آخر 10 مشاركات
رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          الرواية الثانية بقلمي..أسألك الرحيلا.. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : sweettara - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحميل مكتبتي للروايات البوليسية العالمية (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-17, 08:01 PM   #81

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي


فصل وبارت حاسم 😍😍😍😍😍ابدعتي حوريتي ادهم واسيل واكتشاف ادهم لسر اسيل عجبني كتير مشهد السياره كيف احتواءه بكل حب واحتواء حزنه 😢😢😢😢😭😭😭😭😭😭😭😭😳😳برافو ابدعتي ياقلبي بالمشهد ياترى كيف راح يسووي ادهم ويعمل لاسيل متشوقه لاعرف انقهرت ع ام اسيل 😓😓😓😭وعلا وعلي اول خطوات الصداقه 😍😍😍😍😍😍😍قصه علا وفقدانه للثقه بنفسه بسبب والديه كتير صعبه 💔💔💔وسما وسراج اخخخ ابوه سما جزمه ومعفن هو وزوجه بس اسما عجبني تفكيره وتخطيطه وكلام سراج ليه بجد بجد حوريتي ابدعتي بكل المشاهد مني ليكي احلى قلوب 💖💖💖💖💖💖💖💘💘💘💘💘❤❤❤طريقه بوصف الفقدان 👏👏👏👏👏تسلم ايديك بانتظار القسم التاني

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 11:16 PM   #82

roditta

? العضوٌ??? » 85369
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » roditta is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك حور بارت مذهل ابتدأت الاسرار تنكشف واحدا تلو الاخر علا صعبت عليا جدا وده ذكاء منك لان شخصية على كان لايمكن يتقرب منها وهى متزوجة الا بسبب شفقته عليها فى البدايه واحساسه بالمسؤولية تجاهها سراج و سما ظلمهم الزمن ولا ادرى كيف سيستطيعون مداواة جراحهم ادهم اخيرا عرف سر اسيل واللى منعها انها تقبل بحبه والزواج منه ياترى هيتصرف ازاى

roditta غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-17, 12:18 PM   #83

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

صباح الورد
بارت مهم و محوري جدا
اولا ايحل اعجابي بسما و بكلامها مع سراج.اه غلطت بس شفت ان ده الصح وقتها و اه هيرت بس مش مستهدة اخسر ابني حتى لو هتحول لدركولا
سراج او اي رتحل عموما لو شاف منها ضعف هيبيع و يشاري لكن كلامها القوي و تهديها الواضح بيفهمه عي مستعدة تعمل اية
على و غلا برغم صراختها الا ان وضعها معقد و برغم حلافة على معاها لكن ده عشان يثبت لنفسه انه مش متاثر بيها لكن العكس هو الصح
اما اسيل و سرها بمرضها واصح ان المرض ساب اثره باستئصال الرحم مثلا او اي جزء تاني خلاها تحس بانها مش انثى كاملة
ادهم هيتصرف ازاي و يحتويها ازاي بعد موت امها و معرفته بمرضها
الفصل حميل و بانتظار نادر و نسمة



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 19-10-17 الساعة 01:14 PM
rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 19-10-17, 10:05 PM   #84

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 21-10-17, 02:37 AM   #85

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعني مش فاهمه سراج كان عاوزها تعمل ايه هوه اصلا كان في أيده حاجه اذا هوه مش قادر يطلبها من ابوها لأنه مش من مستواهم يعني ماشاء الله كان هوه هيموت وابنه كمان وهبه أن شاء الله تتجنن
اسيل اخيرا عرفنا سرها بس بجد انت متقله عليها يعني امها ايلي باقي اهم حاجه والوحيد الباقيه ليها خلاص هتروح اتمني أن ادهم يقدر يسد
علي وعلا مش ملاحظه انك جابه اسمهم مشتق من بعض وكان العلا هيظهر من العلي
ياختيييييييييي ايه الكلام ايلي انابقوله ده 😨🙈🙊
علي ده اخر الرجال المحترمين وياخد معاه نادر صراحه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-17, 02:42 AM   #86

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور حسين مشاهدة المشاركة
شهادتك لي بفتخر فيها بصراحة وبجد بشكرك من قلبي ،...
اسيل اكييد هتبدا الاحداث توضح اسبابها
سما قصتها هتنكشف شوي شوي وهي هلا في طور التهيا للمرحلة القادمة من القصة
علا هتبان اكتر طبيعتها بالفصول وعلي يعد حجر ارتكاز القصة
نسمة ونادر من اروع الثنائيات في نظري لانو من خلالهم هحاول اوضح عدة امور ياربي توصلكم رسالتي .. بجد شكرا ليكي حبيبتي
اصلا نادر انا معجبه بشخصيته من دلوقتي مع أن فيه ناس ممكن تقول عليه جلف وسخيف وغليظ كمان لكن انا شايفاه مصدر قوه وحمايه لكل ايلي حواليه
نسمه ديه ست مستخبيه وهتظهر اكيد علي ايد نادر أن شاء الله
بس نفسي اعرف ايه حكايه الالماني ده وليه حالتها بقت كده لما شافته


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 01:54 AM   #87

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل الخامس / القسم الثاني )

اول شي بعتذر عن التاخر بالنشر كما بعتذر من قلبي على التاخر بالرد وبوعدكم ارد عليكم كلكم بعد ان انهي نشر الفصل الخامس وبجد بشكركم من قلبي على دعمكم ومساندتكم الي وبعتذر ان وجدت بعض الاخطاء الاملائية لاني لم اجد ابوقت الكافي لمراجعة الفصل

جدران صمت الهوى
الفصل الخامس
القسم الثاني

مشاعر شتى تنتاب المرء وهو يقف مستعدا لمواجهة شخص سيغادر الحياة في اي لحظة ليلاقي ربه .. مشاعر استولت عليه في محاولة منه ليقوم بواجبه نحوها .. نحو من ملكت عقله وقلبه واستوطنت كل ذكرياته .. لقد ظن انه يعرفها .. ويفهمها ولكن .. معرفته توقفت امام ما سمعه ليكتشف ضحالة تفكيره فيها وفي مأساتها .. مد يده ليفتح الباب دافعا نفسه للمواجهة كي لا يجبن الا انه تفاجأ بها تخرج كالاعصار هاربة من اللحظات القادمة .. ابتعد قليلا ليسمح لها بالوقوف مستندة على الحائط بعد ان اغمضت عيناها في صراع لتمنع دموعها التي على ما يبدو مصممة على رسم نهرين على وجنتيها .. معركة انتهت بزفرة باكية طويلة مع همسة متحدية طفولية ( لماذا لازلت هنا .. من الافضل ان تذهب لاني لن اكون ممتنة لك برؤيتك لي بهذا الضعف )
رفع حاجبيه بدهشة تلاها بحجم نفسه عن الاجابة عليها بوقاحته السابقة مراعيا حالتها قائلا بثبات ( ربما من الجيد رؤيتك ضعيفة فهذا يشعرني بانسانيتك )
فتحت عيناها بتوتر مجيبة ( وهل انا انسانة حقا بنظرك )
رفع كتفيه بتأكيد ( مممم .. بصراحة قد اشك في بعض اللحظات ولكن .، المتهم بريء حتى تثبت ادانته )
تسارعت انفاسها الغاضبة ( انت ... ) ثم صمتت بعدما لاحظت علو صوتها ونظرات الواقفين في اروقة المشفى اليها مستغربين حالتها لتدرك بانها جنت حقا .. فامها تموت بشكل فعلي بينما هي تتشاجر معه بدل ان تقضي معها اخر لحظاتها كي لا تغرق اكثر في محيط ضياعها واختناقها .. اخفت وجهها بيدها متمتمة ( اليس غريبا ان تكون موجودا كلما تلقيت اتصال ينبئني بوجود مصيبة .. يا ترى هل انت مغناطيس الكوارث في حياتي .. لما لا تتركني وتذهب بلا رجعة لتريح قلبي وارتاح من وجودك الخانق )
لقد جنت بالفعل فهي تبحث عن الشجار وكل ما تريده هو الانهيار في بكاء متواصل .. سمعت رده الهادئ ويده تتمسك بيدها جاعلة اياها تشعر بدفء تطلبه روحها بجشع ( لما لا تفسرين الامر بكون وجودي هو رسالة لك من الله بانني ساكون انا .. ودوما انا .. الوحيد الذي سيرعاك ويحافظ عليك .. كما انني ساكون الوحيد الذي تلجئين اليه اذا احتجتي للمساعدة)
شعور بالتملك غزا وحدتها التي باتت قريبة لتهتز اعماقها بعنف تاركا اياها منتفضة وهي تهمس بخفوت متقطع ( ستموت يا ادهم .. ستموت وتتركني وحدي )
اقترب اكثر منها ويده تحتضن وجهها مجيبا بحنان دافق ( لست وحدك يا اسيل فكلنا حولك .. ومنذ متى تقتصر العلاقات على رابطة الدم .. ومن ذا الذي سيتركك وقد غدوت اختا لسما وعائلة لعلي ووطنا لي )
انهار تماسكها ويدها تتشبث بتلابيب قميصه ونشيجها يعلو مذكرا اياه بمرة سابقة انهارت امامه طالبة الامان ليسيء التصرف ويحول الامر برمته لاعتراف غبي بحبها .. رفع راسها بيديه الحانيتين وهو يسمع همستها السائلة ( هل اخبرتهما ) ليجيبها ( سيكونان هنا في اي لحظة .. تماسكي يا اسيل .. الان امك تحتاج ان تراكي قوية لتطمأن عليك .. الن تعرفيني عليها لاعاتبها على جلب اكبر كارثة تعرفت عليها الى الحياة )
نظراتها تمازجت بين الحنق والهستريا والضحك والالم لتنتهي باسناد جبهتها على صدره بسابقة غريبة عليه ويدها تضرب كتفه ( احمق .. مجنون .. لست كارثة .. انت اعصار .. بل وغد .. ابتعد واتركني .. لا اريدها ان تراك .. يجب ان تواسيني .. فامي .. )
وشهقت منهية هذيانها بنوبة بكاء خلعت قلبه لترتفع يده مربتة على كتفها بهدوء وقد ادرك ان ما يحدث نتيجة لاعترافاتها للتو امام امها بما يدور في خلدها وادراكها لحجم خسارتها وحزنها مع اضطرارها لان تخفيه عن امها القلقة عليها .. كلماتها القاسية التي اعلمته نظرتها لنفسها لازالت تتردد في كيانه ( وهل تعتقدين ان وجود رجل في حياتي سيعني الامان .. لما علي تحمل شفقة احد بينما انا قادرة على الصمود .. ثم كيف لي ان اتشارك بهمي مع شخص لا استطيع منحه ابسط حقوقه .. مالذي سيجنيه من تواجده معي سوى الالم .. الخسارة .. والشعور بالفقدان يخيم على حياتنا .. حتى لو احبني فكيف سيقف حبه كحاجز وهو قد يراني اذوي امامه ليتحلى بالشجاعة ويحتويني رغم هذا )
انه هو .. اجل هو القادر على احتواءها و على الرضى بدقيقة قرب منها.. دقيقة واحدة تكفيه تكون ذكراها لسبعة اجيال بعدها .. وهذا ما سيحاول افهامه لها و اقناعها به.. ان تعلم حقا كيف يراها بعينيه .. بل بقلبه .. شعر بانسحابها وتنهدها فلم يقاوم بل اكتفى باستئذانها برجاء ( هل تسمحين لي بالدخول عند امك يا اسيل )
كم كان يتوق ليناديها بحبيبتي ولكن .. كل هذا سيؤجل الى حين .. راى نظرة استنكارها المصاحبة لتساؤلها ( هل حقا تستاذنني وستلتزم بجوابي حتى لو طالبتك بالرحيل )
للحظة شعر بخنجر ينغرس بين اضلعه ولكنه حرك راسه بالموافقة ورفع حاجبيه باستنكار مع نظرتها المشككة به الا انه سمع زفرتها الحائرة بإستسلام مع شعوره بإدراكها لحاجتها اليه وتقبلها المتمثل بيدها التي امسكت يده وباصابعها التي تخللت اصابعه بانتماء ارتجف له كامل جسده بعنف محبب كاتما تاوها بالرضا وضغطة من يده مستجيبة لحركتها باحتواء توثب في عينيه ليتصادم مع عيني امها الخاويتين بعد ان وجد نفسه امامها دون ان يشعر لغرقه بمشاعر عشقه .. لجة من العواطف تقافزت في عيناه ليرى ادراك امها السريع له وهي ترى يده المتشبثة باسيل فتعيد نظرتها الى وجهه وقد نطقت عيناها بالامتنان والراحة والتفهم العميق والرجاء والامل .. و.. المسؤولية .. وكانها تحمله رايتها وترسم دوره في حياة ابنتها .. دور لطالما اراده ورجاه وعشقه وسعى له .. تقبل بادلها اياه ووعد غير منطوق بجسر تواصل غير مرئي انقطع مع رفرفة دموعها وتنهيدتها ويدها ترتفع بطلب تقدمه مع صوتها الخائر ( اهلا يا بني .. ادهم )
نطقت اسمه وكانها تستوعبه وقد ادرك ان اسيل قدمته لها دون ان يلحظ مرة اخرى .. تقدم منها ورفع يدها محتضنا اياها ومقبلا كفها وهو يقدم وعده بصوت كله ايمان وثقة ( هي في عيني .. هي في قلبي .. هي في روحي .. ولن اتركها ما حييت )
كلمات لم يفهمها احد من الحاضرين سوى المسجاة امامه وقد تجللت بثوب موتها الوشيك .. تمتمت بحروف ثقيلة ولسانها قد بدأ بالتراخي ( س .. ستتعبك )
ابتسم مطمئنا ( وانا لها )
سمع صوت ازدراد لعابها الخشن بضعف وقد بدأت انفاسها تتلاحق بصعوبة والالم يخط محياها (هي امانتك .. ليوم الدين )
جلال وخشوع غشيه وروحه تخضع بخنوع ( وانا قبلتها )
تنهد رافقه ارتخاء ليدها بين يديه بتعب ( قد .. لا تكون لك )
انقباض قلبه المه الا انه حرك راسه موافقا ( اعلم .. ومع ذلك .. ساكون لها)
حركة برموش عينيها اعلنت موافقتها ( وستنجح .. ان .. صبرت .. واجتزت الطريق )
كانت تجاهد في كلامها وقد سمع علو نحيب من بجانبه.. امسك يد اسيل ليضعها في يد امها متراجعا ليقف خلفها مسندا اياها بصدره وقد وضع ذراعيه على اكتافها بدعم تاركا اسيل تتمتم لامها ( اذكري الله .. )
ابتسامة اضاءت ملامح امها وهي تراهما على هذا الوضع متمتة ( لا اله الا الله .. يالله .. يالله )
كانت تناجي ربها بالم وقد اشتد وجعها واسيل تحاول التماسك قدر استطاعتها .. صوت انفتاح الباب تبعه صوت علي المتقدم نحو السرير وقد بدأت دموعه تنهمر ما ان ادرك ماهية الوضع ليقترب من ام اسيل ممسكا بيدها الاخرى ومقبلا كفها وهو يقول ( يا ايتها النفس المطمئنة )
تنهدت ام اسيل قائلة بوجل خاشع ( ارجعي .. الى .. ربك )
ولم تتمكن من الاكمال وقد غلبها الاعياء ليتعالى صوت نحيب اسيل في نفس اللحظة التي شعرت بيد سما فوق يديها الممسكتين بيد امها وشهقات بكائها ترتفع هي الاخرى وصوت ادهم يتردد بنبرة حملت تاثره ودموعه ( راضية .. مرضية )
ولم يتمكن من الاكمال هو الاخر مع اشتداد اهتزاز جسد اسيل بين يديه ليسمع صوت امراة خافت وقد تشبع بنبرة البكاء وان ظهر عليها الجلد والصبر وهي تقترب وقد لاحظها للمرة الاولى ( فادخلي في عبادي .. وادخلي جنتي )
ثم راى تقدمها اكثر لتاخذ موقع علي وعينا ام اسيل تتثبتان عليها وهي تكمل ( اذن فانت السابقة يا امنية .. وانا اللاحقة باذن الله .. يا اختي وحبيبتي بالله .. اسبقيني لالحقك حيث نتقابل مرة اخرى تحت ظل الرحمان .. تشاهدي يا ام اسيل )
ابتسامة نقية هانئة ارتسمت على شفاه امينة وهي تجاهد بصبر ناظرة لرفيقة دربها قبل تنقل نظراتها حول الجميع ولسانها يبدأ بترديد اخر كلماتها ( اشهد .. ان .. لا .. اله .. الا .. الله .. وان .. محمد رسول الله )
وعيناها تودعهم جميعا وقد غشيتها سكرات الموت .. نظرات توقفت عند ابنتها التي انهارت محتضنة يدها مناجية ربها بندائها .. نظرات تلقتها اسيل كوداع من امها وعيناها تخلوان من بريق الحياة وقد غشيها عرق كثيف لتعلن نهاية رحلتها .. اقتربت بارتجاف مترنح لتجلس على طرف السرير مزيلة عرق امها عن جبينها بيديها قبل ان تحتضن وجها وتنحني لتقبل راسها وعيناها ووجنتيها وتحتضنها للمرة الاخيرة مستنشقة رائحتها الزكية مرددة بلا وعي ( انا .. لله .. وانا .. اليه .. راجعون ).
مشاعر متباينة كانت تملأ اجواء الحجرة .. مشاعر الم ووجع ورائحة الموت تفوح لتذكرهم بنهاية هذه الرحلة في هذه الدنيا .. مشاعر يعيشها سراج للمرة الاولى فلقد كان غائبا عندما توفي والده ليدرك كم كان انانيا عندما ترك اخته تواجه كل هذا لوحدها في هذه الدنيا بعدما هرب كالجبناء عند اول صفعة تلقاها في الحياة ليجسد دور الضحية دون ان يخجل من ضعفه او تخاذله لاقرب الناس له .. احاسيس شتى انتابته مغرقة اياه بالوحدة وقلبه يعتصر بالم مع شوقه الجارف لنسمة .. شوق خالطه خوف وضياع وتشتت وهو يرى كل شيء يتغير مع ظهور حقائق جديدة في معادلة خططه التي ظن انه رسمها لينظم حياته .. عماد .. ابنه .. من زوجة هو متاكد انها رغم كل شيء لا تزال تمتلك قلبه .. حتى مع محاولته ان يقسو عليها ان يجرحها كما جرحته .. ان يجعلها تتشرب المه عله يكرهها بعد ان تعذب لسبع سنين في فراقها وقد فقد حياته بفقدانها ليعيش كجثة حية .. وما اصعبه من شعور ان يكتسحك خواء كامل لا تشعر به باي احساس ولا تذوق اي نصر او سعادة وكأن حياتك مجرد روتين تافه تستمر بتكراره .. قضبان حجز نفسه فيها بلا سلطة على قلبه ليتناسى مع المه مسؤوليته نحو اخته الوحيدة التي تمثل كل عائلته .. قلق استبد به وشعور بالتوجس فاض بفؤاده وجعله يخرج من حجرة المشفى ليجلس على احد الكراسي المصطفة امام الحجرة .. لم يكن يعلم ما يفعله هنا تحديدا فهو لا يعرف المراة ولم يرها سابقا ومع ذلك احساس بالحزن عليها قد ملأه .. عندما علمت سما بحالة المرأة انهارت بالكامل .. وقد كانت هذه هي المرة الاولى التي يرى فيها سما منهارة هكذا بعد ان اعتاد على قوتها .. حالتها جعلته يتصرف بما تمليه عليه غريزته .. احتواها باحضانه وهمساتها الراجية له ان يوصلها الى المشفى تحفز كل حبه لها رغم غضبه الثائر عليها بسبب معرفته عن ابنه .. في ثوان قليلة كان يخرج بها من حجرة ابنه النائم بتأثير المسكنات متوجها الى سيارته حيث اجلسها في المقعد الامامي .. راها تتشبث به كطفلة متمتمة ( عماد .) فربت على يدها مزيلا اياها ليتمكن من التحرك بحرية ( ساتصرف .. لا تقلقي )
بالفعل تحرك وفقا لما يمليه عليه موقعه كأب يدرك مسؤولياته للمرة الاولى حيث ذهب الى الممرضة المسؤولة عن القسم قائلا ( هناك ظرف طارئ جدا بسببه سنضطر انا وزوجتي للمغادرة ولا يمكنني اخذ ابني الان فهو تحت المراقبة كما انه نائم لذا .. ساعود خلال ساعة لاصطحبه معي لذا ارجوكم ان تخصصو احدى الممرضات لتجلس معه في الحجرة ريثما اعود وانا جاهز بكافة المصارف )
كلمة زوجتي التي خرجت بسهولة من فمه جعلته يدرك تماما بان عقله اللاواعي دوما وابدا راى سما كزوجته الوحيدة .. سمع موافقة الممرضة وتمتمتها بما فهمه بانها مواساة له فلقد رات زوجته للتو وهو يغادر بها وهي باكية فشكرها وتوجه من فوره ليقل سما الى العنوان الذي املته عليه .. تنهد بقوة ليقف ونظراته تراقب ساعته مدركا ضرورة عودته لابنه واضطراره لترك سما لوحدها حتى مع رغبته العاصفة بان يحتضنها ويحتويها ويخفف المها .. تحرك بسرعة متمتما ( ياللهي .. كم احتاجك يا نسمة الان ..انا لا اعرف كيف علي تقديم المواساة حقا .. كم احتاج ثباتك لتواجهي معي الموت ) .
لم يكن يدرك سراج بان نسمة هي الاخرى تواجه الموت بدورها وقد رأت فوهة المسدس وهي ترتفع امامها في منظر قطع انفاسها وتركها مرتجفة برعب وعيناها تريان ذلك المسجى امامها والذي تلقى رصاصة انهت حياته كما يبدو تاركا اياها في حضرة اؤلئك القتلة بعد ان وعدها ان يحميها بروحه .. وقد فعل .. قد حاول تحريرها ليبعدها عن الايدي القذرة لاؤلئك الرجال الذين كانو يحاولون اغتصابها امامه ليسقط صريعا لاحدى الرصاصات عند حافة ذلك الجرف الرملي الذي يقفون عنده حيث رأت جثته تتدحرج مبتعدة عنها بقوة على الجرف في منظر اكد خلوها من اي حياة مما جعلها تصرخ بكل قوتها باسمه قبل ان يحيطها الظلام وقد سقطت فاقدة للوعي بلا حول ولا قوة .. احداث توالت مرة اخرى عائدة بالزمن الى الوراء حيث البداية لكل ما اوصلهما الى هذه النقطة .
كالمعتاد .. راته يقف في مدرج الطائرات منتظرا قدومها بعد ان وصلتها رسالة تكليفية مفاجئة لها في اخر لحظة تطالبها بالحضور الى المطار لتستلم مع نادر مهمة قيادة طائرة شخصية لاحد الشخصيات البارزة في عالم الاعمال والسياسة لبلد مجاور لهم .. مهمة علمت انها اوكلت اليها بعد تعرض طاقم الطائرة الشخصية المكون من الكابتن ومساعده ومضيفة الى حادث سير اصاب السيارة التي كانت تقلهم من الفندق الى المطار .. اقتربت اكثر لتميز وقوف مضيفة خلف ادهم لم تتعرف عليها فاستنتجت انها هي الاخرى قد تم تكليفها من احد الفرق على ما يبدو .. القت تحيتها بهدوء لنادر لترى انعكاس نفاذ صبره في عيناه ونبرة صوته المتمتمة ( واخيرا حضرتي .. لقد تاخرتي )
لم ينتظر اجابتها بل تجاهلها وصعد سلم الطائرة برشاقة مثيرا في نفسها عاصفة من الحنق .. بالطبع هو لم يعاني من ازمة المواصلات فكما سمعت من احدى المضيفات انه يمتلك سيارة رائعة وشقة ليست بعيدة عن المطار منحتها له شركة الطيران ليكون جاهزا في اي لحظة يتم استدعاؤه فيها لطبيعة عمله وكون اسمه دوما مسجلا في جدول الاحتياط .. حنق ظهر بتمتمتها له وهي تجلس الى جواره في الكابينة ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته لك ايضا .. ياله من صباح براق ويوم مثير افتتحته برسالة ايقظتني من النوم في يوم اجازتي لاجد نفسي مضطرة للتجهز للسفر خلال نصف ساعة للحاق بالحافلة الخاصة بالشركة والتي تمر بالموقف القريب من حيي السكني الذي قطعته ركضا وحقيبتي تتخبط بين قدمي معيقة تقدمي وليت الامر انتهى على هذا بل وعلقنا في ازدحام سير ناجم عن حادث حصل في الشارع لنحتاج لنصف ساعة اخرى قبل ان تجتاز الحافلة المكان متوجهة الى المطار لارى الكابتن نادر الشامسي يستقبلني بتوبيخه المعتاد ووجهه الغاضب الذي يعيد العصافير خائفة الى اعشاشها )
انهت كلماتها الغاضبة لتتفاجأ بضحكة نادر المتسلية التي تسمعها لاول مرة منذ عرفته وبنظرته العابثة نحوها وهو يتساءل ( وهل انت عصفور خائف )
اجابته بغيظ كتمته باسنانها المصطكة ( وهل تراني اعود لعشي ..فها انا امامك اسعد بطلتك البهية)
اجابها بسؤال مرواغ ( لم اكن اعلم انك تريني وسيم .. هل حقا طلتي بهية )
لم تكن معتادة على مزاجه المازح كما ان ما حدث معها جعلها مستفزة وسيئة المزاج بدورها فاجابته بوقاحة ( لمن يعانون من عمى كامل في الالوان وطرش دائم مع انخفاض حاد لقيمة الذات وغباء مستفحل يعشش في ادمغتهم وفراغ مميت يستوطن قلوبهم دون ان ننسى لمحة من المازوخية تمتاز بها شخصياتهم العاشقة للتعذيب من شخص سادي مثلك )
لم تعلم لما قالت كل هذا رغم اصرارها السابق على التعامل ببرود نحوه وقد التزمت بهذا ونجحت ولكن .. دوما ما كانت تعاني من مشكلة وهي انها عندما تصل لمرحلة معينة من العصبية تفقد كل تحكم وتطلق اعاصير مرعبة من الغضب الذي يتلبسها فتبدا بوصلة من الردح والشماتة والتوبيخ دون مراعاة لاي شيء سوى تفريغ عواطفها التي تكبحها بهيئتها المتشنجة الباردة لتتمكن من العودة لحالتها الثلجية بعد ذلك وهي نادمة على ما قالته في لحظة غضبها الذي ترى انعكاسه في الذهول المرتسم على من يتلقى اعصارها المفاجئ .. ذهول تغلب عليه نادر سريعا بقهقهته ويداه ترتفع باستسلام متمتم ( اووه .. لم اتوقع ان تعرفي كل هذه الجمل والشتائم )
بروده استفزها اكثر فكم تمنت لو انه غضب ووبخها كي تعود لتتحكم باعصابها بندم ولكن .. انه نادر الذي يصر دوما على اخراج اسوء ما فيها . اجابته بسخرية ( وهل قالو لك اني تربيت في القصور )
اجابها بحزم فاجأها ( بل قالو لي انك انثى تفخر ببرودها لافاجأ بانها بركان حمم لاهب فاقد لاي معاير التزامية او اخلاقية)
كلمات اصابتها في مقتل اوجعها اكثر من لو انه وبخها وهو يثبت لها مرارا وتكرارا فشلها الذريع امامه في التحكم بذاتها .. سمعت زفرته النافذة وهو يضيف ( حسنا .. ربما معك حق بالقليل من غضبك فهذه المهمة تثير استفزازي اكثر منك لغموضها وفجائيتها وذلك الفريق الامني الوقح الذي يصاحب تلك الشخصية وصدقيني لو ان الامر بيدي لاعتذرت او على الاقل لمنعت استدعائك نظرا لطبيعة المهمة وخطورتها ولكن .. ما باليد حيلة فانا وانت المتفرغين الوحيدين لها لذا .. لنحتمل بعضنا لست ساعات ذهابا وايابا وبعدها .. لتعودي الى اجازتك واعود انا للهدوء بعيدا عنك )
غصة غادرة اصابتها مع كلماته كادت تجعلها تعود لوصلة تفريغ الشحنات ولكنها انتبهت في اللحظة الاخيرة لطبيعة كلماته التي يقولها لها .. فنادر وبسابقة جديدة عليه .. يتذمر من العمل ويظهر مشاعره والادهى انه يشاركها التذمر ويتحدث معها كانها بالفعل شريكته وزميلته وكلاهما يعانيان من نفس المصير .. لوهلة ظلت محدقة به محاولة تحليل كلماته واستنباط افضل رد لا يحطم ذلك الجسر الهش الذي مده نحوها في اغرب الاوقات .. فتحت فمها لتجيبه ولكنها اغلقته مع عودة تصارع الغضب في نفسها متذكرة قوله انه بابتعاده عنها يسود حياته الهدوء .. عادت لتفتح فمها لتجيب ومع ذلك وقفت الكلمات على اعتاب شفتيها تأبى المغادرة .. راته يلتفت نحوها بسؤال لم تستوعبه ولكنها لاحظت نظرته المتسائلة نحوها وهو يرفع يديه متلمسا وجهه ( ماذا .. هل نبتت لي قرون وانا لا ادري .. لما تحدقين بي هكذا )
زفرت انفاسها ملتفتة عنه وتفاعلات ضاحكة تجيش في صدرها مهددة بالانفلات بتناقض عجيب في نفسها ما بين الغضب والفكاهة على ما يجري معها لتقول بصوت ارتجفت نبراته ( حسنا .. انها المرة الاولى التي تظهر فيها كانسان .. هل كان علي توبيخك سابقا لتخاف مني وتعاملني باحترام كانثى )
كانت تلقي بكلمات جوفاء مازحة بسماجة حانقة قابلها صمته لدقيقة قبل سماعها لكلماته الساخرة ( صدقا .. هل تعتقدين انك اغضبتني بتوبيخك .. لم اكن اعلم اني اقلل من احترامك في شيء ) والتفت اليها ناظرا لها بطريقة جعلت الدماء تندفع في عروقها حرجا وهو يضيف ( هل شعرتي يوما باني اغازلك او انظر اليك بوقاحة او اكلمك كلمات سيئة او حتى اشتمك او اوبخك او اتعامل معك متخطيا اي من حدودي )
ارتبكت نسمة وقد شعرت بان مسار حديثهما اتخذ اتجاه خاطئ فتنحنحت بحرج متمتمة ( كلا .. لم اقصد هذا .. اعتذر انه فقط مزاجي الاحمق الغاضب .. يمكنك القول انها حالات نادرة تصيبني فاجد فمي يخرج كلمات غبية .. حسنا لنعود الى النقاش الذي قطعته .. هل تعتقد حقا بان هذه المهمة خطرة .. ثم ما هي طبيعتها )
كانت اسئلتها هي سبيلها لاخفاء ارتباكها الحرج كما انها نابعة من فضولها لتفهم طبيعة المهمة التي تشارك بها بما انها لا تعلم عنها شيئا .. سمعت تنحنحه قبل اجابته ( بصراحة .. لا اعلم .. هو فقط شعور بالانقباض والترقب .. وكانك تخطو الى المجهول الخطر .. يمكنك ان تسميه حدسا او انه مشاعر متضاربة نظرا لما اعرفه من توتر للاوضاع الامنية في تلك البلد التي نتوجه اليها ومن طبيعة هذه الشخصية التي ننقلها .. )
وزفر انفاسه بتوتر خفيف استشعرته فكادت ان تكذب نفسها لولا اضافته ( ربما اكون اهذي ومع ذلك .. فلندعو الله ان ينتهي الامر ونعود بسلام .. المهم لا اريد ان اخيفك بما انها المهمة الاولى لك من هذا النوع )
حسنا .. يجب ان تعترف ..بان لديه اغرب طريقة للمواساة المصحوبة باثارة القلق .. يبدو انها ليست لوحدها الممتلئة بالتناقض .. ابتسمت رغما عنها ( اذن .. يبدو ان الانقباض والحدس ليس حكرا علي انا فقط .. ولكن .. ان اجدك انت تصدق بهذه الامور فهذا حقا امر يدعو للتوقف .. )
التفت اليها ينوي ايقاف هذرها ووقاحتها فلقد اكتفى من اسلوبها الهجومي ولكنه توقف مع رؤيته لابتسامتها الضاحكة ليستوعب انها تعيد له فخه المازح وتاكد من هذا مع رفعها اصبعها باشارة رقم واحد وكانها تنبهه وتوحي له انها سجلت عليه هدفا مع قولها بتفسير اخر (اجل .. مهمتي الاولى )
حرك راسه موافقا بتقبل وابتسامته ترتسم على شفاهه .. على الاقل وجودها الهاه عن ذلك الشعور الخانق الذي يسيطر عليه منذ علم بهذه المهمة .. رغم تضايقه من وجودها معه في البدء ولكن .. احساسه بالالفة نحوها اراحه حتى وهما منذ مواجهتهما الاخيرة يأبيان الخوض باي حديث شخصي .. ربما ان يعرف الانسان طبيعة هدف من معه وسريرته فهذا يجعل الوضوح يسود الاجواء حتى وان لم يقبل بطبيعة هذا الهدف .. ففي النهاية .. هذه حياتها وواجبه هو نصحها ولقد فعل .. اما الباقي فسيتركه لها وهي الادرى بنفسها .. هذا ما حاول اقناع نفسه به طوال الوقت كي يتمكن من البقاء معها دون شجار فلقد مل من الشجار كما انها اصبحت تحتل تفكيره بشكل كبير مما اثار حذره وقلقه ورغبته بانهاء هذا التاثير ليعود لسكينة روحه .. ومع ذلك .. وعد نفسه ان لا يتساهل معها ابدا ولا يمنحها حلمها حتى تقنعه حقا بانها اهلا له .. اعاد انتباهه الى المعدات امامه وقد كانت ابسط بكثير من المعدات المتواجدة في الطائرات كبيرة الحجم التي يقودها في الاوضاع العادية .. في نفس اللحظة اعلن برج المراقبة سماحه لهما بالبدء بتحريك الطائرة فعاد للهدوء والجدية مبتدئا المهمة باسئلته المعتادة لها عن الاحداثيات ومتوكلا على الله بسره .
طرقات على باب الكابينة قطعت استغراقه في القيادة فالتفت الى نسمة التي اشارت براسها قبل وقوفها لتفتح قفل الكابينة الامني قائلة (اعتقد انه طعام الغذاء )
اومأ براسه موافقا وقد عاد لتركيزه في القيادة مع شعوره ببعض الراحة .. لقد انهو اكثر من نصف رحلة الذهاب الى الان ولم يحدث اي شيء مما هدأ من افكاره وقد شعر بسخف مخاوفه التي كانت تسيطر عليه .. لحظة واحدة كانت الفارق بين وضعهم الامن وبين ما قلب الاوضاع.. حدث كل شيء في ثواني .. سمع شهقة نسمة والتفت ليرى امام وجهه فوهة مسدس منتصبة وسمع صوت خشن سيطر على المكان ( لو كنت مكانك لما تحركت قيد انملة ان اردت المحافظة على حياتك وحياة زميلتك )
في تلك اللحظة راى نسمة التي اشهرت المضيفة امام وجهها مسدس اخر وقد امتقعت ملامحها برعب جعله يشتم في سره وقد ثار حنقه على نفسه اضعافا مضاعفة .. كيف سمح لنفسه ان يتجاهل حذره ويقبل بتعين مضيفة لا يعلم عنها شيء في رحلة كان واثق من خطورتها .. عاد المسدس ليصطدم براسه بدفعة عنيفة مع اهتزاز الطائرة اللحظي نتيجة تركه المفاجئ للقيادة وصوت الرجل الخشن يعود ليهتف بغضب اكبر ( انتبه لعملك هيا والا كانت رصاصتي هي اخر ما ستراه الان فاعتقد ان احدكما يكفي لقيادة الطائرة لذا لا تستفزني )
عادت شهقت نسمة لترتفع مع سماعه لنحيبها الخافت مما جعله يعدل عن اي خطط حمقاء فهو لا يدري تحديدا طبيعة الوضع في داخل الطائرة ولا عدد الخاطفين او ماهيتهم او طلباتهم او حتى ان كان الرجل الذي في عهدتهم على قيد الحياة ام انهم قتلوه ... التفت لينصاع للأوامر التي القاها الرجل وهو يعيد سيطرته وتحكمه بالطائرة متسائلا بخفوت حازم ( الى اين تنون الاتجاه )
شعوره بابتعاد فوهة المسدس عنه وسماعه صوت الرجل الظافر وهو يعطيه الاحداثيات جعله يدرك بان المهمة المنصوصة هي مجرد الخطف مع قتل من يقاوم فقط لذا حاول الحفاظ على هدوءه مع قوله بعملية ( ارجو ان تتركو مساعدتي لتقوم بعملها كي نتمكن من الهبوط في المكان الذي تطلبونه بنا انه لا يوجد برج مراقبة فساحتاج لها لتمدني بالاحداثيات)
كلامه المنطقي على ما يبدو اقنعهم حيث سمع صوت المضيفة التي دفعت نسمة بقوة امامها ( هيا .. قومي بعملك كي لا تنتهي حياتك بما هو اسوء من الموت )
جلست نسمة بانهيار على كرسيها في ذات اللحظة التي التفت اليها نادر متسائلا عن الاحداثيات وسرعة الرياح ببرود اخفى كل انفعالاته وعيناه تبثانها رسالة اخرى مختلفة عما يقوله .. كان يطمئنها ويواسيها ويهدئها ويعدها بفدائها ولو بروحه .. رسالة تاكدت من فحواها من ذلك الدفء المنبثق من عيناه في خطاب صامت فهمته ووثقت به لتنصاع لامره وتبدأ بعملها محاولة حجب دموعها وضعفها عن خاطفيها وهي تنحي كل تلك الافكار السوداء التي اجتاحتها بعد ان ادركت بانهم خطفوا لتتذكر القصص التي سمعتها عما يحدث لمن يخطف وكيف يعذب او يقتل كما تلاحقت صور بعض الافلام التي كانت تتحدث عن اختطاف الطائرات وما يحدث من عنف موجه فيها .. حاولت التركيز في القيادة بعد ان تم تغير اتجاه الطائرة بصعوبة وبدأت بمحاولة تسجيل كل ما حولها ونقله لنادر حتى يتمكنو من تبيان طريق الهبوط الذي حدده الخاطفون .. طريق كان عبارة عن شارع قديم واسع وطويل يخترق منتصف مساحات من الرمال والاعشاب الصغيرة لتدرك انهم في منطقة احراش حيث تتباين فيها التضاريس بين مرتفعات ووديان ومناطق مسطحة مع نباتات طويلة وقصيرة تنفع في حجب من بداخلها ولكنها لا تمتاز بالكثافة القاتلة للغابات .. ربما لو كان وضعهم عادي لزاد انبهارها بما حولها وبطريقة نادر الاسطورية في السيطرة على الطائرة ليتمكن من الهبوط بلا احداثيات صحيحة بالكامل مكتفيا على ما تقدمه له من معلومات تستطيع الحصول عليها من نظراتها بالعين المجردة مع مساعدة بعض المعدات امامها .. مجهود خرافي بذلاه ليتمكنو من الهبوط بسلام في منطقة غير مؤهلة اصلا لاستقبال الطائرات .. توقفت الطائرة لتتنهد بارتياح كبير وقد اذهلها ما حدث وكيف نجح نادر بالهبوط رغم كل الصعاب .. ارتياح لم يدم لشعورها بالتهديد مرة اخرى وبذلك المسدس الذي التصقت فوهته الباردة براسها مع صوت تلك المضيفة المخيف والمتمازج مع صوت الرجل الواقف خلف نادر وهما يأمرانهما بالمغادرة بلا مقاومة .. التفتت الى نادر باستنجاد لتعود نظراته الدافئ لتطمئنها وهو يحثها على الثقة به .. تبعته بعد ان خرج كلاهما من قمرة القيادة لتتفاجئ بمنظر ثلاث جثث لرجال الامن الذين كانو يصاحبون رجل الاعمال و قد القو باهمال بجانب باب الطائرة بشكل جعلها تشهق مرتعشة بخوف وهي تشعر باقتراب نهايتها .. لم تعلم كيف وجدت نفسها بجانب نادر وكيف رفع يده ولفها عليه غارسا راسها في صدره ليبعد انظارها عن الجثث .. تشبثت بقوة به كاتمة شهقاتها وقد تلاحقت انفاسها اللاهثة التي تسللت من خلالها رائحته مثيرة فيها احاسيس غريبة رغم كل ما يحيط بها .. سمعت ضحكات من حولها وسخريتهم من خوفها والمضيفة تتشدق امامها بضعفها الانثوي بلغة لم تفهم اغلبها .. استكانت بمكانها متمتمة بخفوت راجي ( لا تتركني )
كرد على طلبها شعرت باشتداد يده حولها وعيناه تراقبان كل ما يحدث ليفهم ابعاد الموقف الذي وضعا فيه .. علم ان رجلين من فريق الامن مع المضيفة هما من قاد الانقلاب ضد زملائهم ونفذو عملية الخطف المنظمة لصالح احدى الدول المجاورة لدولة رجل الاعمال والسياسة حيث هبطو للتو والتي على خلافات واضحة مع دولة الرجل .. راهم وهم ينقلونه عبر باب الطائرة وقد بدا فاقد للوعي كما لاحظ كواتم الصوت المثبتة على مسدساتهم ليدرك كيف لم يسمعو اي ضجة وهم بالكابينة لتنبأهم بما حدث فيبدو ان العملية قد تم التخطيط لها بكل دهاء ليتخلصو من اي مقاومة بسرعة وكفاءة .. راى المضيفة تشير له وهي تضحك بسخرية شامتة على نسمة المستكينة بين يديه ليبدأ بالتوجه هو الاخر الى باب الطائرة كي يترجل منها مع نسمة .. ما ان خرج من الباب حتى صدمته اشعة الشمس الحارقة فاغمض عيناه لوهلة ليعتاد على الاجواء قبل ان يفتحمهما مع حركة نسمة التي بدأت بالابتعاد عنه لترى ما حولها و المصاحبة لشعوره بدفعة المضيفة له ليتقدم بسرعة .. امسك بيد نسمة حاثا اياها لتتبعه بعد ان تقدم عنها قليلا ليتمكن من الهبوط في مساحة سلم الطائرة الضيق وعيناه تراقبان ما حوله بحذر .. كانت هناك ثلاث سيارات ذات دفع رباعي تقف حول الطائرة وقد ترجل منها عدد من الرجال المسلحين .. احدى السيارات ابتدأت بالتحرك حيث يبدو انهم نقلو بها الرجل المعني بالخطف .. شعر بارتجافة يد نسمة في يديه فزاد من ضغط يده عله يطمئنها .. وصل الى الارض ليرى احد الرجال يتقدم نحوهم قبل ان يدفعه بقسوة مبعدا اياه عن نسمة التي شهقت برعب وهي ترى نادر يتعرض لضربة قاسية على قدميه لتجعله ينحني باتجاه الارض منهارا على ركبتيه .. حاولت الاقتراب منه والخوف يشل اطرافها من هيئة هؤلاء الرجال المخيفة ولكنها تلقت نفس الضربة من المضيفة لتنخفض هي الاخرى على قدميها في نفس اللحظة التي حجبت فيها رؤيتها برباط اسود .. اياد اوقفتها بقسوة اكبر ودفعتها بقوة لتشعر بنفسها وهم يدخلونها في احدى السيارات حيث شعرت بتحركها الفوري مع احساسها بالمحاصرة من شخصين جلسا بكلا جانبيها .. احاسيس شتى انتابتها لتتركها خائرة القوى وارتعاشات متتالية تغمرها وقلبها يردد اسم واحد هو السبب بعدم انهيارها .. نادر .. لازالت نظراته المطمئنة لها في الطائرة ذخر تستمد منه البقية الباقية من شجاعتها .. لم تعلم كم مضى عليها من وقت وهي على نفس الحالة حتى توقفو اخيرا وتم اقتيادها الى مكان ما ان ادخلوها فيه حتى فكو وثاقها وخرجو مقفلين خلفهم باب حديديا مشابه لابواب زنزانات السجن .. صرخة مخنوقة اخرجتها بصعوبة الا انها كتمتها مع تلك الرائحة التي تسللت اليها لتلتفت سريعا حيث رات نادر من خلال ضوء الشمس المتسلل الى الزنزانة وقد ترك على ارضية الزنزانة والدماء تسيل من جرح بجبهته وجرح بطرف شفته .. انهارت بجانبه شاهقة بخوف ويدها تبحث عن موضع قلبه كي تتاكد من دقاته ..( انه على قيد الحياة ) كانت تلك الكلمات هي اول ما خاطبت به نفسها بعد ان كاد الرعب يفقدها عقلها ..ابتدأت بعد ذلك بالنظر حولها ساحبة انفاسها كي تتخلص من اثر الخوف وتتمكن من التعامل مع ما يجري لها .. رأت صنبور ماء في طرف الزنزانة بجانبه فتحة غريبة الشكل فهمت انها حمام .. حاولت تجاهل كل الوقائع وهي تقف بسرعة متوجهة الى الصنبور حيث بللت منديلها بالماء وعادت لنادر كي تغسل وجهه من الدماء وتساعده على العودة الى وعيه .. دقائق مرت وهي تعيد الكرة وتغسل وجه نادر بلا كلل ولسانها يلهج بالدعاء ان يكون بخير فوجوده وحده هو ما يقيها من الجنون .. سمعت تأوهه فزفرت انفاسها بارتياح متنهدة وهي ترى جفناه يرفرفان باشارة لاستيقاظه .. لحظات مرت اخذ فيها نادر ينظر لما حوله قبل شعورها بتحركه فساعدته كي يعتدل بجلوسه مسندة ظهره على الحائط .. سمعته يسالها بخفوت متالم ( هل انتي بخير .. هل اذوك )
حركت راسها بالرفض قبل انهيارها بالجلوس الى جانبه مسندة راسها على الجدار ومغلقة عيناها لتمنع دموعها التي وخزتها .. شعرت بيده تربت على يديها المتشابكتين وصوته الحاني يقول ( لا تقلقي .. سيكون كل شيء بخير باذن الله .. فلو ارادو قتلنا لما تكبدو عناء نقلنا الى هنا )
لم تستطع ان ترد عليه فهي لا تعلم ان كان في قتلهما رحمة عما قد يمر عليهما الان ام ان وجودهما على قيد الحياة هو ضمن خطة يطالب من خلالها المختطفون بفدية تقدم اليهم .. زفرت انفاسها بضعف لتعود وتشعر بيد نادر المربتة على يديها وبصوته الحنون ( لا تفكري .. حاولي فقط ان ترتاحي كي نتمكن من اجتياز هذه المحنة بسلام )
كان امره وكأنه المفتاح لعقلها وكيانها كي تسترخي وتغرق في نوم مرهق بعد مرور بعض الوقت من كثرة البكاء والرعب الذي تعرضت له ويد نادر التي بقيت تربت على يديها بشكل روتيني تمدها بالامان الذي فقدته في الساعات السابقة .
طريق مظلمة مرعبة امتدت امامها واصوات مخيفة تملأ الاجواء .. شعور بالخواء والفراغ احاطها وخوف شل اقدامها التي ترفض الانصياع لها كي تتمكن من الهرب مما حولها .. احساس ببرودة معدن فاجأتها وهي ترى تلك القيود التي برزت من العدم محيطة بكفيها وقدميها مانعة اياها من الحركة .. حاولت الصراخ ولكن صوتها تمرد وابى الخروج وتلك الهمهمات ترتفع اكثر مصيبة اياها بالصمم .. صوت مفاجئ اقتحم ضياعها وكلمات عرفت صاحبها بسرعة وصوته يصدح مبدد الظلام حولها .. ( استيقظي يا نسمة .. استيقظي .. سيكون كل شيء بخير فانا ساكون بجوارك طوال الوقت وسافديك بروحي )
لحظات صعبة خاضتها لتنشل نفسها من متاهة حلمها المرعبة قبل فتحها لعينيها دون ان تدري ان كان ما سمعته حقيقة ام من وحي خيالها .. انتفضت بعنف مستيقظة من ذلك الكابوس الذي اكتسحها بقسوة تاركا اياها مرتجفة باكية متعرقة ولاهثة .. شعرت بيد تربت على كفها بحنان وصوت مألوف يهتف لها برقة ( اهدئي .. اهدئي .. لقد مضى .. كان كابوس ومضى .. استعيذي بالله من الشيطان الرجيم )
تلفتت حولها والذعر يتملكها وهي تعود لواقعها مع ذلك الظلام الذي يحيط بها مرافقا للرائحة العطنة المتسللة الى خياشيمها لتؤكد مكان وجودها .. عادت لتشعر بتربيتة تلك اليد الحنونة وضغطتها الداعمة مع همسة مطمئنة ( اهدئي يا نسمة .. نحن لازلنا في نفس المكان مع الاسف .. ولكن .. كل شيء عدا ذلك بخير )
عقدت حاجبيها محاولة استدراك تمالكها وهي تعود لواقعها متذكرة ما حدث وقد ادركت بان الليل قد حل لاختفاء نور الشمس من الزنزانة السابحة بالعتمة .. تمتمت بتوتر ( الم يأتي احد .. الم يحاولو التحدث معنا .. )
حرك نادر راسه بالرفض متنهدا ( يبدو انهم يتبعون سياسة تحطيم الاعصاب لاخضاعنا .. وهي سياسة معروفة .. حيث يبقون المخطوف لايام وحده في زنزانة حبسه دون ان يمدوه بشيء حتى يكاد يجن وعندها يتلقونه جاهزا لاخضاعه لطلباتهم .. او اننا لسنا مهمين كفاية وهم ينتظرون اصدار قرار بما سيفعلوه بنا )
ارتجفت سما بعنف اكبر ( لما .. لما يقومون بهذا.. مالذي سنفعله .. انا .. يالهي )
كان خوفها يتعمق فيها حتى النخاع .. تفاجأت بوقوف نادر وبجذبه اياها لتقف ببطء قائلا ( لا يجب ان نستسلم .. لا يجب ان نجعلهم يحصلون على ما يريدون .. ونحن اقوى منهم .. اتعلمين .. انظري للسماء من هذه النافذة الصغيرة .. تخيلي نفسك في كابينة القيادة وانتي .. تقودين الطائرة .. والزراق السرمدي يحيط بك بجمال .. انسي كل شيء وحاولي التركيز في هذه الصورة )
كان قد اوقفها امام تلك النافذة الصغيرة في اعلى الزنزانة والمحاطة بالقضبان والتي بدا ان مهمتها الاساسية تقتصر على امداد الزنزانة بالهواء ووقف خلفها بدعم دون ان يمسها ...لم تعلم لما جعلها صوته المسيطر تمتثل لاوامره وروحها تتذبذب بمشاعر متخالطة .. حاولت رسم ما يقوله لها والغرق بخيالها الا ان صوت نبضاتها المتعالي مع صوت انفاسها في وسط هذا السكون اسقمها فتمتمت بحنق رافض متوتر ( هذا الصمت يقتلني .. يخفيني .. وذكرى تلك الجثث يتقافز اكام ناظري .. ربما لو كنت في الطائرة لطلبت تشغيل اغنية .. او لحاولت التركيز بصوت المعدات ) التفتت اليه بطفولة متمردة فرات ابتسامته العابثة المستغربة مما جعل حمرة الخجل تتصاعد مشعلة وجهها وهي تهتف بتوحش نافضة نفسها بعيدا عنه ( لا تضحك )
ولكنها تفاجأت بيديه تحطان على اكتافها وتعيدان ايقافها بتسلط ذكوري كان يغضبها سابقا الا انها في ضعفها هذا رحبت به كحاجة ماسة لشعورها بالدفء .. شعرت بانفاسه تلفح اذنها وهو يقترب هامسا ( اهدئي وكفي عن التوتر .. في حالتنا .. كلما توترت اسرع كلما كان انهيارك اسرع وهكذا .. ستسمحين لهم بالفوز عليك .. هيا نسمة .. لم اعهدك مستسلمة.. اين تلك المقاتلة عن حقوقها والمدافعة عن حقوق المراة .. هيا انظري الى النافذة وتخيلي نفسك وقد حققت حلمك واصبحت كابتن طائرة )
ارتجفت متسائلة ( وهل ستسمح لي ؟ )
شعرت بصوت اضطراب انفاسه وهو يجيبها ( وهل ستسمحين لي ان امنعك )
جادلته بضعف ( ولكن الصمت يقتلني .. انا .. اخافه .. فهو يشعرني .. بخواء .. روحي )
كانت المرة الاولى التي تعترف بها بازمتها الحقيقية .. سمعته يقول لها بحزم حنون تخلله عبث يبدو انه ليمتص ارتباكها ( لم اعلم ان هناك ما يمكنه اخافة المساعد طيار نسمة صقر .. حسنا .. لنستعض عن الصمت بصوتي .. ولتحتملي النشاز بما انه لا خيار امامنا والان .. اغلقي عينيك )
امتثلت لامره برعونة طفوليه متاكدة انه لن يمتثل لطلبها .. مرت لحظة شعرت فيها بتربيتة يداه الهادئة على اكتافها لتدرك انها لم تكن تشعر سابقا بوجودهما ( اهدئي.. استرخي.. خذي نفس عميق .. وتخيلي نفسك في الطائرة .. وانت تتحكمين بها .. وتطيرين عاليا بين كوكبة من النجوم اللامعة بعيدا عنك )
كان صوته يجبرها على الخضوع .. بهدوئه ورقته وحنانه وحزمه وقسوته .. مزيج غريب يجعل لنبرته صدى رخيم يدغدغ الروح ويتسلل للجسد .. ابتدأت بالفعل بالغوص في خيالها.. وقد اعاد لها نومها بعضا من تعقلها وهدوئها رغم انه قد قوطع بكوابيسها .. سمعت صوت نا رالخميل مرة اخرى يبدد الصمت من حولها .. كان ويالعجبها قد ابتدأ بالدندنة البسيطة .. وبلمسة رخيمة مع بحة حانية تعمقت اكثر في صوته الرجولي الجميل والعميق .. صوت تغلغل بروحها اسرا انفاسها وكلمات شعرية تنساب من فمه لتترسخ بقلبها وروحها ..
( يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل الى وصالك دلني
انت الذي حلّفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
وحلفت أنك لا تميل مع الهوى
أين اليمين وأين ما عاهدتني
تركتني حيران صباً هائماً
أرعى النجوم وأنت في عيشٍ هني
لأقعدنّ على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنت ظلمتني
ولأدعونّ عليك في غسق الدجى
يبليك ربي مثلما أبليتني )
كان كيانها يحلق عاليا مع كلماته وقد تناست بالفعل كل ما حولهم ووضعهم الحالي واختطافهم ... لم تدرك لما شعرت بغصة خانقة وهي تتخيل نادر ببروده وعنجهيته وقد تعرض للحب من امراة هجرته فغنى هذه الاغنية ..هل لهذا يكره النساء ..هل حقا قلبه قد ذاق الحب .. لم تدرك انها نطقت سؤالها الحائر بصوت مرتفع ( ترى هل احببت يوما ؟ ..هل تركتك امراة لذا تكره كل النساء بسببها ؟) ليجاببها صمته التام كجواب .
في اللحظة التي غرقت فيها نسمة بالنوم اخذ هو ينظر اليها والى ما حولها محاولا دراسة وتحليل ما حدث لهما .. لم يعلم حقا مالذي سيؤول اليه مصيرهما او مالذي يخططه خاطفوهم .. لقد ذاق قسوتهم عندما حاول التمرد خوفا عليها وهم يقيدونه ويحجبون عيناه .. كانت النتيجة انهم ضربوه بكعب احدى البنادق على راسه ووجنته ليفقد بعدها وعيه .. عادت انظاره اليها فلاحظ كم تبدو بريئة وراسها يستند على ركبتيها واثار دموعها الجافة تزين وجهها وقد استسلمت متخلية عن كل دروعها .. مشاعر شتى انتابته في تلك اللحظة .. مشاعر متخالطة مع ما احسه وهي مستكينة بضعف مستنجد بين يديه .. شعور بالتملك والحمائية والرغبة بالذود والدفاع عنها وكانها انثاه او احدى النساء اللاتي تقع مسؤولية حمايتهم عليه ... شعوره بانها بمثابة اخته التي يقيم كل الحروب ليحميها ويحافظ عليها اذهله خاصة عندما احس بانوثتها الضعيفة التي استنفرت كل رجولته .. عواطف متلاطمة استبدت بروحه ومخاوف طاحنة خنقته .. لو ان الامر يقتصر عليه لما اهتم ولكن .. ان تكون نسمة في عهدته .. انتفض جسده وهو يتذكر في تلك اللحظة همستها له بان لا يتركها فزفر انفاسه متمتما ( رباااه يا نسمة .. ربااه .. ارايت ما فعلته بنفسك باصرارك على خوض غمار الرجال .. لكنت الان متنعمة بسريرك لولا طموحك الغبي) استعاذ بالله بعدها متاكدا بان هذا قضاءها وقدرها الذي لا توجد قوة بالارض تمنع تنفيذه .. عاد لينظر اليها واحاسيس شتى تعود لتجتاحه .. كانت المرة الاولى التي يدقق فيها بملامحها .. لم تكن جميلة الا ان هشاشتها اضفت عليها لمحة من الانوثة الرقيقة .. شعرها الذي تفلتت بعض خصلاته من ربطتها العملية له في العمل لتحيط بوجهها برقة اثارته واستفزته ورغبة خانقة تستولي عليه ليغرق يديه ووجهه في ثنياته المتعرجة الثائرة على ما يبدو كشخصيتها المتمردة .. وقف بشكل فجائي ليترنح قليلا فاقدا توازنه قبل ان يستقر بوقفته مستهجنا تفكيره الذي ذهب لاماكن لا يجوز ان يفكر بها .. انها الان في عهدته وامانته وهذا فقط ما سيفكر به حتى ينقذها باذن الله .. شعور بالحنان عاد ليغمره وهو يرى انعقاد حاجبيها الطفولي اثناء نومها .. فضول مجنون اصابه ورغبة لمعرفة كل ما تخفيه كتلة الاسرار هذه .. رأى قسمات وجهها التي بدأ الخوف يعلوها فعلم انها تعاني من كابوس فعاد ليجلس بجانبها مربتا على يدها عله يبثها الامان وقد عاهد نفسه ان ينسيها الخوف في اللحظات التالية لاستيقاظها .. اقنع نفسه بانه سيعاملها كما يعامل سلمى اخته الا ان صوت صغير بصدره استهزء به مؤكدا بانه لن يراها كاخته طوال حياته .. صوت كتمه باصرار فلا الاجواء ولا الظروف ولا الاوضاع تسمح باي تقارب او مشاعر من اي نوع .. سمع انينها الخائف فادرك بان كابوسها استولى عليها .. بدأ بهزها بلطف كي تستيقظ وهو يطمئنها على وجوده معها .. عندما راى خوفها اراد ان يسري عنها باي طريقة حتى لو قام بغناء الشعر لها .. امر لا يقوم به امام احد سوى عائلته المقربة من الدرجة الاولى .. امه اخته والده واخوه .. فقط .. ومع ذلك .. عندما استنجدت به خائفة من الصمت عاد ليضعف وانوثتها تصيب فؤاده بتضارب جاعلا نبضاته متذبذبة .. والان .. هذا السؤال الشخصي جدا و الذي فاجأته به وهما في هذا الوضع جعله يتراجع مرة اخرى خلف حصن صمته فهو لم يعتد ان يعبر عن نفسه بالكلام او بوضوح .. راى تراجعها وانسحابها وابتعادها عنه جالسة في طرف الزنزانة فالمه فؤاده للمرة التي نسي عددها .. زفر بقوة قبل سؤاله لها بنبرة حاول جعلها عادية خفيفة ( وما هو الحب بنظرك )
انتظر ردها ولكنها اعتصمت بالصمت المحرج فاكمل هو الكلام بجرأة لا تماثله ابدا ( ان كان الحب بنظرك هو تلك اللهفة التي قد تصيبنا اتجاه شخص .. او تلك الرغبة بان نقترب منه ..او الحلم بانك ستقضي العمر معه .. او ان تسمع اغاني ترى فيها حبيبك او ان تغنيها له .. ان كان هذا فكلنا وقعنا بحب مماثل اثناء فترة مراهقتنا ظانين حقا بان هذا هو الحب .. اما ان كنتي تعنين تلك المشاعر المتفاوتة من التملك .. والشغف .. والغيرة .. والالم .. والتوق .. والراحة .. والسكينة .. والفهم لكل خبايا حبيبك دون الحاجة لكلامه .. فقط يكفي نظرة منه لتشعر ان تحلق بعالم خاص به .. ممم اعتقد اني ساعتها ساحتفظ باجابتي عنك لاسباب قد اوضحها لاحقا .. والان ماذا عنك .. هل يمكنني ان اسالك )
راها ترفع راسها ببطء وتعتدل بجلستها مومئة بالموافقة فتشجع مبتسما بحنو وهو يقول ( مالذي جعلك ترغبين ان تصبحي كابتن طائرة )
صمت عاد ليسود المكان قبل سماعه لصوتها وهي تجيب ( والدي .. كان احد محاسبي شركة طيران .. كان ياخذني برحلات الى المطار كي ارى الطائرات .. ومنذ ذلك الوقت وانا احب هذه الاجواء واشعر من خلالها بالسيطرة والتحرر والمغامرة المختلطة بالسكينة والامان .. مشاعر تاكدت منها عندما عملت بعد تخرجي من الثانوية بالنادي المخصص لموظفي شركة الطيران التي كان يعمل فيها والدي كمدربة رياضية .. وهناك نما هاجسي وحلمي بان اصبح كابتن طائرة .. وانت .. مالذي كعلك تصبح طيار )
نظرات غامضة صوبها اليها وابتسامة مشاكسة ترتسم على وجهه وهو يجيب ( انه ايضا تاثير العائلة .. فوالدي وعمي يديران مركبا للصيد تعلمت قيادته منذ نعومة اظافري .. امتداد البحر امامي وتلك الزرقة والسكينة جعلاني ادرك حقا ما اريده .. انها مهنة تعلمك الصبر والثبات والجلد والتملك وهذا ما ساعدني لاتحكم باعصابي واحاول دوما ان ازن الامور قبل ان اتحدث او احكم بتهور .. فالبحر بالرغم من هدوءه يبقى لديه نزعة بالغدر .. عندما تشعر بالسيطرة عليه تتذوق ساعتها لذة الانتصار لترغب بتحدي اكبر .. و الذي بنظري تمثل بالسماء لذا .. اردت ان اصبح طيارا وقد نلت مرادي ) .
ضجة مخيفة ايقظتهما لينظر كلاهما الى الاخر بذهول وقد ادركا انهم قد ناما اثناء انسجامهما بالحديث طوال الليلة الماضية .. ضحة تمثلت امامهما عندما فتح باب الزنزانة وقد ظهر عدد من الرجال المخيفين واحدهم يقول بشماتة مرعبة ( لقد ان الاوان .. فالحكم عليكم قد صدر ).
نهاية الفصل


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 02:09 AM   #88

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه اكثر من رائعه وقلمك مميز حبه اسئلك لوليكى روايات اخري دومتى حبيبتى
بشكرك حبيبتي عدعمك واسفة عن التاخر بالرد .. انا لي رويات اخرى بس ابطالها اتراك وبتحكي عن ثنائي واحد .. هاي قصتي العربية الاولى والمتعددة الثنائيات


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 02:12 AM   #89

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emy2811 مشاهدة المشاركة
رائع يا حور
واخيرا الغموض بدأ ينكشف وظهر سبب رفض أسيل "لكن ليه هى شايفه ان احتمال رجوع الكانسر ليها يجعلها امرأة مش كامله؟"
سما كنت واثقه انها اتهددت وعشان كدة اتطلقت من سراج ووافقت على الزواج لكن إن عماد يكون على اسم سراج ديه كانت نقطه محيرانى جداااا .... حبيت اوى تفسيرك لخطوات سما عشان تقدر تضمن حق عماد وتثبت انه ابن سراج
على كالعادة الملاك الحارس لسما وأسيل
ابدعتى💖
بجد بشكرك من قلبي غاليتي عدعمك ..
سر اسيل لازال ببداية انكشافه ولازالت اسيل تخبئ الكثير مما سيتوضح في الفصول القادمة
سراج وسما لسه قدامهم كتيير امور يصفوها
علي ... ياترى ما هي حدود علاقته بعلا


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-17, 02:14 AM   #90

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **sweet girl** مشاهدة المشاركة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اولا مبرووك روايتك لجديدة حور ..الرواية عجباني وفيها مواضيع شيقة ويمكن تكون مش كتيير بتتناقش زي مثلا

شخصية نسمة ...طريقتك في السرد ممتعة ومترابطة الاحداث ...بالنسبة انك كاتبة جديدة فا انا شايفة ان

رواياتك مميزة ..موفقة
كتييير فرحت بكلماتك وعنجد شهادتك افتخر فيها ودوما سانتظر رايك ومناقشاتك


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.