آخر 10 مشاركات
تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-17, 05:09 PM   #151

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل السابع / القسم الثاني )




جدران صمت الهوى (الفصل السابع / القسم الثاني )

عودة النعاس ليسيطر عليها جعلها تقف كي تحرك عضلاتها المتألمة.. اقتربت من الماء لتشرب منه واحذت عيناها تسرح في جمال الصورة التي امامها .. نسيت نفسها وقد اوغلت بتفكيرها بكل مامرت به وذكرى اخرى تبرز في روحها متمثلة بقتلها لرجل بكل قوة.. كانت قد نسيت هذا الامر في خضم معاناتها الا انه عاد اليها بعنف والصور تتلاحق امامها وقد ثبتت عيناها على يديها شاعرة بامتلائهما بالدماء .. صوت غاضب نسبيا جعلها تنتفض بقوة وتكاد تفقد وعيها ( مالذي تفعلينه هنا .. المفترض ان تحرسي المكان .. لا ان تلهي هكذا )
التفتت الى نادر وروحها تأن من صعوبة ما عايشته في اللحظات السابقة وكلامه يزيد معاناتها ( اعتقد انه ماكان علي الثقة بك ففي النهاية انت انثى .. ربما الان تدركين الفرق بين الاناث والرجال في بعض المواقف عل ما حدث يعيد لك تفكيرك المنطقي ويظهر عقم حلمك .. تخيلي لو انك كنت وحيدة اثناء حدوث الاختطاف .. كيف سيكون مصيرك وهو سينتهي بشكل اسوء من الموت كما سمعتيهم يخبرونك ونحن عند الجرف )

كلماته ضغطت بقسوة على اعصابها المنهارة .. ازدردت لعابها بصعوبة متسائلة بصوت مبحوح ( اذن انت تعترض على انوثتي ايضا في هذا الموقف )
عقد نادر حاجبيه وتوتره يتضاعف بعد ما عايشه من قلق عليها عندما استيقظ ولم يجدها حوله ( انظري حولك نسمة .. هل تعتقدين اننا في رحلة استجمام .. المفترض منك الا تغفلي لثانية وانت .. تعايشين احلام اليقظة سارحة فيما حولك بكل تهور متناسية اهم ما اوكلته اليك .. ان تبقي يقظة ومراقبة .. برايك هل يخطئ رجل بهكذا امر .. لن اذكر بقية الامور المهولة التي تعرضت لها وخدشت حياءك .. يكفيك محاولة الاغتصاب ال.. )
انفجرت نسمة مقاطعة ( وهل تحمل انوثتي ايضا ذنب الاغتصاب .. ثم .. حتى والنساء في بيوتهن فهن يتعرضن للاغتصاب .. ام انك لم تسمع عن العديد من هذه الحالات .. وبالطبع الحمقى امثالك هم من يحملون الانثى ايضا ذنب دنائة نفوس الرجال و .. )
قاطعها نادر ملوحا باصبعه بتحذير ( التزمي حدودك يا نسمة ولا تحاولي شتمي مرة اخرى كي لا تري ما لا يسرك .. فانا لا اتكلم عن الاغتصاب بحد ذاته بل اتكلم عن كل شيء .. انظري للضعف الذي ينتابك الان .. اي رجل بمكانك كان ليكون عونا لي في عملية الانقاذ .. لم اكن سأخاف عليه من كل شيء .. لم يكن النوم سيجافيني من خوفي من اصابتك بمكروه .. لم تكون مسؤولياتي بهذا الحجم وكنا سنتحرك سريعا .. لكن لكونك انثى انظري لما وصلت اليه من رعب فقط لاني استيقظت ولم اجدك )
لم تنتبه نسمة لجملته الاخيرة لتعاظم حنقها ونظرت شذرا اليه وانفاسها تتلاحق مجيبة بتلعثم دل على غضبها العنيف ( هل تعي حقا ما تقوله .. لما لا تعلنها صراحة .. لما لا تقول بانك نادم على انقاذي .. ربما كان يجب ان تتركني هناك كي لا اظل كالعلقة ملتصقة بك وانت ترى نجاحي الذي لا تصدقه .. نجاح انثى تغلبت على كل تكهناتك واصبحت رغما عنك قائدة طائرة.. انثى هزت رجولتك الفارغة ..)
توقفت عن الاستفاضة عندما شعرت بيده التي قيدت معصمها وبصوته البارد وهو يعلن لها بكل هدوء ثلجي مستفز ( كفى .. لن اسمح لك ان تتابعي اهانتي وتفسري كلماتي على الطريقة التي تحلو لك .. هل انت حمقاء حقا .. ثم .. ) ونفض يدها وكأنه لم يعد يحتمل لمسها و التفت عنها مضيفا بتروي استفزها ( انا لا اندم ابدا على اي شيء اقوم به .. حتى لو كان انقاذ انسانة جاحدة مثلك .. هذا على اعتبار انه تم انقاذنا فنحن ان لم تلاحظي .. لازلنا في الاحراش.. وان اردت .. فهيا ..الطريق امامك مفتوحة لتكملي وحدك ) وصمت بإيحاء قبل تلكئه بالاحرف الساخرة ( لم تتحملين الامتنان لي .. اكملي لوحدك .. الست .. نسمة صقر القوية التي لا تغلب )
كلماته القاسية ضربت قلبها بخنجر الم متصدع بمشاعرها .. رفرفت بعينيها محاولة التماسك كي لا تظهر تأثيره عليها والتفتت ببطء وقد بدأت تمشي بلا وجهة وفي عقلها يرتسم قدرها وموتها .. شعرت بيده تمسك معصمها مرة اخرى وبصوته المتسائل بحنق بالغ ( الى اين تذهبين )
اجابته بكل ما استطاعته من ثلجية دون ان تلتفت اليه ( سأنفذ طلبك واريحك مني .. اشكرك على انقاذك لي )
سمعت زفراته اللاهبة ( هل جننت .. انت لن تتحركي قيد انملة من امامي)
اطلقت صوتا هازئ وضحكة ساخرة تزين ثغرها ( لماذا .. لأسمع المزيد من توبيخك وضيقك بوجودي .. لا والله لن افعل .. يكفيني ما سمعته منك من اهانات )
سمعت شتيمته العنيفة ويده تحبط محاولتها لفكاك تكبيله لمعصمها .. جذبها بشكل مفاجئ نحوه وقد لفها عليه وامسك اكتافها هازا اياها ( هل هكذا فسرتي كلامي .. اهانة .. الم تفكري للحظة بمشاعري وانا ارى كل هذه الاخطار تحدق بك .. الم تفكري بشعوري بالعجز والخوف وانا اتصور ما قد يحدث لك عندما تركتك وسقطت بالجرف .. الم يخطر في ذهنك قلقي العنيف عليك عندما استيقظت ولم اجدك .. هل انت سطحية التفكير هكذا )
صرخت بعنف حانق مجيبة وقد كانت في وضع لا يسمح لها لتفكر بالمعاني المستترة خلف كلماته (كلا .. لم افكر .. اليست الانثى في قاموسك كائن غبي لا يجب ان يخرج من البيت و )
انقطعت كلماتها مع انفاسها ونادر يقترب منها بشكل فجائي مقفلا فمها بكفه وقد ثبت راسها بيده الاخرى هامسا بحذر مفاجئ ( اصمتي .. هناك حركة .. اهدئي)
انتفضت نسمة بعنف وقد شعرت بكل كوابيسها يتمثل امامها .. شعورها بيد نادر التي تحيطها كان الداعم الوحيد لها كي لا تنهار .. راته يبعد كفه ببطء بعدما ادرك هدوء ثورتها ويمسك بيدها بينما يسحب ببطء من بنطاله مسدسا خمنت انه سلبه اثناء فراره .. التفت اليها بحذر هامسا ( تقدمي ببطء معي )
اطاعته وقد استبد الرعب باوصالها وصوت حركة اخرى يصدر من الاعشاب البعيدة عنهم نسبيا مما جعلها تتشبث بنادر بقوة .. والذي بدوره اخذ يتجه ناحية الصوت وقد شهر مسدسه امامه .. لحظات رهيبة من الترقب الخائف سيطرت على كلاهما وقد رسم عقليهما اسوء السيناريوهات .. حركة ثالثة صدرت جعلت نادر يحدد مكان الصوت ويتجه نحوه بتسلل خفي سريع بعد ان ترك يدها ليتحكم بهجومه .. التف حول الشجرة في لحظة فجائية ولكنه تراجع بشكل سريع فوري شاهقا ويده تخفض المسدس لتشهر سكينه ( انها حية .. ابتعدي ) وبلحظة كان قد قطع راسها بمهارة مناورة خطفت ما تبقى من انفاسها لتنهار نسمة جالسة مكانها على الارض وقد اخفت وجهها بيدها .. لم تعد قادرة على المقاومة وقد استنفذت كل طاقتها .. احست بالخدر يشل اطرافها وبروحها تخضع ببكاء يصم اذنيها .. شعرت بيد نادر تربت على كتفها وسمعت صوته ( انت بخير .. لا تقلقي .. اهدئي يا صغيرتي .. ما رايك ان نعود لمكاننا )
ارادت ان تناطحه وان تتشاجر وان تثبت قوتها و .. كل ما ارادته في النهاية في تلك اللحظة ان تنام بامان لا يحققه لها الا هو .. وقفت وكبرياؤها يعاني من شرخ ضعفها .. تبعته بصمت مطأطأة الرأس وقد ثبتت نظراتها على الارض .. وصلت الى الصخرة التي كانت تجلس عليها في السابق وجلست باستسلام دون ان تنتبه لطبيعة ما يقوله نادر لها واحساسها بالتيه يكبلها .. شعرت بيديه يحتضان كفيها المضمومتين ( نسمة .. لا تستسلمي .. ليس الان .. مازلت احتاج نسمة القوية معي .. ما رايك ان تحاولي النوم قليلا عل هذا يريحك )
استجابت بلا مقاومة واسندت راسها مغمضة العينين وانفاس نادر المتلاحقة تحيطها وقد شعرت بتردده في تركها وبخوفه عليها .. انسحب ببطء متراجع عنها ومظهرها المستسلم يقتله بقسوة .. لقد كانت تناكفه وتجادله قبل ما حدث في النهاية .. ولكن قوتها في مواجهته على قدر ازعاجه منها على قدر اطمئنانه عليها ... اما الان .. ذلك الخواء المرتسم على ملامحها ارجف قلبه الخافق بصخب .. راها تسقط في فخ نوم تأكد انه وسيلتها للهرب مما حولها .. اسند بدوره جسده المتعب على جذع الشجرة المقابل وعيناه تراقبانها عن كثب .مضى عليه بعض الوقت وهو على نفس هذه الحالة من المراقبة حتى كادت عيناه تغلقان من شدة النعس .. شغل تفكيره بها كي يقاوم .. يعلم انه اذاها بكلماته الا انها تستحقها فيجب عليها ان تكون اكثر حذرا .. تنهد نادر بيأس وساعده المصاب يسبب له الم قاتل بسبب الجو الرطب للمكان والذي بالتأكيد تسبب بتلوث سطحي للجرح .. هل ما يقوم به صواب .. مسؤولية نجاتها التي القاها على عاتقه تثقل ضميره .. راقب توتر ملامحها ليدرك بانها تحلم بكابوس مخيف .. مالذي تحمله في ذكرياتها ويصر ان يطرق مخيلتها كلما نامت .. ترى مالذي تحلم به الان .. راها تتمتم بضعف فاقترب منها بهدوء ..( انقذوني .. اين انا .. دماء .. دماء .. دماء )
كانت كلماتها تعلو بالتدريج مما جعله يحاول ايقاظها واحتواء نوبة ذعرها ..انتفضت صارخة من نومها وعيناها تنظر الى يداها بهستيريا وقد شعرت بان الدماء لا تزال عالقة بها .. دماء رجل حقير حاول انتهاكها .. تتابعت صرخاتها وتشنجها يتواصل بشكل سيء وقد فقدت كل اتصال بما حولها .. وعاشت في ثنايا حلمها .. حلم كانت ترى فيه نفسها وحيدة غارقة ببحيرة من الدماء تخرج منها في كل لحظة وجوه مشوهة لرجال لا تعلم ملامحهم .. .. مهما حاولت الدفاع عن نفسها واغراقهم تجد انها هي التي غرقت بالدماء اكثر .. يدان قويتان احاطتا بها .. رائحة اصبحت مرادفها للامان تسللت الى خياشيمها لتضيء العتمة فيها .. وصوت ذابت معه كل تهيؤاتها وهو يهدهدها بحنان تشربته بجوع متلهف ( اهدئي .. فقط .. اهدئي .. انت بخير .. انت معي )
تلاحقت انفاسها ويداها تتشبثان بعجز بتلابيب قميصه ( انت .. لن .. تتركني .. عدني بانك .. لن تتركني )
اجابها بنبرة حارة صادقة ( لن افعل .. فانت قدري الذي ارتبط بي يا نسمة .. لن اتركك )
كلماته ايقظتها من تشوشها .. انتبهت لما قامت به وقالته وكلماته السابقة تتردد في ذهنها .. ابتعدت عنه وشعور بالذل يكتنفها .. لم يقاومها نادر وقد لاحظ انسحابها وملامحها التي عادت للانغلاق .. رأى يدها ترتفع لتعيد خصلة شاردة من شعرها خلف اذنها وعيناها تهرب بجبن مؤلم منه .. سمع همستها وهي تعتدل في مجلسها مبتعدة قدر استطاعتها عنه ( اعتذر .. انا لا الزمك بوعدك هذا .. ما كان يجب علي ان انهار بهذه الطريقة )
وصمتت ساحبة انفاسها ويدها تفركان ببعضهما بتوتر بلغ اقصاه ( غدا صباحا .. ساحاول ان اتبعك بهدوء وانا بعيدة عنك بشكل كافي .. لا تنظر الي ولا تعتبرني من مسؤولياتك .. فقط تعامل وكانك لوحدك ..) ورفعت عيناها قائلة بثبات وعنفوان عجيب وحزم متكبر قوي ( انا قادرة على العناية بنفسي )
كبرياؤها الصلدة تركت قلبه ينتفض بجلبة نابضة .. للحظة اكتنفته مشاعر متفجرة ورغبة باحتوائها بداخله ليحتضن هذا العنفوان الشغوف الذي نال اعجابه بجنون .. بدت كمهرة عربية اصيلة و متحفزة للهرب .. كانت مرته الاولى التي يشعر بها بانثى تتسلل عميقا اليه مثيرة بقوتها الضعيفة كل رجولته .. انوثة شعت من رحم صلابتها مخالفة كل معتقداته عن رقة الانثى ونعومتها .. ادرك ان مناقشتها وهي في هذه الحالة عبث .. فحرك راسه باشارة مبهمة متسائلا( بما كنت تحلمين )
فاجأها سؤاله واربكها كما اراد وقناع البرودة الذي ضايقه يتصدع بحيرتها المرتسمة على صفحة وجهها .. ابتسم بغموض مكررا سؤاله بفطنة ( كنت ترددين كلمة الدماء .. هل كنت تحلمين بمن قتلته يا ترى )
اضاف تسؤاله بجدية عميقة منتبها على خلاجتها المتوترة .. راى حيرتها المتنازعة بين اخباره والاحجام فحثها قائلا ( هل رايت تلك الجثث التي كانت عندما نزلنا من الطائرة )
شردت نسمة وقد اخذت الوجوه البشعة في حلمها تاخذ اشكال وجوه اولئك الرجال .. ارتعشت بقوة فضمت نفسها بيديها هامسة وشعور الوحدة يكتسحها بقسوة ( كانو هناك .. في تلك البحيرة )
واشارت بيدها باتجاه البحيرة مضيفة بنبرات متقطعة ( كنت الهو كما فعلت البارحة .. وفجاة تحولت المياه الى دماء و ... ظهرو ... يريديون .. اغراقي .. لذا ) لم تتمكن من اتمام جملتها ونظراتها الهلعة تتطلع على يديها بهلع مرددة ( دماااء .. رباااه .. يداي بها دماااااااء )
بلحظة شعرت بنادر يوقفها بسرعة ويجرها بقوة قاومتها بهستيرية ولكنه تغلب على ضعفها ليقودها بقسوة باتجاه البحيرة .. كان نحيبها يرتفع بهلع وقد اختنقت وبدأت يداها تلوحان بالهواء متوقعة رؤية الدماء في اي لحظة .. اوقفها وضمها من الخلف مكبلا ذراعيها وجسدها بجسده وهو يهمس لها في اذنها وقد التصق راسه براسها من الخلف ( انظري امامك .. انها مياه يا نسمة .. فقط مياه .. انظررري )
للحظة قاومت واغمضت عينيها الا ان هدير انفاسه الصارخة اخافها ( افتحي عينيك وانظري يا جبانة)
لوهلة بدت الدنيا امامها حمراء ثم ... صفاء هادئ تسلل اليها مع كلماته ( انها مياه .. انها مياه )
ابتدأت الرؤيا تعود اليها بالتدريج ومعالم الحلم تختفي من امامها تاركة اياها منتفضة باكية بضعف ... لم تعلم كم بقيت على هذه الحالة حتى هدأت نوبة بكائها المرعوب ومشاعر اخرى من الخزي تعود لها بقوة .. تمتمت بهمس نادم ( اعتذر .. معك حق .. انا .. جبانة .. وحمل زائد عليك .. حتى عندما انام .. فكوابيسي تلاحقك .. ولكن .. ما ادراك بضعف انسانة قتلت رجلا بيدها وسلبت حياته .. فانت دوما ما كنت مثاليا )
شعرت به يفك قيدها ويبتعد عنها بعد ان ادرك استيقاظها مما اصابها .. تيار من الجليد صفعها بعدما فقدت دفئ جسده الداعم فضمت نفسها بضعف متألم .. سمعت تنهيدته الطويلة وهو يقف بجانبها ناظرا الى البحيرة بشرود ( هل تعتقدين اني لم اخطئ في حياتي .. على الاقل فمن قتلته كان وغد حقير اعتدى عليك .. الدماء التي ترينها على يديك انما هي دماء عزك وفخرك وشجاعتك .. دماء عفتك التي دافعت عنها بحياتك .. انها دماء تستلزم الزغاريد وليس الصراخ .. ولكن ..) ونظر الى يديه هامسا بخفوت اكبر ( مالذي يقوله رجلا قد حملت يداه دماء طفلة بريئة لا ذنب لها سوى حماقته هو )
تاهت نسمة في معاني كلماته وذلك الالم الذي ينضخ من صوته يحرق كيانها .. تمتمت بخفوت ( مالذي تقصده ؟ )
نظر اليها مبتسما بمرارة ( هل تعتقدين اني كنت دوما طيارا ناجحا لم يخطئ .. ربما يجب ان تغيري تفكيرك هذا )
هرب بنظراته من التساؤل المرتسم في عينيها وثبت عيناه على البحيرة قائلا بتروي ( كانت رحلاتي الاولى .. عندما كنت لا ازال مساعد طيار ..كم كنت مغرورا في ذلك الوقت وانا اظن اني ماهر .. في تلك الرحلة منحني الكابتن ثقته وذهب ليرتاح قليلا في الكابينة الملحقة.. وانا من تهوري فتحت هاتفي لانظر لصور حفلة اخي الذي تخرج في اليوم السابق مهملا ما حولي من مراقبة .. لحظات من الغفلة دفعت ثمنها غاليا .. مطبات فجائية هزت الطائرة لم استطع التحكم بها بشكل فوري بسبب تركي للمقود وانشغالي السابق .. ذلك الاهتزاز العنيف كاد ان يسقط الطائرة و .. تسبب بسقوط امراة في حمام الطائرة كانت حاملا في شهرها السادس مما ادى الى موت الجنين الذي ببطنها )
صمت مخيف ساد المكان ونسمة تحاول استيعاب ما يقوله لها مراقبة شحوب وجهه والذنب الذي زين ملامحه التي تسلل اليها الضعف .. ارادت ان تواسيه ولكنها بفطنتها ادركت بانه سيفسر اي محاولة منها على انها شفقة .. التزمت صمتها مراقبة تبدل مشاعره المنعكس على قسماته .. زفر ببطء مضيفا بصلابة استجمعها بصعوبة ( صدقيني .. مشاعر الذنب لقتل بريء تفوق اضعاف مشاعرك وقد قتلت مجرما ..لذا .. دوما ما رأيت مهمة قيادة الطائرة مهمة مخيفة فأنت ستكونين مسؤولة عن حياة مئات من البشر.. وهنا .. عذاب ضميرك ان اصاب احدهم مكروه سيقتلك انت )
ثم رفع اكتافه وقد اعاد نظراته اليها قائلا بتعب تسلل عميقا جدا اليه ( يكفي ما قلته فانا اعتقد بانه تفسير كاف لسؤالك .. اما الان فيجب ان انام قليلا كي اتمكن من التحرك غدا .. ساترك مهمة حراستي عليك )
انسحابه فاجأها فقالت بلا تحكم ( وهل تثق بي الان لاحرسك .. الست حمقاء و مهملة )
لم يجبها واكتفى بالجلوس ارضا وبإسناد راسه مغمضا عيناه بارهاق بلغ منتهاه كجواب عملي على سؤالها .
نظر نادر حوله بانتباه ليتأكد من امان المكان قبل تقدمه نحوه .. تلفت حوله مرة اخرى مستغلا هذا للاطمئنان عليها بطريقة غير مباشرة بعدما اصرت على ترك مسافة بينهما وهي تلحقه .. لقد تفاجأ بها في الصباح تخبره بكل جدية وبرود بانها لن تتمكن من تركه بالكامل والانفصال عنه لانها لا تفقه في المكان شيئا وبانها في موضع يضطرها للتنازل له عن كبريائها والخضوع له ولكن .. اشترطت ان تتبعه دون ان يكون مسؤولا عنها اي لا علاقة له بها .. استهزء في البدء من خيارها وحاول ان يثنيها عنه بعدما شب الغضب بداخله لموقفها المغرور خاصة بعد ما شاركها اياه من سر لا يعرفه عنه احد ولكن .. تفاجأ بعنادها الصخري واصرارها المستفز على ما قررته مدعية بانه بنقاشه سيدفعها الى رايها الاخر وستتركه وليحدث لها ما يحدث .. اضطر عندها للمهادنة كي لا يشعل جنونها فتسلح ببروده وحكمته ومع ذلك وضع شرطه بأن لا تبتعد عنه لاكثر من خمسة امتار وان تسمح له بمساعدتها ان حدث شيء .. عند وصول تفكيره الى هذه النقطة ابتسم بلا ارادة فلقد بدت له في نقاشهما كمفاوضة شرسة ومدافعة متهورة .. للحظة تشتت انتباهه وافكاره تسافر اليها وقد استعجب من نفسه تخاذله امام كل طلباتها .. لم ينتبه الى ذلك الغصن المدبب الطويل الذي يمتد في الطريق بشكل مؤذي فلم يقطعه كما اعتاد الفعل كي يمهد لها الطريق .. صرخة انثوية ارعبته فالتفت بسرعة لمصدرها وقلبه يقصف بين اضلعه ليراها تقف ممسكة جانب وجهها الذي جرح بشكل طولي سيء وقد غطت دمائها القانية رقبتها بمنظر مخيف ... شهق مقتربا منها بلهفة خائفة وملامحها المتألمة تغرس خنجر الوجع بصدره .. هتف بغضب بدأ يتسلل لنبرة صوته ( كيف حدث هذا .. ياللهي كان يجب عليك الانتباه .. )
صمت ويده ترتفع لرؤية الجرح ولكنها انكمشت مبتعدة وهي تجيبه بعنفوان لم يخلو ( لقد اخبرتك بانك معفي من هذا يمكنك الاستمرار وترك... )
قاطعها وقد بلغ غضبه اوجه ( كفي عن التصرف كطفلة ودعيني اهتم بالجرح فما تقوليه مجرد هراء .. ثم .. اجلسي سريعا الان لارى مدى عمقه ..)
نبرته المتسلطة تظافرت مع تعبها المتفاقم وخوفها المتضاعف لتستسلم لحركته وهو يدفعها لتجلس وينحني اليها ويده تتحسس موضع جرحها برقة متناهية قبل تفاجئها بخلعه لقميصه بسرعة ممزق كمه بيسر باستخدام السكين .. لم تفهم ما يفعله فلأول مرة يقترب منها لهذه الدرجة دون ان تكون خائفة او متوترة او منهارة .. لاول مرة لا تستطيع ان تمنع عيناها من رؤية ذلك الطيار الذي حمل نفسه عبء ذنب مهول دون ان يخبر احدا عن مأساته كما شعرت بالامس وهو يخبرها عن سر وثقت انها الاولى التي تسمعه منه .. لم تعلم كيف حدث هذا ولكنه حدسها .. بلا سيطرة منها اخذت عيناها تلاحقان تتابع المشاعر على وجهه الوسيم .. لقد هالها التشوش الذي اغرقها البارحة بعدما غرق بالنوم وتركها تصارع نفسها ما بين حائرة لتصرفاته المتناقضة معها وحانقة لغضبه الذي القاه في وجهها وحزينة لسره الذي خصها به .. ضعفها اخافها وجعلها تصر على البقاء خلفه متمسكة بغضبها وبكلماته المهينة التي اخذت تذكر نفسها بها كي لا تنسى .. شهقت وجعا ويده تحط بقطعة من قميصه على وجهها فلاحظت انكماش وجهه وهو يسالها بوجل ( ايؤلمك كثيرا .. يالك من مجنونة .. سيترك ندبا بشعا على وجهك )
رفعت حاجبيها بضيق من مسار افكارها ( لا يهم .. فلست صاحبة جمال مميز )
رفع انظاره اليها بدهشة ( وما دخل الجمال بالندب .. ثم اهذا فقط ما ثبت في رأسك من كل كلامي )
تنحنحنت حرجا ونبرتها تعلو بقسوة تخفي ضعفها( بل ضرورة ابتعادك واتمامك للطريق كي لا تتاخر وتتهمني بكوني السبب .. لا تقلق ساكون بخير )
كانت تتشبث بقراراها بعناد رسم برودا على وجهه ولهجته التي امتلأت صقيع ( اجل انا متأكد بان نسمة القوية ستكون بخير .. ولكن ) وصمت مضيفا بلؤم غريب ( هل نسمة الضعيفة المنهارة ستكون ايضا بخير )
كانت اشارته لما حدث بالامس لها ضربة في صميم كبريائها المشروخ اصلا لاضطرارها الالتصاق به .. عقدت حاجبيها بحنق مبالغ ( ساكون بخير .. بقوتي وضعفي .. اتعلم .. ربما حتى وجودي خلفك اصبح مثقلا عليك لذا .. ما رايك ان تذهب وتتركني .. الله تعالى قادر على حمايتي )
قضم شفته بغضب سيطر عليه ببروده وعنفوانها المستقل يستفزه اكثر .. يعلم الله انه اراد ان يتركها قليلا لتتعلم درسها وتكف عن تحديه وتلتجأ له .. تلتجأ كما اعتادت منذ اختطفا موقظة بحالة ضعفها كل رجولته الكامنة كما لم تفعل امرأة غيرها .. تمتم بثلجية ( والنعم بالله .. بالطبع هو الاقدر على حمايتك ولكن .. )
شهقت بقوة وهو يضغط متعمدا على جرحها اثناء عنايته به ليضيف بتركيز ( والله امرنا ان نتخذ الاسباب ونتوكل عليه .. لا نتواكل .. يا نسمة .. فالحمقى من يظنون انهم يقدرون على كل شيء )
كان يعنفها باسلوبه المغيظ مكيلا لها الصاع بصاعين بايحاءاته المبطنة .. اجابته بتحدي صارخ وهي تنفض وجهها بعيدا عن يده منتزعة قطعة القماش الخاصة بقميصه منه ( وانا لست حمقاء .. لقد اعتنيت بنفسي طويلا ولم اعد احتاج لك او لغيرك)
كانت تقومه وهي تعلم انها كاذبة تمثل الشجاعة وداخلها ينتفض برعب .. ادراكها جعلها تكمل حركتها لتقف بسرعة مبتعدة عنه بطريقة خرقاء كادت ان توقعها فاستندت على الجذع بفجائية لتتوازن .. حدث كل شيء بثوان وهي تراه يدفعها بيده بقسوة بينما يده الاخرى تغطي يدها المستندة على الجذع وقد تهاوت على صدره مع فقدانها لتوازنها .. رفعت راسها لتصرخ به الا ان الالم المهول الذي شق صفحة ملامحه ارعبها وعيناها تنتقل بتلقائية نحو الجذع لترى هناك مصيرها الذي تلقاه عنها ببسالة مضحيا بنفسه لاجلها .. لم تستوعب عيناها كل شيء الا ان شهقة متعالية شقت السكون ونظراتها تقع على ذلك الكائن الذي غرس انيابه في يد نادر .. كائن اسود بخط اصفر يشق ظهره ليدرك عقلها ببطء بانه .. عقرب .. عقرب نفث سمه في يد منقذها .. في يد من بيده ان يخرجهما من هذا الجحيم .. شعرت بترنحه وعقلها يترجم ما حوله .. هل كتبت كلمة النهاية لكليهما بعد كل ما مرا به.. صرخة معذبة مزقت سكونها بالم حارق ( ناااااادر ) صاحبت اقفاله لعينيه والسواد يزحف بداخله كما يزحف السم الذي سينهي حياته .
حرك ادهم راسه بالموافقة مجيبا بامتنان على من يكلمه بالهاتف ( اشكرك يا ثروت على هذه المعلومات .. ان جد شيء ابلغني )
اقفل الهاتف وهو يزفر انفاسه بتعب وشوق لمن تسكن الفؤاد قبل العقل .. نظر بحيرة للهاتف يغالب نفسه دون ان يحسم امره .. ترى هل يبلغها بما علمه ام لا .. ربما من حقها ان تعلم كي تطمئن اخ تلك المساعدة حتى لو كانت الاخبار غير رسمية .. رفع هاتفه يطلبها وقد اشتاقها لانه لم يراها ليوم .. سمع صوتها وهي ترد عليه فعادت عواطفه التي هرب منها تتفجر بداخله تاركة اياه منتفضا .. ثواني قضاها بصمت مستعذب نبرة صوتها المتسائلة ونغمة اسمه الخارجة بحلاوة من شفتيها .. سمع تساؤلها الحائر للمرة الثانية ( ادهم .. ما بك لا ترد علي)
ازدرد لعابه وتنحنح ليجلو صوته مجيبا ( انا هنا ولكني كنت مترددا باخبارك )
تفاعل صوتها بحذر ( تخبرني بماذا )
توتر وروحه تأن لها ( في البدء .. اخبريني انت .. هل بدأت البحث بما طلبته منك )
جابهه صمتها الذي اخافه قبل سماعه لزفرتها التائقة بحماس مكبل ( اجل .. بدأت ... ادهم ... الى اين تلقيني تحديدا )
تلعثمها وتساؤلها الحائر جعلاه يدرك بانه بدأ يصل الى هدفه معها خاصة بعد ان سمع تعقيبها ( تلك الاجابات .. الكلمات .. الاحلام ... ربااه يا ادهم .. اتدرك هول مثل هذا السؤال )
ابتسم برقة محببة متسائلا بلطف ( وهل تدركين انت ؟ )
تلاحقت انفاسها بسرعة والصمت يغلبها .. صمت لم يقطعه ليصل لذروة التاثير عليها .. سمع همسها المتسائل ( وانا .. ساحقق هذا كله .. في .. اول .. ظهور لي )
اتسعت ابتسامته ويده تزيد في ضم الهاتف متمنيا لو كانت امامه ( اجل .. ستفعلين .. فمن برايك سيفهم هذه الاجابات اكثر منك خاصة وانت تحققين حلمك )
رددت بخفوت اكبر ( .. حلمي .. اجل )
تاكيدها جعله يغرق في ذكريات حوارها مع امها قبل وفاتها .. صرختها المتألمة في ذلك الوقت قضت مضجعه ( اريد يا امي ان انجح بعيدا عن تعقيدات الحب التي قد لا تستمر .. اريد تعويضا لالمي .. اتعلمين لما اريد ان اكون مذيعة .. كي اترك اثرا لي في هذه الدنيا .. بما اني لن انجب ابناءا يحملون اسمي ويظهرون اني مررت يوما في هذه الدنيا .. فعلى الاقل ليتذكرني الناس من حولي فلا اكون مجرد امراة مرت وماتت دون ذكرى واحدة لها تخلد ذكرها وصورتها في الاذهان .. تريدين مني ان ابحث عن اماني برجل .. مالذي سيقدمه لي هذا الرجل ان كنت اعجز عن تقديم اي شيء له بالمقابل .. اعجز عن منحه اسقرارا ووعدا بالحياة حتى نشيخ .. او حتى قطعة مني تؤنس وحدته لو فارقت الدنيا .. او حتى لقب وابوة يستحقها كل الرجال كما تستحقها الاناث الا من ابتلاه ربي .. افشركه بابتلاء هو لي وحدي .. ليشفق او يغضب او يحزن .. كلاااا .. فقط اريد ان احقق ذاتي واخلد وجودي بنجاحي افهمت يا اماه ) انتبه على تساؤلها الحائر ( ولكن هل اتصلت لهذا .. ام ان هناك امر اخر )
كانت قد استعادت سيطرتها وقد ظهر هذا في نبرة صوتها .. تنحنح هو الاخر قائلا بحذر ( المعلومات التي طلبتها سما .. لقد وصلني بعضها ولكن .. الامر سري .. ولولا رغبتي بطمأنته لما غامرت )
صمت وقد شعر باسيل توليه كامل انتباهها متسائلة ( ثق بنا سرك في بئر .. هل هم بخير ؟ )
اجابها بهدوء ( لقد تم تأكيد خبر هروب احدهم من المعسكر .. وفي الاغلب فتاة .. اما الاخر فهناك اخبار مؤكدة بموته كما ان هناك شائعات بكونه على قيد الحياة وهو من ساعد الفتاة على الهرب .. المضيفة تعمل مع المختطفين اما الحرس الشخصين فلقد قضو نحبهم .. هذه الاخبار وصلت لشركة الطيران عن طريق جواسيس قوات السلام في معسكر الخاطفين .. ولكن .. يبقى التساؤل .. هل سيتمكن الهارب من الوصول الى وجهته او انه سيقضي نحبه .. هذا مالم يعرفه احد .. الا ان سيارات قوات الامن الدولية وعدت بقيامها بجولات تفتيشية .. بالطبع فان من يحرك الامر بعد كل هذا التجاهل هو احد رجال السياسة المهمين .. يبدو انه تربطه علاقة وثيقة مع كابتن الطائرة .. والا كان الامر سينتهي دون محاولة انقاذهم )
تلقت اسيل المعلومات ووجها يشحب متخيلة ما تعرض له هؤلاء الاثنين وخاصة الفتاة .. اخت سراج .. زفرت انفاسها ببطء وادهم يعيد عليها تحذيره بالسرية قبل انهائه المكالمة .. نظرت بحيرة لا تعلم ان كان عليها ابلاغ سما ام الامتناع عن ذلك .. في النهاية قررت استشارة علي الذي اثر ان يتتظرو حتى المساء ليبلوغها اولا ثم لتحدد هي ما ان ارادت ابلاغ سراج او الامتناع .
اقفل علي الهاتف واعاد انتباهه للعاملين امامه .. كان يشرف على الاصلاحات التي اقرتها علا بعدما عرضها عليها مظهرا المخالافات البنائية السابقة .. حاول التركيز ولكن صوتا نسائيا قاطعه بتساؤل ( حسنا .. الى متى ستظل تهرب من مواجهتي .. لقد اعترفت امامك بتقصيري وحاولت تلافي الخطأ .. والان ماذا .. اهكذا سنعمل عبر مراسيل ترسلها الي .)
اغمض عينياه وتوتره يتضاعف مدركا ما تعنيه بتوبيخها .. فاليوم ارسل المخططات الملحقة مع احد السائقين لتطلع عليها وتقرها .. عاد صوته ليقاطع لحظات شروده بعد ان اقتربت صاحبته اكثر باتجاه علي ( هل حقا قلبك اسود هكذا .. لما تبتعد عني وانت تعلم كم احتاجك بجانبي )
كلماتها زادت غضبه المشتعل فالتفت نحوها مجيبا بوحشية بعدما شعر بقلبه يهتز اثر ندائها اياه ( انا ابتعد لان هذا هو التصرف الصحيح سيدة علا .. فمكانك بالمكتب ومكاني بين العمال .. وانا احاول اصلاح كل الامور فماذا تحتاجين اكثر من هذا )
شحب وجه علا متمتمة بخفوت خائف ( علي .. ما بك .. انت تخفيني )
لوهلة ضعف امامها كما لم يعتد ولكن خفقة قلبه هي نفسها من اثارت حنقه ليجيبها بحذر عنيف ( ربما لانه يجب ان تحذري ممن حولك والا سينتهي الامر بك وانتي تندبين حظك )
عقدت علا حاجبيها متسائلة بتوتر ( مالذي تقصده علي .. كن واضح وصريح )
ازدرد علي لعابه مجيبا بارتباك ( علا .. قد اكون مخطئا ولكن .. هناك انسانة عزيزة على قلبي .. عندما وثقت بمكن حولها خذولها )
ببطء بدأت علا تتحدث ( انت تقصد .. سما .. اليس كذلك )
حرك علي راسه بالموافقة وعيناه تهرب منها ( حسنا انا لا يجب ان اتدخل ولكن .. زوجك حاول انهاء اقامتي .. برايك هل هذه غيرة عادية ام .. ام انه لا يريد لاحد ان يكتشف ما يورطك به ).
تلفتت علا حولها باحثة عن زوجها بذهن شارد وكلمات علي تتردد في ذاكرتها بشكل متتابع .. كلمات اخافتها وارهبتها وزرعت الشك في قلبها .. هل يمكن ان ... نفضت راسها بعنف وروحها تأن رافضة لكل ما سمعته .. تنهدت بعجز وارتجاف شامل يصيبها مع تخيل ثابت ارتسم امامها .. لو ان ما يقوله علي حقيقي وصحيح فهذا سيقود الى كارثة .. كارثة مخيفة .. عادت لتنظر حولها حتى اصطدمت عيناها بظهره العريض وهو يجلس على مائدة للطعام امتلأت باصناف عدة .. اقتربت بحذر بطيء لتفاجئ بهوية من يصحبه .. عينان قاسيتان مخيفتان سبرتا اغوارها واسرتا نظراتها بلهيب حاقد غاضب تسلل عميقا الى داخلها جاعلا الخوف يشل كل حركاتها ... عينان لرجل تراه للمرة الاولى .. رجل لا يبدو ابدا من الرجال الذين اعتاد زوجهم مجالستهم لمناقشة الاعمال .. رجل عاد ليبعد عيناه عنها بعد ان صدمها بالكم الهائل الذي يحملها له من الكراهية والتي اشعلت ما بينهما بذبذبات غير مرئية جعلتها تختنق بهلع ويدها ترتفع الى عنقها واحساس بان روحها تنسل ببطء من بين جنباتها .
تم الفصل بحمد الله بانتظار تعليقاتكم
ياريت احد المشرفات يفيدني بموضوع رفع الصور لانو الموقع يلي منحتوني اياه مقفل مع خالص الشكر


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 05:43 PM   #152

Rinad sy

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 410291
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Rinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond reputeRinad sy has a reputation beyond repute
افتراضي

حوريتي ...لا شك عندي ابدا بأبداعك ...رح أقرأ المسا انشالله وخبرك رأي

Rinad sy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 10:42 PM   #153

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع كالعاده يامبدعه تسلم ايديك يجنن 💖💖💖💖👏👏👏😍😍 سراج وذكرياته عن ابوه وزوجته ابوه ومعاملته معاه واعتماد ع نفسه كتير صعب هالشي مشهد من صعوبه دموعي نزلت ابدعتي وكيف حاول مايتعلق بنسمه بس بطفوليته حبه واتعلق فيه واسما ومساندته ليه وانكسار سراج وبكاءه وتشبثه بالامل الوحيد ابنه عماد 👏👏 اما ادهومتي واسيل ده عصافير الخاصه ياعمري انا ع ادهومي والي بيعمله لاسيل ياخراشي كيف اقتراح فكرت البرنامج بس ليخرجه من الي هي فيه والحضن والقبله اوبا 😍😍😍😍😎😎😎😎😎🤩🤩 ومشاكسته ليه مشهد احللى من مشهد تسلم ايديك وعلي وعلا وتمسك علا بيه ع الرغم من هي تعرف خطا ياترى مين هذا الي بصله بكره 🤔🤔 اما نسمه ونادر مشاهدهم دوول مره اضحك ما يتعاركو ويتجاكرو ومره احزن مشهد لما نادر حكا ليه عن المراه الحامل واديش هو متاثره 😭😭😭😭😭 وحمايته ليه وكيف اعتنه فيه مشهد رائع شابو ليكي 😍😍😍😍يسلم قلمك يارائعه 😍ومشهد كمان كمان اتاثرت فيه كتير لما العجوز دعا الدعوه الله يساعده ابنه جسمي اقشعر اعتقد ده ابو نادر

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 12:05 AM   #154

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جميييييييل جدا


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 02:09 AM   #155

InassElawadi

? العضوٌ??? » 410941
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 99
?  نُقآطِيْ » InassElawadi is on a distinguished road
افتراضي

حور طبعا الابداع والاثاره يعنى حور يسلموا ياجميل

InassElawadi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 08:51 PM   #156

لمعة فكر

? العضوٌ??? » 174997
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,924
?  نُقآطِيْ » لمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond repute
افتراضي

موفقة باْذن الله

لمعة فكر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 10:34 PM   #157

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

نسمة و نادر و تجربة هتسيب اثر كبير جدا بحياتهم و علاقتهم
هو كلامه برغم قسوته لكنه خوف و رعب عليها مسؤليه في رقبته و ذنب يشيله العمر كله لو جري ليها حاجة
و هي فهمت كلامه بطريقة عكسية خلاها اكتر جموح و عناد و رفض
علا اسمعي كلام على و ركزي في المصايب اللي هتحرالك
ادهم قرر اعلان الخرب بهجوم مباشر
فصل جميل جدا كالعادة
و بالسنبة لنوقع الرفع هاشوف غيره و احطلك اللينك بتاعه هنا


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 14-11-17, 12:32 AM   #158

roditta

? العضوٌ??? » 85369
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » roditta is on a distinguished road
افتراضي

حور دايماً بقف عاجزة قدام بارتاتك عن ايجاد التعليق المناسب يعنى اتكلم عن ايه ولا ايه الباررت ده ظهر فيه الكثير من ماضى الابطال ... سراج وما تعرض له فى صغره جعله طفل انانى لا يفكر الا فى نفسه ولكن احس بالندم عندما شعر انه على وشك ان يفقد اخته
نسمة ونادر وكل اللى مر بهم خلاهم يتخبطوا بين العديد من المشاعر وكبرياء نسمه ونفسها الأبية التى تأبى الاعتراف بضعفها واحتياجها لنادر بس قفلتيها كالعاده بطريقه مخيفه ازاى نسمه هتنقذ نادر من سم العقرب
ادهم واسيل واه من ادهومى وحبه الخرافى لأسيل ووقفته بجانبها رغماً عنها
يعنى من الاخر كالعاده ابدعتى


roditta غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 01:07 PM   #159

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-17, 04:18 PM   #160

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه حور كل ما اقرأ فصل اجد انك التقدمي نحو الأفضل في. ضع الفكره وخطوات حصول القارئ علي اثاره تشد انتباهه
نسمه فيه حاجه بتخليها بتخليها زي ما بيقولوا مكر مفر خايفه تثق في نادر والشئون ايلي حصل معاها بالاضافه لكرامتها بيخلوها تتراجع عن التسليم بالثقه ديه
ادهم فتي الإقدام والإصرار بالفوز بالحب ايلي تنقلت من بين ايديه زمان
اسيل بتفكر في غيرها اكتر من نفسها وبالأخص ايلي بتحبه خايفه عليه من حاجات هوه مش بيتطرق ليها معاها لكن مش معني كده أنه مفكرش فيها وخد قرار في الاستغناء عنها لأنه بيحب اسيل
علي المرشد لعلا الاب وبنته واضح أنه صاحب رؤيه بعيده
تسلم ايدك حور دايما قلمك مختلف


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.