آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          لازلت سراباً (25) -ج1س أنثى صنعها الهوى!- للمبدعة: Just Faith *مميزة*رابط خفيف (الكاتـب : Andalus - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          الشعلة الأبدية (49) للكاتبة: آن أوليفر .. كـــــاملهــ.. (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كتاب الف ليلة وليلة النسخة الكاملة (الكاتـب : بندر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-18, 11:12 PM   #311

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


الف الف مبروك التميز يا حور تستاهلي اكثر

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-18, 11:51 AM   #312

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

مبارك التميز يا حور تستاهليه بجد وعن جداره 😘😘😘😘😘

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-18, 08:40 PM   #313

Tomma

? العضوٌ??? » 404500
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » Tomma is on a distinguished road
افتراضي 💕💕

بجد فصل رووووعه ومليان احداث مش عارفه البيس نادين عايزه ايه نفسى اموتها شكل اسيل بتهورها هتودى نفسها فى داهيه ياترى هيحصل معاها ايه وفعلا ادهم هيسيبها😥😥😥 وعايزة اعرف ايه اللى سما اتفقت بيه مع على وبصراحة على طيب القلب بزيادة يعنى ازاى مموتش علا بعد اللى حصله بسببها اما سراج فأكيد مش هينفذ وعده وناتاشا العقربه هتعمل حاجه 😥😥 صراحه ابدعتى حور كالعاده ❤❤❤

Tomma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 12:12 AM   #314

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى ( الفصل 18 القسم الثاني )



في هذا الفصل لن تخط نهاية القصة ولكنني ساخط بداية القصة من نقطة اخرى .. من نقطة الجزء الثاني لقصتي .. بالطبع يبقى الخاتمة التي ستسلط الضوء على جميع ابطالنا وستنقلكم معي الى مرحلتهم الثانية لذا فالنهاية ليست مفتوحة كما تظنون انكا ستظهر النهاية في الخاتمة التيستعلمون فيها مصير نسمة ونادر وخطة سمر .. ومصير اسيل وعلي وسما وما حدث لهم وهل سافرو .. ومصير ادهم وابنه .. ومصير علا وتحديها لاحمد لذا استميحكم عذرا ان انزلها في الاسبوع القادم باذن الله اما الجزء الثاني من الشلسلة فساعلن عنه مع الخاتمة وشكرا لكم ولدعمكم




جدران صمت الهوى ( الفصل 18 القسم الثاني )

1
في السنة .. تمر الايام دوما كمثيلاتها .. قد يحدث فيها ما يجعلها مميزة .. او قد تكون مجرد تاريخ قد حسب علينا .. ولكن .. في الحياة .. قد نجد يوما يعد لنا كنقطة تغير .. كانطلاقة احداث .. او كشعلة نار تحرق كالهشيم كل ما مر بنا لتتركنا عند الصفر .. وعلى حافة ركام الرماد نقف وننظر الى الخلف فنراه فارغا قاحلا موجعا .. وبتصميم .. قد لا نمتلكه .. وقد نجبر عليه .. وقد ينبثق بلحظة تحدي مجنونة .. نقرر المشي قدما .. ففي تلك الدقائق نكتشف باننا لم يعد لدينا ما نخسره .. تلك القيود تحطم ونبدأ بالخوض في مغامرة جديدة .. مغامرة نكون فيها قد بعنا ارواحنا فداء لها لنعيش باجسادنا بحثا عمن يحي فينا شرارة الامل مرة اخرى .. وبتحدي غريب نقاوم .. ونقاوم حتى ..... نرى خط النهاية

وقفت نسمة بجمود مرتبك امام باب شقة اسيل وقد انتابتها كافة المشاعر .. ترى كيف ستخبرهم عن امر اخاها وهو الذي دوما ما كان سبب في حزن سما .. المشكلة انها لا تستطيع لومه ففي النهاية هو هكذا .. بطبيعته هكذا .. ذلك الامتنان الذي يحمله لزوجته يكبله ويجعله يؤذي من يحب .. بل ويؤذي نفسه ايضا .. شعرت بيد تتشبث بكفها وبجسد مشع بالحياة يقترب منها .. تنهدت بلا وعي وهي تستند عليه مغمغمة ( هل .. ساتمكن من هذا )
همسته الدافئة داعبت احاسيسها ( اجل .. انت الاقوى يا نسمة .. وهذا حق الجميع عليك )
تنهدت بعمق وهي ترتاح للحظة مستندة على صدره مغمضة العينين وقد تشبعت روحها من قوته المنبثقة بسخاء لتدعمها .. عادت انفاسه لتلاعب شعيراتها التي تغطي اذنها وهو يقول ( هيا .. تشجعي .. فانا معك )
ما اجملها من كلمة وما اروعها من نغمة .. الا تعود وحيدة واخيرا بعد كل شيء حدث معها .. وبعد طول وحدتها التي اتعبتها رغم انكارها وجدته .. من بين حنايا احلامها برز لها كفارس همام اجبرها على تلقي يده ليكملا سويا الطريق .. وكم استمتعت روحها بوجوده معها لتكتشف بانها ماكانت الا امرأة مكابرة تدعي الاكتفاء بذاتها ليتغلب انصهارها بمن تعشق فيبلور كيانها المشتعل بروحها التواقة .. فقط هو من اصبح بيده كل مفاتيحها ليتحكم بكل احاسيسها .. وبهمسة ذائبة اعترفت للمرة التي لا تعرف عددها لنفسها ثم له ( نادر .. انا .. احبك .. واشكر الله .. انك بجانبي الان )
صوت ابتسامة شقية انتقلت لشفاهها منه وهو يجيبها ( لا تستفزي سيطرتي اكثر .. فقد انسى كل شهامتي واحملك الى منزلنا لاكمل تلك الليلة التي قطعها علينا اخاك وليتصرف هو بمعرفته ..هيا اعتدلي وانهي ما جئت له)
جمعت جملته الاخيرة بين الحزم الحانق واللطف المراعي ليصدر ذلك الامر من شفاهه فيحركها بدوره لتعتدل مجيبة بحنق طفولي تمثيلي ( حسنا .. اعتدلت .. هل تستكثر علي دقيقة امتص فيها من قوتك قليلا )
ضحكة اخرى اطلقها مع كلماته ( لوهلة شعرت اني امام مصاصة دماء .. عن اي قوة تتحدثين )
وغمزها بعد ان جعلها تلتفت نحوه وهو يمسك بذراعيها... رفعت حاجبيها بتحدي مجيبة وهي توكز كتفه ( يالك من مغرور .. انا فقط ادعي الرومانسية .. والان سترى اني ساقوم بكل شيء بلا مساعدتك )
فتح عيناه بدهشة مصطنعة وهو يتمتم ( لقد صدقتك حقا .. هيا ارينا مهارتك .. يبدو ان صنف النساء كلهن جاحدات .. ياخذننا لحم ويرميننا عظما )
كلماته استنفرتها و بتحدي ملأت نبرتها المداعبة ( انتم من تستنفزونا .. والان ساريك )
والتفتت نحو الباب مرة اخرى وهي واثقة من تعمده استثارتها لتبادر بشجاعة لما قدمت لاجله .. رفعت يدها لتضرب جرس الباب الا انه فتح بشكل مفاجئ وهي ترى اسيل تقف امامها مشدوهة ( مالذي تفعلينه يا نسمة هنا .. تفضلي .. هل حدث شيء )
كانت نسمة قد انتبهت على التغير الواضح بملامح اسيل .. ورغم استعدادها طوال الليل لما ستقوله لهم انتفض قلبها بعنف اكبر وهي ترى الذبول الذي كسا ملامح صديقتها .. وبدون تخطيط سالتها بلهفة ( اسيل ..هل انت بخير )
ضمت اسيل نسمة بسرعة قبل ابتعادها الاسرع وهي تهتف ( سامحيني لم اقصد تجاهلك ولكني امر بظروف صعبة لذا لم ارد عليك )
حركت نسمة راسها بالرفض مغمغمة بسرعة وهي تمسك كفي اسيل بحنان ( كلا .. لا عليك .. المهم ان تكوني بخير )
ابتسمت اسيل بالم وهذه الكلمة تثير بداخلها كل بواطن المها الذي تضاعف .. تنهدت بعمق مجيبة ( اجل انا بخير .. ولكن اعذريني ورائي موعد مهم يجب ان انهيه قبل حفلة سما .. هل هناك ما يمكنني مساعدتك به )
صمتت نسمة غير قادرة على الافصاح عن سبب زيارتها .. صوت هادئ انقذها وهو يجيب اسيل ( نسمة بحاجة للتحدث مع سما في امر مهم .. وقد اخبرتها سما انها تقطن هنا الان على الهاتف .. فهل يمكننا مقابلتها )
بسرعة ملهوفة اجابت اسيل وهي ترفع كفها لتصافح نادر ( اووه اعذرني استاذ نادر .. لم انتبه لوجودك .. تفضلا .. سما بالداخل .. اعذراني فانا مضطرة للمغادرة )
حركت نسمة راسها موافقة بسرعة ( لا يهمك رافقتك السلامة )
اشارت اسيل لهما كي يدخلا وهي تصرخ بصوت عالي نسبيا ( سما .. ضيوفك قد وصلو .. من هنا تفضلو واجلسو هنا .. والان عن اذنكما )

كانت قد اوصلتهما الى صالة الضيوف حيث اجلستهما واستأذنت كي تغادر سريعا امام انظارهما ..
لحظات بسيطة مرت بصمت مترقب قبل دخول سما عليهما .. وقفت نسمة بشكل فوري واقتربت منها لتضمها بلطف قائلة بنيرة تخللها الكثير من الندم ( سامحيني يا سما .. ارجوكي سامحيني لاني لم اقف معك في محنتك ولكني لم اكن هنا .. وقد حاولت الاتصال بك ولكن لم اتمكن من الوصول اليك ..)
ربتت سما على كتفها مغمغمة ( كلا لا عليكي نسمة .. فلا ذنب لك فيما حدث )
ابتعدت نسمة عنها لتعود وتجلس في مقعدها بينما صافح نادر سما برسمية محييا اياها ( اهلا سيدة سما .. سعيد انك بخير بعد كل ما جرى لك )
جلست سما بهدوء مترقب وهي تلاحظ قسمات نسمة المتوترة بطريقة اكدت حدسها فقالت بعد بضع لحظات من الصمت ( يبدو يا نسمة بان سراج ابتعثك لتعتذري بالنيابة عنه عن حضوره للزفاف .. اليس كذلك )
صدمة مذهولة ارتسمت على وجه نسمة وهي تجيب بتلعثم ( ك.. كيف علمتي .. هل .. ابلغك هو )
مطت سما شفاهها بلامبالاة مصطنعة وقلبها ينقبض للمرة الاخيرة من افعال سراج والد ابنها وحبيبها السابق ( يمكنك القول باني توقعت هذا منه .. فدوما ما كان سراج يتصرف معي بهذه الطريقة )
قضمت نسمة شفتهها وارتباكها يتعاظم ( صدقيني يا سما لم يكن يقصد التأخر .. كما فهمت منه فوالد زوجته قد انهار بعد ان اصابته نوبة قلبية وهو في العناية المشددة وليس هناك احد لهم سوى سراج .. هو بالطبع لم يكن ليتركك هكذا )
حركت سما راسها رافضة وهي تجيبها بنبرة اكثر برودة ( كلا يا نسمة .. لا تدافعي عن اخوك فما يفعله ليس جديدا عليه فدوما ما كانت ناتاشا لديها كل الاعذار لتبقيه الى جانبها .. بصراحة لم استغرب منه ما فعل وقد قمت بترتيباتي بناءا على ذلك )
بنبرة هادئة سال نادر بعد ان لاحظ شحوب وجه نسمة المتضاعف ( كيف قمتي بترتيباتك .. هل هناك ما يمكنني فعله لمساعدتك .. صدقيني نسمة لا ذنب لها في تلك الظروف التي تعرض لها سراج )
تداركت سما كلامها بسرعة قائلة بنبرة شابها الاعتذار ( لم اقصدك يا نسمة بشيء لاني واثقة بانك مظلومة مثلنا .. فسراج لم يشعرني يوما بانه مسؤول عنك او يهتم بك .. اعتذر لصراحتي ولكني كنت انقهر منه بسبب بروده معك .. و .. اشكرك سيد نادر على عرضك .. علي سيقوم بالواجب .. ها هو وصل )
كانت قد وجهت كلماتها الاخيرة لنادر قبل سماعها لصوت جرس الباب .. لذا وقفت برشاقة لتفتحه .. نظرت نسمة الى نادر كمن تستغيث به ليقويها فشعرت بيده التي امسكت كفها المنقبض على ساقيها وبابتسامته اللطيفة المريحة .. قطع شرودها به دخول علي الذي كان يتساءل بحنق ( لما تتكلمين هكذا بهذا الغموض و .. )
وقعت عيناه على نادر ثم نسمة فتوقف عن الكلام وقد شعر جيدا بما هو مقبل عليه .. مظهر نسمة المرتبك ونادر الذي وقف سريعا ليرحب به وصوت سما المتشدق من خلفه وهي تقول (يبدو انني كنت الاكثر حظا يا علي .. فما توقعته انا قد حدث )
كل هذا تراكم على روحه في نفس اللحظة التي مد نادر يده مصافحا له وهو يتمتم ( كيف حالك استاذ علي .. ارجو ان تعذرنا لقدومنا بهذه الاخبار )
كان قد سمع في يوم عما يقوله اصدقاءه عن انفصال الروح عن الجسد .. بحيث يصبح كيانك مسيرا لا مخيرا يتبع من حوله وروحك تراقبه من بعيد وهي مستسلمة بالكامل لما يقودك اليه قدرك .. كان هذا حال علي منذ سماعه لخبر تخلف سراج عن حضور الزفاف .. بلامبالاة عجيبة استمع لسما وهي تقول بهدوء ثلجي ( ما قصدته يا نسمة اني قمت لاول مرة باتخاذ احتياطاتي من تخاذل اخوكِ .. فهذه المرة سمعتي على المحك وستفضح بالكامل وهذا سيؤثر على ابني ايضا لذا .. ساتزوج علي ان شاء الله )
نزل الخبر كالقنبلة على نسمة التي شهقت وهي تدرك مالذي سيجري لسراج عندما يعلم بزواج سما .. وما زاد الامر عليها ما سمعته كاضافة بعدها بنبرة متشفية ( وهناك امر اخر .. اخبري اخاك اني استعدت اموالي وثروتي المفقودة وهكذا لن يستطيع تهديدي بابني فانا ايضا لدي كل مقومات الحياة الناجحة له لذا .. فلينساه او .. ان اراد يمكنه رؤيته عن طريقك انتي فقط )
تنحنح نادر وقد شعر بتدهور نفسية نسمة وهو يرى دموعها ويسمع صوتها الهامس ( م .. معك حق في .. شعورك بالخيبة .. من اخي .. و .. في زواجك ايضا .. فقط .. ارجو .. الا تحاكمي ابنك .. او تحاكميني .. بجريرة سراج .. فانا احبه كثيرا .. وابنك من حقه معرفة والده ورؤيته )
اقترب نادر من نسمة ليسندها بصدره من الخلف وقد شعر بترنحها .. بلهفة نفت سما ( كلا بالطبع .. فعماد يحبك وانتي عمته ومن حقك علي ان تريه متى تحبين وعلاقتنا لن تتاثر بسراج بتاتا .. اما هو فصدقيني هو لم يبدي اي اهتمام به لذا لنترك الامر للزمن )
كلمات شعر نادر بانها ختام جلسة اقل ما يقال عنها بانها مزعجة .. لذا تنحنح وهو ينظر بايحاء لزوجته المتاثرة قائلا بخفوت ( اعتقد ان مهمتنا انتهت .. ارجو ان تسمحو لنا بالمغادرة )
اومأت سما براسها وهي تربت على ذراع نسمة مؤكدة ( ثقي اني من اسعد الناس لان ابني قد استفاد من كل ماحدث بوجودك انتي في حياته كعمة يفخر بها .. لذا اشكرك من قلبي )
هتفت نسمة بلهفة ( كلا .. بل انا من اشكرك من قلبي .. وصدقا ساتمنى لك السعادة التي حرمتي منها مع اخي .. والان عن اذنكم )
وتحركت بسرعة مغادرة قبل ان تضعف وتنهار باقي دموعها .. حمدت ربها عندما فتح باب المصعد بشكل فوري وكان فارغا .. دخلته بتخبط فكادت ان تصطدم بنادر الذي طوقها سريعا وهو يهتف بصرامة متعمدة ( هييي اهدئي الان .. كفي عن اي تفكير وفقط فكري بنا )
رفعت عينيها المعذبتين اليه وهي تجيبه ( سيجن سراج .. انا اعرفه جيدا .. ولكن هي معها حق فهو اناني .. ولكنه اخي بالنهاية .. وانا اتألم لاجله )
ضم كفيها بيده وبيده الاخرى اخذ يمسح دموعها ببطء مغمغما ( حسنا .. تألمي .. ولكن لا تتجني على نفسك كثيرا .. فانت لا ذنب لك بل حتى انت ضحية )
ابتعد قليلا عنها ليعطيها مساحة كي تستجمع نفسها .. رنين هاتفه قطع تأمله القلق لها فرفعه بسرعة ليجيب دون ان ينتبه للرقم .. صوت نسائي ادرك صاحبته فورا وهي تحيه وتسأله ( نادر .. اين انت الى الان .. الجميع ينتظرك عندنا )
في البدء لم يفهم شيء ولكنه استوعب بسرعة الامر وهو يتذكر وعده لوالده قبل اسبوعين بمجيئه لتناول الطعام في حفلة عيد ميلاد عمه التي تقوم بها سمر كل عام بدعوى امتنانها وحمدها لله على وجود والدها معها بعد وفاة والدتها ولكن .. نظرة واحدة لنسمة جعلته يحسم قراره سريعا .. اجاب بسرعة وتركيز وهو يخرج من المصعد محاولا الابتعاد قليلا عن نسمة (كلا .. ارجو ان تعتذري منهم جميعا فنسمة مريضة ولا استطيع تركها او جلبها معي فالطريق طويلة .. كما ان لدي عمل في الليل )
صمت ساد لدقيقة قبل عودة صوت سمر المذهول وهي تساله ( كيف يعني .. انت لم تتخلف باي سنة عن اجتماعنا هذا كيف تقوم بهذا الان لاجل دلال الغندورة زوجتك التمثيلي )
توقف عن المشي وقد استبد الغضب به وهو يجيبها ببرود ( هل جننت يا سمر لتشتمي نسمة هكذا .. اولا نسمة حقا متعبة ولا يمكنني تركها في هكذا وضع .. ثانيا انت قلتيها انا لم اتخلف سابقا وهذا يشفع لتخلفي اليوم لاجل ظروف قاهرة فمن المستحيل ان اترك نسمة لوحدها )
عاد الصمت مختلفا هذه المرة قبل عودة صوت سمر المرتجف حنقا ( حقا .. يبدو انك سقطت في الفخ رغم كل محاولاتك التي اظهرتها سابقا بانك تزوجت زوجتك لاجل سمعتها )
كلمتها اثارت حنقه الشديد ومع ذلك حاول ان يراعيها وهو يجيبها بتأني ( سمر .. لا اعتقد ان من حقك مناقشتي في هذه المواضيع .. فانت ابنة عمي فقط )
صرخت ( كلاا .. لست ابنة عمك فقط .. ام انك نسيت وتناسيت ما كان بيننا ) وصمتت قليلا وشهقات بكائها التمثيلية ترتفع قبل اضافتها بنبرة يائسة متسائلة ( انت تعلم اني لم استطع ان انساك .. انت قلت بان زواجكما فقط لاجل ان تنهي هذه الشائعات .. لذا صمت ولم اتكلم .. فقط لان الامر ليس دائما.. لقد علقت نفسي بك ولاجلك طويلا .. والان انت تتخلى عني ومصر على التمسك بها هي )
كلماتها صدمته بجرأتها .. اجل هو يعلم امال سمر واحلامها بالزواج منه ولكنه لم يتوقع ان يصل بها الامر لهذه الدرجة .. بحزم لطيف حاول ان يراعي المها وهو يجيبها ( أعتقد انه لا يجب عليكي ان تفعلي هذا.. لا يجب ان توقفي حياتك علي .. لقد ظننت اني اوضحت هذا الامر بزواجي يا سمر من نسمة ..انا لم احاول يوما اظهار زواجي على انه مؤقت .. بل على العكس صدقيني انا سعيد بحياتي كثيرا واحب زوجتي ومقتنع بها .. والان بحق العشرة التي بيننا انسي كل ما كان بيننا من كلام اهلنا .. انسي تلك الاحلام التي غروسها براسك وعيشي لنفسك وحياتك .. وبكل صدق اتمنى ان تجدي من يقدر قيمتك ويسعدك غاليتي )
كلماته لم تصدمها فلقد استشعرتها منه في اخر زيارة .. حبه لها افقدها عقلها ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول دراسة الامر وفهمه وفهم اسبابه .. منذ نعومة اظفرها والجميع يخبرها بانها له وهو لها .. منذ الازل وهي تعامله كملكية خاصة .. ولقد كان مستسلما لها ولاهله حتى راى تلك المتنمرة .. تلك التي ضحكت عليه على ما يبدو وجذبته باختلافها كما الصقت نفسها به مستغلة نخوته .. ذلك السلاح الذي على ما يبدو هو الاكثر فتكا وتاثيرا بنادر .. سلاح تحتاج الى استخدامه الان ضده في مصلحتها كما استخدمته نسمة ..فهو ملكها هي .. كل هذه الرجولة من حقها هي .. وقد اعتادت على الحصول على ما تريده منذ صغرها كونها طفلة والدها الوحيدة والمدللة .. ومثلما جذبته نسمة بخدعة الشرف فهي احق ان تجذبه بفخ انقاذه لشرفها .. بل هي واثقة بانها ستحصل على الافضلية طالما انها تملك دعم اهله واهلها .. كل هذه الافكار اجتاحتها كزلزال منذ ذلك اليوم الذي راته فيه يغازل زوجته عندما صعدت الى العلية .. تلك الغيرة التي احرقتها جعلتها تفكر باسوء وانجح طريقة تجبره على الالتصاق بها طوال الدهر .. وقد وجدتها .. صحيح انها تمنت الا تستخدمها ولكن يبدو انه مصر على تمسكه بنسمة .. لذا من يرفض ان ينقذ قريبته من فضيحة الاغتصاب .. وعندها هل ستحتمل نسمة ان تشاركها هي بزوجها ..هل سيصمد هذا الحب الذي تدعيه بعد ان يصبح نادر لها ايضا وهي تثق بعدله الذي سيجبره على معاملتها كزوجته الكاملة .. انها واثقة من مقدرتها على استعادة حبه لها وازالة غشاوة نسمة عن عينيه ليرى انها الانسب له ولمقامه .. صوته القلق اخرجها من شرودها وهو يسالها ( هل ما زلتي على الهاتف )
اجابته بالم تمثيلي لتشعره بالذنب ( اجل .. حسنا سأعتذر لهم )
صمت قليلا بقلق لانها سايرته ولشعوره بألمها الذي المه رغم عنه فهي رفيقة طفولته وابنة عمه ومع ذلك لم يحاول اظهار احاسيسه هذه وهو يشكرها بثقة ( سأكون ممتنا لك ولعمي بسبب قبولكما اعتذاري هذا )
استشعرت بصوته رغبته الحاسمة لانهاء الامر فأجابته بهدوء (لا بأس فأنت مرحب بك عندنا كتعويض في اي يوم )
بحبور هتف و هو يفتح باب السيارة لنسمة كي تصعد وقد نسي لوهلة وجودها معه واحتمالية سماعها لكلامه وعدم تفسيرها بشكل صحيح ( بالتأكيد .. فمنزل عمي هو منزلي الثاني)
بدورها اجابته سمر بتأكيد واثق (تذكر هذا دوما .. رافقتك السلامة)
ودعها على الهاتف وهو يصعد الى مقعد القيادة ليبدا بتحريك سيارته نحو وجهتهما .. صمت تبنته نسمة بعدما كانت تبكي في السابق جعله يلتفت نحوها متسائلا ( هل اصبحتي بخير الان )
بهدوء هامس اجابت ( اجل .. لا عليك )
منظرها الغامض جعله يسألها (ما بك )
مطت شفتيها ناظرة اليه بإيحاء (لا شيء فقط افكر)
اسلوب ردها استفزه خاصة مع غضبها الذي بدا يتضح دون ان يعرف سببه (وهل هذا التفكير يشملني يا ترى فملامحك موحية بالغضب والجرح )
وكأن كلامه قد رش الملح على جرحها النازف .. التفتت اليه متسائلة بسخرية طفيفة (لماذا .. هل قمت بشيء خاطئ )
ازدرد لعابه ليتحكم بأعصابه محاولا تذكر نفسيتها المحطمة وقد اغاظه ذلك الغموض الذي تواجهه به فقرر مصارحتها ( انا كلا ولكن .. مظهرك يدل على سماعك لجزء من مكالمتي مع سمر وتفسيره بما يعجبك )
كان كلامه الصريح مفاجأة لها وقد ظنته سيتجاهل الامر فقررت بدورها ان تكون صريحة (اتقصد باني اتجنى عليك )
رفع حاجبيه قائلا بلهجة تاكيدية مستفزة (اهذا اعتراف بانك سمعتي وفسرتي الامر بما يريحك )
استفزتها ثقته العالية بنفسه وطريقته الاتهامية فوجهت له ايضا اتهامها بايحاء ( الامر لا يحتاج لتفسير فهو واضح )
ابتسم بثلجية وعيناه تراقبانها عن كثب وقد توقفت السيارة عند احدى اشارات المرور (حقا .. والى ما وصلتي بعبقريتك الفذة )
اسلوبه اوصلها للذروة بعد كل الاستنزاف العصبي الذي اصابها (لا تسخر .. ثم لما لم تذهب اليهم فعلى ما يبدو كانو ينتظرونك )
كانت تود الهجوم عليه بلامبالاتها الا انه اجابها بلامبالاة اكبر (وهل انت مستعدة للذهاب )
عقدت عينيها محاولة فهم ما يرمي اليه وهي تقول بنبرة تأكيدية ( هم يريدونك لوحدك )
زفر انفاسه بضيق وقد بدا الجدال يثيره فقرر اصابة كبد الحقيقة من نقاشهما (وانا لا اذهب الا مع زوجتي .. ام انك تحثيني على تركك )
كان يعلم بانه قد استنفر جميع اعصابها وهي تلتفت نحوه مظهرة عصبيتها (انا لا احثك على شيء انهم اهلك من يعاملوني كانسانة زائدة .. ترى لماذا ؟)
علم انها تنتظر اجابته بلهفة لتطيل النقاش معه لذا اختصر الامر بقوله( اعتقد انك سمعتي جوابي عليهم .. ام انك تحاولين دفعي لتبني وجهة نظرهم )
جوابه كان مثالا لغطرسته التي تصيبها بالضعف فلا تستطيع الاجابة ببديهية دون ان تظهر نفسها تافهة امامه .. بحنق بالغ سالته وهي تشير الى صدرها (انا ادفعك لهذا.. انا .. هل تتلكأ يا نادر )
لوح باصبعه محاولا فرض سيطرته على نقاشهما (نسمة اخفضي صوتك واقفلي هذا الموضوع فلقد طال بلا اي داعي ويبدو انك جننتي )
كان قد مل من محاولة احتوائها .. شهقت بدورها مصدومة وهي تردد (انا .. جننت .. اهذا ردك يا نادر .. تعتبرني مخطئة )
كان يعلم ان بقاء النقاش في حالة غضبهما هذه سيأخذهم الى مناطق لن يستسيغها كلاهما لذا قرر انهاء الكلام فوجه كلامه بحزم اكبر (لازلت تناقشين يا نسمة قلت انهي الموضوع لانك بالفعل مخطئة وتحمليني اخطاء ليس لي بها ذنب )
عندها انفجرت نسمة وقد هالها نظرته الظالمة لها ( بل لك ذنب .. فعلى ما يبدو انك اوهمتهم بان زواجنا مجرد امر مؤقت مرتبط بالشائعات )
توترها الظاهر زاد من توتره وهو يستشعر المها الذي المه بدوره فحاول التغاضي عنه (نسمة .. لقد تعديتي حدودك.. اقفلي الامر افضل فكلانا غاضبان وسنؤذي بعضنا )
اطالت نظرتها نحوه وهي تراقب حركاته وارتعاشة يديه وهو يقود السيارة في محاولة واهية للسيطرة على اعصابه .. ارادت عندها ان تصمت الا ان كلماته على الهاتف مع سمر عادت لترن في اذنها مسببة قصف قلبها بداخل اضلعها فهتفت بالم (هكذا اذن .. تعتقد اني سؤءذيك .. وماذا عن مشاعري انا وانا ارى الجميع يعاملك كزوج مستقبلي لسمر )
التفت نحوها هاتفا بتحذير مصدوم (نسسسمة .. هل تتعمدين دفعي نحو ما يريدون )
صرخت وقد فقدت ما تبقى من تحكمها (اتعتبر نقاشي معك دفعا)
اشار نحوها باتهام مؤكدا (اجل عندما تحاسبيني على امر ليس لي به اي علاقة ولا افكر فيه و ومع ذلك تصرين عليه )
بتحدي سألته (انت لا تنكر تفكير اهلك اذن اليس كذلك )
تنهد بتعب وبنبرة نافذة الصبر اجاب (بل انكره .. بتصرفاتي وباظهار حبي وتمسكي بك انكره .. ليس كل شيء يؤخذ بالشجار فهذا اضمحلال تفكير )
شهقت واحساسها الداخلي بانه على حق يغضبها (هل .. حقا تراني سطحية .. هل ترى غيرتي امر تافه)
ضرب كفه على المقود مفرغا القليل من حنقه (اجل تافه عندما لا تكون لديك اي حجة به والان اقفلي الموضوع او ساعتبرك تشجعيني على ما يريدونه )
كانت نبرته الاخيرة تهديدية حازمة .. صمتت بالفعل وهي تفكر باسلوبه معها .. وبتأنيب عاتبته (ياللهي .. اتعلم انك دكتاتور )
بلا ادنى مواربة ودون ان ينظر اليها اجابها (اجل )
اكملت بعتاب اكبر (وانك تود مني السكوت بلا اي فعل وانا ارهم يحاولون التفرقة بيننا )
بحزم نهائي قال (عندها ثقي بي وباني لن اتخلى عنك ما حييت )
ببطء راجي اجابته متمنية ان يفهم وجعها ( اثق بك .. ولكني لا اثق بما ينتونه )
لم يتقاعس عن زيادة قسوته وهو يرد عليها ببرود (هذا شانك فانا اقوم بكل ما يجب لؤأكد لهم على مكانتك واهلي ليسو سيئين بل هم يهمهم راحتي وسعادتي وليسو كبعض البشر الذين يستبقون النكد )
بخيبة متناقضة مع رجاء سالته (هل تعنيني بهذا )
التفت نحوها متسائلا (وهل انت هكذا .. هل تخلقين نكد فقط )
سؤاله المها كثيرا وهي ترى الى اي حد كان حازما معها .. تنهدت بيأس متسائلة ( انا .. انا اخلق نكد يا نادر ..اتعلم حسنا كما تحب ساتصرف )
اضافت جملتها الاخيرة بيأس فالتفت نحوها متسائلا (هل انت غاضبة)
حركت راسها بالرفض دون ان تتكلم وهي تهرب بعينيها كي لا يرى التماعة دموعها .. تمنت ان يصمت ويتركها الا انه الح بسؤاله الثاني (و هل تخاصمينني )
تنهدت محركة براسها مرة اخرى علامة الرفض وهي تغمغم ( لست طفلة )
رفع حاجبيه متسائلا (اذن ؟ )
مطت شفاهها بلامبالاة (ارجو ان توصلني الى البيت لاتجهز لرحلتي .. فلم يبق الكثير من الوقت )
كانت تحتاج لاخذ قسط من الراحة بعيدا عنه الا انها تفاجأت بقوله ( لقد اجلت رحلتينا ليوم واحد وقررت ان نأخذ هذا اليوم كإجازة )
نظرت اليه بدهشة متسائلة ( اجلت .. وقررت .. ودون ان تأخذ رأيي )
اعاد انظاره الى الطريق مجيبا (نسمة .. انا زوجك وليس عيبا ان اتصرف عندما اراك متعبة او منهارة .. لقد كنت انوي ان اخذك الى مكان جميل كي تغيري مزاجك الحزين .. ولكن .. ان اردتي الذهاب للعمل فهذا يعود لك .. انا لن اجبرك )
كان يتحدث وكأن الامر حملا وقد انتهى منه .. لوحت بيديها بنفاذ صبر خاضع محاولة ان تفهمه وجهة نظرها (اجل لن تجبرني اعرف .. و .. اصدق ان نيتك حسنة .. ولكن .. تمنيت لو انك اخبرتني قبل تصرفك )
تفاجأت به وهو يوقف السيارة على قارعة الطريق ويترجل منها قائلا بحزم وقد مل من النقاش معها ( نسمة .. لو اني الان وانا اقطع الشارع ضربتني سيارة )
كان ينفذ كلامه وهو يتحرك امامها بعد ان ترجلت بدورها وراته يجتاز الشارع مكملا (ووقعت فظننتي باني اصبت .. الن تتصرفي )
صرخت بسرعة وقلبها ينتفض بجنون مع مرأى السيارات المتدافعة وزامور بعضها الغاضب وهو يبتعد عنه في اللحظة الاخيرة ( بلى .. بببلى .. كنت ساتصرف )
كان قد وصل الى الضفة الاخرى من الشارع ورفع يديه دلالة على نجاته وقد رأى دموعها تنهمر وهي تكتم شهقاتها بكف يدها بصعوبة .. سمعت صرخته وهو يشير لها ( والان ساعود اليك )
قطع الشارع سريعا امام انظارها المرعوبة .. وما ان وصل اليها لاهثا حتى اضاف وهو يشير الى الشارع خلفه ( ليس معنى عودتي اليك سليما للتو باني لم اجتز الخطر بصعوبة وباني في احد اللحظات احتجتك فتصرفتي سريعا واتخذتي قرارك بدلا عني .. نسمة لقد كنت منهارة صباحا كمن يقف في وجه سيل عرم .. لم تكوني بوضع يسمح لي ان اخذ اذنك .. ولكن هذا لا يعني ابدا اني اقلل منك كل ما في الامر اني تصرفت بما يمليه علي ضميري كرجل مسؤول عنك )
كان قد اراد ان يوصل ما يريده بطريقة عملية فعلى ما يبدو بان النقاش بينهما لم يوصلهما لحل .. ضربته بلا وعي على كتفه دون ان تتمكن من منع دموعها الخائنة وهي تقول ( انت .. ياللهي .. ايجب ان توقف قلبي كلما اردت ان تثبت لي شيئا .. حسنا لقد فهمت مقصدك .. اعذرني فلقد كنت دوما مسؤولة من نفسي ومن الصعب التقبل السريع لان اكون مسؤولة من غيري .. )
نظر حوله وقد بدأ يرى تجمهر الناس الناظرين اليهم بإستغراب فأشار إليها بإتجاه السيارة مغمغما ( اعتقد اننا اكتفينا من المشهد التمثيلي .. هيا بنا .. لنكمل حديثنا في السيارة )
تبعته مسلوبة الارادة وقد انهكها ما فعله للتو وشعورها بسهولة فقدانه في لحظة من اللحظات انستها كل شجارهما قبل قليل .. كانت ساهمة وهي تربط حزام امانها مما منعها من التركيز ولم تساعدها يدها المرتجفة على القيام بهذا .. هل لهذه الدرجة اصبحت مرتبطة به بحيث تذوب كل انفاسها بعيدا عنه .. لم تعتد يوما شعورها هذا بالسلبية والتعلق الشديدين فلقد كانت معتادة هلى حماية روحها من التعلق منذ كانت صغيرة .. متى اخترق كل دفاعاتها ووصل الى اعمق نقطة في فؤادها .. رغم كل اختلافهما وتناقضهما الا انها لم تعد تتذكر حياتها قبله ..اطبقت يده على يدها وهو يتم عملية ربط حزام امامها متمتما ( نسمة .. ما بك .. الازلت تفكرين بكلام سمر )
كان يعاتبها فنظرت اليه بتركيز صامت منتظرة ان يفصح اكثر عما يجول بخاطره .. تنحنح قائلا بحزم ( حسنا .. سننهي الامر هنا .. انت ستثقين بكلامي وبحكمتي بالتصرف في الامر والا )
ونظر اليها بعمق اكبر ويده ترتفع الى وجنتها مضيفا ( سأعتبر الامر وكأنه اهانة لي وعدم ثقة منك .. فما رأيك )
رفعت حاجبيها وقد استشعرت جبروت تصرفه معها .. حزمه واصراره على التولي الكامل لكافة الامور وتعويدها التدريجي على تسليمه مقاليد التصرف حتى وهو يطلب مشاركتها الضمنية معه .. خياراته القاسية في مجملها ودروسه العميقة .. انه يلعب معها بالنار وهو واثق من امر واحد .. واثق من ذلك الحب الذي جمعهم والذي تخطى حتى هذه اللحظة اصعب الاختبارات .. ابتسمت بإستسلام لا مبالي وهي تجيبه ( حسنا يا نادر .. انت تطلب ثقتي الكاملة بك كما طلبتها انا منك .. ليكن هذا لك .. لن اذكر الامر ولن اتكلم به بعد الان فليس امامي خيار اخر .. هم عائلتك في النهاية وانت الاعلم بالطريقة الانسب للتصرف معهم .. لذا )
وبحزم قوي رددت قسمها ( اقسم لك باني سأسلم الامر لك حتى يثبت العكس .. ولكن .. ان ثبت العكس يا نادر فلا تلومني على تصرفي )
رفع حاجبيه وقد طغى البرود على قسماته وهو يسألها ( اتهددينني يا نسمة )
حركت راسها بالرفض هاتفة ( بل اسلمك روحي مقابل شرط .. لقد قلتها مرة .. الثقة مثل المرآة .. ان انكسرت فلا شيء يجبرها .. لذا .. انا لن اشك لحظة بك وانت لن تخون .. هذا هو العقد بيننا )
عقد حاجبيه مرددا بصرامة ( بالطبع لن اخونك .. هل جننت )
تنهدت وهي تسند نفسها على ظهر كرسي السيارة وقد ارتسمت ابتسامتها الحالمة على شفتيها مرددة بنعومة انثوية مغوية ( اذن .. فلقد اتفقنا يا حبيبي .. والان زوجتك تحتاج منك لان تعيش معك اجمل ايامها كي تنسى ما حدث منذ الصباح معها .. فهل يا ترى ستخجلها )
لوهلة صمت وهو يشعر بالغيظ منها فلقد لعبت لعبتها بشكل صحيح .. حسنا .. انهن الاناث .. وكيدهن معروف .. ولذتهن تأتي مع كل حركاتهن .. ابتسم بإستسلام وهو يبدأ بتشغيل السيارة ( رغم ثقتي بأنك تلاعبت بالالفاظ .. وبأن الامر لم ينتهي .. الا انني سأسايرك .. فمن انا لارفض ان ارفه عن مهجة قلبي الحزينة .. لنرى .. بما انك سلمتني نفسك فسأحاول مجهودي كي اسعدك وانسيك كل همومك )
ابتسمت بدورها وقد راقها ذكاءه المتقد ولكنها لم ترد عليه وتظاهرت بالاسترخاء منتظرة بشغف ما سيقومان به سويا كزوجين مكتملين .. حافز مقلق صغير تسلل اليها وحاولت تجاهله .. منظر اسيل المتعب اخافها حقا .. هل من الممكن انها تعاني مشاكل صحية ام انها مشاكل زوجية .. قررت ان تعيش يومها هذا على وعد ان تعيد اهتمامها لصديقتها التي انشغلت عنها بمشاكلها فهذا حقها عليها .

تتلفت حولها بقلق وقد تثاقلت يدها الممسكة بايهم الذي كان يتقافز حولها بفرح هاتفا ( ارايت يا خالة اسيل كيف اقلعت الطائرة للتو )
ابتسمت بلطف محاولة اخفاء ارتباكها عن الطفل وهي تجيبه وعيناها تعودان لهاتفها على امل ان يجيب ادهم على اتصالها هذه المرة ولكن .. لازال هاتفه مغلق .. منذ ان ارسل لها تلك الرسالة الغريبة وهاتفه مغلق .. كانت قد انهت موعدها بسرعة مع احدى السيدات التي من المفترض ان تظهر قصتها في الحلقة القادمة من برنامجها مع ادهم عندما تفاجأت بنص الرسالة الذي بعثه ادهم لها ( ايهم الان في معسكره التدريبي ويحتاج لمن يقله الى المنزل فوالدتي قد اصطحبت ايه الى الطبيب بسبب ارتفاع درجة حرارتها البارحة وانا لدي مقابلة مهمة خلال عشر دقائق وساضطر ان اقفل هاتفي ولا يوجد احد سواكِ من الممكن ان يأخذه خاصة وان المعسكر يغلق ابوابه في الثانية عشر ظهرا ).
حدس اصابها منذ قرات الرسالة بان ادهم يتعمد اشعارها بانه اصبح يثق بها ويحتاجها في تربية ابنائه كي يلين موقفها الرافض لتصرفاته السابقة .. وتاكدت من حدسها عندما حاولت الاتصال به او بوالدته فوجدت هواتفهما مغلقة .. عندها ادركت انه يحاول وضعها امام الامر الواقع واجبارها على تقبل تحمل مسؤولية اطفاله ببادرة حسن نية يقدمها لها .. لم يكن امامها خيار اخر سوى بقبول المهمة والذهاب لجلب ايهم من المعسكر الذي كان بعيدا نسبيا عن منزلها .. ولكنها ما ان ركبت معه في السيارة وتحركت نحو طريق بيتها حتى تفاجأت باتصال طارق المستعجل لها والذي اخبرها فيه دون ان ينتظر ردها او يسمح لها باي تراجع او تبرير بان امامها نصف ساعة فقط على موعد لقائها مع العميل الهارب وبانه ينتظرها في المطار وبان عليها اللحاق بالمقابلة مهما كلفها الامر والا ضاعت كل المعلومات عن العصابة من رجال الاعمال الذين يعمل معهم فهو سيسافر الى الخارج .. عندها لم يكن امامها اي خيار اخر سوى باخذ ايهم معها .. فلا وقت لديها لتذهب الى منزلها ثم تعود الى طريق المطار خاصة بان المعسكر ليس بعيدا كثيرا عن المطار .. ومهما حاولت الاتصال بادهم لتخبره بالامر كاملا او لتطلب منه ان يوافيها الى المطار كي ياخذ ايهم منها لم تتمكن من الوصول اليه او حتى الى والدته .. كان قلبها يقصف من القلق رغم تاكيدات طارق السابقة لها بان الامر امن ولا يتعدى عدة اسئلة ستسألها ثم ستغادر وتتركه .. حاولت للمرة الاخيرة الاتصال بادهم ولما وجدت نفس الاجابة الدالة على اغلاق هاتفه قامت بكتابة رسالة له تخبره فيها اضطرارها لاخذ ايهم معها وهي تجري مقابلة مع شخص في المطار .. انهت الرسالة ثم تلفتت حولها لترى هدفها يقف منزويا وهو يراقبها ويراقب المحيط حولها وكأنه يتاكد من قدومها لوحدها .. يبدو ان مظهر الطفل معها قد طمأنه اكثر فبدأ بالتقدم منها .. كانت قد تعرفت عليه من الصورة التي بعثها طارق له مع الملف الذي قامت بدراسته .. تنهدت وهي تحاول السيطرة على ارتجافها وقد انحنت باتجاه ايهم قائلة بحنان ( صغيري .. الان ساتكلم مع صديق لي وارجو ان ترافقني ولكني ساطلب منك ان تصمت قليلا حتى ننهي حديثنا وبعدها ساخذك في جولة في المطار لترى كل الطائرات .. ما رايك )
تفاعل ايهم بحماس وهو يجيبها بطفولة ( اعدك خالتي الا اصدر صوتا وانا بجانبك )
في تلك اللحظة رات خيال ظل يسقط عليهما فرفعت انظارها لترى الرجل وهو يقف امامها وعلى فمه ابتسامة شرسة لم تخفي ارتباكه الظاهر في عينيه .. سمعته وهو يقول باستهزاء ( لم اتوقع ان يبعثوا لي بانثى ولكن هذا جيد منهم فهكذا ومع وجود ابنك يمكنني التاكد بانك لن تغامري بحياة الصغير وتبلغي عني الشرطة .. لذا .. هيا اسالي اسئلتك سريعا فلا وقت لدينا )
اعتدلت وقد ازداد قصف قلبها رعبا وهي تدرك مدى جهلها لخطورة الامر واندفاعها المتهور نحوه فقط لتثبت نفسها امام ادهم والادهى انها تغامر الان بحياة ادهم وامنه دون ان تكون واعية لذلك الفخ الذي اوقعت نفسها به .. بلهفة متسارعة اخرجت مسجلتها وقد قررت الانتهاء سريعا من المقابلة دون ان تتعمق بكل الاسئلة التي جهزتها فيكفيها تهورا الى هذه الدرجة .. بمهنية سالته ( من هم شركاءك اللذين تهرب منهم وما هي طبيعة عملكم )
كان جوابه عبارة عن ضحكة قبل استدراكه السريع ( واو .. في قلب الحدث اذن .. سؤال مباشر وشامل .. حسنا لنرى ان كان جوابي سيفي بالغرض )
لم تحاول ان تعقب عليه او تستثيره رغم زيادة كرهها له الا انه بدأ بالفعل بذكر اسماء بعض رجال الاعمال والطريقة التي اتبعوها للتهرب من الرقابة .. وفي خضم اندماجها في الاجابة التي يقولها وتركيزها معه لم تنتبه للحركة المريبة من حولها حتى تفاجأت بصرخة الرجل الواقف امامها بغضب هادر ارعبها ( ايتها الحقييرة .. لقد خدعتني )
لم تكن قد استوعبت بعد مالذي قصده او ما حدث حتى حصل كل شيء في لمح البصر .. رصاص تطاير مع منظر المسدس الذي اشهره الرجل على اشخاص يقفون خلفها ويد خشنة تحاول جذبها كدرع الا ان غريزة البقاء لديها جعلتها تقاومه لتقع ارضا وهي تتقوقع حول نفسها قبل شعورها بجسد اخر يسقط الى جانبها مع صرخة اذهبت كل دمائها رعبا وقد تذكرت في تلك اللحظة من معها وعيناها تريان ايهم الذي وقع ارضا وقد انتشر الدم من حوله وغابت عيناه في عالم اخر .. لم تعد تستوعب اي شيء مما حدث سوى جذبها لايهم الى احضانها وصراخها العالي وهي ترجوه وترجو الجميع ان يتوقفو وقد زادت سخونة دماء ايهم التي اغرقتها من جنونها وصراخها عل احدهم يوقظها من هذا الكابوس الذي سقطت به وقد اسودت كل الدنيا من حولها قبل سقوطها في منطقة اللاوعي هاربة من ما راته وما فعلته بيديها وبتهورها في لحظة طيش ارادت فيها بغباء اثبات نفسها .
لم تعلم كم بقيت غائبة عن الوعي ولكنها استيقظت وقد شعرت بالم شديد بذراعها لم تفهم سببه .. في البدء لم تدرك اين هي او ان كان ما حدث مجرد كابوس لكن الصوت الانثوي الذي هتف بجانبها ليسالها ان كانت بخير جعلها تفتح عينيها على مصراعيهما وهي تجلس صارخة ( ايييهم ..، اييهم )
كانت تتلفت حولها لتدرك مكان وجودها وقد فهمت انها في مشفى من تلك الجدران البيضاء التي تحيط بها .. سمعت صوت الممرضة وهي تحاول تهدئتها ( اهدئي سيدتي .. اهدئي .. فلقد خضعتي لعملية لنزع رصاصة من كتفك .. )
لم تهتم باي كلمة قالتها وهي تلتفت نحوها ممسكة بكفيها وبرجاء متعثر قالت ودموعها تغرق وجهها ( الصغيير .. الذي كان معي .. م .. مالذي حدث له .. مالذي حدث )
تلعثمت الممرضة وهي تنظر اليها بشفقة قبل اجابتها لها بارتباك ( اعتقد انه في حجرة العمليات .. وهم يحاولون انقاذ حياته )
حاولت اسيل الوقوف الا انها ترنحت والحجرة تدور من حولها .. شعرت بيد الممرضة التي اسندتها هاتفة ( سيدتي .. لا يجب ان تقومي .. فانت لازلت تحت تأثير المخدر )
تلاحقت انفاس اسيل مع دموعها وهي تصرخ بصوت مبحوح ( لا يهمني انا .. اريد ان ارى ايهم .. يجب ان أراه )
في تلك اللحظة دخل شرطي على الحجرة وما ان راها واقفة حتى هتف معترضا ( الى اين يا سيدتي .. لا يجوز ان تخرجي قبل ادلائك باقوالك )
نظرت اسيل اليه بذهول متسائل ( اي اقوال .. مالذي تريدونه مني .. انا يجب ان ارى ابني واطمئن عليه )
تمتم الضابط بارتباك وهو يرى الاوراق امامه ( انه ليس ابنك كما ذكر هنا .. لقد اخبرنا والده عن البيانات التي اردناها كي نتم التحقيق .. ومما فهمت فانت زوجة والده الجديدة )
شحب وجه اسيل وهي تردد ( ادهم ... هنا .. و .. ياللهي .. مالذي. سيقوله و .. ارجووك اسمحلي بالذهاب .. لم تمنعني .. هل انا مذنبة مثلا )
حرك الضابط راسه بالرفض ( لست مذنبة ولست بريئة .. لقد كدت ان تفسدي كل العملية بجلبك للصغير كما انك تسببت باصابته اصابة مميتة فكيف قمتي بهذه المغامرة وانتي تعرفين خطورتها ولم احضرت الصغير معك )
هتفت اسيل بجنون باكي ( لم اكن اعلم .. لم يخبرني احد .. كيف تتهمونني بهذا .. لقد اخبروني بانها مقابلة عادية .. لم يخبرني احد بانها مداهمة شرطة )
عقد الضابط حاجبيه ملوحا باحد الاوراق ( كيف تنكرين هذا وانتي موقعة باسمك على اخلاء القناة للمسؤولية على امنك وسلامتك وعلى موافقتك على كونك الطعم الذي سيستدرج الرجل )
بذهول صرخت وهي تأخذ الورقة مترنحة بدرجة اكبر وعيناها تحاولان التقاط توقيعها والكلمات المكتوبة ( لم افعل .. انا .. لم اوقع و .. )
انقطعت كل كلماتها وهي ترى توقيعها وذكرى اخرى تصدمها مع رؤيتها للكلمات الانجليزية .. ذكرى لطارق الذي استدعاها البارحة وطلب منها التوقيع على عدة اوراق خاصة بموافقتها على المقابلة وانها مرت عليها بعينيها سريعا دون ان تنتبه على كافة التفاصيل وهي تذيل الورقة بتوقيعها ثم تتبعها بورقة اخرى وقعتها ايضا دون ان تقرا فحواها وطارق يخبرها بانها نفس الورقة العربية ولكنها مترجمة باللغة الانجليزية .. عندها .. لم تفهم شيئا .. اكان كل شيء عبارة عن فخ منذ البداية .. ابتدأت الخيوط بالاجتماع في راسها وهي ترفع عينيها للضابط قائلة ( اجل هذا توقيعي ولكن لا احد اخبرني بفحوى الورقة .. كما ان ما اعلمه من اجراءات تؤكد ان مثل هذه العمليات تحتم مقابلة بين منفذها والضابط المسؤول ليشرح له كيفية حفاظه على سلامته وهذا لم يحدث لذا .. لا يمكنكم توجيه اي اتهام لي )
ارتبك الضابط وهو يجيبها بسرعة ( نحن لا نتهمك .. معك حق فالامر حدث بسرعة وقد ظننا بان الذي سيذهب هو مذيع اخر وهو من قمنا بتدريبه الا انه تخلف في اخر لحظة لذا قامو بابدالك كي لا يهرب الرجل وينفذ بجلده .. كل ما اطلبه هو شهادتك )
كانت اعصاب اسيل قد وصلت الى ذروة تحملها فصرخت بتهدج ( لن افعل شيء قبل اطمئناني على الطفل وقبل حضور المحامي الخاص بي )
حرك الضابط راسه موافقا وقد شعر بخطأه فغمغم ( حسنا .. بمن علي الاتصال لياتي ويكفلك )
اسم واحد تذكرته في فوضى احاسيسها فهتفت ( بالاستاذ علي .. اخبره ان يجلب المحامي سمير .. هذا هو الرقم )
لم تعلم كيف اعطته الرقم ولكن كل تفكيرها كان مركزا في هذه اللحظة على الاطمئنان على ايهم ورؤية ادهم ايضا لذا ارادت المغادرة بشكل سريع .. بلهفة باكية سالت الضابط ( هل بقي شيء توده الان او يمكنني المغادرة )
رفع الضابط كتفيه مشيرا بالرفض ولكنه غمغم بتردد ( لو كنت مكانك سيدتي لما ذهبت الى هناك .. فمنذ ان علم والد الطفل بانك كنت في المكان وبانك من عرضت حياة ابنه للخطر وبانك كنت تعلمين بخطورة المهمة وهو يرفض حتى التحدث عن اي شيء يخصك وقد اخبرني عن المعلومات الخاصة بك بشكل مختصر وقد رفض حتى السؤال عنك او لم يحاول معرفة اي شيء يخصك .. لذا .. ربما سيتضايق ان راكي .. هذه مجرد نصيحة لك )
كلماته صفعتها بواقع حقيقتها المرة .. ربما لم تكن مذنبة امام اي احد ولكنها بالتاكيد مجرمة بحق ايهم وحق ادهم وحق تلك الثقة التي طلبتها مرارا منه لتحطمها ما ان منحها اياها .. بخطوات ازدادت ترنحا رجت الممرضة ان تقودها الى حيث تقام عملية ايهم .. وهناك .. وفي اخر الرواق .. وقد ظهر ادهم الجالس امامها بانهيار على احد المقاعد .. توقفت وخطواتها تتهاوى لتختبئ بشكل جانبي مكتفية بالمراقبة .. فرؤية كل شيء من بعيد هكذا كانت كل ما بمقدورها ان تقوم به وقد تاكدت من شيء مهم .. لقد قتلت كل شيء قد يجمعها بادهم كما قتلت حبها وقد تقتل ايهم نفسه ان لم ينجو وكل هذا لانها تحامقت وارادت ان تثبت نفسها امام حبيبها الذي كان مستعدا ان يفديها بروحه .. بانهيار جلست هي الاخرى وعيناها مثبتتان على المشهد امامها وهي ترجو حضور اي شخص ليساعدها على اجتياز هذه المسافة التي تفصلها عن ادهم والتي بدت امام عينيها كبعد السماء عن الارض .. لم يكن امامها اي خيار اخر سوى الدعاء والرجاء لان ينتهي الامر على خير وقد شعرت بانها قاتلة .. اجل .. قاتلة .. وبروح كرهت كل شيء تمنت الموت وهي تدرك كم هي وحيدة .. وكل طموحها وعملها الذي كانت تحلم به تحطم ليريها مدى سخافتها وسخافة حلمها امام خسارتها الحقيقية .. فادهم الذي منحها عائلته وحبه .. تخلت عنه بجنونها .. و علي وسما .. ليسو معها ايضا في هذه اللحظة .. ببساطة .. لا احد معها الان سوى ذنوبها .

بنظرات ميتة راقب الرقم الذي يضيء على هاتفه دون ان يجد الرغبة بالرد وهو يرى المهزلة التي تحدث امامه .. مهزلة لم يتخيل انها ستحدث حتى في اسوء كوابيسه .. كشريط سنمائي عاد بالزمن الى تلك اللحظة التي اختلى فيها بسما بعد خروج نسمة ونادر من عندهم .. لازال يذكر نظرتها الشامتة وهي تجيبه على تساؤله عن سبب غياب سراج ( وهل لا زلت ترى نفسك قادرا على تصديق اي سبب يقوله.. علي .. استيقظ وابدأ باظهار انيابك للجميع )
عندها انفجر بها متسائلا ( وهل تودين ان ابدأ بك انت واتراجع عما وعدتك به )
عندها شحب وجهها وهي تجيبه ( اعلم انك تستطيع فعل هذا بي ولكن هل تستطيع فعله بالعم محمد الذي ينتظرك الان بعد ان وعدته بالقدوم لتوضيح سوء الفهم لرجال الحي )
كلماتها اصابته بمقتل وهو يتذكر اكثر الامور التي ضغطت عليه ليوافق .. فالعم محمد لا يستحق ان يظلم وتشوه سمعته بعد كل ما قدمه لهم من خير .. لم يعلم ما عليه فعله وهو يرى انه لا خيار اخر امامه هو سوى ما قالته .. ففي النهاية كل ما يهم الناس ان يظهر زوجها المختفي مع سبب اخفاءه للامر .. وعندها كان ذهابه للمحامي سمير معها هو الحل كي يعقدا قرانهما في التو واللحظة .. ولكن .. اكثر ما المه وصدمه بان عقد القران قد زور تاريخه ليظهر بتاريخ قديم يؤكد بان الحمل منه هو .. اجل كان يعلم بأن ظهوره كزوج سيثبت زواجه السابق لها ولكن دخول الامر حيز التنفيذ وكلامها بضرورة اخبارهم بأنهم كانو على خلاف لذا تأخرو بإعلان الزواج .. احساسه بطعم الخيانة خنقه .. منظرها وهي تلوح بالورقة امام عينيه عندما شعرت بتردده وهو يدرك موضوع التزوير وبتحدي تتحدث معه وكأنه بالفعل اخطأ في حقها رغم انه طوال الوقت كان في صفها ( أنت وعدتني .. وها قد رأيت كيف حدث ما حذرتك منه .. والان عليك الالتزام بكلامك )
عندها انفجر بها وهو يرفع عينيه نحوها وقد شعر بأنه يرى امامه إمراة مختلفة عمن عرفها قبل اربع سنوات تقريبا .. امرأة تعرف جيدا كيف تغرس نصلها في وسط الصدر لتقتل وهي تبتسم بكل اريحية .. ( هل تدركين اي جريمة نرتكب بهذا التزوير )
إجابتها كانت جاهزة وهي تمد ورقة اخرى امامه ( كلا .. فعقد قراننا الحقيقي سيحدث الان .. هذه الورقة ستكون كدليل دفاع ان طلبها احدهم.. ارجوك .. كفاك تلكأ ) عندها شعر وكأنه سجين يكبل نفسه بقيود شهامة ربطته بها .. تنهد وهو يرفع كتفيه بيأس ويمد يده ليأخذ منها الورقة ..روحه التي اعلنت عزاءها استلمت فما ضير الميت إن جلد بسياط النار .. ففي النهاية هو خسر .. سمع صوتها الذي ارتج قليلا وهي تراه يمسك بالقلم ليوقع ( أنت تعلم انه بمجرد توقيعك هنا فأنت ستتخلى عن شرفك الاخلاقي الذي كنت دوما ما تتغنى به )
مط شفتيه بسخرية وهو يلقي بالقلم على الطاولة بعد ان وقع الورقة مغمغما وقد اضحكه خوفها المتأخر عليه بعد ان استسلم هو لقدره الذي رسمته بيدها ( ان كنت تخليت سابقا عن شرفي المهني لاجل علا فلم تنفعني اي اخلاق .. لاكتشف انه في النهاية اظهر المال منطقه وتكلم .. لذا ومن اجلك اعتقد ان شرفي الاخلاقي ليس له مكان عندما توضع سمعتك في كفة الميزان .. ثم اني افي بوعدي .. والان .. مبارك .. يا عروسة .. اتمنى ان اكون على قدر توقعاتك .. ففي النهاية لقب الزوج الخائن لا يحصل عليه المرء يوميا )
كان يتحدث بألمه الذي فاق كل حدوده .. مهما بحث عن مذنب لم يجد سوى نفسه فهو من وثق بالجميع وضحى بنفسه بنخوة .. ورغم كل شيء لم يستطع ان يتركها وهو يرى ذلك الالم الذي كسا صفحة وجهها مع كلماته القاسية .. استسلامه لخطتها بدا في تلك اللحظات كحل نهائي يداوي به كل حماقاته ويستيقظ من عالمه الوردي .. حتى شفقته التي شعر بها عندما رأى نظرات رجال الحي نحوها وهي تتقدم من مجلسهم كلها اختفت عندما رأى تحول تلك النظرات الى الاشمئزاز منه وهم ينظرون اليه بإتهام ويعاقبونه بجرم لم يرتكبه .. حاول مجاراتهم وهو يقول بهدوء اخفى به جنون غضبه الثائر ( اعلم انكم عاتبون علينا ولكنا صدقا لم نتمكن من الافصاح عن زواجنا في البدء نظرا لظروف صديقتنا التي اخرت زفافنا الرسمي الى حين انقضاء مدة عزاء والدة اسيل التي كانت كوالدتنا جميعا .. لذا .. اخفينا الامر مؤقتا ثم تشاجرنا قبل فترة فلم نعلم الى اين سينتهي مصير زواجنا .. ومع ذلك اعترف بأننا مذنبين .. ولكنا اكتفينا بإخبار عم محمد بكل التطورات الحاصلة معنا )
حتى هو لم يقتنع بحجته السخيفة ولكنه لم يجد سواها ليقدمه لرجال الحي .. عند تلك النقطة اشار كبيرهم بيده لتبدأ الفرقة الموسيقية بالعزف اسفل منزلهم وامام اعنينهم .. اجل .. لقد كان ببساطة يحضر زفافه الذي انتظره طويلا وفكر به ولكنه لم يتوقعه ابدا مع سما تحديدا .. سما التي احبها واحترمها كاخت له والان تزف اليه وهو لا يراها كانثى بل وحتى مكانة اخوتها قد اهتزت بسبب افعالها .. عاد الهاتف لرنينه بإلحاح جعله يستسلم ويجيب بخمول تحول الى صدمة مع الكلمات التي انسابت الى اذنه فانتفض لها جسده ووقف سريعا وهو ينظر الى سما بجنون ( اسيل .. اسيل بحاجة لنا .. اسيل اصيبت بالرصاص مع ابن ادهم .. هيا بنا )
لم يحتج الى كلمة اخرى فلقد انتفضت بدورها سما لتقف سريعا وهي ترفع طرف ثوبها الابيض الطويل والمنسدل برقة حول قدها وبدون اي بهرجة او مظاهر اضافية تشير على كونه ثوب زفاف ناعم انتقته في اخر لحظة وكأنها تبحث عن اي دليل يؤكد زواجها من علي .. وبحركات متلهفة تبعته دون اي سؤال كالفراشة التي تقترب من نار هلاكها وهي تعلم انها تخط نهايتها بيدها ولكنها لا ترى امامها سبيل اخر امام كل الحلول التي بحثت عنها فلم تجد الا هذا لينقذها ويحقق امانها المفقود ويضمن معيشة سليمة لابنها ورجل تستند اليه وقت الحاجة فتجده دوما حولها ملبيا ومنقذا لها .
لم تصدق سما نفسها وهي ترى تلك الحالة التي وصلت اليها اسيل الجالسة بانهيار في احد ممرات المشفى القريبة من حجرة العمليات .. ركضت نحوها وقد رات يدها المضمدة فخافت اكثر خاصة مع ما قاله علي بعد ان اخبرها بضرورة حضور المحامي وبأن من كلمه هو ضابط الشرطة المختص بقضيتها .. نظرات اسيل التائهة نحوها وشهقتها المتألمة وهي تمد يديها كطفل رضيع هاتفة بكل وجع وآهات الدنيا ( سمااا .لقد قتلته ... لقد قتلت طفلا صغيرا لا ذنب له سوى انه وثق بي ..)
احتضنتها سما وحاولت احتواء عاصفة بكائها وهي ترى بعينيها علي الذي كان يتحدث مع ضابط الشرطة .. زوجها علي .. اجل واخيرا حصل علي على لقب زوجها رغم كل عتابه واحتقاره والمه منها .. ولاول مرة لم تهتم فكل ما كان يهمها ان تؤمن نفسها وابنها بعد كل العذاب الذي ذاقته على ايد الجميع .. اجل لقد ظلمته الا انها تنوي تعويضه كل هذا على قدر استطاعتها .. فبذلك المال ستعيد كرامتهم جميعا .. كرامة سلبها الفقر و الحاجة ولؤم البشر من حولهم .. انين اسيل المتضاعف جرحها اكثر فحاولت الوقوف لتجذبها معها بعد ان اخذ سؤالها المبحوح يتردد كتعويذة وجع مرعبة ( لقد قتلت ايهم .. لقد قتلت ايهم )
في نفس اللحظة وصل علي وساعدها بالفعل كي تجذب اسيل وتوقفها على قدميها وهو يهتف ( لا تتشائمي .. ادعي له فهو لازال في حجرة العمليات ولقد فهمت انه تقريبا اجتاز اخطر مرحلة من العملية )
كانت كلماته كترياق جعل اسيل تنتفض بعنف وعيناها تعودان نحو ادهم بسرعة ولهفة .. وبلحظة غفلة وسما تحاول فهم الموضوع من علي غافلتهما اسيل واتجهت بخطوات سريعة مترنحة باتجاه ادهم .. كان كل همها ان تسمع منه بان ابنه بخير وبعدها فليوقع ما يريده من عقاب عليها .. نظراته التي قابلتها شنجتها وقد ارتسم كل الغضب الذي في الدنيا على محياه وهو يصرخ بها ( انت .. كيف .. تجرؤين على المجيء الى هنا )..
وقف بشكل فوري وخطواته التهديدية تحمله اليها ورغبة موجعة بإيلامها تتضاعف بنفسه بجنون .. كان علي وسما قد وصلا في تلك اللحظة اليهما .. وقف علي سريعا في وجه ادهم بينما حاولت سما احتواء اسيل المترنحة والتي اجابت بلهفة مخنوقة ( اود .. ان اطمئن عليه .. ارجوك )
وكأن كلماتها وقود اشعل كل نيران ادهم المتجمرة بجنون .. وبصوته الهادر اجابها ( تطمئنين ان كنت قد قتلته او لا .. بربك .. بأي عين تطلبين هذا بعد كل ما فعلته )
حاول علي تهدئة الموقف وهو يقول لادهم ( لا تخلط الاوراق يا صديقي فرغم كل شيء بالتأكيد انت تعلم بأنها ماكانت لتفعل هذا بإبنك متعمدة )
كلماته جعلت اسيل تهتف بصدق منهار ( اقسم اني لم اكن اعلم .. اقسم اني وقعت في فخ )
بجنون نظر اليها ادهم وهو يلوح بإصبعه مهددا ( بل اقسمي بأنك لم تكوني على علم بخطورة المهمة .. اقسمي بأنك لم تخططي لها منذ زمن وبطمع ولم تتحملي ان تخسري الفرصة لذا ضحيتي بإبني .. اقسمي انك حاولتي حمايته بروحك وتراجعت فور شعورك بالخطر )
كان كلامه انصال خناجر قتلتها بكل بطء .. وبصوت لم يعد له ملامح هتفت بخفوت وقد ازداد ترنحها ( صدقني .. لم يخبرني احد عن مداهمة الشرطة .. وعندما شعرت بالخطر .. حاولت الانسحاب ولكني لم اكن اعلم بأنه مسلح والا لم اكن لاقترب منه )
صفق ادهم بسخرية سوداء ( لا اصدق تمثيلك بعد اليوم .. انا .. لم اعد .. اثق بك .. فما انت سوى كاذبة .. لذا .. اغربي عن وجهي ولا تظهري ابدا امامي )
كلماته صعقت الجميع .. حاول علي احتواء الموقف وهو يغمغم ( مالذي تقوله يا ادهم .. انها زوجتك .، ومن حقها ان تكون بجانبك في هذه المحنة )
وهنا .. لن ينسى علي تلك النظرات التي حملت كل تشتت العالم والمه في لمعة دموعه الحبيسة بعنفوان وهو يجيبه ( بل هي محرمة علي منذ الان فأنا .. من المستحيل ان اقترب منها .. بعد ذلك .. هي لم تعاملني يوما كزوجها ولم تعامل ابنائي كأبناء لها .. وهكذا .. اعتقد انني وصلت الى خط النهاية )
بذهول مصعوق صرخ علي وقد لمح جسد اسيل المنتفض بجنون ( مالذي تقصده يا ادهم .. لا تحاول ان تقول كلاما الان وانت غاضب كي لا تندم عليه )
نفض ادهم يده من يد علي التي كانت ممسكة به وهو يقول بنبرة حملت كل الخذلان ( بل انا نادم الان على الزواج منها .. لذا .، ارجوك خذها بعيدا عني فانا لم اعد اريدها .. وان كانت هنا بدافع كونها زوجتي فانا اعطيها حريتها كاملة ..)
والتفت نحو اسيل المنتحبة والتي اخذت تصرخ به ( فقط اعطيني فرصة لاشرح لك قبل ان ترفضني .. انا .. زو.. جتك )
حرك راسه رافضا وهو يقول ( بل انت طالق يا اسيل .. والان .. انتهى اي رباط بيننا .. لذا غادري .. فقط غادري بعيدا فانا واثق بأن ابني سيعود للحياة ما ان تبتعدي عنه )
كلمات قالها ادهم كحمل ازاحه عن اكتافه فالقاه كالحجارة في صدره الذي تألم كثيرا جدا .. التفت مبتعدا عنها وغير قادر على النظر اليها دون ان يصدق انه طلقها حقا وبعد كل شيء فعله لتكون له .. ولم يكن وحده المصعوق .. فعلي تشنج بالكامل وسما امسكت اسيل بصعوبة اما اسيل فقد سكنت كل حركاتها بعد كلمات ادهم لها .. وكأن حروف كلمة طالق مثلت ذلك المفتاح الذي قيد كل حركاتها فبدت كجثة هامدة وهي ترى اخر الجسور يحرق امامها .. باستسلام تبعت سما التي تحركت وهي تحتضنها بعد ان اشار لها علي بضرورة المغادرة مخافة ان يتفاقم الوضع بينهما .. في تلك اللحظات اعلنت روح اسيل عزاءها وقد انتهى بنظرها كل شيء فما عاد لوجودها اي هدف .. وفي نفس اللحظات اجاب علي على هاتفها الذي ارتفع رنينه ليتفاجئ بصوت انثوي يساله ( هل هذا هاتف السيدة اسيل مختار )
وعندما اجابها بالايجاب تكلمت بشكل فوري ( اعتقد انك زوجها الذي قدمت معها في المرة الماضية .. من الجيد انك رددت علينا كي نخبرك بامر يجب عليك تمهيده لاسيل قبل ان تحضرها غدا الينا لنخبرها بالنتيجة .. )
انقبض قلب علي وارتفعت عيناه بسرعة باتجاه اسيل التي تراخت في احضان سما بداخل احد حجرات المشفى بعد ان ابتعدو عن ادهم .. وبنبرة حذرة سأل المتحدثة ( ما هو الامر )
ليستمع الى الجواب الذي ارعبه اكثر .. ( السيدة اسيل لم تستجب للعلاج وهناك احتمالية بتحول الخلايا الحميدة الى خبيثة لذا يجب ان تخضع لعلاج كيميائي احترازي باسرع وقت ممكن )
كانت تلك الكلمات بمثابة الصاعقة التي لم يعلم كيف بامكانه ان يوصلها لاسيل .. صوت سما الهادئ ارتفع عندها وهي تقول بثقة ( اهدئي حبيبتي .. سيكون كل شيء بخير .. سنسافر قليلا حتى يهدئ الامر وتاكدي بان ايهم بخير )
اجل هذا هو الحل .. هذا ما يجب ان يحدث .. ان يسافر ثلاثتهم ليبداو حياتهم من جديد .. بعيد عن كل البشر .. وبعيدا عن كل الالم .. وبعيدا عن كل الهوى .. فلقد بنيت حولهم جدران حبست غرامهم وقتلت هواهم ومنعت صراخهم ليسود الصمت انحاء ارواحهم المعذبة .. والان .. ان اوان التغير .. ان اوان التحرك الى المرحلة القادمة .


كما اخبرتكم في الاعلى انتظروني الاحد القادم باذن الله مع الخاتمة للقصة والتي ساوضح فيها نهاية ابطالنا ومصيرهم كتمهيد للجزء الثاني من السلسلة




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 01:36 AM   #315

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل ابدعتي ابدعتي حوريتي 😍😍😍😍😍تسلم ايديك

نادر ومساندته لنسمه يااخي هالنادر داائما يعجبني يخرب بيته سمر لازم تنكد عليهم يامصبتي ياترى ناويه ع اي ليحمي شرفه اوعي يكون بده تتهم بالاغتصاب يامصبيتي البنت دي معفنه وجزمه مريضه نفسيا والله 😤😤😤😤😬😬😬عصبتني ياترى هل نادر راح يوفي بوعده 🤔🤔لنسمه
مشهد توضيح نادر لقصده لنسمه عن طريق الشارع 😍😍😍😍😍😍جميل
سما مهما كان دوافع هي قتلت اي ذره انسانيه لعلي مع الاسف والله انقهرت ع علي كتير يخرب بيتهم الكل عليه ،😭😭😭😭
اسيل اخطاءت واخطاءت واخطاءت اثبات نفسه خلاه تعمى عن الصواب ووقعت في الفخ بكل غباء مع الاسف انا مابقدر احاكم ادهم. واقول اخطا لان اذت طفل ماله اي ذنب
مشهد وهو يطلق اسيل حسيت قلبي انكسر وبدي ابكي كانه حقيقي 😭😭😭😭😭😭
انتي رائعه ينرفعلك القبعه 🎩🎩🎩👏👏👏👏👏


هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 02:14 AM   #316

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

نهاية حزينه للجميع
وعاد كل من علي وسما واسيل كثلاثي فقط
بانتظار الخاتمة عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 04:12 AM   #317

ذهب
 
الصورة الرمزية ذهب

? العضوٌ??? » 63328
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 493
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

أسيل حقيرة بفعلتها بصراحة وليست غبية
هي ببساطة لم تهتم بالطفل ولم تفكر به وأنانيتها طغت على شعور الحماية لأيهم ولذلك هي لا تنفع أن تكون أم
فالأمومة شعور قد نجده لدى مراهقة ولا نجده لدى ناضجة
الأمومة ليست فقط ولادة وتربية هو قبل ذلك شعور ينمو داخل المرأة قبل حتى أن تحمل طفل داخلها
هو شعور بالمسؤولية والادراك والنضج وكل ذلك لم يكن لدى أسيل وحرمانها من الأطفال ليس السبب
أدهم لا يُلام بصراحة ومافعله قليل فلا أهم من فلذة الكبد حتى لو كان حب حياتك
فابنه قطعة من روحه وبنظره أن أسيل باعت تلك القطعة بالرخيص
ومع ذلك متعاطفة مع أسيل فبتهورها خسرت كل شيء
والخسارة تحصل فجأة كفرقعة أصبع دون تمهيد ودون عودة
والفاجعة احتمال عودة مرضها
الثلاثي عاد مرة أخرى مثلث الحزن والأسى والوضياع لايملكون سوى بعضهم
السفر حل ضروري في هذا الوقت
حتى تتعالج أسيل معنويًا ونفسيًا
وحتى تعود سما تتنقى من شوائب حزنها الذي كاد يحولها لمسخ
ولعلي .... الذي يحاول ان يتغلب على الموج العاتي حتى لا يلتهمه
وأدهم حتى يهدأ ويشفى ابنه وعندها سيتسلل الندم دون جدوى !

نادر أنت لم تعرف عائلتك جيدًا
ووعدك وثقتك لقمة أكبر مما تتحمل فطبيعي ستغص بها وخاصة إن كانت كالعلقم وتسمى سمر
هل سيكون نادر أذكى من أن يبتلع تلك اللقمة أو أن ولاءه الأعمى لعائلته سبب هلاك حبه وسبب أثبات أن نسمة لا حظ لها مع الأمان


ذهب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 03:34 PM   #318

Assinet

? العضوٌ??? » 401088
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » Assinet is on a distinguished road
افتراضي

braaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaavo chapeau bas ba3ed kolchy 3amlouh raj3ou lalbidaya winchlh nihaya mo5alfa

Assinet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 03:36 PM   #319

نوآعم

? العضوٌ??? » 273312
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,379
?  نُقآطِيْ » نوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نوآعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 11:19 PM   #320

Tomma

? العضوٌ??? » 404500
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » Tomma is on a distinguished road
افتراضي أنا زعلانه😭😭

لا يا حور احنا متفقناش على كده اتفقنا ان النهايه تبقى يعيده مش اقعد ساعه اعيط😭😭😭😭😭 يعنى أى كوبل حتى تبقى نهايته سعيده يعنى الحمدلله نسمه ونادر سيبنهم رايحين رحله بس ربنا يستر والبيس سمر متعملش حاجه😔😔 اما بقى ادهم واسيل فا طبعا اسيل غلطانه جداااااااا لان اولا مينفعش تروح بطفل صغير وخصوصا انه امانه معاها للشغل حتى لو هى متعرفش ان في خطوره بس هى رايحه تعمل مع مجرم هربان يعنى لازم تعرف ان الموضوع خطير ثانيا أصل اول ما حصل ضرب نار نسيت الطفل معتقدتش انه لو ابنها كانت نسيته لذلك ملهاش اى حق انها تزعل من ادهم ومن كلامه طبعا ادهم جرحها واذاها بالكلام بس مقدرش ألومه لانه اب وأصعب شعور ممكن يمر بيه الأب أو الام ان يبقى ولادهم بين الحياه والموت اما على فا أنا متاكده ان ربنا هيعطيه على قد نيته لان علىً إنسان بمعنى الكلمة سما بقى فا حاسه ان بقى عندها تبلد في المشاعر بتتحرك من غير ما تفكر كل اللى هى بتفكر فيه ناو انها عايزه تحس برجوله على تحتويها وعايزة تحس بالامان صراخه نفسى فعلا يحبوا بعض آمار بقى بالنسبة للورث فا هو مش حرام حتى لو كانت الفلوس بطرق غير شرعيه نفسى يسافروا فعلا يغيروا جو ويستعيدوا نفسهم ويرجعوا تاتى ارجووووووووووكى حور الخاتمة يبقى فيها تفاؤل يصبرنا على ما تنزلى الجزء التانى بارت روعه حبيبتي 💕💕💕بس حزين اوووووووى😭😭

Tomma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.