آخر 10 مشاركات
تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-17, 02:53 AM   #621

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


هذا التنويه من المفروض ان أكتبه مع بداية الرواية ..لكن لابأس في ذكره الآن ....المرجو منكم... القراء الأعزاء...ان تتمعنوا في القراءة ....كل حرف أكتبه ...أكتبه من صميم تفكير عميق ...ومن قلب واقع أصبح يوجع قلبي انا.... اتمنى أن تعيشوا مع كل موقف خطأ او صواب وتضعوا انفسكم مكانه و تفكروا في الحياة كيف ستكون لو غيرنا من أنفسنا القليل ...و ليس الكثير ...حق.... انسانة واقعية كل ما في الأمر أنني نوهت الى محاسنها في المواقف التي صادفت موافقتها مواضيع الرواية ...فالمؤمنين عامة يكون سبب عقابهم في الآخرة محصور بين أمرين اثنين .... بشهادة الرسول عليه الصلاة و السلام ....حين قال.... من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ... فحين يلجأ الانسان للصمت يتجنب شِقا كبيرا وعظيما من الذنوب .....كل ما أريد طلبه منكم بعد إذنكم ...ان تتفكروا في أخطأ غيركم وتحاولوا تجنب ما لم تقعوا فيه .... كما النصح لمن حولكم بالكلمة الطيبة و حسن المعشر ....آسفة على الإطالة..... فلنبدأ توكلنا على الله .






الفصل الثامن


من علم أن قوله من عمله قل كلامه ......الامام مالك بن أنس .

منزل آل عيسى ...

عاد من صلاة الفجر، فلم يعد الى نومه بل اقتدى بفعل زوجته، وبدأ بقراءة الورد الذي اقسم بينه و بين ربه ان لا يدع قراءته بعد يومه ذاك. لم يشعر بمرور الوقت إلا حين تسللت أشعة الشمس عبر ستارة الشرفة. وضع الكتاب على المنضدة جواره، ثم التفت بتلقائية يتفقدها، ليلمحها تغط في نوم عميق، ابتسم بخفة واقترب منها متأملا. ساكنة ذات ملامحة صغيرة ناعمة، لا تمتلك جمالا أخاذا، إنما هو نور يشع من بشرتها بين البياض والسمرة، قسمات متراخية، وكأن لا هم يضني كاهلها الوهن. لمح شعرها المجموع في عقدة تحت قراص الشعر، فأزاله برفق وشتت الخصلات على جانب وجهها، ثم لمس خدها بظهر أصابعه، متذكرا نعومة بشرتها أتناء عاصفة مشاعرهما، احتدت دقات قلبه، تلح عليه إيقاظها يود وصالها من جديد، يشتاق اليها كل لحظة، مشاعر جياشة قوية جديدة عليه كليا. تنفس بعمق يلجم نفسه التواقة، فهي تحتاج للراحة. التقط هاتفه، فقطب حين لمح رقم المفتش طارق، تسحب بخفة من السرير، وخرج الى الشرفة، ليسمع ما لم يكن في حسبانه.
………………..
قرية بئر السواد ..

زفر بضجر ثم التفت الى الخادمة قائلا ....(اسمعيني جيدا ....عودي الى سيدتك ...وأخبريها أن الخلطات ستأخذ وقت لصنعها ... ذالك المخ لم يعجبني لونه لذا اكتفيت باستعماله للمرأتين ...فهو على قدر ما دفعتاه من مال ....)... تحدثت بعبوس تهتف ...(متى ستجهز بضاعتنا ؟؟... السيدة مستعجلة...).... هز رأسه مشيرا لها لتنصرف قائلا...(بعد ثلاثة أيام ...هيا!! ... انصرفي !!)... ضمت شفتيها حنقا وانصرفت متبرمة. دخلت المرأتين بعد انتظار طال في الحر، فجلستا تلهثان من العطش و التعب. أغمض عينيه يتمتم بكلمات غير مفهومة قرب يديه المضمومتين، ثم بسطها لهما كي يلتقطا قنينتين صغيرتين بحجم نصف الكف، قائلا بتحذير....(يجب أن يأكل منها اليوم ... ليس الغد ..اليوم ....واحرصا على تخزينها في البراد الى أن يأكل منها ....اليوم ....أنا حذرتكما ....هيا!! انصرفا...)... خرجتا تحثان الخطى، وهما تبتسمان بظفر، تتوعدان الفتاة بطلاق وشيك، ولو انهما تعلمان بما في قلب الفتاة، لما تكبدتا عناء شقاء أسود سيحل على نواياهما. فسبحان العليم الخبير.
……………….

[IMG][/IMG]


منزل عزيز ...
لم تتعب نفسها في تحضير نفسها، بعدما حدث، ظنت انه لن يسمح لها بالذهاب الى العمل من جديد...(الى متى سأنتظركِ؟؟...)... اهتز بدنها من صياحه، فأسرعت إليه من المطبخ تسأل بريبة...(لما تنتظرني..؟؟؟)... رمقها بتهكم يقول بحنق ...(غبائك يفاجئني كل حين ....العمل يا حمقاء ....أم ان المدير سيخصك بمعاملة استثنائية ؟)... عبست من اتهامه المخزي، ثم همست دامعة ..(سأستعد بسرعة ...)... خطفت من بين ملابسها، عباءة سهلة الاستعمال أحاطت رأسها بشالها، ولحقت به بعد أن تناولت حقيبة يدها. نظر إلى وجهها فقال باشمئزاز..(لو كنت مثل النساء تعرفين عن الأنوثة القليل ...لتعلمت كيف تُخفين تلك البقع البشعة على وجهك..)... نظرت الى المرآة الجانبية للسيارة فشهقت بفزع، لقد نسيت امر الرضوض على خدها وجانب عينها، بينما هو يردف بتشفي مبتسما بسماجة، ...(هكذا أفضل ....كي يتعلم كيف ينظر إليك مرة أخرى ....)... لم تنتبه لمعنى كلماته وهي تسحب أطراف شالها تخفي جل وجهها، وتفكر في حجج مقنعة، فالأكيد أن كل من سيلاحظ سيسأل.
يتبع .....



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 01-01-21 الساعة 04:48 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:03 AM   #622

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]


منزل آل عيسى ..

تميل بكوع يدها على طاولة المطبخ، تضاحك شمة وابنتها التي في سنها...(الحمد لله اننا انتهينا من الثانوية وهمها ....)... ابتسمت نهاد ترد بمرح ...(صدقت .... حتى انني اخترت تخصصا في الجامعة الجديدة.... لا يشترط الحضور كي لا أتقيد بمواعيد....)...أومأت بتفهم ليحل الصمت حين دخلت عليهن الحاجة إيجة تمسك بجانبي رأسها، تدعي التعب و قلة النوم، تقول بسخط يشوبه بعض الامتعاض ....(شمة ....هل ارسلت في طلب من يساعدك ؟؟ ....فميمونة لن تقفل فمها والمدينة بأجمعها ستعلم عن حمل ربيبتها .....لم نكد نخرج من موال العرس لندخل في موال الحمل ....فليحفظنا الله من اعين النساء ....)... صمتت عن حديثها حين لمحت رواح الثابتة مكانها تبتسم بخفة، وترمقها بنظرات خطرة أربكتها فقالت ...(آه ...رأسي ...لم أذق طعم النوم ....لما تقفين هنا يا ابنتي ؟!....)... ربَّعت رواح يديها تقول بنفس الملامح الخطرة، ترسل اليها إشارات انها تكشف كل مكرها ...(صباح الخير يا خالة ...الله يشفيك ....أنا هنا أنتظر الفطور كي احمله الى اختي ...)... تحركت تريح رجلها ثم استطردت بتفكه متهكم ..(أخي ابراهيم ....أيقظني قبل ان يغادر واوصاني على اختي ... ان لا تتعب أو تكثر من الحركة .....آه كم يحب أخي ابراهيم أختي حق ....ما شاء الله.... فليبعد الله عنهما العين الحسود ...)... تحدثت الحاجة إيجة من بين أسنانها المصتكة من الغيظ، دون أن تحيد بعينيها عن رواح ...(شمة... أعطيها الفطور ...ولا تدعوها تعمل هي أو أختها .... لا نريد لابني أن يغضب من اجل حبيبة قلبه ...)... ابتسمت لها رواح ترمش لها بجفنيها تدعي البراءة، فاستدارت منصرفة وهي تهمس بغل ...(تأكلين معه السُّم أنت وهي !!!...هذا ما كان ينقصني!! ....)... لم ترى ابنها المندهش والمتوجه الى المطبخ، وهي ترغي وتزبد بخفوت.
ضحكت شمة بمرح تومئ بيأس، بينما نهاد تقول بعتاب...(رواح !!)... امسكت رواح بالصينية، تقول بنفس الفكاهة، وهي ترمش بجفنيها...(هل كذبت أنا؟؟... أخي إبراهيم يحب اختي ....ليت ربي يرزقني برجل يحبني مثلما يحبها ويخا......ف....حاااااااااااح!!!. ....).... بترت جملتها تشهق بشدة، حين وجدته في وجهها على عتبة باب المطبخ، يرمقها بدهشة وإن ارتفعت زاوية فمه بشبه بسمة ساخرة. تجمدت ملامحها صدمةً، والآخر لا يرحمها بنظراته المتسلية. امسكت نهاد بالصينية حين ارتعدت بها يدي الأخرى، تقول بمزاح ...(ما بك رواح؟... أكملي ....تتمنين زوجا مثل ابراهيم.... و...)... (نهاااد!!).. هتفت بها رواح بحنق، وهي تتشبث بصينية الأكل، ثم تقدمت بروية تكتم توترها. لم يتزحزح من مكانه فرفعت حاجبها، وأومأت له كي يخلي لها الطريق، عض شفته كاتما هو الآخر ضحكة من منظر وجهها المحمر، تدعي القوة بكبرياء كعادتها، زفرت بقوة فرفع كفيه مستسلما وانزوى كي تمر بسلام. ضحكت نهاد تقصد عيسى... (أخجلتها .....عيسى ...)... تقدم المعني وجلس الى طاولة المطبخ، مجيبا بنفس مرحها ...(أنا؟!!... لم افعل شيئا ....و ربي شاهد علي .....هي من قالت ...).... اقتربت منه شمة تلعب في شعره الكثيف كما تعودت منذ صغره، فزمجر بسخط مزعوم ....(أنت ماكر يا ولد !!....)... (لماذا يا خالة ؟؟... أنا اللطيف بين إخوتي....)... نطقها مدعيا البراءة، فهزت رأسها بيأس ضاحكة، ونهاد تجلس على الكرسي المقابل قائلة بتذمر ساخر...(لا تتعبي نفسك أمي ...إنه مدلل آل عيسى ....)... رد عليها ببسمة جذلة ...(أنتما بالذات يجب عليكما مساندتي .... فانت مرضعتي يا خالة ...يعني ابنك أيضا ...)... ضمت رأسه تقول بمقلتين دامعتين ...(أنت ابني بكل تأكيد ....رحم الله سعد ....لولاك بعد فضل الله ....لكنت فقدت عقلي بسبب موته صغيرا جدا ...).. سحب كفها وقبلها بحنو يقول ...(رحمه الله يا خالة... و أنت بالفعل أم ثانية لي ....أنا جدا محظوظ بك ...)... مسحت دموعها، وربتت على رأسه بلطف، فتدخلت نهاد مغيرة الموضوع الكئيب ...(أحذرك عيسى ...رواح فتاة حساسة .... وتُجرح بسهولة ...اسألني أنا... فهي زميلتي في الدراسة ...)... انجذب فضولا لا يعلم لما، فسأل ...(لاحظت ذلك ...و لا أعلم له من سبب ...)... أسندت وجهها بكفها، تقول بعبوس حزين ...(انها فتاة خلوقة ...طيبة ....بسيطة ....لو انها فقط لا تتحسس من عاهتها ...دائما ما تظن الناس يسخرون منها... حتى من يودها ....تظنه شفقة بها ...)...قطب مفكرا، بينما هي تردف بامتعاض ..(و الناس لا ترحم ...فيهم من يتعمد إهانتها ....).. تنهدت تكمل وهي تقوم الى المغسلة...(لذلك تجدها طوال الوقت ذات سلوك دفاعي ....متأهبة لأي إهانة....فلم تعد تميز الصالح من الطالح ....).... قلب شفته باستغراب، يفكر في صلة بين سلوكه معها منذ أن تعرف عليها، وبين إهانتها بأي شكل من الأشكال.
التقت بإسماعيل في الرواق الطابق الثاني، فأومأت له بتحية، ردها بابتسامة يسألها بمجاملة ...(كيف حال أختك ؟؟...)...(الحمد لله ....تركتها نائمة ....حين تفقدتها آخر مرة ...).... قطب بحيرة يقول...(أخي ليس في البيت؟؟..)... هزت رأسها سلبا تجيب ...(لا ....أيقظني باكرا كي أكمل نومي بجانب اختي ...)... رفع رأسه متفهما، ثم استأذن بأدب، فانصرفت تهمس بدهشة ...(لما لا يشبه أخويه ....خلوقين و ذوا آداب عالية ....منحل !!...).... كانت قد دخلت الى غرفة أختها، وهي تنهي همسها الساخط، لتعي على سؤال أختها المريب ...(ما بك رواح؟؟!!)... (ها؟؟!!)... حدقت بها أختها الواقفة أمام خزانة ملابسها، فقالت حين لمحت ثيابها ...(إلى أين انت ذاهبة؟؟..)... أجابتها بتلقائية ....( الى الأسفل ... لما أتيت بالفطور الى هنا؟..)... وضعته على المائدة الزجاجية، تقول بنبرة ضجرة من اليأس ....(إبراهيم يحذرك من إجهاد نفسك .... وأن بقيت في غرفتك اياما تتسطحين على السرير ... سيسره ذلك ....)... خطت إليها تمسكها من كتفيها مستطردة بقلق...(نحن نخاف عليك حق ....يجب أن تتنبهي لنفسك ....أنت مسؤولة عن روح أخرى الآن أختي .... حماتك ...)... قاطعتها حق تقول بعبوس طفيف ..(حسنا .....سأبقى في غرفتي ....مادام إبراهيم يريد ذلك ....)... توترت نبرتها وهي تنطق باسم زوجها، فابتسمت رواح تقول بمكر ....(لأن ابراهيم طلب ذلك ...ها؟!)... احمرت حق تبتسم بحياء، فطوقت أختها وجهها بحنان تقول ...(لقد احببته اليس كذلك؟؟...).. رمقتها بخجل تهمس ...(أليس زوجي ؟....من المفروض أن أحبه ...)... اندهشت رواح من استجابتها، لحوار لم تكن لتقبل حتى الحديث فيه سالفا، فردت بسرور ...(الحقيقة أن إبراهيم....شخصية تستحق الاحترام و الحب... أنا سعيدة جدا من أجلك أختي ....)... ضمتها حق بحب، تهمس لها بالدعاء ...(أراح الله قلبك أختي ....)... امنت رواح ثم ابعدتها لتسحبها الى المائدة قائلة بمرح ...(هيا لتفطري ..... و كلي كل ما احضرته لك ...)... رمقتها بمكر، تردف بتسلية ...(زوجك أوصى بذلك أيضا ....)... اتسعت بسمة حق بصدق، وكلمة حبيبتي تطرق خلايا عقلها، وتنعش صدرها بأحاسيس ذات خفر، تزحف الى كيانها بخطوات مستحية.
...............................


[IMG][/IMG]
أمام مركز الأمن للمدينة الجبل ...

صافحه بود ثم التقط هاتفه من جيبه، ليقول بجمود قلق ...(إنه اسماعيل .... أظنه علم عن خروجي باكرا ...)... أومأ طارق بجدية يقول بحزم ...(إياك ابراهيم ....لا أحد يجب أن يعرف ... هي أيام فقط ....و ننتهي من هذا الكابوس ....)... هز رأسه بتفهم، ثم ودعه ليجيب أخاه مدعيا الهدوء، عكس العاصفة تموج بأحشائه.
استدار طارق عائدا الى المركز، فتناهى الى اسماعه صوت شجار في احدى الأروقة. غير وجهته متتبعا الضجيج، لتتسع مقلتيه حين وجد فتاة تكاد لا تصل الى كتفيه، كما العسكري الذي تمسك في زمام قميصه تهدد بغضب سطع من قسمات وجهها المضمومة كليا، والمحمرة حنقا ...(أيها السافل ...تظنني سهلة المنال!!... أقسم لأفضحنك هنا يا منحل!! ....)... لاحظ أنظار الناس بدأت تلتف حولهما، فاقترب متدخلا ...(عسكري ....ماذا هناك؟؟...)... تراءى له الارتباك على وجهه وهو يقول بتوتر ...(لا ...)... قاطعته القطة على صفيح ساخن، ديل حصان شعرها يتراقص لغضبها، وهي واقفة على أطراف أصابعها كراقصي البالي، في محاولة منها لتصل الى مستوى نظره، فلم تفلح أمام ذلك الضخم بطوله وعضلاته، ليضيف ذلك من غضبها الكثير ....(ولما تسأله هو؟؟.... تفترض أنه شاهد صادق ... ليس سوى منحل ....لكن ماذا أنتظر من كبيرهم ؟؟....إن كانوا هم...)... قاطعها بزئير أرعب قلبها لكنها لم تستسلم، تقف بشموخ تحدق به مترقبة لأي حركة منه ...(أصمتي !!... إن لم تحترمي أحدا هنا .....فاحترمي هيبة المكان على الأقل...)... لاحت السخرية على جانب ثغرها الزهري، ترد بتهكم ...(هيبة ...ها؟؟.... أخبر رجالك ان يحترموا هيبة مكان عملهم أولا ... كي يحترمه الغرباء ...)... زفر بحنق والتفت الى الجامد مكانه يتصبب عرقا، يسأله بصياح اهتز له بدنه ...(ماذا فعلت يا هذا ؟؟؟)... بلع ريقه يناظرهما بالتناوب، لتهتف هي ...(المنحل تحرش بي ... وأصبحت الرشوة عِرضا بدل المال ....)... جحظت مقلتي طارق يرمق العسكري بنظرات حارقة، حاصره بها ليتفتف رعبا ....(لا تصدقها سيدي ....هي من توددت الي.... كي أمدها بأخبار عن الجبل الأبيض..)... شهقت بصدمة، فانقضت على قميصه تسحبه الى مستوى طولها وهي تصيح ...(لهذا يلقبون أبناء الجبل ببني الهمج ....حين تحدثك أنثى بلطف...لا يعني ذلك أنها تتودد إليك يا همجي ... )... اشتاطت احشاء طارق ولم يتذكر سوى إهانتها، فنسي القليل من اللباقة التي فقدها بين تربيته الجافة وتدريباته العسكرية، وسحبها بشدة دفعت بها و العسكري الذي تمسك في تلابيب قميصه.... (من هؤلاء الذين تلقبينهم ببني الهمج؟...تحدثي ؟!...) ....تركت قميص العسكري، ترمقه بمقلتين جاهدت لتحافظ على تباتهما من سواد وجهه الغاضب، فبرقت الزرقة فيهما صافية كالزجاج العاكس للون سماء صافية. رطبت شفتيها من جفافهما، والجو قد ازدادت حرارته بالقرب من كومة العضلات، انفاسه الساخنة المختلطة بالعطر بعد الحلاقة تلفح وجهها القريب منه، بل من عضلات صدره المشدودة. تململت جاذبة كتفها من قبضته القوية، فنفضها عنه وكأنها عدوى ما، ستصيبه بالموت...(انت عديمة التربية !!.... اخرجي من هنا ...قبل أن أحبسك بتهمة سب و شتم الموظفين اثناء تأدية عملهم ....)... زمت شفتيها بغل تتميز بها أحشاءها، واستدارت منصرفة تهرب من غضبه المستعر، فهي لماحة تعلم جيدا حين تكون المعركة خاسرة، وهذا الرجل ليس أبدا بهين، لكنها لن تكون هي إن لم تنتقم منه، ستجعله يبحث عنها ولا يجدها.
بلع العسكري ريقه، لم يكد يهنأ بتخلصه من المزعجة، لينتفض على ضربة قوية خلف عنقه، يتبعه صياح غاضب...(انت مُحول للتحقيق ....و إن تبث تحرشك بالفتيات فلتودع وظيفتك الى الأبد.... بسبب غباء امثالك ... يلقبوننا أمثالها بالهمج ....أغرب عن وجهي!!....)... تلاحقت أنفاسه بانفعال، يشعر بحفيظته تشتعل، حتى صاح باهتياج يقصد أحد زملائه ...(أنا ذاهب للتدريب!! ....)... أسرع بخطواته يهمس من بين اسنانه ....(سأصوب على مجسم ....قبل أن أقتل أحد ما... بني الهمج ...قالت ...).
....................
مصنع المرابط ...

تقدمت بخطوات مترددة لا ينفك لسانها عن الذكر، ومقلتيها تنبئ بدموع وشيكة، تكبتها بتجبر أنهك قلبها المكلوم. لمح السيد عمر خيالها فقام يقول مبتسما ..(مرحبا يا ابنتي ....هيا... اتبعيني إلى قسم الحسابات ...كي ...)... بتر كلماته، يتفقد تململها المتوتر... (حفصة ؟!.... أنظري إلي..)... رفعت رأسها ليقطب بريبة مستطردا ...(لما تخفين وجهك يا حفصة؟؟!!...انت بخير؟؟)... تلبكت وهي تشد على اطراف طرحتها، لتنقذها عاصفة ولجت المكان بغضبها تهتف بغل ...(أقسم يا أبي لولاك وأمي ...لكنت عدت من حيث أتيت ...)... قطب السيد عمر متلقف ارتماءها بين ذراعيه، يسأل بحيرة ...(ما بك يا براء ؟... كنت سعيدة جدا ...حين تركتك صباحا و متحمسة لعملك ....ما الذي حصل قلب مزاجك...؟؟).... (وهل تحتاج لسبب ....إنها براء ...يكفي...)... صمت ياسين حديثه بغتة، واختف المرح من على ملامحه في لحظة، يشعر بشلال ماء ساخن قد تدفق على سائر جسده. اتسعت مقلتيه بجحوظ مرعب، وتلاحقت أنفاسه بغضب لا يذكر حتى متى شعر به آخر مرة، يقول بخطورة مهددة ...(حفصة ما به وجهك؟؟).... الجواب معلوم لهم ...لعمر الذي عاد يتفقدها حين تذكرها،....لبراء التي استغربت من موقف ياسين، لا تذكر فيها يوما راته بذالك السواد، لتنفعل هي الأخرى حين لمحت الكدمة تحت عينها اليسرى. نسيت كل ما حدث معها وانقلب الغضب الى ما هو أشد، تقترب من الفتاة المنكمشة على نفسها خوفا وتوترا وشيئا ما آخر لا تعرف كنهه، بين غيرة من موقف السيد عمر حين احتضن ابنته بحب أبوي ظاهر، وغضب ياسين الذي من المؤكد قد ربط ما حدث أمامه بالأمس بالكدمات في وجهها. اختلطت عليها المشاعر بتفرع غريب، غيرة وخجل وغضب وخوف بل رعب، لم يسبق لها أن واجهت أناس غضبوا لما ألم بها، سألوا، اهتموا، تشتت فكرها وهي تحدق بهم، مقلتيها ترتعد كسائر أطرافها، مما جعل ياسين يحثها بما يجتاح صدره، يكاد ينفجر...(هل زوجك ....من فعل هذا؟.... تحدثي حفصة ...لا تخشي شيئا ....)... كانت براء قد اقتربت منها، تبعد جوانب الطرحة من على خديها، تهتف بسخط...(لا بارك الله فيمن فعل هذا .....وغضب مني الجلف حين لقبتهم ببني الهمج ... أليس من فعل هذا همج ؟؟؟).... نظر اليها والدها يقول بانزعاج واضح، ....(من هذا الجلف ؟؟.... ألم احذرك من إهانة أهل الجبل .....سيؤذونك يا ابنتي ...)... هتفت تشير الى حفصة الشاحبة، تتنفس بسرعة أثارت قلق ياسين المراقب لكل سكناتها ...(أنظر يا أبي ....ما رايك ؟؟... تخيلني مكانها واحكم ...)... تخصر عمر يفسر بنفاذ صبر ...(أنا بالفعل أتخيلك مكانها ...لذا أحذرك ....من إهانة أحد ....الناس ليسوا سواسية ...)... همت براء بالتحدث لتشهق صدمة من سرعة ياسين تجاهها، لتكتشف أنه أسرع يتلقف الأخرى جوارها، فقد كان الموقف أكبر من قوة تحملها الذي استُنزف على آخره، فتستسلم أخيرا لعالم اللاوعي، علها تجد فيه راحة لم تعرف لها يوما من لذة.

يتبع ....
.....................


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:13 AM   #623

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

منزل المرابط .....

همست باضطراب تمسد على جانبي جبينها...(متى ستجهز ؟؟....)... ردت الخادمة بنفس همسها بما اخبرها الدجال...(ثلاثة أيام آنستي ..... المادة الأساسية غالية ....ويلزمه وقت كي يدبر ما نحتاجه ....)... عضت شفتها بتوتر أصبح مرافقا لها، كالسواد تحت عينيها ويدها المرتعشة طوال الوقت. ....(ما بك آنستي؟؟.... لا تقلقي ... الثياب قد استعملها ودفنت في مكان لن يجده أحد مهما بحث ...لم يبقى سوى الخلطة... وسيتحقق ما تتمنينه ...).. هزت رأسها واستدارت عائدة الى غرفتها. لم تنتبه لمجيد المسرع خارجا على أذنه الهاتف، ولا لأبيها المراقب له بغموض حدث به أحدا ما في هاتفه.
(أجل ....كل شيئ كما خططنا له ... راقب ابنك فقط ....لأنني لا أثق به ..)... صمت لبرهة ينصت ثم رد بحيرة ...(سافر ....الى أين ؟؟)... أبعد الهاتف عن اذنه بانزعاج ثم قال بضجر ...(حسنا ....لا شأن لي ...فقط احذر ...الى اللقاء ...)... أقفل الهاتف يهمس بسخط ...(اللعنة !!... مما خلق الرجل ؟؟)... أنطلق بسيارته مردفا باستخفاف... (إذا أراحني من ابنه ... حينها ليذهبوا جميعهم الى الجحيم ...)...
راقب ابتعاد السيارة أمامه، فأشعل محرك سيارته منتظرا المسافة المناسبة بينهما، وقال منهيا مكالمته... (بلى سيدي إنه أمامي ....حاضر ...أمرك سيدي ...)...
..................
[IMG][/IMG]
المشفى ...

منتظرين على باب غرفة المستعجلات، وبراء تزمجر بغل لا يهدأ ...(لما لا تريدون إبلاغ الشرطة ؟؟... أنا لا أفهم ...)... رد والدها بسخرية بعدما علم عن سبب تغير مزاجها، فقد كانت تلقي بكلماتها خارجاً كي يرتاح جوفها، تلك كانت خطتها للعلاج الدائم، تتحدث وتتحدث بكل ما يضنيها حتى تهدأ ولينفجر من ابتلي بها. ... (بعد الفضيحة التي احدثتها هناك ....الأفضل لك الابتعاد عنهم ... الفتاة المسكينة لا ينقصها مشاكل ....)... ياسين منفصل عنهم تماما، ذهنه سارح مع المغيبة بين ذراعيه قبل لحظات. كثيرا ما سمع عن المعنفات، لكنه لم يرى واحدة من قبل، يكره الظلم، يمقت العنف. أمر من النوادر التي تعلمها من والده وتوافق هواه، الرجولة لا تعني التجبر على الضعيف، الرجل من يواجه نده بكرامة و كبرياء، أما المتسلط على الضعفاء ليس سوى جبانا لئيما لا يمت للرجولة بصلة. قد يكون والده فضا في حديثه، لكن أبدا لم يسبق له أن رآه يمد يده على ضعيف قط، أو امرأة. تحرك قلبه اليوم، متأكد هو من ذلك. ليس إعجابا، حبا ، أو حتى رغبة، بل غضب، نار تأججت في خلايا قلبه. في صباح يومه ذاك شعر بشيئ ما ينغص عليه نشاطه، بل منذ ان تركها منقادة خلف زوجها بتلك الطريقة، مشهد علق في ذهنه، يتكرر كل حين من غير حول منه و لا قوة. لم يشعر قبلا بالعجز، كما شعر بالأمس او اليوم. قبض على كفه بشدة وقربها من فمه المزموم....(ياسين ...من فضلك ساعدني هنا ....)... جفل من جحيم أفكاره، يرمقهما بحيرة أعلمتهما بسهوه، فأردف السيد عمر بقلق...(تريد إبلاغ الشرطة ....)... تنحنح بعبوس، فهتفت براء بسخط... (من اقترف تلك الجريمة يجب أن يعاقب ....)... أشار إليها والدها بضجر، فقال ياسين بوجوم ....(براء .... كفي عن هتافاتك للحقوق الانسان ....لن تنفعك هنا .....أول الأمر الفتاة ...لم تخبرنا شيئا ....ثانيا وهذا الأهم... لن تجدي امرأة في هذه المدينة تشتكي على زوجها...حتى لو يمسي و يصبح على ضربها ....)... استدارت الى والدها تقول بتهكم ....(أخبرتك ....بني همج....)... أسدل ياسين جفنيه بيأس، بينما والدها يقول بضجر ....(لا فائدة منك ..... يبدو أنني سأندم على عودتك الى هنا أشد الندم ....)... هزت رأسها بلا معنى، بينما الطبيب يخرج من غرفة المستعجلات، يرمقهم بغضب مكتوم وهو يسأل ....(من منكم عائلتها ؟؟).... صمت ياسين وعمر في حين تولت براء الحديث قائلة ....(الفتاة لا تقربنا ....أغمي عليها في العمل ....واحضرناها... هل اخبرتك من ضربها ؟؟)... تغيرت ملامحه الى بعض التقبل يرد بأسف ...(لا .... أنا لا أفهم نساء هذه المدينة ....بدنها يتعرض لضرب مبرح ....وباستمرار ....هناك رضوض قديمة وأخرى حديثة ....)... كز ياسين على أسنانه بكمد، والطبيب يعتذر منصرفا، بعدما سمح لهم بأخذها.
تحركت بتعب وجلست ترتب نفسها، خائفة هي، زوجها إن علم بما حدث قد يقتلها، بل سيقتلها، أكيدة هي. رفعت رأسها حين أطلت عليها تلك الفتاة الساخطة، تسألها بملامح رقّت ولانت عن ما كانت عليه ....(كيف حالك ....أفضل ؟؟)... أومأت بخجل، ثم قالت بتوسل ...(من فضلك أعيديني الى المصنع ....)... ضمت براء شفتيها بيأس، وجلست جوارها تقول بحنو حاولت تصنعه، علها تستدرجها ....(أنا براء ...ابنة السيد عمر ....)... ابتسمت بوهن تهز راسها بتفهم، بينما نغزه هزت قلبها، يصرخ بوجود آباء يستحقون لقب الأب، ليس والدها بالطبع. ...(من ضربك يا حفصة ؟؟... تستطيعين الثقة بي ...)... تسلل التهكم مرافقا للمرارة متطفلان على الوهن في بسمتها، لتكتمل لوحة البؤس على وجهها الشاحب...(وماذا سيغير ذلك ؟؟...)... تشجعت براء حين تواصلت معها تقول باندفاع ....(نشتكي عليه عند الشرطة ....القانون أصبح فيه انصاف كبير للمرأة ... سنقدم التقرير الطبي... ونسجنه ...)... غاص قلبها في الوجوم تقول بيأس أخذ منها القدر الوفير ....(لا أستطيع .... أين سأذهب بعدها ؟؟...)... ربتت على كفها تستفسر بحيرة ...(أنت يتيمة ؟؟...لا أهل لك ؟؟)... لازال التهكم المرير متشبثا بملامحها تجيب بألم ....(في الحقيقة أجل .....أنا يتيمة ..... يتيمة والدين على قيد الحياة ....)... قطبت براء بريبة، فقامت من مكانها تكمل بمرار...(أهلي أول من سيجلدني إن أخذت حقي .....أتوسل إليك يا آنسة ...أعيديني الى المصنع ....لن يتولى أمري سوى خالقي ....).... تأملتها بصدمة، ثم تنفست بعمق تخرج بطاقة من جيب سروالها الخلفي، وضعتها في كف يدها تقول بحزم ....(الله سبحانه يبعث العون بطرق شتى ..... أنا استطيع مساعدتك ....فكري جيدا ....إن أردت ان تعيشي بكرامة ... اتصلي بي ...).... أطبقت حفصة على البطاقة، تومئ لها بامتنان، فتقدمتها لتجد ياسين على باب الغرفة يرمقها بمقلتين لامعتين بتصميم غريب. هز رأسه بتحية ثم استدار مغادرا دون كلمة، وأوصلها السيد عمر الذي عاملها بنفس الحنان الأبوي الذي يعامل به ابنته التي لم تكف عن التحدث و التحدث الى أن وصلوا الى المصنع. و لعجبها لم تمل من ثرثرتها، بل أنصتت لكل كلمة تشجيع تخرجها من بين شفتيها الصغيرتين بقوة غريبة، كغرابة تَحَمُّل والدها لها، وابتسامته المرحة تلمع بفخر يخصه بها كلما تحدثت بثقة وإقدام.
................................
منزل آل عيسى بعد الظهر ...

أطرق برأسه وهو يلج متسللا بخفة الى غرفته، بينما الضيوف تُهل على بيته مباركةً الحمل. كان سيفتح الباب لكنه تذكر أختها، فتردد ودقه مستأذنا. زفرت رواح بضجر، فأختها هادئة كما العادة تستغل راحتها بين الذكر و تلاوة القرآن، بينما هي فعلت مثلها ثم أشعلت جهاز التلفاز الذي لم تجد فيه ما يرفه عنها. خرجت للشرفة مرات عدة، واتجهت للمطبخ مرة واحدة أعادت فيها أواني الفطور وجلبت الغداء لها ولأختها، متجنبة التجول في الأرجاء خشية من ملاقاة المنحل مرة أخرى. سمعت دقا على الباب، فقامت مسرعة تحمد الله على أمر ما يخرجها من الضجر. فتحت الباب فابتسمت بهدوء تقول..(مرحبا أخي ابراهيم .... )... أومأ يلقي نظرة الى داخل الغرفة يجيب ...(مرحبا رواح ... كيف الحال؟؟).... خطت الى خارج الغرفة، تشير له كي يدخل قائلة بمكر ....(على خير حال ...الحمد لله ....كلما أخبرتها أنك طلبت منها شيئا ....فعلته دون نقاش ....عن اذنك ..).. ابتسم بخفة، ثم أقفل الباب ليستدير إليها، ويجدها تنظر إليه تومئ بيأس. اتسعت بسمته واقترب منها وجلس بجانبها على السرير، يرمقها برقة لا تمت لحاله قبل لحظات بصلة، وكأنه يتجلد بجلد ليس له ما إن يتركها، ثم يعود الى أصله معها وبها. داعب أنفها بطرف اصبعه قائلا ...(كيف حالك ؟؟...)... همست تحمر بتلقائية ..(بخير الحمد لله ...)... تمتم بالحمد فسألت باهتمام ..(هل أكلت شيئا ؟؟)... تذكر مصابه، فقال بوجوم وهو يرمي الحذاء من على رجليه، ليتمدد بالقرب منها... (أجل ....أكلت ....طعاما ...)... صمتا يتبادلان النظرات، دون أن يتجرأ أحد منهما على النطق. ثم وفجأة رفع رأسه ووضعه على أعلى بطنها متنهدا بتعب، مطوقا خصرها بذراعيه. مرغ أنفه برقة في ملابسها فوق بشرة بطنها، واخذ نفسا عميقا يستنشق عطرها الهادئ. هدوء وسكينة هما ما يشعر بهما بجانبها، كل ما يفتقده في حياته يجده معها، تلك الصامتة تناسبه أكثر من أي شخص آخر، كان يسمع في الشرع أن الزواج سكينة ومودة، وكم سمع عن الناس السخرية من الأمر، وما لانهاية من النكت عن الحياة الزوجية، وجحيمها. وقد عاشر احدى تلك العلاقات، بين والديه. هل هذا يعني أنه محظوظ، أم أنه كما يقال عسل البداية؟؟!!. ضمها بشدة ينفي لنفسه مخاوفه الداخلية، يهمس بأفكاره ...(لا ...انا لست مثله ....سأحافظ على نعمة الله علي .... لطالما أحترمها و أحافظ عليها .....أحميها حتى من نفسي ...فهي ستبقى لي رحمة وسكن ....لن أقع في اخطائه ... بما أن الله قال أنهن سكن لنا و نحن سكن لهن... فهذا موجود و حقيقي ....ولا شأن لي بشواذ الأمور..)... شعر بملمس كفيها الدافئتين على رأسها، فاغمض جفنيه ليفتحهما باتساع حين همست بتردد مرتعش، خائف ....(ما بك .....إب.....راهيم ؟؟..)... نظر إليها مقطبا بدهشة، فاستطردت بنفس الهمس المتردد...(آسفة ...أنا ...)... رفع رأسه والتقط شفتيها بحاجة ملحة بدأ يفهم عاطفتها، إنه يحب تلك الفتاة، أول حب في حياته، زوجته. أبعدها قليلا جدا وهمس بحب تمكن من قلبه فاتحد بجفاء، ينطفئ كلما اقترب منها....(لا تتأسفي حق ...انا من حقك ...كما أنت من حقي... إسأليني كما لم تسألي أحدا ..... تدخلي في خصوصياتي فأنا خاصتك كما أنت خاصتي ....)... دمعت مقلتيها، تشعر بالعذاب في جوفه، فيمسح دموعها مستفسرا ..(لما البكاء الآن؟؟...)... رفعت اصبعها ولمست عينيه دون حقا أن تلمسهما، تهمس بوجوم أصاب قلبها الذي اضناها بتغيره، بهيجانه القوي، بنبضاته المسرعة. ....(أنت تبكي .....تماما كما كنت في الماضي ...الفرق الوحيد هو انعدام الدموع ...)...شهق، حقا شهق صدمة، انه بالفعل يبكي، لا بل ينزف دما، أمسك وجهها بين كفيه يهمس بلوعة أليمة....(أنا أنزف حق .... أحشائي تتقد بألم رهيب ...ألم لا اجد له مسكنا سوى القرب منك .....أنا بالفعل أبكي ...)... بلع ريقه يردف بلوعة ....(أبكي بلا دموع.... ليس كبرياءً يا حق .....فقد أُنهكت قواي.... واستنزف الصلب من دمي ...لكن الدموع قد جفت منذ زمن بعيد.... بعيد جدا حيث لم اعد اتذكر ...متى بدأ النزيف بدل الدموع .....آآه يا حق !!...آآه)... عاد يدس وجهه في بطنها، مطوقا خصرها بشدة، لتجذبه هي الأخرى تطوقه تحميه من مجهول تشعر به ولا تعرفه، فتفعل ما تبرع فيه ما تثق في قوة تأثيره....(بسم الله الرحمان الرحيم ....الحمد لله رب العالمين .....).... في تلك اللحظة انطفا اللهيب في أحشائه، وحل السلام بردا على قلبه من لهيب آلامه. إنها حقا سكن له.

………………………………

مصنع المرابط .....نهاية الدوام .....

جمع الملفات ووضعها جانبا، ثم نظر الى ساعته ليجد ان الدوام قد انتهى، وقد أنهى عمل أسبوع بالكامل، كانت تلك أفضل طريقة كي يمر الوقت عليه بسرعة لا تثير جنونه. استعد واقترب من النافذة منتظرا، لحظات وحمل محفظة حاسوبه وانطلق بعزم.


آوت الى الحمام، بعد ان لاحظت تجنب السيد عمر تحميلها أي مسؤولية، مراعاة لحالتها. تشكر له صمته وابتعاده دون أن تخفى عنها نظراته المتفقدة كل حين. إنها تنساق له بعاطفة متأثره باهتمامه الأبوي، جوفها يلهث بأُوارٍ شديد لقطرة حنان، رأفة أو حتى شفقة. حدقت في المرآة ترى انعكاسها، لا، تلك الفتاة ليست هي، ذلك الوجه المكدوم المزين ببقع زرقاء بشعة، ليس لها. انها فتاة أخرى. فتاة ضعيفة بائسة، مُعَنَّفَه، فتاة تثير الشفقة. ماذا جرى وكيف ومتى ؟، حتى أصبحت لا تتعرف على نفسها. هل هذه هي حياتها الأبدية؟، هل قُدر لها العذاب والذل طوال حياتها؟، كيف السبيل الى السلام. كل ما تريده هو السلام. تردد قول براء يرج ذهنها بقوة ...(إن قررت العيش بكرامة .....العيش بكرامة .....العيش بكرامة ....).... سالت دموعها من مقلتيها المحمرة تعبا و بكاء. تهمس بمرار...(لم أعش بكرامة تحت سقف أبي ....فكيف سأجده تحت سقف غريب مهمن يكن ...). جلّدت نفسها بقوة زائفة، وخرجت من مخبئها، تستجير بخالقها من شر ما هو آت. أسرعت الى الشارع بعد أن ألقت تحية مقتضبة على السيد عمر، ورمت باب مكتب ياسين بنظرة واجمة، فهي تخشى دخول زوجها بفضيحة جديدة، هي في غنى عنها. فتحت الباب ما إن أوقف سيارته، وركبت بصمت تحت انظاره المراقبة بمكر، يزفر أنفاس الدخان بين إصبعيه. تلفت حولهما يبحث عن شيئ ما، فنظرت اليه حين لم ينطلق، ليقول بتهكم ...(غريب !!...)... قطبت بحيرة فأردف باسما بسماجة ...(لم يسأل أحد عن هيأتك البشعة ؟؟....)... عبست تلمع مقلتيها بدموع جديدة وقديمة، فهز كتفيه وانطلق مستطردا يرميها بسهام السم ...(ستظلين دائما تافهة ....حقيرة لا يلتفت لها أحد ....)... عضت شفتها وصمت اذنيها عن حديثه، تستغفر سرا، وتفكر في كلمات براء التي لحسن حظها لا تفارق سمعها. تفاجأت بهزه لها لتجفل من سهوها الرحيم بها، فرفعت راسها لتجد نفسها امام بيت حماتها....(لم اكن أريد المجيئ بسبب منظرك هذا ....لكن أمي ألحت علي بشكل غريب ....أقفلي فمك و لا تبرري شيئا ....).. زفرت بإرهاق، هذا ما كان ينقصها. ترجلت باستسلام غريب تُسلم مقاليد نفسها لخالقها، ولسانها يلهج بالذكر وبطريقة لم تعهدها من قبل.


يتبع....


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:21 AM   #624

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]
[IMG][/IMG]



منزل آل عيسى .....

)تعال معي منصف ....لنجلس في الحديقة ...الى أن يخرجن النسوة ..).. تبعه صديقه قائلا باستغراب....(بيتكم لا يخلوا من الناس ...و كأنهم لا يصدقون انتهاز فرصة لزيارتكم ....)... ضحك عيسى وهو يرخي رجله المكسورة يرد بسخرية...(إنها العادات ... وضف على ذلك تقليدا خاصا بنا ...قبل ان....)... بتر حديثه ونزل الوجوم على وجهه بغتة، ليقول منصف بجدية....(اسمعني عيسى ....أنا صديقك ... عشرتي معك تحتم علي إخبارك بشيئ مهم ...)... انتبه إليه باهتمام فاستطرد ...(يجب ان تتحدث عيسى .....أخرج ما في داخلك ...تخلص منه ....ذلك الهم يتغدى على أعصابك و أحشائك ...أشعر أن ما تخفيه ...)... زم شفتيه باحثا عن أنسب كلمات توافق حساسية الموضوع ...(ما تخفيه يسبب لك حرجا ....بل شيئ ما أكبر ...خزي ....)...جمد الدم في عروقه فنظر منصف الى عينيه مباشرة يقول بقلق ...(أنا صديقك عيسى لا أكاد أفارقك ...حين تألف الحديث عن ما يضنيك أمامي... يخف الألم تدريجيا ...ويوما ما ستجد نفسك حرا من سجن بنيت أنت جدرانه حولك ...)... لاح شبح ابتسامة على جانب فمه قائلا بمزاح...(أخطأت في تخصص دراستك ... أنت تتحدث كأخي اسماعيل ...)... تنهد بضجر يقول بعبوس مزعوم ...(تتهرب ....و أنا صادق في قولي ..)...زفر عيسى ممسدا على صدره فحل عليهما الصمت بظله، سوى من أصوات نساء بعيدة. فقال فجأة ...(كل صبي صغير ....يتطلع الى رجل واحد ...يعتبره قدوة... بطل خارق ... ينسج أحلاما طفولية حول ذلك الرجل الذي يراه كل صغير ضخم ....قادر على كل شيئ... )... استدار الى صديقه مردفا بجمود ....(الوالد !!)... ثم ابتسم ببرود ...(أتعلم ماذا يحدث ....حين يفيق الصبي الصغير من حلم وردي ....يُعتبر من أبسط حقوق كل طفل ؟؟!!.... على كابوس يملئه الخزي و الخجل....والذل بعد عزة ؟؟!!... )... صمت منصف ينصت بإمعان، بينما عيسى يدعك راحة يده بالأخرى مستطرد بامتعاض ممتزج بوجع...(يتكسر كل مبدأ وأساس بنى عليهم كيانه ....هكذا ....يتفتت الى ذرات ....يستحيل جمعها مرة أخرى ....مهما حاول ....مهما رحل و ابتعد ...وادعى التجاهل... تحاصره ليل نهار ...فتُغرق قلبه في كمد ....)... عاد الى صمته ومنصف ينتظره بصبر، وحين قرر التحدث مرة أخرى، كان تزامنا مع قلب آخر تجرع ما هو أقسى وأشد، يهمس لزوجته بنبرة خافتة، لا يعلم إن كان من الخجل، الخزي، أم فقط التعب ....(ذلك الرجل ....والدي .... كان عنوان للقسوة ...كل مرة علمت فيها عن عقاب ينتظرني ...بسبب صفة فيه لم أُفلح في التحلي بها .....أو أمر لم أستطع تنفيذه ...)..تلكأ ثم أردف بنفس الخفوت ...(أتعمد الانفراد به عن شقيقيْ .... فلا يتعرفان عن مدى قساوة والدهم ..... لكن اسماعيل كان يعرف ....رأيتها في عينيه التان تلمعان بدموع حبيسة... كل مرة عدت فيها من اجتماع منفرد بأبي....)... شد على ضم خصرها، ووجهه مندس في بطنها، يبحث عن حنان لم يشبع منه، يقول بلوعة ...(لقد حاولت ....أقسم أنني حاولت ... حتى أنني كنت أضحك في وجه عيسى ...حينها ....كان طفلا صغيرا ....وكلما رآني أضحك له ....يسعد فيجري ليأخذ حقه من السعادة المفترضة من والده... ليتلقفه دافعا اياه الى السماء يضحك بانتشاء من تسلط مارسه علي ..... لكن اسماعيل كان أوعى .... لذا كان متباعدا ....خائفا ....)...

تاهت مقلتي عيسى الى نفس الماضي، ينطق بنبرة لم تختلف عن نبرة أخيه المريرة ....(أحببته يا منصف ....أحببت ضخامته ....و تخيلت كل بطل خارق... يحمل ملامح وجهه .... أتذكر غيرتي من ابراهيم... ظننته تجمعه به علاقة خاصة .... كان يصاحبه كثيرا ...ويجتمع به لوحدهما أكثر ....فأنتظر بفارغ الصبر كي يحين دوري.... وحين يطل علي وجه أخي ابراهيم الضاحك ....تهتاج الغيرة في قلبي ...فأنطلق كرصاصة مسرعا ليتلقفني ويلاعبني ....وأشعر .....)... بلع ريقه والتفت اليه مردفا بشجن...(كنت أشعر بي أطير في السماء ....و اتخيله البطل الخارق الذي يطير محلقا بي ....بعدها يضعني على الأرض ويرحل ....كان لدي احساس ببرودة تتخلل اهتمامه بي ...شيئ ما لم يستوعبه عقل صبي صغير ....).... تلكأ قليلا ثم أردف ...(النفاق!! ....عاطفته نحوي لم تكن صادقة منصف... ذلك الرجل لا يعرف معنى الحب و الحنان الأبوي.... مع أننا أبناء جبل و نعلم عن جفاء الرجال .....لكن قسوته هو شيئ آخر لا تمت للإنسانية بصلة...كبرت لأعلم أن ابراهيم من واجه وجهه الحقيقي ....حتى اسماعيل كان عالما به لكن من تحمله شقيقي الأكبر......).... مسد منصف جانب فمه بخفة، ثم سأل بحيرة ...(صرت متأكد من أن السبب في همك والدك ......كما فهمت انه كان يسيئ معاملة شقيقك ....لكن الى الآن لا افهم ....ما هذا الذي فعله ؟...قلب موازين مدينتكم بأكملها ...وليس فقط عائلتكم .....وأين هو؟...).

الآخر في حضن زوجته، يلقي بالكلمات الى خارج جوفه تحمل أعباء من الألم والوجع ....(تعلمين يا حق ؟؟... تحملت منه كل ما فعله به ....تهزئيه وإهانته لي كل يوم بمختلف السباب و النعوت ..... جلده لظهري ورجلي بحزام سرواله ... لازلت أحمل ندوباً إن كان على الجسد أو الفؤاد .....لكنني رفضت كرهه....كنت أطفئ كل نار تتأجج في كياني لتنتقم لكبريائي و كرامتي ....بكلمة واحدة ....إنه والدي.... مهما كانت صفاته ومهما عاملني بقسوة...كل ذلك من أجل مصلحتي ....لكن ....).

مد عيسى كفه اليمنى يجذب بها طوق قميصه، يشعر باختناق انفاسه في صدره، ليقول بمقلتين انحبس فيهما الندى، حتى لمعتا كالبلور الأسود. ....(كل ما اذكره أنه اختفى فجأة من حياتنا ....كنت صغيرا جدا لأستوعب ...فكذبوا علي ...كل مرة بحجة ....بكيت وثرت ...كنت أريد أبي .... او بالأحرى الصورة التي نسجتها له ....وبعد الثورة استسلمت فلم أعد اذكره إلا قليلا ....إلى ان علمت كل شيئ بأشد الطرق بشاعة ...).

دموعها مدرارا على خديها، تشاركه الألم بصمت، كل ما تفعله هو احتواء رأسه في حضنها، تمسد على خصلات شعره القصيرة بحنو. تمده بدعم خفي، ساكنة تنتظر كلماته المتباعدة بصبر...(استيقظت يوما على صياح أمي .... تولول وتنوح على جدي ...هذا الأخير كان وجهه مسودا كما لم يكن من قبل ....جامدا وشاحبا شحوب الأموات.... لم افهم من حديث أمي ...سوى كلمات عن خيانة وابن حرام ....ليقاطعها جدي بما قلب كياني وجعل كل ما مررت به من عذاب لا يقترن بجحيم التهمنا بعدها ....)...

أراح ظهره على الكرسي في الحديقة، ورفع وجهه الى أوراق الشجر فوقه يلتحم مع الذكرى ....(علمت كل شيئ في المدرسة ...حين تلقيت اهانات ممن كانوا أصدقائي قبلا ....استشعرت تغير الناس في معاملتي ...نظرات مريبة ...كلمات جافة ...الى أن ضاق بي الذرع من اهانات الاولاد من حولي فضربت أحدهم ...لأسمع ابشع الكلمات يمكن لصبي أن يسمعها في حياته ..... ).. التفت الى منصف المصغي باهتمام، وقلق من ارتعاد صديقه الثابت دائما، ثم قال ..(والدي العزيز ....لم يكتفي بخيانة والدتي مع عاهرات المدينة .....ولم يكتفي بإنجاب ابن حرام من احداهن .... بل تعدى الأمر الى تورطه في تجارة السلاح... مع عصابة مطاريد الجبل .......تصور أنت ...بكر آل عيسى ...كبير مدينة الجبل والذي يفترض به حاميا لأهل الجبل وحقوقهم .... تنكشف حقيقته المخجلة ....على انه خائن لأهل بيته و لأهل مدينته ...فكيف سيكون رد فعل الناس ؟؟....بل كيف سيكون رد فعلنا بالله عليك؟؟ ...).

(كشفه أقرب اصدقائه ...وأحد شركائه يا حق ....من كان طبعه الخيانة لا يميز بين ضحاياه ...خان صديقه وهتك عرضه ....فكشفه للناس... لم يهمه شراكته معه ....كل ما كان يهمه الإنتقام لشرف أخته ....فسلم نفسه للشرطة ومعه كل أدلة جرائم شريكه ....انقلبت حياتنا... وفر أعمامي الى الخارج هربا من العار ...لكنني صمدت ... تجلدت بالصبر وتحملت من أجلي عائلتي ....من أجل أمي التي تكبدت عناء الغدر ...ومن أجل صدمة كانت ستؤدي بحياة جدي ....و الأهم من أجل شقيقيْ ....ما كنت لأدعهما يضيعان وسط زوبعة لا دخل لهما بها ....ومع كل محاولتي وحربي من اجلهما.... إلا أن الأمر قد وشم كل واحد منهما بوشم يصعب شفاءه ...).

ضرب عيسى على صدره، بقبضة يده. فوق قلبه تحديدا يقول بألم ...(الألم هنا يا منصف لا يطاق ...سواد الكره ...وشعور الخزي ...صعب جدا تحملهما معا ...أنت محق ...إنه ينهش من احشائي بضراوة ...لا أستطيع التخلص منه ...لا أستطيع ...)...ربت منصف على يده مهدئا يقول بهوادة ....(سيهدأ ...صدقني ... الزمن كفيل بذلك ...وأنت على اول الطريق ...).

رفعت رأسه لتنظر الى وجهه. لأول مرة في حياتها توضع في موقف مماثل. فلم تعلم ما الذي يجب عليها فعله؟، سوى اتباع احساسها. لذا اقتربت من خده وقبلته بحنان تهمس بحياء.... (الحزن يقهر القلب ....وينهك القوى ...لن أدعي الشعور بما تشعر به.... لكن ما أعلمه يقينا من خالقي ...أن الدنيا تبقى دنيا مهما حدث فيها ....أيامها تتعاقب وتروح ولا تعود ....ولا شيئ فيها يدوم ...والبلاء فيها فرض على كل مؤمن ...والدنيا بنفسها برهنت لي على ذلك ...أكبر المصائب يا ابراهيم هو موت العبد على غير التوحيد بالله ....غير ذلك ....لا يجب ان يدعه المؤمن يتسلل الى قلبه بألم مع استمراره ينقلب الى حزن غائر.... فيقتات على أحاسيسه الجميلة... الى أن يستنزفها ...ويصيبه باليأس .... وما دام الله موجود فالأمل موجود ...لأن ما يغفل عنه العبد ...ان بمجرد موته ...سينسى كل أحداث الدنيا ويتحسر على ضياع كل لحظة فيها.... على حزن او تفكير في امور ليس بيده تغييرها....ويتمنى العودة ليعيش في طاعة الله فقط....).... بلع ريقه وقد غاصت جنباته مع كلماتها في روحانية استلت فؤاده من ألمه، بينما هي ترمقه بمقلتين رؤوفتين حنونتين، يتعلق ندى الدموع برموشهما، مردفه بنبرتها المنخفضة، المرتعشة بخجل....(أنت على سبيل المثال .... لا تدع نقمة والدك ....تنسيك نعمة جدك السيد المهيب ...الوقور ..والذي عاملكم بحنان لم تروه من والدكم ....ولا تنسى نعمة الأم المستعدة لبدل الرخيص و الغالي من اجلكم ....كما لا تنسى نعمة أخويك ...يقفان جوارك ...يؤازرانك...يحبانك و يحترمانك ....هذا غير نعمة الصحة و المال وسلامة العقل .... و الأهم من كل ذلك ...أنك تسجد لله موحدا اياه ....تلك النعمة لحالها أكبر وأهم من أي شيئ آخر ....).. ابتسم بإعجاب اختلط بحب وتقدير، فاقترب من فمها يهمس بوله ...(وهناك نعمة نسيتِ ذكرها ....)... توترت من تبدل نظراته، تتنفس بسرعة فأكمل قبل أن يقبلها يضمها الى قلبه بقوة...(أنتِ ....حبيبتي ...).

تنفس عيسى بقوة كي يملا رئتيه بالهواء، ومنصف لا ينفك يكف عن محاولاته...(استعذ بالله من الشيطان ....واهدأ .... الزمن كفيل بكل شيئ .....صدقني ..)...هم بالرد لينتفض كليهما على صياح انثوي، أسرعا متتبعين مصدره، ليقفا في الحديقة الخلفية بأعين متسعة من مشهد لم يكونا ليتخيلا رؤيته أبدا، من شدة اندهاشهما توقفا جامدين مكانيهما، وكأن منظر رواح الممسكة برأس نجوى تسحبه بقوة وهي جالسة على بطن الأخيرة المسجاة على الأرض، لا يمت للواقع بصلة.

يتبع .......


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:27 AM   #625

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

منزل أهل عزيز ...

تقوست حاجبيه بدهشة، وهو يرى اكلاته المفضلة فابتسم قائلا ...(ما هذه الوليمة يا أمي؟ ...ما مناسبتها ؟؟...)... اقتربت منه تربت على صدره، قائلة بسرور أصاب قلبها منذ أن لمحت هيئة كنتها، تستبشر خيرا بأعمال سيدها الفقيه ميلود...(بمناسبة عمل زوجتك... أوليست مناسبة مفرحة؟؟...)... رمقها بمكر يفهم هو والدته كراحة يده، او هذا ما يظنه، يعلم أنها لا تحبها، ولازالت تلومه عن ترك ابنة خالته من اجل غريبة لا تعرف عنها شيئا. جلس مكانه بعد ان مر على والده المسطح مرضا على السرير، يكاد لا يذكر المكان و لا الناس من حوله. ..(بارك الله فيك يا أمي ....منظره شهي ... خصوصا الثريد...ممممم!! ..***أكلة محلية تسمى بلهجتهم ...تَقْبْزْ ..وهو عبارة عن خبز التنور اليابس مقطع الى قطع صغيرة ....ويسقى بمرق لحم بالبصل .. مع اليقطين الأحمر والفلف الحار ***)... مد يده دون حتى بسملة، وبدأ في التهام طعامه المفضل. جلبت خالته إناء تسلمته شقيقتها من بين يديها وهما تتناظران بخبت. اخذت المزيد من المرق تضعه في ما يليه، قائلة بمكر ...(كل بني ...كثرت فيه القرع والفلفل كما تحب ...).. التفتت الى حفصة المطرقة برأسها، بعد أن سحبت كأس الماء تتلهى عنهم بالشرب منه، وهي تشعر بنفور رهيب من كل ما يحدث امامها. كرهت أولئك الناس من قلبها، لم يسبق ان كرهت أحدا من قبل، لكنها تعلمت الإحساس البشع على يدي زوجها وأبيها الذي شعرت بكره نحوه هو الآخر ....(لما لا تأكلين يا حفصة ...أم أن طعامنا لا يرقى الى ذوقك الرفيع؟؟...)... بلعت جرعة الماء في فمها تومئ بتوتر، فابتسمتا بشماتة حين هتف زوجها بسخط أفزعها، وجعلها تلتقط الملعقة بارتعاش تدعي الأكل...(كلي !!...)...
ضاقت انفاسه وتصبب العرق على جبينه، فتنفس بصعوبة وهو يرمي يسحب يده لاعقا اياه يقول بلهاث ...(سلمت يداك أمي ...إنه لذيذ ...)... أشارت والدته الى الطعام تضيف له من المرق تحثه ...(كل ابني ...كل المزيد..)...اومأ بسلب وهو يمسد على صدره الضائق....(لا أمي ...يكفي ...شبعت ...بطني مملوءة على آخرها ...)... ابتسمت وأشارت لأختها كي تلملم ما على الطاولة، فقام كي يغسل يديه في الحمام. قامت هي الأخرى لتساعدهما فأمسكت حماتها بيدها ترميها بغضب أظهر مدى بشاعة وجهها، تهمس بغل ...(لا تلمسي شيئا ...لا تفكري أبدا بانك من هذه العائلة... فسريعا جدا ستكونين خارجها ...)... قطبت حفصة بجهل ودهشة، انقلبت الى صدمة، حين صرخت شقيقة حماتها تصيح باسم عزيز، الملقى على الأرض كجثة خالية من الحياة.
…………………………

اقتباس:
[img][/img]
منزل آل عيسى ...

منذ ان تركت غرفة أختها، وهي عالقة بين النسوة المتدفقة عليهم من كل حدب وصوب، يباركون الحمل، ويعبرن عن حسدهن و إعجابهن بالحمل المبكر دون خجل، مما جعلها تقرأ المعوذتين طول الوقت بينها و بين خالقها. لكن ما افسد مزاحها بالفعل، هي نجوى التي لم تفوت عليها فرصة زيارة بيت آل عيسى وطبعا الهدف معروف. حاولت تجنبها إلا أنها لم تكف عن إلقاء نكات ساخرة تشير الى إعاقتها، وتنتقص من قدْرها. ضاق بها المكان فقامت منسحبة تتبعها نظراتها الحارقة. لمحته وصديقه في الحديقة الأمامية، فتسللت عائدة واتجهت الى المطبخ ومنه خرجت الى الحديقة الخلفية. تخصرت وهي تحاول تدارك أنفاسها المتلاحقة تفر من صدرها بسرعة، كما دموعها الحارة المتدفقة على وجنتيها. ...(أنظروا من هنا ؟؟...يفر ليختبئ كالفأر المذعور ...أووا تبكين ؟؟....مسكينة !!..)... أنهت حديثها بتهكم، فاستدارت إليها دون ان تكلف نفسها، عناء مسح دموعها. رفعت راسها بكبرياء كالعادة وقالت بجمود...(ماذا تريدين نجوى؟... على فكرة ....هدفك في الحديقة الأمامية... إذهبي لتتوددي إليه ...عسى أن يشفق عليك بنظرة منه ...)... زفرت نجوى بغضب تتذكر اهماله لها حين القت عليه التحية سابقا، ولم ينظر إليها، بل لم يبدو عليه ملاحظة أحد من الأساس، فقالت بحقد ...(الشفقة من نصيبك عزيزتي ... وأنا متأكدة من انك تتلقينها كل يوم في هذا البيت ...أليس كذلك ؟؟...)... شدت على فكيها، تشعر بقلبها على وشك الانفجار، تتساءل لما يؤلمها الأمر بذلك الشكل، لما قلبها يحرق أحشاءها إن فكرت في اهانته لها هو من دون الخلق. لم تجبها و خطت متجهة الى الممر الجانبي كي تخرج من البيت بأكمله، لكنها لحقت بها توقفها قبل ان تصل الى نهايته، تقول بتشفي ...(إذن استسلمت للعبة الشفقة ....انا لست مصدومة .. كنت اعلم انك ستتقبلين منه أي نوع من العاطفة ...حتى لو تسلى بك لبعض الوقت ...في النهاية أنت بيت وقف... من هذا العاقل الذي سيفكر بك؟! ....)...لهاثها يرتفع مع كل كلمة تقولها الأخرى حتى انسل منها تحكمها في نفسها، وانقضّت على طرحتها تسحب رأسها بقوة. ألقت بيها على الأرض وجذبت طرف شالها من مكان تباته، ثم بقوة ليست لها لفته على عنقها و جلست على بطنها، تهتف بهياج لم تعهده، وكأنها ليست هي ....(أنا بيت وقف!! ....أنا !!....بل أنت الحقيرة ...تتسول اهتمام الشباب ....ابتعدي عني ...لا اريد رؤيتك...أكرهك!! ... أكرهك!! ...)... لم تشعر بنفسها إلا وهي تُبعد بقوة من علي نجوى المزرق وجهها من قلة الهواء. لتجد شمة بوجهها تهتف بصدمة...(ستقتلينها يا رواح ....هل جننتِ؟...)... بلعت ريقها و قد بدأ عقلها يعود الى قواعده بسلام....(و أنتما !!... ماذا كنتما تنتظران؟؟...لولا خروجي لجلب النعناع من الحديقة ...لما سمعتهما بسبب ضجيج النساء في البيت .... ).. اتسعت مقلتي رواح وهي تكتشف حضوره مشهدها المخجل، لتنسى ذلك حين قامت نجوى بمساعدة شمة، تسعل دون ان يمنعها ذلك من الهتاف بتوعد .....(ايتها الحقيرة ....أقسم ستدفعين ثمن ما فعلته .... أيتها العرجاء !!...)... توقفت يديها عن ترتيب مظهرها المزرى، حين تدخلت شمة تقول بمهادنة... (اهدئي يا ابنتي ....وأخفضي صوتك...)... صاحت بغل واحتقار ...(بل سأفضحها ....ليعلموا من اي عائلة وضيعة تزوجوا ....)... همت بالانقضاض عليها من جديد، فتدخل منصف الذي لم يتخلص من صدمته بعد، يساعد شمة في منع رواح على الأخرى....(لا تذكري عائلتي بلسانك الوسخ ... أنا من سيعلمك درسا لن تنسينه ...)... عيسى جامد مكانه بنفس الصدمة، عقله يحلل كيفية ما شاهده من قبل. هذه الضئيلة ذات الرجل الضعيفة، تتحول الى لبوة شرسة تنقض على أعدائها دون رحمة. تحدث منصف يقول بدهشة ....(اهدئا ... من فضلكما ....لا يصح ما تفعلانه ....)... صاحت الأخرى بسخط تدافع ...(وهل تفرق بين الصحيح والخطأ ؟؟....تلك العرجاء ....)... رمقها منصف بعتاب يقول زاجرا ...(من فضلك يا آنسة ...)... تدخل عيسى أخيرا يقول بنبرة أخفى التسلية فيها جيدا، يريد استفزازها من جديد، بعد ان هدأت، شيئ ما في صدره يلح عليه كي يخرج تلك اللبوة من مخبئها ...(آنسة رواح ....لما أجهزتِ عليها ؟؟....تصرفك غير مسؤول بالمرة ...)... إلتفت إليه منصف، وقد تعرف على نبرته المتسلية حتى إن أخفاها، يكتشفها، هو صديقه ...(حقا ؟!)... لم تمهله رواح تهتف في وجه عيسى بجمود ....(هي من ظلمتني ....والبادئ أظلم !!...)... تجاهل عيسى نظرات منصف المتهكمة، وهو يقول بحزم مزعوم يشير بيده اليمنى أعلى اليسرى...(انت من اعتلى الشجار .....إذن أنت من ظلم ....)... ابتسمت نجوى بتشفي ، فتنفست رواح بشدة وخطت تقف أمامه تقول بحزم اختلط بتهكم تحت انظار شمة القلقة، ومنصف المترقبة ....(بما أنك تريد لعب دور القاضي ....فمن الأفضل أن تعلم الحقيقة بكاملها ....)... توترت نجوى وتململت في وقفتها، بينما عيسى يهز رأسه موافقا، لتستطرد ببرود ساخط ...(الآنسة اسمها نجوى ..... والجميع في الثانوية يعلم عن اعجابها بك ...)... شهقت نجوى بفزع والأخرى تكمل بشماتة من ملامح عيسى المدهوشة. منصف يضم يديه الى صدره والتسلية تزين وجهه الباسم، اما شمة فتقبض على صدرها بنفس فزع نجوى....(بسبب ما أنا لا أعلمه ....كرهتني منذ الصغر ....تهينني بإعاقتي في كل مناسبة ....كل الماضي في كفة ....والحاضر منذ ان قرر شقيقك الزواج بأختي ...في كفة أخرى ...لأن الآنسة المبجلة ولسبب ما آخر أجهله ..تظن أنني ند لها...وسأفوز بإعجاب الدون جوان .... )... أشارت إليه بسخرية تقوس لها حاجبه الأيسر الكث، ومنصف يكبت ضحكة لو أطلقها لجلجلت المكان حولهم. نجوى تستشيط غضبا، ورواح تكمل بكل ثقة تتمكن من قلبه رويدا رويدا ....(حتى أنها لا تستطيع الاعتراف بذلك ...فتتهمني بتوسل الشفقة منك.....لأحصل على أي عاطفة ... حتى لو كانت تسلية....) .... تجمدت ملامح عيسى حتى برزت العظمتين جانبي دقنه، كما اختف المرح من على ملامح منصف لتشهق شمة بعنف تهتف بصدمة ...(ماذا تقولين يا ابنتي؟؟...).... لم تُحد بعينيها من على مقلتي عيسى الجامدتين، تردف بتحدي ....(أخبرتني ذلك بالحرف ....وأضافت ...لأنني بيت وقف ...ولا أحد سيلتفت الي على كل حال ...لذلك وبحسب شرعها ....يحق لك التسلية بي ...كما يحق لي الاستفادة من ذلك ...)... جمود، كل جامد مكانه، بعضهم بتوتر والآخرين بغضب. ضمت ذراعيها الى صدرها تقول بتهكم متوتر، زاد من ارتعاش نبرة صوتها...(أما الآن فيمكنك الحكم ....بعد ان علمت كل شيئ....آه وبالمناسبة يمكنك سؤال نهاد عنها وستخبرك ...بعداوتنا الشهيرة كما إعجابها بك..)... قاطعتها نجوى تقول بدفاع ...(لا تصدقوها انها مجنونة .....يبدو أن الاعاقة قد اصابت ذهنها هو الآخر...)...رمقاها منصف وشمة بامتعاض، بينما عيسى يحاصر مقلتي رواح بتحد خفي بينهما، ليقاطع الأخرى الهادرة بكلامها الجارح .... (غادري!!).
.. قطبت رواح في البداية حين ظنت أنه يقصدها، فيلتفت الى التي يقصدها، مؤكدا بغضب شع من ظلمتيه...(غادري !!... وأنصحك أن لا تذكري ما حصل هنا في اي مكان ....لأنك ستكونين الخاسرة الوحيدة ...كما أتمنى ان لا أراك مجددا ...أو حتى أسمع عنك ....)... شحبت سحنة نجوى، تغلي من داخلها، فقد حدث ما كانت تخشاه، بدل ان تفكر انها وقعت في شر أعمالها. حركت مقلتيها لتغادر فأوقفها بنبرة مهددة، خطرة ...(أحذرك من التعرض لعائلتي أو سمعتنا ...ورواح من عائلتي ....والآن غادري!!).... نظرت الى المندهشة ثم عادت ترمق عيسى بكره، وغادرت تجر أذيال خيبتها. بلعت رواح ريقها، تشعر بظمأ رهيب تلاه وهن استولى على أطرافها، لتكتشف أنها بدلت جهدا أكبر من قوتها، فأسندت نفسها الى شمة التي التقطتها بإشفاق، وهمست لها بخفوت ....(خذيني الى غرفتي يا خالة .....)... رافقتها شمة تحثها برفق، بينما منصف يزفر بعدم تصديق يقول ....(يا إلهي!!....ما كان كل هذا ؟؟....)... مسد خلف رأسه وحل العُصابة، ليجيب بجمود ...(هناك بشر يقتاتون على إداء غيرهم...هذا ما كان يا صديقي ...)...أومأ بأسف، ثم قرر قلب الموقف ليرفه عن عيسى الواجم...(لكن رواح قوية ....لن أنسى منظرها فوق الفتاة أبدا ...)... تقوس حاجبي منصف وعيسى ينفخ في وجهه بسخط، ويستدير مغادرا، فيلحق به مسرعا ينادي...(انتظر!! ....عيسى!! ...أنا امزح يا صاح ....انتظر!!...).
يتبع ......


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:33 AM   #626

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

المشفى ....

يقف بعيدا وهو يمسك بالهاتف يهتف بهمس غاضب...(أين انت يا براء؟؟...تأخرت ..)... زفر بضجر ودس هاتفه في جيب سترته، ليعود لمراقبته لتلك الفتاة المنكمشة على نفسها تتنفس بهلع. فكر حتى أضناه التفكير، فقرر مراقبة زوجها كي يعلم عنه كل صغيرة وكبيرة قبل أن يقرر التصرف في امر مساعدتها، لا تنفك كلماتها البائسة تدور وتدور في سراديب عقله. انتظرهما أمام بيت ظن انه لهما، ليتفاجأ بعد ساعتين بسيارة اسعاف تُسعف زوجها بين نواح امرأتين حين تقصى الأمر من الناس بعد مغادرتهم، علم بكل ما حدث. يبدو أن عقاب الله قد سبق قضاءه ما كان يفكر في فعله. لحق بهم الى المشفى، وظل بعيدا يراقب الوضع.
تقف كتمثال نُحِت في مكانه، بمقلتين متسعتين و سحنة شاحبة، تتلاحق انفاسها تسابق دقات قلبها، تشعر بهلع لم تشهده من قبل. تتساءل إن كانت قد غادرته الحياة، هل تحررت بتلك البساطة؟، وهل تلك بالفعل تعتبر حرية؟. استغفرت بخفوت، تنتظر وهي تكاد تفقد عقلها من نُواح المرأتين أمامها. انتفضتا حين هلّ عليهن الطبيب يرمقهن بانزعاج واضح، وهي تراقبهم فاقدة التحكم في رجليها...(ما به ابني يا دكتور؟؟... )... جعد انفه بسخط يرد بعملية لا علاقة لها بملامحه ...(المريض تعرض لتسمم قاتل ....نحن نظفنا المعدة والأمعاء ...لكن القليل منه تفشى في دمه ... يلزمه وقتا طويلا للشفاء منه ....لقد قمنا بإبلاغ الشرطة كي يحققوا في الأمر....)... شهقتا بفزع تتناظران فيما بينهما بتوتر و خوف، ليقاطعهن شرطيان حدثا الطبيب، ثم قال أحدهما يقصدهن ....(ما هي اسمائكن بالكامل ...وما علاقتكن بالمريض ؟...)...تحدثت والدته أول واحدة فلم يخفى عليه، توترها إن كانت هي أو الأخرى بجانبها، أما المرعوبة الواقفة جانبا فقد لفتت الأنظار بهيئتها التي اكتمل بؤسها بصدمةٍ ألجمت لسانها حتى اقترب منها الشرطي، يعيد سؤاله، لتجيبه بارتعاش.
دون المعلومات ثم سألهن عن الحادث، فكان الجواب واحدا. أغمي عليه بعد ان تناول غذاءه. هز الشرطي راسه قائلا بعملية...(هل لديه أعداء ؟؟)... نغزتها شقيقتها تشير الى حفصة، لتهتف ببُهتان عظيم ...(هي !!...)... رمقتهما حفصة بعدم تصديق تتوالى عليها المصائب، فقال الشرطي بحزم ...(ما دليلك؟؟..)... صاحت بحقد ...(منذ ان دخلت حياة ابني لم يعش معها يوما بسلام ... دائما في شجار مستمر ....ألا ترى هيئتها ؟؟... أنا متأكدة من انها انتقمت منه بسبب ضربه لها ...قتلت ابني .....هي قتلت ابني !!...)... لم تتحرك حفصة تراقبهم بصدمة، قضت على الباقي من أعصابها، فقال الشرطي، بضجر ...(هل عندك دليل ؟... إن لم يكن ...فكلكن متهمات الى حين اثبات العكس ...)... عبست حماتها بغل، انقلب الى رعب حين استطرد حديثه ....(سترافقننا الى المركز...الى ان ينتهي الفريق العلمي من تفقد المكان الذي وقع فيه الحادث ...هيا!!)... هتفت بجزع ...(لكن أنا لن أترك ابني لحاله هنا ....انا ...)... (المريض ممنوع من الزيارة ... تفضلن معنا بصمت ...أو اضطررنا لجلبكن بالقوة ...).. لاحقنه باستسلام، وحفصة تتساءل...ماذا بعد؟..
اشتر لبراء والسيد عمر حين لمحهما، ثم اسرع اليهما قائلا دون أن يسمح لهما بالترجل من السيارة ....(لا وقت للشرح ....اتبعا سيارة الشرطة تلك ...و سأقص عليكما كل شيئ حين نصل....هيا !!)... عاد الى سيارته وانطلق خلفهم.
…………………………..
في مكان ما ....

هتف مجيد آمرا أحد العمال...(متى ستنطلقون ؟... لقد تأخر الوقت ...)... اشار له من شاحنته دلالة على انطلاقهم في الحال، فراقبهم الى ان غابوا عن أنظاره، ثم استل الهاتف يدوس على أزراره...(أجل سيد يونس ....طلباتك ستجهز بعد أسبوع ... هذا يعني أن التنفيذ قبل انتهاء الأسبوع ...)... صمت للحظة ثم هز رأسه يبتسم بمكر يجيب ...(اتفقنا ....الى اللقاء ....)... ركب سيارته وسار بها غير آبه لمن لاحق خطواته، طوال اليوم، يهاتف شخصا هو الآخر...(بلى يا حاج ... تفقدتها بنفسي ...لا شيئ غير قانوني ....ما فهمته ان العملية المقصودة اثناء عودة الشاحنات ...اجل يا حاج ...بعد أسبوع ...لا تقلق ...هناك من يراقب الشاحنات ..وأنا لن أفارقه الى أن تأمر بالعكس ....حاضر يا حاج ...وعليكم السلام...)... رمى بالهاتف جانبا، وركز على قيادته متباعدا بحرفية.
…………………….
أمام مركز الشرطة ...

انضم الى سيارة السيد عمر، وقص عليهم كل ما علم ثم أضاف ...(طلبت منك المجيئ كي تقفي بجانبها ....فأنت فتاة ولا مشكلة في ذلك ....لكنك تأخرت ...وهن الآن في المركز...متهمة مع المرأتين بتسميم زوجها ...)... ظللهم الصمت بظله الواجم، فقال السيد عمر بحيرة...(هل تظن أنها...؟)... نظرا اليه بعدم تقبل، فأردف مبررا...(ما أعنيه ...اننا لا نعلم شيئا عن حياتها و علاقتها بزوجها ...)... تدخلت براء تقول بثقة ....(انا لا اظنها تفعل ذلك ... لو اتصفت بالجرأة ...كانت لتقبل بعرضي ... لا ...هناك حلقة مفقودة ...)... أومأ ياسين موافقا، فقال السيد عمر ...(على كل حال يجب أن نرسل لها محاميا ...كي يتولى الدفاع عنها ...ويخبرنا بالتفاصيل ...)... وافقاه على ذلك وطلبوا من براء مرافقة المحامي، بصفة صديقة لها، دون ان يظهرا في الصورة كي لا يسببا لها مشاكل إضافية.
تململت في جلستها بتعب، تتوقع انهيارها في اي لحظة. الجوع والعطش والتعب تمكنوا من جسدها الضعيف، فلم تعد تستطيع تحمل مزيدا من الصدمات. رفهت رأسها تنظر الى مدخل المركز، تترقب وصول والدها، بعد ان اتصلت بهم، لا تعلم لما فكرت في لحظة ان تتصل ببراء، لكنها توسمت في والدها شيئا من الندم، حين يرى مصيرها مع من وضع يده في يده واتفق معه على ظلمها. انتفضت حين لمحته والجا بملامح متغضنة، فقامت من مكانها تنظر اليه بلهفة فتاة تتطلع الى والدها، حتى إن لم تألف منه الحماية من قبل، تأملت فيه خيرا بعد ان يرى حالتها. توجه اليها حين لمحها لتجمد للحظة وجيزة يتأمل وجهها، قبل ان يسأل بسخط ...(ماذا فعلت يا وجه المصائب؟؟...)... شهقت بحدة وكأنها لتو صُدمت، ترمقه بمقلتين جاحظتين... (ظننت أنني سأرتاح من همك بعد زواجك ....لكنك بلاء لا يبلى ...).. التفت الى التي هتفت بشماتة...(لما بليتنا بها ؟... بما انك تعرف عن نحسها ....لقد سممت ابني وسأسجنها ...)... اتسعت مقلتيه بدهشة، والتفت إليها فأومأت تنكر والدموع تنهمر على خديها مدرارا. ظلت تنظر إليه باستجداء، أجاب عليه بصفعة قضت على كل أمل في قلبها تجاه الحياة بأكملها، لتقع على الأرض وللمرة الثانية في يومها ذاك، إلا أنها لم تجد حينها من يتلقف جسدها قبل ان يصطدم بالأرض.

يتبع .....


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:39 AM   #627

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ثلاثة أيام ....
منزل المرابط ...

أعطتها قارورتين بين يديها تهمس بحذر ...(الفقيه يوصيك باستعمالهما اليوم أو الغد على اكثر تقدير ...إن أردت نتيجة مرضية ...كلاهما مكتوب عليه هدفه...).. أومأت ثم سألت بريبة ...(و الملابس؟؟)... أشارت بيدها تفسر..(أستعملهم في سحر متقن ...مدفون في مكان لن يجده حتى العفريت بذات نفسه ....)... ضمت شفتيها بامتعاض، ترمقها بتذبذب لاحظته الأولى، فقالت تحثها ...(فقط افعلي كما اخبرتك ...حاولي اطعامهم من الخلطة ....ولا تقلقي ...). هزت رأسها واشارت لها بالانصراف، لتلتفت الى والدتها القائلة بتوجس... (كيف ستطعمينهم منها ؟...)، زمت شفتيها تفكيرا، ثم قالت ...(سأذهب لزيارتهم محملة ببعض أطعمتهم المفضلة ...ابراهيم أعلم أنه يحب خبز التنور بالبصل و الزيتون ....أما شقيقه فيحب التلبينة ***حساء الشعير بنخالته*** .....سأصبر للغد كي أحمله اليهم باكرا و يفطروا به ....)... رمقتها ببعض الارتباك تسأل....(وماذا عن الحامل ؟؟... ربما قد يجهضها ..ابنتي...)... قامت صباح من مكانها بعنف تهتف بعدم تبات ...(أمي !!... يجب أن تأكل منها ... ثم إن هذا الشيء قليل ....لا اظنه سيؤثر على صحتها ...أريد لهم ان يفترقا فقط ...لن يتأذيا جسديا على الأقل...). زفرت نعيمة تهز رأسها، بعدم يقين. فسألتها صباح وهي تتفقد وجهها في المرآة، تتلمس على السواد تحت مقلتيها ....(أين سافر أبي ؟...)... ضمت شفتيها ترد بسخط ...(لا أدري ... لم يخبرني.... اشعر أنه يخطط لأمر ما هو وجدك ...)...التفتت إليها مستفسرة بريبة ..(مثل ماذا ؟؟...) ..هزت كتفيها بخفة، ترد ...(لا أعلم ...لكنني سأعلم حين يعود ...)... عادت تنظر الى المرآة، تمسد تحت مقلتيها بكريم ما، تقول بفتور ....(لا أحد يعجبني حاله في هذا البيت مؤخرا ....أشعر بالجميع مشغول بأمر ما ....حتى الغبي مجيد ...على أعصابه طوال الوقت ...).
……………………….
المشفى ....

تحركت الممرضة بخفة، تتفقد مؤشراته الحيوية، وهي تتحدث برقة تخص بها مرضاها ...(الحمد لله على سلامتك ....انت في طور الشفاء يا عزيز ...)... لم تلقى ردا لحديثها، لكنها أكملت رغم ذلك ...(ستقوم منها بإذن الله ... لكن يجب ان تتحلى بالإرادة....).. صمتت حين فُتح الباب لتلمح زميلتها و صديقتها الصدوقة، تهمس بمزاح...(ألن تكُفي عن عادتك هذه ؟؟)... اومأت تقول باسمة ...(إنها طريقة جيدة ...في مساعدة المرضى على التحلي بالأمل وبالتالي الشفاء بسرعة ...)... نظرت صديقتها الى الرجل المسطح على السرير، لا يؤتي بأدنى حركة، فقط يفتح مقلتيه أو يغلقهما، كل ما يدل على حياته تلاحق انفاسه بانتظام. جسده ينحف كل يوم عن الآخر، وهم يحاولون تنظيف دمه من السم القاتل يستنزف الحياة من بدنه كل لحظة، ثم قالت بإشفاق...(مسكين ....من كان ليصدق ...أم تسمم ابنها ...)... زجرتها بنظرة حادة، ثم سحبتها منصرفتين تقول بعتاب ...(كم من مرة اخبرتك ان تراعي حالة المرضى وتبعدي عن السلبية ...إنه يسمعك ...ويشعر بك ....)… ضمت شفتيها بسخط ترد ...(الموضوع بالفعل مستفز ... كيف لأم أن تسمم ابنها... ثم تتهم كنتها ؟؟...)... ابتسمت الأولى بوجوم ترد ...(من أخطاء النساء القاتلة ....)... ثم سألت ...(ألم تعلمي شيئا عن زوجته ؟).... أومأت تقول باستغراب ...(عبد العالي أخبرني .... أنها اتفقت مع المفتش المسؤول عن اخفاء مكان اقامتها ... بعد أن أفرجوا عنها اختفت ... والدها يبحث عنها دون جدوى ...)... هزت صديقتها رأسها تقول بنفس الاستغراب ...(غريب!! ....لكنني متأكدة من طيبة قلبها ....فهي لم تتخلى عن علاج زوجها ...تبعت من يتابع حالته ويدفع حساب المشفى أولا بأول ...).... تحدثت الأخرى وهما تلجان استراحة الممرضات .... (كذلك قال عبد العالي .... وهم الآن يحبسون حماتها و شقيقتها الى ان تتم محاكمتهما ... مع انه كان بقصد السحر كما تبين لهم في التحليل بالمعمل الجنائي ....وباعتراف المعنيتين بنفسيهما ..... لكنه في القانون يعتبر تسميما وبالتالي محاولة قتل ...كلٌّ يقع في شر أعماله ...)..... قالت صديقتها بحنق ...(يا ليتهم يقبضون على الدجال الحقير ...أصل المصائب....)... جعدت انفها تجيب بقرف ...(عبد العالي أخبرني أنهما تتكتمان على اسمه ...ويدعيان عدم معرفته ... بصفة شخصية ...كاذبتان ...)... زفرت الأولى تهتف بامتعاض ...(لا بارك الله في أمثالهم ....يتمتعون بأذية الناس ...).....(عبد العالي قال .....)...(ارحميني يا فتاة!! ...عبد العالي قال ...عبد العالي قال !!.....علمنا انه مساعد مفتش وذو شأن .....يا ربي متى ستتزوجان لأرتاح أنا من موال عبد العالي سوى وفعل!! ...)... قلبت شفتيها بعبوس وصمتت، فاقتربت منها تضمها قائلة بأسف مازح ...(أمزح أنا ....ألا تعرفينني ؟؟.....أنت بمثابة أخت صغرى لي ...وعزيزة علي قلبي .... سرع الله في جمعكما وبارك عليكما يا حبيبتي ....)... اختفى العبوس بسرعة، تقبلها على خدها، وتقول بمرح ...(أعلم حبيبتي ....لكن من اختك الصغرى هذه ؟...من يرانا يظننا من نفس العمر ... لازلت صغيرة حبيبتي ...)... هزت رأسها تبتسم بحزن سريعا ما نفضته عنها تقول بمكر، جعل الأخرى تتقد بحماس كي تجيب ....(ها؟؟... ما أخبارك مع عبد العالي ؟...).
……………………………..
مصنع المرابط ...

سلمه باقي الملفات، فنظر إليه مرة أخرى يهم بفتح فمه، فيقفله، في محاولات فاشلة للتحدث. ليرحمه السيد عمر قائلا بنبرة غامضة ...(لقد يئسنا من إخراج الفتاة المسكينة من حالة الانهيار التي أصابتها... كلنا نحاول معها ...أنا زوجتي... حتى براء بصخبها لم تصل معها لنتيجة...)... وجمت ملامحه يقول بجمود ..(ما مرت به صعب جدا يا عمر ...)... اومأ الأخير قائلا وهو يستقيم واقفا ...(أجل ....براء لديها مزيد من الخطط ....سنظل نحاول معها الى أن نصل الى نتيجة...)... هز ياسين رأسه بتفهم، فاستأذن الآخر وانصرف. تنهد بعمق وهو يرخي رأسه ثم اهدابه، ليرحل الخيال الى ذكرى قريبة، حين هوت على الأرض بسبب صفعة لا يظن أنها ستنساها أبدا، إن كان هو لن يفعل. كان على المدخل حينها برفقة السيد عمر وابنته، في انتظار المحامي، حين هم بالركض تجاهها، غير ان الذي بجانبه، منعه من فعل متهور لو كان قد مضى فيه، لكان أضاف الى جحيمها نارا. استعلموا عن الرجل الذي صفعها ليتفاجأ من كونه والدها، ففهم اخيرا كلماتها البائسة ...*أنا يتيمة أبوين على قيد الحياة*... عُدمت السند في حياتها، فلا أبٌ راعى ولا زوجٌ اهتم، فكيف لا يصيبها انهيار عصبي. نقر على خشب مكتبه، متهربا من فكره الذي ألح عليه بسؤال لم يلقى له جواب، أو بالأحرى لا يريد ان يجد له جواب، ما الذي يجعله مهتم الى تلك الدرجة؟ يكاد لا ينساها، تشغل باله طوال الوقت، حتى انه تفاجأ حين التقى بصباح، في المصنع ليكتشف أنه لم يتذكرها منذ ما حدث مع حفصة ولا لمرة واحدة. استغرب بشدة كيف لعاطفة عذبته لسنوات أن تختفي في أيام؟. فلم يراها بنفس النظرة، ولم تتحمس أطرافه كعادته جوارها. بل تجاوز الأمر أن تذكر وجه الأخرى بحزنه ووهنه، فنسي حتى أمر وجود صباح معه في نفس المكان. ضرب على مكتبه براحة يده بدل اصبعه، ثم استعاذ بالله من الشيطان، والتفت الى عمله، مؤجلا التفسير الى وقت لاحق.

…………………………

[IMG][/IMG]
منزل عمر الرزقي ...

ضمت والدتها من الخلف تقول باسمة بشقاوة ...(ماما حبيبتي !! أين الحليب بالشوكولا ؟...تعلمين انني لا أحب الشاي ...)...أخفت السيدة امينة بسمتها الرائقة. امرأة في منتصف الأربعين، متوسطة القامة والوزن، تتصف بملامح بشوشة، تدعي الحزم زاجرة ...(براء ...أنت في السادس و العشرين ....لست صغيرة ...فكفي عن تصرفات الصغار ...)... عبست براء بطفولية، تدعي الحزن هي الأخرى..(هل اصبح الحليب بالشوكولا للصغار فقط؟...)... غلبتها بسمتها تقول بعتاب حاني ...(تعلمين قصدي جيدا ...)... تحول الحزن المزعوم، الى مرح تقول بمكر ...(من مصلحتك أن أبقى صغيرة ....كي تبقي انت صغيرة ...)... ضربتها بخفة على رأسها تقول بيأس من تصرفاتها...(ومن قال أنني صغيرة ... الحمد لله أنا أحب مراحل حياتي .... فلكل سن رونقه ....قليل الفطنة فقط من يتشبث بماض لم يعد له...)... قلبت براء مقلتيها تقول باستسلام ...(ماما حبيبتي ...أعلم انني لن أغلبك في حوار ... أرجوك ماما ...أحضري الحليب الى غرفة حفصة ...سأسبقك وأحاول معها من جديد ...)... رقت مقلتي السيدة أمينة تقول بشفقة ...(إنه جاهز خديه معك ..).. أومأت براء تفسر ...(لن تتقبله مني ....لكن أنت وأبي ...لديها نقطة ضعف ما تجاهكما ....)... هزت رأسها بتفهم، فانصرفت براء، بينما هي استدارت تفكر في الفتاة المسكينة، منذ ان أحضرها زوجها وابنتها، في حالة يرثى لها، أشفقت عليها و لهف قلبها على مصابها و قلة حيلتها، ترى فيها ابنتها وإن كانت حفصة أصغر. ابتسمت بوجوم تهمس لنفسها ...(لو تمنيت بقاءك صغيرة يا ابنتي لن يكون من أجلي ...بل من اجل أن تبقي في حضني ...ولا تواجهي صعاب الحياة ...لكن الله موجود ...أستغفر الله العظيم ...)...
دقت على الباب بسرعة واقتحمت الغرفة بصخب كعادتها، لتجدها متسطحة على السرير مدثرة نفسها بالغطاء، غير عابئة بالحر، مما اضطرهم لتشغيل المكيف من أجل راحتها. ارتمت بجانبها تهتف وهي تسحبها اليها بعبث، بدأت حفصة بتقبله، بل و حبه هناك في نقطة بعيدة وسط قلبها المكلوم. ...(هيا يا كسولة ....قومي احتاج اليك ....هيا!! ...).. تحركت بكآبة امتدت حتى شملت اطرافها، واعتدلت ترمقها بملامح فارغة من أي شعور ...(أول حلقة من برنامجي الإذاعي... سأقدمها بعد ثلاثة أيام فقط ...وأريد مساعدتك في ما تبقى من استعدادات ...)... رفعت كفها تمسد على جبهتها، بصمت فأكملت براء ...(انت خير من سيساعدني في أول موضوع للنقاش ....ما رأيك؟؟...)... رمقتها بوجوم صامت، لا تجد في نفسها الجهد حتى للنطق، يظنون أن الأمر بيدها، إنها هوة شعرت بيها تزحف اليها شيئا فشيئا، حتى التهمتها بروية، والجميع يراقب، عائلتها، زوجها، هي. تشعر أنها في بطن تلك الهوة، بعيدة عن الواقع. يتملكها وهن رهيب، ثقيل يشل أطرافها وتفكيرها، لا تجد في نفسها ذرة نشاط، أو أمل لأي شيئ في حياتها. تدخلت السيدة امينة الوالجة، بين يديها صينية عليها كأسي حليب بالشوكولا، وكعك سادة....(طبعا ستساعدك ...حفصة حبية قلبي...طيبة ولن تردك أبدا ...).. قامت براء تحمل كأسها مع كعكة، ثم جلست والدتها جوار حفصة، ووضعت الصينية على حجرها. قبلت خدها بحنو، ثم أخذت كعكة غمستها في الحليب، ورفعتها الى فمها تردف برجاء ....(أليس كذالك ابنتي؟؟)... فتحت حفصة فمها ودموع ساخنة، تتدحرج على خديها. تنهدت السيدة أمينة بعتاب، ومسحت دموعها تقول برقة ...(لما الدموع يا ابنتي؟؟ .... كفاك بكاء ....أنت فتاة مؤمنة ....و الدليل أن مع كل ما أصابك ...لم تنسي فرائضك ...).. استأنفت اطعامها بيدها، فقد فهمت هي وزوجها أنها فاقدة لحنان ابوين لا يمُتّان للأبوة بصلة، وبشكل ما تضعف أمام أي عطف أبوي يُقدم لها، لذا قررا استغلال ذلك من أجل مصلحتها. تحدثت براء المراقبة بعين عملية تدرس الحالة أمامها...(أرجوك حفصة انا احتاج اليك ....فأنت عشت الحالة و تستطيعين افادتي كي أساعد غيرك ...)... نظرت إليها حفصة بحيرة، فأكملت براء تفسر بحماس ...(أول موضوع سأطرحه للنقاش ... هو الزوجات المعنفات ....وسبب صمتهن على الظلم ..)... ضيقت السيدة امينة مقلتيها بتوجس، تخشى من ردة فعل عكسية، إلا أنها فاجأتهما حين نطقت لأول مرة، منذ ان استيقظت من انهيارها بعد صفعة والدها الصادمة. تقول بنبرة ترتعش من الحزن واليأس ... (الأصح أن تناقشي ....العنف ضد الأبناء... حينها ستجدين السبب الأساسي ...للاستسلام والصمت على الظلم كيف ما كان ...)... عادت تذرف دموعا حارة، وبراء تناظر والدتها بإشفاق، فاقتربت السيدة أمينة تضم حفصة المستسلمة، الى صدرها تقول بحنو ...(ابكي بنيتي .....ابكي .... هذه آخر مرة سأسمح لك فيها بالبكاء ....لأنك بعدها ستنفضين عنك الضعف واليأس ....ستعودين الى عملك وتبنين نفسك بنفسك ... أنا أحببتك جدا منذ أن رايتك اول مرة ...واتمنى لو حصلت على شقيقة لبراء مثلك ... تكون قلبا حنونا على وزوجي وعلى أختها.... فهل تقبلين ان تكوني أنت؟... )... نظرت اليها حفصة بدهشة، فأومأت مؤكدة تستطرد بحزم....(أنت نعمة الابنة يا حفصة .... ونحن سنكون سندك بعد الله في الحياة ....نعاملك كبراء ...نحميك و نقف معك ضد أي شخص يحاول التعدي عليك ....أنت لازلت صغيرة ...والحياة أمامك ....ستشفين يا حفصة وتنسين ... الزمن كفيل بذلك يا ابنتي ...لكن الإرادة يجب أن تنبع من هنا ...)... وضعت كفها على موضع قلب حفصة، وهي تردف بتشجيع ...(هل تريدين الشفاء يا حفصة ؟؟...هل تريدين بناء حياة لا علاقة لها بما سبق؟...اخبريني ابنتي ...).. اومأت تنتحب بصمت، فضمت السيدة امينة وجهها، تقول بحنو فيه من الحزم ما يكفي ...(إذن كفي عن البكاء ....وتجلدي بالقوة.... كي تقومي من جديد ....ابحثي داخلك حبيبتي ....ستجدينها ....واول الطريق ان تناقشي مع براء كل ما يهم حول مصابك ....حين تلقين بذلك الى خارجك ....ستكون البداية لطريق كله أمل و مستقبل مشرق ....)..
يتبع .......


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:43 AM   #628

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح اليوم التالي ....

منزل آل عيسى ....

تسللت رواح بخفة تختبئ، وجهتها المطبخ. لا تريد لقاء عيسى او منصف، تشعر بالخجل من فعلتها، فأصبحت تتخفى منذ ذلك اليوم، وقد نجحت في ذلك. لا تصدق ما فعلته يومها، مع أنها تشعر برضى غريب، وراحة نفسية عجيبة. لكنها لا تستطيع انكار شيئ من الندم تجاه من كانت عدوتها اللدودة. يهتف لها ضميرها، انها لم تكن يوما منتقمة أو ممن يأخذون حقهم بأيديهم. رفعت رأسها تزجر نفسها هامسة لضميرها...(هي من تعدت علي ....وانا دافعت عن نفسي).... (أنظروا من قرر الظهور أخيرا ....)... شهقت بفزع واستدارت، لتجده على مدخل المطبخ يرمقها بنظرة ساخرة مشبعة بمكر، بللت شفتيها وقالت بارتباك ....(أين شمة ونهاد ؟؟...)... قرر مجاراتها كي لا تفر منه، لتختبئ مرة اخرى، جزء منه اعتاد عليها ويشتاق اليها...(أمي ...منحتهما عطلة اليوم ...)... قطبت رواح ترمق الخبز الجاهز، مع باقي طعام الفطور تسأل بدهشة ...(من جهز الطعام إذن ؟؟...)... هز كتفيه يقول بإهمال ...(الله اعلم ...قد يكن جهّزنه قبل الرحيل ...أو أمي فعلت ....)... أومأت بتفهم، وبدأت بتجهيز الأطباق. اقترب منها فتوترت، يقول وهو يمد يده الى الخبز الساخن يقطع طرفا منه...(أردت الاطمئنان عليك ....لكنك اختفيت...ولا يصح أن أقصد غرفتك ...)... دس الخبز في فمه يلكه بتمهل، بينما يحاصرها بنظراته المظلمة، فقالت بنبرة زاد ارتعاشها ...(بخير ....الحمد لله )... لاح اشمئزاز على ملامح وجهه، فقطبت بريبة، ليقول بقرف ....(مذاق هذا الخبز متغير.... ليس النوع الذي تصنعه خالة شمة ...)... بلعه على مضض، ورواح تمد يدها هي الأخرى كي تتذوقه ...(حقا؟؟!!)… سألت، فأومأ مؤكدا يرفع الخبز الى انفه مستنشقا، ليقول بيقين....(هذا بالتأكيد ....ليس خبز الخالة شمة ...)... بلعت رواح اللقمة الصغيرة، لا تشعر بشيئ سوى رائحة البصل و الزيتون، ترد بتلقائية ...(لا أعلم ....إنه خبز بالبصل والزيتون ....أختي وزوجها سيفرحان به جدا ...)... ابتسم حين تذكر قولها السابق عن شقيقه، فاحمرت بخجل تعلم في ما يفكر. أخذت الأطباق وفرت كي ترتب مائدة الفطور، لأن شمة ونهاد غائبتين فتطوعت بدلا منهما. اتسعت بسمته وأخذ قطعة أخرى كي يتأكد، لاكها بقرف واضح كما بلعها، ليقول باشمئزاز ...(ليس خبز الخالة شمة ....مقرف!! ..)... ثم أخذ باقي الأطباق ولحق بها يعرج مثلها بسبب رجله المكسورة، التي بدأت بالفعل تتماثل للشفاء. توترت من ملاحقته لها بين المبطخ وغرفة الجلوس، لتتنفس الصعداء حين لمحت الحاج ابراهيم أول من يلج الغرفة من خلفه اسماعيل. قبلت يد الأول فتمتم ...(رضي الله عنك ..)... ثم اومأت لإسماعيل، فتوقفت فجأة تشعر بنغزات في معدتها، تلتها دوخة. امسكت برأسها، فسأل منصف الوالج الى الغرفة بريبة....(آنسة رواح ....ما بك؟؟...) ...تشوش نظرها بفعل الدوخة، فلم تجب ليقوم اسماعيل و الحاج اليهما، يرمقان الفتاة المستندة على الجدار بقلق، فاستدار منصف مسرعا يهتف ...(سأحضر الماء .....)... سحبها الجد من ذراعها، ليجلسها فانتفضوا جميعا على صياح منصف ....(اسماعيل ....عيسى غائب عن الوعي ....لا يجيب....)... أسرعوا الى المطبخ، لتتسع مقلهم بفزع، فسحب اسماعيل الهاتف من سترته يطلب الإسعاف...(ماذا حدث؟؟)... كان ذاك صوت إبراهيم المصدوم هو الآخر، من خلفه والدته التي صرخت برعب على ابنها، وحق ترمقهم بنفس صدمتهم. انحنى ابراهيم يحمله قائلا بحزم ....(ساعدني ابراهيم ....لن ننتظر الاسعاف ....هيا!!)... هز راسه موافقا، وخرجوا به من المطبخ ليهتف منصف حين تذكر ....(لقد نسينا رواح....)... شهقت حق تهمس بخوف...(رواح ....ما بها؟؟)... أشار اسماعيل لشقيقه كي يتوجها بالذي يحملانه الى غرفة الجلوس ....(أيًّ ما أصاب عيسى ....فرواح مصابة به هي الأخرى....تغال لنسالها ماذا حدث؟؟... ان لم يغمى عليها هي الأخرى..)... وضعوه على الأريكة، بينما حق تتفقد أختها المرتخية تترنح بدوار. اقترب اسماعيل يسأل بجدية ...(رواح !.....انتبهي أرجوك ...رواح !....ماذا حدث منذ أن استيقظت ؟....هل أكلت شيئ ؟؟ ....أم لمست شيئا ما غريب ...؟؟)... ضمت حق وجه اختها، بين كفيها ترمقها بعينين دامعتين خائفتين. فصفق ابراهيم الذي ترك شقيقه مع والدته المنتحبة، أمام وجهها، يهتف بنبرة مرتفعة كي يلفت انتباهاها ....(رواح !!....ركزي!!....هل أكلتما شيئا ما ؟؟...)... فتحت عينيها تحاول التميز، ونطقت بوهن و عدم توازن ....(ال...خبز ....عيسى ....قال ....الخ.....بز ....ليس ....خبز ....الخا....لة....الخ.....بز...)... جحظت مقلتي إيجة، فاستدار اسماعيل يقول...(انه الخبز .....احضره منصف أسرع ....)... ركض منصف، بينما هو يردف قاصدا أمه....(من أين أحضرت الخبز يا أمي؟؟....فالخالة شمة ليست هنا .....)... ارتبكت وتوترت، فردت بكذب ...(انا خبزته ....ليس الخبز ما فعل هذا انا متأكدة ....)... عاد منصف بالخبز، وجذبه اسماعيل من بين يديه يشمه، فقال بنفس قرف عيسى ....(هذا ليس خبز بيتنا .... فيه رائحة ما ...)... قربه ابراهيم من أنه فأومأ مؤكدا، ونظر الى أمه التي هتفت تضيف بكذب....(كل ما فعلته انني أضفت توابل جديدة ....من عند العطار ....لذلك تغير مذاقه قليلا ....ليس أكثر).... قاطعهم الجد يهتف بجدية ....(لا وقت لهذا الحديث الآن....يجب أن نسعفهما ....أسرعوا!! ....)... حمل ابراهيم واسماعيل شقيقهما، وأسندت حق أختها يساعدها الحاج ابراهيم. وقبل ان يخرجوا همس اسماعيل بشيئ ما في اذن منصف، ليومئ الأخير بطاعة.
…………………..

بعد ساعات أمام المستعجلات....

تجلس على احد كراسي الانتظار، عقلها لا يهدأ من التحليق بها في سماء الشك. هل فعلا الخبز الذي احضرته صباح هو السبب؟ أم أنها محقة ولا علاقة للخبز بما حدث لعيسى والفتاة. تتساءل في سرها عن مصلحة صباح في أذية عائلتها، فهي لطالما ساعدتها، وآزرتها في محنها. تلفتت حولها لتجد ولديها منهمكان في التحدث، بعد أن عاد اسماعيل من مكان تجهله، ومنصف يجلس بجانب حماها. سحبت الهاتف وطلبت رقم صباح، ثم تحدثت بهمس ...(مرحبا صباح .... اخبريني ضباح ماذا وضعت في الخبز الذي ارسلته لنا؟؟ ....)...ضمت ما بين حاجبيها حين شعرت بتوتر نبرتها، وهي تسأل عن سبب حديثها...(نحن في المشفى يا صباح ...ابني عيسى و تلك الفتاة ابنة ميمونة ...اكلا من الخبز ...وأغمي عليهما ...)... عبست تقول بتهديد، بعد ان انصتت لدفاعها المرتبك ....(أقسم يا صباح ....لو تأكدت من غدرك ...ستدفعين الثمن غاليا ...احمدي ربك ان لا أحد يعلم بأن الخبز أنت من أحضرته ... أحذرك يا صباح إن كنت السبب في ما حدث ...لن اتردد بإخبارهم ...وداعا...).... استقامت واقفة حين خرجت حق تسند اختها التي تحسن حالها، ومن خلفهما الطبيب، يقول حين التفت العائلة حوله..(الآنسة بخير ...تعرضت لتسمم طفيف ...أثر على معدتها لكن الحمد لله لم يكن بكمية كافية .... كي يصل الى الدم ...عيسى نفس الشيء.... إلا ان الكمية اكبر بقليل من الآنسة...لذا قمنا بعملية غسيل للمعدة ....سيكون بخير بإذن الله ...ويمكنكم اصطحابه الى البيت ....)... تجمدت ملامحهم، والطبيب يستطرد بجدية ...(في حالات مماثلة نقوم بإبلاغ الشرطة .... لولا الدكتور أمين ....والمفتش طارق تعهدا بحل الموضوع بشكل سري ....لما سمحت بخرق القوانين..).. بلعت الحاجة إيجة ريقها بخوف، بينما تولى ابراهيم أمر شكر الطبيب، بعدها انهوا الاجراءات وعادوا الى بيتهم.
اول ما فهله اسماعيل هو التخلص من كل الطعام في المطبخ، واتصل بالخالة شمة يخبرها بمرض عيسى دون ذكر سببه، فذلك كفيل بإعادتها بسرعة.
توجه الى والدته وحاول استدراجها في الحديث، فهو على يقين من وجود حلقة مفقودة، ووالدته أبدا ليست طبيعية، يئس من نكرانها، وهروبها الى غرفة عيسى، تضمه الى حضنها برعب أضاف الى ريبته الكثير. تركها وعاد الى الشرفة، ليجد فيها ابراهيم جالسا مستغرقا هو الآخر في سهوه المبالغ فيه مؤخرا....(لا تقلق أخي ....كل شيئ سيكون بخير...كيف هي رواح؟!..).. هز رأسه ثم أشار له كي يجلس بجانبه، قائلا ....(بخير ...حق معها ...تعال...)...لبى دعوته ليفاجأ به يمسك يده يشد عليها قائلا بجدية...(أريد ان اوصيك يا اسماعيل ....)... رمقه بقلق مريب، بينما هو يردف بغموض...(الأعمار بيد الله .... والموت علينا حق ....لذا ...أنا أوصيك خيرا بالعائلة ....إن شاء القدر أن أسبقكم الى دار الآخرة..)... ربت على كفه بيده الحرة قائلا بوجوم...(لما هذا الحديث في هذا الوقت بالذات ؟؟....)... تنفس بعمق ثم قال ...(لا أعلم ....ربما ما حدث في الجبل ...او ما حدث الآن مع عيسى ....أشعر بالموت قريب ...يحوم حولنا ...وقد يخطف أيً منا في اية لحظة.... إنه فرض ينتظرنا ...لا مفر لنا منه ....لذا من الأفضل لو يتوخى الانسان الحذر و يترك وصاياه ....ووصيتي لك يا أخي ...هي العائلة ....أعلم أنك على قدر المسؤولية ....)... اومأ إسماعيل وقد لمعت مقلتيه من تحت نظارته الطبية، يقول ..(أطال الله في عمرك يا أخي .... الموت حق كما تقول ...لكن الأمل في الله لا ينقطع ....أرجوك اخي ...اعتني بنفسك ....ولا اريد سماع هذا الحديث منك مرة أخرى ...)...
ابتسم بحزن يربت على يده، ثم قال ببرود....(بعتث بالعينة لطارق ؟...).. هز رأسه وتنهد قائلا....(أجل ... النتيجة بعد يومين ...)... تحدث ابراهيم بجدية واجمة...(إن صح ما نفكر فيه ....سيتحتم علينا القيام بموقف صارم ....تجاه الأمر....)... أجابه مؤكدا بجدية ...(أجل ...موقف ...جدا صارم ...)..
……………………….
في غرفة عيسى ...

تنفس منصف الصعداء، وزفر في وجه صديقه قائلا بمرح، بعد ان غادرت إيجة ....(اخفتني يا صاح ...ما بك والحوادث؟... كزوجة اخيك ...مع أن أختها.... من آنسك في مصابك هذه المرة ...)... تلاعب بحاجبيه الشقراوين، فابتسم عيسى بوهن، ليستطرد منصف مستظرف ...(ماذا كنت تفعل في المطبخ باكرا على فكرة ؟....انت و الآنسة المختفية منذ ذلك المشهد ....ال..).. بتر حديثه يضحك من عبوسه، ثم استطرد...(حسنا ....آسف ....آسف ...سأقفل فمي ...)..زم شفتيه دلالة على صمته، فسأل بخفوت ...(كيف هي ؟؟).. قطب يدعي الجهل ...(من هي؟؟)... زفر عيسى بضجر، فأردف ضاحكا ...(بخير ...افضل منك على الأقل...)... أومأ اسدل جفنيه، يقول بوجوم ...(سأنام قليلا ....أشعر بالتعب ...)... ربت على كتفه، وخرج من غرفة صديقه وقد اختفى المرح من على وجهه، يسحب الهاتف ويحدث أقرب انسان الى قلبه، من يحكي له عما يضنيه، عنوان امانه في دنياه....(مرحبا أبي ....اشتقت اليك ....أجل أبي أنا حزين بل غاضب ...اجل من اجل صديقي ...أنت دائما ما تفهمني ... طبعا سأخبرك....).

يتبع .....


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 03:51 AM   #629

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد يومين ....

خطى طارق يخرج من المركز الى وجهته، بعد أن تأكد على سير العملية المهمة. أهم عملية في حياته المهنية الى يومه ذاك. أشعل محرك سيارته، لينطلق المذياع بشكل آلي، وصدحت نبرة تعرفت عليها نفسه، لكن عقله لم يسعفه في تذكرها، تتحدث بثقة و قوة ...(في ختام أول حلقة من البرنامج اليومي ...* موضوع للنقاش * ...أبعث رسالة لكل أب ...وكل أم ....أنتما تتحملان مسؤولية أبنائكم ...أمام الله ...أمام المجتمع ...وأمام أبنائكم أنفسهم... ولا تنسوا ان ما تزرعونه فيهم وأنتم شباب ....ستحصدونه وأنتم شيوخ ....فاتقوا الله في أولادكم ....كي يتقوه هم فيكم .....)... جعد دقنه بإعجاب تحول لريبة، ثم لصدمة بعدها غضب، وهي تسترسل في ختام حلقتها ...(موضوعنا غدا بإذن الله ...جدا مهم ....سنلقي الضوء على حادث الجبل الأبيض...كثرت الأقاويل و الظنون ....حاولت لقاء المفتش المسؤول فكانت النتيجة ...الإهانة والطرد من مركز المدينة ....سننتظر مكالماتكم ...أراءكم تهمنا ....فأنتم الجبل ....والجبل انتم ....معكم براء الرزقي ...من قلب مدينة الجبل ....تحياتي لكم مستمعينا الكرام ....والى لقاء قريب بإذن الله ...)... داس على مكابح سيارته بعنف، يهتف بغضب برزت له عروق جبهته ...(أيتها ال......)....
……………………..

منزل آل عيسى ....

توجهت الى المطبخ باكرا، بعد ليلة اخرى من السهد، لا تنفك تفكر بما حدث، تريد اثبات لتتأكد من غدر صباح. ساعدت شمة المستغربة، في تحضير الفطور بصمت غريب عليها، ثم حضّرت المائدة. همت شمة بالتحدث بعدما فاض بها الكيل من موقفها الغريب، لكنها أجبرت على الصمت حين انتفضتا على صياح اسماعيل الغاضب، الذي من الظاهر أنه لم يكن في غرفته نائما. يلوح بأوراق في يده ....(السحر يا أمي؟؟...السحر؟؟...يا إلهي كنت ستقتلين اولادك ....بسب تفاهات النساء ؟؟..) ....شهقت والدته بصدمة، والجميع يلتفون حولهم باستثناء ابراهيم الغائب....(اسماعيل ...لما تصيح هكذا بني ؟؟)... سأل الجد بحيرة ممتزجة بدهشة، فإسماعيل أكثر اخوته هدوء، وغضبه نادر يكاد ينعدم. سلمه الأوراق، ثم تقدم أمام أمه الجامدة مكانها يستطرد...(تحليل المعمل الجنائي ...اظهر وجود مادة سامة في الخبز ...مكونة من مخ ضبع ...وزئبق ومواد أخرى ...تأكسدت بفعل الحرارة ..فأصبحت سما قاتلا....)... اتسعت مقلهم بعدم تصديق، فرفع وجه والدته المطرق، يقول بألم ....(تلك المواد معروفة يا أمي ....تستعمل في الشعوذة ...وأنت قلت بلسانك ...انك من خبز العجين ...ومن أضاف التوابل الجديدة ....لما يا أمي؟؟... لما سلمت نفسك لشيطان؟ ...هل تعلمين ماذا كان سيحدث لو أكلنا من الخبز كما ألفنا ؟؟.... كنا سنموت ...يا أمي ...سنموت ...من اجل ماذا؟؟....غيرة نساء تافهة ...).. هزت إيجة راسها تنكر مرارا وهي تبكي بدموع حارقة، كانت ستقتل أبناءها بل كل عائلتها بنفسها، أجل فهي من فتحت الأبواب للغريب، كي يلهو بهم و بحياتهم. ...أمسك عيسى برأسه غير مصدق، ورواح ترمقه بإشفاق لا تصدق ما تسمعه هي الأخرى. فتقدم الحاج يسأل بغضب اسود له وجهه...(من أين أحضرتِ تلك الخلطة؟.... من هذا الدجال... الذي بعتِ دينك و نفسك للشيطان من أجله؟؟... وجلبت علينا هذه المصيبة ؟؟...تحدثي!! ....أو أقسم أن أبلغ عنك الشرطة تماما كما فعلت بزوجك القذر ....فأحفادي فلذات كبدي ولن اسمح لكما بتدميرهم ....أكثر مما فعلتما ...تحدثي!!)... شعرت إيجة بيدها اليسرى تثقل كما لسانها، كانه لُجم عن النطق، بالتزامن مع ألم رهيب انطلق من صدرها، ويمتد عبر جسدها، فبدأت رؤيتها تتشوش. رغما عنه أشفق على والدته فربت على كتف جده ليهدأ، لتقاطعهم نهاد تلهث بفزع يوازي فزعهم ....(أبي!! اتصل بي ...يقول ان هناك اطلاق نار في وسط المدينة ......)... التفّت الأنظار حولها وهي تردف بهلع ....(وان الناس تقول! ....تقول!......يونس آل عيسى قتل ابنه ابراهيم...). .....كان ذلك آخر ما سمعته إيجة قبل أن يبلعها ظلام، هي من فتحت له ذراعيها مرحبة، غافلة عن آية كريمة يخشى منها كل حكيم ذو فطنة .....(...بسم الله الرحمان الرحيم ..... اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا......)الآية ٤٣...سورة فاطر.


الفصل انتهى .....اطول فصل من بين الفصول السابقة ....لانه يمكن ان يكون ما قبل الأخير....هذا يعني أن الفصل القادم قد يكون الأخير بإذن الله ....لنبدأ قصة طبيب النفوس ...اتمنى أن ينال اعجابكم ....و أن أكون اوصلت رسالتي كما آمل.... لا تنسوني من صالح دعائكم ....واستغفر الله العظيم و اتوب اليه ....

:371 094338:


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 04:05 AM   #630

noor3eny
 
الصورة الرمزية noor3eny

? العضوٌ??? » 387369
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » noor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond repute
افتراضي

😍😍ياخرابي عالفصول الطويلة شوبحبا
مشهد اعتراف عيسى وابراهيم بجنن😍😍حسيت عم شوف مسلسل والكاميرا عم تنتقل بسهولة بين الشخصيات
رووااح😍😍😍احب شخصية عندي خصوصا بعد يلي عملتو ليوم وكيف ماسكتت عن حقها😍😍
حفصة😢بتقطع القلب وياحرام قديش في متل حفصة بمجتمعاتنا
وزوجها ماتعاطفت معو ابدا وتصرفو ابدا مابيتبرر بالسحر لولا نفسو المريضة وافعالو وعدم رجولتو بضرب انسانة ضعيفة لمجرد انو هو فاشل ويحملها كل اللوم مادخل السحر ابدا بافعالو
امو وخالتو يستاهلو اتمنى كل مين لجأ لسحر بحل مشاكلو يصير فيه متلن
وايجة الغبية اكبر عقاب الها انو ابنها كان حيتسمم
صباح منتظرة نهايتا وعقابها ع كل شي عملتو
براء😍😍😍😍😍😍😍😍😍شكلها بطلة جديدة بالجزء القادم وشكلي ححبها😍
ابراهيم 😢القفلة كانت حماسية 😍
تسلم ايدك ومستنين الفصل الاخير ع نار😍😍


noor3eny غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.