الحفيد والجد على حد سواء، يشترط التريث لحين انهاء شقيقته الامتحانات القريبة. هم والده العابس بالتدخل ناهرا إياه، لكن إبراهيم سبقه مؤكدا على أن مهلة النصف شهر الباقية تناسبه أيضا، وهكذا اتفق الرجال على عرس الموسم بعد أسبوعين من اجتماعهم الحالي.
...........................................


بيت آل عيسى ... في نفس الوقت ...

(لقد توسمنا فيك خيرا يا حاجة لكنك خذلتنا ...) ... نطقتها الحاجة نعيمة بغل أجادت إخفاءه، بعكس التي تقبع جوارها تهز رجلها بعصبية ترمي الحاجة بنظرات أخافتها فقالت بتوتر ... (أقسم لك يا حاجة نعيمة لقد حاولت ... لكنه مصر على تلك الفتاة .... وأنا لا أستطيع ثنيه على قرار اتخذه هو وجده ...) ... تدخلت صباح تقول بحدة لم تستطع التحكم بها ... (الحاج أيضا موافق !!...مممم ... من تكون هذه كي تفضلوها علينا ؟؟ ...). ... أسرعت الحاجة مؤكدة ... (لا شيء .... هي لا شيء ...) ...ضمت حاجبيها بسخط تستطرد ... (لا أعلم كيف سأتحمل سخرية النساء بسببها... لكنها رغبة إبراهيم...). تناظرت صباح ووالدتها بغموض، ثم قالت الحاجة بمكر وهي تسوي طرحتها ... (إن كنت ترفضينها ... تستطيعين طردها من حياة ابنك ...) ... رمقتهن الحاجة بتمعن تسأل بفضول ... (وكيف ذلك ؟؟) ... همت الحاجة نعيمة بالرد، فأسكتتها ابنتها بربتة خفيفة على فخدها لتقول هي بمكر أشد ... (قبل العرس يا حاجة .... وسأخبرك كيف تكرهين فيها ابنك كي يردها صاغرة.... تلك التي تجرأت على النظر الى أسيادها ....). لم تعجبها نبرة صوتها الغامضة، لكنها تصب في مصلحتها، فهي الى الآن لا ترى ابنة آل طالب مناسبة لمكانة ابنها بكر آل عيسى. أجفلت من سهوها على تحيتهما يودعانها ويوعدانها بزيارات لن تنقطع.

.................................................. .......

تعمد ابراهيم التأخر عن الجمع وهم مغادرون كي ينفرد بياسين فنظراته لم ترحه يريد الاستفسار عن ماهية نيتها ....(ياسين؟؟).... توقف الأخير في لقاء منفرد كان يبتغيه هو الآخر فاستطرد ابراهيم قائلا ....(هل لديك تحفظات على زواجي من شقيقتك ياسين؟؟) .... استغرب سؤاله ذاك يتساءل ان كان فعلا يهمه أمر موافقته، لكنه لم يطل ليجيب قائلا بجدية لكن مؤدبة ...(لا اعتراض لدي على شخصك ابراهيم .... فأنا أعرفك منذ الصغر .... لكن....). .... تلكأ لثانية قبل أن يحسم تردده مردفا ....(لما شقيقتي بالذات؟؟) .... رمقه مقطبا يجيبه بالنقيض ...(و لما لا تكون ؟؟؟)..... ضم ياسين شفتيه العريضتين برفض لجوابه فقال بانزعاج واضح ....(أسمعني إبراهيم .... شقيقتي فتاة ...بسيطة .... صادقة عقلها و تصرفاتها أشبه بطفل بريء لا يعرف شطارة أو مناورة .... و أظنك تعلم عن لقب البلهاء الذي أطلقه عليها قليلي النخوة و الحكمة .... فلما هي بالذات يا إبراهيم ؟؟).... صمت ابراهيم للحظة كأنه يفكر جيدا في الاجابة ليقول بعد برهة، والآخر ينفد منه صبره.....(أنت قلتها يا ياسين ..... قليلي النخوة و الحكمة .....و أنا لست منهم .... إن كنت بالفعل تعرفني كما تدعي .... يجب إذن أن تثق بي ). نظر اليه ياسين في مقلتيه مباشرة يقول بحزم أصبغ عليه برودة تشي بصدق تحذيره ....(سأثق فيك يا ابراهيم .... لكن احذر ...إن آذيتها بأي شكل لن يخيفني مركز عائلتك .... وسأواجهك ....مهما كانت العواقب ...). ابتسم ابراهيم بإعجاب يقول وهو يربت على أعلى ذراعه ....(أعدك يا ياسين ....سأحافظ على شقيقتك ....إن لم أفعل فلا أستحق أن أتطلع لمنصب أكون فيه مسؤولا عن آلاف الناس ...... تصبح على خير ...). هز رأسه موافقا يرد التحية وقد اطمأن قلبه على شقيقته بفعل نبرة الصدق التي وعده بها .

مرت الأيام تتوالى بسرعة أضحت ظاهرة في زماننا هذا، و كأن اليوم ساعة، و الساعة لحظة تعدو لتفر بأعمارنا، تاركة لنا خلفها ضاحكة ساخرة، من كل ضائع لها بلا ذكر او عمل صالح، يقربه من ربه و يصلح به آخرته. كل يجري على قدم و ساق للتجهيز لعرس الموسم، عرسٌ، العريس فيه مشغول لدرجة عدم طلبه لرؤية العروس ولو لمرة واحدة، ويبدو على الأخيرة أنها لا تهتم، بل استغرقت بكامل طاقتها في دراستها و التجهيز لامتحاناتها، رغم مضايقات زوجة والدها التي لم توفر سبيلا الا واتخذته اهانة لها، فتعايرها بإهمال حماتها التي لم تزرهم ولا مرة، أو تبدي الترحيب المعتاد في تقاليدهم، فتخيفها متوعدة بحياة لن تهنأ فيها تحت كنف بيت لا تقبلها فيه صاحبته. لكنها دائما ما تعود صاغرة تتميز غيظا، في هدف لم تحققه. فتلك الفتاة حق، لا تهتم و لا كأن ما يحدث من فوضى في المدينة بسببها أو حولها .....فسبحان مقلب القلوب يقلبها حيث يشاء.


وانتهى الفصل يا حلوين ... نقاشات وتعليقات على مدار الأسبوع ...أستغفر الله وأتوب اليه


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-09-17 الساعة 04:20 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.