آخر 10 مشاركات
321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          305 - عــــلاقات خـــطرة ليليان دارثي(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : الملاك الحزين - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          347 - الراقصة والأرستقراطى - سوزان بيكر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-17, 02:20 AM   #191

ledoz
 
الصورة الرمزية ledoz

? العضوٌ??? » 401111
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » ledoz is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ledoz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-17, 03:43 AM   #192

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير ..
أنا جيييييييييت ..
كيفكم إن شاء الله بخير ..
جاري قراءة الفصول اللي فاتتني ..
لي عودة بعد الانتهاء إن شاء الله ..
حور حبيبتي اعذريني على الغياب ..
موفقة بإذن الله ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-17, 05:25 PM   #193

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

سراج بيألم سما بشكل كبير المصيبه إنه عارف الكلام.ده ومش قادر يستغني عنها ولا يبعدها
طيب ليه متمسك ب ناتاشا هل هوه متخيل إنه كده بيرد جميله عليه حتي لو كده مش مستوعب إنها ممكن تكون بتحبه وبالتالي هيه مش عاوزه منه رد الجميل لا عاوزه المشاعر والحب ايلي هوه مركزها كلها اسما
طيب سما ليها بيحسسها كل شويه وكأنها عملت مصيبه فيه أو قتلته
لا ده هوه عاش واتجوزت واتقدم في حياته يعني انت ماخسرتش شئ هيه ايلي خسرت كل شئ لأنها حافظت عليك وعلي مستقبلك
معاملته ديه هتخسره سما
أسيل لسه مصره إنها تحس بقوتها
مرضها منليها تحس إنها مقهوره وإنها لازم تنتصر في اي شئ
أدهم انا حابه إصراره جدا وياله يا ادهوم كمل للآخر
علي الراجل بزياده في زمن قلوا النوع ده
علا زوجه الراجل زباله ناقص رجوله اصلا ويارب نفرح فيه قريب
نادر النادر بيتلكك طب يا عم عاوز تتجوزها ما تقرفناش وإنجز
تسلمي حوريتي علي الفصل والروايه ككل


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-17, 09:40 PM   #194

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل العاشر )



الفصل غالبا هتحسو انو اتمام للفصل الماضي وهو فيصل بالفعل للانتقال للاحداث القادمة واتمنى ان ينال اعجابكم

جدران صمت الهوى ( الفصل العاشر )

لماذا عندما يظن الانسان بانه حصل على السعادة يجدها تتبخر متسللة من بين اصابعه كاللص الذي يصر على سرقة الانفاس ثم يذهب بعيدا بعد ان يتركنا مع وهم تحقيق حلم لم نطاله بيدينا الا وتخلى عنا .. كان هذا ما فكرت به اسيل وهي تقرأ تلك الرسالة التي مثلت خنجر مسموما صدمها بارض الوقاع بعد ان تجرأت وحلقت بعيدا للمرة الاولى .. اعادت عيناها قراءة الرسالة بنهم وروحها تأبى ان تبقى محجوزة في تلك اللحظة الاليمة .. بل غادرتها لتعود مرة اخرى لتلك اللحظة التي مثلت اقوى منحنيات حياتها واعتف محطات تغيرها .. لحظة ان اعلن ادهم امام مهند قبل عدة ايام بانها .. خطيبته

كانت الصدمة من نصيب مهند الذي تشنجت حركته كما هي من نصيب اسيل التي جذبها ادهم بسهولة خلفه مستغلا انصعاقها ليدخلها مكتبه ويقفل الباب بالمفتاح واقفا امامها بكل علياء .. سألته وقد بدأت باستيعاب ما حدث ليتفاعل داخلها بجنون ( اتدرك ما فعلته للتو .. خبر خطوبتنا سينتقل بين الجميع مثل النيران في الهشيم )
وافقها ادهم مجيبا بكل عنفوان حازم ( وهذا ما اريده انا .. فبعد الليلة سيكثر طالبينك ومعجبينك .. كما انك حققت حلمك ونجاحك .. لذا لا داعي للتاخير اكثر .. نحن سنتزوج يا اسيل .. وانا هنا لا اعرض الامر عليك فالعرض يحتمل الموافقة اوالرفض بينما انا اخبرك بزواجنا لان احتمال رفضك مرفوض اصلا .. فانت زوجتي .. شئت ام ابيت .. ولا توجد قوة في الارض سيمكنها ان توقفني عن تحقيق هذا الامر .. )
انتفضت اسيل بعنف صارخ ( انت تمزح .. بالتاكيد تمزح .. انا لا اريد ان اتزوجك .. افهم هذه الحقيقة )
بدأ ادهم بالاقتراب منها ببطء جعلها تتراجع بلا ارادة وهو يقول بهمس اقشعر له بدنها ( بل تريدين يا اسيل .. تريدين الزواج .. اتعلمين لماذا .. لانك .. تحبينني )
بهتت اسيل وشلت حركتها حتى التصق جسدها بجسد ادهم الذي تعمد ان يحاصرها ليؤثر عليها .. اجابته بهمس مبحوح ( انا .. انا .. لااااا احبك .. افففففهمت .. لاااا احبك )
كانت تردد الكلمة بنبرة منهارة وقد اخذت قبضتها تضرب كتف ادهم .. في ثانية كان قد امسكها وقيد يديها خلفها ملصقا جبهته بجبهتها ( بل تحبينني .. انت تحبينني يا اسيل )
كانت تحاول الانتفاض مبتعدة وهي تردد (لاا احبك .. اتركني .. لا احبك )
زاد ادهم من ضغطه عليها واحتوائه لها كي يخضعها له محبطا بذلك ثورتها كلما ازدادت مع تكرارها لكلمة لا احبك وتكراره لكلمة تحبينني حتى المتها فأنت بيأس وقد بدأت تستكين بين ذراعيه ( لماذا .. لماذا تفعل بي هذا .. انت لا تعلم عني شيء .. حتى لو كنت احبك فانا لا اصلح لك .. ارجوووك )
ابتسم ادهم بحنان محتوي وهو يرفع يده الى راسها ليريحه على صدره وقد اخذت يده الاخرى تهدهدها على ظهرها كالطفلة مجيبا بنبرة عاشقة ( ما يهمني يا حبيبتي هو انك تحبينني .. اما كونك تصلحين ام لا فاتركي الامر لي لاحدده .. فانا اراك زوجتي منذ الازل)
انتفضت اسيل مرة اخرى تود الابتعاد الا ان ادهم منعها وابقاها في حضنه مستوعبا كلماتها الصارخة ( ليس من حقك .. ليس من حقك ان تفرض علي الزواج )
ازدرد ادهم لعابه ليخفف من توتره المتصاعد مع وجودها بين يديه وتغلغل رائحتها الى روحه وتمتم بارتعاش ( وانا اخبرتك باني سانتزع حقوقي منك انتزاعا ... اسييل ارجوك افهميني .. انت تحكمين علي بالموت ان ابتعدت )
تلاحقت انفاس اسيل بسرعة واجابته متلعثمة ( ولكني لست امراة .. انا ناقصة .. انت لا تعرف كل شيء عني و .. )
ابعدها قليلا عنه وهو يضع اصبعه على فمها كي يصمتها ( بل انت امراة .. امراة خلقت خصيصا لتكملني بنقصها .. اسيل .. لست وحدك من تخفين العديد من الامور ... انا ايضا اخفي الكثير من الحقائق .. المهم اننا نتفق على اهم ركيزة وبعدها كل شيء يمكننا تخطيه بسهولة .. بحبنا) كانت دموعها تزداد انهمارا وشعور بضغط كل ما مرت به في السابق من فقدانها لامها ووقوف ادهم الى جانبها وغيرتها عليه واحساسها بانه يشفق عليها ثم نجاحها .. كل هذا جعلها تشهق ببكائها وراسها يتحرك يمنة ويسرة بيأس رافضة ذلك الضعف الذي غزاها .. سمعت نبرته المبحوحة وهو يأمرها ( انظري الي يا حبيبتي .. انت للتو كنت تتكلمين عن الاحلام .. عن استغلال الاوقات .. عن البحث عن سعادتنا في كل لحظة فلا ننتظر الغد الذي قد لا ياتي .. والان .. اسيل .. كلانا يعلم بان سعادتنا ستكون عندما نخطها سويا .. الا تشتاقين لمن يشاركك يومك .. لمن يشعرك بقيمة وجودك في هذه الحياة .. لشخص تشاركيه فرحتك كما حزنك .. شخص تلتحمين معه فيكشف ادق تفاصيلك وتعيشين دقائق حياته .. الا تشعرين بتلك النيران التي تندلع في كلينا كلما تلامسنا .. تلك الاشواق التي من كثرة ما احجمناها وخبأناها تسببت بتاكلنا كوحش يستنزف طاقاتنا .. مالذي يخيفك .. مالذي يمنعك ان تقتنصي فرصتك لهذه اللحظة .. لتجربي .. وان لم تتمكني من الاستمرار .. سنتصرف ..ارجوك يا اسيل .. اشعري بتلك النيران ) ووضع يدها على قلبه النابض بعنف احاسيسه وتوسلاته .. تعالت مع صوت دقات قلبه شهقاتها المنهارة .. لم تعد تستطيع كسره او منعه وقد تغلغل عميقا بداخلها .. حركت رأسها بضعف للمرة الاخيرة فاوجعها بقبضته التي اشتدت على يدها وخصرها الذي ضمه لجسده اكثر .. تمتم بألم عذبها ( انت .. ملكي .. انت حبيبتي يا اسيل )
تنهدت وزفرة دامعة تخرج حارة من شفتيها معلنة تمام انهيارها وهي تقول ( لقد قلت لك انا لا .... يالهي ساعدني .. انا احبك .. احبك يا ادهم .. كثيرا )
كانت قد رفعت يداها لتحتضن وجهه وهمستها تخرج من بين شفاه جرحها الم العشق والم الاعتراف .. اعتراف لنفسها قبل ان يكون له بحقيقة مشاعرها نحوه... نظرة ذاهلة زينت وجه ادهم وانفاسه تحتبس بداخل رئتيه وقد بدأت يداه باعتصارها دون وعي منه .. اخذ يتمتم بذهول ( م .. ماذا .. ماذا قلتي .. ياللهي يا اسيل .. واخييييرا سمعتها منك )
ضم وجهها بيديه وعيناه تتوسلانها قبل صوته ( كرريها .. ارجووك كرريها .. اريد ان اسمعها منك مرة اخرى )
حركت رأسها بالنفي ودموعها تنهمر بجنون محاولة الابتعاد والهرب الا انه احتضنها بقوة متأوها بطلبه ( ارررجوك كرريها )
كتمت حروفها على صدره وروحها تأبى الا الانصياع لعشقها له .. ( احبك ..بقدر مقاومتي .. بقدر رفضي .. بقدر المي .. بقدر كرهي .. احبك .. احبك ولا ابالي .. وحبك يسري في فؤادي )
اعترافاتها المتتالية بعد ان استسلمت وتعبت من مقاومة عواطفها جعلته يرفعها بين يديه ويبدا بالدوران فيها صارخا بسعادة طفولية وراسها يختبئ في تجويف عنقه .. كان يردد كلمتها هو الاخر وهي نفس الكلمة التي قالها لها قبل سبع سنين عندما تقدم لخطبتها ( احبك ولا ابالي .. وحبك يسري في فؤادي ).
مرت ساعة كاملة وادهم يجلس على الاريكة بمكتبه وقد ضم جسد اسيل الجالسة بجانبه ويده تربت بشكل هادئ على شعرها وكتفها وظهرها وقد استكانت كطفلة بين ذراعيه مستندة براسها على كتفه .. كان كلاهما يحاول استيعاب ما جد من امور بينهما وقد عاد الخوف يستبد باسيل .. رنين هاتفها قاطع غرقهما في افكارهما .. اعتدلت ببطء ورفعت الهاتف لترد سريعا وبلهفة ما ان رات الاسم الذي اعلنه الهاتف ( سما حبيبتي .. انا اعتذر لاني اطلت بالرد عليك .. فلقد كنت مشغولة قليلا باصدقائي وهم يحاولون الاحتفال بنجاح الحلقة )
وانتظرت حتى سمعت رد سما قبل ان تخفض راسها ضاحكة بخجل ( حقا .. هل بدوت هكذا .. لا تعلمين كم كلامك يعني لي ) وصمتت قليلا قبل ان تعود لتجيب ( كلا .. لا عليك اراك بالغد طبعا فلقد تاخر الوقت الان .. مع السلامة غاليتي وقبلي لي عماد )
اقفلت الهاتف وتنهدت بعمق ناظرة اليه .. سمعت صوت ادهم المتسائل بفضول وهو يعتدل في جلسته ( ممم اخبار جيدة ..ام .. )
رفعت حاجبيها وهي تلوح بوجهها بالرفض ثم التفتت نحوه وعيناها تهرب من عيناه ( ممم كلا ... سما لا علاقة لها .. لقد كانت مكالمة عادية و .. لكن )
عادت لصمتها فشعرت بيد ادهم تحتضن ذقنها وترفع وجهها لتحجز عيناه المتسائلة عيناها الحائرة ( و ؟ .. ماذا هناك يا حبيبتي )
تنحنحت وهي تقضم بشفاهها بتوتر هامسة ( ادهم .. هناك .. الكثير من الامور .. المهمة حقا .. والتي .. قد تؤثر على ..)
قاطعها ادهم بهدوء وابتسامته تبثها الامان والاحتواء ( اسيل .. ثقي بي لمرة واحدة دون ان يظل تفكيرك معلق .. كل الامور سنحلها .. اما الان .. لنترك لنا مساحة لنحتفل بنجاحك وتحقيق حلمك.. واحتفل انا ايضا بحلمي ) ورفع حاجبيه بمشاكسة متسائلة ( اتعلمين ما هو حلمي )
ضمت شفاهها بترقب ملوحة برسها بالرفض وعيناها تشاكسه ببراءة وتحدي عض على اثرها ادهم شفته السفلى متأوها ( اااه يا مجنونة .. كفي عن حركاتك هذه التي تفقدني ترابطي وسيطرتي .. انها انت يا اسيل .. دوما كنت انت حلمي .. امنيتي التي يأست ان احققها فمنحني اياها الله على طبق ذهبي )
ازدردت اسيل لعابها وتورها العاشق يزداد .. تنحنحت بحرج محاولة الوقوف ( اعتقد اننا اختفينا بما يكفي .. يجب ان نخرج اليس كذلك )
وافقها ادهم باستسلام ( بلا .. سنخرج لاني لن اضمن نفسي وسيطرتي ان بقيت معك اكثر .. اما الاخرين فبالتاكيد سيعذرونا .. فمن حق الخطيب ان يحتفل بخطيبته )
انكمشت اسيل بتلقائية مع كلامته هامسة بتوتر ( ادهم .. لازال الوقت مبكرا .. ربما لا يجب ان نتحدث بهذا قبل ان نعلن الامر )
زفر ادهم انفاسه بنفاذ صبر .. ( بلا .. سنتحدث.. وسنؤكد الخبر اسيل .. كفي عن الشك بي )
للحظة انتاب اسيل هاجس معرفة ادهم بمرضها لشدة ثقته بما يقوله .. هاجس ابعدته فورا عن تفكيرها لاستحلاته وهي تسلم زمام امورها للمرة الاولى لرجل يفرض نفسه على حياتها .. فمهما هربت ومهما قاومت ومهما اهانته الا انه في النهاية تغلب عليها واخضعها لحبه الجارف .. فهل يا ترى ستكون اهلا لهذا الحب عندما يعلم ؟
انه نفس السؤال الذي ظلت تسأل نفسها به وهي تنجر في دوامة من العواطف التي اغرقتها .. راته يهرب منها كلما ارادت التحدث معه كما كان يكتفي بطمئنتها بكلمة ثقي بي ووعدها ان يتناقشو بعد يوم مناقشة علي لرسالة الماجستير .. .. هي ايضا لم تحاول الضغط عليه لان تفكيرها حصر فيما حدث معها عندما راجعت المشفى .. لقد طلبو منها عمل فحص للثدي للتاكد من سلامته كما طلبو عدة فحوصات بحجة الاطمئنان عليها .. هي بدورها حاولت ابعاد القلق عن تفكيرها والعيش بايجابية كما اخبرها الجميع .. وجاء اليوم المنتظر .. انه يوم علي .. كم شعرت بنفسها تحلق في السماء بفخر وهي تراه واخيرا ينال ما سعى لاجله بكل تعب .. الا ان هذا اليوم على ما يبدو ابى ان يبدأ على خير .. في البدء رات سما تبكي وعندما سالتها عن السبب تعللت بوجود بعض المشاكل البسيطة بينها وبين سراج ثم .. تفاجأت بنسمة التي اتصلت بها لتخبرها بان كل شيء قد انهد على راسها .. وبان نادر قد فرض عليها الزواج منه واضعا اياها في موقف لا تستطيع التراجع عنه والا ستؤكد عليها تهمة فقدانها لشرفها اثناء الخطف .. وعندما حاولت ان تفهم منها اي شيء تفاجأت ببكاءها الهستيري وبطلبها منها ان تتركها ريثما تتمكن من استيعاب ما حدث ووعدتها ان تأتي على مناقشة علي ان استطاعت وهاهي تراها الان تجلس بشموخ وان ظهر على ملامحها الشحوب الشديد .. ثم .. هناك علا .. تلك الانسانة التي بدت تعاني بشدة وان اظهرت فرحة غريبة بانجاز علي .. اما علي نفسه فقد بدا غامضا .. غاضبا .. نائيا بنفسه عن الجميع .. ولمعة حزن تسكن ملامحه الوسيمة .. حتى ادهم بدا مهموما وكأن هذا اليوم يمثل له نقطة تحول ..وقد كان ..فما ان انتهت المناقشة حتى وصلها حكم اعدامها بتلك الكلمات التي قراتها ( نفيدكم علما بانه تم اكتشاف كتلة في الثدي الايمن لم يظهر بعد نوعها لذا نرجو من سيادتكم مراجعة قسم الاورام غدا صباحا في الساعة التاسعة لعمل خزعة ).

نظر علي في وجوه الجالسين في قاعة المناقشة ومشاعره المتباينة تغزوه ... لم يعلم تحديدا ان كان ما يستوطن قلبه ارتجافة فرح ام نكبة حزن .. ام هي خليط من احاسيس متفاوتة .. انه سعيد لانه واخيرا سيحقق حلم والديه وحلمه الذي انتظره طويلا حتى كاد ان ييأس .. وفي نفس الوقت فان حزنه ينبثق من واقع غياب كل عائلته .. لوهلة تخيلهم يجلسون امامه .. والده الفخور به والمبتسم بهيبة ووقار لا يخفيان سعادته الجمة..امه بوجهها الضحوك وعيناها الدامعتين ولسانها الذي يلهج بالدعاء له ..اختيه اللتان تتقافز فرحتهما من اعينهما وكلتاهما تمني نفسها بضمة لاخيها كي تبثه مشاعرها الصادقة وتشاكسه .. عائلة حرم منها فبات وحيدا يبحث عن الرفقة في اناس غرباء وحيدون مثله .. انتقلت عيناه الى سما التي رغم كل محاولاتها لاظهار سعادتها واكتفائها الا انه شعر بالحزن والخوف القابع في ظلال عيناها .. اسيل التي تود اظهار فرحة بالغة ومع ذلك شاب وجهها شحوب غريب اخافه وحدسه ينبئه بالاسوء .. علا .. تلك الانسانة التي هو بفضلها يقف هنا ومع ذلك يشعر بانه كان كالبلاء على راسها خاصة بعد ما حدث في صباح اليوم من مواجهة مفتوحة اعلن فيها واخيرا دخوله للحرب معها ضد زوجها الحقير .. لوهلة عادت ذكرياته الى تلك اللحظة التي كان كلاهما فيها يتناقشان ودخل عليهما شخص عرف نفسه على انه محامي زوجها اياد واعطاها ورقة شحبت ما ان قرات كلماتها وكادت ان تسقط مغشيا عليها لولا ان ادركها علي واجلسها بسرعة ويده تتناول الورقة ليقراها سريعا وحاجبيه ينعقدان وقد اخذ عقله يعمل على تحليلها سريعا .. كانت الورقة عبارة عن قرار مجلس ادارة مجموعة غانم للمقولات والتجارة بضرورة اخلاء شركة النجمة الهندسية الطابق الذي تتواجد فيه والتابع للشركة الام بشكل نهائي مع سحب التمويل منها .. التفت باتجاه علا فراى عيناها اللتان تفجر النار بهما وهي تتمتم ( اذن .. هذا هو الهجوم النهائي للذكي .. لقد كنت على حق يا علي ..) حاول علي امتصاص انهيارها وهو يربت على كتفها متمتما ( اهدأي يا علا .. هناك مخرج بالتأكيد ) الا ان علا لم تكن معه وقد بدا انه قد فاض بها ما يفعله زوجه معها بعد ان تعرضت على يده للاسوء وصبرت خاصة عندما تحدث الرجل بكل برود مستفز ( الاخلاء يجب ان يتم خلال اسبوع والا ستطردون من قبل الشرطة )
وقفت مرتجفة من اتون النار الذي يغلي في صدرها بجنون وصرخت على الرجل بحقد غاضب ( مالذي يعنيه هذا .. انت كيف تقول هذا لي انا .. انا علا غانم تطردني هكذا هل جننت .. الا تعرف من اكون .. ان هذه كلها املاكي .. اتفهم .. كلهااا )
شعرت بيد علي التي امسكت بساعدها بهدوء وصوته الجهوري يسيطر على الحجرة ( حسنا .. رسالتك واضحة ايها السيد .. سيتم الاخلاء خلال اسبوع .. ولكن .. ليكن في معلومك .. هذه الشركة التي تعبت في انشائها السيدة علا لوحدها ما هي الا حجر الاساس في نجاحها .. وانا وهي قادرين سويا على انشاء شركة تفوق بمراحل هذه الشركة فهل تعتقدون اننا سننهار ان سحبتم التمويل او المكان.. اتعلم .. الايام بيننا ستثبت لك كلامي .. وسترى )
كان هذا التحدي هو اخر ما اعلنه امام الجميع وقد حسم به قراره .. اجل سيقف معها بكل قوته لتستعيد حقها والان بعد ان ان تصبح شهادته بيده سيتمكن من فعل كل ما يريده دون ان يخاف زوجها المجرم وبالتاكيد وباذن الله سيحصد النجاح .. انتقلت عيناه بتلقائية لبقية الحضور فلفت انظاره تلك الفتاة التي تعرف عليها في يوم زفاف سما .. لازال يذكر اسمها جيدا بسبب قصة اختطافها .. نسمة .. بدت له في ذلك الوقت وحتى الان ملفتة للانظار بذلك الغموض الذي يلفها مع تلك الصلابة التي تشع منها .. كانت مختلفة عن اي فتاة عرفها سابقا .. فتاة تنطق عينيها بالعزيمة والقوة القاسية رغم كل الضعف الذي يحيط بها .. انتبه في هذه اللحظة لشحوبها وهي تنظر الى هاتفها .. ترى .. مالذي حدث لها .. حاول ان لا يشغل تفكيره بها فلقد جاء دوره ليناقش الاساتذة في اطروحته ولهذا يحتاج الى كل تركيزه .
نظرت نسمة الى هاتفها وعيناها تهتزان مسببة غياب كلمات نادر من امامها وهي تشعر باختناقها الذي يتكرر كلما فكرت بما حدث لها في الايام السابقة..عاد شريط ذكرياتها للمرة التي لم تحصي عددها الى ذلك اليوم الذي تشارك فيه الفريقين رحلة العودة بعد راحتهم ليوم ونصف .. لقد حاولت ايضا تجنب الجميع وان ضايقها نظرات الكل المبطنة من حولها الا انها تجاهلتها .. ربما ما خفف عنها تعامل علاء السلس والمازح نحوها ..حديثه المريح عن عائلته ..وعن قصة حبه لزوجته .. نكاته اللطيفة التي القاها .. كل هذا خفف من توتر اعصابها .. اما نادر فكما برحلة الذهاب كان يتجاهلها ايضا وان لاحظت انه في عدة مرات وجدته يسترق النظرات الغامضة نحوها وكأن في عينيه حيرة او رجاء او عتاب..وعندما هبطو وفرغت الطائرة من المسافرين تم جمع الفريقين ووقف كلا الكابتنين ليشكروهم على مجهودهم ..وبعد كلمة علاء تفاجأت بكلمة نادر التي شلت كل اطرافها .. لا زالت تذكر صوته الثلجي وهو يعلن بان سبب انتقالها من فريق النخبة واستغنائه عنها هو لان خطبتهما على الابواب وتبعا لقانون الطيران فلا يجوز ان يكون الكابتن ومساعدته على علاقة ..هكذا وبكل بساطة ودون ان يرجع اليها اعلن قرار يخصهما ..بل قرار يخصها وحدها فسحب من تحت اقدامها زمام تحكمها بحياتها ليضعه كالقيد حول معصمها فيصبح هو الامر الناهي فيها ..لا تعلم تحديدا ما اصابها في تلك اللحظة ولكنها تتذكر كالغمام مباراكات من حولها لهما وشهقاتهم التي تمازجت بين دهشة وفرح وحسد وحقد ..تلك الغمغمات اللئيمة التي سمعت بعض اطرافها ( كيف حصلت عليه )..( يالها من لئيمة لقد خطفت الرجل ).. ( كيف ينظر رجل مثل الكابتن نادر اليها )..( ياللهي كم هي بشعة بينما هو مثال للرجولة والوسامة )..( يال المسكين ..يبدو انه قد صام وافطر على بصلة )..(بالتأكيد قد سحرته ) و ..الكثير من هذه التمتمات التي اخذت تزيد من عمق الخنجر الذي غرسه نادر في وسط قلبها بقراره بكل برود وعنجهية .. واكثر ما صعقها انها لم تتمكن من الرد .. او النفي .. او الصراخ بعلو صوتها .. بان هذا كذب .. هي ونادر من المستحيل ان يتزوجو .. ف .. هي..صدقا لا تليق بنادر .. ولا باي رجل .. كيف تخبر الجميع بكل هذا دون ان تجعل نفيها تأكيدا للشائعات التي سمعتها باذنها .. شائعات تربطها بنادر وتفسر سبب انتقالها بما يمس شرفها .. مالذي عليها ان تقوله او تفسره ان نفت .. هل ستخبرهم انها انتقلت من فريق النخبة لانها كالحمقاء وجدت نفسها تقع صريعة هوى نادر فارادت حماية ما تبقها من روحها بالهرب .. كيف ستثبت براءتها من ذنب اغتصابها والشاهد الوحيد عليها هو نادر وما فعله هو طريقته لاثبات شهادته دون ان يتكلم .. نظرة واحدة لعيناه الهاربة اعلمتها بانه يعلم .. بانه سمع ما يقال .. وبانه تصرف وفقما راى بان هذه هي المصلحة لها .. الهذه الدرجة اصبحت تفهمه .. لدرجة ان تعلم جيدا نظرة الشفقة التي يحاول مداراتها .. وليس هو فقط .. بل ايضا ...سامر .. سامر الذي تبعها بعد الاعلان ليقول لها بعيون ذابلة ( اعذريني لاني لم اكن شجاعا واعلنت قبل نادر ما يجب ان يعلن ليتم المحافظة على سمعتك المهدورة ) كلماته بحد ذاتها لم تعنيها .. ولكن .. نظرة الصراع في عيناه جعلتها ترى لاي درجة اصبحت مهانة امام الجميع .. كل هذا ذكرها بامر اخر .. بذكرى رجل اخر .. رجل سحب ايضا البساط من تحت قدميها دون ارادتها .. تحكم بكل مصير حياتها وهي تقف عاجزة لا تستطيع الكلام .. او الدفاع .. فاي شيء ستفعله سيؤخذ ضدها وسيفسر بما يسيء لها اكثر .. روحها الميتة في ذلك الوقت عادت لتهاجمها بقوة وبقسوة .. خطواتها المتهالكة قادتها الى مكتبه .. ما ان راها حتى وقف امامها وعيناه تخشى الغوص في عينيها الباحثة عن بارقة امل لتهرب بذنبها من امامها .. سحبت انفاسها بصعوبة لتساله سؤال واحد هو كل ما استطاعته ( لماذا .. لما فعلت هذا )
كانت تتمنى .. بل كانت ترجو لاخر لحظة ان تكون مخطئة .. سمعت صوت نفسه وهو يعلو للحظة قبل جوابه الثلجي ( انت تعلمين الجواب يا نسمة .. فمظهرك الان يؤكد تماما بانك كنت تعلمين .. وبانك سمعتي ما يقال .. ع.. عنك .. احم .. اقصد عنا )
اضافته الاخيرة قسمت ظهرها بعد ان سمعت كلماته الواضحة التي تحملها وحدها ذنب ونتيجة ما حدث لها .. اخرجت انفاسها المرتجفة وثورة عارمة تجتاح مكنونات صدرها .. ابتلعت لعابها بصعوبة ثم تمتمت بصوت اخشوشنت نبراته المجروحة ( لم يكن عليك ان تفعل هذا .. لم يطلب احد منك ان تستل سيف مروؤتك ورجولتك وتدافع عني )
رفعت عيناها وقد اشتعل قعرهما بنيران ثورتها ( لم يطالبك احد بالتدخل في حياتي .. انت رايت انني تجاهلت الامر ..انت حتى لم تحاول ان تسالني عنه او عن راي قبل ان تتصرف .. لقد كان مجرد زوبعة في فنجان ستنتهي ما ان تسمع قصة جديدة وشائعة جديدة .. لم يكن معهم اي دليل وكان الشك سيظل قابعا كمحامي يدافع عن برائتي .. ولكن .. انت قدمت لهم السلاح الذي يريدونه ليقتلوني .. بالطبع بعد ان ذبحتني انت بفعلتك اولا .. لماااذا )
صرخت بسؤالها الاخير بكل ما يعتمل في صدرها من انين روح مجروحة .. اجابها مرة اخرى بعيونه الغامضة وبصوته الهامس بنبرة لم تسمع فيها سوى غروره رغم انها امتلأت بالرجاء ( لان سمعتي ايضا .. كانت على المحك .. انا لا اترك عرض فتاة يمرغ بالتراب بسببي )
عادت لصراخها وجوابه يثيرها ( ومااا ادراك .. من اعطاك الاذن ان تدافع عن شرفي .. عن امر انت لا تعلم عنه شيئا .. لم يذكرك احدا بسوء .. لما تلطخ نفسك معي وتدافع عن سمعتي التي لا تعلم عنها شيئا .. ما ادرااك عن شرفي و..اااه )
تلاحقت انفاسها سريعا مع لسعة الم خفيفة اصابة وجنتها لتوقظها من انغماسها بانهيارها الوشيك.. كانت يده لا تزال مرفوعة وعيناه تقدحان بشرر مخيف وهو يجيبها ( تمالكي اعصابك قبل ان تخطئي بما يمس كرامتك .. لا تتحدثي عن نفسك كعاهرة يجب ان ابحث عن دليل شرفها قبل ان ارتبط بها لاحمي سمعتها .. انا لست بهذه النذالة يا نسمة .. افهمت .. ثم )
جذبها بعنف لتصتدم بجدار صدره القاسي ويداه تهزانها ( هل تجرؤين على قول هذا وقد رأيت ما فعلته بالرجل الذي حاول لمسك .. نسمة .. اجيبيني .. هل تقبلين حقا ان يمس عرضك بنقاط سوداء وهو ثوب ابيض ناصع .. لكل شيء في حياتنا ثمن .. وثمن جرأتك وحلمك اللامالوف بان تصبحي كابتن طائرة هو ان تلوك سمعتك الالسن مالم يقف احد في وجه الجميع ويثبت نقاء سريرتك .. ولكني سأسلك )
وصمت بعد ان تركها وعيناها تموجان بخليط عجيب من الاحاسيس التي اكتنفتها .. سالها بتردد غريب وهمس راجي ( هل .. هل تكرهيني لدرجة .. انك تقبلين ان يقال عنك انك مغتصبة ولا ان يقال عنك باننا سنتزوج )
روح شيطانية تلبستها وحقد اعمى غمر كيانها .. ابتسمت بقسوة جارحة وطعم شفقته المر يغذي جنونها ( اجل .. اكرهك .. واكره كل ما مثلته في حياتي من لحظات .. اكره ان يجتمع اسمي معك لدرجة ان اقبل سمعة ملطخة على ان اقبل ذلك وانت تظن انك بهذا تمارس مروؤتك ونخوتك.. ولكن .. بما انك تصر على ان تشفق علي وتقدم نفسك كقربان لشرفي الذي لا تعلم عنه شيء .. فلم لا .. لنتزوج يا نادر .. لنتزوج ولكن اريد منك ان تتذكر هذه اللحظات جيدا .. اللحظات التي طلبت منك فيها التراجع وانت تمسكت بقرارك المغرور ورجولتك التي تحاول ان تثبتها على الانثى الوحيدة التي رفضت الخضوع لاوامرك .. في البدء كان الخيار خيارك .. اما الان وبعد ان سحبت القرار من يدي فانا لن اسمح ابدا بتراجعك .. ولنرى .. الى اي مدى انت قادر على التحمل )
كان مصدوما من كلامها .. لقد علمت هذا من مجرد النظر الى ملامحه التي خطت لوحة الم جريحة وهي تتعمد اهانته .. هي نفسها تألمت الف مرة وهي تقول هذا ولكن .. غضبها وجنون حقدها على كل ما حدث لها سابقا حتى هذه اللحظة ثار ليخمد انين حبها الضعيف .. كرامتها انتفضت بعنف لتدافع عن نفسها .. كلا .. لن تصبح عاجزة او مسلوبة القرار مرة اخرى .. وسيدفع نادر هذه المرة ثمن تدخله في حياتها حتى وان كان دافعه نبيل فهو من خطا الى غابة اشواكها بنفسه دون ان يستمع لها ويبتعد عنها كما نصحته .
عادت الى واقعها وفوران روحها يعود لها .. لازالت تحت تاثير صدمة ما قامت به الا انها لا تستطيع التراجع .. لقد تمنت ان يتراجع هو ولكن .. ها هي رسالته تصلها بعد يومين من لقائهما الذي لم يتجدد ( سأذهب اليوم الى منزل والدي لاخبرهم بامر خطبتنا وسنأتي باذن الله لنتقدم لك بشكل رسمي .. اتمنى ان ياتي اليوم الذي ستفهمين به سبب تصرفي هكذا )
لم تعلم تحديدا ما هو مطلوب منها .. كل ما شعرت به هو صدمة تليها صدمة تليها مصيبة لتشعر بنفسها تغرق ثم تغرق ثم تغرق ولا تجد احدا ينقذها سوى نادر الذي هو نفسه سبب غرقها وهي نفسها ستكون سبب قتله بخنجر دفاعه عنها.. انتفضت ما ان سمعت التصفيق من حولها لتدرك بان المناقشة التي حضرتها بعد ان وعدت اسيل قد انتهت وبان علي الشامي الذي تعرفت عليه في زفاف اخيها قد نال واخيرا شهادة الماجستير في الهندسة .. لم تعلم لما اتت اليوم الى هنا وكيف اطاعتها قدماها المتخاذلتين .. كل ما ارادته ان تغادر الشقة وتبتعد عن جدران حجرتها التي اصبحت تطبق على انفاسها في كل لحظة وثانية .. في النهاية .. لقد هربت من نفسها الى نفسها .. سؤال عاد يتكرر بروحها وهي ترى الجميع يقف ليهنئ علي فوقفت بدورها لتفعل وسؤال يكبر في داخلها .. هل حقا ستمضي فيما نوته ضد نادر وهل هو سيلتزم بكلمته حقا وسيتم زواجهما ام انه سيكون للقدر كلمة تنقذهما من هذه الدوامة التي ستبتلعهما بالحقد لا محالة .
نظر الى هاتفه ينتظر ردها متأملا ان يكون حالها اختلف عن تلك اللبؤة التي ثارت بوجهه من يومين قاذفة اسوء التهم عن نفسها قبل ان يكون عنه .. لقد اخبرها انه في طريقه ليخبر اهله بامر زواجهما كي ياتو لخطبتها بشكل رسمي .. وهي .. لم ترد عليه باي شيء .. زفر انفاسه الحانقة وقذف بجواله في ثورة غضب فجائية انتهت على صوت سقوط الجوال على الارض .. ضرب على جبهته ليفرغ غضبه برتابة حركاته وقد اخذ يذرع صالة منزله جيئة وذهابا والحيرة تتاكله بشكل اقسى .. سؤال ماغادر عقله منذ اربعة ايام .. هل يتصرف حقا بشكل صحيح .. لما كل الدنيا تحارب قراره اذن وهو الوحيد الذي يتمسك به .. والادهى ان عقله ايضا يحاربه ولكن قلبه العنيد يصر على المضي قدما وصورة واحدة تمد روحه بوقود العزيمة .. صورة نسمة وقد اصبحت لغيره .. كلما جاءه هذا الهاجس يشعر بان الموت اهون عليه من هذا .. الم شنيع ذبح صدره مع كلماتها وكرامته تستصرخ ليتركها ولكن .. ذلك العنيد القابع في جوفه يصر بجنون على ان يتجاهل الجميع وحتى كرامته ويحصل على ما يريده ويتمناه .. انه يؤكد له بان كل شيء سيصبح بخير بعدما يتزوجان .. وبانه سيتمكن من اقناع نسمة بحبه بافعاله ليلغي عن ذهنها فكرة شفقته او انه اجبر على الزواج منها لسمعته .. هذه الفكرة التي كانت من المؤكد جمر نيران ثورتها البارحة وكلامها المتناقض .. علامة استفهام خنقته في كل ماحدث .. لما تعمدت ذكر انه لا يعرف عنها او عن شرفها شيئا .. انه يكاد يقسم بانها الطهر ذاته فلقد كانت مستعدة ان تموت مقابل الا يلمسها شخص وهما مختطفين .. تمتم والقلق ينهشه ( ربي دلني على الخير وساعدني لاستر عليها وعلى نفسي )
دعاءه اراحه للحظة ونيته تتجدد .. فمهما حاول تجاهل الامر الا انه بالفعل يحاول ان يستر عليها ويحفظها من ذلك الكلام الذي قذفوها به .. استعاذ بالله متوكلا عليه وغادر كما نوى باتجاه منزل والديه ليستعد لحرب اقناعهم بوجهة نظره ... طوال الطريق اليهم وهو يفكر بالطريقة الامثل ليعرض الامر على والده بشكل منطقي ..كما اخذ يتذكر كل ما حدث وما اوصله لهذه النقطة .. منذ سمع كلام سامر وعاد الى الفندق حاول عدة مرات ان يذهب الى حجرتها ولكنه كان يتراجع في اخر الامر .. مالذي سيقوله لها .. انه واثق انها سترفض اي تدخل من قبله وستعتبر الامر جارح لذاتها وستصر على الابقاء على الاشاعات وهذا مالن يقبله ابدا .. في النهاية اخذ يبحث في ذهنه عن الحل الامثل لاقناعها بكون ارتباطهم سيقطع كل الشكوك والكلام عن سمعتها .. لم يجد امامه سوى ان يفرض عليها واقع الامر باعلان خطبتهما امام الجميع وهكذا قد يتمكن من افهامها بعد ذلك بان الامر بمصلحتهما فهو بكل بساطة لن يتمكن من الاعتراف بحبه لها الان فمن المستحيل ان تصدقه وستتهمه بالكذب لذا .. ليغضبها متحججا بسمعتهما وعندما تهدئ الامور بالتاكيد ستفهم مكانتها في قلبه من تعامله وسيحرص على اشعارها بحبه فيما بعد وبالحصول على حبها .. على الاقل هو واثق انها تكن له بعض المشاعر التي راى انعكاسها في عينيها .. عاد ليزفر انفاسه بتوجس قلق من ردة فعلها الا ان برودة خاتمها الذي رفعه امام عيناه جعلته يثق اكثر .. لوهلة عاد احساسه بشفتيها على جبهته فتلاحقت انفاسه .. لما يكاد يجزم بانه بالفعل شعر بقبلتها .. حتى وهو غير واعي بالكامل ولكن صوت نحيبها وبكائها لازال يتردد في روحه .. ثم .. لما شعر عندما هربت من امامه بانها تحاول ان تتماسك ولا تنهار باحاسيسها وبانها تشتاقه كما يشتاقها.. تذكر كلمتها عن سمعتهما فتاكد من انها علمت بالامر في ذلك الوقت .. ردة فعلها تلك ومحاولتها تجاهل الامر اكدت له صحة ما سيقوم به لاجلها .. ولكن اول خطوة كان يجب ان يفعلها هو سامر .
في اليوم التالي ذهب اليه قبل الرحلة .. ما ان راه حتى عاجله بالقول ( سامر .. لقد ترددت قبل ان اخبرك لان نسمة ارادت ان تبقي الامر مخفي لبعض الوقت ريثما تستقر اوضاعنا ولكن كلامك بالامس جعلني ادرك خطورة تركها للفريق بدون تفسير ) وهنا رفع يده التي تحمل الخاتم قائلا بثبات ( نحن مخطوبين تقريبا لذا هي انتقلت .. لم نرد ان نعلن قبل ان يكون الامر رسميا ومع ذلك انا ساتولى الامر الان فلن اقبل ان تمس سمعة زوجتي بالسوء و .. اريد منك امر اخر .. ليتك تتجنب الاحتكاك بزوجتي في رحلة العودة ..لا اريد ان يقال عنها اي شيء مثل انها تغويك او ما شابه وانت بنفسك رايت كيف يفترون على اي شخص بريء ).
كان يعلم بانه قاسي ولكنها كانت في نظره الطريقة المثلى ليبعد سامر عن نسمة خاصة ان غيرته اصبحت تنهشه من الداخل .. هو الاخر تجاهلها طوال الرحلة كي لا تشك بشيء مما ينتويه .. عندما انتهت الرحلة ووقف كلا الفريقين وجد ان هذه هي فرصته السانحة لذا وقف بهيبة تخفي قلقه .. و نظر حوله في وجوه الفريقين المجتمعين هاربا من رؤية وجه واحد كي لا تثبط عزيمته.. فهذا واجبه وحقه ولن يكون رجلا ان لم يدافع عنها بهذه الطريقة ضد كل الشائعات التي طالت شرفها.. تنحنح ليلفت انظار الجميع نحوه بعد ان انهى الكابتن علاء كلمة شكرهم على مجهوداتهم بالرحلة .. علا صوته بقوة وحزم وقد نطقت ملامحه بعزمه وقوته ( في البدء اود ان اشكر الجميع على مجهودهم في هذه الرحلة .. و .. اريد ايضا ان اظهر اسفي كقائد طائرة لان مساعد طيار نسمة صقر ستغادرنا وتنضم لفريق الكابتن علاء المحظوظ بالتأكيد .. ) وصمت قليلا ليوحي باهمية ما سيقوله وقد جذب جميع الانظار نحوه .. اكمل وعيناه تلتفتان الى عينيها بحريق اراد فيه ان يثبتها ويبثها رسائل تعليله ( طبعا جميعكم يتساءلن عن سبب انتقال نسمة من فريق النخبة رغم مهارتها التي اشهد عليها شخصيا .. وانا هنا احب ان انوه بان انتقالها بالطبع حدث بسبب قانون طيران فدرالي توجب علينا تنفيذه .. ) مط شفتيه وهو يلاحظ الذهول المتشكك على وجهها فلوح بيده مضيفا ( اعتقد انكم استنتجتم الامر .. انه القانون الذي يمنع ان يكون هناك علاقة بين الطيار ومساعده .. وبما ان نسمة باذن الله ستصبح زوجتي قريبا فاحببت ان اوضح الامر لكم لاننا في البدء اضطررنا ان نخفي الامر بسبب بعض الظروف .. لذا )
والتفت باتجاه علاء وقلبه يرتعش مع نظرات انصعاقها التي بادلته اياها وهو يعلن الامر متابعا ( اتمنى يا علاء ان تضعها في عينيك فانا اثق بك )
وكان هذا اخر عهده بنقاشها قبل ان يتفاجئ بكلماتها له في المكتب .. عاد بذكرياته وهو يحاول جمع تركيزه في الطريق الممتد امامه .. بعد ساعة قضاها في القيادة وصل منزلهم القريب من البحر نظرا لمهنة والده واجداده من قبله .. ترجل وعيناه تدوران في المنطقة التي شهدت شوارعها طفولته وشبابه بعشق خالص مشتاق .. الهدوء السائد ورائحة الهواء المشبعة بملح البحر رسما على شفتيه ابتسامة عزيمة وروحه تنتعش وتتحفز بالكامل .. باذن الله سيحصل على ما يريد .. سمع صوت صراخ ابن اخته المتحمس الذي جاء يركض بعد ان لمحه من بعيد وقد كان يلهو بالكرة مع رفقائه .. انحنى اليه نادر ليضمه بحب مرحبا به .. ابتعد قليلا واخذ يعبث بشعره متسائلا ( اين جدك يا مشاغبي الصغير )
ضحك الطفل وهو يجيبه ( كالمعتاد .. انه يجلس في الاعلى يقرا القران وهو ينتظر صلاة المغرب )
تمتم نادر باستحسان ( هذا جيد )
وبدأ يخطو باتجاه درج المنزل الخارجي الذي يقود للسطح وقد اراحه ان يرى والده في البدء ويتناقش معه قبل ان يرى احدا اخر من اهل المنزل .. قادته قدماه باتجاه والده الذي رفع راسه ما ان انتبه بوجود شخص يشاركه خلوته .. اتسعت ابتسامته وقد فتح ذراعاه بحب هاتفا بحبور سعيد ( نادر .. بني .. اي ريح طيبة القتك علينا اليوم .. كم انا سعيد فلقد كنت مشتاقا لك كثيرا )
انحنى نادر محييا والده بوقار يليق به .. تناول كفه مقبلا اياها ثم ضمه بحب وهو يرد ( انه حظي الجميل الذي اكرمني برؤية اعظم والد في الكون )
ابتسم الوالد ويده تمتد لتربت على راس ابنه ( ليرضى الله عنك يا ولدي بقدر رضاي عليك يا حبيب اباك وفخره ) ثم اشار الى جانبه قائلا بحماس ( اجلس هنا يا ولدي .. هل تناولت غذائك .. والدتك وسلمى سيطيرون من الفرح عندما يرونك فهما دوما يشتقن لك .. هل مررت عليهن .. انتظر سانادي على امك لتجهز لك طعام الغذاء )
سارع نادر بالقول ويده تربت على كف والده ( اي غذاء يا ابي .. لقد تغذيت والحمد الله .. انا اريد التحدث معك اولا ثم ساذهب الى امي فهناك موضوع اريد مناقشته معك )
ظهرت الجدية على ملامح ابو نادر وهو يقول ( حسنا يا بني .. كلي لذان صاغية )
تنحنح نادر ليجلو صوته ثم رفع عيناه لينظر بعيني والده بثقة وقوة كي يخبئ خوفه وتردده الداخلي وبنبرة شخص واثق ( ابي .. انا ساتزوج كما امرتني ولكن ليس من ابنة عمي انما من زميلة لي )
ظهر الامتعاض بشكل لحظي على والده قبل عودة ملامحه للجمود المتلهف ( ليكن على بركة الله وان كنت لا اتخيل ان هناك من تستحقك مثل سمر وانا واثق باني اخي سيحزن ولكن في نفس الوقت انا لن اقف في وجه اختيارك .. مالذي تعمله الفتاة هل هي محاسبة او سكرتيرة في الشركة)
حك نادر جبهته بقلق بسيط وهو يجيب ( كلا يا والدي .. انها تعمل معي في نفس المجال .. اقصد انها تعمل في الطائرة ) انعقد حاجبا ابا نادر وهو يقول ( لا تقلها يا بني .. انا لن اقبل ان تكون كنتي مضيفة طيران وان اصريت فيجب عليها التوقف عن العمل قبل ان تتزوج بك فانت تعلم ما يقال عنهم )
حرك نادر راسه بالرفض السريع وهو يوضح ( كلا يا ابي ليست مضيفة ... انها ... احم .. مساعد طيار )
انهى كلمته وتركزت عيناه بشكل فوري على والده الذي لوهلة بقيت ملامحه ثابتة وقد ظهر عليها التفكير العميق .. اضاف نادر بتروي هادئ ( انها .. مساعد طيار نسمة صقر )
اغمض والده عيناه بشكل فوري وقد ظهر ادراك عميق على وجهه وسؤال غامض ينطق به لسانه ( هل .. هل حدث شيء بينكما في الرحلة عندما خطفتما ؟ )
حرك نادر راسه رافضا بسرعة ( اقسم لك انها من اطهر من عرفت في كل النساء ولكن .. انت تعلم ما قد تفعله كلمة سوء تقال في حق اي فتاة .. فهي كنقطة الحبر التي تعكر كوب الماء الشفاف فيختلط بياضه بسواده)
فتح الوالد عيناه قائلا بصرامة ( وما علاقتك انت بهذا يابني ان كانت حمقاء بما يكفي لتسمح للحبر ان يتسلل الى نقائها )
عقد نادر حاجبيه مجيبا بصرامة اكبر ( وماذا ان لم تكن هي من سمح لهذه النقطة بالتسلل اليها .. ماذا ان تعرضت للبهتان والافتراء فقط لانها نقية )
ظهر بعض التردد على وجه ابو نادر وهو يجيبه ( وما علاقتك انت بهذا .. فهي بالنهاية حربها وما عليك سوى ان تشهد بما رايت ولتترك من تسبب بهذا البهتان ليحتمل هو النتائج )
ابتسم نادر بمرارة وهو يتمتم ( وماذا ان كنت انا من تسبب بهذا البهتان .. و ان كان شرفها قد تلطخ مع شرفي .. ما ذنبها ان كانت ثقتها في هي التي جعلتها تخرج لتلك الرحلة لانني استدعيتها حتى مع ثقتي بخطورة الامر .. ماذا ان كان اثبات شهادتي ببراءتها لن يقبلوه الا ان اعلنت بانها شريفة لدرجة اني اقبل الزواج بها )
شحب وجه والده وهو يرفع وجهه للسماء متمتما ( يا رب السموات .. اتعلم ما تقوله يا نادر .. ليس علي فقط ان اقبل بامراة متحررة كزوجة لك ولكن ايضا امراة تلطخت سمعتها وباتت تحتاج الى دليل لطهرها .. كيف اضحي بك هكذا يا من مثلت فخري وغروري )
اغمض نادر عيناه لوهلة قبل ان يفتحهما وقد امتلأتا بعزم مصر اكبر من السابق ( ولاني فخرك وغرورك يجب ان اتصرف كما ربيتني .. ام نسيت يا ابا نادر كلماتك .. كن رجلا يا نادر وحافظ دوما على سمعة فتيات بلادك فلا تسمح لنفسك بالحديث مع اي انسانة حتى وان حاولت هي الحديث معك .. كن رجلا ودافع عن اي شخص مظلوم فالله سيجازيك خير الجزاء .. كن رجلا وغض الطرف ولا تجعل اسمك يرتبط بمعصية بل كن مثالا للاستقامة .. وها انا ذا اود ان ادافع عن سمعة فتاة من بلادي مظلومة وقد ارتبط اسمي باسمها في معصية لا ينفيها سوى رابط الزفاف .. هل اتخلى يا ابا نادر بعد كل هذا .. لا تنسى يا والدي بان لنا ولايا نخاف ان يجير عليهم الزمان .. الست انت من علمني يا ابي حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )
اغمض ابو نادر عيناه مطأطئا راسه وهو يتمتم باستسلام ( صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ) وتنهد زافرا انفاسه وعيناه ترتفعان لتقابلا عيني ابنه ويده تربت على كتفه ( امضي يا ولدي على بركة الله ان كانت هذه نيتك .. وخير البر عاجله لذا سنعقد قرانك خلال اسبوع كي نقطع جميع الالسنة عليكما .. ولكن .. ان كنت تنوي الابقاء عليها كزوجة فانا لن اقبل ان تعمل في هذا العمل الذي اذاها واذى سمعتها اما ان كان هدفك ان تستر عليها فقط فقم بواجبك ثم اطلق سراحها وانصحها ان تبتعد عما يوقعها في الشبهات .. هل فهمت يا نادر )
اخفض نادر عيناه متمتا بالموافقة فعلى الاقل تخطى العقبة الاولى لهذا الزواج اما موضوع عملها او استمرارهما فهذا سيتطلب منه حملة اقناع اخرى مازال الوقت مبكرا لها وهو واثق ان نسمة من الممكن ان تغير تفكير والده عن عملها كما فعلت معه .. شعر بيد والده تعود للتربيت على كتفه وصوت المؤذن يعلو قائلا ( هيا لنصلي المغرب في المسجد وبعدها اترك لي انا امر اخبار والدتك وعمك اما انت فغادر لترتب امر عقد قرانك خلال هذا الاسبوع .. هل فهمت يا نادر .. يوم الخميس باذن الله سنقيم فرحك )
وافقه نادر مرتاحا من قرار والده اعفاءه من الدخول في دوامة نساء عائلته واقناعهم .. اصطحبه الى المسجد حيث ادى كلاهما الصلاة جماعة قبل ان يعود نادر ليركب سيارته ويده تضرب رقم نسمة كي يخبرها باخر التطورات وليقابل اخاها ايضا ليتقدم لها بشكل رسمي .. عندما لم يلق ردا اعاد الاتصال وعنادها يغضبه وقد نوى ان يوبخها على اسلوبها في الهرب وتجاهلها له وكانه سيختفي ان فعلت ذلك .. بعد المحاولة الثالثة اجابته ببرودها الذي جعله يصرخ بغضب ( لما لا تردين .. هل انت طفلة كي تقومي بهذه الالاعيب .. ما معنى ان تتجاهلي اتصالي .. انت تعلمين اني لم اكن لاتصل لولم يكن الامر ضروريا .. اين انت .. هناك الكثير من الامور التي يجب علينا ان نناقشها )
جابهه صمتها للحظات كادت تفتك بثباته الا انها اجابته ( لا اعتقد ان الوقت ملائما لمقابلتك ف .. )
قاطعها مزمجرا ( نسمة .. كفي عن الهرب .. دعيني انا احدد الوقت الملائم بما انك جبانة )
ثارت بوجهه ( لست جبانه انا لا اخافك كل ما في الامر ان صديقتي قد فقدت وعيها وانا عندها في شقتها لاطمئن عليها )
اجابها بسرعة ( حسنا هذا جيد .. ابعثي لي بعنوان الشقة كي اتي اليك فورا فما اريده لا يمكن تجاهله اكثر او الانتظار لوقت اخر و )
قاطعته بثورة ( لا اريد .. ليس كل شيء تريده يجب علي تنفيذه فانا .. )
عاد ليقاطعها بصرامة اكبر وبنبرة بعثت القشعريرة في جسدها لقوتها القاسية ( لا تبدأي بثورتك الان فانت لست طفلة كما اخبرتك ولست جبانة لتهربي .. اثبتي ذلك وابعثي لي العنوان خلال دقيقتين والا صدقيني لن يعجبك ما سيحدث ولا تخبريني باني لم احذرك )
والقى تحية السلام منهيا المكالمة كي لا يسمح لها بالجدال فلقد ان لها ان تفهم حدودها وحدود ثورتها وتعاملها معه .
نظرت نسمة بذهول الى الهاتف وقد استبدت بها مشاعر متناقضة بين رغبتها للاستسلام وتمردها عليه .. تمتمت بذهول محدثة هاتفها ( يالك من دكتاتوري مجنون )
قاطعها صوت سما المتسائل ( هل انت بخير يا نسمة )
تنهدت نسمة بنفاذ صبر وهي ترفع عيناها لتنظر الى ما حولها وذلك الوضع الذي قد وضعت به يضغط عليها لتستسلم .. اشارت براسها رافضة ويدها تبعث العنوان كي تتجنب تعقيدات الامر خاصة وان ما حدث لاسيل جعلها في وضع لا تستطيع فيه التفكير بشكل سليم ولن تحتمل حدوث تداعيات قد تشغلها عنها لاحقا وتمنعها من الوقوف بجانبها .. تمتمت وهي تلتفت باتجاه نسمة ( انا بخير .. اين سراج )
اجابتها سما ( لقد اخبرني انه سياتي خلال ساعة )
حركت نسمة راسها بالموافقة متمتة ( هذا جيد .. ربما ان لهما ان يلتقيا وان يمارس اخي دوره )
رفعت عيناها الى سما المتسائلة فاشارت اليها ان تتجاهل ما سمعته وعيناها تراقبان جسد اسيل المسجى امامها على السرير .
اعادت سما بشرودها الحائر نظراتها باتجاه اسيل محاولة فهم ما حدث بالتحديد لينتهي بهم الامر هنا .. هل يا ترى انشغلت بهمومها مع سراج لدرجة لم تلحظ فيها هموم صديقتها التي سقطت بين يديها فجأة معلنة انها ليست بخير لتغيب عن الوعي بعدها .. المها قلبها الحائر اكثر وهي تدعو الله ان تكون اسيل بخير فالى الان لم يعلمو ما بها .. منذ ان سقطت حملها ادهم بسرعة ينوي الذهاب بها الى المشفى ولكن مدير الجامعة اشار عليهم ان يسعفوها في عيادة الجامعة ليطمئنو عليها .. وهناك اخبرهم الطبيب بان كل معدلاتها الحيوية جيدة وبان الاغماء على ما يبدو ناتج من ضغط عصبي ونصحهم ان يحملوها الى المنزل كي ترتاح بعد ان اخبرهم بانه حقنها بحقنة مهدئة بسيطة المفعول كي تكف عن الارتجاف والبكاء الذي كان قد اصابها حتى وهي فاقدة للوعي وكأن جسدها دخل في صدمة نفسية مرتدة .. ومنذ ذلك الوقت وجميعهم مرابطون في الشقة دون ان يفهم احد ما حدث معها لتكون بهذه الطريقة .. سمعت طرقة على الباب اطل بعدها راس ادهم وعيناه تحيطان اسيل بنظراتهما اللائعة المفجوعة وتمتمته الخافتة تدل على مقدار ما يعانيه من جزع ( الم تستيقظ بعد )
تنحنحنت سما مجيبة بخفوت ( كلا .. لازالت على وضعها )
رات كتفاه يتهدلان ويداه تنقبضان بقوة هامسا بصوت مخنوق ( اخبراني ارجوكما ان تحركت )
وعاد للخروج ليجلس في الصالة عند علي بعد ان اصرت كل من سما واسيل ان يجلس ادهم هناك بما انه لم يرتبط بعد بشكل رسمي باسيل كي لا تتضايق فهذه هي الاصول .. ومنذ ذلك الوقت وهو يطل عليهما كل خمس دقائق تقريبا ليطمئن عليها .. مظهره الخائف زرع غصة في قلب سما التي قارنت احترامه لاسيل وخضوعه لرغبتهما بالابتعاد رغم ان روحه تكاد ان تموت ليقترب ويحتضنها بين يديه وبين ما يحدث معها من سراج .. عادت بتلقائية لذلك الموقف الذي وضعها فيه جاعلا اياها بتهوره هدف لهمزات ولمزات ليال .. كانت قد تفاجأت باستدعائه لها بعد وصوله بشكل فوري .. خرحت لتلبي ندائه فاصتدمت بلا قصد بليال التي تعمدت الوقوف امامها وضحكة هازئة ترتسم على وجهها وقد اخذت تنفض ثوبها بشكل وهمي وهي تخبرها بسخرية مبطنة ( اوه يا صديقتي القديمة ربما يجب ان تحذري .. فالرجال قد يحنون لما سبق من الشقاوة ولكنهم ابدا لن يستغنو عن زوجاتهم اللاتي يفخرن بهن امام الجميع .. خاصة ان كن شريكاتهن في العمل .. فلا تدعي ادعاء الحب يخدعك )
وغادت بغرور تاركة اياها تغلي وقلبها يرتجف من الحزن والحنق .. وما ان دخلت الى المكتب عند سراج حتى وجدته يقف سريعا ويغلق الباب خلفها بالمفتاح وهو يحتضنها قائلا بصوت تشبع بعاطفته الراغبة ( لقد اشتقت لك كثيرا .. لما غادرتي دون ان توقظيني في الصباح كما انك بالامس نمت باكرا في حجرة عماد لانه كان متعب ومصاب بنوبة بسيطة )
واغرق وجهه في جيدها وشفتاه تنتقل بقبلات مشتعلة على طوله .. في تلك اللحظة شعرت بجسدها متشنجا وبالبرودة تكتسحها وكلام ليال يتمثل امامها .. سألته بصوت خافت مستهجن وهي تحاول ابعاده عنها ( انت لم تسال على حال ابنك يا سراج)

رفع راسه وعيناه غائمتين بالعاطفة مجيبا بتعلثم غاضب ( بل لقد سالت عنه قبل ان اتي للعمل .. مررت عليه ووجدت نسمة تعتني به وقد كان نائما دون ان يرف له جفن .. ما بك غاضبة منذ الصباح)
عادت سما لتدفعه عنها كي تحرر نفسها وهي تجيبه ويداها تعيدان تعديل ملابسها ( ما بي ؟ ؟ برايك هل من اللائق ان تستدعيني اثناء عملي فقط لتشبع حاجتك .. هيا سراج .. الم تفكر للحظة عما سيقوله العاملون وهم يرونني ادخل الى مكتبك واتاخر عندك والباب مقفل علينا .. ام ان سمعتي لا تهمك )
تنحنح سراج مجيبا بتوتر ( اي سمعة يا سما انا لم افعل شيئا حرام فانت زوجتي على سنة الله ورسوله .. اعذرني ان لم احاول الحساب او الانتباه فكل ما فكرت به هو اشتياقي ولوعتي )
اضاف جملته الاخيرة بنبرة ساخرة زادت من حنقها فلوحت باصبعها ثائرة ( اتتهمني يا سراج باني اتعمد ايقاعك في الخطأ .. اتستكثر علي الحفاظ على سمعتي في مكان اعمل به )
ابتعد عنها سراج والغضب يتملكه ( انا لا اتهمك بشيء يا سما .. كل ما هنالك اني كنت مشتاق لك فقط .. لم اعلم ان اي احساس اصبح عندك يجب ان يكون تبعا لضرب او قسمة او طرح وان اي تصرف اقوم به نحوك من عشقي فانت ستفسرينه بالف تفسير اخر .. ما بك يا سما .. انت لم تكوني هكذا )
كان كلامه يزيد ثورتها فاجابته ( وهل تقارن طفلة سخيفة كانت تلهو بحب لم تدرك ثمنه بامراة ذاقت الامرين وهي تدفع ثمن هذا الحب لوحدها .. هل هذا فقط ما يهمك .. رغباتك .. ان اكون مستعدة فقط لتنال جسدي وقتما تحب دون مراعاة لكل ما بنيته في حياتي .. هل هذا انا يا سراج بالنسبة لك .. رفيقة فرا... ااخ )
صرخت سما بالم عندما قاطع كلامها تحرك سراج السريع باتجاهها ليجذبها وقد اقفل فمها بكل عنف بباطن كفه وعيناه تندلع منهما حمم بركان غضبه الثائر وصوته يهدر في اذنيها ( لا تكملي .. فانت تهينيني وتهيني نفسك بهذا الوصف .. كيف تفكرين باني اراك هكذا .. لما تزوجتك ان كنت اريدك فقط في الفراش )
انهمرت دموع سما وهي تهمس باجابتها بعدما رفع يده عن فمها واخذ يمسح الدموع عن وجهها ( لقد تزوجتني بالسر .. وهذا في نظر مجتمعنا لا يبتعد كثيرا عن مفهوم العشيقة )
تأوه سراج ويداه تحتضنان وجه سما ( اقسم اني اراك زوجتي ولا يهمني العالم باسره فيما يفكر .. والله يا سما اني احبك كما لم ولن احب امرأة غيرك .. لو ان الامر بيدي لاعلنت زواجنا .. الا تعتقدين اني اذوب بغيرة شنيعة كلما رايت احد ينظر اليك بحرية دون ان يكون من حقي ان امزق عيناه .. لست وحدك من تتالمين ولكني انسى كل العالم مقابل لحظة اجتمعها معك ..ما بك هل ما عدت تحبينني )
كان سؤاله المتألم هو ما افاض كاس احزانها وعشقها بتناقض فتك بروحها فتمتمت باستسلام ( بلى احبك .. وهذا ما يجعلني احتمل هذا الوضع .. ولكن .. الى متى يا سراج )
ابتسم وهو يقبل وجنتها بحنان عاشق ( ستعتادين يا حبيبتي وسيصبح الامر اسهل .. وان كان استدعائي لك يضايقك فساكف عنه قدر استطاعتي ولكني لن استطيع ان امنع نفسي من سرقة قبلة او قبلتين كلما سنحت الفرصة )
وقبل ان تجيبه رن هاتفه وما ان رأى اسم من يطلبه حتى اشار لها لتغادر بسرعة واجاب بنبرة مشوشة لطيفة ( حبيبتي .. كيف حالك .. كنت ساتصل بك بالتاكيد )
ادركت ان التي يتحدث معها هي ناتاشا فشعرت بوخزات الالم تعود لها بقسوة وهي ترى تبدل حاله معها وكيف نسي وجودها ما ان تحدث مع زوجته .. مسحت دموعها بعنفوان جريح وخرجت بسرعة وقد وعدت نفسها ان لا تجعله يفرض عليها اي تقارب طوال فترة العمل .. كما انها تعمدت اخذ اذن المغادرة باكرا من مدير البنك دون ان تخبر سراج سوى برسالة بعثتها له كان فحواها ابلاغه بانها ستذهب لمناقشة رسالة الماجستير الخاصة بعلي فلقد اعتبرت ان هذا من واجبها كزوجة له ان يعلم مكان تواجدها درءا للمشاكل وها هي هنا تنتظر قدومه كما ابلغها عندما اتصل فيها اثناء المناقشة ... انين صدر عن اسيل انتشل سما من ذكرياتها فوقفت هي ونسمة بشكل سريع واقتربا من اسيل التي اخذت ترفرف بعينيها ببطء وكأنها تحاول استيعاب ما حولها .. صوت انفتاح الباب اعلمهما بان ادهم هو الاخر انضم لهما دون ان تعلم سما كيف ادرك بان اسيل قد استيقظت .. جلست على طرف السرير مربتة عليها بلطف وهي تقول ( حبيبتي .. حمدا لله على سلامتك .. انت في منزلك يا اسيل .. لقد اقلقتنا عليك )
كانت تحاول بكلماتها امتصاص اجفال اسيل الواضح في عينيها .. سمعت زفرة اسيل وهي تعيد اغلاق عينيها مرة اخرى فعادت لتربت عليها ونسمة تقول بنبرة لطيفة مازحة بدورها ويدها تمسح على شعر اسيل ( يا مجنونة ..لقد جعلتني اتقدم بالعمر مئة عام بفعلتك .. اخبرني مرة اخرى قبل ان تقومي بمقالبك هذه )
شبح ابتسامة زين ثغر اسيل ودمعة غريبة تفر من عيناها المغمضتين جعلت ادهم يثور بشكل فجائي ويداه ترفعان النصف العلوي لجسدها وقد ضمه اليه بعد ان جلس على طرف السرير وصوته يتأوه بعلو مجروح ( يا غصة عمري .. حمد لله على سلامتك .. ما بك يا قلبي .. اخبريني )
وفي لمحة واحدة حدث كل شيء..انتفضت اسيل بسرعة وهي تدفع ادهم بعيدا عنها صارخة بثورة ( ابتعد عني .. فقط .. ابتعد عني )
ذهل كل من في الحجرة ومنظر اسيل المرتعش وهي تضم نفسها بذراعيها محدثة ادهم الذي شحب وجهه حتى غدا كالموتى ( انا لا احل لك فلا تلمسني .. ارجوك غادر واتركني وحيدة )
تمتم ادهم بهمسة خانقة متلعثمة ( اسييل... هل تعين ما تقولينه )
اغمضت اسيل عيناها وروحها تأن بالم مضاعف وهي تتذكر ما حدث بعد ان قرات الرسالة .. لقد شعرت بانفاسها تحتبس في صدرها وعيناها تحاولان اعادة قراءتها .. قلبها الواجف أن بعنف وروحها انتفضت في جنبات صدرها .. وعندما رفعت عيناها رات علي يقف امامها يتقبل التهنئة من سما الضاحكة وقد احتضنه عماد بقوة .. في تلك اللحظة وجدت قدماها تقودنها بلا حول باتجاههم وقد تهدجت انفاسها ومدت يدها .. عندها تحولت عينا علي عن سما اليها ليذهله مظهرها فسالها بقلق شاهق ويده تلتقط يدها ( ما بك .؟ هل انت بخير ؟ لما انت شاحبة هكذا )
وامسكت سما بها عندما لاحظت ترنحها البسيط وهي تهتف بقلق ( مابك اسيل حبيبتي .. هل انت بخير )
شعرت بتساقط دموعها الصامتة وعيناها تنتقلان بينهما .. وزفرت اوجاعها بارتجاف مع انفاسها قائلة بهمس ( بخير .. بخير .. كلا .. لست بخير .. انا لست بخيييير )
وغابت الدنيا امامها وقد لفها السواد فكان اخر ما سمعته صوت ادهم وهو ينادي اسمها بجزع .. عادت الى واقعها وادهم يعيد سؤاله بنبرة ملتاعة ( اجيبيني يا اسيل ما بك )
فتحت عيناها ونظراتها تسافر حولها فرات وجوه سما ونسمة وعلي القلقين عليها والذاهلين من تصرفها اما وجه ادهم الذي استقرت عيناها عليه فقد بدا كلوحة الم سيريالية تنحنحت قائلة ببطء ( ادهم .. سارجوك الان امامهم جميعا ان تنسى كل شيء بيننا فانا لن اتزوجك مهما حدث )
ساد الصمت بعد كلمتها والجميع ينظر اليها وكانها القت قنبلة مرعبة في وسطهم .. كان اول من مزق سكون اللحظة هو علي الذي رفع حاجبيه بعتاب واضح ( اسيل .. هل تعتقدين اننا نلهو وان ادهم دمية بين يديك لتستيقظي هكذا وتخبرينا فجاة بقرارك الغريب بالانفصال بعد ان فقدت الوعي نتيجة صدمة عصبية كما اخبرنا الطبيب .. هل المفترض ان نتقبل الامر هكذا دون تبرير )
اخفضت اسيل عينيها وهي تزداد انكماشا حول نفسها وقد ضمت قدميها على صدرها واخفت وجهها بين ركبتيها متمتمة بخفوت ( انا لا اعتقد شيئا يا علي .. منذ البدء دوما رفضت الزواج .. وقد ضغط علي ادهم قبل ثلاثة ايام ونشر اشاعة خطوبتنا .. حاولت مجاراته ولكنكم رايتم كيف ان الموضوع اثر على اعصابي حتى سقطت فاقدة للوعي )
عاد الصمت يلف المكان لوهلة قبل ان يعلو صوت ادهم الجهوري وهو يقف بشموخ قائلا ( ارجوكم جميعا .. اتركوني مع خطيبتي فيبدو ان هناك الكثير من الكلام الذي يجب ان توضحه ..)
عادت اسيل لتنتفض مقاطعة ادهم ( لست خطيبتك ولا يوجد ما نتحدث به .. فقط غادر واتركني معهم )
ازدرد ادهم لعابه بصوت مسموع وكفيه ينقبضان بعنف وهو يكرر موجه كلامه لعلي بهدير مخيف ( من فضلكم غادرو )
ظهر التردد على سما ونسمة بعدما راو حالة اسيل الثائرة .. اما علي فلقد تنهد متسائلا ( ولكن .. ادهم .. انها متعبة .. ما رايك ان تؤجل ال .. )
قاطعه ادهم بصرامة اكبر وبصوت لا يقبل النقاش خاصة بعدما راى ثورة اسيل ومقاومتها لامره ( قلت الان .. اتركوني معها )
للحظة تبادل كلا الرجلين النظرات وعلي كله رجاء ان يتفهمها قبل ان يغضب .. لمعة وعد ظهرت في قعر عيني ادهم جعلت علي يشير لسما ونسمة كي يلحقاه دون مقاومة وهو يقول لاسيل ( اقنعي خطيبك بنهاية ما بينكما وعندها نحن سنساندك .. من حقه ان يعرف كل شيء يا اسيل .. من حقه ان تصارحيه )
كان كلامه المبطن اشارة منه لاسيل لضرورة اظهار كل اسرارها لادهم مهما عنى ذلك كي يتمكن كلاهما من التفاهم .. وغادر بعدها الحجرة وسما ونسمة يلحقانه وقد بدا الخوف على كلتيهما .. ما ان اغلق الحجرة على ادهم واسيل حتى قال لهما ( يجب ان تحدث هذه المواجهة بينهما وحدهما .. فاما ستستمر خطبتهما بعدها او .. سنقف جميعا لمؤازرة اسيل مهما جد من امور ).
وقف ادهم بهدوء امام اسيل دون ان يخرق حاجز الصمت الذي ساد الحجرة وعيناه تلتهمان مظهرها البائس وهي تجلس باستسلام على فراشها وقد ضمت قدماها الى صدرها واحاطتهما بيداها واخفضت وجهها ليكون شعرها حاجز يمنع اي احد للوصول الى عينيها .. استعان بكل صبر الدنيا كي لا يذهب اليها ويضمها ثم يهزها ثم يضربها ثم يعود ليحتضنها ويشبعها تقبيلا وقد ثارت مشاعره المتناقضة في نفسه ما بين الالم والحزن والشوق والشغف والحيرة والخوف .. ولما طال صمتها تكلم بلطف وهو يقترب مرة اخرى ليجلس على طرف السرير متعمدا الا يلمسها خصوصا بعدما لاحظ انكماشها الفوري ( اسيل .. مالذي حدث .. لما عدتي لتلك الثورة واياكي ان تقولي باني ضغطت عليكي لتوافقي )
سمع زفرتها المتأنية ومحاولتها الفاشلة لتسحب انفاسها زادت من المه الا انه لم يحاول الاقتراب كي يسمح لها ان تخرج كل مافي جعبتها دون ضغط .. رأى شفتيها بالكاد تتحركان وهما يتمتمان حتى كاد ان يقسم بانه لم يسمعها لولا انتباهه الشديد على حروفها المتعثرة ( انا .. م ..ريض..ة )
هاله اعترافها خاصة عندما رفعت عيناها لتقول ببطء من حسم قراره ( انا .. مريضة سابقة لسرطان الرحم وقد تم استئصال جزء من رحمي وانا في السابعة عشر ثم تعرضت لعلاج كيميائي لمدة عام )
راقبت اسيل تبدل ملامح ادهم ما بين الذهول الى القلق الى العاطفة وهي تحاول التقاط شفقته كي تسعر نيران غضبها عليه .. ولكن التزام ادهم بالصمت وعيناه تركزان عليها منتظرا منها ان توضح اكثر وكأن ما قالته لا يعد سببا كافيا لما فعلته معه وقد غدت قسماته غامضة مما جعلها تضيف ببطء وهي تتذكر حوارها قبل يوم مع علي الذي نصحها ان تخبر ادهم بحالتها كاملة وتترك له حرية الاختيار ( انا لا يمكنني الانجاب لذا فانا امراة ناقصة الانوثة .. و .. ليت الامر اكتفى على ذلك )
اضافت اخر كلماتها وهي تهزء بالم اكتسحها من احلامها السابقة بالسعادة معه .. سمعت تساؤله الهامس ( مالذي تعنيه بليت الامر اكتفى على ذلك .. هل .. هل عاد .. المرض اليك )
كان يسالها وكأنه يموت وهو يخرج الكلمات من فمه .. خنجر عميق ضربها بمقتل وهي تراه لم يهتم بموضوع الانجاب وكل ما سال عنه هو صحتها .. انتفضت واقفة وقد اختنقت انفاسها وهي تهس بفحيح شرس ( وهل يهم ان عاد .. مالذي سيحدث يا ترى ان عاد .. اهذا ما يهمك .. حياتي ؟؟ .. حسنا انا يهمني امرا اخر فلقد مللت الحياة .. مللت انتظار عودته الغادرة لي ليسلب مني انوثتي و .. حياتي .. وما نفع الحياة فان لم اكن انثى لمن اعيش فيها ؟ )
وقف ادهم وقد ازداد شحوبه وهو يقترب منها ليمسك يدها بارتجاف ( مالذي تعنيه بهذا الجنون .. كيف تستهينين بحياتك وما دخل انوثتك هنا )
انفجرت في تلك اللحظة كل اوجاع اسيل والالامها السابقة وهي تصرخ مشيرة الى صدرها ( اتعلم ما فعلته من اجل انوثتي .. لقد قدمو لي خيارين .. ان يكون الاستئصال كليا للرحم وهكذا اطمئن ولكن هذا سيجعلني اصاب بخلل هرموني ونقص في هرمونات الانوثة خاصة مع صغر سني لافقد بعدها معالم انوثتي بشكل تدريجي او ان يتم استئصال جزء من الرحم على ان اتعرض للعلاج الكيميائي المكثف ليتكفل الجزء الباقي بافراز هرمونات الانوثة عندي .. اتدرك معنى ان تكون فتاة في السابعة عشر من عمرها لازالت انوثتها تتبرعم في روحها لتوضع امام خيارين احلاهما مر .. اما حياتها .. واما انوثتها.. ومع ذلك اخترت .. اخترت ان اغامر بحياتي مقابل الحصول ولو على جزء يسير من انوثتي وبالطبع حرمان كامل من فرصة الانجاب .. وبعد ان تعالجت بقيت في خوف دائم من عودة المرض وذلك بسبب تحذيرات الاطباء المتكررة لي لان عودته ستكون خطرا علي .. ولهذا عشت يومي وانا اتخلى عن كل احلامي بالحب والزواج رافضة ان اربط شخص غيري بمصيبتي كي لا يتحول الحب الى شفقة لا احتاجها وامقتها واكرهها وتشبعت منها طوال فترة علاجي عندما كنت اراها في اعين جميع من يتعرف علي ويعرف قصتي .. وقد كنت جيدة في وأد مشاعري حتى ظهرت انت لي )
وهنا اقتربت من ادهم المصعوق الذي تشنج جسده على اثر اعترافاتها رغم انه لديه فكرة عن مرضها ولكنها كانت المرة الاولى التي تخبره هي بتاثيره النفسي عليها .. في لحظة تجاوزت ادهم لتلتقط زجاجة عطرها وتقذفها على طول يدها صارخة بيأس مزقها وصوت تحطم الزجاج يعكس تحطم روحها ( لما اتعطر كالنساء .. لما البس كالنساء .. لما .. لماااا وانا بعد كل ما فعلته لاكون ولو انثى ناقصة يابى المرض الا ان يهاجم انوثتي في منطقة اخرى .. ليسلبني ..صدري.. ايضا )
كان اعلانها بمثابة زلزال اصاب ادهم الشاهق بعنف وهو يراها تتكئ على الطاولة المخصصة لادوات زينتها وقد انتصبت المراة امامها .. انهارت عزيمتها وراسها ينحني اكثر متمتمة ( لما جعلتني احبك .. لما جعلتني اريد التعلق بالحياة .. انا .. انا .. اريد الموت .. فقط اريد الموت )
علا بشكل فجائي جرس شقة اسيل لينشل ادهم من جموده المصعوق في نفس الوقت الذي اتجه فيه علي ليفتح الباب وكلا نسمة وسما يلحقانه وهما ترتجفان من صوت التحطم الذي سمعتاه مما جعلتاهما ينظران برغبة واضحة ورجاء لعلي كي يريا اسيل وحيرة ممزوجة بالم تغزوهما .. صوت رجولي انبعث من الباب المفتوح بيد علي تعرفت عليه نسمة فورا وتحية اخرى صدرت لتعلن عن وصول كلا من سراج ونادر مع بعضهما دون ان يعرف احدهما الاخر في وقت علا صوت تحطم اخر ارجاء الشقة مع صرخة ادهم المجفلة برعب جنوني ( اسييييل ).
انتهى 😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 12:15 AM   #195

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

تعليق سريع... واعود مرة اخرى
سراج شخص اناني جدا...


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 01:32 AM   #196

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع يا الله انتي دائما تبهريني بجمال قلمك وابداع اسلوبك يامبدعه وطريقه تنقلك بالاحداث كتير حلو واعجبني الصراحه برافو 😍😍😍😍😍😍الحوارات المستخدمه دمار شامل لاني مابطلت بكي سواء ع نسمه او اسيل او سما نسمه وصدمته من اعلان نادر للزواج منه وانكساره لعدم اخذ رائيه وعوده الم الماضي من وجعه المت نادر بكلامه وحكيت ع نفسه بكل الم 😭😭😭😭مشاهد نادر ونسمه رؤؤؤعه ياترى شو حصل لنسمه بالماضي وهل صحيح هي زي ما تقوله نسمه عنده جرح كبير قوي ياترى مين هالرجل الي اتذكرت 🤔🤔🤔🤔نادر وعصبيته ع تجاهل نسمه ليه وغيرته من سامر هو مفكر انو يفهمه حبه بالافعال كلام ابوه مع نادر عجبني دفاع نادر ع نسمه تحيه مني ليه 🎩🎩🎩🎩ياترى شو مستخبي ليهم 🤔اما سما وسراج سراج اناني لاخر درجه بالبدايه شوي كنت اعطيه عذر بس يااخي مش للدرجه دي يعني وصلت انو يستدعيه قدام الموظفين وكيف بس لما اتصلت ناتاشا صرف بحرك من ايده وهاي عندي اهانه والله 😭😭😭😤😤😤😤😤لدرجه خلا ليال الحقيره تحكي عليه انا متاكده هي الي عم توصل كلام لناتاشا مهي عقربه بس كمان انا بلوم سما لازم تتخذ موقف منه لان سراج اذا جه بيوم ولازم يتختار بين سما وناتاشا وكل الي وصله فاعتقد بانانيته دي حيختار الي وصله 😭😭😭😭😭😭والله ماقدرت بس قلبي وجعني ع سما لنشوف شو مستنيه علي واخيرا حصل ع الشهاده الماجستير واخيرا نقول مبروك علاوي 💃💃💃💃علا والمعركه الي ابتدت من ايدي الي لو بايدي اخنقو 🙄😤😤اسيل وادهم حبايبي هي المصايب وراكم وراكم فرحت اسيل انتهت بلحظه مشهد انهيار اسيل فظيع وخوف ادهم عليه 😭😭😭وطريقه مقارنه سما بينه وبين سراج 😒المصارحه الي حصلت بين اسيل وادهم يا الله اسيل ومعاناته وهي مجرد مراهقه تتعرض لكل ده اديش صعب اووي وانهياره ياترى عملت اي وصرخت ادهم 😱😱😱😭😭فصل احداث شيقه 👏👏👏👏👏👏👏💘❤تسلم قلمك المبدع

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 01:47 AM   #197

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

قفلات مرهقه ملعبكه متعبه
اسيل معذوره أكيد إن يكون فيه فرصه إن المرض يرجع ده مؤلم وكمان يرجع بالشكل ده دمار شامل بس يارب يكون ورم عادي بعيد عن المرض ده
سما انا بجد مش عارفه اقول ايه احساسها طبيعي لأي زوجه بتغير لكن المفروض تفتكر إنها داخله علي مخاطره شديده وعنيفه
أدهم لا أعتقد إنه هيسيب أسيل مهما يحصل
نادر النادر طريقته في إقناع ابوه اقنعتني انا كمان معاهم
يارب تتهدي يا نسمه بقي
نفسي اعرف ايه ايلي حصل معاها خلاها كده


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 02:30 PM   #198

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير ..

سراج شو هالأنانية ..
أي حب هذا الذي يدعيه ..
وهو فقط مثل ما قالت سما تزوجها لإشباع رغباته ..
زواج سري لم يفكر بسمعتها ..
وأنها ستكون لقمة للجميع للقيل والقال ..
ألفاظ التحبب لزوجته الأخرى أمامها ..
لماذا لم يفكر أن هذا الأمر جارح لها ..
وهو يجن جنونه لو تقرب منها شخص آخر ..
على سما أن تكون أكثر حزما معه ..

أسيل ومعاناتها تقطع قلبي عليها ..
وأدهم لا يساعد أبدا بضغطه عليها بمشاعره ..
هي تحبه لكن أي قلب هذا الذي سيسمح لها بتوريطه معها وهي تعرف ما تعاني منه ..
خاصة لو ثبت أن المرض في صدرها أيضا ..
أصلا لن تكون مرتاحة وتفكيرها دائما أن أدهم بيوم ما سيمل منها ويبتعد ..
خفي عليها يا حور ..

نادر كأنه كان ينتظر كلام سامر ليتخد تلك الخطوة ..
وها هو تقدم لها وستكون له ..
رغم رفضها ليس لأنها لا تكن له المشاعر ..
إنما لذاك السر الذي تخفيه ..
ماذا حدث لها في الماضي ..
كأنها ليست عذراء أم ماذا ..؟

علي أخيرا تحقق حلمه رغم خطط ومؤامرات إياد ..
ماذا سيفعل علي ليوقفه عند حده ..؟

سلمت يداك حور ..
بانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-17, 12:20 AM   #199

اميرة سيناء

? العضوٌ??? » 388259
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 149
?  نُقآطِيْ » اميرة سيناء is on a distinguished road
افتراضي

وواية حلوة 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻

اميرة سيناء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-17, 10:20 PM   #200

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي




نص ساعة مخلصة الفصل و بحاول افهم الايموشن بتاع القلوب ده بيعمل اية
يعني ايموشن يقول ان الفصل خلص و عاشوا في تبات و نبات 💗💗💗💗
تيجي تقري تلاقي واحدة عندها سرطان او احتمال يكون عندها 😭😭😭😭
و التانية زوحة سرية و سي الاستاذ جوزها مش بيفكر الا في الشمال🙈🙈🙈🙈
و التالتة داخلة على جوازة انقاذ لسمعتها😑😑😑
الرابعة بقى 😂😂😂😂 قفلوا شركتها و سحبوا تمويلها
هههههههههههههه يالا خلينا متفائلين
سراج عايز يتخبط على دماغه تصرفاته فعلا مش طبيعية و فيها نداله
اما ادهم فانا مقدرة حالته و تصرفاته
علي اتحط بموقف صعب لازم يساند علا هي الوحيدة اللي مدت ايدها له عشان مستقبله
نادر و نسمة علاقتهم من سئ لاسوء و اعتقد ان لسه فيه اسرار مش متوضحة تخص حياة نسمة
فصل جميل و بانتظارك


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.