آخر 10 مشاركات
1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1017-درب الفردوس شيرلي كمب - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1015- بعد شهر العسل - الكسندرا سكوت- عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-18, 03:22 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ريّان : خلاص أجل روحي ناديه أنا طالع لا يتأخر .
دخلت تمارا لجناحها ورأته واقف أمام المرآة والإبتسامة تزين وجهه اول مارأى انعكاسها على المرآه التفت لها بفرحة ومشى إليها : شوفي شوفي شعري زي رواد .
جوانا : الولد ذا مزاج مرة يقول عمو رواد ومرة رواد حاف .
تمارا ضربت راسه بخفه : هذي تسريحة عيال يعني وفرحان فيها ؟ الإستشوار أحلى .
عبدالرحمن : لا الإشوار مو حلو .
تمارا أخذت شنطته وسحبته من يده : إمشي إمشي ريّان ينتظرك برا .
مشى معها بكل حماس لداومه بروضته الجديدة , قبل أن يخرج راح لجناح منى وسلّم عليها ودعته وذهب لسيارة ريّان , أول ماجلس بالمقعدة الأمامية ريّان التفت عليه : اوه حركات مين مسويلك شعرك كذا ؟
عبدالرحمن بغرور : عمتي جونا .
ريّان : وعشان كذا شفت نفسك علينا ؟
عبدالرحمن رفع عدسته لراس ريّان المغطى بالشماغ : إنت ماتقدر تسوي مثلي شعرك قصير .
ريّان : أصلاً شعرك خايس .
عبدالرحمن : لا مو خـــايس انت الخايس ياخايس ريّان الخايس .
ريّان وضع يده على فم عبدالرحمن بإنزعاج : إسكت خلاص فهمت .
عبدالرحمن بخبث أخرج لسانه ولعق أصابع ريّان , ريّان سحب يده بقرف : الله يقطع العدو إيش تسوي إنت .
عبدالرحمن ضحك بإنتصار بعدها سأل بملل : متى نوصل ملّيت .

بالروضة وصلت متأخرة بخمس دقايق اتجهت لغرفة المديرة وهي مرتبكة رأتها المديرة بوجهها المخطوف : جنى عسا ماشر ليش متأخرة ؟
جنى وهي توقع على حضورها رفعت ساعتها تنظر إليه : الطريق زحمة .
المديرة هزّت راسها بإيجاب ومدت ورقة لجنى : هذا طالب جديد جاي اليوم راح يكون بفصلك أتمنّى إنك ماتنسي تسجليه بقائمة الطلاب اللي بفصلك .
جنى أخذت الورقة هزت راسها بإيجاب وهي تعدّل ملابسها : أوكِ .
خرجت جنى من غرفة المديرة متجهه لفصلها وعندما دخلت والقت السلام ردو عليها الأطفال بكل إحترام , وقفت قليلاً تنظر بالأطفال تتأكد ان جميعهم حضروا , إنتبهت لوجه جديد لطفل جديد موجود بين الأطفال إبتسمت له وهي تقول : مساء الخير .
توقعته خجول ولن يجيب ارخت نظرها للكتاب تريد البدء بالشرح لكن صوته وصل لإذنها وهو يقول : مسائك فل يا أبلة .
رفعت راسها بإبتسامة متعجبه من رده وجرأته كان ينظرلها بإبتسامه واضح انه متحمس وليس خائفاً أشارت له الوقوف وهي تقول : إيش إسمك ياشاطر ؟
قال بسرعة : حمنّي سدّام النازمي .
ضحكت على أسلوبه وطريقة نطقه للحروف لم تهتم لإسمه كثيراً وأشارت له بأن يجلس : حمنّي أتمنى تكون شاطر طيّب ؟
هز راسه بإيجاب : طيّب .
كتبت التاريخ على السبورة والتفتت على الطلاب وهي تقول : بندرس اليوم حرف الطاء مين يقولي كلمات تبدأ بحرف الطاء ؟
رفعو الطلاب أياديهم الصغيره واصواتهم المختلطه بترديد نفس الكلمة : أنا يا أبلة أنا .
قام الطالب الأول (فادي) : طماطم .
والثانيه (رندا) : طاووس .
والثالث (وسام) : وطواط .
عبدالرحمن شهق وهو يقول : وطواط خطأ .
إبتسمت له وهي تنظر بالذي قال وطواط : حبيبي الوطواط بحرف الواو .
وسام إنزعج من تصحيح عبدالرحمن له وقال : أدري بس أمزح .
ضحكت جنى بهدوء على رده , أشارت لعبدالرحمن بأن يجيب , قام بكل ثقة وهو يقول : طوكيو .
جنى : اوخص يا طوكيو , تعرف معناه ؟
عبدالرحمن هز راسه بإيجاب : إيوة عمو ريّان سافر طوكيو بالإجازة .
جنى إبتسمت بإعجاب يبدو ان هذا الطفل ذكي رفعت صوتها قليلاً تحاول التغلب على إزعاجهم المفاجئ : خلاص كلكم شاطرين يلا إنتبهو معاي كيف نكتب حرف الطاء .
أخذت القلم وهي ترسم حرف الطاء بتأني ليستوعب الأطفال طريقة رسمه رسمت الألف على الشكل عشان يكتمل الحرف : قولو معي طاء .
الأطفال بحماس : طاء .
جنى : طاء فتحه طَ .
ظلّو الأطفال يرددون معها بكل حماس ويتسابقون بالترديد .
بعد إنتهاء الدرس طلبت جنى منهم أن يكتبوا الكلمات التي يعرفوتها بشرط أن يكون حرف الطاء موجود فيها .
تركتهم خمس دقائق ليكتبو وهي منهمكة لتصحح أوراق إختبارهم بالحصة الماضية فجأة وقفت أمامها طالبة من طالباتها : يا أبلة .
جنى ناظرت فيها : هلا .
رندا : أبلة ما أبغى حمنّي ذا جنبي أنا قلت لفادي يقعد جنبي وجا حمنّي قعد .
جنى نظرت بعبدالرحمن وهو مندمج بالكتابه وعادت تنظر برندا : حبيبتي خليه يقعد اليوم جنبك عشان هو طالب جديد .
رندا تخصرت : ماشــــــــــاء الله يعني أي واحد جديد يجي يدلس جنبي ؟
جنى : طيب هو ماعنده مكان !
رندا أشارت لها على كرسي فادي : يقعد مكان فادي وفادي يجي جنبي .
جنى : عبدالرحمن .
عبدالرحمن نظر إليها : لسه ماخلصت .
جنى ضحكت : تعال إجلس هنا (أشارت له على مكان فادي)
عبدالرحمن قام من الكرسي وجلس بجانبها .
جنى إستغربت من حركته لكنها لم تعلق , عبدالرحمن مد كراسته الصغيرة لجنى : أبلة شوفي (أشّر ع الطاؤوس) ذا شكل الطاووس (وأشّر على شكل الفطر) وهذا فطر و..
جنى بإستغراب : بس ليش ماكتبت أسمائهم ليش رسمتهم ؟
عبدالرحمن : أنا أحب الرسم زي عمة جونا .
جنى مسحت على شعره بحب الطفل هذا لا تدري لم شعرت بحبه حال مارأته أصلاً : رسمتك حلوة حتى عطرك حلو .
شهق عبدالرحمن وهو يقول : عطر فيه حرف الطاء .
إبتسمت جنى : تعرف ترسم شكل العطر ؟
عبدالرحمن هز راسه بإيجاب ومسك ألوانه وهو يرسم زجاجة العطر التي تعطر بها ..
أخذت قائمة أسماء الفصل والورقة اللي فيها إسم عبدالرحمن وهي تسجّل إسمه بالقائمة (عبدالرحمن سطّام الناجمي) عقدت حاجبها عند إسم (سطام الناجمي) الإسم ليس غريباً عليها عقدت حاجبها تحاول التركيز , لتخونها ذكرياتها وهي تأخذها للزمن البعيد للذكريات السوداوية لقطات سريعة من ذاكرتها مرت أمامها كلمح البصر (طفله صغيرة بين أناس لم ترهم من قبل الكل يتراقص على أنغام الموسيقى وبجانبها رجل بعمر أبيها يبتسم لأي عينٍ تنظر إليه ) وقع القلم من يدها ومحاجرها إتسعت على آخرها التفتت للطفل الذي يجلس بجانبها بصدمة وهي تردد بدهشة : عبدالرحمن !!
..دخل ريّان ومعه عبدالرحمن الذي بمجرد أن رأى تمارا وجوانا ذهب إليهم بحماس : الأبلة أعطتني حلاوة وقالتلي الحلو للحلو قصدها ان أنا حلو .
دار على نفسه بفرح وهو يردد : الحلو للحلو .
ريّان أمسك رأسه بصداع : من السيارة وهو يعيد بهالكلمتين .
تمارا بضحكة مشت إليه وحملته : وماقالت ان شعرك كمان حلو ؟
عبدالرحمن : لا بس قالت الحلو للحلو وقالت كمان إسمك حلو وسألتني عن واحد إسمو سدّام قلت ماعرفه .
جوانا ضربت رأسه بخفة : سدّام يا حبيبي أبوك .
عبدالرحمن جلس على الأريكه وهو يقلب بالقنوات : اليوم الأبلة قالت الساعة 7 ونص بيجي برنامج الحروف (التفت لتمارا) الساعة كم ؟
تمارا وهي تناظر بجوالها : يوه باقي مطولين على مايجي 7 ونص دوبنا بالظهر .
جوانا : روح بدّل ملابسك وسلّم على ماما منى بعدين تعال .
صعد عبدالرحمن الدرج ذاهباً لغرفته يريد تبديل ملابسه ليصبح الولد المطيع كما قالت لهم معلمته الجديدة اليوم .
لانه كان متحمّس للروضة الجديد لذا اصبح يطبّق كل كلمة تقولها جنى .
بعد أن إرتدى بجامته القطنية بدون مساعدة أحد توجه لغرفة مُنى حاول بكل قوته فتح الباب وقف على أطراف أصابعه يريد الوصول لمقبض الباب الذي كان مرتفعاً عنه ضرب الباب برجله : مامااااا مُنى .
أتاه صوتها المتضجر : عبدالرحمن انا نايمة روح مو وقتك .
عاد ليضرب الباب برجله بشكل أقوى وبصوت باكي : عمة جوانا قالتلي أسلّم عليك يعني أسلّم عليك ولا بعدين بيقولو عنّي مشاغب .
فتحت مُنى الباب بقلة صبر وانحنت لمستواه : يلا سلّم علي وروح .
طبع قبلة سريعة على خدّها ومشى لينزل وينتظر برنامج الحروف .

*****

صعد إلى سيارة رشاد لينظر إليه قائلاً : سته دقايق بالضبط .
زياد بضجر : يوه يارشاد لا تبدأ بمحاضراتك على المواعيد خلاص معليش .
ضحك رشاد بخفه ليقول : نايا كلمتني تسألني عنك شكلك ساحب عليها بقوة .
زياد : ياليل هذي مانسيتني .
رشاد بدهشة : أمـــا لا تقول من جد ماتكلمها من ذاك اليوم ؟؟؟ يعني هي ماتبالغ ؟
زياد : للأسف لأ .
رشاد : ليش ؟
زياد : كرهتها والله مرة كرهتها اول مرة أحس اني مسوي شيء كبير ما أنكر اني ندمت وصرت أخاف اكلمها واضعف قدامها .
رشاد : الصراحة توقعت الموضوع مابيفرق معاك بس صدمتني صدمه حلوة , المهم كيفها رند ؟
زياد : مدري .
رشاد : نعـــــم ؟ ماهي معاك بالبيت هي ؟ ايش اللي ماتدري ؟
زياد : مدري لأنها معتكفه بغرفتها ماتطلع وكم مرة رحتلها ومارضيت تفتح الباب وما ترد .. سألت الخدم عنها قالو ان ميهاف عندها طوال الوقت .
رشاد : على طاري ميهاف ما تحسها صغيرة على مسؤولية رند ؟
زياد بكرهه : انا بس جالس أستنى متى رند تطفش منها وتطفشها لأنها من جد كريهه .
رشاد : اللي عرفته انها متزوجة .
زياد بصدمه : من جدك ؟ غريبة .
رشاد : مو هذا اللي استغربت منه انا كمان بس يلا مالنا دخل .
زياد إبتسم بخبث : انت مالك دخل بس انا فضولي .
رشاد : ياليـــــــل اقول رد بس رد على جوالك أزعجني .
زياد نظر إلى هاتفه : ذي نايا شرايك ترد عليها انت وتقولها زياد مات لا عاد تتصلي .
رشاد أخذ الهاتف وهو يضحك : اخاف تسأل عن قبرك (سكت لوهلة ثم عاد لينظر إلى زياد) ولـــــد لا تكون حامل ؟
زياد وضع يده على وجهه بإحباط : لا تـــــــقوووول .

..

بغرفة رند لم تعد تبكي مثل الأيّام السابقة لكنها لا تريد مغادرة سريرها أبداً .. كانت ميهاف طيلة الأيّام السابقة تحثها على الصلاة لكي تدعو لنُهى لعلها ترتاح بعد أن علمت ان علاقة رند بالصلاة شبهه منقطعه .
لا تعلم ميهاف كيف تنتشل رند من سوء حالتها .. جلست بجانبها لتضع رند رأسها بحضن ميهاف بدون سابق انذار مما جعل ميهاف تندهش من تصرفها لكنها مسحت على رأسها بهدوء .. حتى بدأت رند تتحدّث بصوت مثقل بالحزن : أحس الحياة متوقفه بعدها قلبي يعوّرني مو قادرة أتعدّى وجهها بهذاك اليوم .. كل شيء فيّا واقف عند هذيك اللحظة هي كانت حاسه انها بتموت لدرجة انها كانت تقول لي انّنا لازم نغيّر أشياء كثير بحياتنا كانت تقول ان نفسها يكون عندها أحد يصحيها تصلي الصلوات بوقتها عشان ماتتراكم عليها وتتكاسل بعدها .. وكانت تقول انها تركت حبيبتها لأنها استوعبت ان اللي تسويه غلط بحق نفسها .. نُهى بالفترة الأخيرة كانت تحاول تتغيّر حتى لو انها ماوصلت للمثالية لكنها حاولت .. أما أنا !!!
اغمضت عينيها ودموعها تنساب بأريحية : كنت اضحك على تغييرها المفاجئ ماكنت فاهمه باللي هي حاسه فيه .. انا ونُهى كنا أكثر من صحبات هي ماكان عندها ام واب كانت تعيش مع جدتها بس وانا نفس الوضع امي دايماً مشغوله .. ابوي له حياة ثانية بعيد عني .. زيـاد ؟؟ ما أعتبره الا شخص زايد بالحياه ماله داعي .. ماكنت ألقى أحد يسمعني واسمعه واحزن وافرح واضحك معاه الا نُهى , حتى انا مو عارفه ليش قاعدة اقولك هالكلام بس انا مو قادرة اتنفس الكلام مكدس بقلبي ما كنت أتمنى شيء بحياتي الا انسان يحسسني اني انسانه لها وجودها واهميتها وماكنت أحس بهالإحساس الا معها اما انا بالبيت ! احس اني ديكور ..
سكتت لأن بكاءها طغى , أما ميهاف كانت منصته فقط تشعر بالضبط بما تشعر به رند ربما لأن ميهاف أيضاً لا صديقات لها سوى إخلاص إبنة عمها .. ظلت تمسح على شعرها لتكمل رند : تدري نهى لما شافتك قالت إنك انسانه مريحه .
إبتسمت ميهاف لتقول : تتذكري لما جات هنا آخر مرة وانتِ عاندتي ماتبي تتغدي معانا ؟ هي بوقتها قالتلي انتبه لك ! وإن علاقتي فيك ممكن تتعدل بوقت قصير مرة .
نظرت رند الى ميهاف : من جد قالتلك كذا ؟ ليش ؟
ميهاف إبتسمت : ما جاتها فرصة عشان تقول لي ليش قالتلي كذا .
رند إبتسمت وهي تهمس : حقيرة (تنهدت) أحبها على قد ماكانت تفهمني حتى وانا ساكته .
ميهاف : إرتحتي لما تكلمتي ؟
رند إبتعدت عنها وهي تنظر إليها : والله هذا يعتمد عليك حتخليني أندم او لأ .
ميهاف : طيب مو حابه تداومي تغيري جو ؟
رند : لا مالي نفس بفقدها زيادة كذا .
ميهاف : طيب ايش رايك نروح الشلال ولا ماتحبيي الألعاب ؟
رند : مدري من زمان مارحت الملاهي .
ميهاف : خلاص اذا موافقه نروح اليوم في الليل يالله صدقيني نفسيتك بتتغيّر 180 درجة بتحسي ان روحك منتعشه .
رند : انا محتاجه أغيّر جو عشان كذا بطاوعك هالمرة .
ميهاف إبتسمت .. لتسأل رند : كم عمرك ؟
ميهاف : 19 .
رند : توقعت , بس امي ماقالت لي انك صغيرة قالت انك كبيرة هي ماشافتك ؟
ميهاف سكتت : لا بس ياليت ماتجيبيلها سيرة عني !
رند : ليش ؟
ميهاف : لأن الموضوع شوي معقد , راح اقولك بالوقت المناسب .
رند : وليش ماتقولي لي دحين ؟
ميهاف : لأن .. مدري بس مو مستعده نفسياً لسه دوبني مستوعبه اني مربية لبنت أصغر مني بسنتين بس .
رند : إنتِ كنتي تحسبيني أصغر ؟
ميهاف : لا مو كذا بس .. اذا قلتلك توعديني يصير سر بيننا ؟
رند بضيق : خلاص لا تقولي لو مو واثقه ..
ميهاف : لافهمتيني غلط ..
رند : خلاص نتقابل بالليل روحي لغرفتك دحين بآخذلي غفوة .
خرجت رند وأطفأت الأنوار , أغمضت رند عينيها حتى بدأت تفقد وعيها ولكن موسيقى إخترقت أذنيها جعلتها تستيقظ بغيظ وترد على هاتفها : نعم ؟
الصوت الرجولي : رند ؟
رند : إيوة رند خير ؟
الصوت الرجولي : شوية أخلاق يابنت الناس ..
قاطعته لتقول : عندك شيء ولا أقفل ؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 03:22 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الصوت الرجولي : والله انك ماتستاهلي أسأل عنك حتى خير وش قفلة الأخلاق هذي .
رند بسخرية : كثر الله خيرك جعل مايسأل عني غيرك .
هو قاطعها : عموماً عموماً لو احتجتي شيء إتصلي علي ..
رند نظرت إلى شاشة الهاتف لترى أن الرقم غريب : لحظة انت مين ؟
هو بسخرية : الحمدلله طلع اسلوبك السافل مو قاصدتني فيه .
رند : مين ؟
هو : رشاد .
سكتت لبرهه بإستغراب : وتراب والله , ليش داق ؟
رشاد : أسأل عن أختي المدلعه .
رند : إنت لا يكون كاذب الكذبه ومصدقها ؟ يع تخيّل انت اخوي ؟ والله بنتحر وقتها .
رشاد : أساساً انا كثير عليك يعني انتِ تحمدي ربك اني ضيّعت وقتي واتصلت اسأل عنك .
رند : خلاص ذليتني عالإتصال لا عاد تتصل .
أغلق الخط بوجهها لتفور هي من الغيظ .. حاولت الإتصال به مجدداً لتنهال عليه بسيل من الشتائم لكنه لم يجب على أيّ إتصال لها ..

..

بالمساء إرتدت رند عباءتها ووضعت غطاء الرأس على كتفيها تمشي بحديقة المنزل إلى أن تأتي ميهاف ليذهبوا إلى "ملاهي الشلال"
تفكر بموقف رشاد , تشعر بأن قلبها مازال يغلي بحقد على هذا المعتوهه يعلم انها تكرهه وتعلم انه يبادلها نفس الشعور , لكنها لم تتوقع ان ينتهز الفرص ليغيظها أكثر ..
جلست تقلّب بهاتفها تريد أن تفرغ سلبيتها بأي أحد إلى أن وجدت محادثة "نُهى" لم تتردد بالدخول إلى تلك المحادثه لتسجل صوتها المليء بالغضب قائلة : آه يانُهى تتذكري الحقير رشاد اللي كنتِ تسأليني عنه ؟ فقع قلبي اليوم ياخي نفسي أمسك راسه واصقعه بالجدار يابنت اسخف انسان قابلته على وجهه الارض غثيـــث اقسم بالله ماينبلع مسويلي فيها جنتل مان وهو صندل مان كثير عليه .. لالا وذاك اليوم لما جا عندنا ويسألني عن زياد مسوي انا الثقيل اللي مااعطي وجهه وانا اسأله اقوله زياد ماجا معك مايرد علي سافهني مدري يحسب صوته عوره ولا ايش هرجته ؟ ولما جيت بطلع واسحب عليه سمعته يقول الحين بيجي ، يابنت زياد يعــشقه مدري ايش عاجب زياد فيه مع ان شخصياتهم عكس بعض بكــــــل شيء رشاد مستشرف مرة لكن واضح انه سـ#### ...
شهقت بكل قوّتها واُرسل التسجيل بينما الصوت الصادر من خلفها يقول بفم ممتلئ : ياربّنا كل هذي صفاتي !
التفتت له وعيناها كادت أن تخرج من الصدمه ولم يسعفها عقلها بالتفكير في مخرج ، ابتسم رشاد بإستخفاف ووضع يديه في جيبيه وابتعد يمشي وهو يقول بسخرية : ماتوقعت كل ذا الحش كان بقلبك .
عضت شفتها السفلى بندم : رنـــد ياغبيه الله لا يفشل المسلمين بس اييييش الموقف الكلب ذا !!!ظلّت تراقبه إلى أن خرج من باب الفيلا وهي تتساءل لمَ أتى إذاً ومن اين ظهر فجأة ؟
سمعت صوت آخر يناديها : أنا جيت .
رند نظرت إلى ميهاف : بدري .
ميهاف : والله معليش عبايتي كانت معدومه ودخت عشان ألقى عبايتي الثانية .

..

عادت لتغط بنوم عميق يبدو أن هذا اليوم كان متعب جداً بالنسبة لها لكن أيضاً أخرجها من كآبة وسوء مزاجها , كانت طيلة هذا اليوم تضحك وتبتسم وكأنها نست تماماً أنها مع ميهاف !!

*****أخذت عباءتها وسحبت ورقة وهي تكتب "لاتنتظروني على العشا إحتمال أتأخر * سارة " وضعت الورقة على الطاولة بالصالة وخرجت على عجل وهي تضع غطاءها على وجهها ركبت سيارة السائق وغادرت ..
دقائق قليلة حتى وصلت للمكان المطلوب نزلت وهي تدعو برجاء أن تتوفق بوظيفتها الجديدة دخلت لإدارة المكان وأعطوها الشروط وقعت على الشروط وعلى وقت دوامها وعلى يوم إجازتها الأسبوعية .
نظر إليها المدير وهو يتوقع رفضها بعد لأن تعرف مبلغ الراتب : آمم بس الراتب يمكن تعتبريه قليل لأنه 2500 شهرياً .
اتسعت إبتسامتها وهي تقول : بالعكس كويّس بالنسبة لي .
إبتسم براحة وقال : ححلو وإذا تبين تبدين شغلك من الحين مو مشكلة بس مثل ما قلتلك دوامك يبدأ من المغرب لين 12 الليل .
هزت راسها وقامت : أبشر .
طلعت من مكتبه بحماس وهي تتجول بالمجمع الكبير فتحت الورقة وهي تقرأ إسم المحل الذي ستكون فيه رفعت عدساتها تنظر بأسماء المحلات الموجودة وصلت أخيراً للمحل المطلوب كان عبارة عن محل ملابس تمتمت بقرارة نفسها : يارب وفقني وسهّل علي يارب .
دخلت المحل وهي تناظر حولها إبتسمت وهي ترى الفتيات بعمرها تقريباً يعملون معها بنفس المكان والذي اراحها أكثر إن المحل نسائي وكل العاملات فيه نساء .
تقدّمت لها واحدة منهن : إنتِ اللي جايه تستلمي شغلك اليوم ؟
سارة هزت راسها بإيجاب .
مدت يدها وهي تصافحها : تشرفنا فيك انا شذى مشرفة المحل .
سارة : تشرفت فيك .
أشارت لها شذى على قسم العطور : راح تكوني هناك بقسم العطور , لا أوصيك ورينا شطارتك .
سارة إبتسمت وهي تتنفس الصعداء وتمشي للقسم زاغت عيونها وهي تتنظر إلى زجاجات العطور أخذت تستنشق زجاجة عطر أغمضت عيونها وهي تتخيل نفسها بأحضان غرفة مترفه وهذه العطور لها منعشه هذه الروائح فتحت عيونها على صوت مزعج أعادها لواقعها وطيّر أحلامها انتبهت لوجهه فتاة جميله الشكل سمراء سمار ملفت رافعه زجاجة عطر فارغ وهي تقول : عندك مثل هالعطر هنا ؟
سارة نظرت للزجاجة لبرهه وبعدها التفتت حولها تبحث عن نفس العطر .
قالت الفتاة بصوت مرتفع قليلاً : عطر مانفستو .
سارة تورطت لاتعرف ماهو عطر مانفستو حتى ولا اين تجده عند هذا الكم الهائل من العطور لم تتعود على المكان بعد ولا تعرف أسماء العطور.
أنقذتها شذى وهي تمد للفتاة العطر الذي طلبته : تفضلي هذا 250 مل .
أخذت العطر ومشت سارة لاتدري شذى كيف وجدت العطر وهي تبحث قرابة العشر دقائق , لوحت لها شذى أمام وجهها لتجذب إنتباهها : نسيت أقولك أسماء العطور .
سارة : إحمم أصلاً عادي ماحُست ولا شيء .
شذى ضحكت : هذي الرفوف خاصة بعطور جفنشي
والرف اللي هنا عطور تشانيل , وهنا ديور وهنا عطور ستيلا وهنا مانفستو وهنا دولتشي & غابانا .
سارة أمسكت راسها بصداع من روائح العطور التي اختلطت ببعضها : أحس بدوخه من روايح العطور الروايح قوية ومركزة هنا .
شذى : ذا لأنك مو متعودة مع الأيام بتتعودين .
سارة وقفت وهي تجاهد وتتجاهل شعورها بالدوار : ماقلتيلي كيف أعرف نوع العطر اللي تحتاجه ؟
شذى وعيونها تتناقل بين أرفف العطور : سهله هي حتقولك ماركة العطر اللي تبيه وإسمه وكل اللي عليك تسوينه انك تروحي للرف المطلوب وتدوري على نفس إسم العطر اللي تبيه الزبونه .
سارة أمالت فمها : واذا قالتلي إسم خطأ ؟
شذى : دوري على إسم قريب من الإسم اللي نطقته وبعدين سالفة انها تنطق اسم العطر خطأ ذا نادراً يصير .
سام هزت راسها بإيجاب وعادت لتنظر بالعطور : بحدود كم أسعار العطور هنا ؟
شذى بلا مبالاة : أقل سعر 250 الا لو كانت عيّنات أو عبوات قابلة للتعبئة .
سام كتمت شهقتها على السعر وهي تنظر إلى زجاجات العطور , تمنّت لو تستطيع إقتناء أحدهم .
*****

بالشقة المقابلة بنفس الطابق ونفس المبنى .. الساعة السادسة والنصف فجراً .. نستطيع القول أن الشقه متوسطة الحجم واقرب مايُقال عنها قصر من فخامة الديكور والأثاث وحتى السجاد المنبسط على الأرض من نوع راقي .. شقة تضم بأحضانها شخصين تجمعهم علاقة بعيدة كُلياً عن العشق .. وقريبة من علاقة الأم بإبنتها .
نستوقف لحظه لنتعرف على افرادها بشكل أوضح .
بغرفة من غرف الشقة المكوّنه من ٤ غرف وصالة .. ديكور هادئ بألوان معتمه مابين الاسود والأبيض والبنفسجي .. وستارة شفّافه بيضاء حامل اللوحات موضوع عند أقُرب جدار من النافذه ألوان متواجده بكل مكان بجميع انواعها .. باستيل، مائية، فحم ، شمعيه .. وغيرهم الكثير.
لوحات متناثرة بكل مكان بعضها تستقر فيها الوان ورسومات والبعض الآخر فارغ تماماً مثل شخصيتنا الثامنه .. غموض وهدوء وبرود و(لكاعه) ..
تقف امام قاعدة الرسم تلطخ اللوحة بالالوان بعشوائية وبحركات مدروسة بمخيلتها .. شعرها القصير لنهاية كتفها وعيونها السوداء لاتوحي الا بالجمود .
رمت الفرشاة بملل بعد أن انتهت من الرسمه وقفت تفرقع اصابعها وظهرها ..
وقعت عيونها على الساعة وخرجت من غرفتها للغرفة القريبة منها ..
دخلت بإبتسامه هادئة وهي تفتح ادراج التسريحه وتقول : صباح الخير .. (طلّعت لها مجموعة عُلب أدوية) .
اتاها صوتها المتعب من فوق السرير حالتها الصحية ليست مستقرة بسبب عوامل العُمر : صباح النور بنتي .
مشت الى السرير على نفس ابتسامتها : فطرتي ؟ عشان تاخذين دواك .
إبتسمت : لا كنت انتظرك تصحي عشان نفطر سوا .
عقدت حاجبيها بحب : كان ناديتيني انا لي ساعة..
قاطعتها : ترسمين ؟ فيك ريحة الوان .. (مسحت على شعرها بحنان) ماما ارجوان مايصير تصحي وتنامي على الرسم.
ارجوان : يريّحني .. يلا المهم بروح أقول للخدامه تجهز الفطور وانا ثواني واكون عندك .
هي : فين بتروحي ؟
ارجوان وهي تخرج من الغرفة : جايه جايه .
دخلت لغرفتها تتأمل اللوحة كالعادة ترسم اشخاص تشعر بوجودهم من قوة الالهام تصدّق خيالها .
بدلت ملابسها وعادت لتناول الفطور مع والدتها ..
على طاولة الفطور .. لورا : ليش ما تجهزتي لسه ؟
ارجوان : لأن مترددة اداوم.
لورا : ليش .
ارجوان : أمس اختاروني من ضمن الخمسة اللي راح ينقلوهم للمدرسة النموذجية الجديدة فدوامي راح يكون بالمدرسة الجديدة ومترددة اروح .
لورا : صح سمعت عن هالمدرسة بس ايش مميزاتها يعني ؟
ارجوان : اللي أعرفه هي قريبة من نظام المقررات بس الفرق ان لها أنشطة غير قرأت إن عندهم نادي اعمال يدوية ونادي يوغا ونادي رسم ونادي تمثيل وأظن موسيقى كل نادي له شهادة معتمدة وباقي المواد نفس المواد العادية وقسم علمي وادبي وإداري بس هالنوادي إختياريه لكن إجباري كل طالبه تختار نادي واحد على الأقل تشترك فيه .
لورا : وانتِ ماقررتي أي نادي بتختاري غير الرسم ؟
ضحكت أرجوان : لا مافكّرت قلت بدوام اول شيء وأشوف كل نواديهم واختار .
لورا : مين أختاروا من صحباتك معاكِ ؟
أرجوان : ولا أحد , هم أخذوا من اولى طالبتين ومن ثانية طالبتين ومن ثالث طالبة وحدة اللي هي أنا .. وأي طالبة من مدرستنا حابه تروح للمدرسة النموذجيه تدفع الرسوم الخاصه بالمدرسة .. ياسمين قالت بتجي عشان تكون معي هذا اللي مخليني أتردد اداوم اخاف تكون ماسجلت .
لورا : الله يوفقك ياقلبي ويبعد عنك أصحاب السوء .
أرجوان : آمين ...
في إحدى أحياء جدة الراقية .. مدرسة لتطوير المواهب وتنمية المهارات .. مدرسة نموذجية .
تحديداً بإحدى قاعات هذا المبنى , تجلس على مقعدها واضعة رأسها على الطاولة تحرك يدها على ورقة فارغة وبرأسها الف فكرة .. عيناها تحدّق بالفراغ .
أغلقت أذنيها بإنزعاج عندما أتت صديقتها "ياسمين" تصرخ بحماس : ارجواااااااان ليييش جالسه قومي خلينا نطلع نستكشف القاعات المدرسة ذي مجنــونه .
نفخت الهواء من فمها وجلست بإعتدال تنظر بالورقة التي كانت تخط عليها بكلمات عشوائية .
ماذا جرى ؟
هل ياتُرى أخطأتُ خطيئة ,
كي ترحلين ؟
أم طِهرُ قلبكِ لم يعد
يلقى مكاناً بين جلّ الفاسدين ؟
لا تقلقي أبداً فأنتِ في قلبي
هذا مكانك فيّ
وفيه أزلاً .. تسكُنين .
: مالي خلق أطلع .
ياسمين بتضجر : اووفف منك وانتِ طول عمرك مالك خلق او تعبانه اطلعي شوفي الناس برا ليش مُملة كذا ؟ ..
وقفت ارجوان بفزع وعقلها يذكّرها بشيءٍ ما : اوووووه تذكرت .
خرجت من القاعة سريعاً وياسمين تنظر بإستغراب : وين راحت ذي ؟
وقفت امام خزانتها المخصصه فتحتها على عجل وأخذت هاتفها النقال خِلسةً دون ان يراها أحد .. إتصلت سريعاً على الرقم المحدد .. بعد ثواني قليلة أتاها صوتها قائله : جونا بنتي !
إبتسمت بحب : ياعيون بنتك .
هي : ليش ماخذه جوالك كمان ؟
أرجوان : عشان أذكّرك تاخذي الدوا خفت تنسي وانا مو في البيت .
هي بنبرة حب : الله لا يحرمني منك ياقلبي الله يوفقك ويخليك لي .. دوبني أخذته .
أرجوان : طيب انتبهي لنفسك مااقدر أطوّل وانا راح أقفل دحين , بس كمان لاتنسي دوا الضغط على الساعة 10 .
هي : طيب حبيبتي مع السلامة .
أغلقت السماعه ومازالت ابتسامتها تزيّن شفتيها ولكن نظرة الحّب تبدّلت إلى حزن شديد .. ودموعها قد أوشكت على النزول ولكن سرعان مامسحت دموعها وتنفست بعمق قائلة : الله يرحمها .
فزعت من الصوت الذي فاجأها : انتِ هنا !
ارجوان التفتت سريعاً الى مصدر الصوت : ياسمين .
ياسمين : ابغى افهم ايش تسوي هنا ؟
ارجوان : ولا شيء .. مو قلتي نطلع ؟ تعالي .ذهبوا يتجولون بأنحاء المدرسة الضخمه , مجهزة بتجهيز كامل مبنى من ثلاثة طوابق .. قاعات كبيرة جداً .. ياسمين فتحت باب إحدى القاعات لينظرون بداخله يبدو أنها قاعة رسم , ياسمين : شكلها قاعة نادي الرسم , أنا متحمسه اشوف شكل قاعة نادي اليوغا ..
فتحوا باب آخر يبدو أن الطابق الثالث مخصص لقاعات النوادي ..
اما الطابق الثاني فكان قاعات المواد .. وكذلك بعض قاعات الطابق الأول .. لكن الطابق الأول يضم أيضاً ثلاثة معامل ضخمه للمواد العلمية مجهز بكامل تجهيزاته .. وقفت ياسمين تلهث بتعب بعد أن قطعت هذه المسافات الطويلة لتستكشف المدرسة بأسرها في يوم واحد ..
أرجوان فتحت الباب الذي بجانبهم , وقفوا ينظرون الى القاعة بذهول .. أكبر قاعة موجودة بهذه المدرسة .. مسرح كبير وشاشة بلازما كبيرة جداً وكراسي مصفوفه وكأن المكان أشبه بصالة سينما او مسرح احتفالات .. ياسمين : وااااو انا بكرة بجيب جوالي اشبكه بالبلازما واتفرج فيلم .
ارجوان تجاريها بالغباء : خلاص وانا علي البوب كورن والبيبسي .
ياسمين امسكت بكلتا يديّ أرجوان : اماااااانه تتكلمي من جد ؟
أرجوان رفعت حاجبها : الله يصبرني على غبائك .

*****
قبل ثلاثة سنوات .. وقفت تنظر إليهم ، لم يأتِ وقد مضى من وقت المحاضرة ٥ دقائق .. لمَ تشعر بهذا الإستياء ؟ .. تنهّدت وهمّت ببدء محاضرتها .. لكنها لم تستطع الإتزان ولأوّل مرة تشعر بشيء ما بخطبٍ ما ، هناك شيء ليس بمكانه الصحيح ، بين الفينة والأخرى تنظر إلى مقعده المعتاد ولا تجده .. تشعر بالفراغ نظراته التي كان يطيل بها لتربكها طوال المحاضرة تفتقدها الآن .. ترك فراغ شاسع وكأن الجميع متغيّب ليس شخصاً واحداً فقط !! لمَ خلّف هذا الفراغ بصدرها ؟ لمَ الدموع تخنقها ؟ تأنيـــب ضمير وصل لأقصاه تشعر بالحق عليها .. ماذا تفعل بشأن هذا ؟ كيف تصلح ماأفسدته الآن ؟ هل حقاً فات الأوان !!! اوقفت محاضرتها للحظات وهي تضع كلتا كفيها على الطاولة لتشد ذراعها بقوة وهي تحاول ترتيب أفكارها التي تشتتت ، حينها أبدى الطلاب قلقهم حيالها ، نظرت إليهم ببرودة ملامحها المعتادة : lets finish our talk.(لنكمل حديثنا)


قال تعالى : ( فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)


كتابة : حنان عبدالله .

حُرر يوم الجمعة الموافق :
4-4-1439 هجري
22-12-2017 ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 03:23 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث
البارت الثاني

عادت إلى المنزل وقلبها مليء بالندم والدموع تتدافع إلى عينيها بحثت عنه لكنها لم تجده أرادت الإعتذار له وكأن إعتذارها قد يجدي أصلاً ، بمجرد مادخلت من باب المنزل نزلت دموعها وهي تبكي كطفله بعكس تلك التي لاتملك الا تعبير وجهه بارد .. إستيقظ من انينها وهو الذي كان قد غفى فوق الاريكة الموجودة بصالة المنزل .. نظر إليها بفزع ووقف ليمشي إليها : ..... فيك شيء ؟ صارلك شيء ؟ احد سوّالك شيء ؟
هي نفت كل هذا وازدادت بالبكاء ، هو : ها طيب ليش تبكي أحد ضايقك ؟
اومأت برأسها بالإيجاب ، دفنت وجهها بصدره ابعدها عنه متسائلاً بغضب : مين ؟ قوليلي مين عشان مايمسي هالليلة على خير .
أجابت هي من بين دموعها بطفوليه : #### .
أخذها لتجلس بجانبه هو : ايش سوالك !!
لم تجب واكتفت بالبكاء بصمت .. هو : ايش اسمه الكامل !!
هي نظرت إليه أخيراً : ليش ايش بتسوي له ؟
هو : اخليه يندم انه بكّاكِ .
هي : لاتسويله شيء .
هو : طيب قوليلي اسمه بس .
هي : قول والله ماحتسويله شيء !
هو : اقولك قولي إسمه يابنت الناس قولي ايش اسممه الكامل !!!!
هي نطقت بصعوبه : #### ####### .

..

بالمحاضرة التالية لها نظرت إلى مكانه ، أيضاً فارغ حقاً تشعر بالإستياء ربما لأنه يتغيب بسببها وهي تعي ذلك ، ألهذه الدرجة كان مهتم بنتيجته ؟
لا هي تعلم انه لا يهتم ، إذاً فهي متأكدة أنه مااغضبه هي ولا شيء آخر .
بعد إنتهائها من المحاضرة وقبل خروج الطلاب قالت بصوت عالِ : why is this student no longer coming? ( لمَ لم يعد يأتي هذا الطالب ؟ )
رد البعض بأنهم لايعلمون والبعض الآخر يقول أنه لايريد والبعض يتحجج بأنه متعب .
هي : do you see this student in a universtiy building? ( هل ترونه بإحدى مباني الجامعة ؟ )
البعض : نعم ، لأ .
هي تنفست بعنق : if one of you sees it , let him know that I want to come to the next lesson because there is no time to continue neglecting the exams are coming. (إذاً إذا كان أحدكم يستطيع التحدّث إليه فلتخبروه أنني أريد أن يأتي بالمحاضرة المقبلة لا وقت للإستمرار بهذا الإهمال فقد أوشك العام على الإنتهاء والامتحانات اصبحت على الأبواب .)

بمكتبة الجامعة ..
بعد ان انتهت من قراءة أول صفحه من هذا الكتاب لاتشعر أنها تودّ إكمال القراءة أفكارها مازالت مضطربه بموضوع آخر ، أسندت رأسها على الكرسيّ لتغوص ببحر أفكارها الكثيرة ، قطع كل هذا إحدى حرّاس الأمن وهو يقف أمامها : are you miss….? (هل انتِ الآنسه .....؟)
هي : yes, are there any speeches? (نعم هل هناك خطب ما ؟)
حارس الأمن : yes, the dean of the university wants you. (نعم عميد الجامعة يريدك .)
نظرت إليه لثوانِ لم تستوعب مالذي يريده عميد الجامعه ؟ هل علموا تزويرها لورقة الاختبار ؟ أم هل ذلك الطالب قد بلاغاً ضدها ؟ مالذي حدث بحق ؟ هي الآن فقط كانت تفكر بإصلاح خطئها ..
وصلت لمكتب العميد وقلبها يتراقص رعباً ..
فُتح الباب لكن مارأته لم يكن أقل سوءاً مما توقّعت !!!!
نظرت إلى قريبها أشاحت بوجهها لتنظر إلى الطالب التعابير التي تعتلي ملامحهم لاتبشر بخير لكن السؤال مالذي أتى بقريبها إلى هنا ؟
العميد : do you know this?(هل تعرفين هؤلاء ؟ )
هي اجابت بخوف : yes (نعم . )
العميد : Can you explain what is happening here because of you? (إذاً هل تستطيعين شرح مايحدث هنا بسببك ؟)
هي نظرت للإثنين مجدداً لتجد الطالب يتجاهل وجودها لكن تعابير وجهه جعلت خوفها يزداد ، اقتربت من قريبها وهمست له : ايش جابك ؟
هو ينظر للطالب بنظرات نارية : مو هذا اللي ضايقك اول ؟
هي تصلبت اطرافها : ايش سويتله ؟
هو : اللي يستاهله .
هي : تمـــزح صح !!!!! لاا والله تمزح انا مو حلفتك ماتقرّب منه ..
العميد : what's your? didn't you hear me? why are these fighting because of you? (مابك الم تسمعي ماقلت ؟ اريد ان افهم لم يتقاتلان هؤلاء بسببك ؟)
قريبها : has nothing to do with it , but this idiot made a mistake and i want him to apologize (أخبرتك ليس لها شأن بذلك ، لكن هذا المتعجرف اخطأ بشأنها واريد أن يقدم الاعتذار إليها . )
العميد : i know that i can not punish you , but he must submit a communiation to punish you (ربما انت تعلم انني لا استطيع معاقبتك هنا لأنك لست من منسوبي الجامعه لكن الطالب ان اراد تقديم بلاغ عليك يستطيع .. )
نظرت إليه وقلبها يخفق بشدة قريبها زاد المشكله مشكله اخرى بتسرعه وغبائها لأنها لم تشرح لمَ كانت تبكي بالضبط !! اما الطالب فنظر إليها بنظرة جعلتها تتصلّب بمكانها ، نظرة يملؤها الغضب والحقد نظرة بعيداً عن اي شيء جميل .. نظرة شرسة وجداً لدودة بعكس الود الذي مضى ..
بلعت ريقها وقالت : انا..
قاطعها قائلاً : أبفــــــهم وش سويتلك أنا عشان تسوي كذا !!! ما أذكر اني ضريتك ولا اذيتك بشيء ؟؟؟
قريبها : هيــــــه لاترفع صوتـ..
امسكت يد قريبها لتسكته : خلاص ..
قريبها بإنفعال : اشوفه يرفع صوته عليك واسكــــت !!
هي : انت مو فاهم شيء (نظرت إلى العميد ) there seems to be a misunderstanding , i'm sorry (يبدو ان هناك سوء فهم ، اعذرني على هذا . )
العميد : i think you should apologize to that person (اظن ان من المفترض تقديم اعتذارك لهذا (اشار على الطالب) ثم نظر الى الطالب قائلاً : if you would like to file a communication against him (ان اردت تقديم بلاغ ضده .)
تحدّثت مقاطعةً له : مايحتاج !
هو : why ? this is the least thing i do , when i submit the communication will be against you ( لمَ ؟ هذا اقل شيء افعله لرد اعتباري فقد سئمت من افعالك ، انا ان اردت تقديم البلاغ على احدٍ ما فسيكون انتِ .)
هي : iet's talk later , if you want , but let's leave here (لنتحدّث لاحقاً اذا اردت لكن دعنا نغادر مكتب العميد !)
همس قريبها بإذنها : العنه لك ؟
هي نظرت اليه بغضب : يكفي اللي سويته .وقف ينظر إليها عاقداً حاجبيه ملياً ، ثم غادر المكتب ..
لتنظر هي لقريبها بغضب : انت اول ماتطلع من المكتب لا اشوفك بالجامعه ولا بجرم فيك .
قريبها : الله وصار الغلط علي دحين ؟
هي بوعيد : بالبيت نتفاهم دحين اقلب وجهك .
نظرت إلى المدير مرة اخرى : i apologize for the noise (اعتذر على هذه الجلبة .)
خرجت من المكتب لتجده يقف على الجدار ثانياً احدى قدميه على الجدار ، وبمجرد أن خرجت اعتدل بوقفته لينظر إليها بضيق ، اما قريبها نظر إليه نظرات نارية وذهب ، لتقف هي امامه ، ليبدأ هو : ماكفتك درجاتي وحبيتي تمسحي فيني بلاط الجامعه ؟
هي لم تجد شيئاً لتقوله : انا ما قلتله يجيك ولا ادري عن اللي بيسويه !
هو بسخريه : ياسبـــحان الله هو بس حس ان هـــــذا هذا اللي كارهته انتِ وجاني كذا الله ارشده لي .
هي : ليش ماتحضر محاضراتك ؟
سكت قليلاً ينظر إليها بتعجب : انتِ شايفه ان هذا موضوعنا ؟
هي : انا ماتربطني فيك الا محاضرات وعلاقتي فيك علاقة استاذة بطالبها تتوقع ليش بكرهك اصلاً او اعطيك حجم عشان اعطيك مشاعر حب او كرهه .
هو : ذا الكلام قوليه لنفسك مو تجي تتفلسفي فيه على راسي ، انا اقدر افصل بين محاضراتك وبين مشاعري بس انتِ ؟استدارت ذاهبه : تعال للمحاضرة بكرة ..
هو بغيظ أكبر : اعطيني حرمان وفكيني كأنه بيهمني احضر او لأ .
هي بنبرة باردة : بس انا يهمني تكون موجود بكرة .
سكت بذهول من تملقها بالكلمات ونبرتها الباردة لتحافظ على كبريائها امامه .
رص على اسنانه بغيظ .. إستفزت كل خلية عصبية موجودة بجسده ، يود لو انه يستطيع اخراسها او ازاحة قناع الجمود الذي ترتديه لو انه يعلم فقط كيف يستطيع استفزازها كما تفعل هي !
عادت لتوبخه على فعلته : انــــــا مو قايلتلك ما تسويله شيء انا ماقلتلك اسمه الا عشان افضفضلك بس انت ليش ماتسمع كلامي ؟
.... : دحين صار غلطي اني بدافع عنك واخليه عبره لأي أحد يفكر بس يفكر يدوس لك على طرف .
هي تغيرت نبرة صوتها لوِد : حبيبي الله يخليك لي بس اللي بقوله ان انا اللي غلطانه اصلاً وانت زدت الطين بله .
هو : انتِ الغلطانه ؟ حتى ولو المفروض هو مايتطاول عليك .
هي : والله انه ماسوالي شيء انا اللي خاسفه درجاته بدون سبب .
هو : لاتدافعي عنه ولا انتِ ماتسوي كذا بدون سبب .
هي : اشكر نظرتك الحلوة لي بس هو استفزني مرة وانا لعبت بورقة اختباره .. انا بكيت هذاك اليوم لأني حاسه بالذنب لأنه جايب الفل مارك وانا خسفته انا بكيت متضايقه من نفسي بسببه بس مو متضايقه منه هو.سكت هو لتمسك بيده وتنظر إليه برجاء : تعال بكرة اعتذرله بالجامعه .
هو بإستنكار : انا اعتذرله ؟؟ ليش ان شاء الله خلاص سوء فهم وانتهينا مو لازم اعتذر .
هي : بس انت ماشاء الله عليك ماقصرت .
هو : لاتحسسيني اني مصفقه لوحدي ترى حتى هو مصفقني ما قصر كان بيكسرني .
هي رفعت حاجبها بعدم تصديق : لا ياشيخ ؟ يُقالك كذا بتتهرب من الاعتذار يعني .
هو : اقولك انسي ما حعتذر خلاص اصلاً مايربطني فيه شيء يعني ماحيرجع يشوفني عشان يهمه اعتذر او لأ .
هي : ياالله منك بتجي بوجهي انا ياخي كيف بحط عيني بعينه انا !!!
هو بسخريه : سهله غمضي عيونك .
ضربت كتفه بغضب : هيّا قابلني لو رجعت قلتلك شيء بعد كذا .
*****

بالوقت الراهن بمحافظة جدة وتحديداً بوقت الظهيرة ..
قادتهم اشارات التتبع لهذا المكان النائي الموجود على طرف محافظة جدة .. مكان يشبه القرية المهجورة خالي تماماً من الناس ..
وقفت سيارة الشرطة ونزل هو بإستغراب ينظر إلى اشارة الجوال ليتأكد من أنهم بالمكان الصحيح .. أشار لبقية الشرطة : الظاهر انه بمكان قريب من هنا .. خذوا حذركم المكان خلا إنتبهوا لأي حركة مريبة .. إبحثوا عن الولد واذا لقيتوا أي شخص إسألوه عنه ..
انتشرت الشرطة بالمكان ليبحثوا عن (يزيد) .. عثر أحد الشرطه على هاتفه الملقى على الأرض واثار دماء يبدو أنها أثار قديمه هل يعقل أن يكون قد قُتل هنا ؟ .. تحدث الشرطي عبر هاتفه اللاسلكي عن اثار الدماء والهاتف ليأتِ بقية الشرطة ويأخذوا عينة من الرمال المختلطة بالدماء ليعودو لفحصها ..
قائد الفرقة أمر بتكثيف البحث حول هذه المنطقة .. انتشروا مجدداً ليجدوا بيوت أخرى يبدوا أنه يوجد سكّان هنا ..

..

قبل ساعة ..
علم أهل البيت أن اهالي القرية بدؤوا يتآمرون عليهم ليأخذوا يزيد ويسلّموه للشرطة .. كل واحد منهم يريد الإقتتال على يزيد من أجل المكافأة المهوله التي سيحصل عليها من يجد يزيد ..
الفتى بعد ان لف كامل جسد يزيد بغطاء متين , الأم تنظر بخوف : ياولدي اخاف يموت وش بتسوي فيه ؟
الفتى : يمه لا تخافين مب صاير له شيء انا بس بخبيه بمكان آمن قبل ما يجتمعون اهل القرية وياخذونه منّا بالقوة .
استدار وهو يحاول حمل يزيد فوق ظهره ويقول : يمه ساعديني ساعديني بسرعة .
والدته : يمه والله قلبي يقول ان فيه شيء بيصير امانه انسى هالفكرة خل أهل القرية ياخذونه لو يقدرون يردونه لأهله حنّا مابنقدر .
لم يستمع لما قالته والدته حتى إستطاع حمل يزيد الثقيل على ظهره بحكم فارق البنية الجسدية بين يزيد وهذا الفتى ..
خرج الفتى من منزله متسللاً يحمل يزيد على ظهره بكل قوّته يحاول إستغفال أي شخص يراه ويخبره ان مايحمله على ظهره بعض الاغطية القديمة التي كانت بمنزلهم ..
حاول أحد الفتيان اللذين بعمره مساعدته لكنه رفض وعرقه يتساقط من جبينه وهو مايزال مصرًّا على فكرته بالهرب بيزيد على أمل أن يستطيع الذهاب إلى محافظة جدة وتسليمه للشرطة .. أما يزيد بحالة يرثى لها .
أخيراً بعد إبتعاده عن قريته ألقى بيزيد بجانبه ثم سقط على الأرض منهك سانداً ظهره على إحدى البيوت المهجورة , أشعه الشمس ساقطه على وجهه المحمر عرقه يتساقط انفاسه واضحه .. كتم أنفاسه بهلع عندما رأى الشرطه يقتربون منه وبيدهم اسلحه توقف قلبه للحظات ليخفق بقوة .. الشرطة : وش اسمك ؟
هو بفك مرتجف : آ آآآ نـ نـ ..
القائد أشار لأعضاء الفرقة أن يوقفوه ويفتشوه .. وعاد ليسأله : وش إسمك ؟
الفتى بخوف وهو يرى الشرطيين يمسكانه ويقومان بتفتيش ملابسه : نـاصـ ـر نااصر وش تبون مني فكوني ماسويت شيء والله ..
القائد اشار على الغطاء الملقى بجانبه : وش هذا ؟ وانت وش تسوي بمكان مهجور ؟
تغيّرت ملامحه للهلع ولسانه عاجز عن النطق بينما الشرطة تحاول حلّ الغطا للكشف عمّا بداخلها ..
الكل يترقّب اما هو فعقله متوقّف تماماً عن التفكير .. يراقب مايحدث بعينين متسعتين بخوف لأول مرة يرى فيها الشرطة بهذا القرب .. لم يكمل التفكير لأن وجهه يزيد قد ظهر من تحت الغطاء وهو مغطى بالدم يبدو أن عناء الطريق قد جعلت الضماد ينزاح عن راسه ليعود الجرح بالنزف من جديد ..
الشرطة : هذا ..
القائد : متوفي ؟
احد الشرطة بعد ان تأكد من وجود نبض ضعيف : لا ..
القائد ازاح نظره عن يزيد لينظر مجدداً للفتى ويشير : إمسكوه ..
صرخ الفتى وقتها قائلاً : والله العظيم مالي دخـــــل انا كننت بجيبه لكم والله انا ما سويت فيه شيء انا لقيته كذا والله ليش بتاخذوني ؟ لوين بتاخذوني ؟؟ فكـــــوني ببلغ امي .. تكفون والله مب ذنبي انا لقيته كذا ..
نزلت دموعه من بين صرخات الإستنجاد التي أطلقها , ضربه احد اعضاء الشرطه ليسكت ويدخل إلى السيارة لكنه صرخ بتأوه وهو يبكي لدرجة ان صوته بدأ يختفي ببحه ..
أحد الفتيان بالقرية إستدار وهو يشعر أنه سمع صرخات صادره من هناك صرخه بعيدة .. عقد حاجبيه وهو يفكر هل هو يتوهم ام ماسمعه حقيقه ؟ حتى تكررت الصرخات مجدداً , نظر إلى بقية الفتيان بهلع : ياعيــــااال فيه صوت صراخ من هناك ..
وبعدها جرى سريعاً إلى اتجاه الصوت وبقية الفتيان معه .. توقّفوا جميعهم عندما رأو سيارة الشرطة وناصر بداخلها خلجت لواحظهم بخوف وهم يراقبون مسير سيارة الشرطة حتى اختفت من امام اعينهم ليعودو سريعاً إلى القرية وينشروا الخبر .

*****

بمركز الشرطة يجلس على مكتبه وعقله مشتّت كلياً بما قالته أخته له هذا الصباح ..
"بالصباح وتحديداً على مائدة الإفطار رعد وقف خلف الباب وهو يشير لسلطان بأن يصمت لأنه يريد مفاجأة سما بعودته .. دخلت سما ووعلى وجهها تعابير غريبة .. خرج رعد من خلف الباب واصدر صوتاً ليفزعها , إستدارت بهلع وحين رأته تحدّثت ببرود : هلا رعد ..
ثم اكملت طريقها لطاولة الافطار ..
رعد بصدمه جلس أمامها على المائدة بينما سلطان يقهقه ضحكاً : بس كذا ؟ وين اشتقتلك والحمدلله على السلامة ياروح عمتك وين هالكلام الحلو ولا خلاص نسيتيني ؟
لم تنظر إليه بل كانت بعالم آخر هناك شيء ما يشغل بالها .
نظر رعد وسلطان الى بعضهما بإستغراب ثم نظرا إليها .. سلطان : سما صاير لك شيء ؟
لم تجب .. عاد سلطان بصوت مرتفع : سمـااا ..
نظرت إليه : هلا .
سلطان : وين وصلتي ؟
سما تنهدت بضيق , رعد : سما فيك شيء ؟ عادي تكلمي .
وضعت يدها على رأسها تجاهد دمعتها التي اوشكت على النزول ثم غطت وجهها لثواني قليلاً وعاددت تقلّب بكوب القهوة التي امامها : روان ..
سلطان : مين روان ؟
سما : بنتي ..
سلطان : الله يرحمها , حلمتي فيها ؟
سما تغيرت ملامحها الى البكاء , هزت رأسها بالنفي ثم قالت : ما ماتت .
رعد وهو يظنها تهلوس : سما انتِ نمتي أمس ؟
سما : ماقدرت انام , موضوعها شاغل بالي كيف ترجع بعد هالسنين ؟؟ كيف تطلع حيّه 19 سنه وانا ما أدري .
سلطان : مافهمت ولا كلمة , كيف طلعت حيّه وانتِ وش درّاك ؟
سما نظرت إليه : البنت اللي بجناحك ياسلطان هي روان بنتي .
ضحك بصدمه : نعــم !! انتِ متأكدة ؟ وش دراك انها بنتك ؟
سما : هي قالتلي .
رعد ضحك بسخريه : وعشان قالتلك انها بنتك صدقتيها !! وش بيضمنك انها بنتك جد ليش ماتكون وحدة عرفت بسالفة بنتك وحبت تلعب عليك .. سما انتِ عارفة انتِ مين ووش مكانتك أكيد أي احد بيطمع فيك ..
سما بضياع : عيونها بياضها .. لون شعرها ما ذكرتك فيها !! أنا حافظة صورتها حافظتها مستحيل أغلط فيها ..
سلطان يحاول تذكر ملامح روان التي رآها أمام الكوخ المحترق .. تلك الملامح التي سلبت قلبه بلحظات , تلك العيون التي نظرت إليه بلا وعي أيعقل ان التي أحبها بمجرد ماوقعت عينيه عليها تكون ابنة اخته ؟
سلطان بهمس : لا مستحيل .
رعد : يخلق من الشبهه أربعين .
سما بعصبية : قلتلك انا مستحيل أغلط بملامح روان !!
رعد : مافي شيء يميز روان غير لون عيونها وشعرها وبياضها ؟
سما بإنفعال : رعد انت مو فاهمنــــي ومستحيل تفهمني الا لما تصير أب بتعرف كيف تميّز أولادك عن غيرهم !
قام ليجلس بجانبها واضعاً يده فوق يدها : سما لا تاخذك عواطفك لأشياء مو منطقيه , إهدي ورتبي أفكارك وين كانت طوال الـ19 سنه ؟
سما : كانت بميتم و .. تبنتها عائلة لحد ما لقتني ..
رعد : هي قالتلك كذا ؟
سما : إي .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:30 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


قام سلطان وغادر المكان سريعاً .. يبدو ان الموضوع لم يعجبه إطلاقاً "
تنهدت بملل .. من الصباح وهو يفكر بنفس الموضوع يشعر بالضيق حيال هذا .. حاول تغيير مجرى أفكاره .. نظر إلى أحد اصدقائه وهو منهمك بأحد سجلات قضايا الإختفاء .. قال سلطان ممازحاً : والله يا ان فيكم لكاعه مو طبيعيه اخذت شهر وشوي على قضية وحدة !! وهي كلها ..
قاطعه زميله بغضب وهو يضربه الأوراق على صدر سلطان : إذا انت مستهين بالقضية خذها عني ووريني شطارتك فيها ..
تساقطت أوراق السجل بحضن سلطان لينظر إليها بدهشه : هيه تعال أمزح معك .
زميله وهو يشرب الماء : وانا جاد ما أمزح اذا انت مستهين بالقضية خذها ..
أحدهم : ياشباب هدّوا اللعب وش فيكم .
زميله : هو اللي مدري وش فيه مب عاجبه شيء .
سلطان : خلاص خلاص ماخذها .
نظر أحدهم الى سلطان ورفع سجل آخر ممازحاً : سلطان حتى هذا قضية اختفاء تاخذه عني ؟
سلطان : كل تراب انت .
فتح السجل وهو يقرأ بإستهتار وبصوت عالِ : تم التحقيق مع عائلة ننن ننن نن (قلب الصفحة) وتم استدعاء أصدقاء المفقود أمين ### #####
يزيد #########
صالح #### #####
ماجد ##### ####
أنس ### ######
بتـّ ....
قاطعه الذي رفع اليه السجل : لحظة لحظة هات الملف اللي معك أشوف .
وضع السجلّين بجانب بعضها وتحديداً على أسماء الذين تم التحقيق معهم : سلطان ناظر هنا ..
سلطان نظر إلى سجل زميله الآخر : وش ؟
زميله : شوفف ركز نفس الأسماء متكرره .
سلطان بغباء : وش يعني القضية لها ملفين ؟
زميله : لا ياغبي القضية اللي معي لواحد إسمه فريد .. واللي معك اسمهه أمين ..
سلطان عقد حاجبيه ليعود لقراءة الأسماء : هذا يعني انهم ...
نظرا لبعضهما ليقولا بنفس الوقت : أصحاب !!!
عاد قائد الشرطة بتعب وهو يقول : لقينا يزيد إرسلوا ملفه على مكتبي وبلغوا حمزة يتصل على أهله يبلغوهم اننا لقيناه .. وارسلناه على مستشفى الـ###### (رفع بيده كيس بلاستيكي شفاف) وجواله مين يتكفل يفك تشفيرته ويفتشه ؟
أحدهم : مو انا
والآخر : ولا أنا .
نظر هو إلى سلطان : سلطان ؟
سلطان : وش فيكم اليوم علي ؟
هو : بعتمد عليك فيها انا أثق فيك أكثر من غيرك .
آخذ سلطان الكيس من يده وهو يعلم تماماً ان كلماته هذه ماهي الا حيلة ليوافق .. لكنه لا يملك الآن الا الموافقه لعلّه يستطيع الإنشغال بالتفكير في موضوع ابنة سما .

*****

بمنزل سما ..
عصرت أصابعها بخجل , وهي تقول : انا روان .
ليرد ببرود : وانا رعد .
سما بإبتسامة : رعد يصير ولد عمك .
رفعت روان رأسها لتنظر إلى سما وبعدها نظرت الى رعد لتجده ينظر إليها نظره غريبه , خافت من نظراته واشاحت بوجهها عنه .
لتكمل سما : عنده اخوان واخوات بعمرك اليوم بإذن الله بالحفلة اللي جهزتها لك راح تتعرفين عليهم كلهم كل اهلك راح أعرّفك عليهم .
كانت روان تريد الكلام لكنها سكتت .
سما : كنتي بتقولين شيء ؟
روان : ها لا بس اهلي كثيرين ؟
سما بضحكه : لا يكون ماتحبين الناس ؟
روان : لا مو عن كذا بس متوترة .
سما عانقتها بحب : انا مو مصدقة انك قدامي الحين ياروان .
رعد لم يستطع كبح ملامح الإشمئزاز التي ظهرت على وجهه .. حتى هم بالمغادرة سريعاً وهو يقول : عن اذنك سما برجع للبيت ..
سما : الله معك حبيبي , اشوفك بالليل ان شاء الله .
رعد : ان شاء الله .
حين ذهب , نظرت روان الى سما : احسه ما تقبلني .
سما : يمكن انصدم معليك فترة وبيتقبلك وبعدين رعد اعتبره ولدي انا اللي ربيته أكيد حس انك بتاخذي مكانه .
روان : تتوقعي الباقيين راح يتقبلوني ؟ ولا ..
قاطعتها سما : اذا قصدك على اخواته والله راح يحبوكِ تمارا وجوانا يا عمري عليهم يحبوا الناس .. ويمكن كمان ريّان اما رواد ماراح يهتم اصلاً كالعادة .. ورعد هذا انتِ شفتي ردة فعله .
روان فردت أصابعها لتعدّهم : رعد ريان رواد تمارا جوانا (نظرت إلى والدتها) بس خمسة ؟
سما : إي , كان نفسي تتعرفي على اعمامك بس (بحزن) أخوي سطّام قبل شهر وشوي توفّى كان مريض ..
روان بأسف : الله يرحمه .
سما : إي صح عمك سطّام الله يرحمه عنده ولد صغير إسمه عبدالرحمن هذا الولد راح تحبيه كمان , ان شاء الله بالأيام الجاية راح اقولك كل تفاصيل عايلتنا ماراح اخليك تحسي انك كنتي بعيدة عني .
روان وضعت رأسها بحضن والدتها واغمضت عينيها الى الآن تشعر أنها تحلم .. تحدثّت بعتب : ليش 19 سنه انا مو بحضنك ؟
سما : هذا السؤال اللي طوال الليل افكر فيه ومالقيت له إجابة ليش قالولي انك متي بالحادث مع أبوك ؟ وليش كنتي بالميتم ؟ عمتك ماتدري انك حيّه ؟
روان : لما زرت الميتم اسأل عن اهلي قالولي ان عمتي هي اللي حطتني بالميتم وانها جات قبل فترة تدوّر علي لأنها حست بالذنب (ضحكت روان بسخريه) حسّت بالذنب بعد 19 سنه !! الله لا يسامحها .
سما بحذر : عمتك ايش اسمها .
روان : غاليه .
سما شعرت بالذنب لوهلة لأنها شكّت للحظات بأن روان ليست إبنتها ..
سما بحماس : صح ماقلتيلي أي جناح اخترتي ؟ ولا عاجبك جناح سلطان ؟
روان ضحكت : صح سلطان ماشفته اليوم كان نفسي أتعرّف عليه أكثر .
سما : اقولك انتِ ماراح تجلسي مع احد غيري حلوة ذي أنا ماشبعت منك .
روان احتضنتها أكثر : وقت ماتبيني اجلس معاهم بجلس معاهم ..
سما : تعالي اختاري لك جناح عشان أثثه لك .
ضربت رأسها بخفه : اوووه تذكّرت لازم اخذك للسوق تختاري فستان لحفلة اليوم .
روان بهلع : فستااان !!
سما : إيوة فستان ليش في شيء ؟
روان : ها لأ بس من زمان مالبست فساتين .
سما بإستغراب : ليش ؟
روان : لا مدري كذا يعني أحس الفساتين ماتناسبني .
سما : ايش بتلبسي بالحفله طيب ؟
روان : مدري انا متعودة ع الملابس الكاجوال .. او الِسبور .
سما : امم طيب راح ننزل السوق واختاري اللي يعجبك , بس دحين ماعندنا وقت عشان نختار الجناح حتى انا حجزت لي موعد بالصالون وبآخذك معاي .
روان استوعبت أخيراً انها بعالم مختلف تماماً عمّا عاشته طيلة السنوات الماضية .. هل ستتقبل مايحدث الآن ؟ في الوقت الراهن لن تستطيع رفض أيّ شيء إطلاقاً حتى تعتاد عليهم وتشعر انهم اعتادوا ايضاً عليها .

*****

بالنرويج .. مساءً
تعبثت بالملابس الموجودة بالخزانة شيء ما اثار فضولها لا تظن ان هذه الملابس لها أصلاً ثمة شيء غريب بهذه الملابس لكن الغريب ايضاً والمثير للدهشة ان لم تكن الملابس لها فلماذا هي على مقاسها بالضبطت ؟
سمعت صوتاً غريباً يصدر من الخارج , فتحت النافذة لتنظر ما الخطب ؟ لتجد خالد يرمي حطبة مشتعلة على باقي الحطب ليزيد الإشتعال , يبدوا أنه ينوي البقاء خارجاً هذه الليلة تحت السماء المزيّنه بالنجوم , ابتسمت بدهشة راق لها المنظر كثيراً .. بوسط الثلوج كومة حطب مشتعل بالليل الحالك .. اما هو جلس ينظر إلى السماء ينتظر ظهور الشفق كما هو المتوقع .. عندما غرق بأفكاره شعر بشيء دافئ يقترب منه نظر ليجدها آتيه إليه .. جلست بقربه تقريباً لا يفصلها عنه الا قرابة المتر فقط .
إبتسمت وهي تمد إليه كوب ساخن : ايش هذا ؟
هي : شاهي .
حلّ الصمت عليهما .. بيان : صرت أحسن ؟
خالد هز رأسه بإيجاب وارتشف الشاي .
سكتت وهي التي تريد التحدّث أكثر لكن يبدو أنه لا يريد .. بعد صمت دام دقيقتين قال دون ان ينظر إليها : ليش مارحتي ؟
بيان : وين أروح ؟
خالد : مو تقولين اني خاطفك كانت الفرصة قدامك عشان تطلعين من البيت ليش ماطلعتي ؟
بيان سكتت تفكر ثم قالت : مدري حسيت ان ذاك الوقت انت تحتاجني .
خالد : الله الغني عنك .
بيان بدهشه : ايشش ؟
خالد : الله الغني عنك .
بيان بغيظ : انت المفروض تشكرني على فكرة .
خالد بإستخفاف : والله ؟
بيان تكتفت بضيق : إيوة .
خالد : شكراً .
بيان : ممكن سؤال ؟
خالد : قولي .
بيان : الملابس اللي بالدولاب ملابسي ؟
نظر إليها بتمعن لم يستطع تخمين سبب السؤال لكنه يخشى ان يجيب الإجابة الخاطئة : إيوة .
بيان : أما ! لا مستحيل تكون ملابسي انا ما ألبس اشياء كذا .
خالد فهم أخيراً ماتقصد وبخبث : مافهمت .
بيان إحمرّ وجهها : لا ولا شيء بس إستغربت الألوان يعني ماهي نفس الألوان اللي أحبها , بس انا اتوقع اني متلخبطة بالشنطه مع وحدة ثانية لأن مستحيل هذي تكون اغراضي , الا على طاري الشنطة فيه شيء محيّرني ومو قادرة أفهمه , إنت قلتلي ان انا فاقده الذاكرة .
خالد : إيوة ؟
بيان : بس انها مو المرة الاولى يعني انا اول مرة فقدت الذاكرة بالقطار وانت لقيتني وجيت عندك وفقدت ذاكرتي بالمرة الثانية وجيت عندك شمعنى يعني ؟ ليش بالحالتين انا عندك ؟ إيش علاقتك فيّا ؟
خالد تنهد : ماتربطني فيك أي علاقه .
بيان : طيب ليش محد سأل عني ؟ إذا انت مو خاطفني ولا تبغى مني أي شيء وين جوالي ؟ انت ما أخذته صح ؟
خالد هز رأسه بالنفي : يمكن انسرق لما طحتي بالقطار !
بيان بتفكير : طيب ايش جابني للقطار اول مرة ؟ يعني انا لوين كنت بروح بالقطار ؟ انا جايه النرويج مع احد او لحالي ؟ مستحيل أكون لحالي اكيد على الأقل معايَ أخويَ , أحس فيه أشياء كثيرة ناقصه .
لم يرد على أيٍّ ممّا قالته لأنه لا يملك رد .. أما هي فنظرت إليه متسائله : طيب انت هنا لوحدك ؟
هز رأسه بالإيجاب ..
بيان : لك فترة مقيم بالنرويج ؟ ولا مبتعث ؟
خالد : لي 4 سنوات تقريباً وهذي السنة الخامسه .
بيان : ليش ؟ اهلك وين ؟
خالد : بالسعودية .
بيان : طيب انت ليش هنا ؟
خالد : موظف هنا .
بيان : يعني بتعيش وتستقر هنا ؟
خالد : مدري مافكرت بالموضوع .
بيان بسخريه : خمسة سنوات مافكرت بالموضوع ؟ متى بتفكر ان شاء الله بعد قرن ؟
خالد بلا مبالاة : لما اتزوج بآخذ رأي حرمي المصون بالقرار .
صمتت بصدمه بعدها قالت بخوف : انت خاطب ؟
خالد : لا .
تنهدت براحة , لم تغب عنه تنهيدتها التي خُتمت بإبتسامة , خشي من الفكرة التي طرأت عليه نظر إليها كان يريد الحديث معها بشأنٍ ما لكنها سبقته قائله : تتوقع لأي حد بتكون صدمتي اذا رجعت لي ذاكرتي واكتشفت ان كل اللي اعيشه انا دحين مجرد سراب !
خالد : من اي ناحيه ؟
بيان : من ناحيتك ! ايش بيكون شعوري لو ماكنت موجود بحياتي ! واحساسي ناحيتك من فراغ .
خالد : إحساسك ناحيتي ؟
بيان : إيوه انا أحياناً أحس اني اعرفك بس مدري شعور غريب ينتابني أحياناً .
خالد : هذي الحقيقه مهما كانت مُرة تقبليها .
بيان : لو كنت خاطفني لغاية طبيعي لو استغليت فقداني للذاكرة بس الواضح انك ..
قاطعها قائلاٌ : خاطف أليف ..
هي ابتسمت واخفضت راسها لتكمل قائلة : صدقني مابتنتهي من حياتي مهما صار وحتى لو رجعت ذاكرتي واكتشفت انك مو موجود قبل انا يكفيني انك تواجدت بحياتي ايّن كان التوقيت او السبب .
خالد بجدية : بيان لا تعلقي نفسك فيني وانتِ ماتتذكري اذا كنتِ مرتبطه بحياتك قبل او لا ..
بيان : مايهمني وانا متأكدة لو رجعت لي الذاكرة بتركه طالما هو ماسأل عني ابد .
ظل يحدّق فيها بينما هي رفعت رأسها لتنظر إلى السماء شيء ما عاد ليتسرب إلى قلبه من جديد .. شعور دافئ جداً يناقض برودة هذا الجو لا يعلم هل تجمدت عيناه ناحيتها لهذا الحد ؟ لم يعد يستطيع الإلتفات لأي شيء سواها او حتى ان يردّ طرفه .. عيناها يا الله سِحر ام جُرمٌ سماوي سقط على هيئة عيون برأس بشريه .
حتى بدت الدهشة واضحه على عينيها وبدت أحداقها بالإتساع وكأن الفضاء قد اتسع باكمله لتشير إلى السماء : شـــــوف .
هنا عاد لوعيه ونظر إلى السماء ليجد أن ظاهرة الشفق بدأت بالظهور والسماء بدأت بإحتضان اللون الأخضر والبنفسجي لتظهر لوحة فنيّة عظيــــمه ..
تحدّث بقرارة نفسه قائلاً "سبحان اللي سوّاك وسوّى عيونها"
أما هي لم تستطع تجاهل الربكة التي أحدثتها نظراته لها لم تستطع تجاهل الشعور التي شعرت به كما لو أنها معجزة لينظر إليها بهذا الإنبهار والتركيز , إلى أن بان الشفق ليغرق ربكتها ويولّد فيها الذهول ممّا ترى بالسماء الواسعه ..

*****

لا أحد يعلم لمَ تبكي لا تجيب على تساؤلاتهم الملحّه أيضاً فقط تبكي بشدّة العنود بقلق : طيب قولي أي شيء , ياربي جنى ليش تبكي ؟
سارة : جنى حرام عليك قطعتي قلوبنا عليك ايش صايرلك ؟ تبي روان ؟ نتصل عليها ؟ خايفه عليها ؟ شايله همها ايش بالضبط ليش تبكي ؟
تحاول الكلام لكنها لا تعلم من أين تبدأ هي حتى لم تسرد لهم أي شيء مضى بحياتها من قبل .
رن جرس الباب نظرتا العنود وسارة لبعضيهما كل واحدة تشير للأخرى بأن تقوم لفتح الباب حتى إستسلمت العنود وقامت , لتجد خادمة السيدة لورا أمام الباب : السلام عليكم .
العنود بإستغراب : وعليكم السلام .
هي : مدام لورا تقول يجي يتعشا عندي .
العنود : معليش اعتذريلنا منها مابنقدر نجيها دحين المرة الجاية ان شاء الله



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:31 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ذهبت الخادمة واغلقت العنود الباب , بعد لحظات عاد الجرس يرن ..
قامت سارة هذه المرة لتجد العجور لورا : اسفه على الإزعاج بس انا ملزمة عليكم تتعشوا عندي اليوم .
سارة حكّت رأسها بإحراج والتفتت تنظر إلى جنى التي مازالت تبكي .
لورا نظرت هي الأخرى ودخلت بقلق : بسم الله عليك يابنتي ايش فيكِ ليش مقطعه نفسك بكا بسم الله .
جلست بجانبها وهي تمسح على رأسها بعطف : ياعمري والله الدنيا ماتسوى وش فيك ؟
اما سارة والعنود تنظران بإستنكار وكأن هذه العجوز بدت بمضايقتهم مؤخراً ..
لكن تفاجأتا عندما احتضنت جنى لورا كأن هذا ما كانت تريده فقط ان تضع رأسها بصدر أحدهم لتبكي طويلاً ظلت دقائق طويلة على حالها ولورا تمسح على شعرها بحنان حتى هدأت , لورا : فيكِ تتكلمي وتقولي ليش متضايقه ؟
جلست جنى ومسحت دموعها وابتسمت : مافيّا شيء بس أحس اني مضغوطه شوي .
لورا : أكيد ؟ بس كذا ؟
جنى هزت رأسها بالإيجاب : إيوة بس كذا , آسفة لأني خوفتكم علي .
لورا : على كذا يعني راح تجو تتعشو عندي .
جنى : لا لا تعبانه اليوم خليها بيوم ثاني .
لورا : وانتو ؟
العنود نظرت إلى سارة , سارة : انا ما أتعشى .
لورا : وانتِ يالعنود ؟
العنود سكتت بحيره .
لورا : لا ترفضي .
العنود : اوك بس أجيب عبايتي واجي .
لورا إبتسمت بحب : تمام يلا انا أستأذنكم , وآسفة اذا ضايقتكم بس ماتمالكت نفسي وانا اشوفها تبكي تذكرت بنتي .
جنى : لا عادي بالعكس حياك بأي وقت البيت بيتك .

..

بمنزل لورا العنود وهي تجلس على مائدة الطعام , أتت أرجوان مبتسمه ابتسامة بسيطه : السلام عليكم .
العنود وقفت لتسلم عليها : وعليكم السلام .
ارجوان : انا ارجوان .
لورا : هذي بنتي بعمرك ترى .
العنود إبتسمت : وانا العنود جارتكم .
أرجوان جلست أمامها على المائدة : أمي قالت انكم 4 ..
قاطعتها العنود قائلة : إيوة بس جنى تعبانه وسارة ما تتعشى يُقال تحافظ على رشاقتها وروان ..
لورا : صح وينها روان ماشفتها معكم .
العنود بلعت ريقها وابتسمت ابتسامة صفراء تورطت لم تعرف ماذا تقول : نايمه .
شعرت ارجوان بأنها تكذب لكنها لم تبالي وأخذوا يتحدثون بأحاديث متفرقه ..

..

بغرفة روان والعنود .. سارة وهي تتحدّث بالهاتف لكي لا تزعج جنى النائمه بدارها : اووه غريبه متصله علي .
روان : امانه لا تخليني اصك الخط بوجهك .
سارة بضحكة : لا جد غريييبه .
روان : والله عاد كنت بسأل عن العنود وجنى بس العنود ماترد وجنى جوالها مقفل مابقى الا انتِ .
سارة : خلاص انا أكفي , قولي كيف كان يومك وكيف امك وكيف كانو اهلك وايش صار وليش مختفيه مااتصلتي الا دحين ؟
روان تنفست الصعداء بالهواء الطلق بحديقة المنزل المزيّن بإضاءات متفرقه وجلسة خارجيه والقماش الأبيض المنسدل على أطراف الجلسة لم تنتهي الحفله التي أقيمت لها بعد لكنها اختنقت شعرت لوهلة انها تريد العودة للمنزل الذي اعتادت عليه فرسمية هذا المكان جعلتها تشعر بالضيق والضجر : يعني إلى الآن كل شيء حلو وماشي زي ماتوقعت بس البرود بذا المكان فظيـــــــع طلع عندي بنات خال وثلاثه عيال خال لالا أربعه .. بس خوالي واحد فيهم متوفي وزوجته ترفع الضغط شايــــفه نفسها يا الله طوال الوقت تعطيني نظرات بنص عين كذا مدري المهم غثيثه يا سارة .
سارة : شعور حلو انك لقيتي ناس تنتمي لهم صح ؟
روان ابتسمت : إيوة بس الله يستر عارفة الوحيد اللي حبيته سلطان أصغر واحد من خوالي هو الظريف الوحيد اما الباقيين ثقال مرة ورفعوا ضغطي خصوصاً رواد كذا احسه طول الجلسة مو شايفني اما رعد ماتقبلني بالمرة امي تقول هي كانت تربي رعد وهو اصلاً عايش عندها مو عايش عند اخوانه اما ريّان هه يعني ظريف برضو شويه .. بالنسبة للبنات جات وحدة بس هاااادية بس تبتسم لي يعني حسيتها حبوبه اما الثانية ماجات عندها حفله بكباين مع صحباتها واصغر واحد عبدالرحمن مع اني أكرهه الأطفال بس ذا النتفه جد جد من اليوم وانا نفسي اصقع راسه بالكعب اللي خلتني امي البسه ..
صخبت سارة بضحكه عميقه : كعـــــب !
روان : شايفه الحياة مصخرتني ؟ يا الله مو عارفه ايش بتكون ردة فعل امي لو تدري اني كنت بوية .. ومن عهدي وانا ما ألبس كعوب .
سارة بجدية : لا تقولي لها .
روان بعد لحظات صمت : مافهمت .
سارة : لا تقولي أي شيء عن ماضيك او الإحداث ياروان انتِ ماتدري ايش النظرة اللي بيطالعوك فيها بعدها خصوصاً انك جديدة على عايلتهم بالنسبة لهم حتى ولو انك بنتهم .. انتبهي وبعدين انتِ ادرى بالطبقات المخمليه وكيف أهم شيء عندهم الإسم والسمعه ..
روان : خلاص خلاص فهمت بس طيب لو سألتني امي او سألتهم عني ؟
سارة : لا مااظن امك بتسأل العايلة اللي كنتي فيها عنك هذا أولاً .. ثانياً عادي ياروان انتِ بحياة جديدة فإبدئي من جديد .
روان : المهم انتِ كيفك ؟ وجنى وروان كيفهم والله وحشتوني .
سارة : يا الله أخيراً خصيتيني معاهم .
روان : يالييييل والله مو وجهه وحشه انتِ من اول ترمي نغزات منك لله .
سارة : ههههههههههههههه والله كلنا بخير بس جنى مدري اشبها من يوم مارجعت وهي ساكته وكأن فيه شيء مضايقها وفجأة كذا جلست تبكي لحد ما نامت قبل شويه .
روان : اما ليش غريبه ايش صارلها ؟
سارة : مدري جلست تبكي لحد ماسكتت ولما سألناها قالت مضغوطه نفسياً بس .. وجات لورا تهدّيها وصار فيلم فاااااااتــــــــك أحسن .
روان : نننن نن انقلعي انا الغلطانه داقه عليك , يلا بس امي تناديني مع السلامة .
سارة بإستهزاء : مع السلامة تيك كير بيبي .
روان : كلي تراب .

*****

لاتدري لمَ اتتها رغبة ملحّه بإحتضانه مقابل ألا ينظر إليها هكذا فهي لاتقوى على هذه النظرة من عينيه ، نظرته هذه هي أكثر شيء يشعرها أنها الأسوأ على الإطلاق ، لا تُلام فهي لم تعتاد من هذه العينين سوى نظرات الحب الواضح جداً والمشعّ من عينيه وفجأة يبدأ بالنظر لها بهذه الطريقة المريعه ..
عند انتهاء المحاضرة هم بالرحيل سريعاً وكانه لم يعد يطيق المكوث لوقت أطول وكأنه كان ينتظر إنتهاء الوقت ليتم اطلاق سراحه كمسجون ..
اوقفته وهي تناديه لم يحرك الا رأسه بإتجاهها : نعم .
هي : لم تحضر اي مشروع للمادة ، المشروع ...
قاطعها قائلاً بلا مبالاة : ارسمي دائرة كبيرة بدال الصفر من الآخر ماعاد تهمني درجات هالمادة
هي : مو على نهاية السنة !! ماباقي شيء وتتخرج لاتضيّع تعبك .
رمقها بنظرة أخيرة ومضى قدماً لكنها نادته مجدداً : طالما انت قاعد تعاند انت راح تسوي المشروع غصب .
هو : انتِ مريضة ترى !
هي : بالضبط يعني لا تحمّلني فوق طاقتي ، بعد شوي حستناك بمكتبة الجامعة راح نشتغل على المشروع سوى حطلب منك تسوي بحث من ١٠٠ صفحه شامل للفهرس والمقدمة والعنوان انا اختاره
ايش تبغى أكثر ؟
ابتسم بسخريه : مو حاب اتعبك الصراحه ، وفري تمنّنك .
دموعها مازالت عالقه بمحاجرها تحاول جاهده تجاهل عبرتها لم تعتاد على اي شخص يخالف ماتريد ، لكنه الآن يفعل الغير معتاد بالنسبة لها ، اصرارها على تنفيذه للمشروع لسببين الأول عناده امام عنادها ، الثاني هي تشعر بالذنب حيال درجاته التي بدأت بالتراجع كثيراً .وتخشى ان تعوق هذه المادة طريق تخرّجه من الجامعهسبقته لتخرج من القاعة : حستناك هناك يا#### لا تتأخر .

لم تكن حالته المزاجيه جيّدة ، كان يجلس بحرم الجامعة بلا هدف يودّ أن يغادر الجامعة بما أن محاضراته انتهت
لكن شيئاً ما بداخله يقول " حرام عليك تخيل لو انها جد تستناك بالمكتبه ! " اغمض عينيه ورفع رأسه الى السماء يتنفس الصعداء وقف ليدخل يديه بجيبه لايعلم خطوة للوراء ام للأمام !!!

نظرت إلى ساعتها للمرة السابعة مرّت ربع ساعة وهي تجلس هنا وامامها كومة كتب اختارتها لبحثه ، تثاقلت انفاسها بضيق ودموعها عادت للتدافع لمَ اصبحت دموعها سريعة الإدراك بسوء مزاجها !! اوشكت دمعه متمردة على النزول تلتها دمعه أخرى .. حتى رأت الكرسيّ الذي أمامها ينسحب ليجلس هو وهو يحدّق بها وملامحه تبدي دهشته من بكائها .. مسحت دموعها سريعاً ونظرت إليه : توقعت انك ما حتجي .
هو إشتعل فضوله لسبب بكائها وانقبض قلبه خوفاً من ان يكون السبب لكنه إستبعد هذا الاحتمال شبّك أصابعه على الطاولة : ايوا ايش نسوي الحين ؟
هي أشارت له على احدى الكتب : راح تقرأ هالكتاب ، وانا راح اقرأ هالكتاب ، شوف بهالورقة انا كاتبه البنود اللي تحتاجها للبحث هذا..
لا يعلم لمَ تفعل هذا من اجله ؟ من المستحيل انها تساعد جميع الطلاب بنفس الطريقة هل تحاول التكفير عن ذنبها مثلاً ؟ إن كان هذا ماتقصده من مساعدتها له فهو يعدها بأنه لن يكترث بما تفعل اطلاقاً .
بدا بقراءة سطور هذا الكتاب دون ان يستوعب كلمة واحدة ، جل مايفكر به " لمَ كانت تبكي ؟ " أيسألها ؟ ام يستدعي اللامبالاة ؟ تنهد بضيق لتنظر إليه قائلة : تعب الدراسة مايدوم .
نظر إليها ليرى احمرار وجهها وذبول عينيها ، لم يستطع كبح تساؤلاته لكنه يحاول جاهداً استبدال كل سؤال بتنهيدة حتى بدأت تشعر بأنه متملل مما يفعل .
قطع هذا الجو صوت هاتفها يرن ، ردت : هلا #### ... ايوة خلصت دوامي من ساعة ... يوه نسيت اقولك انا حتأخر ... عندي بحث .. تمام .. حبيبي تسلم .. مع السلامه .
توقفت نبضاته للحظات بهلع لتعود بالتسارع بشكل مجنون من هذا ؟ من الذي تحدّث إليها قبل قليل !؟!!! أهي مرتبطه ؟ مالذي يجري لمَ انفاسه تكاد تختنق لهذا الحد مزاجه ازداد سوءاً هل أحبّها حقاً ليشعر بما يشعر الآن ؟؟؟ رفع رأسه ينظر إليها ليراها تقرأ وطيف ابتسامة مازال مرسوم على وجهها ليزداد غيظاً ، اغلق الكتاب بقوة ووقف يريد المغادرة قبل ان يموت من الغيظ .
نظرت إليه : وين رايح ماكتبت شيء !!!
هو والنار مشتعله بعينيه : انا ماجيت هنا الا عشانك وعشان ماتزعلين بس انا اكره اسوي شيء ما ابغاه .
وقفت تبعاً له : وانا هنا خارج عن ساعات دوامي عشانك وعشان مشروعك .
هو : اتوقع ذي خدمه تقدميها لكل طلابك ...
قاطعته : للأسف خصّيتك بهالخدمه (تنفست بعمق لتكمل) #### الله يرضالي عليك اجلس وكمل ع الاقل لو تكتب صفحتين اليوم بس !
جلس متسائلاً : وليش تسوي كذا ؟
هي سكتت لبرهه : ماحجاوبك الا لما ننتهي من البحث .نظر إلى عينيها لتشيح هي بربكة .. هل تبادله نفس الشعور ؟ هل شعرت بشعور غريب يتسلل لقلبها ؟ للحظة أم هو فقط الذي فقد عقله وقلبه تبعاً لها ؟

*****

قلّبت صفحات الكتاب وهي قابعة فوق سريرها تنتظر إلى أن يأتيها النوم لتنام لكنها ضجرت من القراءة سريعاً أخذت تفكر هل ستذهب رند غداً إلى المدرسة أم انها ستكمل تغيّبها هذا ؟ نزلت من فوق السرير لتذهب إلى رند وتسألها .. فتحت باب الغرفة وخطت خطوة كادت ان تتعثّر بشيء ما عند مسقط قدمها نظرت بإستغراب لتجد صندوق كبير أحمر عليه باقة ورد أنيقه جداً ومعها بطاقة .. حملت الباقة واخرجت البطاقة لتقرأ المكتوب " لم أستطع النوم قبل أن أراك "
ظنّت لوهلة ان الهدية من رند أخذت الصندوق والباقة وذهبت لغرفة رند بعد ان طرقت الباب دخلت لتجد رند تقلب بهاتفها ولم تنم بعد .. ميهاف وضعت الصندوق والباقة على السرير بإبتسامة وذهبت لمعانقتها بوِد : ياعمري شكراً مرة على الهدية .
رند بدهشة : نعم ؟
ميهاف : انا مافتحتها قلت بجي أفتحها عندك ..
رند رأت البطاقه بيد ميهاف .. أخذته من يدها بإبتسامه مجامله لا تعلم مالموضوع أصلاً ..
قرأت المكتوب بالبطاقه .. رائحة البطاقة مألوفه بالنسبة لها لدرجة انها عرفت المهدي .. نظرت بميهاف بإبتسامه واسعه : ان شاء الله يعجبك ذوقي .
ميهاف أخرجت الحقيبة من الصندوق بإعجاب كبير : يجنن والله مرة يجنن ياقلبي والله مرة شكراً .
رند بقرارة نفسها " الله ياخذك يازياد "



قال تعالى : ( فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)


كتابة : حنان عبدالله .

حُرر يوم السبت الموافق :
12-4-1439 هجري
30-12-2017 ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:33 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث
البارت الثالث


ميهاف جلست بإستغراب : بس ايش مناسبة الهدية !
رند بتفكير : امم وقفتك معي بالفترة اللي راحت .
ميهاف بحب : بس انتِ تدري انه ماكان تكلف مني قد ماكنت كارهه اشوفك بحالتك هذيك .
ابتسمت رند ، لتسأل ميهاف : صح تذكرت رشاد يقربلكم ؟
رند امالت شفتها بكرهه : أخو زياد بالرضاعة .
ميهاف : يعني اخوك ؟
رند بإندفاع : لا وعع مو اخويَ هو اخو زياد بس ، بس الدلخ زياد يحسب ان رشاد يُعتبر اخوي .
ميهاف : كيف طيب مافهمت كيف اخو زياد ومو اخوك ؟
رند : لأن زياد اللي راضع من ام رشاد ف زياد يصير اخوه ، كذا بإختصار يعني .
ميهاف : وزياد يحسب ان رشاد يعتبر اخوك انتِ كمان ، غريبة .
رند : ايش تتوقعي من واحد مطرود من الثانوية ، الا تعالي انا مستغربه وحده بعمرك قاعدة عندي كمربية وماهي بالجامعه ليش ماكملتي دراستك ؟ نسبتك ما تأهل ؟
ميهاف : بالعكس نسبتي مرتفعه سواء بالتراكمي او القدرات والتحصيلي بس حتى انا مستغربه ليش ماجاني قبول ، المشكله اني ما افهم بهالتسجيل وخليت صحبتي تسجلني .
رند تمددت رند ببرود : يلا احسن .
ميهاف عقدت حاجبيها : احسن ؟ من اي ناحيه ؟
رند : من ناحية الــ .. اسئلتك زايدة خلاص بنام .
ميهاف : طيب رند آخر سؤال .
رند : همم قولي .
ميهاف : راح تداومي بكرة ولا لا !
رند : مدري اذا صحيت بفكر .
ميهاف : طيب براحتك بالحالتين راح تفطري معايا .
اخذت ميهاف حاجياتها وخرجت من الغرفة قاصدة غرفتها ..
عند رند لم تستطع اغماض عينيها لتنام وهي تعلم بنية زياد الخبيثه ، قامت من سريرها لتفتح الدرج المجاور لها وتخرج ظرف بنيّ اللون متوسط الحجم وتأخذ البطاقة المرفقه بباقة الورد ، ميهاف نسيت ان البطاقة مع رند اصلاً ، خرجت متسلله من غرفتها إلى جناح زياد فتحت الباب بقوة ليهلع زياد ويجلس على سريره بصدر عار ينظر تجاهه الباب لتظهر رند امامه وحاجبها الايسر معتلي بغيظ ، اقتربت ورمت الظرف على السرير وهي تقول بنبرة حازمه : كل الخرابيط اللي تسويها برا البيت خليها برا البيت ، وافكارك الخربانه لا تقرّبها من ميهاف .
زياد بدهشة : خير ايش النبرة ذي وايش سويت لميهافك ذي ؟
رند بعصبية : زياد لا تستهبل على راسي الهدية اللي كانت قدام غرفتها لاتقول انها مو منك وريحة عطرك مغرّقه ام اممم الكرت .
زياد ضحك بسخريه : واذا يعني ليش هامتك ميهاف لهالدرجة !
رند مزقت الظرف بعنف لتتساقط االصور من وسطها وتحتضن السرير لتصرخ رند قائلة : انا مو خايفه على ميهاف انا بس بعرف انت (اشارت على الصور) بعد هذا لوين بتوصل !!!
صدمة اصابت زياد هلع دهشة ذهول خوف قلق خجل ربكة نيران تشتعل بصدره !! كيف وصلت هذه الصور ليد رند ؟ ومتى تم التقاطها اصلاً !!!! انعقد لسانه من هول ما شعر به لم يستطع النظر إلى عينيْ رند المليئة بالعتاب والدموع : زياد كلمني لمتى !!! لاتحسب اني ساكته يعني انا ماادري عن سوادك اللي برا لاتحسب انك اذا طلعت قدامي بشكل الاخ اللطيف اني بنسى هلوستك بنايا وجيّتك للبيت سكران ..
صرخ قائلاً : بسسس اسسكتي مالك دخل بحياتي انا اسوي اللي ابيه انا حُر .
رند بإنفعال اكبر : انت مو حر انت عندك اخت .
زياد : واذا يعني عندي اخت ؟ انا حُر وادري هالطريق انتِ ماراح تمشي فيه مو لأنك محترمه وبنت اكابر لا لأني لو حسيت بس حسييييت انك ماشيه غلط بعدلك لو مو برضاك غصب عنك وعن اللي خلفوك ، واطلعي برا .
رند ودموعها تسيل على خديها : انت ماتحسس !!! استحي على دمك ياخي .
امسكها من معصمها بقوة والشر بادٍ على عينيه : هالصور وكل اللي تعرفيه لو وصل لأمي او أبوي يارند ماتلومي الا نفسك وربي ماراح يفكك مني احد .
رند بإستهزاء : وبس هذا اللي همك وانا مافكرت فيّا ؟ ماخفت علي قد ماخفت على نفسك من امي او ابوي !
زياد دفعها بخفه واستدار صارخاً وهو يمسك بإحدى التحف ويلقيها على الارض لتنكسر لقطع لا تذكر : اططططلعي برااا .
عادت لغرفتها وهي تجهش بالبكاء ، كثير جداً ، لايُطاق ولا يُحتمل ، يُبكى فقط

اما هو فكان جالساً على الأرض سانداً ظهره على السرير ممسكاً بيده احدى الصور ويده الأخرى على رأسه ليعود الندم والكرهه والبغض الشديد لليوم الذي ظن أنه تحرر من التفكير به ، لتعيده رند إلى ذلك اليوم بعدة صور ، كيف ومتى ولمَ التُقطت هذه الصور ووصلت لرند ؟ هل هناك احد ما كان يحاول وضعه بهذا المأزق مع رند ، رند الوحيـــدة التي كان يشعر كلما نظر إليها انها الوحيدة التي تراه بطريقه مختلفه وكأنه انقى اهل الأرض ، لكن مااتضح الآن أنه الاسوأ على الإطلاق بعينيها شد قبضته على صورته مع نايا بتلك الليلة بالغرفة الخاليه تماماً من انسان سواهما كان يقبلها بنشوه اما الآن هذه النشوه تحرقه أضعافاً مضاعفه ، يشعر بالأسف لما حصل تلك الليلة ، لم يرد تشويه صورته بعين رند ، لم يكن يحاول ايذاء ميهاف ايضاً هو فقط اراد ان يجعلها تريد ترك المنزل ليس إلا ، يعلم ان ميهاف لن تميل بسهولة لذا فكّر ان يجعلها تخشى الوجود بمكان يجمعها معه فقط ! ولكن كل شيء قد بان امامه ، سواد محيط به هو هكذا ولم ولن يتغير ، أخذ هاتفه يشعر بأن الجميع يراه بهذا السوء لأنه سيء حقاً ، لمَ يحاول رفض الفكرة ؟
وضع الهاتف على اذنه بكامل استسلامه لبؤسه حتى تحدّث بنبره ثقيله : ناياا ..
ليعود لأخطائه .. لعاداته .. لتسكعه وطيشه .. ولغرقه التام وضياعه بأفكار شيطانية لإتباع هوى نفسه لروتينه وكأنه بلا عقل ، ضياع فقط شخص يرى نفسه يغرق لكنه لايحاول السباحه ولا التمسك ولا الصراخ للإستنجاد حتى ، يكتفي بالغرق بصمت تام ، لظلام ظلااااام دااامس , معتم , فظيــــع .

*****

صباح اليوم التالي ..
تجلس بوسط الشقه الصغيره تشرب الشاي أمام التلفاز وعقلها يموج بعيداً تفكّر بقرارة نفسها عن الغموض الذي يجتاح الشقه المقابلة لهم 4 فتيات لا يبدو ان إحداهن تشابه الأخرى بشيء شيء غريب لم تفهمه تتذكر كلام العنود جيداً حين قالت أنها دخلت الإحداث بسبب عمها هل هذا يعني ان جميعهن من الإحداث ؟
قطع عليها صوت الباب ..
اتت الخادمه لتفتح الباب بهدوء وبعدها صدر صوت مزعج لفتاة الواضح انها من صديقات ارجوان : السلام عليــــــكم .. وين ارجوانــــي ؟
الخادمه بلمت بعدم فهم .. ياسمين حكت رأسها بحيرة : اممم يعني (اشارت على اللون البنفسجي بحقيبتها) وينها ؟
الخادمه هزت كتفها بإستغراب ..
ياسمين تنهدت واتسعت ابتسامتها وهي ترى لورا تشرب الشاي بهدوء ، ابعدت الخادمه عن طريقها وسلمت على رأس لورا : مساء الخير .
لورا ابتسمت لياسمين : مساء النور حبيبتي ، كيفك وكيف اهلك ؟
ياسمين : الحمدلله كلنا بخير .. فين ارجوان ؟ انا مسويتلها مفاجأة هي ماتدري اني بجي .
لورا وهي تشير ناحية غرفة ارجوان : بغرفتها بس ..
ياسمين لم تهتم لباقي الكلام وراحت تجري بسرعة وفتحت الباب دفعه واحدة وهي تصرخ : جوانـــــــــاا .
أما ارجوان قد كانت بغرفتها تلطخ اللوحة بألوان عشوائية تخفي ملامح الشخص الذي رسمته لأنها بكل بساطه عرفت كيف ترسم كل تفاصيله الا ملامحه عجزت عن تخيّل الملامح ..
لم تعد راضية ابداً عن رسماتها الاخيرة كلهم بدون ملامح كأنهم مجرد ملامح عشوائيه تعبر في مخيّلتها .
التفتت بفزع على صوت الباب والشيء الاسود الذي إنقض عليها يعانقها بقوة وهو يصرخ بدلع مميز لا أحد يخاطبها به الا شخص واحد وهي ياسمين .
توسعت محاجرها بصدمه ودفعتها بسرعة : وش جاببك ليش ماعطيتيني خبر انك جايه ؟ياسمين أمالت فمها : وايش صار يعني (التفتت حولها وهي ترى اللوحات والالوان والفوضى بإنبهار) واو جوانا ذي غرفتـــك !! اول مرة ادري انك تحبي الرسم ؟
ارجوان أخذت اللوحات بإرتباك : ها ايش ؟ المهم ماقلتي ليش جايه ؟
امسكت ياسمين لوحة لمنظر طبيعي وبأطراف اللوحه توقيع ارجوان ..
لوحة متقنه تجسّد الطبيعة بأدق تفاصيلها : وااو ذي اللوحة حلوة ماشاء الله ، انتِ راسمتها ؟
ارجوان وضعت بعض اللوحات بالخزانه وخلعت القطعه (المريله) البيضاء : ايوة ، يووه ياسمين تعالي نجلس برا .
ياسمين بعناد جلست على السرير وبيدها اللوحة : لا انا عجبتني غرفتك .. تبيعيلي ذي اللوحه ؟
ارجوان زفرت بقوة : لوحاتي مو للبيع يلا ياست ياسمين تعالي نجلس برا .
ياسمين : ماراح اطلع الا لما تبيعيلي هي .
ارجوان صغرت عيونها بتصريفه : ٥٠،٠٠٠ موافقه ولا اطلعي برا .
ياسمين : موافقه .
ارجوان بصدمه سحبت منها اللوحة : لا امزح معك ماابغى ابيعها مجنونه انتِ ؟
ياسمين قامت بجدية : بس انتِ حددتي المبلغ وانا وافقت اذا انتِ مو قد كلامك فأنا قدّه !
ارجوان : ياسمين لاتسوي كذا احنا صحبات مابيننا ذا الكلام .
ياسمين : انا باخده يا ارجوان والله ما امزح .
ارجوان مدت لها اللوحه : حلالك بس ..
قاطعتها ياسمين والابتسامه العريضه على وجهها : بكرة يوصلك حقه .
ارجوان : والله لو سويتيها ..
قاطعتها : لاااا تقـــــولي ششيء بنتزاعــل كدا .
..

بآخر الليل وصلت رساله على جوالها بإيداع مبلغ وقدره 50,000 في حسابها , إتسعت محاجرها بصدمه شدت على قبضة يدها وقامت من مائدة الطعام بغيظ دون ان تجيب على تساؤلات لورا .. وضعت هاتفها على اذنها واغلقت باب الغرفة بقوة ..
لم تجب ياسمين , حاولت الإتصال مراراً ولكن دون جدوى ياسمين تتجاهل مكالماتها لأنها تعلم ان ارجوان الآن غاضبــــه جداً ..
إستدارت ارجوان وهي تشعر ان الأرض بركان من شدة غيظها بما فعلت ياسمين .. أخرجت لوحاتها من الخزانه وهمت بكسرهم اخذت ترميهم على الأرض واحداً تلو الآخر وهي تدهس بقهر عضت على شفتها السفلى بقوة : لا انا اللي اقدر اكمل الرسمات ولا انا اللي اعرف كيف ارجع ولا انا اللي اعرف اتصرف بشيء مااعرف اسسسوي شيء غيــــر الالــــــــوااان وكأن الالــــــــوان هي اللي بتردلي امـــــــي !!!
صدى كلماتها تتردد بالغرفة .. كلماتها التي قالتها بلا وعي .. وصلت إلى أعماق لورا لتحزنها على حالة ارجوان ظنّت لورا ان ارجوان قد تأقلمت على حياتها الجديدة لكن يبدو أن ارجوان منغمسه بالماضي ولا تريد الخلاص منه .. تنهدت لورا بهدوء وابتعدت عن باب ارجوان وهي تتمنى ان وضع ارجوان يستقر وتتمنى ان تنسى كل الذي مضى وهي تعدها بقلبها انها ستفعل المستحيل لكي لا تجعل حياة ارجوان اسوأ مما كانت عليه .

*****

دخل للفيلا بحماس وهو يتوقع الاستقبال الحافل الذي سيصادفه فتحت له الخادمه الباب وتوسعت ابتسامتها بترحيب : سير بدر الحمدلله على السلامه .
بدر ابتسم : الله يسلمك .. ياسمين وامي مارجعوا ؟
الخادمه : مدام طلع قبل شويّا مافي يرجع الا الليل .
بدر بإحباط : مو مشكله خذي شنطي ووديهم لغرفتي يلا .
دخل للصالة التي استقبلته برائحة البخور ..
القى بجسده المتعب على الأريكه يتأمل بجدار المكان .. تغيّر المكان عليه وهذا ليس بغريب لان امه تعشق التغيير .
شدّه شيء بجدار الصالة .. قام وهو عاقد حاجبيه يقترب من اللوحة المميّزة بالمكان وقف لحظات يتأملها يشعر وكأنه يقرأ كتاب ليست مجرد لوحه لكنّ هذا الشيء طبيعي بالنسبة لشخص درس علم النفس ويعمل بهذا المجال بمستشفى للامراض النفسيه .
لكن الشيء الغريب بالنسبة لبدر ان شخصية الرسّام اعجبته غموض وغرابه وثقه وثبات وخوف وامتزاج بين متناقضات بشخص واحد .. وقعتت عينه على التوقيع قرأ الحروف بصعوبه لأنها متشابكه joan توسعت ابتسامته بغرابه وهو يتمتم : لو كانت بنت فأنا لازم القاها .

*****

أوقفت رنين ساعتها بتملّل , قامت تجرّ خطواتها بحثاً عن سبيلٍ جديد للحياة , بعدما إسودت الدنيا بعينيها وأخرستها الحياة .
من بعد ذلك اليوم الكئيب إكتست صمتاً وإحتواها السواد , لا أحد يعلم متى تطيب ؟ متى تعود لما كانت عليه ويعود صوتها يرن بالمكان .
بالرغم من حدته الا ان الجميع يتمنّى عودته ببساطة ؛ لكي يعلموا ماتمليه عليها نفسها .. فالهدوء في بعض المواضع مزعج جداً .
وخصوصاً لشخصية مثل شخصية "لمياء" فهدوؤها مُقلق .
وقفت لتغسل وجهها مراراً لتمحو ذكرى لا تستطيع اجتيازها مهما حاولت .. نظرت لوجهها بالمرآة وكل شيء ينهال لذاكرتها مرة أخرى بلا فائدة وبلا جدوى كل ماتفعله لتنسى يجعلها لاتنسى وكل محاولاتها الجاهدة تذهب سُدى ..

أخذت حقيبتها ومشت بالشارع ذاهبة الى مقرّ عملها .. كل المتواجدين نظروا إليها بأسف على حالتها التي تجاوزت العام .. فلم يعتد أحد على حضورها الهادئ دون أن تقول بمرح "صباح الخير" لأنها ببساطه لاتستطيع فقد أصبحت "خرساءً" جرّاء صدمه حدثت قبل عام ..
جلست على مقعدها المعتاد أمام المكتب لتعمل عمل الموظفة النشيطة دون تردد .
بعد لحظات حضر المدير بزمجرة فتح باب المكتب بقوة : انا كممم مرة اقققولك يالميياء قبل ماتجلسين على مكتبك تمرين علي وتوقعين على حضورك !! ولا راح صوتك واخذ معاه عقلك ؟ إنّا لله وانا ناقصني موظفة بكمه وغبية ؟
حركت قلمها بخفه على الورق وبعدها رفعت الورقة بوجهه "أنا آسفه نسيت"
المدير : وش اسوي بأسفك هذا ؟ تعااالي وقعي وخلصيني ولا بينخصم من راتبك .
تنهدت بتضجر وهي تتساءل بقرارة نفسها "وهو بقى شيء من الراتب اساساً"
ذهبت معه بكل إنصياع وما إن أصبحت بوسط مكتبه حتى أقفل الباب بهدوء والابتسامة الخبيثه تظهر على ملامحه قائلاً : تدرين ؟ إنتِ أكثر موظفة جذابه من بينهم كلهم ومن حسن حظي خرسا ماتنطقين !
اقترب منها بخطى سريعة بنظرات مريبة .. حاولت التراجع تحولت نظراتها للخوف وما ان اقترب حتى حاولت ابعاده بكل قوتها وهو يحاول احتضانها بكل وحشيه ..
بعد مرور خمس دقايق .. طرق الباب ثلاثاً لإعلام المدير عن مجيئه وقبل ان يؤذن له , فتح الباب .. توسعت محاجره بصدمه : آآ وش صاير ؟
حملت حقيبتها بجمود وخرجت من المكتب والمدير يراقبها بذهول .
وبقعة دمٍ بسيطة على طرف شفّته السفليه .. عاد تساؤله : استاذ طارق ..
قاطعه المدير بعدم تصديق : لمياء !
الموظف التفت خلفه مستغرباً : دوبها راحت .

*****

بمنزل سما .. خرجت من جناح والدتها بإستياء والقناع الأسود يغطي كامل وجهها (ماسك الفحم) سئمت من المجامله لا تستطيع التحرك بأريحيه وعفوية تشعر وكأنها مقيّدة .
زفرت بضيق واستدارت هي على وشك البدء بالتسخط لكنها فجأة شعرت ان وجهها إرتطم بشيء حين إستدارت .. السواد يغشى عيونها ودفء غريب ويدين تدفعها بخفه وصوت ساخر يقول : ماتشوفي ؟
إرتبكت حين رأت وجهه رعد حاولت تكوين كلمة لكنها ظلت مشتته الى ان قالت : مع معليش ..
رعد بإزدراء : صراحة انا مو مرتاح لك وجودك بالبيت يكتم انا أتمنى انك تطلعي كذابه عشان تروحي بأقرب وقت .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:33 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ألقى كلماته هذه ومشى بدون اكتراث اما روان لا تدري هل تغضب من كلامه ام نظراته ام تصرفاته الصبيانية لم تستطع حتى تعقيد حاجبيها كدليل على إستيائها من الموقف بسبب القناع ..
جلست على الدرج بضيق فظيع تريد ان تغادر المكان أصلاً لكن كيف تغادر وتترك ماتمنّته خلفها ؟ شعرت بشخص ما يجلس بجانبها ليقول بمرح : الحلوة ايش مجلسها هنا ؟
نظرت إليه بعينيها الضيق بادٍ فيهما أما هو عاد لعهده القديم ليُسحر بعينيها من جديد .. ليخفق قلبه بشدة ليشعر ان الجو حــــار بعز الشتاء أما هي فقالت : حتى انت عندك شك اني بنت اختك ؟
تحدّث بعينين تفيضان صدقاً وهو يقول بلا وعي وبنبرة هادئة دافئة : مدري بس انا أتمنى انها كذبه وانك مو بنتها .
شعرت بالضيق أكثر وكأن الجميع إتفق على ألا يتقبل وجودها بينهم : لهالدرجة انا ثقيله عليكم ؟
سلطان إبتسم ليقول بمرح : ليش ماتغسلي الماسك اللي بوجهك فاجعتني ترى .
روان : يقالك ترقع لنفسك كذا ؟
سلطان بضحكه : لا ياغبيه بس اغسلي وجهك عشان انا بآخذك للكورنيش .
روان وقفت بفرح : والله ؟
سلطان : إيوة واسألي امك لو تبغى تجي معنا .
بالمساء .. بسيارة سلطان والأغاني تغطي أي صوت آخر بالمكان روان وعيونها تتأمل شوارع جدة وقلبها يتمنّى لو أن جنى والعنود وسارة معها الآن .. سلطان عندما لاحظ شرودها أخفض صوت المسجل وقال : روان .
لم تسمعه .. حتى كرر نداءها مجدداً : روان .
نظرت إليه : هلا .
سلطان ابتسم : لوين وصلتي ؟
روان إكتفت بالإبتسام
سلطان : الا روان ماقلتي لي ليش مادخلتي الجامعه ؟
روان : لأني ماكملت الثانوية .
سلطان بصدمه : نعـممم ؟؟؟ كيف ماكملتي الثانوية ليش ؟
روان : ما كنت أحب المدرسة .
سلطان : لا ياشيخه ؟ وذا سبب يخليك تسحبي على الدراسه ؟ سما لو تدري بتذبحك .
روان : أجل خلي الموضوع سر .
سلطان بعد لحظات من الصمت : طيب مالك نية تكملي الحين حتى لو جاتك الفرصة ؟
روان : والله ؟ تتكلم من جد ؟
سلطان : إي والله أتكلم من جدي .
روان اتسعت ابتسامتها : الا بكمّل .
سلطان : خلاص تم إعتمدي علي .
روان : ياعمري ياسلطان خسارة اني ماعرفتك الا الحين .
سلطان بغرور مصطنع : من جد راحت عليك .
لم تغب ابتسامة روان عن انتباه سلطان حاول تجاهل ماشعر به للحظات حتى اوقف سيارته عندما وصل للمكان المطلوب ..

ظلّا يتبادلان أطراف الحديث وهما يسيران فوق الجسر المطل على البحر ..
روان : يا الله الجو مع ريحة البحر إنتعاااااش .
سلطان : إي والله مرة .. سما ليش ماجات ؟
روان : مدري قالت عندها موعد وكانت تبغاني اروح معها بس انا ما أحب عيادات التجميل .
سلطان : يوووه عاد سما عشقها عيادات التجميل تروح العيادة أكثر من الحمام .
روان ضحكت بصدمه : اما لهالدرجة ؟
سلطان : ايوا والله مرة رجعت لنا حاطه على خشمها لصق وتقول سوت عملية بخشمها بس مدري ما حسيت بفرق .
روان لم يعجبها الموضوع إطلاقاً شعرت بالخزي لا تدري لمَ لكنها فعلاً صُدمت بهذا الخبر مع انها تحاول الا تظهر هذه الصدمه ..
روان : وانتو عادي يعني ؟ هي ماتدري انه حرام ؟
سلطان سكت ينظر إلى عيني روان بطريقه غريبة وبعدها قال : والله انا مالي دخل فيها بس انا علي بإن زوجتي المستقبليه ماتكون مسويه هالخرابيط .. أنا إنسان أقدّر وأحب الملامح الطبيعيه , يعني ماحبيت فكرة ان زوجتي حلوة وجمالها مو طبيعي .
روان : الله الله دا الواد بيئول درر أهوه هههههههههههههههه
سلطان : ههههههههههههههههههه تتمصخري ؟
روان : لااااا حشا انا اتمصخر على خالي ؟
سلطان تغيرت ملامحه لإستياء : اقول انقلعي بس .
نظرت بإستقامه لتكمل الطريق لكنها توقفت فجأة واستدارت بهلع على سلطان ليعقد هو الآخر حاجبيه بإستغراب : ايش ؟
روان ضحكت بمجامله : ها لا ولا شيء بس ريحة عطرك حلوة .
سلطان : إييي ذا عطر ..
لم تسمع ما قاله جلّ ماتسمعه بهذه اللحظة ضربات قلبها العنيفه .. حتى رأت عائلة تمرّ من جانبها وتتعدّاها ..
حينها فقط زفرت براحة واستدارت لتكمل طريقها من جديد بحذر أكبر لكن هذه المرة شرودها طاغي جداً .
جلس بجانبها على الرمال وهو يمد لها كوب الذرة : شكراً .
لتعود مجدداً بالإبحار داخل أفكارها ..
سلطان سئم سكوتها هذا : روان حكيني عن العايله اللي كنتي فيها وكيف كانو معك وكيف عرفتي انك مو بنتهم وكذا يعني .
روان تنهدت بعمق : كانو عائلة شبعااااانه بس محافظين يعني عاداتهم وكذا محافظين مرة يعني مثلاً العبايات الملوّنه ممنوعه بس عادي امشي كاشفه .
سلطان ضحك بدهشه : وش نوع محافظتهم بالضبط ههههههههههههههههه
روان ضحكت تبعاً له : والله مدري بس جد يعني عندهم اشياء ممنوعه واشياء عادية مع انها متناقضه .
سلطان : وماعندك اخوان او اخوات ؟
روان : اممممم الا ولد وبنت أصغر مني امم تقريباً البنت عمرها الحين 14 سنه .
سلطان : متوسط .
روان : ايوا .
سلطان : طيب كيف كانو يعاملوك وكيف قالولك انك مو بنتهم ؟
روان سكتت قليلاً لتعيدها الذاكرة لسنواتِ ..
(بفيلا كبيرة وتحديداً جناح بالطابق الثاني جناح كبيـــر بتصميم ناعم وروان ذات الـ12 عام تقف تحاول إرتداء الكعب لأول مرة لكنها سقطت .. أمسكت ظهرها بألم ورمت الكعب : لاعادها من تجربه .
لتسمع صوت طرق الباب وصوت الخادمه يقول : بابا فيسل يبي إنتي .
روان بصوت عالِ : طيــــب طيــــب جايــه .
نزلت من الدرج لتجد والدتها امامها وقفت مبتسمه وصفّرت : لالا مااقدر على كذا .
لكن والدتها نظرت إليها نظرة غريبه ومشت دون ان تتفوّه بكلمة .
إستغربت روان من تصرّفها لكنها لم تعرِ الموضوع أدنى اهتمام واكملت طريقها لمكتب والدها طرقت الباب ثلاثاً حتى أذن لها بالدخول لتجده يرتب أوراقاً بيده وهو يشير لها بالجلوس أمامه : تعالي ياروان .
جلست روان بعد ان قبّلت رأسه قائله : يعطيك العافيه بابا .
إبتسم : الله يعافيك ياروحي .
جلست روان والقلق يحاصرها تعلم ان والدها لا يطلب مجيئها للمكتب الا عندما يريد توبيخها , حاولت تذكّر كل ما فعلته لكن لم تجد شيئاً يستحق التوبيخ .
الوالد أخذ ورقة من بين الأوراق التي كانت بيده وأعطاها لروان : إقريها يابنتي ..
في هذه الأثناء حين أخذت روان الورقة وسط إستغرابها الكبير من كل هذا دخلت والدتها وجلست هي الأخرى تنظر إلى روان التي قرأت ورقة لم تفهم منها حرفاً واحداً سوى أنها ورقة تبنّي .
روان وضعت الورقة على المكتب ونظرت إليهم ببراءة : انا ماسرقت الورقة .
هو بجدية : روان انتِ كبيرة وفاهمه صح ؟
روان هزت رأسها بإيجاب , والدتها امسكت بيدها : وحتى لو قلنالك شيء يزعلك ماراح تكرهينا وتزعلي منا صح ؟
روان : هزت رأسها بإيجاب ثم قالت : والله ماضربت لمى ولا كسرت أشياء محمد ولا أذيت الأبلة بالمدرسة ماسويت شيء اليوم .
ابتسم والدها ليقول : انا ماناديتك عشان انتِ سويتي شيء غلط اليوم انا ناديتك عشان بقولك شيء بس مااعرف اذا راح تفهميني او لأ .
روان : إيش ؟ انا كبيرة أفهم .
والدها : روان الورقة اللي معاك ورقة تبنّي .
روان : إيش يعني ؟
هو : يعني انتِ مو بنتنا .
روان عقدت حاجبها بإستياء : ماما شوفيه يقول نفس كلام عمه ريم .
هو : روان اسمعيني , احنا اخذناك من ميتم وانتِ صغيره احنا ربيناك بس انتِ مو بنتنا .
امتلأت عينيها بالدموع ووقفت : انتو ليش تقولو مو بنتنا مو بنتنا ماتحبوني ؟
والدتها امسكت كتفيها : مو كذا احنا نحبك والله بس انتِ لازم تعرفي انك مو بنتنا .
روان شعرت بالضيق مما يقولانه : خلاص حتى انا ماابغى اصير بنتكم .
خرجت من المكتب وهي لا تدري لمَ يقولان هذا الكلام هل يريدان اخبارها انهما لم يعودا يحبانها بعد ان جاءت سجى ؟ لتأخذ مكانها في حياة ابويها ؟ اغلقت الباب على نفسها واجهشت بالبكاء تشعر بالغيره والغيظ من سجى الفتاة الصغيرة المترفه التي نالت النصيب الأكبر من الرعايه والإهتمام اما روان فقد أصبحت خلال السنوات الأخيرة شبهه مهمشه بحياة ابويها .. )
نظرت إلى السماء وابتسمت وهي تعانق ساقيها : كانوا يعاملوني وكأني بنتهم من جد عشان كذا كان صعب الموضوع علي انا اول ماوعيت على الدنيا وانا ما أعرف أهل غيرهم بهذاك اليوم طوال الوقت وانا ابحث بالنت عن معنى يتيمه ومتبناه واكتب اسمي بالسيرش (ضحكت بسخريه) بعدها بدأت أحس ان اهتمامهم قل بكثيــــــر عن أول لدرجة اني أطلع واروح واجي وابيّت برا البيت بالأيّام ولا احد يسأل عني كنت أحس إني مكسوره طوال الوقت ومهمشه ومالي داعي قالولي اني لقيطه حتى مو يتيمه , أتذكر كانت عندي صاحبه من الإبتدائية وهي معايلحد المتوسط حتى هي تغيّرت حتى اني اتذكر اننا مرة تضاربنا وفضحتني وقالت انقلعي يالقيطه كل الناس عندهم اهل الا انتِ جايبينك من الزباله يازباله .. يمكن الكلام تافهه دحين مايعني لي أي شيء بس وقتها يومين وانا ابكي وقتها البنات انقسموا نصين نص يطالعوا فيّا بإستحقار كل ماشافوني والنص الثاني يعطوني نظرات شفقه كل نظرة كانت اسوأ من الثانيه سواء الاستحقار او الشفقه , وقتها حاولت انتحر مرة ودخلت المستشفى واهلي سفّلوا فيّا لين بلعت العافيه بس دخولي للمستشفى كان نقطه تحوّل بالنسبة لي تقريباً يمكن لأني وقتها حسيت اني بجد مالي داعي واحاول الفت اهتمام أي شخص ..
سكتت ولم تكمل حديثها , ليسألها سلطان : ايش سويتي ؟
روان نظرت إليه : عادي أقول ؟
سلطان : ليش هو شيء ماتبغي احد يعرفه ؟ او مايصير أحد يعرفه ؟
روان : مدري أخاف لو قلت لك تتغيّر نظرتك عني وتكرهني أكثر .
سلطان أمسك بيدها وابتسم : اعتبريني صاحبك مو خالك .
روان اتسعت ابتسامتها وعينيها تشعّان حزناً : دخلك بثق بصاحب أصلاً بعدها ؟
سلطان ضحك تبعاً لحديثها ثم مسح على شعرها : والله ياروان ما أجاملك بس حقيقي انا ماراح آخذ أي فكرة عنك مهما كان ماضيك اسود بيظل ماضي مابيهمني طالما احنا الغلطانين لأننا ماتأكدنا من وجودك واحنا اللي خليناك تتربي بعيد عننا يعني تقدري تقولي مهما كان ماضيك يجرحك فهو بيجرحنا أكثر لأن نص الغلط علينا .
روان ظلت تنظر إليه لثواني طويله دون ان تردّ طرفها عنه (ترمش)
ثم اختتمت هذه النظرة بإبتسامه وهي تشد على يده : توعدني ؟
سلطان بتعاطف شديد : أوعدك قولي كل اللي بقلبك صدقيني بكون معاك .
روان : غيّرت ستايلي وقتها .. يعني .. ستايل بويات لقيت اللي أبغاه .. حتى اللي كانو يطالعوا فيّا بنظرات استحقار صاروا يحاولو يتقربو مني .. حتى العايله اللي كنت فيها .. بنت عمي كانت تحاول تتقرب مني ..
سلطان بتعجب : بويـه !! أحس مو لايق عليكِ .
روان : رأيك برضو .
سلطان : أوكِ وبعدين بعد ما سويتي اللي براسك ولقيتي الإهتمام من كل النواحي أهلك ما لاحظو تغيّرك ؟
روان : الا كانوا ملاحظين ان ستايلي وتصرفاتي وشخصيتي تغيّرت جذرياً وتهزأت اكثر من مرة وانضربت اكثر من مرة بس تقدر تقول ماكان يأثر علي لأني كنت طوال الوقت اقول لنفسي هم مو أهلي ومايحق لهم يتحكمو فيّا !!
سلطان : والى الآن انتِ بوية ؟ ما أظن شعرك طويل .
روان ضحكت : لا طبعاً حالياً انسانه طبيعيه .
سلطان : وايش اللي خلاك تتغيري ؟
روان سكتت لا تعلم ماذا تقول إحتضنت نفسها أكثر : يووه برد الجو بدا يبرد ..
شعر بأنها تتهرّب من الإجابة إبتسم قائلاً : تشربي شاي على الفحم ؟
روان بمزاح : حلفت ما أردّك بشيء .
سلطان بمزاح ايضاً : لا الله يخليك رديني لأنك طفرتيني .
قام سلطان بينما هي ظلت تفكّر هل سلطان حقاً جدير بالثقه ؟ هي إلى الآن لا تعلم ولا تودّ ذلك كل ما تعرفه أن أمر الإحداث سيبقى سِر ربما ليس إلى الأبد ولكن على الأقل في الوقت الراهن .

*****

وصلت متأخره على حركة مريبة بالمحل وبمجرد أن دخلت إلى المكان صادفت شذى وهي غاضبة وتقول : أخيراً شرفتي حضرتك .
سارة بأسف : أسفة بس جد السيارة تعطلت بنص الطريق .
فجأة جاءت امرأة تصرخ عليها قائله : هي اللي أخذته والله العظيم هي اللي سرقته انا شفتها بعيوني هي هي ما غيرها .
سارة وقفت بدهشه لاتدري ما الخطب نظرت بالتي تصرخ وجعلت الناس ينظرون إليهم : خير اختي ؟
المرأة بعصبيه : أختك ؟ يـــــع مابقى الا انتِ اصير اختك فوق الشين قواة عين .
سارة بقلة صبر احتد صوتها : تكلمي زي خلق ربي عشان افهم ايش تبي .
البنت صرخت بإستحقار : ما بقى الا شغاله بهالمحل ترفع صوتها علي . سارة رفعت يدها وضربت كتفها بخفة وهي تقول : إحترمي نفسك عشان انا مو بس حرفع صوتي حرفع يدي عليك والعنك , قلة حيا قسم بالله .
خرجت المرأة من المحل وهي تصرخ وتولول
اما سارة فقابلتها شذى وهي تصرخ عليها : وش سويتي انتِ ؟ كم مرة اقولك اكتمي عصبيتك ي سارة !!
سارة بضيق : انا مو مجبورة اتحمّل وقاحة احد ، خير جاية تتبلّى علي .
شذى ضربت الطاولة بقوة : اطلعي المدير يبيك اشتكت عليك ما قصّرت .
سارة زفرت بضيق وهي تعلم ما الذي سيحدث لها بمكتب المدير ، خرجت تجر خطواتها وبمجرد دخولها لغرفة المدير تفاجأت بوجود المرأة وشاب في بداية الثلاثينات يجلسون عند المدير .
البنت بتهجم : وقححة وقليلة حيا يبيلها أحد يعلمها إن الله حق .
سارة رمقتها بنظرات إستحقار وهمست : متخلّفه .
المدير نظر لسارة : سارة ممكن أفهم ليش مديتي يدك عليها !
سارة : تلفظت علي برأيك أسكتلها ؟
البنت : انتِ فوق ما انتِ سارقتني بعد تمدين يدك لا وبعد ترادد وش هالمزبلة (التفتت للمدير) كيف ترضى اشكالها يشتغلو بهالمحلات المحترمه .
سارة : مثل ما ترضى المحلات المحترمه تستقبلك .
صرخ المدير : ساااارة خخخلاص .
سارة رمقته بنظرات قهر : شوف انت عليها اولاً انا ما سرقت شيء كنت واصله المحل متأخرة وشذى شاهدة وفجأة تجي هذي تغلط علي وتتهمني بسرقة وتقل أدبها .
المدير قاطعها بحزم : إعتذري .
سارة اقتربت من مكتب المدير بقهر : ما انخلق اللي يغلط واعتذرله ما انخلق .
الشاب نظر على شقيقته : أحلام اكسري الشر وقومي خلاص .
احلام وضعت ساقها على الأخرى : ما راح اقوم الا لما تعتذرلي .
المدير نظر إلى سارة : سارة انهي المشكله واعتذري .
سارة تكتفت بعناد ولم ترد .
الشاب : أحلامم .
أحلام قاطعته وهي تقول : طبعاً بنت الفقر وش بيعرفها عيال العز وش بيقدرون يسوون فيها !
سارة زفرت بصوت مسموع : أستاذ انا بروح للمحل تبي شيء ؟
المدير بحزم : إنتِ مفصوله .
كلمتين اشعلت قلبها غيظاً بطريقه فظيعه كلمتين جعلتها تشعر بالإهانه والذل ليس حباً في المحل ولا حباً بالمكان ولكن الموقف شد خلايا اعصابها لتخرج بدون أن ترد
ناداها المدير لتاخذ راتب الفترة التي عملت فيها لكنها ردت بكلمتين رداً على الاهانه : اعتبرني متصدقة عليك فيهم .
خرجت وأغلقت باب الغرفة بعد أن خرجت بدأت تشعر بنبضها المتسارع وانفاسها الحارة السريعة حاولت الإبتعاد عن المكان بأسرع ما يمكن قبل أن ترى احلام مجدداً وتحرقها ، رغبة تملكتها بأن تعود للمكتب لتراها وتبصق في وجهها ، خرجت من بوابة المركز الرئيسية وهي تمشي لأقرب مقهى ..
جلست على الطاوله بهدوء ودخلت بدوامة تفكير عميق لم تستوعب الشخص الذي سحب الكرسي المُقابل لها وجلس ، خلع نظارته بهدوء ووضعه على الطاوله مكانه المعتاد ، كل اللذين بالمطعم يتجنبون الجلوس فيه علماً بأن هذا المكان مكانه المفضّل جاء النادل وهو يعرف طلبه المُعتاد ، وضع كوب القهوه التركيه أمامه ليسأل النادل نفس السؤال بكل مرة والنادل يعرف سؤاله جيّداً : وش لون القهوه !
النادل بعطف كالعادة : أسود .
تنهد بكآبه : نفس حياتي بالضبط .
سمع خطوات النادل هذا يعني ان النادل مشى بعيداً عن مائدته ، مد يده تجاه الكوب ورفعه لفمه وشرب قليلاً ، عقد حاجبيه بإستغراب من صوت الأنين والشهيق القريبه منّه وضع كوب القهوه على الطاوله واقترب من الطاولة بإهتمام : فيه أحد هنا !
صوته الاقرب للهمس وصل لمسامعها رفعت رأسها بفزع انتبهت للذي ينظر إليها مقعداً حاجبيه ويعيد سؤاله : فيه أحد على طاولتي !
بلعت ريقها بإستغراب هو ينظر إليها لمَ يسأل سؤاله السخيف إذاً ؟ وهو منذ متى يجلس هنا !!
لم تشعر به ، تكلمت بصوت شبه هامس : معليش ما انتبهت لوجودك .
إبتسم وهو يسمع صوت أنثوي ناعم : تفضلي خذي راحتك .
مد يده ليلمس كوب القهوة ويرفعها لفمه بحذر ، كانت ستغادر محرجة من وجودها معه على نفس الطاولة لكن لفتها تصرفه لمَ يتملس كوب القهوة ويرفعها بحذر ، انتبهت لعينيه المحدّقه على نقطه معيّنه بالفراغ المجهول ، صغرت عيونها بتفكير ولوحت أمام عيونه بخفه ، لم ينتبه ولم يرمش وضعت يدها على خدها واركته على الطاوله جلست تنظر بوجهه تريد التأكد من أنه لا يرى حقاً ، دموعها المتعلقه بأهدابها الخفيفه وانفها الصغير محمرّ وجنتيها البارزتين يميلان للزهري بإختصار وجهها هالة براءه وحجابها يغطي شعرها بإهمال نست ما كانت تفكّر فيه وهي تتأمل الوجه البشوش الذي أمامها وهو بين الفينه والأخرى يرفع كوبه بحذر ويرتشف منه قهوته التركيه .
كسرت حاجز الصمت بفضول : لو سمحت .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:34 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كان شارد بذهنه وبمجرد أن سمع صوتها التفت للمصدر : انا !
هي ابتسمت بمرح : إيوة .
شعر من نبرة صوتها انها مبتسمه بادلها الابتسامه : امري .
هي مسحت دموعها وعقدت اصابعها على الطاوله بإهتمام : اوصفلي طعم القهوه ذي نفسي أجربها بس متردده اخاف ما تعجبني .
سكت لثواني وبعدها همس بحزن واضح بنبرته : مُره بنفس مرارة حياتي ، وسودا نفس السواد اللي اشوفه وما اشوف غيره .
سكتت لم تعرف ماذا تقول لم تتوقعه كئيب ومتشائم لهذه الدرجة وجهه يدل على انه بشوش ومرح حتى أن عينيه فيهما بريق أمل وشي واضح من التفاؤل بعكس كلامه الذي حطّمها رددت وراءه بهدوء : مُر بنفس مرارة حياتي .
قاطعها بسؤاله : إنتِ دايم تجلسين على هالطاوله !
عاودت إبتسامتها : اول مره اجي هنا .
إبتسم : توقعت لأني دايم اجلس هنا واول مرة اصادفك .
ردت بعفويه : تشوفني !
اختفت ابتسامته : حسيت فيك.
هي : ماقلتلي ايش إسمك !
غمّض عيونه بحالميه : جابر وانتِ ؟.
هي : اسمي ساره .
جابر : وايش معنى اسمك !
ساره بتفكيره : من المسرّه والسرور .
جابر : وايش معنى المسرّه والسرور .
ساره تورطت لم تعرف ماذا تجيب : يعني الفرحه اللي تستوطن قلبك .
جابر : كيف شكلها !
ساره بتفكير : مالها شكل ، حاجه تحسها بقلبك تخليك تبتسم ابتسامه حلوه .
جابر بإستياء : حتى الإبتسامه لها اشكال مو قادر اشوفها .
ساره تعاطفت معه : مو كل شي لازم ينشاف بالعين حِس فيه بقلبك .
جابر : طيب ليش كنتي تبكين !
ساره تضايقت من سؤاله : ماكنت أبكي .
جابر : حسيت بقلبي انك تبكين وسمعت بإذني .
ساره : ظروف خاصّه .
جابر : تحبّين ؟
استغربت من سؤاله لكنها اجابت برحابه : إيوة .
جابر تنهد : انا موقادر احب ودي اجرّب بس مو قادر .
ساره بإهتمام : وليش ؟
جابر : لأني ما أشوف .
ساره عقدت حاجبيها : ومين قال انك لازم تشوف عشان تحب ؟
جابر : وكيف أحب وانا ما اشوف الحُب .
ساره : تحب بقلبك احساس يوصلك يخليك تحس بالحياه بدون ما تشوفها .
جابر : ذا بأي منطق ؟
ساره بحالميه : بالمنطق اللي يقول إنّ الحب أعمى .
توسعت ابتسامته الى ان بانت صفوف اسنانه العليا على حماسها الواضح بنبرتها .
ساره ظلّت تتأمل ضحكته التي اختفت بسرعه أسنانه اللؤلؤيه مظهره الأنيق وسامته وبشاشته ملامحه لا تدل الا على ثرائه لكن لا على عماه ، حتى طريقته بشرب القهوه ، ملامحه لا تصرخ بالجمَال البالغ ، لكنّه جميل نسبياً هزت رأسها لتبعد أفكارها * ساره مو وقتك *.
قطع تأملاتها صوته : ساره .
ساره : هلا .
جابر : كم عُمرك ؟
سارة : أ..(قطع حديثها صوت هاتفها) اوه عن إذنك لازم امشي .
جابر إبتسم بود : تشرفت بمعرفتك .
ساره ابتسمت ومشت لترد على هاتفها وخرجت من المقهى .
ذهبت وظلت عبارتها تتردد بباله " بالمنطق اللي يقول إن الحب أعمى " ظل يتساءل الحب أسود ؟ والحب ظلام بظلام لهذا سمّوه أعمى ؟ حتى مصطلح الحب مُبهم واحساس الحب الذي تحدثت عنّه سارة ؟ كيف يعرف اذا أحبّ قلبه أم لا ؟ ليس متشائم بدرجة ما يودّ التعرف على كل شيء

رسَمتُك فِي مخيّلتي ، غدوتِ كاملَة الاوْصاف
سمعتُ صوتَك الناعِم ، فقُلت هذَا مايُلائِمك
وددْت لو آنّي أراكِ لاكون اقرَب للإنْصاف
بأنّ التي فِي ذهني هيَ أنتِ وتُشبهُك

*****

قبل ثلاثة سنوات مجدداً بمكتبه الجامعه ..
وهو غارق بتدوين إحدى متطلبات البحث وهي كذلك تدوّن المعلومات المهمه التي تريدها بالبحث ..
قطع إندماجهم هذا صوت ذكوري يتحدّث الإنكليزية : آنسه #### .
نظر الإثنان إليه لتجيب هي : نعم ؟
هو : قد علم المشرفون بما فعلته وأرسلو لك هذا الخطاب ويودون إبلاغك عن تعثّرك بهذا التطبيق كأقل إجراء يمكن أخذه بإعتبارك في الوقت الراهن لكن ان كنت ستعملين على بحثك فربما سيعيدون النظر بما فعلته للطالب #### كما ان ورقة اختباره سيعاد تصحيحها .
نظرت هي إلى الطالب الذي نظر إليها متعجباً مندهشاً مما سمعه وعادت لتنظر الى المتحدّث : إذاً هل سأكمل المناوبة الى نهاية هذا الشهر أم لأ ؟
هو : مناوبتك شارفت على الإنتهاء أصلاً لذا ستكملين ولكن كل الذي ستفعلينه سيكون مجرد خدمه لكن درجاتك متوقفه إلى أن يتم النظر مجدداً بموضوعك مع ذلك الطالب .
هي : حسناً إذاً شكراً .
ذهب الرجل لينظر هو إليها متعجباً : ايش قصده ؟ مافهمت يعني انتِ وجودك هنا تطبيق مو انتداب ؟
هي : اثنين بواحد تطبيق وانتداب عن استاذكم اللي ماخذ اجازة 3 شهور يعني تقريباً ترم المقرر علي اني أختملكم المادة بس بنفس الوقت انا قاعدة آخذ درجات على شرحي لكم , والحين درجاتي توقفت .
هو رفع احدى حاجبيه : بسبب اختباري ؟
هي حاولت جاهداً حبس دموعها : إيوة .
هو : يعني جد انتِ اللي لاعبه بدرجاتي , طيب ايش كان هدفك بالضبط وقتها ؟
هي : لحظة ضعف .
هو ضحك بسخريه : والله ؟ وهذا عذر ؟ عجبك ان درجاتك توقفت وتعثرتي بالمادة عشان لحظة ضعف ؟
هي : عادي هم قالو لي اذا كملت بحثي وعجبهم راح ياخذوا قرار ثاني غير التعثر .
هو اتسعت محاجره بصدمه أكبر وهو ينظر إلى العدد المهول من الكتب التي أمامه وينظر إليها وهي تجلس لتساعده قلب الصوره بمخيلته ليظهر هو بمظهر المساعد لها رمش مراراً بعدم تصديق : لحظة لحظة , البحث هذا انتِ إيش فايدتك منه ؟
سكتت ليجيب هو : لا انا كذا فهمت لك ساعة ذالتني انا خارج ساعات دوامي عشانك انا بساعدك درجاتك تهمني ماابيك تتعثر بالمادة !! آخرتها انتِ قاعدة تستغليني أصلاً عشان نفسسك ؟ انتِ مريضه ؟ مجنونه ؟ متخلفه ؟ غبيه ولا ايش ؟؟ لالا انا الغبي لأني للمرة الخمسين ماشي ورى وحدة تافهه زيّك ..
قام يريد المغادرة لتبكي قائلة : ماضرّك لو سويت البحث واستفدت انت واستفدت انا !!
نظر إليها بإندفاع : مابيضرك شيء لو طلبتيني اساعدك بشكل مباشر بس ماتستغليني بطريقتك المستفزة هذي , انا نفسسي افهم انا معتوهه بعينك لهالدرجة ؟ انتِ مايكفيك اللي تسويه فيني ولا ايش ؟ انا موفاهم من بين الـ مية طالب ليش مختارتني بألعابك الوصخه هذي ؟
هي بإنفعال أكبر : وربــــي وربــــي هالمرة مو عشاني عشانك يا ابن الناس والله لو يهمني نجاحي ما كان رجعت للجنة ورقتك عشان تتصحح واتعثر أنا ! ويعطوني انذار ويكتبوني محضر ! انا تعمدت أخلي بحثي معتمد عليك عشان .. (اشاحت بوجهها عنه ودموعها تنزل بغزارة) عشان يحق لك وقتها تقبل او ترفض تختار أنجح او ارسب , أي اختيار انت راح تختاره انا ماراح اعارضه ابداً .
رفع سبابته بتحذير ووعيد : انا ماتستغليني بأسلوبك هذا ولا دموعك انا من جد وصلت معي منك , لو بتموتي بكا ما كملت بحثك وتعثري بهتم يعني ؟
هم بالمغادرة لكنها قالت : هذا قرارك ؟
هو : إي ولا تحاولي ماراح أغيّره مهما سويتي .
هي إبتسمت من بين دموعها : اوك بس توعدني انك تسامحني ؟
هو : لا .
هي : حتى لو عدلوا درجاتك ؟
هو : إي .
هي : حتى لو ماكملت بحثي وتعثرت ؟
هو : إي .
هي : على كذا مو ضروري لي اني أكمّل تطبيقي حتى .
هو : بالضبط .
هي : واذا كان آخر يوم لي اليوم واعتذرت تسامحني ؟
هو إستدار لينظر إليها بخبث : يهمك اني أسامحك عاللي سويتيه ؟
هي هزت رأسها بإيجاب , هو إبتسم بغرور : تعتذري مني بالقاعة مو هنا .
نظرت إليه بدهشه لتراه يغادر قائلاً : غير هالكلام ماعندي .
علمت انه يعرف جيداً أنها لا تستطيع ليس لشيء ولكن تماسكها الدائم وغرورها امام الطلبه سيتلاشون ان قامت بذلك !
شدت على قبضة يدها بغيظ : يا الله .
كل التصرفات التي قامت بها صبيانيه أكثر من اللازم والآن عليها الإختيار هل تعتذر ام تتجاهله !
مرة أخرى !! عادت إلى منزلها وعيونها تفيض من الدمع ليتوقف هو عن الغناء وينظر إليها وبيده المقلاة : لا تقولي انه برضو سبب دموعك ! لأن والله لو كان هو بدفنه هالمرة سواء انتِ الغلطانه او لا .
جلست ووضعت يدها على نصف وجهها تشهق بحزن : ياربي انا مو عارفه ايش اسوي تعبت !!
وضع المقلاة بالمغسله وجلس بجانبها : ##### ايش بك هالفترة ؟ انتِ تعبانه من شيء ؟
هي كانت تريد الحديث لكنها تراجعت قائلة : مابقولك انت تزيد الطين بله .
هو وضع يده على ظهرها : والله ماحسوي شيء هالمرة قولي .
هي : انا رجّعت ورقته للجنه عشان يصححوله اختباره من جديد ويعدلوله درجته بس ..
هو : بس إيش ؟
هي : وقفو درجاتي يعني قالولي اقل شيء يسووه بحقي انهم يسحبو درجات التطبيق كامله يعني انا ماحتخرج بسبب اختباره .
هو رفع حاجبه : وانتِ اصلاً ليش تعطيهم ورقته بقلعته بعدين عاد هو يشد حيله ويعدل درجة نفسه .
هي بإندفاع : حـــــــراااام انا ظلمته , بس انا حاولت اعتذر منه هو مارضي .
هو : ياســـــلام على كيف اهله هو مايرضى ايش يبغى زيادة ان شاء الله ؟
هي : انا عندي بحث بنفس المادة وهو عنده مشروع وانا اقترحت عليه يسوي البحث كمشروع بس ماقلتله ان البحث لي ولما دري زعل زيادة .
هو : بالطقاق وخير ياطير واذا زعل يعني ايش بيهمك انتِ ؟ طنشيه بكيفه بيسوي مشروعه اهلاً وسهلاً مابيسويه بقلعته ليش مهتمه .
هي : بـــس ..
قاطعها بشك : #### لا يكون تحبيه أصلاً ؟ عشان كذا كل هالدراما ؟
هي تغيرت ملامحها بإندفاع : لأ طبعاً لأ ايش اللي أحبه لا ما أحبه تخيّل أحبه هه آخر واحد بـفكر فيه (خَفَتَ صوتها تدريجياً بآخر كلمتين)
هو إبتسم بخبث : عادي ترى لو عبرتي لي عن شعورك انا اوبن مايندِد.
هي ضربت كتفه بقوة : ياولد استحي على وجهك ايش الكلام الفاضي ذا انا الغلطانه للمرة المليون اني افضفضلك .
هو : ماابغى احلف بس والله تحبيه ولا ماقلب وجهك كذا .
عقدت حاجبيها وزمت شفتها بغيظ وهي تشد على قبضة يدها لتضربه بقوة بكتفه : يا زفـــــت بطّل لكاعه .
هو ظل يكمل بخبث : إلا ذكريني بإسم الحب ؟ قلتيلي #### صح ؟
همّ بالهروب سريعاً حين كادت ان توجه إليه لكمه لتقوم هي الأخرى لتلاحقه وتصرخ بغيظ لكي يصمت لكنه ظل يلقي كلمات السخريه عليها ويلوذ بالفرار .

*****

بالوقت الراهن
إستيقظت بفزع على موسيقى لكنها بمجرد أن استيقظت اختفت الموسيقى تماماً .. وضعت يدها على قلبها لتشعر بتسارع نبضاتها جسدها يؤلمها ورأسها أيضاً ثقيــــل , تشعر وكأنها نامت طويــــلاً لكن ما الذي جعلها تستيقظ بذعر هكذا ؟ لم تشعر أن هناك صوت موسيقى عالق بذهنها لكنها لا تذكره تماماً لكنها تشعر ان الموسيقى التي سمعتها جعلتها تشعر بضيق شديد وكأنها خرجت من فوضى عـــــارمه لا تذكر أي شيء مما رأته في منامها لا تذكر سوى الموسيقى فقط .. وضعت يدها على رأسها وتنفست بعمق : يا الله !!
غادرت السرير لتغسل وجهها وتحاول تجاهل كل ماتشعر به ..

قال تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)


كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الأحد الموافق :
27-4-1439 هجري
14-1-2018 ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:35 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع
الجزء الأول

خرجت من الحمام وهي تحرك رأسها تشعر بألم أسفل رقبتها .. وقفت حين انتبهت لخالد وهو يقف أمامها وينظر إليها بطريقة غريبه .. نظرة عميقه ابتسمت هي لكنه لم يبادلها الإبتسام بل عبست ملامحه أكثر واحتدت حتى اشاح بوجهه عنها لينصرف مغادراً إلى المطبخ .
اما هي فوقفت مندهشة منه لم نظر إليها هكذا ؟
بعد لحظات أتت إلى المطبخ تبحث عن كأس لتضع فيه الماء وهي تحاول تجاهله قدر المستطاع اما هو فعينيه لم تتجاوز حدود الكوب الممتلئ بالقهوة .. رفع رأسه بإستقامه ينظر إلى الفراغ ونادى بصوت ثقيل : بيان .
وقع الكأس منها بربكة ليتكسّر شهقت هي بفزع وجلست لتلتقط الزجاجات المتناثره لأول مرة ترتعد من نبرته الثقيله لا تعلم لمَ زاد ارتباكها من تكسّر الكأس .. جمعت فتات الزجاج ووقفت لا تسمع الا ضربات قلبها العنيف لكنها فجأة نسيت تماماً أين تضع الزجاج الذي بيدها ؟ اين تلقي به ؟
نظر إليها بصمت يفكر لم تقف بمكانها حائرة ؟ أشارلها إلى حاوية القمامة حتى عادت هي لوعيها ومشت سريعاً والقت مابيدها بالحاوية تحت رقابته كانت تودّ مغادرة المكان والعودة الى غرفتها لأنّ ترقّبه الصامت هذا جعلها تشعر بأن المكان ضيّق .. لكنه حين رآها تلوذ بالفرار قال : انا ماقلتلك روحي ! تعالي إجلسي أبغى اكلمك .
اغمضت عينيها تتنفس الصعداء "ماذا يريد الآن ؟" استدارت وهي تتصنع الابتسامة ثم جلست امامه بقلق , رفع كوب القهوة وارتشف منها رشفة بطريقة مستفزة ثم وضع الكوب ونظر مجدداً إليها , تصرفاته اليوم تتسم بالغرابه : تدري إنك بنت حلوة ؟
توسعت أحداقها بصدمه لم تلبث كثيراً حتى قامت بإشمئزاز : احترم نفسك .
هو بجدية : اجلسي انا ماخلصت كلامي !
بيان : ليش أجلس ؟ عشان اسمع كلام وقح من انسان وقح مثلك !
هو : اذا انتِ تشوفيني وقح اجل انتِ ايش ؟
ردت بصدمه : انا إيش ؟ خالد انت بعقلك ؟ مجنون ؟ مستوعب انك تكلمني ؟ خالد انا بيان !
هو : المشكلة انك بيان والمشكلة الأكبر اني بكامل قواي العقليه بس انتِ !!! انا حتى ما ادري اذا كنتِ من جد فاقده ذاكرتك ولا تفلّمين !! ولا فيه وحدة فاقده ذاكرتها ومتذكرة 19 سنة من حياتها وتدري اني مو موجود بحياتها وما تعرفني بس راضيه انها تكون معاي تحت سقف واحد .. لا وتقول لي انا مستحيل انساك !! شايفه مين الوقح فينا ؟
لم تحتمل كلامه غادرت بسرعة وهي تفور من الغضب سمعته يقول بلا اكتراث : جوالك تلاقيه بالمدخل .
لم تهتم لما قاله ما تريده الآن هو الا تكون معه في مكان واحد والا ستقتله مع انها لم تفهم كلمة واحدة مما قاله لكن يبدو أنه كلما شعر بالضيق جاء ليصب انزعاجه من الأشياء فيها ..

..

حاجبيه تعاركا وملامحه بدأت تحتد أكثر فأكثر , تحدّث سراج قائلاً : ياخي روّق ماصارت وجهك جاب لي الكآبة شفيك ؟
خالد : مو قادر أسيطر على انفعالي هالفترة أخاف اضغط على بيان أخاف اضايقها وأأذيها زيادة .
سراج : ياخي نفسي افهم انت ليش قاعد تحط حرتك في بيان ؟ اذا انت مضغوط نفسياً من زوجتك او عفواً طليقتك ايش دخل بيان ؟
خالد وضع يده على خده ثم قال : جربت الخيانه ؟ او جربت تحب أصلاً ؟ طبعاً لأ عشان كذا الكلام سهل بالنسبة لك .
سراج : خالد ..
اكمل خالد قائلاً بلا إكتراث : ترتبط بشخص يصير محور مزاجك كيف تسألني ايش دخل بيان !
سراج : طيب انت لمتى ناوي تخلي بيان عندك ؟
خالد : مدري بس وجودها صار يضايقني وبنفس الوقت لو كانت بمكان ثاني بيكون بالي مشغول عليها طوال الوقت .
سراج بإستفهام : انت تعرفها ؟
خالد : تتوقع لو أخذتها للجامعه او لأي مكان عموماً ممكن هالشيء يساعدها تتذكّر ؟
سراج تنهد بضيق : يمكن جرّب .. هالشيء ممكن يساعدها بحال ان المكان اللي بتاخذها له مألوف لها او مرتبط بذكريات معيّنه .
سكت الاثنان لبرهه ثم سأل سراج : انا اتمنى ان اهتمامك في بيان مايكون محاولة عشان تنسى اللي قبلها !
ضحك خالد ثم قال : انسى وحدة كنت أشوفها دُنيا ؟
سراج : والله مدري عنك اجلس معك عشان تلحس مخي ماني فاهم ولا شيء من اللي تسويه بس عموماً انت أدرى , وانا من الحين اقولك خاف على بيان وكأنها اختك ولو اني شاك انك تعرفها أصلاً .
خالد ضرب ظهر سراج بمرح : الا انت ايش اخبارك ؟
سراج : بـــــــدري ؟؟ انا بعد ثلاثة أيّام راجع للسعودية .
خالد بصدمه : لـيش ؟
سراج : عشان إجازتي وكمان أمي تعبانه شوي فَ بروح أشوفها .
خالد : انت كل إجازة ترجع ؟
سراج : اممم تقريباً إيوة , وانت مالك نية ترجع ؟
خالد : والله اتمنى بس بالوضع الحالي ما أظن .

..

عند الساعة العاشرة مساءً .. عاد خالد إلى المنزل منهك من هذا اليوم الطويـــل , خلع حذاءه وهو ينظر إلى أرجاء المنزل حتى وقعت نظراته على باب غرفتها المفتوح إلى أقصاه اعتدل بوقفته ومشى يريد الهاب إلى الخلاء .. مرّ من جانب غرفتها يدّعي اللامبالاة ولكنه توقّف فجأة حين شعر بشيء غريب حرك رأسه تجاه الباب لينظر إلى داخل الغرفة لكنه لم يجد أحداً عاد لينظر إلى باب الخلاء علّها هناك لكن أيضاً الباب غير موصد .. دخل الى دارها بقلق يبدو أنها حزمت امتعتها وغادرت !
جن جنونه أخذ يبحث بالخزانة بالأدراج بالأرجاء عن شيء يثبت أنها لم تغادر لكن كل شيء فارغ بإشتثناء اشياء قليله لم تأخذها ..
خرج سريعاً من المنزل يبحث بالأرجاء لعلها مختبئة فقط لكنه أيضاً لم يجدها , ظل ينادي بكامل صوته ليختفي صوته بالمدى .. مسح بيده على شعره والأفكار السوداوية تحاصره حيالها , هل تذكّرت شيئاً ؟ هل من الممكن انها تذكّرت مازن ؟ لا مستحيل التفكير بهذا الأمر يجعل كل شيء معقداً أكثر من اللازم , عاد إلى المنزل لا يعلم مالذي يبحث عنه بالضبط تذكّر الهاتف !! هاتفها الذي أخبرها عنه ! بحث عنه ولم يجده ..
إتسعت ابتسامته لوهله ثم خرج من المنزل يجوب الأنحاء بسيارته لعلّه يراها بالطريق على الأقل .. حاول الإتصال مراراً لكن لا مجيب هو متأكد من أنه لم يدوّن رقمه بالهاتف لكن لمَ لا تجيب إذاً ؟

..

بمكان آخر وتحديداً بغرفة نوم اضاءاتها صفراء خفيفه تجلس هي على السرير ووجهها محمرّ بحزن وعيناها ممتلئة بالدموع محتضنه ركبتيها الى صدرها وعقلها شارد لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الهاتف لتفتحه حتى انهالت عليها اتصالات كثيرة لكنها لا تعرف كيف تجيب والرقم مجهول قلبها يتراقص لا تعلم من صاحب الاتصالات هل من الممكن ان يكون أحد عائلتها ولكن لمَ اسمه لمْ يدوّن ؟
حاولت الرد حتى أجابت أخيراً : الو .
خالد : بيان وينك ؟
بيان عقدت حاجبها : مين ؟
خالد : وينك يابيان ؟
بيان : اقولك انت مين ؟
خالد : اول شيء جاوبيني وينك ؟
بيان بغضب : لو أعرف كان قلتلك بس مااعرف (هدأ صوتها بحزن واضح) انا ضايعه مااعرف ولا شيء ولا اتذكّر ولا شيء , متضايقه .
سكت لوهله ثم قال بود : طيب قولي لي وينك واجيك !
بيان : بفندق ####### الدور العشرين غرفة رقم 539 ممكن تقول دحين انت مين ؟
خالد إبتسم : ريـّان .
بيان أجهشت بالبكاء : ويــنك طول هالوقت وينك ماتدري اني ضايعه ؟ ماتدري اني كنت عند واحد مجنون ما فكّرت تسأل عني ؟ ليش محد سأل عني لهالدرجة ماهميتكم ؟ وأخواني الباقيين وين ؟ ليش مخلييني هنا لوحدي ؟
ظل يستمع لعتابها وحديثها وعصبيتها المفرطه , يبدو انها لا تذكر أي شيء حقاً .. تركها تتحدّث عن كل مايجول بقلبها دون ان يقاطعها بكلمة إكتفى فقط بالإستماع إليها وهو يمشي بسيارته متوجه إلى الفندق ..
بيان بعد ان انتهت من التوبيخ : ليش ساكت ؟ ولا تحس بالذنب ؟
خالد : كل هالكلام بقلبك ؟
بيان بصراخ : وأكثر انت بس تعال وربي لأدفنك حي ليش تعذبوني كذا ؟ ماتحسو فيّا ماعندكم احساس مافكرتو بشعوري لما اصحى وما ألقى احد فيكم ؟ ماادري وينكم ؟
خالد وهو يصعد إلى المصعد الكهربائي بالفندق : لا تظلمينا انت قلتيها ماتتذكري يعني أكيد ماكنا راح نخليك الا ومعاك أحد .
بيان بسخريه : هه ووين اللي مخليينه معاي بالضبط ؟ ولا لايكون تقصد قريني ؟
خالد : غرفتك يمين ولا يسار المصعد ؟
بيان : يمـي.. لالا يسار .
خالد : تعالي افتحي الباب .
بيان غادرت السرير بسرعة وهي تهرول إلى الباب : وصلت ؟
فتحت الباب وارتمت بحضنه تبكي دون وعي وتعبّر عن مدى سخطها عليه وغضبها منه تجهش بالبكاء قائله : حرام عليك والله اشتقتلك .
لم يتفوهه بكلمة وضع يده على راسها واحتضنها أكثر ..
فتحت عينيها حين شعرت بشيء غريب يجتاح شعورها .. رائحة العطر مميّزه جداً !! هذا الدفئ مميز أيضاً .. الجسد ليس غريباً لكنه ليس حضن ريّان حتى شريط ذكريات سريــــع يمر امام عينيها ولكن لم تستوعب أي ذكرى منهم حتى سمعت صوت ابعد عن صوت ريّان يقول : بيان .
انتفضت بذعر وابتعدت بصدمه تنظر إلى وجه خالد حرارة فظيعه تدافعت إلى وجهها , غضب شديد يتخلله بعض الخجل من موقفها وألف ندم على تسرّعها صرخت قائلة : إنـــــت !
وضع يده على فمها ودخل إلى المكان واغلق الباب ودموعها تبلل يده دفعت يده بخوف : اطلع برا ايش تبغى مني !
نظر إليها بتمعن : ليش خرجتي من البيت ؟
هي : مو شغلك انت اللي ايش جايبك هنا ! وكيف تعرف رعد ؟
خالد دخل بلا اكتراث وجلس على الأريكه : إجلسي .
بيان سحبته من معصمه بإنفعال : إطلع برا ماحد قالك تجلس ما أبغى اشوفك انا انقلع برا .
خالد أمسك بيدها بقوة وأجلسها بجانبه بينما هي حاولت الإفلات ولكنه شد قبضته عليها بقوة جعلتها تصرخ لكنه وضع يده الأخرى على فمها مجدداً بغضب : بيان اسكتي .
خوف , هلع , قلق واضح بعينيها ودموع تنسكب لا تدري ماقصة هذا الرجل لمَ يفعل هذا بها ؟
ظل ممسكاً بها وهو يقول : ماراح أفكك لحد ماتهدي وتوافقي تسمعيني .
أشاحت بوجهها عنه لأن دموعها ازدادت وارتجافها أيضاً حتى ارتخى جسدها ويبدو ان قواها خارت ايضاً , أبعد يده عنها بحذر وقال : أنا آسف , بس ..
قاطعته قائلة : بس انت مجنون .
خالد : انت اللي تخليني مجنون .
هدأ حين نظرت إليه بخوف , ثم اشاح بوجهه قائلاً : انا ما أبغاك تحبيني .
بيان : انا مستحيل احب واحد مجنون زيّك .
خالد نظر إليها : متأكدة ؟
بيان وضعت يديها على وجهها : انا بس كنت بوضح لك اني ممنونه لك بس انت ..
خالد : بيان حتى لو انتِ ماحبيتيني انا اللي اخاف احبّك .
بيان : ليش ؟
خالد : لأن .. انا مو مستعد احب من جديد وارجع لحالي .
سكتت تنظر الييه والحزن قد تدافع بعينيه ، هي بإستغراب : تحب من جديد ؟ كنت تحب ؟
خالد تنفس بعمق : خانتني .
بيان : ليش !
خالد : ذا اللي نفسي اعرفه ليش خانت ؟ ولأي حد خانت انا مو قادر اسامحها !!
بيان حاولت مضايقته أكثر : لو كانت مجرد حبيبة فما تعتبر خيانه طالما هي رضت فيك بترضى بغيرك .
نظر إليها بغضب : لا تتكلمي بشيء ماتفهميه .
بيان اكملت بلا اكتراث : اما لو كانت شيء ثاني هنا يمكن يحق لك .
خالد : هي الاثنين ..
بيان بصدمه : زوجتك ؟ وتخون ؟ خالد هي الخسرانه مو انت ..
خالد لمعة الحزن بدت واضحه جداً بعينيه وهو ينظر بالفراغ : صح هي خسرتني انا بس انا ؟ مو مرتاح .
بيان انقبض قلبها من لهجة الحزن العميق بصوته : كيف دريت انها خانت ؟ شفتها ؟
خالد تنفس بعمق مجدداً يتحدّث دون وعي وكأنه لايسمع ماتقول بيان : كنت أحبّها حب ما كنت ادري اني قادر احبه أحد ماكانت تحبني ويمكن كانت تكرهني مع انها انكرت هالكرهه بعد ماتزوجنا وقالتلي انها كانت تحس ناحيتي بمشاعر غريبة تجذبها لي .. اخذت منها مواقف ، حسيت وقتها بالاهانه .. وكنت واعد نفسي اني أوقف عند حدي واتجاهلها طالما هي لما حست بحبي لها بدت تعاملني بأسوأ ماعندها .. ومن بعدها !! انقلب الحال .. صارت هي اللي تحاول تتقرب مني ، تكلمني .. تحتك بأي طريقة لحد ماتعدّلت علاقتنا ..
اغمض عينيه يشعر بألم في يسار صدره لا يستطيع أن يتعدّا مشاعره هو يشتاق لها جداً بالرغم من كل ذكرياتها السيئة معه وطريقة حبها السيء له
بيان وكأنها نست خوفها : لاتحزن والله العظيم هي الخسرانه ياخالد ، ماتدري يمكن بُعدها خيره !
خالد : حسيت بروحي تنسحب مني لما طلبت الطلاق ، تمنيت انها تمزح وتختم كلامها بضحكه لكنها كانت جدية أكثر من اللازم ,صح كنا نتزاعل كثير بس ماتوقعت بيوم زعلها التافهه يوصل للطلاق انا حاولت احافظ عليها قد مااقدر بس هي كانت وكأنها تنساب من يدي وقتها , بهذيك اللحظه اعترفت انها على علاقة بشخص ثاني وتحبه وان انا وهي ماينفع نكون لبعض لاسباب كثيرة ومنها فارق العمر .
بيان عقدت حاجبها بإستغراب : كانت اصغر منك بكثير ؟
خالد : كانت اكبر مني ب3 شهور .
رصت على اسنانها بغيظ وبإنفعال عفوي : وخيـــر يعني ليش حسستني انها عجوزه على ذا الفرق ؟ سلامات ايش يهم بفارق العمر طالما انتم متفاهمين وليش وافقت عليك من البداية وسمحت لك تحبها اكثر ؟؟؟
خالد : بالبداية كان فارق العمر مايفرق معها بس كلام الحريم زاد عليها ذا اللي خلاها تركز على فارق العمر وتشوفه مشكله .
بيان : تافهه وانانيــــة والله والله انا لو القى شخص يحبني بنفس حبك لها لأحبه وحتى لو فارق العمر بيننا عشرين سنه ، تقــهر .
صخب بضحكه ساخره ختمها بتنهيدة : هي ماكانت تفكّر نفس ما انتِ تفكري دحين !سند راسه على الأريكه يتنفس بعمق اما بيان سكتت تفكر بشرود تشعر بالضيق حيال ماقاله كانت تظنه مجنون ولكنه أثبت لها انه يمر بوقت عصيب ليس إلا , جلست تفكّر بقرارة نفسها ألا تتركه حتى يتجاوز تلك المقيته , لو كان الأمر بيدها لقطعت عهداً على نفسها ان تعوضه عن كل ما ناله من التعب بأيّامه السابقه لكنها هي لا تدري حتى ان كانت مرتبطه بشخص ما من قبل ام لأ !
قطع شرودها خالد وهو يقول : تجي الجامعه معاي بكرة ؟
بيان : الجامعه ! ايش اسوي فيها ؟
خالد : مدري قلت يمكن يساعدك وتتذكري شيء .
بيان : بس انا ما أظن اني درست بالنرويج أصلاً !
خالد : عادي حتى لو ماتذكرتي شيء تتسلّي تشوفي الناس .
بيان رفعت حاجبها وكأنها تذكرت شيئاً : لحظة لحظة لا تضيّع موضوعي الاساسي كيف تعرف ريّان ؟
إبتسم بهدوء : جوالك فيه إسم ريان فقلت يمكن تعرفيه .
بيان : انت فتشت جوالي ؟
خالد : إيوة .
بيان : وبكل سفاله تقول ايوة ! ترضى اني افتش جوالك بدون علمك .
خالد وضع هاتفه بيدها : عادي .
بيان وضعت هاتفه بجانبه : بجوالي فيه صور ؟
خالد : اووه انا متعت عيوني لين قلت آمين .
بيان ضربت كتفه بقوة : الله لا يحللك ياكلب .
قامت بإستياء تحاول فتح هاتفها حتى استطاعت لكنها لا تعلم أين مجلدات الصور ؟ ولا تريد سؤاله حتى , الغضب بدأ يجتاح كل خلية فيها من جديد , يتلاعب بأعصابها دون أي جهد ..
في اوج بحثها عن الصور التي يتحدث عنها قال : جوالك فاضي حتى أرقام مافيه .
بيان استدارت تنظر إليه بغيظ : إنت تلعب بأعصابي ؟
خالد قام يريد المغادرة : الساعة 8 الصباح بمرّك وآخذك معاي للجامعه .
بيان : ما بجي .
خالد قبل ان يغلق الباب خلفه : الساعة 8 بالضبط , وقفلي الباب بعدي واذا جيتي بتفتحي الباب تأكدي من الشخص اللي وراه مو تتحمسي وتحضنيه .
ضحك واغلق الباب اما هي تشعر بأنها تود خنقه : يـــــــــــــــــع يقــــــــهر يا الله ماتنلام زوجته المسكينه أستغفر الله .

*****

بمحافظة جدة .. مساءً بحديقه المنزل ..
حكّت رأسها بضجر : اقسم بالله يابن الناس ما أقدر ما أقدر انا لو أقدر كان خليتها عشان نفسي مو عشانك ! .. يعني كيف دحين ؟ .. عثمان يالله منك إفهمني انا .... آه يالله اللهم طولك ياروح .. (وقفت بصدمه) وين تجي ؟ .. لالا الله يخليك ما ابغى مشاكل .. لا مو قصدي ياربــــي .. لا حول ولا قوة الا بالله سوي اللي يعجبك تعبت اناقشك صراحه .. إسمع اسمع وانا مو مسؤوله عن أي شيء يصير لك وقتها اوكِ ؟ .. طيب .. طيب فهمت مع السلامة .
أغلقت الهاتف وهي تشعر بالحر الشديد رغم برودة الجو لكن احتداد نقاشها مع عثمان جعل حرارتها ترتفع من الغيظ .. جلست على االاطراف البارزة من الفيلا تتنفس بعمق تخشى ماسيحدث بعد قليل لا تعلم ماذا تفعل هل تخبر والدتها ؟ هل توافق ان اجبرها على ترك هذا المنزل ؟ هل ستترك والدتها بموقف صعب مع والدة رند "فجر" اخفضت رأسها بضجر : يا الله ايش اسوي !

..

بمكان آخر اوقف السائق سيارته امام الفيلا المقصوده بهذا المنتجع .. أصوات الموسيقى صاخبه لدرجة ان أي احد يمر من هذا المكان يسمع صوت الموسيقى .. السائق : هذا ؟
رند تنفست بعمق ثم زفرت : إيوة ..
السائق : متى أمر اخدك ؟
رند : مدري يمكن زياد يرجعني .
السائق : طيب .
نزلت رند من السيارة لم ترتح بتاتاً لما تفعل لكنها مصره على جعل زياد يشعر بأشدّ الندم بالرغم من تغيّبه لعدة أيّام عن المنزل بعد آخر مشادة كلاميه حدثت بينهما إلا انها ماتزال تحترق لكلامه ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-18, 04:36 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


خطت خطواتها بثقه متجهه إلى باب الفيلا وحجابها موضوع على رأسها بإهمال ..
رن هاتفها قبل ان ترنّ الجرس نظرت الى شاشة الهاتف لتجد ميهاف تتصل زفرت بضيق : وكأنها حاسه !
ردت : هلا ميهاف .
ميهاف : رند انتِ راح تتأخري ؟
رند نظرت الى الساعة الملتفه حول يدها : ما أظن .
ميهاف : طيب استودعتك الله .
اغلقت رند عينيها تشعر بوخر بقلبها لمَ يحدث هذا كلما شعرت بتودد ميهاف لها ! لمَ تشعر بالأسف حيال حالتها المزرية هذه ؟ أم وأب وأخ لا يبالون بها إطلاقاً لتأتي غريبـــه وتعتني بها !
أغلقت الخط بدون ادنى رد .. ضغطت على زر الجرس وتنتظر لحظات حتى فتح لها الباب شاب في مقتبل العمر نظر إليها نظرة خاطفه ثم صفّر بإعجاب : هلّوو .
دخلت رند بدون ادنى اكتراث لتعليقه بل كل ماتشعر به هو الإرتباك والخوف : اهلاً زياد موجود ؟
الشاب وهو يتراقص على انغام الموسيقى : نو لسه ماوصل (نظر إليها من أعلى رأسها الا اسفل قدميها بإعجاب) احسد زياد على هالذوق .
حاولت تمالك نفسها ابتسمت ابتسامه بارده ونظرت حولها الى الأجساد المتمايله امامها .. ظلام تتخلله إضاءات ملوّنه وليزر أجساد فتيات وشبّان يتمايلون على الموسيقى الصاخبه حالات واهيه جداً وكؤوس خمر وعصيرات متنوّعه , توقفت الدموع بعينيها اختنقت وكيف لا وهي الآن تقف بإحدى حفلات زياد الذي يقيمها بمنتجعه , سمعت صوتاً من خلفها يقول : اشبك ياحلوة ؟ ليش ماتفصخي عبايتك وتنبسطي !
شدت على عباءتها بقوة تشعر بأنها اتت للموت بقدميها .. تريد الهروب ولكن ستترك كل ماخططت له خلفها وتذهب ؟ دون ان تجعل زياد يندم على ماقاله ؟
ظلت تنظر حولها ولكن كل المناظر مخزية تشعر بالغثيان تعلم جيداً ان هذا المكان لا يلائمها إطلاقاً لكن زياد يدفعها الى الجنون ..
لمحت رشاد من بعيد يتحدّث مع فتاة تحاول معانقته لكنه يبتسم ويبعد يدها ويتحدث .. نادت رند شاب مرّ من جانبها : هيه انت .
هو نظر إليها رافعاً إحدى حاجبيه : انا ؟
رند : إيوة تعال .
إبتسم بغرور : انا محجوز .
رند اعتلت ملامح الاشمئزاز على وجهها ثم قالت : ايش دخلني ؟ كنت بقولك نادي رشاد .
نظر الشاب نظرة تفحص : خوية رشاد ؟
رند بضجر : لا اخته .
صخب الشاب بضحكة طويلة ساخرة : تستهبلي ؟
رند : يا الله ناديه ولا يكثر .
ذهب الشاب وهو يرمق رند بنظرات غريبه ويضحك ..
: رشاد .
رشاد : ها .
الشاب : فيه وحدة تبغاك .
رشاد بإستغراب : تبغاني ؟ مين ؟ نايا ؟
الشاب بضحكة : تقول أختك .
رشاد بصدمه اكبر : أختي ؟
الشاب اشار الى رند : شوفها هناك .
نظر رشاد إلى الفتاة الواقفة بعباءتها الملوّنه لكنه لم يعرف من تكون وهو يعلم تماماً انها ليست اخته لانه وحيد أصلاً .
ترك الفتاة التي كانت تقف معه ومشى لكنه كل ما إقترب تتسع احداقه بصدمه أكبر إلى ان تأكد انها فعلاً رند !!! خطى خطواته الاخيرة بسرعة يكاد يجن لا يصدّق ما يراه مالذي اتى برند إلى هنا , أمسك معصمها بقوة وعيونه تشتعل غضباً : ايش جابك هنا ؟
رند بألم : فك يدي ياكلب فكني .
هو من بين اسنانه : أقولك ايش اللي جابك هنا ؟
نظر حوله ليتأكد من ان زياد لم يصل بعد .. سحب رند من يدها إلى إحدى الغرف وترك يدها امام الباب رفع سبابته بتحذير : خليك هنا ولا تتحركي ..
دخل الى الغرفة ليتأكد من خلو الغرفة من كاميرات التسجيل ..
وبعدها فتح الباب وقال بغضب مكتوم : إدخلي .
رند نظرت إليه بحذر ثم دخلت , أغلق الباب واستدار بإنفعال : ايشش تسوي هنا يا رند ؟ تدري زياد لو شافك ايش بيسوي ؟
رند بنفس الغضب : هذا بالضبط اللي ابغى اعرفه ايش بيسوي ؟
رشاد : لا انتِ تجننتي رسمي !
رند : ما جنني غير اخوك الزباله زياد , ليش ماجا لين دحين ؟ انا ابغاه يجي .
رشاد : وربي ماراح يعدي لك الليلة على خير لو شافك يامجنونه ارجعي البيت .
رند : ماابغى أرجع لين يشوفني بس .. (بكت بحرقة قائلة) هالجو مايناسبني يارشاد الناس برا تخوف بس انا ابغى زياد يشوفني بحفلته اللي مرتبها ابغاه يحس ان عنده اخت هو لازم يخاف عليها لمتــــى وهو طايش وضايع واهبل ؟
رشاد قاطعها بغضب : بس مو كذا يارند انتِ قاعدة تغلطي على نفسك هنا لا تحرقي اعصابي وارجعي لبيتك .
رند بعناد : ما أبغــــى انا بجلس هنا لين يجي زياد .
جلس رشاد على حافة السرير يشعر بأنها تشد اعصابه اكثر من اللازم : يا الله ياعناد هذي البنت , رند إسمعيني ذا المكان مو مكانك انتِ طول ما إنتِ قاعدة هنا راح تعقدي الموضوع لا تحسبي ان زياد بيشوفك ويندم ويجلس يحاسب نفسه زي الافلام اللي مأثرة فيك !! كل اللي راح يصير انه بيسفل فيك وفي سابع جدك ويحط اللوم كله عليك عشان كذا ارجعي لبيتك بعافيتك أحسن .
تكتفت رند بعناد ولم تجب بكلمة .
رشاد حين رأى ردة فعلها هذه التي تقول انها لن تغيّر رأيها إطلاقاً رفع هاتفه واتصل على زياد بهذه الأثناء قالت رند : لو بتكلم زياد حط سبيكر .
رشاد رفع حاجبه : لا .
رند : لو تبغاني ارجع !
رشاد يعلم تماماً ان حديث زياد سيزعج رند لكنه استسلم ووضع مكبر الصوت .. بعد عدة رنّات رد زياد بصووت ثقيل : ايوا رشاد ايش تبغى ؟
رشاد : وينك منت جاي الحفله ؟
زياد : مدري دوبني صاحي وجسمي مكسّر اذا بجي بكلمك واذا مابجي بكلمك .
رند عقدت حاجبيها بإستغراب وهمست : دوبه صاحي ؟ هو في البيت ؟
رشاد اشار لها بأن تسكت وقال لزياد : انت في البيت ؟
زياد : إيوا عند نايا .
رشاد بردت ملامحه نظر إلى رند ليرى ماذا ستفعل , اما رند ضحكت بسخريه واستدارت تريد الخروج من الغرفة قبل ان تفقد سيطرتها على قوتها وتبكي .. سبقها رشاد وامسك الباب بيده لكي لا تخرج : اها اوك طيب كنت بقولك لا تجي الحفله ..
زياد : ليش ؟
رشاد :آآ لأن قبل شوي صارت مضاربه واغلبهم راحوا .. لأنن ..
قاطعه زياد بملل : أحسن عشان انا مافيّا اجي أصلاً .
رشاد : طيب زياد ليش ماترجع لبيتكم .
زياد : مالي نفس اشوف احد خليني عند نايا أحسن .
رشاد : زياد يعني انا اقول ان..
زياد : رشاد فيه شيء مهم ؟ لأن انا مالي نفس اهرج كمان .
بهذه الأثناء ارتخت ملامح رند اشاحت بوجهها الى الجهه الأخرى ودموعها تسترسل بالنزول حمل ثقيل على قلبها .. زياد يتمزق امام عينيها يسقط ويتلاشى , تشعر بالألم , بالغيظ , بالكرهه لكل شيء ولوجودها بهذا المكان وبهذه الحياة أصلاً .
رشاد : الله ياخذك يازياد قول أمين .
زياد : امين .. معاك احد ؟
رشاد : أكلمك بعدين .
اغلق الخط بوجهه لا يعلم ماذا يفعل وهو يرى بكاء رند يزداد , وضع هاتفه بجيبه لا يرى وجهها لكنه يعلم انها تبكي .
رشاد : رند !
مسحت دموعها وفتحت باب الغرفه وخرجت بسرعة .. لحق بها لكنه توقف عندما رآها تخرج من الفيلا نظر إليه نفس الشاب الذي ناداه اول مرة وابتسم : اختك جد ؟
رشاد رمقه بنظرة جعلت ابتسامته تختفي اشار رشاد لبعض الشباب قائلاً : انا خارج اهتموا بالمكان .
خرج ينظر حوله يبحث عنها رآها تمشي بخطوات سريعه مبتعده عن الفيلا .. جرى سريعاً ليلحق بها
اما هي فكانت تبكي بقهر لا تعلم إلى أين تذهب لكنها تمشي فقط قلبها يتمزق تشعر بأن كل شيء يحدث معها هو الأسوأ على الإطلاق .. شعرت به وهو يمشي بجانبها وينظر إليها : لوين رايحه ؟
إكتفت بالبكاء هي لا تعلم أصلاً أين وجهتها التالية !
أمسك بيدها لتقف , نفضت يده بقوة : وخر يدك عني انا انظف من ان واحد زيّك يلمسني كلكم تقرفوا والله العظيم كل واحد مستشرف أكثر من الثاني لدرجة اني لما اشوفكم احس انكم أئمة الحرم من قوة الإستشراف وآخرتها !!! هذاك ماخذ حبيبته مأوى وانت الله اعلم بحالك ..
صفعها بقوه قائلاً : انا ماتشكّكي فيّا إنتِ سامعه !
اغلقت عينيها بقوة تعتصر ألماً ليس من الصفعه انما قلبها تشعر انه سيخرج من مكانه بكت بشده منحنية تمسك معدتها بألم ودموعها تتساقط من وجهها للأرض ..
وجودها بهذا المكان ليس أسوأ من شعوره الآن يشعر بندم شديد لا يدري على ماذا بالضبط ! لكن منظرها هذا الذي لم يعتد عليه الا حين كانت بالمشفى .. وحديثها القاسي .. واستشعاره لما تشعر به في هذه اللحظة جعل قلبه يرق , لكن ماذا يفعل ! يراها تعتصر ألماً لا يدري ممّا ؟
يبدو انها تعاني كثيراً يعلم عن المشكلة التي حدثت بينها وبين زياد لكن لا يدري لمَ لم تفصح عن علمها بكل مايفعله زياد الا في هذه الفترة ؟ لمَ كانت تدّعي الغباء طيلة الأيّام الماضية ؟ منذ متى وهي تعلم عن أمر الحفلات المقامة هنا ؟ او علاقة زياد بنايا حتى ؟
عاد لوعيه حين رأها تجتث على ركبتيها جلس بخوف : رند ايش صايرلك ؟ يابنت ردي انتِ تعبانه ؟
رند بصوت متقطع : بر..جع البيـ..ت .
اجتاحه التوتر لا يدري ماذا يفعل وهي يبدو انها تشعر برغبة بالتقيؤ وضعت يديها على وجهها واستسلمت للبكاء .
رشاد بإرتباك : يابنت ايش اسوي ؟ طيب تبغيني اتصل على السواق ؟ او مربيتك هذيك ؟ ولا مين ؟ قولي ايش تبغي ؟
لم تجبه جلس بجانبها ثانياً ركبتيه واضعاً كلتا يديه على ركبتيه ينظر إليها علّها تهدأ لا يدري ماذا يقول لم يعتد على التعامل مع أي فتاة اطلاقاً استغفر بهمس ثم قال : احنا قاعدين بالطريق .
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها وتنظر إلى شاشة الهاتف وكأنها تحاول التحدّث مع شخص ما .. ظلت تحدّق بهاتفها لمدة طويلة وفجأة كشّرت ورمت هاتفها بحقيبتها وعادت للبكاء وضعت يدها مجدداً على بطنها تمسكه بشدة , رشاد : تعبانه ؟ اوديكِ المستشفى ؟
واخيراً هزت رأسها بالنفي قائله : مافيا شيء .
رشاد : بطنك توجعك ؟
هي : شويه .
رشاد : ليش ؟
هي : ما أكلت من أمس العشا .
رشاد نظر حوله : قريب الشاطئ فيه فود ترك تعالي شوفي ايش بتاكلي .
هي : مالي نفس .
وقف رشاد ومد يده : طيب قومي لأن مكاننا غلط .
وقفت دون ان تمسك يده ومشت , مشى بجانبها وهو يعلم تماماً أن اول شيء سيتوارد على بال كل من رأوها انها إما صديقته او شيء معتوهه آخر , لكنه يخشى تركها بهذا المكان .. وصلا الى الشاطئ ولكنّ لم يكن ينوي المكوث بعد ان رأى مناظر الناس على الشاطئ , اما رند نظرت إليهم بإزدراء ثم قالت : أستغفر الله بس .
إستدارت تنظر إلى رشاد : برجع البيت .
رشاد : اتصلي على السواق .
رند : مشغول مايمديه يمرّني .
رشاد : بس انا مااقدر اترك الكباين دحين .
رند بإستهزاء : لا انا أنصحك تتركه دحين قبل ماتطيح السما عليكم .
رفعت هاتفها مجدداً ليسألها : بتتصلي على مين ؟
رند : اوبر او كريم أي احد ياخذني من هالمزبلة .
رشاد : الكباين بعيد عن بيتكم .
رند : ايش اسوي يعني اتصل على زياد ياخذني ؟
رشاد إبتسم : لو بتروحي للقبر اتصلي عليه .
رند : أفضل حل .
رشاد بعد لحظات صمت ورند تحاول تحاول الاتصال بأي شخص : للأسف شكلي بتنازل واوصلك انا .
ظن انها ستعانده كالعادة لكنه دُهش حين تركت هاتفها وقالت : يلا احسن .

*****

بمكان آخر بمحافظة جدة .. تقف بمنتصف الغرفة الواسعه وهي تشير للعاملين إلى مكان كل قطعه أثاث : لا لا جيبه على اليمين شويه .. خلاص خلاص هنا ..
نظرت إلى معالم الغرفه بعد ان وضعوا آخر قطعه أثاث , إبتسمت بفرح أخيراً رأت غرفة احلامها حقيقه ..
لكن خزانة الملابس تنقصها بعض الإضاءات التي ستصل بعد يومين .
عقدت حاجبيها وهي تسمع اصوات خارج الغرفه .. نظرت من الباب المفتوح قليلاً لتجد رعد يحمل بيده حقيبة كبيرة ووالدتها تقول : وتخليني يارعد ؟
رعد : عندك روان .
سما : رعد حتى لو روان موجودة حتى انت انا اعتبرك ولدي ووجود روان ماراح يغيّر من هالشيء ابداً ..
رعد : انتِ تدري امس متى رجعت ؟ لا تدري اليوم ايش اخر وجبة أكلتها كمان لأ .. وتقولي وجود روان ماراح يغيّر شيء لا وجودها غيّرك انتِ ..
سما وضعت يدها على خده برجاء : انا كنت مشغوله شويه بس اوعدك كل شيء راح يرجع لوضعه الطبيعي .
رعد ابعد يدها عنه : طيب ولما يرجع كل شيء لوضعه الطبيعي بجي بس حالياً إشبعي بروانك .
اكمل طريقه بلا اكتراث وسما تحاول مناداته دون ان يجيب استدارت وعلى وجهها علامات الاستياء ويبدو ايضاً انها متجهه إلى غرفة روان .. ابتعدت روان عن الباب لتدخل سما مبتسمه : خلصتي ياقلبي ؟
روان : ايوة ايش رأيك ؟
سما بإعجاب : وااو يجنن ماشاء الله (وضعت سما يدها على كتف روان) يعني اليوم ماراح تنامي بحضني ؟
روان إبتسمت بمزاح : يوه لا تخليني أقفل غرفتي واجيب اغراضي عندك .
سما احتضنتها بهدوء : حبيبتي انتِ الله يخليك لي .
روان اكتفت بالصمت .. سما : رعد قبل شويه اخذ اغراضه وراح .
روان : ليش ؟ بيسافر ؟
سما بحزن : لا بيرجع بيته شكله بدأ يغيير .
روان : انتِ مربيته من صغره ولا من متى ؟
سما : ايوا أخذته وهو بيبي .. لأن وقتها امه وابوه صارت بينهم مشاكل وامه خرجت من البيت وسابته مع خالك , وخالك كان مشغول فماكان فيه أحد مهتم ف رعد ف أخذته عندي .
روان : وامه ماعاد رجعت لأبوه ؟
سما : إلا بس وقتها رعد كان متعلق فيّا ف خلّوه عندي وبعدين هم عندهم ريّان ورواد ف وجود رعد ماكان يشكّل فارق بالنسبة لهم .. وبعده جات جوانا وبعدها تمارا .
روان بإستغراب : بس هو ولدهم كيف وجوده وعدمه مابيشكل فارق بالنسبة لهم , طيب رعد يدري عن ذا الكلام ؟
سما : يدري عشان كذا هو مايحب اهله حتى علاقته ف أخوانه سطحيه ما كأنهم اخوان .. بس تقريباً يحب جوانا .
روان : يحق له تخيلي ايش بيكون شعوري لما أتربى عند وحده واكتشف انها مو امي وامي موجودة بس هي مايهمها وجودي وعدمه !! آخخ الله لايحط احد بموقفه , بعدين رعد اكبر مني صح ؟ يعني انا لما جيت هو كان موجود !
سما : إيوة ماقدرت اخليه , انا خليته اسبوع اول ماتزوجت ابوك الله يرحمه بشهر العسل ما أخذت رعد معاي بس كمان ماقدرت أطوّل بعيد عنه لأنه مرض وماصار يرضى ياكل وطول الليل يبكي ..
روان : كم كان عمره وقتها ؟
سما : امم تقريباً ثلاثه او اربعه سنوات .
روان : يعني الفرق بيني وبينه كم ؟
سما : اربعه او خمسه سنوات .
قطع نقاشهم صوت طرق الباب ثم صوت سلطان يقول : انتو هنا وانا ادوّر عليكم لي ساعة .
سما : هلا هلا .
سلطان : ماخلصتوا ؟
روان : الا خلصت .
سلطان : طيب لأني بكلمك .
سما : قصدكم اقلّب وجهي انا ؟
روان امسكت معصمها بحب : لا سلطان اللي يقلب وجهه والله .
سلطان ضحك بدهشه : ياسلام هذا وانا جاي أبشرك .
سما : تبشرها بإيش ؟
سلطان جلس على الأريكه براحه : آخخ الكنبة ذي مريــــحه شرايك اخذها منك ؟


روان : تحاول تستظرف صح ؟ المهم تبشرني بإيش ؟
سلطان : مسرع نسيتي مو قلتلك بكلم صاحبي بموضوع دراستك .
روان : إيوة وايش قالك ؟ أقدر أرجع أداوم .
سلطان : قال بما إن هذا الترم على نهايته ف راح تدرسيه على انك طالبة منازل والترم الثاني يخلوك انتظام .
سما : وعادي ؟
سلطان : عادي المدارس بجيبي كم مرة اقول .
روان بضحكه : مرّوا علي مهايطيين كثير بس زيّك ماشفت .

..

يشعر بالضيق والغربه بنفس الوقت بالرغم من أن هذا منزله الا انه لم يعتد عليه أبداً .. جلست تمارا وهي تأكل الشوكولا : غريبه جيت شكلك ناوي تعترف فينا وأخيراً .
رعد نظر إليها بأطراف عينه ثم قال : إي قلت حرام احرمهم مني اكثر من كذا .
ضحكت وغمزت : بس كذا ؟ ولا عشان روان .
رعد ظهرت عليه ملامح الكرهه : ماادري من وين طالعه ذي احسها كذابه يختي ماارتاحلها .
تمارا : تبغى الحقيقه ؟ انا لسه مو مستوعبه كيف فجأة تطلعلي بنت عمه ؟ يعني اصحى من النوم يقولولي سبرايز لقينا بنت عمتك ؟ وتتتت مين سمحلكم تلقوها وانا نايمه ؟
رعد : انتِ لسه ماشفتيها ؟
تمارا نو ماحصل لي الشرف لسه .
رعد : ما انصحك تشوفيها وجهها يجيب الغثيان .
تمارا : اما كلهم قالوا حلوة حتى سلطان .
رعد : إسكتي بالله سلطان كان بيروح ملح يحسبها صحبة سما وبيضبطها .
تمارا : ههههههههههههههههههههههههه ههههه مستعجل هالسلطان الله يهديه دايماً يصدمني .
رعد : وين اخوانك ؟
تمارا : تسألني ؟ شدراني , بس حبيبتك جوانا نايمه .
ابتسم رعد : امي موجودة ؟ وابوي ولا مارجعوا من جورجيا اساساً ؟
تمارا : مارجعوش كأنهم طوّلوا هالمرة ماتلاحظ ؟
رعد : مدري عاد كأني داري عنهم .
تمارا : ويــــع رعد ياشينك ليش قالب خلقك كذا ؟
رعد : والله مرة مو رايق وبعدين المفروض سما ماتصدقها على طول المفروض تخليها تجيب شيء يثبت انها بنتها غير الأوراق السخيفه اللي معاها .
تمارا : إيــــــوا قول كذا من البداية بس يلا انت كمان ماتنلام بس عادي اعتبرها أختك نصير ثلاثه عيال وثلاثه بنات .
رعد بإستهزاء : تخيـــلي اعتبرها أختي ؟ مابقي الا هيّ .
تمارا مدت له شوكولا مغلفه : تاكل ؟
رعد : مااقولك لأ , وصبي لي قهوة .
تمارا : لا يابابا يخرب نومك بعدين .
رعد : بزره صبي وانتِ ساكته .
تمارا : هههههههههههههههههههههههه

*****

اليوم التالي ظهراً والسماء ملبّدة بالغيوم ..
بدؤوا البنات بالنزول الى ساحة المدرسة بعد انتهاء الدوام .. ياسمين وهي تمشي بجانب ارجوان وتقول : وتعرفت على وحدة اسمها سحاب واختها تونه هذول معايا بنادي الرياضه طبعاً انتِ تعرفي اللي معايا بنادي الرسم والشعر .
ارجوان نظرت إليها بإستغراب : تونه ؟ هي اسمها كذا ولا دلع ؟
ياسمين : لا هيَّ اسمها كذا .. إنتِ ما تعرفتي على احد معك بأي نادي ؟
ارجوان : لأ .
ياسمين : ليش ما حبيتي البنات اللي معاك ؟
ارجوان : مدري ما كنت منتبهه لأحد كنت أرسم .
شهقت ياسمين وكأنها تتذكر شيئاً : أرجوااااااان ذكرتيني سيارتك جات ولا لسه ؟
أرجوان : لا ماسمعته ينادي .
انفتحت بوابة المدرسة وصوت الحارس يدوي بالمكان .. وبوسط الضجيج ..
ياسمين جذبت ارجوان من معصمها : الله يوفقك جونا الله يوفقك وافقــــي .
أرجوان : يابنت الناس ما أبغى ماهو بالغصب .
ياسمين : ارجوان والله العظيم بس نتغدى ونرجّعك ماراح نطوّل الله يوفقك ياارجوان .
أرجوان : لا حول ولا قوة الا بالله ياربي هالبنت كيف تفهم ؟ بعدين طالعي كيف الجو مغيّم أكيد بتمطّر ماينفع اتأخر على البيت امي بتقلق علي .
ياسمين وهي تسمع نداء الحارس بإسم أخيها : ارجوان ارجوان شوفيه جا يلا لا تعاندي ترى بتتغدي ببلاش .
أرجوان : اف يارب وبعدين معاك ؟
ياسمين بعناد : شوفي بجلس أزن وما راح اخرج الين توافقي .
أرجوان : منك لله اقسم بالله مع ذا الجو محد ناقصه زنّك .
ياسمين تكتفت بتحدي : نشوف يا انا يا إنتِ أرجوااااااان .
أغلقت إذنيها بإنزعاج : خـــــــــــــــــلاص بجي .
ياسمين صفقت بحماس : أخيراً يلا بسرعة .

..

بسيارة بدر "الأخ الأكبر لياسمين" أغلقت ارجوان هاتفها بعد أن أبلغت والدتها بانها سوف تتأخر قليلاً ..
بدر بعد ان لاحظ إنتهاءها من المكالمة أشار لياسمين أن تسألها عن المطعم الذي تودّ الذهاب إليه .
ياسمين التفتت لها بإبتسامه عريضه : أرجـوان بدر يقولك أي مطعم بتروحي ؟
أرجوان نظرت الى النافذه بلا مبالاة : أي مطعم ماتفرق .
بدر: بس أنا عازمها !
ياسمين : بس هو عازمك .
ارجوان تود ابراح ياسمين ضرباً : طيب أي مطعم .
ياسمين : بدر ايش رأيك نروح Aromi.
بالمطعم يحاول لفت انتباهها بأي وسيلة كما تحاول ياسمين خلق الحديث بينهم لكن ارجوان لم تلقي لهم بالاً وظلّت تتصفّح على هاتفها متجاهله تماماً وجودهما ..
ياسمين : ارجوان ماقلتي إيش حتكتبي هالمرة ؟
ارجوان بلا مبالاة : مدري نسيت الموضوع عن إيش .
ياسمين : خاطرة حُرة .
ارجوان : مم .
بدر : وانتِ من متى تعرفي تكتبي خواطر ؟
ياسمين وهي ترتشف العصير بعفوية : انت ليش مستقلً فيّا صح اني ما اعرف بس ارجوان تساعدني .
بدر : ارجوان كتابتك هذي موهبه ولا هواية .
ارجوان : إيش الفرق .
بدر : لا فيه فرق , يعني مثلاً الـ..
قاطعت حديثه : أوكِ فهمت .
تنفس بعمق واخذ شهيقاً مطوّلاً علم مسبقاً انها شخصية حذرة ومتحفظة وكذلك صعبة هذا ما استطاع تحليله من خلال لوحتها ..
نظر بخلسه إلى أخته المشغوله بشرب العصير , وبحركة سريعة جذب أطراف القماش بخفه وانسكب العصير على ياسمين التي انتفضت برعب : يـــــــوه .
لم يفُتها خبث بدر بهذه الحركة رفعت نظرها إليهم تحدّق فيهم ببرود .
ياسمين وقفت معتذرة : ارجوان معليش بروح التواليت شوي واجي , بس عادي لو بتـ..
قاطعها بدر : روحي روحي بس الله يعينك على نفسك بزره ماتعرفي تشربي عصير !
ذهبت ياسمين , بنفس الوقت التفتت ارجوان حولها قطع التفاتتها صوت بدر وهو يقول : ليش ساكته ؟
نظرت متعجبه : نعم ؟
بدر : يعني اقصد ما أحسك مرتاحه بالجلسه .
أرجوان ابعدت كأس العصير عنها ووضعته في منتصف الطاولة : عادي .
ضحك بدر بخفه فقد فهم المغزى من تصرّفها .. نظر إليها مجدّداً : شوفي للأمانه لوحتك جذبتني , شخصيتك ودقتك بإختيار الألوان تعبيرك عن نفسك برسمة .. ولو ماتدري انا طبيب نفسي .
خفق قلبها بشدة وهي تشتم ياسمين وتشتم تهوّرها لبيع اللوحة لمجنونه مثل ياسمين , أخفت خوفها من ان يكشف حقيقتها وسرعان ماقالت : طيب ؟
بدر إقترب بإهتمام : يعني انا قلت لو عندك مشكله كتمانها بدى يضايقك فأنا موجود لو حابه تشكي بسمعك .
بلعت ريقها بإرتباك حاولت إخفاءه ولكن دون جدوى , أبعدت نظرتها عنه وهي تشعر بالقلق الشديد حيال سرّها الذي تخشى أن يُفضح ..
وضع بطاقته أمامها قائلاً : ذا كرتي وفيه عنواني كمان مرحّب فيك بكل الأوقات .
أتت ياسمين : تأخرت ؟
أرجوان اخفت البطاقة بيدها : مرة .
جلست ياسمين ليتبادلون أطراف الحديث حاولت ارجوان ان تتحدّث مع ياسمين بشتى المواضيع لكي لا تدع لبدر مجالاً للحديث معهما .
عادت إلى المنزل بعد هذا اليوم الثقيـــــل وقطرات المطر بدأت بالتزايد لتطرق على نافذتها بقوة .. رمت البطاقة على مكتبها الخاص بغرفتها ثم استلقت على السرير فتحت ملاحظات الهاتف لتكتب

أحيا بلا روح وكأن روحي غادرتني
حتى دموعي غادرتني
والأماني ؟
الاماني كُلها فارقت قلبي الصغير .
إكمالُ لوحة باهته هو ماتبقّى
لعل ذاكرتي تكمّل ماتبقى من فراغ ..

وغفت دون أدنى تفكير .
هرباً من كل شيء تشعر به ..

*****

بمبنى آخر لم يبقى أحد بالمبنى سواها هي وعبدالرحمن الذي يجلس بحضنها عند بوابة الروضة وهما يتأملان قطرات المطر عبدالرحمن يريد اللعب تحت المطر لكنها لم تسمح له قائله : الجو بارد اخاف تمرض !
عبدالرحمن امسك يدها بلطف : يدك بارده .
احتضنته أكثر : انت بردان ؟
عبدالرحمن : لأ , ليش تأخروا ؟
جنى تنفست بعمق هي لا تملك رقم أي واحد من عائلة عبدالرحمن او بالأصح لاتريد الإتصال بأحد وتتمنّى لو أن الوقت يطول أكثر ليبقى هو بحضنها تودّ لو انها تستطيع إحتضانه بقلبها وابعاده عن هذا العالم الغريب .. تودّ لو تستطيع إخباره وان تصرخ امام الملأ ان هذا ...
قطع تفكيرها صوت رجل يحمل المظلة وينادي : عبدالرحمن ..
ابعدت يدها عن عبدالرحمن ووقف لترى عبدالرحمن يجري بإبتسامه للرجل الواقف ويقول : ليش تأخرت ؟
رواد : زحـــــمه (نظر إلى جنى الواقفه تعدّل لثامها , انحنى الى مستوى عبدالرحمن قائلاً ) مين هذي ؟
عبدالرحمن نظر إلى جنى ثم عاد لينظر إلى رواد : ابلتي .
رواد : كانت جالسه معاك ؟ ليش مافي احد غيرها بالروضه ؟
عبدالرحمن هز رأسه بالنفي : لا كل الناس راحوا بس باقي انا وهيّا .
رواد : طيب إسألها اذا كانت تستنى سيارتها ولا نوصلها معانا .
صرخ عبدالرحمن بحماس : نوصلها نوصلها .
رواد وضع يده على فم عبدالرحمن بإحراج : ياكلب اسألها ماطلبت رأيك انتَ !
عبدالرحمن رمى حقيبته بحضن رواد ثم ذهب سريعاً الى جنى ليسألها ..

قال تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الأحد الموافق :
4-5-1439 هجري
21-1-2018 ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.