آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree160Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-17, 01:53 AM   #161

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح السعاده والسرور والرضا .. تسلم يدينك على البارتات الجميله ربي يعطيك الصحه والعافيه والقوه ويبارك فيك يارب ويكرمك .. القفله شريره ههههههههه ياترى هل منذر بيساعد الاسيف والا بيتركها على اعتبار انها محترفه في التخلص من الحاجات هذا على حسب ظنه ؟!! وكيف سينجو الاثنين 🤔..

الحاجه جليله والعروسه كنت متوقعه انه الموضوع زواج وزوجه لمنذر لكن مافكرتش ابدا انها نرمين ؟! الحاجه اللي حيرتني فعلا هو ايش اللي تركه يقول عن نفسه انه ماحدش حيرضى فيه هل هو لطبعه وشدته وقسوته ؟! غريب لانه ابن الحاج طه ومش ناقصه حاجه ؟! نشوف الخطوبه هذا حترسي على ايه ؟! 🤔..

شاديه وبنتها ولاء والله خبث مابعده خبث .. خلصت من دياب وحصلت على مازن وشكله مازن حيولعها ويعلن وحيصل الخبر لدياب .. شاديه داهيه 😏.. نشوف الامور حتمشي معهم مثل ماخططوا الا الموج حيعاكسهم !!

بسمه ولسانها الطويل وتحديها لدياب بإعتبار انه الشده بالكلام وطولة اللسان رجعت لها كرامتها !! والله شكل لسانها حيأخذها لمشاكل اكبر واكثر خاصه انه دياب وضعها في دماغه !!

منذر والاسيف ياعيني عليك يااسيف يااارب امك تكون بخير .. مشهد سقوط الاخشاب وحادثة والداتها مره موجع 💔.. منذر ولازال سوء الظن قائم !! والله شكله هالظن راح يسبب مشاكل له مع اسيف ؟! المشكله انه شايف وضع الاسيف امامه ولحق فيها علشان يعرف جواب أسئلته ولازال مصر على فكرته السيئه عنها !! الاسيف ذكيه جدا ولماحه فهمت التضاد في شخصية منذر بشكل سريع .. استشعر كمياء عجيبه بين الكبل هذا 😍..

ربنا ييسر امورك ويفتحها بوشك ياااارب .. بإنتظاااار القاااادم بشوووووق 💐..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 02-11-17, 04:08 AM   #162

ناديه شنب

? العضوٌ??? » 397209
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 148
?  نُقآطِيْ » ناديه شنب is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي ديائما مبدعه في كل كتابتك بالتوفيق يارب العالمين

ناديه شنب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 12:51 PM   #163

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخيرات .. انا دخلت ابصبص كان فيه بارت لكن عسى المانع خيرا ياااارب .. ربنا يحفظك وييسر امورك ويسعدك يااارب ..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 02:35 PM   #164

سانووو
 
الصورة الرمزية سانووو

? العضوٌ??? » 380759
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 109
?  نُقآطِيْ » سانووو is on a distinguished road
افتراضي

لسه منزلش حاجه ياخساره

سانووو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-17, 04:20 PM   #165

لمعة فكر

? العضوٌ??? » 174997
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,922
?  نُقآطِيْ » لمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond repute
افتراضي

موفقة باْذن الله

لمعة فكر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 05:19 AM   #166

جنون امراه

? العضوٌ??? » 170216
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » جنون امراه is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

جنون امراه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 08:34 PM   #167

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

القراء الأفاضل بأعتذر عن التأخير في النشر لظروف مرضي ..
وبعد قليل مع الفصول التالية ..
قراءة ممتعة


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 08:38 PM   #168

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس عشر


الفصل الخامس عشر :

أنهت ولاء مكالمة هاتفية موجــــــزة مع مــــازن أخبرها فيها بأنه سيعقد قرانه عليها رسمياً الليلة ليتزوجا فعلياً وليس بعقد عرفي.
قفز قلبها من السعادة ، وركضت ناحية والدتها مرددة بفرح :
-حصل يا ماما ، حصل خلاص !

سألتها شادية بإستغراب وهي عاقدة ما بين حاجبيها :
-هو ايه ؟

أجابتها بتلهف وهي تضم قبضتي يدها إلى صدرها :
-مازن هيتجوزني رسمي النهاردة

ابتسمت أمها بزهو ، ورددت بتفاخر :
-مش قولتلك !

لوحت ولاء بكف يدها في الهواء مرددة بحماس :
-محتاجة أحضر حاجات كتير وآآآ...

قاطعتها والدتها بجمود جاد :
-مالهاش لازمة ، أهم حاجة يبقى معاكي ورقة رسمي تضمن حقوقك !

تساءلت ولاء بقلق خفيف :
-طب ويحيى ؟

أجابتها شــــادية بهدوء وثقة :
-من بكرة هاكلم المحامي وأخليه يشوف ايه المطلوب من اجراءات لنقل الحضانة ليا ، وأهو نبقى مأمنين نفسنا !

اتسعت ابتسامتها السعيدة هاتفة :
-كده صح يا ماما

ثم ضـــاقت نظراتها ، واشتدت تعابير وجهها نوعاً ما . قالت هي من بين أسنانها بغيظ قليل :
-ياما نفسي أشوف شكل دياب لما يعرف ده

حذرتها والدتها قائلة بنبرة عقلانية :
-اهدي وماتستعجليش ، استني لما نعمل كل حاجة في الدرى ، وبعدها يعرف براحته

أومـــأت برأسها إيجاباً وهي تردد :
-تمام ، هاصبر واستنى !
...................................

تأججت الصدامات العنيفة بين العاملين بالمشفى الحكومي والبلطجي الغاضب.
لم يرتدع أفراد جماعته من التهديدات المحذرة بالقبض والحبس بل استمروا في التخريب.
تلفت منذر حوله بنظرات سريعة محاولاً البحث عن مكان لتخبئة تعيسة الحظ قبل أن يتفاقم الوضع ويتجهوا للإشتباك معهم ، فهم لا يفرقون بين أحد ..
تفاجئت أسيف بذلك الغريب يقبض على ذراعها بيده القوية ، فحدجته بنظرات حادة للغاية مستنكرة فعلته ، وقبل أن تنفرج شفتيها لتخرج كلماتها الغاضبة الرافضة لحركته الجرئية وجدته يجذبها خلفه مردداً بصوت صارم للغاية :
-تعالي معايا

قاومته مرددة بصوت متحشرج مصدوم :
-إنت .. لو سمحت !

وقعت عيناه مصادفة على إحدى اللافتات ، فقرأ لافتة ( غرفة الممرضــــات ) معلقة على حائط حجرة قريبة ، فطرأ بباله الاختباء بها واصطحاب ابنة خورشيد معه لحمايتها.

تساءلت أسيف مجدداً بخوف وهي تحاول تخليص ذراعها من قبضته الغليظة :
-إنت واخدني على فين ؟

دفعها بقوة للأمام نحو باب الغرفة ، ثم أجابها بغموض آمر :
-خشي جوا !

ما كان منها إلا إتباع أمره رغم اعتراضها لكنها كانت ترى الوضع المتأزم بالخـــارج.
مشادات كلامية حادة ، واشتباكات بالأسلحة البيضاء والعصي ، إذن الأسلم لها الابتعاد تواً.
تناست – رغماً عنها - مؤقتاً قلقها المفزوع على صحة والدتها نتيجة للصدمة المفاجأة المهددة بإهدار حياتها .
ولج منذر للداخل خلف أسيف ، وأغلق الباب ، فاعترضت الممرضات المختبئات بالغرفة على تواجد الاثنين معهما.
هتفت إحداهن قائلة بعصبية رغم خوفها :
-ممنوع تيجوا هنا ! اتفضلوا برا !

رد عليها منذر بإنفعال وهو يشيح بيده :
-انتي مش شايفة اللي بيحصل برا ؟!

هتفت قائلة بنبرة مرتفعة :
-دي أوضة التمريض ، للعاملين بس هنا ، مش لـ آآ...

قاطعها منذر مردداً بصرامة :
-ششش ! اسكتي ، احنا هنفضل هنا غصب عنكم

ثم سلط أنظاره على أسيف وتابع بحسم غير قابل للنقاش :
-وخصوصاً هي !

توترت بشدة عقب جملته الأخيرة ، ونظرت له مدهوشة من صرامته الغريبة نحوها وكأنه يمتلك زمام أمرها.

لم تفق أسيف بعد من إندهاشها الصادم إلا على صوت دفعة قوية للباب الذي ضرب ظهر منذر بقسوة فإندفع نحوها كردة فعل طبيعية ليرتطم بها دون قصد ..
ضرب صدره جسدها فشهقت مذعورة ، وتلون وجهها بحمرة كبيرة
اضطربت بصدمة مما حدث ، وحدقت فيه بتوتر رهيب ..
تمالك منذر نفسه سريعاً وتراجع مبتعداً عنها للخلف شاعراً بالحرج منها .
هو يعلم أن الأمر غير مقصود ، لكنه لا يحبذ أن يكون في مثل تلك الأوضاع الحرجة.

لم تتخيل أسيف نفسها أن تكون في موقف كهذا أبداً ، بل لم تجرؤ على التفكير في حدوث ذلك في أحلامها الوردية .
ابتعدت بخجل شديد عنه لتدنو من الممرضات لكنها باتت مكشوفة لأحد البلطجية الذين اقتحموا الغرفة وأعينه تطلق شرراً مستطراً .
اختفى ذلك الإحساس المنزعج من اقترابه الغير مقصود منها فوراً ليحل بديلاً عنه شعوراً بالغضب والشراسة حينما رأى البلطجي يصيح بنبرة مهددة :
-هاجيب رقابتكم !

تجمدت أنظار البلطجي على أسيف ، خاصة وأن ثيابها كانت ملطخة بالدماء ، فظن أنها واحدة من طاقم التمريض التابع للمشفى. وبالتالي الإعتداء عليها سيكون كأخذ للثأر ونيل رضـــا رب عمله الذي أتى به إلى هنا.

قرأت أسيف في عينيه الشرستين توعدات عدائية مهلكة ، فقفز قلبها في قدميها هلعاً منه ، وانكمشت على نفسها أكثر.
تراجعت ببطء للخلف ، ورغم ذلك لم تبعد عيناها المذعورتين عنه.

تحرك البلطجي للداخل بوجـــــه قاتم مكفهر للغاية.
استدار منذر ليواجهه ، وسد بجسده الطريق عليه مانعاً إياه من المضي قدماً ، وهاتفاً بتحدٍ سافر وهو يحدجه بنظرات مظلمة مخيفة:
-خطوة واحدة كمان لجوا ، ورقبتك هاتكون تحت رجلي !

رد عليه البلطجي ساخراً منه :
-ومين المحروس اللي بيتكلم ؟

رد عليه منذر بوعيد صريح وهو يشمر عن ساعديه :
-المحروس ده هايعرفك بنفسه هو مين !
............................................

في نفس التوقيت ، وصل الحاج طـــه وبصحبته عواطف وابنتها والرضيعة إلى المشفى .
تفاجيء هو بحالة الهرج السائدة بالخـــارج والصراخ الصادر من أروقة المبنى ، فتساءل متعجباً وهو يتلفت حوله :
-هو ايه اللي بيحصل هنا ؟ في ايه يا ناس ؟

أجابه أحدهم بصوت لاهث :
-بلطجية هجموا على المستشفى !

شهقت عواطف بفزع وهي تلطم على صدرها :
-ايه ، يا لهوي بالي ! عشان تبقى كملت !

جحظ الحاج طـــه بعينيه مرتعداً على ابنه المحبوس بالداخل ، خشى من حدوث الأسوأ له . وبلا تردد في التفكير أسرع بإخراج هاتفه المحمول من جيب جلبابه ، وهاتف ابنه دياب قائلاً بصياح :
-انت فين يا دياب

أتاه صوته على الطرف الأخر مردداً بهدوء :
-في البيت يا أبا ، خير في حاجة ؟

أجابه طــه بصوت حاد ومزعوج :
-لم الرجالة وتعالى بسرعة على مشتشفا (( ...)) ، أخوك بيضارب هناك !

صـــاح دياب مذهولاً وبحزم :
-منذر ، جايلك طوالي أنا والرجالة !

وبالفعل لم يكذب دياب خبراً حيث بدل ثيابه المنزلية بأخــرى وهو يركض بلهفة نحو الخارج وهاتفاً أحد رجال وكالتهم ليأمره بجمع أكبر قدر من رجاله عند المشفى الحكومي.
..................................

صرخت الممرضات بفزع كبير حينما رأين ذلك البلطجي يقتحم الغرفة مهدداً بقتلهن.
تصدى له منذر ، وجابهه قائلاً بصوت محتد :
-وربنا لأندمك على كلامك !

رد عليه البلطجي بنبرة عنيفة :
-ده أنا هاشقك نصين !

ثم رفــــع سلاحه الأبيض عالياً مهدداً بضربه به ، لكن كان منذر الأسرع في الإمساك برسغه ليثبته قبل أن يتهاوى به عليه.
صاحت أسيف والممرضات عالياً بصراخ مرعوب حينما رأين ذلك العنف المفرط نصب أعينهن.

لكز البلطجي منـــذر في جانبه بركبته القوية بعنف رهيب ، فتأوه الأخير متألماً بشدة من إثر الضربة وانحنى للأمام بجذعه لكنه لم يفلت يده عن معصمه ، وظل قابضاً عليها بكل قوته.

وضعت أسيف يدها على فمها لتكتم صوت شهقاتها المرتعدة ، وتراجعت مع البقية لأقصى زاوية بالغرفة راهبة ذلك المشهد المخيف .

جاهد البلطجي لإفلات يده الممسكة بالسلاح الأبيض لكنه عجز عن هذا فقد كانت مشبثة بإحكام ، ومع هذا التوى ثغره بإبتسامة متشفية وهو يرى أثر ضربه على ذلك الجريء الغامض.
وتابع اعتدائه على منذر ، لكن الأخير استغل فرصة اقترابه الشديد منه ، وسدد له برأسه ضربة قوية مباغتة في مقدمة جبينه جعلت توازنه يختل ويترنح .
عاود تكرار الضربة بشراسة أكبر وكأنه استجمع كل قواه الغاضبة وركزها في تلك التسديدة العنيفة . وأعقبها بلكمة عنيفة من يده نحو فكه.
زاد ترنح البلطجي وتراخى ذراعه ، وبدا في حالة غير متزنة.
جذب منذر إحدى المزهريات المعدنية القريبة منه ، وانهال بها أولاً على رأسه ، ثم على كتفه ، وجانبه ، وذراعه الأخر بضربات متلاحقة ومتتالية ليفقده قواه بالكامل ..
في أقل من ثوانٍ معدودة كان مسيطراً كلياً عليه.

تنفست الممرضات الصعداء لوجوده معهن ، فقد تمكن من حمايتهن قبل أن تطالهن أيدي ذلك البربري المتوحش.

لـــوى منذر ذراع البلطجي خلف ظهره، وأسقطه عنوة على الأرضية ممدداً جسده عليها ، وجثى فوقه مثبتاً إياه بركبته القوية.
ضربه بعنف شرس في ظهره قائلاً بعصبية :
-هاعرفك منذر حرب هايعمل ايه ؟

صرخ البلطجي بصعوبة من بين شفتيه الملتصقتين بالأرضية :
-أنا ماليش دعوة ، أنا جاي مع سيدنا ناخد بتار ابنه !

رد عليه منذر بصوت متوعد وهو يضغط أكثر على فقرات ظهره مسبباً له الآلم الموجع :
-غلطت لما جيت تاخده مني ومن اللي يخصني !

( يخصني ) أثارت تلك الكلمة حفيظة أسيف ، هي ليست تابعة له ، ولا علاقة لها به من قريب أو بعيد ليردد هذا بثقة . لذا من أين اكتسب هذا اليقين ؟
مجرد صدف متتالية جمعتهما سوياً ، ومواقف عصيبة فُرضت عليهما ليكونا معاً ، فكيف يجزم أمراً كهذا وكأنه يعرفها منذ زمن وهناك روابط وصلات عميقة بينهما.
.............................................

على الجانب الأخر ، وقفت عواطف إلى جوار ابنتها في الخلفية لاعنة الحظ العثر الذي يلحق بعائلتها ، والنحس الملازم لها ، فلم تكد تخرج من مصيبة حتى تلحق بها الأخرى.
هتفت نيرمين بجزع :
-شكلها هتولع على الأخر لو ابن الحاج طه جراله حاجة جوا

ردت عليها بتذمر :
-كنا ناقصين ده كمان ، مش كفاية مرات المرحوم وبنته اللي مش عارفين عنهم حاجة !

حركت نيرمين فمها للجانبين قائلة بتخوف :
-ربنا يسترها معاهم كلهم
-يا رب أمين !

كذلك تجمع العشرات من رجال الحاج طـــه ومحبيه حول المشفى محملين بالعصي الغليظة والجنازير والأسلحة البيضاء – وعلى رأسهم دياب - من أجل التدخل والاشتباك مع عُصبة ذلك البلطجي.

صـــاح دياب بصوت جهوري في رجاله :
-لو شعرة واحدة اتمست من أخويا هتتحاسبوا انتو !

رد عليه أحدهم بجدية :
-اطمن يا سي دياب ، الريس منذر هيطلع منها بخير

وأضاف أخر بصوت مرتفع ومتحمس :
-وراك رجالة يا حاج طـــه

استنفر الجميع ، وتأهبوا للهجوم فوراً على المشفى ..
وقبل أن ينطلقوا نحو مدخل المشفى كانت سيارات الشرطة تطوق المكان.
ترجل أحد الضباط من إحدى السيارات صائحاً بصوت آمر :
-ايه اللي بيحصل هنا ؟ هي مش فوضى !

رد عليه دياب بغلظة :
-أنا مش هاستنى لما ألاقي أخويا مقتول جوا وأنا واقف برا بتفرج عليه

نهره الضابط مردداً بحزم صـــارم :
-احنا هنتصرف بالقانون ، اتفضل خد رجالتك وابعد وإلا هاقبض عليكم كلكم !

هنا تدخل الحـــاج طـــه مانعاً ابنه من التهور قائلاً بحذر :
-استنى يا دياب نشوف البيه هايعمل ايه

اعترض دياب قائلاً بصوت مهتاج :
-يا أبا آآ...

حدجه بنظرات حادة للغاية تحمل الصرامة وهو يردد مقاطعاً إياه بإيجاز حاسم :
-ديـــــاب ! هي كلمة !

على مضض كبير ، وبصعوبة بالغة اضطر دياب أن يرضخ لأمر أبيه ، وتراجع عدة خطوات للخلف ليبقى إلى جوار رجـــاله.
واصلت عواطف دعواتها الخفية لعل الله يستجيب لها ولا يحدث الأسوأ.

............................

تنهدت الممرضات بإرتياح وتنفسن الصعداء لتمكن منـــذر من تقييد حركة ذلك المعتدي وفرض سيطرته الكاملة عليه.
وبالطبع لم يتوقف هو عن ركله ولكزه وإيلامه كنوع من التعنيف القاسي لتجرأه على شخصه.
هتفت إحداهن ممتنة :
-كتر خيرك على اللي عملته ، امسكه كويس بس !

بينما أضافت أخرى بتوتر وهي تشير بيدها :
-اه ، احنا هنبلغ الأمن

وعلقت ثالثة بصوت متلهف شبه خائف :
-ايوه ، بسرعة يالا !

وزع منذر أنظاره عليهم مردداً بثقة مغترة :
-ماشي نادوا أي حد لو برا ، أنا مكتفه كويس !

ثم سلط أنظاره متعمداً على أسيف ليضيف بتباهي :
-المفروض متخافوش ، إنتو معاكو منذر حرب !

رمقته أسيف بنظرات غامضة ، ولم تعلق مثل الأخريات عليه ، فقد استشعرت غروره الواضح وتفاخره الزائد أمامها ، واكتفت بالتنحي في أقصى الزاوية بالغرفة .

لمحت هي بطرف عينها وجود باب جانبي موارب قليلاً يطل على غرفة ما ، فإشرأبت بعنقها لترى ما بداخله بحذر. اكتشفت أنه المرحــاض ، فأسرعت نحوه لتختبيء به ، وأوصدت الباب خلفها.
كان ملاذها الوحيد لتبقى آمنة من أي خطر خارجي أو داخلي يهددها ، هكذا ظنت في نفسها .
وقفت أمام المرآة تطالع هيئتها المزرية ، فأخرجت من صدرها زفيراً منهكاً.
لم تتوقع أن تمر بكل تلك الظروف العصيبة في وقت قصير.
أن تكون والدتها بين الحياة والموت ، وأن تصبح هي على شفا حفرة من الموت.
بكت عفوياً متأثرة بكل شيء.
هي " أسيف " مثلما أطلق عليها أبيها ( رقيقة القلب سريعة البكاء )
مدت يدها لتفتح الصنبور ونثرت المياه على وجهها ، ثم سحبت بعض المناشف الورقية لتجففه به.
حاولت أن تضبط أعصابها لتفكر بروية في فيما ستفعله.
رتبت أفكارها بتأنٍ ؛ هي عليها أن تخرج من محبسها لتطمئن على حال أمها ، وبعدها تحضر الأموال المطلوبة لسداد قيمة فاتورة المشفى من الفندق ، ثم تبقى إلى جوار والدتها حتى تتماثل للشفاء.
.................................

رتب ضباط وأفراد الشرطة خطة سريعة وعاجلة لإقتحام المشفى وانقاذ من به ..
وبالفعل بدأوا التنفيذ .. ودخلت مجموعات منظمة للإستقبال ، وتدريجياً سيطروا على الوضـــع الراهن وأمسكوا بمن تطاله أيديهم .
فلم تكن تلك العصبة بمحترفي الإجرام ، وإنما مجموعة منوعة ما بين الخارجين عن القانون أو المجاملين للبلطجي الغاضب. فاستطاعوا بحرفية إلقاء القبض على عدد كبير منهم.
وفي الأخير استسلم قائده يائساً بعد تنفيسه عن غضبه المشتعل ، وتم تكبيله بالقيود المعدنية واقتياده للخـــارج .

...................................
طــــال تفكير أسيف بداخل المرحاض حتى لم تعد شاعرة بالوقت ، لكنها انتفضت فزعة في مكانها حينما سمعت تلك الدقات القوية على الباب مصحوبة بصوت حاد وآجش :
-مش هاتفضلي حابسة نفسك جوا كتير ، اطلعي ، معدتش في حاجة تخوف !

انزعجت من ظنه أنها تهابه ، لن تنكر أنها شعرت بهذا في البداية ، لكن مع الصدمات التي يمر بها الإنسان يتعود تدريجياً أن يكون أقوى ، ويتعلم كيفية البقاء وسط غابة الأشراس.

دق بعنف أكبر على الباب مردداً بصوت صـــارم :
-يالا يا بنت خورشيد !

أغضبتها طريقته المستفزة ، فاتجهت نحو باب المرحاض لتفتحه بحدة.
وجدته واقفاً أمامها يحدجها بنظرات قاتمة ، فهتف فيها بضجر وهو عابس الوجه :
-المولد اتفض !

دققت النظر بعينيها للخـــارج فلم ترَ أي أحد بالغرفة. فتساءلت بإستغراب متقطع :
-اومال آآ.. اللي كان آآ...

أجابها بنفاذ صبر :
-زمانت البوليس بيروق عليه !

تذكرت حال والدتها فجـــأة ، وأنها تناستها أكثر من اللازم ،فاتسعت عيناها بشدة ، ووضعت يدها على فمها كاتمة شهقتها ومرددة بصوت غير واضح :
-ماما !

اندفعت للخـــارج دافعة منذر من كتفه بأقصى قوتها فحدجها بنظرات غريبة متعجبة من تبدل حالها في ثوانٍ معدودة.

هرولت في الرواق باحثة عن أمها وهي تلوم وتوبخ نفسها بشدة لتقاعصها عن متابعتها.
شعرت أنها خذلتها لمجرد تفكيرها في نفسها.
نزلت إلى الاستقبال تفتش عمن يرشدها عنها .
تفاجئت بوجود حشد من رجال الشرطة بالمبنى.
وقعت عيناها على الممرضة التي أبلغتها بمليء الأوراق ، فركضت نحوها ، واقتربت منها ، ثم هتفت بصوت لاهث :
-لوسمحتي !

التفتت الممرضة نحوها ، ووقفت قبالتها متأملة إياها بنظرات منزعجة.
سألتها أسيف بتلهف :
-ماما ، متعرفيش حصلها ايه ، الحاجة حنان اللي كانت في الطواريء وآآ....

تذكرتها الممرضة على الفور فردت عليها بإقتضاب :
-ايوه عارفاها

سألتها أسيف مجدداً بتخوف :
-هي عاملة ايه طمنيني الله يكرمك ، انا اتلبخت في الراجل اللي هجم علينا وآآ...

ردت عليها الممرضة مقاطعة بجمود :
-اه فاهمة ، هي عموماً اتنقلت العناية المركزة ، وممنوعة من الزيارة بأوامر الدكتور

تنفست أسيف الصعداء لعدم تدهور حالة والدتها ، وسألتها بإستعطاف :
-طب مش هاعرف أشوفها ؟ عاوزة أطمن عليها الله يكرمك !
ردت عليها الممرضة بجفاء :
-ده اللي أعرفه عنها !

ثم أشارت بذراعيها في الهواء متابعة بضجر :
-وأكيد إنتي شايفة الوضع دلوقتي عامل ازاي ، كلنا بنحاول نشوف الأضرار اللي عملها البلطجي ده !

هزت رأسها بتفهم ، وقبل أن تنطق مجدداً تركتها الممرضة وانصرفت.
وقفت أسيف في مكانها عاجزة عن التفكير بذهن صافي. فبالها أصبح مشغول كلياً برؤية أمها.
هي اطمأنت على حالها إلى حد ما ، لكنها تتوق إلى رؤيتها بعينيها ليهدأ قلبها الملتاع عليها.

تبعها منــــذر بخطوات متريثة لكنه لم يبعد عيناه الثاقبتين عنها ، أوقفه أحد أفراد الشرطة ليستجوبه بعد أن دلت عليه إحدى الممرضات المحتجزات بالداخل وأبلغتهم بأنه ساعدهم في منع مجرم ما من الإعتداء عليها وعلى زميلاتها.
...................................

لم يمضِ الكثير حتى ولج دياب وباقي رجـــاله للداخل لتفقد حال منــذر بعد أن نفذ صبره.

لحق به والده وعواطف وابنتها كل يبحث عمن يخصه.

صـــاح دياب بصوت متحشرج :
-حصلك حاجة يا منذر ؟ قولي !

ثم دقق النظر فيه متفرساً تفاصيله ليتأكد من عدم إصابته بمكروه متابعاً بحدة عصبية :
-انت كويس ؟ فيك حاجة ؟ حد اتعرضلك ؟ وربنا أعمل معاه الصح وادفنه هنا

رمقه الضابط بإزدراء قائلاً بتحذير :
-هي مش فتونة يا اسمك ايه انت !

رد عليه دياب غير مكترث به :
-لا يا باشا ، ده أخويا ، يعني لحمي ودمي !

هتف منـــذر بصوت هاديء عقلاني :
-خلاص يا دياب ، متفردش دراعاتك على الحكومة ، الموضوع مش مستاهل !

ضغط ديــــاب عى شفتيه بقوة ، وحدج الضابط بنظرات محتقنة للغاية ولم ينطق بالمزيد.

بحثت عواطف عن ابنة أخيها وسط الحضور ، تلك الصغيرة التي لم ترها من قبل ، ظلت تتخيل شكلها ، ومن تشبه ، لكنها لم تتوقع أن تلقاها في ظرف كهذا.

اقتربت من منـــذر وسألته بصوت متلهف وعيناها تدوران بحيرة وخوف في أرجاء المكان :
-فين بنت أخويا ؟ هي .. هي مش كانت معاك ؟

التفت هو نحوها ، ونظر لها بوجهٍ خالٍ من التعابير مجيباً إياها بإقتضاب ومشيراً بعينين جامدتين :
-أعدة هناك !

استدارت بجسدها إلى حيث أشـــار ، فاضطربت أنفاسها ، وتوترت دقات قلبها أكثر وهي تمعن النظر في تلك الجالسة على المقعد المعدني المنزوي.

توقفت نيرمين في مكانها مترددة فيما تفعله وفضلت أن تتابع المشهد من بعيد ، وألا تتدخل فيه ، وراقبت بفضول ردة فعل والدتها مع ابنة خالها.
شعرت عواطف بالإرتباك والخوف وهي تقترب منها رويداً رويداً ..
حاولت أن تتفرس في وجهها لترى ملامحها بوضوح.
رأت تلك اللمحات الحزينة الطافية على قسمات وجهها المجهد ، وذلك العبوس الجلي المعبر عن حالها.

ظلت تدنو منها بتمهل دارسة لكل شيء فيها.
تمنت لو كانت تجمع سمات أبيها الراحل فتعوض عن غيابه بوجودها حية معها وفي وسطهم.

وقفت قبالتها ، وعمقت نظراتها إليها.
هتفت بلا وعي وبصوت يمزج بين الفرح والبكاء :
-آ.. أسيف !

كانت الأخيرة شــــاردة في عالم أخـــر خاص بها ، لم تستطع الانصراف دون رؤية والدتها أولاً ، فأثرت البقاء حتى تطمئن عليها بنفسها.
لم تشعر بنفسها وهي تبكي في صمت متحسرة عليها.
ظلت تدعو الله بتضرع بقلبها لعله يهون عليها وينجيها مما هي فيه.
انتبهت إلى صوت تلك السيدة المنادية بإسمها ، فرفعت رأسها في اتجاهها ، ونظرت نحوها بغرابة بأعينها الدامعة.

أكملت عواطف قائلة بصوت خفيض وحاني وهي تطالعها بنظراتها الدافئة :
-أنا عمتك عواطف يا بنت أخويا الغالي ..........................................!!
...............................................


noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 08:50 PM   #169

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9




الفصل السادس عشر :

ضجرت بسمة من الانتظــــار أمام الحاجز المعدني ، وتلفتت حولها بإستياء محاولة التفكير في وسيلة تمكنها من الصعود لمنزلها.
كان الأمر شبه مستحيل بسبب الحصار الأمني حول البناية بسبب حادث إصابة تلك السيدة مجهولة الهوية ، في الأخير اضطرت أن تذهب إلى حديقة قريبة من منطقتهم الشعبية لتمكث بها.
وطوال تلك المدة حاولت مهاتفة أمها وأختها ، ولكن دون جدوى ، رنين متواصل ، ولا إجابة على الإطلاق .
زفرت لأكثر من مرة مرددة بيأس لنفسها :
-عيلة مامنهاش أمل خالص ، كل ما أعوز حد فيهم يختفوا ، هافضل أنا كده مقضياها في الشـــارع !

نفخت بصوت مسموع متابعة حديث نفسها وهي تدور بعينيها ببطء على ما حولها :
-استغفر الله العظيم ، كله بسبب أر الجزار الفقر ده ! عينه مش رحماني !

لمحت أحد الباعة الجائلين المتخصصين في بيع الحلوى منزلية الصنع ، فنهضت من مقعدها ، وهتفت فيه بصوت مرتفع :
-انت يا عم ! استنى !

توجهت نحوه ، وتفقدت بنظرات ثاقبة متفحصة ما معه لتشتري المناسب لها لتسد جوع معدتها الخاوية.
عاودت الجلوس على مقعدها ، وقضمت قطعة كبيرة من الحلوى متناولة إياها بشراهة ، ولم تتوقف عن محاولة الاتصال بعائلتها.
......................................

وصلت أخبار الحادثة الغريبة إلى مسامع الحاج مهدي وابنه ، لكن لم يهتم الأخير كثيراً بمعرفة التفاصيل.
مجرد أحاديث عابرة من المارة ورواد المطعم جذبت انتباهه فردد مستنكراً :
:
-أل يعني المشرحة ناقصة قتلى عشان الشرطة تيجي وتعملها حكاية

رد عليه أبيه بتذمر من أسلوبه الغير مكترث :
-خليك في نصيبتك انت !

نظر مـــازن نحوه بطرف عينه قائلاً :
-مش خلاص هنحلها

أسند مهدي كفيه على سطح مكتبه مردداً بتوجس :
-ربك بس يسترها ومنعلقش مع دياب !

رد عليه مــــازن غير مبالٍ بتبعات ما سيحدث :
-ولو علقنا ، ايه يعني ؟!

نظر له والده شزراً ، وهتف متبرماً من استخفافه بالأمور :
-هاتفضل طول عمرك متسرع ومتخلف وباصص تحت رجلك !

نفخ مــــازن قائلاً بنفاذ صبر :
-ما كفاية تهزيق يا حاج

رد عليه مهدي معللاً :
-ماهو أنا مبؤوء ( مزعوج ) منك ومن عمايلك !

نهض مــــازن من على مقعده قائلاً بإقتضاب وهو عابس الوجه :
-أنا ماشي

رد عليه والده بإزدراء :
-يكون أحسن ، وماتتأخرش عن مشوار بالليل

لم يعلق عليه مـــازن ، بل اكتفى بالتحديق المنزعج نحوه ، ثم انصـــرف من أمامه وهو يبرطم بكلمات غير مفهومة.

......................................

بعد برهــــــة كانت بسمة قد ملت من جلستها الغير مفيدة تلك ، فقررت العودة إلى منزلها.
وبالفعل وجدت أفراد الشرطة يجمعون أشيائهم ، فهتفت بإرتياح :
-أخيراً هاطلع بيتنا ، كانت شورة مهببة إني أفضل كده !

انتظرتهم حتى أفسحوا الطريق للجيران للولوج والخروج ، فخطت إلى داخل بنايتها .
قابلتها أثناء صعودها على الدرج إحدى الجارات متساءلة بإهتمام :
-أخبار قريبتكم ايه ؟

نظرت لها بسمة بغرابة قاطبة جبينها ، ومرددة بعدم فهم :
-قريبة مين دي ؟

وضعت الجارة إصبعيها على طرف ذقنها قائلة بإستنكار :
-هو انتي مش دريانة باللي حصل ولا ايه ؟

هزت رأسها نافية وأجابتها ببلاهة قليلة :
-لأ ليه ، هو أنا عايشة في كوكب تاني ولا حاجة ؟!

أمسكت بها الجارة من ذراعها جاذبة إياها لداخل منزلها مرددة بجدية :
-طب تعالي جوا أما أقولك بدل وقفتنا على السلم !
-طيب
قالتها بسمة وهي تلج معها لصالة منزلها ، فالفضول يدفعها لمعرفة تفاصيل الأمر كله.
...................................

ضاقت نظرات ذلك الشخص ذو ملامح الوجـــه السمراء و الحادة للغاية - والذي لم تتضح أغلب تفاصيل وجهه بسبب قلة الضوء في تلك الحجرة المظلمة - وهمس متساءلاً بجدية :
-انت متأكد من الكلام ده ؟

رد عليه الشخص الأخر مؤكداً بثقة :
-ايوه ، الصول لسه مبلغني ، فيه عفو لشوية مننا ، ده قرار من وزير الداخلية ، ناقص بس يتصدق عليه !

تحرك مجد قليلاً نحو شعاع الضوء المنبعث من القضبان المعدنية ليردد بتمني :
-يا سلام لو اسمي يكون ضمن المفروج عنهم !

تنهد زميله السجين بعمق ليضيف بمكر :
-يا مسهل ، أنا هاغمز الصول ، ولو عرف حاجة هاخليه يبلغنا على طول !

التفت مجد نحوه ، وتابع متمنياً وقد ارتخت تعابير وجهه نوعاً ما :
-يا ريت ، ويبقاله الحلاوة !

تساءل زميله بخبث وهو محدق به:
-هو بس ؟!

ربت مجد على كتفه بقوة قائلاً بإبتسامة باهتة :
-إنت قبله ، هخليك تتروق على الأخر !

ثم زادت نظراته ضيقاً ، وتابع بصوت واثق متغطرس :
-خدها مني كلمة ، مجد أبو النجا لما بيوعد بيوفي

هتف المسجون صائحاً بحماس :
-الله عليك يا عمنا !
......................................

-هانعمل ايه ؟
قالتها إحدى الممرضـــات متساءلة بتوجس وهي تنظر إلى زميلتها المتواجدة معها بغرفة العناية المركزة

ردت عليها الأخرى بصوت خفيض :
-مالناش دعوة ، احنا ماشوفناش حاجة ، اللي حصل حصل ، ده قضا ربنا ، عمرها وخلص !

همست لها الممرضة بنبرة مرتعدة :
-بس دي غلطة الدكتور آآ...

قاطعتها الأخرى محذرة بجدية صارمة :
-ششش.. كلي عيش ، زيها زي أي حد جه ومات ، عندها نزيف في المخ ، سامعة !

ابتلعت الممرضة ريقها بتوجس ، بينما أكملت زميلتها ببؤس :
-احنا غلابة ومش حمل رفد ولا بهدلة ولا حتى نقل لمستشفى في أخر الدنيا ، وكده كده مكانتش هتطول كتير !

اضطرت الأخيرة أن ترضخ لتحذيراتها المهددة ، فهما بالطبع أفقر من تحمل تبعات فضح مســألة ذلك الخطأ الطبي المتعمد من قبل الطبيب ، لذلك رددت مستسلمة :
-طيب !

تحركت ممرضة ثالثة في اتجاه الطبيب الذي كان يدون تاريخ الوفاة متساءلة بنبرة رسمية :
-ايه المطلوب مننا يا دكتور ؟

نظر في اتجاهها متساءلاً بجمود :
-في حد جه مع المصابة ؟ حد من أهلها يعني ؟!

أومــأت برأسها إيجاباً مرددة :
-ايوه ، تقريباً !

تابع مكملاً بهدوء بارد اعتاد عليه :
-طيب اعرفيلي هما فين ، وأنا بنفسي هانزل أبلغهم !

حركت رأسها بإيماءة خفيفة متمتمة :
-حاضر
..........................................

حدقت عواطف في ابنة أخيها بنظرات حانية للغاية ، وهتفت من بين شفتيها بصوت شبه باكي :
-أنا عمتك يا ضنايا ؟ ايه مش عرفاني !

رمقتها أسيف بنظرات مصدومة نوعاً ما ..
لم تتوقع أن تقابلها في المشفى ، بل لم يخطر ببالها أن تعرف مكانها وتحضر إليها.
أفاقت من ذهولها المؤقت عليها وهي تميل عليها لتحتضنها بعاطفة جياشة مرددة بتلهف :
-حمدلله على سلامتك يا بنتي ، أنا مش عارفة أقولك ايه !

تراجعت للخلف لترى وجهها عن كثب ، وأكملت حديثها بصوتها المتأثر :
-والله لو أعرف إنكم جايين مكونتش نزلت من البيت خالص ! لولا بس تعب البت رنا كنا آآ...

تجمدت نظرات أسيف فجـــأة ، ونظرت لها شزراً ، ثم هتفت بقسوة مشحونة مقاطعة إياها :
-ماما في حالة خطرة بسببكم !

جزعت عواطف من هجومها الغير متوقع عليها واتهامها الصريح لها بالتسبب في حادثة أمها، وحدقت فيها بذهول تام ....
أضافت أسيف قائلة بمرارة :
-احنا لو مكوناش سيبنا البلد وجينا هنا كانت ماما فضلت زي ما هي !

صُدمت عمتها مما تفوهت به ، وعجزت عن الرد عليها.

ارتفعت نبرة صوت أسيف أكثر وهي تكمل بقسوة غريبة لا تعرف من أين جاءتها وهي تشير بسبابتها :
-إنتي السبب ! ايوه إنتي السبب !

انتبه الجميع إلى صوت صياحها الذي تحول إلى صـــراخ حـــاد وهي تستأنف اتهاماتها القاسية :
-لو ماما جرالها حاجة أنا مش هاسامحك أبداً ، مش هاسامحك !

استغرب منـــذر من الصدام الدائر بين الاثنتين. فقد خالف الأمر توقعاته تماماً ، وتابع بإهتمام كبير ما يحدث.
بالطبع كان يعتقد أنها بائسة متسولة ألقاها القدر في طريقه ، وأجزم أن مهنتها التي تؤديها بحرفية هي استجداء عطف الأخير والتسبب في صنع الحوادث ، لكن بدأت شكوكه تتزعزع حينما عرف هويتها ورغم إنكاره لذلك ورفضه تصديقه في البداية إلا أنه تيقن من خطأ إعتقاده وسوء ظنه بها حينما تابعت بحدة عنيفة :
-أول مرة أنا وماما ننزل عندكم بعد سنين ، اتبهدلنا واتهزأنا واتمرمطنا واحنا معملناش حاجة ، كل ده بس عشان قولتلها عاوزة أشوف عمتي ، زي ما يكون قلبها كان حاسس ، مكانتش عاوزاني أختلط بيكم ، كانت عارفة إنه هيجرالها حاجة ، وأنا صممت ، صممت أجيبها لقدرها !

ابتلعت عواطف غصة عالقة في حلقها ، وحاولت امتصاص غضبها مرددة برجاء :
-اهدي يا ضنايا ، ده .. ده نصيبها ، ومحدش بيمنع القدر ، إدعي ربنا ، وآآآ... وإن شاء الله هاتبقى كويسة !

ثم مدت يدها لتربت على كتفها محاولة التهوين عليها.
أزاحته أسيف بعنف ، ثم رددت بعصبية :
-بس متحطيش ايدك عليا !

استشاطت نيرمين غضباً من حركتها تلك ، واستنكرت بشدة أسلوبها الحاد مع والدتها ، لذا تحركت نحوها بعصبية بائنة ، وهتفت قائلة بنبرة مغلولة :
-انتي بتتكلمي كده ليه ، دي أمي يا بت انتي ؟ في ايه مالك ؟ هو حد داسلك على طرف !!!!

تدخل الحــــاج طـــه في الحوار محاولاً تلطيف حدة الأجواء قائلاً بتريث :
-صلوا على النبي يا جماعة ، مايصحش كده !

صرخت فيهم أسيف بصوت جهوري منفعل وهي تمرر نظراتها بينهم :
-محدش ليه دعوة بيا ، امشوا كلكم من هنا ! دي أمي وحالتها تخصني أنا وبس !

رد عليها طــــه بنبرة هادئة وهو يشير بعكازه :
-احنا جايين نطمن عليها ، نعمل الواجب بحكم آآ....

قاطعته قائلة بتشنج هـــادر :
-مش عاوزة حاجة منكم ، ابعدوا عننا !

إغتاظ ديــــاب هو الأخر من أسلوبها العنيف في الحديث ، فاقترب منها مهدداً بالهجوم عليها.
هتف صائحاً بصوت خشن وملوحاً بذراعه في وجهها :
-ما تحترمي نفسك ، مش عاجبك الراجل الكبير اللي واقف قصادك ، ده آآ...

وضع طـــه قبضة يده على ذراع ابنه ليمنعه من التهور الطائش ، وشدد عليه قائلاً بصرامة :
-بس يا ديــــاب ، اسكت انت دلوقتي !

التفت ديــــاب نحوه برأسه ، ورد عليه بغلظة متعمداً رمق أسيف بنظرات احتقارية :
-يا أبا مش شايف طريقتها !

حذره أباه مجدداً قائلاً بصلابة :
-شششش.. ملكش دعوة !

ظل منذر صامتاً متابعاً نوبتها الغاضبة بأعصاب فولاذية ، لكنه كان يغلي من داخله ، بركان غضبه على وشك أن يثور في وجهها ، لكنه برع تلك المرة في التحكم في أعصابه منتظراً بترقب نهاية ما تقوم به.
التفتت هي نحوه لترمقه بنظرات فارغة ، وهدرت فيه بصوت متشنج يحمل الكبرياء :
-واللي انت دفعته يا حضرت ، أنا هاجيبهولك ، أنا مش شحاتة ولا بأقبل صدقة من حد !

سلط أنظاره المحتقنة عليها ، ولم يعقب ، تحركت نحوه حتى باتت على مسافة قريبة جداً منه ، لا تتجاوز الخطوتين ، ثم أكملت بنبرة مترفعة محاولة رد جزء قليل من كرامتها المهدورة :
-أنا بنت المرحوم رياض خورشيد ، الراجل اللي انت متعرفوش أصلاً ، واللي مات وهو رافع راسه لفوق ، لا كان مديون ، ولا عمره كان هيطاطي لحد !

ضغطت على شفتيها أكثر لتردد بعزة نفس وهي تبتلع غصة مريرة عالقة بحلقها :
-ومكانش هايقبل إنه أو بنته تتذل وتمد إيدها لحد تطلب منه الإحسان !

مــــال دياب على أباه سألاً إياه بفضول متعجب :
-هو ايه اللي حصل ؟ هي بتكلم عن ايه ؟

أجابه طـــه بعدم فهم وهو يتابع حوارهما بإهتمام :
-مش عارف يا دياب

تساءلت نيرمين بغرابة وهي تسأل أمها :
-البت دي بتقول ايه ؟

هزت عواطف كتفيها نافية و مرددة بحيرة :
-وأنا هاعرف منين ؟ ما أنا زيك لسه شيفاها دلوقتي !

قست نظرات منـــذر أكثر نحوها ، ورغم هذا لم تهابه ، كان غضبها وثورتها تفوق بكثير احساسها بالرعب والخوف.

كــــور هو قبضة يده ، وضغط على أصابعه بشدة حتى استشعر أبيه أنه سيقدم على فعلة حمقاء.
لذا هتف فجـــأة بنبرة صارمة محذرة :
-مــــنذر !

تجمـــد الأخير في مكانه ، لم يصدر عنه أي إشارة أو حركة ، لكن تعابير وجهه ، عروقه المشدودة ، احتقان عيناه ، تشنجات تصرفاته توحي بقرب انفجاره.

وقبل أن تضيف أسيف كلمة أخرى انتبه الجميع لصوت مرتفع لممرضة ما وهي تقول ومشيرة نحوها :
-هي دي يا دكتور !

التفتت أسيف نحو صاحبة الصوت ، وبالطبع عرفتها ، فقد كانت تسألها عن أحوال والدتها طوال الوقت.
انتفضت حواسها بالكامل حينما رأتها بصحبة الطبيب الذي تساءل بنبرة جافة وهو يجوب بأنظاره أوجه الحاضرين :
-انتو أهل المصابة ؟

ردت عليه أسيف بتلهف وهي تتجه نحوه :
-أنا بـــس بنتها !

أطرق الطبيب رأســـه للأسفل ، واستطرد حديثه قائلاً بحذر :
-للأسف المصابة لما جاتلنا كانت في وضعية حرجة ، واحنا حاولنا نعمل اللي علينا ، لكن الحالة ساءت ، ونزيف المخ كان صعب السيطرة عليه وآآآ.....

هربت الدمــــاء من وجـــه أسيف ، وأصبحت أكثر شحوباً وهي تتابع بفزع كلماته الغامضة.
قلبها ينبؤها بالأسوأ ، لكن عقلها يرفض إلى الآن التصديق.
اضطربت دقات قلبها ، وشعرت بوخزات مؤلمة في صدرها ، ومع ذلك حافظت على صلابتها حتى ينتهي من تفسير ما يريد قوله.

أضــاف الطبيب موضحاً بنبرة متأسفة اعتاد اللجوء إليها حينما يبلغ أحدهم بخبر مفجع :
-بس دي مشيئة ربنا ، فادعيلها بالرحمة

لم تستوعب بعد مقصده ، فسألته بصدمة واضحة :
-يعني انت تقصد انها مش هاتمشي تاني خالص ؟!

بدا على وجه الطبيب الاستغراب ، فهي تتحدث في شــأن أخر ، لذا ردد بوضوح جاد :
-البقاء لله ، المصابة توفت !

شهقت عواطف بهلع كبير ، وشخصت أبصارها مصدومة وهاتفة بأنين لاطمة على صدرها:
-يا لهوي ، حنان ماتت !
ضمت نيرمين رضيعتها إلى صدرها أكثر محاولة كتم صدمتها هي الأخرى.

تبادل ديــــاب وطــــه نظرات غريبة تحمل الصدمة أيضاً ولا تقل في تأثيرها عن عواطف وابنتها.
هتف طــــه مواسياً وهو يضرب بكفيه على رأس عكازه :
-إنا لله وإنا إليه راجعون !

تحركت أنظــــار منــــذر تلقائياً على أسيف وتجمدت عليها.
لا يعرف لماذا شعر بوخزة عميقة في صدره نحوها ، ربما إحساسه بالشفقة والأسف لفقدانها أمها في تلك الظروف القاسية أجبرته على الـتأثر بحالها.

بدت كالمغيبة وهي محدقة في الطبيب بنظرات خاوية من الحياة.
كأن عقلها رفض تصديق كلماته الصريحة ، فصاحت فيه بصوت هـــادر مستنكر :
-إنت كداب !

نظر لها الطبيب بغرابة ، وهتف منزعجاً :
-أفندم ؟

توجس الجميع خيفة مما هو مقبل ، فقد تبدلت أسيف كثيراً وتحولت لشخص أخــــر غاضب بضراوة.
مدت كلتا يديها نحو الطبيب لتقبض على ياقته ، وصرخت فيه بإهتياج مفاجيء :
-انت كداب ، سامعني كداب !

شددت من أصابعها عليه ، وواصلت صياحها المختنق مستنكرة وفاة أمها :
-ماما كويسة ؟ انت ليه بتقول كده ؟ حرام عليك ، عاوز تحرمني منها ليه ؟

حاول الطبيب تخليض قبضتيها منه قائلاً بضيق :
-ماينفعش اللي بتعمليه ده !

تمسكت أكثر بتلابيبه ، وهزته بعنف مكملة صراخها المجنون :
-أنا مش هاسيبكم تاخدوها مني ، ماما عايشة ومش هاتموت !

قاوم الطبيب إنفلات أعصابها مردداً بضجر :
-ده قضاء ربنا !

تلقائياً تحرك منــــذر نحوها ووقف حائلاً بينهما محاولاً التفريق بينهما.
قام بجذب قبضتيها من على الطبيب وتخليصه منها ، لكنها كانت في فورة قوتها الغاضبة .. تلك القوة المستنكرة الغاضبة والتي تحرك جسدها كلياً بإنفعال غير مسبوق.
ظلت متشبثة بالطبيب صارخة فيه بجنون :
-فين ماما ؟ مش هاسيبكم تاخدوها مني !

وضع الطبيب يديه على رسغيها مبعداً إياهما عنه ، وقائلاً بإنزعاج أكبر مما يحدث منها :
-اهدي يا أستاذة ، ماينفعش كده !

لف منذر ذراعيه حول أسيف ، واستغل فارق القوة في تحرير الطبيب من براثنها الشرسة. وقبض على معصميها معاً وضمهما إلى صدرها ليتمكن من تكتيفها.

بكت عواطف متأثرة للموقف برمته ، وهتفت قائلة بصوت مختنق :
-يا عيني يا ضنايا ، كبدي عليكي !

دفـــع طــــه ابنه الأصغر دياب من كتفه قائلاً بحزن :
-لا حول ولا قوة إلا بالله ، خش مع أخوك يا دياب ، بلاش فضايح !

هز الأخير رأسه موافقاً وهو يتحرك نحوهما :
-طيب !

قيد منـــذر حركتها ، ومال على رأسها قائلاً من بين شفتيه المضغوطتين بقسوة:
-اهدي شوية !

تلوت بنفسها كلياً محاولة التحرر من ذلك القيد الإجباري المفروض عليها صارخة بإهتياج أكبر :
-انتو كدابين ، ماما عايشة ، سامعيني ! ماما مامتتش !

تعالى صراخها الممزوج بشهقاتها المستنكرة لما حدث ، فضمها منـــذر أكثر إليه ، وهتف من بين أسنانه بصعوبة :
-شششششش !

لم يجد ديــــاب ما يفعله معها ، فقد كان أخاه مسيطراً على زمامها بالكامل. لذا وقف مجاوراً لهما ، ومتأهباً للتحرك في أي لحظة إن استدعى الأمر لهذا .
واصلت أسيف صراخها المهتاج مرددة بنبرة متشنجة وباكية :
-ما تسبنيش يا ماما ، لألألألأ !

ارتفع نداء عواطف المتوسل بعد أن رأت ما آلت إليه حالة ابنة أخيها قائلة برجاء :
-حوشها يا بني بدل ما تأذي نفسها !

هتف الطبيب في ممرضته مردداً بحدة :
-ناديلي حد من فوق !

ردت عليه بجدية :
-حاضر يا دكتور !

بدأت قواها تخور تدريجياً بفعل تأثير الصدمة ، وانخفض صوت شهقاتها المنهارة لفراقها الأليم.
أشفق منذر عليها كثيراً ، وظل ممسكاً بها ومحاوطها بذراعيه مانعاً إياها من السقوط وهامساً لها بصوت عميق محاولاً طمأنتها :
-ششش ، اهدي !

أغمضت عيناها قهراً ، وبكت بحرقة كبيرة وهي تنادي والدتها بمرارة شديدة بصوت شبه متقطع :
-مـا..آآ... ماما !

تكرر المشهد من جديد ، وزادت خسارتها لفقدان عزيز أخير.
نعم هي عاشت تلك المعاناة القاسية حتى النخاع ولكن بصورة أشد آلماً ووجعاً.
استشعر مــــنذر وهو يحاوطها رغماً عنها ضعفها الإجباري نتيجة تأثير الصدمة. فتمسك بها أكثر.
استسلمت هي لذلك الخدر القهري الذي تسرب إلى خلايا كيانها. فرضخت بلا وعي لبقائها الحتمي في أحضانه لتغيب بدون إرادتها عن واقع أخر موجع سيترك انعكاسه على حياتها القادمة ........................... !!!

.........................................



noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 08:53 PM   #170

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9






الفصل السابع عشر :

وخزات حـــادة أصابتها في معدتها وهي تجلس إلى جوار جارتها.
قاومت على قدر المستطاع ذلك الوجع ، لكنها لم تتحمل اكثر من هذا شدة الآلم ، فتأوهت بسمة بأنين صادر من بين شفتيها المضغوطتين :
-مش قادرة ، آآآه !

تساءلت الجارة بتوجس وهي محدقة بها :
-مالك يا بسمة ؟ فيكي حاجة ؟

ردت عليها بصعوبة وهي تتأوه من وجع معدتها :
-ألم رهيب في بطني ،مش عارفة من ايه !

سألتها مجدداً مستفهمة :
-من ايه طيب ؟

صرخت متآلمة وهي تجيبها بصوت مكتوم :
-آآآه ، باينه من حاجة البياع الزفت !

قطبت الجارة جبينها ، واقتربت منها لتضع يدها على كتفها متساءلة بإهتمام أكبر :
-بياع ايه ده

لم تستطع بسمة تحمل الآلم أكثر من هذا ، فتكورت على نفسها صارخة بحدة :
-لالالا ! هاموت !

فزعت الجارة لرؤيتها على تلك الحالة المقلقة فرددت بخوف :
-بسمة !!

واصلت بسمة صراخها الموجع مرددة بصوت مختنق :
-آآآآه ، اطلبيلي الإسعاف ، آآآه ، بسرعة ، آآ.. هاموت !

ثم انهارت على الأرضية وهي تكمل صراخها الفزع ، فانتفضت الجارة من مكانها مذعورة هاتفة بهلع أكبر :
-يا لهوي !
.................................

انزوعت نيرمين إلى جوار والدتها في أحد أركان المشفى بعيداً عن غرف المرضي ، ثم مالت عليها متساءلة بحيرة وهي متعمدة خفض نبرة صوتها :
-هانتصرف دلوقتي ازاي ؟

أجابتها عواطف بقلة حيلة وهي منكسة لرأسها :
-مش عارفة يا بنتي ، أنا دماغي مشلولة ، هو اللي حصل قليل !

ثم تمتمت متحسرة ماسحة لعبراتها العالقة في أهدابها :
-المصايب مابتجيش لوحدها أبداً !

بدت نيرمين غير متأثرة بما يحدث مع ابنة خالها على الإطلاق ، ربما لأنها لا تعرفها ، وليس بينهما أي علاقة وطيدة أو صلات ودية فكانت جامدة عن والدتها التي كانت حزينة للغاية.

دفعها فضولها فقط للسؤال عن أحوالها مرددة بهدوء :
-هو الدكتور قال عندها ايه ؟

أخرجت عواطف تنهيدة مطولة من صدرها تحمل الكثير من الآسى والضيق ، وأجابتها بصوت منتحب :
-اسألي سي منذر هو اللي كان واقف معاه وبيكلمه

تابعت نيرمين قائلة بتبرم :
-والله لولا موت أمها كنت رديت على وقاحتها وقلة أدبها

حدجتها عواطف بنظرات قوية منزعجة ، وهتفت فيها بحدة :
-اسكتي يا نيرمين ، هي مش في وعيها ، أمها ماتت وانتي جاية تقولي آآ...

قاطعتها نيرمين متذمرة وهي تشير بكف يدها :
-خلاص يا ماما ، يعني ما اتفكش معاكي بكلمتين !

ردت عليها عواطف بصوت جاف وغليظ :
-سيبني لحالي ، مش عاوزة أسمع حاجة تنرفزني !

ثم شردت بأنظارها للأمام ، وتابعت بصوت نادم :
-خليني أشوف الغلبانة اليتيمة دي هاتعمل ايه في اللي جاي !!!

ثم ســــاد الصمت بينهما لبعض الوقت قبل أن تقطعه نيرمين هاتفة بصورة فجائية :
-ماما احنا نسينا بسمة خالص

شعرت عواطف بالقلق بعد تلك العبارة ، فهي بالفعل لم تهاتف ابنتها طوال اليوم ، ولم تعرف عنها أي شيء ، وبالطبع الأخيرة ليس لديها أي علم بالمستجدات الطارئة على الساحة.
لذلك رددت بنزق :
-يا لهو بالي ! اتلبخنا في المصايب اللي نازلة تهف على دماغنا !

ثم بحثت في حافظة نقودها العريضة عن هاتفها النقال ، لكنها للأسف لم تجده بالداخل ، فارتسمت تعابير الضيق على وجهها ، وهتفت بعبوس :
-شوفتي الحظ الفقر أنا نسيت موبايلي !

أضافت نيرمين هي الأخرى قائلة بإمتعاض :
-وأنا كمان ، كان في الشاحن !

لوت عواطف ثغرها متساءلة بحيرة بائنة وهي تضع إصبعيها على طرف ذقنها :
-طب والعمل ؟ ده زمانتها هتتهبل ؟

مطت شفتاها بضيق أكبر ، ونفخت بصوت مسموع مرددة بضجر :
-أوصلها ازاي ؟

طـــرأ ببال نيرمين فكرة ما حينما وقعت عيناها على الحاج طــه وابنه .. فبرقت حدقتيها ، وهتفت مقترحة :
-ما تطلبي من الحاج طـــه موبايله نتصل عليها منه ؟

انتبهت لها والدتها وبدت مهتمة بإقتراحها ، فتابعت ابنتها مشجعة إياها على تنفيذه :
-هو راجل طيب ومش هيرفض لو طلبتي ده منه !

تساءلت عواطف بتوجس خفيف :
-اه والله ، بس تفتكري هيرضى ؟

ردت عليها نيرمين بتذمر :
-دي دقيقة مش حاجة يعني ، ولو حكمت ندفعله

استنكرت عواطف تفكير ابنتها قائلة :
-مش للدرجادي ، انتي كده هتركبيني العيب !
-طيب ، قومي اطلبي منه ، وشوفي هايقول ايه
همست بها نيرمين بإلحاح عليها ، فاستجابت الأخيرة لها ، ونهضت بتثاقل من مكانها لتتجه إليه ..

جــــاب ديـــاب بأنظاره المكان من حوله ، وغمغم متساءلاً بضجر :
-وبعدين يا أبا ؟ هانسيب الولية كده في المشرحة ولا هندفنها ؟

رد عليه طـــه بصوت متحشرج :
-ادينا مستنين نشوف ايه الإجراءات ونعملها!

تساءل دياب بإمتعاض وهو يوميء بعينيه :
-طب وبنتها ؟

أجابه أباه بإنزعــــاج:
-ماهو على يدك ، البت غايبة عن الدنيا ومش مالكة نفسها

سأله دياب بجدية وهو يمسح طرف أنفه بإصبعه :
-هي مالهاش قرايب ؟

رد عليه طه نافياً :
-ولا أعرف ، المفروض عواطف تكون أدرى مننا بده ، ممكن تسألها !

هتف ديـــاب مستنكراً اقتراحه الغير مُجدي :
-يا أبا دي مقطعاهم من زمن ، يعني شكلها متعرفش

وافقه طـــه الرأي مردداً :
-على رأيك ، دي معرفتش بموت أخوها إلا صدفة

هز ديـــاب رأسه بالإيجاب مضيفاً :
-بالظبط ، يعني زي قلتها !

ثم أخـــر زفيراً عميقاً من صدره وهو يتابع :
-عموما يا أبا أنا هسأل عن المطلوب وأخلص كل الإجراءات والتصاريح بنفسي !

ربت أباه على كتفه قائلاً بإمتنان :
-ربنا يباركلك ، هي بردك ولية لوحدها
-ايوه !

ترددت عواطف في مقاطعة حديثهما ، لكن لم يكن أمامها وسيلة أخرى سوى استخدام الهاتف النقال الخاص بالحاج طــه للإطمئنان على ابنتها.
وبإرتباك واضح وحزن يكسو تعابير وجهها المرهقة هتفت بصوت مبحوح :
-معلش يا حاج طــه إن مكانش فيها إساءة أدب ممكن طلب !

التفت الاثنان نحوها ، ورد عليها طه قائلاً بجدية :
-أؤمري يا عواطف

ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحرج قليل :
-آآ.. أنا نسيت التلافون بتاعي في البيت ، وزمانت بنتي بسمة رجعت وتلاقيها يا حبة عيني مخها واكلها ومش عارفة حاجة عننا ولا إحنا فين ولا حتى بالمصيبة اللي حصلت !

هــــز الحاج طــه رأسه متفهماً ، فأكملت متشجعة :
-فإن مكانش فيها مانع أخد تلافونك أكلمها !

رد عليها بجدية وهو يدس يده في جيب جلبابه :
-أه وماله

أشــــار دياب لأبيه بكف يده قائلاً بجمود :
-استنى يا أبا ، أنا معايا رصيد كفاية !

وجهت عواطف أنظارها إليه ، وابتسمت قائلة بحرج شديد :
-مافيش داعي تتعب نفسك يا دياب يا بني ، الموضوع مش مستاهل !

أخـــرج طـــه يده من جيبه - خالية الوفاض - تاركاً هاتفه به ، واستند بها على كفه الأخر الموضوع على رأس عكازه ، بينما تابع دياب بجدية وهو يضغط على أزرار هاتفه :
-ولا تعب ولا حاجة ، مليني الرقم وكلميها !

هتفت عواطف ممتنة :
-كتر خيرك يا بني

ثم اقتربت أكثر منه لتضيف بهدوء :
-رقمها هو (( .....))

هز رأسه بإيماءة خفيفة قائلاً :
-ماشي !

ثم ضغط على الأزرار طالباً إياها ، ومن ثم أعطى الهاتف لأمها لتحدثها.
انتظرت الأخيرة للحظات منتظرة أن يأتيها رد ابنتها عليها ، لكن لم يحدث.
حدقت في دياب قائلة بريبة :
-البت مش بترد !

رد عليها دياب بجمود :
-حاولي تاني ، جايز ماسمعتش !
-ماشي !
......................................

على الجانب الأخر ، في إحدى غرف المرضى المشتركة ، وقف منـــذر إلى جوار الطبيب يتحدث معه عن الحالة الصحية لأسيف والتي ساءت كثيراً بعد تلقيها خبر وفاة والدتها.
كان يوزع أنظاره بينه وبين تلك الفاقدة للوعي.
بدت أكثر ضعفاً عن ذي قبل ، بل تحتاج إلى الإشفاق والدعم لتجاوز تلك المرحلة العصيبة من حياتها.

استمر الطبيب في وصف حالة أسيف طبياً ، لكن كانت عباراته غامضة لمنذر .. استصعب فهمها بسهولة ، لذلك ســأله بإنزعاج وهو يحك مؤخرة رأسه :
-مش فاهم ! ده خطر يعني ؟

أجابه الطبيب بجدية موضحاً :
-اكيد ، هي عندها انهيار عصبي ونصيحتي تفضل تحت الملاحظة على الأقل لـ 3 أيام !

ضاقت نظرات منذر مردداً بإستغراب :
-للدرجادي ؟!!!!

رد عليه الطبيب مستنكراً جهله بتقدير وضعها الصحي والنفسي :
-انت مكونتش شايف حالتها عاملة ازاي ؟

أضاف منذر قائلاً بوجه عابس :
-لأ شوفت ، بس متوقعتش إنها خطيرة !

رد عليه الطبيب بإستياء :
-يا حضرت النوعية دي من الحالات محتاجة اهتمام أكبر ، كمان لازم يكون في آآآ....

وقبل أن يكمل جملته للنهاية قاطعتهما ممرضة ما هاتفة بنبرة رسمية :
-بعد اذنك ، انت من قرايب المرحومة حنان ؟

التفت منذر نحوها ، واحتار للحظة في الإجابة على سؤالها ، فهو لا يعد من أقاربها المباشرين بالمعنى التقليدي ، ولكن بحكم ما استنبطه مما حدث فليس لأسيف أو أمها الراحلة أقارب هنا ، وبالتالي إن لم يتدخل فربما تضيع أشيائها ، وحالتها كما استشف من الطبيب ليست بخير.
نظر لها بحدة ، ثم رد بحذر :
-يعني ، حاجة زي كده !

أكملت الممرضة قائلة بنبرة جافة :
-عاوزين حد يمضي إنه استلم متعلقاتها الشخصية ، هي في الأمانات !

تفاجئ منذر بما قالته ، ومع ذلك حافظ على جمود تعابير وجهه ، ورد بإقتضاب :
-طيب

تابعت الممرضة قائلة بإلحاح محاولة إخلاء مسئوليتها :
-يا ريت ضروري ، إن أمكن دلوقتي !

استغل الطبيب الفرصة لإنهاء الحديث الممل مع منذر الذي حاصره بأسئلة كثيرة مزعجة عن حالة تلك المريضة ،فهتف بنزق :
-هستأذنك عندي حالات عاوز أتابعها !

استدار الأخير نحوه مردداً بتجهم :
-ماشي يا دكتور ، متشكرين
ثم تابعه للحظة وهو ينصرف من أمامه ، ولم ينتبه للممرضة التي بدأت تتحرك.
تدارك الموقف سريعاً ، وأسرع في أثرها قائلاً بصوت شبه مرتفع :
-استني يا ست الحكيمة ، أنا جاي معاكي !

نظرت له من طرف عينها قائلة :
-اتفضل !

......................................
رافقت الجــــارة بسمة في سيارة الإسعاف وظلت ملازمة لها حتى بعد أن نقلها إلى مشفى قريب. فلم يكن معها أي أحد ، ورفضت هي أن تتركها بمفردها في ذلك الوضع العصيب.

تم الكشف عليها وتأكد إصابتها بتسمم غذائي ، فأسرع الأطباء بإجراء غسيل معدة لها لتنظيفها مما بها من ملوثات غذائية.

انتظرتها الجارة بالإستقبال حتى وضعت في غرفة طبية. فولجت إليها هاتفة بتلهف :
-الف سلامة يا ست بسمة ، الحمدلله إنها جت على أد كده !

ردت عليها بسمة بصوت متآلم ومرهق وقد بدا التعب واضحاً عليها :
-الله يسلمك !

أضافت الجارة قائلة بإنزعاج :
-لو اعرف بس أوصل لأمك ولا أختك كنت بلغتهم !

ردت عليها بسمة بصعوبة :
-اها.. ماهما مش بيردوا على موبايلاتهم من بدري !

بررت لها الجارة سبب انشغالهما قائلة :
-تلاقيهم ملبوخين مع قريبتكم ! الله يكون في العون ، انتو يا عيني اتنشتوا عين

وافقتها بسمة الرأي مرددة بصوت خفيض :
-أها ، أنا عارفة عين مين !

شعرت الجارة بإهتزازة ما في تلك الحقيبة التي تحملها في يدها ، فنظرت لها بإهتمام.
هي كانت ممسكة بحقيبة بسمة وأخذتها معها ، فهتفت قائلة :
-ده تليفونك بيرن !

أشــارت لها بسمة بسبابتها مرددة بخفوت :
-شوفي مين !

فتحت الجارة الحقيبة على عجالة لتعبث بمحتوياتها ، وبحثت عن الهاتف النقال بداخلها.
أمسكت به بيدها مرددة بإندهاش وهي تحدق في شاشته :
-رقم غريب ، أرد عليه يا ست بسمة ؟

لم تتمكن الأخيرة من الإجابة عليها بسبب اقتحام الغرفة للطبيب وممرضته ، فهتف بحدة :
-بعد اذنك شوية ، عاوزين نفحص المريضة تاني

تراجعت خطوة للخلف قائلة بإمتعاض :
-حاضر

التفت الطبيب ناحية مريضته وسألها بإهتمام :
-أخبارك ايه دلوقتي ؟

أجابته بصعوبة :
-أحسن شوية الحمدلله

هتفت الممرضة بنبرة صـــارمة للجارة وهي تشير بعينيها:
-من فضلك ، الدكتور عاوز يشوف شغله ، استني برا شوية !

ردت عليه بضجر محدجة إياها بنظرات منزعجة :
-طيب.. طيب !

ثم ولجت إلى خــارج الغرفة وهي تتمتم بكلمات غير واضحة ..
..............................

جلست عواطف على المقعد المعدني بجوار ابنتها ، وهمست بقلق :
-البت مش بترد ! قلبي واكلني عليها !

عللت لها نيرمين عدم ردها قائلة :
-تلاقيها نايمة ولا يمكن بتستحمى ، ما انتي عارفة بنتك !

بدا وجه عواطف غريباً وهي تعترض بخوف :
-لأ .. قلبي متوغوش

انزعجت نيرمين من قلقها الزائد ، فنهرتها بحذر :
-خلاص يا ماما ، مافيش داعي تقلقينا على الفاضي ، خلينا في الهم اللي احنا فيه

وافقتها عواطف الرأي قائلة :
-اه والله ، هم من كل حتة ، مش ملاحقين !

حدق ديـــاب في شاشة هاتفه مرة أخــرى ، وقرر معاودة الإتصـــال ببسمة قبل أن يعطيه لأمها.
ســــار عدة خطوات مبتعداً عن أبيه ليكون على راحته أكثر ، وترقب سماع صوتها.
استند بظهره على الحائط ، وتابع حركة الممرضين بنظرات شاردة. فتفكيره منصب على هدف واحد حالياً .
......................................
بقيت الجارة خــــارج غرفة بسمة متابعة بفضول ما يفعله الطبيب بها.
شعرت بإهتزاز الهاتف مجدداً في الحقيبة، فإلتقطته مرددة لنفسها بحيرة :
-أعمل ايه في اللي بيتصل تاني ده ؟

في الأخير حسمت أمرها بالإجابة عليه.
وضعت الهاتف على أذنها ، وصاحت متساءلة بحذر :
-ألوو ، مين معايا

استمعت إلى صوت ذكوري عبر الطرف الأخر متساءلاً بجمود :
-بسمة ؟

ردت عليه نافية والفضول يدفعها لمعرفة هوية المتصل الغامض :
-لأ ، بس ده تليفونها ، مين عاوزها ؟

رد عليها دياب متساءلاً :
-انتي مين ؟

أجابته دون تريث :
-أنا جارتها ، هي أصلها في المستشفى عندها تسمم وبيعالجوها دلوقتي

تفاجيء ديـــاب بما قالته ، وصـــاح مصدوماً :
-اييييه ، تسمم ! ازاي ؟

تابعت الجارة موضحة بتحسر :
-اه ، يا نضري ماستحملتش الأكل البايظ ، بس أنا نقلتها وواقفة معاها لحد ما تقوم بالسلامة ، ألا انت مين صحيح ؟

رد على تساؤلها بسؤال حازم :
-انتو في مستشفى ايه ؟

أجابته بتأني :
-في (( ..... )) ، بس مقولتليش مين انت وآآ...

قطمت عبارتها جبراً لأن المكالمة انتهت فجــأة ، فهتفت بنزق وهي تبعد الهاتف عن اذنها لتنظر في شاشته بإندهاش :
-ألو .. الوو .. هو الخط فصل ولا ايه ؟!
.........................................

وقـــــع مــــنذر على عدة أوراق رسمية استلم فيها جميع المتعلقات الشخصية بالحالة المتوفية ، ودونت الموظفة المسئولة بياناته الموجودة في بطاقة هويته.
بعدها أعطته أشيائها الخاصة وهي تعزيه قائلة :
-ربنا يصبركم !

رد عليها بإقتصاب :
-متشكر !
اتجه نحو الخارج وهو ممسك بكيس بلاستيكي وضعت فيه متعلقات الفقيدة من حقيبة يد ، وحلي مصطنعة وذهبية ، وساعة يد جلدية ، وكذلك أوراق الهوية.

لم يتوقف عقله عن التفكير في الخطوة القادمة المطلوب عملها.
هو تحمل مسئولية لا تخصه ، وعليه أن يتمها دون نقص.

تفاجيء بأخيه دياب يسلمه تقرير الطبيب الشرعي للحصول على تصريح الدفن مردداً بتلهف :
-معلش يا منذر كمل انت اللي ناقص لأن عندي مشوار مهم

سأله منذر مستغرباً :
-مشوار ايه ده ؟

أجابه أخيه على عجالة وهو يضغط على شفتيه :
-بص ، هو بإختصار بنت عواطف التانية محجوزة في المستشفى !

ارتفع حاجباه للأعلى في استنكار مردداً بذهول :
-ايه ؟

حذره دياب قائلاً بضيق :
-أمها متعرفش ، وأنا رايح أشوف في ايه

سأله منذر بجدية بعد أن ارتخت ملامح وجهه المشدودة نسبياً :
-عرفت عندها ايه ؟

رد عليه دياب بتوجس :
-تسمم ، شكلها رمرمت حاجة من الشارع

أشـــار منذر بحاجبه متساءلاً بتأكيد :
-يعني مش هاتقول لأمها ؟

هز رأسه نافياً وهو يرد :
-مش دلوقتي ، هاشوف الدنيا ماشية ازاي هناك والوضع عامل ايه وبعد كده أعرفها ، كفاية أوي البلاوي اللي هنا

حرك منـــذر رأسه متفهماً ، فالحال هنا ليس بالجيد مطلقاً ، فهناك عدة مسائل لم تحل بعد.
رد عليه بتنهيدة متعبة :
-أها ، عندك حق ، عندنا كوارث وكلها متخصناش !

أضــاف دياب بعفوية :
-قدرنا نشبك مع العيلة دي !

ابتسم منذر بتهكم وهو يرد :
-باين كده

ضرب دياب ذراع أخيه بكفه متابعاً بنبرة عازمة :
-هاتوكل أنا ، وعلى تليفون !

رد أخاه عليه قائلاً بإيجاز :
-طيب !

لم يعرف أحدهما بالخطأ الطبي الذي حدث أثناء محاولة إسعاف المريضة. وبالتالي لم يشك أي منهما في صحة ذلك التقرير ، وبقي فقط اكمــال باقي الإجراءات ...
تساءل طـــه بإهتمام وهو يرى ابنه البكري حائراً في مكانه :
-ماله دياب ؟

أجابه منذر بغموض موجز :
-موضوع كده بيخلصه

ســـأله والده مستفهماً وهو يرمقه بنظرات ذات مغزى :
-طب وانت ؟ دماغك فيها ايه ؟

رد عليه ابنه بتذمر :
-المصيبة اللي اتوحلنا فيها

مــــد طـــه يده ليربت على ذراعه قائلاً بتشجيع :
-معلش ، هما ولايا ومعهومش حد !
-ايوه

دقق طـــه النظر في ذلك الكيس البلاستيكي الذي يحمله في يده ، وسأله بجدية :
-دي حاجة المرحومة ؟

حدق منذر فيما معه ، وارتفع بأنظاره نحو أبيه ليجيبه :
-أه هي ، أنا استلمتها

أضــاف والده قائلاً بإهتمام وهو يشير بعينيه نحو أشيائها :
-طب ما تشوف كده إن كان فيها حاجة تفيدنا ، ليهم قرايب ولا معارف ، أي حد مانكونش عارفينه
-ماشي
قالها منذر وهو يفتح الكيس البلاستيكي لينظر بدقة في محتوياته.
.......................................

استمعت لصوت دقـــات خافتة على باب غرفتها ، فهمست بصوت مجروح :
-ايوه ، خـش !

فتح الباب بحرص ، ثم أطل برأسه أولاً ليتفقدها قبل أن يدفعه للأمام ليلج كلياً للداخل.
استدارت ببطء في اتجاه الطارق ، واتسعت عيناها مصدومة حينما رأته بشحمه أمامها.
رمشت بعينيها غير مصدقة أنه متواجد معها بالغرفة.
هتفت بنزق مصدوم وقد ارتسم على وجهها علامات الضيق :
-انت !

مرر دياب أنظاره على وجهها ثم رسغها المغروز به إبرة طبية ، وجسدها المغطى بالملاءة مجيباً إياها بهدوء بارد :
-لوشتي ايه بالظبط ؟

حاولت النهوض من رقدتها لترد عليه بحدة رغم تعبها :
-ايه اللي جابك هنا ؟ وعرفت منين ؟

أجابها بجمود وهو يعمق نظراته نحوها :
-اللي جابني رجلي ! أما عرفت منين فدي مش صعبة يعني !

تأوهت بصوت خفيض لضغطها على كفها الموصول بالإبرة الطبية ، ثم ارتخت مجدداً على الوسادة هاتفة بإنهاك وضجر :
-طب اتفضل من غير مطرود ، أنا آآ...

وضع ديـــاب يده على طرف ذقنه ليفركه بحركة ثابتة مقاطعاً إياها بصرامة :
-انتي تسكتي خالص ، وتسمعي كلامي للأخر

احتدت نظراتها نحوه ، وكانت على وشك الانفجار فيه ، لكنه بادر قائلاً :
-الموضوع مش مستاهل خناقات وأفورة ، في مصايب أكبر من اللي انتي فيه

صاحت فيه بصوت متحشرج منفعل وهي مسلطة أنظارها عليه :
-وانت ايش دخلك فيا ، أنا مش فاهمة أصلاً انت جاي هنا ليه !

سكتت للحظة لتلتقط أنفاسها ، ومن ثم واصلت صراخها مرددة :
- وبعدين حد طلب مساعدتك ولا آآ...

قاطعها قائلاً بصوت متصلب وهو يدنو من فراشها :
-مش محتاج أطلب ، انتي ملزمة مني لحد ما أمك تعرف !

ضاقت نظراتها أكثر ، وردت عليه مستنكرة محاولته فرض نفسه عليها بالإجبار :
-بصفة ايه ان شاء الله ؟

أجابها بجمود متحدياً عِنادها :
-من غير صفة ، هو كده قوة وإقتدار ..!
.........................................

فتش منذر في معظم محتويات الكيس البلاستيكي باحثاً عن أي شيء يمكن أن يفيده.
تساءل طه بإهتمام وهو يجوب ببصره عليهم :
-لاقيت حاجة يا بني ؟

أجابه ابنه بضجر وهو يلقي بعدم مبالاة بالأشياء :
-موبايل قديم ، وكارت لوكاندة ، ومحفظة ، وحاجات مالهاش لازمة !

تناول الحاج طـــه البطاقة الخاصة بالفندق ، وأمعن النظر فيها جيداً ليعرف اسمه وعنوانه. ثم هتف قائلاً :
-أدينا عرفنا المكان اللي كانوا أعدين فيه !

هز منذر رأسه دون أن ينبس بكلمة ، بينما تابع والده مكملاً بنبرة مهتمة وهو يشير بإصبعه :
-شوفلنا في الموبايل ده رقم حد من قرايبها !

حدق منذر في وجه أبيه مردداً بغرابة من طلبه :
-وأنا هاعرفهم ازاي ؟

رد عليه أبيه بجدية :
-أكيد هيبان يعني يا منذر ، مش محتاجة فقاقة !

ضغط ابنه على شفتيه قائلاً بإقتضاب :
-طيب !

زفــــر بصوت مسموع ، وتابع البحث في قائمة الأسماء الموجودة بالهاتف والذي لم يكن على درجة من الصعوبة للتعامل معه.
لم يجد به الكثير من الأسماء ، فقط قلة قليلة.
لفت أنظاره اسم " الحاج فتحي " ، وظن أنه ربما يكون على صلة قريبة بالعائلة ، فقرر أن يهاتفه أولاً ، ثم يحاول مع شخص أخر.
وبالفعل ضغط على زر الاتصال به ، وانتظر بترقب رده عليه ....................................... !!!

.........................................



noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.