آخر 10 مشاركات
132 - قبضة من وهم - فاليري بارف (الكاتـب : حبة رمان - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree160Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-17, 09:40 PM   #261

sarah anter

? العضوٌ??? » 184647
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » sarah anter is on a distinguished road
افتراضي


رواية شيقة اوي 💖

sarah anter غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:04 PM   #262

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9


الفصل الرابع والثلاثون :

واصلت سيرها الراكض مبتعدة عن ذلك الوجـــه المقلق الذي اعترض طريقها ليكتمل يومها البائس والمشحون بالكثير من الأحداث .
توقفت لأكثر من مرة لتلتقط أنفاسها اللاهثة ، وتلفتت حولها بخوف ، لم يكن في إثرها ، فتنهدت بعمق شاعرة بالإرتياح.
نظرت أسيف إلى رسغيها بنظرات متوترة ، فوجدت تلك الجروح البسيطة فيهما.
همست لنفسها بصوت متقطع ومتآلم :
-تعبت من كل حاجة !

اعتدلت في وقفتها ، وجابت بأنظارها المحال المتواجدة على مرمى بصرها.
لمحت بعينيها لافتة مضيئة مدون عليها " صيدلية الدكتورة فاطمة " ، فالتوى ثغرها بإبتسامة باهتة.
تحركت نحوها آملة أن تجد فيها علاجاً لتلك الخدوش قبل أن تتلوث ..
حمدت الله في نفسها أن الصيدلية كانت مفتوحة الأبواب ، فدفعت بابها برفق لتلج إلى الداخل.
وقعت عيناها على فتاة شابة ترتدي معطفاً أبيضاً ذات وجه قمحي بشوش ، ويزين رأسها حجاباً وقوراً ، فاقتربت منها قائلة بصوت مرتبك :
-لو سمحتي عندك آآ.. مطهر ولا دوا كده آآ...

قاطعتها فاطمة متساءلة بنبرة عملية :
-انتي عاوزة المطهر لإيه بالظبط ؟ يعني نضافة البيت ولا لجروح وآآ.. ؟

رفعت أسيف رسغيها للأعلى لتريها تلك الأثار البارزة وهبي تجيبها :
-لدول يا دكتورة ؟

مدت فاطمة كف يدها لتمسك بمعصمها ، وتفحصت جروحها البسيطة قائلة بتوجس :
-ده حصل من ايه ؟

ارتبكت أسيف أكثر ، وخشيت أن تجيبها بالسبب الحقيقي وراء إصابتها بتلك الخدوش حتى لا تسبب لها المشاكل ، فلا داعي لتزج بأي أحد فيما لا يخصه .
عضت على شفتها السفلى مرددة بصوت مرتجف :
-كنت .. كنت آآ.. بأروق الدكان فاتجرحت ومخدتش بالي !

هزت رأسها بتفهم ، وتابعت بجدية :
-أها .. طيب لحظة واحدة أجيبلك مطهر مناسب ، وهنحط عليهم بلاستر طبي يعني نضمن عدم تلوثهم

-ماشي
قالتها أسيف وهي تستند بمرفقيها على الطاولة الزجاجية الموضوع عليها علب الأدوية ..
كانت تشعر بدوار بسيط في رأسها ، وأنها غير قادرة على المحافظة على اتزانها ، فتشبثت بحافتها مانعة نفسها من السقوط..
التفتت فاطمة نحوها رامقة إياها بنظرات غريبة ، ثم دنت منها متساءلة بتوجس :
-انتي كويسة ؟

أجابتها أسيف بوجهها الشاحب :
-أه !

اعترضت فاطمة على ردها قائلة بجدية :
-بس شكلك بيقول غير كده ، لو في حاجة تعباكي قوليلي ، أنا هساعدك !

لم تجد أسيف بداً من رفض مساعدتها ، فهي بالفعل ليست على ما يرام ، لذا هتفت بنزق :
-أنا حاسة بدوخة بسيطة !

ظهر على تعابير فاطمة الإهتمام بحالتها ، فأشارت لها قائلة بصوت آمر :
-طب اقعدي من فضلك ، أنا هاقيسلك الضغط ، جايز يكون مش مظبوط !

ابتسمت لها أسيف بصعوبة وهي ترد بإمتنان :
-متشكرة
-على ايه ، اتفضلي !
.........................................

حملت رضيعتها على كتفها ، وأحكمت ضبط حجـــاب رأسها وهي تلج للخـــارج موصدة باب المنزل خلفها.
سبقتها أمها بخطوتين ، ولكنها تراجعت عن الاستمرار في حركتها لتلتفت برأسها للخلف وهي تقول بقلق :
-مش كنا نستنى أسيف ؟ هترجع مش هتلاقي حد فينا موجود

ردت عليها نيرمين بضجر وهي عابسة الوجه :
-هو حد عارفلها مطرح ولا سكة ، الله أعلم بتعمل ايه !

ثم زمت شفتيها لتضيف بنبرة ذات مغزى :
-مش جايز تكون ماشية على حل شعرها !

استشاطت نظرات عواطف عقب تلك العبارة المهينة ، وهتفت فيها بإستنكار تام :
-لمي نفسك يا نيرمين ! دي بنت خالك ، مش واحدة من الشارع !!!

نفخت الأخيرة بغضب قائلة بتجهم :
-خلاص يا ماما !

ثم لمعت عيناها بوميض غريب وهي تهتف بتلهف :
-بينا عشان نلحق العزومة !

نظرت لها أمها شزراً ، ثم تحركت نحو الدرج قائلة بحيرة :
-اللي مستغرباه ، اشمعنى دلوقتي بالذات الست جليلة عزمانا !

ردت عليها نيرمين بإبتسامة عابثة :
-وماله ، مش قرايبنا !

تنهدت عواطف قائلة بإنزعاج خفيف :
-ربنا يستر ، أنا مش مرتاحة

دفعتها نيرمين بكف يدها قائلة بحماس لم تستطع اخفاؤه :
-طب يالا ، هنتأخر !

في نفس التوقيت ، كانت جارتهما بالطابق الأدنى منهما تضع قمامتها أمام باب المنزل ، فرأتهما وهما تنزلان عن الدرج فهتفت مرحبة بود :
-وأنا أقول العمارة منورة ليه !

توقفت الاثنتان عن النزول ، واقتربتا منها لتصافحها وتحتضناها بألفة معهودة بين الجيران.
هتفت الجارة " خضرة " بحماس:
-واحشني والله يا ست عواطف ، فينك ، بقالي كام يوم مش شيفاكي !

ردت عليها عواطف بإبتسامة متكلفة :
-مشاغل والله ياخضرة

ربتت الأخيرة على ذراعها بيدها قائلة بفضول :
-ربنا يعينك ، بس على فين العزم كده وآآ.. ؟

أجابتها عواطف عفوياً وهي تشير بيدها :
-رايحين عند الحاجة جليلة شوية !

تهللت أسارير الجارة خضرة قائلة :
-أم سي منذر ، أمانة تسلميلي عليها أوي !

ردت عليها عواطف بإبتسامة خفيفة :
-يوصل ان شاء الله !

واصلت حديثها الودي قائلة بنبرة مجاملة :
-ربنا يصلح حالك ويعوض البنات بالخير يا رب !

ردت عليها عواطف بإيجاز :
-اللهم امين !

همت بعدها بالإنصــراف ، لكن أوقفها سؤال خضرة الجاد :
-وازي بنت أخوكي ؟ مش شيفاها معاكو ؟

أجابتها عواطف بتلعثم قليل :
-عندها مشواير بتخلصها !

هزت رأسها قائلة بتفهم :
-أها ، ربنا يعينها !

انزعجت نيرمين من إطالة ذلك الحديث الفضولي الغير مجدي ، فأردفت قائلة بامتعاض :
-لا مؤاخذة يا خالتي ، احنا مستعجلين شوية !

ردت عليها خضرة بإبتسامة ودودة :
-اذنك معاكي يا حبيبتي !

ثم دققت النظر في رضيعتها رنا متابعة بلطف :
-ياختي طعمة ،ربنا يفرحك بيها

ردت عليها نيرمين بإيجاز وهي جامدة التعابير :
-يا رب إن شاء الله

أضافت الجارة خضرة برجاء :
-وعقبال بسمة وعوضها يا رب

ردت عليها عواطف بإمتنان :
-يا رب أمين ، فوتك بعافية يا حبيبتي !

لوحت لها الأخيرة بكف يدها قائلة :
-الله يعافيكي يا رب !

تمتمت نيرمين من بين شفتيها بصوت هامس منزعج :
-ناقصين عطلة احنا

ردت عليها أمها بصوت خفيض وهي تلكزها في جانبها :
-ششش ، وطي صوتك ، وامشي وانتي ساكتة
.....................................

وقف أمــــام مطعم العائلة واضعاً كفيه على منتصف خصره متأملاً إياه بنظرات متباهية.
تغير المكان كثيراً منذ حبسه قبل عدة أعوام ، وأجريت فيه العديد من التجديدات التي أضافت إليه.
تحرك بخطوات ثابتة نحو مدخله صائحاً بصوت جهوري :
-حــــاج مهدي !

لم يصدق أذنيه حينما سمع صوته الذي افتقده لفترة .. توهم في البداية أنه يتخيله ، لكن حينما تكرر مجدداً نهض من على مقعده ، واتجه للخـــارج ليتأكد منه.
اتسعت حدقتاه بسعادة كبيرة حينما رأه أمامه بشحمه ولحمه.
دنا منه بخطوات شبه متثاقلة هامساً بذهول :
-مجــد ! ابني !

فتح الأخير ذراعيه في الهواء هاتفاً بصوته الخشن :
-أبويا ! أنا خرجت خلاص

أسرع أباه ناحيته ، ثم ضمه إليه قائلاً بسعادة :
-ابني ، كفارة يا غالي ، يــــاه ، مش مصدق إنك خرجت

ربت مجد على ظهر أبيه عدة مرات بقوة قائلاً بنبرة متحشرجة :
-صدق يا حـــاج !

تراجع مهدي للخلف ليدقق النظر فيه ، ثم احتضن وجهه براحتيه متابعاً بنبرة مشتاقة :
-الحمدلله إن ربنا مد في عمري لحد ماشوفتك قدامي !

وضع مجد قبضتيه على كفي يده ، ثم أزاحهما برفق ليقبلهما قائلاً بإنزعاج :
-بعد الشر عنك !

أشــار له مهدي بعينيه قائلاً بحماس :
-طب تعالى جوا ، ده أخوك هايفرح أوي لما يعرف إنك خرجت !

تلفت مجد حوله متساءلاً بتعجب :
-أه صحيح ، هو فين ؟ مش باين ليه ؟

ارتبك مهدي قليلاً ، وتردد في إخباره بما حدث مع أخيه. فهو يعلم تهور ابنه البكري ، وتصرفاته الطائشة والغير محدودة خاصة فيما يتعلق بالمشاجرات والاشتباكات العنيفة.

لاحظ هو صمت والده ، وتبدل تعابير وجهه للإنزعــاج ، فســأله بحدة :
-في ايه يا أبا ؟

أجابه مهدي بنبرة مترددة لم يستطع إخفاء اضطرابه فيها :
-آآ.. يعني شوية مشاكل من اللي أخوك بيعملهم دايماً !

تابع مجد قائلاً بنبرة مزعوجة :
-مع ابن طه ؟

تنحنح أباه قائلاً بتوتر :
-حاجة زي كده !

تجمدت تعابير وجهه ، وقست نظراته أكثر وهو يقول :
-أنا خرجتلهم ، ومش ورايا حاجة إلا هما !!

حاول مهدي تغيير الموضـــوع كي لا يثير المشاكل ، وهتف قائلاً بجدية :
-سيبك منهم دلوقتي ، وتعالى احيكلي عملت ايه

رد عليه مجد بتنهيدة شبه متعبة :
-هانحكي للصبح يا حاج ، بس أنا محتاج أروح أستحمى وأشيل بلاوي السجن اللي هرت جتتي !

ابتسم مهدي قائلاً بهدوء :
-ماشي يا مجد ، وأنا هاخلي الطباخ يعملك أحلى أكل

رد عليه مجد بحماس :
-ايوه يا حاج ، ده أنا معدتي اتهرت من أم الأكل الـ .... بتاع السجن !

أضــاف أباه قائلاً بإبتسامة باهتة :
-انسى الأيام دي ، راحت لحالها خلاص !

لفت أنظــــار مهدي شيئاً ما على ثيابه ، لم يتبينه بوضوح ، فتساءل بإهتمام :
-ايه اللي على هدومك ده ؟

أخفض بصره لينظر إلى حيث أشار مردداً بتساؤل :
-ده ايه ده ؟

كانت تلطخ ثيابه أثار لبقع دمــاء صغيرة ، ولكنها كانت جافة ..
هتف مهدي متساءلاً بتوجس :
-انت اتعورت ؟

هز رأسه نافياً وهو يجيبه باقتضاب :
-لأ ..

رد عليه متساءلاً بإستغراب :
-أومال الدم ده من ايه ؟

صمت مجد ليفكر قليلاً في سبب تلوث ثيابه ببقع الدمــاء .. فجاء إلى خلده لحظة إرتطام الفتاة الغريبة به ..
هي الوحيدة التي استندت على صدره في ذلك المكان تحديداً ، فربما تعود تلك اللطخات إليها.
أخرجه من شروده المؤقت صوت أبيه هاتفاً :
-انت كويس يعني ؟

رد عليه مجد بفتور :
-اه ، متخدتش في بالك ، تلاقيها وساخة كده !
-طيب

حرك مجد عنقه للجانبين وهو يفركه مردداً :
-ماشي يا حاج مهدي ، هاستحمى واغير هدومي دي ، وهاستناك في البيت

أومــأ مهدي برأسه قائلاً :
-طيب يا ابني ، وأنا هاقفل المطعم وهاحصلك !

أضـــاف مجد بجدية :
-وعرف البيه مــازن ، خليني أشوفه

رد عليه والده مبتسماً ابتسامة عريضة :
-حاضر ، ده هايجيلك جري بس أقوله الأول !

التوى ثغر مجد للجانب وهو يقول :
-أديني هاشوف !

....................................
انحنى للأسفل قليلاً ليرفع الصغير بذراعيه عالياً ليتمكن من قرع الجرس الذي لم يستطع الوصــول إليه ، ثم أنزله ليقف على قدميه قائلاً له :
-مبسوط ؟

رد عليه يحيى بسعادة :
-اه يا عمو منذر !

سمع كلاهما صوت جلبة بالداخل ، ثم أعقبه صيـــاح أروى المعتاد قبل أن تفتح الباب هاتفة بمرح :
-يحيى جــــه !

ثم اقتربت منه لتحتضنه بسعادة ..
لف الصغير ذراعيه حول عمته الصغرى مردداً :
-وحشتيني !

ردت عليها بإبتسامة عريضة :
-وانت كمان

دفعهما منـــذر بكفي يده للداخل قائلاً بجدية :
-طب خشوا جوا انتو الاتنين !

ثم أوصــد الباب خلفه ولف ذراعيه حول كتفيهما وهو يصحبهما للداخل..

-يحيى !
صـــاح بها ديــاب بصوت مرتفع وهو يقترب من ابنه بخطى سريعة ليلتقطه بين ذراعيه.
ضمـــه بحنان أبوي صادق ، ثم قبله من كلا وجنيه قائلاً بصوت شبه مختنق :
-حبيبي ، كنت هاجنن وانت بعيد عني !

رد عليه ابنه ببراءة :
-أنا روحت عند تيتة شوية

ضمـــه دياب إلى أحضانه متنعماً بإقترابه الذي اشتاقه قائلاً بنبرة متأثرة :
-مش هاسيبك تاني ، بأحبك يا يحيى !

ابتسم له ابنه قائلاً بمرح :
-وأنا كتير يا بابا !

أردف منـــذر قائلاً بهدوء :
-ابنك في حضنك اهوو

رد عليه دياب بإمتنان :
-ربنا يخليك ليا ، من غيرك ماكنتش هاعرف أجيبه لوحدي

عاتبه منذر قائلاً :
-عيب ده ابني

ثم انتبه للصوت الأنثوي الآتي من الداخل فتساءل بفضول :
-هو احنا عندنا ضيوف ولا حاجة ؟

رد عليه ديـــاب بامتعاض قليل وهو يشير نحو طفله :
-اه ، أمك أعدة مع بنت عواطف ، الأبلة بتاعة الأستاذ ده !

هتف الصغير يحيى متساءلاً ببراءة :
-هي مس بسمة هنا ؟

رد عليه أباه مبتسماً :
-ايوه يا حبيبي !

حرك الصغير يحيى ساقيه في الهواء محاولاً النزول وهو يصيح بإلحاح :
-أنا عاوز أشوفها !

أنزله أباه ليقف على قدميه قائلاً :
-طيب يا سيدي ، روحلها

ركض الصغير قائلاً بسعادة :
-ماشي

راقبه الاثنان بأعينهما حتى اختفى من أمام أنظارهما ، فتساءل منذر بجدية :
-هي لسه مخلصتش الدرس ؟

هز دياب رأسه نافياً وهو يجيبه بضجر :
-لأ ، حصل حاجة كده هابقى أقولك عليها بعدين

لاحظ هو تبدل نبرته ، وكذلك قسمات وجهه فسأله بجدية :
-في ايه ؟

أجابه دياب بغموض :
-مشكلة وأنا خلصتها بمعرفتي .. !

وقبل أن يحاصره أخيه بالمزيد من الأسئلة ، أضــاف قائلاً :
-بس اعمل حسابك إن أمها وأختها جايين !

قطب منذر جبينه بإستغراب وهو يتساءل بنبرة شبه مرتابة من زيارتهما تلك :
-ليه ؟

أجابه دياب بسخط قليل :
-الحاجة جليلة صممت تعزمهم

وضــع منذر يده على رأسه ليحكها ، فقد فهم المقصد من وراء تلك الزيارة الغير مريحة ، وردد بإنزعاج بائن :
-أمك وعمايلها ! مش هاتجيبها لبر أبداً !

حدق فيه دياب بنظرات حائرة وهو يسأله :
-بتكلم عن ايه ؟

التفت منــذر ناحيته ورمقه بنظرات عميقة مجيباً إياه بغموض :
-متخدش في بالك ، بس أهي فرصة أخلص حاجة كده في دماغي !

زاد فضول ديـــاب لمعرفة فيما يفكر أخاه ، فسأله بإهتمام :
-حاجة ايه دي ؟

ابتسم بمكر وهو يجيبه :
-هاتعرف كمان شوية
......................................

انتهت فاطمة من قيـــاس ضغط أسيف التي تمكن الإنهاك من تعابير وجهها ، وأغلقت الجهاز الخاص بذلك قائلة بقلق :
-ضغطك واطي ، محتاجة تاخدي حاجة ترفعه !

ردت عليها الأخيرة بصوت متعب :
-إن شاء الله

تابعت فاطمة قائلة بنبرة محذرة :
-على فكرة ده مش كويس ، لازم تاخدي بالك من نفسك كويس !

هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد باقتضاب :
-ربنا يسهل !

أرادت فاطمة أن تعرف المزيد عن تلك الشابة ، فقد أثارت اهتمامها إلى حد ما خاصة أنها تعرف معظم المتواجدين بالمنطقة نتيجة ترددهم على صيدليتها.
تساءلت بإبتسامة مهذبة :
-انتي قولتيلي بتشتغلي هنا صح ؟

حركت أسيف رأسها بالنفي وهي تجيبها :
-لأ ، أنا عندي دكان بتاعي !

مطت فاطمة فمها مرددة بتعجب :
-غريبة ! أنا أول مرة أشوفك هنا !

بررت لها أسيف سبب وجودها قائلة بإرتباك خفيف :
-ما .. ما أنا لسه جاية قريب ، كنت .. كنت عايشة في مكان تاني !

زادت ابتسامة فاطمة إشراقاً وهي تضيف بحماس :
-أها .. نورتي المكان ، وإن شاء الله يعجبك ، أنا اسمي الدكتورة فاطمة على فكرة ، صاحبة الصيدلية دي ، وساكنة في العمارة اللي فوقها !

بادلتها أسيف ابتسامة ودودة وهي تقول بحذر :
-وأنا أسيف !

زمت فاطمة شفتيها قائلة بإعجاب :
-حلو الاسم بتاعك ، مميز شوية !

ردت عليها الأخيرة مجاملة :
-ميرسي ، وانتي كمان اسمك جميل !
-تسلمي على ذوقك
........................................

في نفس التوقيت ، كان يمر على مقربة من مكان الصيدلية ، يجوب بأنظاره أوجــه المارين بالمنطقة ملوحاً لهم بذراعه ومعلناً عن وجوده ..
كانت ردة فعل أغلبهم ما بين الإنزعــاج والقلق .. فالكل يعرف طبيعة مجد المشاكسة ، ولم يسلم أحد من أذاه أو تعليقاته السخيفة إن لم يمتد الأمر لإفتعال المشاجرات من لا شيء.

وقعت عيناه مصــادفة على واجهة الصيدلية الزجاجية ، فرأها بالداخل.
هنا توقف عن سيره ، وسلط أنظاره عليها.
كان يراقب بإهتمام حركاتها العفوية ، ضاقت نظراته نحوها ، وبدت غير مريحة بالمرة.
إزداد حماسة في التودد عن قصد إلى تلك التي تسبب في ترك أثارها على ثيابه ..

أخـــذ نفساً عميقاً ، وزفره دفعة واحدة وهو يتحرك صوب الصيدلية.
اقتحم المكان صائحاً بنبرة ذات مغزى :
-مش قولتلك هنتقابل تاني يا قطة !

التفتت أسيف نحو صاحب الصوت الغليظ شاهقة بصدمة كبيرة بعد أن ارتسمت علامات التوتر على جميع قسماتها ، لم تتوقع رؤيته مرة أخرى في نفس اليوم ..
بدا مخيفاً تلك المرة بهيئته التي تبينتها بوضــوح ، وبوجهه المقلق ، وبنظراته المريبة التي تقشعر لها الأبدان ، وبطريقته الفظة التي تثير الخوف والإضطراب ......

هتفت فاطمة قائلة بامتعاض :
-حمدلله على السلامة يا أستاذ مجد ، خرجت امتى من السجن ؟

اتسعت حدقتي أسيف بإندهاش أكبر عقب تلك العبارة ، وأصبحت أكثر قلقاً عن ذي قبل ..

رد عليها مجد بتفاخر :
-لسه طازة يا ست الضاكتورة !

ابتسمت فاطمة بتكلف وهي تقول :
-مبروك !

دنا مجـــد من أسيف أكثر قائلاً بخبث وقد سلط أنظاره الجريئة عليها :
-مش هانتعرف يا حلوة

ضمت أسيف رسغيها إلى صدرها قائلة بنبرة عازمة متحاشية النظر إليه :
-أنا ماشية ، شكراً يا دكتورة !

اعترض مجد طريقها بجسدة قبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام قائلاً بسخط :
-الله الله ! هو إذا حضرت الـ آآ..... هه ؟

ازدردت أسيف ريقها بخوف ، وهتفت برجاء مرتبك :
-بعد اذنك عاوزة امشي ، ممكن توسع !

انتصب مجد بجسده عن عمد ليبدو أكثر ضخامة وقــوة ، ثم رفع أنظاره إلى فاطمة قائلاً بعتاب متعمد يحمل بين طياته تهديد خفي :
-جرى ايه يا حالضاكتورة ، مش تقولي للحلوة أنا مين ، ده أنا ضيفك ؟

فهمت الأخيرة مقصده ، وردت قائلة بحذر :
-الأستاذ مجد أبو النجا ، من رجالة المنطقة !

ضاقت نظراته أكثر وهو يقول بصوت متجهم :
-بس كده !

تمتمت فاطمة قائلة من بين شفتيها بصوت هامس للغاية لا يصل للأذنين :
-يعني أقولها إنك بلطجي وشمحطجي ، وكل حاجة بشعة ، هي مش ناقصة تترعب منك !

صـــاح مجد بصوت خشن وهو يشير بعينيه الصارمتين :
-ساكتة ليه يا ضاكتورة ؟

استشعرت فاطمة خـوف أسيف وتوترها البادي للعيان ، فضغطت على شفتيها قائلة على مضض :
-أستاذ مجد بعد اذنك ، أسيف تعبانة وعاوزة تروح بيتها !

عاود مجد النظر إلى أسيف ، وأخفض رأسه نحوها ليبدو أكثر قرباً منها وهو يقول بنبرة ماكرة :
-أسيف ، أول مرة اسم الاسم ده ؟

مــال عليها ليهمس بفضول :
-انتي تبع بيت مين ؟

توترت أسيف من اقترابه الغير مريح ، وهتفت معترضة على تصرفاته المتجاوزة بصوت حاد رغم ارتجافه :
-لو سمحت عاوزة عدي !

هدر بها فجـــأة بصوت قاسي جعل جسدها يجفل بقوة :
-لما أسألك تردي عليا ، شكلك جديدة هنا ومش عارفة أنا مين !

تلاحقت دقات قلبها ، وانكمشت على نفسها مرتعدة من طريقته المخيفة.
تراجعت خطوة للخلف متحاشية صراخه الذي أربكها ولكنه تحرك نحوها صائحاً بنفاذ صبر :
-ردي ، بنت مين هنا ؟

أدركت فاطمة أن أسيف لا ترغب في البوح بكنيتها ، ولا بما يخص عائلتها ، فحاولت أن تتدخل في الحوار لتعفيها من ذلك الحصار المهلك قائلة بضجر :
-هي مش من هنا يا أستاذ مجد ، فمن فضلك بلاش تضايقها !

التفت مجد نحوها قائلاً بتهكم :
-هي وكلتك المحامية بتاعتها وأنا معرفش !

ردت عليه بحذر :
-لأ ، بس آآ...

قاطعها قائلاً بشراسة وهو يشير بحاجبيه :
-يبقى تحطي لسانك في بؤك وتسيبني أتعرف على الحلوة

استغلت أسيف فرصـــة إنشغاله بالحديث معها ، وتملصت من حصاره المرعب بحذر شديد لتتمكن من الهروب بعدها من أمامه راكضة بأقصى سرعتها خارج الصيدلية ..
تفاجيء هو من فرارها ، لكنه لم يحرك قدماً ، وظل ثابتاً متابعاً ما تبقى من أثرها وهو يحدث نفسه بثقة :
-وماله ، مش هاتبعدي كتير !

بدت فاطمة منزعجة للغاية من أسلوبه السوقي في فرض نفسه على الأخرين ، خاصة تلك الشابة الطيبة التي توسمت فيها خيراً ..
استدار مجد برأسه نحوها ، ثم دنا منها بخطوات متمهلة حتى بات قبالتها تماماً.
شعرت هي بحجم الخطر الكبير المحدق بها خاصة بعد أن قرأت في نظراته العدائية ما يشير إلى ذلك ..
هتف بها موجهاً حديثه الغليظ لها وهو يشير بسبابته :
-تاني مرة لما أحب أتكلم مع حد ماتدخليش ، بدل ما تيجي في يوم وتلاقي الهلومة دي بـــخ !

ابتلعت ريقها بتوجس كبير بعد تهديده الصريح بإلحاق الأذى بها وبمكان عملها. وهزت رأسها بإيماءات متتالية متفهمة تحذيره العدواني .
رمقها بنظرات أخيرة ساخطة قبل أن يسحب عنوة من أمامها عدة عبوات لأدوية مختلفة قاذفاً إياهم بعنف ظاهر على الأرضية.
انتفض جسد فاطمة خوفاً منه ، وتراجعت للخلف مرتعدة من أسلوبه الهمجي الغير مطمئن على الإطلاق.


دهس بقدميه على العبوات متعمداً تحطيم محتوياتهم ، فأحدث صوت تهشمهم إزعاجاً كبيراً، ثم أكمل سيره للخـــارج وهو يسب بكلمات لاذعة للغاية تسبب الحرج الشديد لمن يسمعها .

تنفست فاطمة الصعداء لرحيله ، وألقت بجسدها المرتعش على مقعدها قائلة بنبرة متوجسة :
-شكلنا داخلين على أيام سودة مع البلطجي ده .................................... !!
............................................


Layla Khalid and noor elhuda like this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:40 PM   #263

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل الخامس والثلاثون :

لجـــأت إلى منزلهما الذي كانا دومًا يلتقيان خلسة فيه قبل أن يتم زواجهما الرسمي ..
من وجهة نظرها كان يعد المكان الآمن لتحمي نفسها من بطش ديــاب إن اكتشف خدعتها له.
تزينت كعادتها ، وتغنجت بجسدها البارز أسفل قميص نومها الشفاف – ذو اللون السماوي - أمــام المرآة.
وضعت اللمسات النهائية من مساحيق التجميل ، ثم جلست على الأريكة في انتظار عودة زوجها مـــازن.

انتبهت لصــوت غلق الباب بالخـــارج ، فنهضت من جلستها لتتجه إليه قائلة بحماس :
-حبيبي ، حمدلله على آآ..

قطمت عبارتها قبل أن تكملها حينما رأت حالته المزرية أمامها.
اتسعت مقلتاها في صدمة ، وشهقت واضعة يدها على فمها مرددة بذهول :
-حصل ايه ؟

مررت أنظارها على ثيابه الغير مهندمة ، وعلى وجهه العابس ، وتلك السجحات البارزة في ذراعيه وحول عنقه.

لم ينطق بكلمة واحدة ، فقد ظل متسمراً في مكانه حادجاً إياها بنظرات نارية مشتعلة .. كان بركانه الثائر يتأجج بداخله ، لم يظن أنه سيتعرض لتلك المهانة ويذل من جديد على يد عائلة غريمه الدائم.
لم تدرك هي حجم الغضب المستعر بداخله ، فاقتربت منه قائلة بتوجس :
-مين عمل كده فينك ؟

كز على أسنانه قائلاً بصوت مختنق يحمل الكثير صارخاً فيها بإنفعال :
-كل بسبب عمايلك انتي

قطبت جبينها مندهشة ، ونظرت إليه بعدم فهم وهي تتساءل :
-أنا ؟ ليه ؟

قبض على ذراعها ، وغرز فيه أظافره بقوة مسبباً الآلم لها وهو يرد بصوت مهتاج :
-طبعاً ، انتي تخططي مع أمك وتنفذوا ، وأنا ألبس في مصايبكم وأتبهدل عشان خاطركم

تأوهت بأنين واضح وهي تحاول تخليص ذراعها قائلة :
-أنا.. مش فاهمة قصدك ايه

دفعها بعنف للخلف صائحاً بعصبية :
-انتي فهماني كويس ، ماتستهبليش على اللي جابوني !!

فركت ذراعها بكفها برفق لتخفف من حدة وجعه مرددة بنبرة عالية :
-مازن في ايه ؟ اتكلم على طول ، مش لازم الألغاز دي وآآ....

قاطعها قائلاً بشراسة مقلقة :
-عاوزة تعملي نمرة على سي زفت بتاعك يبقى بعيد عني ، مش تكسبي بونط على حسي !

زادت نظراتها توتراً وهي تسأله بإرتباك :
-قصدك مين ؟

هدر بها قائلاً بصوت مهتاج :
-هو في غيره ، دياب الكلب ! انتي وأمك تخططوا وأنا أتلط معاه

كور قبض يده بعنف ضاغطاً على أصابعه بغلظة وهو يتابع حديثه المتشنج :
-لو كان بس وقع تحت ايدي لوحده كنت فرمته ، عرفته قيمته بجد ، بس هو بيتحمى في أخوه وأهله !

تقوس فمها للجانب مستنكرة ضعف زوجها أمام قوة تلك العائلة ، وردت بنزق :
-وأنا ذنبي ايه ، ان كنت انت مش أده ، بتتشطر عليا أنا

لم تدرك ولاء أنها بعبارتها تلك قد نزعت الفتيل عن قنبلة غضبه الموقوتة لتنفجر في وجهها.
صرخ بها بلا وعي وقد برزت عروقه :
-انتي .. انتي اتجننتي ؟

شعرت بحجم تهديده الصــارخ من نبرته ونظراته الغير مطمئنة على الإطلاق ، فتراجعت للخلف مرددة بندم شديد :
-مش قصدي يا مازن

احتقنت عيناه بحمرة شيطانية مخيفة ، ودنا منها مهدداً بنبرة عدوانية :
-أنا هاعرفك معنى الكلمة دي كويس !

ابتلعت ريقها هاتفة بذعر :
-مازن اهدى ، مقصدش والله !

رفعت ذراعيها أمامه محاولة الاحتماء منه ، لكن لا جدوى ، فقد أطلق العنان للوحش الطائش بداخله.
انقض عليها فجــأة قابضاً على عنقها خانقاً إياها بكل قوته.
عجزت عن التنفس ، وجاهدت لإلتقاط أنفاسها.
أرخى أصابعه عنها ليمسك بها من رأسها.
سعلت بشدة في تلك اللحظة ، لكنه لم يمهلها الفرصة للهروب من عقابه الحيواني ، حيث جذبها بعنف من شعرها الذي لفه حول قبضته لتصرخ متآلمة :
-آآآآه ، أسفة حقك عليا !

وكأنه خرج عن شعوره الواعي ليتحول إلى شخص أخـــر غير طبيعي يدمر بإهتياج ما تطاله يده.
إنهـال عليها أولاً بصفعة مباغتة على وجهها آلمتها بشدة.
تأوهت صارخة بإستعطاف كبير وهي تجاهد لحماية وجنتها :
-آآآآآآآه ، ارحمني يا مازن !

لم يشعر بنفسه وهو يواصل صفعها بوحشية على وجهها جاعلاً إياها تنزف بغزارة من أنفها ومن بين شفتيها.
ثم أسقطها أرضاً ، وركلها بقسوة في أجزاء متفرقة من جسدها مسبباً لها آلاماً رهيبة ..
شعرت بنغزات حادة تعتصر معدتها من قوة الضربات الشرسة ، فوضعت يدها أسفل بطنها مرددة بصوت باكي محاولة استجدائه عل قلبة يرق :
-أنا حامل ، حرام عليك !

استأنف اعتدائه الهمجي صارخاً بهياج أكبر :
-بقى أنا مش اده ، أومال اتجوزتيني ليه ؟ هــا ليه ؟

ركلها مجدداً في أسفل معدتها بعنف أشد فصرخت ببكاء متوسل وهي تقاوم ضرباته المتلاحقة :
-آآآآه ، كفاية ، آآآه

هـــدر بها بصوت محتد وهو يجثو على ركبته أمامها :
-دياب ده حشرة أفعصها تحت رجلي !

أمسك بها من خصلات شعرها رافعاً رأسها عنوه عن الأرضية وهو يتابع بتهور :
-سمعاني ، أنا أده وأد عيلته كلها !

لم تستطع الرؤية بوضوح بفعل دموعها الغزيرة ، لكن خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها الملطختين بالدماء :
-ايوه سمعاك .. آآه ، سيبني !

بصق فوقها بعد أن رمقها بنظرات احتقارية مزدرية ، ثم نهض عنها ولكن قبل أن يبتعد ركلها بقسوة في ساقها ، فصرخت باكية :
-آآه ، حرام عليك !

انتاب جسدها آلاماً رهيبة خاصة في منطقة معدتها ، لم تستطع تحمل تلك الوخزات والنغزات العنيفة فتكورت على نفسها وجسدها يرتعش بشدة....
ســـال من بين ساقيها خيطاً رفيعاً من الدمـــاء منذراً بشيء غير محمود مطلقاً .......
.....................................

بحرج بائن على وجهها تحاشت بسمة النظر إلى الحاج طه الذي أتى ليرحب بها في غرفة الضيوف قائلاً بهدوء :
-منورانا يا بنتي

ردت عليه باقتضاب وهي تضغط على شفتيها :
-شكراً

أضــاف بجدية وهو يشير بعينيه :
-أمك وأختك زمانتهم جايين ، اطمني !

ابتسمت بتصنع وهي ترد :
-اها .. تسلم يا حاج طه على العزومة دي ، مكانش فيها داعي

لوح بكف يده متابعاً بصوته الرخيم :
-دي حاجة بسيطة ، خدي راحتك ، وانا هاخش أشوف الحاجة جليلة

حافظت على ابتسامتها المتكلفة وهي تقول بإيجاز :
-اتفضل !

عادت لتجلس على الأريكة محدثة نفسها بامتعاض :
-كانت لازمتها ايه الورطة دي !
...................................

-أمك مش مريحة نفسها
هتف بتلك العبارة منذر وهو يبدل ثيابه بأخـــرى نظيفة استعداداً لإستقبال الضيوف القادمين.
رد عليه أخـــاه بإبتسامة باهتة :
-ده نظامها ، هنغيره ازاي !

التفت منذر لينظر ناحيته مكملاً بتثاقل :
-كنت محتاج أريح شوية !

ثم مط ذراعيه ليضيف بغموض :
-بس يالا أهي هتيجي بمصلحة بردك !

عقد دياب ما بين حاجبيه متساءلاً بإهتمام :
-صحيح ، أنا مافهمتش كلامك برا ، تقصد ايه بالظبط ؟

وقف منذر قبالته ، وحدق فيه مباشرة وهو يجيبه بجدية :
-شوف يا دياب ، بنت أخو عواطف مش ناوية تبيع الدكان خالص !

ارتفع حاجبي دياب للأعلى مستنكراً رفضها وهو يقول :
-ايه ، هي اتجننت ، دي اتفاقات ؟!!!!

تقوس فمه مردداً بسخط :
-مش فارق معاها ده كله ، ومش هاتسيبهولنا بالساهل ، والدنيا هتخرب !

صاح دياب بضيق ملوحاً بذراعه :
-هي بتستعبط !

تابع منذر قائلاً بنبرة مُصرة :
-وأنا مش هاسيبهولها !

ثم أخفض نبرته نسبياً لتزداد قتامة وهو يقول بضيق شبه ملحوظ :
-وخصوصاً بعد اللي عملته !

قطب دياب جبينه متساءلاً بإستفهام :
-هي عملت ايه ؟

رد عليه بنبرة عازمة :
-بعدين هاعرفك ، المهم أنا هاخد منها الدكان ده !

سأله دياب بإلحاح :
-برضوه ازاي ؟

أجابه أخاه بثقة بالغة :
-هاجبر عواطف تبيعلي نصيبها النهاردة

بدت علامات الإندهاش جلية عليه عقب تصريحه الأخير ، وهتف غير مصدق :
-ايه !

تابع منذر حديثه الواثق بنبرة ذات مغزى بعد أن شردت نظراته نحو المجهول :
-وبكده هابقى حطيت ايدي على أول حتة منه ، وواحدة واحدة هاخده منها !

تساءل دياب بجدية وهو يحك مقدمة رأسه :
-وتفتكر عواطف هتبيع من غير ما تقولها ؟

أومـــأ أخاه برأسه قائلاً بتأكد وهو يربت على ذراعه برفق :
-اه ، هتعمل ده ، معندهاش حل تاني !

انتبه الاثنان لصوت قرع الجرس ، فأردف دياب قائلاً بفتور :
-باينهم جوم !

رد عليه منذر باقتضاب وهو يعدل ياقته :
-طب بينا نشوفهم !
........................................

فتحت جليلة ذراعيها مستقبلة بود أليف ضيفتيها اللاتين لبتا دعوتها ، وهتفت مرحبة :
-يا أهلا وسهلاً ، شرفتونا والله

قبلتها نيرمين من وجنتيها عدة مرات قائلة بحماس وقد أشرقت نظراتها :
-ازيك يا خالتي ؟

ردت عليها جليلة بإبتسامة عريضة وهي تتأمل تلك الحيوية المنبعثة في بشرتها :
-الحمدلله يا نيرمين !

ثم سلطت أنظارها على رضيعتها التي تحملها على كتفها ، وأضافت بحنو :
-ماشاء الله ، هي لسه نايمة

ردت عليها نيرمين بمكر :
-دي كانت صاحية طول السكة وقرفاني ، بس الظاهر البيت ملايكته حاضرة فنامت أول ما دخلنا الحوش !

فرحت جليلة من كلماتها المجاملة ، وظنت أنها أحسنت الاختيار حينما فكرت فيها كزوجة مستقبلية لإبنها البكري .. وما هي إلا مســألة وقت حتى يتسنى لها التقدم رسمياً لخطبتها وتزويجها له ..
مسحت على ظهرها برفق وهي تدفعها للأمام قائلة بود :فكرت فيها كزوجة مستقبلية لإبنها البكري ..
ت الاختيارافت بحنو :
رتها :حبة :
-حبيبتي ، تعالي خشي ، ده بيتك !

ردت عليها نيرمين بإبتسامة سعيدة :
-الله يخليكي لينا يا خالتي !

ثم وجهت عواطف حديثها إلى مضيفتها قائلة بلطف :
-ازيك يا ست جليلة ؟

ردت عليها الأخيرة هاتفة :
-بخير يا عواطف ، اتفضلي جوا ، منورين والله !

ســـارت ثلاثتهن نحو غرفة الضيوف ، لكن تسمرت عواطف على عتبة الباب قائلة بشهقة مصدومة حينما وقعت أنظارها على ابنتها بالداخل :
-يا نصيبتي !

مررت أنظارها سريعاً عليها لتجدها قد بدلت ثيابها بعباءة فضفاضة لا تخصها ، فوضعت يدها على صدرها عفويا وهي تتساءل بخوف :
-حصلك ايه يا بنتي ؟

خجلت بسمة من الرد على أمها ، خاصة أن للأمر علاقة بكرامتها ، وكسر شموخها الأنثوي ..
فترددت في إجابتها ، وقبل أن تجد العذر المنطقي لترد عليها ، انتبهت لصوت دياب الآتي من خلف وهو يهتف بجمود :
-ازيك يا ست عواطف ؟

استدارت أمها نحوه مجيبة إياه بإبتسامة مجاملة :
-بخير يا دياب يا بني ، أخبارك انت ايه ؟

هز رأسه قائلاً باقتضاب :
-الحمدلله

عاودت التحديق في ابنتها وهي تلج للداخل متساءلة بتوجس ظاهر في نبرتها :
-مقولتليش حصلك ايه يا بسمة ؟ ولون وشك ماله مخطوف كده ليه ؟

ابتلعت بسمة ريقها قائلة بحرج :
-هو آآ...

لم يدعها دياب تكمل جملتها المنتقصة ، فهتف بثبات :
-ده حرامي يا ست عواطف طلع عليها ، فأنا مسكته وضربته قبل ما يسرقها !

اتسعت حدقتي بسمة بذهول من رده الغريب والمقنع ، ونظرت إليه بإندهاش عجيب ..

شهقت عواطف مرتعدة قائلة :
-يا لهوي حرامي !

تابع دياب مؤكداً بهدوء :
-اه ، فتح عليها مطوة بس أنا عملته الأدب وربيته !

نظرت له عواطف بأعين لامعة ممتنة لفعلته الرجولية وهي تشكره :
-تسلم يا بني !

وقفت نيرمين إلى جوار أختها ، واخذت تهدهد في رضيعتها النائمة ، ثم مالت عليها برأسها متساءلة بفضول :
-هو في ايه ؟

همست لها بسمة بضجر :
-ششش ، مش وقته

دققت عواطف النظر في العباءة التي ترتديها ، ولم يمنعها هذا عن سؤالها بعدم اقتناع :
-بس ده ماله ومال هدومها ؟

توردت وجنتي بسمة قليلاً ، وضغطت على شفتيها بحرج بائن..
هي لن تخبر أمها بما دار معها من اعتداء متعمد عليها من قبل شاب أهوج في غير وعيه ، وأمه التي تطاولت بالضرب والسب عليها فسبب لها ذلك تمزيق ثيابها ..

أخرجها من شرودها الحائر صوت ديـــاب وهو يقول مبرراً :
-اتبهدلت ، فمايصحش تمشي وشكلها كده !

هزت عواطف رأسها بتفهم وهي تشكر صنيعه :
-كتر خيرك ، أنا مش عارفة أقولك ايه ، ربنا يكفيك شر الطريق وينجيك !

رد عليها بإبتسامة صغيرة :
-يا رب !

نظرت بسمة لديـــاب بنظرات حرجة نوعاً ما .. لم يغب عن بالها شجاعته ولا شهامته التي أنقذتها من ذلك الموقف المشين ..
ربما ستشكره في وقت لاحق على فعلته تلك حينما تحظى بفرصة مناسبة .. هكذا فكرت ، وقررت في قرارة نفسها ...

في تلك اللحظة ولج منــذر إلى داخل الغرفة متعمداً التباطيء في الظهور كي يترك مساحة من الحرية للضيوف للترحيب بهن أولاً ..
هتف قائلاً بصوت آجش بعد أن تنحنح بصوت خفيض :
-سلامو عليكم

انتبهت نيرمين إلى صوته ، فرفعت عيناها نحوه ، وتهللت أساريرها هاتفة بحماس عجيب :
-وعليكم السلام ورحمة الله ، ازيك يا سي منذر !

التفت ناحيتها قائلاً بإيجاز وهو يبتسم بتصنع:
-تمام !

زاد وجهها إشراقاً من ابتسامته المتواضعة ، وتنهدت بعمق وهي تراقبه بإهتمام ملحوظ ..

ردت عليه عواطف ممتنة وهي تشير بكف يدها :
-وعليكم السلام يا بني ، بصراحة أنا مش عارفة أقولكم ايه ، دي جمايلكم مغرقانا والله !

اقترب منها منذر قائلاً بهدوء :
-متقوليش كده !

أضافت هي قائلة بإصرار :
-وإن شاء الله هاردهالكم كلها !

رد عليها منذر بغموض أربكها :
-أنا مش عاوز منك غير حاجة واحدة وبس ، وهي تغنيني عن أي حاجة عملتها عشانكو !

هتفت بتلهف وقد بدا الحماس ظاهراً على تعابير وجهها :
-ده أنت تؤمرني وأنا أنفذ على طول !

وقف قبالتها ، ورمقها بنظرات ثابتة ، ثم تشدق قائلاً بصرامة خفية :
-تبيعيلي نصيبك في الدكان ، ودلوقتي !

انفرجت شفتاها بصدمة قليلة من جملته المفاجئة تلك ..
هي حتماً ستبيع له الدكان ، لكن ليس هكذا دون ترتيب مسبق ، فقط حينما تتفق مع ابنة أخيها كي لا تخسرها ...

أكمل منذر قائلاً بصوت جاد ذو مغزى عندما لاحظ ترددها :
-ده الشكر اللي أنا عاوزه منك ، واطمني يا ست عواطف ، أنا راجل حقاني وهراضيكي على الأخر !

ابتلعت ريقها قائلة بحذر :
-ماشي ، بس آآآ....

لاحظت نيرمين إرتباك والدتها ، وخشيت أن ترفض عرضه فتتسبب في إحداث وقيعة معهم ، لذا قاطعتها فجـــأة بصوت منزعج :
-من غير بسبسة يا ماما ، ده كتر خيرهم مش متأخرين عننا في حاجة ، دكان ايه ده اللي من قيمتهم !

بدت حائرة للغاية وهي تحاول اتخاذ قرارها النهائي ، فهتفت بتلعثم :
-طـ.. طب بس أقول لـ ..آآ..

واصل منـــذر حديثه الجاد قائلاً بتحذير :
-ست عواطف ، مش عاوزك تنسي الاتفاقات اللي كانت بينا ، ودي مصالح مش هزار !

حركت رأسها بتفهم وهي توضح له سبب حيرتها :
-أنا فاهمة ، بس قصدي بنت أخويا .. آآ..مش راضية آآ.. أنا .. أنا عاوزة وقت أقنعها وآآ...

رد عليها بصرامة وقد قست نظراته :
-ماليش دعوة بيها ، أنا بأكلمك انتي !

توترت الأجواء قليلاً .. فخافت نيرمين من رد أمها الذي يمكن أن يفسد المسألة بالكامل فهتفت بنزق :
-أمي موافقة طبعاً !

ثم سلطت أنظارها المنزعجة على والدتها لتقول بإلحاح عجيب :
-صح يا ماما ؟

فهمت عواطف من نظرات ابنتها جدية المسألة ، وردت بحسم :
-اللي تشوفه يا بني !

التوى ثغر منـــذر بإبتسامة مغترة وهو يرد :
-على بركة الله ، يبقى نمضي العقود دلوقتي

تنهدت نيرمين بإرتياح لإمتثال والدتها لرغبته ، واستشعرت أنها حازت على نقطة ما في صالح عائلتها معهم قد تمحو أثار ما فعلته ابنة خالها التعيسة ..
كما لم تفارقه نظراتها المتأملة له ، وظلت تتابع حركاته وإيماءاته بإعجاب واضح على محياها ..
لا تعرف ما الذي يجذبها إليه تحديداً ، لكن رأت به كل مواصفات الشاب الشهم ذو الطباع الرجولية الحامية التي تمنت لو رأتها في طليقها السابق ..
................................

تنفست الصعداء لنجاتها من حصــــار ذلك الفظ الوقح. لو لم تنتبه لغفلته عنها لكانت ماتزال تحت تهديده الجريء. وربما امتد الأمر للتطاول باليد من قبله.

بدا حلقها جافاً للغاية من فرط التوتر والخوف.
حاولت أن تفكر بذهن صافٍ لتنجو ببدنها مما تورطت فيه من متاعب مقلقة مؤخراً ..
حسمت أمرها بالتراجع نهائياً عن ذلك المحضر الرسمي ، فلا حاجة بها للوقوع في المزيد من المشاكل مع منذر ، فتهديده الأخير لها ، وإصراره على سلب حقها قد أخافها بصورة كبيرة ..
ظنت بخطوتها تلك أنها ستؤجل انتقامه العنيد منها ، بل ربما تجبره على التراجع عنه.. لذلك توجهت للمخفر بعد فرارها العجيب من الصيدلية.

ولجت إلى الداخل مقتربة من أحد المخبرين المرابطين عند المدخل ، وسألته بتردد وهي تجاهد للحفاظ على ثبات أعصابها المشدودة :
-أنا كنت عملت .. محضر .. من بدري ، ينفع أسأل عن حاجة تخصه ؟

نظر لها المخبر بتفرس وهو يسألها بجمود:
-محضر ايه ده ؟ وضد مين يا ست ؟

ازدردت ريقها الجاف بصعوبة مجيبة إياه بإرتباك :
-سرقة .. وضد .. ضد واحد اسمه منذر طه حرب !

تصلبت تعابير وجـــه الأخير نوعاً ما ، فهو على صلة وطيدة به ، بل هو من أبلغه بطبيعة المحضر المقدم ضده ، لذلك اعتقد أن مجيئها إلى هنا الآن ربما لتستفسر عن باقي الإجراءات القانونية المتبعة بعد تقديم الشكوى الرسمية.
تعمد أن يضللها قليلاً ويؤخرها لعله يكتسب المزيد من الوقت قبل أن يبلغ منـــذر بحضورها.
صــاح بها بصوت جاد وهو يشير بكف يده :
-طب اقعدي هنا يا ست لحد ما أسألك جوا

ابتسمت له إبتسامة باهتة وهي تهز رأسها بالإيجاب :
-كتر خيرك .. متشكرة !

اتجهت إلى حيث أشـــار ، وجلست على مصطبة خشبية مسنودة عند أحد الأركان ، و إلى جوار سيدة ما منتظرة بترقب حضوره إليها ..

نظرت إلى من حولها بنظرات شــاردة فاركة أصابع يديها بقلق .. ومع ذلك كانت تشعر براحة قليلة لتخليها عن عنادها في تلك المسألة ..
بالفعل كان يومها مشحوناً بالكثير والكثير من الأحداث التي تفوق قدرتها على التحمل ، وهي لا ترغب في أن تخوض مثل تلك التجارب يومياً ، لذا الأسلم من وجهة نظرها التراجع عما يمكن أن يضعها في مواقف متأزمة ..

اختفى المخبر بالداخل ، ورغم هذا كان قادراً على رؤية أسيف من إحدى الزوايا الجانبية - دون أن تراه هي – ومتابعتها عن كثب.
أخـــرج هاتفه المحمول من جيبه طالباً منذر على عجالة ..

لم يجب الأخير على اتصاله المتكرر ، فتمتم مع نفسه بصوت مزعوج :
-يا ريس رد عليا !
....................................

خـــــرج من المرحــاض مبتلاً بغزارة وهو يلف حول خصره منشفته القطنية.
نعم هو أفرغ شحنته الغاضبة فيها ، لكن لم تهدأ ثورته المشتعلة بعد ..
مازالت الضغائن ضد ابن عائلة حرب متأججة بداخله ، ويوماً بعد يوم تزداد حدتها ..
صاح بصوت متحشرج وهو يزيح حبات المياه عن وجهه :
-ولاء !

أمسك بفرشـــاة الشعر ليمشط خصلات شعره المبتل .. وأخذ يتفقد وجهه بنظرات دقيقة متأملاً تلك الخدوش البائنة حول عنقه ، وعلى ذراعيه.
زفــــر بضيق كبير .. فتلك هي الأثار الناتجة عن تقييده من قبل رجـــال منذر..
أخذ يسب ويلعن بكلمات نابية وأشد حدة ..
لم يأتيه ردها بعد ، فصاح مجدداً بعصبية لاعناً إياها بغلظة :
-انتي يا ...... ، مش هافضل أنادي عليكي كتير !

أزعجه تجاهلها له ، فتشنجت قسمات وجهه أكثر ، وتصلبت عروق عنقه وهو ينظر إلى إنعكاس صورته في المرآة ..
ألقى الفرشـــاة بغل ، وخرج من غرفة النوم بخطى متعجلة وهو ينتوي إلحاق الأذى بها ، لكنه تجمد في مكانه برعب كبير.
إرتجافة قوية دبت في جسده حينما رأها لا تزال ممددة على الأرضية حيث تركها قبل برهـــة ، و تحاوطها بركة من الدمـــاء الداكنة ..

شخصت أبصاره بفزع ، وتسارعت دقات قلبه بخوف أكبر.
أفـــاق مـــــازن من جموده المؤقت هاتفاً بلا وعي وهو يركض ناحيتها :
-ولاء ................................!!!

..........................................




noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:43 PM   #264

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل السادس والثلاثون :

أعدت طاولة شهية مليئة بصحون متنوعة من الطعام الذي تطيب له الأنفس ، فالتف الجميع حولها يتناولون إياه بإستمتاع واضح لمذاقه الرائع.

جلست عائلة حرب في مواجهة عائلة عواطف ، وترأس الطاولة الحاج طـــه ..
لم تتركه نظراتها المتطلعة إليه على طول الوقت ، فقد كانت نيرمين تراقبه خلسة تدرس تفاصيله بإهتمام واضح عليها.
هناك تلك الهالة الغريبة حوله والتي تجذبها بشدة إليه. فلم تستطع منع نفسها من التحديق به.
على النقيض ، لم يكن منذر مهتماً بها ، أو حتى شاعراً بنظراتها نحوه ، بل هي لم تكن بباله مطلقاً ، على عكسها هي التي كانت تضعه موضع مقارنة صريحة مع طليقها الأسبق.
تنهدت بعمق وهي تدس الحساء الساخن في فمها. حدقت فيه حينما أردف قائلاً بجدية :
-بكرة بأمر الله هانسجل العقود في الشهر الxxxxي ، هاعدي عليكي الصبح يا ست عواطف عشان نخلص بدري

هزت عواطف رأسها بإيماءة موافقة وهي تقول :
-ماشي يا سي منذر ، اللي تشوفه

أضــاف الحاج طه قائلاً بإبتسامة إرتياح :
-مبروك علينا البيعة !

ردت عليه نيرمين بحماس :
-الله يبارك فيك يا حاج طه ، احنا منتأخرش عنك ، أؤمرنا انت بس !

التفت ناحيتها ليقول بود :
-تسلمي يا بنتي !

هتفت عواطف بإمتنان :
-سفرة دايمة يا رب ، مكانش ليه لازمة التعب ده كله

ردت عليها جليلة بود :
-دي حاجة بسيطة ، ألف هنا وشفا

أشارت أروى بيدها قائلة :
-عاوزة بطاطس يا ماما

ردت عليها أمها بنبرة عادية :
-حاضر يا حبيبتي ، خدي !

ثم صاحت بجدية وهي تشير لحفيدها:
-كل طبقك كله يا يحيى ، مش كل يوم تفوض أكلك !

هتف الصغير يحيى مردداً ببراءة :
-أنا هاخلص أكلي كله عشان مس بسمة تتبسط مني

استدار أباه ناحيته ، ورد عليه بإستنكار :
-يا سلام ، عشان خاطر الأبلة بس !

ضيقت بسمة نظراتها نحوه ، وهتفت قائلة بضيق قليل من أسلوب دياب المستفز معها :
-شاطر يا يحيى ، أهوو أنا كده هاحبك أوي

سلط دياب أنظاره عليها ، ونظر لها مطولاً وهو يقول بنبرة ذات مغزى :
-وماله ! هو يتحب بردك !

تجاهلت هي الرد عليه ، ومدت يدها في صحن الشوربة الساخن لترتشف منه القليل ، لكنها رأت بطرف عينها أعين دياب معلقة بها.
استمر هو في رمقها بتلك النظرات الغريبة وكأنه لا يخشى أن يمسك به أحد لتعمده فعل هذا ، فضيقت عيناها نحوه مستفسرة.
لم يحد بعينيه بعيداً ، وواصل تحديقه الغير مفهوم بها وكأنه يشير إلى شيء ما .. فنظرت إلى حيث مسلطة أعينه فوجدت كم العباءة غارقاً في صحنها فتلطخ بالطعام.
شهقت مصدومة ، وأبعدت الكم متحرجة مما حدث.
التوى ثغره بإبتسامة متسلية ، وأكمل تناول طعامه في صمت.
راقبت جليلة تصرفاتهما خلسة وعلى ثغرها ابتسامة عابثة نوعاً ما. لكن كان عقلها يفكر في شيء ما يخصهما ..

أضـــاف منذر قائلاً بجدية :
-احتمال أسافر الأسبوع الجاي ، الشحنة جت الميناء في بورسعيد ، ولازم حد يوقع الأوراق ويخلص كل حاجة

رد عليه أباه مشيراً برأسه :
-ماشي يا بني ! اعمل اللازم !

شـــردت نيرمين لوهلة عقب حديثهما العملي متذكرة موقف ما مرت به.
ابتلعت غصة مريرة في حلقها ، وأغمضت عيناها للحظات مقاومة تدفق تلك الذكرى المحرجة إلى عقلها ، لكنها لم تستطع ..
فما مرت به وقتها ليس بالأمر الهين ...
..................................

(((كانت لا تزال عروساً جديدة لم يمضِ على زيجتها سوى شهرين حينما قرر زوجها حاتم إصطحابها لقضاء عدة أيـــام بتلك المحافظة كهدية لعرسهما.
سعدت وقتها بتلك الرحلة القصيرة ، وظنت أنه ربما يكون تعويضاً عن ذلك الوقت البائس الذي قضته في منزل عائلته بعد ما تلقته من معاملة مهينة ، وإعتداءات يومية بالضرب والسباب على توافه الأمور.
استعدت لقضاء وقتاً طيباً لن يمحى من ذاكرتها. لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تفاجأت به بعد وصولهما بيوم برغبته في العودة إلى منزلهما.
حزنت كثيراً ، وما زاد من قهرها أنه أجبرها على فعل شيء لا تريده.
هتفت مستنكرة طلبه :
-ازاي عاوزني أعمل كده ، ده احنا ملحقناش نقضي يومين هنا

رد عليها بجمود وهو يفرك طرف ذقنه :
-دي مصلحة يا نيرمين !

صاحت به بحدة وقد جن جنونها :
-مصلحة ايه دي ، بقى انت عاوزني أشتغل في التهريب ؟ ترضهالي ؟!!!

هتف بنبرة غير مبالية :
-ده مش تهريب ، دي خدمة لواحد معرفة !

اغتاظت من رده البارد ، فهتف متساءلة بإستنكار :
-واشمعنى أنا ؟ شوفلك حد تاني غيري

أجابها حاتم بنبرة جافة :
-عشان انتي واحدة ست ، محدش هايشك فيكي ، وهاتعرفي تعدي من الجمرك من غير ما حد يمسكك !

حدجته بنظرات مستشاطة ، وردت عليه بصوت محتقن :
-وافرض اتمسكت ساعتها ؟ أروح أنا في داهية عشان صاحبك ده ! وطبعاً إنت وقتها ولا هتعرفني !

ابتسم ابتسامة صفراء وهو يرد ببرود :
-إن شاء الله مش هايحصل ، وبعدين يا ستي احنا هنطلع بمصلحة حلوة من الخدمة دي ، وكله عشانا يا نيرمو !

نظرت له شزراً قائلة بحدة :
-لأ عشانك انت ، أنا مش هستفاد حاجة خالص غير البهدلة وقلة القيمة !

ثم لوت ثغرها بامتعاض كبير وهي تضيف :
-وبعدين عيب عليك ده أنا مراتك ، ترضهالي !

تجمدت تعابير وجهه ، وقست نظراته وهو يرد عليها بغلظة :
-وأنا جوزك ، ولازم تسمعي كلامي يا مدام

كتفت ساعديها قائلة بإعتراض جلي :
-لأ ، مش هاعمل كده !

اغتاظ من رفضها الصريح ، فأمسك بها من شعرها جاذباً إياها بعنف وصائحاً بنبرة قاسية :
-غصب عنك هاتعملي ده !

ثم قبض بكفه الأخر على فكها ، واعتصره بقوة قائلاً من بين أسنانه المضغوطة :
-ولا تحبي أصبحك بعلقة زي كل يوم .. شكلك نسيتي لما بأزعل بأعمل ايه !

نظرت إليه بخوف كبير ، فهي تعلم جيداً أنه حينما تثور ثائرته ، ويفقد أعصابه ينهال عليها بكل قوته محطماً عظامها.
تأوهت من عنفه المفرط معها ، فصرخت مستغيثة :
-آآآه ، خلاص ، هاعمل اللي انت عاوزه

تعمد الضغط أكثر على فكها ليسبب لها الوجع الشديد ، وتابع قائلاً بتحذير :
-يكون أحسنلك يا مدام !

ثم أرخى قبضتيه عنها دافعاً إياها للخلف بقسوة.
حدجته بنظرات مشتعلة متمتمة من بين شفتيها بقهر :
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك !

...........................
في اليوم التالي كانت نيرمين تلف حول خصرها لفافات من الثياب المهربة بطريقة معينة كي تتمكن من إخراجهم من الجمرك دون أن يشك بها أي أحد.
ارتدت من فوقهم عباءة فضفاضة بعد أن تأكدت أنه لا يبرز منها شيء ما ..
حدق فيها زوجها بنظرات متفرسة ، ثم استطرد حديثه قائلاً بجدية :
-دول مش كفاية

استدارت نحوه هاتفة بإستنكار :
-قصدك ايه ؟ ده أنا ظبطهم كويس وآآ...

قاطعها قبل أن تكمل عبارتها مردداً بصوت خشن :
-لأ ، الحبة اللي انت حاطهم دول مايعملوش حاجة ، خدي دول كمان

نظرت إلى حيث أشار بعينيه ، فرأت ما يعادل ضعف الكمية التي تضعها حول جسدها.
شهقت مصدومة :
-كده كتير ، ده انت قاصد إن أنا أتمسك

دنا حاتم منها ، ومـــد يده ناحية وجهها ، تراجعت برأسها عفوياً للخلف متحاشية صفعته المباغتة إن قرر فعل هذا ، لكنه مسح على صدغها بنعومة وهو يقول :
-لأ يا حبيبتي ، مش هايحصل ، وبعدين لو عملتي اللي هاقولك عليه بالحرف محدش هايجي جمبك !

نظرت له بتوسل عله يتراجع عن خطته الماكرة تلك ، لكنها كانت تخاطب قلباً من صخر ، لم يشعر بها ، ولم يعبأ بحجم المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها إن قامت بتلك المجازفة.
أصابها الإحباط ، وأصبحت مضطرة لتنفيذ أمره الحاسم ...

أضافت اللفافات الجديدة حول خصرها وصدرها فبدت كما لو كان ظهرها أحدباً وذات وزن زائد لا يتناسب مع وجهها الرفيع ..

تحركت مع زوجها بخطوات متعثرة نحو بوابات الجمرك.
تسارعت أنفاسها بإرتباك كبير ، وقبضت على كفه قائلة بتوتر رهيب :
-هاتمسك يا حاتم ، بلاش منه الموضوع ده !

رد عليها بخشونة :
-اسمعي الكلام ، ومحدش هايعملك حاجة

همست بإستعطاف :
-أنا خايفة أوي ! الله يخليك يا حاتم خلينا نرجع

رد عليها بنبرة جادة وقد قست نظراته :
-انتي هتكشفينا بغباءك ! اثبتي بقى ، وامشي وانتي ساكتة !

تعثرت خطواتها وهي تواصل سيرها المرتبك ، كما نهج صدرها من الخوف الشديد.

همس لها بصوت خفيض من بين أسنانه :
-ارفعي العباية شوية ، بيني رجلك !

احتقنت نظراتها نحوه ، وعبس وجهها بشدة .. هو يريد منها أن تتعمد إلهاء الرجـــال بجذب أنظارهم إلى سيقانها المكشوفة ، كي لا ينتبهوا إلى ما تحمله من بضائع مهربة ، فتمر دون أي مشاكل خارج بوابة الجمرك.

اصطبغ وجهها بحمر جلية مستنكرة تلك النخوة والرجولة التي انعدمت من زوجها ليجبرها على فعل ذلك ، فيجعلها أنثى رخيصة في أعين الغرباء ، بل سهلة المنال ومطمع لغيره من الذئاب الجائعة فتسيل اللعاب عليها.

ضغط على كف يدها بقوة وهو يعيد أمره :
-سمعاني ، ارفعي عبايتك يا ولية !

بأصابع مرتجفة أمسكت بطرف عباءتها ، وقامت بجذبها للأعلى قليلاً لتظهر ساقيها من أسفلها.
وبالفعل حدث ما قاله زوجها ، تعلقت الأعين بهما.
رأت في نظرات الرجال المسلطة على جسدها ما جعل الرعب يدب في قلبها.
سيطر عليها شعوراً طاغياً بالخذلان والخزي ..
أدركت مدى المهانة التي أصبحت فيها وهي معها.
انكسر إحساسها بالأمان معه ، وزاد بغضها المبرر إليه.
كرهت الحياة معه ، مقتت أن تكون زوجته التي من المفترض عليه حمايتها ..

نجحت خطته ، وأفلتا من الجمارك دون كشف أمرهما ..
تنفس بإرتياح شاعراً بالفخر لتحقيقه إنجازاً كبيراً ..
سحبت هي يدها من كفه قائلة لنفسها بذل وهي ترمقه بنظرات إحتقارية :
-أقذر راجل عرفته في حياتي ! ده لو كنت راجل أصلاً ..!! )))
.........................................

أفاقت من تلك الذكرى الآليمة على صوت عواطف الهاتف بجدية :
-بنتك بتعيط يا نيرمين ، إنتي مش سمعاها ولا إيه ؟

نظرت نحوها بأعين لامعة ، ثم أخذت نفساً عميقاً ضبطت به إنفعالاتها قبل أن تجيبها بنبرة مختنقة نسيباً :
-هــه ، لأ مخدتش بالي !

هتفت أروى صائحة بحماس :
-هاروح أشوفها أنا !

ابتسمت لها نيرمين بتكلف :
-خليكي يا حبيبتي ، أنا رايحلها ، تلاقيها بس جاعت ولا حاجة !

نهضت عن الطاولة مبعدة مقعدها للخلف ، ثم حدقت في اتجاه منــذر علها تمتع نفسها بنظرات أخرى منه ، لكن حل الوجوم على قسماتها حينما لم تجد متوجداً معهم.

عبست بوجهها ، وتحركت نحو غرفة الضيوف حيث رضيعتها الغافية على الأريكة هناك.

تسمرت قدماها على عتبة الباب حينما رأت منـــذر حاملاً إياها بين ذراعيه يهدهدها بحنان كبير.
زاد لمعان عينيها ، وأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها.
التفت منذر ناحيتها قائلاً بصوت آجش :
-سمعتها وهي بتعيط فصعبت عليا

ابتسمت قائلة بحماس :
-كتر خيرك يا سي منذر ، تعبتك معايا !

رد عليها باقتضاب :
-عادي ولا يهمك !

دنت منه لتلتقط رضيعتها ، فتعمدت أن تلمس كفي يده وهي تأخذها هاتفة بسعادة :
-يا بختها ، سي منذر بنفسه بيسكتها !
استشعر الحرج من ذلك ، وتنحنح قائلاً بخشونة :
-ربنا يخليهالك !

تحرك سريعاً للخـــارج دون أن يضيف المزيد ، فهو لا يحبذ تلك النوعية من المواقف الغير مريحة بالمرة.

وضع يديه على جيبي بنطاله ليتفقد هاتفه المحمول ، فتذكر أنه تركه بغرفته ، فاتجه نحوها بخطوات ثابتة.
تابعته نيرمين بنظراتها الشغوفة ، وهمست لنفسها بتمني :
-مش كنت انت تبقى أبوها !
......................................

شــــرد لأكثر من مرة وهو يصنفر ذلك اللوح الخشبي فبدا عمله غير متقن.
اقترب منه الحاج زقزوق معنفاً إياه بغلظة :
-مش تركز يا واد ، الشغل هيبوظ منك !

انتبه لصوته الصبي حسن ، ورد عليه بضجر :
-معلش يا معلم ، دماغي مش فيا خالص ، حقك عليا !

سأله الحاج زقزوق بعدم اقتناع :
-ليه يا فالح ؟

ابتلع حسن ريقه وهو يجيبه بتلعثم :
-أصل آآ.. أصل حصل موضوع كده وآآ..

نظر له الأخير بتفرس وهو يسأله بجدية :
-في ايه يا حسن ؟ ما تقول على طول ؟

رد عليه بنبرة متوجسة :
-عارف الست صاحبة الدكان القديم اللي جتلنا هنا !

أومــأ الحاج زقزوق متساءلاً :
-اه مالها ؟

أجابه بنبرة قلقة :
-الظاهر اشتبكت مع الريس منذر وهو آآآ...

ارتفع حاجبي الحاج زقزوق للأعلى هاتفاً بتوجس :
-بتقول الريس منذر ؟

هز الصبي رأسه بإيماءة قوية وهو يتابع :
-ايوه ، وهو حبسها في الدكان وآآ..

رفع الحاج زقزوق كفه أمام وجهه صائحاً بصوت آمر :
-مالناش دعوة !

تبدلت تعابير الصبي للخوف وهو يردد بتوتر :
-بس حرام ، دي طيبة وغلبانة يا معلم ، يعني آآ...

قاطعه الحاج زقزوق بجدية وهو يشير بسبابته محذراً :
-طيبة ولا مسكينة وفي حالها ، ده يخصها هي ، واد يا حسن ، أنا مش ناقص أعلق مع الريس منذر وعيلته ، خلينا في حالنا ، هو حر يعمل اللي هو عاوزه ! وركز انت في شغلك !

.........................................
ملت من إنتظارها الذي طـــال وهي تترقب عودته إليها ، جابت بأنظارها من حولها بتوتر بائن على تعابير وجهها ، تأخر الوقت كثيراً ، وهي مضطرة للعودة إلى المنزل .

هبت واقفة من مقعدها محدثة نفسها بضجر :
-شكله نساني ، هاروح أسأل بنفسي جوا !

تحركت للداخل عاقدة العزم على إنهاء الأمر بنفسها .

أوقفت أسيف أحد العساكر متساءلة بإرتباك :
-لو سمحت أنا عاوزة اتنازل عن بلاغ عملته من بدري ، أروح لمين ؟

أشـــار لها العسكري بيده قائلاً بجدية :
-الصول هناك أهوو ، روحيله !

استدارت برأسها إلى حيث أشــار ، فرأت ذلك الصول الذي دون المحضر لها.
تهللت أساريرها المتشنجة ، وهتفت ممتنة :
-متشكرة !

أسرعت في خطاها نحوه هاتفة بإبتسامة باهتة :
-من فضلك يا شاويش

حدق فيها الصول بنظرات جامدة وهو يسألها بجدية :
-انتي تاني ؟ عاوزة ايه ؟

أجابته بصوت مرتبك وهي ترمش بعينيها :
-أنا .. انا جاية أتنازل عن البلاغ اللي عملته ، ينفع ؟

حدجها الصول بنظراته القوية قائلاً بجمود حاد :
-ده مش لعب عيال يا ست !

ضغطت على شفتيها قائلة بتوتر :
-معلش .. أنا مش حابة أتهم حد مش متأكدة منه !

عبس الصول بوجهه وهو يصيح بضجر :
-المحاضر مافيهاش معلش ، ده ورق رسمي وشغل حكومة ، يعني فيها بلاغ كاذب وحبس !

توترت من عبارته الأخيرة ، وهتفت متوسلة بنظرات راجية :
-الله يكرمك يا شاويش ، أنا مش قصدي والله ، بس مش عاوزة أظلمه !

على الجانب الأخـــر ، رأها المخبر تحدث الصول المسئول عن تحرير المحاضر فتوجس خيفة مما قد تفعله.
تابع اتصاله الملح على منذر قائلاً لنفسه :
-فينك بس يا ريسنا !
...................................

ولج إلى داخل غرفته باحثاً عن هاتفه المحمول الذي لم يتوقف عن الرنين .
وجده على التسريحة ، فالتقطه بيده ، وحدق في شاشته.
قرأ إسم المخبر صادحاً ، فأجاب عليه تواً :
-ألو

أتاه صوته المزعوج هاتفاً :
-ريس منذر ، الحمدلله إنك رديت

تجمدت تعابير وجهه وهو يتساءل بإهتمام :
-خير في ايه ؟

أجابه المخبر بجدية :
-البت إياها يا ريس ، اللي قدمت فيك البلاغ ، موجودة من بدري في القسم ، والظاهر كده عاوزة تشوف المحضر اتعمل فيه ايه

احتدت نظرات منـــذر ، وتصلبت قسماته وجهه إلى حد كبير.
رد عليه بصوت قاتم رغم هدوئه وقد ضاقت نظراته للغاية :
-خليها تعمل اللي هي عاوزاه ، وأنا هاتصرف معاها

أضاف المخبر قائلاً بحذر :
-تمام يا ريسنا ، أنا قولت أعرفك باللي حصل

رد عليه منذر باقتضاب:
-ماشي ، روح شوف شغلك ، ولو جد حاجة عرفني !

هتف المخبر بحماس :
-انت تؤمر يا ريس !

أنهى منــذر المكالمة معه ، ثم نفخ بصوت مسموع مغتاظاً من عنادها الأحمق ..
كور قبضة يده ضاغطاً على أصابعه وهو يحدث نفسه بنبرة محتقنة :
-مابقاش ورايا إلا انتي وبس يا بنت رياض !
.........................................

ذرع الرواق – ذو الإضاءة القوية – ذهاباً وإياباً وهو يضغط على رأسه بخوف كبير.
توقف عن الدوران ، واستند بظهره على الحائط معلقاً أنظاره على ذلك الباب المتحرك.
أغمض عيناه بصعوبة معيداً في ذاكرته مشهد رؤيتها غارقة في دمائها بعد إعتدائه الوحشي عليها.
فتح جفناه سريعاً ، وزفر بقلق فاركاً وجهه بعصبية ..

التفت برأسه للجانب الأخر حينما سمع صوتاً مألوفاً يناديه :
-مــــــــــازن !

ارتسمت علامات الإندهاش على محياه عندما رأى أخاه الأكبر متواجداً مع أبيه.
ســـار ناحيته هاتفاً بعدم تصديق :
-مجد ! حمدلله على سلامتك ، كفارة يا أخويا

احتضنه أخاه بذراعيه مرحباً به ، وربت على ظهره قائلاً بصوت آجش :
-الله يسلمك

ثم تراجع للخلف ليرمقه بنظرات غريبة وهو يقول :
-اجمد ياض في ايه ؟ إنت هاتعيط !

ضغط مازن على شفتيه محاولاً السيطرة على توتره المفرط ، بينما تابع مجد حديثه الجامد :
-هي مراتك أول واحدة تتعب ، مافي نسوان كتير زيها !

نظر له مازن بنظرات زائغة وقد بدا غير طبيعي بالمرة.
تساءل مهدي بقلق :
-ايه اللي حصل يا مازن ؟ أنا مفهمتش منك حاجة في التليفون !

أجابه ابنه بإرتباك كبير :
-أنا معرفش عملت كده إزاي ، بس .. بس والله غصب عني ، هي اللي عصبتني !

اتسعت مقلتي مهدي بتوجس بائن ، وهتف صائحاً بنفاذ صبر :
-ما تنطق ، عملت ايه معاها ؟

ســــرد مازن على عجالة ما دار مع زوجته ، وما إرتكبه من تهور طائش قد أدى إلى حدوث نزيف دموي لها.

زاد الوجوم على وجه مهدي وهو يصيح مستنكراً :
-الله يخربيتك ! إنت عملت مصيبة ووقعتنا مع شادية ! امتى بس هاتفكر بعقل وترحمنا من بلاويك !

رد عليه مازن بتبرم :
-جرى ايه يا حاج ،ده وقت تقطيم !

أضـــاف مجد قائلاً ببرود وقد بدا غير متأثر بما صــار لزوجة أخيه :
-بالراحة يا أبا عليه ، مراته وبيعلمها الأدب ، مغلطش يعني ! حقه !!!

نظر له مهدي شزراً ، وهتف بحدة :
-اسكت انت يا مجد ، أخوك مش ناوي يجيبها لبر أبداً !

ابتلع مازن ريقه متمتماً بخفوت :
-ربنا يستر بس وما يتفتحش سين وجيم في الموضوع ده ، أنا خايف من كده !

حذره أخـــاه بجدية صارمة :
-اياك تنطق بحرف ، خليك على وضعك !

أضاف والده بتوجس :
-أنا هاكلم المحامي وأشوف هايقولي ايه

في تلك اللحظة خرجت الطبيبة من داخل غرفة العمليات ممررة أنظارها على ثلاثتهم وهي تقول بنبرة عملية :
-حضراتكم قرايب المدام

رد عليه مـــازن بإيماءة واضحة وهو يقترب منها :
-أيوه ، أنا .. أنا جوزها !

ضغطت الطبيبة على شفتيها قائلة بحزن مصطنع :
-للأسف ملحقناش الجنين ، المدام أجهضت !

حدق فيها مــــازن بجمود وهو يقول بصدمة :
-يعني .. يعني الواد نزل

حاوط مهدي ابنه من كتفه ، ووقف مجد إلى جواره ..
بينما تابعت الطبيبة قائلة بصعوبة :
-ايوه ، وللأسف صعب المدام تحمل تاني ، حصل تهتك في جدار الرحم ، واضطرينا نستأصل جزء منه !

حلت الصدمة على أوجــــه الجميع عقب تلك العبارة المفجعة .. ولم يصغ ثلاثتهم إلى تبريرات الطبيبة الطبية لأسباب تدخلها الجراحي ، فقد كان عقلهم مشغولاً بتبعات ما سيحدث لاحقاً .. خاصة مـــــــــــازن ..
...........................................


تنهدت بإرهــــاق وهي تسير بخطى بطيئة عائدة إلى المنزل.
لم تظن أنها ستتمكن من إقناع الصول بالتراجع عن المحضر دون التسبب في أذى لها.
وضعت يدها على عنقها تفركه بحركة خفيفة ، وتحركت بثبات نحو مدخل البناية .

دومًا كانت تتحشى النظر إلى تلك البقعة تحديداً ..
لا يزال أثرها الجاف باقياً رغم مرور فترة على حادثة موتها.
شعرت بغصة قوية في قلبها ، وأدمعت عيناها تأثراً بذكراها التي لم تفارقها.
أغمضت عيناها مانعة نفسها من البكاء وهي تسرع في خطواتها نحو الدرج.
تنفست بعمق وأخرجت من صدرها تنهيدة تحمل الكثير مما في صدرها.

وصلت إلى الطابق المتواجد به منزل عمتها ، ودقت الباب عدة مرات منتظرة فتحه.
مرت عدة لحظات دون أن يأتيها أي رد من الداخل.
مالت برأسها عليه ، ودقت مرة أخرى بعد أن قرعت الجرس.
مازال الصمت هو سيد الموقف.
انتابها القلق ، وتساءلت مع نفسها بحيرة :
-مش معقول يكونوا ناموا ! شكلهم مش في البيت !

عضت على أناملها تفكر في سبب غياب عمتها وابنتيها عن المنزل .. ثم تلفتت حولها بنظرات حائرة تفكر فيما ستفعله ريثما يعدن من الخـــارج.

تنهدت بتعب وقررت الجلوس على الدرج.
إستندت برأسها على مرفقها ، وأخذت تفرك بيدها جبينها ..
كان اليوم ثقيلاً عليها محملاً بالكثير من الأحداث ..

انتفضت في مكانها مذعورة حينما سمعت صوت باب ما يفتح فجأة ..
هبت من مكانها واقفة ، وأمسكت بالدرابزون لتنظر إلى الأسفل.
رأت إحدى الجارات وهي تلج من منزلها لتنفض إحدى السجاجيد.
رفعت الجارة خضرة بصرها للأعلى لتجد تلك الشابة محدقة بها.
رسمت على ثغرها ابتسامة ودودة وهي تهتف قائلة :
-ازيك يا بنتي ، عاملة ايه دلوقتي ؟

ردت عليها أسيف بإبتسامة باهتة :
-الحمدلله !

تابعت الجارة خضرة قائلة بحماس :
-أنا دايماً بسأل عليكي عمتك ، وهي بتطمني عليكي

ردت عليها أسيف بإيجاز :
-الله يكرمك

حافظت خضرة على ابتسامتها العريضة وهي تضيف :
-ماشاء الله ، شكلك اتحسن عن الأول ، أنا جيت أشوفك أيام عزا المرحومة أمك ، بس انتي يا حبة عيني مخدتيش بالك مني !

ضغطت أسيف على شفتيها مرددة بهدوء :
-معلش !

سألتها خضرة بفضول وهي تعقد ما بين حاجبيها :
-انتي واقفة كده ليه صحيح ؟

أشارت أسيف بسبابتها للخلف وهي تجيبها بعفوية :
-محدش موجود جوا

وضعت خضرة إصبعيها على طرف ذقنها قائلة بإستنكار :
-ايه ده ، هي لسه عمتك مجاتش من عند الست جليلة ؟

تفاجأت أسيف مما قالته ، فهي لم تتوقع قيام عمتها بتلك الزيارة الغريبة خاصة بعد الخلافات التي سادت مع عائلة منذر ...

أكملت خضرة حديثها موضحة بسجيتها :
-أصلها كانت رايحة عندهم من بدري ، انتي عارفة بقى هما معارف في بعض !

ابتسمت بتكلف وهي تقول بود :
-بس زمانتها على وصول ، تعالي عندي يا بنتي شوية بدل ما تفضلي على السلم كده !

ردت عليها أسيف بتجهم قليل :
-كتر خيرك ، أنا هستناها هنا !

استنكرت خضرة رفضها قائلة بإصرار:
-مايصحش ، ده انا زي خالتك ، تعالي يا حبيتي !

هزت أسيف رأسها نافية وهي تصر على رأيها :
-شكراً ، أنا مش عاوزة أضايق حضرتك !

ردت عليها خضرة بعبوس :
-مضايقة ايه بس ، ده احنا كلنا جيران وعيلة !

ابتسمت لها أسيف قائلة بتهذيب :
-الله يكرمك يا رب

تابعت خضرة حديثها الجدي هاتفة :
-بالحق عاوزاكي تقولي لعمتك حاجة لأحسن نسيت أقولهالها !

نظرت لها أسيف قائلة بإهتمام :
-اتفضلي

أوضحت خضرة غرضها مشيرة بيدها :
-في مشتري لعفش نيرمين اللي متساب في الحوش ، واحد ابن حلال عاوز يشتريه بسعر كويس !

بدت أسيف متفاجئة إلى حد كبير بعد جملتها تلك ، ورددت بصدمة ملحوظة :
-عفش نيرمين !

تردد خضرة في إخبارها أن ذلك الأثاث هو المتسبب في وفاة والدتها .. ورغم ذلك ردت بإرتباك قليل :
-ايوه ، اللي آآ.. يعني وقع على المرحومة ، ماهو كان محطوط تحت وقت اللي حصل ، ربنا يرحمها !

حل الوجوم المصحوب بالذهول التام على تعابير وجهها ..
فوقت حدوث تلك الفاجعة لم تتقبل أسيف بسهولة ما أصاب أمها الحبيبة .. ولم يأتِ بمخيلتها مطلقاً أن يكون المتسبب في مقتل غاليتها هو أثاث تلك الجاحدة التي تعاملها بسوء من أول لحظة رأتها فيها.
بل لم تعوضها بعد ذلك عن هذا ، واستمرت في الإساءة إليها وإهانتها بشتى الطرق.

أظلمت نظراتها ، وغلت الدماء في عروقها.
تهدجت أنفاسها ، وتشنج جسدها ، ثم صاحت متسائلة بنبرة تحولت للإحتقان :
-بتقولي ايه ؟ هو كان .. عفش نيرمين ..................................... ؟!!!
..................................................



منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 07:48 PM   #265

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل السابع والثلاثون :

تجمدت لوهلة في مكانها محاولة استيعاب الأمر من كافة الزوايا والاتجاهات فتحول صوت تلك الجارة تلقائياً إلى الصمت رغم تحرك شفتيها
بدت كالصنم وهي تستعيد شريط ذكرياتها سريعاً ...
وفـــاة والدها الذي أحبته حباً جماً ، وصدمتها الكبرى لرحيله المفاجيء.
رغبتها في زيارة عمتها والتودد إليها لتعيد صلة الرحمة وحبائل الود مع عائلتها بعد تلك القطيعة التي دامت لسنوات ..
ما تلاها من إلحاحها على والدتها في السعي لعلاجها.
ثم إستجابة أمها المتوفاة لرجائها ، وذهابهما للمشفى.
وهناك تلقت صدمة أخرى في عدم وجود علاج مناسب لحالتها اليائسة.
ورغم ذلك لم تستسلم ، وتعهدت لها بالبحث عن مركز أخر أكثر تخصصاً ..
لبت أمها رغبتها في مقابلة عمتها ، وتوجهت معها إلى منزلها حيث قدرها المحتوم.
تركتها بالأسفل لتصعد بشغف لرؤيتها لكن في لحظة واحدة إنهار كل شيء ، وتبخرت الآمال ، وتحولت حياتها إلى معاناة لا تنتهي ...
-انتي كويسة يا بنتي ؟
أفاقت من شرودها الجامد على صوت الجارة خضرة التي وضعت كفها على ذراعها لتهزها قليلاً بعد أن لاحظت الوجوم الذي حل عليها.

ضاقت نظرات أسيف ، واكتفت برمقها بنظرات أخيرة غير مفهومة بالنسبة لها قبل أن تتركها وتكمل هبوطها على الدرج.
أصبحت متخبطة للغاية في أفكارها ، مشاعرها غير مرتبة ، مزيج بين الغضب والحنق ..
هي أتت إلى هنا بدافع القرابة وصلة الرحم ، وفي المقابل تعرضت للمهانة والإساءة وخسارة الأعز إلى قلبها.

وصلت إلى المدخل حيث الأثاث الموثوق ..
نظرت إليه بأعين حمراء مليئة بالحنق والضيق.
ضغطت على شفتيها بقوة ، وقاومت تلك الرغبة التي تعتريها لتحطيمه.
ظنت أنها تخطت تلك المرحلة الآليمة من حياتها ، لكن تعود ذكراها الموجعة دومًا إليها لتنغص عليها هدوئها المؤقت.

شعرت بالإختناق ، بعدم قدرتها على التنفس بصورة طبيعية ، فركضت خارجة من البناية وهي تنتوي تنفيث تلك الشحنة المتأججة بداخلها ..
هي عقدت العزم على الذهاب إلى حيث تتواجد عمتها الآن ، عليها أن تتواجه معها ، وتضع الأمور في نصابها الصحيح ..

وقفت للحظات في مكانها حائرة ، هي لا تذكر الطريق إلى منزل عائلة حرب ، فسألت المارة عن عنوانهم ، وبالطبع لم تحتاج إلى أي مجهود للوصــول إليهم ، فمكانهم معروف للجميع.
.......................................


انتهى الجميع من تناول الطعام ، فنهضت نيرمين أولاً لتجمع الصحون المتسخة عن الطاولة . انزعجت جليلة من تصرفها قائلة بحرج وهي تشير بيدها :
-اقعدي يا بنتي ، مايصحش كده

ردت عليها نيرمين بحياء زائف :
-ودي تيجي بردك يا خالتي ، كتر خيرك تعبناكي معانا

أضـــاف الحاج طــه قائلاً بإعجاب من تصرفات نيرمين :
-ماشاء الله عليكي ، عرفتي تربي يا عواطف !

ردت عليه عواطف بإبتسامة لبقة :
-الله يكرمك يا حاج طه !

وقفت بسمة هي الأخرى في مكانها ، ورصت الأطباق الفارغة فوق بعضها البعض وقربتهم من أختها .. ثم تحركت للجانب قليلاً ..

اقترب منها دياب بحرص وهو يداعب رأس ابنه الصغير ، ثم همس لها بصوت التقطته أذنيها :
-طبعاً إنتي معفية من الخدمة

رفعت عيناها لتنظر إليه بجمود وهي ترد بإرهاق :
-كفاية عليا اللي بأشوفه في المدرسة

مط فمه مبتسماً ، ثم تابع بصوت خافت :
-لأ ولسه اللي هاتشوفيه معانا هنا !

لم تفهم المقصد من جملته الغامضة تلك .. لكن نظراته نحوها أزعجتها إلى حد ما ..
هي مدينة له بمعروفه معها ، ولم تنكر هذا ، لكن هذا لا يعطيه الحق للتدخل في شئونها أو فيما يتعلق بعملها ..
لم يضف المزيد وتركها وانصــرف مع صغيره للداخل.

وضعت نيرمين الصحون بالمطبخ ، ورفضت جليلة بشدة أن تقوم بغسلها.
أبعدت يديها عن المرحاض قائلة بنبرة محتجة :
-والله ما يحصل ، ده انتي ضيفتي

ردت عليها نيرمين بإلحاح :
-ده أنا في بيت خالتي ، يعني مش حد غريب !

ابتسمت لها جليلة بود وهي تربت على كتفها :
-تسلمي يا حبيبتي ، روحي بس نشفي ايدك وشوفي بنتك

تمنت نيرمين لو رأت غرفة منذر من الداخل ، لكن بالطبع تنفيذ تلك الرغبة بالأمر اليسير ، ومع ذلك لن تيأس من محاولة عرض المسألة بصورة طبيعية .. لذلك تحججت قائلة بحرج مصطنع وهي تخفض رأسها للأسفل :
-طب ينفع يا خالتي أخش أي أوضة كده لأحسن الحمام مشغول ، و..آآ.. يعني عاوزة أساوي هدومي وأغير لبنتي وآآ..

برقت عيناي جليلة بوميض عجيب ، وفكرت هي أيضاً في استغلال الموقف لصالحها ، وجعلها ترى غرفة منذر ، فهي تود أن تقرب بين الاثنين بصورة أو بأخرى ..
هزت رأسها بإيماءة كبيرة وهي تقول بإبتسامتها العريضة :
-اه يا حبيبتي ، وماله ، ايه رأيك في أوضة منذر ؟ هو زمانته لبس ! وهي تلاقيها فاضية !

تقوس فم نيرمين بإبتسامة عابثة ، واعترضت بصوت خفيض :
-لا مافيش داعي ، خليه على راحته

تأبطت جليلة في ذراعها قائلة بإلحاح :
-لالالا ، تعالي .. !
قاومت نيرمين رغبة عارفة في الرقص طرباً لتحقيق حلمها .. وســارت ببطء متعمد لتظهر حرجها من الموقف برمته ..
.....................................

اقترب من مكتب الصول المسئول عن تسجيل المحاضر ، ووضع أمامه زجاجة مشروب بارد ، ثم استطرد حديثه متساءلاً بمكر :
-ايه أخبار المحاضر يا شاويشنا ؟

نزع الغطاء عن الزجاجة ، وارتشف محتوياتها دفعة واحدة ، ثم تجشأ قائلاً :
-زي كل يوم ، فلان ضرب ،وعلان شتم ، وده سرق ، يعني تشكيلة محترمة !

هز المخبر رأسه بتفهم وهو يضيف :
-أها .. مافيش راحة خالص !

رد عليه الصول قائلاً بنبرة منهكة :
-ايوه ، طالع عيني من الصبح !

حك المخبر جبينه بأظافره المتسخة قائلاً بلؤم :
-على كده كان في واحدة معرفة المدام شوفتها هنا ، كانت جاية تسأل عن محضر

ضيق الصول نظراته إلى حد ما وهو يسأله بإهتمام :
-واحدة مين دي ؟

فرك المخبر طرف ذقنه بيده وهو يجيبه بفتور :
-هي اسمها أسيف ، بتقول حد سرقها !

حرك الصول رأسه بإيماءة واضحة وهو يقول :
-أها .. افتكرتها البت دي ، ماهي اتنازلت عن المحضر خلاص !

ارتسمت علامات الذهول على وجهه ، وهتف بنزق :
-اتنازلت ؟ انت بتكلم جد ؟

تابع الصــول موضحاً وهو يمسح أسنانه بلسانه :
-ايوه ، باينه بلاغ كيدي وخافت لأتقع في مشاكل ، وفضلت تسترجاني عشان آآ.......

شرد المخبر في تفكيره ، ولم ينتبه لباقي حديثه الغير مهم ، وحدث نفسه قائلاً
-يا بنت اللذينة ، وأل أنا اللي كنت مفكرها جاية تسأل عنه ، أما أتصل بالريس منذر أبلغه بده !

ابتسم إبتسامة صفراء ، وأردف قائلاً بتثاؤب وهو يلوح له بيده :
-طب يا شاويشنا ، الله يعينك ، هاروح أنا أشوف اللي ورايا

رد عليه الأخير باقتضاب :
-ماشي !
........................................
ولجت نيرمين إلى داخل غرفة منذر حاملة رضيعتها على كتفها.
أوصدت الباب خلفها ، وتأملت المكان بنظرات مطولة..
تنهدت بعمق وهي تمرر أنظارها على متعلقاته الشخصية.
برفق شديد أسندت ابنتها على الفراش ، ثم اعتدلت في وقفتها واضعة يديها على منتصف خصرها.
تلفتت حولها بنظرات شمولية ممتعة عينيها بكل ما يخصه.
بدا الإعجاب ظاهراً على محياها وهي تقول لنفسها :
-يا سلام لو كانت دي أوضتي !

اقتربت من خزانة ملابسه ، وفتحت ضلفته بهدوء لتتفقد محتوياتها
تحسست ملمس ثيابه بأناملها ، وقربت إحداهم من أنفها لتشم رائحتها ، ثم أعادتها إلى مكانها ، وأغلقت الضلفة بحذر ..

انتفضت في مكانها مفزوعة حينما رأته يفتح الباب على حين غرة.
تفاجيء منذر بوجودها ، وأخفض نظراته قائلاً بعبوس :
-لا مؤاخذة ، مكونتش أعرف إنك لسه هنا، أمي قالتلي إن الأوضة فاضية

تنحنحت بخفوت وهي ترد بتلعثم :
-مـ.. معلش ، كنت بـ..بأدور على مناديل ، اه مناديل لبنتي !

أشـــار لها بعينين جامدتين نحو المرآة قائلاً :
-هناك على التسريحة !

ابتسمت قائلة بحماس :
-أها ، تسلم ، ومتشكرين على العزومة ، دايماً عامر يا رب

استدار للجانب ليستند بمرفقه على مقبض الباب ، ورد عليها باقتضاب وهو يحك طرف أنفه :
-العفو !

دنت من الفراش مجدداً ، ومسحت وجه رضيعتها بالمنشفة الورقية قائلة بنعومة :
-أنا خلصت خلاص ، معلش عطلتك يا سي منذر

رد عليها بحذر وهو قاطب جبينه :
-خدي راحتك !

ثم اتجه للخـــارج محدثاً نفسه بامتعاض :
-مش عارف دماغك بتفكر إزاي يا حاجة جليلة !
........................................

وصلت إلى المشفى غير مصدقة تلك المكالمة الهاتفية التي تلقتها من الحاج مهدي يبلغها فيها أن ابنتها في العناية المركزة تعاني من فقدان جنينها ، ومن انتقاص أنوثتها ..
حدقت في أوجه ثلاثتهم بنظرات مشتعلة صارخة فيهم بهياج :
-مش هاسيب حق بنتي ، هادفعك التمن يا مــازن

رد عليها مهدي بتوجس :
-بالراحة يا شادية ، الأمور ماتتخدتش قفش كده !

التفتت ناحيته صائحة بصوت هادر متعصب :
-بقى حياة بنتي بالساهل عندكم ؟

ثم استدارت ناحية مازن لتوجه تهديدها الصريح له قائلة :
-هاتشوف أنا هاعمل ايه فيك ، هادخلك السجن ، هاعلقك على المشنقة

نظر لها مازن بخوف بائن .. ولم يعلق على تهديداتها العنيفة.

انزعج مجد من ثورتها الهائجة وظل يطالعها بنظرات خاوية ..
توسلها مهدي بتوتر ظاهر في نبرته :
-يا شادية اهدي ، كل حاجة وليها حل ، بس آآآ...

قاطعته بإنفعال جلي ملوحة بذراعها في الهواء:
-حل بعد ما ضيع ابنك بنتي !

في تلك اللحظة تدخل مجد في الحوار قائلاً بصوته الخشن :
-شوفي يا حاجة شادية ، شكلك نسيتي انتي بتتعاملي مع مين

التفتت ناحيته ، وانفرجت شفتاها لتتفوه بشيء ما لكن أخرسها مجد قائلاً بشراسة مشيراً بسبابته :
-وقبل ما تفتحي بؤك وتنطقي بحرف زيادة اسمعيني للأخر !

توجس والده خيفة من تطور الأمر للأسوأ ، فأردف قائلاً بتحذير :
-بالراحة يا مجد

رد عليه ابنه البكري بتهكم دون أن يحيد بنظراته الحادة عن وجه شادية :
-ده أنا واخدها على حجري خالص !

استشاطت هي من استهانته بما صار لابنتها واستخفافه بالأمر ، فصاحت بصوت متشنج
-فكرك بالزعيق ده هاخاف منك يا مجد ! يبقى انت متعرفنيش كويس !

رد عليها بنبرة غير مبالية وهو يبتسم بإستخفاف :
-الزعيق والصويت سايبينوه للنسوان !

احتدت نظراتها ، واصطبغ وجهها بحمرة مغلولة.
تابع هو قائلاً ببرود مهدد :
-بس خدي عندك بلاغ شرف هانقدمه في القسم ضد المحروسة بنتك !

اتسعت عيناها بإندهاش مريب ، وهتفت مصدومة :
-ايه ؟

تفاجيء مهدي بما صرحه ابنه ، وابتلع ريقه بقلق .. بينما تجمدت تعابير وجه مازن وبدا مشدوهاً بما يحدث من حوله عاجزاً عن فهم أي شيء ..

أوضح مجد مقصده قائلاً بنبرة جافة :
-جوزها راجع يا عيني من شغله بعد تعب وشقا طول اليوم ، قام ايه لاقاها في السرير في بيته مع عشيقها ، ودول يا مكترهم !

برزت عروق جبين شادية بوضوح ، وصرخت مستنكرة إتهامه الباطل :
-انت انسان قذر و....... ! أنا ورايا رجالة وصعايدة ياكلوا لحمك ني لو فكرت تفتري على بنتي !

فغر مجد فمه لتظهر ابتسامة واثقة مغترة وهو يرد بهدوء مريب :
-هاتيهم ، يا مراحب بالضيوف ، بس تفتكري هايصدقوكي ، جوزها دمه حامي ، ماستحملش يشوفها في حضن واحد تاني ! فاتعامل معاها ، وكله بالقانون !

ثم مال برأسه ناحيتها ليضيف بنبرة دنيئة وهو يغمز لها :
-ده بالعكس يمكن يدبحوها ويغسلوا عارهم ! يا حرام ، كله إلا الشرف !

دفعته من كتفه بعنف قائلة بعصبية :
-إنت شيطان !!

هز رأسه مستنكراً عبارتها ، وصحح لها قائلاً ببرود :
-لأ عندك ، ده الشيطان تلميذي !

صُدم مهدي في تفكير ابنه الذي تبدل كثيراً للعدائية المفرطة ، بل وأصبح أكثر سوءاً ، وخطورة على من حوله ..

أكمل مجد حديثه بصوتٍ آجش :
-وعشان نكون حقانيين بنتك هتاخد حقها ، وهنديها فلوس تعويض ، مليون جنية كاش !

وكأنه يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف ، فضغط بكلماته المنتقاة على وترها الحساس ، فشهقت بعدم تصديق بعد أن ارتفع حاجباها للأعلى :
-مـ.. مليون جنية !

تفاجيء مازن من عرض أخيه الصادم ، ورد مستنكراً حجم المبلغ النقدي الضخم :
-ايييه ، ليه يعني ؟

التفت مجد ناحيته ، وحدجه بنظرات قوية محذراً :
-ششش ، اسكت انت !

لم يستطع الحاج مهدي أن يفهم فيما يفكر ابنه تحديداً ، لكن على الأرجح هو يحاول شراء صمت شادية وابنتها بالأموال ليضمن سلامة أخيه الأصغر وعدم تعرضه للمساءلة القانونية ..

أفاقت شادية من ذهولها المؤقت ، وترددت للحظة في قبول عرضه ،
ابتلعت ريقها بتوتر ، وصاحت رافضة رغم تخبط فكرها :
-عاوزني أبيع بنتي ؟

صحح لها قائلاً بجمود :
-مش بيع ، ده تعويض ، مليون جنية عداً ونقداً ، وانتي اختاري ! الفلوس أو سمعة بنتك !

نظرت إليه بحيرة عاجزة عن الرد عليه في الوقت الحالي ، لكن في الأخير عليها أن تقرر أيهما ستختار ..
تأكد مجد من نظراتها تلك أنه أصابها في مقتل ، وسترجح الكفة لصالحه .. فهو يفهم جيداً في تلك النوعية من النساء العاشقات للمــال ..
التوى فمه بإبتسامة ماجنة لم يبذل جهداً في إخفائها ..
.........................................

دون عناء يذكر ، وصلت أسيف إلى بنايتهم .
استندت بكف يدها على إحدى اللوحات الإعلانية على الرصيف المقابل لها ، ثم رفعت أنظارها للأعلى لتحدق بالشرفات المتعددة وهي تنهج بشدة.
كان متحفزة للغاية ، تنتوي أن ترد الإساءة التي لحقت بها وتقتص لحق والدتها ..

في نفس التوقيت استعدت عواطف وابنتيها للرحيل ..
احتضنت جليلة نيرمين بذراعيها ، وقبلتها من وجنتيها مودعة إياها بحزن مصطنع :
-والله كان نفسي تقعدوا أكتر من كده

ردت عليها الأخيرة بضجر قليل :
-تتعوض يا خالتي تاني ، دي زيارة مش محسوبة !

هتفت عواطف قائلة بإمتنان :
-تسلموا على تعبكم معانا طول اليوم

ردت عليها جليلة بعتاب وهي تعبس بوجهها :
-تعب ايه بس ، ده البيت نور بيكم !

أضـــاف الحاج طه قائلاً بجدية :
-روح يا منذر وصل الجماعة !

رد عليه بهدء :
-أكيد هاعمل ده ، مش هانسيبهم يروحوا لوحدهم !

ردت عليه نيرمين بإبتسامة رقيقة وهي ترمش بعينيها :
-ربنا يخليك لينا يا سي منذر !

ودعت جليلة بسمة قائلة بتأكيد :
-هستناكي تيجي للدرس ، العيال مابيفهموش إلا منك !

ابتسمت لها بسمة بتكلف وهي تقول :
-إن شاء الله

هتف دياب قائلاً بصوت مرتفع مشيراً بذراعه :
-أنا نازل معاك يا منذر ، هاروح الوكالة شوية

التفتت بسمة ناحيته ، ونظرت له بغرابة ، ثم ضغطت على شفتيها لتتمتم بكلمات مبهمة لم يستطع هو فهمها ..

خرجت نيرمين من المنزل متعجلة في خطواتها لتلحق بمنذر الذي سبقها نازلاً على الدرج بخطوات سريعة نسبياً من أجل تجهيز سيارته لإيصال عائلة عواطف ..
في نفس اللحظة كانت أسيف ممسكة بالدرابزون ومتأهبة للصعود عليه..

تجمدت قدماها في مكانها حينما رأته مقبلاً عليها ، بينما تفاجيء منذر من وجودها أمامه ..
لم يختلف حالها كثيراً عنه ..
هتف متساءلاً بتوجس جاد :
-انتي ؟ في حاجة حصلت ؟

ضاقت نظراتها نحوه ، لكنها تحولت للإحتقان عندما وقعت عيناها على صاحبة الطيف الذي ظهر من خلفه.

تجهم وجــــه نيرمين بشدة ، وأظلمت عيناها لمجرد رؤيتها لتلك التعيسة أمامها ، فهتفت بنزق :
-جاية ليه ؟ في نصيبة تانية عملتيها ؟

تفاجيء منذر من سؤالها القاسي ، ورمقها بنظرات متعجبة.
تداركت الأخيرة الموقف قبل أن يعتقد فيها السوء ، وتفسد أحلامها تماماً ، فتابعت مصححة :
-جاية تأذي ولاد الأصول اللي مادين ايدهم لينا وبيساعدونا ؟ مش قادرة تحسي بتعبهم عشانا ؟

لم تتحمل أسيف حماقاتها ، فصاحت بها بصوت متشنج :
-انتي مجرمة ، عارفة ده ولا لأ ؟

اندهش منذر من جملتها المهينة ، وتساءل بعدم فهم موزعاً نظراته بينهما :
-هو في ايه حصل بينكم ؟

تجاهلت أسيف سؤاله ، وانفعلت قائلة :
-كنتي عارفة إنها ماتت بسبب عفشك ورغم كده بهدلتيني !

شهقت نيرمين متعمدة صدمتها ، ووضعت يدها على فمها قائلة بإستنكار :
-أنا ؟ حرام عليكي ، ايه الافترا ده ؟ أنا غلبانة ! ده نصيبها

تابعت أسيف قائلة بصوت شبه مختنق :
-و بدل ما تطبطبي عليا ، وتخديني في حضنك عاملتني معاملة زفت ، وكرهتيني في كل حاجة ، مكانش في قلبك ذرة شفقة ليا !

إدعت نيرمين ذرفها للعبرات ، وأشارت بيدها وهي توجه حديثها لمنذر :
-ليه بتكدبي ؟ شايف الظلم بعينك يا سي منذر !

استنكرت أسيف كذبها الغير مقنع ، وصاحت بعصبية وقد تلون وجهها بحمرة غاضبة :
-استحالة تكوني زي البشر ، إنتي واحدة معندكيش رحمة ، عمرك ما اتعاطفتي معايا ،جاية دلوقتي تعيطي ؟

لم تجب عليها نيرمين ، بل تعمدت توجيه حديثها لمنذر هاتفة بصوت شبه باكي :
-أنا ماليش ذنب ، شاهد يا سي منذر بتتهمني بإيه !

واصلت نواحها الزائف وهي تهدهد رضيعتها قائلة :
-طب أنا هاعمل ايه ان كنت مظلومة ، والدنيا جت عليا ، أه ده عفشي ، بس دي إرادة ربنا ، عمرها ! واحنا وقفنا جمبها ، ده .. ده أنا بأعتبرها زي أختي !

اقتربت منها أسيف صارخة بحنق :
-كل اللي بتعمليه ده مش مصدقاه ، دموع التماسيح دي ممكن تخدع أي حد إلا أنا !

بكت نيرمين بأنين مصطنع وهي تضيف :
-حرام عليكي ، طب حسي بالبت اللي على كتفي ، هو أنا مش أم ؟ ازاي تقولي عني كده

اغتاظت أسيف من كذبها المقيت ، فمدت يدها لتمسك بها من ذراعها ، فصرخت الأخيرة مستغيثة وهي تتراجع للخلف بسرعة :
-حوشها عني يا سي منذر

اضطر هو أن يتدخل بينهما ، ووقف حائلاً بجسده ليمنع وصولها إليه ..
صاحت به أسيف بحدة :
-ابعد عني ، أنا ليا لي حساب معاها

رد عليها منذر بجمود :
-مالكيش دعوة بيها

هتفت نيرمين من وراءه بإستجداء وهي تضع يدها على كتفه :
-احميني يا سي منذر ! هي مدت ايدها عليا قبل كده ، حتى إسأل أمي ، وكانت هتدبحني ، دي .. دي مجنونة !

تعجب كثيراً مما سمعه ، والتفت برأسه لينظر إلى أسيف بذهول تام ..
هتفت هادرة بصوتها المهتاج :
-أنا مش مجنونة ، ويا ريتني أقدر أطولك !

شعر منــذر أن الصراع بينهما قد تأجج وبلغ ذروته ، فأراد أن يدير دفة المواجهة نحوه ، فهتف ببرود متعمداً تشتيت انتباه أسيف :
-مش تباركلينا ، عمتك باعت حصتها في الدكان ، وأنا اشتريت !

اتسعت عيناها الحمراوتين بصدمة جلية ، وتراجعت خطوة للخلف غير مصدقة ما حدث ..
ظلت أنظارها اللامعة بوميض الغضب متجمدة عليه .
فلم يمضِ سوى ساعات على مواجهتها معه ، وها هو شرع في تنفيذ مخططه في الإستيلاء على دكانها ..
شعرت بالسذاجة وبمدى حمق تفكيرها.
ظنت أنها بتنازلها عن المحضر ستؤجل انتقامه ، بل ربما تثنيه عن هذا ، لكنها كانت مخطئة.
إهتزازة قوية أثرت عليها ، وجعلتها في حالة غير متزنة ، إنه ذلك الشعور بالعجز والإحباط الذي يتملك منك ويقضي رويداً رويداً على روحك الحسية ...
جاهدت أسيف لتتماسك أمامهما ، وأشارت بسبابتها قائلة بنبرة منهزمة :
-كلكم عاملين الفيلم ده عليا عشان الدكان ، كلكم اتأمرتوا عليا ؟

وضعت يدها المرتعشة على فمها لتمنع نفسها من البكاء وهي تتابع بإصرار حاد :
-مش هاسيب الدكان بتاعي ليك ولا هاسيب حق أمي !

رد عليها منذر بجفاء وهو يرمقها بنظرات قاسية :
-هو انتي بتتعاملي مع عصابة ؟ دي اتفاقات !

بينما أضافت نيرمين بهدوء :
-ده قضا ربنا ، وعمرها خلص لحد كده ، واحنا بندعيلها ! فارضي بقى بنصيبك ، والدكان كان هيتباع وحقك سي منذر هيدهولك وزيادة ، فبلاش ظلم للناس !

التفت منذر برأسه نصف التفاتة لينظر لابنة عواطف بضيق .. فرغم ما قالته إلا أنه لم يكن مقتنعاً ببكاءها المزيف ، ولا بما تحاول إظهاره من مشاعر تعاطف ورفق ..

استدار مجدداً ليحدق بأسيف حينما هتفت بصوتها المختنق :
-أنا كل يوم بأتأكد إن جيتي هنا كانت غلط ، إن بابا الله يرحمه كان عنده حق يبعدني عنكم !

في نفس الوقت ، استمعت عواطف إلى أغلب المشاجرة المحتدة ، لكن لبطيء خطواتها الهابطة على الدرج لم تتمكن من منع الإشتباك قبل أن يتطور للأسوأ ..
صاحت بصوت يحمل بين طياته الرجاء وهي تنظر في اتجاه ابنة أخيها :
-اهدي يا بنتي ، والله ما لينا ذنب في اللي حصل !

ثم تحركت دافعة ابنتها للجانب لتتمكن من المرور وأكملت بصوت متأثر :
-ده انتي غالية عليا ، ويعلم ربنا أنا بأحبك أد ايه !

انزعجت نيرمين من تصرف والدتها معها ، وبصعوبة بالغة سيطرت على نفسها لكي تبدو أكثر هدوئاً أمام من تبغضها ..
التفتت أسيف نحو عمتها ، وردت بمرارة :
-أمي راحت ومعدتش راجعة تاني ، أمي جت هنا عشان ترضيني ، بس رمتني في النار معاكو !

هتفت عواطف بتوسل :
-صدقيني يا أسيف آآ.....

قاطعتها الأخيرة بصراخ منفعل :
-أنا بأكرهكم كلكم ، بأكره اللحظة اللي فكرت فيها أزوركم ، بأكره نفسي عشان خليت ماما تيجي لقضاها هنا !

انهمرت عبرات عمتها متأثرة بحالتها النفسية المتدنية .. وردت عليها بنبرة باكية :
-متقوليش كده ، ماتقطعيش قلبي بكلامك ده !

تابعت أسيف بصوت منتحب وهي تكفكف عبراتها التي تتسابق في النزول على وجنتيها :
-كانت غلطة وهاصلحها ، واستحالة .. استحالة يجمعني بيكم بيت واحد !

ثم رمقت الجميع بنظرات مزدرية قبل أن توليهم ظهرها وتبتعد ..
صعقت عواطف من قرارها بالرحيل المفاجيء وتركها لمنزلها ، فصاحت بلا وعي :
-رايحة فين يا أسيف ؟ استني يا بنتي

التفتت برأسها مرة أخيرة وهي ترد بحدة :
-رايحة في داهية ، بس دكاني مش هافرط فيه !

شعرت عواطف بوخزة قوية في صدرها ، فوضعت يدها عليه، وهتفت بنبرة ضعيفة نسبياً :
-أسيف استني يا بنتي ، ماتمشيش !

ثم استندت بيدها على الدرابزون ، وقبضت عليه بكل قوة مانعة نفسها من السقوط ، فقدماها لم تعد تستطيعا حملها ..

رأى منذر حالة عواطف المقلقة ، فأسرع في خطواته ليمنع أسيف من الخروج من مدخل البناية ، وسد عليها الطريق بجسده قائلاً بقسوة :
-انتي رايحة فين ؟

توقفت مجبرة عن سيرها حينما اعترض طريقها ، وردت عليه بنبرة عصبية :
-وإنت مالك ، وسع من طريقي !

قست نظراته نحوها ، وصـــاح بها بصوت متشنج وهو يشير بيده للخلف :
-عاوزة تجيبي العار للعيلة دي ؟

استنكرت جملته ، وردت بإنفعال :
-العار ده هما اللي جابوه لنفسهم ، أنا أصلاً ماتشرفش أكون واحدة منهم ، كفاية عليا اللي شوفته معاهم !

اغتاظ من حدة ردودها ، فهتف بجمود وقد أظلمت نظراته :
-بس احنا نتشرف بيهم ، هما مننا !

نظرت له مطولاً بإزدراء بائن ، ثم ردت بتهكم :
-اصطفلوا في بعض ! أنا مش من العيلة دي !

ثم أبعدت نظراتها متابعة بصوت شبه آمر :
-من فضلك حاسب وخليني أعدي !

شعر منذر أنها تتعمد استثارة أعصابهم جميعاً ، بل تسعى لإيصاله هو تحديداً لقمة غضبه بتجرأها الغير مكترث عليه .. فهتف بنبرة جافة قاصداً استفزازها :
-قريبك كان عنده حق لما فكر يجوزك ويخلص منك ، إنتي ماتستهليش إلا واحد زيه يعاملك باللي تستاهليه !

أدارت وجهها ناحيته ، ولوحت بذراعها عالياً تهدده ، ثم رمقته بنظرات نارية وهي تصيح فيه بصوت محتد :
-اخرس !

دقق النظر في قبضتها التي رفعتها أمام وجهه معتقداً أنها ستصفعه بها .. فزاد هذا من شراسة تعابيره ، ومن لهيب نظراته المستعرة بنيران الغضب ..
لقد وصل الأمر بهما ليصبح على صفيح ســـاخن .................................... !!
.................................................




منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 08:59 PM   #266

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




مسكينة اسيف كل الصدمات انهالت عليها وقد واجهت نرمين الزفتة المعجبة بمنذر
ومنذر دخل بوسط شجارهن
وظهور الدكتورة فاطمة التى ساعدت اسيف
ولاء اجهضت ولن تحمل وكله بفضل زوجها مازن الغاضب وضرباته لها
مجد قدر يقنع شادية بان تسكت بالمال
وهو يستفز اسيف ويلاحقها
الله يستر منه
يسلموووووو
ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم






قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 09:00 PM   #267

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3)
‏قمر الليالى44, ‏همس البدر, ‏اشراقه حسين, ‏sama2_egypt, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏سماره2, ‏ليله طويله


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 09:24 PM   #268

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

😭😭😭😭

تسلم يدينك يارب .. ربنا ييكرمك بكرمه وييسر امورك ..كبلي المفضل اللي انا عملتهم في نفوخي كبل حلو ومرتب هههههههه شعللت مابينهم للمره الثانيه على التوالي 😫😫😫.. انا انصدمت صدمه قووويه بالاحداث 😱.. قلبي الصغنن لايحتمل الصدمات المتتابعه 💔.. ودخول نيرمين القوي بالاحداث وترتيب جليله للوضع يالله 🙄.. والقفله الاليمه ومجد شكله له دور عنيف بالاحداث وممكن انه يستغل الوضع لصالحه ويحاول يحسن صورته امامها علشان ينتقم من منذر من طريقها ..

طبعا هذا دخول صادم بعد اللفه على الفصول ولسى ماقرأتش كويس وماقميتش 🌹.. شكله كذا الاحداث القادمه مولعه وقلبي مايتحملش الصدمات الوحشه 😭😭😭.. علشان كذا حضطر اترك الروايه فتره لحين تهدأ الاوضاع 😫😫 لو هدأت الاوضاع خبروني 😁 .. هذا اذا صمدت طبعا خخخ ..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 09:57 PM   #269

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل جميل ورائع بس ليش بتتأخري في تنزيل الفصل احنا بنستنى ع نار نعرف ايه الي حصل ..مجد شكله مش ناوي يجيبها البر الكلب بس اكيد منذر حيربيه بس خايفة يلف ع اسيف عشان يضرب منذر وهي لو عملت كده تبقى حمارة ونيرمين التافهة مكشوفة لمنذر الواطيه ماعندهاش دم .. دمتي سالمة بس لاتطولي علينا

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-17, 10:21 PM   #270

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل جميل ورائع بس ليش بتتأخري في تنزيل الفصل احنا بنستنى ع نار نعرف ايه الي حصل ..مجد شكله مش ناوي يجيبها البر الكلب بس اكيد منذر حيربيه بس خايفة يلف ع اسيف عشان يضرب منذر وهي لو عملت كده تبقى حمارة ونيرمين التافهة مكشوفة لمنذر الواطيه ماعندهاش دم .. دمتي سالمة بس لاتطولي علينا
يااختي يازهرورة بردت قلبي بتعليقك هههههههه ربي يسعدك اهو حاجه تطمن هههههههه .. هي للاسف حتكون حماره كبيره ومقفله لانه الاسيف تجهل الاوضاع في المنطقه والعدواه بين العائلتين وتجهل مجد وافعاله .. وهو يتصيد بالمويه العكره وهي حتقع في الفخ !! ولانها والله اعلم شكلها وعلت بينهم على الاخر فالاسيف اخذت موقف قوي مره من منذر وقفوه في وجهها وصده لها عن نيرمين وادراة الحديث ولفت انتباهه كلها تحسب ضده .. المنذر مايعرف بأنه حكي الاسيف صحيح لانه الحاج طه هو الوحيد اللي يعرف يوم الحادث واللي كانوا حاضرين وشهود .. والمنذر بالمثل اتمنى انه كاتبتنا الغاليه ربنا يسعدها ماتولعهاش زياده ماهي خربه خربه هههههههههه .. المهم انا حوقف قراءه لما الامور تزين وتتعدل مااقدرش على وجع القلب الحاصل بين الكبل بتوعي اللي جمعاهم غصب ههههههه ..

دعواتي لك منال انت حقيقه ربنا يبارك لك ويحفظك كاتبه متمكنه واسلوبك جدا رائع .. لي عوده بعد مده علشان ابصبص على الاوضاع والذي منه .. دعواتكم اصبر ههههههههههههههه مع انه انا اعرف نفسي خخخخ 😁


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.