آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-17, 09:46 PM   #161

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل الثامن / القسم الاول )






جدران صمت الهوى (الفصل الثامن / القسم الاول )

خطوات بسيطة تفصلها عن عالم غريب عليها .. خطوات قطعتها بتردد خائف وقلبها يصدر وجيبه .. للمرة الاولى تفهم مصطلح سهام النظرات القاتلة .. نظرات قيدتها بهدير امواج غاضبة.. حاقدة .. مظلمة .. ومخيفة .. نظرات ابتعدت عنها ما ان وصلت الطاولة التي يجلس عليها زوجها موليا ظهره لها ومقابلا هذا الرجل .. صاحب العينين الفحميتين .. تنحنحت لتجمع صوتها المرتعش ( اياد .. كنت ابحث عنك )
التفت اياد بدهشة لعلا قبل وقوفه المرتبك امامها متسائلا ( علاا .. مالذي تفعلينه هنا )
وحاد بعينيه عنها مراقبا ضيفه بتوتر قبل عودته للنظر اليها مضيفا بتوتر غاضب ( من اعطاك عنوان المكان .. ترى هل تراقبيني يا علا )
نظرت بدهشة لاياد وقد استعجبت حالة الارتباك والخوف التي اكتسحته .. كانت المرة الاولى لها التي ترى اياد متوتر ومترقب وكانه ضبط وهو يقوم بذنب مهول .. ام انه بالفعل هذا هو ما حدث .. عقدت حاجبيها مستدركة ونظراتها تعود اليه .. الى ضيفه .. ذلك الذي راقب المشهد امامه باستمتاع اخفى تركيز مهول وجسده يبدو كالذئب المخادع الذي يوحي بانه يلهو قبل انقضاضته المخيفة على فريسته .. تساءلت وجسدها تغمره الارتعاشات بعد ان اصطدمت عيناها بعينيه الهازئتين ( من هذا يا اياد .. الن تعرفنني عليه )
لم تعلم من اين جاءتها قوة التحدي وروحها تتوثب بتلقائية غريبة للهجوم .. انتفضت مع قبضة يد اياد السريعة على كفها قائلا ( انه صديق .. لا علاقة لك بالامر مالذي تريدنه علا )
نبرة اياد زادت توجسها وكلمات علي ترن كجرس انذار مخيف جعلها تثبت عيناها على الرجل بتساؤل متحدية شجاعته وصلفه .. فمن هذا الذي يسبب كل هذا التوتر المرعوب لاياد الدكتاتور الساخر الواثق من نفسه ( صدييق .. الغريب اني اعرف كل اصدقاءك وقابلتهم وهذا .. لم يكن منهم )
موجات غضب انتقلت اليها من يد اياد الممسكة بها بحنق وصوته يعلو ( هل تحققين معي يا .. )
صوت عميق النبرات ثلجي الحروف مخيف بصداه ارتفع مع وقوف صاحبه مجيبا بثقة وعيناه تردان تحديها بصدمة اخافتها حتى النخاع ( أحمد سيف الدين الراجحي .. )
صمت تلا تعريفه وكانه يؤكد اسمه في عقلها كتهديد ليضيف بحزم هازئ ( صديق زوجك .. الذي لم تعرفيه على ما يبدو لانه كان في السجن )
صدمة هائلة سادت علا واياد من صراحة الرجل الذي ابتسم بسخرية اكبر وهو مستمتع بمراقبتها وقد تلكأ بكلماته ( ساذهب يا اياد الان فيبدو انك مشغول قليلا .. سنكمل حديثنا فيما بعد .. سأتصل بك لأحدد موعد )
وتحرك بثقة من امامهما وكلاهما يراقبين رحليه بمشاعر مختلطة مختلفة .. علا التي لم تصدق ان رجل بسيط مثله من بيئة محافظة عرفت بصاراعتها ورجالها الاشداء يمكنه ان يفرض نفسه على زوجها بل ويخبره بانه هو من سيتصل به ويحدد موعد ليقابله بمزاجه .. هذا دون ذكر موضوع سجنه ...صوت هازئ قاطع شرودها في ظهر الراحل ( والان مالذي احضرك الى هنا .. اخبريني بسرعة )
التفتت الى زوجها لتشاهد اختلافه الكلي وعودة قوته وثقته اليه .. تنحنحنت لتجلو صوتها قائلة بكل ما اوتيت من قوة وحزم وقد قررت تنحية التفكير بأحمد هذا الى وقت تكون فيه لوحدها ( مالذي تخفيه يا اياد ؟ )
ارتباك لحظي التقطته عيناها سرى في ملامح اياد وقد اشتدت قبضتاه بتلقائية وهو يسأل بحذر ( مالذي اخفيه يا علا ؟ .. هل يمكنك ان تكوني اكثر وضوحا .. فعلى حد علمي فاني لا اخفي شيئا )
علمت انه يتلاعب بها متوقع منها التراجع والارتباك .. هلع معتاد استبد بداخلها قاطعته بقوة غريبة بدت تسيطر عليها ( وعلى حد علمي فاني حذرتك من الاقتراب من علي .)
ضحكة هازئة كانت جوابها واياد يلوح بيده باستعراض ( اذن هذا هو الامر .. الاميرة غاضبة لاننا افسدنا لها لعبة الامير الخاص بها ..ولكن )
واقترب اكثر منحنيا عليها وعيناه تبثانها رسائل تحذير زادت ارتجافها بلا حول لها ( هل نسيت الاميرة بانها متزوجة .. حتى لو من الضفدع المنبوذ بالحكاية ) وارتفعت يده لتحط على وجنتها بخشونة شحب لها وجهها مضيفا ( ربما يجب ان تنتبه الاميرة بان اللعب مع الكبار سيؤذيها .. وسيجعلها تخرج خاسرة .. لما لا تتركي الامير وتلهي بشيء اخر .. مثلا شركتك )
تهديده المبطن ارعبها ولكن .. ذكرى غريبة لمنظر خوفه من ذلك الضيف جعلتها ترى اياد اضعف وصوت علي يبثها شجاعة تفجرت كضوء ضئيل جعلها تنفض يده بغضب ( الاميرة تلهو بما تريد .. ومن تريد .. ولكن يبدو ان الضفدع قد نسي نفسه ونسي انه مجرد زاحف على الارض مهما علت قفزته فسيعود مرة اخرى ليتمرغ بالتراب .. )
اضطراب اجتاح نظرات اياد وشعور بالرضا استوطن علا وجعلها اكثر قوة .. رفعت يدها لتنفض غبار وهمي عن كتف زوجها مضيفة ( كما تناسى الضفدع بان الاميرة تراقبه .. وان ظهرت بانها تلهو فهي بالحقيقة .. تخدعه )
غضب هادر تفجر امامها ويد اياد تقبض على يدها بعنف جعلها تشهق متألمة ( اياااك يا علا .. هل تجرؤين على تهديدي .. انا اكثر من قادر على ابادتك )
توحش متراكم استيقظ بداخلها ( في احلامك .. فاوراق القوة بيدي كلها وانا قادرة على تجريدك من كل شيء .. لذااااا ...ابتعددددد عن علي وعن اي شخص يهمني .. هل فهمت .. اعتبر بان هذا تهديدي الاخير )
ونزعت نفسها منه بقوة بدأت بالتسلل منها بعيدا .. تحركت مسرعة من امام اياد الذي اخذ يتمتم بحقد كاره مخيف ( اذن فلقد خرج للقطة مخالب وان اوان انتزاعها بكل قسوة ).
شعور بالتيه سيطر عليها وخواء سكنها بعد ان غادرها كل ما تسلحت به من قوة الى الان لا تعلم منبعها .. كلما تذكرت ما حدث يغشوها الخوف بشكل اكبر .. طرقات على باب مكتبها افزعتها .. رات علي يطل برأسه فزفرت انفاس حبستها بشكل فجائي وهي تخفي وجهها بيديها هربا منه .. سمعت صوته القلق يسالها ( علا .. ما بك )
لهفته كادت تبكيها .. لماذا يجب عليه ان يكون بهذه النخوة والقوة والحنان .. لماذا يشعرها بالامان وفي نفس الوقت يرفضها ويبعدها عنه .. سمعت تساؤله الملح مرة اخرى بصوت تضاعف قلقه ( علاا .. ارجوكي لا تخيفيني .. ما بك .. هل حدث شيء ) واشترست نبراته وهو يضيف بحدة ( هل اذاك زوجك )
تمتمت بخفوت ( لا اعلم .. صدقا لم اعد اعلم .. يبدو .. يبدو .. يبدو ان اياد بالفعل يدبر مصيبة )
اضافت الكلمات الاخيرة بثورة منهارة وكانها تلقي عبئ من على كتفيها .. رفعت عيناها ببطء وروحها تبحث عن الخلاص فرأت ملامح علي الشاردة في كلماتها .. تنهدت مضيفة بحيرة اكبر ( كيف .. كيف ساعلم مالذي يحدث .. للل ..لقد هددته .. ل ..لقد اشعرته اني .. اني اعلم كل شيء .. ولكن .. )
قاطعها علي بابتسامة ماكرة ( اذن فسوف يأتيك ان كان يخفي شيئا .. سوف يقع بفخك )
نظرت اليه بعدم فهم متسائل فحرك راسه بمشاكسة بدا فيها كالاطفال ( اتعلمين ما هي مشكلة الاذكياء .. انهم يظنون بانهم اذكى من غيرهم لذا ... عندما تواجهينهم بنقطة ضعف في مخططاتهم فان الشك يقتلهم .. شك ممتزج بغرور .. لذا .. يتخذون اسرع طريقة لابعاد الخطر .. الهجوم .. وهذا ما سننتظره.. فان حدث .. فثقي وقتها بان هناك مصيبة كبيرة يخطط لها من ورائك..مصيبة سنسعى لاكتشافها بكل ضراوة ).
ترجل علي من سيارة الاجرة امام المبنى الذي يقطنه في الطابق الثاني وافكاره تتنازع محللة ما حدث معه .. كلماته التي طمأن بها علا هي نفسها التي تخيفه الان .. هجوم الذكي .. هل يا ترى سيكون قادر على تحمل ضربة اياد وهو بهذا العجز اما علا .. فضعفها وخوفها لازال عائق لكل شيء .. حرب تلوح امامه في الافق لا يدري لما يخوضها او حتى كيف يخوضها .. حرب واثق من قذارتها فهو على عكس علا واثق من ان زوجها يخفي اهوال ستجعله يحرق الاخضر واليابس كي لا تنكشف .. تنهد بعمق ومظهرها المستسلم يخض قلبه الساكن منذ زمن .. لما يشعر نحوها بكل هذا الضعف وبكل هذه المسؤولية .. هو ليس بطل مغوار ينقذ النساء المظلومة .. طوال الفترة السابقة اكتفى باسيل وسما كاخوات وبعم محمد وزوجته حنان كاب وام بديلين .. علا .. من هي بالنسبة اليه .. مشاعره ليست كاي مشاعر انتابته .. هي خليط من القلق والحنق والاثارة والمسؤولية و .. الضعف .. اجل يشعر نحوها بالضعف الذي يخيفه ويجعله يهرب كي لا يقع في الخطأ .. فمهما حاول الانكار ففي النهاية هي متزوجة .. عاد لزفرته الحانقة على نفسه ويده ترتفع ليطرق باب العم محمد كي يلقي التحية عليهما كما اعتاد في ذهابه وايابه .. اصوات عالية قاطعته وعماد يفتح الباب ضاحك ببراءة رسمت الضحكة على وجه علي كرد فعل تلقائي منعكس للامل الذي يغزوه فقط من وجود عماد بحياته .. ضحكة جلجلت مع قفز عماد عليه برعونة وصراخه بفرح وهو يقبله على وجنته بطفولة بعد ان رفعه ( عمي عليييي .. عميييي عليييي .. )
اجابه علي بمشاكسة ويداه تعتصرانه بحب بين احضانه ( ماذا ماذا ماذا .. هل اخبرك احد باني نسيت اسمي لذا تكرره امامي )
في نفس اللحظة خرجت اسيل امامه وعيناها تبرقان بحماس قائلة بخفوت ( علي .. واخيرا جئت .. انتظر لا تدخل اريد ان احادثك قبل ان تراك سما )
والتفتت باتجاه عماد مطالبة علي بانزاله وهي تقول له بمشاكسة غامضة ( عمود حبيبي .. اذهب الى الداخل واشغل امك وابيك عنا حتى ننتهي من الحديث انا وعمك علي .. اذا رايت سما تحاول اللحاق بنا اصرخ لتنبهنا .. اتفقنا )
اجاب عماد ببراءة محببة ظنا منه بان الامر لعبة ( اتفقنا خالتي .. ساتسلل واشغلهم لكي تقومو بالمهمة )
ضحكت اسيل ويدها تعبث بشعر عماد وعلي بدوره ينظر بانشداه اليه ( ان الرسوم المتحركة ستفسد عقلك يا مشاغبي الصغير .. هيا يا بطل عماد .. قم بمهمتك )
دخل عماد على اطراف اصابعه وعلي يكتم ضحكته خاصة واسيل تتصنع الجدية امامه حتى اختفى في الداخل لتترك العنان لضحكتها المكتومة .. التفتت الى علي جاذبة اياه بعيدا عن الباب وهي تهمس بنبرة متامرة ( علي .. اريد مساعدتك في امر مهم )
عقد علي حاجباه ممثلا الاهتمام وهو يجيب بمداعبة ( مالذي تريده البطلة اسيل من المغوار علي يا ترى )
حركت اسيل راسها ضاحكة ويدها تضرب كتف علي ( مجنوون.. اسمع .. انا اتحدث بجدية .. سما وسراج سيقمن زواجهن الاسبوع القادم خاصة مع تلك الاخبار الجديدة التي وصلتهما)
تساءل علي بدهشة حذرة (اي اخبار .. هل هي ما قلتيه لي عن اخت سراج )
حركت راسها موافقة ( اجل .. يمكنك القول بان نسمة قد تاكدو من فرارها والان يبحثون عنها بشكل سري .. المهم ان الزواج في الغالب سيكون الاسبوع القادم .. وانا .. اريد ان اقيم حفلة مفاجئة لسما .. انها تستحق ان تفرح ولو قليلا )
توتر علي وسيرة الزواج السري تؤرقه لقلقه على سما ( كيف يعني .. المفترض ان الزواج سري .. اي حفلة ستقيمينها يا اسيل )
ضمت اسيل شفاهها بامتعاض قائلة باستدراك ( اجل هو سري ولكن بالنسبة لمجتمع سراج .. انا لا اقول حفلة كبيرة .. اسمعني .. كل ما اقوله باننا سنحجز قاعة لمطعم نتناول العشاء فيه .. ونصفق لها قليلا ونسعدها .. كما اني اريد ان تلبس ثوب زفاف ابيض .. فلقد كان هذا دوما حلمها وحسرتها التي ترددها في كل فرح نحضره سويا )
عقد علي حاجباه مفكرا بعمق للحظة قبل سؤاله اسيل ( وما المطلوب مني .. اسيل انا مشغول جدا .. ولا اعلم كيف من الممكن ان نحجز مطعما وثوب زفاف خلال اسبوع و .. )
قاطعته اسيل بحماس ( لا تقلق سارتب بنفسي كل شيء .. اريد منك فقط ان تتولى امر المطعم بما انك عملت في العديد من المطاعم .. بالتاكيد يمكنك اختيار الامثل والاقدر على تنفيذ الامر بسرية)
حرك علي راسه موافقا وعيناه تشردان بتفكير ( وانت .. كيف ستتدبرين الباقي لوحدك )
رفعت اسيل كتفيها مجيبة بتظاهر لا مبالي تمثيلي ( استعنت بادهم .. خبرته في محلات الملابس تفوقني ولديه معارف في كل مكان كونه مذيعا معروفا .. كما انه سيحرص على السرية بالتاكيد )
كلماتها جذبت انظار علي ومظهرها التمثيلي الذي يخفي داخلها جعله يسالها بمشاكسة ( اووه .. يبدو اننا تطورنا وبدأنا نستعين بادهم في امورنا الخاصة .. لم اعتقد بان الانسة اسيل في يوم من الايام ستتنازل وتطلب من ادهم شيئا خصوصيا هكذا .. اعترفي يا فتاة .. مالذي يحدث من ورائي وكيف تقاربتما لهذه الدرجة )
كشرت اسيل بطفولة حانقة ( علييي ... اصمت .. لا يوجد شيء ولا تبدا باختلاق الاحداث .. كل ما في الامر انني ... احم ... استغله.. يعني هو دائما يطلب مني ان الجأ اليه ان احتجت شيء .. هل اخطات )
اضافت الجملة الاخيرة بدفاع حاد ادرك منه علي بانها في صراع مع احاسيسها وروحها تعذبها فلم يشأ ان يضغط عليها اكثر لذا اجابها ( كلا .. احسنتي .. والان .. لماذا سراج بالداخل )
ازدردت اسيل لعابها بقلق ويدها ترتفع بتلقائية لذراع علي ( لقد جاء لرؤية عماد .. اتعلم .. اكثر ما يقلقني هو نظرته نحو سما .. حسنا .. بالتأكيد هو يحبها ولكن .. هناك امر غير مريح بنظراته .. لا ادري كيف اصفه لك )
اطرق علي برأسه على الارض مجيبا ( دون ان تصفي شيئا .. اعتقد اني مدرك جيدا لهذا الامر .. فانا ايضا غير مرتاح لاسلوب تعامله وكلماته لسما .. وكانه يحملها ذنب ويعتبر ما تقوم به من واجبها كحق شرعي له .. فقط ما يصمتني هو كلامك السابق .. ان نجعل سما بنفسها تجرب و ..)
قاطعه رنين هاتف اسيل التي احمر وجهها ما ان التقطته فادرك علي هوية المتصل .. عقد يديه على صدره مستندا على الحائط وهو يشير لها ان ترد قائلا ( ممم .. لما لا تردي على هاتفك .. ام انه بينك وبين المتصل امر خاص ربما .. او .. حديث خاص ..ا )
قاطعته بزمجرة من فمها ويدها تفتح الاتصال فانفجر ضاحكا لينعكس صدى صوت ضحكاته على الهاتف واسيل تلقي التحية بخشونة متسائلة ( اجل ادهم .. هل هناك امر تريده )
صمت .. جابهها الصمت وصوت انفاس تهدر على الطرف الاخر جعلت قلبها يرتعش .. حاولت تقليل تأثرها بسؤاله بنبرة لم تتمكن من التحكم فيها ( ادهم..هل تسمعني )
حجرشة مجيبة صدمت اذنيها من خشونتها ( وأسمعه )
تنحنحت لتتماسك بعد ان شعرت بالخوار يغزو خلاياها وعلي ينسحب من امامها بهدوء ليترك لها حرية الرد ( كنت اناقش ترتيبات الفرح مع علي للتو..لم تخبرني لما اتصلت )
عاد الصمت ليغلف المكالمة ويد اسيل تنقبض على الهاتف متوقعة الاسوء .. زفرة قصيرة مع غمغمة معتذرة غير مفهومة عن ايجاده لمحل لاثواب الزفاف تلاها انهاء سريع للمكالمة من طرفه واسيل تحدق ببلاهة امامها غير مصدقة ما يحدث .. انزلت يدها الممسكة بالهاتف وقلبها يؤلمها بانقباضة مريعة صاحبت شعورها بالنذالة لاحزانها له بعد كل شيء قام به معها .. نفضت راسها على امل ان تعود لحالتها الطبيعة ولكن شعور الانقباض تزايد اكثر .. عادت الى الشقة وبحثت عن حنان التي ما ان رأتها حتى جلست على الارض ورمت براسها في حجرها كما كانت تفعل مع امها .. تخللت اصابع حنان شعرها ممسدة فروة رأسها بهدوء رتيب ساهم بارخاء اعصاب اسيل المتشنجة .. اغمضت عيناها لتهرب من كل شيء الا ان صورة ادهم تسللت بعناد اليها .. ترى مالذي يحدث لها .. انها تضعف كثيرا امامه وتفقد زمام حياتها بوجوده .. تراه يتسلل لادق تفاصيل حياتها دون ان يكون لها يد بمقاومته .. ما يؤرقها شعورها الغبي بفيض السعادة الذي يلازمها مع كل لحظة تراه او ترى اثره فيها .. تنهدت بحرقة وقلبها يعاود انينه بعناد .. تمتمت في نفسها ( اللعنة ادهم .. هل يجب ان تكون غيورا هكذا )
تنهدت بحسرة سمعت بعدها صوت حنان الرقيق ( اهدئي .. كل الامور ستحل يا مجنونة .. فقط تروي )
رفعت اسيل راسها ( معك حق .. ستحل .. ستحل باذن الله .. اين علي ؟ )
سألت سؤالها بعدما رأت اقبال سما وعماد ناحيتهم مع بقاء سراج بداخل الصالة مع علي .. سمعت رد سما المختصر (علي طلب ان يحادث سراج بانفراد )
نظرت اسيل بقلق الى سما متسائلة ( ما بك .. هل انت بخير )
جلست سما على الارض بجانب اسيل ناظرة الى حنان ( اشعر بالقلق .. خائفة مما هو قادم .. هل ما اقوم به صحيح ؟ )
اجابتها حنان بهدوء ( ذلك التردد والخوف الذي تشعرين به طبيعي والا لن تكوني طبيعية .. لقد اتخذت قرارك من اجل عماد لذا .. حاولي التأقلم مع الامر ببطء وهدوء )
اطرقت سما براسها ( انا احاول .. بل ان مشاعري نحو سراج متذبذبة ولكن يغلبها عشقي القديم المتجدد له .. كما اني سعيدة من اجل عماد ولكن ... تلك الظلمة التي تبتلعني بداخلي ..)
وصمتت غير قادرة على اتمام كلامها .. ربتت اسيل على يدها ( انه شعورك بالقلق نحو مستقبل مجهول غير امن .. سما .. امانك في الحياة لا يتمثل بسراج .. انما بذاتك انت .. فاحرصي على عدم فقدها في خضم تضحياتك )
قاطع كلامهما خروج علي يتبعه سراج الذي قال بصوت متوتر ( اعذروني يجب ان اذهب الى الشركة .. فهناك بعض الامور التي تتطلب استدعائي كما يبدو .. امل ان تكون اخبار جديدة عن اختي )
هبت سما واقفة وتوجهت نحوه .. ربتت على ذراعه بهدوء وعيناها تريان عذابه المنعكس بعيناه ( ستكون بخير ان شاء الله .. لا تقلق .. انها الان تحتاج قوتك )
حرك سراج راسه بالموافقة وغمغم مستأذنا ليغادر بعد ان ودع عماد .. وقف امام باب الشقة بتردد غالبه فحسم امره والتفت وعيناه تبحثان عنها .. التحمت نظراته معها فانتفض قلبه لها وحدها .. انها تملكه بكل كينونته حتى دون ان تبذل اي جهد .. رجتها عيناه قبل صوته باستنجاد تنازع مع روحه ( هل .. هل يمكنك مرافقتي .. ساعيدك دون تأخير )
لحقته سما بلا حول مستجيبة لنبرة الحاجة بصوته ( اجل .. ساذهب معك ).
ونظرت الى اسيل برجاء فما كان من اسيل الا ان وافقتها بايماءة من راسها ( ساعتني بعماد ريثما تعودين ).
تابع مغادرتها السريعة ثلاثة ازواج من العيون بمشاعر مختلفة .. علي كان لا يزال حانقا لاجلها .. اسيل كانت تنظر بتفهم نحو صديقتها .. اما حنان فنظرت بشفقة اليها ولسانها يردد بدعاء لها .. تنحنحت اسيل قبل توجيهها الكلام لعلي ( هل تعتقد انها سترى سعادتها ولو مؤقتا )
رفع علي حاجبيه ( لقد هددته .. هددته انه لو اذاها فلن ارحمه .. سما لم تعد تحتمل شيئا وكسرتها هذه المرة ستصدمها وتغيرها بلا رجعة )
كلامه تردد صداه في ذهن اسيل وافكارها تعود الى ادهم .. ترى هل كسرته كثيرا لذا سيمل منها وسيتركها .. تعلم انها قاسية عليه ولكنها مضطرة .. الا ان صور دعمه لها اخذت تتدافع الى مخيلتها لتثقل شعورها بالذنب ..استأذنت كي تغادر الى شقة سما مع عماد لرغبتها بالانفراد بنفسها .. تفاجأت بعلي يوقفها عند الباب وينحني مقتربا منها وهو يقول ( ترأفي به .. وخففي من عنادك .. انه يستحق )
ما قاله بدا كالالغاز الا انه زلزل ثباتها الظاهري وترسب عميقا الى روحها .. علي الذي دائما ما يقف معها ويدعمها بل ويتعامل بتملك في كل ما يخصها اصبح يدافع عن ادهم .. هل هذا يعني بانه يراه اهل لثقته الغالية .. حركت راسها موافقة وهي تتحرك بعجلة لتهرب من كل هذا التشوش الذي اصبح ملازما لها .. دخلت الى شقة سما وتوجهت نحو السرير كي تسمح لعماد ان يأخذ قيلولة النهار .. اخذت تعبث بشعره وهو يستلقي بجانبها وافكارها تعود مرة اخرى للمحادثة مع ادهم .. بعد دقائق قضتها تقلب الامر زفرت انفاسها بحنق ويدها تمسك هاتفها متمتة بخفوت لنفسها ( لن اتمكن من احتمال كونه متضايق مني )
سمعت الرنة الاولى فالثانية فالثالثة وتتابعت الرنات بلا مجيب .. كادت ان تيأس وتقفل وقد تزايد غضبها الا انه في النهاية سمعت صوته المستغرب ( اسييل .. هل هذا انت )
كان صوته متمازج مع اصوات اخرى ميزت منها صوت انثويا جعلها تهتف متسائلة بتوتر متلعثم ( من هذه.. اين كنت .. اعذرني يبدو اني قاطعت انشغالك .. ساقفل)
كلماتها الاخيرة اضافتها بغيرة حانقة .. كان غضبها يتفاعل مع دموع سخيفة هددت جفونها .. سمعت صوته المستهجن ( ان اقفلت الان ستجديني عندك خلال دقيقة )
زمجرته اوقفتها خاصة عندما اضاف برقة ( هل هناك ما تريدينه )
سحبت انفاسها بعمق .. يجب ان تتماسك .. لا يجب ان تعبر عن حالاتها الضعيفة امامه او عن تمسكها به .. اعادت سحب انفاسها لتخرجها مرتعشة بعدما سمعت حروف اسمها بنبرة امتلأت دلالا رجها بعمق ( اسييل ؟ )
همست بخفوت ( اردت ان اعتذر عن اسلوبي الجاف معك قبل قليل لم يكن يحق لي ان ارد هكذا خاصة وانت تقدم خدماتك لي وتساعدني .. دون مقابل )
سمعت انفاسه التي علت وتيرتها ( و ؟ )
سؤاله هزها بعمق اكبر لعمق دلالاته وما يطلبه منها .. عضت على شفاهها قائلة باندفاع ( ولم يكن بيننا شيء انا وعلي .. كنا نتفق على ترتيبات الزفاف وكان هو يسخر مني ) واضافت بغيظ ( ثم ما دخلك انت لابرر لك )
علت ضحكة ادهم المشاكسة ( بل دخلني يا مجنونتي لاني .. أغااااااار .. افهمتي )
عاجلته اسيل هاربة من اهتزاز روحها المشتعل مع كلماته ( ليس من حقك ان تغار ع.. )
قاطعها ادهم بحزم ( بل هو حقي .. افهمت .. لقد اخبرتك اني سانتزع حقوقي منك انتزاعا )
ازداد حنقها مع شعورها الداخلي بالرضا لنزعة تملكه التي ترضي انوثتها ( اذن انا لا يحق لي ان اضحك مع صديق بينما انت يحق لك ان تتخالط مع اناث القناة اللاتي يتغزلن بك بشكل واضح فتمازحهم وتحدثهم )
لوهلة صمت ادهم مصدوما قبل انفجاره بالضحك وروحه تزغرد بهجة .. ضحك تضاعف مع غضب اسيل .. قال بسرعة مع شعوره بانها ستنهي المكالمة ( كم هي غيرتك جميلة يا حمرائي .. انها كلهب النار .. يا مجنونة وهل توجد انثى على وجه الارض قادرة على اثارة اهتمامي وقلبي يفيض بك انتي .. صدقيني جميعهن مجرد خيالات زائلة امامي)
صمتها اعلمه بان كلامه دغدغ احاسيسها واسكن حنقها الغيور .. داعبها برقة ( هل انت راضية الان .. هل لهذا اتصلت يا .. حبيبتي )
اضاف الكلمة الاخيرة بتلذذ بطيء مستشعرا تغير وتيرة انفاسها اللاهثة .. صمتت تاثرا فصمت ترقبا .. اراد ان تبدأ باستيعاب حقيقة مشاعرها التي بدأت بالفعل تتجه له كما خطط .. سمع همهمتها ( انا .. اردت .. شكرك .. وداعا )
كلماتها جعلته يدرك جيدا بانه نجح .. فاسيل القديمة كانت سترفض كلمة حبيبتي وتوبخه عليها .. اما اسيل التي تحدثت معه الان بغيرة فلقد تشربت الكلمة بجوع نهم تشبث بمشاعرها التائقة للحنان والحب والامان والثقة .. مشاعر هو واثق بانه سيمدها بها كفيضان حتى تتشبع وتتجذر فيه مترسخة ككيان واحد متحد .. تمتم لنفسه بحزم وعيناه تخاطبان صورتها على خلفية شاشة هاتفه ( لقد اقتربتي يا حبيبيتي من الوقوع الكامل .. اقتربتي كثيرا ) واخذ يصفر بفمه بمزاج رائق وهو يعود الى العمل .
شعور بالحنق ملأ نفس اسيل الراضية بعدما انتبهت على ابتسامتها الحمقاء التي زينت شفاهها وكلمة حبيبتي ترن بداخلها .. وقفت بغضب متمتمة لنفسها ( مالذي جرى لك يا اسيل .. انه ليس اول رجل يعترف لك بالحب .. هو نفسه اعترف سابقا .. ما هذا الضعف الذي ينتشر بقلبك .. ان الامر عادي مثل كل مرة يجب ان ترفضيه فلم يتغير شيء )
الم شق روحها مع احساسها بفقدها لادهم .. الم لم تكن تعرفه سابقا وشعور بخواء حياتها بعيدا عنه .. زفرت انفاسها محاولة نفض افكارها ورفعت هاتفها وقد قررت الاتصال بسما لتشغل عقلها .. ما ان سمعت صوتها حتى عاجلتها بسؤالها عن اخت سراج وان كانو قد توصلو الى شيء ..اجابتها سما بغموض ( حسبما وردت الاخبار فان حملة انقاذهم في الطريق الى المكان الذي يتوقعون ان يكونو فيه .. ها نحن ننتظر باقي الاخبار منهم )
اقفلت سما هاتفها ونظراتها تتجه الى سراج الواقف خارج سيارته وبيده هاتفه يحادث زوجته ناتاشا التي اتصلت به فور معرفتها بامر نسمة .. شعور بالانقباض غزاها وقد تذكرت طريقة استجابته لمكالمة زوجته بكل لهفة .. ركزت انظارها عليه لتتحرك غيرتها كآفة تنهش بداخلها ووجه سراج امامها ينطق بحنان وحب جارفين ..مالذي تفعله تحديدا .. والى اين ستتجه علاقتها بعد ذلك .. اسئلة سيطرت عليها فزادت تشوشها الغاضب .. راته يدخل الى السيارة بعدما انهى الاتصال ولا تزال شفتاه ترتسم عليها ابتسامته المحبة .. تنحنحنت وسعلت لتثير انتباهه .. التفت عليها متسائلا بقلق ( هل انت بخير .. هل تحتاجين الى شيء )
رفرفت بعينيها سريعا كي تمنع دموعها الحمقاء ( سراج .. وماذا بعد )
ارتعاشة صوتها جعلت سراج ينحني باتجاهها متسائلا بحيرة ( مابك سما .. لما البكاء الان .. ومالذي تقصدينه بسؤالك )
اخفضت سما عيناها ناظرة الى قبضتي يديها ( بعد ان تنهي عملك بمصر .. الم تفكر بما سيكون عليه حالنا انا وابنك .. حياتك التي اسستها بالمانيا كاملة كيف ستجعلنا نشاركك اياها )
صمت ساد في السيارة ضاعف قلق سما خاصة مع ملامح سراج الغامضة .. انتظرت جوابه لدقائق ولما تأخر وبدا الغموض والحيرة عليه اضافت ( يبدو انك لم تفكر بنا عندما تقرر العودة الى المانيا )
التفت سراج اليها مجيبا ( كلا يا نسمة لا تبدأي باستنتاج ما تريدينه من نفسك فلقد فكرت جيدا في هذا ) صمت قليلا ليسترعي كامل انتباهها قبل اضافته ( انت وعماد منذ اعلنت موافقتك على الزواج اصبحتما من مسؤولياتي .. وانا لا اتخلى عن مسؤولياتي .. كل ما هنالك اني ساقسم وقتي بين مصر والمانيا .. اي انني سابقى مسؤولا عن عمل محدد هنا كي يبقى بامكاني المجيء في اي وقت .. اما بالنسبة للمال ..بعيدا عن زوجتي فهناك حساب جاري لنسمة في بنك مصر الدولي قمت بانشائه بسرية كي ابعث لنسمة من خلاله بعض الاموال ولكنها كانت ترفض سحبها بحجة عدم حاجتها لها .. لذا ساضاعفها قليلا لتكفيك انت وعماد )
توترت سما اكثر ( لم اقصد بالنسبة للمال .. ولكن .. لماذا .. لماذا تشتت حياتك المستقرة بالمانيا بسببنا )

تنهد سراج باسى ( هل حقا تعتقدين اني اعيش مع ناتاشا بسعادة .. حسنا لا ادري ما يطلق عليه هذا الامر ولكن .. طوال سنوات عمري معها كنت اعيش برتابة مملة الى حد الجنون .. وكأنني في اتفاق عمل ممتد .. انا وهي تزوجنا تبع لتفكير عقلي .. كلانا وجد حاجته في الاخر )
عاد سراج لصمته وعيناه تراقبان تتابع المشاعر على وجه سما .. مشاعر تمازجت بين الغيرة والخوف والقلق من المجهول .. رفعت راسها متسائلة بخفوت ( هل تحبها ؟ )
رفع سراج حاجبيه هاربا بعيناه وهو يجيب بمراوغة ( ناتاشا لها مكانة في قلبي بالتاكيد .. لقد وقفت بجانبي دائما ودعمتي كما انها ام ابنتي الوحيدة )
ازدردت لعابها بألم وسحبت يديها ببطء من بين يديه قائلة بنبرة مرتجفة ( سراج .. اتدرك ما سيحدث .. اتدرك صعوبة الامر .. ان اكون انا في الخفاء زوجتك اما في كل مكان اخر فلا يحق لي حتى النظر اليك .. الى متى سنبقى هكذا .. كم عام ستبقى تشعر بحاجتك لي قبل ان تمل مني ثم .. ستكتشف بالتاكيد بان حاجتك لزوجتك اكثر )
اضافت جملتها الاخيرة بانهيار وكل افكارها المقلقة تغزوها .. ترجلت من السيارة وشعور بالصدمة والاختناق يسيطر عليها.. وقفت امام ساحل نهر النيل حيث كان سراج قد اوقف سيارته ليحادث زوجته .. لحق بها و احاطتها يداه برقة من الخلف وقد اسند ذقنه على راسها متمتما بحنان جياش ( ايتها المجنونة .. الازلت لم تعرفي من انت بقلبي يا سما .. هل تشكين للحظة اني قد امل منك .. سما .. انت تجرين بدمي مجرى الدم ولو ان الامر بيدي لاعلنتك زوجتي بكل فخر ولكن .. لن ينفع ان اقوم بهذه الخطوة لانه في المانيا لا يجوز لي سوى الزواج بمرأة واحدة .. وانت لن تقبلي ان اطلق ناتاشا وقد كانت لي مثالا للزوجة المضحية المخلصة ..اليس كذلك )
ازداد نحيبها والتفتت لتدفن وجهها بصدره متمتمة بتقطع ( كيف .. ساحتمل .. ان .. اتنازل .. عن حقي بك .. ان اراها بجانبك وانا .. محرم علي الاقتراب منك .. ثم ماذا لو اكتشفت الامر ناتاشا .. هل ستطلقني )
ضمها سراج مربتا على شعرها ( شششش اهدئي يا حبيبتي .. ما رايك ان نترك الامور المقلقة الى حين حدوثها وعندما تحدث نتصرف وقتها تبعا للمعطيات .. دعينا نعيش يومنا وسعادتنا .. سما انا احتاج ان اشعر بك .. الا تشعرين باشتياقي لك .. كرجل احتاجك بجانبي بشدة فمعك اذوق الجنة .. كما احتاج وجود ابني الذي احببته حقا .. اعدك الا اتخلى عنك وساحاول ايجاد حل لاي مشكلة تحدث .. اتعلمين .. )
ورفع راسها ناظرا لعينيها بعشق ( عندما تحدثت زوجتي للتو معي لتواسيني .. لم اشعر باي شيء .. فقط وكان من يتحدث معي هو احد اصدقائي .. ولكن .. عندما تحدثتي انتي معي عن نسمة .. شعرت بروحي تنسكب بين يديك .. بكيت كالطفل في احضانك .. ضمة صدرك لي منحتني قوة مهولة لاواجه كل الصعاب .. سما انا لازلت احبك .. ارجوك افهميني )
تلاحقت انفاس سما مع حرارة مشاعر سراج التي ظهرت على وجهه ونقلها اليها بقبلة حارقة على جبهتها ويدها تستقر على صدره لتسمع وجيب قلبه الراقص بعنف .. تأوه بلوعة مضيفا ( الا ترين ما تفعلينه بي .. كيف تظنين اني قد امل منك .. المفترض الان ان يكون تفكيري كله منصب على مصيبة اختي ولكن .. بسببك .. اشعر بروحي تنازع كي ابقى مسيطرا فلا اخطفك لاغرق فيك واسكب عند حدود قدميك كياني العاشق المطالب بك وبتملكك .. للتو .. كدت اموت غيرة من كلام علي معي عنك وتأكيده انك مسؤولة منه )
شهقت سما مع اعتصارة سراج المفاجئة لها وقد كاد ان يسحق عظامها من قوة ضمته وهو يردد بلا وعي ( انت ملكي .. انت لي .. لن تكوني لغيري .. لقد جربت هذا العذاب سابقا ولن اكرره )
قاومته سما بسرعة مرددة بحرج وجسدها يعاكس رغبتها وينصهر بعواطف سراج المتقدة ( سراج .. نحن في الشارع .. قد يراك احدهم .. ارجوك اتركني )
كلماتها ايقظته من اعصار احاسيسه الثائرة .. لوهلة عجز عن ابعادها وجوعه لها ينهش داخله بقسوة .. زفرات ندم متوجع صدرت عنه بعد ان اجبر جسده على الابتعاد .. همس بارتجاف ( اسبقيني على السيارة ريثما استعيد اعصابي .. بسرعة اختفي من امامي )
كانت سما تنتفض بعنف الا ان تحذيره لها جعلها تتحرك بسرعة هاربة منه لتنفذ طلبه .. جلست على مقعد السيارة واخفت وجهها بين يديها وكل ذرة في جسدها تأن بحرمان لمالكها .. هي الاخرى يجب ان تعترف .. بان سراج وحده من يعيدها للحياة .. من دونه هي ميتة .. تلك الثورة التي يخوضها كيانها ما هي الا تعبير عن رغبتها الجامحة للانصهار بسراج .. مهما بدى هذا خاطئا ومدمرا وقاتلا ونتائجه المستقبلية مظلمة فهي لازالت تمشي في نفس الطريق .. تعلم ان الافق يلوح لها بنهاية مظلمة .. انه حدسها .. وكل ما يحيط بها يحذرها .. ومع ذلك .. سعادة غبية انبثقت من داخلها .. كسعادة المحكوم عليه بالاعدام وهو يرى امنيته الاخيرة تنفذ له .. رأته يجلس بجانبها ويبدأ بتحريك السيارة متمتما بصوت لازال يحمل اثار عواطفه المحترقة ( سنذهب الى شركة الطيران لننتظر نتيجة الحملة الذاهبة لانقاذ اختي .. وبعدها..سأتمم زواجنا باذن الله في نفس اليوم الذي ستصل فيه نسمة .. فانا لن اصبر اكثر من هذا كما ان الاخبار الواردة من قوات حفظ السلام تجعلني متفائلا )
حركت سما راسها موافقة ويداها تنقبضان بقوة على بعضهما .. سؤال تسلل لتفكيرها .. ترى هل حقا نسمة بخير .. هل حقا ستعود .. وان لم تعد .. هل سيتمم سراج زواجه منها ؟
يتبع القسم 2

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 19-11-17 الساعة 09:51 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-17, 10:48 PM   #162

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
Rewity Smile 4 جدران صمت الهوى (الفصل الثامن / القسم الثاني )


جدران صمت الهوى (الفصل الثامن / القسم الثاني )

هل من الممكن ان يشعر الانسان بان روحه وجسده منفصلان تماما عن بعضهما .. جسدها يتجمد في مكانه بينما روحها تستقر حوله تنازع كل من يريد ان يفصلها عنه .. نظراتها الخاوية لجسده المسجى بين يديها تبحث في ملامحه عن اي اثر للحياة .. يدها تنتقل متشنجة بين صدره وعنقه ورسغه .. مواضع النبض التي كانت تسترق منهم اي نبضة تسمعها لتطمئنها انه لازال على قيد الحياة .. يدها الاخرى التي ما انفكت تبلل قميصه بالماء لتغرق وجهه وصدره وذراعاه في محاولة عقيمة منها لتطفئ حمى جسده المتزايدة .. عادت عيناها تستقران على يده التي لفتها بشكل عشوائي وذكرى ما قامت به يقض مضجعها .. هل عالجته حقا بشكل صحيح .. كل ما تذكره انها ما ان رأت ما فعله العقرب وحركة نادر السريعة بسكينه ليقتله حتى امسكت بالضماد الذي كان يضعه على وجهها وربطت به ساعده بقوة كبيرة وجسدها يسند جسد نادر الذي تهاوي بين ذراعيها .. لم تعلم من اين جاءتها الجراة ولا كيف تذكرت تلك المعلومات التي تلقتها في دورة الاسعافات الاولية لتمسك سكينه بدورها وتشق قليلا عند موضع الاصابة في ظاهر كفه ثم تبدأ بامتصاص دمائه بفمها بكل قوة .. حركة رتيبة اعادتها عدة مرات وهي تمتص وتبصق دمائه خارج جسده في محاولة لاستخلاص السم ..كانت تعي انينه المتألم وانتفاضات جسده المتتالية ومع ذلك لم تتوقف .. استمرت بعملها حتى شعرت بغياب نادر عن الوعي وقد استسلم كليا بين يديها .. اختلط طعم دمائه مع طعم دموعها وهستيريا مخيفة تضرب اعصابها المتعبة .. توقفت عن الامتصاص واخذت تنظر حولها بجنون علها تجد شيء يمكنها من انقاذه باي طريقة .. اعادت النظر اليه وفكرة تلمع بذهنها جعلتها تقف خلفه لترفعه بصعوبة بعد ان مررت ذراعيها اسفل ابطيه وضمته اليها مسندة اياه على جذعها بقدر استطاعتها.. اخذت تجره وانفاسها تتقطع متجاهلة انين جسدها من ثقل جسده ..لم تعلم من اين جاءتها القوة ولا كم بقيت تجره حتى وصلت الى ضفاف النهر .. كانت قد تذكرت اشارة نادر لها عندما بدؤو التحرك في الصباح لمكان تواجد النهر حيث يمشيان بمحاذاته ولكن في وسط الاحراش .. انهارت عند وصولها الى النهر وقد خارت قواها ومع ذلك لم تستسلم بل وقفت مترنحة والرؤيا امامها مضببة بسبب سحب دموعها المتلاحقة ..شربت القليل من الماء ثم عادت الى نادر لتقربه اكثر جاعلة جسده يستلقي بين يديها بجانب الماء كي تتمكن من محاولة اخفاض حرارته التي ارتفعت كثيرا وهي تنقله .. برتابة اخذت تبلل القميص وتغسل وجهه وعنقه وصدره ويداه وتحمل بعض القطرات ايضا الى داخل فمه علها تروي جسده .. لسانها لم يكف عن الدعاء و المها ارتفع مع ارتفاع حرارة نادر بين يديها .. لم تعد تهتم بشيء الا له وخواء مخيف يسيطر على مكنونات روحها مع استسلامها العجيب لرغبتها بالموت كي تمنحه الحياة .. كم بقيت هكذا لم تحسب الوقت فقط بدأت بالاستسلام المنهار وهي تفقد صوت نبضات قلبه لنادر وقد اخذت ترجوه ان يعود لها .. صوت جلبة تقترب منها قطعت انهيارها فادركت ان هناك من اكتشف مكانهما وان نهايتهما قد حانت .. ابتسمت بألم ويدها تخرج مسدس نادر بتلقائية محدثة اياه بهمس مجروح ( يبدو .. يبدو انها النهاية يا صديقي .. انا لن اقع بين يديهم مرة اخرى وانت لن تعود كسوبرمان لتنقذني .. ) ازدردت لعابها بصعوبة ويدها ترتفع لتنغرس في شعر نادر الحالك السواد فتبعد خصلاته المتساقطة على جبهته مرددة بابتسامة مجنونة( لديك شعر جعلني اتوق للمسه .. ليس هو وحده .. اتعلم من انت لي .. انت من جعلني اعيد ايماني بكل من حولي ) اخذت يداها تسافر على وجهه بلا سيطرة وكانها تغرس صورة ملامحه في ذهنها مرددة ( انت من تمنيت للحظة ان اكون قابلته منذ زمن بعيد قبل ان يحدث لي ما حدث ليصبح من حقي ان احبك ) كانت على اعتاب انهيار موشك جعلها تفقد كل اتزان وتفكير .. انحنت عليه مقبلة جبهته ( وداعا يامن احييت قلبي ) استمرت بتقبيل عيناه المغمضتين وشحوب وجهه يجعل صوتها يتراوح بين البكاء و الضحك ( وداعا يامن فديتني بروحك طوال الوقت ) رفعت راسها وشهقاتها ترتفع .. شعور بالرعب اكتسحها مع علو صوت الجلبة فضمته اليها باكية ( اعتذر .. اعتذر لاني سبب موتك.. ارجوك سامحني .. انا السبب ) اخذت تردد هذه الجملة حتى شعرت بانها لم تعد لوحدها .. رفعت راسها بصعوبة لترى سيارتين شبه عسكريتان ورجال بثياب رسمية يترجلون منها .. لم يستوعب عقلها شيء وخسارتها لنادر تضرب كل توازنها .. صرخت بجنون وهي تشهر المسدس في وجه الرجال (ابتعدو .. ساقتلكم جميعا ان اقتربتم .. ابتعدو .. ساقتل نفسي )
توقف الرجال عن التقدم بحذر وقال احدهم لها بلغة انجليزية ممتازة ( سيدة نسمة .. نحن كما ترين من قوات السلام .. اهدأي نحن هنا لانقاذك وانقاذ الكابتن نادر الشامسي )
للحظة لم تفهم نسمة ما قالوه وكادت ان تطلق النار ولكن .. معرفتهم باسم نادر جعلها تعيد النظر حولها لتتعرف على شعار قوات الامن الدولية المرتسم على السيارات .. اخفضت المسدس صارخة بهستيريا غير مصدقة لنجاتها ( انقذوووه .. ارجوكم انقذووه .. لقد لدغه عقرب .. )
اقتربو منها بسرعة واحاطوها .. حاولو انتزاع نادر من حضنها ولكنها ابت في بادئ الامر متشبثة به بقوة .. ربت احدهم على كتفها مرددا ( اتركيه لنا .. الا تريدين ان ننقذه )
شردت بانظارها نحوه لوهلة ويداها ترتخيان من على نادر وصوتها المبحوح يهمس بوجع متساءل ( سيكون بخير .. اليس كذلك .. سيكون بخير )
اشفق الضابط عليها فاخذ يربت على كتفها ويعينها على الوقوف بعد ان نقلو نادر بسرعة الى احدى السيارات.. انهارت بترنح بين فقدانها للوعي ويقظتها فحملها الضابط سريعا لينقلها الى سيارة اخرى وقد استسلمت بموجة بكاء ولسانها لم يكف عن ترديد كلمتين ( انا السبب .. و .. انقذوه ).
بانفاسها المتلاحقة ونظراتها التائهة وجسدها المضني من شدة التعب وقفت نسمة امام الحجرة التي يعالجون فيها نادر رافضة ان يقترب منها احد او يعتنو بها باي شكل من الاشكال حتى تطمأن عليه .. كانت كانها انفصلت عن واقعها وبقيت كجثة متحركة .. مرت الدقائق كانها ساعات .. والساعات كانها دهور عليها وقد رفضت ان تحادث احدا حتى عندما اخبروها بان اخوها هو من على الهاتف لم تستجب لهم .. لم تعد تحسب الوقت وكل تركيزها انصب على باب الحجرة والذنب والقلق والالم ينهشان داخلها بعنف .. واخيرا رأت الطبيب يطل عليهم وقد ظهرت على ملامحه علامات الاطمئنان معلنا لها ( لقد سيطرنا على الحالة .. ما قمت به من امتصاص للسم وتخفيض للحرارة ساهم كثيرا بنجاته .. كما ان جسده الصحيح قام بواجبه بمقاومة السم بقوة .. اهنئك على نجاته بسببك .. الان هو تحت تاثير المخدر والادوية المسكنة ومضادات التسمم وسيبقى فترة غائب عن الوعي حتى تمام تخلص جسده من كل اثار ذلك السم .. والان جاء دورك للعناية بك )
صاحبت اخر كلمة من فم الطبيب زفرة نسمة الملتاعة قبل وقوفها بترنح ثم سقوطها بين يديه فاقدة الوعي وقد اعلن جسدها الاستسلام الكامل بعد كل ما تعرض له .
استيقظت على صوت همهمات بجانبها فانتقلت نظراتها فيما حولها لتعلم بانه قد تم نقلها الى حجرة اخرى .. رفعت يدها لترى ابرة المحلول المغذي مشبوكة بكفها .. سمعت صوتا لطيفا يحادثها ( واخيرا استيقظتي سيدتي .. لقد بدأنا بالقلق عليك عندما استمريت في النوم لاربع وعشرين ساعة .. كيف تشعرين الان .. هل انت بخير )
حركت راسها بصعوبة ولسانها يهمس بوجل ملهوف متقطع ( كيف .. حال .. نادر )
اضطر الطبيب ان ينحني نحوها ليلتقط كلماتها المرهقة .. ربت على كفها الحرة مجيبا ( انه بخير .. هو الاخر جسده يستجيب للعلاج بسرعة ..والان .. هناك من يصر على محادثتك ليطمأن عليك .. ترى هل انت قادرة على الرد عليه )
حركت راسها موافقة فرفع الطبيب راسه للرجل الواقف عند باب الحجرة مومئ براسه بعلامة الموافقة .. مرت بضع لحظات قبل ان تشعر باقتراب الرجل الاخر منها .. اعطاها هاتفا امسكته بارهاق وسماع رنين الطرف الاخر يحفزها .. بضع رنات متتالية سمعتها تليها صوت رجولي تعرفت عليه فورا فهمست والدموع تتجمع في ماقيها ( سرااااج )
صمت قابلها ثم صوت شهقة بكائية مع اسمها بنبرة معذبة انطلق من فم اخيها سراج .. ابتسمت بصعوبة مرددة ( انا بخير يا اخي .. بخير )
زفرات متتالية مع سيل من كلمات الثناء والحمد لله على نجاتها تعاقب على مسمعها .. تساءل بعدها سراج بهلع ( حبيبتي .. هل اتي اليك .. انهم لازالو يتحفظون على سرية مكانكما بحجة سلامتكما .. هل انت حقا بخير )
ازدردت لعابها مغلقة عيناها بتعب وصور مخيفة تغزوها تاركة اياها منتفضة ( اجل .. بخير .. لا تقلق .. ساصل انا اليك قريبا .. بعد .. ان ارتاح مما حدث )
انقبض صوت سراج بقلق مرددا ( ارتاحي يا اختي .. ارتاحي بالكامل يا حبيبتي .. ارتاحي .. ساحاول الاتصال بك غدا عندما تكونين اكثر قوة .. نامي يا اختي الان .. رافقتك السلامة وامان الله ورعايته )
اقفل سراج الهاتف وروحه تحلق بسعادة مشبوبة بالخوف .. انتفض واقفا من خلف مكتبه ويده تضغط على زر استدعاء سما من المطبخ .. اخذ يذرع الحجرة ذهابا وايابا منتظرا وصولها بلهفة وقد اضناه القلق الذي عصف به منذ الامس عندما ابلغوه بانهم وجدو اخته ولكنها متعبة ولا تستطيع محادثته .. لقد اعاد الاتصال من وقتها الى الان عشرات المرات كي يطمئن بسماع صوتها .. لم يخبر احدا كما طلبو منه حتى يتأكد ويتحدث معها .. طرقات على الباب قطعت افكاره فاتجه اليه ليفتحه بعاصفة جاذبا سما بقوة لترتطم بصدره ويده الاخرى تغلق الباب .. شهقت سما بصدمة وقد غمرها سراج بعناق طاحن ورأسه يدفن في عنقها ساكبا دموعه بحرية على صدرها ولسانه يلهج بالحمد لله لنجاة اخته ..لم ينتبه كلاهما الى تلك العنين اللتان كانتا تراقبان ما يحدث امامها وقد التقطت حركة سراج وجذبه لسما الى احضانه بصمت .. صمت تحول لفعل فوري .. رفعت هاتفها لتؤدي مهمتها المطلوبة منها .. انتظرت قليلا حتى سمعت الرد في الطرف الاخر .. القت قنبلتها التي تحملها بكل مصداقية وشفافية .. وعيناها تعودان لمراقبة ذلك الباب المقفل متخيلة ما يجري خلفه وقد ارتسمت ابتسامة عابثة متوعدة على شفاهها وتهديد مخيف ينبثق من عيناها الصارمتين .. تهديد لم يدرك كهنه سراج الباكي في احضان سما وقد تنازعته فرحته مع قلقه على اخته .
اخذت سما تربت على كتف سراج وظهره محتوية انهياره الذي توقعته بعد كل ضغط الاعصاب الذي عايشه في اليومين السابقين .. تمتمت بهدوء حنون ( حمد لله على سلامتها يا حبيبي .. حمدا لله .. اخبرتك انها ستكون بخير )
ابتعد سراج واخيرا عنها بعد ان انحسرت دموعه وشق وجهه ابتسامة مشرقة ويداه تحتضنان وجه سما قائلا بمشاعره الجياشة( انها بخير وستعود خلال ايام .. وهذا يعني انني ساتزوجك ايضا خلال ايام )
وانحنى يقبل جبهتها بكل ما يعتمل بداخله من مشاعر مشوشة جعلت الاحمرار يغزو وجهها من ملمس شفاهه الساخن على بشرتها .. توترت بخجل وهي تبعد نفسها قليلا عنه الا ان يداه قاومتاها وصوته العابث الغير مصدق يسالها ( اتخجلين يا سما .. احقا تخجلين مني .. يالهي كم انت بريئة بين يدي .. هل انت واثقة بانك ام لعماد )
كان يشاكسها بايحاءاته المبطنة وروحه تهفو اليها بسعادة بالغة فاضت منه .. وكزته على كتفه وقد زاد اطراقها لراسها وخجلها يزيدها جمالا في نظره .. تمتم بحرارة ( ياللهي يا سما .. من يصدق انه بعد كل هذه السنين ستعودين بين يدي كما انت .. مع انك كنت في السابق جموحة كما اذكر .. والمفترض الان ان تكون لديك خبرة في هذه الامور .. لا ان تحمري هكذا كعذراء )
شهقت سما مرددة بذهول ( يال وقاحتك .. ثم من اين لي الخبرة وانا لم ادع احدا يلمسني سواك طوال السبع سنوات السابقة .. بعكسك انت )
اطرقت براسها بعد ان اضافت جملتها الاخيرة بارتجاف غيور لم تتمكن من التحكم به .. شعرت بيده تستقر على ذقنها وترفعه ليجبرها على النظر اليه قائلا ( اعتبريني انا الاخر لم المس احد سواك يا مجنونتي .. ثم .. لا تعاقبيني على ما جنته يداك .. فانت من فرقنا )
توترت سما ويدها تبعد يد سراج عن وجهها كما اخذت تحاول الابتعاد عنه بكليتها رغم مقاومته لها وزيادة ضمه لجسدها باعتراض .. رفعت عيناها العاتبة اليه وهي تقول ( يجب ان تفهم يا سراج بان ما حدث لم يكن بيدي .. ارجوك كف عن لومي فانا لن احتمل لومك كثيرا .. لقد دفعت ثمن ابتعادنا مضاعفا بالسجن اولا ثم بالفقر .. ان بقيت على هذا المنوال فانا سانفجر بك رافضة اي اقتراب منك فالذنب اضناني طوال هذه السنوات .. هل تعتقد انني كنت سعيدة وانا اقوم بكل ما قمت به معك .. افهمني ارجوك .. لم استطع ان اعيدك الى دوامتي واخبرك بعد ان اخترت انت الابتعاد عن كل البلد لتحقق نجاحك .. ان تزوجنا يا سراج فهذا يعني ان نطوي كل سجلات الماضي ونبدأ من جديد .. فهل انت مستعد لهذا الشرط .. شرط ان اخترقته ساكون اول من يبتعد عنك )
ونفذت كلامها بالابتعاد عنه مستغلة ارتخاء يداه من حولها وهو يستمع لكلامها .. اضافت بحزم اخر وقدماها تقودانها نحو الباب ( فكر جيدا يا سراج .. اما ان نبدأ حياتنا دون ماضي او .. )
لم تكمل كلامها مع اقتراب سراج العاصف نحوها وشفاهه تلتحم بشفاهها بقبلة ضارية متطلبة غاضبة تحولت الى قبلة مشتاقة مع تأوهها المتألم من اعتصار يداه لجسدها .. قبلة طالت بهما بشوق ازال كل حواجز الماضي بينهما وهي تنتقل على صفحة وجهها ويداه تعبثان على طول ظهرها برغبة متفاقمة .. ابتعد عنها ليلتقط انفاسه ونظراته تحط عليها ملاحظا اثار اجتياحه الظاهرة على قسماتها .. تمتم بخفوت مشتعل ( لا يوجد خيار لك يا سما .. لك شرطك الذي اردته واعتبري ما حدث هو توقيعي عليه .. اياكي ان تكرري تهديدك بالانسحاب مرة اخرى .. افهمت )
ابتعد عنها بصعوبة مضيفا وقد لاحظ ترنحها بابتسامته الشرسة ( ساتركك لتستعيدي نفسك ربما ما حدث سيكون ذكرياتنا الاخيرة عن الماضي والتي ستذكرك جيدا ما كانت عليه طبيعة علاقتنا سابقا ويعطيك لمحة عما ستكون عليه علاقتنا مستقبلا )
راقبها تلملم نفسها وتغادر من امامه وقد تماسك بصعوبة كي لا يمنعها عن المغادرة ضاربا بكل حذره عرض الحائط ومنفذا ما تصبو اليه نفسه من رغبة حارقة بمطارحتها الغرام وتملكها بالكامل كما كان يفعل دوما .. تنهد بعمق متأوها وقد اكتفى من تعجبه مما تفعله به ومن الطريقة التي تحوله بها من رجل ثلجي الى بركان لهب متفجر الرغبة ..منذ سبع سنين وحتى الان لم يتمكن من اكتشاف سرها .. لم يستطع ان يحدد ما الذي يميزها عن غيرها ليكون معها بهذا الضعف وهذه العواطف وفيضان الرغبة يكبله لها وحدها رغم كل النساء الفاتنات الذين مرو في حياته من بعدها .. ضرب على خده بيده كي يستيقظ من ثورة جسده وقدماه تحملانه الى حمام مكتبه متمتما ( يوما ما ستكونين قاتلتي يا سما ).
نظرت سما بتوجس الى اسيل الهاربة بعينينا منها متسائلة ( اسييل .. اعترفي .. مالذي تخفينه عني .. ما كل هذه الاسئلة عن سراج وعن موعد عقد القران وعودة نسمة الى البلد )
رفعت اسيل كتفيها بمشاكسة قاذفة احد ملاءات السرائر على سما ( كفي ايتها المحققة عن استجوابي .. لقد اصبحتي مملة وكثيرة الشك منذ عودة سراج لحياتك .. دعينا نركز بحملة التنظيفات التي تقومين بها لشقتك .. ياللهي هل سنقوم بكل هذا )
اشارت اسيل الى خليط الملاءات والستائر والملابس الملقى على ارض الشقة وهي تضيف ( ايجب ان تقومي بهذا حقا .. انت ستنتقلين من هنا .. لما تصرين على الابقاء على الشقة خاصتك )
تنهدت سما بتعب ويداها تبدءان بلملمة المزيج لتحمله حيث سيتم غسله على سطح المنزل ( لا تعيدي الكلام مرة اخرى يا اسيل .. فرغم ان سراج مصر على استئجار شقة لنا الا انني لازلت اريد ان يبقى هذا المكان الخاص بي .. فلا احد يعلم ما تخفيه الايام لي .. والان كفي عن التذمر وساعديني هيا )
انحنت اسيل بدورها لتحمل باقي القطع الملقاة على الارض وتتبع سما الى السطح وصوت تذمرها يعلو ( ولاجل سما يجب على اسيل ان تموت من التعب )
ضحكت سما على طفولة اسيل وبدأت بالقاء الملابس والملائات بتتابع في الوعاء الكبير الممتلئ بالماء والصابون مشيرة لاسيل ان تحذو حذوها في الوعاء الاخر .. تنهدت اسيل باستسلام تمثيلي قائلة ( يبدو ان سما ستصاب بمتلازمة العروس )
وقفت سما بداخل الوعاء بعد ان خلعت جلبابها البيتي وبقيت ببلوزتها القطنية الخفيفة ذات الحبلين الرفيعين وبنطالها القصير جدا لما فوق الركبتين وبدأت بعملية الرفس باقدامها برتابة على الغسيل وهي تسأل اسيل التي قلدتها وشمرت عن ساقيها بعدما ثنت اقدام بنطالها لما فوق الركبة وربطت اطراف بلوزتها على بطنها وبدات بدورها ايضا بالرفس في وعائها ( وما هي متلازمة العروس يا مذيعتنا المشهورة )
عقدت اسيل حاجبيها بطفولة ( هل تسخرين مني يا سما .. غدا ساتكبر عليك عندما انجح واصبح مذيعة مشهورة و تطلبين توقيعي .. اما عن المتلازمة فهي ما يصيب الفتاة عندنا عندما تتزوج )
تساءلت سما وصوتها يخرج متقطعا من بين ضحكاتها ( ومالذي يصيب العروس عندنا )
اجابتها اسيل بتمثيل ضاحك ( بعدما تخطب الفتاة تجدينها فجاة قد اصبحت متكبرة .. ولم تعد تتكلم مع باقي صديقاتها العازبات .. وتبدأ بالخوف من الحسد .. وتتظاهر انها من كوكب اخر غير كوكبنا وبان ريشة تزين رأسها .. كما تبدأ بعقد صداقات مع متزوجات بحجة تبادل الخبرات .. و .. )
قاطعتها سما شاهقة من كثرة الضحك ( كفى .. ساموت منك .. ياللهي ان هذا ما يحدث حقا عندنا )
تراقص حاجبا اسيل بمشاغبة ( انت لم تعرفي باقي الامور بعد )
استمر حديث سما واسيل الضاحك في العديد من الامور وهما يكملان الغسيل حتى انتهيا منه وقاما بنشره .. نظرت اسيل الى ملابسها المبتلة متسائلة ( ياللهي يا سما .. كيف ساغادر الان من عندك )
ضحكت سما وهي ترفع الوعاء بما تبقى به من ماء مجيبة ( لا تقلقي سنجد لك شييا .. ثم بما انك منذ ثلاثة ايام تستوطنين شقتي وكانك تهربين من شخصا ما .. لا مانع ان بقيت اليوم ايضا )
اخرجت اسيل لسانها بحنق هاربة من امام سما الضاحكة وافكارها تعود لكلامها .. بالفعل لقد كانت تختبأ عند سما منذ ان صارحت نفسها بضعفها امام ادهم .. حاولت عزل مشاعرها لتعلم جيدا طبيعتها كما ركزت تفكيرها بعملها قدر استطاعتها لتتناسى كل شيء وتحاول انجاح حلمها .. وفي سبيل ذلك اقفلت هاتفها واعتزلت شقتها بحجة ظاهرية اما في باطنها فكانت تعلم بانها لا تريد ان تراه كي لا يصدمها بركان عواطفها المتفجر نحوه ..خاصة انه كلما طرق افكارها هزها الشوق اليه بطريقة مخيفة اعلمتها كم اصبح متسللا الى حياتها وكيانها ..ثم ان ما قرأته من اجابات وهي تعد لحلقة البرنامج ضاعف احاسيسها واكتشاف مذهل يخترقها .. كم ظلمت نفسها وابتعدت لتعيش كميتة وهي حية ترزق .. كم كانت احلام الناس المكتوبة امامها كاجراس انذار توقظها لتظهر غباء ما قامت به من تخلي عن احلامها الاخرى بالحب وهي تظن ان هذا هو طريقها الصحيح .. معرفتها ايضا بهموم الناس التي ارادو التخلص منها في اخر يوم يتمنوه في هذه الحياة جعلها تدرك سطحية همومها وتفاهة تفكيرها .. كل هذا جعل ادهم يبدو بنظرها كشخص اخر تعشقه دون ارادتها .. اجل .. اكتشافها لحبها له زلزلها وزاد هلعها وكابوس عدم انجابها يهدد امنها النفسي .. تنهدت بحيرة والم والشوق يعود لغزوها مرة اخرى وصورة ادهم تتمثل امامها .. صورة تجسدت كحقيقة فراته يقف امام باب شقة سما كالتائه ينظر حوله .. شهقت بعنف فالتفت اليها بسرعة وعيناه تلتهمانها بلوعة ملهوفة .. نظراته الجائعة سافرت على وجهها ثم .. تلكأت على جسدها الذي يراه هكذا لأول مرة وقد تلاحقت انفاسه من مظهرها المغري .. اتسعت عينا اسيل وشهقت مرة اخرى ويداها تضمان جسدها وهي تستوعب مظهرها صارخة بذهول ( ادددهممم )
صرخة تردد صداها بصوت نسمة الذاهل مع صوت اصطدام الدلو على الارض في نفس اللحظة التي حاولت سما فيها اخفاء جسدها بيديها باحثة عن جلبابها البيتي .. عادت اسيل لتشهق بدهشة مرعوبة وهي تشعر بالمياه الباردة تغمرها كلها مع صوت سما المتفاجئة بادهم وقد سقط ماء الدلو كاملا ... عليها ... لحظات مهولة قضتها في محاولة مستميتة لتستجمع شجاعتها وتفتح عيناها في مواجهته وهي واثقة من منظرها المضحك كفأر مبتل بالماء خاصة مع سماعها لصدى انفاسه المتعالية بالتدريج .. تمتمت بكل غضب الدنيا مخفية احراجها بين طياته ( اقسم يا ادهم ان فتحت عيني ورايتك تضحك فلن ترى مني خيرا ابدا .. فقط اغمض عيناك .. وتنحى عن باب الشقة )
صوته المتهدج اعلمها بما يفرضه على نفسه من سيطرة ( وما طلبته مني .. مالذي )
لم يكمل تساؤله وهي تحدجه بنظرة افقدته باقي رزانته .. اخفض راسه وانهار تماسكه مفجرا نوبة من الضحك تردد صداها مع ضحك سما المختبئة خلفها .. وهلة مرت عليه قبل ان يشعر بلكمة اصابته بكتفه وصوت اسيل يعلو ( ابتعدددد ..فقط ابتعععد .. انتظرني في الاسفل ).
هرولت اسيل الى داخل شقة سما ودموعها تسقط دون ارادتها خاصة عندما رات شكلها في المراة .. بلوزتها المبتلة التي التصقت بالكامل بجسدها وقد شفت بوضوح عما يوجد اسفلها .. بنطالها الذي رفعته حتى منتصف ساقيها وشعرها المنثور بجنون حول وجهها الخالي من كل اثر للزينة وقد سال كحل عينيها كخطين اسودين على وجنتيها .. صرخت بكل حنق الدنيا ( هذا ما كان ينقصني .. بعد غيابي عنه كل هذه المدة يراني هكذا )
تبعتها سما المتهالكة من الضحك مما اثار استفزاز اسيل فصرخت عليها ( سمااااا اياك والضحك .. ساقتلك يوما ما .. اياك )
كلماتها زادت من نوبة ضحك سما فهربت اسيل الى حمام الشقة صارخة بغضب ( من الافضل ان اجد اي ملابس لي عندما اخرج من الحمام .. فلتدبري امرك يا سما والا ساعتزلك نهائيا )
اقفلت الباب بعنف وتمتمة سما الضاحكة تزيد جنونها ( مجنننونة .. انت لم تري كيف تبعك بعيناه .. اقسم .. لولا حياؤه المتبقي لجذبك اليه فقط ليشبع انظاره منك ..انه حتى نسي وجودي وارتبك كطفل صغير امسك بالجرم المشهود عندما سمع نحنحتي التي قطعت نظراته الهائمة على باب الشقة حيث دخلتي .. ياللهي .. كم بدا مجنونا هو الاخر وهو يعتذر بحرج هاربا الى الاسفل )
عادت سما لتضحك وغيظ اسيل يتضاعف اكثر وهي تتوعدها وشعورها بالنقص امام مظهر ادهم المتكامل يزيد من حنقها اكثر .
اخفض ادهم راسه محاولا حجب ابتسامته البلهاء كي لا يظنه الرجل الخمسيني الجالس امامه في الطابق السفلي مجنونا .. رجل قدم نفسه على انه العم محمد واستضافه في شقته ما ان راه ينزل من السلم وقد غزا الارتباك معالمه وروحه تهفو لاسيل الهاربة منه .. كان قد اصطدم بوجوده اثناء نزوله .. نظرة واحدة مدركة الى الاعلى منه تلاها نظرة متفحصة له تبعها سؤال حازم عن هويته جعله يجيبه بسرعة خجولة ( انا ادهم رضوان .. شريك اسيل بالعمل.. وقد اضطررت الحضور الى هنا بعد ان اخذت العنوان من علي لاتمكن من جلب اوراق ضرورية لاسيل .. لم استطع اعلامها بمجيئي لانها اقفلت هاتفها ولم تعد لشقتها منذ ثلاثة ايام )
نظرات العم محمد المتفحصة ذكرته بمدير المدرسة الذي يمسك الطلاب وهم يهربون من حصصهم .. ومع ذلك استضافه الرجل في منزله ريثما تأتيه اسيل .. رأى عماد هناك والذي بدوره ركض اليه صارخا بحب فرح ( عمي ادددهم .. عميي ادهم )
انحنى ادهم ليتلقاه بحضن ابوي وروحه تشتاق لطفل اخر اضطر ان يتركه حتى يرتب اوضاعه .. عاد للجلوس مرة اخرى امام العم محمد الذي زاد اطمئنانه مع تعرف عماد عليه فبدا يتكلم معه باريحية ويسأله عن البرنامج الذي يقدمه .. كان ادهم في وسط شرحه لفكرة البرنامج عندما دخلت اسيل فصمت وعيناه تحتويانها بعشق اشتعل اضعافا .. كم اشتاق لها وقد ادرك خطة هربها منه .. لم يحاول ان يضغط عليها كي لا تتصرف بطريقة عكسية لما يريد .. وعندما استبد به الشوق وجد حجته في تصاميم فساتين الفرح الذي بعثها له المحل فسارع للمجيء بعد ان تكلم مع علي .. كانت تهرب بعينيها بتحدي واضح ووجها مصطبغ بلون احمر جعله يدرك ما مارسته على نفسها من اجبار لتقف امامه مرة اخرى بعد تعرضها لنوبة الاحراج السابقة .. عاد مظهرها المثير والماء يغمرها يتراقص امام عيناه جاعلا قلبه يتقافز بجنون فوقف ليستقبلها بلهفة متعاظمة .. لم يتمكن من حجب ابتسامته وهو يرى قميصها الواسع وبنطالها الاوسع ليتأكد بان ما ترتديه لا يعود لها .. سألته بغضب وابتسامته المتلاعبة تقهرها ( مالذي تريده يا ادهم )
مد يده بالمظروف متعمدا ليجبرها على التقدم باتجاهه بعد ان رأى انسحاب العم محمد من الصالة واقفاله الباب خلفه ( عليك اختيار الثوب الذي تريدينه )
عقدت حاجبيها باهتمام وقد انساها موضوع الزفاف حذرها فاقتربت بسرعة متسائلة بحماس ( حقا .. هل ردو عليك .. واااو )
ابدت اعجابها كطفلة وهي تقف بجانبه مخرجة الصور ويداها تتنقلان بسرعة مقلبة اياهم بلهفة من يكتشف كنز .. دفئها اذاب ادهم ورائحة شعرها الندية التي فاحت منها كرائحة ازهار الربيع اذهبت ما بقي لديه من تماسك فانحنى اليها بلا ارادة متمتما بعتاب ( الم تشتاقي الي يا جاحدة طوال تلك الفترة السابقة )
ارتجفت يدا اسيل وانفاسها تتسارع فاختارت اول صورة كانت امامها واعطتها لادهم وهي تبتعد عنه قائلة بحماس تمثيلي ( اعتقد ان هذا سيفي بالغرض ان امكنك حجزه او .. اعطني عنوان المحل وساذهب اليه غدا لارى الثوب بنفسي ربما هكذا يكون افضل )
لم يستطع ادهم حجب ابتسامته التي اتسعت من هربها الفاضح امامه .. اراد مشاكستها فاخذ يقترب منها ببطء وهي تتراجع للخلف والتساؤل يطل من عينيها قبل ان ينطق به لسانها .. رفع حاجبيه قائلا بنبرة اختلط فيها الهزل بالجد والغزل بالمداعبة ( وبالنسبة لما طلبته منك انت يا اسيل .. ترى .. مالذي فعلته من اجلي )
لم تعلم اسيل لما شعرت بانه يوحي لامر مخالف عما يقوله .. تنحنحت حرجا وقد ازداد حنقها من ضعفها فتوقفت عن التراجع باصرار متجاهلة اقترابه الخطير منها ( بل لقد انهيته .. بقي امر بسيط ساقوم به ثم ستجدني امامك فورا لاسلمك النتائج )
انحنى ادهم نحو اذنها هامسا بهدير انفاس احرقتها ( وانا .. سانتظر .. مجيئك .. بفارغ الصبر ) ثم مد يده ليرفع وجهها من ذقنها وعيناه تتوه بعينيها وتبثها كل رسائل ولهه ( الثوب .. سنختاره سويا .. بعد ثلاثة ايام .. اي قبل يوم من الفرح ..او ساحجز انا على حسب ذوقي بما انه لا فائدة منك )
ازدردت اسيل لعابها مغلقة عينيها لتخفف من تأثيره على جسدها الذي استسلم بالكامل لاشارة منه وتمتمة شاردة تخرج من بين شفاهها ( كيف .. لم .. افهم .. ذوقي )
ادرك ادهم بانه لو بقي لثانية واحدة امامها فلن يستطيع الابتعاد ابدا عنها .. اجبر قدماه على التحرك بصعوبة وهو يجيبها ( سابقي المظروف عندك لتختاري .. ان لم تخبريني بخيارك الليلة ساختار بنفسي .. والان .. ساغادر .. عمت مساءا .. يا فاتنتي ).
مشاعر شتى سيطرت على اسيل فزادتها ارتباكا .. لم يكن امامها سوى الهرب من نظرات العم محمد والعمة حنان وسما والتظاهر بالانشغال بالعمل كي لا يسألوها ما يدور بخلدهم بشكل واضح .. كانت قد اختارت ثوبا بعد مغادرة ادهم وقامت بتصويره وبعثه له برسالة وقد انتوت ان تنهي عملها وتوصله له في اليوم التالي كي تجبر نفسها على عدم الهرب .. حانت منها التفاتة فرات سما تقفز فرحة والهاتف بين يديها .. سالتها بتعجب ( ماذا هناك )
صفقت سما بجذل ( لقد نسيت اخبارك بان سراج كلم اخته .. وخلال ثلاثة ايام او اربعة ستصل الى مصر .. يالهي كم انا سعيدة لاجل نجاتها )
انتقل حماسها الى اسيل ( بالتاكيد قد خاضت مغامرة مهولة حتى نجت هكذا..ساكون سعيدة وانا اتعرف اليها ..الى اين انت ذاهبة )
تسائلت اسيل بدهشة وهي ترى سما تلبس حذائها .. اعتدلت سما بسرعة بعد ان انتهت ثم اقتربت من اسيل وضمتها مجيبة ( سراج ينتظرني بالاسفل .. يريد ان يأخذني لأرى الشقة التي اختارها لنسكن فيها .. هل اثقل عليك ان طلبت منك ان تبقي برفقة عماد )
حركت اسيل راسها رافضة وابتسامة حنونة تزين ثغرها مع شعورها بسعادة سما ( كلا .. خذي كل وقتك انت وهو ولا تهتمي .. ساعتتي بعماد ) .

انتظر سراج بصبر جواب اخته على الاتصال في محاولته الثانية بعد ان فشل بالتحدث معها في المرة الاولى لغيابها عن مجمع قوى السلام .. عندما سمع صوتها زفر انفاسه بقوة متلهفة ( نسمة .، قلقت عليك كثيرا عندما اخبروني بخروجك في الصباح لتمشي في منطقة المعسكر .. هل انت بخير .. متى ستأتين )
تنحنحت نسمة لتجلو صوتها من اثر دموعها ( بخير يا اخي .. فقط شعرت بالاختناق لذا اردت ان امشي قليلا بين الناس في المدينة التي يستخدموها قوى السلام الدولية كمقر لهم هنا .. سأحاول ان اغادر المكان اليوم عصرا عندما تصل المروحية التي تقل اهل نادر الى هنا ليطمئنو عليه .. و عندما اصبح على متنها ساتصل عليك )
اغلقت نسمة الهاتف وسلمته للضابط وهي تشكره بابتسامة لطيفة .. ما ان غادر الحجرة حتى عادت لتجلس على طرف سريرها وقلبها يعلن سمفونية متألمة من النبض المتواصل بضجيج .. لقد علمت بان نادر قد استيقظ في ليل اليوم السابق وبانه سأل عليها ما ان فتح عيناه ولكنها رفضت ان تقابله متحججة برغبتها بإراحته ..الا انها في الحقيقة كانت تهرب منه ومن ذنبها نحوه ومن مشاعرها التي صعقتها البارحة بعدما استوعبت ما قامت به عندما ظنت انهما سيموتان .. مشاعر خنقتها بجنونها فانتظرت بنفاذ صبر بزوغ الشمس لتخرج وتمشي بعيدا عنه بعدما تسللت الى حجرته في الليل اثناء عودته للنوم ورات وجهه الشاحب وملامحه التي كساها الارهاق المضني .. خطواتها قادتها بعشوائية الى سوق المدينة الصغيرة ..فرأت عند احد المحلات خاتم فضي بحجر اسود رسم عليه بالذهبي تخطيط بسيط لصقر يطير .. رؤيتها للخاتم هدتها للحل الامثل ونشلتها من التخبط الذي ارعبها .. يجب عليها ان تنسحب من فريق النخبة وتكمل عملها في اي فريق بعيدا عن نادر وعما يثيره في نفسها .. دخلت الى المحل وسارعت بشراء الخاتم قبل عودتها الى المعسكر نظرت الى الخاتم الذي تحمله بين يديها .. لا تعلم لما عندما راته رات فيه نادر بكل ذكرياتها معه .. خاتم يمثل شخصيته التي ظهرت لها كما يمثل اسمها المرتبط بالصقر .. خاتم يصلح كذكرى لها وكهدية وداع وامتنان له .. شعور بالغصة خنقها .. رفرفت عيناها لتقاوم دموعها السخيفة .. يجب ان تبتعد عنه ويكفيها ما حدث بينهما وتلك الاحاسيس الغادرة التي استوطنتها مختلطة مع شعور الذنب الذي اكتسحها واضناها .. تنهدت بعمق ويدها تقبض عليه لتستمد قوتها .. الان يجب ان تتشجع لتواجهه في المشفى وتشكره وتودعه قبل عودتها للوطن .. تمتمت ودموعها تتسلل خلسة لتغسل روحها التي تأن ( حمقاااء .. حمقااء .. لا يجب ان تبكي .. ليس الان .. تذكري فقط .. انك لوحدك ) ..اخذت تردد الكلمة ولهثات بكائها تتزايد في نفس لحظات مسحها لها بغضب من على وجهها .. لا تعلم اي صراع تعيشه بكل هدير بركان الغضب بداخلها .. غضب تصاعد لتلوم نفسها وتلوم نادر .. لانه ببساطة .. تسلل عميقا جدا الى داخل حصونها ... صوت طرقات على باب حجرتها اعادها لواقعها فاجابت بصوت ارتجفت نبراته ( تفضل )
دخل الطبيب الذي اعتنى بها وبنادر الى الحجرة وابتسامة لطيفة تزين وجهه ( واخيرا جئت .. لقد كدت ان ارسل اليك فرقة بحث كي امنع المجنون الاخر من الخروج ليبحث عنك بنفسه)
عقدت نسمة حاجبيها متسائلة بلا فهم ( مالذي تعنيه ؟ )
رفع الطبيب كتفيه باستسلام ( انه نادر .. ما ان استيقظ في الصباح مرة اخرى حتى اصر على رؤيتك واتهمنا باننا نكذب عليه وبانك لست بخير .. ولولا انه لم يستطع الوقوف لقام بنفسه ليبحث عنك )
ازدردت نسمة لعابها هامسة بصوت بح من المشاعر ويدها ترتفع لتتموضع فوق قلبها عل وجيبه ونبضه الصاخب يهدأ ( يال تهوري .. لم احسب انه قلق علي )
زفرت انفاسها باستسلام مومأة براسها بالموافقة على سؤال الطبيب ( هل ترافقيني اليه )
تبعته باستسلام ويدها تعيد انقباضها على الخاتم حتى وصلت لباب حجرته التي طرقها الطبيب وفتحها داعيا اياها لتدخل قبل خروجه .. رفعت انظارها ما ان اصبحت بالداخل وسمعت صوت ازيز السرير بما ينبئ عن تحرك الشخص المستلقي عليه .. راته فاهتزت حدقتاها وقد هالها النيران المنبثقة من عمق عيناه والتوحش المرتسم بعنف على وجهه الشاحب بألم تزايد مع حركته فأن بوجع كادت معه ان تركض ناحيته لتساعده ولكنها توقفت في اخر لحظة مذكرة نفسها بمكانتها .. رأته يعض على شفاهه ويتحامل على نفسه ليعتدل فقالت وروحها تسطلي اكثر بجحيم الذنب ( ابقى مستلقيا ارجوك فانت متعب )
رفع حاجبيه زافرا وجعه بانفاسه وقد همس بنبرات مبحوحة عميقة ( اريد ان انظر اليك جيدا لأتاكد انك بخير حقا ..هل .. هل لا اقتربتي مني قليلا )
كان طلبه الهامس مترددا وعيناه تناشدانها باستجداء وتحتويان كامل جسدها في رحلة اطمئنان عليها .. تحركت نحوه كالمسحورة وقد انسكب ذنبها بدموعها الفياضة على وجهها وتمتماتها المتتابعة بهمس متلعثم( انا .. اعتذر )
امسك كفها بسرعة فانكمشت في محاولة للابتعاد قاومها وهو يقربها منه متأوها ( ااه يا نسمة .. انا الذي اعتذر .. كان يجب ان اتاكد انك حقيقة ولست اهلوس بك .. اعتذر من قلبي لاني تركتك تتعاملين مع كل هذه المصائب واخفتك علي ايضا )
كان اعتذاره ارتجاليا مع احساسه بما يعتمل داخلها من ذنب يتفجر على صفحة وجهها المعبرة .. رأها تشهق وتهرب بعينيها بصمت مركزة اياهما على يده المضمدة فقال بمحاولة لكسر الجمود ( لقد اخبروني انك انقذتيني .. فلولا تصرفك السريع والصحيح لمت فورا .. يبدو انني مدين لك بحياتي )
رأى تنهدها العميق لمرتين قبل ان تعود بعينيها اليه وقد غطتهما بقناع فولاذي استفزه كثيرا .. سمعها تقول بهدوء وان مازال الارتعاش يخالطه ( انت انقذتني عدة مرات .. لنعتبرها واحدة بواحدة و هكذا نكون قد انهينا ديوننا لبعضنا .. ويمكننا الافتراق وكل منا يحمل ذكرى حلوة عن الاخر )
عقد نادر حاجبيه محاولا فهم ما يحويه كلامها من دلالات جعلته يسألها ( اي .. فراق .. هل ستغادرين الان المعسكر )
اخفضت راسها مرة اخرى وضمت شفاهها وقد بدأت بسحب يدها من يده المتراخية ( سأغادر على نفس الطائرة التي ستوصل اهلك هنا لاقابل اخي القلق علي والمنتظر لي في القاهرة .. كما .. ساستأذنك ان انفذ ما سعيت له طوال الفترة السابقة منذ تعينت معك كمساعد طيار )
حاول ان يبحث عما يقوله الا ان الم اخر استوطن قلبه واحساس غريب بالخيبة شل تفكيره .. راها تعيد النظر اليه بشجاعة راسمة ابتسامة سمجة كرهها لكذبها ونفاقها ( لا اعتقد اني ساكون قادرة على الاستمرار في فريق النخبة بعد كل ما حدث .. لذا .. ساطالب بنقلي الى اي فريق طيران اعتيادي..في النهاية ساعفيك من تعليمي ومن مسؤولية منحي لقب طيار والذي على ما يبدو فانه يحتاج مني لوقت طويل لاكون اهل له )
تعاظمت غصة حلقه وانسحابها الواضح من رفقته يخنق حتى انفاسه التي نسيها في صدره .. علت شهقته المتألمة وهو يرى يدها تمسك يده وتلبسه خاتم في بنصره بشجاعة متهورة ( رأيتك كالحمقاء في هذا الخاتم .. ارجوك .. اقبله مني .. و .. تذكرني بخير .. انا .. مدينة لك بكنوز عظيمة في روحي .. فانت .. معلمي الاول .. واول من .. اهتم بي وحافظ علي .. وافهمني كيف احترم لقبي ككابتن طائرة مستقبلي ..كما .. افهمني كيف احترم انوثتي .. ارجوك .. سامحني على اي خطأ وذنب .. وان تقاطعت طرقنا في المستقبل .. فلك مني كل الاحترام والتقدير )
كانت تتكلم باندفاع لاهث كمن خاض سباق الالف ميل وبقي امامه اخر ميل فتوقف وتعب وانسحب وهو يعتذر لكل من حوله .. اراد ان يقول الكثير لها .. ان ينفجر في وجهها .. ان يرجوها التراجع عن قرارها .. على الاقل ليس بعد كل ما عانياه سويا .. ليس بعد ان اصبح يعرف دقائق تفاصيلها .. غلبه صمته فلم يستطع التعبير عن اي من مشاعره سوى بزفرة متألمة متأنية وكلمة حملت في طياتها خيبة امله المصدومة فيها ( اشكرك )
قالها وعيناه تتركز على الخاتم ليمنع نفسه بصعوبة من القفز نحوها وهزها كي تكسر تلك الحصون التي تتوراى خلفها .. لأول مرة شكر الله على مرضه الذي يكبله ويمنعه من الوقوف كي لا يطيع شيطان تهوره ويعترض طريقها المغادر من امامه .. لقد نجحت في التسلل الى روحه عميقا فسرقت اغلا ما يملك ثم هربت به متحججة كاللصة الانانية .. خطواتها المغادرة جعلت انفاسه تتلاحق وعيناه تغمضان بكره لمنظر لا يود ان يكون اخر عهده بها .. لا يود ان يكون ظهرها هو اخر ما يراه منها وفضل ان يحتفظ بكل ذكرياته الا ذكرى رحيلها عنه وهو بهذا الضعف والمرض وتخليها عن شجاعتها بفيضان جبن ذنب ليس ذنبها.
امسكت نسمة الهاتف بقوة منتظرة ان يرد اخاها عليها لتعلمه بقدومها .. خطوات اتبعتها برتابة وقد اقامت عزاء احاسيس اجتاحتها فقتلتها وعينا نادر الكارهتين لها تشيعان خطواتها .. كل شخص راها ظن انها هكذا بسبب هول ما تعرضت له .. لم يعلم احد بان نتيجة صراع عقلها وقلبها هي سبب موتها الحي .. ارادت ان تعزل نفسها عن اي تفكير سامحة للخواء المظلم ان يحتلها .. سمعت صوت سراج المتلهف فابتسمت بمرارة قائلة ( انا في طريقي يا اخي ) وهي تطوي بهذه الكلمات فصل نادر من كتاب حياتها .
اقفل سراج الهاتف بفرح غامر وقد نقل نظراته بينه وبين الفتاة الجالسة امامه قائلا ( حسنا .. هذا يحدد موعد قدوم اختي .. ففي الغالب ستصل غدا .. وانت تخبريني بضرورة تأخير عقد القران لثلاثة ايام حتى يتناسب مع حجز المطعم والثوب الذي قمتي به لتفاجئي سما .. اليس كذلك يا اسيل )
حركت راسها موافقة وهي ترتشف من فنجان قهوتها وعيناها تدوران في المقهى الذي اتفقت مع سراج ان تقابله به مجيبة ( من الممكن ان تتحجج بتعب اختك او بحاجتها للوقت لتستوعب ما ستقوم به من تغير خاصة ان سما اخبرتني بانها اتفقت معك على ان تسكن في منزل والدك مع نسمة .. اليس كذلك )
وافقها سراج قائلا بابتسامة حالمة ( لا اعتقد اني ساجد مثلها في الكون .. اتعلمين .. هذا ايضا يتناسب معي بما اني حجزت لها كمفاجئة في فندق بمدينة شرم الشيخ بعيدا عن كل الانظار وهكذا ساجد الوقت لترتيب الرحلة كما اريد )
وقفت اسيل مبتسمة ( هذا جيد .. فسما تستحق هذا منك .. ممم .. لا اريد ان اتدخل بكما .. ولكن .. ارجوك اعتني بها فلقد عانت كثيرا )
وقف سراج بدوره مادا يده ليصافحها مجيبا ( سافعل ان شاء الله .. هل تحبين ان اوصلك لاي مكان )
رفضت اسيل سريعا ( كلا فمكان عملي قريبا من هنا .. اشكرك مرة اخرى لمجيئك لمقابلتي .. عمت صباحا ).
بدات بتحركها السريع لتصل الى وجهتها .. دخلت الى مبنى القناة وكلها فرحة واشتياق بعد غياب قارب الاسبوع منذ وفاة والدتها .. كانت تكاد ان تطير بخطواتها لتصل اليه .. اين كانت مغيبة عن كل هذا .. كيف استطاع هو ان يصل دون ان يقصد لأعماق معاناتها ويتسرب داخلها باثا امان ادفأها رغم انفها واعترافا باحقيتها للحياة يترسخ فيها .. تنهدت بسعادة وهي تقترب من وجهتها مستعدة لمقابلته بعد ان انهت كل عملها وساقها اشتياقها لمشاكسته لتقابله .. ضجة متزايدة قطعت تفكيرها فالتفتت بلا اهتمام لترى مصدرها .. انه برنامج نادين كما يبدو .. اقتربت خطواتها بفضول لترى سبب الضجة .. كلمات قاطعت تقدمها بصوت تسلل الى مسامعها من شخصين يقفان امامها ( كم هما لائقين .. وكأن الكيمياء تتدفق بينهما كالنهر .. ياللهي ما اجملهما .. كيف لا تستغل القناة كلاهما )
عبس الاخر وهو يلتفت اليه مجيبا( سمعت بان أدهم رضوان يرفض هذا لانه مرتبط مع مراسلته .. لا اعلم هل جن ليستبدل نادين بأخرى .. او ربما يود لو يقدم فرصة لتلك المراسلة المسكينة.. ولكن اعتقد انه سيندم )
كلماتهما جعلتها تتراجع بوجل وخنجر الم يشق صدرها .. لم تعلم كيف ساقتها قدماها لتختبا بجانب حائط الدرج في محاولة منها لتدرك جيدا ما قيل امامها والغيرة تنهشها بقوة اكبر .. لقد اخفى عنها امر لقائه مع نادين رغم انه راها بالامس فقط .. صوت تسلل باتجاه مخبئها صعقها اكثر وهي تسمع نبرات ادهم المتحدثة بسعادة عاشقة ( هل اميرتي حقا غاضبة مني لاني تجاهلتها .. حسنا ما هو عقابي يا حبيبة قلبي ) صمت بسيط ساد علمت من خلاله بان من يحادثها هي شخص على الهاتف .. عاد صوته ليرتفع بضحكة مجلجلة ( اذن تريدين ان اغني لك .. ولكني الان في العمل .. اتعلمين ... ساقول شطرا واحدا فقط .." الا اجري واحضنها حضنا واقرص تفاحات الوجنة هذا الخد ما اشبع منها بيها شي " .. ) وصمت ضاحكا ورد يأتي مكملا الاغنية من الطرف الاخر .
انتهى الفصل اتمنى ان اسمع تعليقاتكم



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 01:10 AM   #163

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل يجنن حوريتي كيف اخذتي السرد وطريقه وصفك للمعاناه لكل ثنائي برافو ابدعتي وهل شي مش جديد عليكي تسلم ايديك اسيل وادهم وماادراك اادهم غيرته من علي والهي المشهد ده فصلت ضحك😂😂😂 وبعده معاناه اسيل وتفكيره انه اخطىت بحقه والحوار بين العقل والقلب وكلام علي ليه وانتصر القلب والكلام الي دار بينهم ياسلام انا بقراءه والقلوب بتطلع من عيوني القفله لما وصلت اسيل للقناه وسمعت هالكلام من المراسلين وبعده كملت بالمكالمه ياترى حتعمل اي بس ادهومي اكيد بريئ ياحضره القاضي نستنى الفصل القادم بفارغ الصبر لنعرف علي وعلا علا ومواجهه مع اياد واخيرا صح ضعفت بالاخير س قدامه بينت قوته ياترى مين هذا احمد وليه اياد بيخاف منه هالقد علي وتخبطه بالمشاعر الي بيحمله لعلا مابعرف كيف يصنفه بيعجبني علاقة العم محمد وزوجتعه معاهم 😍😊😊 متشوقه لقصتهم اما سراج وسما هالثنائي كتير بيوجعو قلبي خاصه ابنهم عماد وخوف سما وانهياره لما هاتفت ناتاشا سراح وتفكيره بالمستقبل انا اعتقد الي خابرت هي صديقه سما الحقيره جايز خابرت ناتاشا لتنافق عليهم 😴😴😴😴😴😴😴😴 ياقلبي ع سما وسراج ولهفته ع اخته ولما عرف بنجاة اخته الي فكرت يلجا ليه سما لان هس الامان بالنسبه ليه وبكى ع صدره مشهد اقل مايقال عليه رائع اما نجي للكوبل العزيزين ع قلبي كتير نسمه ونادر اخخخ بكيت عليهم كتير خاصه نسمه لما صارت تحضن بنادر وتحميه وافتكرت النهايه ياالله لمشهد تخيلته قدامي وصرت اعيط معاه اما مشهد الوداع والهديه مابعرف شو قولك والله خلص الكلام فيكي يامبدعه اما القفله شوك دمتي مبدعه 👌👏👏👏❤️

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:22 PM   #164

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هازان محمد مشاهدة المشاركة
الفصل رائع كالعاده يامبدعه تسلم ايديك يجنن 💖💖💖💖👏👏👏😍😍 سراج وذكرياته عن ابوه وزوجته ابوه ومعاملته معاه واعتماد ع نفسه كتير صعب هالشي مشهد من صعوبه دموعي نزلت ابدعتي وكيف حاول مايتعلق بنسمه بس بطفوليته حبه واتعلق فيه واسما ومساندته ليه وانكسار سراج وبكاءه وتشبثه بالامل الوحيد ابنه عماد 👏👏 اما ادهومتي واسيل ده عصافير الخاصه ياعمري انا ع ادهومي والي بيعمله لاسيل ياخراشي كيف اقتراح فكرت البرنامج بس ليخرجه من الي هي فيه والحضن والقبله اوبا 😍😍😍😍😎😎😎😎😎🤩🤩 ومشاكسته ليه مشهد احللى من مشهد تسلم ايديك وعلي وعلا وتمسك علا بيه ع الرغم من هي تعرف خطا ياترى مين هذا الي بصله بكره 🤔🤔 اما نسمه ونادر مشاهدهم دوول مره اضحك ما يتعاركو ويتجاكرو ومره احزن مشهد لما نادر حكا ليه عن المراه الحامل واديش هو متاثره 😭😭😭😭😭 وحمايته ليه وكيف اعتنه فيه مشهد رائع شابو ليكي 😍😍😍😍يسلم قلمك يارائعه 😍ومشهد كمان كمان اتاثرت فيه كتير لما العجوز دعا الدعوه الله يساعده ابنه جسمي اقشعر اعتقد ده ابو نادر
بجدد مافيني وفيكي حقك بهالجمال يلي بتكتبيه


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:25 PM   #165

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جميييييييل جدا
:


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:27 PM   #166

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة InassElawadi مشاهدة المشاركة
حور طبعا الابداع والاثاره يعنى حور يسلموا ياجميل


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:31 PM   #167

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمعة فكر مشاهدة المشاركة
موفقة باْذن الله


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:34 PM   #168

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
نسمة و نادر و تجربة هتسيب اثر كبير جدا بحياتهم و علاقتهم
هو كلامه برغم قسوته لكنه خوف و رعب عليها مسؤليه في رقبته و ذنب يشيله العمر كله لو جري ليها حاجة
و هي فهمت كلامه بطريقة عكسية خلاها اكتر جموح و عناد و رفض
علا اسمعي كلام على و ركزي في المصايب اللي هتحرالك
ادهم قرر اعلان الخرب بهجوم مباشر
فصل جميل جدا كالعادة
و بالسنبة لنوقع الرفع هاشوف غيره و احطلك اللينك بتاعه هنا
مش عارفة ليه حسيت انك مش قارية القسم الاول عشان معلقتيش على احداثو 😐😐😐
ديما كلماتك بتختصر البارت تسلمييييي😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:36 PM   #169

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roditta مشاهدة المشاركة
حور دايماً بقف عاجزة قدام بارتاتك عن ايجاد التعليق المناسب يعنى اتكلم عن ايه ولا ايه الباررت ده ظهر فيه الكثير من ماضى الابطال ... سراج وما تعرض له فى صغره جعله طفل انانى لا يفكر الا فى نفسه ولكن احس بالندم عندما شعر انه على وشك ان يفقد اخته
نسمة ونادر وكل اللى مر بهم خلاهم يتخبطوا بين العديد من المشاعر وكبرياء نسمه ونفسها الأبية التى تأبى الاعتراف بضعفها واحتياجها لنادر بس قفلتيها كالعاده بطريقه مخيفه ازاى نسمه هتنقذ نادر من سم العقرب
ادهم واسيل واه من ادهومى وحبه الخرافى لأسيل ووقفته بجانبها رغماً عنها
يعنى من الاخر كالعاده ابدعتى
حبيبة قلبي رووويدا دايما بتفحميني وبتسعديني 😍😍😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-17, 04:40 PM   #170

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
روعه حور كل ما اقرأ فصل اجد انك التقدمي نحو الأفضل في. ضع الفكره وخطوات حصول القارئ علي اثاره تشد انتباهه
نسمه فيه حاجه بتخليها بتخليها زي ما بيقولوا مكر مفر خايفه تثق في نادر والشئون ايلي حصل معاها بالاضافه لكرامتها بيخلوها تتراجع عن التسليم بالثقه ديه
ادهم فتي الإقدام والإصرار بالفوز بالحب ايلي تنقلت من بين ايديه زمان
اسيل بتفكر في غيرها اكتر من نفسها وبالأخص ايلي بتحبه خايفه عليه من حاجات هوه مش بيتطرق ليها معاها لكن مش معني كده أنه مفكرش فيها وخد قرار في الاستغناء عنها لأنه بيحب اسيل
علي المرشد لعلا الاب وبنته واضح أنه صاحب رؤيه بعيده
تسلم ايدك حور دايما قلمك مختلف
حبيبتي ام زياد شهادتك بعتز بجد فيها وفرحانة انو بتلاحظو تقدمي انا بجد بشكرك من قلبي 😍😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.