آخر 10 مشاركات
رواية : بريق الماس من تأليفى "مكتملة" (الكاتـب : medowill1982 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-17, 05:37 PM   #1

كاميليا14

نجم روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاميليا14

? العضوٌ??? » 309169
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,435
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond reputeكاميليا14 has a reputation beyond repute
Icon26 أنت الغني ... بما لا يباع بثمن



أنت الغني .. بما لا يباع بثمن







"تبا لهذا الحظ التعس .. وهذه الحياة البائسة ..

شتم بقهر وهو ينحني ليجمع الأوراق المتناثرة التي أوقعها في غمرة اندماجه بالرّد على اتصال هاتفي ورده من زميل مكتبه يستعجله فيه للعودة بينما يبشّره بأكوام العمل المنتظرة .. قبل أن يستقيم مجددا ليعود فيحاول الموازنة بينها وبين حقيبة يده الضخمة و تلك اللّمجة الملفوفة في ورق جريدة مهترئة و التي استطاع اقتناصها من بقايا عشاء البارحة لتكون وجبته الوحيدة على الغداء ..

تنهّد بتعب بينما بفكر في أكوام الالتزامات التي تنتظر قدومه ..
لقد سئم جدّيا هذه الحياة الروتينية الكئيبة .. بين عمل لا يكسبه سوى الفتات .. وبين
طلبات يومية تعجيزيّة بالكاد يمكنه توفيرها ..

"متى ستنتهي معاناتي و أطّل على الوجه الآخر للدنيا مثل بقيّة الخلق .. "

زمجر بسخط بينما يتجاوز الطريق الرئيسيّ مهرولا .. ليتوجه نحو موقف الحافلات .. وهو يتابع تذمّره بحاجبين معقودين ..

لا عمل سويّ .. و لا وضع مستقرّ .. ولا فسحة راحة يلتقط فيها أنفاسه ..

تطلّع للواقفين حوله بنظرة حسد .. عدائيّة .. وقد بدا له أن الجميع متآمر ضدّه .. قبل أن ينزوي في ركن قصي ليشرع في التهام وجبته بانعدام تام للشهية دون أن يتخلى عن عبوس ملامحه المتجهّمة ..



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


-حسن لقد كان خطئي أني اصغيت إليك وغيّرت مطعمي المفضل ..
احتشد قهر عظيم عند تخوم صوته .. وهو يمعن في تذمّره بغلو .. بحثا عن مستقر عصبيّته التي لا يفارقه اطلاقا .. ليجد متنفّسه في صديقه الذي قابل ذلك التذمر الطفولي بابتسامة متسامحة .. فيثير استفزازه أكثر .. ليهتف فيه بحنق ..

-تبا .. هل تسمّي هذه وجبة غداء ..
-لا بأس .. لا داعي لكل هذا الغضب .. سنعوّضها غدا مؤكّد و سيكون غدائك على حسابي الشخصي ..

علّق الآخر بابتسامة متفهّمة .. وهو يدرأ بكياسته نوبات سخط صديقه الغاضب .. فيخمد حمم ثورته اللاهبة .. بينما رمقه هو بنظرة جليديّة حارّة .. ليتمتم بنبرة محشوة بالبرود ..

-هه .. سيكون عقابا بسيطا لإفسادك يومي ..
-أحتاج كوب قهوة .. اسبقني أنت ..
صرّح قائلا وهو يتوقف عن السير ليغيّر وجهته نحو الجهة الأخرى .. فيعترض صديقه مستاءا ..
-ستفوّت علينا الحافلة ..

-سننتظر التي تليها .. هيّا .. تحرّك من أمامي ..

بخطوات نزقة .. نارية .. تجاهله ليوليه ظهره .. يحث خطاه نحو وجهته قبل أن يدلف إلى ذلك المقهى الصّغير .. ليحصل على مطلبه ثم يغادر .. حاملا بين يديه كوبا ساخنا تتصاعد منه رائحة شهية تثير النشوة في الروح ..
عانقت أنفاسه تلك الرائحة السحرية ليغمض عيناه بتلذذ بينما يرتشف منه قليلا .. قبل أن يعاود فتحهما متطلعا حوله بنظرات صقريّة حادّة .. وهو يمارس صمتا متعجرفا ..
"هل سيكتب له أن تتغيّر حياته يوما .. أتراه سيحقّق قفزة أحلامه التي طالما راودته آناء الأمل و أطراف اليأس .. عله يستريح من عناء ها الركض اليومي المتواصل.. و الذي لا يعود عليه بطائل .. سوى حفنة أموال تسد رمق احتياجاته التي لا تنتهي ..

"لماذا تنتابه دوما هذه الحالة المستعصية من عدم الرضا .. رغم عمله المستقر الذي يعود عليه بدخل لا بأس به .. و أسلوبه الحياتيِّ المرفه ..
لماذا تصر عقدة النقص البغيضة على وكزه بمنسأة التمرد .. لتنغص عليه كل لحظة يعيشها ..
لماذا ترفض الحياة الابتسام له .. لماذا يجب أن يحصل على كل شيء بعد عناء و معاناة .. بينما يرتطم في كل مرة بجدران الخيبة فتتورم ثقته ..
أصدقائه دوما يحثونه على التزام الصبر و التريث و يتهمونه بالعجلة و نفاذ الصبر ..
هه .. وأي صبر هذا الذي قد يسكن ثورة تلك الأحلام الشاهقة .. والتي ما تنفك تتغول في أعماقه يوما بعد يوم ..

أتراه قد يصل إلى تحقيق الحلم الذي طال انتظاره .. أتراه سيضع قريبا أول حجر في بناء حياته التي يسعى فيها إلى الرفاهيّة و الرخاء "


تفشى الغيظ فوق تعابيره .. ليتأفف بملل وهو يقطع الطريق مجددا نحو الموقف حيث انتحى جانبا مع صديقه ..يحتسي بضع رشفات أخرى من كوبه بينما تطوف عيناه حوله بتعال .. نافر ..



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



-لقد اقتربت من موقف الحافلات ..
حثّ خطاه بسرعة وهو يرخي حقيبة ظهره فوق كتفه الأيمن .. لينتزع نظارته الفاخرة من فوق عينيه بخفة ويثبتها على رأسه بينما يتابع حديثه مع المتصل بنبرة واثقة ..

- أنا أرى جمعا ينتظر هناك.. على الأرجح لم تمر الحافلة حتى الآن ..

-حسن سيّد " متذمّر " .. لقد حققت مرادك الآن .. أرجو أن تستمتع برحلتك الخرافيّة عبر تلك الحافلة المتهالكة ..
همهم الآخر ساخرا و قد أعجزه عناد رفيقه .. لتتوشح كلماته بالحيرة وهو يردف مستفسرا ..
-لا أفهم حقا أين يكمن السحر في استقلالك لمثل تلك المركبة الحديدية الصدئة ..

ليرسم الآخر ابتسامة هامشيّة وهو يتلذذ بلعبة التحدي المسلية التي يعايشها للمرة الأولى .. فيجيبه بصوت تشبع بالحماس ..
-صدقني ..إنها تجربة فريدة .. إنها ما تسمى بروح المغامرة يا صديقي .. لا ضير من التجربة .. فلنجرب قليلا حياة العامة بدل حمّى القصور و السيارات الأحدث طرازا التي أكاد أختنق منها ..

-جيد .. تذكر كلامك جيدا حال تصطدم بتلك الروائح الفتّاكة التي سترحّب بمقدمك فور أن تلج من باب الحافلة .. ليتك تصوّر نفسك حينها ..

فض غطاء علبة العصير التي يحملها ليترشف منها بضع قطرات قبل أن يرد بجمود .. وهو يمارس الكلام بمزاج عكر..

-لا أجد الأمر مضحكا بالمناسبة ..
والآن أنت تعطّلني .. اغرب عن وجهي .. أريد توثيق كل لحظة خاصة بي وحدي
بعيدا عن ذبذبات صوتك الكريه ..

أغلق الخط في وجه ذلك المتطفِّل المزعج .. ليدس الهاتف في جيب بنطاله ..

حسن .. تجربة تستحق المغامرة .. بعد حالة الملل التي بات يعيشها مؤخرا .. و رافقته لفترة أطول مما ينبغي ..
أقفرت واحات عيناه بينما يحاول بمشقة السيطرة على ذلك الشعور المريع بالفراغ الذي يدنس عالمه بألوان بالرتابة .. و الاختناق ..
فراغ .. ووحدة .. و ضجر .. دفعاه دفعا لابتكار لعبة أكثر تسلية تكسر روتين حياته الشاحبة ..
لقد مل من الرفاهية المغالية التي يعيشها .. يريد النزول إلى مستوى أقل ترفا و أخفت اشعاعا ..

" حياته أصبحت بائسة .. خاوية .. باهتة .. وقد باتت الحيرة شعارها .. لا شيء فيها يستهويه .. ولاشيء ذو قيمة ..مجرد أيام عابرة لا تحمل بين طياتها غير الفراغ ..
لا شيء يجيده فيها سوى انفاق الأموال دون حساب ..
" هل يمكن أن تتغير هذه الحياة يوما .. هل سيجد نفسه ذات يوم .. أم أنه سيحي هذه الدوامة الخانقة ..شريدا وسط متاهات العتمة بلا قبس أمل ينير طريق أحلامه "
.

توقف عن المسير على مسافة حذر .. وبعض التردد .. ليستند على عمود نور يقبع في طرف الموقف .. يتفرس في الوجوه من حوله بهدوء .. واجم ..بينما يتابع لوحة الصمت التي زينت تلك الملامح المرهقة بنظرات ملؤها الفضول .. و الحسرة ..


ثوان معدودة مرت قبل أن يعلو بوق الحافلة المقتربة .. ليتجمهر الناس أمام الباب الخلفي ثم يندفعون عبره متزاحمين على المقاعد المعدودة ..فيلتزم المحظوظون منهم بأماكنهم بينما اضطر البقية للوقوف متشبثين بالعواميد الحديدية من حولهم .. استعدادا لرحلة جديدة من المعاناة مع الحر و التعب .. و العناء ..

بينما تخلف الثلاثة الآخرون حتى نهاية الصّف .. بعد أن ترك كل منهم ورائه ما كان يحمله في يده .. متنازلا عن نصيبه فيه ..


ومن خلفهم .. يربض ذلك المتربّص بهيئته الشّاذة .. بملابسه الرثة .. بملامحه المكدومة بالفاقة .. و تلك الابتسامة الذئبية التي تشع لهفة .. بينما يتحيّن لحظة الانقضاض ..

لتطلق الحافلة إشارة مغادرتها .. ثم تغلق الأبواب .. فتتوسع ثلاثة أزواج من الأعين بصدمة .. و ذلك المشهد الموجع الذي يطلون عليه عبر النوافذ الشفافة يسرف في جلدهم بسياط الذنب .. مخضّبا بالندم ..والخجل ملامحهم ..

في حين تربع الصغير الملهوف على جانب الرصيف .. يحتضن بين ذراعيه النحيلين كنزه الثمين راضيا .. قانعا ..شاكرا لرزق الله له ..
بقايا لمجة دسمة .. بضع قطرات من القهوة الباردة .. و رشفة عصير شحيحة ..
بينما تنير ابتسامته المشرقة ملامحه الفتية .. المرضوضة بالبؤس .. وقد حصل لتوه على وجبة غداء ملكية .. متكاملة .. سيحارب بها جوع معدته لأيام مقبلة ..



هي رسالة لكم .. أيها الساخطون على قضاء الله .. الجاحدون لنعمه التي لا تحصى .. المتنكرون لعطاياه ..
يا من تنعمون في رغيد العيش غافلين حتى عن كلمة شكر تدوّن في صحائف أعمالكم .. فتكتبكم من الشّاكرين ..
رسالة لمجتمع بات الجحود فيه و كفران النعم "داءا " يعاني من أعراضه أغلب الناس ..
.أيها الغافلون .. الخاسرون .. المغيّبون ..

"النعمة إذا شُكرت قرّت .. و إذا كٌفِرت فرّت ."

هي رسالة للمستكبرين عن الحمد .. أولئك المعرضين .. السّاذجين الذي تخيّلوا أن الله ليس بقادر أن يسلبهم ما بين أيديهم ..الطامعين دوما في ما يملكه غيرهم دون النظر إلى الخير الذي بين أيديهم .. وقد باتت النعم في حياتهم أمرا مسلما ..

رسالة لقلب تشبع ضعفا فأزكم أنف الروح عن حلاوة القناعة ..

" ارض بالمقسوم .. واشكر نعم الله عليك .. فأنت الغني بما لا يباع بثمن .. "




تمّت


كاميليا14 غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 10:51 PM   #2

نور المحبوب

? العضوٌ??? » 405775
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 121
?  نُقآطِيْ » نور المحبوب is on a distinguished road
افتراضي

سلمت أناملك
سردك مميز وجميل


نور المحبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.