آخر 10 مشاركات
[تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          ليالى الميلاد (39) للكاتبة:Sara Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          174 - لا رابح - دافني كلير (الكاتـب : فرح - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree160Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-17, 03:29 PM   #201

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل السادس والعشرون :

ارتفع حاجبي أسيف للأعلى عقب جملته الأخيرة ، وشحب لون وجهها لتبدو بشرتها غير طبيعية .
تجمدت نظراتها المرتعدة على وجهه.
كما اضطربت نبضات قلبها، وشعرت بصوتها العنيف يخترق أذنيها بقوة.
هو يتحدث عن والدتها المتوفاة ، عما يخصها.
جاهدت لتبدو صلبة ، لكنها كانت تحترق حزناً من الداخل.

تابع منذر قائلاً بصوت ثابت وهو يتفرس وجهها المرتبك :
-اتصلت بيا واحدة من اللوكاندة على تليفون أمك تقولي أجي أستلم شنطكم

نهج صدرها بتوتر كبير وهي تسـأله بنبرة متلعثمة :
-تليفون ماما ؟!

رد عليها موضحاً بنبرة خالية من الانفعالات :
-اه ، الأمانات في المستشفى ادهوني ، واحنا اتلبخنا في دفنة المرحومة ونسيت أرجعهولك مع بقية حاجاتها !

ثم أخــــرج الهاتف وحافظة نقود الفقيدة من جيبه ليعطيهما لها قائلاً بهدوء :
-وبقية الحاجة محطوطة جوا الشنط بتاعتكم !
لم تصغِ إلى ما قاله ، وحدقت بنظرات مذهولة في متعلقات أمها الراحلة ، وسريعاً ما تراقصت العبرات في مقلتيها.
تناولت هاتفها القديم منه بيد مرتجفة ، وتجمدت عيناها المغرورقتان بالعبرات عليه متذكرة نبرة صوتها الرقيق المطمئن حينما تتحدث فيه ، وتحسست بأصابع مرتعشة حافظة نقودها التي كانت دومًا موضوعة في حجرها.

اندفع إلى عقلها ذكريات كثيرة جمعتها مع أبيها وأمها في أماكن مختلفة بقريتهم وبمنزلهم وأرضهم الزراعية.
ذكريات كانت هي كل محورهم ، اهتمامهم الأكبر والوحيد.
وفجـــأة اختفى كل هذا ليحل بدلاً عنه القسوة والوحدة والفراق.

نظر لها منذر بإستغراب من ردة فعلها خاصة أنها بدت وكأنها في عالم أخر ، واستدار برأسه ليوجه حديثه إلى عمتها :
-أنا لميت بنفسي كل حاجة من الأوضة ، مافيش حاجة نسيتها هناك !

هتفت عواطف قائلة بإمتنان كبير :
-كتر خيرك يا سي منذر ، والله تعبينك معانا !

التفت برأســـه نحو أسيف مجدداً ليضيف بجدية وهو محدق بها بنظرات ثابتة :
-وماتقلقيش ، الحساب خلصان هناك !

ولم تكن مدركة له ، ولم تنتبه لكلمة واحدة مما نطق بها. فعقلها كان مركزاً فقط على أخــر ما تبقى من ذكرياتها الغالية.

صاحت نيرمين بصوت عالٍ مرددة بإعجاب :
-سي منذر طول عمره شهم وبيقف مع كل الناس ، مش جديد عليه ده

رد عليها بإبتسامة باهتة ملتفتاً نحوها :
-متشكر

بينما أضافت عواطف قائلة بإمتنان أكبر من السابق :
-احنا من غيره هو والحاج طه نتوه ، ربنا يباركلنا فيه ويفضلوا دايماً سندنا

بدا ما تسمعه حولها همهمات مبهمة ، أصوات مختلطة تزعجها بشدة فتحول دون استمرارها في إستعادة سيل الذكريات البعيدة.

عــــاود منذر النظر إلى أسيف ليجدها في تلك الحالة الغريبة ، فعبس بوجهه ، وسألها بجدية قليلة :
-انتي كويسة ؟

لم تجب عليه ، بل لم تشعر به من الأساس.
قربت حافظة النقود من أنفها تستنشق بقايا عبير أمها فيها.
تنفست بعمق حابسة تلك الرائحة في صدرها لعلها تطفيء لهيب اشتياقها إليها فتثلج روحها ، لكن زاد هذا من لوعتها.
أغمضت عيناها قهراً باكية بحرقة شديدة تدمي القلوب.
لم تستطع تحمل هذا الضغط النفسي العصيب أكثر من هذا ، فإنهارت قواها كلياً .. وارتخت أصابعها عن الهاتف القديم وحافظة النقود.
انتفض منــــذر في مكانه مصدومًا حينما رأها تترنح أمامه ، فمـــد ذراعيه نحوها سريعاً ليتلقفها قبل أن يسقط جسدها على الأرضية.
شهقت عواطف بهلع قائلة وهي تلطم على صدرها :
-أســـيف !!!

احتقن وجــــه نيرمين بشدة واصطبغ بحمرة منزعجة من ذلك الموقف ، وظنت أنه مفتعل من ابنة خالها لتجذب انتباه منذر إليها ، فتملكها الضيق والغضب ، وظلت تنفخ مغتاظة.

أمسك مـــنذر بأسيف جيداً ، ولف ذراعه حول خصرها ، وانحنى قليلاً ليحملها من أسفل ركبتيها ، ثم ســار بها عدة خطوات ليضعها على أقرب أريكة ، وعواطف من خلفه تصيح بفزع :
-جرالك ايه يا بنتي ؟!

تراجع منــذر للخلف بعد أن أسندها برفق على الأريكة ، وجلست عواطف إلى جوارها محاوطة رأسها بكفيها متساءلة بصوت مضطرب خائف :
-ايه اللي حصلك بس ؟ فوقي يا بنتي !

رد عليها منذر بنبرة مهتمة بعد أن تصلبت ملامحه نوعاً ما :
-أطلبها دكتور ؟

هتفت نيرمين قائلة بنبرة محتقنة وهي تدنو منهم بوجهها المتجهم :
-مافيش داعي ، أنا هشوفلها كولونيا ولا مياه تفوقيها بيها !

مسحت عواطف على وجنتها برفق هاتفة لها بنبرة مذعورة :
-قومي يا بنتي ، ده انتي كنتي لسه كويسة !

تمتمت نيرمين من بين شفتيها بنبرة مغلولة وهي تتجه للمطبخ :
-مُحن بنات !!!!

زفـــــر منــذر بضيق ، وتلفت حوله منزعجاً ، ثم أردف قائلاً بصرامة :
-أنا هاطلب الدكتور يجيلها ، ده أحسن !

عادت نيرمين من الداخل مرددة بنبرة عالية واثقة :
-مالوش لازمة دلوقتي هاتفوق !
ثم أشارت إلى ما تحمله في يدها من كوب زجاجي ممتليء بمياه الصنبور.

اقتربت نيرمين من أسيف ، وحدجتها بنظرات احتقارية مشتعلة منها.
ما أغاظها حقاً هو اهتمام الرجــال بها ، وخاصة منذر – الذي يعد من كبار أسياد رجال الحارة - وأنها حازت على اهتمامه الثمين فبات ينهي أعمالها المعلقة وكأنها تعني له شيئاً.
كذلك قيامها بجمعهم حولها منذ أن وطــأت قدماها إلى منطقتهم ، بل الأدهى أنها استطاعت أن تجذبهم إليها فأولوها إهتمامهم الكامل دون أي مجهود يذكر منها . وهي على النقيض شعرت بكونها مكروهة منبوذة وسط عائلة زوجها السابق " حاتم " ، وتكبدت العناء معه وتحملت قسوته وفظاظته وأخفت الكثير من أمور حياتها عن عائلتها لتحافظ على استقرار عائلتها لكنها لم تحصل في الأخير على اهتمامه ولا على أي شيء.
زاد ذلك الإحساس لديها بالنفور والبغض بعد حصولها على لقب مُطلقة لأكثر من مرة . فأصبحت كالمصابة بالجُذام أو عدوى خطيرة.
وضعت نيرمين نفسها في مقارنة غير عادلة معها رغم عدم معرفتها بها.
فبلا وعي منها قذفت وجهها بمحتوى الكوب فجــأة ، وتمنت في نفسها لو كان ما به مــاء نــار فتشوهه وتحرقها ...

شهقت أسيف وهي تسعل بإختناق مستعيدة وعيها إلى حد ما .
بينما اتسعت حدقتي عواطف بذهـــول مصدوم من فعلة ابنتها المباغتة ، وهتفت معنفة إياها بحدة :
-في حد يفوق حد كده ؟ انتي غبية !

صُدم منـــذر هو الأخر من طريقتها الفظة في إفاقتها ، وتشنجت تعابير وجهه بشدة ، لكنه منع نفسه من التدخل أو التعقيب. فهن أقارب في بعضهن البعض. ليس له الحق في التدخل في تصرفاتهن حتى وإن كانت خاطئة.

ردت عليها نيرمين ببرود :
-ما هي فاقت أهي ، مش بأقولك تمثيلية ! يا ماما انتي طيبة ومش هاتفهمي الحركات دي !

رمقتها أمها بنظرات نارية وهي تكز على أسنانها بقوة.
بكت أسيف متأثرة وهي تنتحب بأنين متآلم ..
استدارت عمتها نحوها ، وضمتها إلى صدرها لتربت على ظهرها برفق وحنو محاولة التهوين عليها.
هتفت بصوت منزعج :
-حصل خير يا بنتي !

نفخت نيرمين مرددة بتأفف :
-استغفر الله العظيم ، كل شوية تعمل الحبتين دول !

استشعر منـــذر الحرج من وجوده ، فتنحنح قائلاً بخشونة :
-أنا كده سلمت الأمانة واطمنت ، سلامو عليكم

التفتت نيرمين نحوه قائلة بنزق :
-استنى بس يا سي منذر آآ...

قاطعها قائلاً بجدية وهو يوليها ظهره متحركاً بخطى سريعة :
-خدوا راحتكوا ، سلامو عليكم !

حاولت الركض خلفه لإيصاله إلى الباب لكنه كان الأسرع في الوصول ، وصفقه خلفه بقوة.
تنهدت نيرمين بعمق مرددة بضجر :
-كان ناقصنا حركاتها القرعة دي ! أهوو الجدع مشى !
..............................................

أثناء اليوم الدراسي بالمدرسة الحكومية التي تعمل بها بسمة ، اقتحمت باحة المدرسة إحدى السيدات الشعبيات ذات الصيت الذائع ، والمعروف عنها بكونها سليطة اللسان ، صارخة بإهتياج :
-فين ناظر المخروبة دي ؟ فين اللي شغالين هنا ؟

حدقت فيها بسمة بنظرات متعجبة متأففة من هيئتها وأسلوبها الهمجي السوقي في الحديث ، ومالت على رفيقتها في العمل لتسألها بفضول :
-مين دي ؟

أجابتها زميلتها متعجبة :
-انتي مش عارفها ؟

هزت بسمة رأسها نافية وهي تقول :
-لأ !

تابعت زميلتها قائلة بصوت خفيض وهي توميء بعينيها :
-دي أم ولد عندنا في رابعة ابتدائي ، ست أعوذو بالله منها ، تاجرة في سوق السمك ، بس لسانها زفر وحاجة كده استغفر الله العظيم !

ضاقت نظرات بسمة للغاية ، وتساءلت مندهشة :
-ودي جاية هنا ليه ؟

أجابتها رفيقتها وهي تهز كتفيها :
-أكيد في مشكلة مع ابنها !

لكزتها بسمة في جانبها قائلة بفضول وقد بدا على ملامح وجهها الإهتمام :
-طب تعالي نتفرج بس من بعيد
-ماشي

قامت تلك السيدة بتمزيق عباءتها السوداء التي كانت ترتديها ، وشقتها إلى نصفين لتبدو ثيابها المنزلية من أسفلها ، ثم نزعت حجاب رأسها عنها ، ونثرت شعرها متابعة بصراخ أقوى :
-انتو يا مدرسة مافيهاش راجـــل !!!!

تفاجيء الجميع بما تفعله تلك السيدة ، وارتسم على وجوههم علامات الاستنكار والضيق الكبير.
أســـرع أحد مسئولين الإدارة بالركض نحوها مانعاً إياها من الإستمرار فيما تفعله من أمور جريئة وصــادمة قائلاً بتحذير شديد اللهجة وهو يشير بيده :
-عيب يا ست ، انتي في مدرسة محترمة ، اللي بتعمليه ده مايصحش !

هدرت بصوت منفعل وهي تنظر له بإزدراء :
-محدش هيعلمني الصح من الغلط !

توسل لها المسئول قائلاً برجاء :
-أرجوكي اتفضلي نتكلم جوا في المكتب

رمقته بنظرات إحتقارية صريحة متغنجة بجسدها بحركة استفزازية ، ثم سألته بسخط وهي تضع يدها على منتصف خصرها :
-وانت مين بقى ان شاء الله ؟

أجابها المسئول بنبرة رسمية وهو يتحاشى النظر إليها :
-أنا وكيل المدرسة الأستاذ أسامة !

رفعت كف يدها أعلى جبينها بحركة ساخرة وهي تجيبه مستهزأة :
-تشرفنا يا سي وكيل !

ثم عبست بوجهها أكثر وهي تضيف بعناد :
-أنا مش هامشي من هنا غير لما أشوف المدرس ابن الـ ........... اللي ضرب ابني بالشلوت وأجيبه تحت رجلي وأخد حقي !

ابتلع الأستاذ أسامة ريقه بتوتر قائلاً :
-أكيد في سوء تفاهم !

رمقته بنظرات متعالية وهي تهز جسدها قائلة بطريقة فجة :
-سوء تفاهم مين يا أحمد يا عمر !

انزعج الأستاذ أسامة من أسلوبها المتطاول في الحديث ، والذي لا يتلائم تماماً مع وضعه كمسئول بتلك المؤسسة التعليمية ، فنهرها قائلاً بحدة :
-عيب الطريقة دي !

لوحت بكف يدها في الهواء مهددة بجموح :
-هو أنتو لسه شوفتوا عيب !!!!

شهقت بسمة مصدومة مما رأته ، وهتفت بذهول :
-أوبا ، شوفي بتعمل ايه الست دي ؟

ردت عليها رفيقتها بنبرة مصدومة هي الأخرى :
-دي قطعت هدومها ، لالالا ، كده عيب أوي !

أشاحت بسمة بوجهها بعيداً لتقول بنفور :
-أنا مش هاتفرج ، دي قلة أدب ومسخرة ، أنا رايحة أوضة المدرسين !

همست لها رفيقتها قائلة بفضول :
-استني يا بسمة نشوف هاتعمل ايه

نظرت لها بسمة شزراً ، وردت عليها بعدم اكتراث:
-اتفرجي انتي !

ثم تركتها ، وأسرعت في خطاها لتتجاوز الباحة قبل أن يتطور الأمر ، لكنها سمعت صوت الأستاذ أسامة ينادي بإسمها بنبرة عالية مردداً :
-يا مس بسمة ، مس بسمة !

تجهمت قسمات وجهها ، وأغمضت عيناها للحظة ضاغطة على شفتيها بضيق ، فهي قد خمنت سبب ندائه لها.
التفتت ببطء برأسها نحوه قائلة باقتضاب :
-ايوه !

أشـــار لها بذراعه هاتفاً بنبرة شبه آمرة :
-تعالي من فضلك هدي المدام !

ردت السيدة بأسلوب أكثر فجاجة وهي تهز في أجزاء جسدها المليء بالشحوم :
-أنا مش مدام يا أستاذ ، أنا أم منصـــور يا روح الروح !

نظر لها بإزدراء ، وجاهد ليسيطر على أعصابه ، فالتعامل مع تلك النوعيات المتدنية من البشر تتطلب الحيطة والحذر ، فهم لا يمكن التنبؤ بأفعالهم الغير عقلانية.

وقفت بسمة على مقربة من وكيل المدرسة ، وابتلعت ريقها قائلة بإرتباك قليل متجنبة على قدر المستطاع النظر في اتجاه تلك الوقحة :
-خير يا أستاذ أســــامة

رمقها الأستاذ أسامة بنظرات ذات مغزى وهو يجيبها بهدوء حذر :
-المدام ليها شكوى ، وعاوزينك تحليها !

اعترضت على إقحامه لها في مشكلة لا تخصها بالإجبار قائلة بإنزعاج من توريطها :
-بس أنا مش أخصائية اجتماعية هنا ، أنا مدرسة آآ...

قاطعها متنحنحاً بحرج :
-أنا عارف ، بس حضرتك هاتعرفي تتفاهمي معاها كويس ، إنتو ستات زي بعض ! فاهمني طبعاً

هو أراد تدخلها في إيجاد حل سريع لمشكلتها قبل أن تتفاقم وتتهور الأمور مع تلك السيدة إلى شيء لا يُحمد عقباه ، شيء يخجل من مجرد تصوره في عقله ، وفكرة تعامل معلمة أنثى معها أفضل بكثير من تدخل أي رجل لحلها ، خاصة أن الأخصائي الإجتماعي بالمدرسة رجل وربما لا يستطيع السيطرة عليها فهي لديها استعداد لفعل الأسوأ.

نظرت بسمة إلى وكيل المدرسة بنظرات مزعوجة للغاية ، وهمست لنفسها بغضب :
-ايه المصيبة اللي حشرتني فيها دي يا أستاذ أسامة ، هو أنا ناقصة أعلق مع واحدة زي دي

أفاقت بسمة من صمتها الإجباري على صوت السيدة الصائح بسخط :
-ها يا أبلة ، هتشوفيلي حل ولا هتفضلي متنحة كده كتير ؟!!!

اضطربت بسمة قليلاً من طريقتها قائلة بتوجس :
-احم .. سوري ، اتفضلي حضرتك معايا ، وإن شاء الله ألاقي حل لمشكلتك !

أصدرت السيدة صوتاً بفمها مستخفة بها وهي تقول :
-أما أشوف !

ثم ســـارت الاثنتان معاً نحو غرفة مكتب مدير المدرسة للحديث هناك ...
.............................................

لاحقاً في المساء ،
حبست أسيف نفسها في غرفة بسمة رافضة الخروج منها أو تناول الطعام أو مشاركة أي أحد في الحديث.
فضلت أن تكون أسيرة أحزانها.
واحترمت عمتها عواطف رغبتها تلك في الإنفراد بنفسها ولم تضغط عليها كثيراً.
ظلت حقائب السفر موضوعة أمامها ، ولم تجرؤ هي على الاقتراب منهم أو حتى فتحهم. فهي تخشى أن تنهار مرة أخــرى إن رأت متعلقات والدتها.
يكفيها ما مرت به من وضع مخجل أمام الجميع فتسمع بأذنيها تعليقات جارحة مسيئة لشخصها.
تمددت على الفراش ، وانكمشت على نفسها مكورة ساقيها إلى صدرها ، ودفنت رأسها في الوسادة باكية بلا توقف.

همست لنفسها بصوت مخنوق للغاية :
-ليه سبتوني لوحدي ؟ ليه مامتش معاكو ؟ أنا ماليش حد يحبني بعدكم !

..............................................
هدهدت نيرمين رضيعتها رنــا بعد أن أطعمتها حتى تأكدت من نومها ، فأسندتها برفق على الفراش ، ثم دثرتها بغطاءها ، وخرجت من الغرفة.
كانت والدتها مشغولة بإحضار أواني الطعام من المطبخ ، فقامت هي برص الصحون على الطاولة.

ولجت عواطف لداخل غرفة بسمة لتدعو أسيف لتناول العشاء معهن لكنها أصرت على رفضها ، وأثرت النوم.
خرجت هي من الغرفة وعلى وجهها تعابير حزينة.
سئمت نيرمين من معاملة والدتها اللينة لها ، وضجرت من ذلك الاهتمام الزائد بها ، فالأمر لا يستحق كل هذا ، هي ليست الوحيدة في العالم التي فقدت عائلتها.
رمقت هي أمها نيرمين بنظرات حادة متساءلة بحنق بائن :
-برضوه مش عاوزة تاكل ؟

ردت عليها أمها بضيق :
-لأ ، من وقت ما سممتي بدنها بالكلمتين بتوعك وهي حابسة نفسها جوا !

قطبت نيرمين جبينها بشدة ، وصاحت معترضة رافعة حاجبها الأيسر بإستنكار :
-الله يا ماما ، انتي عاوزة الراجل يقول عننا كلمة بطالة ؟!

عنفتها عواطف من طريقتها المتسرعة في الحكم على الأخرين مرددة :
-بطلي أفكارك دي ، يا ساتر عليكي !

انضمت إليهما بسمة جالسة على مقعدها المعتاد بالطاولة ، وهتفت قائلة بجدية وهي تضع بعض الطعام بالملعقة الكبيرة في صحنها الفارغ :
-ماما انتي شوفي حل وخلي أسيف تنام معاكي ، أنا عاوزة أرجع أوضتي تاني !

ردت عليها عواطف بتنهيدة :
-ربنا يسهل ، كام يوم كده تكون راقت وهاخليها تنام معايا !

أضافت نيرمين هاتفة بوجه عابس متعمدة الإساءة إلى أسيف :
-دي نكدية وببوز طوله شبرين !

زفرت عواطف في وجهها قائلة بحدة :
-يا باي يا نيرمين على كلامك ، ده الملافظ سعد !

قاطعت بسمة حديثهما عن ابنة خالها قائلة بحماس عجيب :
-سيبك منها يا دلوقتي يا ماما ، النهاردة حصل عندنا في المدرسة حتت مشكلة ، بس بنتك طلعت جدعة وحلتها !

انتبهت الاثنتان لها ، فسردت لهما ما دار في مدرستها من تصرفات ولية الأمر المريبة والجريئة ، وكيف تمكنت هي من علاج الأزمة بحنكة وحكمة. فقد أقنعتها بأنها ستدعم ابنها لكي يحصل على أعلى المراتب والدرجات في كافة المواد ، وستتأكد من انضمامه لمسابقات المتفوقين وغيرها مما يفيده دراسياً ويجعله محبوباً أكثر لدى جميع المعلمين. وسيحصل على امتيازات تؤهله للإلتحاق لاحقاً بالمسابقات الرياضية والثقافية بالمدرسة
كما تعهدت لها بألا تتكرر مسألة الاعتداء بالضرب عليه ، وأنها ستعرف المعلم المسئول عن ذلك وستتولى بنفسها مهمة التأكد من محاسبته من قبل مسئولي إدارة المدرسة.
وعلى مضض كبير وافقت السيدة على عدم التمادي في الأمر ، وانهت المشاجرة موافقة على تلك الاقتراحات.

أبدت والدتها إعجابها قائلة بتشجيع :
-ناصحة يا بنت بطني !

بينما أضافت نيرمين ساخرة :
-أروبة ياختي !

ردت عليهما بسمة بغطرسة وهي تهز كتفيها في زهو :
-طبعاً ، هو أنا أي كلام !

تساءلت نيرمين بعدم اقتناع وهي تدس الطعام في فمها :
-والست صدقت إنك هاتخلي ابنها يبقى رقم واحد في المدرسة ؟

ردت عليها بسمة بثقة :
-ايوه !

ثم تابعت موضحة بجدية وقد عقدت ما بين حاجبيها :
-وبعدين الولد يستاهل ، هو شاطر وكويس ، بس أمه بيئة طحن ! بجد مش شبهها خالص !!!

التوى ثغر نيرمين مرددة بسخرية :
-يدي الحلق للي بلى ودانه !

هتفت بسمة مضيفة بتباهي :
-بس انتي عارفة كده بقالي ضهر اتحمى فيه

ردت عليها نيرمين ساخرة :
-يا شيخة ، بايعة السمك دي هاتحميكي ؟

أجابتها أختها مؤكدة بجدية :
-اه تخيلي ، دي واصلة وقادرة !

صاحت فيهما عواطف بعد أن ضجرت من ثرثرتهما الزائدة :
-كفايكو رغي وتعالوا ساعدوني في ترويق المطبخ !

ردت عليها بسمة متذمرة :
-مش أما نخلص أكل الأول !

التفتت نيرمين ناحية والدتها ، وسألتها بجدية وقد سلطت أنظارها عليها :
-صحيح يا ماما إنتي مش هاتكلمي المحروسة في موضوع بيع الدكان ؟

تناست عواطف تلك المسألة رغماً عنها ، وانشغل عقلها بما حدث لابنة أخيها .. ففغرت فمها مرددة :
-هـــه ! الدكان ؟!

استطردت نيرمين حديثها قائلة بصوت جاد ومحذر في آن واحد :
-احنا اتلهينا عنه ، بس مش عاوزين نخسر محبة سي منذر والحاج طه !

تنهدت عواطف بإرهاق وهي ترد عليها :
-مش وقته ، بعدين أبقى أكلمها !

ألحت عليها نيرمين هاتفة بنبرة ذات مغزى وهي تغمز لها بعينيها :
-حطيه بس في بالك ، خلينا نبيع ونستفيد ، وهي كمان هاتطلع من البيعة بقرشين حلوين ، يعني هاتكسب زينا ومش هتخسر !

بينما أضافت بسمة بحماس :
-اه وممكن نوضب البيت بالفلوس اللي هانخدها !

استدارت نيرمين برأسها نحوها وردت عليها :
-تصدقي صح ، عاوزين نركب بلاط جديد ، وتغير البوهية وآآ...

قاطعتهما عواطف قائلة بتجهم :
-ربنا يسهل ، بطلوا لت في الموضوع ده خلوه يكمل على خير !

ثم حدقت أمامها بنظرات شاردة لتحدث نفسها بقلق :
-هو حد عارف ايه اللي ممكن يحصل بكرة .............................. !!!
............................................



Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 01:57 AM   #202

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يامساء المفاجأت .. مساء الرضا والسعاده والبركه والتوفيق على حياتك منال وعلى الجميع يااارب .. فصول ممتعه ومشوووقه تسلم يدينك يارب وربي يبارك فيك وفيما وهبك واعطاك ورزقك ..

واتخلصت الاسيف من الحاج فتحي وشكل القادم اقوى !! نيرمين والله ياانا انقهرت منها انا توقعتها انه راح تكون مش ولابد معها لكن مو بالبجاحه هذا ؟! صحيح انه الاسيف اخطأت في حق عمتها عواطف لكن البنت في حاله حزن شديده على والداتها !! والاخت تفكر انه المسأله جدا عاديه ؟! والادهى والامر انها وضعت نفسها في مقارنه معها ومع وضعها ؟! وحقدت من قلب !!!! وشكله مكبره العين على منذر 😏 سي منذر وسي منذر .. يلا روحي اجري وراه تستني ايه !!! استغفر الله .. الحلو بالموضوع كله صفقة الباب القويه هههههههههه بتعبر عن غضبه وعدم رده عليها والاسراع في خطواته خخخ .. تصرفها مع الاسيف ورميها بالحكي كله مفهوم من قبل منذر لانه ذكي جدا ولماح .. شكلها تناست انه كان مع الاسيف من اول مااصيبت امها وووو فهو عارف وضع الاسيف وعمق حزنها الشديد .. فاهم شخصيتها الضعيفه والهشه .. نيرمين قللت فرصتها معه وياااارب تكرر المواقف اللي من النوع هذا وهو يكون موجود قبل يرتبط فيها كفااايه المرحومه زوجته .. نيرمين ابدا ماتناسبه شخصيه حقوده .. اللي شدني ذكرك لمسكنها مع عمتها مؤقتا !! فبدأت اتسائل هل ممكن الاسيف تترك بيت عمتها ؟ وعمتها توافق ؟ والى اين ؟ ممكن للدكان ؟ وخاصه انها تملك نصيب ابوها منه ؟ لكن تراجعت عن الاحتماليه هذا بحكم قدمه وشكله مش مؤهل للسكنى .. والبيعه اللي ناوين عليها .بسمه ماتوقعت مقابلتها للاسيف بالطريقه هذا ؟ يعني هي ماحضرت اللي حصل بالمستشفى لكن شكله نيرمين نقلت لها كل حاجه .. والله شكل بنات عواطف مأخذين من جدتهم عزيزه ابدا مو مثل امها بطيبتها وحنيتها .. الطريقه اللي بيعاملوا فيها البنات الاسيف ماراح تساعد في سرعة تعافيها من حزنها لكنها راح تقويها .. الصدمات اللي بتمر عليها في حياتها والاشخاص وطرق تعاملهم معها راح تصنع منها شخصيه قويه ..

منذر كل يوم بتثبت شهامتك ورجولتك اعجبني تصرفه لما وقف مع الحق ودافع عن الاسيف وضمن حقها في ورثها واملاك ابوها 😍.. لانه فتحي شكله كان ناوي بعد رفض الاسيف الرجوع منه يكوش عليه بالقوه !! مااعرف ليه على الرغم من عدم وجود حاجات تثبت وجهة نظري لكن اعتقد بأن الاسيف شغلت عقل المنذر ؟!! ..

مازن وعلاقته بولاء بعد زواجه الرسمي منها لاحظت انه مازن تغير عليها شويتين ؟!! انا اعتقد انه زواجه منها كان له ومازال له هدف وهو دياب ؟! لكن مااعرف ايش المنفعه غير ابنه يحيى وغضب ذياب .. زواج ولاء من مازن لو انكشف راح يعتبروا الـ حرب طعنة في الظهر خاصة مع اخذ شاديه لحضانة يحيى.. غير مجد اللي حيطلع ويبلش خطة الانتقام !! وجوده ثقيل على نفسي بكهرهه ههههههههههه خايفه على المنذر منه ربنا بستر ..

بسمه وسقطت لها على مصيبه مع تاجرة السمك هههههههههه .. اعتقد انها اندفعت بقوه معها واقتراحاتها كلها في حل مشكلة طفلها بعضها ممكنه وبعضها لا تحتاج فيها تعاون مع باقي موظفي المدرسه ..

تسلم يدينك مره ثانيه وبإنتظااار القاااااادم بشوووق .. ربنا يكرمك ويوسعها عليك ويفتحها بوشك ياااارب..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 08:39 PM   #203

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصول جميلة
منذر حبيته جدا لانه كان شهم واعا لاسيف حقها الضائع وكرامتها المهدورة
فقد ارتحنا من فتحى الزفت
نرمين ماحبيتها وما حبيت موقفها تجاه اسيف المسكينة
يا ترى اشو بيصير للدكان؟؟؟/
هل ستوافق اسيف على البيع؟؟؟؟/
وهل ستقنعها عمتها عواطف؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو على الفصول يا منال
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 08:40 PM   #204

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 2 والزوار 9)
‏قمر الليالى44, ‏rola2065+


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 20-11-17, 12:49 AM   #205

منى طلحة

? العضوٌ??? » 396162
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » منى طلحة is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

منى طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-17, 01:51 AM   #206

سفر الانغام

? العضوٌ??? » 412182
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » سفر الانغام is on a distinguished road
Smile

الرواية جميلة جدا ومتشكرين

سفر الانغام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 12:29 PM   #207

عاشقة من فلسطين
 
الصورة الرمزية عاشقة من فلسطين

? العضوٌ??? » 375193
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 173
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » عاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond reputeعاشقة من فلسطين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
رواية رائعة و اكثر من رائعة
سلمت أناملك 🌺🌺


عاشقة من فلسطين غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) [/rainbow]
رد مع اقتباس
قديم 24-11-17, 08:09 AM   #208

سانووو
 
الصورة الرمزية سانووو

? العضوٌ??? » 380759
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 109
?  نُقآطِيْ » سانووو is on a distinguished road
افتراضي

انا قولت اخش ابص كده في حاجه نزلت ياخساره مفيش

سانووو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 11:05 AM   #209

Rana 84

? العضوٌ??? » 358134
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » Rana 84 is on a distinguished road
افتراضي

هتبقي روايه جميله كالعادة 👍👍👍👍👍👍👍👍👍

Rana 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 04:18 PM   #210

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9


الفصل السابع والعشرون :

عـــــاد إلى منزله منهكاً بعد يوم عمل أخـــر شــاق ومرهق ، أوصد الباب خلفه ، واتجه إلى غرفته ليبدل ثيابه.
لكن كعادتها استقبلته والدته بترحابها الودود متساءلة :
-ايه الأخبار يا بني ؟

أخـــذ منذر نفساً عميقاً ، وزفره دفعة واحدة وهو يجيبها بصوت متعب :
-الحمدلله

اقتربت منه ، وربتت على ظهره وهي مبتسمة له.
نظر لها بغرابة متساءلاً بجدية :
-شكلك عاوز يقول حاجة كده ، صح ؟

ســألته بغموض وقد زاد وميض عيناها :
-فكرت في اللي قوتلك عليه ؟

قطب جبينه متساءلاً بعدم فهم :
-ده اللي هو ايه ؟

عقدت ما بين حاجبيها مندهشة من تناسيه للموضوع ، وهتفت بنزق وهي عابسة الوجـــه :
-تتجوز تاني ، بنت عواطف ، انت نسيت يا منذر ؟

تشنجت تعابيره مردداً بعصبية قليلة :
-يا أماه أنا مش ناقص خانقة

وضعت يدها على طرف ذقنها مستنكرة عبارته الأخيرة وهي تقول :
-حد يقول على الجواز خانقة ؟!

زفر بصوت مسموع قائلاً بامتعاض :
-مش وقته يا أمي ! انتي مش شايفة اللي احنا فيه ؟!

تشكل على ثغرها ابتسامة بلهاء وهي تقول :
-ما أنا عارفة ومقدرة !

ثم تابعت قائلة بسذاجة :
-بس عاوزاك تتأكد يا حبيبي إن البت كويسة ومتربية وكمان بتخلف ، يعني هاتضمن تجيب منها عيال إن شاء الله !

انزعج هو من تلميحاتها الصريحة حول الإنجاب ، وتصلبت تعابير وجهه بشدة .
ثم زفر قائلاً بحنق وقد قست نظراته :
-حاجة جليلة قفلي على الموضوع ، وخليني أشوف ورايا ايه !

تفهمت عدم رغبته في الحديث ، ورددت قائلة على مضض :
-براحتك يا بني !

ثم طرأ بعقلها شيء ما فتساءلت بفضول :
-ألا بالحق بنت أخو عواطف عاملة ايه ؟

انتبه لسؤالها بإهتمام عجيب ، وتجمدت نظراته نوعاً ما ، ثم أولها ظهره متحاشياً النظر إليها ، وفرك ذقنه قائلاً بهدوء :
-يعني من ده على ده

تحركت خلفه قائلة بجدية :
-أنا عاوزة أروح أعزيهم واسأل عليها !

رد عليها بثبات وهو يسحب ثيابه من خزانة ملابسه :
-براحتك ، بس خليها كمان يومين كده تكون البت راقت وفاقت من اللي هي فيه !

أثارت جملته الأخيرة إهتمامها ، فقد بدت غامضة نسبياً ، وسألته بفضول وهي تتفرس تعابير وجهه :
-هو حصلها حاجة ؟

أجابها بغموض أكثر وهو يغلق ضلفة الخزانة :
-أهي بتاخد وتدي مع نفسها !

لم تفهم المقصد من عبارته تلك ، ولكنها رددت على أي حال بجملة معتادة :
-ربنا معاها

ثم انحنت لتجمع ثياب منذر من على فراشه متابعة بعزم :
-ده الواجب بردك ومايصحش !

اتجه منــذر ناحية باب غرفته قائلاً بعدم اكتراث :
-اعملي اللي يريحك ، ممكن بقى نفضنا من سيرة آل خورشيد !

أومــأت برأسها مرددة :
-حاضر يا منذر !

ثم لحقت به متساءلة بإهتمام أمومي :
-أجيبلك تاكل ؟

رد عليها باقتضاب :
-لأ !

أضافت قائلة بإبتسامة ودودة :
-طيب لو عوزت حاجة نادي عليا

هز رأسه بالإيجاب مردداً :
-ماشي
...................................

وقفت أمـــام تلك الصورة الفوتغرافية القديمة محدقة مطولاً في ملامح وجهها دارسة تفاصيله عن كثب .
برع المصور في تجسيد انعكاس شخصها.
لم تكن عزيزة تبتسم فعلياً ، بل كانت التواءة شفتيها قاسية ..
رأت فيها شموخاً ، كبرياؤها يبرز في رفعها لحاجبها الأيسر ، وتعاليها بإبـــاء يبدو في علو طرف ذقنها ، وكأنها تتعمد إيصال رسالة تحذيرية خفية لكل من ينظر إليها ، فلا يفكر يوماً بالمساس بها.

تأملت عيناها القاسيتان بحزن بادي عليها مخرجة تنهيدة عميقة من رئتيها.
مسحت بيدها المجعدة على الإطار مزيحة أثار التراب العالق به ، ثم تنهدت مجدداً قائلة لنفسها بإستياء:
-ربنا يسامح يا أمي ، بناتي مخدوش منك إلا القسوة والظلم ! يا ريتهم طلعولي ولا طلعوا لأخويا ، كان .. كان زمانت حالهم بقى أفضل

أخفضت رأسها متابعة بحزن :
-ربنا عليه جبر الخواطر !
............................................

حدقت في سقفية الغرفة بشرود تـــام ، فقد سيطرت هيبته على عقلها.
قامت بلف خصلات شعرها المنسدلة على الوسادة بإصبعها ، وتنهدت بحرارة ما.
مالت بجسدها للجانب محدثة نفسها بتمني :
-يا سلام لو كنت أتجوزت واحد زيك !

ثم اكفهر وجهها وهي تضيف بسخط كبير :
-مش بدل الشبشب اللي اتحسب عليا !

لكزتها بسمة في ساقها قائلة بصوت ناعس للغاية :
-اتاخري شوية يا نيرمين ، أنا مش عارفة أنام

ردت عليها أختها بتذمر :
-يعني أقع على الأرض عشان ترتاحي ؟

زفرت بصوت مسموع هامسة بنبرتها الثقيلة :
-يوووه ، أنا عندي شغل بدري فخليني أنعس
-طيب .. طيب
قالتها نيرمين على مضض كبير وهي تغمض عيناها لتحتفظ بصورته في مخيلتها متعشمة أن تراه في أحلامها الوردية.
...............................................

بعد مرور يومين ،،،،،
انتهت العاملة " زهرة " بالفندق المتواضع من التوقيع على ورقة استقالتها ، وقدمتها إلى مسئولي الإدارة ، ثم استلمت بعدها مستحقاتها المادية نظير عملها الفترة الماضية به.
سألتها زميلتها بحزن عن سبب تركها للعمل :
-ليه بس سبتي الشغل ؟

ردت عليها زهرة بضيق مصطنع :
-مضطرية ياختي ، مقصرة مع العيال ، وأبوهم مش ملاحق يسد مكاني ! وحلف بالطلاق لو ما أعدت من الشغل ليهرميني في الشارع أنا والعيال ! يرضيكي بيتي يتخرب !

لم تقتنع بحجتها الزائفة ، وأضافت بعتاب :
-ما انتي كنتي أولى بالفلوس اللي بتطلعك والبقشيش ، كانوا بينفعوكي وزيادة !

تنهدت قائلة بفتور :
-تتعوض بقى ، هاشوف حاجة أعملها وأنا أعدة في البيت !

هزت رأسها قائلة بضجر :
-ربنا يعوضك !

احتضنتها زهرة وهي تودعها بإبتسامة باهتة :
-يا رب ، أشوف وشك على خير !

ضمتها هي الأخرى إليها ، وودعتها قائلة :
-هتوحشيني ياختي ! ابقي اسألي

ردت قائلة وهي توميء برأسها :
-من عينيا ! سلامو عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله !

ثم انصرفت بعدها حاملة كيساً بلاستيكياً يحوي ملابسها وعلى ثغرها ابتسامة ماكرة.
ومضت عيناها ببريق شيطاني خبيث فقد نفذت مخططها الذي رسمته مع زوجها بحرفية تامة ، وآن الآوان لتنعم بتلك الأموال التي سرقتها.
..............................................

أفاقت أسيف تدريجياً من حالة الحزن المسيطرة عليها ، وبدأت من جديد تندمج مع من حولها ، لكنها لم تقم بعد بفتح حقائب السفر وتوضيبها في ضلفة خزانة الملابس التي خصصت لها في غرفة بسمة .
كانت تؤجل القيام بتلك الخطوة الصعبة حتى تستعيد رباطة جأشها فتقوى على فعلها دون أن يكون للأمر تأثيراً كبيراً عليها.

سعدت عواطف لاستجابة ابنة أخيها لها وخروجها من عزلتها. وحذرت ابنتيها من عدم التمادي في أسلوبها المستفز معها.
ونوعاً ما تجنبت الاثنتان الحديث إليها إلا بكلمات مقتضبة.
قبلتها عواطف من وجنتيها ، وربتت على كتفها هاتفة بنبرة فرحة :
-ربنا يكرمك يا أسيف ، أنا مش عارفة أوصفلك قلبي فرحان بيكي ازاي

اكتفت أسيف بالإبتسام مجاملة لها ، لكن عواطف لم تكتفِ بهذا ، بل تابعت قائلة بحماس :
-أنا عاوزة وشك الحلو ده يرجع ينور تاني ! مش هاسيبك إلا لما تاكلي وتملي كده وتبقي قمر 14 !

انتبهت كلتاهما لصوت قرع الجرس فصاحت عمتها بإستغراب :
-وده مين جاي السعادي ؟

هزت أسيف كتفيها قائلة بعفوية :
-معرفش

تحركت عواطف في اتجاه باب المنزل محدثة نفسها بضجر :
-طبعا الهوانم اللي عندي سامعين ومطنشين ، بؤهم في ودان بعض وهاتك يا رغي ، امري لله ، هافتح أنا !

بينما ســـارت أسيف عائدة إلى غرفتها المؤقتة لتمكث بها ، فهي على يقين بأن الضيف القادم لم يأتِ من أجلها.
.............................................

استقبلت عواطف الحاجة جليلة التي جاءت لزيارتها لتقديم واجب العزاء في غرفة الصالون ، وهتفت قائلة بترحاب :
-نورتيني والله يا حاجة جليلة ، تسلم رجليكي

صافحتها الأخيرة بحرارة ، ومالت برأسها عليها لتقبلها قائلة بنبرة مواسية :
-البقاء والدوام لله ، أنا عارفة إني مقصرة في حقكم

ردت عليها عواطف بود :
-تعيشي يا ست جليلة ، أنا مقدرة والله ، كفاية جيتك النهاردة !

تلفتت جليلة حولها متساءلة بإهتمام :
-أومال فين بنت أخوكي أعزيها ؟

أجابتها عواطف بلا تردد وهي تشير بكف يدها :
-أعدة في الأوضة ، ثواني أندهالك من جوا !

هتفت جليلة قائلة بجدية :
-لو نايمة سيبها ، أمانة عليكي ما تصحيها !

هزت عواطف رأسها نافية :
-لالالا .. دي هي صاحية بس بتكسف وكده !

ابتسمت جليلة مرددة :
-ماشاء الله ، باين عليها متربية زي بناتك

ردت عليها عواطف بتنهيدة إرتياح :
-الحمدلله

أضافت جليلة قائلة :
-ربنا يباركلك فيهم
-اللهم أمين !
قالتها وانصرفت مســـرعة في اتجاه غرفة ابنتها لتستدعي أسيف لمقابلتها ...
......................................
في نفس التوقيت بغرفة نيرمين ، كانت الأختان جالستان بالشرفة ترتشفان الشاي الساخن وتثرثران في توافه الأمور.
انتبهت بسمة لصوت الجرس ، فأردفت قائلة :
-باين الباب بيخبط !

ردت عليها نيرمين بفتور وهي تسند قدحها في الصينية :
-طب ما تقومي تشوفي مين !

حركت بسمة ساقها قائلة بتثاقل :
-رجلي منملة من الأعدة !

عبست نيرمين بوجهها ، ورمقتها بنظرات منزعجة قبل أن تقول بسخط :
-انتي أصلاً مابتعمليش حاجة للي بيطلبها منك !

لوت بسمة ثغرها قائلة بتأفف غير مكترثة برأي الأخرين فيها :
-أنا كده ، واللي عاجبه بقى !

ركزت نيرمين حواسها لتعرف هوية الضيف ، وانتفضت من جلستها قائمة صائحة بتلهف :
-دي الست جليلة ، أم منذر !

تجهمت قسمـــات وجهها ، وردت بامتعاض :
-يابـــاي ، الست دي رخمة أوي

استنكرت نيرمين ما قالته ، واعترضت بشدة :
-بقى الحاجة جليلة بجلالة قدرها رخمة ، يا شيخي حرام عليكي ، دي من ولاد الأصول بتوع زمان !

نفخت بسمة محركة كتفيها بعدم اكتراث وهي توضح سبب عدم ارتياحها لها :
-معرفش ، أنا مش بأرتحلها ، بتفرض نفسها عليا ، وبأحسها مش واضحة كده ، وشكلها مياه من تحت تبن ! ده أنا بأفكر أعتذر عن الدرس عشان خاطرها !

حدجتها نيرمين بنظرات قوية قائلة بتصلب :
-انتي مافيش حد بيعجبك ، اوعي خليني أقوم أسلم عليها !

ضحكت بسمة بتهكم مرددة :
-ماشاء الله ، فجــأة كده بقيتي مهتمية بيها !

ردت عليها نيرمين بعبوس وهي تسرع في خطواتها :
-مالكيش فيه !

صاحت بسمة بصوت مرتفع متابعة إياها بنظراتها :
-هنياله ياختي !
.................................

دقت عواطف على باب غرفة بسمة دقة واحدة قبل أن تدير المقبض وتفتحه لتلج إلى الداخل قائلة بعجالة :
-أسيف ، حبيبة قلبي ، تعالي سلمي على الست جليلة !

نظرت لها الأخيرة بحيرة ساءلة إياها بصوت هاديء :
-مين دي ؟

اقتربت منها عمتها ، وجذبتها من ذراعها برفق لتجبرها عن النهوض ، وأجابتها بإهتمام :
-دي تبقى أم منذر ومرات الحاج طه ، ما انتي عارفاهم !

تصلب وجهها نوعاً ما عقب معرفتها لهويتها ، وشعرت بعدم الإرتياح لتلك المقابلة.
شعرت بالغرابة والحرج ، فحاولت الاعتذار قائلة بتهذيب وهي تتملص من قبضتها :
-مافيش داعي آآ...

قاطعتها قائلة بإستغراب :
-لالالا ، مش هاينفع ، لازم تقابليها ، دي جاية مخصوص عشانك
-بس آآ...

أصرت على رأيها قائلة :
-مايصحش تعتذري ، تعالي معايا ، دول 5 دقايق بس !

اضطرت أسيف في النهاية أن ترضخ لإلحاحها ، وذهبت معها إلى خــارج الغرفة.
.....................................

التقت نيرمين مع جليلة بحجرة الصالون محتضنة إياها بإهتمام كبير ومرددة بإبتسامة عريضة :
-ازيك يا خالتي !

ابتسمت لها جليلة بألفة ، وهتفت قائلة بود وهي تتفرسها بدقة :
-بخير يا بنتي ، ماشاء الله عليكي ، وشك رد بعد ما آآ...

قضمت عبارتها بحرج بائن ، فردت عليها نيرمين بإبتسامة متأسفة :
-الحمدلله ، كانت مرحلة وخلصت !

ربتت جليلة على ذراعها قائلة بنبرة ذات مغزى :
-ربنا هيعوضك بالخير إن شاء الله ، وقريب !

اتسعت ابتسامتها مرددة :
-يا رب يا خالتي !

ثم رسمت على وجهها علامات الجدية مضيفة بإمتنان :
-صحيح أنا كنت عاوزة أشكرك على تعب سي منذر معانا ، ربنا يحميه راجل من ضهر راجل !

عاتبتها جليلة قائلة :
-شكر ايه بس ، ده واجب عليه ، ده انتو مننا يا نيرمين !

نظرت لها قائلة بحماسة :
-تدوم العِشرة يا رب !

لاحظت نيرمين تحول نظراتها نحو الباب ، فاستدارت برأسها لترى ما هي محدقة فيه ، فرأت أسيف واقفة على عتبته.
تجهم وجهها ، وانعقد ما بين حاجبيها بإنزعاج واضح.

استطردت عواطف حديثها مقدمة ابنة أخيها لها :
-دي أسيف بنت المرحوم رياض !

ثم دفعتها من كتفيها برفق للأمام لتلج الاثنتان لداخل الغرفة .
دنت منها جليلة ، ومدت يدها لمصافحتها قائلة بنبرة مواسية :
-البقاء لله يا بنتي

هزت أسيف رأسها بإيماءة خفيفة وهي تبادلها المصافحة قائلة بصوت هاديء ورقيق :
-شكراً

لم تترك جليلة كفها ، بل جذبتها كعادة النساء في تلك المناطق الشعبية لتحتضنها وتقبلها من وجنتيها مرددة بحزن :
-أنا عارفة إنه صعب عليكي اللي حصل ، بس ده أمر الله !

ردت عليها أسيف بصوت شبه مختنق وهي تبتلع غصة عالقة في حلقها :
-الحمدلله !

وجهت جليلة حديثها إلى عواطف قائلة بإعجاب ظاهر في نبرتها :
-بس مقولتليش يا عواطف ان بنت أخوكي حلوة بالشكل ده

ردت عليها الأخيرة مجاملة :
-كتر خيرك يا ست جليلة !

اغتاظت نيرمين مما قالته عنها ، واحتقنت عيناها بشدة وهي تحدجها بنظرات مغلولة. فهي لا تقل جمالاً عنها ، بل ترى نفسها أكثر حيوية وأنوثة منها.
وعبست بوجهها وهتفت قائلة بصوت مزعوج :
-هي احلوت إلا لما جت عندنا يا خالتي ، قبل كده ماتشوفيهاش ، حاجة كده آآ...

توقفت عن اتمام عبارتها حينما رأت نظرات والدتها الساخطة نحوها فشعرت بتهديدها الصريح ، واكتفت بالإبتسام وهي تتابع بحذر :
-نورتينا يا خالتي ، أعملك ايه تشربيه ؟

ردت عليها مشيرة بكف يدها :
-والله واكلة وشاربة الحمدلله ، ماتتعبيش نفسك !

عضت على شفتها السفلي قائلة بإستنكار زائف :
-تعب ايه بس ، ده كله يهون عشانك !

حافظت جليلة على ابتسامتها العذبة ، ثم جابت بعينيها المكان متساءلة بجدية :
-على كده بسمة موجودة أسلم عليها يا عواطف ، ولا هي مش عاوزة تشوفني ؟!

لطمت عواطف على صدرها هاتفة بنبرة مستنكرة سوء ظنها :
-لأ ازاي ، تلاقيها بس متعرفش إنك هنا ، هاروح آآ....

قاطعتها جليلة قائلة بصوت هاديء :
-لا مش مشكلة ، خليها ترتاح !

ثم أشارت لها بحاجبيها وهي تضيف محذرة :
-بس أمانة تبلغيها إن هاستناها تيجي عشان درس العيال ، دول بيحبوها أوي وبيفهموا منها !

فهمت عواطف مقصدها الضمني ، وردت عليها مؤكدة دون تأخير :
-اه طبعاً ، هاتجيلك على طول ، ما انتي عارفة اللي جرالها وإنها ماتتمنعش عنكم إلا للشديد القوي !

هزت جليلة رأسها متابعة بتفهم :
-اه عرفت من دياب ابني ، ربنا ما يوريكي مكروه فيهم !

ردت عليها عواطف برجاء وهي تطلق تنهيدة مطولة :
-يا رب أمين !

أرادت نيرمين أن تضرب عصفورين بحجر واحد والاستفادة من الموقف الحالي . فقد استاءت من تأجيل والدتها مفاتحة أسيف في موضوع بيع الدكان أو حتى التمهيد له مسبقاً ، فقررت حسم المسألة فوراً ، وإبلاغها بموافقة الجميع على بيعه لتضمن إتمامه ، وفي نفس الوقت تعلم ابنة خالها عنه فلا تتمكن من الاعتراض أو الرفض.
التوى ثغرها بإبتسامة لئيمة وهي ترمقها بنظرات عابثة.
وقفت إلى جوار جليلة ، ووضعت قبضتها على ذراعها قائلة بنبرة واثقة وجادة :
-بالحق يا خالتي طمني سي منذر وقوليله مايقلقش ، احنا هنخلص موضوع بيع الدكان قريب ان شاء الله !!!

ضاقت عيناي أسيف للغاية ، ورمقت نيرمين بنظرات غريبة مرددة بهمس متعجب :
-الدكان !!

أومـــأت جليلة برأسها إيجاباً وهي تقول :
-اها ، حاضر يا بنتي هاعرفه ، خلي الدنيا تروق وتهدى بين الرجالة كده ، كفاية مضاربات وقرف !

وافقتها نيرمين الرأي مؤكدة بإبتسامة واثقة :
-بالظبط ، وبعدين طلبات سي منذر أوامر بالنسبالنا ، ده احنا نبيعهوله ونجيبله الورق لحد عنده وهو قاعد باشا في مكانه !

ارتفع حاجبي أسيف للأعلى بصدمة كبيرة ، ونظرت لها فارغة شفتيها بذهول. لقد بدا الموضوع بالنسبة لها خطيراً إلى حد ما ، هي تتحدث عن مسألة بيعه وكأنه أمر مفروغ منه ، وهي التي لم تره من قبل أو حتى تقرر مصيره.

ردت جليلة عليها مجاملة وهي تربت على كتفها :
-تسلمي يا حبيبتي ، مايؤمرش عليكي عدو !

حدقت نيرمين متعمدة في وجــه أسيف لتتأكد من وصول رسالتها لها ،وتابعت قائلة :
-الله يخليكي لينا يا خالتي !

انزعجت عواطف من تصرف ابنتها الأهوج ، وضغطت على شفتيها بقوة محاولة السيطرة على أعصابها أمام الضيفة.
كان وجهها يعكس رفضها لطريقتها المستفزة والمفاجأة في طرحه هكذا.
نعم ابنتها خالفت أوامرها ، وفعلت ما أرادت ، فأفسدت كل شيء. وهي الآن عليها أن تعيد توضيح سوء الفهم الذي حدث لابنة أخيها.

خرجت عواطف من صمتها الإجباري على صوت جليلة وهو يردد :
-طب هاستأذن أنا

ردت عليها بضجر قليل :
-ما بدري يا ست جليلة ؟

رسمت جليلة على ثغرها ابتسامتها الودودة وهي تعلل رحيلها :
-عشان تاخدوا راحتكوا ، وكمان أشوف أنا طلبات العيال والحاج !

واستدارت برأسها نحو أسيف لتقول بلطف وهي تقترب منها :
-وأنا فرحانة اني شوفت يا آآ.. اسمك ايه يا بنتي ؟

أجابت عليها نيرمين بتهكم ظاهر في نبرتها محدجة إياها بنظرات ساخرة منها :
-أسيف يا خالتي ، هو ده اسم يتنسى !!!!

ودعتها جليلة قائلة بود وهي تمسح على وجنتها بنعومة :
-أها .. أسيف ، عاشت الأسامي يا بنتي !

تمتمت نيرمين من بين شفتيها بصوت خفيض يحمل الحنق :
-اسم شبه وشها كله هم وغم ونكد !

اصطحبت عواطف ضيفتها للخـــارج قائلة :
-مع السلامة يا ست جليلة ، اتفضلي .. اتفضلي !

تسمرت أسيف في مكانها ناظرة إلى نيرمين بضيق كبير.
كانت على وشك تحريك شفتيها لتنطق بشيء ما ، لكن دفعتها الأخيرة بعنف من كتفها مرددة بحدة :
-اوعي كده وسعي !

تأوهت أسيف بصوت خفيض ،ووضعت يدها على كتفها تتحسسه ، ثم أسرعت بالسير خلفها هاتفة بصوت مزعوج :
-نيرمين من فضلك ممكن كلمة !

استدارت نيرمين بجسدها نحوها ، وكتفت ساعديها أمام صدرها قائلة بعبوس :
-عاوزة ايه ؟

وقفت أسيف قبالتها ، ونظرت في عينيها مباشرة ساءلة إياها بجدية شديدة :
-ايه موضوع الدكان اللي بتكلمي عنه ؟

أرخت نيرمين ساعديها لتضع أحد كفيها على منتصف خصرها ، وتغنجت بجسدها قائلة بميوعة :
-الدكان بتاعنا يا حبيبتي ، الورث اللي لينا كلنا فيه !

ردت عليها أسيف بحدة قليلة وقد تلون وجهها بحمرة غاضبة :
-ايوه ، بس .. بس محدش قالي اننا آآ..!

أكملت لها نيرمين جملتها مرددة ببرود مستفز وهي تتعمد التمايل بجسدها أمامها :
-هنبيعه يا ست أسيف !

هتفت أسيف محتجة وقد برزت عروق عنقها المحتقنة من أسلوبها المستفز :
-أه ، ازاي بقى تقولي للست دي الكلام ده من غير ما تاخدوا رأيي ؟!!

ردت عليها بجمود غير مبالية بردة فعلها :
-أديكي عرفتي أهوو ، جهزي نفسك عشان توقعي الورق وتقبضي يا حلوة !

ثم قربت وجهها منها مضيفة بنبرة مزدرية وهي ترمقها بنظرات احتقارية صريحة متعمدة إهانتها :
-فلوس جيالك من الهوا ، يعني أعدة سفلأة وهتاخدي فلوس أد كده على قلبك !

صدمت أسيف مما تردده على مسامعها ، واستنكرت بشدة حسمها لمسألة البيع.
رمقتها نيرمين بنظرات أخيرة مستخفة بها قبل أن تتركها في مكانها على حالتها المدهوشة تلك لتعود إلى غرفتها صافقة الباب خلفها بقوة.
انتفض جسد أسيف في مكانه ، ورددت مع نفسها بعدم تصديق وهي تضع يدها على رأسها :
-ايه اللي بتقوله ده ، أنا .. أنا أبيع الدكان ..................................... !!!!!
........................................


Layla Khalid likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.