آخر 10 مشاركات
جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree160Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-18, 05:50 PM   #431

اسماء2008

? العضوٌ??? » 37981
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 833
?  نُقآطِيْ » اسماء2008 is on a distinguished road
افتراضي


شششششششششكككككككككككررررر ررررااااااااااا

اسماء2008 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 12:38 AM   #432

sama noor jana

? العضوٌ??? » 415735
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » sama noor jana is on a distinguished road
افتراضي رواية الدكان

رواية جميلة وممتعة

sama noor jana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 01:19 AM   #433

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9

الفصل الحادي والسبعون:

ورد إليه اتصالاً هاتفيًا من ابنه الأصغر يبلغه فيه بتطورات الأوضـــاع خلال زيارتهم لبلدتها الريفية، وكيف تأزم الموقف من جديد مما اضطر أخيه منذر إلى اللجوء إلى حيلة كتب الكتاب لكي يسيطر على الأمر قبل أن يتفاقم وينقلب إلى أمر خطير غير مضمون العواقب، ولأنه يعرف ابنه جيدًا فقبل طه باختياره، وبامتعاض حرج أمره قائلاً:
-سيب أخوك هناك يا دياب معاهم، وإرجع انت عشان نرتب أمورنا!
رد عليه ممتثلاً:
-حاضر يا أبا
تابع طه محذرًا بصرامة:
-وقوله ما يتهورش، انا جاي بنفسي عنده، هاحل أي مشاكل!
-ماشي، طيب وبنت عواطف التانية هانعرفها؟
-أكيد، وبعدين دي ليها موال تاني
سأله دياب باهتمام:
-ليه ؟ هو حصل حاجة في غيابنا؟
أجابه بغموض هادئ:
-بعدين هاقولك، بس المهم دلوقتي تظبط أمورك، وترجعلي!
-تمام! اطمن يا حاج
...................................
اعتدلت في جلستها بعد أن أبدته موافقتها على عرضه، شعرت بالارتياح لكونه في حياتها، فبدونه لأصبحت لقمة سائغة للأقوى منها، اختلست أسيف النظرات نحوه تراقبه باهتمام ظاهر عليها حينما انسحب من المكان ليتحدث مع الحاج إسماعيل في عدة أمور، لأول مرة لم تنفر حقًا كون ارتباطهما جديًا، أحبت فكرة درعها الذي يدفع عنها كل المصائب، أحست بصدق كلماته النابعة منه.
رأت في نظراته ما أكد تلك المشاعر التي تعتريها، ففي كل لحظة تعرتض فيها لخطر ما، يظهر لها من الهدم ليزود عنها ويفديها بروحه دون اهتمام بما قد يحدث له، هي الأهم دومًا عنده أولاً وأبدًا، شعرت بنبضاتها تتلاحق بتوتر كبير لمجرد تفكيرها المتعمق فيه، بحالة من الارتباك والخجل لأنها استشعرت وجود شيء ما بها يجذبها إليه، أشاحت بأعينها بعيدًا عنه حينما أتاها صوت عمتها المتسائل بحنو:
-بقيتي كويسة يا بنتي؟
ابتسمت قائلة بخفوت خجل:
-الحمدلله أحسن
تنفست بهدوء محاولة ضبط حالها متحرجة من احتمالية اعتقاد عمتها بأنها تبادله نظرات غريبة، فنكست رأسها خجلاً، واكتفت بالصمت
مسحت عواطف على وجنتها بكفها برفق شديد، وهتفت متابعة بود:
-يا رب دايمًا يا بنتي!
قربت منها كوبًا معدنيًا به مشروبًا باردًا أعدته من أجلها وهي تضيف:
-خدي اشربي العناب ده يروق دمك!
هزت رأسها نافية:
-مش عاوزة يا عمتي!
أصرت على ارتشافها منه قائلة بإلحاح:
-اسمعي الكلام ده يا حبيبتي، خلي الدموية ترد في وشك
استسلمت سريعًا أمام إصرارها هامسة:
-طيب!
بدأت ترتشف منه القليل حينما انضمت إليهما بسمة لتجلس إلى جوارها الأريكة مرددة بازدراء:
-قريبك ده الله اكبر عليه، مش بيخاف ربنا، بجد بجح وعينه أد كده!
نظرت لها عواطف محذرة كي تكف عن عباراتها المزعجة، لكنها واصلت حديثها مضيفة بامتعاض:
-هو ده انسان، بجد واحد سمج!
-بسمة، خلاص!
قالتها والدتها بصرامة لكي تقطم جملتها مجبرة، لكن ما لبث أن تلاشى سكوتها المؤقت لتتسائل باهتمام:
- قولولي هانعمل ايه بعد كده؟ يعني المفروض هي عروسة ومحتاجة طلبات و...
ردت عليها أسيف معترضة:
-أنا مش عاوزة حاجة!
عقدت بسمة ما بين حاجبيها مرددة باندهاش:
-لأ ماينفعش، هو في عروسة من غير فستان ولا فرح
أوضحت سبب رفضها قائلة بضيق:
-يعني ازاي أفرح وأنا عندي مصيبة تانية؟
تبادلت بسمة نظرات متعجبة مع والدتها، فلم تفهم مقصدها بوضوح، فاستأنفت أسيف حديثها مبررة:
-هو أنا مش من حقي أزعل على بيتي اللي اتحرق ولا حياتي اللي معدتش ليها وجود، ولا على كل اللي راح مني!
ردت عليها عواطف مواسية إياها بلطف:
-طبعًا من حقك يا بنتي، هو حد يقدر يتكلم!
صمتت للحظة قبل أن تضيف بتريث لتؤكد على جدية الوضع:
-بس الظروف دلوقتي أجبرتنا على كده!
لمعت عيناها ببريق حزين، فكل ما يحدث لها لم يكن ضمن أحلامها الوردية البسيطة، دعمت بسمة كلمات والدتها قائلة:
-وبعدين احنا اللي بنعمل حياتنا وبنصنع الذكريات، انتي بإيدك ترجعي كل حاجة، متخليش بس الحزن يسيطر عليكي!
ردت عليها عواطف بابتسامة ممتنة:
-مظبوط، اسمعي كلام بنت عمتك، هي بتقول المفيد!
أكملت بسمة محذرة بجدية وهي تشير بسبابتها:
-اوعي تخلي الراجل ده ينتصر عليكي، افرحي لو حتى لدقايق!
تعلقت أنظار أسيف بها، وفكرت بتعمق في حديثها العقلاني، بينما استمرت بسمة في الاسترسال متابعة:
-ومنذر وعدك هايجيب حقك، وهايشوف مين اللي عمل كده، خليه هو يركز في الحاجات دي وانتي فوقي لنفسك!
ردت عليها باقتضاب غامض:
-ربنا يسهل!
.....................................
قضى الجميع ليلتهم في منزل الحاج إسماعيل الذي يسر كل سبل الراحة للقيام على ضيافتهم، فكانوا ممتنين لكرمه الزائد معهم، وفي صباح اليوم التالي استعد دياب للانطلاق في طريقه، وأجرى مع أخيه حوارًا سريعًا للاتفاق على أهم الأمور قبل أن يتركه وينصرف.
-ها فهمتني، وأنا هتابع معاك!
هتف منذر بتلك العبارة لأخيه الذي أجابه وهو يفرك طرف ذقنه:
-ماشي!
ســـار بصحبته حتى أوصله إلى السيارة، فاستدار دياب ناحيته مضيفًا بنبرة ذات مغزى:
-وخلي بالك من الجماعة، فاهمني طبعًا!
فهم منذر مقصده الخفي، فابتسم له قائلاً:
-انت هتوصيني!
ودع الحاج إسماعيل أحد الأشخاص بعد الاتفاق معه على شيء ما ليقوم به توًا، ثم دنا منهما هاتفًا:
-ماكنت تخليك قاعد يا ابني، والجماعة يحصولك على هنا!
رد عليه دياب بإصرار:
-مش هاينفع والله يا حاج، طالما الموضوع جه على السريع محتاجين نعمل ترتيباتنا ونبلغ حبايبنا كلهم، وبعدين منذر معاكو الكام يوم دول!

ربت إسماعيل على كتف منذر قائلاً بتفاخرٍ مادحًا فيه:
-ده زينة الشباب ومنورنا!
رد عليه الأخير ممتنًا:
-الله يكرمك يا حاج!
أضاف الحاج إسماعيل قائلاً بنبرة خشنة:
-تسلم يا ابني، تعالوا نشرب الشاي عقبال ما الجماعة يجهزوا الحاجة
تبادل دياب مع أخيه نظرات حائرة بعد كلماته الغامضة تلك، وتسائل منذر باستغراب:
-حاجة ايه دي؟
رد مبتسمًا دون تكليف:
-حاجة بسيطة على ما قُسم، مش من قيمتكم طبعًا!
اعترض دياب بشدة وهو يشير بيده:
-لا مالوش لازمة!
أصـــر الحاج إسماعيل قائلاً:
-والله مايحصل، إنت عاوز تزعلنا، تعالوا على المضيفة نتكلم جوا!
لم يجد الاثنان بدًا من الاعتراض، فتلك من التقاليد الطيبة المعروفة لدى أهل تلك البلدات الريفية، ورفضها يعني التقليل من احترام المضيف.
.........................................

لاحقًا، أصرت عواطف على ذهاب ابنتها مع دياب لتأتي بأختها، فلا يصح أن يُقام حفل عقد القران بدون وجودها، بالإضافة إلى حاجة بسمة إلى ثياب جديدة، وكذلك لإحضار بعض الأشياء والمتعلقات النسائية التي ربما تحتاج إليها العروس في ليلة كهذه، ووافق هو بسعادة على اصطحابها، فربما هي فرصة مناسبة له ليحظى بحديث ودي معها على انفراد، جلست بجواره في المقعد الأمامي رغم حرجها منه، لكن لم يكن أمامها أي بديل، خاصة حينما وضع بالمقعد الخلفي ما هو متعارف عليه من هدايا ترحيبية تشمل الفواكة والخضراوات والطيور وغيرها مما يعرف عنه بـ "الزيارة للعائلة".
انحنت عواطف على النافذة الأمامية لسيارته لتودعها قائلة:
-كلميني كل شوية لحد ما توصلي
ردت عليها بسمة بهدوء:
-حاضر يا ماما!
وجهت حديثها إلى دياب قائلة بتخوف قليل:
-خد بالك منها يا بني! السكة طويلة و...
قاطعها بجدية وهو مسلط أنظاره على معشوقته:
-دي في عينيا يا ست عواطف، انتي هتوصيني بردك!
ردت عليه عواطف بتنهيدة:
-يحميك ربنا
أشارت بسمة لأمها قائلة بهدوء:
-مع السلامة بقى يا ماما عشان نلحق الطريق
-ماشي، ربنا يسلم طريقكم
أدار بعدها دياب محرك السيارة لينطلق بها نحو الطريق الفرعي للبلدة ليعرج منه إلى الطريق الرئيسي حيث طريق عودتهما.
..................................
تجول منذر في البلدة بصحبة الحاج إسماعيل ليتحدث معه حول مسألة حرق منزل المرحوم رياض، وبالطبع بدا الأخير حذرًا فيما يتفوه به كي لا يثير الشبهات حول فتحي الذي يشك به، لكن نظراته المتطلعة إليه أكدت له عدم اقتناعه، وفي النهاية طلب منه الالتقاء بمأمور القسم ليفهم من ملابسات الحادث، فرد عليه هاتفًا:
-خلاص يا أستاذ منذر، أنا هارتبلك ميعاد معاه!
هز رأسه موافقًا وهو يرد:
-اه يا ريت، محتاج أفهم منه كل حاجة!
حك الحاج إسماعيل ذقنه الخشنة متمتمًا:
-ماشي! بينا على المضيفة نقوم معاك بالواجب
-كتر خيرك، كرمك وصل من بدري
-هو احنا لسه عملنا حاجة، تعالى يا أستاذ منذر
...........................................

وزع أنظاره بين الطريق تارة وبين وجهها تارة أخرى ممتعًا عينيه بتأمل ملامحها الهادئة، أمسكت به في إحدى المرات وهو محدق بها، فضاقت نظراتها نحوه، استندت بظهرها للجانب قليلاً، وعبست بوجهها قائلة بحدة طفيفة:
-خير؟
ابتسم ببلاهة مرددًا:
-نعم
سـألته بسمة على مضض:
-بتبصلي كده ليه؟
أشار بحاجبيه مازحًا:
-بأبص على المراية اللي جمبك
ردت بتهكم حاد وهي ترفع أحد حاجبيها للأعلى باستنكار:
-والله، وهو المراية مرسومة على وشي؟!
هز كتفيه نافيًا:
-مش عارف، إنتي أدرى!
نظرت له بضيق مظهرة انزعاجها من مزحته الخيفة قبل أن تعتدل في جلستها متمتمة بتذمر:
-ربنا يهون بالطريق!
رد عليها مداعبًا:
-ايوه، كمان انتي أصلاً كائن قفوش!
فغرت شفتيها متفاجئة بما قاله، فالتفتت سريعًا نحوه لتسأله باندهاش:
-أنا ايه؟
أجابها بهدوء عجيب محاولاً تقليدها:
-قفوش! يعني فجأة الحواجب يترفعوا لفوق، والعينين تبظ شرار وغضب ربنا ينزل عليكي لو الواحد قال معاكي كلمة، فعلى ايه أخد وأدي، الطيب أحسن!
احتدت نظراتها نحوه وهي تعنفه بغيظ:
-بقى بتسمي دي طريقة حوار؟
أجابها ببساطة:
-ما أنا مش عارفلك سكة الصراحة عشان أتفاهم معاكي
سألته عصبية قليلة وقد تشنجت تعابيرها:
-وعاوز تتفاهم معايا ليه؟
بدا عليه الارتباك وهو يحاول تفسير ما يريد الإفصاح عنه، فخرج صوته متعلثمًا وهو يقول:
-احم.. يعني عشان ... أقصد ....
لم ينتبه جيدًا للطريق، واستمر في التحديق بها دون مراعاة تلك الطرق الغير ممهدة، فانحرفت السيارة عن مسارها، شهقت بسمة مذعورة حينما رأته يميل نحو الحافة:
-حاسب الترعة
أدار ببراعة عجلة القيادة في أخر لحظة ليتفادى السقوط بالمجرى المائي، حبست هي أنفاسها بتخوف كبير، ثم تنفست الصعداء حينما تباطأت سرعتها وتوقفت عن الحركة، التقط دياب أنفاسه قائلاً بمرح طفيف:
-الحمدلله، عدت على خير!
نظرت له شزرًا، وصاحت بانفعال:
-والله، احنا كنا هانقع في الترعة عشان انت مش مركز في السواقة!
رد عليها بضجر:
-ربنا ستر، وبعدين العربية دي ماشية بدعا الوالدين والله!
وقبل أن تفتح فمها لترد عليه، تابع مازحًا محاولاً امتصاص نوبة غضبها قبل أن تثور في وجهه:
-وما ليكي عليا حلفان، الفرامل بعافية حبتين، بس لحقتها، والبط تمام ورا، والبرتقان زي ما هو، ناقص بس نشيك على البيض!
شهقت قائلة برعب أكبر:
-بتقول ايه؟
ابتسم قائلاً بهدوء:
-متخديش في بالك، دي حاجة بسيطة!
صاحت بارتعاد وهي تلوح بذراعيها:
-هي الفرامل بايظة، وطالع بينا على سكة سفر؟!
أشار بسبابته في وجهها موضحًا:
-أهو ده اللي بأتكلم فيه، بتقفشي في ثانية!
تفهمت بصعوبة أنه يمازحها، فأعادت رأسها للخلف، ثم أغمضت عينيها، وظلت تتنفس بعمق حتى تستعيد انضباطها، توسلته قائلة برجاء خفيف واضعة يدها على قلبها المتسارع في نبضاته:
-بلاش الله يكرمك الحركات دي، أنا قلبي مش ناقص!
تابع حركاتها العفوية تلك باهتمام كبير، وتنهد قائلاً باشتياق:
-ولا أنا قلبي مستحمل اللي هو فيه

انتظر لوهلة حتى هدأت تمامًا، فأعاد تشغيل السيارة ليكمل طريقه بقيادة حذرة، ظل يقاتل داخل عقله في معركة فكرية كبيرة عله يصل إلى وسيلة تمكنه من البوح بمشاعره بطريقة سلسة أمامها، لكنه وجد صعوبة في الأمر، حسم أمره هاتفًا بجدية:
-بسمة!
استغربت من طريقته الفظة في نطق اسمها مجردًا من أي لقب، فعاتبته قائلة:
-نعم، بسمة كده حاف؟!
رد مبتسمًا بمرح:
-خلاص هاحطها مع غموس!
انعقد ما بين حاجبيها بعبوس كبير، فتلاشت ضحكته معتذرًا بحذر:
-بلاش، مش هاهزر تاني!

نظرت له بحدة، فتنحنح بصوت خشن قبل أن يضيف:
-أنا كنت عاوز أسألك في حاجة كده، و.. ومحرج شوية
ظنت أنه يريد مفاتحتها في مسألة الدرس الخصوصي الخاص بابنه، فهي قد أهملته مؤخرًا بسبب الظروف العائلية، وربما وجد الصغير صعوبة في الاستذكار بمفرده، لذلك ردت قائلة:
-أها، فهمتك، لو على موضوع الدرس، فأنا ممكن أشوفلكم بديل عشان مؤقت ليحيى و...
قاطعها بجدية:
-لا مش ده!
-اومال ايه؟
تشبث أكثر بالمقود ضاغطًا عليه كوسيلة للتنفيس عن توتره الذي يعتريه، ثم تمتم من بين شفتيه مرددًا بارتباك:
-يعني.. هو .. لو ... بصي ...
تعجبت من تلك الحالة التي سيطرت عليه، فسألته بفضول:
-ها عاوز ايه؟
تراجع سريعًا عما يريد قوله، وتبلدت تعابيره قائلاً:
-خلاص ماتحطيش في بالك، بعدين!
نظرت له باستغراب مرددة بفتور:
-براحتك!
عنف دياب نفسه قائلاً بحنق:
-حمار، ما انت كنت زي البغبغان قصادها، دلوقتي اتخرست!
.......................................
عاد إلى منزله ليخبرها بأخر المستجدات التي طرأت فيما يخص ابنها، صدمت من قراره المباغت بالزواج في تلك البلدة، وبإصراره على حضور أفراد العائلة والمعارف لإقامة حفل عقد القران هناك، خاصة أنه لم يمضِ سوى يومين فقط على الخطبة.
نظرت إلى زوجها مغمغمة باستنكار:
-ابني هايتجوز، كده على طول، من غير ما ....
قاطعها طه قائلاً بصوته الأجش:
-اه يا جليلة، الظروف حكمت!
تلفتت حولها ضاربة كفها بالأخر محدثة نفسها بعدم تصديق:
-بس ده ناقصه كتير، هو احنا لحقنا نعمل حاجة، وبعدين ليه السربعة دي؟
رد عليها موضحًا:
-ده كتب كتاب بس، بعد كده نبقى نعمل الحلو كله!
هزت رأسها معترضة وهي تقول:
-لالالا، أنا ماحبش النظام ده، كل حاجة ليها أصولها و...
رفع طه يده أمام وجهها هاتفًا بصلابة جادة:
-بصي يا جليلة، أنا مش عاوز رغي كتير، جهزي نفسك والعيال عشان نتوكل على الله، وربنا ييسر في الباقي!
بررت سبب رفضها التعجل في تلك الزيجة قائلة:
-ده احنا ورانا مواويل كتير يا حاج!
ربت طه على كتفها برفق محفزًا إياها:
-اتجدعني بقى!
ضربت جانبيها براحتي يدها مرددة بانزعاج:
-ياني عليك يا منذر، لما تطق حاجة في دماغك!
...........................................

فركت وجهها بتعب نتيجة طول المسافة التي بدت وكأنها لا تنتهي، وتفكيرها ظل مشحونًا بكيفية الترتيب لما يحتاجه عقد القران، همست لنفسها بتبرم:
-الواحد محتاج يجهز فساتين حلوة، ويشوف بنت كويسة للكوافير، و...
استدار دياب ناحيتها يتأملها باندهاش، فقد كانت كمن يخطط لمعركة حربية وليس لمجرد عرس بسيط، فتمتم باستغراب:
-ده الموضوع باينه كبير!
زفرت قائلة بإنهاك:
-اومال انت مفكر ايه؟ هو كتب كتاب كده وخلاص، ده احنا محتاجين شهر عشان نجهز كل حاجة، ويا ريت بس نلحق!
رد مازحًا وهو يحاول كتم ضحكاته:
-ليه، هتشطبوا عمارة؟
اغتاظت من استخفافه بالأمر، فعاتبته قائلة:
-انت هاتفهم ايه في حاجة البنات؟!
غمز لها قائلاً بتسلية:
-طب ما تفهميني، جربي مش هاتخسري حاجة!
نظرت له من طرف عينها قائلة باستخفاف:
-صعب عليك
تنهد محدثًا نفسه:
-لو تديني بس فرصة أتكلم!
فكر للحظة أن يستغل الفرصة في التمهيد لموضوع رغبته في الارتباط بها، فأردف متسائلاً بترقب:
-يا ترى اللي حصل ده مافتحش نفسك على الخطوبة والجواز؟
نظرت له مطولاً قبل أن تجيبه بتبرم:
-بالعكس ده سدها على الأخر!
فغر فمه مدهوشًا من ردها الغريب، واستدار ليحدق في الطريق أمامه متمتمًا بصوت خفيض:
-كويس، أنا كده اطمنت، طريقك مسدود يا ولدي!
ظنت أنه ربما أساء فهمها، فتابعت مفسرة وهي تشير بيدها:
-بص، هو كفكرة للجواز، عادي، بس أنا مش حابة انه يكون بالشكل ده؟
لوى ثغره للجانب مرددًا بتساؤل:
-أومال عاوزة دباديب وورد وقلوب وحركات من دي؟
قطبت جبينها قائلة بجدية:
-مش للدرجادي، لكن دلوقتي أنا مركزة في مستقبلي وبس
أرخى قبضته عن المقود، ورفعها على رأسه ليحكها وهو يقول بتوجس:
-لو على سبيل الفرض يعني، حد ظروفه زي ظروفي كده، واتقدملك هتوافقي؟
نظرت له بعدم فهم، لكنها بدت مهتمة بما تفوه به، فتساءلت:
-مش فاهمة؟ قصدك ايه؟ ممكن توضح اكتر!
سحب دياب نفسًا عميقًا، ولفظه دفعة واحدة، أبطأ سرعة السيارة قليلاً كي يضمن عدم القيام بأي حادث سير، ثم التفت ناحيتها هاتفًا بنزق:
-بصراحة كده ومن غير لف ولا دوران، أنا باحبك من زمان!
اتسعت عيناها بصدمة واضحة من تصريحه المفاجئ، وانفرجت شفتاها ببلاهة جلية، فتابع قائلاً ببساطة:
-مش عارفة أقولهالك ازاي، بس كان لازم أديهالك خبط لزق عشان تحسي بيا
حاولت أن تجد من الكلمات ما ترد به عليه وبشدة، لكن ألجمت المفاجأة لسانها وعقدته، فخرجت الكلمات بصعوبة من جوفها وهي تقول:
-انت..
باغتها بوضع إصبعه على فمها ليمنعها قسرًا عن الكلام قائلاً بهدوء:
-انا مش عاوز أسمع منك رد، أنا بأقولك اللي حاسه ناحيتك! أنا مش عارف أجيبهالك ازاي، بس ده حصل، وأنا حبيتك، وكان هيجرالي حاجة لما.. لما حصلك الحادثة، و.. وكنت مستني الوقت المناسب عشان أفاتحك فيه!
رمشت بعينيها غير مصدقة أنه يفصح لها عن تعلقه الشديد بها، عن حبه الشغوف لها، عن رغبته في الارتباط بها، وهي لم تشعر بما يكنه لها..
تخبط رهيب في أفكارها، بل الأحرى حيرة جلية سيطرت عليها بعد ذلك، شعرت فقط بدموية متحمسة تتدفق إلى وجهها لتزيد من سخونته، ربما لكونها في موقف حرج، ولكونه يعترف بحبه لها، فتأثرت خلاياها تلقائيًا بذلك، لكن الأكيد أنها لم تجد من الكلمات ما تستطيع الرد به عليه.
.......................................
عقدت العزم على فضح أمره، على إنهاء حياته المهنية كخطوة أولى في تدميره، هي رفضت إلحاق الأذى به من أجل ابنتهما، لكنه تجاوز معها، وسمح لغيره بالاعتداء عليها، واستمتع برؤيتها مهانة، فقررت التخلي عن فكرة السلمية معه، ولجأت إلى مؤسسته الحكومية لتقديم شكوى علنية فيه مُسَببة وموضحة فيها أسباب شكواها.
سألت نيرمين الموظف المسئول عن تلقي البلاغات عن الموظفين بعبث ماكر:
-انتو بتحققوا في الشكاوي دي بعد ما بنقدمها؟
أجابها بتأفف وهو يرتشف القليل من كوب الشاي الخاص به:
-ايوه، بتروح شئون العاملين، وفي لجنة بتتعقد، وبيتعاملوا مع الشكوى بجدية، خلصينا يا ست، لسه ورانا غيرك كتير!
عمدت إلى إظهار توجسها كي تشير إلى أهمية الشكوى، وازدردت ريقها أمامه مصطنعة التخوف وهي تضيف:
-بس.. بس دي فيها حاجات عن رشاوي و.. وتهريب ، وحاجات تانية
انتبهت حواس الموظف لما قالته، ولاح في عقله أفكارًا كثيرًا، أهمها الحصول على مكافأة مالية مجزية، وترقية استثنائية إن تولى بنفسه ذلك الأمر، أسند الكوب سريعًا على مكتبه هاتفًا بتلهف:
-اكتبي اللي انتي عاوزاه، بس الأهم بياناتك تكون واضحة عشان جدية الشكوى!
ابتسمت قائلة بسعادة:
-ماشي يا أستاذ!
التوى ثغرها للجانب أكثر لتظهر ابتسامة خفية من بين أسنانها وهي تحدث نفسها قائلة:
-وريني هاتعمل ايه يا حاتم في الفضايح اللي هاقولها!
.....................................
انتهى من تناول تلك الوجبة الخفيفة التي اشتراها من مطعم الوجبات السريعة، وطوى الورقة الفارغة ملقيًا إياها بإهمال في سلة القمامة الصغيرة الموضوعة بجوار مقعده المعدني، كان على وشك الذهاب للمرحاض لغسل يده، لكنه تسمر في مكانه حينما رأى أفرادًا من الشرطة يملأون الرواق.
اقترب منهم مازن ليعرف ماذا يريدون، فانتبه لصوت أحدهم الآمر وهو يشير بيده نحو غرفه أخيه:
-حط حراسة يا بني هنا، وتحفظ على المتهم لحد ما يسمحولنا نستجوبه!
صُدم مما يفعله، وشعر بدمائه تفر من عروقه، فسأله بارتباك متلهف:
-خير يا باشا؟ متهم مين اللي بتكلموا عنه؟ ده أخويا اللي في العناية!
نظر لها الضابط مطولاً متفحصًا هيئته، ثم رد بجمود:
-احنا عارفين، ومعانا أمر من النيابة بالقبض عليه
سأله مازن بتوجس وهو يمرر أنظاره على وجوههم:
-هاه، طب ليه؟ هو عمل ايه؟ ده .. ده راقد هنا و....
برر له الضابط السبب قائلاً:
-في بلاغ متقدم ضده بالاعتداء على صاحبة صيدلية لدكتورة اسمها فاطمة، والنيابة بتحقق في الموضوع ده!
قوس فمه للجانب مرددًا بذهول:
-ايييه؟
تابع الضابط مضيفًا بصيغة آمرة لأحد المجندين:
-تقف هنا متتحركش إلا بأوامر مني، سامع!
أدى الفرد الأمني التحية العسكرية قائلاً بخنوع:
-تمام يا باشا!
تلفت الضابط حوله متسائلاً:
-محتاج أتكلم مع الدكتور المسئول عن حالته، هو فين؟
رد عليه أحدهم:
-اتفضل يا فندم، هانسأل في الاستقبال وهما هيبلغونا!

تابعهم مازن في صمت ضربًا كفه بالأخر، فقد خسر أخاه حريته بسبب تهوره، وحتمًا سيزج به في السجن عما قريب إن ثبتت تلك التهمة عليه، تنهد قائلاً بتوجس:
-والله أعلم ايه تاني ممكن يجرالك يا مجد! انت ضعت خلاص ..........................!!
..........................................

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 01:21 AM   #434

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9


الفصل الثاني والسبعون ( الجزء الأول):

ســـــاد صمت ثقيل بينهما طوال المسافة المتبقية من وصولهما، لم يتبادلا فيها الحديث إلا بكلمات مقتضبة فقط، حرص على عدم إزعاجها، ولجأت هي إلى الصمت الإجباري، هو باغتها باعترافه الصريح بحبه لها، وهي عجزت عن استيعاب الموقف، ظلت تفرك أصابع كفيها بتوتر بادٍ عليها، فلم سبق أن تقدم إليها أي أحد بعرض للزواج، حتى من تعرفهم من زملاء بالعمل كانوا يتعاملون معها بطريقة رسمية بسبب أسلوبها الجاف في المعاملة، مر ببالها موقف واحد محرج لأحد أقرباء أحد الأطفال ممن تستذكر معهم حينما أراد رؤية وجهها أثناء شرحها للدرس، فاستنكرت طريقته الفظة، واعتذرت عن إكمال الدرس الخصوصي.
اختلس دياب النظرات نحوها، راقب ارتباكها بتوجس مزعوج، اعتقد لوهلة أنها ربما تفكر في طريقة للاعتذار منه بصورة لبقة عن الارتباط به، انقبض قلبه بقوة لمجرد التفكير في هذا الأمر، سحب زفيرًا عميقًا ليدعم به نفسه قبل أن يكسر الحاجز الجليدي بينهما هاتفًا بحرج:
-أنا .. مش مستعجل منك على أي رد، بس.. محتاج كلمة تطمني ولو شوية!
لم تستدر نحوه، وظلت محدقة للجانب متحاشية النظر إليه، زاد تخوفه من رفضها، فتابع بتوسل خفيف:
-عشان خاطري بس، قوليلي رأيك ايه في اللي سمعتيه مني؟
أجابته بجفاء تام:
-يعني عاوزني أرد أقول ايه؟
همس برجاء:
-أي حاجة تريحني!
رفضت بسمة الالتفات نحوه قائلة بجمود:
-معنديش حاجة أقولها!
سألها بتوجس كبير:
-يعني انتي ممكن ترفضيني؟
رد باقتضاب غامض:
-معرفش
نظر نحوها متسائلاً بارتباك:
-طب، موافقة مبدئيًا عليا؟
أجابته بإيجاز:
-مش عارفة
شعر بأجواء الرفض تلوح في الأفق، فهتف مستسلمًا:
-اعتبري إني مقولتش حاجة!
ردت بفتور وهي تكتف ساعديها أمام صدرها:
-يكون أفضل!
استمر الصمت سائدًا بينهما لبرهة حتى مل منه دياب، أراد أن يبوح لها بإحساسه خلال زيجته السابقة عله يكسب جولة معها، فيرق قلبها إليه، تنهد ببطء، ثم استطرد حديثه هاتفًا بصوت حزين:
-بسمة، أنا عاوزك قبل ما تقولي رأيك تعرفي حاجة مهمة!
انتبهت لصوته، وحانت منها التفاتة سريعة نحوه، فرأت تعابيره يكسوها الحزن، شعرت بغصة في حلقها، لكنها عاودت التحديق في الطريق أمامها متجاهلة ما رأته، تابع قائلاً بصعوبة واضحة في نبرته:
-لو.. لو هترفضيني يا ريت مايكونش بسبب ابني، هو مالوش ذنب، أنا مش بأدورله على أم، لأنها موجودة، ومقدرش أنكر ده!
شعرت بالحرج لكونه برر أحد أسباب احتمالية رفضها له، الاقتران بزوج منفصل لديه أبناء، تنفس بعمق، وأخرج زفيرًا يحمل الكثير من الهموم وهو يضيف بامتعاض:
-أنا كرهت فكرة الزواج والارتباط، جايز قليل أوي اللي عارف السبب، بس أنا حابب إنك تسمعيه مني، يمكن يفرق معاكي!
ضغطت بسمة على أصابعها بقوة مستشعرة الحرج الشديد من استرساله في أمور خاصة لا يستوجب عليها معرفتها، فقاطعته بتهذيب:
-لو سمحت، مافيش داعي....
قاطعها مصرًا على أن تصغي له هاتفًا:
-أنا دورت لنفسي على حبيبة، وافتكرت إن أم يحيى هي الانسانة دي، بس للأسف طلعت أكبر خازوق أخدته في حياتي!
انزعجت من وقاحة ألفاظه، فتنحنحت مرددة بخفوت:
-احم.. من فضلك!
تجاهل رجاؤها، وواصل بوحه بما يجيش في صدره قائلاً:
-لعبت عليا ووقعتني في آآ... يعني مش عارف أجيبهالك ازاي ، بس كنت زي الأهبل مشيت وراها، وصدقتها، وعملت أكبر حاجة ندمت عليها، مكونتش عاقل، كنت طايش ومجنون!
تملكها الفضول لتعرف أكثر عنه، خاصة أن كلماته كانت غامضة وتحمل بين طياتها الكثير، ابتلع غصة مريرة عالقة في حلقه قائلاً بآسى:
-اللي اكتشفته بقى إنه عشان خاطر الفلوس ممكن تعمل أي حاجة، استغفلتني، ولعبتها صح عليا، ولاقت المغفل اللي يشيل الليلة كلها!
التوى ثغره للجانب ليضحك بتهكم:
-بس حظها المهبب إن الكلب مازن قال على السر، ماهو اتفاق بينهم، ولولا إنها كانت حامل في يحيى كنت طلقتها ساعتها!
طالعته بنظرات أسفة ومزعوجة من تلك المكيدة المحكمة التي أوقعت أعقل الشباب في فخ لعبة الحب ببساطة، تابع مضيفًا بتنهيدة منهكة:
-مقدرتش أكمل حياتي معاها، كل لحظة كنت بأشوف وشها فيها بأفتكر غباءي، مطولناش كتير، واطلقنا بعد حادثة مرات منذر الله يرحمها!
استدار ناحيتها ليسألها بجدية:
-أكيد انتي فاكرة المشاكل اللي كانت وقتها مع عيلة أبو النجا والكلب مجد؟ ماهو كان على عينك يا تاجر!
ضغطت على شفتيها قائلة بحرج:
-أها.. كنت لسه صغيرة!
أكمل بتريث:
-ومن وقتها وأنا خدت عهد على نفسي مخليش أبدًا واحدة تقرب مني، ولا أتجوز تاني!
صمت عمدًا ليجذب انتباهها، ونجح بسهولة في هذا، فابتسم ابتسامة باهتة وهو يقول بنبرة ذات مغزى:
-بس الظاهر قلبي مطاوعنيش!
حدقت بسمة مباشرة في عينيه، مشدوهة بما يقوله، فواصل بحذر دون أن يخفي ابتسامته العذبة:
-انتي ظهرتي في حياتي، وشوية شوية عرفتي تدخلي قلبي، وتسيطري على عقلي!
تورد وجهها من غزله المتواري، فأبعدت نظراتها بعيدًا عنه، توسلها قائلاً برجاء:
-أنا مش طالب منك كتير، عاوز بس فرصة أعبر بيها عن مشاعري!
بدت متخبطة من كم الذكريات التي تلقاها عقلها دفعة واحدة، فهتفت بنزق نابذة فكرة الارتباط:
-بس إنت هاتحطني دايمًا في مقارنة معاها
رد مستنكرًا تفكيرها السطحي:
-مين قالك؟
عللت قائلة بحدة:
-ده المتوقع، الجوازة التانية بتكون مظلومة و.....
قاطعها بانفعال طفيف:
-استحالة، الجوازة الأولى من الأول كانت غلط، مافيش حاجة فيها كانت صح، جايز ابني اللي طلعت بيه منها!
-بس...
-ماتحكميش على الحاجة من غير ما تجربيها
ردت عليه بنبرة جافة:
-وليه أجرب حاجة مش مضمونة؟ أنا لو اختلفت مرة معاك هاتعاملني على إني مراتك ولاء، وجايز تتهور عليا زي ما شوفتك قبل كده، صدقني صعب تفصل بينا!
هتف مؤكدًا بقوة:
-مش هايحصل!
هزت رأسها معترضة وهي تقول بجمود قاسٍ:
-مش قادرة أصدقك، سامحني!
تأكد في تلك اللحظة من رفضها، لكنه لم يفقد الأمل بعد، فسألها يائسًا:
-هو انتي جربتيني؟
أجابته بجدية تامة دون أن ترمش بعينيها:
-مش حابة أجرب حاجة هاخسر فيها!
وخزة حادة ضربت بقلبه لمجرد تصريحها بأن ارتباطهما محكوم عليه بالفشل، فسألها بإحباط:
-انتي شايفة كده؟
صمتت مطولاً قبل أن تجيبه بإيجاز:
-ايوه! أنا أسفة!
انطفأ وميض عينيه، ولمعت حدقتيه إلى حد كبير تأثرًا بما قالته، بل الأحرى أن نقول أن الحزن قد خيم سريعًا على قسماته، ازدرد ريقه قائلاً بجمود زائف:
-طيب
أدركت أنها كانت قاسية معه إلى حد كبير، لكنها لم تستطع أن تخدعه، أو حتى أن تتلاعب بمشاعره وهي لا تشعر نحوه بأي شيء، سيشكرها لاحقًا لكونها كانت صادقة معه، لكن مُحال أن تكون كطليقته السابقة، ممن يتلاعبن بقلوب الرجــال.
.........................................
بعد برهة وصل بها إلى المنطقة الشعبية، لم يتجرأ على قول المزيد، فقد لذة الحديث معها، فهو لن يجدي بأي حال، وخسر جولة أخيرة في اكتساب قلبها، وأثرت هي الصمت، فلا حاجة إلى إضافة ما لن يفيد.
أوقف السيارة عند مدخل بنايتها قائلاً بهدوء رغم حزنه:
-حمدلله على سلامتك
ردت عليه بابتسامة متكلفة:
-الله يسلمك
ترجلت سريعًا من السيارة سائرة بخطوات متمهلة مستخدمة عكازها الطبي لكن أوقفها صوته الصائح:
-شوية وهابعت حد يطلع الحاجات دي فوق!
استدارت ببطء نحوه قائلة باعتراض:
-مالهاش لازمة
رد بنبرة جافة متطلعًا نحوها بنظرات ذابلة:
-دي زيارة لأهل العروسة، مش لينا

ألمها أن تراه هكذا، شعرت بأنها جنت عليه بقسوتها الحادة، فبدت متوترة عن زي قبل، استشعر من نظراتها نحوه شيئًا غريبًا، ظن أنها ربما تحتاج للتحفيز الإيجابي لتفكر فيما قاله بجدية، فتمسك بذلك الإحساس، وترجل من السيارة، تفاجأت من نزوله، لكن أدهشها أكثر إصراره حينما قال برجاء:
-بسمة، أنا مش عاوزك تكوني مضايقة من اللي قولتله، بس ده حقيقي شعوري ناحيتك، حاولت كتير أخبي، بس مش عارف، أنا فعلاً بأحبك أوي، وعمري ما تخيلت نفسي أحب واحدة تاني بعد اللي حصلي!
زادت حمرة وجهها من اعترافه في الطريق العام أمام الجيران، خشيت أن يسمعها أي أحد من المارة، فتحرجت منه قائلة بتذمر:
-لو سمحت، أنا مش حابة الطريقة دي!
نظر لها مطولاً معمقًا نظراته نحوها وهو يتوسلها باستعطاف:
-يا ريت تفكري فيا يا بسمة، اديني فرصة!
ازدردت ريقها هامسة بحرج:
-عن اذنك!
تسمر في مكانه يتابعها وهي تختفي أمام ناظريه، أخرج تنهيدة حارة من صدره محدثًا نفسه بتبرم:
-شكلي بدل ما أكحلها عميتها!
.....................................
توترت أنفاسها من إصراره على ملاحقتها باعترافه بحبه لها، تنفست الصعداء لوصولها إلى منزلها لتهرب من حصاره لها، شعرت بخيبة الأمل لأنها لم تستطع صرف تفكيره عنها، أخرجها من تفكيرها المزعوج صوت جارتها خضرة التي استوقفتها على الدرج مرددة:
-ازيك يا بسمة؟ كويس إني لامحتك يا بنتي
سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به حالها متسائلة بتوتر طفيف:
-خير، في حاجة؟
ابتسمت لها قائلة بحماس:
-ايوه، الكتكوتة رنا عندي!
تعجبت من وجودها لديها، فسألتها باستغراب شديد:
-ليه؟ هي نيرمين فين؟
أجابتها ببساطة وهي تشير بيدها:
-راحت مشوار كده، وسابتها عندي، أنا قولت أعرفك لأحسن نازلة السوق و...
قاطعتها بسمة قائلة بجدية:
-كتر خيرك! هاتيهالي يا خالتي، أنا هاخد بالي منها، وتسلمي على تعبك معاها!
ردت بود معهود منها:
-تعب ايه بس، دي حاجة بسيطة!
انتظرتها عند عتبة الباب مترقبة حضورها بالرضيعة التي كانت غافية، تناولتها منها بحذر بذراعها، وانحنت برأسها لتقبلها، ثم أمالتها على كتفها وتشبثت فيها جيدًا.
تساءلت خضرة بفضول:
- أومال أمك فين؟
أجابتها بإرهاق قليل:
-مع أسيف بنت خالي في البلد، وراهم حاجات بيخلصوها هناك!
ردت خضرة قائلة:
-طيب بلغيها سلامي لحد ما أشوفها
-يوصل بأمر الله، عن اذنك!
قالتها وهي تواصل صعودها بتمهل حذر على الدرج حتى وصلت إلى باب منزلها.
.......................................
لاحقًا عادت نيرمين من الخارج لتأخذ رضيعتها من جارتها، لكنها تفاجأت بوجودها مع أختها، اعتقدت أن الجميع قد عادوا من تلك الزيارة القصيرة، فأكملت صعودها بحماسة محاولة معرفة اخر المستجدات التي حدثت في غيابها، لكن زادت غرابتها حينما رأت بسمة بمفردها تطالعها بنظرات حادة، انتابها الفضول لمعرفة السبب، وقبل أن تفهم منها، سألتها بسمة بجدية:
-كنتي فين يا نيرمين؟ وسايبة بنتك ليه عند الجيران؟
ردت عليها أختها بتساؤل متلهف:
-قوليلي الأول انتو رجعتوا كلكم؟
دنت منها نافية:
-لأ، في حاجات جدت هناك، بس انتي مردتيش عليا! كنتي فين؟
تفرست أكثر في ملامح وجهها، فرأت تلك الزرقة التي تغطي عينها، وكدمة أخرى بارزة فيه، فسألتها متخوفة:
-الله! مال وشك؟
زفرت بعمق مظهرة تأففها، ثم ردت بامتعاض:
-اصبري وهاحكيلك
...................................
صف سيارته عند الناصية، ثم طالع وجهه في المرآة الأمامية قبل أن تقع عيناه صدفة على طيفها، امتعض وجهه بشدة، وزاد عبوسه، لم يتوقع أن يراها بعد أخر مرة طردها فيها، نفخ بغيظ متمتمًا مع نفسه:
-هو أنا كنت ناقصها!

ترجل من السيارة فلمحته ولاء من على بعد، رسمت ابتسامة مشرقة على وجهها، هي جاءت اليوم متأنقة، متعمدة أن تفرض نفسها عليه، أن تعيد ما مضى بينهما، علها تستميل قلبه نحوها، وستلجأ إن ضاقت بها السبل إلى حيلتها الدائمة، مصلحة صغيرهما التي تتطلب التضحية من أجله.
اقتربت منه بخطوات متعجلة لتسد عليه الطريق، فتنحى جانبًا مظهرًا عن عمد اشمئزازه منها، نظر لها شزرًا وهو يسألها بفنفور:
-واقفة كده ليه؟
ردت عليه برقة مصطنعة:
-أنا مستنياك من بدري يا دياب!
رمقها بنظرات حادة متسائلاً بغلظة:
-عاوزة ايه؟
تنهدت في وجه قائلة بدلال:
-أشوف ابني! أنا جاية أستأذنك الأول، ومرضتش أطلع إلا لما انت توافق!
حدجها بنظرات نارية، ثم تراجع خطوة مبتعدًا عنها هاتفًا بازدراء:
-تقدري تكلمي أمي وهي هتخليكي تشوفيه!
اقتربت منه مجددًا لتقلص المسافات بينهما، ثم وضعت يدها على صدره تتلمسه بحذر، نظرت في عينيه قائلة بهمس رقيق:
-دياب، أنا عاوزاك تسامحني، حرام نعمل كده في ابننا!
وضع يده على كفها نازعًا إياه عنه، ثم أرخى أصابعه عنه مبديًا سخطه بشدة، ورد عليها قائلاً بتجهم:
-ابننا كويس من غيرك!
أزعجها تصرفه الغليظ معها، لكنها تحملت إهانته قائلة بعتاب:
-يعني يرضيك يتربى بالشكل ده؟ شوية هنا، وشوية هناك!
رد بصلابة غير متأثر بحركاتها المصطنعة:
-نصيبه كده
أشـــاح بوجهه بعيدًا عنها متجنبًا النظر إليها، فتحركت للجانب لتصير قبالته، وبحركة مباغتة مدت أناملها نحو ذقنه لتدير رأسه في اتجاهها متسائلة برقة:
-دياب، ايه رأيك لو ... لو رجعنا لبعض؟
ضرب أناملها بعنف ليبعدهم عنه هاتفًا باستنكار منفعل:
-شكلك شاربة حاجة على الصبح!
فغرت شفتيها مدهوشة:
-نعم، أنا؟
تابع هادرًا بشراسة مخيفة وقد استشاطت نظراته:
-أو مخك فوت، مين اللي يرجع للتاني؟
انكمشت على نفسها من طريقته المهددة، وأوضحت له مقصدها بحذر:
-دياب، أنا خلاص هاخلع مازن، وهأبقى حرة، يعني في قدامنا فرصة نرجع لبعض ونربي ابننا سوا!
رمقها بنظرات دونية أشعرتها بحقارتها، ثم هتف بصلابة:
-عندك! الأسطوانة المشروخة دي مابقتش تاكل معايا، حلي مشاكلك بعيد عني، وانسي انك عرفتيني أصلاً!
هربت الدماء من وجهها بعد تحطيمه لآمالها هاتفة بتوسل:
-ليه بس؟ اديني فرصة أصلح اللي فات!
هدر فيها بعصبية:
-وأنا نسفت اللي فات ده من مخي، إنتي مرحلة ونستها، وكفاية أوي إني سامحلك تقفي تكلميني كده!
شعرت بخفقة قوية تضرب قلبها من طريقته القاسية، هي ظنت ببساطة أنها مازالت تملك سحرها الأنثوي، فستجذبه بيسر إلى أحضانها، وتغافلت أنه لم يضمر لها سوى الكره والبغض، رمقها بنظرات مهينة متابعًا بتهديد عدائي:
-لولا إن بيني وبينك يحيى، كان زماني عملت حاجات كتير أقلها إني أدفنك حية!
شهقت مصدومة من تهديده لها:
-ايه؟ تدفني؟
رد عليها بازدراء قاسٍ:
-يدوبك! ده اللي يليق بواحدة رخيصة باعت نفسها للفلوس، وللي دفع فيها أكتر!
أشار بسبابته إلى هيئتها متعمدًا الحط من شأنها واحتقارها:
-بصي لمنظرك دلوقتي، موميا، بشعة، الواحد يقرف يبص لواحدة زيك!
دفعها من كتفه بقوة مضيفًا بانزعاج:
-اوعي من سكتي لأحسن نفسي جزَّعِت!
حدقت فيه مصدومة من قطعه كل حبال الوصــال بينهما، هو سد الطريق عليها تمامًا كي لا تكرر تلك المحاولة، أدركت في تلك اللحظة أنها بالفعل خسرت أخر أحلامها وأصبحت لا شيء ..
..............................

سردت لها بإيجاز تعرض حاتم لها بعد ذهابهم، وكيف اختطف الرضيعة من بين أحضانها، وإلحاقه للأذى بها، بالإضافة إلى تطاول والدته وأخته عليها، حذفت الحزء المتعلق باعتداء ناصر عليها، كي لا تشمت أختها فيها، وفضلت أن تضعه طي النسيان، فهو ليس بالأمر المحمود لتكرره،
انزعجت بسمة بشدة مما سمعته، لكن لا يقارن هذا بحالة الغضب العارمة التي سيطرت على أختها الكبرى فور علمها بعقد قران منذر، شهقت صارخة بعصبية ضاربة صدغيها بقوة:
-ايه؟ كتب كتاب؟ وازاي يوافق على كده؟!
ردت عليها بهدوء:
-الظروف حكمت!
وضعت يديها على رأسها مرددة باستنكار:
-مش ممكن! يعني... يعني خلاص هايتجوزوا؟
نظرت لها بسمة بتعجب، ثم وضعت يدها على خصرها قائلة بتأكيد:
-أكيد مافيش هزار في الموضوع ده!
كزت نيرمين على أسنانها بقوة مطلقة سبة لاذعة:
-بنت الـ.....، خلاص خدته ليها!
اغتاظت بسمة من إهانتها لها، فصاحت معنفة إياها بحدة:
-انتي من الأول عارفة إن مالكيش فرصة معاه، وعلقتي نفسك بحبال الهوا الدايبة!
أولتها نيرمين ظهرها صائحة بانفعال شديد ضاربة بيديها على فخذيها:
-سيبني لوحدي، مش عاوزة أسمع حاجة، خلاص هيتجوزوا، يادي النصيبة اللي حلت على نافوخي!
أرادت بسمة أن تثير فضولها أكثر علها تصرف انتباهها عن تلك اليتيمة التي تقاسي الأمرين بمفردها، فهي ليست بحاجة إلى اعتراضات أختها الساخطة، ولا نقمها الدائم، دنت منها هاتفة بغموض:
-طب خدي المفاجأة التانية!
ردت نيرمين بإحباط جلي وهي تلقي بثقل جسدها على أقرب أريكة:
-هو في أكتر من كده!
دنت منها بسمة لتحدق في عينيها بنظرات مريبة، ثم حركت رأسها للجانب قائلة بتسلية وهي تبتسم لها بعد أن كتفت ساعديها:
-أيوه، في ............................. !!
................................................


noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 01:22 AM   #435

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9


الفصل الثاني والسبعون (الجزء الثاني):

كانت كمن تلقت صفعة قوية في وجهها، وضربة موجعة في صدرها وذلك حينما أخبرتها أختها الصغرى باعتراف دياب بحبه لها، وكيف أنها صدته بجمود قاسٍ ورفضت بإصرار عرضه المغري للزواج، رمقتها بنظرات نارية مشتعلة انتوت فيها إحراقها حية، هبت واقفة من مكانها لتقبض على ذراعيها، ثم هزتها بعنف صارخة فيها بتوبيخ حاد:
-انتي مجنونة، وقولتيله لأ؟
نفضت بسمة يديها الممسكتين بها مبررة بضيق:
-ايوه عملت كده!
رمقتها بنظرات أكثر ضيقًا وهي تضيف مفسرة:
-ازاي اتجوز واحد مش حاسة ناحيته بحاجة؟
كورت نيرمين قبضتها، ولكزتها بحنق في كتفها متابعة تعنيفها:
-انتي غبية .. ده دياب أخو منذر! مش أي حد!!!
تأوهت من ضربتها، فوضعت يدها على كتفها لتفركه قليلاً مخففة من حدة الألم، ثم ردت بفتور متعمدة استفزازها:
-عادي يعني
خرجت نيرمين عن شعورها، فأمسكت بها من ذراعها مجددًا لتجذبها نحوها، وصرخت بها بعصبية:
-يا متخلفة، بقى واحدة زيك تجيلها فرصة زي ده وتقول لأ، إنتي فعلاً مجنونة، لأ وفقرية زي البومة التانية!
أغاظها هجومها الغير مبرر عليها، بالإضافة إلى تعاملها معها بخشونة غير مقبولة، فأزاحت يدها بعيدًا عنها هاتفة باحتجاج:
-ملكيش دعوة، أنا حرة
-لأ مش حرة، إنتي غبية وباصة تحت رجليكي ، حد يرفس النعمة برجله!
نظرت لها شزرًا قبل أن ترد عليها بندم واضح على محياها:
-أعوذو بالله منك، تصدقي أنا غلطانة إني بأقولك حاجة
رمقتها نيرمين بنظرات أكثر سخطًا وهي تقول:
-يا ريتك ما قولتي، ده انتي حرقتي دمي بزيادة!
كزت بسمة على أسنانها كاظمة غيظها في نفسها، فكرت للحظة في أن تستفزها، فهتفت بنزق مظهرة ابتسامة متشفية:
-طب جهزي بقى نفسك عشان الفرح، عاوزين نشرف العروسة!
احتقنت مقلتي نيرمين على الأخير، وهدرت بغل:
-أجهز نفسي، قولي ألبس اسود، دي جنازة مش جوازة!
.......................................
في نفس الأثناء، وقفت زوجة الجزار أسفل البناية القاطنة بها بسمة وعائلتها رافعة رأسها للأعلى، ومحدقة في شرفة منزلهن الخاوية بأعين لا تنتوي خيرًا مطلقًا، ألقي القبض على زوجها، وتم الزج به في السجن بتهمة التحريض على القتل، وأصبح موقفه حرجًا بعد ظهور تلك الدلائل التي تشير إلى تورطه، حملت زوجته الذنب كله على عاتق تلك التي كانت تتربص به وتتشاجر معه، فهي الملامة الوحيدة فيما أصابه وحل به من خراب.
أخذت نفسًا عميقًا استخدمته في إخراج صوتها المنفعل صارخة بكل ما أوتيت من قوة لتجذب الأنظار إليها:
-تعالوا يا ناس، اسمعوا كلكم واعرفوا الأشكال الـ ...... عايشة وسطكم!
صفقت بكلتا يديها بقوة لتجذب الانتباه وتشد الأنظار نحوها، ثم تابعت بصوتها الهادر الحقود:
-اتفرجوا وشوفوا اللي عاملة نفسها البت الطاهرة الشريفة العفيفة، وهي مية من تحت تبن!
نجحت في مسعاها، وبدأ المارة في التجمع حولها لمعرفة تفاصيل تلك المعركة الكلامية القائمة، مررت سريعًا أنظارها عليهم، ثم عاودت رفع رأسها وهي تكمل صراخها اللاعن:
-منك لله يا بنت الـ.....، شغلتي جوزي في الرايحة والجاية لحد ما جاب أخره منك!
صدرت همهمات جانبية فضولية لمعرفة عمن تتحدث، وانكشف الغطاء عن هوية الشابة العابثة حينما صرحت علنًا:
-اطلعي يا بنت عواطف كلميني، اطلعي قصاد الناس دي كلها وانكري إنك كنتي شغلاه، إنتي السبب في اللي جراله، لعبتي عليه وبلفتيه تحت باطك عشان توقعيه، فعلاً ياما تحت السواهي دواهي!

انتبهت بسمة إلى تلك الصراخات المسيئة عمدًا إليها، فخرجت للشرفة متحفزة للاشتباك مع من تدعي عليها بالزور، فهدرت بصراخ متعصب:
-راجل مين ده اللي أبصله، بقى بتسمي جزار البهايم ده راجل، روحي ارمي بلاكي على حد تاني غيري، أنا أشرف منك ومن عيلتك كلها!
أشارت زوجة الجزار بذراعها مرددة بصياح هائج:
-المعدولة طلعت أهي، اتفرجوا يا ناس على البجحة عديمة الرباية!
زادت من حدة نبرتها ورمقتها بنظرات نارية مضيفة:
-ده ريحتك فاحت والحتة كلها لازمًا تعرف وساختك!
لم تتحمل المزيد من الاتهامات الباطلة، فصرخت فيها بسمة بنبرة مهددة:
-لمي لسانك بدل ما أنزلك، وأوديكي اللومان، ده أنا جزمتي برقبتك يا .......
قاطعتها زوجته غير مكترثة بها:
-انزليلي يا ......، خليني أفش غلي فيكي! يا بايرة يا معنسة!
ردت عليها بتحدٍ:
-والله لأوريكي!
أمسكت نيرمين بأختها وجذبتها عنوة بعيدًا عن حافة الشرفة هاتفة بسخط:
-خشي جوا يا بسمة، عاجبك الفضايح دي!
ردت عليها باحتجاج ناقم:
-فضايح ايه؟ ده أنا هافرج عليها التايهين، بقى واحدة جربوعة زي دي تكلم عني أنا كده!
لوت نيرمين ثغرها للجانب صائحة بازدراء:
-احنا اتجرسنا واللي كان كان!
وضعت يدها على رأسها ضاغطة عليها بقوة وهي تكمل بحسرة:
-زمانت الحتة كلها بتجيب في سيرتنا دلوقتي!
صاحت بها بسمة بنفاذ صبر وهي تلوح بيدها بانفعال:
-اللي عنده كلمة يقولها في وشي، غير كده قطع لسانهم كلهم لو اتكلموا عني بالباطل!
نظرت لها أختها شزرًا وهي تعاتبها بجفاء:
-يا ريتك يا فالحة كنت وافقتي على دياب قبل ما الكلام يطلع عليكي! هيبص في وشك إزاي؟
تفاجأت بسمة بما رددته، هي تفكر فقط في مسألة الزيجة المنتهية قبل أن تبدأ، وتعنفها لكونها أفسدت فرصتها رغم أنها نبذت الفكرة قبل أن تستمر، احتقنت دماؤها، واستشاطت نظراتها، ثم هدرت بغضب مستنكر:
-انتي بتقولي ايه؟
حدجتها نيرمين بنظرات تحمل الاحتقار قائلة:
-بعد اللي حصل ده مافيش راجل هايفكر يقربلك! وهاتعنسي يا فالحة، افرحي بنفسك!
اغتاظت أكثر من طريقتها التهكمية، فردت بتشنج:
-هو انتي مفكرة إني مستنية دياب يجيبلي حقي، أنا أقدر.....
قاطعتها نيرمين مشيرة بيدها:
-معدتش ليه لازمة الكلام، هي خلصت خلاص!
نظرت بسمة لأختها بأسف، هي دومًا تنظر للأمور من نطاق محدود، فهزت رأسها مستنكرة تصرفاتها الجامدة، رمقتها مجددًا بنظرات أخيرة محبطة وهي تقول:
-انتي معمركيش هاتحسي بحد أبدًا!
................................
سرد على والدته باختصار مقابلته الخاطفة مع طليقته السابقة، وكي صدها بوقاحة فظة ليسد عليها الطريق تمامًا، أعجبت بتصرفة العقلاني وعدم تجاوزه معه قائلة بارتياح كبير:
-أحسن إنك مشيتها، بلاش خوتة دماغ
رد دياب قائلاً بضجر:
-جاية تصيع عليا!
زم فمه للأمام مضيفًا بحنق واضح:
-اياكش تولع بجاز هي وأمها، ربنا ياخدوهم خلينا نرتاح!
ربتت جليلة على كتفه مرددة بحذر:
-متفكرش فيها!
تنهد مطولاً ولم يضف المزيد، وألقى بثقل جسده على أقرب أريكة محدقًا أمامه بنظرات شاردة، راقبته أمه باهتمام، وبالطبع دفعها الفضول لتعرف ما الذي صار بالبلدة الريفية بالضبط، ضاقت نظراتها متسائلة بمكر:
-ها قولي حصل ايه بالظبط هناك؟
رد على تساؤلاتها بإجابات مقتضبة، فشعرت أن هناك خطب ما به، فسألته بإلحاح أكبر وحاصرته حتى اضطر أن يقص عليها ما حدث مؤخرًا مع بسمة.
نظرت له بإشفاق متمتمة:
-ما انت اللي غشيم، حد يقولها كده
فرك مقدمة رأسه قائلاً بتبرم:
-كنت هاعمل ايه بس، الكلام طار من مخي و...
قاطعته جليلة هاتفة بتفاؤل:
-خلاص أنا هاحاول اكلمها وأشوف دماغها!
نظر لها بفتور مرددًا بيأس:
-مافيش داعي
أصرت على مفاتحتها مجددًا بطريقتها الخاصة قائلة:
-أنا ليا لي سكتي معاها، وبعدين هي هتلاقي أحسن منك فين؟
رد ساخرًا:
-هاتقولك في كتير، بس النِفس!
ضحكت من إضحاكه لها،واقتربت منه لتنحني على رأسه مقبلة إياه بحنو أمومي، ثم رددت مداعبة:
-الله يحظك يا حبيبي!
تنهد قائلاً باستسلام:
-يالا، اللي حصل حصل!
أحاطت جليلة ابنها من كتفيه مؤكدة بثقة:
-اطمن يا دياب، إن شاء الله خير
-يا رب، دعواتك يا أمي!
اقتحم الصغير جلستهما الخاصة ليجلس في حجر أبيه متسائلاً ببراءة:
-انت ناوي تتجوز مس بسمة يا بابا؟
نظر له دياب بغرابة وهو مقطب الجبين، ثم عبث بخصلاته القصيرة متسائلاً باهتمام:
-انت عرفت منين؟
أجابه الصغير يحيى مبتسمًا:
-صوتكم عالي!
ضمه إلى صدره، وقبله بشغف، ثم أخرج تنهيدة عميقة من صدره هاتفًا:
-لو ربنا سهل!
تحمس الصغير مرددًا بمرح:
-يا ريت يا بابي، عشان تحل الواجب بتاعي كله لوحدها!
ضحك من براءته مداعبًا:
-بتدور على مصلحتك زي أبوك، ناصح!
هتفت جليلة قائلة بجدية:
-تعالى يا يحيى هنا خلي أبوك يرتاح شوية
عبس الصغير بوجهه معترضًا:
-بس مش لحقت أشوفه!
رد عليه دياب بهدوء وهو يقبله من وجنته:
-إن شاء الله يا حبيبي هانقعد كلنا سوا، هاخلص بس اللي ورايا وجايلك!
ابتسم يحيى هامسًا:
-ماشي يا بابي!
بادل والده قبلات كثيرة بعد أن ضمه، ثم نزل عن حجره ليعود إلى غرفته، ظل دياب جالسًا بمفرده شاردًا يفكر في رفضها له، كسا الحزن تعابيره، وبدا بائسًا إلى حد كبير بعد استعادته لتلك الأحداث في عقله، نظرت له والدته من بعيد بإشفاق، لم يتحمل قلبها رؤيته هكذا، وعقدت العزم على تيسير السبل من أجل ابنها كي تحقق مراده.
...................................
دفعها تلهفها وشوقها إلى الاقتراب من ذلك المكان الذي اعتادت الجلوس فيه مع والديها الراحلين، رغم تخوفها من تأثير ذلك على نفسها إلا أنها فضلت ألا تضيع الفرصة هباءً، وتستعيد ما مضى علها تروي اشتياقها إليهما، حدقت في الشجرة التي كان يستظل بها أبيها بنظرات مطولة، ثم أخرجت من صدرها تنهيدة عميقة، التفتت برأسها نحو عمتها الواقفة على مقربة منها قائلة بابتسامة باهتة:
-بابا كان متعود يقضي اليوم كله تحت الشجرة دي!
زادت ابتسامتها تدريجيًا وهي تضيف:
-وكنت أنا وماما بنستناه لما يخلص عشان نروح ناكل معاه!
أصغت عمتها لها دون مقاطعة مستمتعة بتلك الذكريات التي لم تعرف عنها شيئًا، واستشعرت من طريقة حديثها عن عائلتها أنها عاشت ذكريات سعيدة وطيبة، طالعتها بنظرات ودية حينما هتفت بحماس:
-ماما مكانتش حابة تتحرك إلا معاه، وبالا كان بيحبها أوي!
انضم إليهما منذر، وحرص على عدم إزعاج أسيف حتى تستمر في استرسالها دون خجل، نظرت له عواطف بترحيب، فأشار لها بسبابته كي لا تنطق، فامتثلت لأمره الصامت، وفضلت أن تنسحب لتترك لهما مساحة من الحرية للتقارب سويًا، رمقها بنظرات ممتنة على موقفها المتفاهم، وثبت أنظاره على حبيبته التي لم تشعر بوجوده خلفها.
أكملت أسيف قائلة بتنهيدة متأثرة:
-أد ايه كان عظيم معها، عمره ماتكسف منها، بالعكس كان بيفتخر إنها مراته، وإن أنا بنته!
جمد أعينه عليها متابعًا باهتمام ما تبوح به، فهي فرصة طيبة ليعرف عنها أكثر، سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به انفعالاتها المتأثرة خاصة بعد أن لمعت عيناها بقوة، بدت نبرتها مهتزة وهي تقول:
-ياما لعبت هنا، أحلى ذكرياتي كانت معاهم، بس.. خالي فتحي ربنا يسامحه استكتر ده عليا!
أزعجه بشدة ذكر ذلك المقيت الذي سبب لها الأذية، وحفر في عقلها ذكريات أليمة، بصعوبة واضحة عليه سيطر على أعصابه، وفضل ألا يصدر صوتًا، أخرجت من صدرها تنهيدة أكثر حزنًا وهي تقول:
-كان نفسي يكونوا معايا أوي، عارفة يا عمتي، ماما كانت بتفكر تشتريلي فستان فرح، بس بصراحة أنا مكونتش عاوزة كده، كنت حابة ألبس فستانها!
اختنق صوتها نوعًا ما وهي تقول:
-حتى الأمنية دي كمان اتحرمت منها!
استدارت فجأة للجانب لتحدق في وجهها، فصدمت من رؤيته، شهقت بتوتر، ورمشت بعينيها بحرج كبير، وبلا تردد سألته بارتباك:
-انت.. انت هنا من امتى؟
ابتسم لها بعذوبة قائلاً بتريث:
-من بدري!
توترت بشكل ملفت للأنظار من حضوره المباغت، وزاد احمرار وجهها حتى بات ككتلة ملتهبة من الحرج، همست بتلعثم:
-أنا.. هاروح أشوفه إن كانوا... محتاجين مساعدة
تحرك منذر سريعًا ليعترض طريقها قائلاً بلطف:
-ممكن نتكلم شوية!
تسمرت في مكانها مجبرة، وأخفضت نظراتها قائلة بخجل:
-أستاذ منذر!
ابتسم لها قائلاً برجاء ودود:
-ينفع نشيل التكليف بينا
أسبلت عيناها نحوه متحرجة أكثر منه، فتابع موضحًا محاولاً إقناعها بوجهة نظره بطريقة عقلانية:
-يعني كوضع مؤقت! الناس هنا هايقولوا ازاي هايتجوزوا ولسه بينادوا بعض بالألقاب؟ شكلها غريب!
هزت رأسها بتفهم، وأخفضت نظراتها لتحدق في أي شيء إلا هو، زفر مطولاً رافعًا رأسه للأعلى، ودس يديه في جيبي بنطاله، أردف قائلاً بهدوء:
-المكان هنا حلو!
حدقت أمامها قائلة باقتضاب:
-ايوه!
-تعرفي أنا شكلي هاحسدك إنك اتربيتي في مكان زي ده!
اكتفت بالابتسام دون أن تعلق عليه، وظلت مثبتة أنظارها في الخضرة الممتدة على مرمى البصر، التفت ناحيتها ممتعًا عينيه بقربها الساحر، شعرت بأنظاره عليها رغم عدم استدارتها، فحافظت على ثباتها كي لا يزيد حرجها، بدا عقلها في صراع كبير محاولاً الوصول إلى طريقة مثلى في التعبير عن امتنانها له لمساعدتها إياها دون تأخير، شعرت بصعوبة الأمر رغم بساطته، عضت على شفتها السفلى كاتمة توترها، فابتسم لعفويتها.
تجرأت للحظة قائلة بخفوت رغم اهتزاز نبرتها:
-أنا.. كنت حابة أشكرك على كل حاجة عملتها عشاني!
اهتم بما تقوله مبتسمًا، فلأول مرة تظهر له تقديرها لمواقفه، فركت أصابع كفيها معًا وهي تكمل بارتباك أكبر:
-أنا عارفة إني ضايقتك كتير، وساعات كنت يعني متسرعة معاك، وانت.. استحملت مني حاجات محدش يقبلها على نفسه!
أخرج يده من جيبه، ووضعها على رأسه ليمررها بثبات خلال خصلاته قائلاً بهدوء:
-ولا يهمك!
أغمضت عينيها متمتمة بخفوت مضطرب:
-وفي كل مرة كنت بأقع فيها في مشكلة، كنت .. بتقف معايا حتى لو في بينا خلافات!
طالع تعابير وجهها بنظرات متيمة، ورد عليها هامسًا بصدق:
-اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو كده!
فتحت عينيها مستديرة نحوه بخجل كبير، فعمق منذر نظراته أكثر نحوها لتصبح هي محاصرة بين وميض عينيه المتقدتين شوقًا لتذوق حبها الدافئ، أحست بنظراته تخترقها، تصيبها مباشرة في قلبها، تزيد من نبضاته، وتؤكد لها وجود شيء ما في كيانها، توترت بشدة من حضوره القوي، فتنهد مضيفًا بنبرة عاشقة صادرة من فؤاد ذاق لوعة الحب:
-وأنا حبيتك كده ........................... !!!
.................................................

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 01:26 AM   #436

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل الثالث والسبعون (الجزء الأول):

جلست منزوية في أحد الأركان بمنزلها محدقة بنظرات خاوية في تلك الورقة التي لم يعد لها أي قيمة، اعتقدت أنها ملكت الدنيا باستحواذها على مبلغ كهذا، لكن تحولت أحلامها إلى سرابٍ حينما اكتشفت الخدعة، كان "الشيك" بدون رصيد، خدعها بسذاجة ليضمن عدم تقدمها بأي شكوى ضد أخيه، وانطليت عليها الأكذوبة بسهولة، هربت من عينيها عبرات خائنة، فمسحتها سريعًا قبل أن تراها ابنتها وتكتشف الأمر.
دنت منها ولاء متفرسة في تعبيراتها الحزينة، ومتأملة بفضول حالتها الشاردة، وقفت أمامها لبرهة منتظرة أن تشعر بوجودها، لكنها كانت كمن في عالم آخر، فصاحت باستغراب:
-ماما! مالك في ايه؟
انتبهت شادية لوجودها، فاضطربت بدرجة ملحوظة، وازدردت ريقها بتوتر وهي تطوي الورقة لتدسها في جيبها دون أن تنتبه لها ابنتها، سريعًا عمدت إلى إخفاء حزنها، وقوست فمها لتظهر ابتسامة باهتة وهي ترد:
-مافيش يا بنتي
لم تقتنع الأخيرة بما قالته، فسألتها بفضول:
-شكلك مش طبيعي، هو في حاجة حصلت؟
أسندت رأسها على مرفقها قائلة بتبرم:
-لأ، بس يحيى واحشني وكده!
جلست ولاء إلى جوارها مخرجة تنهيدة عميقة من صدرها وهي تضيف:
-أنا هاحاول أرتب مع جليلة ميعاد نشوفه فيه!
انعقد ما بين حاجبيها باستغراب من جملتها الأخيرة، واستدارت برأسها نحوها لتنظر في عينيها قائلة بجدية:
-احنا مش معانا الحضانة، يعني من حقنا ....
قاطعتها ولاء بحدة:
-ماما، أنا مش عاوزة مشاكل تاني مع دياب، خليني أحاول أرجع المياه لمجاريها معاه!
توقفت لتسحب نفسًا أخرًا وهي ترجع رأسها للخلف متابعة بيأس:
-ولو إن ده صعب يحصل دلوقتي!
بدت جملتها مريبة لوالدتها فسألتها مهتمة:
-هو انتي كلمتيه تاني؟
ردت باقتضاب غامض:
-يعني!
انتصبت أكثر في جلستها، وسألتها بتلهف علها تروي فضولها الثائر:
-وعرف إنك هاتخلعي مازن؟
-اه
سألتها باهتمام أكبر:
-ها ورأيه ايه؟
أغمضت ولاء عينيها حسرة، ابتلعت غصة عالقة في حلقها لترد بمرارة:
-ولا فرق معاه!
لامتها شادية على تهورها قائلة بانزعاج:
-انتي اتسرعتي، كنتي اصبري مع مازن شوية و....
ملت من طريقتها التي تستثير أعصابها، فهبت واقفة من مكانها، والتفت برأسها ناحيتها لتصيح مقاطعة بانفعال:
-ماما! كفاية تحكمات في حياتي، أنا خدت القرار وانتهيت!
زفرت بعدها بصوت مسموع قبل أن تسرع في خطواتها وتتركها بمفردها، تابعتها شادية بأعين منكسرة وهي تختفي من أنظارها متمتمة بتحسر كبير:
-مش انتي بس اللي انتهيتي!
.................................
لوهلة شعرت بانفصـــال تام عما يحيط بها، وكأن العالم قد بات خاليًا إلا من كليهما، حدقت فيه بأعين لامعة، وأحست بتلك الدقات العنيفة التي حمست قلبها وزاته نشاطًا وعنفوانًا، هو صرح بعشقه لها دون سابق إنذار، بلا زيف أو تجميل أحبها كما هي، استشعرت تلك السخونة الشديدة التي انبعثت من وجهها، فخمنت أنه صار كثمرة البنادورة من فرط الخجل.
ابتسم منذر لحيائها، وأسبل عينيه نحوها متأملاً خجلها المحبب إليه، واصل حديثه المسترسل قائلاً بتريث جاذب للأسماع:
-عارفة لما الواحد يحس فجأة إن قلبه دق كده من غير ميعاد!
أخفضت نظراتها مطرقة رأسها بحرج أكبر عاجزة عن الرد عليه رغم استمتاعها بما يقول، شعرت بدفء كلماته وبصدق إحساسه حينما قال:
-وده اللي حصل معاكي!
تنهد بعمق، ثم وضع يده على قلبه مضيفًا باشتياق ومشيرًا إليه:
-نفسي تحسي بده أوي!
رفعت أنظارها لتحدق في كفه الموضوع على صدره، زاد ارتباكها الخجل منه، ولم تعترض أبدًا على ما يبوح به، أو حتى على ما يفعله، وكأنها مخدرة تحت تأثير سحره الآسر للعقول قبل الأفئدة، كان على وشك إضافة المزيد لكن قاطع خلوتهما الحاج إسماعيل الذي هتف بصياح مرتفع:
-أستاذ منذر، كويس إني لاقيتك هنا!
استدارت أسيف برأسها نحوه متحرجة باضطراب ملحوظ على تعابيرها من رؤيته لها معه حتى وإن كان الأمر مقبولاً له، سارع منذر بالرد عليه ليجذب انتباهه إليه:
-اتفضل يا حاج إسماعيل، لسه كنا بنتكلم عن كرمك مع المرحوم رياض!
هز الأخير رأسه متأسفًا وهو يرد:
-ربنا يغفرله، كان راجل طيب فعلاً
أمن منذر على جملته قائلاً:
-يارب!
كورت أسيف قبضتها بقوة ضاغطة على أناملها المتوترة، وأشارت بالأخرى هامسة بصوت شبه متحشرج:
-أنا رايحة أشوف عمتي إن كانت محتاجة حاجة!
رد عليها الحاج إسماعيل مرددًا:
-وماله يا بنتي، واطمني الحريم كلهم مجهزينلك كل اللي يلزمك!
هتف منذر قائلاً بجدية:
-كتر خيرك يا حاج إسماعيل، هي مش هتحتاج حاجة، أنا متكفل بكل طلباتها
أصر عليه بشدة:
-دي عوايدنا يا ابني!
لم يجد بدًا من المجادلة معه، فمثل تلك الأمور تعد من الأعراف السائدة لديهم، وتجاهلها يعد نوعًا من الإهانة، أضــاف الحاج إسماعيل باهتمام:
-أنا رتبتلك ميعاد مع المأمور، أعدة ودية كده تاخد وتدي معاه في الحوار، بعد صلاة العشا في دوار العمدة على اعتبار إنك هاتعزمه على كتب الكتاب!
ابتسم منذر قائلاً:
-حلو أوي!
حدق الحاج إسماعيل أمامه متابعًا بعزم وهو يشير بيده موضحًا:
-احنا إن شاء الله هانعمل الصوان قصاد المضيفة عندي، في حتة فاضية و...
قاطعه منذر قائلاً بصرامة:
-سامحني إن كنت هاقاطعك، بس أنا عاوز منك خدمة
-أؤمرني
-الأمر لله وحده!
زفر منذر بعمق، ثم دس يديه في جيبي بنطاله ليحدق مباشرة في عينيه، تابع بثبات مشيرًا بحاجبه:
-أنا كنت حابب ننصب الصوان في أرض المرحوم رياض، عند الشجرة اللي كان بيقعد عندها!
..........................................

اجتهد لينهي الكثير من الأعمال العالقة بالوكالة قبل أن يسافر مع عائلته للترتيب لحفل عقد القران، وقف على مقربة من مكتبه اثنان من عمالته مترددين في إخباره بما حدث من مشادات كلامية بين زوجة الجزار وابنة عواطف، فقد تابع كلاهما ما حدث، ولكنهما لم يتدخلا لأنها انتهت بتجاهل الأخيرة لها مما اضطر الزوجة في النهاية للانصراف.
عقد العزم أحدهما على إبلاغه، فتحرك بخطى ثابته نحوه هاتفًا بحذر:
-ريس دياب!
لم يلتفت نحوه، وسأله باقتضاب وهو يعيد ترتيب الأوراق على مكتبه:
-خير؟
حك العامل مؤخرة رأسه مجيبًا إياه بتردد:
-في حاجة حصلت كده، وكنت عاوز أعرفك بيها
نفذ صبر دياب من مماطلته، فصاح به بعصبية طفيفة:
-قول على طول أنا مش فايقلك!
-احم.. بنت الست عواطف!
انتبهت حواسه كليًا فور سماعه لتلك الجملة، وتوقف عما يفعل ليستدير نحوه متسائلاً بتوجس:
-مين؟
ابتلع العامل ريقه قائلاً بتخوف:
-الأستاذة!
ارتفع حاجبي دياب للأعلى، واتسعت حدقتيه بخوف كبير، وبلا وعي اقترب منه ليصيح فيه بشراسة:
-مالها؟ في حاجة حصلتلها؟ قول!
زادت سرعة حركة بؤبؤيه وهو يجيبه بتلعثم:
-أصل ..مرات الجزار جت و.. وكانت.....
لكزه دياب بعنف في كتفه هادرًا بنفاذ صبر:
-انطق بسرعة، في ايه؟
سرد له على عجالة ما حدث بينهما، فاستشاط الأخير غضبًا من تلك الإساءات الجارحة في شخصها، والتشهير بها علنًا على مسمع ومرأى من الجيران، برزت عروقه بدمائه الفائرة، واحتدت نظراته على الأخير، توجس العامل خيفة من تهوره، فأضاف بقلق:
-بس اطمن يا ريس، الأستاذة طنشتها و.....
صرخ به مقاطعًا:
-وأنا مش هاعدي اللي حصل ده على خير!
اندفع كالثور الهائج خارج الوكالة منحيًا العامل بقوة للجانب، فتوجس الأخير أن يتصرف رب عمله بطيش كعهده في مثل تلك الأمور.
......................................

ذرعت غرفتها ذهابًا وإيابًا بخطوات متعرجة وبانفعال ظاهر عليها بعد نجاح أختها في منعها من الخروج من المنزل للاشتباك مع تلك اللعينة التي تفوهت عنها بالأكاذيب، ضربت بقبضتها المتكورة ضلفة خزانة ثيابها عدة مرات لتفرغ شحنتها المكتومة بداخلها محدقة أمامها بأعينها المشتعلة، كزت على أسنانها محدثة نفسها بغضب:
-بقى واحدة زي دي تبهدلني كده!

لم تشعر بنيرمين وهي تقتحم عليها الغرفة هاتفة بحماس والذي يتنافى كليًا مع حالة النقم المسيطرة عليها قبل برهة:
-بت يا بسمة، اجهزي بسرعة
نظرت لها بعينيها الحمراوتين صائحة بغضب:
-في ايه؟
-دياب برا
-بتقولي مين؟
-عاوز يكلمك، ومستني في الصالون!
انعقد ما بين حاجبيها باندهاش وهي تسأل نفسها:
-وده ايه اللي جابوه!!
ردت عليها بتلهف:
-هو ده وقت أسئلة، البسي بسرعة خلينا نعرف جاي ليه!
...............................

احترقت أعصابه لمجرد سماعه بالأمر، فماذا إن كان قد شهده بنفسه؟ نعم لأقام الدنيا وأقعدها حتى يأتي بحقها، بذل مجهودًا مضنيًا لضبط انفعالاته حتى يتمكن من الحديث إليها بنبرة عقلانية، ثبت أنظاره على باب الغرفة مترقبًا ولوجها بين لحظة وأخرى، طال انتظاره حتى أوشك على الانفجار، لكنها ظهرت في اللحظة الأخيرة.
نظرت له بسمة بضيق متسائلة بجمود:
-خير يا أستاذ دياب؟
حدق فيها متفرسًا إياها بنظرة شمولية وهو يسألها بتلهف:
-انتي كويسة؟ الـ...... دي عملتلك حاجة؟
انزعجت من سبابه النابي قائلة بتحذير:
-بلاش الكلام ده!
رد عليها معللاً:
-معلش أنا مش مستحمل وجايب جاز من اللي سمعته، بس قسمًا بالله لـ....
قاطعته قائلة بصرامة وهي تخطو نحو أقرب أريكة:
-خلاص الموضوع انتهى، وأي حد هيفتح بؤه بكلمة أنا قادرة أقطع لسانه وأخرسه
سلط أنظاره عليها متابعًا عدم اكتراثها بحالته النفسية التي تستعر حتى بلغت أشدها أمامها، وهدر بعصبية بائنة ملوحًا بذراعه:
-بسمة، أنا دمي بيتحرق من أي حاجة تمسك، مش بأقدر أمسك نفسي، و......
ألقت بجسدها على الأريكة محدقة فيه بجمود، ثم قاطعته بجفاء:
-احنا مش قفلنا على الموضوع ده!

راقبتهما نيرمين من الخارج مسترقة السمع لحديثهما، لم تكن بحاجة لتفسير ما يقولان، فأصوات الاثنين كفيلة بإسماع المنطقة بأكملها، تابع دياب هاتفًا بإصرار:
-أنا لسه عند طلبي ومغيرتش رأيي
ردت معترضة بعناد أكبر:
-وأنا سبق ورفضت عرضك!

صرت نيرمين على أسنانها هاتفة بحنق بائن:
-يخربيتك، هاتضيعيه من ايدك، بلاش العند يركبك السعادي!

رد دياب متحديًا رفضها الصارم:
-وأنا مش هيأس!
أغمضت عينيها مبدية إرهاقها وهي تقول بفظاظة
-هاستأذنك أنا تعبانة وعاوزة أرتاح!
أغاظه أسلوبها المستفز وتعمدها إظهار جفائها نحوه، بل حز في قلبه أنها تعامله هكذا بقسوة، فدنا منها متعمدًا حصارها في مكانها وإرباكها، تفاجأت باقترابه الشديد منها، ففغرت شفتيها مصدومة منه، انحنى بجذعه للأمام قليلاً مسندًا كفية على مقبضي الأريكة ليضمن بقائها تحت سيطرته، حدقت فيه باندهاش مرعوب، وازدردت ريقها بتوتر رهيب، رمقها بنظرات قوية تحمل العزيمة والإصرار وهو يقول مؤكدًا بثبات:
-وماله، بس أنا هافضل حاطط عيني عليكي!
شعرت باحتباس أنفاسها، باضطراب شديد يجتاحها، بجفاف حلقها خلال تلك اللحظات الثقيلة، كانت الأسعد إليه، والأكثر توترًا بالنسبة لها، لوى ثغره مبتسمًا للجانب ليزيد من تأكيد نيته نحوها قبل أن يرخي ساعديه ويعتدل في وقفته، رمقها بنظرة أخيرة قبل أن يتركها في تخبطها وينصرف..
أوصلته نيرمين للخـــارج شاكرة إياه على زيارته العاجلة، ثم عادت إليها لتحدجها بأعين مغلولة، ثم هدرت توبخها بعنف:
-اتهبلتي، ومخك لسع، الراجل جاي لحد هنا يتقدملك تاني، وتطرديه، أكيد بوز الإخص بهتت عليكي، إنتي مكونتيش كده!
صاحت بها بسمة بعصبية:
-ابعدي عني، أنا مش طايقة حد!
تابعت قائلة بغيظ:
-ده السند والحماية، افهمي بقى!
اختنق صوتها للحظة حينما تذكرت وضعها الاجتماعي الحالي، فهتفت بمرارة:
-ولا عاوزة حالك يبقى زيي، مطلقة ومحدش راضي بيكي! لأ ومعاكي عيلة!
سدت بسمة أذنيها رافضة الإنصات لها، وصرخت فيها باهتياج واضح:
-يووه، نيرمين، بلاش الكلام ده! أنا مش عاوزة كده! مش دي أحلامي، مش ده اللي أنا عاوزاه
ضربتها نيرمين في كتفها بقوة متمتمة بسخط:
-اتأمري يا خايبة براحتك لحد ما النعمة تزول من وشك!
احتقنت نظراتها نحوها لأنها تحاول التلاعب بأفكارها وتوجهيها نحو أمر بعينه، وهي رافضة لذلك المبدأ من الأساس، أن تكون مجرد زوجة لأحدهم دون مشاعر مسبقة نحوه، كما أن تجربة أختها الفاشلة في الزواج دومًا تلوح في الأفق، تذكرها بعواقب التسرع وسوء الاختيار دون تأنٍ أو تعقل.
ضاقت أعبن نيرمين نحوها، وتابعت مرددة بامتعاض ناقم على كل شيء:
-ياريت حظي كان ربع حظك، مكونتش ضيعت الفرص دي من ايدي ..................... !
........................................

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 01:28 AM   #437

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 02:33 AM   #438

sama noor jana

? العضوٌ??? » 415735
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » sama noor jana is on a distinguished road
افتراضي رواية الدكان

رواية جميلة وشيقة

sama noor jana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 02:19 PM   #439

ليله طويله

نجم روايتي ومناقشة أدبية مميزة

 
الصورة الرمزية ليله طويله

? العضوٌ??? » 272111
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,082
?  نُقآطِيْ » ليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... رائع جدا المزج والتوازن بين الاحداث المحزنه والاشياء الجميله التى تحدث للابطال والقضايا التى تطرحيها مؤلمه وصادمه وهى ايضا نادره ولذلك هى نقط سوداء تبرز فى بياض يسود فمازالت الاخلاق القويمه هى الاساس مهما سمعنا عن بشاعات تحدث ومنذر ودياب والحاج طه بيمثلو الخير القوى اى الاشخاص الذين يتحلون بالاخلاق مع قوده الدفاع عنها حتى لو وقعو فى اخطاء فأخطائهم اخطاء الاسوياء واسيف حظها حلو بحب منذر لها هو اجمل شخصه فى الروايه واخير تسلم ايدك وحفظك الله من كل سوء

ليله طويله غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 09:16 PM   #440

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول جميلة تسلم يديك

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.