آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          379 - من ينقذها - كارول مارينيللي (الكاتـب : سماالياقوت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-17, 09:06 PM   #101

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


مساء الجمال
الفصل حلووووو اوي
بصراحة احداث قوية و مؤثرة
مشهد وفاة ام اسيل كان قوي و رااااائع براحة ابتدعتي بكتابته نقلتي مشاعر الكل من اول سراج اللي اول نرة يشوف مسهد زي دة و يشوف الست دي اصلا
ادهم اسيل علي و سما و صظيقة العمر
الام نفسها و استقبالها للموت و دي اسمها حسن الخاتمة يارب يكتبها لينا ان شاء الله
اما نادر و نسمة يا مرررررررررك يا نعمة خطف محاولة اغتصاب و البيه اتدحرج من على الجبل و اتصاب و حاجة لوز العنب
طب اية نادر ممكن يتصرف ازاي و الاهم هي هتعمل اية و الوحوش دول حواليها
متتاخريش عننا لان القفلة شريرة جداااتا


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 24-10-17, 12:52 AM   #102

Fay~

? العضوٌ??? » 312648
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 558
?  نُقآطِيْ » Fay~ is on a distinguished road
افتراضي

أستنى الفصل الجاي على نااااار
شكرا على هالإبداع


Fay~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-17, 09:02 AM   #103

mooogah

? العضوٌ??? » 289098
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 737
?  نُقآطِيْ » mooogah is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mooogah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-17, 09:48 AM   #104

roditta

? العضوٌ??? » 85369
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » roditta is on a distinguished road
افتراضي

بارت مذهل بجد بكل المقاييس حرام عليكى خليتينى اقعد اعيط قدام الناس وانا ماسكة الموبيل زى الهبلة موت ام اسيل كان مؤثر جدا واحتواء ادهم ليها ووعده لأمها على فراش الموت انه مش هيسيبها حتى لو مكنتش ليه كان فى منتهى الروعه وطبعا انتقالك فجأة من ادهم واسيل لسراج لنسمه ونادر كان ذكى بطريقه ساحره انك تنقلينا فى المشاعر من تأثر وحزن وبكاء لنوع من التساؤل عن اين نحن وكيف وصلنا لسراج وقبل ان نستوعب نجد انفسنا نقرأ عن نسمه لنتسائل من قتل ومن كان يود اغتصاب من لتذهبى بنا للأحداث من البدايه وتتركينا فى منتصفها دون الاجابه على تساؤلنا ......
وفى النهايه مش هقولك غير كلمة واحدة ...... حرام عليكى ياشيخة اللى بتعمليه فينا ....
روحى ياشيخة ......... وتعالى بسرعه وهاتى فى ايدك البارت علشان هموت دلوقتى واطمن على نادر اللى مع انى كنت فى البدايه ضده عندما اعتقدت انه كاره ومعاد للانثى وحقوقها لأجد نفسى الأن من مناصريه لانه حابب انه يدافع عن الانثى ويكرمها دون ان تعرض نفسها لأى اخطار بل ان تكون كأنثى فقط وان يصبح هو رجلها بمعنى الكلمه 😍😍😍


roditta غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 09:10 PM   #105

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


أحداث كثيرة فاتتني ..
موت واختطاف واكتشاف حقائق ..
عماد طلع ابن سراج مثل ما توقعت في البداية ..
وسراج لم يتفهم ظروف سما وما تعرضت له من تهديدات بحياته وحياة ابنها ..
ورأى أنها استغفلته ، وحرمته من ابنه وحرمت عماد من الإحساس بوجود والد سنده في الحياة ..
كيف يعتقد أن الأمور ستكون سهلة عليها وستجازف بإخباره وربما تدخله سيزيد الطين بلة ،وهي التي تعلم بين يدي من وقعت ..
لا اعتقد أنه سينفذ تهديده وينتزع منها عماد ..
كلامه نابع من غضبه عليها ،وقلبه سيعانده لأنه يحبها ولن يرضى أن يراها تتعذب ..

أسيل يا قلبي عليها والدتها من تبقت من عائلتها توفيت ..
مشهدهم مؤثر جدا ..
رحلت وتركتها تعاني الوحدة والمرض ..
صحيح لديها صديقين رائعين مثل سما وعلي ..
وأدهم وتعهده بالوقوف بجانبها ،وزاد تمسكه بها خاصة بعد معرفته بما تعانيه ..
لكن الأمر سيكون صعب عليها ..
خفي عليها يا حور ،مريضة وليس أي مرض ،هو السرطان ..
وتخفي ذلك لكي لا ترى نظرات الشفقة ..
وهذا هو سبب عزوفها عن الزواج وطمس أي شعور بالحب ..
هل سينجح أدهم في التقرب منها أكثر وتغيير تفكيرها ..؟

xعلا واضح أن تعلقها بعلي كل مرة يزيد أكثر ..
تريد صداقته ولكن ماذا لو تطورت المشاعر لشيء آخر تفتقده (الحب)
مع زوجها الحالي الذي لن يستسلم ويدعها وشأنها ..
فماذا يحمل القادم لعلي وعلا ..؟

xقفلة شريييييرة يا حوووور ..
نادر ونسمة ما مصيرهما .. ومن ينقذ الثاني يا ترى ..؟
بانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:31 PM   #106

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 10:22 PM   #107

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل السادس / القسم الاول )


بجد شكرا لكل شخص كتب كلمة حلوة بحقي واسفة اني مرات بتأخر بالرد وبالفعل دعمكم الي هو اكتر حاجة بتشجعني اني استمر


جدران صمت الهوى
الفصل السادس
القسم الاول
الدنيا ... ملعب كبير .. ومباراة مستمرة لم تعلن فيها بعد صافرة النهاية .. ايامها هي دقائق المبارة .. جمهورها هم الاناس الذين يمرون عبر ازمنتها .. وهم أنفسهم لاعبينها الذين يخوضون غمار منافستها .. الهدف .. هو غاية كل انسان يلهث ليحققها .. الحكم .. هو العمل الذي يسجل في صفائح البشر .. فاما صالح يوصلك الى الجنة ليعلن فوزك .. واما سيء يوصلك الى النار ليعلن خسارتك .. حدود ملعبها البيضاء .. هي الحدود التي ترسمها وتضعها لنفسك كي تهذبها وتقومها فلا تقارب الحيوانات او المجانين .. كروت انذارها .. هي المصائب والابتلاءات التي تتعرض لها لتنذرك وتنبهك ان كنت حدت عن هدفك .. صافرة نهايتها .. لحظة الموت التي تختلف من شخص لاخر لتعلن فيها انه انتهى وقتك وحان وقت حسابك .. اهم اركانها ..( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) .. مهمتك .. اعمار الارض .. بالعبادة والعمل.
____________

ظلام احاط به ليحجب عنه كل الرؤية .. ظلام كرهه بشكل كبير لانه يفقده اهم حاسة يعتمد عليها دائما في تقدير المواقف والحكم على الامور .. ظلام ادرك معه ان هناك ما يخفونه عنهم لذا هم يغطون اعينهم حتى وحكم اعدامهم على ما يبدو قد صدر .. حكم رآه متجسدا بأعينهم المتوحشة التي نظرت اليهما منذ ان دخلو عليهما الزنزانة واحاطوهما بكل قسوة .. حكم لم يخف من ان ينفذ عليه ولكنه اشفق وتوجع لتنفيذه على زميلته وشريكته في الورطة التي وقعو بها .. لقد وعدها ان ينقذها .. ان يكون كل شيء بخير .. ان ينتهي كل هذا بلمح البصر .. وعود قطعها في لحظات رعبها دون ثقة بتنفيذها .. ولكنها .. وعود .. ووعد الحر دين عليه .. مسؤولية القاها على كاهله منذ قبل بيدها المتشبثة به .. والان .. لا يجب عليه ان يستسلم .. مهما كانت النتيجة فعلى الاقل سينال شرف المحاولة علها تعذر تقصيره .. حاول بكل مهاراته التي يمتلكها ان يصغي جيدا لما حوله عله يستنبط اي شيء يمكنه من تنفيذ محاولة لانقاذهم .. كانو قد اقتادوهما مشيا على اقدامهما بعد ان قيدوهما وحجبو اعينهما .. حاول التركيز على اتجاه الرياح .. رائحة ما حوله .. اصوات ما يحيط به .. حسه الادراكي للاتجاهات .. كان يحاول رسم خريطة بذهنه قدر استطاعته .. اخذ يمشي معهم بكل تأني حتى مع دفعاتهم القاسية له .. كان يسمع نشيجها الخافت المتمثل بشهقاتها الصغيرة الخافتة والمتلاحقة .. نشيج جعله مصمم على ان يفعل كل شيء من اجل انقاذها .. اخذ يقلب بذهنه كل خياراته .. كل الخطط التي من الممكن ان ينفذها ليهربا سويا .. مر بعض الوقت و اخيرا توقف الجميع وصوت ضحكات الرجال الهازئة تعلو .. لوهلة فقد حسه الادراكي مع شعوره بضربة اصابت عضده رافقتها ضربة اخرى نزلت على ظهره لينهار جالسا على ركبتيه .. ضربه نور الشمس فور ان رفعو عصابة عن عينيه ..رفرف بأجفانه بسرعة ليعتاد على النور ويتمكن من تحديد كل شاردة وواردة حوله كي يستغل كل لحظة .. يبدو انهم اقتادوهم لمنطقة مفتوحة من الاحرش تنتهي بجرف طيني عشبي طويل جدا توزعت به بعض الشجيرات النامية بفعل الامطار الموسمية .. وجد امامه اطراف بنايات بعيدة بعض الشيء علم انها مكان معسكرهم .. لمح في احدى الجوانب تجمعات شجرية متشابكة يبدو ان الخاطفين اتخذوها كستار يخفو به المكان ويحصنونه من التسلل مع وجود الجرف كعامل امان احتياطي .. اما الجانب الاخر فانتهى بخيال ازرق بعيد بعض الشيء ادرك منه نادر انه نهر يستخدمونه في حاجاتهم بالاضافة لكونه جبهة امنة اخرى .. في تلك اللحظات تمكن من رسم تصور كامل لمنطقة معسكرهم التي امنوها من ثلاثة جوانب بعوامل الطبيعة المتمثلة بالتجمعات الشجرية والجرف والنهر اما الجانب الرابع وهو واجهة المعسكر فبالتاكيد سيكون الاشد حراسة وخطورة .. كان دوما متميز في المواد الجغرافية وتحديد المواقع بسبب عمله الطويل في البحر وهذا ما ساعده على تكوين خطته المبدئية للهرب بسرعة قياسية قبل ان ينتهو من جر نسمة واسقاطها امامه ونزع عصبتها عن عينيها .. مراها خلع قلبه خاصة مع تلك النظرات الجشعة التي ارتسمت في عيون الرجال حولها وهم يتبادلون الضحكات الخبيثة واللمزات الموحية التي رغم انه لم يفهمها لانها بلغتهم ولكنه ادرك فحواها من طريقة لفظهم اياها واشاراتهم الحقيرة لنسمة المرعوبة .. ساد الصمت لوهلة مع صوت احدهم الذي بدا كرئيسهم يعلو مخاطبا نادر بالانجليزية الركيكة ( اذن .. ايها السيد .. انها نهاية رحلتكم .. يبدو ان القادة لم يريدو طلب فدية من اجلكم كي لا نقع في مشاكل سياسية مع بلدكم .. وبالطبع .. نحن سعداء لتنفيذ الحكم عليك فوريا . اما هي ..حسنا لا بأس ان نلهو بها قليلا اليس كذلك )
وغمز رفاقه بلؤم شرس فقام احدهم بجذب نسمة من شعرها لتقف وهي تصرخ بشراسة مقاومة جعلته يصفعها ويده تجذب مقدمة قميصها الذي صدر منه صوت تمزق جعل نادر يهب واقفا بزمجرة حانقة ( كم انتم جبناء .. اين الاستمتاع في القتل المباشر )
اشتدت القبضات حول نادر لتقيد ثورته ورئيسهم يتقدم منه ببطء هازئ حتى وصله فأمسك ذقنه المقاومة قائلا بتشفي ( معك حق .. لما لا نجعلك ترى لعبتنا بعينيك .. سيكون صراخك موسيقى جميلة مع انينها ونحن نستمتع بها .. فيبدو انك عاشق )
بصق نادر على الرجل قائلا بإستهزاء ( انت لن تطول حتى شعرة منها فهي اقوى منكم جميعا )
كلماته المتحدية بتعمد اثارت قائدهم فأجاب بشراسة مخيفة ( سنرى ..) ثم صرخ فيمن حوله ( قيدوه جيدا وثبتو رأسه ليراني وانا انتهك إمرأته واجعلها تصرخ بإسمي بدلا عن اسمه )
ثم التفت الى نسمة المرتعشة بعنف مقتربا بعجرفة مقيته وبإشارة من يده ابتعد من كانو يمسكونها مشكلين حولهم شبه دائرة وقد انطلقت ضحكاتهم الشامتة وإتقدت نظراتهم الكريهة وتعالت هتافاتهم بإسم قائدهم مشجعين له وهو يقترب منها وقد وقفت لوحدها في منتصف الدائرة ليقول بحقارة ( هيا يا حلوتي .. قاوميني لأجدد اللذة معك )
مد يده ليمسكها الا انها عاجلته بضربة مزدوجة كلكمة على وجهه وركلة على ساقه صارخة ( في احلامك )
مسح خط الدم السائل بركن شفته ضاحكا بنذالة ( اووه لدينا هنا لبؤة )
وفجأة هجم عليها بكل قسوة ليقيدها بذراعيه وجسده الضخم ووجهه ينهال على وجهها بالقبل المهينة متفاديا ثورتها وصراخها الذي كان صدى لصراخ نادر المتوعد بالقتل له .. كانت تقاومه بكل عنف وهو يستلذ بتعذيبها مثيرا ضحكات من حوله مع صوت تلك الصفعات التي نالتها منه كي يسلبها قوتها .. نجح للحظة بتمزيق قميصها فاشتعلت عيناه بسرعة وهو يرى مفاتنها فاقدا تركيزه لثانية سمحت لنسمة ان تصل لخنجره المخبئ بحزامه .. استلته بسرعة وغرزته في عنقه بكل قوتها صارخة ( على جثتي ايها الكلب )
في لحظة انقلب الامر وقد ارتسم الذهول على الجميع وصوت حجرشة قائدهم الذي يصارع الموت ليلفظ انفاسه تعلو كخوار بغل سقط .. ساد الهرج والجميع يتقدم من نسمة وقد استلو اسلحتهم صارخين بضرورة امساكها حية في ذات اللحظة التي استغل فيها نادر الفوضى ليتحرر من مقيديه ويبدأ بضرب من حوله بعنف صارخ ( اقتربي مني يا نسمة)
كان يتراجع باتجاه الجرف مسددا اللكمات والضربات حتى نجح في سرقة احد مسدساتهم حيث اطلق النار على الرجل الاقرب لنسمة محاولا فتح الطريق لها لتتبعه ولكن .. صوت رصاصة شق سكون الهواء بجانب اذنه ليدرك ذاك القناص الواقف بعيدا عنه وقد صوب بندقيته نحوه للمرة الثانية و .. اطلق النار .. وكمشهد بطيء العرض مرت الاحداث امام عيني نسمة وهي ترى تراجع نادر بشكل جانبي ملتفتا باتجاه الجرف حيث تسببت قوة اصطدام الرصاصة بصدره بعنف ارتداده ليسقط امام اعينها ويختفي في اسفل هذا الجرف المخيف وصوت صرختها يشق عنان السماء وقد ادركت خسارتها والجميع يحيطون بها مثل السواد الذي احاطها بعد ان تكالب عليها كل ما حدث معها من مقاومة وموت واستسلام لقدرها المشؤوم .
لم تعلم كم بقيت فاقدة للوعي الا انها عندما استيقظت كان الظلام يحيط المكان الذي كانت فيه .. رائحة ادركتها فورا لإعتيادها عليها .. كانت رائحة الزنزانة التي قضت فيها اخر ليلة مع نادر .. غصة خنقتها مع تلك الذكريات ومنظر مخيف سيطر على خيالها .. لقد مات ... انتفضت بعنف جالسة بشهقة طويلة ودموع لم تعلم من أين مصدرها تتفجر من عينيها .. نادر .. قد مات .. تركها ومات .. لم يفي بوعده لها ولم يأخذها معه حتى لو بالموت .. انكمشت بشكل فوري ضامة ركبتيها إلى صدرها ونحيبها يتعالى تدريجيا بقوة ... هل فقدته حقا .. هل فقدت الرجل الذي استطاع دوما ان يصل لأعماقها .. الرجل الذي اعاد لها شعورها بأنوثتها بعد ان فقدتها عندما تحملت مسؤولية والد مريض وأخ تركها وحيدة تصارع الحياة وسافر ليلتفت الى مستقبله .. في اللحظة التي ارخت حصونها وسمحت له ان يتسلل عميقا اليها لتراه كمنقذ لها او كحامي مسؤول عنها .. متى كان هذا .. منذ زمن طويل على ما يبدو .. منذ رأت باتريك فإستندت على نادر لينتشلها من جحيم ذكرياتها .. والان .. ايضا نادر قد خذلها في النهاية وان لم يكن بقصده .. لم تعلم لما تصرف هكذا .. لما حاول ان يستفز الخاطفين وقد كان يوصيها في السابق بالهدوء .. لما دفع ذلك القائد دفعا ليحاول اغتصابها امام عينيه .. هل كان يسعى لإثارة الفوضى كي يتمكن من الهرب .. هل كان واثق من قوتها ومقدرتها على الدفاع من اجل شرفها .. هل كانت قسوة منه ان يجعلها طعم يجذب انظار الوحوش اليها كي يتسلل هو .. مالذي حدث .. تلاحقت انفاسها ومستقبل ما ينتظرها يرعبها اكثر .. رفعت عيناها لترى تلك النافذة التي وقف امامها في اخر يوم .. خياله وهو يبتسم ويتكلم معها عن الحب ترائى امامها .. متى كان هذا .. هل حقا كان في اليوم السابق فقط .. لمحت شيئا ملقيا على الارض فوقفت باقدام متعثرة مقتربة منه لتكتشف بانها سترته الخاصة ببذلة طيرانه .. رفعتها ببطء ونحيبها يعلو وهي تقول بتعثر حانق ( تبا لك .. حتى بعد وفاتك تثير حيرتي وارتباكي .. لماذا انا حزينة عليك بعد هذا .. لما اشعر بان روحي تزهق من مجرد تخيلك وجثتك ملقية في اسفل الجرف .. هل استمتعت بمقاومتي .. بل هل وثقت بي لهذه الدرجة .. اذن .. لما .. لم لم تقتلني معك وتركتني في ايدي اؤلئك الذئاب ..اكرهك .. اتفهم .. اكررررهك ... يا حقير .. يا اناني .. يا .. يا .. ) وانهارت محتضنة السترة بضعف ومتشبثة بها كأنها حياتها وهي تتمتم بضعف ( .. اين انت .. ارجوك تعال وخذني ) كانت تهذي بجنون غريب .. رائحته ملأتها بهدوء ورهبة مع شعورها بلسعة البرد على جسدها الذي انتبهت على عريه في تلك اللحظة بسبب قميصها الممزق .. ارتدت سترته ببطء وضمتها على جسدها بقوة متنشقة انفاسها ودفء غريب يغمرها وكأنها مازالت بأحضانه وهو يخفي وجهها عن تلك الجثث ... بهدوء استبد بها بعد عاصفتها تراجعت لتجلس مقابلا للنافذة مثلما جلست في اخر ليلة مع نادر وقد شردت في السماء امامها غارقة بإنفصال اختياري عن الواقع بذكرياتها معه .. لقد تفاجأت عندما اخبرها بانه احب الطيران من حبه للبحر خاصة عندما طلب ان تكون فترة تجنيده الاجبارية بسلاح الطيران المصري ليتعلم اكثر عن الطائرات .. ارتسمت ابتسامة على شفتيها بعد ان تذكرت ضحكته الخجولة وهو يخبرها عن مغامراته وهو صغير عندما كان يتسلل الى المركب في الفجر سابقا اباه وعمه اليه كي يختبأ قبل ان يبحرو فيه ليتمكن من الابحار معهم .. في النهاية تشرب عشق البحر وتفاصيله وتعلم كيف يقرؤ الطقس وتغيراته وكيف يزن حركة الامواج والرياح وخارطة النجوم في السماء واحداثيات البوصلة .. كان يتنقل بين جميع اصدقاء والده ليتعلم منهم كلهم .. حفظ اسماء الاسماك ومناطق تواجدهم كما حفظ التيارات المائية ودرجة الاعماق فأبحر في نهر النيل وفي البحر المتوسط وتعلم سبل الانقاذ .. كل هذا اثر عليه وعلمه كيف لا يستعجل في الحكم على الامور ويتروى في دراسة كل شيء فلا يستعجل او يتهور بإتخاذ اي قرار والاهم ان لا يغضب او يخاف لان هذا يعيق تفكير الانسان السليم عندما يوجه المواقف الصعبة .. كانت المرة الاولى التي يتكلم فيها نادر بهذا الشغف والحماس وقد اخذ يقص عليها اسباب تحول اهتمامه للسماء بعد ان حفظ البحر .. كان يردد امامها في كل لحظة (المهم ان تثقي بنفسك ) .. تنهدت عند هذه النقطة متمتمة بضعف ( انا اثق بك .. ارجوك لا تخذلني ) لم تعلم سبب شعورها المتنامي بان نادر لن يتركها .. حتى بعد ان رأت موته فجذوة مخيفة من الامان الواثق كانت تشتعل بقلبها .. جذوة جعلتها تغمض عينيها بإرهاق متمتمة مرة اخرى ( انا انتظرك .. لا تتاخر ) جنون اطبق عليها بالكامل مع هدوء سيطر عليها وهي تغرق في نوم تقطع بأحلامها به وهو يناشدها ان تصبر حتى يصل اليها.
جلبة مكتومة ايقظتها من نومها المضطرب مع صوت غريب سمعته ولم تدرك ماهيته .. وقفت ببطء وعيناها تتابعان النافذة محاولة تخمين الوقت .. كان القمر يوشك على الاختفاء وقد زادت الظلمة لتعلم بانها لجة الليل التي تسبق نور الفجر .. اقتربت من الباب بوجل وحاولت الانصات لذلك الصوت الذي ايقظها دون ان تعلم ما هو .. مرت خمس دقائق من الصمت قبل ان تسمع صوت تكة المفتاح في باب الزنزانة فتراجعت بسرعة ضامة نفسها بذراعيها ومتشبثة بالسترة بكل قوتها .. مرت دقيقة اخرى شعرت بأنها دهرا قبل ان يفتح باب الزنزانة لتراه .. يقف بشموخ والاضاءة خلفه تعطيه مظهرا مهيبا ومخيفا وصوته القلق يهمس ( نسمة .. هل انت بخير يا صغيرتي ) .
لم تعلم بما تجيب وهستريا رعبها تتصاعد بداخلها ( انا احلم .. انت لست حقيقة )
رأته يقترب منها فتقهقرت اكثر وصوتها المرتجف يعلو بشكل تدريجي ( من انت .. ابتعد عني .. هل مت ولحقت بك انا هل .. قلت ابتعد .. اب.. )
انقطعت صرختها الهستيرية على صدره مع جذبه لها وضمه اياها بكل قوة وحنان وهو يهدهدها راجيا( اهدأي .. لا يجب ان يسمعونا .. يجب ان نسرع بالهرب قبل ان يكتشفو جثث زملائهم الحرس فيعلمو اننا هربنا ويلاحقونا .. اهدأي يا صغيرتي .. )
صوته جعلها تنتفض بعنف اكبر ويدها تتشبث به بشكل تلقائي هامسة ( كيف .. لقد رايتك تموت )
ابتعد قليلا عنها ويداه تحيطان بوجهها وقد ركز عيناه في عينيها وانفاسه تهدر على وجهها لتؤكد بأنه حقيقي وبأنها لا تتخيل ( لم امت يا مجنونة .. كيف اتركك وقد وعدتك بأن انقذك .. سأخبرك كل شيء بالتفصيل ولكن .. الان يجب ان نتحرك ونخرج سريعا من هنا لنختبأ في الاحراش كي نتمكن من الهرب منهم )
ابتدأت بإستيعاب ما يقوله مع ذلك الدفىء الممزوج بالامان الذي تسلل الى كيانها وعيناها تلتهمان ملامحه بجشع من يبحث عن الخلاص .. شهقت ويدها ترتفع لتحط على جانب وجهه بلا وعي عندما لاحظت الجرح الطويل على وجنته لتنتبه ايضا لجرح اخر على رقبته وبثالث شق كتفه مع تمزق قميصه من عدة اماكن .. تمتمت بهلع (انت تنزف .. انت مصاب ) ومنظر الدماء الذي اغرق قميصه في عدة مناطق يخيفها اكثر
امسك بيدها يبعدها عن وجهه وهو يبتعد عنها ببطء مجيبا بصوت تشرب بخجله ( انها اصابات طفيفة تعاملت معها .. فلا تقلقي .. هيا بنا .. لا وقت لدينا )

انتبهت لنفسها ولكيفية تشبثها الجبان به في غمرة انهيارها فابتعدت اكثر عنه متسائلة بخجل ( الى اين سنذهب تحديدا هل ينتظرنا احد في الاحراش سينقذنا .. هل الشركة بعثت بفرقة انقاذ لنا )
كانت تتحدث بخفوت وهي تتبعه الى خارج الزنزانة لترى لاول مرة ما حولها وتنتبه لحارسين قد سقطا امامها مضرجين بدمائهم علمت بان نادر هو من قضى عليهم وبان هذا هو الصوت الذي ايقظها .. سمعته يجيبها بتوتر اكبر ( كلا .. يبدو ان الشركة اما تخلت عنا او تجاهلت الامر منتظرة اي بادرة تخرج من المختطفين .. نحن وحدنا في هذا الامر .. وحياتنا بين ايدينا .. فاما سنتمكن من النجاة والوصول لاقرب نقطة لقوات حفظ السلام في المنطقة حيث يمككنا تسليم انفسنا او ..)
وترك جملته معلقة وهو يستدير ناظرا اليها متسائلا ( هل تثقين بي لتسلميني نفسك فتتبعيني بلا اعتراض او سؤال في هذه الرحلة المحفوفة بكل انواع المخاطر )
ادراكها المرعوب لكل ما ينتظرهما من اهوال بالخارج راته بعينيه .. هل امامها اي خيار اخر سوى ثقتها به .. فإما موتها معه مع احتمال ضئيل بالنجاة او .. موتها الان على ايدي من خطفها مع احتمال معدوم للحياة .. معادلة لم تنتظر كثيرا لتعلن نتيجتها .. زادت من تشبث كفها بكفه وعيناها تعدانه بما يريده وعقلها يعلن تمرده على كل شيء وسؤال قاهر يسيطر عليها .. لما تخلت شركتهما عنهما ؟
زمجر اياد بغضب اكبر وهو يرد على محدثه بالطرف الاخر من الهاتف ( لقد قلت لك باني لا اوافق حتى على عقد مجلس الادارة لاجل هذه القضية.. الى الان لم يصلنا اي طلب بشأن الطيارين المخطوفين .. نحن حتى لا نعلم ان كانو لازالو على قيد الحياة .. هل تريد فقط ان تشعل الموقف مع تلك الدولة وانت الادرى بما لنا فيها من مصالح .. فقط اصمت الى ان نرى الى اين سيذهب الموقف )
عاد الى صمته والغضب يزداد في ملامحه قبل اجابته بنبرة امتلأت تهديدا ( اتكلم بصفتي المالك الاكبر للاسهم بالشركة .. اذا ظهرت اي مطالبات سنتحرك اما غير هذا فلن نقوم باي شيء .. دع الدولة تتحمل الامر .. الم تبلغ وزارة الخارجية .. هي الاخرى صمتت كما صمتت الدولة التي خطف مسؤولها.. الاوضاع المتدهورة تحتم التعتيم الاعلامي لذا لسنا بحاجة للاعلان عن خطف شخص كان احد طيارينا يقود الطائرة به .. هذا سيسيء الى سمعتنا ويؤثر على اسهمنا .. فقط تجاهل الامر .. لا اريد ان اسمع اي كلمة في هذا الموضوع )
ارجع ظهره الى الوراء مستندا في نفس اللحظة التي سمع فيها طرقة خفيفة على باب مكتبه قبل دخول علا امامه وهي بكامل اناقتها بثوب اسود .. زفر انفاسه الغاضبة اكثر فهذه ايضا مشكلة اخرى عويصة تصدمه ويجب عليه فيها التحرك السريع .. اجاب المتحدث على الطرف الاخر من بين اسنانه ( حسنا يكفي نقاشا .. فقط نفذ ) واقفل الهاتف وهو يقف بعنجهية ساخرة متقدما من خلف مكتبه باتجاه علا ومتحدثا بلهجة هازئة ( اووه واخيرا تذكرتني زوجتي المصون اثناء لعبها السخيف مع غيري )
ازدردت علا لعابها بضيق مجيبة ( يبدو انك اخطأت العنوان يا زوجي .. فانت تحديدا من تلهو بذيلك )
صفق اياد باستهزاء ( اجل بالطبع .. فانا من استخدمت ثقلي العائلي لاحصل على معادلة شهادة شخص حقير من الجامعة )
انقبضت اصابع علا على حزام حقيبتها الجلدية المعلقة على كتفها ورسمت ابتسامة حاولت فيها تغطية ارتباكها مجيبة بتحدي بارد ( ولما لا استفيد من عائلتي لمرة واحدة واكون جيشي الخاص ضدك .. ام انك اعتقدت اني ساظل صامتة على تعدياتك الواضحة وخياناتك المتكررة .. ساكون حمقاء ان فعلت )
توترت صفحة وجه اياد وقد بدا الغضب يعلوها .. رفع اصبعه ملوحا به امام وجهها ( اياك يا علا .. اياك وتحدي فانا قادر على حرقك .. اقبلي بما اوفره لك والا ستندمين بعد فوات الاوان .. من تظنين انهم قادرون على حمايتك مني فانا بفرقعة من اصبعي قادر على نفيهم من كل البلد خاصة عندما يكونون ضيوف غير مرحب بهم .. اتمنى الا يتسبب تقربك باذيتهم )
كان تهديد واضح ومخيف بين طيات كلماته المبطنة بطريقة جعلت علا تنتفض بعنف واسوء السيناريوهات يرتسم في ذهنها .. ارادت التراجع بخوف الا ان صورة علي أمامها امدتها بشجاعة هائلة جعلتها تقترب من زوجها بثقة مجيبة اياه بقوة اذهلته ( بل انت من يجب عليه ان يحذر من الاقتراب ممن اهتم لامرهم ان لم ترد لسجلك الاسود ان يفضح .. فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة )
عقد اياد حاجبيه قائلا بنبرة تشبعت بتهديد خطير ( هل اسمع بين طيات كلماتك تهديدا لي يا علا .. هل خرج للقطة مخالب يا ترى .. يبدو ان اوان قص الاظافر قد حان )
عادت علا لارتجافها بشكل اكبر ومع ذلك حاولت اخفاء مشاعرها وهي تنفض عن كتف زوجها غبار وهمي ( بل انت من يجب ان يحذر من قطة نامت بما يكفي .. لذلك .. احذر يا اياد من ان تمارس الاعيبك معي مرة اخرى .. فانا لم اعد كما انا )
والتفتت سريعا لتغادر قبل ان تخونها قدماها بوقوفها امام زوجها الذي صدمته جرئتها وتاكد بان تغيرها ليس بمصلحته فرفع هاتفه طالبا رقما محددا ما ان رد الشخص الاخر حتى قال بحزم مخيف ( نفذ الامر ) واغلق الهاتف وعيناه تتوعدان علا بقسوة وتهديد من يثق بانه سيجعلها تندم ويعيدها ضعيفة كالسابق بعد ان يحجب عنها الشخص الذي كان سبب بقوتها وثقتها .. ذلك الشخص الذي كانت ترتجف علا لاجله بقوة بعد ان اختلت بنفسها في سيارتها وقد اقلقها تهديد زوجها المباشر .. للحظات اغلقت عينيها لتستعيد قوتها قبل اتخاذها لقرارها الذي وضعته حيز التنفيذ بشكل فوري .. حركت سيارتها وفي ذهنها هدف واحد .. ستحاول حماية علي ولكنها لن تجرؤ على تحذيره كي لا يكرهها اكثر عندما يعلم ان زوجها وراء اي مصيبة ستصيبه بعد ذلك .
وصلت علا لبيت العزاء المقام اسفل شقة ام اسيل حيث بعث لها علي العنوان بعدما اخبرها عن رغبته باخذ اجازة معللا السبب بوفاة امراة كانت بمثابة امه .. حزنه العميق تسلل الى قلبها ففاضت مشاعر غريبة في روحها جعلتها تتعطش لمواساته كما يواسيها دوما بوجوده .. لذا استاذنت منه للحضور بحجة تعزية اسيل التي تعرفت عليها في قسم الشرطة .. رغم تحفظه الظاهر في صوته الا انه رحب بها .. وصلت الى المنطقة التي اخبرها عنها ورأت بيت العزاء المنصوب في اسفل المبنى السكني حيث لمحت علي يقف عند مقدمته ليتلقى التعازي وبجانبه وقف رجلين لم تتعرف عليهم في الوهلة الاولى بعد ان جذب نظرها مظهر علي الوسيم بشراسة .. كانت المرة الاولى التي تراه فيها ببذلة سوداء فدائما ما يرتدي ملابس عملية .. بذلة فصلت جسده الطويل والممتلئ بعض الشيء بطريقة جذابة رسمت جذعه بعضلات مختفية اسفل قميصه وساقين مكتنزتين ولكن عضليتين ايضا مما اعطاه مظهرا رياضيا اكتمل مع شعره الاسود المتعرج بتموجات ناعمة وصلت الى حدود عنقه وتناسبت مع لحيته الخفيفة وشاربه المنمق وملامحه الصقرية التي زادتها نظرة عيناه السوداء حدة ورجولة .. لم يكن جميلا ولكن .. كانت جاذبيته مخيفة وتحيط به هالة من السلطة الفطرية والهيبة الجبارة مما اضفى عليه مشهد قارب الكمال بنظرها .. لم تعلم لما هو تحديدا يثير فيها كل هذا التناقض .. مشاعرها نحوه مازالت مشوشة ولكن .. رات فيه صورة لدور الرجل في حياتها .. تمنته اخ لها يدعمها وينصحها .. تمنته اب يساندها ويقويها .. وتمنته زوج يحبها ويحميها .. كم تمنت من هو مثله في حياتها لدرجة تخيلها اياه بمكان شقيقها المتوفي .. لم تعلم هل حقا يثير انوثتها كرجل فتشتاق للمساته ام يثير عواطفها كامراة تبحث عن من يمنحها الامان والثقة .. كل ما تعلمه ان وجوده في حياتها اصبح ضرورة كتنفسها للهواء ورؤيتها له اصبح مخدرا يمكنها من تحمل اعباء حياتها المقيتة وظلم عائلتها وزوجها .. انتبهت لحركة الشخص الذي وقف الى جانبه وهو ينحني باتجاهه متحدثا .. لوهلة لم تتعرف اليه ولكنها بعد ان دققت بملامحه علمت من يكون فاستغربت .. انه سراج صقر مدير قسم المعاملات في البنك الاوربي حيث تعرفت عليه هناك .. وبجانبه يقف ادهم رضوان الذي سبق وتعرفت عليه بمركز الشرطة وعلمت انه زميل اسيل ... ترى هل تقرب المراة المتوفاة له .. سؤال برز مع رؤيتها لسراج وهو ينسحب من العزاء ويلحق بالمصعد حيث تقف منتظرة .. عندما راها وتعرف اليها لاحظت تشرب وجهه بحمرة خفيفة وقوله باندفاعية ( اهلا سيدة علا .. كم الدنيا صغيرة اليس كذلك .. كيف نتقابل هنا في النهاية )
حركت راسها بموافقة وهي تدلف الى المصعد سابقة اياه ( اجل .. فجلال الموت يجمع البشر .. ترى هل انت على معرفة بالسيدة التي توفيت )
كان سؤالها فضوليا بريء الا انها تفاجأت بردة فعل سراج المرتبكة وامتناعه عن الجواب للحظات وكأنه يبحث عن عذر قبل اجابته بطريقة ملتوية وهو يدعوها لتدخل المصعد ( ممم اجل .. ليس بشكل وثيق ولكن .. امرها يهم شخصا اعرفه .. يمكنك القول انه واجب عزاء فقط )
عقدت علا حاجبيها باستغراب متمتمة ( ااه .. اعذرني ان فسرت الامر بشكل اخر فوقوفك في المقدمة جعلني اعتقد انها شخص مهم لديك لذا تتلقى العزاء .. فليرحمها الله وليجزيك خيرا فلقد علمت ان المتوفية ليس لها اهل او زوج او رجل يتلقى العزاء .. انا تعرفت على ابنتها الوحيدة اسيل )
لم يحاول ان يجيبها وهو يركز انظاره على طوابق المبنى التي يتجاوزها المصعد في اشارة واضحة لضيقه ولاخفائه امرا يخاف ان يعرفه احد .. رفعت كتفيها بلامبالاة فآخر همها الان هو سراج .. الذي لم تعلم بان اسئلتها البسيطة قد زلزلت كيانه بعمق وجعلته يرتبك وشعور بالخوف يتسلل اليه .. مازال لا يعلم اين يضع كل ما حدث في حياته .. كيف يمكنه ان ينظم حياته خاصة وانه من المستحيل ان تقبل ناتاشا المشاركة فهذه اكثر نقطة كانت تكررها له .. دوما ما كانت تقول بثقة بانها اختارته لانها واثقة بانه لن يخونها او يتواجد مع غيرها .. ولكن .. هل يمكنه اعتبار سما خيانة .. انها قبل كل النساء في قلبه .. قبل حتى ناتشا .. فهي .. وهي وحدها مالكة عرش فؤاده مهما حاول الهرب .. والان .. بوجود ابن له منها .. ابن عشش عشقه في حناياه بعدما قضى ليلة الامس معه وحدهما لانشغال سما بأمور العزاء .. رغم كل معاناتها الا انها استطاعت ان تربي عماد بطريقة سليمة ورائعة .. الطفل عبارة عن كتلة من المشاغبة والظرافة والذكاء والبراءة الحلوة و و .. لو بقي يصف به لن ينتهي .. لقد شعر بالفخر وهو يرى ابنه هكذا .. ومنه علم العديد من الامور والاشخاص الذين بحياة سما وطبيعة علاقتهم سويا .. علي واسيل والجدة امينة والجدة حنان والجد محمد .. فيبدو انه رغم وحدتها الا انها خلقت لابنها اسرة موازية ليحصل على الحنان كامل .. رجل وخالة وجد وجدة .. لم يعلم كيف بامكانه ان يفكر لثانية بالتخلي عنه او عنها .. ففي كل ثانية يصبح اكثر يقينا بانه لن يتمكن من العيش بدونها .. وبانها هي السبب بانفصالهم وبتلك النتيجة التي توصلو اليها .. لذا .. عليها ان تحتمل وجود ناتاشا وصوفي في حياته فهو لن يكون قليل الاصل مع امراة دعمته ووقفت بجانبه .. وفي نفس اللحظة لن يترك سعادته وحياته مهما كلفه الامر .. يعلم انه اناني وجشع ولكنه في داخله يوقن بان هذه حقوقه فلا يجب ان يحاسبها عليه احد .. كان قد وصل الى الطابق الذي تقيم فيه ام اسيل .. التفت الى علا قائلا بحرج ( هل يمكنك ان تستدعي السيدة سما العوضي من الداخل فهمناك بعض الامور التي ساناقشها معها بشان اجازتها فهي تعمل عندي )
هزت علا كتفيها دليلا للموافقة وخرجت الى الشقة المفتوحة حيث العزاء بينما جلس سراج على السلم الخاص بالمبنى والذي كان يخفي من بداخله عن الاعين وفي نفس الوقت يسمح برؤية جانبية لمن يتواجد في الطابق .. مرت لحظات بسيطة قبل رؤيته لسما وهي تخرج من الشقة وعيناها تلتفان ببحث عنه .. نادى عليها بصوت عالي نسبيا كي تسمعه من خلال الضجة الصادرة من الشقة .. توجهت سما نحوه وما ان وصلته حتى بادرها بجدية ( اين يمكننا التحدث بامر هام وفوري وسري )
راها تعقد حاجبيها بتوتر فادرك معرفتها لماهية الحديث .. كان يعلم بان الوقت مبكرا وبانها لازالت حزينة على فقد من كانت بمثابة امها الا انه تعمد العجلة كي يحصل على ما يريده دون ان تجد المقدرة على التفكير الدقيق .. تنهدت امامه ببطء حزين متمتمة ( انتظرني هنا .. ساخذ مفتاح شقة الخالة زهرة )
كانت قد التفتت دون ان تنتظر منه موافقة .. ولكنه احب ان يؤكد امره وسطوته عليها لغاية بنفسه لذا قال لها بنبرة حازمة ( سنكون لوحدنا بشكل كلي .. لا تحاولي التهرب )
راى تلاحق انفاسها المتسارع والظاهر من حركة صدرها المتتابعة في صعود وانخفاض .. لم تجبه سوى بتمتمة خافتة بكلمة حسنا وبعدها اكملت طريقها .. مر بعض الوقت وسراج يراجع خطته بذهنه مع خوفه من مشاعرها المتجلدة التي احسها تنبثق منها .. لقد بنى كلماته على احساسه بانها لازالت تحبه ولكن تصرفها بهذه العنجهية والتدلل والبرود اشاعا بروحه الظمأى لها مشاعر متناقضة .. راها تخرج بهدوء مشيرة اليه ان يتبعها... دخلا الشقة المقابلة لشقة العزاء حيث لم تقفل الباب بشكل مما احنقه ومع ذلك حاول التماس العذر لها فهو حتى وان كان هناك ابن يجمعهما ففي النهاية هو مازال بالنسبة لها رجل غريب وهذا ما سيغيره بسرعة ... جلس حيث اشارت له وراقبها بتركيز وهي تجلس مقابله كي يستنبط الطريقة المثلى ليقول لها ما يريد .. رفعت راسها متسائلة بثقة ( حسنا سراج .. هاتِ ما عندك .. اتمنى ان يكون بقاء عماد لديك قد افهمك لاي درجة هو يحتاجني معه وبان تهديدك سيؤذيه كثيرا )
تنحنح سراج وقد فاجأه صراحتها المباشرة مدركا بان سما الخجولة قد اختفت ( معك حق .. ابني .. ) وشدد على حروف الكلمة ملاحظا رفرفتها لعينيها بتوتر قبل ان يكمل ( مرتبط بامه وهذا طبيعي لذا .. وبما اني لا انوي التخلي عنه .. ابدا .. فهذا يقودنا للمربع التالي من علاقتنا )
عقدت سما حاجبيها وقد ضمت يديها بقوة متسائلة ( اي مربع .. واي علاقة .. سراج انت متزوج .. واب لطفلة تحبها .. وحياتك الزوجية سعيدة ومستقرة مثلما قلت دوما لي .. انا بالطبع لن امنعك عن ابنك وعن دخولك في حياته وممارستك لدور الاب له فهذا افضل لابني وسيجعله اكثر استقرارا ولكن .. الى هذا الحد سينتهي دورك .. فعلاقتنا فقط ستقتصر على ابننا مثل اي اثنين تزوجا وتطلقا .. اما انا .. فبالتاكيد انت تعلم اني لن ادخل ضمن اي من حساباتك )
تركها تخرج مافي جعبتها باناة دون ان يقاطعها .. رفع كتفيه بحركة رافضة مجيبا ( بل ستدخلين .. لانك خرجت منها بلا ارادتي .. كوني متزوج فهذا بسبب خطاك فلو علمت بجزء فقط مما تعرضتي له لما سمحت لنفسي ان اتركك مهما كلفني الامر لذا ... ) وصمت ليؤكد على جدية ما سيقوله ( انا اهتممت بك قبل حتى معرفتي بابني .. وانت .. يجب ان تحتملي نتيجة خطأك )
ازدردت سما لعابها بارتباك متسائلة ( كيف يعني .. الى اين تريد الوصول )
سحب سراج انفاسه مخرجا اياها ببطء مشددا على كل كلمة ( الى عائلة كاملة معك يا سما )
راها تشحب وهي تنتفض واقفة وقد ابدت رفضها الفوري بحدة ( انت تمزح .. بالطبع كلا .. انا لن اوافق ولا اعتقد ان زوجتك الاولى ستوافق )
اشار اليها بحزم وقد حملت نبرته تهديدا ( اجلسي يا سما ولا تعترضي بشكل فوري كي لا تندمي .. زوجتي .. لا علاقة لها بما بيننا لذا .. عدم معرفتها بالامر سيكون افضل .. فهي لا تستحق مني ان اجرحها بشكل علني كما ان دولتها ترفض الزواج الثاني .. ا..)
قطع كلماته بتصفيق سما الساخر ( زوجتك .. بالطبع ستهتم لمشاعرها المرهفة .. فهي من ساندك واوصلك لما انت فيه الان .. كيف ستخسر فرصتك وتفقد كل تقدمك المهني وانت كما فهمت ستصبح خليفة والدها بادارة البنك .، اما سما الخادمة .. فهي لا تستحق سوى بقاءها في الخفاء .. فما حدث خطأها .. ويجب ان تدفع الثمن .. ولا يهم ما عانته بالطبع .. فالمهم انك ستحصل على كل ما تريد اليس هذا ما كنت ستقوله )
وضوحها جعله يرى ظلمه لها ومع ذلك لم يستطع ان يلين فوقف واخذ يقترب منها مجيبا بنبرة خافتة ولكنها ممتلئة بالتهديد ( وهل تنكرين بانك المخطئة .. اذكر اني لست الوحيد الذي عرض مثل هذا الامر .. في وقت سابق .. وبحال معاكس .. عرضت علي نفس الفرصة .. لنتزوج سراج بشكل سري كي اواجه اهلي .. الم تكن هذه كلماتك بالتحديد ..انت وقتها اردت كل شيء ايضا .. اردت وضع اهلك امام الامر الواقع ان علمو بالامر .. كما اردت الاستمتاع معي واللهو بنفس الوقت بمال اهلك .. فحكاية الشاب الفقير المتعلق بك وانت تضحين لتكوني معه من اجل عشقكما هي حكاية مثيرة ما ان اصطدمت بحقيقة الواقع حتى تخليت عنها .. كلعبة ترمينها عندما تملين )
ازداد امتقاع وجه سما وهي تردد بانهيار ( كلااا .. ياللهي كلا .. لم يكن الامر كذلك .. لم .. )
قاطعها سراج بقسوة اكبر ( بل كان يا سما .. ببساطة كان بامكانك التخلي عن كل شيء والهرب معي الى المانيا لنتزوج بشكل صحيح .. لو انك استغنيت عن مالك لما ركض ياسر خلفك ولاضطر ابوك بموجة غضبه عليك من حرمانك من الميراث كما كنت دوما تخبريني بانه يهددك بهذا .. وهنا كانو هم سينسونك .. وكنا نحن سنعيش بسعادة .. ولكن .. لما يا ترى طلبت الزواج العرفي مني .. اتعلمين .. ساجيبك انا ) واقترب اكثر منها وقد هاله شحوب وجهها ومع ذلك فهم ان اوان التراجع قد ولى فاضاف بقسوة اكبر واكبر ( لانه زواج يمكنك التنصل منه باي لحظة تريدين .. فقط .. بشق الورقة التي بيننا .. اليس كذلك ؟)
انهارت سما جالسة وقد اخفت وجهها بين يداها لتخفي دموعها وصوتها المتهدج يعلو ( لقد خفت ان تكرهني .. ان احملك مسؤوليتي .. كنت ارى طموحك .. كنت اعلم باني امثل قيدا لك .. لم يكن للامر علاقة بالمال .. كنت خائفة ان تمل مني فلا اجد احدا واخسر كل شيء )
علا صوت سراج بغضب ( وهل انا من اوحيت لك بان حبي مؤقت .. سما لقد عشقتك بجنون حتى كنت مستعدا لمحاربة الكل لاجلك .. لقد كنت كالخاتم بين أصابعك متجاهلا كرامتي .. متجاهلا كل ما كنت اسمعه من لمز عن كوني جشع مستغلا لغناكِ .. كان كل ما يهمني هو انتي .. لقد وثقت بك ونفذت كل ما طلبتيه .. كان مجرد شعوري بانك ستتركيني يجعلني اتشبث اكثر بك محاولا افهامك اهميتك بحياتي .. بل بانك كل حياتي .. بينما تعمدت انت دوما اظهار عدم تعلقك بي واوضحت لي دوما باني فقط لحظة تمرد نحو اهلك وسلاح تستخدمينه لرفض تسلطهم عليك ورفض تلاعبهم بك وبزواجك بمن يريدون .. هل تنكرين هذا .. هل تنكرين ما كنت تقولينه بصراحة لي )
شهقت سما ونحيبها يعلو وهي تجيبه بحروف مبعثرة بعد ان انحنى نحوها مقتربا منها ( كنت صغيرة .. كنت متمردة .. لم استطع ان اعبر لك عن حبي بشكل صحيح .. اجل اخطأت .. هل هذا ما تود سماعه .. هل لهذا تقسو علي .. منذ رأيتني وانت تدوس على كرامتي .. هل تبحث عن انتقامك .. هل هذه هي غايتك .. الهذا تبتزني وتهددني بانك ستاخذ ابني مني )
اجابها بثورة ( هل تعتقدين اني اقسو عليكي لاني اريد القسوة فقط .. اريد ان اجرحك فقط .. صدقيني ما كانت كلماتي الا صرخات استنجادي لك لتعيديني الى الحياة .. ربما مرت بك السنوات الماضية بصعوبة ولكنها كانت مليئة بالاحداث التي حمتك من الغرق بالبؤس والوحدة خاصة مع وجود عماد الى جانبك ولكن .. طوال اكثر من سبع سنوات كان طيفك هو سلواي الوحيدة .. شعوري بالفراغ والوحدة المميتة قتل كل ذكرى جميلة دونك .. حاولت ان اعيش دونك وان املأ فراغ وجودك بقلبي .. اجل تزوجت .. واجل انجبت .. واجل نجحت وترقيت .. ولكن .. كل هذا كان بطعم الرماد عندما لم اجدك انتي لتشاريكيني .. اتستغربين اهانتي وصراخي وعتابي وما انا الا قتيل عاش دونك كجثة لانك انت ترياق حياته .. اجل انت .. وانت وحدك من تجعليني اعيش واشعر وامتلأ بالاحاسيس .. انها انت فقط التي تكسرين كل جمودي بجموحك .. بشغفك .. بعشقك ..لذا ..) انهى كلامه وهو يقف مضيفا بتهديد ويده تجذبها لتقف مقابلة له وقد اصطدم بركان عينيه بفيضان عينيها الباكيتين ( لذا .. ساصل للتطرف كي احصل عليكي .. مهما هددتك .. ومهما ابتززتك .. ومهما اهنتك .. فكله مباح لي لاجدك في النهاية لي .. وفي احضاني .. هذا انا يا سما .. وهذه غايتي وهدفي .. وانت .. ستقبلين بي .. شئت ام ابيت .. ستكونين لي .. باي طريقة كانت .. لانك من الاساس لي ..)
يتبع القسم 2



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 10:48 PM   #108

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل السادس / القسم الثاني )


جدران صمت الهوى
الفصل السادس
قسم 2

كلماته تردد صداها في الشقة الفارغة كتأكيد على كل حرف بها وقد ساد الصمت بينهما .. صمت بالكلام توج مع لغة العيون .. عيونه القاسية الظمأى والجشعة المطالبة بها .. وعيونها الخائفة المترددة والعاشقة بضعف له .. شعرت بيديه اللتان ارتفعتا لتحتضن وجهها وقد بدأت انامله تزيل دموعها برقة الغت كل مقاومتها وهي تستكين باشتياق له وقد تلاحقت انفاسها المتألمة المشتاقة .. راته ينحني ليلثم جبهتها مطيلا مدة تلامسهما حتى نسيت كيف تتنفس وذكريات طاحنة تشعل جسدها الخامد منذ امد والمتلهف بعطش .. لمساته التي ازدادت جرأة لتزيدها ضعف واستسلاما وشفاهه تنخفض لتقبل عيناها .. حركاته هدت حصونها واعترافه بعشقها الغى كل مقاومتها .. رفعت يديها تود ان تبعد يداه عنها في محاولة لاستدراك ما تبقى لها من عقل فما يحدث الان بينهما خطأ .. تأوه ما ان لمست يداها يداه وشفاهه تنتقل لوجنتيها بحب ملتهب قائلا بحروف مشتعلة من بين قبلاته ( ياللهي يا سما .. مالذي تفعلينه بي .. انا احيا فقط .. بلمساتك .. كم .. اشتقت لك بجنون )
توقف على اعتاب ثغرها مستنشقا انفاسها ومرددا بخفوت مرتجف ( ارايت كيف .. يكون الوضع .. بيننا .. لقد خلقنا لبعض .. سنتزوج غدا .. افهمت .. لن استطيع المقاومة اكثر )
كلماته ايقظتها من استسلامها فانتفضت تريد الابتعاد مرة اخرى لكنه قيد حركتها جاذبا اياها الى صدره باحدى يديه اما الاخرى فثبتت وجهها وعيناه تلتهمان ملامحها بتوق ونبرة صوته الفظة تفضح اضطراب مشاعره ( كلا .. لن تهربي بعد الان .. ليس بعد ان تذوقت حبك لي للتو مع كل لحظة استسلام .. نحن سنتزوج .. ليس كما عرضتي علي .. بل زواج مكتمل ولكن .. لن يعلم به احد .. اي انه سيكون زواج سري .. لاجل وضعي مع ناتاشا )
كلماته جرحتها بعمق اكبر خاصة بعدما اضاف ويده تبدأ بعبثها بشعرها معيثة به الفوضى وهي تزيل الملاقط التي تحكم رباطه ( سامنحك حقوقك كاملة كما ساوفر لعماد العائلة التي يجب ان يعيش بها .. ساكون لك بقدر كوني لها بل اكثر لان قلبي لك لذا .. ستستغنين عن اسمي لها فهي لا تستحق مني جرحها بعد وقوفها معي.. اما هذا او .. صدقيني .. لن امتنع عن انتزاع ابنك منك والسفر به الى المانيا .. فانت اعطيتيني هذا الحق عندما نسبته لي .. ساتركك لتفكري بخياراتك )
ثم احنى راسه لتمس شفاهه شفاهها بجراة لم تتمكن من مقاومتها وقلبها يقصف بعنف ( ارجوكي .. كوني زوجتي .. اعدك بالسعادة التي لم نحققها في الماضي .. سما .. انا متيم بك .. افلا استحق تضحية اخرى منك لاجلي .. )
وعاد ليقبلها بطريقة اكثر عمقا متعمدا الغاء كل مقاومتها التي ثارت مع كلماته ثم خارت مع حركاته ( الا تذكرين كيف كنا دائما .. كيف كنت انت تشتعلين بمجرد لمسة مني .. لتمنحيني اعصار من المشاعر .. انا جائع لهذه المشاعر يا حبيبتي .. جائع لعنفك الذي يحطم فولاذيتي )
كلماته احرقتها فتشبثت به للمرة الاولى لتلغي كل الفواصل وتقبله بشغف وشوق تاقت له منذ اول لحظة رأته فيها ويداها تنغرسان في شعره لتقربانه لها معلنة بهذا موافقتها المرغمة .. كانت قبلة عبرت عن احتياجها العميق له واستسلامها الكامل لما طلبه .. ابتعدت عنه بانفاس متقاطعة لتسمعه يردد بضعف ( غدا .. ساسمع موافقتك غدا .. فكري بخياراتك جيدا .. يجب ان انسحب الان والا .. لن اتمكن من مقاومتك اكثر ) ونفذ كلامه تاركا اياها مترنحة بشكل مفاجئ وهو يتراجع بتعثر وعيناه لا تفارقانها ولسانه يردد ( غدا .. غدا باذن الله ستكونين لي .. فقط .. ساصبر للغد )
والتفت ليغادر بسرعة هاربة تاركا اياها تنهار جالسة وقد اخفت وجهها وعلا نحيبها معلنة هزيمتها في معركة الفراق بينهما .. فيبدو ان القرار قد اتخذ .. والحكم قد صدر ..وما عليها سوى التنفيذ .
وقفت سما امام شقة اسيل تحاول استجماع نفسها لتواجه اسيل بعد ان امضت اربع ساعات لوحدها قررت فيهما ما ستفعله خاصة وانها تعلم بان ما فعلته مع سراج خطأ لا يغتفر ولكنه سيتكرر لو انها رفضت فهو سيستخدم نقطة ضعفها الدائمة نحوه ففي الماضي كانت دوما عندما يصل الوضع بينهما للاحاسيس تستسلم له بلا قيود ويبدو ان الامر في الحاضر اصبح اسوء فلقد ذابت بين يديه فور ان لمسها متناسية كل شيء وهو استغل هذا جيدا ضدها ومع ذلك .. ارادت ان تخبر اسيل كبادرة اخيرة لثقتها برايها .. كانت قد لاحظت انتهاء العزاء وذهاب غالب المعزين الى بيوتهم فلقد تأخر الوقت .. دخلت الى الشقة وجالت بانظارها فيها فوجدت الخالة زهرة والخالة حنان لازالتا تجلسان وهما تقران القران .. كما جلست سيدتين لم تعلم تحديدا من هما ولكن كان قد تم تقديمهما على انهما اقرباء اسيل من بعيد وقد جاؤو من المنيا حيث مسقط راس والد اسيل وسيسافرون غدا للعودة الى بلدهم .. لم تجد اسيل فتوقعت ان تكون مع ضيف خاص في الصالة الداخلية المقفلة لذا توجهت الى هناك .. وجدت الباب غير مقفل بالكامل .. رفعت يدها لتفتحه فوقعت عيناها على ادهم المنحني على الارض بجانب اسيل وقد احتضن كفها بكل حنان وصوته ينضح بحبه ( يجب ان تصبري يا غاليتي على مصابك وتحاولي استجماع نفسك التي اثق جيدا انها تبعثرت بسبب الصدمة .. قد لا يكون الوقت ملائما لما ساقوله ولكني افهم جيدا ما تشعرين به من ضياع فلقد مررت بمثله عندما توفيت اية تاركة اياي غارقا بمسؤوليات كثيرة .. )
رفعت اسيل عينيها الدامعتين لتقابلا عيني ادهم المحتويتين متسائلة بألم ( هل كرهتني كثيرا بسبب انانيتي )
ضغط ادهم على كفها محركا راسه بالرفض وهو يجيبها بشكل فوري (بل على العكس .. لقد ندمت كثيرا على جبنها بمواجهتك .. لقد كذبت عليك في هذا الامر فسبب تعاسة اية لم يكن انتي بشكل مباشر .. حسنا لقد كان زواجنا تقليديا حاولت انجاحه ونسيانك قدر استطاعتي والرضا باية كزوجة لي واشهد الله باني لم احاول خيانتها حتى بتفكيري وكنت كلما خطرت على ذهني استغفر الله واغرق نفسي بالعمل اكثر ولكن ) وصمت متنهدا بعمق ثم شرد في نظراته مكملا ( اية لم تستطع تجاوز فكرة انها اجبرتني على هذا الزواج لذا .. ومع غياب الامور المشتركة بيننا في الحياة زاد الابتعاد النفسي .. من بعيد من يرانا يعتقد بانا زوجين سعيدين هانئي البال .. ولكن .. عندما تقتربين منا ترين ذلك الحاجز اللامرئي والمنصوب بيننا والذي كان يسبب تباعد مشاعرنا وبرودها .. وهذا .. اكثر ما كان يؤلم اية .. ) عاد لزفرته وهو يتحرك ليجلس على الكرسي بجانب اسيل بوضع مريح اكثر قبل عودته للامساك بكفها مخللا اصابعه فيها ومحركا اكتافه بعجز ( عدم مقدرتنا على بناء جسر للتفاهم بيننا حتى مع محاولاتنا ذلك لينتهي بيننا الامر بصمت اكبر من سابقه وكلانا ينغمس اكثر في مسؤولياته واعماله بعيدا عن الاخر .. ومع ذلك .. عندما توفيت .. شعرت بان الارض قد زلزلت اسفل مني وهذا تركني في خواء احتجت كل طاقتي لاتغلب عليه .. لذا يا اسيل .. ساتركك لاسبوع كي تستعيدي انفاسك وبعدها .. ستعودين معي للعمل باذن الله )
صراحته فاجأتها لاسيل وجعلتها تنكمش اكثر مع شعور غادر بالبهجة آلمها ولم تعلم سببه لذا هربت بعينيها مومئة براسها بالموافقة وخائفة ان يكشف صوتها جزء من داخلها .. شعرت بيده تتسلل بلطف لترفع ذقنها اليه وعيناه تاسر عيناها ( لا تهربي مني .. لا تخجلي مما يدور بخلدك .. رغم سعادتي لمعرفة انك قد تغارين علي ولو قليلا جدا جدا ولكن .. صدقيني .. لا يوجد اي سبب لغيرتك فانا .. ملكك مهما قاومت او ابتعدت يا مغناطيس كوارثي )
كلمته جعلتها تبتسم بغدر ودموعها تعود لتطفو على وجنتيها متنهدة بألم وروحها تأن من وجع الفراق فما كان من ادهم سوى ان تأوه بدوره ووقف جاذبا اياها الى احضانه وهو يردد ( ياللهي يا روحي انت .. كم اتمنى لو احمل كل همك .. ) فاجأتها حركته وحاولت الابتعاد عنه سريعا الا انه زاد بضمها وهدهدتها متأوها بجرح اكبر (انا اعتذر .. اعتذر على تجاوزي معك .. ولكن ليس امامي سوى هذا لاقدمه .. كم تمنيت لو تكوني حلالي كي احيطك اكثر واكثر .. صدقا اعتذر .. اعتذر ) وظل يردد اعتذاره ومقاومتها تخفت منسحقة بعنف احاسيسه الفياضة التي احتوتها بكل حنان رجولي داعب انوثتها الجريحة .. استكانت بضعف بين ذراعيه منتحبة وكانه ملاذها الاخير وحصن قوتها الاعظم في وجه تحديات الايام .
ذلك المشهد تابعته سما بلا سيطرة منها ودموعها تفيض بدورها وقلبها يأن اكثر .. كم تمنت حب كهذا .. حب جريء واضح صريح لا يهاب اي شيء ومستعد للتضحية بكل شيء لاجلها .. تراجعت بضعف ونقاء تلك الاحاسيس التي استشعرتها تصدمها بحقيقة قاسية عليها .. ليس امامها سوى سراج لتتخذه كسند الان في حياتها وحياة ابنها .. حتى وان كان سند مشوه سري ولكن ..يبدو انها بتهورها في الماضي حرمت نفسها حرية اختيار سندها الحقيقي .. فلو وثقت بسراج وتخلت عن كل اموالها وسافرت معه غير عابئة بشيء لما وصلت الى هنا وخسرت كل شيء .. فبالتاكيد كان والدها سيحرمها ويمنح ياسر كل ما يريده لينتهي الامر بينهم دون تدخلها الذي لم ينالها منه سوى السجن والفقر والتعاسة .. التفتت وذكرياتها السوداء تطرق كيانها مهددة باستقرارها .. كم ارادت شخص تلقي اليه بحملها الثقيل وهمها الاكبر .. هل ما تفعله هي جيد يا ترى .. هل تصحيحها خطأها بخطأ اكبر سيكون هو الصواب .. رفعت عيناها المضطربة لتجد علي وقد جاء ليأخذ الخالة حنان ليوصلها مع العم محمد الذي ينتظرهم في سيارة اجرة بالاسفل .. بلا شعور ذهبت اليه وتشبثت بكم قميصه بضعف جعله يلتفت اليها باستغراب .. ما ان راى عيناها الدامعتين حتى التمعت عيناه بادراك ما بها فتنهد قائلا بلوم ( هناك الكثير مما يجب ان تخبريني به فلقد تفاجأت بوجود سراج في العزاء )
ازدردت سما لعابها لتجلو حلقها قائلة بخشونة ( لقد علم بنفسه عن عماد .. في نفس يوم وفاة ام اسيل .. هناك ما ارغب بقوله لك )
زفر علي انفاسه ورفع عيناه لينتبه على نظرات تلك السيدتين الغريبتين واللتان اخذتا تتسارران وتتكلمان بلمز عليهما فربت على كف سما الممسكة به بحنان قائلا ( الان .. لا وقت لدينا فعمي محمد ينتظرنا كما ان المكان محظور بالغرباء ..لذا سانتظرك غدا صباحا امام شقتك لنتكلم بهدوء .. هل هناك امر اخر تودينه مني )
حركت راسها بالنفي وهي تبتعد عنه تاركة اياه ليتولى امر الخالة حنان مع وعد منه بالامان جعلها تتنفس بعمق خائف من ردة فعله على قرارها .. ذلك القرار الذي لا تعلم بعد الى اين ستأخذها نتائجه .
ادرك علي بحدسه ما ستكلمه عنه سما لانه نفس ما فكر به عندما تفاجئ بسراج وبمعرفته بعماد .. استلقى على فراشه محاولا التفكير بحل لمشكلتها دون ان يتصور باسوء كوابيسه ان يكون ما عرضه سراج على سما هو الزواج السري .. لذا ما ان اخبرته في الصباح عن عرض سراج وعن موافقتها حتى فقد كل تركيز يمتلكه وصرخ بها ( مالذي تقصدينه يا سما .. هل حقا بعد كل هذه السنين ستكررين نفس خطئك الذي فعلته سابقا .. اتعلمين ما ستتخلين عنه من حقوق بزواجك السري هذا .. لماذا .. لماذا ترخصين نفسك هكذا له )
اجابته سما وقد بدأت الدموع تتجمع بمآقيها ( لا يوجد حل اخر يا علي .. فناتاشا زوجته الرسمية حتى في جنسيته الالمانية .. لا استطيع ان ابني سعادتي على تعاستها وهي لم تفعل شيئا .. هل سيكون ذنبها انها وثقت بشخص واحبته وتزوجته )
تعالى صوت علي ( وهل ذنبك انت ان تدفعي هذا الثمن .. اتعلمين ان الزواج السري ماهو الا مرادف لكلمة عشيقة ولكن تحت غطاء شبه شرعي .. هل تعلمين كم سيسيء هذا لسمعتك التي جاهدت لتعيدي بناءها .. ان لم يكن يريد ترك ناتاشا فليتركك اذن .. ليس له عندك سوى ما احله الله له من مسؤوليته بابنه اما الحضانة الشرعية فهي من حقك )
انهارت سما صارخة بدورها ( عن اي حق واي عدل تتكلم في هذا الزمن .. بربك .. اي قاضي سيحكم لي بعماد وانا اعمل كخادمة بينما والده يمكنه ان يوفر له عيشة كريمة .. طبعا دون ذكر سجلي الاسود بالسجن .. صدقني .. القضية لن تأخذ سوى جلسة واحدة وسيحكم بها له بعماد .. اتعلم ما يعنيه هذا .. انه يعني هلاكي .. كما يعني ان ادخل عماد الذي حرصت ان اربيه بجو سليم نفسيا على قدر استطاعتي بصراعات مخيفة لن استفيد منها شيئا .. لقد ضحيت مرةبحريتي لاجل عماد وانا مستعدة لتكرار هذه التضحية مئة مرة)
تراجع علي امام ثورة سما المنهارة وحاول تلطيف الاجواء بقوله بنبرة شبه معتدلة ( ولكن .. هل تعتقدين ان عماد سيكون سعيدا وهو يراكي تتخلين عن كل حقوقك لاجله وتعيشين مع شخص ستكرهينه لانه سيكون السبب بسماعك كل انواع الاهانات وبانحطاط مستواك امام نفسك قبل الجميع )
زفرت سما انفاسها المرتجفة ودموعها تنهمر مغرقة وجهها ( ساحاول ان لا اصل بالامر لهذه الدرجة .. لا اعتقد ان سراج سيؤذيني فهو .. يحبني و .. )
قاطعها علي بعنف ( لا تقولي يحبك .. فلو احبك لاحرق الدنيا ليحصل عليك بفخر امام الجميع )
كلماته غرست في قلبها خناجر الم لم تشفى ومظهر اسيل وادهم يتمثل امامها .. مظهر جعلها تجلس على درجة السلم امام شقتها وهي تخفي وجهها وتنخرط بعويل طويل متالم وهي تردد بهمسات متعثرة ( ليس .. لي .. حق الخيار .. لقد فقدته .. عندما سلمت نفسي له في المرة الاولى عارضة عليه الزواج العرفي .. اتعلم .. لقد عارضني .. بل لقد رجاني ان يكون زواجنا رسميا ومعلنا .. وان نظهر لاهلي باننا لا نريد اي شيء منهم .. ولكني بحماقتي .. خفت عليه وعلى نفسي من بطشهم .. كنت جبانة .. ولازلت .. لازلت استغني عن حقوقي .. بالسابق كنت مخيرة .. اما الان فانا مجبرة .. علي ) ورفعت راسها باتجاهه مناجية اياه ان يفهمها ( .. انا احبه .. بل .. انا اعشقه .. انه والد ابني .. الرجل الوحيد الذي عرفته .. الا يحق لي ان احلم بحياة كاملة معه وان كانت بالخفاء .. ان ظروفه لا تسمح له الا بهذا )
تنهد علي بالم اكبر وهو يرى وجعها وانحنى باتجاهها جالسا هو الاخر على الدرجة السفلية منها وهو يحتضن كفها بمواساة ( سما .. انت كاختي .. بل انت اختي بالفعل .. اختي التي لا اقبل لها بكل هذه الاهانة .. حتى حبك لن يصمد امام تلك الحياة الصعبة .. ان تريه امامك في العمل وانت خادمة وهو سيد لنفس المكان الذي تكون زوجته ملكته .. ان تري الجميع يعتبرونه ملكية خاصة وانتي .. مجرد ورقة احتياط يستخدمها لنزواته .. لا تحاولي تجميل الامر فهو بشع كما ان خياره نحوك اناني .. انه فقط فكر بنفسه والاجدر به ان يكرمك ويتركك ويشكرك على حسن تربيتك لابنك ويساعدك دون ان يفرض نفسه عليك .. او ان يطلب الطلاق من زوجته ويفترق عنها باحسان ليرتبط بك .. او ان يعلن امام الجميع بانه سيتزوجك كزوجة ثانية حتى لو بقيتي بمصر وتلك بقيت في المانيا .. ولكنه طالبك انتي بدفع الثمن كي لا يخسر شيئا .. ليحصل على زوجة ثرية .. ومنصب موعود .. وعشيقة خفية يذهب اليها عندما يريد اللهو دون ان يكون لها حتى حق مطالبته باي شيء .. هل هكذا ترين نفسك يا سما )
ابتسمت سما بضعف هازئ من روحها وهي تقول باستسلام وانكسار ( وما هي حياتي التي ساقايضها امام تلك الحياة التي يعرضها علي .. حياة اتقاسم فيها الفقر مع ابني .. احاول بصعوبة توفير حاجياته واظهر عجزي الكامل عندما يمرض لفقداني للمال ..انتقل من عمل حقير الى اخر وشبابي يذوي بخدمة من حولي دون ان اجد الوقت لاخدم نفسي او ابني .. الوحدة القاتلة والمسؤولية المتعبة والفراغ والخوف وفقدان الامان في عالم امتلأ بالوحوش .. لما يجب علي ان اظلم ابني معي وبامكان ابيه ان يوفر له حياة اشرف .. علي .. انا لن استطيع ان ابقى معتمدة عليك انت واسيل اكثر من هذا فلكل واحد منكما حياته .. انت الان يجب ان تلتفت الى احلامك لتحققها حيث ستنفصل طرقنا وستعمل في شركات الهندسة بينما انا سابقى في مكاني اتنقل بين الوظائف الحقيرة .. اسيل لديها من يهتم بها وانا واثقة انه عما قريب سيحصل على موافقتها ليحتل كامل حياتها .. انا لست انانية بل سعيدة لكما .. لذا ) وصمتت متنهدة بعمق اكبر وهي ترفع عينيها بحزم مرتجف ( يجب ان ابحث عن فرصتي انا الاخرى .. وجود سراج معي سيسهل علي العديد من الامور كما سيصعب بعضها .. ولكل امر في هذه الحياة حدين .. ) وتشبثت بكف علي الصامت بعجز امام منطقها وهي ترجوه ( دعني اجرب فرصتي فانا لن اخسر شيئا مهما عندما استغني عن حياتي الحالية )
ازدرد علي لعابه بعجز وهو لا يستطيع ان ينافي منطقها .. لا يستطيع ان يطلب منها التخلي عن الامر دون ان يتمكن من ان يعرض عليها امرا يوازي فرصتها .. فهو نفسه مستقبله مجهول وغير مأمون ولا يمكنه ان يطلب منها المجازفة ... قطع افكاره رنين هاتفه الذي اجابه بتشتت .. ما ان اخبره الطرف الاخر بسبب الاتصال بعدما تاكد من هويته حتى انتفض واقفا بذهول اخاف سما التي وقفت بدورها لتساله عما سمعه على الهاتف .. التفت اليها مجيبا بخفوت ( انهم من وزارة الخارجية يخبروني فيها بان اقامتي بها مشاكل بسبب مخالفتي لقوانينها وبانها ستلغى خلال اسبوع حيث يجب ان ارتب اموري لاغادر مصر )
رمشت سما بذهول اكبر مرددة ( عن اي مخالفات يتحدثون .. هل جنو .. ان سجلك نظيف لا يوجد به شائبة .. مالذي يجري هنا .. ياللهي يا علي .. مالذي سنفعله الان .. بعد ان قاربت على الحصول على حلمك وشهادتك يحدث كل هذا )
كلامها جعله يعقد حاجبيه وهاجس مخيف يتكون بصدره عن السبب الرئيسي لما يحدث له .. التفت الى سما قائلا (ساذهب الان الى عملي ثم ساتوجه الى الوزارة لاستفسر عن الامر وبعدها عندما اعلم ما اواجه ساتمكن من التصرف باذن الله وانت ايضا لا تقلقي واذهبي الى عملك وسنتقابل عند اسيل في الليل لنتناقش واخبرك بما يحدث معي..عن اذنك.. انتبهي على نفسك ولا تمنحي سراج رده حتى نتحدث مع اسيل ) وغادر المكان بسرعة وخوف جديد يتفاعل في صدره .. هل حقا دخل حربا ماكان يجب عليه ان يدخلها ؟
امضى علي ساعتين تفقد فيهما الموقع بدقة وقام بتسجيل ملاحظاته وقد ازداد غضبه مما راى اكثر خاصة والقلق يعصف بتركيزه .. قلق جعل توتره كبركان انفجر ما ان راى علا واختلى بها في مكتبها بعد وصوله لموقع الشركة .. القى امامها التصاميم قائلا بحدة ( هل تعين حقا ما يتم تنفيذه في المبنى تحت اشرافك .. هل تدركين كمية المخالفات التي يتم تنفيذها واخفاءها بمهارة كي يوفر على الشركة مخترقا بذلك بنود الاتفاق بينكم كشركة مقاولات وبين المتعهد بالمشروع لكم)
عقدت علا حاجبيها مجيبة بدهشة ( مالذي تتحدث عنه .. عن اي مخالفات تتكلم )
اشار علي للمخطط الذي وضعه امامها قائلا بعنف وقح ( هل تنكرين موافقتك على هذه الكميات الجديدة التي طلبها المهندس المنفذ في شركتك )
توترت علا وهي تجيب ( كلا لا انكر .. فلقد اوضح لي المهندس بان هذه الكميات ستمكننا من البناء بامان دون ان نحتاج للزيادات الغير ضرورية وبان هذا سيوفر مبالغ كبيرة على الشركة دون ان يؤثر على جودة البناء )
صفق علي بسخرية مجيبا ( وانا ايضا يمكنني ان اخرج ارنبا من قبعة الساحر .. هل انت طفلة لتقتنغي بمثل هذا الكلام .. بمجرد زيارتك للموقع لمرة واحدة كنت سترين ذلك الامان الوهمي الذي تتحدثين عنه .. اتعلمين معنى ان تقللي احزمة الراس والاعمدة بمبنى بمثل هذا الحجم .. معناه ان اي هزة ارضية كفيلة باحالة المبنى الى ركام في لحظات )
شهقت علا ووجهها يشحب وقد وقفت وعيناها تحاول استنباط اي شيء من الرسم الذي امامها قائلة بذهول ( لا يمكن .. كيف هذا .. انا لم اطلب ذلك .. ما ادراني بان المهندس ف.. )
قاطعها علي بعصبية غاضبة واصبعه يلوح امامها ( لا يوجد مسؤول يتعلل بالجهل فالقانون لا يحمي المغفلين .. ان لم تكوني بقدر المسؤولية فلم تحملتها .. هل ارواح الالاف من الابرياء رخيصة عندك لتستهيني بها وتكتفي باقوال المهندس المسؤول وانتي بنفسك قلتي لي بان زوجك يريد تدميرك .. ام انك فقط مشغولة بنفسك وبمؤامراتك الحقيرة ضد زوجك النذل الذي لا يتورع عن حرق الجميع ليغلبك وانتي .. لست بافضل منه فكلاكما وجهين لعملة واحدة حقيرة تستخف بمن هم اقل منها ولا تنظر سوى لنجاحها وسرقتها اموال الفقراء والاناس المساكين الذين يثقون ب.. )
كان هجومه الكلامي عليها قاسيا وهو يفرغ كل غضبه من كل ما حدث معه سواء ما سمعه من سما وما راه من المها او ما سمعه في الوزارة من اسباب وهمية لمخالفاته .. او ما استنتجه بمن يكون وراء مصيبته وان لم يجد الدليل بعد .. غضب تفجر مع ما راه من استهتار بحياة البشر ليقاطع سيل اتهاماته كأس بارد من الماء القت علا ما فيه عليه في حركة فجائية تركته شاهقا وهو يسمعها ترد بغضب وعيناها تلتمعان بدموعها ( انا لا اسمح لك .. لا اسمح ان تهينني هكذا دون ان تسمع دفاعي و .. )
وانقطع كلامها هي الاخرى شاهقة بعنف وسيل من الماء المثلج يقسط عليها وقد افرغ علي الدورق الموضوع على مكتبها قائلا بغضب عنيف ( تعاملي معي كطفلة ساعاملك كطفلة .. انا ىن اسمح لك ان تهينيني باي شكل من الاشكال .. واجهيني بادلة براءتك دون ان تقللي من احترامي .. افهمتي )
نظرت اليه بذهول ثم الى ثيابها وانفاسها تتلاحق قائلة من بين شهقاتها (ولكنك انت لم تحترمني .. انت تعمدت القاء سيل من التهم علي دون ان تسمح لي بان ادافع عن نفسي .. كيف بربك تظن اني افعل هذا بمن وثق بي من البشر .. هل تعتقد اني ساقبل على نفسي ان اخذ مالا مغمسا بدماء الابرياء .. اعترف اني اخطأت عندما وثقت بالمهندس في اول المشروع ولكن .. منذ تلك الرسمة التي اظهرت لي وجود مشاكل جمة في البناء وانا اعلم بان هناك مخطط حقير يقام ضدي .. لهذا عينتك وطلبت منك ان تراقب الامر وحاولت التاكد من ولاءك لي .. لذا .. انت من بدأت بهجومك الطفولي ايها الاحمق الغبي )
كان غضبها قد وصل الى منتهاه وهي ترى ما فعله بها والماء يقطر منها وكلماته تجرحها اكثر .. لم تنتبه ليده التي جذبتها من كتفها لتجعلها تنحني باتجاه المكتب الفاصل بينهما وبعينيه اللتان اصطدمتا بعينيها وانفاسه الهادرة تلفح صفحة وجهها الغاضبة وهو يقول من بين اسنانه ( احترمي نفسك .. لست احمق ولا غبي )
واجهته بتحدي اكبر ( بل انت هكذا .. كما انني لست حقيرة او سارقة لذا فلتحترم نفسك اولا .. كيف تفعل هذا بانثى .. هل هذا ما تعلمته عن الذوق في التعامل مع الجنس اللطيف )
عقد حاجبيه بتوتر وانظاره تطوف عليها ليدرك ما فعله في فورة غضبه الجنوني وما قاله دون وجه حق مستخدما اياها بشكل يتنافى مع الرجولة مما جعله يجيب بتوتر منسحب ( معك حق .. يبدو اني نذل وطفل انا الاخر .. اسف .. اعتذر عن غبائي وقلة ادبي الغير مبررة )
تركها وابتدأ بالابتعاد عنها امام ذهولها الذي خرقته برعونة وهي تتشبث بكتفه بطفولة ويدها الاخرى تلتقط منديلا وتبدأ بمسح وجهه من الماء بلا ادراك لافعالها المجنونة التي جعلت علي يشهق متسائلا ( مالذي تفعلينه )
وقد شنجته الصدمة عن الحركة فاستغلت الامر واكملت عملها ملتقطة منديل اخر لتزيل اثار الماء عن رقبته وشعره قائلة ( اصحح خطأي كانثى ناضجة .. الم تطلب مني هذا .. لقد قلت بانني ان تعاملت كطفلة ستعاملني كواحدة .. وان تعاملت كمسؤولة ستعاملني هكذا .. لذا )
توقفت يدها في الهواء قبل ان تصل لشعره وقد اصطبغ وجهه بحمرة قانية مجيبا بتلعثم ( هل جننتي .. انت حقا ستجلطيني في يوما من الايام بافعالك اللامسؤولة .. )
رفعت اكتافها بحيرة محاولة تحرير يدها من قبضته ( مالذي فعلته الان .. لما كل ما اقوم به تواجهه بنقدك القاسي)
حرك علي راسه باستسلام مذهول ( لان تصرفاتك تفتقد لاي منطق .. انا رجل غريب عنك .. كيف تسمحين لنفسك ان تلمسيني هكذا بهذه الجرأة وانت سيدة متزوجة)
عضت علا على شفاهها بتوتر مجيبة ببراءة ( لم اقصد لمسك .. اردت فقط اظهار اعتذاري لك بهذه الطريقة الهملية )
زفر علي انفاسه وابتعد عنها بشكل كامل محررا يدها وهو يتراجع باتجاه باب مكتبها قائلا ويداه تمران على وجهه وشعره لتزيل بقية قطرات الماء ( حسنا يا سيدة علا .. اعتذارك مقبول كما قبلت اعتذاري رغم سوء فعلي .. ولكن .. مهما كنا اصدقاء فهناك حدود تفرضها بيننا التقاليد والاعراف والدين .. حدود لا يجب ان تتجاوزيها لانك متزوجة ولا يجب ان اتجاوزها انا ايضا وقد فعلت في ثورة غضبي .. فلا يوجد رب عمل يحتمل ان يغرقه موظفه الارعن بالماء ويشتمه ويتهمه لذا .. ليكن اعتذارنا متبادل واعدك ان احاول الثقة بك اكثر وان اكون على قدر ما وضعته علي من مسؤولية .. بالنسبة للبناء ساقوم بتصميم مشابه لنحل مشكلة الامان وان كان هذا سيزيد الكلفة قليلا على شركتك لتتدارك الخطا .. اما الان فسأستأذنك للمغادرة فلقد انتهى عملي لليوم وهناك بعض الامور المتعلقة التي يجب ان اتعامل معها )
واشار اليها بندم مكررا بنبرة حملت اعتذاره العميق ( انا صدقا اعتذر عما فعلته فلقد افسدت مظهرك بالكامل .. دون اي وجه حق )
ابتسمت علا بتوتر ومشاعرها نحوه تزداد تشوشا ( لا عليك .. ساصلح الامر .. يمكنك الانصراف الان واشكرك على ما قمت به وما ستقوم به فانا اثق بانك ستكون على قدر ما سالقيه عليك من مسؤولية .. كما ارجو ان تبلغ سلامي لاسيل وانقل لك تعازي مرة اخرى على فقد المرحومة التي اعتبرتها كامك وادرك بان توترك ناجم عن هذا ).
كان هذا اخر ما دار بينهما قبل خروجه من عندها وهو غاضب من نفسه ونادم على ما يقوم به معها وعلى تحميلها نتائج افعال غيرها .. فما ذنبها هي بحقارة سراج او بشكه بان زوجها هو من حرك الخارجية ضده .. كان عليه ان يكون حكيما اكثر ولا يشتمها هكذا وهو يراها تقاوم بكل قوتها لتقوم بالامور على وجه صحيح .. ترجل من سيارة الاجرة امام منزل اسيل وقد اشتاق لوجودها الذي يمنحه الامل دوما بضحكتها المنيرة .. لقد تظافرت عليه الامور مرة واحدة حتى كادت تسحقه الهموم .. من ناحية مصيبته .. ومن ناحية اخرى زواج سما .. واخيرا فقدان الخالة امنية التي دوما ما كانت نعم الناصح له وحزن اسيل عليها.. تحرك باتجاه شقتها وهو يبعث برسالة يخبر سما فيها عن وصوله عندها كي تلحقه عندما تنهي عملها بدورها علهم يجدون حلا لكل ما يواجههم ان تباحثو في كل الامور سويا.. ما ان فتحت اسيل باب شقتها حتى اخذت انظارها تتفرس به كعادتها وهي تساله بسرعة ( علي .. مابك .. مالذي حدث .. ياللهي .. مالمصيبة التي تحملها )
ابتسم بشكل خارج عن ارادته فدوما ما نجحت اسيل بقراءته واكتشاف مزاجه مهما اخفى ذلك عن كل من حوله لتحاصره هي باسئلتها فيخضع لها ويخبرها كالطفل الذي يعترف لامه عن كل شيء يشغل باله او قام به ... ابتسامة قابلتها تكشيرتها المزمجرة وهي تسحبه الى الداخل وتقوده الى الصالة حيث جلست امامه واثار البكاء لازالت تزين وجهها المرهق(تكلم ارجوك .. فانا لست بمزاج قابل للاستجواب .. فلا ترهقني اكثر )
همس علي بتردد ( ولكن .. الن اكون انانيا وانا اخبرك بهمومي وانت لديك ما يكفيك من الاحزان )
تنهدت اسيل بحرقة مجيبة ( احزاني لن تنتهي ولو بكيتها عمري كله ولكن .. الحياة تستمر .. وانتم وقفتم بجانبي في مصابي .. افلا اقف بجانبكم ايضا .. علي .. انت البارحة تلقيت عزاء امي .. افلا يعني هذا قيمتك لدي )
ربت علي على كفها مجيبا بامتنان ( هذا اقل واجب اقوم به اتجاهك يا اسيل.. حسنا .. يبدو ان المصائب تعشق بعضها لذا تاتي مرة واحدة )
وابتدأ بالحديث معها اولا بموضوع سما الذي اراد فيه ان يسمع رايها فيه قبل مقدم سما .. ما ان انتهى حتى سمع تنهيدتها وراها تغلق عينيها للحظات قبل ان يسمعها تجيبه على سؤاله ( انت تريد رأي يا علي في امر توقعته منذ البداية .. ربما لاني اعرف سما اكثر منك وقد عايشتها فترة سجنها التي قضتها تبكي فيها عشقها لسراج .. اتعلم .. اي انسانة اخرى غير سما لو تعرضت لمثل هذا الموقف لتهمتها بالجبن ورفضت ضعفها وخذلانها .. ولكن .. ليس سما .. فما تعرضت له من ظلم يكفيها العمر بطوله ويجعل اعتى النساء تجن .. ظلم من اقرب الناس لها ومع ذلك لاتزال تقف وتناضل لاجل ابنها فقط متناسية نفسها التي ابتدأت تذوي وتفقد رونقها .. لذا .. فلتجرب حظها معه للمرة الثانية فبقاء قصتهم معلقة هكذا يزيد الالام لكليهما بما انهما افترقا مجبرين .. صدقني .. الحياة اقصر واحقر من ان نقضيها مهتمين باراء من حولنا ومتجاهلين انفسنا وسعادتنا .. ) وعادت لتنفث انفاسها الحائرة وهي تفتح عيناها وتنحني باتجاه علي رافعة كتفيها بحيرة ( ان ما يعرضه سراج هو زواج كامل ولكنه يشترط الا يعلم احد عنه من داخل محيطه تحديدا .. لقد ان الاوان لسما ان تتشارك همومها ومسؤولياتها مع شخص هي تحبه بغض النظر عن مشاعره هو .. ) وصمتت وهي تفكر قليلا قبل اضافتها بجدية وعلي يركز بكلماتها دون ان يقاطعها ليتمكن من فهم وجهة نظرها كاملة ( من ناحية اخرى فانا التمس بعض العذر لانانية سراج فمن ذا الذي يفسد حياته التي تعب بانشائها بغمضة عين فهو هكذا سيكون قليل الاصل ان قام بترك ناتاشا لاجل سما .. مالا تعلمه ناتاشا لن يؤلمها لذا طالما انها في بلد وسما في الاخرى .. مالضير من اخفائه الامر خوفا على مشاعرها .. اعلم ان نظرتي للامور قاسية ولكني ادرك ايضا بان سما لن تحصل على سعادتها او فرصتها الاخرى مع شخص غير سراج طالما ان قصتهما معلقة وما قامت به نحوه في الماضي يثقل كاهلها كدين تود تسديده)
ورفعت راسها لتقابل نظرات علي المفكرة بعمق وهي تؤكد له ( لتجرب حظها .. فاما ستكمل قصتها وتعيش بسعادة .. او ستنهي دينها وتتمكن من طي هذه الصفحة الى الابد .. اما انا وانت .. ليس امامنا سوى ان نقف الى جانبها وندعمها باي قرار تتخذه )
ابتسم علي باعجاب قائلا ( اتعلمين .. انت الوحيدة التي تقنعني باغرب الامور .. لديك نظرة عامة اعشقها في التحليل .. بالطبع في كل شيء لا يتعلق بك لان نظرتك لنفسك هي اكثر شيء يقهرني ويشعرني بالرغبة في خنقك .. بصراحة يا اسيل .. اعتقد انك تعلمين بان ادهم كان ايضا المتلقي الاساسي للعزاء معي .. فاين يضعه هذا يا ترى .. الرجل بصراحة اعجبني وهو .. متمسك بك بجنون عاشق .. اقل ما يجب ان تمنحيه اياه هو حق المعرفة والاختيار )
توترت اسيل وهي تستند بظهرها على الكرسي مبتعدة عن علي وهاربة بنظراتها منه ( علي .. اعتقد ان هذا النقاش سابقا لاوانه .. صدقني .. انا اشعر بالتشوش اكثر منك خاصة مع اقتحام ادهم لحياتي بكل هذا التسلط .. لا اعتقد انك ستفهم تحفظاتي فانت لم ترى تلك النظرات المشفقة التي كانت ترتسم في عيون الناس عندما كنت اتلقى العلاج وانا في صغيرة جدا .. حيث اترابي يلهون وانا اقضي وقتي في المشفى اراقب المحاليل الكيميائية وهي تسري حارقة في عروقي .. صدقني .. اخر ما احتاجه الان هو ان ارى الالم في عيني من يحبوني اذا عاد المرض لي .. يكفيني ما ساشعره نحوك ونحو سما في تلك اللحظات )
تنهد علي بياس وهو يجيبها بقنوت ( لما يا اسيل .. لما تقنطي من رحمة الله وتتوقعين الاسوء .. لما لا تتوكلي على الله وتنسي بلاءك فلا احد يضمن عمره وقد اموت انا الان قبلك )
قاطعته اسيل بسرعة شاهقة ( اصمت يا مجنون فليحفظك الله لا تفول على نفسك هكذا .. اتعلم .. لنقفل الموضوع .. لنعود اليك انت .. كيف كان عملك )
في اللحظة التي فتح علي فمه ليجيب اقتحمت سما الصالة قائلة بلهفة خائفة ( علي .. مالذي حدث في الوزارة .. هل علمت ما هي المخالفات التي سيرحلونك بسببها )
شهقت اسيل صارخة ( ماذااا .. اي مخالفات واي ترحيل .. سما .. علي .. فليفهمني احد الموضوع )
علا صوت علي في تلك اللحظة قائلا بنبرة حاول فيها بث الاطمئنان ( اهدأى انتما الاثنتين فلازال الامر باوله .. لازال هناك اسبوع قبل قرار الترحيل النهائي .. لا داعي لكل هذه الجلبة )
عادت اسيل لتصرخ بعصبية ( كفا انتما الاثنان عن التحدث بالالغاز .. سما اخبريني ما الامر فيبدو ان علي كان ينوي اخفاء كل شيء عني )
اشار علي الى صدره متسائلا بذهول (انااا .. وهل تركتني اتم حديثي كي تتهميني هكذا )
ضيقت اسيل عينيها بلوم في نفس اللحظة التي قالت فيها سما بارتباك ( لقد اتصلو فيه من الوزارة يبلغونه بان اقامته ستتوقف خلال اسبوع بسبب المخالفات التي عليه وقد اخبرني انه سيذهب ليراجع الوزارة )
نقلت اسيل نظراتها بذهول من سما لعلي وهي تتساءل ( اي اقامة .. اقصد اي مخالفات .. تكلم يا علي لا تفقع مرارتي المنزوعة اصلا )
ابتسم علي بلا حول وهو يرى اهتمام هاتان المجنونتان به رغم كل ما يحملانه من هموم وشعر بانه يرى بالفعل اختيه ليجيبهم بحنان ( انها على ما اعتقد مخالفات تتعلق بعدد ساعات العمل .. كما فهمت المفترض ان اعمل عدد معينا من الساعات وانا تجاوزت هذا الوقت )
عقدت اسيل حاجبيها مرددة باستغراب ( لم اسمع سابقا بهكذا قانون .. هل حقا يعتقدون انهم سيضحكون عليك بهذا الكلام ..)
رفع علي كتفيه بلا مبالاة وهو يجيب ( لا اعلم ما يعتقدونه ولكني واثق من اني جائع بشكل خرافي فانا لم اتناول غذائي حتى الان .. هل انت بخيلة يا اسيل )
انتفضت اسيل مجيبة ( علي .. انت لا تصدق .. تتعامل مع الامر ببرود قاتل )
اجابها وهو ينهض ( لأني لازلت لا اعلم كافة التفاصيل فالمفترض ان اعين محامي هو ما سيطلع على الاجراءات القانونية للامر .. والان .. ان لم تطعموني فسأخرج لاجد اي مطعم اكل فيه )
ضحكت سما على مظهر اسيل الحانق وغمغمتها الغاضبة ( كم انت بغيض .. اذهب لتجلب لنا بعض اللبن وساكون خلال هذا الوقت قد اعددت بعض الشطائر .. الغريبة بانك الوحيد الذي يجعلني كلامه عن الطعام اجوع وقد ترجتني الخالة زهرة طوال اليوم كي اكل وانا رفضت )
ضحك علي مجيبا بمشاكسة ( من الجيد ان يكون تاثيري فاتح لشهيتك )
نفخت اسيل كالاطفال بتذمر ( من كثرة ما تقهرني مما يحرق كل مخزون طاقتي .. اذهب يا علي هداك الله )
راته يخرج وسما تسبقها الى المطبخ .. لحقتها قائلة ( ما رأيك .. الا تعتقدين ان في الامر مكيدة )
حركت سما راسها موافقة ( هذا ما فكرت به وانا في العمل .. يبدو ان احدهم يحفر بالسوء خلف علي .. وكلما فكرت اكثر شعرت بان .. )
صمتت سما بريب الا ان اسيل اتمت جملتها وهي شاردة ( علا واياد غنام .. اليس كذلك .. انا ايضا اشعر بشيء غريب من ناحيتهما ولكن .. يجب ان لا نستعجل ونظلم احدا فالفتاة الى الان ساعدت علي واوفت بكل وعودها معه كما انها لطيفة وتسعى لصداقتنا .. لقد رايتها البارحة اليس كذلك )
تنهدت سما بحيرة وهي تساعد اسيل باعداد الشطائر ( اجل رأيتها .. كانت هي من اخبرني بان سراج يريد التحدث .. )
وقطعت كلامها منتبهة لما كانت تقوله فالتفتت اليها اسيل قائلة ( لقد اخبرني علي بالامر وانا .. )
قاطعتها سما ( بالتاكيد رافضة ولكن .. اسيل .. هل حياتي الان افضل )
ابتسمت اسيل بلطف وهي تربت على كتف سما قائلة ( بل اوافقك .. لما لا تاخذي فرصتك التي اضعتها سابقا .. انت وسراج تستحقون فرصة لتكملو قصتكم خاصة وان عماد بينكما .. هكذا .. عندما يحدث اي انفصال لا قدر الله سيعذرك ويعلم انك قمت بكل شيء لاجله )
التفتت سما بصدمة ناحية اسيل لترى ملامح وجهها المبتسمة بتسامح فلتمعت عيناها بدموعها واحتضنتها بقوة متمتمة ( كيف تفهميني هكذا .. اشكرك .. كنت حقا احتاج كلماتك كي اتشجع .. اشكرك يا اسيل من قلبي )
ضمتها اسيل مجيبة ( نحن اخوات يا سما .. ولكن ) وابعدتها قليلا عنها وهي تضيف بتحذير ( يجب ان تعلمي بان هذا الامر قد يجلب لك العديد من المصائب والحزن كما قد يجلب لك الفرح لذا عليك الحذر .. فلا ترفعي امالك وفي نفس الوقت لا تتشائمي .. يعني خذي الامر ببساطة .. كما يفعل علي المجنون )
ضحكت سما معقبة ( لا اعتقد ان هناك احد كعلي .. الرجل يتكلم وكأن اعصابه في ثلاجة )
زفرت اسيل انفاسها بغضب مجيبة ( لا تذكريني ارجوكي .. هل يعتقد حقا بان المحامي سيتمكن من حل مشكلته .. ما رايك يا سما .. فكري معي بحلول لهذه المعضلة )
تنهدت سما قائلة بياس ( لقد تورم عقلي من كثرة التفكير بالامر منذ الصباح .. لا يخطر لي سوى حل واحد .. ان يتزوج امرأة تحمل الجنسية المصرية .. واعتقد ان هذا اصعب من نفس المعضلة ) وصمتت سما وهي تنصت سمعها قبل اضافتها ( يبدو انه قد جاء ..فهذا صوت باب منزلك وهو يفتح .. هيا لنحاول مناقشة الامر معه عله يدرك حجم خطورة ما يحدث له )
عقدت اسيل حاجبيها غارقة بتفكيرها وهي تتمتم ( ربما معك حق يا سما .. اعتقد انه لا يوجد حل اخر .. انت ستتزوجين ولكن انا .. ) وفرقعت باصبعها بلهفة متحمسة امام سما الذاهلة بعدم فهم قائلة وهي تتحرك خارجة من المطبخ ( لقد وجدتها )
دخلت اسيل الى الصالة بشكل مندفع قائلة ( اسمع يا علي .. اعتقد اني وجدت حلا لمعضلتك .. ان كانو يظنون انه من السهل خروجك من هنا بعد كل ما وصلت اليه فهم يحلمون .. لنتزوج .. وهكذا .. بشكل تلقائي ساتمكن من ضمك الي .. هل تعتقد اني ساتخلى عنك )
كانت تتكلم بانفعال غاضب مركزة على حروفها ومقصدها لكي توصل الرسالة لعلي ولكنها لم تكن تعلم بان هذه الرسالة لم تصل لعلي وحده كما ظنت فصوت الزمجرة الذي انطلق من خلفها مع صرخة هادرة افزعتها بشكل فعلي وهي تلتفت لتجد شخصا لم تره اثناء دخولها في خضم حماسها وتهورها يقف بجانب باب المنزل كبركان غضب فائر وقد اطلقت عيناه اسهم نارها ( هل جننتي .. باي طريقة تودين ان اقتلك الان )
رفرفت اسيل بعينيها بذهول خائف من عنف التهديد وهي تردد ( ادهم .. منذ متى وانت هنا .. متى اتيت ؟و .. كيف دخلت ).
كانت اسئلتها تعبر عن توترها العميق وهي ترى اعصار الغضب الكامن في ملامح ادهم .. سمعت علي وهو يجيبها بحذر ( لقد رأيته في الاسفل وانا اشتري اللبن واصطحبته معي .. لم اقفل الباب بالكامل اثناء خروجي كي يسهل علي العودة سريعا .. ولكن .، مالذي كنت تقولينه للتو )
حررت اسيل عيناها بصعوبة من اسر عيني ادهم الغاضبتين وهي تسحب انفاسها لتستعيد شجاعتها قائلة بثقة اخفت ارتباكها المذعور ( كنت اقول بانه لو تزوجتني .. هكذا لن يكون اخراجك امرا سهلا و .. )
عادت زمجرة ادهم الحانقة لترتفع وهي تشعر بيده التي هزت كتفها ( وتكررين الامر امامي .. ياللهي .. من اي مادة قد صنعتي .. هل لهذه الدرجة تستهينين بي )
اصطكت اسنان اسيل مع هزة ادهم لها قبل شعورها بيد علي التي حاولت ابعاد ادهم وصوته المهدئ يعلو ( صلي على رسول الله يا رجل .. انه جنون اسيل المتعارف عليه .. مالذي اغضبك .. هل تظن للحظة اني قد اوافق على تهورها .. كل ما في الامر انها رأت الحل لمشكلتي التي اخبرتك بها للتو بعرضها المتهور .. لا اعتقد انها تعنيه حتى )
صرخت اسيل بغضب تخفي به هلعها ( هل لي ان افهم ما علاقتك انت يا ادهم بكل هذا )
عقد ادهم حاجبيه زافرا بعنف وهو يستجيب لحركة علي التي ابعدته عن اسيل وصوته يخرج ببحة من شدة غضبه ( يا مثبت العقل والدين علي .. اسيييييل .. اصمتي قبل ان اقوم بما لا تحمد عقباه في التو واللحظة .. انا الان احاول مراعاة حالتك النفسية .. يبدو انك جننت حقا )
تلاحقت انفاس اسيل مشيرة لصدرها ( انا جننت .. لما .. هل تراني امشي في المنزل منكوشة الشعر واصرخ كالحمقاء .. ثم بما تهددني .. مالذي تستطيع فعله لي )
نظر ادهم باتجاه علي بيأس عاصف وعلي يمسك ضحكته قائلا ( معك حق .. لو كنت مكانك لحبستها في حجرتها حتى يمر اسبوع على وفاة امها ثم لجلبت المأذون وارغمتها على الزواج علها بهذا تتعقل قليلا .. ماذا لو كنت شخص نصابا يا اسيل .. كيف تعرضين علي نفسك بهذه السهولة.. صدقيني .. اهون علي ان اعود الى سوريا من ان استغلك هكذا )
كان علي يحاول تلطيف الاجواء وتهدئة ادهم ولكن اسيل لم تفهم محاولته بل اجابته بكل عصبية متوترة ( ولما لا اثق بك .. بل انت اكثر رجل اثق به .. وكيف تعتقد بانك تستغلني هكذا .. كل ما في الامر انه سيكون زواجا ورقيا فقط .. ثم .. كيف تشجع ادهم بكلامك هذا .. انت تعلم باني لن اتزوج )
ما ان نطقت بكلمتها حتى انفجر علي بالضحك لتناقضها في نفس اللحظة التي ضرب ادهم بها قبضته على الطاولة الموجودة بجانب الباب محدثا صوت مخيفا وهو يقول باستهزاء حمله اعاصير ثورته ( حقا لن تتزوجي .. ومالذي تفعلينه الان وانت تعرضين الامر على علي .. ام ان ما هو حلال لعلي محرم علي انا .. اتعلمين .. لو لم تصمتي الان وفورا .. اقسم يا اسيل ان اقوم بما هددتك به دائما .. وصدقيني انا قادر على انتزاع موافقتك منك فلا تستفزيني اكثر واجعليني انفذ ما عاهدت نفسي عليه )
صفقت اسيل باستهزاء ( لقد كدت ان اصدق... )
لم تكمل جملتها بعد ان انتفضت بعنف خائف وادهم يصرخ بقوة قاسية ( اسييييييل .. قلت كفى.. اصمتتتتي )
نظرت اسيل الى علي الواقف بجانب ادهم ثم الى ادهم وقد هالها مظهره الثائر لتدرك انها خاسرة مع حركة راس علي الرافضة ونظرته اللائمة لها فتراجعت متمتمة وعيناها تهرب منهما ( حسنا .. لتنسيا الامر .. اروني ذكاءكما في حل المشكلة )
عاد ادهم ليهددها بحدة عنيفة ( قلت لك اصمتي .. صدقيني لسنا بحاجة لحلولك الجوهرية .. اصلا لقد كنت للتو اخبر علي بانني ساحاول ان احل الامر عن طريق معارفي .. فابن عمي ضابط كبير في الداخليه ويمكنه ان يفيدني في الامر )
عقدت اسيل حاجبيها والغضب ينضخ من صوتها ( لما لم تخبرني بهذا بدل تهديداتك الفارغة )
ضحك ادهم باستهزاء ( وهل تركتي لي عقل لاتمكن من اخبارك باي شيء .. الا ترين نفسك عندما تندفعين ظانة ان تحرير العالم سيكون على يديك )
زمجرت اسيل بحنق ( لا تهزأ بي يا ادهم .. اياك .. لا تعتقد بان استسلامي لك البارحة يعني باني ساغير راي باي شيء بيننا )
مسح ادهم على صفحة وجهه محاولا استجماع نفسه بعد كل ما شعر به من غضب من كلماتها فليس هذا ما كان ينويه عندما جاء لزيارتها خاصة بعدما علم عن كل حالتها الصحية من ملفها الطبي في القناة و الذي وصل له باعجوبة ودهاء وخطط ملتوية لكونه يقع تحت بند السرية ..كان يود ان يفهم حالتها الصحية بشكل كامل كي يضع خططه للتقرب منها .. لا ينكر بان قلبه توجع بشدة وهو يقرأ تشخيص حالتها .. تشخيص فسر كل ردودها وكلماتها ورفضها التام للزواج .. استئصال جزئي للرحم والمبيض رافقه علاج كيميائي مكثف لعام كامل مع احتمال بعودة الورم للجزء المتبقي وكل هذا وهي فقط في سن 17 اي في السنوات الاولى التي تدرك فيها الفتاة انوثتها لياتي المرض ويسلبها اياها ليحرمها من حلم الامومة بشكل كامل ويضعها تحت طائلة التهديد بعودته وخيال موتها يلاحقها دون رحمة .. انتشله من افكاره دخول سما الى الصالة وهي تتسائل بقلق ويدها تشير الى هاتفها ( لقد اتصل سراج للتو وعاجلته بموافقتي التي اسعدته ولكنه اخبرني بانه لا يستطيع الان القدوم الي فلقد وردته اخبار عن اختطاف طائرة كان يقودها كابتن مصري ومساعدته التي هي اخت سراج وبان الحكومة والشركة يتكتمون على الامر ومصير هذان الشخصان مجهول كما فهمت .. فهل هذا حقيقي )
تنحنح ادهم ليجلو صوته وهو يجيب ( اجل .. لقد سمعت بعض الاخبار التي وصلت الى القناة فعلى ما يبدو انه تم اختطاف مسؤول من تلك البلد وبان من كان يقود الطائرة لا يعلم عنهم شيئا وبما ان الاوضاع غير مستقرة لذا فالجميع يلتزم الصمت الى الان )
التفتت سما الى ادهم لتدرك وجوده متأخرة فاشارت براسها بحرج كتحية متأخرة اجابها ادهم بمثلها قبل اضافته ( ساحاول ان اعلم اخر المستجدات واطمأنك .. اما انت يا علي فلا تحاول القيام بشيء ريثما يصلني خبرا من قريبي .. وانت يا اسيل .. اتمنى ان تهدأي قليلا وتحاولي التحكم بتهورك فانا لا اعدك دوما بالتحكم باعصابي ولا استبعد ان يكون موتي على يديك عما قريب و )
قطع كلامه رنين هاتفه الذي سارع لاجابته في نفس اللحظة التي تعالى بها صوت ازيز وصول رسالة على هاتف علي .. لحظات سادت المكان قبل ان ترتفع انظار ادهم الى علي وهو يجيب من يحدثه على الطرف الاخر ( لقد فهمت يا محمد .. حسنا .. ارجوك تصرف انت بمعرفتك وساكون ممتنا لك ).
في نفس اللحظة التي عقد فيها علي حاجبيه والغضب يتفاعل بداخله من فحوى ما قرأه في الرسالة قبل ان يرفع انظاره ليرد على مناداة ادهم له وهو يقول ( ان ما حدث لي هو تهديد وابتزاز لاترك مصر واترك العمل بشركة الهندسة )
اومأ ادهم براسه موافقا ( اجل .. هذا ما كنت ساخبرك به للتو .. ولكن .. لا تقلق .. فالامور لم تخرج بعد من سيطرتنا .. ثق بي .. ساذهب الان وسابلغك بما سيحدث )
وتحرك باتجاه الباب قبل وقوفه بتردد عنده ثم زفر انفاسه بضعف وعاد ادراجه باتجاه اسيل الصامتة بذهول من تسارع الاحداث امامها فامسك كفيها بحب مقبلا اياهم وهو يتنهد باشتياق مرددا ( سأحل الامر دون تدخلك .. لذا .. ارجوكي لا تتهوري مرة اخرى وتعرضي الزواج على رجل غيري .. هل فهمت )
انتفضت اسيل بعنف وقلبها يقصف بداخل صدرها وقد سلبتها حركة ادهم كل عنادها ومقاومتها وتركتها ضعيفة مرتعشة وهي تحرك راسها بالموافقة المستسلمة التي قابلها ابتسامة ادهم المنيرة لها وهو ينسحب من امامها وقد شعرت بانه خطف قلبها منها بكل ما يقوم به لاجلها مع علي او مع سما مثيرا جوا من الامان كانت دوما ما تبحث عنه .
انتهى الفصل بحمد الله


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 11:22 PM   #109

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومازال الجمال والاحداث المشوقة الممتعة مستمرة احيييك ومستنييينك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 29-10-17, 12:18 AM   #110

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رووعه دائما وابدا بحب كيف تبدء بالفصل وسردك للفصل باختصار ابدعتي باستخدام الكلمات لوصف الحدود لكل شي 😍😍😍😍😍نجي للفصل نادر نسمه اقسم بالله مع كل حركه قلبي بيقف حسيت جالسه بمشهد اكشن مع كل دقيقه اتفاعل لما مات نادر بكيت بس قلت مستحيل اكيد عنده خطه وطلع صح شجاعه نسمه برافو عليه ولما شافت نادر وقع وانهياره قطع قلبي 😱😱😭😭😭😢😢😳لما رجع نادر نسمه كانت متل الطفل المصدوم بجد ابدعتي بالمشهد تسلم ايديك اياد الاناني الحقير 😡😡😡😡😡😡😳اديش بكره هالقذر علا ع الرغم من خوفه خلت اياد لو مره يقف من بيقدر يحكي من الصدمه علي وانفجاره ع علا خطيه دائما هي مصدر الانفجار المشهد مش عارفه لما رمو المي ضحكت من قلبي مجانين 😂😂😂😂😂ياترى علي شو راح يعمل المشكله انقهرت ع علا لما صار تتخيل انو ياترى شو كان لو كان زوجه زي علي اما سراج وسما سراج كرهت اناني لا خير درجه 😡😡😡😡😡😡😩انقهرت ع اسما لما بسطته الحقائق قدام علي 💔💔💔اما ادهم واسيل ادهومتي ده كراشي القلب 😳😳😳😳فظيع طريقه احتواءه لاسيل وسنده كله كوم والمشهد الاخير فصلت ضحك 😂😂😂😂😂😂😂😂😂يانهوي اسيل وهبله لا ولا كلام ادهم انا ساجد حل لكن لاتتجوز رجل اخر 😂😂😂اسيل ومعاناته مع المرض بعد المراهقه صعب 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭وبالاخير مااجد غير اقول ابدعتي ابدعتي 👏👏👏👏بانتظار القادم

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.