آخر 10 مشاركات
على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1133 - ليتك تحبني - دونيز روبن - دار النحاس .. (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          الزوجة العنيدة - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيد القصر - جيم آدامز - غولدن كايدج** (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          موقع افلام بلس (الكاتـب : ابراهيم احماا - )           »          رواية بحر من دموع *مكتملة* (الكاتـب : روز علي - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree160Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-17, 04:21 PM   #211

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9




الفصل الثامن والعشرون :

صف سيـــارته على مقربة من ذلك المطعم الحديث الذي اتفقا على اللقاء عنده.
جاب بأنظاره المكان بنظرات سريعة شمولية ، ثم نظر إلى جواره متأملاً صغيره بنظرات عميقة.
مال بعدها على المقعد المجاور له ليحتضنه ، ثم قبله بعاطفة أبوية حانية على صدغه قائلاً بجدية :
-ماشي يا حبيب بابا ، خلي بالك من نفسك !

هز يحيى رأسه بالإيجاب مردداً ببراءة :
-حاضر

تابع ديــاب تعليماته الصريحة قائلاً :
-واسمع الكلام ، مش عاوز شكوى من أمك !

ابتسم له الصغير بمرح :
-ماشي !

عبث ديـــاب بشعر الصغير المتناثر ، وأحاط رأسه من الخلف بكفه العريض قائلاً بسعادة :
-هات بوسة حلوة ؟

دنا الصغير من أبيه ، فقبله الأخير وهو يحتضنه بمحبة حقيقة شعر بها تجاهه.


ترجل بعدها يحيى من السيارة حينما رأى والدته مقبلة عليها.
هتف دياب صائحاً وهو يلوح له :
-مع السلامة يا يحيى !

بادله الصغير تحية الوداع ، لكن ذلك لم يمنع ولاء من الاقتراب منه والترحيب به بنفسها.
تغنجت بجسدها بميوعة مفتعلة متعمدة أن تثيره بمفاتنها الأنثوية التي اعتقدت أنها مازلت مغرية وستجعله تحت تأثيرها.
لذا استطردت حديثها قائلة بدلال وهي تستند بيدها على نافذة سيارته مائلة نحوه بجسدها :
-ميرسي انك جبته !

لم ينظر إليها بسبب شعوره بالنفور والتقزز من مجرد التحديق بها.
عبس بوجهه وهو يزيح يدها عن حافة النافذة ، فانزعجت من تصرفه الوقح تجاهها.
وضع دياب نظارته القاتمة على عينيه قائلاً بجمود قاسي :
-هما يومين بس وهارجع اخده !

شعرت بالضيق لتجاهله لها عمداً ، فاعتدلت في وقفتها وردت عليه بتجهم :
-أوكي

أدار محرك سيارته قائلاً بإيجاز :
-سلام !

تابعته بأنظارها المحتقنة منه وهي تكز على أسنانها بشراسة.
أخرجها من حالتها الغاضبة صوت صغيرها متساءلاً ببراءة :
-احنا رايحين فين يا مامي ؟

أجابته بعد تنهيدة مطولة :
-هانتفسح يا حبيبي !

أحاطت صغيرها من كتفيه ، وســارت به مبتعدة عن المطعم حتى مرقت إلى طريق جانبي حيث كان ينتظرها هناك سيارة ما.
لمح الصغير جدته ، فصاح مهللاً :
-تيتة شوشو !

فتحت باب السيارة ليقترب هو منها ، ثم احتضنها بسعادة.
انهالت عليه بالقبلات قائلة :
-حبيب قلب تيتة !

أفسحت له شـــادية المجال ليجلس على حجرها قائلة بود :
-تعالى في حضني يا حبيبي !

جلس الصغير على حجر جدته ، فضمته بذراعيها محاوطة إياه.
أغلقت ولاء الباب خلفه ، وانحنت للأمام لتستند بكفيها على حافة النافذة الملاصقة لمقعد والدتها لتقول بنبرة آمرة :
-اسمع كلام تيتة !

نظر لها بغرابة متساءلاً بحزن :
-مش هاتيجي يا مامي معانا ؟

مسحت على وجنته برفق قائلة :
-لأ يا حبيبي ، أنا هاحصلكم كمان شوية !

تجهمت تعابير وجهه وهو لا يعي سبب ذهابه مع جدته فقط.

التفتت ولاء بعينيها نحو والدتها مضيفة بجدية :
-ماما خلي بالك منه ، مش هوصيكي !

ردت عليها بنبرة واثقة وهي ترمقها بنظرات مثيرة للقلق :
-اطمني ، ده في عينيا ، روحي انتي بيتك ، وعلى تليفونات !

هزت رأسها بإيماءة واضحة وهي تردد :
-ماشي !

اعتدلت في وقفتها ، ووضعت يدها على شفتيها لتبعث بقبلة في الهواء إلى صغيرها.
قام يحيى بتقليدها ، وأرسل لها نفس القبلة قائلاً :
-باي يا مامي

لوحت له بعدها بكفها هاتفة :
-باي باي يا قلبي !!

أشـــارت شـــادية إلى السائق بيدها ليتحرك بعدها مبتعداً عن المكان حيث وجهته المجهولة لتبدأ كلتاهما في تنفيذ مخطط تخبئة الصغير واخفائه دون النظر إلى عواقب الأمور ...

..................................................
لم تتخيل أسيف أن ذلك الدكان الذي لم تره مسبقاً ، وفي نفس الوقت تمتلك فيه الحصة الأكبر بحكم أنه إرثها الشرعي ، قد حسم أمـــــر بيعه دون أن تدري.
تسمرت في مكانها لوهلة مصدومة محاوة استيعاب الموقف.

ودعت عواطف الضيفة بإبتسامة لطيفة ، ولكنها تلاشت سريعاً حينما أغلقت الباب خلفها.
نفخت بغيظ مع نفسها ، فقد وضعتها ابنتها في موقف حرج مع ابنة أخيها الراحل ، هي لم تفاتحها من قبل في مسألة بيع الدكان أو حتى طرحتها أمامها ، لكنها تفاجأت بنيرمين تصرح بذلك وكأنه حقيقة واقعة غير قابلة للنقاش
قدمت قدماً وأخرت الأخرى وهي تتجه نحو ابنة أخيها.
رأتها باقية في مكانها في حالة حائرة فزاد قلقها مما هو قادم.
أخذت نفساً عميقاً تضبط به انفعالاتها ، ثم اتجهت صوبها.
وضعت عمتها يدها على كتفها قائلة بحرج :
-آآ.. أسيف يا بنتي

التفتت هي نحوها بوجهٍ عابس مرددة بصوت شبه مختنق :
-ممكن تفهميني يا عمتي ايه معنى كلام نيرمين اللي قالته جوا ؟

ابتلعت ريقها قائلة بإرتباك ملحوظ :
-حاضر ، تعالي معايا في الأوضة وأنا هافهمك !

تبعتها أسيف إلى غرفتها راغبة في معرفة كل شيء.
..........................................

-فرستهالك يا بسومة
قالتها نيرمين بتفاخر وهي تلج إلى الشرفة

عقدت أختها ما بين حاجبيها بإستغراب مرددة بعدم فهم :
-مين دي ؟

ضغطت نيرمين على شفتيها هاتفة بامتعاض :
-هو في غيرها ، أم النكد بنت خالك !

لوحت بسمة في كف يدها قائلة بإشمئزاز :
-يا شيخة افتكريلنا حاجة عدلة

جلست نيرمين على مقعدها بإسترخاء ، ولمعت عيناها بوميض شيطاني ماكر ، ثم هتفت متساءلة بعبث :
-ها مش عاوزة تعرفي أنا عملت ايه فيها ؟

ردت عليها بسمة وهي تهز كتفيها غير مبالية :
-لأ ، خليني أخلص التحضير اللي ورايا !

ثم دققت النظر فيما معها من مفكرة تدون فيها ما ستقوم به خلال يوم الغد في مدرستها.

حركت نيرمين مقعدها بالقرب منها ، ومالت على أختها متساءلة بفضول وقد زاد بريق نظراتها الغير مريحة :
-طب بسومة ، قوليلي انتي هاتروحي عند خالتي جليلة امتى ؟

رفعت بسمة رأسها لترمقها بنظرات غريبة وغامضة ، وسألتها بجدية :
-وانتي عملتيها خالتك من امتى ؟

ارتبكت نيرمين لوهلة ، وفركت أصبع كفيها بقلق وهي ترد :
-عادي يعني ، انا بأقولها كده وخلاص !

لم تقتنع بما قالته ، لكنها لم تكن مهتمة بما يدور في رأسها من أفكار ومخططات ، فأوخزت في الحديث معها مرددة :
-أها .. طيب !

عاودت الكتابة مجدداً في مفكرتها لكن قاطعتها نيرمين متساءلة بإلحاح :
-ها مرددتيش عليا ، هاتروحيلها امتى ؟

زفرت بسمة بضجر وهي تقول :
-معرفش لسه ، بأفكر أعتذر عن الدرس الفقر ده ، من يوم ما روحته وأنا المصايب نازلة على دماغي !

ارتفع حاجبي نيرمين للأعلى مستنكرة اعتذارها عنه ، وهتفت محتجة :
-ليه بس ؟ دول ناس كرما وآآ...

قاطعتها بسمة بتبرم وقد تشنجت تعابير وجهها :
-انتي هاتعملي زي ماما ؟

هزت رأسها نافية متحاشية ثورة غضب أختها :
-لا يا حبيبتي !

ثم مسحت على كتفها برفق مبررة :
- أنا غرضي مصلحتك

ضجرت بسمة من ثرثرتها في ذلك الموضوع الممل ، فهتفت مضيفة بإنزعاج :
-طيب ممكن تسبيني أكمل تحضير ؟!

ابتسمت نيرمين قائلة بتكلف :
-ماشي ، بس أما تيجي تروحي تاني ابقي قوليلي !

ردت عليها على مضض :
-ربنا يسهل !

تقوس فمها بإبتسامة ماكرة للغاية وهي تهمس لنفسها بثقة :
-هيسهل إن شاء الله !
...........................................

ســــردت عواطف لأسيف بإختصار كل ما يخص مســألة بيع الدكان من اتفاقات مسبقة بينها وبين الحاج طه وابنيه ، وأن للموضوع علاقة بتسوية خلاف كبير بين رجــال منطقتهم الشعبية. كذلك سيعود البيع بالنفع على الجميع خاصة أن وجوده على وضعه هذا لم يكن مثمراً.
رفضت الأخيرة تلك الفكرة ، واحتجت قائلة بشراسة وهي تهب واقفة من على طرف الفراش :
-مش هابيع الدكان ! مش هايحصل !!!

ربما يظن الغير أن تمسكها به هو أمر مبالغ فيه ، لكنه سيظل أخـــر ما أهداه لها والدها ، والسبب الرئيسي في قدومها إلى هنا.
هو أكثر ما يربطها بعائلتها ، البُعد بالنسبة لها نفسي أكثر منه مادي ...

وقفت عواطف هي الأخرى قبالتها ، ونظرت لها بحنو قائلة بنبرة شبه متوسلة :
-ليه بس يا بنتي ؟ ده حتى هو مقفول وخرابة وزي قلته ، يعني محدش مستفيد منه بحاجة !!!

بدت نظراتها قاسية وهي محدقة بها ، أغاظها بشدة تبرير الأمر كأنه شيء عادي لا يخصها ، وهي أحد ملاكه ، بل من تملك النصيب الأكبر فيه . استنكرت حديثها ، وصاحت بعصبية :
-أنا مش هابيعه ، ازاي تقرروا ده عني ؟!

كانت عواطف تعلم أن ابنة أخيها محقة في جملتها الأخيرة ، فقد عرفت بمسألة البيع مصادفة ، وبالطبع لها كل الحق لأن تغضب وتثور. فلو أخبرت من قبل لم يكن ليبلغ الأمر ذروته ..


وضعت هي يدها على ذراعها ، ومسحت عليه برفق قائلة :
-هي مش مقصودة والله يا بنتي ، بس آآ...

قاطعتها أسيف قائلة بنبرة متشنجة وقد احتقنت نظراتها :
-ده انا حتى ماشوفتش شكله !

ردت عليها بهدوء حذر :
-ما أنا بأقولك هو خرابة وقديم وآآ..

قبضت أسيف على أصابعها مكورة إياهم بشدة محاولة التحكم في أعصابها قبل أن تنفلت.
الأمر بالنسبة لها يتجاوز كونه مجرد جدران عتيقة ومكان قديم متهالك عفا عليه الزمن.
هي تنظر للأمر من منظور مختلف تماماً .. فقد اعتبرته شيئاً ثميناً خصه لها والدها بالذات ، وبالتالي لن تتخلى عنه مهما حدث.
حاولت إيضـــاج وجهة نظرها قائلة بصوت مختنق :
-أرجوكي تفهميني يا عمتي

أشارت لها عواطف بكف يدها قائلة بنبرة عقلانية آملة أن تقنعها :
-يا بنتي انتي لو شوفتيه هاتغيري رأيك وتقولي أبيعه دلوقتي ! إنتي بس مضايقة عشانك مفكرة إن زي الدكاكين والمحلات اللي بتشوفيها !

لم تصغِ أسيف لكلمة واحدة مما قالته ، وتساءلت فجــأة بجمود :
-عمتي فين مفتاح الدكان ؟

قطبت عواطف جبينها متعجبة سؤالها عنه ، وأجابتها بسجية :
-معايا ، في الشتمجية بتاعتي !

سألتها بأدب وهي ترمقها بنظرات غامضة :
-ممكن تجبهولي ؟

أومـــأت برأسها قائلة بإمتثال :
-حاضر

توجهت عمتها بعدها إلى خزانة ملابسها لتفتح إحدى ضلفه ، ثم انحنت قليلاً لتخرج صندوق خشبي من الرف السفلي ، واعتدلت في وقفتها.
فتحته بحذر ، وعبث في محتوياته ، ثم أخرجت منه مفتاحاً قديماً رفعته أمام وجهها.
وقعت أنظار أسيف عليه ، ثم مدت كف يدها نحوها وهي تقول :
-هاتيه يا عمتي بعد اذنك !

وضعته في راحة يدها قائلة :
-اتفضلي يا بنتي

قبضت أسيف عليه بشدة وكأنها تحوي بين راحتها على كنز ثمين ، وهتفت مرددة :
-شكراً يا عمتي
اكتفت الأخيرة بالإبتسام لها ، ثم أعادت وضع صندوقها في الخزانة.
وقفت إلى جوارها محدقة بها ، وتابعت قائلة بنبرة هادئة :
-طيب بصي ، انتي لو فكرتي بالعقل كده هتلاقي إن احنا لما هنبيعه انتي هايجيلك فلوس كتير وآآ...

قاطعتها أسيف بنبرة حاسمة :
-يا عمتي أنا مش هابيع الدكان !

أخفضت عواطف رأسها متمتمة من بين شفتيها بإستياء وبنبرة خافتة :
-لا حول ولا قوة إلا بالله ، طب أفهمها ازاي اننا لازم نبيعه ؟!
......................................

عـــــادت جليلة إلى منزلها سعيدة بتلك الزيارة الخفيفة وبالأنباء الســـارة التي سمعتها هناك.
كان منــذر على وشك النزول ، فأسرعت خلفه متساءلة بإهتمام :
-انت رايح الوكالة ؟

أجابها بجدية وهو يدس هاتفه في جيبه :
-اه يا أمي ، في حاجة عاوزاها أبعتهالك ؟

ابتسمت قائلة بود :
-لأ تسلم يا حبيبي !

وقبل أن يدير هو مقبض الباب ويفتحه هتفت فجـــأة بنزق وكأنها قد تذكرت شيئاً للتو :
-بالحق قبل ما أنسى ، أنا اطمنت على موضوع بيع الدكان !

استدار برأسه نحوها قائلاً بإبتسامة باهتة اعتلت ثغره :
-طب خير !

أضافت قائلة بإهتمام :
-وشوفت كمان بنت أخو عواطف .. أسيف وعزيتها !

هز رأسه بتفهم ، فهذا هو سبب زيارتها الرئيسي ، وهتف متساءلاً باقتضاب :
-أها ، وأخبارها ايه ؟

ردت عليه بأريحية :
-كويسة ، وشها رد كده وبقت أحسن عما كانت هنا !

شعر منــذر بالإطمئنان لكونها أصبحت على حال أفضل ، فردد بهدوء دون أن يظهر أي تغيير على ملامح وجهه :
-تمام

دنت منه ، وحدقت مباشرة في عينيه لتضيف بمكر :
-واعدت اتكلمت مع نيرمين شوية !

تبدلت تعابير وجهه سريعاً للضيق والإشمئزاز لمجرد ذكر والدته لذلك الأمر الثقيل على قلبه ، وصاح بنبرة شبه غاضبة وقد استشاطت نظراته:
-اوعي تكوني فاتحتيها في حاجة يا أماه !

ارتجفت من تحوله للغضب ، وردت بحذر :
-كان على طرف لساني بس آآ...

أظلمت عيناه ، وقاطعها مهدداً بنبرة عدائية وهو يشير بسبابته :
-قسماً بالله لو حصل من غير ما تقوليلي لأنهي الموضوع قبل ما يبدأ !

هزت رأسها نافية وهي تجيبه :
-لا يا بني ، ميصحش أصلاً أفاتحها في حاجة دلوقتي ، أنا خدت بس واديت معاها في كلام عادي !

تنفس بإرتياح لأن والدته لم تتهور وترتكب مثل تلك الحماقة.
لم يبدل من تعابيره المتشنجة ، وأكمل منبهاً بشراسة :
-الله يكرمك قفلي على سيرة الجواز لأني بأتخنق !

ثم أخفض نبرته ليحدث نفسه بإزدراء :
-وخصوصاً مع دي !

عبست جليلة بوجهها ، وأخفضت نبرتها لتبدو مستاءة فتشعره بالذنب نحوها وهي تقول :
-يا ضنايا أنا بأفكر في مصلحتك ، ونفسي أفرح بعوضك فبأشوفلك حاجة مضمونة !

رد عليها مستنكراً تفكيرها بسخرية متهكمة :
-هي تلاجة هاشتريها !

أوضحت له مقصدها مبررة :
-ماهو ربنا بيقول اسعى يا عبد !

رد عليها بغلاظة :
-مش بالشكل ده ، لما ربنا يإذن هيحصل ، لكن جو التلزيق والتمحيك ده ماليش فيه

قست نظراته وبدت أكثر صرامة وهو يقول مؤكداً :
-ماشي ، اتفقنا يا حاجة جليلة ؟

تنهدت مستسلمة وهي ترد :
-اللي تشوفه
-يالا سلام بقى !
-في رعاية الله يا حبيبي !
قالتها وهي تغلق الباب خلفه بهدوء لتعود إلى الداخل لتكمل ما لديها من أعمال منزل عالقة ....
...........................................

يئست أسيف من محاولة اقناع عمتها بأنها لا ترغب في بيع الدكان الذي لم تره بعد ، وهتفت متساءلة بتبرم :
-ايه اللي مش واضح في كلامي ؟

كانت تخشى الأخيرة عواقب الرفض ، فالمسألة ليست مجرد عملية بيع عادية ، بل هي مسألة حيوية يترتب عليها الكثير من الأور ، لذا ردت عليها بتوجس :
-انتي كده هتوقعينا في مشاكل مع منذر والحاج طه !

انزعجت أسيف من اعطاء هؤلاء الأشخاص قدراً أكبر من قيمتهم ، وكأنهم يملكون زمام كل شيء ، فصاحت متساءلة بعصبية :
-ليه يعني ؟

أجابتها عواطف بنبرة مرتبكة وهي تبتلع ريقها :
-لو ماتمتش البيعة هيحصل مضاربات تاني وخناقات ومشاكل مش هاتنتهي !

ردت عليها أسيف بنبرة شبه قوية غير مكترثة بهم :
-كل ده مايخصنيش ، ولا يجبرني أبيعه أو حتى أفرط في حتة منه !

توسلتها قائلة برجاء أكبر وهي محدقة فيها :
-طب عشان خاطري أنا ، ده الحاج طه وابنه وقفوا معانا كتير ، وجمايلهم مغرقانا !

ثم صمتت للحظة قبل أن تضغط على شفتيها لتقول بحرج قليل :
-ده .. ده غير الفلوس اللي دفعوها وآآآ...

فهمت أسيف مقصدها على الفور ، هي متحجة بمسألة الدين وما سددوه من مديونيات سابقة تخصها.
قست تعابيرها ، واحتدت نظراتها ، و ردت بحسم وبجدية صارمة :
-أي حاجة دفعوهالي دين عليا أنا هارده ، ودلوقتي !!!

أولتها ظهرها ، ثم اندفعت نحو الباب خارجة من الغرفة بخطى سريعة وكلها إصرار على سداد ما عليها من مستحقات.
لحقت بها عواطف قائلة بتوجس :
-مش كده يا بنتي ، الموضوع أكبر من مجرد فلوس ودين !

التفتت أسيف بجسدها نحوها مرددة بصوت متصلب :
-بصي يا عمتي ، أنا متعودتش اكون مديونة لحد ، وده حقهم ، فمش خلي حد يجبرني على حاجة لمجرد إني مديوناله !

توسلتها عواطف بإلحاح :
-يا أسيف اسمعي وافهمي كويس الموضوع ، هو مايتخدش قفش كده !

ردت عليها بإصرار عنيد :
-لأ يا عمتي ، أنا مش عاوزة أفهم حاجة ، دكان أبويا أنا مش هابيعه ! وفلوس سي منذر بتاعكم ده هادفعهاله !

فغرت عواطف شفتيها مصدومة من تبدل حالها للجدية والجمود بعد أن كانت لا حول لها ولا قوة ، فهتفت مستنكرة اندفاعها الأهوج :
-لا إله إلا الله ! يا بنتي انتي مكونتيش كده ؟

لم تعقب عليها أسيف بل انطلقت نحو الغرفة لتخرج النقود من الحقيبة وتدفع ما عليها.

خرجت نيرمين من غرفتها متساءلة بفضول بعد أن سمعت صوت شجارهما المرتفع :
-في ايه يا ماما ؟ صوتكوا على كده ليه ؟ ومالها البت دي ؟

رمقتها أمها بنظرات نارية مشتعلة وهي تجيبها بحنق :
-منك لله يا شيخة ، بوظتي الدنيا بغباءك !

انفرجت شفتاها مرددة بذهول مصطنع :
-هو أنا عملت حاجة

أشارت لها والدتها بكفيها قائلة بتوبيخ شديد :
-كان لازم يعني تتسحبي من لسانك وتقولي على الدكان قبل ما تشوريني ؟!

وضعت نيرمين يدها في منتصف خصرها مرددة بإزدراء :
-ليه ؟ الهانم اللي على رجلها نقش الحنة مش عاجبها الكلام ؟!

أجابتها عواطف بتبرم :
-اه يا فلحوسة ، ومش راضية تبيع !

رفعت نيرمين كفها أعلى جبينها شاهقة بإستنكار :
-نعم ؟ ليه إن شاء الله ؟ هي تطول حد يدفعلها فلوس !
.........................................

أســـرعت أسيف بجذب الحقائب من جوار خزانة الملابس ، وأسندتهم على الفراش ، ثم قامت بفتحهم لتبحث بداخلهم عن كيس النقود البلاستيكي المخبأ وسط الثياب.
كانت تفتش بعصبية فبعثرت معظم الثياب دون أن تجد ما تريد.
وقعت عيناها على الكيس ففتحته على عجالة ، وشهقت مصدومة حينما لم تجد بداخله سوى قطعة من الملابس.
أفرغت محتوياته على الفراش ، وتساءلت بخوف :
-هما راحوا فين ؟ دول كانوا هنا ، أنا متأكدة ، أنا حطاهم بإيدي في الكيسة دي ؟!!!!
قلبت الحقائب رأساً على عقب ، وبحثت بتأني في كل شيء.
ألقت ما بيدها ، ثم فركت جبينها عدة مرات بتوتر شديد ، وتابعت البحث من جديد وهي تحدث نفسها بقلق :
-مش ممكن ، مش معقول اختفوا كده !

انقبض قلبها بخوف كبير حينما فشلت في العثور على النقود.
هي الآن في مأزق حقيقي.
تسارعت دقات قلبها ونهج صدرها من فرط المجهود المكثف.

أضـــاء عقلها بوميض غريب. ودار بخلدها فكرة ما غير مريحة على الإطلاق .
رفضت تصديق الأمر في البداية ، لكن لم يكن لديها أي تفسير أخر سوى ذلك ..
رددت مع نفسها بصدمة :
-أكيد هو اللي ورا الموضوع ، هو الوحيد اللي لم حاجاتنا من اللوكاندة !

تشنجت قسمات وجهها ، وصرت على أسنانها لتهتف بوعيد :
-والله ما سكتاله !

اندفعت كالثور الهائج راكلة الثياب بقدمها صائحة بنبرة عالية متعصبة :
-يا عمتي !

توجست عواطف خيفة من نبرتها تلك ، وسألتها بحذر :
-خير يا بنتي

وقفت أسيف قبالتها ، ونظرت لها بأعين مغلولة وهي تجيبها :
-أنا اتسرقت !

لطمت عواطف على صدرها مرددة بعدم تصديق وهي تشهق :
-ايه ؟ اتسرقتي ؟!!!!

استنكرت نيرمين ما قالته ابنة خالها ، فقد استشعرت في حديثها أنها تتهم عائلتها بالسرفقة.
ضاقت نظراتها نحوها ، وهدرت صائحة بحدة :
-نعم .. نعم .. نعم !!!!

وزعت أسيف نظراتها بينهما قائلة بإنفعال :
-ايوه ، أنا مش لاقية فلوسي اللي كانت في الشنطة ، وآآ...

قاطعتها نيرمين بشراسة مشيرة بكف يدها أمام وجهها لتجبرها على الصمت :
-حاسبي على كلامك ! محدش فينا مد ايده على حاجتك !

ردت عليها بصعوبة وهي تحاول التحكم في أعصابها :
-مقصدش حد فيكم ، بس .. بس الفلوس اللي كانت معايا وفي الشنطة مش موجودة !

نظرت لها نيرمين شزراً ، وتابعت قائلة بوقاحة :
-بصي يا روح الروح انتي من يوم ما طبتي علينا ومحدش قرب منك ولا من شنطك ، شوفي مين خد فلوسك ، ولا تلاقيها وقعت منك أصلاً وبتقولي اتسرقت وآآ..

قاطعتها أسيف صائحة بجدية مفرطة :
-أنا .. أنا عاوزة أشوف اللي اسمه منذر ده !

وكأن صاعقة قد ضربت برأس نيرمين فجـــأة ، فاتسعت حدقتيها في عدم تصديق ، وشهقت مذهـــــولة :
-مين ياختي ؟

توجست عواطف من تطور الأمور للأسوأ ، فتساءلت بخوف :
-ليه يا أسيف ؟

ردت عليها معللة وهي تشير بيدها :
-هو اللي جاب الشنط ، ومش بعيد يكون آآآ...

وقبل أن تكمل جملتها للأخير هدرت بها نيرمين بنبرة عنيفة متعمدة إهانتها وهي تحدجها بنظرات دونية :
-اياكي تفكري في ده ، منذر مين اللي هايبص للكام ملطوش اللي معاكي ؟ ده يشتريكي كلك على بعضك بملاليم ، تقولي يسرق فلوسك ، فلوس مين يا أم فلوس !

ذُهلت عواطف مما رددته ابنتها ، فنهرتها قائلة :
-نيرمين اتكلمي عدل !

ردت عليها الأخيرة بحدة غير مبالية بتصرفاتها المتطاولة :
-انتي مش شايفة بتغلط في مين !

اشتعلت أسيف غضباً من أسلوبها الفج المسيء لها ، فصرخت بها بعصبية وهي تشير بسبابتها لها :
-لو سمحتي متداخليش ، أنا مطلبتش رأيك !

ردت عليها نيرمين بجموح وهي تقف قبالتها متحدية إياها :
-لأ هاتدخل ونص !

رمقتها أسيف بنظرات مستخفة وهي تسألها بعصبية :
-بصفتك ايه أصلاً ؟

تغنجت بجسدها بطريقة مستفزة وهي تجيبها ببرود جامد :
-قريبنا وأعرفه كويس ، الدور والباقي عليكي انتي ، اللي ما عرفينلك أصل من فصل !

احتقنت عيناي أسيف بحمرة غاضبة للغاية ، وكورت قبضة يدها لتدفعها بها بعنف من كتفها صائحة بصوت متشنج مهدد :
-احترمي نفسك معايا ، مش هاسمحلك تغلطي فيا !!

تفاجأت نيرمين مما فعلته ، وكانت على وشك الاشتباك معها ، لكن وقفت عواطف حائلاً بينهما بجسدها ، وصرخت فيهما :
-بس انتو الاتنين ، احترموا وجودي ، في ايه ؟

تابعت أسيف قائلة بشراسة وقد قست عيناها :
-أنا مش هاقبل بأي اهانة تسيء ليا ، وفلوسي اللي ضاعت مش هاسكت عنها ، وهاجيبها !

ثم وجهت حديثها إلى عمتها قائلة بقوة تحمل الكبرياء والترفع :
-وإن كان على القعاد هنا يا عمتي فبناقص منه ، الحمدلله أنا أقدر أسكن في آآآ....

وضعت عواطف يدها على فمها مانعة إياها من الحديث وهي ترد بتوجس :
-ماتكمليش !

خشيت أن تخسر ابنة أخيها الراحل بسبب حماقات ابنتها الغبية ، فجاهدت لضبط الأمر قبل تفاقمه ، واستدارت برأسها موجهة حديثها لنيرمين قائلة بغلظة :

-انتي مش هاتسيبي بيت عمتك ، واللي مش عاجبه الكلام يخبط راسه في الحيط !

اغتاظت نيرمين من تصريح والدتها ، فهتفت مستنكرة :
-ماما !

أشـــارت لها عواطف بيدها قائلة بصرامة :
-اخرسي خالص يا نيرمين ، ايه مالك ؟ طايحة في الكل ومش عاملة اعتبار لحد ! أنا كلمتي اللي هاتمشي هنا !

ضربت نيرمين الأرضية بقدمها بعصبية جلية ، وصاحت بتشنج :
-ماشي يا ماما ، ماشي !

ثم تركتهما بمفردهما وأسرعت عائدة إلى غرفتها وهي تتوعد أسيف بالرد القاسي بعد أن شعرت بتحقير شأنها أمامها ..

صفقت الباب بعنف خلفها ، فحدقت الاثنتان فيه بجمود.
تنفست أسيف بعمق محاولة ضبط انفعالاتها.
أردفت عمتها حديثها بهدوء حذر :
-شوفي يا أسيف لو ليكي حق عند منذر هو هايجبهولك بنفسه !

ردت عليها أسيف بعناد :
-وأنا عاوزة حقي دلوقتي !

حاولت عواطف إثناءها عن التشبث برغبتها قائلة :
-استني بس لما آآآ....

قاطعتها بإصرار أكبر دون أن تطرف عيناها :
-دلوقتي ، و من فضلك قوليلي فين مكانه وأنا هاروحله !

لم تجد عواطف أي بد من تغيير رأيها ، فردت عليها مستسلمة :
-طب استني هانلبس ونروحله سوا !

هي أرادت أن تكون بصحبتها لتضمن سيطرتها على الوضع إن تواجهت مع منذر فلا يسيء أحدهما للأخر أو يحدث أي تطاول بينهما.
كما أن وجودها معها يجعلها تفسر الأمور له بطريقة سلسة فتتأكد من عدم حدوث أي سوء فهم ..

أضـــافت أسيف بصوت حاسم وهي ترفع رأسها للأعلى في شموخ :
-ماشي ، بس من هنا ورايح يا عمتي أنا مش هاسكت لأي حد يدوسلي على طرف ، بنت الحاج رياض مش هاتكون ملطشة لأي حد ........................... !!!
............................................




Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 04:23 PM   #212

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9

الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الأول ) :

لم تتكبد العنـــاء في انتقــاء ما سترتديه ، فعباءة سوداء ستفي بالغرض ، خاصة أنها في فترة حداد ممتدة.
أحكمت ربط حجاب رأسها عليها، وتحركت خارج الغرفة وهي متحفزة للحصول على حقها المسروق.
لحقت بها عواطف مستطردة حديثها بتوجس :
-بالراحة يا بنتي ، الأمور ماتتخدتش قفش !

ردت عليها بنبرة صارمة وهي ترمقها بنظرات محتقنة:
-أنا مش هاسكت عن حقي ، وفلوسي اللي اتسرق هاعرف ازاي هارجعها

أومـــأت عمتها برأسها قائلة :
-حاضر ، بس بالعقل !

تحركت صوب باب المنزل هاتفة بصوت شبه آمر :
-يالا يا عمتي ، وريني فين مكانه !

ابتلعت ريقها بتوتر بادي على ملامح وجهها وهي تقول:
-طيب .. استر يا رب وعدي اليوم ده على خير !

راقبتهما نيرمين بنظرات نارية من خلف باب غرفتها الموارب ، وحدثت نفسها بنبرة مغلولة :
-على أخر الزمن البت دي جاية تعمل راسها براسه !

كزت على أسنانها بعنف وهي تردد بنبرة عدائية :
-مفكرة نفسها مين ، وربنا ماهسيبها في حالها ! هاخلي عيشتها أسود من قرن الخروب !!!!!
......................................

وقف أمام مكتبه ينهي أحد مكالمات عمله قائلاً بجدية :
-الفاتورة فيها كل حاجة ، راجع بس البضاعة وانت بتنزلها

مط منـــذر فمه للأمام ليضيف بهدوء :
-تمام ، وأنا معاك لو في حاجة ناقصة !

ضغط بعدها على زر الإيجاب واتجه عائداً لمقعده ليجلس عليه مسترخياً ..
حرك عنقه للجانبين وهو يفركه بكفه مخففاً من حدة ذلك الإرهــاق المسيطر عليه.
سمع أصواتاً خارجية غير واضحة ، فاعتدل بجلسته ، ودقق النظر أمامه ليرى إلى من يتحدث أحد عماله.

تساءلت عواطف بتوتر وهي تشير بيدها :
-هو موجود يا بني نقدر نشوفه ؟

أجابها العامل قائلاً بإبتسامة لطيفة :
-اه يا حاجة عواطف ، اتفضلي !
ردت عليه بود وهي تتحرك بحذر للداخل :
-كتر خيرك !

تأهبت أسيف لتلك المواجهة المحتدمة معه ، واستعدت بالكامل لذلك اللقاء المثير.

تفاجيء منذر بقدوم عواطف وابنة أخيها إلى وكالته، فنهض واقفاً مرحباً بهما :
-يا أهلاً وسهلاً نورتوا الوكالة

ازدردت عواطف ريقها قائلة بإرتباك ملحوظ وهي توجه أنظارها إلى أسيف :
-منورة بيك يا سي منذر !

سلط أنظاره على أسيف والتي بدت ملامحها غريبة إلى حد ما ..
كانت على تلك الحالة المتشنجة التي رأها من قبل بالمشفى ، لكنه لم يستطع تفسير سبب تجهمها.
حاولت عواطف الابتسام وهي تضيف بنبرة ودودة محاولة تلطيف الأجواء بعد أن لاحظت نظراته المتساءلة في صمت :
-اعذرنا إن كنا جينالك من غير ميعاد

أشار لهما بكف يده لتجلسا قائلاً بجدية :
-ولا يهمك ، اتفضلوا اقعدوا !

ثم إشرأب بعنقه صائحاً بصوت آجش آمر لأحد عماله:
-الشاي بسرعة ياض !

رد عليه أحدهم :
-تؤمر يا سي منذر !

اعترضت أسيف قائلة بجمود غريب :
-احنا مش جايين نضايف هنا !

ضاقت نظراته نحوها ، وعبست تعابير وجهه عقب عبارتها المريبة تلك.

قبضت عواطف على ذراعها قائلة بإبتسامة مصطنعة ومانعة إياها من التفوه بالمزيد :
-احنا مش عاوزين نتعبك يا بني ، هما كلمتين هانقولهم ونمشي على طول !

اضطرت أسيف على مضض أن ترضخ لتوسل عمتها ، وصمتت مجبرة.
بدا غير مقتنع بما قالته عواطف ، لكنه مرر الأمر ولم يعلق عليه كثيراً ..

ظن في نفسه أن مجيئهما إليه لتأكيد مسألة بيع الدكان بعد أن أعطته والدته فكرة مسبقة عن موافقة الجميع على هذا الأمر ، وقدوم أسيف اليوم ما هو إلا لتحديد قيمة المبلغ المطلوب نظير بيع حصتها فيه .
لم يخطر بباله مطلقاً أنها حضرت إليه لأجل سبب أخر ..

همست عواطف لها برجاء خفي :
-اهدي يا بنتي الأول ، وخليني أنا أتكلم

جلس منـــذر خلف مقعد مكتبه منتصباً ، ثم استند بمرفقيه على سطحه متساءلاً بهدوء وموجهاً حديثه إلى عواطف :
-أخبارك ايه ست عواطف ؟

أجابته بإبتسامتها المتكلفة :
-بخير والحمدلله !

أضـــاف قائلاً بجديه وهو يشير بكفه الأيمن :
-الحاجة جليلة قالتلي على موافقتكم كلكم على بيع الدكان ، وإن شاء الله زي ما عرفتكم قبل كده مش هانختلف !

نظرت عواطف إلى أسيف بنظرات زائغة ، ثم عاودت النظر إلى منذر مبتسمة بصعوبة وهي ترد بإرتباك :
-أكيد .. بس .. بس آآ...

استدار منذر نحوها مضيفاً بنبرة عقلانية :
-شوفي يا ست عواطف ، أنا راجل حقاني وعملي ، وهاكلمك بلغة السوق ، الدكان هاشتريه بسعر اليومين دول ، وشوفي انتي دلوقتي سعر السهم بكام ، يعني بنتكلم في مبلغ محترم ، وفي الأخر الكل هايطلع كسبان !

حرك وجهه لينظر في اتجاه أسيف موجهاً حديثه لها :
-ولا إيه رأيك يا آآ.... !

صاحت فيه مقاطعة بحدة :
-مش هايحصل !

اندهش من ردها الغريب ، وتصلبت قبضتي يده نوعاً ما.
فقد كان واثقاً من موافقتها على بيعه ، والآن هي تخبره بالعكس ..
لم يحد بعينيه بعيداً عنها ، وحدق فيها بنظرات مطولة متفرسة.

كررت هي عبارتها مؤكدة بنبرة حاسمة :
-الدكان مش هيتباع !

كان متحكماً في أعصابه رغم الفضول الذي يعتريه لمعرفة سبب رفضها المفاجيء لمسألة البيع ، فسألها بجفاء مريب :
-مش فاهمك ؟ يعني ايه مش هيتباع ؟

أجابته بنبرة قاتمة وقد قست نظراتها نحوه :
-يعني زي ما قولتلك ، بيع الدكان مش هايحصل ، وأنا جايالك أصلاً في حاجة تانية خالص إنت عملتها !

سألها بهدوء حذر محاولاً ضبط انفعالاته بعد صدمته في إلغاء صفقة البيع وما سيترتب عليها من تبعات مزعجة للكل :
-عملت ايه بالظبط ؟

هبت واقفة من مكانها وهي تجيبه بصوت متعصب:
-فين فلوسي اللي كانت في الشنطة ؟

رفع حاجبه للأعلى مردداً بصدمة قليلة :
-فلوس ؟

لم يفهم مقصدها جيداً ، وحاول استيعاب جملتها الغامضة ..

أجابته بنفس النبرة العصبية وهي تهز رأسها بالإيجاب :
-ايوه كانوا في شنطتي في اللوكاندة ، وانت بنفسك قولت إنك الوحيد اللي لم الحاجة

نهض واقفاً بهدوء من مقعده متذكراً ما فعله بداخل غرفتهما المؤجرة بالفندق ، هو لم يجد سوى الثياب ، وجمعها بعناية واضعاً إياها بداخل الحقائب دون أن يدقق النظر في باقي محتوياتها.
بدت نظراته حادة ، لكنه كان بارعاً في إخفاء عصبيته ، وأجابها بصوت شبه ثابت :
-ايوه أنا لميت الحاجة ، بس لا فتشت في شنط ، ولا شوفت فلوس من أصله !

هدرت فيه صارخة بإتهام شديد اللهجة :
-انت كداب !

هنا احتدت نظراته ، وعبس وجهه بصورة مقلقة.
هتف فيها مستنكراً إتهامها الباطل :
-نعم !

تابعت مؤكدة بعزم وهي تشير بسبابتها :
-ايوه كداب ، تلاقي ده ملعوب عامله عشان تجبرني أبيع الدكان !

فشلت عواطف في السيطرة على ابنة أخيها ، هي عقدت العزم على تنفيذ ما قالته حرفياً دون أي مقدمات ممهدة وبدأت ثورتها في وجهه ..
..................................................

سمع جميع نزلاء السجن صوت فتح أحد الأقفـــال الموصدة لعنبر حبسهم بالسجن العمومي .. وتعلقت أنظارهم بذلك الصول الضخم الذي ولج للداخل ..
صــــاح هو بصوت جهوري غليظ :
-المسجون مجد مهدي أبو النجا !

أتاه صوته من بعيد وهو يعتدل من متكأه :
-ايوه يا شاويش !

هتف فيه بصوت آمر :
-قوم معايا كلم المأمور !

نهض بتثاقل من مكانه قائلاً بصوت بارد :
-طيب !

همس له من خلفه أحد المساجين قائلاً بحماس :
-بينها البشارة يا كبيرنا

رد عليه مج بحذر :
-الظاهر كده !

ربت على كتفه قائلاً بسعادة :
-ربنا معاك !

صـــاح الصول بحدة بعد أن لاحظ تباطيء حركته :
-اتحرك يا مسجون !

رد عليه مجد برخامة :
-جاي يا شاويش ، بس رجلي منملة شوية !

رمقه الصــــول بنظرات احتقارية وهو يرد ساخراً :
-تحب أخليهالك تفك ؟!

تقوس فمه للجانب قائلاً بصوت خشن :
-وعلى ايه ، هي هاتفك لوحدها !

.................................................. .

ركضت أروى ناحية باب المنزل لتفتحه بعد أن سمعت صوت قرع الجرس معتقدة أن الطارق أحد أخويها.
وجدت رجلاً غريباً ممسكاً بأوراق ما فيه يرمقها بنظرات عادية ، فنظرت له بتعجب متساءلة :
-انت عاوز مين يا عمو ؟

أجابها بنبرة جادة :
-ناديلي حد كبير من جوا يا شاطرة يكلمني !

لوت ثغرها قائلة بامتعاض :
-طيب ..

ثم استدارت برأسها للخلف صائحة بنبرة عالية :
-ماما ، في واحد كبير على الباب عاوزك

أتاها صوت والدتها مردداً بتوتر :
-يا ساتر ، مين ده اللي عاوزني ؟

جذبت ابنتها الصغرى من كتفها للخلف لتقف هي على عتبة الباب متساءلة بتوجس محدقة فيه بغرابة :
-خير يا حضرت ، انت عاوز مين ؟

أجابها بنبرة رسمية وهو يخرج ورقة ما من وسط الأوراق الموضوعة بداخل الملف الذي يمسكه :
-ده بيت الأستاذ دياب طه حرب

انقبض قلبها نوعاً ما خافقاً بدقات سريعة وهي ترد بالإيجاب :
-اه هو .. خير في حاجة ؟ أنا أمه

رد عليها متساءلاً بنفس النبرة الخالية من التعابير :
-هو فين ؟

أجابته متوجسة :
-جاي في السكة ، طمني بس في حاجة حصلت ؟

ناولها تلك الورقة قائلاً ببرود معتاد :
-معايا إخطار من المحكمة للسيد دياب !

أخذتها منه متساءلة بحيرة :
-إخطار ايه ده ؟

رد عليها بنبرة جافة وهو يقرب دفتر ما منها مشيراً إلى مكان ما فيه لتوقع به :
-معرفش ، اتفضلي امضي هنا بالإستلام
-طيب ..
قالتها وهي توقع باسمها بجوار إصبعه ، ثم طوت الورقة الرسمية التي بحوزتها

أغلق المحُضر دفتره مردداً :
-متشكر !

ثم انصرف بعدها تاركاً إياها في حالة حيرة وتخبط ..
أغلقت الباب خلفه محاولة قراءة وفهم ما هو مدون في ذلك الإخطار ...
وقفت قبالتها ابنتها متساءلة بفضول :
-مين ده يا ماما ؟

ردت عليها جليلة بحدة معنفة إياها :
-خشي شوفي مذاكرتي بدل ما انتي مضيعة وقتك كده على الفاضي !

عبست أروى بوجهها قائلة بتذمر وهي تركل بقدمها الأرضية :
-حاضر .. مافيش إلا المذاكرة وبس !!!

قرأت بتأني ما كتب بداخل الإخطار ، فانفرجت شفتاها بصدمة كبيرة.
شهقت غير مصدقة ما عرفته ، وتسمرت في مكانها محاولة استيعاب الأمر.
بقيت على حالها للحظات حتى سمعت صوت فتح باب المنزل بالمفتاح.
استدارت برأسها عفوياً في اتجاهه فرأت ابنها دياب يلج مبتسماً وهاتفاً :
-سلامو عليكم

لم ترد عليه فقطب جبينه مستغرباً حالة الوجوم الظاهرة عليها ...
نظر لها متعجباً ، ثم دنا منها متساءلاً :
-مالك يا أماه ، واقفة كده ليه مبلمة مش بتردي السلام ؟

رفعت الورقة أمام وجهها قائلة :
-الإخطار ده جالك من شوية !

ردد بغير فهم وقد زاد انعقاد ما بين حاجبيه :
-إخطار !

هزت رأسها بإيماءة مترددة وهي تجيبه :
-اه من المحكمة ، المحضر لسه جايبه ، انتو ماشفتوش ؟

حرك رأسه نافياً :
-لأ .. مخدتش بالي !

ثم مد يده نحوها متساءلاً بإهتمام :
-فيها ايه الورقة دي ؟

أعطته إياها ، فبدأ في قراءة ما بها على عجالة .
تبدلت تعابير وجهه من الاسترخاء للتشنج ، وازدادت حمرة عيناه ، يمكن القول بإختصار أن أحواله تغيرت من الهدوء للعصبية الشديدة ..
طوى الورقة بغل وهو يصيح بسباب لاذع ومهين :
-بنت الـ ...... ضحكت عليا واستغفلتني !

قفز قلبها في قدميها رعبا ً من هياج ابنها ، وتوسلته برجاء :
-اهدى يا دياب خلينا نفهم هي عملت كده ليه ؟

صرخ فيها بجنون :
-أفهم ايه ، ده مكتوب هنا يا أماه إن الـ ...... نقلت حضانة الواد يحيى لأمها لأنها اتجوزت ، يعني الهانم مخططة ومرتبة لكل حاجة ، وأنا الأهبل المغفل اللي إداها الواد ومش في دماغه حاجة !

اندفع كالثور الهائج ناحية باب المنزل صارخاً بنبرة عدائية وقاذفاً بإحدى المزهريات التي التقطها من على الطاولة بالحائط :
-ورب العزة ما سايبها ، هاجيبها من شعرها !

تحطمت المزهرية إلى أجزاء صغيرة وتناثرت قطعها المهشمة في أرجاء المكان.
انتفضت جليلة فزعاً في مكانها.. وركضت خلفه قائلة :
-اهدى يا دياب ماتتهورش !

وضعت يدها على كتفه مانعة إياه من الذهاب ، فأزاح قبضتها عنه بعنف ثائر وهو يقول بتوعد صريح :
-اوعي يا أمي ، مش هارحمها ، مش دياب حرب اللي يتسك على قفاه !

انطلق خارج المنزل صافقاً الباب بقوة عنيفة خلفه ، فاستندت جليلة بكفي يدها عليه مرددة بهلع :
-يا مصيبتي ، الواد هايضيع نفسه !!!

لطمت على صدرها مرددة بحسرة :
-فينك يا حاج طه ، فينك يا منذر تلحق أخوك !!

أسرعت في خطاها نحو الهاتف قائلة :
- لازم أكلمهم يتصرفوا ويمنعوه بدل ما يودي نفسه في داهية !!!!

.............................................

وكأنها استخدمت مطرقة قوية لتطرق بعنف على ذلك الحديد الساخن فأطلقت شرارته الملتهبة في الهواء.
واصلت أسيف اتهاماتها صائحة بإنفعال :
-محدش ليه مصلحة يعمل كده غيرك ، إنت اللي خدت الفلوس عشان تجبرني أبيع الدكان

انفجر فيها غاضباً بهياج :
-أنا مش حرامي يا بنت الأصول !

ثم التفت إلى عواطف متابعاً بشراسة :
-جرى ايه يا ست عواطف ، ماتفهمي بنت أخوكي أنا أبقى مين

حاولت تبرير الموقف قائلة بتلعثم :
-هي .. هي متقصدش آآ.. بس أصل آآ...

قاطعها قائلاً بإزدراء وهو ينظر لأسيف بنظرات نارية :
-هي في الأخر غلطتي أني عملت فيكي معروف

ردت عليه بصوت متشنج :
-معروف ! بقى السرقة اسمها معروف !

ثم أخفضت نبرتها نسبياً وهي تضيف بسخط متهكم :
-أنا مشوفتش كده في حياتي ، بجح وبيتكلم !

صرخ فيها هادراً وهو يلوح بذراعه مهدداً :
-بردك هاتقولي سرقة ، متخلنيش أتهور عليكي !

ثم تحرك ليقف قبالتها ليزيد من سوء الوضع ويضيق عليها الحصار ..
لم تهابه أسيف رغم حالة التوتر الكبيرة المسيطرة عليها ، لكنها قررت ألا تبدو لقمة سائغة له أو لغيره ، ستدافع عن حقها المسلوب وتستعيده .. ولن تمكنه من تحقيق مراده ، فواصلت جمودها وثباتها أمامه متحدية إياه ..

أدركت عواطف أن الموقف قد تأجج وبلغت ذروته ، فتحركت هي الأخرى لتقف حائلاً بينهما بجسدها ، وهتفت بإستعطاف :
-الله يخليك يا سي منذر ، الحكاية أكيد فيها لبس ! هي .. هي متقصدش

تجاهلها منذر ، وتابع قائلاً بصوت قاتم قاسي وقد أظلمت عيناه :
-لو عندك دليل واحد يقول إني سرقت ، روحي القسم واشتكي عليا !

خفق قلب عواطف بخوف ، فقد رأت في نظرات منذر ما يهدد بنسف كل شيء وإحراق الأرض بمن عليها.
هتفت بنبرة متوسلة :
-أقسام ايه بس ، مش للدرجادي يا سي منذر ، والله الموضوع ما كده ، ما تسكتي يا أسيف وتسمعيه للأخر !

حضر أحد صبيان القهوة حاملاً صينية بها مشروبات ساخنة مقترباً منهم وهو يقول :
-الشاي يا ريس !

ضرب منـــذر الصينية بقبضة يده صائحاً بنبرة محتدة :
-غور من هنا !

فلتت الصينية من يد الصبي ، وسقطت على الأرضية محدثة دوياً هائلاً على إثر تحطم الأكواب الزجاجية..
انتفضت أسيف في مكانها بسبب حركته العنيفة المباغتة ، وتراجعت عفوياً خطوة للخلف ..

ارتعد الصبي خوفاً من عصبيته الزائدة ، واختفى من أمام أنظاره على الفور ...
شكلت عواطف بجسدها حائلاً ، واختنق صوتها وهي تستجديه :
-اهدى يا سي منذر ! أكيد في غلطة ، والموضوع مش سرقة ولا الـ آآ...

هدر فيها بنبرة مخيفة أجبرتها على الصمت فجـــأة :
-مش أنا اللي يتقالي الكلام ده !

تيقنت عواطف أنه لا رجعة الآن عما حدث .. فقد صــار ما كانت تخشاه ، واكتسبت عداوته .. وأصبحت على وشك خسارة أكبر داعم لها..
لم تهتز عضلة واحدة من وجـــه أسيف ، وردت عليه بتحدٍ سافر بعد أن استجمعت كل ذرات شجاعتها لتبدو على قدر المواجهة :
-وأنا مش هاسكت عن حقي ، والدكان اللي طمعان فيه انت أو غيرك مش هاسيبوه يتباع مهما حصل ................................. !!!!

...........................................

Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 04:24 PM   #213

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9






الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الثاني ) :

لا يعرف كيف وصل إلى البناية القاطنة بها وهو يقود سيارته بجنون جـــامح ، سيطر عليه غضبه كلياً ، فلم يفكر بذهن صافٍ .
لم يتوقف عقله للحظة عن عتاب نفسه لوقوعه في تلك الخدعة بسذاجة .
لقد نجحت ولاء في تدبير مكيدة له ، وساقته قدميه إلى مصيدتها مرة أخرى بدون تفكير واعٍ منه .
ضرب بيده على المقود بعنف كبير معنفاً نفسه :
-أنا غبي .. غبي ، صدقتها ، وفكرت إنها بني آدمة ! بس هي ........... !!!

كز على أسنانه هاتفاً بتوعد شرس :
-وربنا لأدفعها تمن عملتها دي غالي أوي ، ومش هاتشوف ضافر ابني تاني !

ترجل من السيارة دون أن يعبأ بالتأكد من غلقها ، وركض مسرعاً في اتجاه مدخل البناية ..
ضرب بعنف على زر استدعاء المصعد ، لكنه لم يكن على قدر كافٍ من الصبر لينتظره ، فصعد على الدرج وهو ينفث ناراً ...
وصل إلى الطابق المتواجد به منزلها ، ودق الباب بعنف حتى كاد أن يخلعه صائحاً بصوت جهوري منفعل :
-افتحي يا بنت الـ ..... !! فين ابني ؟

ظل يطرق بقوة أكبر مسبباً إزعاجاً رهيباً للجيران ، وتابع صراخه الهادر والمهدد :
-مش هاسيبهولك ، سمعاني ، افتحي وإلا هاهد البيت على اللي فيه !

لم يجرؤ أي أحد من الجيران على التدخل ، فالجميع يعرف هويته ، وأي اشتباك معه لن ينذر بخير مطلقاً .. فاكتفوا بالمتابعة في صمت .. لأن الفضول في تلك المواقف الغير متوقعة يكن دومًا سيد الموقف ..

فُتح بــــاب المصعد ليلج منه والده الحــــاج طه ، والذي أبلغته زوجته بحالة ابنها العصبية فور تلقيه خبر الإخطــار فخمن على الفور مكان تواجده الحالي.. وصدق حدسه ..

اتجه ناحيته بخطى متعجلة قائلاً بصوت مرتفع وصــارم :
-ديــــاب

لم يلتفت نحوه ، بل استمر في دقـــه العنيف على الباب شاتماً ولاء بسباب مهين ..

وضع والده قبضته على ذراعه مردداً :
-اهدى يا دياب !

حاول تحرير ذراعه من قبضته قائلاً بهياج :
-سبني يا حاج

جذبه بقوة هاتفاً بصوت آمر :
-تعالى معايا !

رد عليه بحــــدة :
-مش هاسيبلها ابني !

حذره أباه قائلاً بضيق من تصرفاته :
-الناس بتتفرج علينا !

صرخ فيه بإهتياج وهو ينظر إليه بطرف عينه :
-خليهم يتفرجوا ويشوفوا بنت الـ .... اللي ماشية على حل شعرها

ثم ضرب بقبضته المتكورة بعنف على الباب متابعاً بتوعد شرس :
-والجبان اللي اتجوزته هاعرفه وهوريه !

رد عليه والده بضجر محاولاً إمتصاص غضبه :
-يا بني ماهي من حقها تتجوز تاني ، وهي غارت في داهية وبعدت عنك ، سيبك منها بقى !

صــاح فيه بإنفعال :
-تغور لوحدها ، مش تاخد ابني معاها !

هتف فيه طــــه بصوت صارم يحمل الحزم :
-ابنك هيرجعلك ، اطمن ، وخدها كلمة من أبوك !

وبصعوبة شديدة رضخ دياب لرجاء والده وترك المكان على مضض وهو مستمر في سبها والإساءة إليها ..
.......................................

على الجانب الأخر ، أبلغ أحـــد الجيران الحاج مهدي هاتفياً – والذي يعد على صلة مقربة به ويعلم بمســألة زواج ابنه - بما يدور في منزل ولاء ..
أنهى معه الأخير المكالمة مردداً بتوجس :
-ولعتيها يا شادية انتي وبنتك وارتاحتي !

نظر مـــازن إلى أبيه بغرابة متساءلاً :
-في ايه يا حاج ؟

حدجه بنظرات مغلولة مجيباً إياه بصوت مزعوج :
-الجيران اتصلوا يقولولي عن الفضايح اللي في العمارة !

ضيق نظراته متساءلاً ببرود وكأنه لا يعرف السبب :
-فضايح ايه دي ؟

أجابه مهدي بحدة وعيناه ترمقاه بنظرات محتقنة :
-ما انت ولا على بالك ، تعمل المصيبة ومش سائل !

انزعج مـــازن من طريقته الغريبة في توبيخه ، ورد عليه قائلاً :
-في ايه يا حاج ، هاتكلمني بالألغاز كده كتير ؟

رد عليه مهدي بعصبية :
-اتأدب معايا !

ضغط مــازن على شفتيه بقوة متمتماً بكلمات مبهمة ، لكن قبل أن تخرج من فمه أضــاف مهدي مردداً بتأفف :
-طليق المحروسة عرف بجوازكم !

انتبهت جميع حواسه عقب تلك العبارة ، وهتف قائلاً بإرتباك قليل :
-دياب ؟ وعرف انه أنا اللي آآآ..

قاطعه مهدي نافياً :
-لأ لسه ! بس أكيد هايعرف ، هو في حاجة بتستخبى !
.......................................

تجمع العمال بالوكـــالة على إثر صوته المرتفع ، لكن بقوا بالخــارج يراقبون الشجار الكلامي الدائر بين رب عملهم وقريبته عواطف وابنة أخيها..
همس أحدهم للأخر :
-الدنيا والعة جوا

رد عليه الأخر محذراً :
-مالناش دعوة ، دي مسائل عائلية ، خلينا بعيد بدل ما الريس منذر يبستفنا !

أضــاف ثالث مؤكداً :
-على رأيك ، دي لما الجنونة بتطلع مابيشوفش قدامه !

حدج منـــذر أسيف بنظرات نــــارية تعكس ما بداخله من ثورة غضب مشتعلة ..
هي أهانته ، اتهمته بشيء لم يرتكبه وهو الذي لم يتأخر عنها للحظة حينما كانت في أمس الحاجة إلى أي مساعدة.
انقذها من براثن قريبها القاسي ، عاونها في العودة إلى أهلها سالمة ، رد إليها اعتبارها وتأكد من ضمان ميراثها وعدم استيلاء الغرباء عليه ..
وفي الأخير أنكرت كل هذا .. فبدت جاحدة ، ناكرة الجميل ..

حافظت أسيف على تأجج حماسها الغاضب تجاهه ، ربما هيأت الظروف لها الإعتقاد بأنه الســارق ، لكن لا يوجد ما يشير مطلقاً إلى أنه الفاعل .. ربما كان أحد المشتبه به لكنه ليس اللص الحقيقي ..
هي حسمت الأمر بأنه كذلك ، وفكرت بصورة غير عقلانية نتيجة الضغط النفسي والعصبي عليها ، ولم تحسب بتفكير حكيم عواقب تهورها الطائش واندفاعها الأهوج ...

أخرجها من حالة الصمت صوته الخشن وهو يقول :
-مش منذر حرب اللي يمد ايده ويسرق !

ثم أولاها ظهره ليتجه نحو خزينة النقود القديمة الموضوعة في الزاوية خلف مكتبه ، وقــام بفتحها ليخرج منها رزماً من النقود ثم جمعهم بين كفيه ، وألقاهم أمامها على سطح مكتبها قائلاً بصوت غليظ :
-ولو ناقصك كمان أحطلك أدهم عشــر مرات !!!!

نعم ألقى أمامها ما تخطى حاجز أحلامها الوردية ..
فغرت شفتاها مصدومة من فعلته ، وحدقت فيه بذهـــول تام ..

كتمت عواطف شهقتها واضعة يدها على فمها ..
خالف منذر كل توقعاتها ، وفعل ما لم يخطر على بالها ..

ظلت أنظــــار منذر جامدة مسلطة عليها هي فقط ، متأملاً تعابيرها التي تحولت من القسوة للصدمة ..
بينما شعرت هي بمهانة عظيمة وهو يقذف بالنقود في وجهها وكأنها تستجديه حقها الضائع ..

رن هاتفه المحمول لأكثر من مرة ، فتجاهله غير مكترث بالمتصل ولا بإلحاحه المزعج ..
صـــاح بصوت قاتم آمراً أسيف وهو يحدجها بنظراته المزدرية :
-مدي ايدك وخديهم ، مالك متخشبة في مكانك ليه ؟

ابتلعت إهانتها بصعوبة ، ورفعت رأسها للأعلى في إباء وهي ترد :
-أنا .. أنا مابخدش غير حقي وبس !

هتفت عواطف بنزق مجاهدة لبذل أخر محاولة لها في ضبط الأمور :
-فلوس ايه بس يا سي منذر ، انت .. انت كده آآآ..

التفت هو نحوها لينظر لها بقوة فصمتت على الفور خوفاً منه ، ثم دنا من أسيف حتى صـــار على بعد خطوة واحدة منها.
نظر مباشرة في عينيها متابعاً بنبرة جافة لكنها تحمل الكثير من الحنق :
-ولو ده حقك خديه !

ثم ضيق لنظراته لتصبح أكثر قسوة وهو يسألها متعمداً :
-بس انتي متأكدة إن أنا الحرامي ؟

اهتزت نبرتها من طريقته المهيبة في التصرف معها :
-آآ.. مـ.. معرفش !

بدت غير واثقة من حكمها المطلق ، تداخلت أفكارها وتخبطت ...
إن كان هو اللص حقاً فلماذا يتكبد عناء دفع أضعاف ما كان معها ؟
ازدردت ريقها مجدداً ، وبررت هجومها المندفع عليه :
-أنا .. أنا ليا لي في اللي حصل قدامي ، وانت الوحيد اللي روحت اللوكاندة وآآ...

عبس بوجهه مقاطعاً بصوت قاتم أرجفها :
-انتي شوفتيني وأنا بأسرق ؟

انفرجت شفتاها للأسفل ولم تستطع الرد بالجزم عليه ..
زادت نظراته نحوها سخطاً وهو يضيف بنبرة ذات مغزى مستنكراً مجرد التفكير في كونه اللص :
-فلوس ايه اللي هاخدها من واحدة يتيمة زيك ؟ انتي متعرفنيش كويس !

خجلت أسيف من نفسها .. وبدأت حمرة جلية تسري في وجنتيها لتزيد من حرجها أمامه ..
لم يختلف موقف عواطف عنها كثيراً ، بل كانت تشعر بالغباء وأنها ناكرة للمعروف ..
عاتبت نفسها قائلة :
-يا ريتني ما هاودتك يا بنت أخويا ، أديكي وصلتينا لنصيبة سودة ، ربنا وحده عالم أخرتها إيه !!!

ظنت أسيف أنه ربما لجأ لذلك التصرف لإشعارها بالحرج ، وبالفعل نجح في هذا ، لا تستطيع إنكار أنه صدمها ..
لكن ما أملاه عليها عقلها – وتفكيرها الغير منضبط - أنه من المحتمل أن تكون محاولة أخرى للضغط عليها بوسيلة خفية لإجبارها على بيع الدكان ..
هتفت بنزق مؤكدة :
-لو بتعمل كده عشان أبيع الدكان ، مش هايحصل !

همست عواطف قائلة بتوجس :
-بردك يا أسيف !

رمقها منذر بنظرات غريبة متعجباً من تفكيرها المحدود وخبرتها المعدومة في الحكم على الأمور بروية ، ثم ردد محذراً بعينيه :
-ماتدخليش المواضيع في بعضها !

وقبل أن تنطق بالمزيد أضـــاف بتحدٍ واثق :
-ولعلمك لو عاوز أخد الدكان هاخده ، بالذوق ، بالعافية ، أو بأي شكل !

بدت نظراته أكثر إظلاماً وهو يتابع مهدداً بقوة وملوحاً بكف يده :
-وإنتي بالشوية بتوعك دول مش هاتمنعيني !

ارتعدت من نبرته العدائية ، لكنها وقفت ثابتة في مكانها رغم تلك الرجفة الظاهرة عليها ..
استدارت برأسها نحو النقود الملاقاة على سطح المكتب ، وأشارت بكف يدها قائلة بكبرياء :
-أنا مش هاخد فلوسك دي !

هزت رأسها بإعتراض وهي تلوي ثغرها مكملة بكرامة :
-هما مايلزمونيش ، وحقي اللي ضــاع هاعرف ارجعه سواء منك أو من غيرك !!!

نظرت له لمرة أخيرة بإزدراء ، ثم أولته ظهرها مرددة بصوت مختنق :
-يالا يا عمتي من هنا !

تحرك منـــذر سريعاً ليسد عليها الطريق بجسده فشهقت مرعوبة من ظهوره المفاجيء ، وتسمرت في مكانها منكمشة على نفسها أكثر..
مال برأسه عليها ليهمس لها بقسوة مخيفة :
-وحقي أنا كمان هاخده بطريقتي !

لم تفهم المقصد من عبارته الغامضة تلك .. لكنها كانت كافية لتربكها وتدب الرعب في قلبها ..
تسارعت دقات قلبها فجأة ، وتوترت إلى حد ما ..
هي كلمات مريبة تحمل بين طياتها الكثير ، بها ما يهدد سكونها ، وما ينذر بهبوب عواصــــف ستقتلع ما على الأخضر واليابس ...
تنحى للجانب مشيراً بذراعه وهو يقول ببرود جامد :
-اتفضلي ، أظنك عارفة السكة ازاي !!!

التفتت برأسها نحوه لترمقه بنظرات أخيرة شبه مذعورة ، ثم أسرعت في خطاها لتختفي من أمامه ..
ظلت عواطف باقية في مكانها للحظة تتوسله بإستعطاف علها تستطيه إصلاح ما أفسد :
-سامحها يا سي منذر ، هي على نيتها ومش فاهمة حاجة ، واللي .. واللي ما يعرفك يجهلك !

بدت ملامحه جامدة وهو يجيبها بصوت مهدد بخطر مهلك :
-اللي حصل ده يا عواطف مش هايعدي على خير ، خليكي فاكرة ده كويس !

شهقت قائلة بهلع :
-بس أنا ماليش ذنب وآآ...

قاطعها هاتفاً بصرامة وهو يشيح بوجهه بعيداً عنها :
-ده أخر ما عندي ، مات الكلام ، بالسلامة يا بنت خالة أبويا !

لم تضف المزيد ، وانصرفت لتلحق بإبنة أخيها مرددة بتخوف كبير :
-عملتي كده ليه بس يا بنتي ، استرها علينا يا رب في اللي جــاي ا!!!
...................................

طالع الأوراق الرسمية الموضوعة أمامه بنظرات متفحصة ، ثم رفع عيناه للأعلى ليستطرد حديثه قائلاً بنبرة جادة :
-مبروك يا مجد ، اسمك مع اللي هايخدوا افراج !

ابتسم الأخير بمكر وهو يرد عليه بصوت رخيم وخشن :
-الله يبارك فيك يا باشا

حذره المأمور قائلاً بجدية :
-مش عاوزين مشاكل تاني يا أبو النجا ، امشي عدل !

أومأ برأسه ممتثلاً :
-اطمن يا باشا !

لوح له بظهر كف يده متابعاً بصرامة :
-اتفضل ، خده يا شاويش !

رفع الصــول كفه أعلى جبينه مؤدياً التحية العسكرية وهو يرد بصوت رسمي :
-تمام يا فندم !

ثم اقترب من السجين وقبض على ذراعه ساحباً إياه خارج غرفة مكتب المأمــــور ..
تنفس مجد بإرتيــــاح كبير ، ودندن مع نفسه بسعادة بصافرات خافتة ..
آمـــال الصول رأسه على مجد قائلاً بصوت خفيض :
-هنيالك يا عم ! افتكرني !

رد عليه مجد بخبث :
-مش ناسيك يا شاويش ، وقت ما أخرج من المخروبة دي عدي عليا في المطعم ، انت معاك العنوان ، صح ؟

أجابه الصول هامساً :
-اه كاتبه !

مسح على صدره عدة مرات ، كما برقت عيناه بوميض غريب وهو يتابع مردداً :
-حلو أوي ! وهنتقابل كتير

تنحنح الصول بخفوت قائلاً بإبتسامة صفراء :
-احم .. ماشي !

ثم خشن من نبرة صوته ليبدو أكثر صرامة وهو يصيح بحدة :
-يالا يا مسجون ، اتحرك شوية !

قام مجد بمجاراته في تلك التمثيلية المصطنعة قائلاً :
-ماشي يا شاويش !
..........................................

لم ترغب أسيف في العودة إلى منزل عمتها دون المرور أولاً على الدكـــان لتراه ..
كانت في وضع نفسي سيء ..
أرادت أن تخرج من تلك الحالة المتخبطة المسيطرة عليها وترى أخــر ما تُرك لها من أبيها الراحل لعل ذلك يثلج صدرها الملتاع ..
لم تجد صعوبة في البحث عنه ، فقد وجدته بسؤال أحد المارة القاطنين بالمنطقة الشعبية ..
اتجهت إلى حيث أرشدها ، وهرولت مسرعة نحوه.
تباطئت خطواتها حينما وقعت أنظارها عليه ..
التقطت عيناها تلك اللافتة المتهالكة التي تعتلي ذلك المكان العتيق ..
دققت النظر في كلماتها الباهتة ، وقرأتها بصوت خافت :
-دكان الحاج خورشيد !

اضطربت ضربات قلبها ، وتهدجت أنفاسها من الحماس ..
كان الدكان واضحاً للعيان بسبب إحاطته بتلك المحال حديثة التجهيز ..
بدا كبقعة أثرية قديمة تتوسط تلك التصاميم الحديثة ..
قفز قلبها طرباً ، ولمعت عيناها بعبرات خفيفة ..
تنفست بعمق ، وتقوس فمها بإبتسامة باهتة ..
شعرت أنها وجدت جزءاً مفقوداً منها ..
سارت بثبات نحوه مخرجة مفتاحه من حافظة نقودها ..
لوهلة ظنت أنها عادت بالزمن لأشهر مضت حيث كانت في كنف أبويها ..
سالت منها العبرات دون وعي فكفكفتها براحة يدها ..
أخذت شهيقاً عميقاً ، ودنت أكثر منه.
مــــدت أسيف يدها تتحسس ملمس بابه الخشبي الخشن. رجفة قوية دبت في أوصـــالها وهي تشعر بقوة الزمن ..
إنه نفس ذلك الإحساس الفطري الذي يبعث على نفسها الهدوء حينما تستعيد شيئاً عزيزياً عليها ..
زاد خفقان قلبها ، ونهج صدرها من التوتر ..
أغمضت عيناها مستعيدة ذكريات قديمة مطمئنة ..
تنفست بعمق ، ثم عاودت فتح جفنيها لتشرع في فتحه.
رأت ذلك القفل الصدأ الذي يزين بابه ، فدست المفتاح به وأدارته بحذر شديد ..
وجدت صعوبة في فتحه ، فقد كان صدئاً للغاية ..
استجمعت كل قوتها لتفتحه لكنها لم تستطع ، كانت تحتاج لمجهود كبير لتتمكن من فتحه..
خشيت أن ينكسر المفتاح بالقفل فيتعذر عليها إخراجه لذا تراجعت مؤقتاً عن تلك الفكرة حتى تستعين بذوي الخبرة في فتحه ..
أكثر ما أراحها أنها شعرت بأن لذلك المكان روحاً .. روحاً تذكرها بماضيها الطيب ، بحنينها إلى من تشتاقهم .. بعائلتها الغالية ...

ألقت نظرة أخيرة على الدكان قبل أن تودعه قائلة لنفسها بإصرار عنيد :
-انت ملكي ، مش هافرط فيك !

رأتها عواطف من بعيد بعد أن كانت تبحث عنها بخوف، فهتفت صائحة :
-أسيف !

استدارت الأخيرة نحوها عقب سماعها لصوتها ، وتحركت عائدة إليها بخطوات سريعة نسبياً ..
أكملت عمتها هاتفة بتساؤل :
-كنتي فين يا بنتي ؟

أجابتها بصوت شبه مختنق :
-عند دكان أبويا !

رفعت عواطف أنظارها للأعلى لتحدق خلف كتف أسيف فرأت بالفعل الدكان ..
لقد وصلت إليه بمفردها.. وبدا عليها التأثر من رؤيته.
تنهدت بآسى وهي تربت على ذراعها :
-طب يالا بينا نرجع البيت !

لم تعترض أسيف ، وأكملت معاها السير وهي تفكر فيما ستفعله فيما بعد ...
.........................................

لاحقاً ، سردت عواطف على ابنتها نيرمين ما دار بين منـــذر وأسيف ..
أصرت الأخيرة على معرفة كافة التفاصيل خلال تلك المشادة الحــــادة ..
تلون وجهها بحمرة غاضبة واحتقنت عيناها بشدة عقب سماعها لتلك الإتهامات القاسية من ابنة خالها له ..
فبغبائها أفسدت العلاقات بين الأسرتين ، وربما حولته إلى عداء شخصي لأجل دكان لا يثمن ولا يغني من جوع ، ناهيك عن زيف إدعائها الباطل بالسرقة ..

صرخت في أمها بتعنيف وهي تكز على أسنانها :
-وإزاي تسكتيلها يا ماما ؟ مجريتهاش من شعرها ليه قبل ما تتنيل تبوظ الدنيا ؟

ردت عليها عواطف بقلة حيلة وهي تضرب على فخذيها بكفيها :
-مجاش في بالي انها هتعمل كده !

توعدتها نيرمين قائلة بشراسة :
-أنا هاروح أموتها ، مش سيباها !

أمسكت بها والدتها بصعوبة قائلة بنبرة حادة :
-اقعدي انتي كمان ، هو أنا كل ما أهديها من ناحية ، تولع من الناحية التانية !

صاحت فيها نيرمين بإنفعال جلي مهينة إياها :
-لأن البت دي غبية ومابتفهمش ، عاملة نفسها ناصحة وهي جاية من ورا الجاموسة !

صرخت فيها عواطف بنفاذ صبر :
-بس بقى كفاية ، أنا معنتش قادرة

أصرت نيرمين على الإشتباك معها قائلة بعصبية :
-مش هاسكتلها يا ماما ، دي هاتسوق فيها !

تملصت من قبضة أمها ، ثم اندفعت بجنون نحو الخــــارج صارخة بصوت مرتفع مهتاج :
-انتي يا اللي اسمك زفت أسيف ، إنتي يا وش البومة يا فقر ، تعالي هنا كلميني !

التقطت أذن أسيف إهانتها اللاذعة من داخل الغرفة ، فاستشاطت نظراتها ، واصطبغت وجنتيها بحمرة مزعوجة للغاية ..
لم تكبح ذلك الأدرينالين الغاضب المتدفق بشراهة في عروقها ليحفز خلايا جسدها على الإنقضاض والدفاع عن نفسها ..
لذا نهضت من رقدتها متجهة للخارج صارخة فيها بصوت متشنج :
-اكلمي عدل معايا !

لم تمهلها نيرمين الفرصة للحديث ، بل غرزت أصابعها في خصلات شعرها متعمدة جذبها منه بشراسة وكأنها تريد اقتلاعه من جذوره صائحة بحنق كبير :
-مفكرة نفسك مين عشان تخلينا نعادي أسيادك ؟!

صرخت أسيف متأوهة من شدة الآلم ، وحاولت تخليص شعرها من يدها قائلة بجنون :
-آآآآه ، سيبي شعري يا متخلفة ، آآآآه !

ردت عليها نيرمين بإهانة وقحة وهي تهز رأسها المأسور في قبضة يدها بعنف :
-المتخلفة دي اللي هاتربيكي يا تربية الزرايب !

من المعروف أن أبسط وسائل الدفــاع عن النفس هي المبادرة بالهجوم المباغت على الخصم في مواضع الآلم لتشتت تركيزه ..
وهذا ما فعلته أسيف .. تحاملت على نفسها ذلك الوجع الرهيب ، وثنيت ركبتها قليلاً ، ثم ركلت بها بقوة أسفل بطن نيرمين .. فصاحت الأخيرة متآلمة :
-آآآه ، يا بنت الـ ..... !!

أفلتت أصابعها نسبياً عن شعرها واضعة قبضة يدها الأخرى على بطنها.
نجحت أسيف في إلهائها ، و حازت على فرصة أخرى لرد الصاع صاعين ، خاصة أن إهانات نيرمين لها كانت وضيعة للغاية ، وبلا أي مقدمات باغتتها بصفعة عنيفة على وجنتها قائلة بجموح :
-إياكي تغلطي فيا تاني ، مش هاسكتلك ، والقلم ده يعرفك أنا مين !

صدمت نيرمين من صفعتها تلك .. وبرقت عيناها بنيران محتدة للغاية ..
في تلك اللحظة تحديداً شهقت عـــواطف غير مصدقة ما يدور بين الاثنتين ..
أسرعت بالتدخل بينهما ، وشكلت بجسدها حائلاً لتفصل بينهما قائلة بذهول :
-انتو اتجننوا ، بتضربوا بعض قصــادي ؟

وضعت نيرمين يدها على صدغها متحسسة إياه ، وصارخة بإهتياج وهي تشير بسبابتها الأخرى :
-هولع فيها النهاردة ، هاجيب أجلها !

ردت عليها أسيف بجرأة غريبة لا تعرف من أين جاءتها :
-فكري بس تقربي مني وأنا هادبحك !

-بــــــــــــــــــــــــ ــس !!
صرخت عواطف بتلك الكلمة الموجزة وهي تضع يديها على أذنيها ..

تابعت قائلة بصوت متشنج وهي توزع نظراتها على الاثنين :
-اعملولي احترام ، في ايــــــــــــــــه ؟؟؟!!!!

ثم ركزت أنظارها على أسيف وحدها .. تلك الضعيفة التي تحولت فجـــأة من مجرد حمل وديع إلى وحش ضــاري ..
كانت صدمتها فيها أكبر من قدرتها على إستيعاب تبدلها المريب والمخيف في نفس الآن ..
لقد برزت لها أنياب تهدد وتتوعد غير عابئة بتبعات أي شيء ..

في لحظــــة ما فاصلة في حياة الفرد ، تتعرض فيها شخصيته الطبيعية لضغوطات نفسية قاسية ومستمرة مصحوبة بإهانات تتجاوز حد المقبول من المحيطين به ، فتدفعه دفعاً للإنفجـــــار في وقت غير متوقع حينما يصل الأمر معه لذروته .. وهذا ما صـــار مع أسيف ..
لقد بلغت القمة بتحميل نفسها مالا تطيق .. فإنهارت قواها المتماسكة ، وتحفزت حواسها للدفــــاع عن نفسها بشراسة ضد من يهددها .................................. !!
................................................

Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 04:26 PM   #214

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9

الفصل الثلاثون :

ألغى كافة الإرتباطات الخاصة به بعد لقائهما الحــاد ، لم يستطع التفكير بذهنٍ صـــاف ، فظن أنه من الحكمة حالياً أن يبتعد عن ضغط العمل حتى يستعيد هدوئه.
جلس على مقعده مسترخياً معتزلاً ما حوله ..
أسند أمامه أحد صبيان المقهى الشعبي قهوته الخاصة أمامه ، وانصرف مبتعداً دون أن ينبس بكلمة خاصة بعد أن لاحظ الوجوم المسيطر عليه ..

كذلك تجنب كافة العمال بالوكالة الاقتراب منه أو السؤال عن أي شيء يخص العمل ، وتركوه بمفرده مختلياً بنفسه ، وجلسوا هم بالخارج يثرثرون كعادتهم قبل انصرافهم ..

شبك منذر كفيه خلف رأسه وهو يحرك مقعده بحركة ثابتة ..
حدق أمامه بنظرات فارغة متذكراً ما مر به معها منذ لقائهما الأول ..
التوى فمه للجانب مبتسماً بسخرية مريرة ..
أخــــذ نفساً عميقاً حبسه في صدره ، ثم لفظه دفعة واحدة وهو يوميء برأسه معاتباً نفسه على اعتقاده الخاطيء ..
يا لسخرية القدر !
هو ظن يوم أن إلتقاها صدفة أنها متسولة تخدع الناس ببراءتها المصطنعة ودهائها الماكر ، فتسرق أموالهم برضائهم ، واليوم هي عاملته بنفس ظنه السيء بها ..
تمتم مع نفسه بتنهيدة مطولة :
-واحدة بواحدة !

اعتدل في جلسته ، وأرخى ساعديه متابعاً بنبرة غامضة :
-بس مش خالصين يا بنت ريـــاض !

هب واقفاً من مكانه ملتقطاً هاتفه المحمول باحثاً عن رقم شخص ما ليحدثه ..
تحرك نحو الخارج فانتفض العمال من أماكنهم فور رؤيتهم إياه ..
مرر أنظاره عليه قائلاً بصرامة :
-اقفلوا الوكالة وروحوا على بيتكم

رد عليه رئيس عماله بجدية :
-تمام يا ريس !

وضع الهاتف على أذنه قائلاً بهدوء مريب:
-سلامو عليكم يا باشا ، معلش هازعجك شوية !

صمت للحظة قبل أن يتابع بجدية :
-في مشكلة تخص حد قريبي ، وعاوز سيادتك تدخل فيها وتحلها !

صمت ليصغي للحظة للطرف الأخر قبل أن ينطق نافياً :
-لأ مش حاجة رسمي ، بس يهمني أعرف مين اللي عمل كده
.........................................

أوصــــدت باب الغرفة خلفها حابسة نفسها بعد مواجهتها الشرسة معها ..
كانت تدافع عن نفسها ، ترد الإساءة المهينة لها ..
لم تتخيل أنها ستعتدي بالضرب على من ترتبط بهن بصلة الدم ..
هي كانت كالقطة المسالمة ، ضد العنف ونابذة لصكافة صوره .. والآن أصبحت شخصاً أخراً ..
انهارت قدماها وجلست مستندة بظهرها خلف الباب ، ثم ثنيت ركبتيها إلى صدرها لتتكور على نفسها أكثر.

نظرت إلى راحة يدها المرتجفة والمصطبغة بالحمرة الساخنة بخوف كبير غير مصدقة أنها صفعت ابنة عمتها بها .
تراقصت العبرات في مقلتيها ، ثم وضعت يدها على فمها كاتمة صوت شهقاتها المرتجفة ..
بكت بحرقة شديدة وهي تهز رأسها بإستنكار ..
ما مرت به ليس بالهين .. هي وحدها .. لا سند لها في تلك الحياة القاسية ، فإن لم تكن بالقوة الكافية للدفاع عن نفسها ستلوكها الأفواه الشرسة بشراهة تاركة إياها عظاماً بلا لحم ..
دفنت وجهها بين ركبتيها مجبرة عقلها على عدم التفكير في أي شيء ، يكفيها ما نالته من استفزاز متواصل أنهك قواها على الأخير ..
ظلت على تلك الوضعية لفترة من الزمن .. لا تدري إلى متى ، بقيت منطوية على حالة ، وآسفة على تفكيرها المتهور الذي أجبرها على فعل ما تبغضه ..
لكن لم يتركها عقلها تهنأ كثيراً ، حيث أضـــاء ذاكرتها بصورة منـــذر ، ذلك الوجـــه الصلب المتبلد ..
رجف جسدها ، وشحب لون بشرتها نوعاً ما ..
فتحت عيناها المتورمتين ، ورفعت رأسها للأعلى وهي تتنفس بتوتر ...
مــــر ببالها مقتطفات سريعة من صدامهما الحامي ، وندمت على إندفاعها الغير مدروس ..
فربما وطأت بقدميها معركة أخطر لن تتمكن من الظفر بها ..
هزت رأسها مستنكرة حماقتها ، ثم دقت بها الباب بضربات خفيفة ..
تساءلت مع نفسها بحيرة كبيرة :
-ليه بس كده ؟ ليه ؟

فكرت في ترك المنزل بمن فيه ، لكنها عجزت عن تنفيذ تلك الحماقة فعلياً ، فهي عاجزة لا تملك من المال شيئاً ، نوعاً ما مديونة لغيرها ، والأهم من هذا كله لا تزال القيم والمباديء المغروسة في نفسها مسيطرة عليها ..
فلن تتهور وتسيء إلى سمعة عائلتها بعد رحيلهم.
أغمضت عيناها بإحباط ، وهمست لنفسها مستسلمة بيأس :
-ماليش مكان تاني أروحه ، غصب عني لازم أفضل هنا !

أخرجت تنهيدة مليئة بالكثير وهي تتوسل لله متضرعة :
-يا رب خليك معايا وعيني ، يا رب أنا لوحدي ! إنت سندي يا رب !!!
.........................................

ذرعت نيرمين الغرفة ذهـــاباً وإياباً ولســان حالها لم يتوقف عن السب والشتائم الغير لائقة ..
نظرت لها بسمة شزراً ، وردت بفتور :
-هتستفادي ايه من الدوخة دي ، كفاية بقى !

صاحت فيه بنبرة صارخة تحمل الحقد :
-اسكتي ، مش عاوزة أسمع حاجة ، بنت الـ .... خدتني على خوانة !

كزت على أسنانها متابعة بأعين تطلق شرراً مستطراً :
-اللي هايجلطني أمك واقفة في صفها ، تقولش هي بنتها وأنا لأ !

كركرت بسمة ضاحكة من طريقتها المحتقنة ، وردت عليها بجمود :
-ده العادي ، قلبها رهيف !

اغتاظت نيرمين من أسلوبها الغير مكترث بحالتها ، وعدم تدعيمها لها كما كانت تتمنى ، فصاحت بها معنفة إياها بغلظة :
-بسمة ، أنا مش ناقصة تنكيت ، أنا والعة وعاوزة أحرق الزفتة اللي برا ! وإنتي ولا على بالك !

نفخت بسمة دون أن تعلق عليها، بينما تابعت أختها بنبرة عدائية :
-وايدها اللي اتمدت عليا دي هاقطعهالها !

اتجهت نحو باب الغرفة ، وضيقت نظراتها لتقول بشراسة وهي تضربه بقبضتها المتكورة :
-هاين عليا أطلع أطردها دلوقتي وأرميها في الشارع !

لوحت لها بسمة بكف يدها قائلة :
-اتفضلي .. حد حاشك

التفتت نيرمين نحوها محذرة بحنق :
-ماتسخنيش !

ردت عليها بسمة بجمود مستفز :
-ما انتي بتقولي كلام غريب برضوه

صاحت فيها نيرمين بإنفعال :
-انتي معاها ولا معايا ؟

أجابتها وهي تهز كتفيها غير مبالية :
-لا معاكي ولا معاها ، اخبطوا دماغكم في بعض !

حاولت نيرمين دفعها للانتقام منها ، فهتفت من بين أسنانها بحدة :
-يا شيخة دي أخدت اوضتك من أول يوم جيتي فيه ، وكنتي هاتتجنني !

ردت عليها بسمة بثقة هادئة :
-وأنا هاخد أوضتي ، وبطريقتي !

ثم اتجهت نحو أختها لتقف قبالتها وهي تستأنف حديثها :
-بس انتي مش بتشوفي نفسك لما لسانك بيطول

رمقتها نيرمين بنظرات مشتعلة وهي ترد :
-أنا كده ومابتغيرش !
-طيب كل واحد أدرى بعيوبه !
قالتها بسمة بتأفف وهي توليها ظهرها متجهة نحو الفراش لتلقي بجسدها المنهك عليه ..

بقيت نيرمين في مكانها تشتعل حقداً وغلاً مما تلقته من ابنة خالها .. حاولت التمسك ببقايا عقلها لكنها فشلت ، فغضبها الأعمى يدفعها لإرتكاب المزيد من الأمور الطائشة ...
..................................

عجزت عواطف عن النوم بسلام بعد أن تأزمت الأمور ، اعتدلت في نومتها وجلست القرفصــاء مستندة برأسها على مرفق يدها..
حركت رأسها بإيماءات ثابتة مستنكرة ذلك المأزق الذي باتت فيه ..
هي على وشك خسارة دعم عائلة حرب ، واكتساب عداوتهم ، بالإضافة على صعوبة التفاهم مع ابنة أخيها ، والأسوأ من ذلك احساسها بمشاعر البغض والكره التي تكنها ابنتيها لها ..
اختنق صدرها ، ولمعت عيناها بالعبرات ..
تمتمت مع نفسها متساءلة بحسرة :
-اتصرف ازاي وأنا حاسة إني متكتفة من كل حتة ؟

ضربت بيدها على جبينها بحركة خفيفة قائلة :
-طب أحلها ازاي ؟ دبرها يا رب من عندك !
..........................................

نفضت جليلة جلباب زوجها وطوته برفق لتسنده على حافة الفراش ، ثم استطردت حديثها قائلة بإمتنان :
-الحمدلله إنك لحقته ، تسلم يا حاج لو مكونتش رديت عليا كنت بقيت في حوسة ، ده أنا مخي بقى يودي ويجيب !

صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها ، ثم أضافت بحدة :
-ربنا ينتقم منها زي ما هي حرقة قلب ابني ومدوخاه !

رد عليها طـــه بامتعاض :
-سيبك من الكلام ده ! المهم أشوف هاعمل ايه مع دياب !

أخفض نبرة صوته ليضيف بضجر :
-ربنا سترها ، البت لو كانت وقعت في ايده ، ولا حتى شافها مكونتش عارف إيه اللي ممكن يجرى !

هتفت جليلة قائلة بعاطفة أمومية غريزية:
-أنا هاروح أطيب خاطره بكلمتين !

رفع كفه أمام وجهها قائلاً بصرامة :
-سيبه لوحده ، ماتكبسيش عليه كل شوية

هزت رأسها قائلة بإستياء :
-على عيني والله ! بس قلبي واكلني عليه ، وأنا مش قادرة أعمله حاجة

ثم هتفت متساءلة بعبوس :
-والمحروسة طبعاً قافلة تلفوناتها و ماردتش عليه ؟

أجابها بإرهاق :
-لأ .. مش عارفين نوصلها
تابعت جليلة بإزدراء :
-قليلة الشرف والرباية ، عملت عملتها وهربت ! ربنا يوريها غلب الدنيا زي ما هي عاملة في ابني وابنه !


رد عليها طه بنبرة متوعدة :
-هي مش هاتستخبى على طول ، مسيرها تظهر ، والواد هنجيبه منها !

هتفت قائلة بتجهم :
-اللي مطمني شوية إنها أمه ، يعني مش هتأذيه !

رد عليها طـــه بصوت غليظ :
-ولا تقدر تمس شعراية منه ، الدور والباقي على الحرباية أمها ، هي اللي ورا كل مصيبة !

سألته جليلة بفضول :
-على كده مين المنيل اللي اتجوزته ؟

ضغط على شفتيه مردداً :
-مش عارفين لسه ، بس هيبان
................................

على الجانب الأخر ، فرك ديـــاب وجهه بغل وهو يدور بداخل غرفة ابنه بحيرة شديدة ..
كان يقذف بعصبية كل ما تطاله يده ، جاهد لضبط انفعالاته العصبية لكنه لم يستطع .. فالمخطوف هو قطعة غالية منه ..

خشيت أروى أن تقترب منه ، وبقيت تتابعه من خلف باب الغرفة الموارب وهي تبكي حزناً .. فهي تحب يحيى كثيراً .. واستاءت حينما علمت بأمر اختفائه ..
استمع هو لصوت نحيب ما مكتوم ، فاتجه نحو الباب وفتحه فجـــأة ..
شهقت أروى مذعورة ، وتراجعت بخوف للخلف ..
تنفس دياب بعمق ليسيطر على اندفاعه ، وأردف قائلاً بصوت شبه متحشرج وهو يشير بيده لها :
-تعالي يا أروى متخافيش !

ترددت في الاقتراب منه ، ووضعت أناملها على فمها بإرتباك ..
ابتسم بود مصطنع لها متابعاً :
-تعالي يا بت

ردت عليه متساءلة بصوتٍ باكي :
-هو .. هو يحيى مش جاي تاني ؟

شعر بوخزة حادة في صدره من جملتها تلك ، ودنا منها قائلاً بصوت مختنق :
-هايرجع يا أروى ، مش هايبعد عننا !

ثم وضع يده على كتفها ليجذبها نحوه ، وضمها إلى صدره قائلاً بنبرة مختنقة للغاية :
-ابني هيرجع لحضني تاني !
........................................

في صباح اليوم التالي ،،،
انتظر على أحر من الجمر ذلك الإتصـــال الهاتفي من ضابط الشرطة الذي تواصل معه سراً ..
جفاه النوم ليلاً رغم عودته للمنزل في ساعة متأخرة جداً ، فلم يعرف بالمشاكل الدائرة مع أخيه ..
كان الإرهـــاق واضحاً أسفل جفنيه ، وبدا مشتت التفكير طوال الوقت ، كما اشتبك مع أغلب العمال بالوكالة على توافه الأمور.
تحاشى معظمهم الحديث معه ، وأثروا إرســـال رئيس العمال لإبلاغه فقط بالهام ..
جاء إليه والده متساءلاً بإستغراب وهو يضرب بعكازه الأرضية :
-بتخانق دبان وشك ليه على الصبح ؟

رد عليه بتجهم موجز :
-مافيش يا حاج !

أومأ بعينيه قائلاً بصوت آمر وهو يجلس خلف مكتبه :
-طب اقعد كده عاوزين نشوف حل في موضوع أخوك !

عقد منذر ما بين حاجبيه متساءلاً بتعجب :
-ليه ماله ؟

أجابه والده بغموض :
-مادرتش بمصيبة طليقته !

تساءل منذر بإهتمام كبير وقد ارتسم على تعابير وجهه علامات الإنزعاج :
-هي عملت ايه ؟

رمقه والده بنظرات معاتبة وهو يرد قائلاً :
-مش بأقولك عقلك مش فيك !!

استنكر منــذر تعنيف أبيه له ، فصاح بنفاذ صبر :
-ما تقول يا حاج إيه اللي حصل ؟

أجابه طـــه بعبوس :
-البت اتجوزت وعملت نقل حضانة لأمها وخدت الود وهربوا !

انفرج فمه مردداً بصدمة وقد ارتفع حاجباه للأعلى :
-ايه !!! وأنا كنت فين من ده كله ؟؟

رد عليه والده بامتعاض :
-اسأل نفسك !

أدرك منــذر أنه كان مشغول البـــال بموضوع أسيف ، فلم يهتم بما يدور من حوله ، وبات منصب التفكير عليها فقط .. فاعتذر لأبيه قائلاً بجدية :
-معلش يا حاج ، أنا هاتصرف وهاعرف هي ودته فين ، ليا لي سكتي !

تنهد طـــه قائلاً بضيق :
-شوف هاتعمل ايه لأحسن حايش أخوك بالعافية عنها ! ده ممكن يرتكب جناية فيها وفي أمها وعيلتها كلها !

تساءل منذر بجدية :
-ودياب فين دلوقتي ؟

أجابه بإبتسامة ساخرة :
-أمك عاملة عليه كماشة في البيت ، مش عايزة تسيبه ينزل !

أشـــار منذر بسبابته قائلاً بحسم :
-خلاص يا حاج الموضوع بقى عندي ، وانا هاتصرف معاهم ، وهاكلم المحامي كمان

هز طــه رأسه متفهماً :
-شوف هاتعمل ايه
-حاضر
............................................

وقفت مرتبكة أمام مخفر الشرطة مترددة في الدخــول إليه ، فلم تذهب إليه مطلقاً ، لكنها كانت مضطرة لهذا.
فركت أصابع كفيها القابضين على حقيبتها بتوتر .
هي قضت ليلتها تفكر في وسيلة للدفاع عن نفسها ، فصدى كلمات منذر لم يفارق أذنيها ..
خافت أن يسلبها مالا تستطيع رده ، خاصة أن وضعها المادي بات سيئاً .. هي تكاد تكون شبه مفلسة.
وبعد تفكير مضني هداها عقلها لفعل ذلك ..
لم تبلغ عمتها بنيتها في تقديم شكوى واتهام منـــذر رسمياً بأنه ســارق نقودها حتى لا تمنعها عن هذا ، وإدعت أنها ذاهبة لترى الدكان في وضح النهار ..
أرادت أسيف أن تتبع الإجراءات القانونية كي تحمي نفسها من بطشه إن فكر في التجرؤ عليها ..
استدلت على طريق المخفر من بعض المواطنين ، ووصلت إليه بيسر ..
ابتلعت ريقها بخوف ، واستجمعت شجاعتها الفارة لتتحرك بخطوات متمهلة نحو الداخل ..
سألت أول فرد شرطة قابلته بنبرة مرتجفة :
-لو .. لو سمحت أنا .. أنا فلوسي اتسرقت و..آآ.. وعاوزة أبلغ عن اللي سرقهم !

رد عليها العسكري بجمود وهو يوميء بعينيه :
-خشي جوا عند الصول نظيم !

هزت رأسها بإيماءة مترددة وهي تتجه إلى حيث أشـــار .
ازدردت ريقها بتوتر أكبر ، واقتربت من حافة المكتب الرخامي المرتفع متساءلة بصوت مرتبك :
-أنا .. أنا عاوزة أعمل محضر في واحد سرقني

رمقها الصول بنظرات مزدرية ممرراً عيناه عليها ليتفحص هيئتها بدقة ، ثم سألها بنبرة رسمية :
-واتسرقتي فين ان شاء الله ؟

أجابته بصوت متوتر وهي ترمش بعينيها :
-في .. في اللوكاندة ! كنت أعدة فيها أنا وماما الله يرحمها ، وهو جابلي الشنط بس ملاقتش الفلوس فيها وآآ..

قاطعها قائلاً بجدية :
-لأ بالراحة كده ، ومن الأول !

ثم فرد كفه أمامها متابعاً بصوت آمر :
-بس هاتيلي بطاقتك الأول خليني أخد بياناتك !

حركت رأسها عدة مرات مرددة بإمتثال :
-ماشي ..

دست يدها في حقيبتها باحثة عن بطاقة هويتها بها ، ثم أعطتها له ..
تناولها منه محدقاً فيها للحظة قبل أن يمط فمه هاتفاً :
-مممم.. انتي مش من هنا بقى ؟

هزت رأسها نافية وهي تجيبه :
-لأ !

ظلت أسيف باقية بالمخفر تدلي بأقوالها في شكواها الرسمية معطية الصـــول كافة التفاصيل التي وردت إلى عقلها وأجابت على أغلب تساؤلاته الدقيقة ..
دون هو ما قالته في المحضر ، وما إن انتهى حتى هتف قائلاً :
-امضي هنا!

أمسكت بقلم الحبري ، ووقعت بجوار إصبعه ، ثم تركته متساءلة بإرتباك :
-كده انتو هاتقبضوا عليه ؟

ضحك الصــول ساخراً :
-مش بسرعة كده ، احنا هنستدعيه الأول ونحقق معاه ونشوف هايقول ايه !

عضت على شفتها السفلى متمتمة بخفوت :
-طيب

سألها بنبرة جـــادة وهو يدون بعض العبارات الختامية في تلك الأوراق :
-في حاجة تانية عاوزة تكتبيها ؟

هزت رأسها نافية وهي تقول :
-لأ

رفع بصره نحوها متابعاً باقتضاب :
-ماشي ، تقدري تمشي !

ابتسم بتكلف قائلة :
-شكراً يا شاويش !

تناولت هويتها منه ، وأعادت وضعها بحقيبتها ثم أسرعت في خطاها خارجة منه مرددة لنفسها بإرتياح قليل :
-كده أحسن ، أنا ماضمنش هو ممكن يعمل ايه !
.........................................

اتسعت حدقتاه بشدة بعد احتقانهما حينما سمع تلك العبارة التي أججت ثورة غضبه بداخله من محاميه الخاص :
-عرفت هي اتجوزت مين يا أستاذ دياب !

صرخ فيه بنفاذ صبر وقد برزت عروق دمائه المغلولة :
-انطق مين ؟

سمع صوته المرتبك يجيبه بتلعثم :
-مــ.. مازن أبو النجا

جحظت عيناه بذهول ، وصـــاح مصدومًا :
-بتقول مين ؟

أعاد المحامي على مسامعه اسم الزوج الحالي لطليقته السابقة :
-مازن مهدي أبو النجا !

أطلق ديـــاب سبة لاذعة وهو يضرب بقبضته المتكورة بعنف على ضلفة خزانة ملابسه :
-ابن الـ ...... !
وواصل سبابه السيء والمهين دون إعطاء اكتراث بمن يمكن أن يسمعه ممن متواجد معه بالمنزل ..

خلعت الضلفة قليلاً على إثر قوة الضربة العنيفة محدثة صوتاً مزعجاً ..
توجس المحامي خيفة مما قد يحدث لاحقاً من قبل موكله ، لكنه كان مضطراً لإبلاغه بما عرفه ..
وتابع بحذر :
-تم توثيق الجواز رسمي بعد ما كان عرفي !

وكأن الصدمات تتوالى على رأسه تبعاً ، فصرخ متساءلاً بجنون غير مصدق :
-اييييه ؟ يعني كانوا متجوزين عرفي الأول ؟

أجابه المحامي بإختصار :
-اه ! ده اللي عرفته !

لم يستطع تبين ما يردده موكله بوضوح ،ووجد صعوبة في التواصل معه ، فهتف بقلق :
-ألو .. أستـــاذ دياب ؟ انت معايا ؟ ألووو !!!

ألقى ديـــــاب بالهاتف على الأرضية ليتحطم إلى أجزاء صغيرة ، ثم اندفع خــــارج غرفته ووجهه ينذر بكارثة وشيكة ..

رأته جليلة على تلك الحالة المخيفة ، فإنقبض قلبها بخوف بائن ، وأسرعت تلحق به.
اعترضت طريقه واضعة يديها على ذراعيه ، ونظرت له بنظرات زائغة ساءلة إياه بتوتر كبير :
-رايح فين يا بني ؟

أزاح قبضتيها عنه هاتفاً بصوت محتد :
-اوعي يا أمي من وشي السعادي ، بدل ما ارتكب جناية هنا !

قفز قلبها في قدميها ، وتسارعت أنفاسها وهي تضيف بخوف :
-استنى يا دياب وفهمني بس في آآ...

دفعها بقوة للجانب ليتمكن من المرور مردداً بإحتقان :
-حاسبي الله يكرمك !

صرخت فيه متوسلة إياه أن يتراجع عما ينتوي فعله :
-ديـــاب ، يا ديـــــــــــــاب !!!

.....................................

في نفس التوقيت وصلت بسمة إلى مدخل البناية القاطنة بها عائلة حـــرب .. فهي أرادت استغلال فرصة عطلتها العرضية للإنتهاء من إعطاء الصغيرين درسهما الخصوصي ..

تأوهت بأنين خافت وهي تحدث نفسها بصوت لاهث :
-آآه يا مفاصلي ، أنا عارفة مش بيركبوا أسانسير ليه في العمارات دي !

رفعت أنظارها للأعلى لتتابع بتبرم :
-ده الدور هنا بدورين ! والبهوات ناقص يسكنوا على السطح !

أكملت صعودها على الدرج وهي تتذمر بكلمات مبهمة ، لكنها شهقت مذعورة حينما رأت ذلك الطيف المظلم في زاوية الطابق التالي :
-يا ساتر يا رب ، مين ده ؟

تجمدت في مكانها محاولة تبين هوية ذلك الشخص ..
لم تتمكن من رؤيته بوضوح ، فتحركت بحذر للأعلى ، ودققت النظر فيه ..
كان المتواجد هو شاب مرتدياً ثياباً داكنة ، موليها ظهره ، ومن الوهلة الأولى تظن أنه مصاب بشيء ما ، فهو غير متزن ، ويترنح بجسده بصورة مقلقة ..
كان يسد عليها الطريق للمرور ، فقد كان منحنياً أمام باب منزله محاولاً فتحه ..
تنحنحت بخفوت قائلة بنبرة حرجة وهي مخفضة لنظراتها :
-سكة لو سمحت !

التفت الشاب نحوها ، ورمقها بنظرات غير مريحة أزعجتها ، ثم أردف قائلاً بصوت ثقيل :
-الله ! مــــزة !

انتاب جسدها قشعريرة ما من طريقته المريبة ، وتراجعت خطوة للخلف مرددة بصوت حـــاد لكنه مرتعش :
-في ايه يا جدع انت ما تقف على بعضك كده وتحاسب !

دنا منها بخطى بطيئة قائلاً بعبث :
-ماتيجي آآآ...

حدجته بنظرات حادة وهي تردد بتوجس :
-أجي ؟!

أجابها بنبرة ماجنة رامقاً جسدها بنظرات شهوانية :
-اه تيجي ونجيب مليجي ، ده أنا أعجبك أوي !

خفق قلبها بخوف ، ووضعت يدها على فمها مصدومة من عبارته الجريئة فقد فهمت مقصده القذر .. خاصة أن نظراته كانت توحي بالكثير ..
صاحت فيه بصوت متشنج وهي تهدده بيدها :
-يا لهوي ، انت بتقول ايه ؟

تنهد الشـــاب متابعاً بعبث أخطر :
-أنا بأحبك !

بدا وكأن لعابه المقزز يسيل من فمه وهو يشير لها بعينيه بنظرات وضيعة للغاية ..
تيقنت بسمة أن ذلك الشاب تحت تأثير مخدر ما ، فهو ليس في وعيه ، وتصرفاته مريبة للغاية ، بل منذرة بالأسوأ ..
حدجته بنظرات إحتقارية ، وتراجعت مبتعدة أكثر وهي تهتف مصدومة :
-يخربيتك ، ده انت شارب !

فتح الشـــاب ذراعيه قائلاً :
-تعالي في حضني يا مزة

لم تجادله كثيراً ، بل حسمت أمرها ، وأولته ظهرها محاولة الفرار منه بعد أن أدركت حجم الخطر المحدق بها.
باغتها هو بالهجوم عليها من الخلف ، فانتفضت فزعاً ، وألقت عفوياً متعلقاتها الشخصية على الأرضية ..
تمكن الشاب من محاصرتها في ركن الطابق ، وأحاطها بذراعيه ، ثم كبل رسغيها بقوته المستمدة من تأثير المخدر .. ومـــال عليها برأسه محاولاً تقبيلها عنوة ..
تلوت بجسدها محاولة تخليص نفسها من براثن ذئب بشري صارخة بأعلى نبرتها مستغيثة بهلع كبير :
-الحقوووني ............................ !!!!
.................................................. ...

Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 07:56 PM   #215

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 8 والزوار 70)
‏قمر الليالى44, ‏همس البدر, ‏سما مختار, ‏سماره2, ‏Rana 84, ‏bero teama, ‏bobosty2005


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 07:59 PM   #216

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فصول مشوقة وتطورت الاحداث فيها بسرعة
اصراراسيف على رفض بيع الدكانن وتمسكها به والمواجهة بينها وبين منذر
واتهامها لمنذ ر بسرقة مالها وتوجهها للشرطة
وشجاراتها مع نرمين الزفتة اللى اتمنى نرتاح منها
الله يعينها اسيف المسكينة
دياب وصدمته من ان ولاء اخذت ابنه وتزوجت فهل سيقدر على استعادة ابنه
ونسمة هل سيصل احد لانقاذها فى الوقت المناسب من تعرضها لاعتداء
يسلمووووو يا منال
ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم



قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 10:25 PM   #217

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

😱😱😱😱

البارتات اليوم مولعه .. دخلت كالعاده ابصبص كزائر ووجدت تعليق قمر وانصدمت وانا برجع لورا 😫😫😫 .. مش عواطف اللي تقول. يانصبتي انا اللي بقولها الاسيف ومنذر لييييه كذا يااسيف توليعها مع المنذر والاكيد بعد البلاغ حتولع زيااااده ومش حيسكت لانه إنهان .. البارتات صدمتني ههههههههههههههه خفيفي على الولاد الاسيف والمنذر يامنال ياحبيبتي والله لسى مش مصدقه اللي حصل 😭..

على فكره كذا هذا تعليق القراءه السريعه ههههههههه والله ماقرأت الا حبتين ومن الصدمه 😱😱😱 ولسى مش مستوعبه الحاصل .. لي عوده بإذن الله بعد القراءه الفعليه للتعليق .. تسليم يدينك وربنا يعطيك الصحه والعافيه والقوه ويكرمك ويسعدك ..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 10:35 PM   #218

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة


فصول مشوقة وتطورت الاحداث فيها بسرعة
اصراراسيف على رفض بيع الدكانن وتمسكها به والمواجهة بينها وبين منذر
واتهامها لمنذ ر بسرقة مالها وتوجهها للشرطة
وشجاراتها مع نرمين الزفتة اللى اتمنى نرتاح منها
الله يعينها اسيف المسكينة
دياب وصدمته من ان ولاء اخذت ابنه وتزوجت فهل سيقدر على استعادة ابنه
ونسمة هل سيصل احد لانقاذها فى الوقت المناسب من تعرضها لاعتداء
يسلمووووو يا منال
ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم

الاسيف مسكينه بالفعل .. لكن حاليا حنا نشوف النسخه الغير متزنه منها .. الضغوط مثل ماحكت منال ربي يسعدها وغيره كون منها بركان يغلي وانفجر بمنذر وللاسف انفجرت بالشخص الخطأ لانه اصدمت ببنزين وحتولع بينهم وحترق الاخضر واليابس .. متهوره لابعد حد اقدر اوصفها بالبارت هذا .. قرارات مستعجله وغير حكيمه مبنيه على اساس واهي ؟!! ارجوا انه مايتدخل مجدي بالموضوع والله ساعتها حنقرأ عليها الفاتحه !!!!


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 10:43 PM   #219

enasmohamed

? العضوٌ??? » 363189
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » enasmohamed is on a distinguished road
افتراضي

الرواية كتير حلوة

enasmohamed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 11:24 PM   #220

ام محمد آمين

? العضوٌ??? » 353296
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 705
?  نُقآطِيْ » ام محمد آمين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام محمد آمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.