آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-20, 02:23 AM   #81

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



//


الفصل التاسع عشر
البارت الأول

قام رعد من الطاولة بغضب دون ان يجيب .. لم يكمل غداءه , يشعر بالغيظ والغبن من كل شيء .. لا يشعر انه في مكانه الصحيح هنا .. الفيلا الواسعة ذات السقف العالي .. ذات الديكورات العصرية المبتكرة المريحة للعين , أصبحت ضيّقه عليه وكاتمه على انفاسه , حياته لاتطاق ولا يستطيع التفكير في حل الآن .
دخل إلى إحدى الغرف واستلقى لينام علّه يهدئ من هذه الأفكار الساخطه .

//

مساءً عندما خرج من المطبخ بعد شربه للماء ، لمح الخادمه وقد خرجت للتوّ من الخلاء باكيه .. عقد حاجبيه بإستغراب وناداها .. بمجرد ان رأته مسحت دموعها بسرعة واتت إليه : يس سير .
رعد : اشبك ليش تبكي ؟ فيه شيء ؟ تعبانه من شيء ؟ محتاجه شيء ؟
الخادمه وهي تمسك بطنها ودموعها مازالت بعينيها تهز رأسها بالنفي : لا سير مافي شيء .
رعد : وكأني ما اعرفك لينور ، قوليلي اشبك ؟
لم تتمالك نفسها وبكت قائلة : انا ما يعرف ايش سوي سنيور سهام كلو عصب عصب .. انا يحط فلفل جوا اكل عشان انت يحب اكل حار وهي مايبي اكل حار .. انا ايش سوي ؟ انا خفف فلفل برضو في مشكل كل يوم مضاربه مع انا ، اليوم هي عصب وكبوا فلفل على الطاولة يقول كلو في ياكل دحين .. انا خوف منها يضرب انا واكلت كلو فلفل ودحين في مغص قوي ..
شعر رعد بالغضب لم يكن يعلم انها قد تجرأت على مد يدها على الخادمه ولم يعلم انها مجنونه لدرجة انها جعلت الخادمه تأكل كمية كبيرة من الفلفل الحار , بجانب أنها لاتنفك عن توبيخها يوم واحد على الأقل , اشار للخادمه قائلاً : البسي عبايتك وتعالي .

خرج من المشفى بعد ان اطمئن على صحتها ، وصرف لها الادوية التي دونها الطبيب من اجل ما اصابها اثر تناولها للفلفل بإفراط ..
وبعد ان عاد إلى سيارته قال : اذا وصلنا البيت لمي كل اغراضك حرجعك عند سما .
الخادمه بفرحه : يعني ما يرجع بيت مدام سهام ؟
رعد : لا .. خليكِ عند مدام سما .

\\

صباحاً عندما استيقظت من نومها ورأته يرتدي ثوبه ذاهباً لعمله : الساعة كم ؟
رعد : سته ونص .
قامت من مكانها وهي تسحب خطواتها بكسل ، قال رعد : لا تحسبي حسابي عالغدا ، معزوم .
سهام : قول للخدامه اخاف انسى .
دخلت للخلاء وخرج هو من المنزل .. وبمجرد ان وضع قدمه داخل مبنى عمله رن هاتفه بإسمها ، توقّع ما تريد ولم يجب ، ولم تنفك هي عن الإتصال به .
\\
بعد عودته استقبلته غاااضبه جداً : اتصلت عليك مليون مرة وينك ماترد ؟؟
رعد : نسيت الجوال بالسيارة ، خير ايش كنتِ تبي ؟
سهام بغيظ : بنـــــــــــت الكـــــــلب اللي تدافع لي عنها كل يووم شالت عفشها وهجت انا مو قايلتلك وصخــــــــــه بس ماصدقتني !! الحيوانه ..
رعد : مو لو انك تعامليها زي الاوادم ما هجت ..
قاطعته بغضب : لا لسسه تدافع عنهااا ، بالله دحين مين بيجلس ينظف ويطبخ بهالبيت ؟ انا حتى ماتغديت !! انت لازم تشوفلي خدامه ثانيه بأقرب وقت .
رعد : ما راح اجيبلك ولا وحدة لما تعرفي تحترميهم تعامليهم كأوادم مو جواري ولا عبيد ذيك الساعة افكر اجيبلك غيرها .. وبعدين انتِ ماتخافي ربك ؟ تمدي يدك عليها ؟ وما تخااافي ربك تغصبيها تاكل الفلفل كذا لو صار فيها شيء لا سمح الله ايش بتسوي ؟؟؟؟
سهام : لا ماشاء الله مداها تشتكي لك ؟ لايكون انت اللي مشيتها .
رعد : اي بالضبط انا اللي رجعتها لسما لأن انتٍ مو كفو احد يحطلك خدامه ..
سهام : ايش قصــــــــدك ؟
رعد : قصدي واضح اتوقع .. لو ما احترمتي نفسك وعدلتي معاملتك مع الخدم والله ماراح اجيب لك ولا وحدة .. شيلي شغلك بنفسك .. هما ماهم بهايم عندك .
سهام : مو انت لو تفكنا من هالمثاليه احسن .
رعد : ماهي مثاليــــــــه يا بنت الناس هذووول اوادم وحدة قد أمك تمدي يدك عليها خيـــــر ؟؟ وماهي المرة الأولــــى ..
سهام بغضب : ترااااها خداااامه ماني فاهمه ليش مشخصن الموضوع معاي وكأنها امك ؟
رعد : لأنهااا بمكانة امي ..
سهام : مجنون انت تساوي امك بالخدم ؟؟؟؟ لا تدري عنك ميار بس .
رعد : شفيها الخدامه مو انسانه يعني ؟ ترى حتى امي وهي امي اللي تقولي عنها مغرورة وما تشوف احد جنبها ، تحترمهم وتعاملهم كأوادم ، انتِ اللي على ايش شايفه نفسك عليهم ؟ ماني فاهم المفروض انتِ اكثر وحدة تحس بقيمتهم طالما انتِ عشتي طول عمرك بدون خدم .
سهام : ايــــــش قصدك لايش تلمح ؟ ان انا بنت فقر ودون المستوى يعني .
رعد : انا ماقلت كذا لا تجلسي تحوّري بالكلام كذا ..
سهام بغيظ : تدري انا غلطانه اصلاً قاعدة اناقشك ، انا اروح بيت اهلي بكرامتي احسن لي وانت خلي الخدم ينفعوك .

\\

مر أسبوع على ذهابها إلى منزل اهلها دون ان يسأل عنها ولا يتحدث إليها .. لدرجة ان والد لمياء اتصل به ليسأله عن سبب خصامهم لكنه لم يجب على مكالمته أصلاً ..
لأول مرة بعد شهر ونصف من زواجه يشعر بالحريّة وان الأيّام تمر بهدوء بدون صوت عال يرن في المنزل .. لكنّه أيضاً لم يحتمل الوحدة الخانقه لذا قرر العودة إلى منزل والده عله يهدأ ويستطيع جمع أفكاره ويهتدي إلى حل .

رأته تمارا وهو يدخل إلى المنزل بأمتعته , وقفت تنظر إليه : ايش مطرود من بيتك انت ولا ايش ؟
ضحك رعد : تخيّلي عاد !
تمارا : والله ما استبعد .
ابتسم رعد وهو يقترب منها : بقولك سر وعلى الله تحفظي السر ذي المرة , هي ببيت اهلها وانا صراحة مو متعود أجلس بالبيت لوحدي , فمليت وقلت اجي اجلس عندكم .
تمارا بإبتسامه : متخاصمين ؟
رعد : تقريباً .
حاولت كتم ضحكتها وهي تقول : من زمان ماسمعت اخبار حلوة تصدق ؟
رعد رمقها بإزدراء : مشاكلي تعتبريها اخبار حلوة ؟
تمارا : مو كلها طبعاً .. المهم ماعلينا انا ضاااايق خلقي , شرايك بما انك هنا تاخذني لعمه سما ؟ نروح نزورها لأني من جد خايفه عليها هي أكثر وحدة تأثرت بموضوع بيان ورواد لما زارها قبل يومين قال ان نفسيتها مرة تعبانه , خلينا نروح .
رعد بحيرة : وروان ؟ موجودة ؟
تمارا : اممم اكيد موجودة بس بليز رعد يعني بغض النظر عن روان لا تنسى ان سما هي اللي ربتك والمفروض انت تروح بدون ما اقولك انا .
رعد : مو قصدي كذا بس .. انا حستناك برا وبطريقك ناديلي أي وحدة من الخدم تودي شنطي للغرفة .
تمارا : اوك .

*****

ظلت برفقة فجر التي تهربت من افكارها بالإنغماس بالعمل ، اخذت تشرح خطوات العمل لميهاف خطوة بخطوة ومبهاف تنظر إليها بتركيز ، مر الوقت حتى انقضت ساعتان على وجودهما معاً ..
حينها جلست فجر على الأربكة عاقدة حاجبيها لتقول فجأة بلا مقدمات : ليش تزوجها ؟ انا توقعته يحبك انتِ لأني شفته كذا مرة يكلمك (اكملت بحيرة) حتى اني كلمته والله قلتله اني موافقه لو يبغى يتزوجك انا ماعندي مانع ، بالعكس .. هو ليش تزوّج نايا ؟؟
امتلأت الدموع في عينيها ، مسحت على جبينها بإبهامها وسبابتها : يا الله والله مو قادرة استوعب اللي يصير .. ليش اولادي يخلوني ؟ ليش ما يقدروا يشوفوا نفس اللي اشوفه مع ان اللي اشوفه واااضح وضوح الشمس .. ما ابغاه يتعلق بنايا انا متأكدة انها مو حامل منه لأنها لو صادقة كان ولدت خلاص .. بس هي ماولدت هذا يعني انها ماحملت من زياد وحسابها للاشهر غلط
جلست ميهاف بجانبها واضعةً يدها على يد فجر : لاتزعلي نفسك أكيد هما لهم وجهات نظرهم للموضوع سواء زياد او رند فإذا شفتيهم اسأليهم عنها .
فجر وهي تغرق بالبكاء : ما ابغى اشوووفهم ما ابغى قلبي مو راضي عليهم مو قادرة اشوفهم ، ميهاف انتِ وهو ما كانت بينكم اي علاقة ؟ ما كان يحبك ولا كنتِ تحبيه ؟
سكتت ميهاف للحظات ثم هزت رأسها بالنفي : لا .
فجر : وليـــــــــش كان يكلمك طيب ؟
ميهاف : كان بس يجي يحكيلي عن يومياته بس .
فجر : ما قالك انه بيتزوج نايا ؟
ميهاف : لا بالعكس كان يقول انه يكرهها وماعادت تعنيله شيء ، ف يمكن عنده سبب خلاه يتزوجها .
فجر وضعت كلتا يديها على رأسها : مو قادرة استوعب شيء !!!

بقيَ الوضع على ماهو عليه بين بكاء فجر واسئلتها اللامتناهيه ، تتخبط بالاحاديث بتشتت وحيره شديدة حتى نامت على الأريكة دون ان تشعر بنفسها .

//

بمجرد ان عادت إلى بيتها ووضعت رأسها على الوسادة غرقت بالبكاء ، قلبها يعتصر .. ظلت تتمالك نفسها طوال اليوم لكن قلبها يزداد وجعاً .. حتى انهارت على وسادتها باكيه لم تتوقع أنّ زياد سيتخذ قراراته بهذه السرعة ، ولم تتوقع أنها ستتألم بهذه الشدة من قراره بالبُعد عنها ..
الاستغراب اجتاحها حيال حقيقة مشاعرها ناحيته ، اذا كانت بالفعل لم تكن تعتبره زوجاً مناسباً لمَ تبكي عليهِ إذاً ؟؟
تشعر برغبة شديدة للتحدث إليه ، اعتادت أن تذهب إليه كلما ضاقت بها الدنيا ، لكن اين تذهب الآن وهو الذي تمكّن من خدشها هذه المرة ..
ظلت تبكي وتبكي كانت تخشى طوال الوقت تكرار ما حدث مع عثمان ، وها هو قد تكرر فعلاً .. يتركها الجميع عند اول مشكلة !

مضت الايام برتابة ، كانت ميهاف تذهب إلى فجر يومياً بناء على رغبة فجر ..
ولكن في يومٍ ما ..
حاولت رند الاتصال بوالدتها ولم تجبها فجر .. ثم حاولت مجدداً ومرة تلو الأخرى حتى اجابت فجر بضجر : نعم ؟ مو واضح اني ما ابغى اكلمك ؟
رند : بس انا بكلمك يا ماما ، والله العظيم اسفه ولا قصدي ازعلك كذا ..
فجر : بسسس كنتِ عارفه اني حزعل وياليته من شيء واحد !!! انا يارند تخبي عني موضوع كبير زي زواجك ؟ انا امك وتتزوجي من ورايا ؟؟ كيف طاوعك قلبك أصلاً .
رند باكيه : والله والله كل يوم بقولك حتى قبل ما نعقد بسس كنت خايفه من ردك ، يا ماما انا والله أحبّه وما اتخيله يتزوج غيري ولا أتزوج غيره

فجر : واخذتيه وسويتي اللي تبغيه ، ليش داقه ؟
رند : يا ماما وربي مايهون عليّ زعلك والله اسفه بس خليني اجرب حظي لاتزعلي مني .. انا ادري انك تخافي علي تخافي يتكرر نفس اللي صار معاك معايا ، وانا مرة أحبّك ومقدرة خوفك علي ، بس خليني اجرب الحياه اللي ابغاها يا ماما لو ليّا خاطر عندك .
فجر : خلصتي ؟
رند : والله لو قفلتي لأجيك البيت وما اروح لو مدري ايش بتسوي حتى لو تسحبيني من شعري لبرا الفيلا بدخل ثاني ولا يهمني ، انا ما اعرف اكون بعيده عنك حتى لو كنتِ بعيدة عني ، انا ماعندي الا ام وحدة اللي هي انتِ ليش بتبعديني عنك ؟
فجر : وطالما ما عندك الا ام وحدة تحرقي قلبها عليك ليش ؟
رند : انحــــــــــرق انا ولا ينحرق قلـــــــبك والله اسفه .
فجر : ياربي عالزناوة يارند .
ضحكت رند : والله أحبّك ، وادري مو مقاطعتني من قلبك تحبيني والله اعرف , خليني اشوفك وحشتيــــــني .
فجر : تعالي بس تعالي قبل ما اغيّر رأيي .
رند بإبتسامه واسعة : يعني تصالحنا ؟؟؟
فجر : نص ساعة ما جيتي ما راح نتصالح وبوريك كيف اقاطعك من قلبي .
رند : جعلنـــــــــــي ما انحـــــــرم ، طيب مامتي حبيبتي حتى رشاد بيسلّم عليك .
فجر تنهدت : باقي خمسه وعشرين دقيقه يارند .
رند : اوك اوك خمســـــة دقايق واحنا عندك
اغلقت فجر الخط بإبتسامه طفيفه ترتسم على شفتيها : ذي البنت ما اعرف ازعل منها عليها لسان .
ضحكت ميهاف وقامت فجر وهي تطلب من الطباخه تجهيز وجبة العشاء ..

بعد عودة رند للمنزل .. لم يدم الأمر طويلاً حتى أتى زياد هو الآخر مبرراً مافعله ، وبعد محاولات عديدة من والده بإقناع فجر ان تصفح عن زياد وبعد الإعتذارات الكثيرة التي قدمها زياد , وعلى الرغم من ان فجر لم تقتنع بأسبابه التي دفعته لفعل ذلك لكنها استسلمت لرغبته في إصلاح ما أفسده ..

وفي يومٍ ما وميهاف تمشي مع رند بحديقة المنزل متجهين للفيلا ، رند : والله مدري ايش اقولك بس تحسي انك ارتحتي ؟
ميهاف تنهدت : لا ، أحس نفسي اقوله اني كنت احتاج منه يثبتلي انه تغيّر بس ما يتزوجها !!!
رند : والله اتوقع زواجه من نايا كفى ووفى واثبتلك وزيادة .
ميهاف : بس اه رند مدري مو قادرة افكر احس بكل مرة احاول افكر انه خلاص تزوجها احس بغصه واحس يا الله مو هذا اللي قصدته يسويه .
وما إن وقفوا على عتبة الباب حتى سمعوا صوتاً قادماً من خلفهم : طيب انتبهي لا تطيحي ..
وصوت انثوي : حبيبي خليك ماسك يدي طيب .
استدارت رند بينما ميهاف لم تستطع الالتفات , ظل قلبها يخفق بسرعة , رند : زيـاد ما كنت ادري انك حتجي اليوم .
زياد : كلمت ماما اننا حنجي نتعشى عندها وبالمرة نايا تشوفها .
رند نظرت لنايا نظرة عابرة : امي تدري انها جايه ؟
زياد : ايوة .
ميهاف بسرعة وهي تفتح باب الفيلا : حسبقك يارند .
زياد بتجهم : ايش جابها ؟
رند : مين ميهاف ؟؟ امي مكلمتها تجيها كل يوم عشان تعلمها .
زفر زياد بضيق : طيب امشي خلينا ندخل .

كان استقبال فجر لنايا بارداً جداً ومختصر , بل وكانت تتعمد امتداح ميهاف طوال الوقت لدرجة أن ميهاف تضايقت من الوضع لكنها ظلت صامته
اما نايا همست لزياد قائلة : مين دي ؟
زياد : صحبة رند .
فجر : واعتبرها بنتي التانيه , الا قوليلي نايا كم باقيلك على ولادتك ؟
نايا : هذا شهري (ثم ابتسمت) لو عندك أي نصايح للولادة او الأمومه عموماً ياليت تفيديني .
فجر بلا مبالاة : حتى لو كانت عندي نصايح مداني نسيت ..
زياد : الا اقول رند متى حددتوا زواجكم ؟
رند : بشهر 4 ان شاء الله بس لسه مو اكيد لأننا مترددين بالقاعة اللي اخترناها .
فجر بضيق : وام رشاد لا يكون مالها نية تستشيرني بشيء ؟
رند : ماما يا عمري هي خايفه تكلمك بس كل مرة تشوفني تسألني عنك وان ايش قلتي وايش رأيك بس شكلها خايفه تكلمك .
فجر : طبعاً لأنها غدرت فيا هي الثانية بس مو مشكلة الله يتولاكم .
رند : ماماااا مو تراضينا خلاص !
تنهدت فجر في حين ان الخادمة دخلت لتقول ان المائدة جاهزة لاستقبالهم .
حينها نظرت ميهاف إلى هاتفها وقامت محاولةً الهرب عندما شعرت ان قلبها بدأ يضيق : خاله فجر انا حمشي عشان ماما تستناني ..
فجر بسرعة : لا والله ماتروحي لين تتعشي معانا .
ميهاف : لا والله مرة تأخرت انا مواعدة ماما ارجع المغرب , خليها مرة ثانية .
فجر : والله ماتروحي ياميهاف وبعدين خلاص الخدم جهزوا السفرة تعشي شويه مافيها شيء !
رند : صح يابنت ما فرقت اذا تعشيتي دحين اجلسي .
همت بالرفض لكن فجر سبقتها قائلة : والله لازعل منك ميهاف انا خليت الطباخه تسويلك لازانيا موقلتي تحبيها .
رند تخصرت : ماااااااشاء الله خليتيها تسوي لميهاف اكل وانا ؟ بنت البطه السودا ؟ ولا خلاص صرتي تحبي ميهاف اكثر مني ؟
فجر بضحكه : ماني متأكدة إذا فيه شيء تحبيه اكثر من رشاد .
رند بمراوغة : الا انتِ ..
سبقت فجر هي ورند الجميع إلى مائدة الطعام : هيّا بس قبل مايبرد الأكل .
بينما ظلت ميهاف واقفة في مكانها محتارة لا تدري كيف ستتصرف وكأنها بخير !
بلا وعيٍ منها التفتت تنظر إلى زياد ونايا التي حاولت القيام من مكانها بصعوبه وزياد يساعدها : فيه شيء تتوحمي عليه بالأكل ولا عادي ؟
نايا بضحكه خفيفه ناعمه : خلاص بالشهر التاسع مخلصه كل الوحامات .
زياد بتهكم : شدراني ماقد حملت انا .
ضحكت نايا ومشت برفقة زياد , مرّا من جانبها بدون اكتراث , لكن ميهاف تنهدت بقوة وهي تشعر ان قلبها بالكاد ينبض ..

على المائدة اخذوا يتحدثون حول تجهيزات رند وكيف ستنظم وقتها لتنتهي من تجهيز حاجاتها خلال 4 أشهر فقط ..
فجر : ماوريتيني البيت طيب .
رند : لأن لسه ماخلصنا منه وانا ما لحقت اشوفه عالحقيقه لسه .
زياد : اها يعني ماحتسكني مع ماما رحمة ؟
رند كتمت ضحكتها وهي تتذكر ماحدث : لأ , بيتنا قريب منها بس مو معاها .

لنعود بذاكرة رند إلى مابعد عقد قرانها بيومين ..
بآخر ليلة قضتها في منزل والدها .. حزمت حقائبها وعندما همّت بالخروج من غرفتها لتوديع والدها وزوجته نور وقفت عند بابها للحظات عندما سمعت حوارهم الخافت بغير قصد : عبدالله انا ادري , أدري اني طوال هالسنوات ماقدرت أكسب قلبك زيها .. وأدري إنك لسه تحبها مهما حاولت تخفي هذا الشيء , انت حتى ماتقدر تنكر إنك لسه محتفظ بصورها ..
عبدالله : نور ..
قاطعته نور باكيه : مايهمني كل هذا مايهمني , انا صبرت خمس سنين على أمل ان كل حاجه ممكن تتصلح بيوم من الأيام بس انا كل يوم اشوفها باقيه فيك .. عبدالله لو لسه تحبها ارجعلها , انا اصلاً ما عاد باقي لي كثير وانت عارف هالشيء ..
عبدالله عانقها بحب عندما خارت قواها تبكي بشدة : لا تقولي هالكلام الله يطول بعمرك , لا تتفاولي على نفسك لا تحسسيني ان مافي أمل تتحسني .
نور من بين دموعها : بس انا راح ابدأ بالعلاج الكيماوي يعني المرض واصل لمرحلة خطيرة لا نكذب على نفسنا قليل اللي تشافوا من السرطان يا عبدالله , انا ما بحرمك من فجر لو تبغاها زي ماحرمتك من الأطفال .
عبدالله بحزن : ما ابغى منك شيء ولا ابغى أطفال بس لاتقولي هالكلام .
نور : بس لسه تبغى فجر صح ؟ لا تقول لا .. عبدالله انا كل يوم يعورني قلبي لأني رضيت بواحد ما قدر ينسى طليقته ويحاول ينساها فيّا بس بسهواته يناديني بإسمها .. ولا اقدر اتجاهل انك لين دحين محتفظ بصورة من ملكتكم .. بس انا طوال الوقت احاول ابيّن لك ان كل شيء طبيعي , بس الموضوع اخذ من عمري .. انا استسلمت أصلاً , انا ما عاد باقي لي كثير من عمري عشان اتحمل اكثر ... عبدالله مايهمني لو رجعت تزوجت فجر بس لا تكون معايا عشان تنساها وبس .
عبدالله : انا اسف لكن يشهد الله اني أحبّك وعمرك ماقصرتي معاي بشيء .. وانك عزيزة على قلبي , انا اسف لأني اخذت من عمرك خمس سنوات وانا مو حاسس باللي تحسيه بسببي مرة اسف , قوليلي كيف اعوضك ؟
نور : ما ابغى منك شيء .. بس انا تعبانه ياعبدالله .
عبدالله : انا معاك جعل تعبك كله بعدوينك ولا فيك ... انا معاك ماراح اخليك وبعدين خلي املك بالله كبير يانور عيوني انتِ .
نور ابتعدت عنه تمسح دموعها ثم قالت : انا بروح ارتاح , وترى بنتك ماتعشت كانت نايمة ف إذا صحيت قول لها اني خليت لها اكل بالمطبخ .
قبّل رأسها بحب : حاضر ..
نور : وفكر بكلامي .. انا ماعندي مشكله اذا بترجع فجر .
عبدالله : تعوذي من ابليس وروحي ارتاحي .
ذهبت نور بعد ان رمقته بنظرات خافته لم يستوعبها .. وبعد نصف دقيقة خرجت رند من الغرفة عندما رأت والدها قد جلس والهم بادٍ عليه ..
جلست بجانبه قائلة : بابا انا حروح مع رشاد وبعدها راح ارجع عند ماما .
ابتسم وهو يمسح على ظهرها : طيب يا بنتي الله يحفظك .
رند قامت وهي تسلّم عليه وتقبّل رأسه : سلم لي على ماما نور لأن شكلها نايمة .
والدها : حاضر يا بابا اذا احتجتي حاجه كلميني طيب ؟
رند : الله يخليك ليّا .
قبّلت يده ثم غادرت ..
مالبثت سوى ساعة واحدة برفقة رشاد تناولوا فيها العشاء في أحد مطاعم جدة .. واخذوا يتحدثون فيها عن كل الأشياء التي خطرت في بالهم حينها .. لم يكن هناك موضوع محدد .. انتهى بهم المطاف حين قال رشاد بحماس : والله ؟
رند : انت اللي والله ؟ تعلمني ؟
رشاد : قــــــداااااام عشان بعد الزواج اكسر راااااسك .
رند : والله انا اللي بكسر رااااسك تراني اتعلم بســـــــرعة .
رشاد : ههههههههههههه نشـــــوف , شرايك بعد العشا تجي بيتنا اعلمك ؟
رند صغرت عينيها بتهكم : أجي بيتكم تعلمني ايش بالضبط ؟
رشاد بنفس التهكم : اللي تبغيه .
رند : هيــــّا بلا عباطه بتعلم فورتنايت ما ابغى اشياء ثانيه .
رشاد : ههههههههههههههههههههه محد جاب طاري أي شيء ثاني !
رند بحماس هي الاخرى : أجل يلاااا قدام وإذا هزمتك انا اللي راح اختار ديكور المجلس .
رشاد : انقلعي خلينا نختار البيت اول ونحجز القاعة ونحدد موعد الزواج بعدين لاحقين عالأثاث .
رند : خلاص خلاص لاتكثر هرج ما راح اناقشك دحين .
عادا إلى منزل رشاد , تجهم وجه رحمة وهي ترى رند مقبلة عليها بإبتسامة واسعه تقبّل رأسها : مسااااااااء الخيــــــــــر على أحلى ماما في العالم .
رحمه : هلا رند انتو حتسهروا هنا اليوم ؟
رند : كانك مافرحتي بجيتي ؟
رحمه : أكيد بفرح انتِ بنتي وزوجة ولدي , بس يعني امك ماحتقول شيء ؟
رند : امممم لا عادي لأني جايه من بيت بابا .
رشاد جلس بجانب والدته وهو يضع الأكياس على الطاولة امامه : جبتلك عشا اذا ماتعشيتي .
رحمه : تسلم (ثم همست له) ليش جايبها للبيت ؟
رشاد هز كتفه بلا مبالاة : ترى صارت زوجتي
رحمه : بس الوقت متأخر يا رشاد مانبغى مشاكل مع اهلها .
رند قاطعت حوارهم عندما شعرت بعدم تقبل رحمه لها : رشاد انا حسبقك .
ذهبت سريعاً لغرفته .. بينما نظرت رحمه لرشاد بتجهم مجدداً : ولـــــد لاتمصخها عاد .
رشاد : والله بس جينا نلعب وبرجعها .
رمقته بشك وضحك هو ثم قام ذاهباً لغرفته : أحبّك .

بعد فترة من الزمن عندما غلبها النعاس , مرت من جانب غرفته ذاهبةً إلى دارها لتسمع صرخات رند الساخطه : قسماً بالله انك معلم فااااااشل .
وضحك رشاد : انتِ اللي ماتعرفي تلعبي قلتلك طريقتك غلط .
ابتسمت وهي تتمنى ان يبقى حالهم كما هو عليه مليء بالحب والمرح والسعادة .. لكن سرعان ما توقفت خطواتها من جديد لأن صوتهم العال تحوّل إلى همسات وضحكات خفيفه جداً جعلتها تسرع في ذهابها لدارها وهي تستشيظ غيظاً من طيشهم ..
نامت بصعوبه بالغه تلك الليلة لأن الفاصل بينها وبين غرفة رشاد جدر واحد رقيـــــق .

وفي الصباح الباكر فتحت رند عينيها لتجد امامها سقفاً لايشبه سقف غرفتها , قامت بسرعة وقعدت لتجد رشاد مستلقٍ بجانبها عارٍ و يغط في نومٍ عميــق .. وضعت كلتا يديها على رأسها بهلع : اوماااايقاااد اوماايقاد اومايقاااد يا رند طول عمرك مصفوقه ياربــــــي .
ارتدت قميصها العلوي على عجل وهي تناديه : رشاااد .. رشاد حبيبي اصحى بليـــــز ..
امسكت بهاتفها لتجد من بين الاشعارات رسالة من والدتها تتساءل : متى راجعه ؟ قلتي بس يومين ؟ ولاااااا عجبتك الجلسه عند نور ؟
هزت رشاد بيدها : رشاد بالله اصحى خليني ارجع .
فتح عينيه بكسل وبمجرد ان رآها ابتسم وقعد : الله من وين طالعه شمس اليوم عشان اصبح بوجهك .
قامت هي من السرير بتوتر : خلي عنك ذا الكلام دحين امك اذا شافتني طالعه من غرفتك ايش بتقول ؟
رشاد قام وهو يضحك بخفه ثم مر من جانبها وقبل ان يخرج من الغرفه نظر إليها : ما حتكلمك اكيد بس حتشرشحني شرشحه الله يستر بس .
بعدما عادت رند إلى منزل والدتها وعاد رشاد إلى منزله لتستقبله رحمه بالتوبيخ والغضب الشديد على طيشه ..
بينما ظل رشاد محاولاً إقناعها بأن الموضوع لا يحتاج إلى كل هذا الغضب .. لتقول رحمه وهي تزفر بضيق : ولا أبغاااااكم تسكنوا معاي بالبيت ماني ناقصـــــه اعرف كل شيء يصير بينكم .
حينها لم يتمالك رشاد ضحكته وقال بدهشه : اما لهالدرجة .
رمقته والدته بغضب وقامت وهي تهمس بغيظ منه : ما ادري وين بودي وجهي من فجر انا .


لنخرج من ذاكرة رند ونعد لهذه اللحظة في فيلا فجر على مائدة العشاء ..
لم تتجرأ على رفع رأسها أبداً خشية أن تقع عينها على نايا وزياد اللذان يجلسان امامها .. على الرغم من ان الجميع يتحدث عداها إلا أنها تشعر أن كل حواسها منصته لزياد ونايا فقط ، لهمساتهم البسيطه حين قال زياد هامساً : عادي إذا ماعجبك خذي صحن ثاني واغرفيلك من اي حاجه ثانيه لا تتغصبي عالاكل يُسرى .
يُسرى بنفس الهمس : مامتك ماحتزعل ؟
زياد : لا عادي .
رغم بساطه الحوار إلا أنها اختنقت ، تدافعت دموعها إلى عينيها بغيره لم تستطع كبحها ..
خافت أن تُفضح ، افكارها انهالت عليها وهي تفكر ماذا "لو" وافقت هي ولم يكن لجدالهم الاخير وجود ؟
ماذا "لو" رمت كل ماحدث خلفها وانصاعت خلف رغبتها به ؟
ماذا "لو" تركت عقلها والمنطق جانباً ووثقت بالجانب اللطيف الذي رأته من زياد ؟
قطعت رند افكارها قائله : بيكون احلى مو ؟
ميهاف : ايوة صح ..
ثم قامت من المائدة قبل ان تنزل دمعتها قائلة : كثر الله خيرك خاله فجر ، والله يديمها عليكم من نعمة ..
خرجت بسرعة إلى المغاسل لتغسل يدها باكيه حاولت تهدئة نفسها بسرعة لكنها تشعر بحاجه للبكاء .
لم تبقَ كثيراً في مكانها ف سرعان ما خرجت حائرة لا تعلم إلى أين تذهب ، لاتريد أن يراها أحد بهذه الحاله !!
لكن عقلها مشوّش ، وساقتها قدماها إلى المطبخ .. ارتاحت عندما لم ترَ أحداً فيه ، جلست وهي تنهار بالبكاء بحرقة ، دفنت وجهها بيديها على الطاولة ..
تتمنى لو تستطيع إيقاف ماتشعر به من ألم وغيرة وندم .
لم تلبث كثيراً حتى شعرت على شخص ما يجلس بجوارها : ميهاف .
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها : لا تسألي مافيا شيء .
رند : تبكي وتقولي مافيك شيء ؟
عبست ملامح ميهاف مجدداً وقالت بحشرجه : انا ماتوقعت إني بحس بالغيره اذا شفته معاها ، رند قلبي يعورني ، ماني عارفه ايش سويت ! هو كيف رضي يخليني عند اول جدال ورجع لها ؟ المفروض انه حبني أكثر من كذا ! وبعدين هو قالي انه يكرهها وما يطيق يشوفها ، بس شوفيهم كيف مع بعض !! مافي احلى منهم !
سكتت وهي تغرق في البكاء ، اطبقت رند شفتيها وهي تزفر : والله ياميهاف لو مايحبك ما تزوجها عشان يقنعك انه مستعد يواجه حياته اللي مرت ، ويصلح اغلاطه ، صدقيني يحبك .
ميهاف : اي حب واي كلام فاضي هو حتى نظرة ما طالع فيا ، لو سؤال عالاقل يسأل ويقول ميهاف كيفك ما قالها !! يعاملني ما كأني موجودة وتقوليلي يحبك ؟
رند : والله مدري يا ميهاف ، يعني .. افف والله ما اعرف اواسي ، تبغيني اكلمه ؟
ميهاف بإندفاع : لالالاااا تكلميه ليش لا طبعاً بقلعته ، هو اختار نايا ف بكيفه ايش بجلس اترجاه يرجعلي لا طبعاً .. وبعدين انا نسيت عثمان وهان علي ، وزياد مو احسن من عثمان بشيء ، واصلاً ما بيني وبينه الا كم شهر .
رند : من قلبك ؟
ميهاف : من ....
بترت كلمتها وهي تتسمّر في مكانها إثر نبضاتها التي تسارعت عند دخول زياد للمطبخ ، لم يعرها اي اهتمام لكنه قال لرند : رندوووه عندك بجامه او روب او قميص او اي شيء واسع مريح ينفع ليسرى ؟
رند : تبغوا تباتوا عندنا ؟
زياد حك رأسه : لا بس الفستان مضايقها لأنه ضيق على جسمها ومو قادرة تاخذ راحتها .
رند بتفكير : لا والله هي حامل ايش بيجيب ملابس حوامل عندي .. اسأل ماما يمكن عندها .
خرج زياد ، ونظرت رند إلى ميهاف : ايوة ايش كنا نقول .. لكنها انتبهت إلى دموع ميهاف التي تجمعت من جديد بعينيها ، قامت ميهاف : ابغى ارجع .. عبدالمجيد موجود ولا اكلم اوبر ؟
رند بأسف : اتصل عليه اشوفه لك ؟
ميهاف : لا خلاص حطلب اوبر ما راح استناه .
رند وقفت وهي تمسك بيد ميهاف : ميهاف لاتزعلي نفسك خلاص ، كلنا عارفين انه اتزوجها عشان الحمل بس .
ميهاف : بقلعته ، ما يهمني .
مسحت دموعها سريعاً وخرجت من المطبخ وهي تعبث بالهاتف لتحجز سيارة اجرة ، وخرجت رند خلفها ..
حينها رأتهم فجر الجالسه برفقة نايا وزياد في صالة الفيلا : ميهاف ياروحي لا تقوليلي رايحه خلاص ؟
ميهاف اومأت رأسها بالإيجاب .. وقفت فجر وهي تفتح ذراعيها : تعالي طيب ولا ما بتسلمي علي .
مشت ميهاف لها وهي تعانقها بوِد وفجر تهمس : لا تنسي بكرة حمرك نروح للمؤسسه .
ميهاف : طيب .
نظرت فجر الى وجه ميهاف التي حاولت الهرب بنظراتها : صاير شيء ؟
ميهاف : لا ، السيارة جات .
حينها قام زياد : حبيبتي ، حتى انا بمشي يسرى تعبانه .
فجر : ليش ما تنام بغرفتك ؟
زياد : خليها مرة ثانيه عشان ناخذ احتياطاتنا .
فجر : طيب يا ماما انتبه على نفسك .
في هذه الاثناء كانت ميهاف قد سبقتهم للخارج برفقة رند التي ظلت تحاول مواساتها بعبارات بسيطه , استدرات ميهاف تنظر لرند بعينين غارقتين بالدموع : لاتشيلي همي خلاص لما اصحى بنسى هالدراما انا بس دحين متوترة لأني شفتهم وبس .
حينها خرج زياد ومر من جانبها دون ان ينظر .. وهي اغمضت عينيها بغيظ ثم اكملت طريقها مجدداً

*****

نائم على يساره فوق سريره داخل غرفته المظلمه في منزل والدته ..
الابتسامه الواسعة تزيّن شفتيه ونور الهاتف يضيء على وجهه .. كرر سؤاله لها : دحين انتِ ماقلتيلي ليـــــــش رسمتيني ؟
ارجوان : يوه منك كم مرة تسأل ؟
تميم : حسأل لين تجاوبي ماحتفتكي ف جاوبي احسنلك .
ارجوان : ماعندي جواب واحس كيفي ارسم اللي ابغاه .
تميم : لااااا والله راسمه وجهي بدون استئذان وعارضته بمعرضكم احرتها تقولي كيفك ؟؟؟؟؟ وجهــــــي !!
ضحكت : ايش الرد اللي تبغاه ؟
تميم : ايش الرد الحقيقي ؟



ارجوان : ايش تتوقع ؟
تميم بثقه : انك مو قادرة تطلعيني من بالك ، واني ماخذ تفكيرك ، وانك تحبيني اكيد وبتحتفظي بملامحي بلوحه .
ارجوان : ماشاء الله ما شاء الله .
تميم : يعني صح ؟
ارجوان : صح شويه .
تميم : والله غصباً عنك يصير صـــــح لأن انا مو قادر اطلعك من مخي ف غش لو انتِ تقدري تطلعيني من مخك ، جوجو قوليلي هل تغيرت مشاعرك ناحيتي بعد ما اكتشفتي إني حقيقي ؟
بعد لحظات من الصمت ردت : لا ما احس تغير شيء الا اني ماعاد اقدر اشوفك !
تميم جلس بحماس : وميـــــــن قالك ترى عادي لو تبينا نتقابل .
ارجوان : اقول فكنا من افكار ابليس ..
تميم : ههههههههههههه طيب مو تحبيني ؟ ليش ما تبغيني اخطبك؟
ارجوان : ما بتزوج وانا ادرس يااااخي وبعدين مابتزوج قبل ما اصير عشرينية .
تميم : ايش بتفرق عشرينية ولا لا وبعدين اناا امي كم مرة كلمتني ان نفسها تزوجني ، وانا ما ابغاها تفكرلي ف وحدة غيرك !
ارجوان : عادي تقدر تقول لا ما تبغى تتزوج الا بعد سنتين .
تميم : يااااااعمري اي سنتين انا بعد سنتين بكون صاااك الثلاثين وانتِ تقولي بعد سنتين قيدني عجزت .
سكتت ارجوان للحظات ثم قالت : والله من جد عجووووز دوبني الاحظ ان بيننا عشر سنوات .
تميم : ترى دايماً يقولولي ابين اصغر من عمري .
ضحكت : اووووك .
تميم : تدري جا فبالي شيء احس لو قلتلك حتخربيه علي فما بقولك حخليك تعرفيه بنفسك .
ارجوان : بلا عباطه قول
لم يجبها بل اغلق الهاتف وقام من السرير ، فتح إضاءة غرفته وخرج بحماس يبحث عن ياسمين حتى وجدها في دارها ، نظرت إليه وهو يفتح الباب بعد ان اذنت له بالدخول .. نفخت على طلاء اظافرها كي يجف : ايش تبغى ؟
تميم جلس بحماس امامها على السرير : ابغى تكلمي ماما تخطبلي ارجوان .
تجمدت ملامحها بصدمه : ووووووت انت تبغى ارجوان ؟
تميم : ايوه .
ياسمين : ارجوان ارجوان صحبتي هذيك ؟
تميم : ايوة , فيه ارجوانات غيرها ؟
ياسمين صرخت بحماس : اماااااااااااانه تبغااااااها ؟ يسسسسسس انا من اوووول نفسي ازوجها واحد فيكم ..
تميم عبست ملامحه : واحد فينا ؟ لا ياحبيبتي راح تزوجيها لي .
ياسمين : يس يس يسسسسس ..
قامت من السرير بعجله : راح اكلم ماما .
امسكها تميم بسرعة : لا يا هبله لحظه خلينا نتفق او بعرف ايش حتقولي لها .
ياسمين : ايش بقول ؟ بقول ماما خلينا نزوج ارجوان لتميم وبس .
تميم : اممم ماما تحبها ؟
ياسمين : طبـــــــــعاً ماما تحب كل صحباتي بالاخص ارجوان .

//

شعرت بالضجر من انتظارها لرد تميم عليها ، مرت ساعة كاملة ولم يرَ ما كتبته له ، تركت هاتفها وقامت لتخرج من دارها لتجد لورا مازالت مستيقظه ، ارجوان وهي تجلس بالقرب من لورا : غريبة صاحيه .
لورا وهي تعبث بالأظرف المكوّمه امامها : بعد شوية بنام .
تركت ما بيدها : ماشفتي بإيش انقبلتي ؟
ارجوان : الا طلع وقلتلك انقبلت بالاعلام والتسويق .. المشكله انها رابع رغبة حطيتها ، مقهورة كنت ابغى قانون .
لورا : عادي ياقلبي ادرسي ترم اذا ماعجبك الوضع حوّلي ..
ارجوان : وتخيلي رند انقبلت بالعربي ، وياسمين تربية خاصه ..
قطع حوارهم رنين هاتف لورا ، التي رفعت هاتفها وهي تقول بإبتسامه : سبحان الله كأنها حاسه اننا جبنا سيرة بنتها .
ارجوان عقدت حاجبها بإستغراب : مين ؟
في نفس اللحظه اجابت لورا على الهاتف : ياهلا بأم ياسمين وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..... لا ياقلبي لا ازعاج ولا شيء ..... آمري ..... (تجهم وجهها واختفت ابتسامتها) ان شاء الله خير ...... ان شاء الله خير .... طيب طيب بكلمها واردلك خبر ان شاء الله ...... اوك ..... مع السلامه .
اغلقت الهاتف ومازال التجهم يعتليها ، شعرت ارجوان بالخوف : ايش صاير ؟
لورا نظرت إليها : بتخطبك لولدها ..
ارجوان تجمدت ملامحها للحظات ثم قالت : ليش ؟
لورا : ايش اللي ليش ؟ بتقنعيني ان ماعندك خبر ؟؟؟؟
ارجوان بدفاع : والله ما ادري محد قالي ولا حتى ياسمين ما لمحتلي ولا قالتلي شيء .
ابتسمت لورا بخبث : يعني ما انبسطتي ؟
توترت ارجوان : لا ليش انبسط !
لورا بتهكم : يعني ما تتواصلوا ؟ ماهو سبب نشاطك الغريب وروقانك وابتساماااااتك اللي توزعيها طوال الوقت ؟
ارجوان وقد احمر وجهها : وميــــــن قال اذا ابتسمت يعني كلام تميم السبب يمكن قرأت شيء ضحكني ؟
لورا بضحكه خبيثه : ومين قال انك تكلمي تميم او جاب طاري تميم انا حتى ما قلتلك بتخطبك لمين ؟
عضت ارجوان على شفتها بغيظ واحتقن وجهها بالبكاء من الإحراج عقدت حاجبيها : مو مواااافقه عششششااان من جد ما احبه .
ضحكت لورا بشدة على محاولاتها الشرسة بنفي انها على علاقة به : اوك راح اكلم امه واقولها موووو مواااااافقه .
ارجوان تكتفت بعناد : ايوه احسن كلميها .
امسكت لورا هاتفها وهي تتصل على والدة ياسمين ، تحت نظرات ارجوان التي مازالت عاقدة حاجبيها ..
بعد عدة رنات ردت ضحى : ها بشري ، كلمتيها ؟
لورا ومازالت عيناها متعلقه بأرجوان : والله منحرجه منك انا بس هي رفضت .
ضحى بتجهم : وليش رفضت ؟ ترى تميم مختارها بنفسه وملزم عليها هي ما يبي الا ارجوان .
لورا بقصد : اووووه يعني هو قالك انه يبغى ارجواااان بنفسه ؟
ارجوان عقدت حاجبها اكثر واخذت هاتفها وهي تكتب لتميم : ياااااا سخيـــــف مو قلتلك ما بتزوج الا بعد سنتين ؟؟؟ قلت ولا ماقلت ؟ وبعدين نعـــــم تكلم امك بدون ما تقول لي ؟
تميم : ارجواااان وافقـــــي والله طلعت روحي وانا اقنع امي عليك .
ارجوان : مع نفسك من البداية قايلتلك تميـــــم انا ما برااااسي زواج دحين ، انا ابببغى اسوي معرض رسم ، قلت ولا ماقلت ؟
غاب تميم للحظات ثم عاد قائلاً بصدمه : رفضتي ؟؟؟؟؟ ليش رفضتي ؟؟ مو من جدك اخطبك وترفضي .
ارجوان : لاننا تكلمنا بذا الموضوع ليش تعابطني ؟
تميم : وهل اذا تزوجنا بيعيقك زواجنا عن معرضك يعني ؟ رفضتي عباطه وبسس ؟
ارجوان : مو عباااااطه بس انت صدمتني كذا تفاجأت بالموضوع ، وايوة الزواج بيعيقني عن المعرض ، ولا بالله اذا تزوجت من وين بيكون عندي وقت ارسم فيه ؟ هذا غير اني بكون بالجامعه !! هذا غير اني لسسسه صغيرة دوبني 18 سنه وانا ما ابغى اتزوج قبل ما يصير عمري20 .
تميم بغضب : ياسلاااام واستناك لين يصير عمري انا 30 ، معليش كثير .
ارجوان : بكيفك انا قلتلك هالكلام من اول .
تميم : بس ماتوقعتك جاده لدرجة اخطبك وترفضي !
ارجوان : معليش انا عندي اهداف غير الزواج ، انا ما اتخيلني بعد سنتين ربة منزل وبسسس ، ابغى اصير صاحبة معرض .
تميم : وانا ؟
ارجوان : اشبك ؟
تميم : ابغى اكون معاك خطوة بخطوة يا بنت افهمي ، انا ما حمنعك تحاولي تسوي اللي تبغيه بس بكون معاك .. وبعدين انا مو قادر اطلعك من بالي ولا قادر اصبر عنك يا خي افهميني انا احس اني ابغااك ابغى ارجع اشوفك معاي وجنبي ، ماتدري قد ايش نفسي اعيد الاسبوع اللي كنتِ فيه عندي طول عمري .. ارجوان مو معقوله ما تحسي بنفس احساسي!! انتِ ماتحبيني ؟
ارجوان : لااااا تخلط المواضيع ببعض كذا ، انا ... افف اوك سنتين ياتميم بس مو كثير
تميم : ايش الفرق طيب لو تزوجنا دحين ولا بعد سنتين ؟
ارجوان : اكيد فيه فرق قلتلك اول شيء بكون عشرينية ثاني شيء انا عندي طموح ثالث شيء ما ابغى اصير ام بدري ، وانت اذا مرة شايف السنتين كثيرة والله ما حغير رأيي عشانك .
تميم : ويعني ؟
ارجوان : بكيفك ، يا تستناني سنتين ، او سوي اللي تبغاه بس انا ما حوافق قبل السنتين .
تميم : كأنك تلمحي يا استناك او بقلعتي مافرقت معاك ؟ عادي عندك ترفضي عشان افكارك هذي واتزوج غيرك ؟ عادي ماهي فارقه معاك ؟
ارجوان بعد لحظات من الصمت : لهالدرجة كثيرة عليك السنتين لدرجة اني لو تمسكت برأيي بتحط احتمال انك تتزوج غيري ؟
تميم : ليش لا ؟
ارجوان : اجل مع السلامه ماهي فارقه معاي ، دامك من اولها كذا .
تميم : ياخي والله ما ابغى غيرك بس سنتين كثيـــــــــر .
ارجوان : خليك قد كلامك وخلاص .
تميم : انتِ ليش عنيده ؟
ارجوان : انت العبيــــــط ، اول محادثه بيننا ايش قلتلك فيها ؟ قلتلك انا أحبّك بس ما ابغى اتزوج الا بعد العشرين .
تميم : طيب يا بنت الناس لو ملكه عالاقل ابغى اقدر اشوفك اي وقت ، واكلمك اي وقت وعادي نتقابل وعادي نطلع وعادي كل الناس تدري انك حبيبتي ، وكل الناس تدري انك ليّ ما ابغى احد يفكر يخطبك لغيري .
ارجوان : تحاول تستدرجني بكلامك ؟ ترى برضو ما ابغى اتزوج .
تميم : يا ارجوان ماهو تحدي هو مين يعاند اكثر !!! انا قاعد اناقشك ممكن تردي على اننا نتناقش مو نتحدى بعض .
ارجوان : انا اسفه بس والله من جد ما ابغى اتزوج ، تميم والله ما اشوف نفسي زوجة ولا ام ما ابغى اشيل مسؤولية بيت وزوج وانا طول عمري نفسي يكون عندي معرض واطور من نفسي بالرسم .. بس ماعمري تخيلت نفسي متزوجة وام .
تميم : وايش يضمني ان افكارك هذي حتتغير بعد سنتين او لا ؟
ارجوان : ماتدري يمكن تتغير قبل السنتين اصلاً .
تميم : بيدي شيء اسويه وتتغير افكارك ؟
ارجوان : لا .
تميم : طيب لو بس خطوبة بدون عقد ! او ملكه وما نسوي زواجنا الا بعد سنتين ؟ ما حتصيري لا ام ولا حتشيلي مسؤولية ولا بيت .
ابتسمت : لهالدرجة تبغاني ؟
تميم : اكثـــــر يا ارجوان اكثــــــر والله ، تدري اني ندماااان لأني ما استغليت وجودك عندي وحضنتك كفايه .. اخ بسسس كل يوم اندم اني ماا استغليت وجودك عندي ...
ارجوان : هيييييههه لا تتحمس
تميم : والله مو قادر اطلعك من افكاري ارحميني ووافقي لو تبغي زواجنا بعد سنتين عاااادي بس المهم اقدر اشوفك خلال هالسنتين وقت ما ابغى .
ارجوان : ما ادري يا تميم ، بفكر بس ما اوعدك اوافق .
مر يوم كامل ، ثم اجابته بالرفض مجدداً ..
حقيقة الأمر ان ارجوان تخشى من فكرة الزواج ، يبدو الامر وكأنها تعاني من عقدة نفسية سبّبها لها والدها من معاملته مع والدتها سابقاً .. لكنها لا تود الاعتراف بذلك . غضب تميم منها وضاق من رفضها .. لكنها لا تمتلك الآن إلا الرفض ، افكار كثيرة تدور في رأسها .. كيف تواجهه بحقيقة وجود والدها اصلاً فهي لم تتحدث عن حقيقة وجودها عند لورا وانها ليست والدتها الحقيقية .. ولم تتحدث عن انها طردت وتبنتها لورا .. لم تتحدث عن حياتها الخاصه إطلاقاً .
لا تعرف كيف ستواجه الامر ، وكيف ستواجه حقيقة ان تميم شقيق بدر الذي استغل ضعفها .. كيف ستوافق على تميم وترى بدر كل يوم امامها .. افكار كثيرة جعلتها ترفض لتهرب من المواجهه ..عوضاً عن ان لورا مازالت تحاول العثور على ثغرة لتزج ببدر في السجن لكن بدر حذر جداً .
لا احد يعلم لا ياسمين ولا والدتها عما حدث بين ارجوان وبدر وتميم .. سواهم , هذا ما يجعلها تحتار أكثر لأن تميم لا يعلم أيضاً عن ان والدتها مازالت تحاول التصيّد لبدر بسبب مافعله بأرجوان .

*****

في النرويج .. وتحديداً في المشفى ..
الطبيب وصبره بدأ ينفذ بسبب خالد : "لقد مر اسبوعان وانت مازلت تحاول تأجيل العملية , هل تريد ان ترمي بها للهلاك ؟ قلت لك ستتضرر الطفلة إن تأخرنا أكثر من ذلك"
خالد والحيرة والتعب والتوتر باديان عليه : "وهي ماذا سيحدث لها ؟"
الطبيب : "لا أحد يعلم متى ستستيقظ الرجاء منك ان تمضي بالموافقة على إجراء العملية القيصرية من أجل حياة ابنتك"
خالد يكاد يجن :"وبيااااان ماذا سيحصل لها ؟"
ريان امسك بكتف خالد : استهدي بالله يا خالد .
خالد : اذا وقعت انا عالعملية بيان ايش راح يصير فيها ؟ كل مرة اسألهم يتهربوا من الجواب ايش الفايدة تعيش بنتي وتموت امها !!!!!
ريان : يا رجال تفاول خير ان شاء الله ما حيصير فيها الا العافيه , بس انت لازم توقع عشان يولدوها لا تتضرر البنت , اما بيان حالتها لحد الحين مستقره .
خالد : إذا مستقره ومافيها شيء ليش ماتصحى ؟ ليش لسه بغيبوبة ؟ هما ليش مايبغوا يقولولي ايش علتها بالضبط ؟
قاطعهم الطبيب قائلاً : "سأمهلك ساعة واحدة فقط لتقرر , وبعد ذلك نحن نخلي مسؤوليتنا عن أي شيء سيحدث بالطفلة "
ذهب الطبيب وخالد يعصر رأسه بأصابعه بحيره , يشعر أن رأسه سينفجر .. مر اسبوعين على وجودها بالمشفى بغيبوبة واسبوعين وهو لم يهنأ بنومه .. اسبوعين من الحيرة والخوف من فقدانها مجدداً ..
جلس واطرافه ترتعش بشكل واضح جداً والصداع يفتك برأسه : اخاف اوقع ومايكون هذا اللي تبغاه هي .
ريان : اكيد بيان راح تفكر بسلامة بنتها قبل نفسها .. خالد لا تحمل نفسك فوق طاقتك خلاص وقع .
خالد امسك برأسه بكلتا يديه بقوة : مو قادر افكر راسي بينفجر .. ريان انا خايف على بيان خايف يصير لها شيء .. ريان ماني عارف وين الغلط بالموضوع ؟ وجودي معاها غلط ؟ ليش احس ان كل اللي قاعد يصير فيها بسببي بس لأنها معاي .. هو ما كان راح يحاول يقتلها إذا ما كانت معاي , وما كانت راح...
قاطعة ريان عندما شعر انه بدأ بالهلوسه : خالد انت لازم تنام وترتاح , حالك مو عاجبني بالمرة .

على السرير جسدها النحيل مُلقى والأسلاك الكثيرة متصله به , بشرتها التي اصفرت من التعب ..
جلس وهو يمسح على بطنها البارز وقلبه يعتصر , يتحدث إليها هامساً : ايش اسوي ؟ والله مو عارف ايش اسوي !! خايف عليك وخايف عليها .. محتار اوقع او لأ .. ساعديني طيب واصحي قوليلي ايش اللي حتختارينه انتِ ؟
لم يمضِ الكثير حتى دخلت الممرضة وهي تناديه لكي يوقع على إجراء العملية .. زفر بضيق وهو يقوم ويجر خطواته جراً إلى الخارج ..
نظر إليه ريان عند خروجه من الغرفة : حتوقع ؟
خالد والضيق بادٍ عليه : ماعندي خيار ثاني .
ربت ريان على كتفه : ان شاء الله مو صاير شيء ادعيلها وتوكل على الله .
ذهب خالد مع الممرضة بينما دخل ريان لبيان .
أمسك القلم بتردد كبير ثم بدأ يحاول إضاعة الوقت لآخر دقيقه .. يتساءل عن كل شيء .. طريقة العملية .. الأعراض الجانبية المتوقعه .. إلى ان بدا الإستياء على ملامح الممرضة :"ارجوك ياسيدي وقع ولا تضيّع الوقت"
استسلم أخيراً وفتح غطاء القلم وبمجرد أن همّ بالتوقيع قطع عليه صوت ريّان وهو يعدو بسرعة إليه ويلهث من التعب : خاااااالد بيان صحيت !!
تجمدت ملامحه بصدمه : احلــــف .
ريان بحماس : والله والله تعال .
خالد ترك القلم بسرعة وهو يمشي مسرعاً مع ريان واللهفه تجتاحه .. وقف الإثنان امام باب الغرفة , لم يسمحوا لهما بالدخول .. الوضع غير مستقر بالداخل .. الطبيب وعدد من الممرضات بالداخل لا يدري ماذا يفعلون لكن قلبه يخفق برعب ولهفه واشتياق وخوف في آنٍ واحد .. التفت ينظر إلى ريان: كيف صحيت ؟
ريان : انا لما كنت جالس عندها فجأة شفتها فتحت عيونها وجهاز تخطيط القلب طلع صوت كانت نبضاتها سريعة مرة .. وناديت الممرضة وطلعوني من الغرفة وبس ..
ازداد الخوف فيه وهو يعصر أصابعه ويدعو ألا يكون الأمر قد ازداد سوءاً .
بعد مضي وقت بدأت حركتهم بالداخل تهدأ .. خرج الطبيب وهو يبتسم في وجه خالد :" لقد استيقظت أخيراً , للتو استقرت حالتها بشكل غير متوقع , وجميع فحوصاتها جيّده جداً "
ريان : "هل نستطيع رؤيتها ؟"
الطبيب : "أجل بالطبع .."
لم يسمعا بقية ماقاله الطبيب بل دخلا قبل أن يكمل كلامه حتى , واللهفه باديه على وجهيهما ..
فتحت الممرضه جهاز الضغط من يد بيان وابتسمت وهي ترى خالد وريّان بملامح سعيده جداً على رؤيتهم لبيان ..
أما بيان لم تنتبه لوجودهما , بل بمجرد ان شعرت بدخولهم وهمت برفع رأسها لم تستوعب نفسها الا وهو يشد في عناقه له .. تأوهت بألم إثر ضغطه على مكان العملية ..
ابتعد عنها معتذراً : انا اسف عورتك ؟ , انتِ كويسه ؟ فيه حاجه تعورك ؟
وبلا وعي منه حين رآها تضع يدها على مكان العمليه طبع قبله سريعه غير واعيه على كتفها معتذراً : والله معليش نسيت ماقصدي اعورك .
تعلقت عينيها على ريان الواقف ينظر إليها بإبتسامه واسعه , عقدت حاجبيها ونظرت إلى خالد الجالس بجانبها , ريان : الحمدلله على سلامتك .
اما خالد عاد مجدداً لعناقها بشوق وهو يتنهد : والله خوفتيني خوفتيـــــني عليك وحشتينــــــــي يا بيان .
اغمضت عينيها بقوة وهي تلتمس الخوف في نبرته , واللهفه .. ابتعد عنها مجدداً عندما لم تجبه .
امسك بوجهها بقلق : انتِ بخير ؟
بيان فتحت عينيها تنظر إليه بملامح غريبه متعبه : انت مين ؟؟
تجمدت ملامح خالد واختفت ابتسامته .. تحولت اللهفه إلى رعب , ليقول سريعاً : انا خالد , خالد زوجك .. شــــوفي وانتِ حامل ببنتي , ماتتذكريني ؟
نظر إلى ريان والهلع بادٍ عليه : لا يكون فقدت ذاكرتها من جديد ؟
ريان اقترب بخوف هو الآخر مشيراً إلى نفسه : انا تعرفيني ؟
نظرت إلى ريان للحظات ثم قالت : ريان .. (ثم نظرت إلى خالد) بس انت ما اتذكرك .
خالد يكاد يجن : كيف كيــــف ما تتذكريــــني انا زوجــــــــــك أنا خالد (امسك بيدها وهو يضعها على وجهه) طالعي فيا ركزي مستحيل ترجعي تنسيني كيف تنسيني !! انا روحي طلعت عليك وتنسيني ؟ شمعنى انا ليش كل مرة تنسيني انا .. بيـــــان انا خالد (نظر إلى ريان ودموعه عالقه بعينيه بلا وعي منه) ريان ذكّرها .. ليش ماتتذكرني ؟ ليش كل مرة تنساني ؟
امسكت بوجهه بكلتا يديها تحاول تهدئته لكنه كان منفعلاً دون ان يشعر بنفسه : خالد .. خالد .
خالد مكملاً : انا كنت معاك ماتتذكري ؟ كنا نمشي سوا عالجسر قبل ما تجي للمستشفى !! كنا نتغدا سوا .. كنا نستنى الصور اللي تصورناها عشان توثقي حملك .. الصور وصلت انا مافتحتها عشان ما ابغى اشوفها قبلك ...
عانقته بكامل ضعفها ليهدأ .. سكت لكن دموعه لم تتوقف عن النزول بغيظ وخيبة ليقول بنبرة خائبة : انا خالد .
حاولت معانقته بقوتها الهزيله وهي تبتسم قائلة : والله كنت امزح انا آسفه .
ريان ضحك بصدمه اما خالد ابتعد عنها بغيظ , ليجدها تبتسم وهي تمسح دموعه وضحكت عندما رأت تعقيدة حاجبيه الغاضبه : امزح والله ادري انك خالد ..
قاطعها بغضب : فيـــــــه وحـــــدة اول ماتصحــــــى تستهبـــــل ؟ انت شــــايفة ان هذا وقت استهبال !!
ريان : والله انك رايقه احنا بنموت خوف عليك وانتِ تطقطقي ؟
بيان بضحكه : ماشفتوا وجيهكم ؟ وربي تضحك ما قدرت ما استغل الموقف , بس انت مو المفروض تكون بجدة ؟
ريان : رجعت عشان سواد عيونك قالولي انك بالمستشفى وطرت للنرويج من جديد .
ضحكت وعادت تنظر إلى وجه خالد الذي ظل يرمقها بغضب , مسحت على وجهه مجدداً : زعلت ؟ والله اسفه والله ما توقعت ان هذي ردة فعلك بس جاني فضول اعرف ايش حتسوي لو قلت اني ما اتذكرك .
ظل صامتاً لم ينفك عن وجهه العبوس .. ليقول ريان بضحكه : حرام عليك الأدمي مو نايم زي الناس اسبوعين بسببك واخرتها كذا تستقبليه .
بيان عانقته بحب : حبيبي والله حبيبي الله يخليك ليّا وعساني انسى نفسي ولا انساك .
رفع يده وهو يضرب رأسها بخفه : لا تدعي على نفسك مو ناقصين .
ضحكت أكثر وهي تدفن وجهها في كتفه وتقبّلها : الله لا يحرمني منك .
ريان تحمحم : اطلع يعني ؟
بعد نصف ساعة من وجودهم معها بالغرفة .. قامت الممرضات بتغيير الغرفة لها ووضعها في جناح آخر .. جلس خالد على الأريكة بينما ريان جلس بجانب بيان على السرير , يتحدثان عما حدث وكيف استقبل ريان مكالمة والده وعاد إلى النرويج مجدداً .. وكيف مضى الأسبوع الأول والثاني وهو وخالد مصاابان بالهلع والخوف على حالتها ..
ريان : والله من جد كنت شايل هم يا بنت خليتيني اصلي الوتر خمس مرات باليوم عشان ادعيلك والله اول مرة اتوتر زي كذا .
بيان بضحكه : وانت يا خالد ؟
خالد والنوم يداعب عينيه وبتهكم : إذا هو مصليها خمس مرات عشان يدعي انا يمكن الفين مرة .
ضحك ريان بشدة : اشك والله انه كان يصلي حتى , هذا اعتكف عندك اعتكاف مو طبيعي مع انه ممنوع نجيك الا وقت الزيارة بس كل ماجيت القاه بوجهي متى يجي متى يروح مدري , ما غير يجينا مو شبعان نوم ويهلوس علينا , شبه يومياً جالس يتخاصم مع الدكتور الا غصب يبغاه يصحيك ههههههههههههه لو تشوفي وجه الدكتور احسه يقول يا الله وش طيحنا عالمتخلف هذا .. كذا تحسيه مو مستوعب انك بغيبوبة , والله يابيان الحمدلله ان هالاسبوعين مروا وصحيتي ولا جلستي تعذبينا بالخوف .
بيان بضحكه : الله لا يحرمني والله .. مادريت اني مهمه عندكم لهالدرجة .
ريان : واللهي ؟
بيان : ايش صار على مازن ؟
ريان : رواد وسلطان مايحتاج اقولك نفضوا الأرض نفض لين لقوه اللي عرفته من خالد انه بعد ما رماك بالرصاص انتحر , بس اللي عرفته من رواد انه ما مات لأنهم لقوه بمستشفى هنا بالنرويج حالته خطيرة وفوق كذا عنده سرطان بالمعده .
بيان : وايش حيصير عليه ؟
ريان تنهد : رفعوا بلاغ ضده لكنه أصلاً بغيبوبة لأنه اذى نفسه بالرصاص .. فإحتمال كبير إنه يموت , لكن سلطان نقله لمستشفى ثاني سمع ان فيه دكتور كويس ممكن يشرف على حالته .
عقدت بيان حاجبيها بإستغراب : تبغوا تعالجوه ؟ ليش ؟
ريان سكت للحظات : ما اتوقع الجواب حيعجبك .
سكتت بيان وهي تغمض عينيها وزفرت بضيق : والله ما اعرف ايش اقول , اخر شيء تخيلته بحياتي ان مازن ممكن يحاول يقتلني .
التفتت لليسار تنظر إلى خالد الذي غط في نومٍ عميق بلا مقدمات .. التعب واضح جداً عليه .. ابتسمت وهمّت بالنهوض من مكانها , ليقول ريّان بسرعة : وين وين رايحه ؟ اجلسي .
بيان : بغطي خالد لا يبرد .
ريان : اجلسي اجلسي انا اغطيه .
نهض ريان وهو يغطي خالد بغطاء خفيف ويقول : انا اذا رجعت لازم اتزوج خلاص جبتولي جفاف عاطفي انتو الاثنين .
بيان بضحكه : مسكينة العنود إذا وافقت عليك .
ريان : وليــــــش ان شاء الله ؟
بيان : الا اذا بتحبها زي مايحبني خالد بتكون محظوظة .
ريان : هذي سهله بس السؤال تحسي انها راح تحبني؟
بيان : هل تحس ان شخصيتها مناسبه لك ؟
ريان : المشكلة ما اعرف كيف شخصيتها بالضبط لأني صادفتها ثلاث مرات يمكن (ضحك وهو يتذكر) واخر مرة حشرتها ابغى اماطلها شوي بس بكيت ..
قاطعته بيان بضحكة مصدومه : يا معتوه تبغى تكرّه البنت فيك !! ولك وجه تحتار اذا راح تحبك ولا لأ .
ريان : ايش اسوي هي عبيطه ماتبغى تكلمني وانا كلمت روان وتمارا عليها بس تمارا باليوم اللي اتفقت معها تكلم العنود علي وتشوف رأيها فيا قالتلي ان العنود تحب ولد عمها أصلاً فخلتني اتحطم شوي بس اللي عرفته بعد كذا انها تركته وتحمست أخطبها لكن ماعرفت كيف افاتح امي ...
قاطعته بيان : ماتخاف ؟ انها مثلاً ماتكون نسيته اوك حتى لو تركته بس ماتخاف انها تكون ..
قاطعها ريان : مدري يا بيان ما ابغى احط احتمالات واتضايق , عشان كذا قلت بخطبها ابغى اعرف ردها هي , وما احس اني مثلاً بزعل او اتضايق من موضوع انها كانت تحب احد قبلي لأن ما ابغاها تفكر تسألني كيف كان ماضيّا انا .
ضحكت بيان : رحم الله امرئ عرف قدر نفسه .
ريان : لا والله جد ما بعرف عنها شيء بعرف بس كيف شخصيتها هي كيف تفكر وكيف اسلوبها .. ادعيـــــــلي ترى دعوة المريض مستجابة .

\\

صباحاً
فتح عينيه بإنزعاج عندما شعر بحركة خفيفه على خده , ابتسمت بوجهه : يلا قوم كل هذا نوم , انا نمت وصحيت وانت لسه ماصحيت .
ابتسم ابتسامة واسعـــــة واخذ يمسح على خدها بإبهامه .. لحظات حتى رفع جسده قليلاً عن الأريكه وعانقها وهو يتنهد بقوة
لم تستغرب من تصرّفه كثيراً , بل ابتسمت بحب وهي تبادله العناق : وانت وحشتني .
ضحك بخفه وقام : غريبه محد صحاني !
بيان : قلت اني احتاج مرافق وخلوك .. وخليت ريان يجيبلنا ملابس , وقال الدكتور اني كلها ثلاثة ايام واطلع ان شاء الله , بس يلا قوم انت صلي وتعال نفطر لانهم جابوا الفطور .

*****

في دارها تجلس على الكرسيّ بروب الاستحمام الذي يغطي جسدها .. رفعت ساقها قليلاً وهي تمسحه بباطن يدها لتدهنه بالمرطب .
طُرق الباب بخفوت شديد لدرجة انها شكت بأن الباب قد طرق ! توقفت للحظات عاقدة حاجبيها ، قامت من مكانها عندما تكرر الصوت الخافت ، اقتربت من الباب لتتأكد من صوت الطرق ، حتى فزعت قليلاً من الطرق الذي اعتلى عندما اقتربت ..
فتحت الباب دون ان تسأل عن الطارق لأنها توقعت انها احدى الخادمات : هلاا ...
سكتت بصدمه عندما رأته امامها ، خفق قلبها برعب وتخشبت في مكانها ، اخر شخص توقعت رؤيته ، هو بلع ريقه بملامح يائسه مترددة : ابغى اكلمك ينفع ؟


قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الأربعاء الموافق :
20-9-1441 هجري
13-4-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 02:24 AM   #82

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



الفصل التاسع عشر
البارت الثاني

ظلت واقفه للحظات لم ترمش حتى ، لا تدري هل هو حقيقه ام خيال !! هزت رأسها لتنفض عنها هذا الهراء ثم نظرت إليه بحدة : نعم !
رعد : ابغى اكلمك ممكن ؟
روان : مابيني وبينك كلام ، اتوقع .
رعد : بس انا ابغى اكلمك .
روان : مو فاضية ..
اغلقت الباب بوجهه وقلبها يتراقص برعب ما الذي اعاده !!!

//

وضعت لينا البطريق في مكانه ثم جلست وهي تتظر إليها : وما عرفتي ايش كان يبغى ؟
روان : لا ..
لينا : ليش احسك خايفه ؟ انتِ مو مستعدة تواجهيه ؟
روان : ما ادري ، ما توقعت اني حرجع اشوفه او يحاول يكلمني بعد اللي صار .
لينا : ما قد حطيتي احتمال انه ممكن يصالحك ؟
روان احتقنت عينها بالدموع : ما ادري ، يعني هو تزوج وحدة كان يحبها ، فحسيت انه مستحيل يرجع .
لينا : هل عمرك تمنيتي انه يرجع ثاني ؟
روان سكتت واغمضت عينيها تتنفس الصعداء : يوحشني احياناً .
لينا : ايش كان شعورك امس ياروان ؟ بعد ما شفتيه او وقت ما شفتيه وكلمك .
روان : اول ماشفته انصدمت ما استوعبت ، بس بعد ما عدا الموقف حسيت بشعور حلو ... شعور كأنه شعور الانتصار .. حسيت انه جاي لي وهو مكسور ، نظرته كانت مكسورة ، متردد .. حسيته بيعتذر ومنعته عشان احس بشعور اني اخذت حقي منه .. ما ابغى ارجع له بس ابغاه يتعذب لأنه عذبني .
نزلت دموعها بلا مقدمات وهي تكمل : شهرين وانا قلبي يتقطع عليه .. اتخيله مبسوط ومخليني انحرق ، قلتيلي المفروض ابطل احس بأي شعور ناحيته واتخطاه بالمرة ، انا ما قدرت .. هو طوال الوقت في بالي ، يوجعني قلبي لاني اشتاق له ، ما اعرف ليش احيان افكر واقول يمكن انا ما عطيته فرصه يبررلي اللي سواه .. ما ادري ليش انا قاعدة استنى تبرير اصلاً ، وهذا اللي يحرقني اكثر ..
لينا : لسه تحبيه ؟
روان : ما اعرف .. امس فرحت لأني لمحت الكآبه بوجهه ، ما احس اني لو كنت احبه راح افرح بكآبته !
لينا زمت شفتيها بتفكير : طيب ليش ما خليتيه يكلمك ؟ خايفه تضعفي ؟
روان بدفاع : لا طبعاً قلتلك ابغاه يتعذب ما يلقالي طريق ، ابغى الكلام يتكسر على طرف لسانه ولا يلقى احد يسمعه ، ابغى تبريراته واعذاره تحرقه ويموت عشان يقولها لي ولا اسمعه .. ابغى يجيني وقلبه بيده عشان يقنعني ولا اهتم .. ابغى يحس ان قلبه قاعد ينعصر وينقبض ، يمكن وقتها يحسس بشعوري ....
بكت بحرقة : تعورني فكرة اني لما اعطيته قلبي وحياتي وحبي وافكاري وعقلي واحلامي وكل شيء ما شافني .. ما انتبهلي .. ما بادلني بنفس الشعور .. ولا احترمني ولا قدر اللي عطيته .. وفوق هذا كسرني ، ما كان مهتم الا لانانيته ونفسه ما فكر فيا ولا بالموقف اللي حطني فيه .. تعبني .. انا ماعمري انجرحت من احد قده ، ولا خاب ظني بأحد قده ، على قد الحياة الزباله اللي عشت فيها من نبذ واستحقار وذل واهانه وخيانه وجحدات ، الا ان مافي ولا حاجه اثرت علي زيه ، لينا والله حبيته من قلبي تعلقت فيه تأملت فيه كنت كل يوم لما احط راسي بصدره احس تعب العالم طاح مني ، ارتاااااااح وهو جنبي ، حتى لما اصحى واشوفه نايم جنبي احس قلبي ينشرح ، فيه حاجه برعد كانت تحسسني براحه وان كل شيء بخير وكل شيء راح يكون احسن ، انا مو عارفه ليش وثقت فيه لهالدرجة او ليش فتحت له قلبي لهالدرجة ، انا كنت متأكدة وواثقه انه مو شخص عادي .. يالينا انا مو قادرة اطلعه من بالي لسه كأن الموضوع صار امس ، انا هديت ونسيت او تخدرت فترة وتوقعت اني تعديته بس رجعلي الالم اقوى او يمكن وجهه امس ذكرني بكل شيء .. ما ابغى ارجع له ما ابغى يراضيني ابغاه يتعذب وبس


عادت إلى الفيلا وآثار البكاء واضحه على ملامحها .. هبت رياح خفيفه اسقطت حجابها المهمل من راسها واستقر وشاحها على كتفها .. وخصلات من شعرها تداعب وجهها .. مشت دون اكتراث وهي ترى البستاني يسقي الاشجار الخضراء بعد انتهائه من تشذيب الاشجار ..
وبمجرد اقترابها من باب الفيلا الداخلي سمعت صوته من خلفها يتحدث مع البستاني .. دخلت الى الفيلا بسرعة وسما التي خرجت من دارها للتوّ بإبتسامه خفيفه ارتسمت على شفتيها عند رؤيتها لروان : رجعتي ، كيف كان الموعد ؟
روان تحاول الهرب قبل ان يدخل رعد : حلووو ، بعدين اقولك عنه دحين بطلع اغيّر ..
قاطعتها سما بفرحه : بيان صحيت من الغيبوبة قبل شوية كلمتني .. راح ترجع تتصل وتبغى تكلمك لانها كانت بتكلمك وقلت لها انك مو موجودة ..
روان : الحمدلله على سلامتها ، ولدوها ؟
سما بضحكه : لالا لما جا خالد بيوقع صحيت هي ، فما وقعوا ولا شيء وهي رفضت تولد قيصري لما صحيت .
روان : الحمدلله تطمنتي عليها وطمنتيني ، خليني اطلع اغيّر وبعدين نكلمها .
سما : طيب ياروحي .
بمجرد ان استدارت لتصعد دخل رعد لكنها مشت بأقصى سرعة دون ان تنظر إليه .. اقترب رعد من سما وعينيه متعلقه على روان الى ان اختفت من امامه ثم تنهد ، سما : كلمتها ؟
هز رأسه بالنفي : تتحاشاني .
سما زفرت بضيق : والله ما اعرف ايش اقولك بس الله يهدي نفوسكم .
رعد بترجي : كلميها عشان خاطري بس خليها تسمعني على الاقل .
سما : والله انا حلفت اني ماراح اتدخل بينكم مرة ثانيه ، معليش رعد حل مشاكلك معها بنفسك انا مو ناقصه يصير بينكم شيء واتورط انا ما ادري اوقف مع مين !
رعد : بس شوفيها مااااتبغى تكلمني خير شر تتحاشاني وامس لما رحت لها الغرفة صكت الباب بوجهي ، يعني ايش اسوي كيف اكلمها !
سما : مالي دخل فيكم .. محد قالك تكبّر المشكله لهالدرجة , وبعدين على اساس اللي سويته فيها شويه ؟
رعد : يااااا الله والله غلطة .
سما : عذر اقبح من ذنب ، كل شيء ينغلط فيه الا الطلاق يا رعد .
رعد : يا ماما لا تصيري حتى انتٍ ضدي !
سما : انت بتحاول تقنعها ترجع وتقنعها بسهام ؟
رعد تنهد بحيره : والله مو عارف بس ابغى اكلمها وخلاص .
سما : وسهام ؟
رعد : ما قلتلها اني برجّع روان صراحه .
سما : يا الله منك تبغى تجيب لنفسك مشاكل من تحت الارض ، عشان كذا ما ابغى اكلم لك روان .
رعد : ايش اسوي ؟ انتِ قوليلي ايش اسوي ؟
سما : ما ادري يا رعد .. ماعندي شيء اقوله لك بس انا متأكدة مليون بالميه ما حترضى روان ترجعلك ومعاها طبينه .
رعد : اطلق ؟
سما : انت عندك الطلاق لعبه ؟
رعد : افففف ايش اسوي طيب ؟ بنجن من التفكير ومو قادر اوصل لشيء غير اني ابغى اكلم روان دحين وبسس مو قادر افكر بشيء ثاني .
سما : وبتجلس هنا لين ترضى روان يعني ؟
رعد : لا يكون ما عاد مرحب فيّا هنا ؟
سما : عادي البيت بيتك طبعاً بس لا تضغط على روان يارعد البنت فيها اللي مكفيها .

بعد مدة من الزمن وروان تجلس بجانب سما بيدها الهاتف تتحدث إلى بيان بإبتسامة لطيفة تزيّن شفتيها : وايش راح تسميها ولا لسه ما قررتوا ؟
بيان : والله محنا عارفين واحس مافي اسم عاجبني صراحة , مدري مدري اصعب فقرة فقرة الإسم .. أحس خلاص اذا ولدتها بشوف ايش يناسب لوجهها .
روان : مابتكون ملامحها واضحة !
بيان : مو لازم تكون واضحة بس بشوف ايش اول اسم يخطر ببالي وقتها او ببال خالد , خالد طفشني يبغى يسميها ديمه على اسم اخته كأن مافي اسم الا ديمه وانا ما ابغى اكرر ولا اسم نعرفه .
روان : ياليل ذي الحركات بس .. امم شرايك بإسم لُبنى ؟
بيان بتفكير : اممم ام لبنى .. لالا ما حبيت , خلاص ما بفكر خليها لين تجي .. إنتِ قوليلي كيف حالك وكيف الدكتورة النفسيه معاك ؟
روان : كويسه الحمدلله لطيفه وكويسه .
بيان : وحاسه انها تساعدك جد ؟
روان : ايوة والله تساعدني كثيـــــر .
بيان : شرايك تجي عندي بالنرويج .. والله احس بتنسي ام المشاكل والهموم والأحزان خصوصاً اني عايشه بالريف .. يعني تخيلي تصحي الصباح على اصوات العصافير واول ماتطلعي ريحة الورد والزرع تستقبلك .. هذا غير المنظر اللي يفتح النفس .. وهذا غير عن النهر اللي جنبنا والله راح تنفتح نفسك وتغيري جو .
روان ابتسمت : بالله ساكنه بريف ؟
بيان : ايوه والله .. حتى عندي جارة عجوزة تربي خرفان وعندها حاجه للموية يشربو منها الخرفان دايماً يجيبوها بأفلام الكرتون بس ما اتذكر ايش اسمها ..
روان : ماعندكم بير ؟
بيان : لا مافي بير فيه نهر .. وورد والله انك اذا جيتي صدقيني بترجعي انسانه ثاااااااانيــــــه فكري فيها .
نظرت روان إلى سما للحظات ثم قالت : بس انا عندي مدرسة .
بيان : يابنتي اسبوعين ما بتأثر على دراستك .. تعالي خذيلك فترة نقاهه هنا وارجعي .
سما : والله فكرة ها كيف تروحي ؟
روان بتردد وحيرة : مدري بفكر .
بيان : يلا عاد تعالي ونسيني انا ما عندي احد هنا وبالمرة نتعرف على بعض أكثر وعن كثب .
قطع عليهم صوت رعد الصادر من خلفهم وهو يرى بيان بشاشة الهاتف : بيـــــونه الحمدلله على السلامة .
بيان بضحكة : هـــــلا رعـــودي الله يسلمك .
شعرت روان بالإرتباك عندما علمت ان رعد يقف خلفها مباشرة وانحنى إليها أكثر ليرى الهاتف بوضوح , لدرجة ان وجهه أصبح بالقرب من كتفها وتشعر بحرارة جسده وانفاسه , انقبض قلبها وتخشبت وهو يتحدث مع بيان لم تستطع حتى تحريك رأسها خشية ان تصطدم به ..
بيان : قول لي كيف حالك رعد ؟
رعد : الحمدلله , ولو ترضى بكون بأحسن حال .
عقدت بيان حاجبها بعدم فهم لكن روان استشاظت غيظاً منه : ماما امسكي .
اعطت سما الهاتف بسرعة وقامت من مكانها بغضب .. رعد : يا رواااان .
روان : كل تبــــن , مو تزوجت وطلقتني ليش راجع !
رعد : والله اني آســـــف .
مشت بغيظ لتغادر المكان قائلة : مدري وين اصرف اسفك هذا .
اغلقت الباب وهي تستند عليه ودموعها تنزل بغيظ وخوف من المشاعر التي اجتاحتها .. لا تريد ان تسمعه لكنها بدأت تخشى من تصرفاته الغير متوقعه ، هي دائماً تخطط لأنها لن تستمع إليه عندما يطلب منها ذلك ، لكنه يأتيها بطرق غير متوقعة تثير ارتباكها وغضبها .

نزلت وهي تجر حقيبتها مرتديةً عباءتها ، سما وقفت بإستنكار : وين رايحه ؟
روان : بجلس عند البنات لحد ما تنتهي عدتي ، عشان الاخ رعد لا يفكر ولا واحد بالميه انه ممكن يرجعني على ذمته لأن هذي بأحلامه والله ، حسباله انه لو رجع هنا واقابله بوجهي 24 ساعة اني بحن وارجع ؟ لا والله انه انعاف ولا انا يا متخلف تجيبلي ملابسي بأكياس زبالة وتتزوج علي بعد شهر بس من زواجي ؟ ماخليت ولا بقيت كلمة تجرح الا وقلتها لي , وجاي بكـــــل ثقه تعتذر ، متوقع اني باخذك بحضني واطبطب عليك واقولك لا ياحبيبي ماصار شيء ؟ والله يارعد انك بتحلم فيا ولا تلاقيني .
رعد : والله اسف اعرف اني استعجلت بكل شيء وما فكرت بولاشيء بس عطيني فرصــ...
مشت دون اكتراث وحاول اللحاق بها حتى خرجت من باب الفيلا امسك بيد حقيبتها لتقف ، استدارت إليه بحدة : ما تفهم ماعندك كرامه ؟ يارعد ما ابغاك انا مااااااا ابغااااك ولا بسمعك ، ولا يهمني اعرف ايش دوافعك ، لأنك بالحرف قلتلي انك مغصوب علي .. حاولت تحبني وتجبر نفسك علي ولا قدرت ، عايرتني بالاحداث انت حتى ماعمرك سألتني ايش كانت قضيتي اصلاً بالضبط ؟ ما اهتميت وبأول مشكلة بيننا عايرتني بالاحداث ، ما بقيت كلمة ممكن تكسرني ما رميتها ليا .. وكانت بيني وبينك شعرة احترام وقطعتها بأكياس الزبالة ، تعتذر على ايش اصلاً ؟
رعد بإستياء : على كل شيء ياروان انا والله حبيتك وأحبك وما زلت احبك ما كان قصدي اهينك او اجرحك او اضايقك او اكسرك او اي حاجه من هالقبيل بس ...
روان : ماقصدت بس سويـــت سويت كل اللي ما كان قصدك تسويه , خلاص اسكت ما بسمع منك شيء ، ارجع لسهامك اللي تشوف حياتك معاها واخترتها بنفسك محد غصبك عليها .
غادرت وتركته خلفها يحترق من الحسرة على ما قاله لها ، كلماته تدور في رأسه مراراً وتكراراً .. يشتم نفسه آلاف المرات لأنه عاداها تلك الليلة ولم يفعل كما تفعل هي عندما يغضب فتعانقه .. لم يكسر حدة جدالهم بعناق كان من الممكن ان يغيّر مجرى الاحداث بالكامل ..

مرت أيّام على وجودها مع الفتيات .. لم يكن حالها افضل مما كانت عليه سابقاً بل بدؤوا يشعرون أنها جُنّت ..
تبكي طواااال النهار ، وبالليل اصوات الموسيقى تصدح في غرفتها ..
دخلت العنود عليها بإنزعاج لتطلب منها خفض الصوت لكنها توقفت بإستنكار وهي ترى روان ترقص رقص حيوي مجنون شرقي على اغنية حزيـــــــــنه .
العنود : هذي اغنية ينرقص عليها ؟
لتجيب روان : اجل ابكي عليها ؟ يا حبيبتي احرقي سعراتك بدال ماتحرقي قلبك على اللي مايسوى وبس .
ضحكت العنود رغماً عنها : اخاف ابني احلامي على ريان ويطلع اخس من اخوه .
روان : كل الرجال مجانين لاتبني احلامك على احد ، وريان ادشر واحد من اخوانه شوفيني قلتلك وانتِ حره .
العنود : شكراً لك طمنتيني حسبي الله ونعم الوكيل .
اقتربت روان منها وهي تتمايل على الموسيقى : تعالي ارقصي معايا .
العنود : لا شكراً بنام بس ارخي الصوت صجيتيني .
اغلقت روان الاغنية : نامي عندي اليوم ما ابغى اجلس لوحدي انا كل ما اختليت بنفسي اتذكره ويضيق صدري .
عنود وهي تلقي بنفسها على السرير : اناااااا حنام بجهة الشاحن مالي دخل .

في الظلام الا من اضاءات شاشات هواتفهم ، روان اغلقت هاتفها متسائلة : كيف نسيتي سراج بهالسرعة ؟
العنود : لان ما كان بيننا شيء يُذكر واحس اني تسرعت اصلاً بإني اقوله اني احبه .
روان : لسه تحبيه ؟
العنود : امممم مدري ما يخطر على بالي كثير
ثم اغلقت هاتفها هي الاخرى واستلقت على ظهرها : الصراحه هو رجع كلمني بعد ما بلكته بكم يوم جاني بحساب ثاني قالي انتِ والله مافي منك وخرابيط كثيرة وبالنهاية قال ، الشيء الوحيد اللي يخليني ما اقدر اشوفك الا اختي هو ان آسر كان يحبك فما حسيت انها ممكن تضبط بيننا خصوصاً ان ابوي مايدري اني لقيتك .. المهم قال كلام ماله داعي وبلكته برضو وخلاص انتهت علاقتنا التعبانه ذي .
ضحكت روان لكن سرعان ما انكسرت ابتسامتها بتنهيدة : احس اني مربوطه مو قادرة امشي اكمل حياتي ولا قادرة ارجع اتقبله .
العنود : والله اشوتك لو رجعتي له اصلاً ، هذا المفروض اول ما يقول حرف تصفقيــــــــــه قليل الادب المتخلف ، لاااااتنســـــــــي انه اهاااانك وتزوج عليك وعايرك بحياتك لا تنسي انه طلقك ووصلك للاكتئاب .. هذا المفروض ما تنزل دموعك عشانه ابـــــــداً , عاد لاتصيري حساسه ويــــن روااااان اللي مايبكيها شيء المتبلدة السايكو ويـــــــنها ؟ رجعيها لان نسختك هذي الحساسه تخوفني اكثر من النسخة السايكو اللي كنت اعرفها . روان ضربت رأس العنود بخفه : اسريلك بس قال سايكو قال مافي سايكو الا انتِ والله .

\\

قبل ان انسى .. سارة ذهبت لتعيش مع والدها في منزل ذكرياتها المريعة ، تحدثت مع والدها عما حصل وما كان منه الا ان يقول : حسبي الله ونعم الوكيل عليهم حسبي الله , ماكان فيهم خير لي كيف امنتهم عليكم بس ماكان بيدي شيء .. امي كانت عارفه بخبثهم عشان كذا خلتك عندها , بس سهام شمعنى سهام أخذها ابو لمياء؟
سارة : لان زوجته قالت تبغى تخلي سهام عندها بما انها اخت لمياء بالرضاعه ولمياء وحيدة ماعندها لا اخوان ولا اخوات , عمي ماكان يبغى يتكفل فيها أصلاً بس زوجته اصرت عليه .. زوجة عمي تحب سهام لأنها بنتها .. تهاوشوا اعمامي فيني كل واحد يرميني عالثاني ولا واحد راضي ياخذني (تنهدت) وجات جدتي وهم يتجادلون فيني قالت ومين قال اني بطلّع سارة من بيتي .. سارة ماهي بحاجتكم لا انتو ولا منّتكم خلوا بنتي عندي ولا احد له دخل فيها , وبس عشان كذا جلست انا عند جدتي .
امسك بيدها بأسف : انا اسف يا ساره , اسف لأني ماحسبت حساب التشتت اللي وصلتكم له بسبب طيشي .
سارة ابتسمت : والله روحي رجعت لي لما دريت انك حي ما تدري قد ايش فرحت , الله يطول بعمرك ولا يحرمني منك ابداً .
والدها بإبتسامة : الله يسعد ويفرج على اللي تكفلوا بخروجي وييسر عليهم امورهم ولا مين كان يتوقع ان بعد كل هالسنوات بتندفع كفالتي واطلع من ناس ما اعرفهم لكن اخواني ولا واحد فيهم سأل , لا وموتوني .. تواصلين سهام ؟ هي تدري اني حي ؟
سكتت سارة للحظات لا تدري ماذا تقول : ما اتواصل معها كثير واكيد انها مشغوله بحياتها عشان كذا ما زارتك .
والدها : يعني تدري اني حي ؟
سارة اومأت رأسها بالإيجاب : ايه , لا تاخذ بخاطرك عليها انت عارف انها لسه عروس وكمان الجو مشحون ببيتهم لأن لمياء مسجونه بتهمة قتل وحسيت انها ماتبي احد يدري عنك من اعمامي يمكن هم قايلين لها شيء عنك !
تنهد بضيق : حسبي الله عليهم الله يتولاهم هذا اللي اقدر اقوله .


مرت الأيام حتى اعتادت هي عليه واعتاد هو عليها ، كان الطف واحن بكثير مما توقعت ، وكانت هي اكثر ود ولطف معه ، كانت تشعر طوال الوقت بالراحه والامان وهي بجانبه ..
لكن لم يدم الأمر على حاله طويلاً ف جابر اصرّ انه يريد خطبتها من والدها ولا يطيق الانتظار أكثر ..
وتمت خطبتها هي وجابر قبل ايام قليلة جداً ، حفله صغيرة اقامتها سارة في المنزل بمناسبة عقد قرانها ثم بدأت بالانشغال في تجهيز ماتحتاجه ل "الدبش" وتجهيز جناحها الذي ستعيش فيه في فيلا عائلة جابر بمساعدة ديمه شقيقة جابر التي طارت من الفرحه لأن سارة ستعيش معها في المنزل وأخيراً ستصبح لديها صديقة جديدة ..

في هذه الأثناء أيضاً ، لم يتبقى الكثير لجنى التي عادت إلى الشقه والابتسامة تزيّن شفتيها ..
روان : وين رحتوا ؟
جنى : ولا مكان بس تعشينا ورجعنا ، ابشششششركم ما حيأجل الزواج .
روان بإستغراب : ليش هو كان بيأجل ؟
جنى : ايوة مو لان بيان كانت بغيبوبة وكانو منشغلين بموضوعها هي واللي حاول يقتلها ف كان يقول لي مو ضابطه يكون زواجنا بعد كم اسبوع وعمتي بغيبوبة والعايلة كلها حايسه ومنكده .
العنود وهي تحسب : اففف يا سرعة الايام باقي بس اسبوعين وافتك منك !!!!
روان : وعبدالرحمن حيروح معاكم شهر العسل ؟
جنى بإستياء : رواد ما رضي .
العنود : شوف ذي الدلخه لا وزعلانه انه مارضي ، طبعاً ما يرضى ليش يرضى شهر عسل هذاااا شهر عسل لكم انتو الاثنين بس ، تخيلي عاد شهر عسل مع طفل يا ساااااتر يالقروشه .
روان : صح والله احس مايصير .
جنى : يا بنات والله احس مو مطاوعني قلبي اروح بدونه ، ورواد مرة مرة رافض وتخاصمنا عالموضوع كم مرة ويقولي ماهو طااير ومحنا طايرين شهر وحنرجع وماهو عند احد غريب وهو متعود على جوانا وتمارا ما حيفقدك لاتخافي ، يقهر .
العنود : والله من جد ماعندك هرجة ، يا حبيبتي انا لو عندي ولد وبسافر ايطاليا والله لا انسى خلفتي كلها ، قال قلبي ما يطاوعني قال .
جنى : مدري بس انا خايفه شويه ان رواد يحاول يمهدلي اصلاً ان عبدالرحمن مايعيش معانا !
روان : لا عاد مستحيل يسويها .
جنى : والله مدري احسه يغاااااار من عبدالرحمن كأنه عدوه او كأنهم ند بعض اصلاً ، ودايماً يقول لي انتِ مايهمك الا عبدالرحمن وانا بالطقاق ما اهمك ، وكل مشاكلنا عشان عبدالرحمن .
العنود : بدون زعل ؟ انتِ تبالغي بعبدالرحمن ولا بالله قوليلي كم مرة طلعتي مع رواد بدون عبدالرحمن ؟ ولا مرة .
جنى : الا مرتين .
روان : مرتين يالظاااالمه كثر الله خيرك والله .
العنود : اندري عنها ، واحد طالع مع خطيبته ، تجيبي ولدك معاك او تطلبيه يجيب ولدك ليـــــــش ؟ انتِ بتتعرفي على رواد ولا على حمني ! ما صارت من حقه يزعل .
جنى : ما جربتو تصيروا امهات لا تتفلسفوا ، والله ما حتطاوعكم قلوبكم تخلوهم .
وضعت روان يدها على بطنها قائلة بحالميه : يا الله لو اني حامل ...
قاطعتها العنود بإستهزاء : كان طالت عدتك اكثر .
روان : لاااااا اعوذ بالله احسن اني مو حامل بس والله نفسي اجرب شعور الحمل وان فيه نونو في بطني , ابغى احس بحركاته والله احس الشعور حلو حلو مرة ودااااافي صح ؟ .
جنى : يمكن صح ما احس اني متذكرة فترة حملي صراحه .
العنود : عاد مصيرك تحملي هذي دورة حياة البشر زواج حمل ولادة فما يحتاج تستعجلي .
روان : نكـــــاده نكــــاده هالعنود .
جنى : ما حترجعي لرعد؟
روان : لا طبعاً والله لو يبقى الاخير بالكوكب ما حرجع له ، ارجع له واشقي عمري معاه وتصير عندي طبينة ليش ؟ لهالدرجة اكره نفسي وبعذبها ؟
جنى عقدت حاجبيها : مو طلق سهام ؟
روان بإستغراب : مين قال ؟
جنى : انا اسألك .
روان : ما ادري عنه بس الخبيث له فترة نايم عندنا بالفيلا مقابل وجهي 24 ساعة عشان كذا طلعت من الفيلا .
العنود : طيب يا ذكيه ليش جالس عندكم بالفيلا اذا ماهو متخاصم مع سهام ؟
روان : مدري عنه مو ناقصني الا اني اشغل نفسي بحياته والله عاد مو فاضية اتطقس احواله .
جنى ابتسمت : لا ياشيخه ، ماتدري انها ببيت اهلها يعني ؟
روان : ما ادري .. ولا بعرف .
جنى : حتى لو طلقها ماحترجعي ؟
روان : انتِ مين مسلطك علي اليوم ؟ اقـــــووووووووول لايكون ارسلوك تجسي النبض ترى اعرف حركااااتهم والله ياويلك اذا وقفتي بصفهم .
ضحكت جنى بشدة : لا والله محد ارسلني انا قاعدة اسألك بس .
روان : طز فيه ماني راجعتله ، بس خليني اخلص العدة والله لاتزوج واقهره .... لا لحظة لحظة من جد هو طلق سهام ؟.
جنى : طلاق طلاق ما اعرف بس اللي اعرفه ان لها اسبوعين وشوي وهي ببيت اهلها .
روان : ماعرفناله ذا المعتوه قلنا انا مغصوب علي طيب وسهام ؟ والله من جد مريـــــض .. تدروا شكلي برضى عليه واوافق ارجعله واخليه يتأمل فيا واسحب عليه أحس كذا نفسي اغبنه يا بنات ساعدوني .
العنود : هيــــــــه قلت ابغى السايكو روان مو الوسواس الخناس .
جنى قاطعتهم فجأة بوجه مندهش : بنـــــــااااات تذكرت حاجه وقفت قلبي .
العنود : ايش ؟
جنى : تتذكروا زمان مرة قبل شهور لما قلتلكم اني صادفت واحد بالشارع وحكّيت سيارته بمبرد أظافري وطلع هو نفسه رواد فاكرين ؟
روان : ايـــوة ؟
جنى : طبعاً انا طوال الوقت كنت عارفه انه رواد بس كنت ادعي انه مايعرفني , هذا غير اني ولا مرة شفت سيارته هذيك اللي حكّيتها ف مرة نسيت الموضوع , واليوم لما طلعنا طلعني فيها وانا قلبي يرقع نفسي اسأله وين كانت السيارة طوال هذي المدة , المهم المهم واحنا بالسيارة وعبدالرحمن يحوس فيها عصب عليه رواد وقاله لاااااا تعدملي ام السيارة زي ماسوت أمك , وربي يا بنات طاااااح قلبي ..
روان : طلع يدري ؟؟؟؟
جنى : ايوة وسااااااكت ما قد كلمني حتى وجيت بسوي نفسي غبية واقوله ايش سويت ؟ قال ترى ادري انك نفس اللي حكّت سيارتي بمبرد أظافر .
العنود بضحكه : ما هزئك مع ولدك ؟
جنى : لا طبعاً بيهزئ على موضوع صارله شهوووور , ما قال شيء بس انا اعتذرت أصلاً .

*****

في غرفتها ووالدتها تعطيها الدواء وكوب الماء , بلعت الدواء وارتشفت نصف الكوب وعيونها مليئة بالدموع من فرط التعب .
وضعت والدتها باطن يدها على رأسها : حرارتك احسن من امس , اسويلك اكل جيعانه ؟ تراك ما اكلتي من الصباح .
هي : لا احس راسي مصدع بنام .
والدتها : مو انتِ لو تبطلي بكا كأنك طفله كان مازاد تعبك وزكامك , تراك كبرتي ياميهاف بالله لو تزوجتي وجبتي بزوره لسه بتجلسي تبكي كل ماتعبتي ومرضتي ؟
ميهاف بتهكم : ليش ممنوع الامهات يبكوا ؟
فادية : والله حتبكي كثير لو بقيتي على حالك هذا .
ميهاف : اصلاً انا ناوية ابكي كل مايبكي ولدي نشوف مين يبكي اطول .
فاديه بضحكه : الله يشفيك بس , ترى ام داني رجعت اتصلت وانتِ لسه مارديتي .
ميهاف بإستغراب : ارد على ايش ؟
فاديه : ماشاء الله انتِ اصلاً نسيتي ؟ يا بنت من اسبوع مو قلتلك ام داني بتخطبك لداني ولا لأ ؟
ميهاف : يااااا الله يا ماما انتِ لسه عندك امل تزوجيني , وبعدين قلتلك ما ابغى اتزوج خلاص .
فادية : يا ميهاف لمتى بتجلسي متعقدة من اللي صارلك مع عثمان ؟ شوفي الولد راح بحال سبيله وانتِ خلاص انسيه لاتجلسي تفكري فيه كثير .
ميهاف : ماما والله مصدعة مالي نفس اتكلم .
فادية وهي تقوم من سرير ميهاف : طيب على الأقل شوفة يمكن تغيري رأيك .
ميهاف : اشوفه وانا كذا مزكمه ؟ هو يطالع فيا وانا اجلس امخّط هههههههههههههههههههههههه
فاديه : بلا غباء يعني لما تتعافي , يعني اقولها تجي عالاسبوع الجاي وتكوني انتِ متعافيه ان شاء الله .
ميهاف : والله يا ماما سوي اللي تبغيه انا بنام لما اصحى يصير خير .
خرجت فاديه وهي تطفئ النور وتغلق الباب لتنام , لكن بمجرد ان اغلقت الباب بكت ميهاف
هل سينتهي بهما الحال لأن يشقا طريقان مختلفان هي وزياد ؟ هو شق طريقه ويبدو انه تخطى قلبها لكنها ما زالت تشعر بالأسف , لطالما كانت تتمنى لو انه الشخص الصحيح الذي ستحبه لباقي عمرها لكنها فرطت به .. لم تعد تدري هل احبها فعلاً ام لا ..
تقابلا قبل يومين في منزل فجر عندما عادت فجر هي وميهاف من المؤسسه الى منزل فجر التي دعت ميهاف على وجبة الغداء معها فلم تعدها إلى منزلها , أصلاً بدأت فجر تتعامل مع ميهاف وكأنها فرد من العائلة..
كان زياد موجوداً برفقة نايا ورند أيضاً موجودة .
الستائر الموازية لمائدة الطعام جميعها مفتوحة لتكشف عن النوافذ الكبيرة التي خلفها وتتخلل اشعة الشمس على الطاولة ..
لم تكن تشعر ميهاف انها بحال افضل من السابق , بل تزداد حرقة كلما رأتهم سوياً نايا وزياد .
كانت مائدة الطعام متوسطة الحجم تشمل 6 كراسي حولها , كرسيين في كل جانب من رأسها .. وكرسيين على اليمين وكرسيين على اليسار ..
زياد يجلس في مقدمة الطاولة وبجانبه على اليسار نايا ثم ميهاف ..
وامامهما فجر ورند .
سقط المنديل من يد نايا بينها وبين ميهاف لكنها لم تستطع الإنحاء لالتقاطه وما كان منها إلا ان تقول : حبيبي ميهاف ممكن تجيبيه ليّا مو قادرة اجيبه (ثم اكملت بحرج) بطني صاير عائق .
الطلب بسيط جداً وعاديّ , لكن ميهاف بلا وعي منها رمقت نايا بنظرة شرسه جداً جعلت نايا تلمس أذنها بحرج : اوك مايحتاج بآخذ واحد ثـ...
لم تكمل جملتها الا وميهاف تضع المنديل بجانب صحن نايا بصمت وتكمل اكلها بهدوء شديد .
ليقول زياد والضيق بادٍ عليه : تراها بس طلبت مناديل .
ميهاف رفعت بصرها تنظر إليه : وانا قلت شيء ؟
زياد : شفيك تعطيها بدون نفس ؟ كأن احد غاصبك .
نايا بهمس : زياد ماصار شيء .
ميهاف بغيظ : وكيف اعطيها وكأن محد غاصبني ؟؟ ابوس المناديل ولا اعتذر منها لان منديلها طاح منها اخ زياد ؟
فجر : خير خير شصار يعني ؟
زياد بغضب : شوفيها كيف تعامل يسرى كأن ذابحتلها أحد .
ميهاف بغضب اكبر : انا ماتكلــــــمت .
فجر قائلة لزياد : اقول ماصار شيء بس لا تكبر الموضوع جد ميهاف ماتكلمت ولا قالت شيء .
زياد : ليش منتي شايفه نظراتها وحركاتها !! من اول مرة شافتها فيها وهي مدري شفيها على يسرى (ثم قال موجهاً كلامه لميهاف) ترااااها زوجتــــــــي وما ارضـــــى أحد يعاملها بوقاحة .
تجمعت الدموع بعيني ميهاف بقهر وقامت من المائدة ,لتقول فجر بنفس اللحظة : والله ماتقومي .
ميهاف : والله ما اجلس , انا اسفه ما ابغى ازعلك بس ما حجلس .
بمجرد خروجها عن حدود نظرهم فجر بتوبيخ : عجبـــــــــك ؟ ارتحت يعني لما بكيتها ؟ اشبك عليها ؟ ايش سوت ماسوتلك شيء .
رند : يا ماما لاتتعبي نفسك عليه مجنون .

بالخارج كانت تبكي بقهر واقفة امام المسبح ترتدي عباءتها ووشاحها على اكتافها , مسحت دموعها عندما شعرت بقدوم احد من خلفها .
ضمتها من جنبها قائلة : لا تاخذي بخاطرك يا قلبي والله اني شرشحته لك بس لاتزعلي نفسك عليه .
ميهاف بصوت بالكاد يُسمع : عادي ما صار شيء , يس لا تخليني اجي وهو موجود ممكن ؟
فجر : حاضر , لا تزعلي ميهاف والله ماتدري قد ايش تعني لي وازعل اذا شفتك متضايقه .
ميهاف : ابغى ارجع راسي يعورني , اذا فيه شيء مهم خلينا نأجله لبكرة عادي ؟
فجر : طبعاً عادي بس ما حتطلعي وانتِ زعلانه والله .

بعد فترة من الزمن وميهاف تقف بمنتصف المكان وفجر بجانبها تشير بعينيها إلى زياد الواقف أمامهم , ليقول زياد بنبرة ثقيلة بااااردة : معليش .
فجر فتحت عينيها بقوة مشيرةً الى زياد ان يكمل كلامه .
زياد بإستغباء : ايش اقول ؟
فجر عضت شفتها السفلى بغيظ منه : اعتذر وخلصنا .
زياد زفر بضيق : آســـــف .. كذا تمام ؟
فجر : لــ..
ميهاف بضيق هي الأخرى : خلاص .
مشت بضيق وجلست بجانب رند قائلة بهمس : يرفع الضغط .
رند بهمس : قلتلك ترى واضح عليك كارهتها ماسمعتيني , المهم ترى بنفسجيه بتمرني بعد شوية وقلتلها انك عندنا فقالت اقولك لاتروحي بدري بتشوفك .
ميهاف : والله مالي نفس اشوفها نكّد علي الله يقلع راسه بس .
رند : اوك حقولها مالك نفس تشوفيها .
ميهاف : لا يا حيوانــــه .
رند : اجل اجلسي شويه زياد شويه وحيمشي أصلاً .
ميهاف وهي تنظر لزياد بطرف عينها وهو يقول للخادمه ان تعد الشاي : اي مرة واضح صراحة , اقولك انا بجلس بغرفتك فوق لأن اصلاً ماما قالت بتمر تاخذني فما حستنى مجيد .
رند قامت معها بحماس : صـــــح تعالي تعالي بوريك الأشياء اللي اشتريتها واشتريت شنط الدبش .
زياد وهو يراهما مغادرتين اشار لرند لتقترب منه ثم قال لها : خذي يسرى كمان خليها تتسلى .
لتقول نايا بسرعة خوفاً من رفض رند : لالا خليني هنا تعبانه مافيا امشي .
رمقت رند زياد بنظرة غريبة ثم اشارت له بحركات لم تفهمها نايا لكن زياد ضحك قائلاً : انقلعي بس .

عادت ميهاف من منزل فجر ذلك اليوم وهي ستموت من الغيظ والقهر من تصرفات زياد الغريبة .. ما كان منها إلا ان تحاول تخفيف حدة ضيقها بالاستحمام خرجت بعدها لكنها تشعر بنـــــاااااار مشتعلة بصدرها خصوصاً انها مازالت تفكر في الموقف الذي وضعها زياد فيه , للتو فقط طرت في بالها ردود قويــــة تتمنى لو يُعاد الموقف لتقولها عوضاً عن البكاء .. شتمت نفسها على بكائها السريع في تلك اللحظة ..
تمددت على السرير لتنام واستيقظت اليوم التالي بجسد سااااخــــــن جداً كالنار .



في ذلك اليوم عندما صعد زياد إلى داره ليجد نايا قد بدّلت فستانها لقميص واسع مريح , وبمجرد دخوله قالت بتساؤل : ليش كل ماجينا تكون ميهاف موجودة ؟ هي تجيكم كل يوم ؟
زياد : ما ادري عنها .
نايا : تقربلكم ؟
زياد : قلتلك صحبة رند بس .
نايا : بينك وبينها شيء ؟
جلس زياد على سريره : ليش جالسه تحققي ؟
نايا : مو تحقيق بس انت ماتكون طبيعي لما تكون ميهاف موجودة , انت طوال الوقت سافهني الا لما تصير ميهاف موجودة سبحان الله تصير تمــــــوت فيّا , لا تحسبني ما لاحظت .
زياد : طيب والمطلوب يعني ؟
نايا اقتربت منه وهي تجلس بجانبه وتمسح على صدره بتودد : هي اللي مانع نفسك مني عشانها ؟
زياد : لا طبعاً بس وخري .
نايا وضعت راسها على كتفه وبدأت تتحسس جسده برقه : اثبتلي .
زياد نظر إليها بنظرة باردة : ما عاد تأثري فيا ترى .
نظرت نايا إلى موضع يدها بإبتسامة انتصار : واضح .
ابعد يدها عنه وقام : ماراح يصير اللي تبغيه ولا تحلمي , انتِ عارفه اني لا يمكن ارجع اكرر اخطائي معاك بالذات , انا بس بستنى لين تولدي وبعدها إذا كنـــــتِ صادقه وولدك مني ف بسجله بإسمي وخلاص , واذا ماكان مني انا فكل الأحوال مطلقك .. فلا تتوقعي اني خلال هالفترة حفكر فيك كزوجة حتــــى , انا اتمنى اني ماعرفتك ولا شفتك ولا توصل فينا الحياة لإني انجبر اكون معاك تحت سقف واحد عشان بس اريح قلبي واثبت اني مستعد اتحمل طفل جا نتيجة لحظة ضعف مني , واثبت ان ضميري موجود وماني نذل وحقير لدرجة اني اتجاهل ولدي .
نايا : وضميرك هذا صحي فجأة ؟ ولا هي ميهاف اللي صحته لك ؟
زياد : هذا عاد شيء مايخصك .
نايا : زياد فكر فيها انت مو خسران شيء وين المشكله لو عاملتني كزوجة لين اولد طالما بالنهاية انت راح تطلقني وبرضو خلال هالفترة انت حتى مو قادر تكلمها .
زياد بإستهزاء : وانتِ راضيه تكوني مؤقته ؟
نايا هزت كتفها بلا مبالاة : انا أحبّك واي شيء ممكن يريحك بتقبله .. ماتوقعت ان هالنوع من البنات يجذبوك .
زياد : عادي الإنسان يتطور مو كل مرة بيختار ...
قامت وهي تقطع كلامه بقلبه خفيفة طبعتها على شفته , امسكت بكلتا يديه ووضعتهما على جسدها هامسه : انا حبيبتك الأولى وهذا اللي ماراح تجادلني فيه , وكل مرة تروح فيها لغيري حترجع , لأني الأولى بحياتك ولأني تجربتك الأولى اللي عمرك ماحتنساها , لا تقاوم هالحقيقه يازياد , لأنك ماحتتعداني .
لم تنفك عن لمس وجهه .. رقبته .. جسده , لم تتوقف عن الهمس بعبارات تعلم مدى تأثيرها عليه , لم تتوقف عن إيضاح استسلامها التام له ليفعل مايشاء , حتى بدت ملامحه ترق .. ووعيه يغيب .. حتى اقتربت قليلاً من شفتيه ليسبقها هو بخطف قُبلة ..
ابتسمت عندما دفن وجهه برقبتها وهو يستنشقها بعمق , اغمضت عينيها بنشوة , مر الوقت حتى مضت نصف دقيقة وانفاسه تزداد حرارة ..
لم يدم الامر طويلاً ..
عانقته أكثر لكنه دفعها بعينين مليئتين بالكره : انا أكرهك افهمي , انتِ تجربتي الأولى بس اسوأ تجربة .. ماراح انساك لأني ماراح احاول انساك وبحاول اتذكرك طول عمري عشان ما اطيح على اشكالك من جديد بس لا يمكن ارجع , انتِ الغلطه اللي دفعت فيها كرامتي عشان اصلحها , مو عشانك ولا عشان اللي انت حامل فيه لأني واثق انه مو مني , بس ميهاف ماتستاهل واحد زاني .

\\

رفعت رأسها من المغسله وقطرات الماء تتساقط من وجهها .. خرجت من الحمام لتصلي الظهر وبعدها اخذت مصحفها لتقرأ آياته علّها تطمئن .. علّ قلبها يهدأ .. علّها تشعر بأن الله بجانبها وتشكو له بما تشعر .
خرجت من دارها بعد ذلك عندما شعرت بتحسّن مزاجها وجسدها بدأ يستعيد نشاطه , رأتها فادية التي تقف بالمطبخ لتعد وجبة الغداء , تهلل وجهها بإبتسامة واسعـــــة : صح النــــوم .. تعالي .
ميهاف : صحّ بدنك .
اقتربت منها واخذت فادية تتحسس جبينها : لا مرة حرارتك نزلت الحمدلله , كويــس لأني اتفقت مع ام داني تجينا الاربعاء .
ميهاف بعد لحظات من الصمت لتستوعب من جديد من هي ام داني ؟ : يا ماما مين داني ومين هذي اصلاً ؟ قد شفتها ؟
فادية : امممم كنا نزورها وانتِ صغيرة بس ما اعرف اذا تتذكريها او لأ , يمكن إذا شفتي تتذكريها .
ميهاف : وايش اللي ذكرها فينا بعد ذي السنوات ؟
فادية : النصيــــب أكيد .
ضحكت ميهاف على تفاؤل والدتها ثم قالت بجدية : انا موافقة اشوف داني لكن بشرط .
فادية : ايش شروطك كمان ؟
ميهاف : ماراح اوافق عليه او ارفضه بعد الشوفة على طول احتاج وقت اتعرف عليه فيه ابغى فترة خطوبة , ما ابغى تخلوها بس شوفة واستخارة اذا ارتحت وارتاح ويلا نعقد , لا ابغى اعرف اخلاقه .. تفكيره .. اسلوبه .. ابغى اعرف مين دانــــي اللي حعيش معاه , ما ابغى اكتشف بعد العقد انه نسخة ثانية من عثمان .
فادية : واذا ما كانت عندهم ذي العادات ؟
ميهاف : الله يستر عليه حرفض .
فادية : خير ان شاء الله .

يوم الأربعاء .. بعد صلاة المغرب .
تشعر أن الأرض والجبال والسماء والكواكب والكون بالكامل يجثوا على قلبها , دخلت والدتها : ميهاف اشبك الأدمية تسأل عنك .
ميهاف بترجي : ماما ما ابغى خلاص خليهم يروحوا .
فادية بغضب : تستهبلي ! قومي يا ميهاف قبل لا تعصبيني .. خمسه دقايق والقاك برا لا حتى مو خمسة دقيقة وحدة لو ماجيتي والله ماحيصيرلك خير .

*****

بالخارج .. واقفاً امام موظفة الإستقبال التي ظلت عيونها متعلقه بشاشة الحاسوب قائلة : كانت تزوره بس ما كانت تسجل مواعيدها وهو ما كان يدخلها بمواعيد .
سلطان : ما كان فيه شيء غريب من ناحيتها ؟
سكتت الموظفة مترددة , ليقول سلطان : انتِ تدرين اني جاي احقق مو جاي اتلقف بالنهاية بدر موقفينه عن المزاولة ف تكلمي وساعدينا .
الموظفة : هو الغريب انها تجي بدون مواعيد ويستقبلها بدر ويخلينا نكنسل المواعيد اللي تصادف نفس الوقت , كنا نشك انها حبيبته او شيء من هذا القبيل , حاولنا نشتكي لما حسينا بغرابه بالموضوع بس ما عندنا دليل , وكل مرة نشوفه يطلع شايلها ويطلب مني اغطي عليه .. كان الموضوع يخوف وهي بكل موعد تطلع من مكتبه وهو شايلها احنا ما كنا قادرين نحط احتمال غير انه يستغلها جنسياً , ورفعنا بلاغ مجهول ولما فتشوا الكاميرات بمكتبه ماكان فيه شيء مهم غير انها بكل مرة تنام بوسط كلامها بشكل مفاجئ .. وكان بدر بس يطلعها يوصلها لبيتها , وكان عذره انها تعاني من مرض يخليها اذا زادت حدة مشاعرها تفقد وعيها , كلنا كنا شاكين انه يكذب لأن بدر عمره ما كان انسان مريح , بس ماقدرنا نثبت شكوكنا بشيء .
سلطان : ما قد صار أي شيء غريب بينهم طيب ؟
سكتت للحظات تفكر : لا ماقد لاحظنا عليها هي شيء , بس آخر مرة جات فيها تخاصمت معاه , وطلعت وهي تبكي وتصرخ وانه استغلها وما عاد شفناها جات مرة ثانية .
سلطان : انتِ قلتي انكم لما قدمتوا بلاغ مجهول ضد بدر فتشوا كاميرات مكتبه ولقوها تنام بوسط حوارهم صح ؟
الموظفة : ايوة .
سلطان : هالتسجيلات وينها ؟ احنا فتشنا المكتب اكثر من مرة مافي ولا تسجيل فيه ارجوان .
الموظفة : ما اعرف .. انا اخذت اجازة فترة وناوبت عني موظفة ثانية ف يمكن هي تدري وين راحت التسجيلات .
سلطان : صحيح انا اول مرة اشوفك , طيب مو مشكلة انا حدخل للمكتب وابغى اطلع وانتِ مجهزتلي ملف لمياء , ابحثي عنها بالملفات اللي قبل سنتين ابحثي بالأرشيف ..
: اوك .. اكتبلي اسمها هنا لو سمحت .
دون اسم لمياء الرباعي بورقة وتركها على الطاولة ودخل إلى مكتب بدر ..

خرج سلطان من مكتب بدر مستاءً لأنه وللمرة الثالثه لم يجد أي شيء يبحث عنه في مكتب بدر ، وقف عند الموظفة مجدداً ينتظرها إلى ان انتهت من مكالمتها ثم قالت : مالقيت ملف البنت اللي تدور عليها واضطريت اسأل صحبتي اللي ناوبت عني ، قالت الملف ااخذه محقق اسمه هاني .. مو انت ؟
اغمض سلطان عينيه بغيظ وزفر ، شد على قبضته لثوان ثم قال : طيب ، شكراً ماقصرتي .
خرج من المشفى قاصداً مكتب هاني بمنشأتهم .. دخل دون ان يطرق الباب والعبوس يعتلي وجهه ..
اغلق هاني الملف الذي بيده ثم نظر إلى سلطان : الباب زينه ؟
سلطان : ليش اخذت ملفها من العيادتين ؟
ابتسم هاني : وهل تتوقع بخليك تستغل ملفاتها بقضيتها ؟ سلطان اصحى على نفسك انت ليش تحاول تبرئ مجرمه !!
سلطان : طالما البنت مريضة نفسياً انت عارف ان...
قاطعه هاني بغضب : ممكن ماتدخل عواطفك على حساب اوادم ماتوا بأبشع الطرق !! وعشان ايش ؟ عشان صاحبهم اللي بالنهاية سحب على خطيبته وعليهم ؟ يا سلطان انت ماتخاف طيّب اذا طلعتها تئذيك ؟ هذي محد يقدر يئتمنها اذا مو لأنها مجرمه ، لأنها مريـــــــــضه نفسياً على قولتك .. سلطان انت عارف لو رئيسنا اكتشف اللي تبي تسويه انت فراح تكون العواقب اسوأ من وجودها بالسجن .
سلطان بقلة صبر : خلصت مواعظ ؟ اوك اعطيني الملفات .
هاني : ترى من صالحي انهم يوقفوك واترأس انا القضية ، بس سلطان انت تدري بمكانتك عندي ..
سلطان : اجل لاتتدخل ، وهات الملفات
هاني تكتف : حرقتهم .
سلطان امسك ياقته بغضب : تستهبل ؟؟؟؟
هاني ابتسم بإستفزاز : الله لهالدرجة ؟
تركه سلطان : هاني ابعد عن طريقي احسنلك ، لمياء تخصني ، قضيتها تخصني ، انت مجرد مساعد ، المفروض ما تتصرف اي تصرف بدون علمي وامري أنااا ، وطالما عندها ملفات ف حتى لو اشتكيتني للرئيس مو طايلني بشيء بالعكس هذا بيكون بصف لمياء .. لاتنسى ان الملفات مو مزورة ، وبعدين انت ليس مشخصن الموضوع اللي ماتوا من اهلك ؟ لا ، اجل خليني .
اتسعت احداق هاني بصدمه من اخر عبارة قالها سلطان ، ليقول بغضب : هذي مو طبيعة شغلنا ياسلطاااان ، يعني احنا بس اللي يقتلون اهالينا هما اللي نطبق عليهم الحكم والشريعة والباقيين لا ؟
سلطان : هاني لاتطولها وين الملفات ؟
هاني زادت عقدة حاجبيه اكثر : سلطان ..
لم يكترث سلطان وقاطعه وهو يتجه الى مكتبه يبعثرها باحثاً عن الملفات .. هاني : لا انت جنيت رسمي .
وجد سلطان مايريد ، اخذ الملفات وغادر المكتب .. ليزفر هاني بضيق من تصرفات سلطان الصبيانية المفاجئة له .

معلومات إثرائيه :

* عائلة هاني وعائلة سلطان كانا متجاوريين بالمنازل منذ زمن ، لكن عائلة هاني انتقلت

* منزل سما التي تعيش فيه الآن هي وسلطان هو منزل والدهم بالاساس ..

//

: مااابغيتي تردي ، حرام عليك قطعتي قلبي من الشوووق ياروان .
ابتسمت روان وهي تضع هاتفها امام وجهها بإستقامه : معليش احتجت فترة بُعد عن العالم .
تمارا التي تظهر على شاشة الهاتف : يا روحي مايحتاج تبرري لي خذي وقتك لحد ما تحسي نفسك أحسن ، ماعلينا كيف حالك ؟
روان : الحمدلله كويسه ، انتِ كيفك ؟ وايش شعورك وانتِ كلها كم يوم وتصيري جامعيه ؟
ضحكت تمارا : والله الصراحه متوترة متوتررررة ، اخاف يطقطقوا علي بنات الجامعه وانا سبك ما اعرف شيء .. اخاف من جد حستنى جرس الفسحه او انادي الدكتورة ابلة يوووووووه والله خوف مو طبيعي .
ضحكت روان : هالله هالله ما تسمي الكافتيريا مقصف .
تمارا : يووووووووه هذي راحت عن بالي الله يستر بس والله لو احد ضحك علي ببكي .. الا قوليلي انتِ حتداومي اول اسبوع ؟
روان : مالي نفس الصراحه ، مالي نفس اقابل الناس واتعرف من جديد ، الله يسامح امي قلتلها خليني بمدرستي الا مصره على الاهليه عشان المعدل .
تمارا : ترى احسن لك لان من جد درجات القدرات التحصيلي سبراااايز ف عالاقل تكون درجات المدرسة حلوة عشان الموزونه .
روان : الله يعين بس ، وينها جوانا ؟
تمارا : بغرفتها .. انتِ بالفيلا ؟
روان : لا عند عنود وسارة .
تمارا : اووه ، كيف حالها عنود ؟
روان : الحمدلله ..
تمارا : ما اعرف اذا عادي اسأل او لأ ، بس هل كلمتيها يعني على ريان ؟
روان : هل ريان كلم امك ؟
تمارا بحيرة : لا ، هو لسه بالنرويج مارجع ، ويمكن يطوّل لأن بيونه مو باقيلها شيء وتولد .
روان : طيب انا اكلمها على اي اساس ؟ تخيلي لو تبني احلامها عليه وامك ماتوافق ايش الفايده ؟ ولا تخيلي يرجع من النرويج متزوج ؟ ما بحطم البنت ، ف خلاص لما يرجع ويكلم امك يصير خير ان شاء الله .
تمارا شعرت بحدة مزاج روان من ردها ، فلم تُرد جدالها .. عم الصمت بينهما لثوان قليلة .. حتى بادرت روان قائلة بتردد : سهام ... تزوركم ؟
ابتسمت تمارا حتى تحولت ابتسامتها ضحكه : طلقها تخيلي .
روان عقدت حاجبيها بصدمه : اما ليش ؟ لا مو ليش بس مدري ..
قاطعتها تمارا عندما شعرت بتورط روان وفضولها في آن واحد : ماعليك بقولك بقولك ، اكيد تدري عن موضوع لينور مايحتاج اعيده لك بما انها رجعت لكم ، ثاني شيء تعامل سهام مع رعد سيء سيء سيء لابعد درجة ممكن تتصوريها ، لدرجة تخيلي ما زارونا إلا مرتين بس يا الله يا روان كمية سلبية بسهام مو طبيعية هذا غير الهياط وغير ثقالة الدم ، من جد الادمية يا ساتر اعوذ بالله بس ، ماعندها اخلاق ، كل ما جاتنا تهزئ برعد قدامنا ، لا مو تهزيء بس كذا اسلوبها سيء ، هذا وهم عرسان وهذا اسلوبها .. تخيلي كان بيأكلها وهي هزت الملعقة طاح الاكل عليها يا انها طااااارت فيه والله ان حرفياً احنا واحنا مو عايشين معاكم بس حسينا بفرق بين رعد وهو معاك ورعد وهو معاها ..
تخبطت ملامح روان في هذه الاثناء وتشابكت مشاعرها ، اكملت تمارا : هذا كوووم وانها زعلت من رعد لانه رجّع لينور عندكم لان حضرتها مفتريه بالادمية كوم ثاني ، رعد دافع عن لينور ف هي زعلت وراحت بيت اهلها ، صراحة رعد جلس اسبوع وشويه ما فكر حتى يراضيها ولا جاب بسيرتها (ثم تحولت نبرتها للاستعطاف) ما كان على لسانه غيرك ويقول حس وكأن ربي بلاه بسهام عشان يحس بقيمتك .
روان : يوفر احاسيسه بجيبه انا ما حرجع له .
تمارا : والله يعني ما بتدخل بحياتكم بس ما يستاهل فرصه ؟
روان : انتِ الظاهر ماتدري كيف طلقني الرمه ، ويستاهل طاح على شاكلته بس لا يفكر يرجعني .
تمارا : انتِ تدري انه قاعد عندكم بالفيلا ؟
روان : وانا ليش طلعت من الفيلا ؟ لأني ابغى اقطع امله فيا يا تمارا ، طاب خاطري من رعد ما ابغاه ولا ابغى اشوفه ولا ابغاه يحاول حتى يعتذر .
سكتت تمارا للحظات ثم قالت : ماعلينا المهم إنه قبل كم يوم ابوي هزأه لانه معلق بنت الناس ومايرد لا عليها ولا على اهلها ف أبوها كلم بابا وبابا سفّل برعد .. وراح رعد يراضيها ....
زفرت روان بضيق : طيب ؟ وما رضيت وطلقها ؟
ضحكت تمارا : هو قيده رايح لها مغصوب عشان اهلي لا يطيروا فيه ، بس لما جا يراضيها شرطت عليه ما ترجع الا اذا جابلها شغالتين بدال لينور وسواق لانها تبغى ترجع لشغلها .
روان : وماعجبته شروطها وطلقها !
تمارا : طبعاً لا ، هو ماعنده مشكله مع الخدم انتِ اكيد عارفه ، بس هو مشكلته مع تعامل سهام معاهم اقسم بالله تعاملهم كأنهم عبيد وجواري عندها مافي اخلاق والله اعوذ بالله ، وهي شرطت الشرط كأنه تحدي انه ما يقدر على فراقها وحيسويلها اللي تبغاه .. بس هو سحب عليها ، الم***ن ماطلقها كذا بوجهها ! لا راح المحكمه طلقها بدون ماتدري ..
وجاتها رسالة بالجوال من ابشر انها تطلقت ، لو تشوفيــــــها كيف انهبلت وابوها اتصل على ابوي يسب ما خلا ولا بقى شيء ما قاله ، رعد ما يرد على احد يدري انه جاب العيد ، والبجيحه تسبنا انا وجوانا وامي تخيلي ترسل لنا واتساب تسبنا وتدعي علينا ان اكيد احنا اللي محرشينه عليها سبحان الله ما شافت اخلاقها ما غير بترمي غلطها علينا ، والله من جد تجيك التهايم وانت نايم .
روان : اخوك متخلف على فكرة وجبااااااااااان ليش ما طلقها بوجهها ليش يتعمد يسوي حركاته الوسخه هذي ؟ انا ما بدافع عن سهام بس رعد واااطي .
تمارا : والله مدري عنه اسأليه ، هو حالياً مايرد على احد (ضحكت) اصلاً شكله لغى رقمه لأن مقفل الرقم طوال الوقت ، وابوي يتصل على سما وتقوله رعد ما بيكلم احد ، بس صراحه محد شارهه على طلاقه من سهام لان كلنا شايفين هي كيف عديمة اخلاق وكنا مستغربين كيف رعد يحبها ... تغيرت ملامح روان واشاحت وجهها عن الهاتف للحظات ثم قالت : ما اعرف ايش اقول بس يستاهل .
تمارا : كلمك ؟
روان : مين ؟ رعد ؟ ايوا ، بس قلتلك احسن له ينساني لأني من جد عافته نفسي ، انا استاهل واحد احسن من رعد ، واحد حتى لما احط قلبي بيده ما يئذيني ، معليش يعني لأني اتكلم عن اخوك بهالطريقة بس هذي الحقيقه ، رعد مجنون وما يستاهل .
ابتسمت تمارا : بس كنتوا لايقين لبعض كنت احب اشوفك معاه ، والله ياروان ما شفتي الفرق وهو معاك وهو معاها .. وهو معاها نص ابتسامه مافي الا لو ابتسم لانه متفشل من حركاتها بس .. بس تتذكري اول مرة زرتونا فيها بعد زواجكم ؟ كان هااادي ورايق كل ما جات عينك عليه ابتسمتوا ....
قاطعتها روان عندما انقبض قلبها بضيق : بيان قالتلي اجيها النرويج اجلس عندها فترة يمكن ارتاح لا هو اكيد اني حرتاح بما انها بريف ، ف ايش رايك ؟
تمارا : حلو روحي تغيري جو .. بس متى اذا المدرسة حتبدأ بعد كم يوم ؟
روان : افكر اسحب اول اسبوعين واسافر ، بس محتارة .
تمارا : والله لو مكانك بروح بدون ما احتار وطز بالمدرسة ، بس مااااش التفلت ذا وانا مستجدة بالجامعة ماينفع .

*****

اغلقت هاتفها وانهارت بالبكاء لاتشعر بشيء سوى الاختناق .. تزوج زياد وستتزوج هي من شخص لا تعرف عنه سوى اسمه " داني " بالرغم من وسامة داني واناقته الواضحه عليه حتى في جلسته ، تهذيبه في الحديث لكنها ظلت تفكر في زياد .. قلبها متعلق به بشكل لم تتوقعه إطلاقاً .
لم تكن تتخيله زوجاً لها فعلاً لكن الآن لاتريد سواه ..
بعد لحظات دخلت والدتها لغرفتها مبتهجه لكن ما إن رأت وجهها الباكي حتى قالت بفزع : اشبك ايش صار ؟
ميهاف : ما ابغى اتزوج .
فادية : يا بنت انتِ اشبك ؟ ما مداك ماصارلك يومين شفتيه على طول رفضتي ؟ استخيري طيب على الاقل !!
ميهاف : انا بدون استخارة وبموت من الضيقه والخنقه ، يا ماما خليني ما ابغى اتزوج انتِ تبغي تفتكي مني ؟ حروح انام بالشارع اذا ما تبغيني بس لاتغصبيني اتزوج .
فادية : ايش الكلام دا يا ميهاف ؟ انا مو سألتك قبلها ووافقتي انهم يجو وشرطتي انو تكون فيه فترة خطوبة ؟ دحين صرت انا اللي غاصبتك ؟
ميهاف : الله يخليك قوليلهم اني مو موافقه خلاص ما ابغى حتى خطوبة ما ابغى اتعرف عليه يا ماما انا مو مرتاحه .
فادية جلست بجانبها تمسح على ظهرها : يا ماما يا ميهاف اعطي الولد فرصة طيب ، هما وافقوا على شرطك ، يمكن مع الايام تغيري رأيك .. ما تدري يمكن هذي الضيقه لأنك بس خايفة تتكرر نفس خيبتك بعثمان ، بس صدقيني داني غير بالعكس انا وافقت عليهم لانهم ناس فاهمين وواعيين ومعيشين بناتهم احسن عيشه .
ميهاف : يعني لا احاول اقنعك بالرفض صح ؟
فادية : تعرفي عليه واعطيه فرصة لو اسبوع بس ، بعدها اذا رفضتيه بعذر مقنع ما حغصبك طبعاً ، وبكل الاحوال استخيري يا بنتي .
سكتت ميهاف عندما شعرت ان الأمر واقع لامحاله ، لم تتوقف عن البكاء بقهر .. لو أنها لم تجادل زياد لما وصل الحال ما هو عليه الآن " هذا ما خطر في بالها بهذه اللحظه .

في فيلا فجر ، ورند تجلس على الاريكة بحيرة تتحدث بالهاتف : طيب اذا انتِ ماتدري ايش تسوي انا ايش بيدي اسويلك ؟
ميهاف باكيه : قوليلي ايش اسوي ؟
رند : مالك الا تتعرفي عليه وبعدها تعذري بأي عذر وافقعي .
ميهاف : يارند قلبي يتقطع يتقطــــــع احس مو قادرة اتقبل اني ارجع اشوفه ، احس اني قاعدة اخون زياد اووو مــــــدري مدري مو قادرة افكر بشيء .. طيب لو تزوجنا بس انا لسه احب زياد هذي ما حتعتبر خيانة لداني طيب ؟ يااااااا الله .
رند : لا حول ولا قوة الا بالله قلتلك تعرفي عليه وافقعي لا توافقي ، طالما امك مو مقتنعه برفضك اللي ماله عذر ، حطي فيه اعذار بس بعد ما تتعرفي عليه عشان تقتنع امك .. ( ثم ابتسمت قائلة ) وعلى طاري زياد اكتشفت انه ما ينام مع نايا .
عقدت ميهاف حاجبها : شدراك ؟
رند : ياحبيبتي انا رند لا تستهيني فيا .
ميهاف : لا من جد شدراك ؟
رند : اول حاجه زياد قد قالنا انه ماتزوجها الا عشان يلغي شعوره بالذنب باللي سواه .. ثانياً قال لو كان فيه احتمال انها حامل منه ف بيكون منطقي انه متزوجها قدام الناس وعشان كلام الناس وكذا .. ثالث شيء هو قال انه مايحبها وبس فترة ويطلقها .. راااااااابع شيء هما نايمين عندنا من كم يوم وشكلهم مطولين ، وطوااال الايام اللي هما فيها عندنا كانت نايا تنام بغرفة زياد بس زياد احزري وين كان ينام ؟
ميهاف : عندك ؟
رند : لا عندك .
ميهاف : مو وقت هبالتك .
رند : والله من جد بغرفتك ، يعني غرفتك اللي كنتِ فيها ببيتنا كم مرة صادفته يدخل ويطلع منها بالصباح وهو باين دوبه صاحي ، ف استنتجت انه ماينام معاها .
سكتت ميهاف للحظات : عادي مو شرط نايم بالغرفة اللي كنت فيها يعني لسه يحن ، اكيد ماله مكان ثاني اصلاً .
رند : محد قال انه يحن بس اقولك انهم مايناموا سوى .
ميهاف : هرجتك بايخه ترى وما تواسيني بالعكس قاعدة تزيديني قهر .. رند لو يحبني ليش ما يكلمني عالاقل .
رند : اقول انتِ اللي المفروض تكلميه وتعتذري لانه اكيد زعلان منك ، ولا لا يكون حسبالك بقولك انتِ صح ؟ لا والله صح ان زياد غلط بس ياميهاف الموضوع قديـــــــم وهو حبك ف تستاهلي محد قالك ترجعيه لنايا بنفسك .
ميهاف : يااااربي منك رند ابغاكِ عون صرتي فرعون ، المهم انا حققل لان الاخ داني حيجي ، ادعيلي .
رند : الله يكتبلك اللي فيه الخير ....

عندما اغلقت رند الخط دخل زياد في نفس اللحظة وفي نفس اللحظة تساءلت فجر التي كانت تجلس بأحد الارائك : كنتِ تكلمي ميهاف ؟
رند : ايوة .
فجر : ان شاء الله طيبه ؟ لها كم يوم اكلمها تعتذر تعبانه .
رند : شوويه نفسيتها تعبانه
جلس زياد بجانب والدته واكملت رند : لانها انخطبت لواحد وامها ماتبغاها ترفض قبل ماتتعرف عليه .
فجر : طيب ؟
رند : وبس هي تعبانه من الموضوع ما تبغى تتزوجه ، لكنها قفلت لانه بيجيها .
بهتت ملامح زياد وعقد حاجبيه : ماتبغى تتزوجه ليش يجيها ؟
رند : لانها وافقت تتعرف عليه وتكون فيه فترة خطوبة بينهم يتعرفوا فيها وبعدين يقرروا اذا يناسبوا بعض او لأ .
زياد رص على اسنانه بغيظ : ..

قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الخميس الموافق :
28-9-1441 هجري
21-5-2020 ميلادي






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 07:25 PM   #83

Nada $

? العضوٌ??? » 421354
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 397
?  نُقآطِيْ » Nada $ is on a distinguished road
افتراضي

رعد لا يستحق فرصه لانه هو فكر بنفسه اذا كان عاش بسعادة مع سهام وكانت انسانه طيبه ماكان بيلتفت لروان
الي غدر مرة بيغدر مرات


Nada $ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 04:57 PM   #84

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


/


الفصل التاسع عشر
البارت الثالث

زياد رص على اسنانه بغيظ : الله يهنيها.

في داره وهو جالساً على الكرسي الموجود "بالجلسه الخارجيه لغرفته " متكتف ، عاقداً حاجبيه ، يحرك قدمه اليسار بسرعة .. غاااارق بالتفكير ، يحاول تشتيت ذهنه عنها لكن لا يستطيع ، لم تحاصره الافكار فقط ! بل حتى الخيال ، الخيال هو ما زاد الأمر سوءاً وزاد مشاعره استياء ، تنفس بعمق حين شعر بالاختنااااق .. عض شفته السفلى بغيظ وهو يبلع ريقه مرة تلو أخرى .
جاءت وهي تجلس بالقرب منه ، وتحديداً بالكرسي المجاور له : فيك شيء ؟
لم يتحدث ولا ينظر إليها حتى بل ظل على حاله .. العبوس يحتل ملامحه .
نايا : اذا في شيء مضايقك تقدر تقول لي .
زياد بعد لحظات من الصمت : كم باقي على ولادتك ؟
نايا تنهدت بخيبة : وجودي معاك هو اللي مضايقك لهالدرجة ؟
سكت زياد ، واكملت نايا : ليش ما تبغى تفتحلي قلبك يازياد ، معقوله ولا يوم من الايام اللي كنت فيها معاي شفعلي عندك ؟
زياد : يسرى انا تعباااااان مالي نفس اتكلم .
نايا قامت من مكانها ووقفت خلفه واضعةً يديها على كتفيه ، تضغط عليهما برقة : حبيبي ايش اللي متعبك ؟
لم يجبها .. نايا انحنت قليلاً هامسه : انت لو بس تطاوعني بترتاح .
زياد : اطاوعك بإيش ؟
نايا وهي تمسح على شعره ورقبته بحب : انت عارف .
اغمض زياد عينيه وزفر : ماا تعبتي ؟ لهالدرجة مصره وعندك امل ؟
نايا طبعت قبلة خفيفة على رقبته : ولا راح استسلم الا لما يرجعلي قلبك ، انت لي .
اسند رأسه على الكرسي , ليس وكأنه لا يريد مطاوعة رغبته في نايا لكنه لم يعد يستطيـــــع , جزء منه يمنعه عن ذلك .

\\

جلست بصمت تنظر إلى الاسفل بإرتباك .. لم يسعه سوى الإبتسام بوِد قائلاً : كيف حالك ميهاف ؟
ميهاف : الحمدلله ..
داني : انتِ بالجامعه صح ؟ ايش تخصصك ؟
ميهاف : لسه مستجده .. انقبلت أحياء .
داني : ماشاء الله حلو .. انا هذي اول سنه لي كمحامي .
لم تعقب على كلامه بل اكتفت بالصمت .. بينما هو يحاول خلق حوار ليتعرف عليها .
بعد لحظات حل الصمت بينهما ، ثم قال : ايش الاشياء اللي تخوفك بالزواج ؟
ميهاف : الزواج نفسه .
داني : كيف يعني ؟
ميهاف شعرت انها قد نالت على فرصة لتقول بحماس : ما أحس إني ابغى اتزوج ، فكرة الزواج بالنسبة لي تخوّف .
داني بإبتسامه لطيفة : هذا الخوف ناتج عن تجربتك اللي فاتت ؟
نظرت إليه لثوان قليلة جداً ثم اخفضت رأسها : يمكن .
داني : بس انا اوعدك إني راح اعوّضك وانسيك خطيبك الأول ، انا مرة ارتحت لك ومن جد أشوف إننا ممكن نكون ثنائي مميّز .. والصراحه مرة كان فبالي موضوع فترة الخطوبة قبل عقد القران بس ماعرفت كيف افاتحكم بالموضوع ، ف الحمدلله إنها جات منك و حسيت ممكن كمان افكارنا تكون قريبة من بعض .... طيب قوليلي ايش شروطك للزواج ؟

عادت إلى غرفتها بعد ان ارهقتها هذه المقابله التي لم تستغرق سوى ساعة واحدة لكنها شعرت بأنها امضت سنه كاملة معه ..
الوقت ثقيل وبطيء جداً . قلبها يعتصر يعتصر يعتصر من فرط الضيـــق ومازال بالها مشغولاً في زياد ماذا يفعل الآن ؟..
ماهذا الحب الذي أصابها فجأة بهذه الكثرة !! لا تنفك عن الشعور بالحب ناحيته والذنب في آنٍ واحد ، لاتنفك عن التفكير به وبما يفعل ، لا تنفك عن التساؤل " هل ما زالت في قلبه ؟ هل يحبها كما تحبه ؟ ام ترك كل هذا خلفه ومضى تاركاً إياها مولعةً به بلاحولٍ لها ولا قوة !!"
تجمعت الدموع بعينيها كما العادة ، هذا الكم من التساؤلات والحب يؤرقها جداً تودّ لو أنها تستطيع سؤاله عن مايشعر ناحيتها الآن ، لعلها تستطيع انصاف نفسها واتخاذ قرارها ..
لكن هيهات ان تفعل ! فتحت هاتفها وتحديداً " ألبوم الصور " ثم على صورته تنظر إليه بكامل ضعفها ، حبها ، اشتياقها واحتياجها له .. نزلت دموعها والشوق يغمرها ، صوته العالق بذهنها وضحكته .. مشاعر فيّاضه اجتاحتها وهي تتأمل وجهه .. عينيه .. أنفه .. شفتيه .. حتى ترتيب حاجبيه وخفة ذقنه .. صوته .. حين تهدأ نبرة صوته بوسط حوارهم ليقول : أحبّك
بطريقة كانت تشعر وكأنه يتلذذ بنطقها لم يكن ينطقها بشكل عاديّ أبداً ..
اشتاقت لصوته الناعس وغضبه اللامنطقي ، غيرته التي يحاول جاهداً إخفاءها لكنها واضحه مهما حاول .. سؤاله الدائم عن شعورها ناحية عثمان !
من كان يتوقع أن القدر يضعه في قلبها بهذا العمق والكثره في وقت قصير جداً .. ازداد بكاؤها حين شعرت أنها بُليت بحب لم يسبق لها أن شعرت به أبداً ..
ازداد بكاؤها وهي تتساءل " لماذا أحبّته بهذا الاندفاع حتى ؟ " لتهمس من بين دموعها بألم : يارب انا لما تألمت من عثمان سألتك إنك ماتعلقني الا بالشخص الصح اللي راح يكون زوجي .. طلبتك ما تزرع بقلبي الا حب شخص راح اكمل معاه عمري ، ياربي لاتعذبني ولا تلومني فيما لا املك .. يارب انا تعبااانه تعبااانه وانت اعلم بشعوري فلا تكسرني يا الله ، يارب اخترلي ولا تخيرني .. يارب ألهمني ودلني .. اهديني وطمني .. يارب ريحني ، اللهم إني لا أملك من أمر الدنيا شيء والأمر كله إليك فاقضِ حاجتي وسخر لي الأقدار ..
ظلت ندعو وتدعو دعوات كثيرة جداً عشوائية .. تصارع حرقة قلبها بالدعاء ..

*****

بالنرويج نهاراً , بالقرب من منزل خالد وبيان ..
وخالد يقف بعيداً قليلاً يتحدّث بالهاتف : ما لقيت فرصة طيب ..
قاطعه صوت انثوي صادر من الهاتف : بس انت وعدتني انك راح تقول لها عني من قبل ما تدخل الغيبوبة حتى .
خالد : بس شوفة عينك الوقت ابداً مو مناسب إني اقول لها عنك , البنت توها صاحيه من الغيبوبة ماصارلها حتى اسبوعين كيف تبغيني أصدمها واقولها عنك !! هذا غير إنها حامل واخاف يصير فيها شيء لاسمح الله وانا والله مو ناقص .
: وبتخليني مجهولة لمتى ؟ خالد انا قلتلك انا ممكن اقول لها بطريقتي بس انت منعتني .
خالد : ممكن تصبري لحد ماتولد وبعدها يصير خير !
هي بغضب : بس بيان من حقها تعرف وانا من حقي برضو انها تعرف , وانا والله ما عاد عندي طولة البال اللي بتخليني أستنى أكثر من كذا .
خالد : صدقيني اول ما احصل فرصه مناسبة بكلمها عنك , لأن حتى أنا مو مرتاح وانا مخبي عليها موضوعك .
هي : تسكتني بهالكلام ؟
على العشب والازهار محيطه بها ، ترتدي فستان اصفر بازهار بيضاء وقبعة القش ، خصلات شعرها تتطاير مع الهواء ، وهي تقلّب بالصور التي وصلتها من طاقم التصوير اللذين احضرتهم لتوثيق حملها ..
نادت خالد بصوت شبه عال : خاااالـــد ترى حتفرج عالصور بدونك ..
اشار لها خالد بأنه سيأتي , وقال للتي بالهاتف : اصبري مو باقيلها كثير وتولد , لا تخربي كل شيء .. انا بقفل الحين وبعدين خير ان شاء الله .
: نشــــوف اخرتها يا خالد .

جلس خالد ليشاهد الصور معها والابتسامة مرتسمه على شفتيه : هنا شكلك يجنن .
بيان : والله ؟ انا حبيت هذي الصورة اكثر الفستان لايق مع الديكور .
خالد : انا شفيني هنا كأني مغصوب .
بيان : ههههههههههههههههههه لأنك من جد مغصوب .
خالد : طيب كان قالولي اعدل ابتسامتي عالاقل ولا يطلع شكلي بايخ كذا ، تخيلي لو بنتنا تشوف الصور لالا احرقي ذي الصورة .
بيان : والله انك تسري بس قال احرق قال .
خالد : موووو حلـــــوة ، مابتحرقيها لا تحطيها بالالبوم طيب .
بيان : اخ بس متى يكتمل الالبوم ، متحمسه .
خالد : هو لسه ما اكتمل ؟؟
بيان : لا طبعاً ولا راح يكتمل ، لسه حوثق شكلها لما تنولد ان شاء الله ، واول سنه وثاني سنه وثالث سنه وحملي الثاني واول سنه وثاني سنه وثالث سنه وحملي الثالث واو.....
قاطعها خالد : ايــــــش الالبوم اللانهائي ذا .. وبعدين انتِ مخططه بين كل طفل وطفل ثلاث سنوات ؟
بيان : ان شاء الله ليش لا .
اعادت الصور للظرف ثم قالت : حبيبي .. كم تتمنى يكونوا عدد اولادنا ؟ لاتقول عشرة لان هذا بأحلامك .
ضحك : اوكِ تسعة .
بيان : هيّا بلا هبالة .
خالد : والله اللي يجي حياه الله مافبالي عدد كم مرة قلتلك !
بيان : بس انا ما ابغى الا 5 او 3 بس .
خالد بتهكم : ليــــــش حرااام ذا الجمال ما يتكاثر أكثر .
بيان بتهكم : خلاص اوك نخليهم عشرين عشان خاطرك .. ماقلتلي ماحدد جابر موعد الزواج ؟
خالد : لا لسه .
بيان : يعني لو كان بعد نفاسي حنرجع جدة صح ؟
خالد : طبعاً .. أصلاً ديمه موصيتني على اشياء من هنا بس ما ادري اشتريه من الحين ولا استنى شوي .
بيان بأسف : صح ايش صار على ديمه ما قلتلي نبراس طلقها ولا لسه ؟
خالد : الا اتذكر قلتلك طلقها من زمــــاان .
بيان : لااا ما قلت اخر شيء قلته لي انه رفض يطلقها عشان مدري عمك ايش يبغى من جابر ورث وما ورث .
خالد : بس بعدها انمسك نبراس بقضية ترويج وعمي طلب من جابر يفزع له ف كان شرط جابر ان نبراس يطلق ديمه وطلقها .. وطلعه جابر بكفاله من السجن وبس انتهى موضوعها .
بيان : يلا الحمدلله انها وقفت على كذا .
خالد : بس صراحة صراحة مدري انصدمت من سالفة الترويج , لأن محد كان يتوقع ان نبراس له بهالسكة والله , لكن سبحان الله .
بيان : احمد ربك دريتوا قبل الزواج مو بعده .
خالد : والله من جد الحمدلله .
بيان بأسف : زواج رواد الأسبوع الجاي وأحس اني مرة زعلانه لأني ما راح احضره ولا حضرت زواج رعد ..
خالد : يا قلبي انتِ بس قومي بالسلامة وراح تحضري زواج حبيبك ريانوووه ان شاء الله اذا خطب العنود .
بيان بضحكه : من جد هذا المهم , الا اقول خالد بقولك شيء بس مدري اذا حتتقبل او لأ .
خالد : قولي .
بيان : صراحة بنت اختي سما حتجي بعد زواج رواد للنرويج .. ف بخليها بالغرفة اللي عندنا عادي ؟
سكت خالد للحظات ثم قال : ليش ؟
بيان : انا قلتلها تجي يمكن تتحسن نفسيتها شويه , وكمان انا طفشانه ابغى احد يونسني بالبيت لما تروح انت للدوام .
ظل خالد صامتاً يفكر ثم تنهد , بيان : بس اسبوعين .
خالد : عادي بس يعني ماني متعود على اهلك ف مدري غريب .
بيان : يا عمري بس اسبوعين ويمكن كمان اقل لأن عندها مدرسة أصلاً , واذا تحس انك ماحترتاح عادي نستأجرلها اقرب كوخ لنا .. ماشي ؟
خالد : انتِ كلمتيها أساساً صح ؟
بيان بضحكه : صراحة ايوه بس يعني قلت اقولك آخذ رأيك بموضوع السكن ..

*****

في جدة الحبيبة ليلاً وتحديداً بالمركز التجاري " السلام مول "
يجلس الثلاثة على طاولة واحدة بالمقهى يلتقطون بعض الصور التذكارية لاطباق الحلوى واكواب القهوة .. أرجوان اخذت كوبها وهي ترتشف قهوتها قائلة : ميهاف قالت مشغوله مع خطيبها ما يمديها .
رند : والعنود ؟
ارجوان : بعد يومين زواج جنى صحبتها بالسكن ف ماهي فاضية ، وغدي ماكلمتيها ؟
رند نظرت حينها إلى ياسمين التي كشرت بوجهها : صاير بينك وبين غدي شيء ؟
ياسمين : ليش هي قالتلك شيء ؟
رند : لا بس لما كلمتها قالتلي ياسمين جايه قلت ايوه ف قالت خلاص ما بجي ، متضاربين انتو ؟
ياسمين : والله هي الغبيه قليلة الادب من البداية قلتلكم ماني مرتاحة لها .
ارجوان : ليش ايش سوت ؟ اتذكرك قبل كم يوم قلتي بتقابليها ايش صار ؟
ياسمين : تخيلوا يا بنات انا قلتلها بقابلها وكانوا معايا بنات عمي وفشلتني فشلتني الله يفشلها ، تخيلوا انا دحين جالسه كدا عالطاولة وظهري عالدرج ما اشوف اللي يطلعوا ووحدة من بنات عمي قدامي ، وانا صراحه قد وريتهم صوركم ف يعرفوا اشكالكم .. المهم شويه الا بنت عمي تأشرلي تقول مو ذي غدي لفيت اطالع يا بناااااات اتوقع انها لااابسه اخس عباية عندها حتى لونها متغير والقماش ما اعرف كيف صاير وربي قهرتني يعني اذا مالها نفس تجي لاتجي بس ماتجي بذا الشكل كأنها مغصوبة ..
رند عقدت حاجبيها : هذا اللي خلاكم تتضاربوا ؟
ياسمين : بالله يعني مو شيء يقهر طالعه تقابلي وحدة وتقابلك بأخس شيء عندها هذا كووم وبنات عمي من الهاي كلاس ومو اي احد بيعجبهم ف بالله هذي شفيها جايه كذا طيحت وجهي .
رند : اقول لايكون قلتي لغدي شيء ؟؟
ياسمين : والله هزأتها صراحه وقلتلها اذا ما كان لها نفس تجي كان ما جات ولا انها تقابلني كذا بعباية كأنها مركونه مليون سنه ودوبها تذكرتها وجات فيها وبعدين احنا جايين كوفي يعني كل العالم كاشخه الا هي ، والله مرة فشلتني .
رند : يااااااااا مريضــــــه ترى غدي على قد حاااالها ماتدري يمكن ماعندها غير هالعباية مو قصدها تفشلك ولا تستقل فيك .
ياسمين : بلا غباء رند واذا على قد حالها مو لازم تشتري عباية غاليه ، ياكثر العبايات اللي بمية ولا ميتين ما بيضرها لو اشترت اثنين عالاقل .. وبعدين ماني فاااهمه معقوله فيه احد ما يغير عبايته كل فترة !!! على الأقل مرتين بالشهر يا بنات .
ارجوان : ياسمين اصابع يدك مو سوا اذا انتِ تشوفي الميه والميتين كأنهم ريالين ف يمكن هي ماااتقدر .
ياسمين : اوفر تراكم ايش اللي ماتقدر على ميه وميتين !!
رند : انتِ الاوووفر تراك حسبالك كل الناس مولودين أغنياء ؟ ولا حسبالك فقراء الواقع نفس فقراء المسلسلات الهابطه عايشين بفلل ؟
ياسمين : بالله لو انها فقيرة كيف جات للمدرسة النموذجيه ؟
رند : عااادي بالترشيح زيي انا وارجوان ، محد فينا جا بفلوسه الا انتِ ، مو معقوله انك هزأتيها عشان عبايتها انتِ حتى ما تدري ايش ظروف البنت ماغير استنتجتي انها مستقله فيك وبس ما سألتيها طيب ؟ ولا كلفتي على نفسك تحطيلها عذر ؟
ياسمين : يوووووه يارند مدري ليش تحسسوني ان الفقراء ما يقدروا يشتروا ولا شيء ويعدين ذي عباااايه عباااايه مافي احد مايقدر يشتري عباية .
ارجوان : والله ياسمين صعب نقنعك بفئة انتِ منتي مقتنعة انهم موجودين اصلاً ، بس معليش انتِ سطحيه ، انتِ كلمتيها تجي واخرتها تقولي انها فشلتك طيب هي ماطلبت منك تعزميها مع بنات عمك الهاي كلاااااس . ياسمين : يعني قصدكم ان انا الغلطانه .
رند : طبـــــعاً غلطااااانه ونص كان احتفظتي برأيك وفشلتك وكلامك لنفسك حرااام عليك مافكرتي ايش بيكون شعورها بسببك ؟
ياسمين زفرت بضيق : خلاص بس قفلوا الموضوع اصلاً هي مو مرة قريبة مني .
ارجوان : انا بسألك انتِ ليش عزمتيها اصلاً ؟
سكتت ياسمين للحظات ثم قالت : بنات عمي بيخطبوا لاخوهم وقلتلهم على غدي وانها حلوة وكذا وبس .
رند : هيا خذلك ماخذه دور الخطابه ، وغدي كانت تدري ؟
ياسمين : لااا ما تدري بس كنت ابغاهم يتعرفوا عليها بس الله يفشلها زي ما فشلتني .
ارجوان : استغفر الله لاتدعي عليها انتِ الغبيه عالاقل قلتيلها انكم ماحتكونوا لحالكم .
رند : حتى لو قالتلها بنات انتو ليش مابتستوعبوا ان غدي انسانه بسيطه على قد حالها !! انتو ماقد شفتوا بيتها صح ؟
ياسمين وارجوان : لا .
رند : ايش اوصفلكم ؟؟ والله عالم ثااااااني ثاني ثاااني بنات انا عارفه يمكن احنا اول ما انولدنا تعودنا على الاحياء الراقيه الحياة المرفهه الناس المأنتكه ، بس غدي غيـــــر انا اصلاً ما كنت مستوعبه ان فيه احد بيننا ممكن يكون كذا ، وبعدين غدي مو قد قالتلك ان اسمها ريم لأنها تدرس بهوية قريبتها اللي توفت !! يعني لك أن تتخيلي وحدة حتى هوية ماعندها كيف بتكون حياااتها ! ماهمك الا نفسك وبرستيجك عند بنات عمك ولا فكرتي بغدي ولا بشعورها ، مافي ولا بنت تبغى تكون اقل من صحبتها لا بشكل ولا بلبس ولا بشيء ، بس انتِ استعجلتي مرة ياسوو .
ارجوان تنفست بعمق ، عندما اجتمعت دموع ياسمين بعينيها بغضب وهي تشعر بإهانة رند لها : ياسو مو قصدنا نزعلك بس حرام اعتذري منها .
ياسمين : والله ما اعتذر ليش اعتذر ؟؟ انا ماغلطت ولا شيء انا ايش دراني عنها وعن حياتها .. واصلاً انا من زمان ما احبها ف خلاص ماتفرق .
رند : مافي حاجه اسمها ماتفرق ...
قاطعتها ياسمين بغضب : خلاص يارند انا جايه انبسط مو جايه اخذ محاضرات .
سكتت رند وتبادلت نظرات صامته مع ارجوان التي ارتشفت قهوتها بهدوء .
مضى بينهما الوقت بشكل غريب هذه المرة ...التوتر يحتل الموقف بينهم ، لا احد يتحدث .. ياسمين غاضبه جداً تحرك قدمها بتوتر .. اما رند لا تريد زيادة الأمر سوءاً .. بينما ارجوان صامته لانهما صامتتان .
قطع هذا الجو المشحون رنين هاتف ارجوان التي بهتت ملامحها للحظات وهي تنقل نظراتها بينهم بعدما نظرت إلى الشاشة .
لتقول ياسمين : لو غدي عادي ترى تردي ما حاكلك .
ارجوان : لا مو غدي .
ياسمين اقتربت قليلاً من ارجوان : مين طيب ؟ ليش ماتردي .
اغلقت ارجوان الخط ثم فتحت الهاتف للحظات تكتب وعادت لاغلاقه ووضعه على الطاولة : محد مهم .
ياسمين : جوونا جد بسألك تحبي احد ، او يعني فيه واحد بحياتك ؟ (وبضحكه ساخره) او وحدة مثلاً , صراحه لك فترة مو طبيعيه .
ارجوان تفاجأت من سؤالها : لا ليش؟
ياسمين : طيب ليش رفضتي تميم ؟ يعني والله كنت اتحاشى اسألك واتدخل بس فيا فضول بعرف .
رند بصدمه : تميم خطبك ؟؟ ولا تقولي يا زفته .
ياسمين بحقد : لانك كريهه محد ناقصته محاضراتك .
رند نظرت لياسمين نظره عابره ..
ارجوان : ماقلت لاني رفضته بس .
رند : ليش رفضتيه ؟؟؟
ارجوان : بنات والله ما عندي سبب ولا فيه احد بحياتي بس الزواج يخوفني .. ماني قادرة اتخيل نفسي متزوجة احس بخوف من الفكرة .
ياسمين : خوف من ايش ؟
ارجوان : ما اعرف اذا تزوجت راح اكون معاه بالبيت لوحدنا ، اذا سوالي شيء محد بيدري ، اذا ظلمني ماعندي احد يوقف معاي ماعندي اخوان ولا اب ، اخاف اني اتزوج واحد يستغل هالشيء ويستقوي علي ، بنات انا ما احس اني اعرف ادافع عن نفسي .
ياسمين : لا والله ان تميم طيّب ما امدحه لأنه اخوي بس من جد كيوت يعني اخواني ماهم كذا ابداً .
ارجوان : ما ادري ما ادري بس نفسياً انا مو مستعدة اتزوج .
رند : هذي فكرتك عن الزواج ؟
ارجوان : يمكن ..
رند : والله مدري احس لا غير الرجال دحين عن زمان ، بالعكس اشوفهم متفتحين وواعين ومثقفين وطيبين نادراً يجي واحد متسلط بعكس اول .
ارجوان زفرت بضيق : اخاف اطيح على واحد عصبي ، اذا عصب ما يعرفني وممكن يمد يده علي ، او يئذيني بالكلام .. مدري والله .
ياسمين : ترى تميم بارد .
ضحكت ارجوان : مو جالسه اتكلم عن تميم ، بس بشكل عام انا شويه متعقدة من الزواج .
رند : طيب اسأليه عن رأيه بالموضوع شوفي وجهة نظره على فكرتك عن الزواج .
ياسمين بإستغراب : انتِ تكلميه ؟
تجمدت ملامح ارجوان وصدمت رند ان ياسمين لاتعلم وشعرت بالإحراج من وضعها لارجوان في هذا الموقف ..
ياسمين كررت سؤالها : تكلمي تميم ؟
رند : مو قلتي خطبها وما وافقت يعني بالله لو تكلمه كان رفضت ؟
ارجوان : شرايكم بعد الكوفي نروح لجرير لاني ما اشتريت شيء للجامعه . رند : خلينا نشتري ملابس اول .
ارجوان : يووه ماخلصنا من الملابس ترى لفينا المول ساعتين .
ياسمين : انا خلصت ما بقيلي شيء .
رند : وانا غبيه الدبش ماخذ عقلي ونسيت اخذ للجامعه .

\\

رن هاتفها عندما اوشكت على النوم .. ردت بإبتسامه : هلا .
هو : كويس صاحيه احسبك نمتي .
ارجوان : بنام .
تميم : تصرفيني ؟
ارجوان : تدري انه موعد نومي لا تستعبط ، غريبة داق .
تميم : ليش ما بتتزوجي ؟
سكتت للحظات : اتصلت عشان تسأل ذا السؤال ؟
تميم : ايوة .
ارجوان : قلتلك الاسباب .
تميم : لا قلتي بتتزوجي بعد سنتين لما تصيري عشرينية ، بس ما كنت اعرف سبب اصرارك عالرفض .. تتوقعي اني ممكن اكون رجولي متسلط بليد ماعندي مشاعر وممكن ااذيك ؟
ارجوان : انا ماقلت كذا .
تميم : وايش قصدك بإنك تخافي انك تتزوجي واحد يظلمك ويستغل موضوع ان ماااالك سند لا اخ ولا اب ، ويكون عصبي ويئذيك .
ارجوان بعد لحظات من الصمت : اهاا هيا ياسمين قالتلك ! طيب انا كنت اتكلم عن الزواج بشكل عام ما قصدتك .
تميم : بس انا اللي خطبتك وانتِ رفضتيني أنا .
ارجوان : تميم ابغى انام خلينا نتناقش بعدين .
تميم : ولمتى بتتهربي ، انا من حقي اعرف !!!! ما ابغى اتأمل فيك واخر شيء انتِ اصلاً تصرفيني يعني حتى بعد سنتين ما حتوافقي !!! لان حضرتك من الاساس متعقدة من الزواج وشايلته من راسك وانا اللي بموتتت واخذك .
ارجوان : تميم بنام .
تميم بغضب : النووووووم مو طاير لاترفعي ضغطي .
قاطعته ارجوان : طيب انت ايش رايك ؟
تميم : رأيي بإيش ؟
ارجوان : ايش فكرتك عن الزواج ؟
تميم : استقرار طبعاً ، وحدة اختارها انا بكاااااامل رغبتي العقلية والعاطفيه وحتى الجسدية ، وحدة اي شيء اسويه لها او معاها اسويه بحب اسويه لاني أحبها واخذتها برغبتي مو لانها زوجتي وبس .. ارجوان ااااخ افهمي انتِ غيــــر غيـــــر انا أبغاكِ انتِ مو اي وحدة وخلاص .
ارجوان : طيب وبعدين ؟
تميم : ايش اللي وبعدين ؟
ارجوان : اذا خف الحب ، إذا تعودنا على بعض إذا انطفا شغفك فيّا كيف راح تعاملني !
سكت تميم للحظات ثم قال بهدوء : ومين قالك ان الحب يخف ؟ اوكِ ممكن نتعود على بعض بس يخف الحب لا ، واذا جا هذا اليوم اللي بنتعود فيه على بعض ف هذا يعني انك صرتي جزء مني من روحي ، تعودت على وجودك بس ما يعني اني أقدر اخليك او آذيك إنتِ تقدري تئذي نفسك لأنك تعودتي عليها ؟ لا .. أرجوااااان .
ارجوان : توعدني ؟
تميم : انتِ مجنونه ؟
ارجوان : ما يهمني بس اوعدني ان ما راح يتغير شيء ولا تتغير نظرتك لي ولا تتزوج علي ولا تحب غيري .. وان اختلافاتنا وخلافاتنا نحلها بالنقاش ...
قاطعها تميم : الوعد بيقطع خوفك وشكك هذا ؟
ارجوان : لا بس بتكون حجه لي عليك ، ثاني شيء ابغى اكلمك بموضوع طالما انت مصرّ انك تتزوجني فلازم تعرفه .
تميم : قولي .
قعدت ارجوان بحيرة : ابوي حي , ياسمين ماتدري .. لورا مو امي امي متوفيه ..
تميم : كيف يعني ؟ اشرحيلي .
ارجوان تنفست بعمق : امي وابوي منفصلين وكنت عند ابوي ، امي توفت من السرطان وقبلها وصت لورا علي ، لورا كانت جارتنا بالشرقيه .. مالك بالتفاصيل بس لورا تبنتني وجينا لجدة .
تميم بدهشه : انتِ حياتك كلها مفاجآت كذا ؟ وبعدين ايش اللي مالي بالتفاصيل ؟ لا ياروحي راح تقوليلي كل تفصيله مفصله بالتفصيل .
ابتسمت ارجوان : بتعرفها من باب الفضول ولا هي راح تفرق معاك بشيء ؟
تميم : تموتي بالاسئلة الملغمه ، بس فضول .
ضحكت : طيب بقولك ...
اخذت تسرد له تفاصيل ماحدث بدءاً من المشاكل الكثيرة بين والديها الى طلاقهما .. الى زواجه من اخرى ، الى مرض والدتها مابعد ذلك وصولاً الى وجودها بجدة .. لكن امراً واحداً لم تذكره إطلاقاً ولاتودّ ذلك وهو أن والدها يتلقى مالاً مقابل وجودها مع لورا ..
تنهدت أخيراً : وبس ، هذا اللي صابني بإكتئاب وخلاني أفكر اروح لبدر .. بس الله لا يسامح بدر السااااافل .
تميم بإبتسامه : ولو انه قاهرني حتى انا بس بالعكس الله يسعده عرفنا على بعض .
ارجوان : بقولك شيء ثاني وماتزعل ، انا حاولت ارفع على بدر قضيه ...
قاطعها تميم بدهشه : اما ! يعني هو تصرفك طبيعي ومتوقع بس انا مدري ليش مصدوم بس ارجوان ...
قاطعته : اعرف انك بتدافع عنه لأنه بالنهاية أخوك ، بس تضمن انه ما حيكررها بغيري ؟ انا ربي ستر علي وطحت بواحد خاف ربه فيني بس غيري ؟ بدر ما ينضمن يا تميم ومستغل وظيفته بدناءة ..
تميم : الصراحه بدر ساحبين رخصته هالفترة وموقفينه عن الشغل لايكون عشان بلاغك ؟
ارجوان : ما اظن لأني مالقيت اثبات ضده لاني ماكنت اروح بمواعيد وما ادري هو وين مودي تسجيلات الكاميرا ف شوي الموضوع معقد .
تميم تنهد : ما اعرف يا ارجوان ...
ارجوان : الموضوع منتهي ياتميم ماهو موضع نقاش بيني وبينك ، بس حبيت اقولك يعني من باب اني ما بخبي عليك شيء .
تميم : طيب ماتخافي ان هالموضوع يكون عائق بيني وبينك ؟ انتٍ اللي سويتيه مو غلط مو غلط انك تبلغي عليه لانه ضرك بس ما ابغى تدخلي بمشاكل مع اهلي ويكون فيه عائق لزواجنا .
ارجوان : ما اعرف يا تميم ، بس احس بقلبي ناااااار من بدر .
تميم : طيب بقترح عليك اقتراح مجرد اقتراح .
ارجوان : قول .
تميم : شرايك اتقدملك مرة ثانية وتوافقي ، ارجوااان على الاقل اذا مشت قضيتك ضد بدر انا اضمنك .
واضمن ان محد يخرب علي .
ارجوان بعد لحظات من الصمت تنهدت : ما بكذب عليك بس إصرارك يوترني (ثم ضحكت) مو متعودة ان احد يشوفني وكأني اخر حبة بالكوكب . تميم : منتي الأخيرة بس أنا ما ابغى غيرك ، انا احس إني صرت اشوف الدنيا منك لاتسأليني كيف .. بس أحب وجودك بحياتي وما ابغى لوجودك نهاية ، يابنت الناس موافقه ولا لا ؟
ارجوان : بشرط .
تميم : اللي هو ؟
ارجوان : بس ملكة وما تحدد الزواج لحد ما احس اني مستعدة نفسياً ...
قاطعها بحماس : مووووواااااافق ان شاء الله اني موافق بس ارجع اكلم ماما دحين ؟؟؟
ارجوان : براحتك .

*****

وضعت يدها على خدها وهي تنظر إليها بإبتسامه : ماعندي شيء والله بس جاني شعور إني ما أبغى الموعد يفوتني .
ضحكت لينا : وراح نجلس نتأمل ببعض كذا ؟
روان : لا جاتني فكرة , خلينا نلعب عندك ألعاب كثيرة بالغرفة وانا صراحة نفسي اجرب لعبة القطار .
ضحكت لينا بشدة : انتِ اكثر وحدة بكل جلسة لازم تدخّل سيرة الألعاب بالموضوع واخيراً عرفت السبب .
روان بضحكه : حاولت اشتري العاب زيك واحطها بغرفتي عشان اشتت أفكاري عن مشاكلي بس أول مادخلت تويز آر آص حسيت نفسي مجنونه وامي استغربت لما رجعت لها بكومة ألعاب فاضطريت أعطيها ولد خالي حمني عشان لاتحسب اني تجننت من جد .
لينا وهي تنظر إلى العابها : والله الألعاب تنسيني من جد خصوصاً ألعاب التركيب والبازل لأنها تخلي عقلي مشغول بالتفكير .
قامت لينا وهي تخرج علبة كبيرة قائلة : تجربي ؟ هذا بازل بمية قطعة شرايك ؟
روان بحماس : يـــلا .
أزاحوا الأثاث قليلاً عن منتصف المكتب ليتسنى لهما تركيب لعبة البازل على الأرض .
فرغت لينا العلبة بالكامل على الأرض قائلة : خلينا نحدد وقت بالجوال اذا ماخلصنا خلال الوقت المحدد خسرنا .
روان : طيب شرايك انا نص الصورة وانتِ النص الثاني اللي تخلص نصها اول قبل ماينتهي الوقت هي الفايزة .
لينا : قــــدام .
ضحكتا الإثنتان على ماتفعلانه .. وضعوا المؤقت على النصف ساعة وبدأتا بالتركيب بحماس وتركيز شديــــد .
بعد مرور ربع ساعة تقريباً من الضحك والتركيب قالت روان : يا غشاشه واضح انك قد ركبتيها صح ؟
لينا : كل ماطفشت لعبتها هههههههههههههههه
روان : والله غش انا اول مرة ماني حافظة الصورة .
انتهت لينا من تركيب آخر قطعة في نصفها : وقفــــــي خلـــــصت انا الفايزة .
توقفت روان : والله غش ماينحسب .. نعتبر متعادلين .
لينا : هههههههههههههههههههه ارضي بالخسارة لا تقاومي .
ضحكت روان ولينا تقول : الخاسر يلم اللعبة ويرجعها للكرتون .
قامت لينا وروان ترمقها بإزدراء : والفايزة تفكر لنا بفعالية ثانية .
لينا وهي تسقي زرعتها التي تضعها بالشرفة : تشربي شاي ؟
روان : اوكِ , وبعدها ؟
لينا : خلينا نتكلم نتعرف على بعض بعيداً عن إيطار العمل .
روان : قامت بعد ان انتهت ووضعت علبة البازل على مكتب لينا وجلست على الأريكة : اوك , بس هل انتِ تعاملي كل المراجعين عندك بنفس الطريقة ؟
لينا بضحكه : حتغاري علي يعني ؟
ضحكت روان : لا مو قصدي بس يعني احس عملك متعب ويحتاج صبر وطولة بال لو انتِ بتجلسي تعاملي الكل بنفس الوتيرة وانهم اصحابك .
لينا : الحقيقة مو كلكم اعاملكم بنفس الطريقة لأن مو الكل يتقبل هالأسلوب .
روان بإستغراب : فيه أحد مايتقبل تكون دكتورته صحبته ؟
لينا : كثير لا تستغربي كثير مرة يعاملوني برسمية على اني بس دكتورة وموعد ويروحوا .
روان : لينا جد ما تتعبي وانتِ تسمعي مشاكل الناس وتحاولي تهوني عليهم ؟ ولا تقدري مثلاً تجادليهم اذا كانت اراءهم خطأ ولا تقدري تستهيني بمشكلتهم .
لينا : ومين قال لك اني ما اتعب , تخيلي انك بوظيفة فكرتها قائمة على انك تمتصي سلبية الشخص اللي قدامك وتحاولي تثبتي له إن الحياة وردية ولازم نعطي الحياة فرصة ونعطينفسنا حب كافي عشان نقدر نعيشها .
روان : مو عشان كذا أقولك أحس دورك صعب , انا لو احد فضفضلي بشيء احس ان حزنه يعديني واجلس شايله همه وافكر بمشكلته وكأنها مشكلتي .
لينا : يمكن عشان كذا كل هالألعاب بمكتبي ؟ عشان ما أفكر كثير خلاص بمجرد مايطلع الشخص من مكتبي أحاول انسى اللي قاله ما افكر بمشكلته كثير .. تدري ايش كانت مشكلتي ببداية ما اشتغلت ؟
روان : ايش ؟
لينا : اني ما كنت متقبله الوظيفة ولا كنت اشوف نفسي فيها وما كان طموحي إني اكون بمجال نفسي أصلاً , كان نفسي أصير مصممة أزياء .
روان : بس انقبلتي بعلم النفس يعني ؟
لينا : أهلي كلهم مجالهم نفسي .. تقدري تقولي كأنها وظيفة متوارثة بعايلتنا ..
روان : اجبروك تتخصصي بعلم النفس ؟
لينا : ما اقدر أقولك اجبروني بس انا بالأساس انقبلت بالتاريخ وبرضو التاريخ ماكان ميولي .. ف أهلي توسطولي وانقبلت بعلم النفس على اساس ادرس عالأقل شيء ممكن افهمه اكثر من التاريخ عشان اجيب معدل حلو واحوّل بس ربي ماكتبلي احوّل , طوال السنوات اهلي حاولوا يقنعوني ان هذا قدري وان أكيد ربي كاتبلي أكمل بذا القسم واساعد الناس , وبس أحس الأيام مرت بسرعة مرة من دراسة وتخرج ووظيفة .
روان : وإلى الآن انتِ مو متقبله الوظيفة ؟



لينا : إلى حدٍ ما تقبلتها وحبيتها مرة خصوصاً لما أشوف إني فعلاً أثرت على شخص تأثير إيجابي وقدرت اساعده يتخطى حواجزه ومشاكله كيف يتخطى مشاعره ويتعامل معها .. (سكتت لثوان وهي تتنهد) الحقيقة صرت أحس إنها ورثي المعنوي الوحيد من بابا الله يرحمه .. ابوي توفى قبل سنه تقريباً وقتها ماكنت قادره آخذ إجازة غير ثلاثة أيام العزا لاني كنت مخلصه رصيد إجازتي السنوية , كنت أداوم واسمع مشاكل الناس وانا نفسي أبكي أبغى أبكي وبس , ذيك الفترة أكثر فترة انضغطت نفسياً فيها , كنت انا بنفسي احتاج معالج نفسي يطلعني من اللي انا فيه من كآبه وسوداوية بس مع الأيّام قررت بما إن مالي مفر من الدوام ف أنا إذا جيت للدوام وزارني شخص , حنسى مشاكلي وحفتح له قلبي واسمع مشكلته بكل حب وتركيز , عشان يمكن إذا ساعدته ربي يساعدني .
روان : وقدرتي ؟
لينا : شهرين وانا كل يوم ارجع البيت ابكي من قوة الضغط النفسي والألم اللي اعانيه بسبب اني اركز بمشاكلهم واعيشها كأنها صارت لي .. طلعت من صدمة موت ابوي لصدمة مشاكل انا ماعشتها واقعياً بس استنزفت مشاعري فيها .. وحسيت ان اللي اسويه غلط ..
روان : كيف تصرفتي يا لينا ؟
لينا : جربت اليوغا .. جربت المهدئات .. جربت العلاجات النفسية والشعبية وكل حاجة وبحثت وبحثت وبحثت لين يئست لأني حرفياً جربت بنفسي كل اللي درسته وتعلمته ولا فاد .. آخـــر حاجه سويتها وياليتها كانت اول حاجه هي اني استمريت على سورة البقرة , كنت يائسة حرفياً بس شفت كثير يتكلموا عن الراحة النفسيه اللي حصلوا عليها من قراءتهم لسورة البقرة ف قررت اقراها .. صراحة استصعبتها بالبداية فكنت بس اسمعها قبل ما انام لحد ماحسيت ان آياتها صارت مألوفه وسهله علي وقرأتها مرة مرتين ثلاث مرات , صح اني بكل مرة أقرأها احس الضيقة تزيـــــد بشكل مجنون واحس اني ابغى اموت من البكا بس ماكنت اوقف كنت استمر وابكي لحد ما ارتاح .. روان ما عدا اسبوع الا وانا احس اني خفيفة روح .. خفيفه خفيفه بشكل ماينوصف , صدري منشرح بشكل فظيع الحمدلله , وابتسم حتى بدون ما احس على نفسي , نشاط وطاقة وايجابية شعورمرة حلو وجديد اول مرة أجربه وبس صرت استمر عليها ومن جد سورة عجيبــــة يا روان والله عجيبـــه .
روان : يعني ما صرتي تفكري ف أبوك ؟
لينا : افكر فيه ومازلت احزن عليه ومازلت اشتاق له وشعور الفقد وارد بس ما اعرف اوصفلك كيف تصير حتى مشاعرك السلبيه هذي تمر عليك بخفه .. انتِ تلقائياً تتقبلي كل تقلبات مشاعرك بدون مقاومة ,, هالة سلام نفسي تحسيها تحصنك طوال الوقت , لازم تحسي بهالشعور بنفسك عشان تفهميني .. روان إذا ضاقت عليك الدنيا فكري ان يمكن ربي ابتلاك بالضيق عشان يشرح صدرك بقربه ويذكرك فيه (تنهدت) احس لو كل الناس حسوا من قلبهم بوجود الله وعظمته راح تخف حدة مشاعرهم وسلبياتهم والله .
روان : هل هذا يعني انك بتقوليلي انه لو كل الناس حسوا بوجود الله واستشعروه ما راح نضطر نزور عيادات نفسية ؟
لينا : لا طبعاً أبداً لأ مو هذا قصدي , كلنا نحتاج مساعدات بشرية وربي اصلاً يسخرنا لبعض , بس بنفس الوقت احس احنا كأشخاص لازم نحس بوجود الله عشان نحس بالأمان , مدري ياروان كيف اوصل لك فكرتي ..
روان ابتسمت : هي وصلت صراحة , وانتِ انسانه من جــــد قوية وصبورة وذكيـــه .. وانا محظوظة اني عرفتك والله .
لينا : ليش تقوليلي هالكلام كأنك تودعيني ؟
روان بضحكه : لا تخافي حتى لو حسيت ان زياراتي لك ماعاد لها داعي حفضل ازورك , وصح نسيت أقولك انا مسافره للنرويج .
لينا : حركـــــات ماشاء الله , دراسه ؟
روان : لالا فترة نقاهه اسبوعين وارجع ان شاء الله .
لينا : مرة حلو تغيري جو , الله يهنـــيك يارب وترجعي أحسن من اول بكثيـــــر .
روان : متحمسه لأني راح اكون بالريف , وراح اتعرف على خالتي .
لينا بضحكه : لا والله من جد حياة جديدة تستناك , بس مو تنسيني !
روان : افا عليك والله .

\\

بأحد صباحات النرويج ..
فتح خالد الباب وهو يحثها على الدخول : تفضلي .
دخلت روان بخجل واستقبلتها بيان بإبتسامة وااااااسعة : رواااان .
ضمتها بحب : الحمدلله على السلامه .
روان : الله يسلمك .
بيان ابتعدت عنها : اخيراً شفتك يا الله مو مصدقه عيوني .. هااا شرايك فيني اشبه مكالمات الفيديو ولا لا ؟
ضحكت روان : احلى بكثيــــر من الفيديو والصور برضو .
بيان : يا روحي والله انتِ الحلوة ومرة حلوة .. تعالي تعالي خلينا نجلس ، ولا بترتاحي اول ؟
روان : لا عادي خلينا نجلس ..
جلست روان بينما بيان ذهبت إلى المطبخ لإحضار الشاي ثم عادت مبتسمه : معليش حضيفك شاهي ماعندنا قهوة عربية .
روان : ههههههههههه ماما ارسلتلك قهوة .
بيان : أيــــوة وصيتها ، لأني وصيت ريان لما كان حيجيني بس سحب علي .
روان : ريان لسه بالنرويج ؟
بيان عقدت حاجبها : رجع من اول .. ما شفتيه بزواج رواد ؟
روان : مدري احسبه لسه بالنرويج .
بيان : الا صح قوليلي كيف كان الزواج ؟
روان : زواج ايش ؟
بيان : زواج جنى ورواد .
روان : اووه ايوة ، والله مرة حلو ياليتك كنتِ بجدة وحضرتي .
بيان : لاااا تحزنيني انا مجرووووحه لأنه تزوج وما حضرت .
روان ابتسمت : عادي عادي صورت اذا بتشوفي .
بيان : خليني اتعرف عليك اول بعدين وريني ، قوليلي مرتاحه عند سما ؟
روان : اكيد هذي ماما .
ضحكت بيان : مو قصدي كذا بس قصدي تأقلمتي بسرعة وو مدري ابغى تحكيني .
روان : امم ايوة الحمدلله تأقلمت بسرعة .. انتِ ماشاء الله كم باقي على ولادتك ؟
بيان : خلاص مو باقي كثير ، يمكن اسبوعين او ثلاثة كذا بس .
روان : الله بتصير عندك نونو .
ضحكت بيان : عقبااالك .
روان : بحياتك ياارب .
اخذتا تتحدثان بمواضيع عدة ، حماس بيان على التحدث لروان جعلت روان ترتاح لها بسرعة وتتحدث معها بطلاقه دون اي رسميات وحواجز . لم يمضِ كثيراً على جلوسهما لشرب الشاي حتى خرجتا للتنزه ..
كانت تشعر روان بإنتعاااش من الاجواء والزرع الذي يحفها ، والورود المنتشره بألوانها الخلابه ..
جلست على ساقيها وهي تلمس أحد الورود : هذي الوردة ايش اسمها ؟ تعرفي ؟
بيان : اتوقع توليب .
روان : مرة حلوة اول مرة اشوفها عالطبيعة .
وقفت وهي تقول : اذا صيفكم كذا كيف جو الشتا ؟
بيان : اووووه لو تجي بالشتا يا روان وتشوفي الشفق القطبي من هنا ، والله سِحر المنظر .

*****

ليلاً في جدة ..
موعدهما الأول ليخرجا سوياً .. التوتر والخوف والريبة وجميع المشاعر تجتاحها في آنٍ واحد هي وافقت للخروج معه إلى مكان عام ، لكن جزء فيها يرفض ذلك وبشدة وجزء آخر يشجعها على ذلك ..
تشعر وكأن روحها انشطرت لنصفين بالتساوي ، نصف يؤيد كل شيء يخص داني ونصف يعارض كل شيء
نصف يدعوها لتقبل داني ، ونصف يذكرها بزياد .. الحيره مؤلمه ومقيته جداً .. اخذت ترتدي عباءتها عندما رن هاتفها بإسم داني ، خرجت من دارها لتسلم على والدتها قائلة بزفير : استودعيني الله يا ماما .
ابتسمت فاديه بأسف ، ألهذه الدرجة تخشى ميهاف ؟ : استودعتك الله يا قلبي .
ثم غادرت ميهااف ..
اخذ داني يمشي بسيارته قاصداً احد المطاعم ، خلال الطريق حاول التحدث إليها مراراً لكن كالعادة اجاباتها مختصره جداً .. بتودد امسك يدها قائلاً : لسه متوترة مني ؟ المفروض خلاص تعودنا على بعض .
سحبت يدها بإرتباك : معليش ينفع ما تتعدا حدودك ؟
داني : يا حبي مسكة يد عادي .. انتِ خطيبتي وان شاء الله فترة وتصيري زوجتي .
شعرت برعشة تسري بجسدها من كلمته " زوجتي " رهبة وخوف ..
داني حاول امساك يدها مجدداً : ولا ايش رايك ؟
حاولت سحب يدها من جديد لكنه شد على قبضته : ميهاف اهدي انتِ لازم تتعودي .
ميهاف والرعب يدب في قلبها : اتعود لما نعقد مو دحين .
داني : ما تفرق وبعدين كلها مسكة يد .. وصراحه بالمطعم انا عزمت اصحابي عشان شويه تاخذي راحتك بس برضو ما ابغى اذا مسكت يدك قدامهم تسحبيها كذا !
صدمت منه ، نظرت إليه بإستنكار : اصحابك ؟
داني : ايوة ، ليش يضايقك انهم حيجوا ؟
ميهاف : يعني بتجلّس اصحابك معانا عالطاولة ؟
داني بإستغراب : ايوة ليش فيه مشكله ؟
سكتت ميهاف لاتدري ماذا تقول ، لا تدري اصلاً لمَ هو مستغرب من استغرابها !!
في المطعم .. بمجرد وصولهم انتبهت ان داني تهلل وجهه بإبتسامه وهو يشير إلى احدٍ ما ، مشيَ الاثنان ناحية الشخص الذي ابتسم ابتسامة اسعة عند اقترابهم من طاولته ووقف يصافح داني : هلاااا بالعريسسس .
ضحك داني : هلا فيك حمزة .
حمزة مد يده لمصافحة ميهاف : هلاااااا ياحلوه انا حمزه ..
ميهاف اوجست في نفسها خيفةً مما يحدث ، لم ترد مصافحته بل تجاهلت يده وهي تخفض رأسها .
داني : معليش هي شويه حياويه ما هي متعودة عليكم ، انا بالقوة تعودت علي .
سحب لها الكرسي لتجلس وجلس بجانبها متسائلاً : الباقيين ماوصلوا ؟؟
لم ينتهي من كلمته الأخيرة الا على اصوات كثيرة صادرة من خلفه : حي الله داني وميهاف ، هلّوووو احنا جينا ، داااااني عاش من شااافك وحشتني .. انتِ خطيبة داني ؟ ماقلتلنا انها حلوة كذا ..
تعلقت عيون ميهاف عليهم بصدمة ، كانوا قرابة الست اشخاص الذين أتوا للتوّ ، ومن بينهم فتاتين واحدة منهم محجبة والأخرى تضع حجابها على كتفيها وشعرها البني المموّج منسدل على اكتافها براحه .. مساحيق التجميل ابرزت جمالهما ، اناقة عباءتهما مُلفته ، الغريب بالأمر كانتا تتحدثان إلى الشبان براحه وكأنهما اصدقاء منذ مدة ..
جلس السته على الطاولة تحدثون يحاولون التعرف إليها لكنها في وادٍ آخر تماماً ، تنقل نظراتها بينهم بصدمة ..
ما الحياة التي ستقابلها وهي برفقة داني إن كانت هذه البداية ؟ لديه أصدقاء وصديقات !! حياتهم حرة بلا قيود .. يتحدثون ويضحكون ، يتلامسون كأن كل شيء يحدث طبيعي ..
الرهبه تحتلها والخوف ، وكأنها في عالم غير الذي تعرف !
قطع افكارها داني وهو يهمس : اشبك مبلمه .
ميهاف بلعت ريقها : احنا حنطول ؟
داني : بدري تسألي دا السؤال دوبنا جلسنا !
ميهاف : انا مو متعودة عالوضع هذا .
داني : عادي لازم تتعودي ، خليني اعرفك عليهم (رفع صوته قليلاً يشير إليهم واحداً تلو الآخر) هذا كمال وهذي ثريا البيست فريند لكمال .
ثريا : الف مرة اقولك أي آم هِز مِستريس .
كمال بضحكه : حبيبتي وصحبتي وكل شيء ليش زعلانه !
داني مكملاً : وهذا نهار ، راشد ، عمار ، وهذي زوجته مشاعل .. وهذا حمزه .
مشاعل : وتقدري تناديني ميشو ..
عمار بتهكم : اذا ناديتيها ميشو ناديني عموري ..
نهار : وانا ايش تناديني ؟ نهّوري ؟؟؟ وراشد رشودي وحمزة حموزي ؟ بالروضه احنا ؟؟
حمزة : قهر ما يمديها تنادي داني على وزن دلعنا .
ليقول داني ضاحكاً : دنوّي .
حمزة : لالا مو حلوة بتغرز البنت عند دلعك .
ضحك الجميع عداها ، هي التي تشعر ان راسها سينفجر من الاستنكار مما يحدث !
كيف كيف يتحدثون هكذا ويجتمعون سوياً هكذا ؟ ألا يغار عمار على زوجته مشاعل ؟ او كمال على ثريا ؟ هل يعني ان حتى داني سيكون مثلهم ؟ بالتأكيد نعم طالما أنه احضرها في موعدهما الاول إليهم ..
شعرت بالإختناق ، هذا الوضع لا يلائمها إطلاقاً ، لا يبدو داني مثل عثمان لكن يبدو أنه نقيض عثمان تماماً !! عثمان غيرته خانقه ، وداني انفتاحه صادم ..
امسك بيدها ونظرت هي إليه ، قال وعيونه على اصحابه : بالله كيف لايقين لبعض مو ؟
الجميع بدأ يبدي رأيه وهم ينظرون إليهما وكأنهما تلفاز .. الخجل والارتباك يقتلانها .. الحر سيطر عليها والارتجاف تمكن منها على الرغم من اعتدال الجو ..
طلبوا ما يشاؤون وبينما هم ينتظرون طعامهم .. كتبت ميهاف لداني : خلينا نمشي بدري ما ابغى اطول اتفقنا ؟
داني : ليش ؟
ميهاف : مو مرتاحه يا داني .
داني : ليش ؟ انا جبتهم عشان تاخذي راحتك !
ميهاف : اخذ راحتي بهذا الخلط ؟ انا ما مداني اتعود عليك تروح تجيبلي 7 اشخاص زيادة ابلم عندهم ! معليش خلينا نطلع من ارومي لأي مكان ثاني ، بس بلييييز داني بدونهم او رجعني .
داني : ماني فاهم ايش المشكله ؟ احد زعلك بكلامه ؟
ميهاف : داني انا مو متعودة على هذا الوضع .. ما عمري جلست مع قروب اولاد وبنات والوضع عااااادي بينهم فاهمني ؟
داني : اهاااا فهمت ، طيب خلينا بس نتعشى وبعدها خير ان شاء الله .

اقترب منها ليقبّل خدها ، لكنها ابتعدت بهلع : دااااني !
داني : حتى البوسه تخوفك ؟
ميهاف : حركاتك هي اللي تخوف يا داني كم مرة قلتلك لا تتعدا حدودك انا خطيبتك مو زوجتك ولا بيننا عقد حتى .
داني : بس حتصيري زوجتي ليش مكبره الموضوع .
ميهاف : لا مو على كيفك يمكن انا ما اوافق !
داني : ما توافقي ؟ ليش ؟ ناقصني شيء ؟ فيه شيء فيا ماعجبك ؟
ميهاف : قلتلك فترة خطوبة عشان نتعرف فيها على بعض ، نتعرررف على طبيعة حياتنا بس الظاهر انها مـــــرة غير ، انت ماتغار ؟
داني : اغار من ايش ؟
ميهاف : انت اذا تزوجتني بتجلسني مع اصحابك كل مرة نجتمع فيها ؟ عادي عندك وعادي عندهم كذا انتو وزوجاتهم مع بعض ومياااانه ..
داني : اغار عليك من اصحابي طبعاً لأ ، محد فيهم راح يشوفك الا زوجتي لاتخافي احنا متعودين على بعض وكأننا اخوان ونحترم بعض ونحب بعض اكيد ما حغار عليك منهم .
ميهاف : بس انا اغار ..
داني بإبتسامه : تغاري ؟ مو كأنه بدري ؟
ميهاف : لا انت مافهمتني ، اقصد اني بشكل عاام غيورة وهذا الوضع ما يناسبني اوك انت تشوفهم اخواتك يمكن بس انا بجلس محروقة طوال الوقت .
اتسعت ابتسامته اكثر وهو يمسح خدها بإبهامه : يا قلبي ميها...
دفعت يده بغيظ : يااااااا داني ...
داني بسرعة : سوري سوري نسيت نفسي ، بس يعني انا عادي اتقبل الغيرة لكن لاتزيد عن حدها وبعدين انتِ اذا تعودتي عليهم بتنطفي غيرتك ناحيتهم لا تشيلي هم .
ميهاف سكتت لاتود جداله لأنها حسمت الأمر في عقلها أصلاً .. اخذوا يمشون قليلاً على الجسروهما يتحدثان ، ظلت متكتفه تمشي بجواره : عاجبك إننا ماشيين كأننا مطلقين واحنا دوبنا مخطوبين !
ميهاف : مطلقين ؟ ليش يعني ؟
داني : احاول امسك يدك ومو راضية .
ميهاف : انت عندك مشكلة مع يدك ؟
داني : انتِ اللي عندك مشكلة مع مسكة اليد ؟
ميهاف : افهم يا انسان انت ما تحل لي ولا انت محرم لي ولا حاجه ، طلوعي معاك من الاساس عشان اتعرف عليك ماهو ديت !!!
ضحك داني على غضبها منه : ديت ؟ طيب ليش لا ؟
ميهاف غضبت أكثر : اسمع بالله انا برجع البيت مصدعه واحس راسي بينفجر من الافكار ..
مشت قبله لكنه امسك بيدها لتقف : لحظه ..
نظرت إليه بضجر : ايش ؟
وفجأة ...
صفعة قوية جعلت احداقها تتسع بصدمه على إثر صوتها
أمسك داني خده هو الآخر بصدمه ينظر إلى صاحب الكف العاقد حاجبيه بغضب شديد قال من بين اسنانه : لا تلمسها طالما هي رفضت انك تلمسها .
ميهاف بصدمه : زياد !
داني بغضب : خيــــــر ايش دخلك انت مين ؟
زياد : لا تلمسها ولا قسماً بالله لا اكسر يدك .
ثم وجه نظراته الحادة لميهاف : وانتِ هذاااااا اللي بتخليني عشاااااانه ؟
لم يكمل كلمته الا وداني يدفعه صارخاً : انت اللي وخر عنها هذي خطيبتي .
ليبدأ بينهم شجار عنيف التم الناس من حولهم ليشاهدوه .. بينما ميهاف اطرافها بدأت ترتجف بخوف .. حاولت ايقافهما وهي تنادي بإسميهم لكن دون جدوى .. ظلت خائفة حائرة مذعورة تراقب شجارهم والناس تتجمهر أكثر فأكثر حتى بدأ بعضهم بالتدخل لإنهاء الشجار : استهدووا بالله يا شباب ..... وخر عنه ..... اذكروا الله ..... يااا هوووه صلوا عالنبي ايش اللي حاصل ...... يا جماعة مايصير ..
زياد وهو يشتم داني وداني يرد الشتائم اضعاف مضاعفة .. فرقوهما عن بعضهما لكن شتائمهما مستمرة .. حاول زياد الافلات من ايدي الشابين اللذان يمسكان به ليلكم داني ، لكنهما امسكاه بشدة : استهدي بالله ..
ما كان من زياد الا ان تفل ناحية داني بقهر : انت ال###### وابن ال######## وا###### ..
ميهاف ودموعها تنهمر على خديها برعب وبلا وعي منها اقتربت من زياد : يا زيـــاد خلاص .
داني ومازال مستمرا في السب : روووح يا##### ماغيرك ولد الـ####### ..
هم زياد به لكن ميهاف وضعت يدها على صدره لإيقافه بترجي : خلاااااااص خلااااااص ..
انزل نظرته إليها قائلاً بغضــب شديد : ليش واقفه عندي روحي عنده شوفيه لا يكون عورته بس , ولا سببتله عاهه مستديمه معليـــــش يعني .
مشى زياد مغادراً المكان ، ماكان منها الا ان تتبعه ليصرخ داني بعد ان قطع شتائمه : انتِ فيـــــــن رايحه !
ميهاف استدارت تنظر إليه بعيون غارقة بالدموع وببكاء : انا آســـفه .
ثم مشت بخطوات سريعة قبل ان تضيع خطى زياد ..

فتح باب سيارته والغضب يملؤه وقف حين رآها تمشي بسرعة نحوه تنادي بإسمه : زياااد .
ازدادت عقدة حاجبيه حين اقتربت منه تلهث ، حتى وقفت عنده : نعم !
ميهاف ببكاء شديد : انت ايش سويت !!
زياد : سوري لا يكون كسرته لك ؟ معليش ماكنت قاصد كان يستاهل اكثر صراحه .
ميهاف : زياااااد .. ليش جيت ؟ ايش جابك .
زياد بصراخ : جااي اكحــل عيوووني فيـــــــك وانتِ معـــــاه يمكن استوعب إنــــــي للمرة المليــــــون حبيت وحـــــدة خلتنــــي اهلِك نفسي عشــــانها واخرتها راحت لغيــــري , جااي اشوووووف مين الوااااو اللي اختارته ميــــــــهاف ووافقـــــت عليـــــه ، جيــــــت اشوفك معاااه عشان اقتـــــــــنع إنــــــي حطيــــــت أملي بالهوا .. اناااااا ضحيت بنفسي عشانك وانتِ !!!!!!! انااا تزوجتهااا كارهها عشااانك بس انا عااااارف انه مو ولــــــدي عاااارف بس تزوجتهااا عشــــــان اقنعك إني مستعـــــد اصلح أغلاطي بس غيري نظرتك لي , تزوجتها عشاااان ما يكون عندك عذر ترفضيني ، بسسسسسس ...
سكت عندما تهدّجت نبرته ، اشاح عنها للحظات يحاول التماسك ، هدأت نبرته جداً وهو يقول : انا ماحبيت الا إنتِ بس انتِ عمرك ما شفتيني شيء ..
همّ بالدخول الى سيارته ، لكنها امسكت بابه قبل ان يغلقه باكيه : زياد .
زياد سحب باب السيارة بقوة واغلقه قائلاً : ارجعيله ، اصلاً انا ما عاد عندي شيء اخسره (نزلت دموعه بلا مقدمات) وابشرك نايا ولدت وإذا يهمك تعرفي إذا كنت الأب فـ لأ , تحاليلنا ماتتشابه .. وماعندي شيء ثاني أقوله لك .
انهارت أكثر بالبكاء : ما طلبت منك تتزوجها أنا .
زياد : ياميهاف وخري عن السيارة بمشي , روحي الله يستر عليك .
ميهاف بعناد : ما رااااح تروح وتخليني .
زياد : مو انا اللي جايبك .. ارجعي لخطيبك .
ميهاف : مالــــي وجه أرجع وانا مخليته وجايه عندك .
مسح على وجهه وعينيه لثوان قليلة لا يعرف ماذا يفعل , ماكان منه الا ان فتح ازرار باب السيارة قائلاً : اطلعي .

قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم السبت الموافق :
7-10-1441 هجري
30-5-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 04:58 PM   #85

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



الفصل العشرون
الجزء الأول

بمجرد صعودها وضع رأسه على مقود السيارة وانفاسه واضحة جداً , دموعه تنزل بقهر وغــــيظ .. أفكاره مشتتته يحمل في قلبه عتابات كثيـــــرة لكنه صامت , يشعر أن الأوان قد فات على العتاب حتــــى ..
تنظر إليه وتبكي هي الأخرى بصمت لا تعرف ماذا تقول وهي تراه بحاله هذا , لم يدم الامر سوى بضع دقائق بين حيرة وقلق وتشتتت , رفع زياد رأسه وهو يمسح دموعه ولم يتفوّه احدهما بكلمة .
حرك سيارته ليمضي في الطريق ..
مضى الوقت وهاتفها لم يكفّ عن الرنين بإسم داني , حتى ردت أخيراً : الو .
داني بغضب : ويـــــن رحتي ؟
ميهاف : مشيت من المكان .
داني : كيـــــــف تمشي بدون ما تقوليـــلي ؟؟ ومين المتخلــــف اللي جا تعرفيــه ؟
سكتت ميهاف , ليقول داني : أكلمك أنـــــــا .
ميهاف : ما عندي رد .
داني : والله والله لو ماتفهميني كل شيء ومين المعتوه هذا والله ماراح يحصل خيــر .
سحب زياد الهاتف من يدها واغلقه ورماه بالمقعدة الخلفية دون ان ينظر إليها حتى وعاد لصمته , على الرغم من ضيقها من تصرفه : زيااااد .
علقا في الازدحام المروري , حينها قالت هي بتردد : ما بتقول شيء ؟
ثم اكملت بغضب : أكلمك ما بتقـــول شيء ؟
زياد : سااااكت يعني ما بقـــــول شيء .
ميهاف : وما جيــــت هناك الا عشان تفضحني قدام خلق الله وتجمع الناس علينا وتخلينا فرجه للي يسوى واللي مايسوى !
زياد صرخ بغضب : طــــــول عمرك مو عاجبـــك شيء وتموتي لو ما لمتيني ؟؟ ميهاف قسماً بالله لو ماكملنا الطريق وانتِ ساكته والله لافتري فيك مو مكفيك حارقة دمي و بتزيـــدي علي ؟
بكت قائلة : مو انــــا اللي قلتلك اتزوجها .
صرخ أكثر : وايــــــش كان معنـــــى كلامك .. ايش كان قصدك لمـــــا قلتي ما تبغي لأولادك اخ ولا اخت حراااام ؟؟ إنك ماتبغيني من الأساس صح ؟ وانك أصلاً ما تتخيلي نفسك معايا , وطوااااال الوقــــــت تقولي انك تحبيني واخرتها ماتتخيلي نفسك معايا , بس سبحان الله داني اللي ماتعرفيه ولا يعرفك عادي تخيلتي نفسك معاه وماعندك مشكله تتزوجيه (نزلت دموعه مجدداً) أنـــا أصلاً ليش أحرق نفسي عليك منتي آخر وحدة بالعالم ولا حموت بدونك .. بس مقهــــــووووور إني غصبت نفسي اعيش مع وحدة ما اطيق اشوفها ولا اسمع صوتها عشـــــــان بس اصلّح غلطتــــي وعشان إيـــــش ؟ عشان بس تتغيّر نظرتك انتِ .. وكأن نظرتك مهمه أصلاً ! أصلاً انا حمــــــــار لأن طول عمري ما اعرف اختار اللي تناسبني .. ما اعرف اختار وحدة تحبني زي ما أحبّها بالضبط ..
حاولت تهدئته : زياد طيب اسمعني ..
زياد مكملاً بلا إكتراث : مــــاني فــــاهم إذا إنتِ ماتبغيني لهالدرجة ليش جـــايه ؟ ليش طوال الوقت بوجهي ؟ ليش كل ماشفتيني مع نايا تتضايقي ؟ تحرقيــــني بغيرتك تخليني اسأل نفسي هي ليش تغار ؟ هي اذا تحبني ليش خلتني ؟؟ بس أصلاً أنا ليــــش اتعب نفسي واتكلم وانتِ ماعندك إحســــــاس (ازدادت دموعه بالإنهمار) كان نفسي احس اني اخترت صـــح كان نفسي أحس إنك مقدّره كل شيء سويته عشانك وعلى كل اللي قلتــيه لي بس كان عندي أمل اني اذا تزوجت نايا واقنعتك ان مالي ذنب , حتغيري رأيك بس ...
اختنق بكلامه سكت ولم يكمل من الحرقة , دموعه لم تتوقف عن النزول يشعر أن قلبه يعتصر ويؤلمه .. حاول التوقف على جانب الطريق لأنه لم يعد قادراً على التركيز بالطريق .
وضع رأسه مجدداً على مقود السيارة يحاول التوقف عن البكاء وتمالك نفسه ..
مسحت على زنده بخفه : زياد والله آسفه , أنا آسفه .
اقتربت منه : والله ما كنت متوقعه انك راح تتزوجها عشان تقنعني انا مقتنعه بدون ما تتزوج بس انا كنت ابغاك تطمني إنك ما حترجع لـ...
رفع رأسه بغيظ : ودحين ماكفــــاك ؟ ماتطمنتي لســـه ؟ طيب ليــــش وافقتي عليه ؟
ميهاف : ما وافقـــت .
زياد : لا والله ..
ميهاف قاطعته : والله ما وافقت رفضت أكثر من مرة بس امي ما تبغى تقولهم اني رفضت .. غصبتني اتعرف عليه .
غضب أكثر : مــــافي شيء اسمه انغصبت ؟؟ تستهبلي ؟ ما عرفتي تقوليله طيب انك ماتبغيه ؟ فيه ألف طريقة تقولي فيها انك ماتبغيه .. لا تجلسي تتعذري وتتحججي لا بأمك ولا بغيرها , البلا فيك انتِ ...
عانقته ..
عانقته وهي تبكي بحرقه , رمت بمبادئها ومعتقداتها , وحدودها إلى الهاوية , لا تريـد شيئاً سوى اخماد شعورها بالألم بسبب مايحدث ..
لا تريد سوى الإطمئنان والسكون , قمع هذا الخوف والتوتر المحيطان بهما
كان مصدوماً من عناقها له وانعقد لسانه ..
قالت وهي تبكي بشده : انت ماخلــ ـيتني اعـ ـرف آخذ قرار , انت حتى ما كأنك تشو فني , انت رحت تزوّ جـ ـتها وخليتني , ما كلمـ ـتني ولا قلتلـ ـي ولا شيء , انا كنت خايــ ـفه خاااايفـــ ـه تكون نسيتني , واشوفك كيف تعامـــ ـلها , خــ ـفت إنــ ـك رجعــ ــت تحبّـ ـها ..
دفنت وجهها في كتفه وهي تشهق بالبكاء : والله ما كذبت لما قلتـ ـلك إنـ ـي أحبـك وما نسيتك وما ابغى اعيـش من غيرك.
بادلها العناق , يمسح على ظهرها بهدوء : أنا آسف .
مضى الوقت وهي تبكي وهو يمسح على ظهرها لتهدأ , كانا صامتين تماماً ..
ابتعدت عنه بعد ان استجمعت شجاعتها , لكنها تحاشت النظر إلى عينيه : انا اللي آسفه .
مسحت دموعها وهي تعتدل بجلستها عقدت أصابعها بتوتر .. ابتسم زياد على توترها الواضح جداً مد يده ليمسح دموعها العالقه على اطراف عينيها ثم قال بتهكم : ما برضى الا لما ترفضي داني وتخليني اخطبك .
نظرت إليه لثوان قليلة جداً ثم اتسعت أحداقها برعب : دااااانــــــي !!
نظرت إلى المقعدة الخلفية : انت قفلت جوالي ؟
رفعت جسدها وهي تحاول الوصول إلى هاتفها وسط استغراب زياد : ايوة ليش ؟
ميهاف : لأني حنشنق لو وصل الكلام لماما .
فتحت هاتفها بسرعة وكما توقعت .. رسائل كثيرة جداً من هاني واتصالات من والدتها , توقف قلبها برعب : ايــــش اسوي ! الله يقلعه ايش قالها هذا ..
عاودت الاتصال على والدتها وردت بغضب شديد : ويـــــنك ؟
ميهاف : اخذت اوبر وراجعه .
فادية : وليش جوالك مقفل ؟ وقفتي قلبـــي .
ميهاف : ما انتبهت انه مقفل والله ..
فادية : ايش اللي صار ؟؟ وليش مو داني اللي مرجعك ..
ميهاف : ماما ينفع نتكلم إذا رجعت ؟
فادية : طيب يا ميهاف يصير خير لا تتأخري .
أغلقت الخط وهي تزفر , زياد : ها ايش قلتي ؟
ميهاف : اقول بإيش ؟
امال شفتيه وهو ينظر إليها , قالت بعد ان استوعبت الأمر : اها ايوة , مدري زياد خلي اليوم يعدي على خير لأني مو عارفه الزفت داني ايش قايل لماما , ف خلي اليوم يعدي ونخلص من داني , وبعدها كلم امك .
زياد : والله ؟ وماحتغيري رأيك فجأة ؟
ميهاف : والله .
زياد : وتوافقي ؟
ميهاف : واستخير .
زياد : بدون استخارة أصلاً الرسول قال لا أرى للمتحابين إلا النكاح , إيــــه هنكفر ولا إيه ؟
ضحكت : طيب ممكن توديني للبيت عشان اعرف حعيش لين بكرة أصلاً ولا لأ ؟

بمجرد عودتها قابلتها فادية بتجهم ، استاءت ميهاف وبادرت قبل ان تبادر فادية بالتوبيخ : شفتـــــي ايش ســـــوا داااني انا مو قلتلك ماااا ابغاه قلبي مو مرتااااح له مو متطمنة له وتقوليلي اعطيه فرصه اعطيته فرصه واخرتها كذاااا !!! فاضحني قدام العالم والناس ويتضارب مع خلق الله .. هذا غير انه مجمعني مع اصحابه وصحبااااته يا ماما عنده صحبــــــات ويبغاني اتعرف على اصحاااابه !!
بهتت ملامح فاديه بعدم تصديق ، لكن ميهاف بكت ، ظنتها فادية تبكي من الخوف لكن ميهاف تبكي من فرط توترها ..
فادية امسكت بيد ميهاف : اجلسي قوليلي ايش صااار بالحرف الواحد .
سردت لها ميهاف ما حصل بالتفصيل لكن .. استبدلت زياد بـ شخص مجهول قائلة : واحنا ماشيــن كان طوال الوقت يحاول يمسك يدي وانا ابعده عني ومسكني بالقوة وجا واحد دفه ، شكله كان يحسبه يتحرش فيّا ، وتضاربوا .. خلوا كل العالم تتلم وانا زي الغبيه احاول ابعدهم عن بعض وفوووق كذا خلاااني ارجع لوحدي وهو ما اعرف فين اختفى .. يا ماما ما ابغااااه ما ابغاه حياته غيـــــــر عننا ..
فادية عقدت حاجبيها : اصلاً امه اتصلت واعتذرت وقالت مافي نصيب .
ميهاف : شااااايفه كان سبقتيها انتِ بالرفض ولاا كذا ارتحتي لما جا الرفض منهم !!!
فادية : ما عليك منه بيجيك اللي احسن منه ان شاء الله لا تزعلي نفسك .
ميهاف : ما ابغى تجبريني على احد اذا قلتلك اني مو مرتاحه ف خلاااص لا تجبريني .
فادية : تعشيتي ؟
ميهاف : ايوه , قلتلك رحنا مطعم .
فادية : طيب خلاص روحي غيري ملابسك ولاتفكري بالموضوع ان شاء الله انها خيره .
في غرفة ميهاف اسدلت شعرها على وسادتها براااااحه ، أخيراً تخلصت من هذا الكابوس المزعج ، أخيراً انزاح همها من ناحية داني وزياد أيضاً ، جلست تفكر وهي تسترجع ذكريات ماحدث اليوم .
زادت ضربات قلبها حين تذكرت عناقها لزياد ، لم تندم بالمعنى الحرفي ولكن خالجها شعور بالذنب قليلاً ..
رن هاتفها بإسمه ، ردت بإبتسامه واااسعه : هلا .
زياد : ايش صار ؟ امك ايش قالتلك ؟
ميهاف : ولا حاجه انا حكيتلها اللي صار وقالتلي ان ام داني اتصلت وقالت خلاص مافي نصيب .
زياد : احسن فكه .. يعني اقدر اكلم امي !
ميهاف : متى ؟
زياد : بكرة ولا أقول دحين قبل ماتغيري رأيك .
ميهاف : انت طلقت نايا ؟
زياد : طبعاً اليوم الصباح طلقتها بس باقي اعطيها مؤخرها .
ميهاف : مؤخر ؟
زياد : ايوه هي كانت عارفة اني حطلقها فـ حطت مؤخر مية ألف .
ميهاف : ودامك عارف انك حتطلقها ليش تزوجتها من الاساس او ليش وافقت عالمؤخر !
زياد : يحتاج اكرر الجواب ؟؟؟؟
ميهاف بأسف : زياد محد استفاد من هالزواج غيرها صح ان انا ما خلاني اتأكد اني أحبّك غيرها .. بس انت ايش استفدت ؟
زياد : عادي عشان نفتك من الشك .
ميهاف : انا استاهل كل هذا ؟
زياد ابتسم : دامك حبيبتي اكيد تستاهلي ، يا ميهاف والله ماتعرفي قد ايش أحبّك ، لدرجة اني ... ااه ايش اوصفلك بس .
ميهاف : والله اني آسفه على كلامي اللي فات بس من جد ماتوقعت انك راح تشطح لهالدرجة .
زياد : خلااص ماااتفرق المهم ابغى اليوم اللي تكوني فيه زوجتي يجي بسرعة ( اتسعت ابتسامته ) لأن صراحه حضنك حلووو .
ضحكت بإرتباك : والله ما كان قصدي ما كنت حاسه بنفسي ..
زياد : احلى شـــــيء ، لووو ماتحسي بنفسك دايماً والله بكون محظوظ .
ميهاف : عاااد ماحنرجع نتقابل إلا بعد الشوفة والعقد .
زياد : طيب عمــــري ميهاف والله وحشتيني .
ميهاف : يا مسلم دوبك شايفني .
زياد : ما اقصد على اني شفتك او لا بس كذا وحشتيــــــــــني كم صارلنا ماتكلمنا ؟
ميهاف : اذا كذا حتى انا اشتقتلك .
زياد : بالله بالله كيف عرفتي اني تزوجت نايا وايش حسيتي ؟
ميهاف : عرفت من امك لما زرتها بالمستشفى .. مو لازم تعرف ايش حسيت .
زياد : هيا جد بإيش حسيتي ؟
ميهاف : انت بإيش حسيت لما عرفت عن خطوبتي ؟
زياد : صدااااااااااع وناااار بقلبي ، وكان نفســـــــي امسكك واصفقك اصفقك اصفقــــــــك ولا بيكفيني ، والله كرهتك وحقدت عليك ، مدري بس شعور الله لا يعيده .
ميهاف : يا ســاتر ! بس اوك هذا نفس شعوري لما تزوجت انت نايا مع شعور بالذنب لأني كنت عارفه اني السبب ومازاد شعوري بالذنب الا امك لما طاحت بالمستشفى .
زياد : بكيتي ؟
ميهاف : انت شرايك ؟
زياد ضحك بشدة : اااه ياميهاف كيف خلص هالكابوس وافتكيت منها .
ميهاف : ايش جابت ؟
زياد سكت للحظات يفكر : تدري اني ما ادري !!! كان كل همي بالتحليل وما استوعبت ايش جابت !
ميهاف : وهي حامل ما كنتوا تعرفوا ايش جنس الجنين ؟
زياد : لا كل مرة كانت تروح تكشف يقولولها مو واضح .
ميهاف : ايش حيصير عليها هي والطفل طيب ؟
زياد : ايش دخلني فيها انا اللي علي سويته وخلاص .
ميهاف : صح ماعلينا ، اذا كلمت مامتك قول لي عشان اتجهز نفسياً .

*****

اغمضت روان عينيها وهي تتنفس بعمق : عشان كذا ما بترجعي جده ؟ والله المكان مرة حلو من جد احلى من اللي تخيلته .
بيان : والله ما عوضني عن جده .. بس ان شااء الله بس اولد واخلص نفاسي طيرااان على جدة .
ليلاً عندما انتهت روان من ترتيب ملابسها بالخزانة الموجودة بالغرفة .. جلست على السرير وهي تتأمل ديكور الغرفة الريفي ، اصيصات الزرع المرتبة بالغرفة .. وواحده معلقة بالسقف .
ديكور مريح جداً بالنسبة إلى روان .. قامت وهي تنظر إلى المكتب الخشبي الصغير الموجود في الزاوية .. اخذت تلمس التحف وهي تمشي وصولاً إلى المدفئة الموجودة بالغرفة .. جلست وهي تستكشف المدفئة للحظات ثم قامت تنقل نظراتها إلى الغرفة .. ماهي الا لحظات حتى وقفت على السرير تفتح النافذه بحذر .. ابتسمت وهي ترى النجوم تزيّن السماء ببريقها .
صوت جريان النهر وضوء القمر المنعكس على المياه .. حفيف اوراق الشجر ، ورائحة الزرع المميزة والمنعشه جداً مختلطه برائحة الورد .
نسمات الهواء الباردة تداعب وجهها .. ظلت تحدق من نافذة الغرفة تتأمل جمال المكان ..
لم يمضي كثيراً حتى لاحظت نوراً منبعثاُ من بعيد ، كوخ أيضاً ولكن بعيد .. والنور المنبعث هو نور الفوانيس المعلقة على الباب ..
دخلت واغلقت النافذة على صوت طرق الباب ، نزلت من فوق السرير وفتحت الباب لتجد بيان : تعالي تعشي .
روان وضعت وشاحها على رأسها وخرجت لتجلس معهما على المائدة ..
دارت بينهم احاديث عدة حتى اشارت روان : هذي اللوحة مرة حلوة مين راسمك ؟
بيان اتسعت ابتسامتها : خاالد رسمها .
روان : ماشاء الله ما كنت ادري انه رسام .
خالد : هوايتي الرسم .
روان : حلوة مرة تبارك الله كأنها حقيقيه .
خالد : تحبين الرسم ؟
روان : احب اشوف بس ما اعرف ارسم .
بيان قالت بحماس وكأنها تذكرت شيئاً : خااالد خالد عندنا عدة صيد صح ؟
خالد : اتوقع بالـ...
قاطعته بيان بحماس : شرااايك تطلعها عشان بكرة الصباح نطلع انا وروان نجرب نصطاد بالنهر ..
روان : الله ايش ذي الفعاليات الحلوة .
بيان : اصبري علي والله مسويتلك جدول فقرات وفعاليات فناااانه .
روان بضحكه : وما حتقوليلي ايش الجدول ؟
خالد : انتِ ماعمرك صدتي !
بيان : عادي نتعلم بكرة انا وروان يصير اذاا قدرنا نصطاد شيء حنتغدا عليه ، ولا ما تاكلي سمك ؟
روان : الا عادي .
بيان : خلاااااص اتفقناا وكماان نفطر برا كأننا بنزهه الله تحمست .
خالد : ماشفتيها كيف متحمسه لجيّتك قروشتني شفتي الشتلات اللي حاطتها لك بالغرفة ؟ ترى مشتريتها قبل يومين تقول ماتبغى الغرفة تكون باهته .
روان ضحكت : ياحظي والله يا ليتنا تقابلنا من اول .
بيان : والله من جد احس اني فرحانه لأن عندي بنت اخت أخيراً وفرحانه لأنك بالنرويج .

كل ساعة تمر وانا هنا بالنرويج كانت بمثابة الحلم ، لحظات منعشه جداً ، صحيح أنني اشعر بالخوف من ان وجودي يثقل على خالد وبيان ، لكن قبولهم لي وطريقة تعاملهم اللطيفة جداً وكأنني بالفعل فرد منهم تجعلني أرتاح ..
حماس بيان بالتحدث إلي كل يوم بلا ملل وكأننا على معرفة سابقة ببعضنا البعض ، لم أتوقع أن تكون بيان بهذا اللطف والمرح بسبب ما تقوله عنها تمارا دائماً ، لكن كانت بيان عكس توقعاتي ، مفعمه بالحب والنشاط ، لطيفة جداً ولبقة .. مرحه وودوده أيضاً .
مر يومي الأول بالنرويج من أجمل الليالي ، هذه المرة الأولى التي أنام فيها مبتسمه منذ مدة طويلة ..
لأستيقظ في الصباح التالي على صوت العصافير ، ياااه هل هذا هو صباح الخير فعلاً ؟
بعد الإفطار تحت السماء الصافيه والشمس البارده والهواء العليل ، وأنا ارتدي فستان أحمر بنقاط بيضاء ، اعلم ان الفستان لا يليق بفكرة الصيد لكنني أحببت أن اشعر بشعور فتاة الريف والهواء يداعب فستاني وشعري واعيش اجوائي الخياليه بالواقع .
لم يكن خالد موجوداً لكنه كان قد ترك عدة الصيد بالقرب من النهر قبل ذهابه ..
بعد انتهائنا من افطارنا انا وبيان ، قامت بيان لتجهز سنارة الصيد .. بينما انا اخذت اعيد الاكل الى سلة الخزف ..
قمت لاساعد بيان التي قالت مبتسمه : حاولي انتِ اول وانا بصورك للذكرى ، ولا ما تبي ؟
روان : الاااا لااازم .
بيان : تماام ..
من هذه اللحظه اكتشفت أن بيان جيّدة جداً بالتصوير ، حتى انها اخذت تعلمني كيف اقف بالضبط وما الحركات المناسبة للحصول على صور مذهلة لنفسي .
شعرت للحظات أنني (مودل بجلسة تصوير) لكن حقاً الصور تستحق العناء ..
مرت ساعتين ونحن فقط نلتقط الصور لبعضنا البعض وكأننا نسينا امر الصيد تماماً .. ما تذكرنااه الا عندما شاهدنا سمكه كبيرة تسبح بسرعة داخل النهر ، حينها عدنا لوجودنا الاساسي هنا .. القينا السنارة حتى اهتزت ..
الحقيقة أننا لم نفلح بإصطياد أي شيء فكلما حاولنا رفع السنارة هربت السمكه ..
القيت بنفسي على العشب اضحك بعد ان انهكتني المحاولات : ماراح نتغدى اليوم الظاهر .
بيان جلست بجانبي مبتسمه : عادي نستنى خالد يرجع يصطاد لنا وحدة ، لأني اشتهيت سمك الصراحه من امس افكر فيها .
قعدت روان : يعرف ؟
بيان : ايوة العدة عدته انا بس العب فيها ، واشغل الاسماك .
روان : ههههههههههههههههههه من جد اشغلناهم .
سمعوا صوت خراف صادر من بعيد قليلاً ، روان : صح مو قلتي جارتكم عندها خرفان ؟
بيان اشارت الى اليسار : هناااك سمعتي صوتهم قبل شوي ؟ هذا الوقت تطلعهم هي عشان ياكلوا دحين تشوفيهم ..
وبالفعل لم تمضِ سوى بضع دقائق حتى رأت الخراف ينتشرون في مساحة صغيرة من الأرض ، وقفت بحماس تعدّهم : عشرة كبار ، الصغار كثيــــــر ، الله عندها كلب .. فيه حاجه كمان معاهم ايش هي ؟ كلب برضو ؟
وقفت بيان لترى : مو واضح بس ما اظن كلب !
روان وهي تنظر حولها : ماعندكم جيران ثانيين ؟
بيان : لا للأسف هذي اقرب وحدة بس .
لم يمضِ كثيراً حتى أتت صوفي باسمه : Er dette datteren din sأ¸ster du fortalte meg om? "أهذه ابنة اختك التي اخبرتني عنها ؟ "
ابتسمت روان بالرغم من انها لم تفهم .. بيان بالنرويجيه : Ja, det er Rawan"نعم انها روان" (ثم قالت بالعربيه) روان هذي صوفي .
روان مدت يدها لتصافح صوفي : تشرفنا .
ابتسمت صوفي لانها لم تفهم على روان لكنها قالت لبيان : Du bأ¸r besأ¸ke meg med henne i anledning hennes ankomst, sأ¥ ogsأ¥ barnebarnet mitt Matthew og sأ¸steren Rose kommer om to dager, hva tror du? "يجب ان تزورونني معها بمناسبة قدومها إذاً .. وأيضاً حفيدي ماثيو وشقيقته روز سيأتون بعد يومين ، ما رأيك ؟"
بيان بحماس : Kommer vi til lunsj da, to dager? "هل سنجتمع على وجبة الغداء بعد يومين إذاً ؟"
صوفي : Ja .. Ikke glem أ¥ fortelle Khaled ogsأ¥, alle er invitert "نعم .. لا تنسي إخبار خالد أيضاً ، الجميع مدعو . "
بيان : "حسناً هذا لطف منك . "
صوفي : "هل رأيتم غزالتي الصغيرة ، احضرها ماثيو لي كهدية .. وأيضاً قال أنه سيجلب لي خيلاً" .
بيان : "خيلاً ؟؟ جميل جداً ، اين الغزاله ! "
صوفي اصدرت صوتاً ولم تلبث سوى ثوان حتى اتت الغزالة تركض إلى ان وقفت عند اقدام صوفي التي اخذت تمسح على جسد الغزالة بلطف ، روان وبيان بذهول : "هل استطيع لمسها ؟ "
صوفي : "بالطبع لكن بحذر فهي لم تعتد على الناس بعد ."

\\

بعد أن انتهى اليوم ، وسكن كل شيء من حولها ..
ثارت أفكارها بمجرد أن وضعت رأسها على الوسادةِ لتنام .. اول شيء طرأ في بالها مكالمة رعد ليلة سفرها " عندما كانت نائمة رن هاتفها برقم غريب ، اجابت وهي غير واعيه ومغمضة العينين : همم .
بعد لحظات من الصمت : والله وحشتيني ... روان انتِ نايمه بس انا مو قادر أنام حسي فيّا .. ايش تبيني اسويلك عشان تحسي ؟
ظلت صامته لم تجبه ليس لأنها لاتمتلك رداً بل لأنها غارقه في النوم ..
ابتسم بأسى : نوم العافيه .
استيقظت صباح اليوم التالي بذعر هل ماحدث حقيقه ام اضغاث أحلام ؟ امسكت بهاتفها وهي تبحث بالمكالمات الواردة لتجد فعلاً الرقم الغريب ، تحدث إليها فعلاً ولم تكن تحلم .. قلبها يخفق بشدة لا تتذكر هل ردت ام لا .. وسرعان ما حظرت هذا الرقم أيضاً ."

انقلبت على شقها الايمن وهي تتذكر وجهه في ذلك اليوم ..

" اليوم الذي يسبقه يوم زواج جنى ورواد ، عندما عادت هي إلى الفيلا بعد مكوثها مع الفتيات في الشقه ، لتحضّر نفسها لهذا اليوم المميّز .. الفرحه تغمرها والحماس والتوتر في آن واحد .. الساعة السادسة ليلاً بعد ان انتهت خبيرة المكياج من وضع لمساتها الأخيرة على وجهها ، خرجت روان من الغرفة لتتأكد من أن الخادمة قامت بكيْ عباءتها .. وبينما هي تمشي رافعة يديها لتجفف طلاء الأظافر بكامل زينتها واناقتها وشعرها المموّج وفستانها ذا اللون البنفسجي الفاتح ، مكياجها الذي زاد انوثة ملامحها ورقته .. عذوبة وجهها وابرز براءتها .
رأت الخادمه هي ترفع عباءتها لتعلقه بعد ان قامت بكيّه ، روان : كويتي الطرحه ؟
الخادمه : يس .
روان : يعطيك العافيه .. صح صندلي تعرفي فين حطيته ؟ نسيت انا فين خليته .
الخادمه : لينور ودي غرفة سينيور روان .
روان : اووه صح انا قلتلها ..
استدارت لتعود إلى دارها لكنها فوجئت برعد وهو يخرج من داره ، نسيت أمره تماماً ولم تتوقع أن يكون هنا اليوم ..
حاولت الهرب لكنها وقفت ببلاهه لاتدري ما الذي كانت تبحث عنه بالضبط او إلى اين كانت ستذهب ..
سمعته يقول : تحصني .
خفق قلبها بشدة وهي تشعر انها اضاعت عقلها وكأنها فقدت الذاكرة لم تعد تعلم ماذا تفعل .
شعرت بإقترابه منها إلى أن اصبح أمامها ، ظل ينظر إليها للحظات جعلت وجهها يحترق من نظراته قال بعدها مبتسماً : ناويه تخربي على جنى انتِ ؟
اشاحت عنه بربكه ، واخذت تعصر اصابعها لكنها شهقت بفزع وهي تنظر إلى اصابعها التي تلطخت بالطلاء : يوووووووووووه .
امسك بيدها قائلاً بتهكم : اصلحه لك ؟
جرت يدها بقوة : مو وقتك .
ذهبت عنه بسرعة لتعيد طلاء اظافرها ..
عرض عليها إصلاح طلائها كتذكير لها بأنها كانت تحاول جاهدة تعليمه كيف يضع لها طلاء الاظافر وتصفيف شعرها لكنه رفض ان يكرر تصفيف الشعر بالاستشوار قائلاً : يتعّب جيبي شيء اسهل .
ف ماكان منها الا ان تحاول تعليمه كيف يضع الطلاء لاظافرها ، على الرغم من انه لم يفلح بالامر الا أنها كانت تجعله يضعها لها في كل مرة املاً بأن يتعلم ."

نظرت إلى اصابعها وانفاسها ثقلت والذكرى تمر في رأسها ..

"آخر مرة زارت فيها عائلته معه كان قد وضع لها طلاء اظافرها بطريقة مزرية جداً ، روان بإستياء : يارعد متى بتتعلم ؟ تعبتني .
رعد : بالله مو حلو ؟ بالعكس احسن من كل مرة بس انتِ مدلعه .
روان : لا ياشيخ شوف من هنا طالع على جلدي ، وهذي الجهه اغمق من هذي ، وكل اصباع درجة ماشاء الله .
رعد : ايش اسويلك انتِ الا مصرّه تبغيني احطلك .
روان : لأني ما اعرف احط بيدي اليمين .
قبّل اصابعها واحداً تلو الآخر ثم قال : خلاص صاروا حلوين .
روان زمت شفتيها : تستهبل ؟ يعني كذا ترقع اللي سويته ؟
رعد : ليش ما نفع ؟
ابتسمت : إلا ..."

تساقطت دموعها على الوسادة ، ودت لو أن الأيّام بقيت على ماهي عليه ، وأنها صادفت قلبه خالياً لعل حياتهما كانت اجمل ! اما الآن فتشعر أن كل طرق الرضى مغلقه ، لاشيء يشفع .. لو حاولت التحجج بالأيام الجميلة بينهما فلا شيء ينسيها أنه حتى بتلك الايام كان متزوجاً من سهام أصلاً ..
ضمت قبضة يدها إلى صدرها تبكي ، كيف ستتخطى حبّه ! كيف ستنساه حقاً ؟ هل ستتكفل ذكريات النرويج بمحو ولو جزء بسيط من ذكرياتها معه !

*****

على شاطئ البحر يمشيان , تشرب قهوتها المفضله وهي برفقة شخصها المفضّل , تشعر بانها تعيش أسعد لحظات حياتها وهي معه , الإبتسامة لاتفارق شفتيها إطلاقاً فعلى الرغم من هدوئه ورجاحة عقله إلا أنه مرح وودود وذكي جداً , تحب أن تتناقش معه لأن أسلوب حواره ممتع ..
ساره : طيب والعشا ؟
جابر : قلتلك لا تشيلي هم ولااااا شيء دحين , انا طلبت من كم موظف يختارولي أفضل مكان للحلى والعشا والديكور والتقديمات والتوزيعات ويومين ان شاء الله وبيكونوا مفندين لي الأفضل من بينهم كلهم ونختار سوا .
ساره تنفست بعمق : طيب انت مو خيّرتني وين بروح بشهر العسل ؟
جابر : ايوه وايش اخترتي ؟
ساره : سانتوريني .
جابر ابتسم : تمام بس نحدد موعد الزواج نحجز لليونان , وعلى ذا الطاري أبغى آخذ رأيك بحاجه .
ساره : قول .
جلس جابر وجلست معه , جابر : شرايك بجدة ؟
ساره عقدت حاجبها : كيف يعني ايش رأيي بجدة ؟ من أي ناحية ؟
جابر : يعني من ناحية الحياة , العادات والتقاليد , المجتمع والناس , كل شيء يعني .
ساره : مدري والله ما قد فكرت بالموضوع , يعني قصدي ما قد شفت جدة بمنظور التقييم ..
جابر : طيب هل تحسي إن مثلاً لو قلتلك بنستقر برا بأي دولة ماهي عربية حتوافقي ؟
سارة : الصراحة لا , ما أتخيل نفسي أعيش بمكان غير جدة .. لا وكمان دولة أجنبية لا أفهمهم ولا يفهموني .
جابر : عادي بتتعلمي لغتهم مع الأيام زي بيان وخالد .
ساره ابتسمت : لا يكون تبغى تستقر بالنرويج كمان ؟
جابر : ليش لأ ؟
ساره عندما لاحظت جديته بالأمر قالت : لا ما أبغى , وبعدين بابا هنا ما عنده احد غيري , سهام ماتزوره مدري اشبها ! وحتى لما كلمتها عنه قبل كم يوم قالت هو ماعمره وقف معاي بمشاكلي وطول عمري لما احتاجه ما ألقاه ليش جايني بعد ماكبرت بدونه يسأل عني ؟ ... ما أعرف يا جابر أبوي نفسه يشوفها بس هي الله يهديها مدري ايش مشكلتها ..
جابر : مو قلتيلي إنها انفصلت عن زوجها ؟
ساره : إيوة طلقها , بس حتى ولو ابوي ايش دخله .
جابر: يمكن قالت هالكلام لأن نفسيتها تعبانه , اعطيها وقت لحد ماتهدا وكلميها .
ساره : ما أدري والله بس ان شاء الله خير .



جابر : طيب فكري بموضوع الإستقرار برا , قدامنا وقت يمكن تتقبلي الفكرة .
ساره : ما أحس والله , ما أبغى أطلع من جدة , بس انت ليش تبغى تستقر برا ؟
جابر : والله يا ساره انا تقريباً سنوياً أسافر ولما أرجع جده أحس العالم يتغير علي أحس اللي يعيش هنا محروم ما شاف شيء من سِحر المناظر , وفكرة الإستقرار كانت تراودني من زمان بس كنت اقول ابغى اتزوج وحدة من جدة اول تكون افكارنا متشابهه , معتقداتنا متشابهه .. اطباعنا واخلاقنا وإلتزاماتنا , ما كنت أبغى أستقر برا واتزوج من نفس البلدة اللي انا فيها أكيد بنكون مختلفين فكرياً .. هذا غير موضوع الحجاب والعلاقات الإجتماعية , حتى لو كانت مسلمه اسلامهم بالدول الأجنبية يفرق كثير عننا , هم أغلبهم علمانيين فاصلين الدين عن الحياة فمو حلوة إني اتزوج وحدة لها توجهات غير ومعتقدات غير وحياة غير واحاول اغيّرها .
سارة : وهـــــل كنت مخطط تتزوج عن حــب ؟
جابر بضحكه : لأ .. بنفس الوقت كنت دايماً أفكر انا لو بخطب كيف راح اخطب ؟ احنا مانعرف أحد وما أبغى وحدة من العايله .. وديمه صغيــرة مستحيل أتزوج وحدة من صحباتها بنفس عمرها بيكون فيه فرق شــــاسع بالأفكار , احنا بيننا عقد كامل ونص .
ساره زمت شفتيها بإستياء : حتى انا وانت بيننا عقد كامل هل هذا يعني انك تشوفني بزره ؟
ضحك جابر بشده : لا والله انتِ دايماً أعطيك أكبر من عمرك , لأن أشوفك عاقلــه.
ابتسمت ساره : تجامل ؟
جابر : لا والله .
ساره : طيب انا نفسي أفاتحك بموضوع الصراحة .
جابر : قولي .
ساره : امممم يعني كنت بكلمك بموضوع الحمل , يعني أحس انا نفسي نأجل الحمل لسنة على الأقل من زواجنا , شرايك ؟
اشاح بوجهه عنها بملامح غامضه ثم نظر إليها وابتسم قائلاً : ما عندي مشكلة , تبين نأجل الحمل سنه سنتين عشرة سنين انا مو مستعجل على الأطفال أصلاً (ثم ضحك) أصلاً انا صح اني شلت مسؤولية ديمه بس بنفس الوقت انا ما أتخل نفسي أب .
ساره بإستغراب : اما , توقعت حترفض يعني حسيتك تحب الأطفال وودك تصير أب .
جابر : أحبهم بس لسه مو مستعد اني انا اصير أب , وبعدين خلينا اول نتعود على بعض نعيش سوا , نعرف شخصيات بعض الحقيقة (وبتهكم) نشبع من بعض أول بعدين لاحقين عالأطفال .
أشاحت عنه وهي تضحك بخجل , قبل يدها قائلاً : الله يخليك ليّ ..

*****

في أحد أحياء جدة
.. رفعت صوتها بضجر وهي جالسه على الأريكه : خلاااااااااااص يا ولد والله إنك جننتني والله العظيم لو جبتلي اسمها ثاني ياويلك .
هو بتوسل : الله يخليك والله اخر مرة .
هي : وبعدين يعني ؟
هو : ما راااااح افكك لحد ما تخطبيها لي مرة ثانيه .
ضحى : وانت ماعندك كرامه ؟ البنت رفضتك ولسه تبغى ترجع تخطبها عندك أمل إنها توافق ؟
تميم : صدقيني حتوافق والله اخر مرة الله يخليـــــك .. يا ماما ليّا كم يوم اقنعك !! تعبتيني .
ضحى : انت اللي تعبتني ماتفهم البنت ما تبغاك يمكن فيه احد في حياتها انت ليش ميت عليها كذا ، وبعدين ويـــــنها هذيك اللي كانت تجيك ببيت خوله ولا حسبالك نسينا الموضوع !!
سكت تميم للحظات وابتسم : إيرام ..
ضحى : اللي هي وينها هااه فوق انها سببت لنا مشاكل وموت ليان بسببها اخرتها تسحب عليها !
تميم ظل مبتسماً : طيب واخر كلام راح تخطبيلي ارجوان ولا لا ؟
ضحى : وبعديـــــــــــــن .
تميم : يا ماماااا الله يوفقك والله العظيم اخر مرة اذا رفضت بقفل عالموضوع نهائياً .
تنهدت ضحى : بخلي ياسو تكلمها اول ما ابغى اتصل على امها وانرد .
تميم قبّل خدها بقوة : والله إنك أفضل أم بالعااااالم .
بعد لحظات عادت ياسمين من الخارج : هلللووو .
ضحى : وعليكم السلام .
تميم بحماس : ياااااسو يا افضل اخت امي تبغاك تكلمي ارجوان .
ياسمين وهي تلقي بجسدها على الاريكه : على ايش ؟
تميم : علي طبعاً .
ياسمين بملل : ياخي البنت ما تبغى تتزوج ماهو بالقوة .
تميم : انتِ كلميها وخلاص ..
قاطعتهم ضحى متسائلة : اشتريتي اللي تبغيه ؟
ياسمين : ايوة .. انتِ ما تبغي تروحي ؟ ليش ماتروحي هي بنت اختك حتى تميم وبدر بيحضروا ، بتجلسي لحالك في البيت ؟
ضحى : ما بروح ما ابغى اشوف فجر .
تميم : يا حبي المشكله اللي بينكم قديمه ليش ما تتصالحوا ؟ او سوو تحديث عالمشاكل على الاقل
ضحى : انت خليك ساكت ، وانتِ كلمي ارجوان على اخوك ذا جنّنني .
ياسمين : يوه لاتدخلوني بذا الموضوع ما ابغى انحرج اذا رفضت .
ضحى : شفت حتى اختك ما تبغى تكلمها ..
تميم : ياسو عشان خاااطري مو انتِ تحبيها وكنتِ اصلاً تفكري تخطبيها لواحد فينا ..
ياسمين : بس هي قد قالتلي انها ما تبغى تتزوج ، اخاف اكلمها واحرجها او تحرجني ، ياااخي لاتحطني بموقف بايخ معاها وهي صحبتي الوحيده لا تخربوا علاقتنا عشان زواجك روح تزوج اي وحدة ما جات عليها .
تميم بخيبة : افهمووووني أحبــــــــها ما أبغى اتزوج غيرها .
ياسمين : ياااااربي انا ماني فاهمه ايش الحب اللي نزل عليك , متى شفتها أصلاً ، بكلمها بس والله لو رفضت اني ما عاد حفتح معاها الهرجه مرة تانيه .
قامت ياسمين ذاهبةً الى غرفتها بأكياسها ..
اما ضحى عادت تنظر إلى تميم : وينها ماقلتلي وين اختفت ؟
تميم : مين ؟
ضحى : لا تستعبط ، ايرام .
تميم : تراها مو زي ما تفكروا كانت بنت صغيرة ويتيمه ، وكانت تجيني لأني كنت اجيبلها حلويات كل ما جات .
امالت شفتيها بملل وعدم تصديق ، ضحك تميم : صدقتي ما صدقتي بكيفك . ضحى : يااااسبحان الله بتنتحر ليان عشان طفله تجيبلها حلويات !!! ولا الملابس اللي كنت تعطيها للخدامه تغسلها ما كانت لطفله لا تستهبل .
تميم : نفسي افهم ايش ذكرك الموضوع مر عليه كم شهر وانتو تعيدوا نفس الموال .
ضحى : وانت تعيد نفس الكذبه .
قام تميم ضاحكاً : ما اكذب .. بروح انام واتجهز نفسياً للموافقه .
ضحى رفعت صوتها ليسمعها : قصدك للرفض .

\\

في الجامعة صباحاً ..
أرجوان ممسكةً بصحن فلين أبيض اللون تمشي بمفردها تبحث عن ياسمين حتى وجدتها ..
ذهبت وهي تجلس بجانب ياسمين : رند ماداومت ؟
ياسمين : مدري عنها .
ارجوان : لا تقولي انك ماتكلميها للحين ؟
ياسمين : ما تكلمنا لا هي كلمتني ولا انا كلمتها , ماعلينا بكيفها , انا بكلمك بموضوع .
ارجوان اعطتها شوكة بلاستيكية وفتحت غطاء الصحن : كلي .
ياسمين غرست شوكتها بالبطاطا : امي قالتلي أكلمك .
ارجوان : عن ؟
ياسمين : تميم , اوك اعرف انك رفضتيه بالمرة الاولى , بس الأخ مو راضي يفهم والا مصرّ عليك وكم مرة رجع كلم ماما فماما قالتلي اسألك أول قبل ما تكلم امك وترفضي , يعني اذا انتِ مالك نيـة ...
قاطعتها أرجوان وهي تدخل قطعة البطاطا في فم ياسمين : انا موافقه .
غصت ياسمين بالبطاطا واختنقت للحظات حتى بلعتها : الله يقلعك تقدري توافقي بدون ما تحشي البطاطس بحلقي .
ضحكت ارجوان : طيب انا موافقه .
ياسمين بغضب : كان من البداية وافقتي يعني !! خليتيني اتوتر مو عارفه كيف افاتحك بالموضوع .
ارجوان بكذبه : لا طبعاً المرة الأولى كان فبالي انكم انتو اللي اخترتوني له بس طالما هو مصرّ علي لهالدرجة من جد وهو اللي يبغاني ف أكيد بوافق.
ياسمين : بس انا قلتلك ان مالي شغل بالموضوع ولا جبتله سيرتك .
ارجوان : امك ايش قالت لما رجع كلمها ؟
ياسمين بمحاولة استعطاف : شرشحته وربي , قالتله ياولد ماعندك كرامه البنت رفضتك وانت الا تبغاها وعلى ايش متشفق عليها كذا ؟ وين شايفها انت أصلاً ؟ وكلام مرة كثير بس ماخلت ولا بقت شيء .
ارجوان بضحكه : يا عمري حراااام ماتسوى عليه .
ياسمين : مــــن جد والله ماتسوى عليه يبغاك وترفضيه وتخليه يتشرشح كذا لا واخر شيء توافقي يعني كان من البداية.
ارجوان : ايش دراني انه جاد كذا مرة .

*****

عندما تحدثت فجر إلى فادية لتخطب ميهاف لزياد ، ترددت فجر كثيراً ثم قالت : خليني اسألها ، وصراحه ما اوعدك توافق هي شويه متأزمه من موضوع الزواج .
فجر : ماااا عليـك انتِ بس اسأليها وردي لي وان شاء الله اذا وافقت راح نجيكم بعد يومين الولد طاااير الا مصرّ يشوفها بكرة بس قلت بعد يومين احسن .
فاديه : على خير ان شاء الله خليني اخذ رأيها اول .
بعد عبارات الوداع ، اغلقت الخط وتنهدت ، نادت ميهاف بصوت عال .. خرجت ميهاف : هلا .
فادية : تعالي اجلسي بكلمك .
جلست ميهاف تنظر إلى والدتها تكاد تختنق من فرط الارتباك لكنها تحاول الادعاء بأنها طبيعية .
فادية بحيرة : مدري اذا ينفع اكلمك بهذا الموضوع من جديد بس فجر اتصلت تبغاكِ لزياد ، والله صراحه انا كنت حرفض بس قلت انتِ لازم تعرفي .
ميهاف بهلع : بس انا موافقه !
فاديه : موافقه على زياد ؟ يعني عادي مو مترددة ولا ...
ميهاف بسرعة : ما اقدر اخذ قراري بدون ما اشوفه ولا شرايك ؟
رفعت فادية حاجبها بشك : وشمعنى داني رفضتيه حتى من قبل ماتشوفيه ؟ وزياد بتعطيه فرصه .
ميهاف : يعني سبحان الله قلتلك داني ما كنت مرتاحه من لما كلمتيني ...
قاطعتها فادية : وزيااااد بس سمعتي اسمه ارتحتي صح ؟
ميهاف تجمد الدم بوجهها بإحراج : لا مو كذا بس ....
فاديه : اقول ميهاف من جد ما تطلقتي عشان زياد ؟
ميهاف : والله لا ماله دخل وبعدين يا ماما كل مرة بتذكريني بعثمان يعني ! ماتبغيني اكمل حياتي ؟
فاديه : روحي روحي بس بعد يومين بيشرف زياد وامه .
ميهاف بعفويه : اما مو بعد بكرة ؟
فاديه بتهكم : مرة مستعجله ؟
ميهاف : يا ماماااا ..
ضحكت فاديه : كنتِ عارفه يعني !
ميهاف : رند قالتلي .
فاديه : رند برضوو ؟؟؟؟؟
سكتت ميهاف واكملت فاديه بجديه : استخيري يا ميهاف وفكري بزياد من كل النواحي ، وخصوصاً انك عارفه انـ ..
ميهاف : ياروحي لاتشيلي هم اكيد بفكر واستخير الف مرة قبل ما اقرر ، بس نفسي افهم ليش ماترتاحي لزياد ؟
رمقتها فادية ، لتقول ميهاف : ترى والله انه قدع يعني ، اعطيه فرصه بس فرصه تعرفي عليه والله حتغيري نظرتك له .
لم تتغير نظرات فادية لها ، لتتدارك ميهاف موقفها قائلة : اوك انا ححتفظ بأرائي لنفسي .
فاديه : من متى تكلميه ياميهاف ؟
ميهاف : مين قال انـ..
قاطعتها فاديه : لا نستعبط على بعض وجاوبيني .
سكتت ميهاف , لتكمل فادية : من قبل الشرقيه صح ؟ من لما كنتِ عندهم بالفيلا !
ميهاف بدفاع : لا والله بعد الشرقيه .
فاديه : وليش ماخطبك على طول ليش تزوج هذيك البنت ؟
ميهاف : ما اعرف يا ماما لاتسأليني .
فاديه تنهدت : ميهاف استخيري , الحب مو كل حاجه , انتِ حتعيشي مع اخلاقه مو مع حبه لك , الحب ممكن يتغير بس اذا كانت اخلاقه كويسه فأنا ماراح أخاف عليك .

\\

بمجرد خروج فادية وفجر ورند من الغرفة .. قال زياد وهو يلمس شعرها : اخيــــــــراَ شفت شعرك الحقيقي .
ميهاف بإستغراب : ليش هو انا البس باروكه ؟
زياد بضحكه : ماااا قد شفت شعرك عالطبيعة داايماً اذا صادفتك ما اشوفك الا متحجبه .
ميهاف الإبتسامه الواسعة تزيّن شفتيها : ايش شعورك ؟
زياد : الفرحه مش سيعاااااني , والله إنــ...
قطع حديثه دخول رند قائلة بإستفزاز : خلاااااااص امي تقول يلا نمشي طولت .
زياد بغيظ : انقلعي برا ماصار لي دقيقه حتى ..
وضعت يدها على خاصرتها بعناد : طيب بجلس معاكم عشان زي ما انت عارف ....
قاطعها زياد : رنـــــد وربي لأقوم اشوتك اطلعي .
رند : فــــــاااااااااكــــر حركاتك بشوفتي يا كلــــب .
ضحكت ميهاف , زياد : آسفين ممكن تطلعي ؟
رند : اممم بفكـــ ..
قطعت حديثها وهي تهرب ضاحكه عندما رماها بالوسادة التي كانت بجانبه : انقلـــــعي .
عاد ينظر إلى ميهاف : ايوه ايش كنا نقول ؟
ميهاف : ينفع تغمض عيونك ؟
زياد : ليش ؟
ميهاف : غمّض .
اغلق عينيه وبدأ يشعر بلمسات ناعمه على حاجبه ثم على خده , امسك ذقنه بخفه ثم ابعدت يدها عنه .
فتح عينيه عاقداً حاجبيه : ايش هذا ؟
ميهاف : اتأكد إنك حقيقي .
زياد امسك بيدها وبيده الأخرى امسك ذقنها بحب واقترب ليقبّل خدها , بمجرد ان لامست شفتيه خدها , قطع صوت رند مجدداً : هاااااااااااا أنا قلـــــــت ما ينفع نخليكم لوحدكم .
احترق وجه ميهاف من الخجل بينما رص زياد على اسنانه بغيظ وسط ضحكات رند المستفزه : والله لو ماخربت عليك بزواجك يارند .
رند : لالالا الله يوفقك الا زواجي خليه يمر بسلام تكفى .
زياد : وانتِ خلي شوفتنا تمر بسلام .
رند : وعليكم السلام , بس ممكن اجلس معاكم ؟
زياد : يا بنـــت !

*****

صباحاً في ايطاليا بلاد الجمال الفاتن ..
وتحديداً في احد فنادق كابري الآسِره ..
يجلسان حول مائدة الإفطار ، لم يكن يتخيّل أنه سيكون بهذا المزاج السيء جداً في أيّامه الأولى معها ، ولم يكن يتوقع أن مشكلته معها ستصاحبه حتى بالسفر ، ظن أنه سيختلي بها في هذه الرحله لكن مالم يحسب حسابه أنها ستتحدث إلى عبدالرحمن طوال الوقت بالهاتف ..
ظل جالساً عاقداً حاجبيه متكتف ينظر إلى اليمين بغيظ .. اما هي فكانت تنظر إلى هاتفها وتضحك ، قلبت الكاميرا تصوّر المكان لعبدالرحمن قائلة : شووف فيه كمان مسبح ، واشجار .. وهنا رواد بس شكلو معصب شويه .
عبدالرحمن ووجهه قريب جداً من الكاميرا : ماما ليش اخذتيه وانا لأ ؟ هو كمان مو دايماً يسمع الكلام .
جنى اعادت الكاميرا إلى وجهها قائلة : ومين قالك اني ما اخذتك لأنك ماتسمع الكلام ؟
عبدالرحمن : تمارا .
جنى : لا يا روحي انا ما اخذتك عشان بشتريلك مفاجآت من هنا وما أبغاك تشوفها الا لما ارجع .
عبدالرحمن تهلل وجهه بفرحه : ايــــش هيّا ؟
جنى : مفاجأة كيف اقولك ؟
عبدالرحمن : ماما طيب صوريلي ايش تاكلي .
جنى : شوف كرواسون وهنا مارتديلا وجبن و...
قاطعها عبدالرحمن قائلاً : ماما فيه بطات عندكم ؟
جنى : ايـــــوه اذا رحنا البحر بوريك طيب !
عبدالرحمن : طيب طيب فيه دب ؟ وبطاريق ؟
جنى : امممم ما شفت (ثم قالت بإستياء عندما وصلها اشعار من الهاتف بأن شحن هاتفها 1%) يوه حمني جوالي بيطفي .
رواد بهمس: يارب يطفي يارب يطفي يارب يطفي ..
ظل يكررها طوال الوقت ..
نظرت جنى إليه متسائله : معاك الباور ؟
رواد بسرعة : لا .
جنى بإستياء : كل يوم تجيبه شمعنى اليوم .
رواد : نسيته .
جنى : حمني تروح الروضه ؟
عبدالرحمن : ايوه كل يوم ، انتِ اذا رجعتي حتروحي معايا ؟
جنى : ان شاء الله .
عبدالرحمن : ابلة شيماء سألت عنك وقلتلها انو انتِ حترجعي بعد شهر ، كدا صح ؟
جنى : ا....
انطفأ الجهاز وضعته على الطاولة بإستياء : يووه .
ثم نظرت إلى رواد الذي نفخ الهواء من فمه : ليش ما اكلت شيء ؟
رواد : استنى حضرتك تخلصي .
جنى : خلاص انطفا الجوال ، خلينا ناكل .
رواد : الحمدلله ما بغى .
بدأت تأكل بصمت ، تشعر أن مزاجه سيء ولا تعلم لماذا لكنها تخشى سؤاله ، لذا فضّلت الاكل وهي صامته .
عند خروجهم من الفندق سيراً على الاقدام للتنزهه .. لفتها المنظر كثيراُ ، الاشجار ، والالوان ، وزرقة السماء مع انتعاش الجو .. اشجار الليمون الموجودة بالمكان ، همت بتصوير الاشجار لكنها تذكرت ان هاتفها مغلق ، نظرت إلى رواد بتردد ثم قالت : عادي اصور بجوالك ؟ بوري حمني الليمون .
شعر لوهله ان رأسه سينفجر من الغيظ .. ظلت تتجاهله طوال الوقت لم تتذكر وجوده الا عندما ارادت تصوير ما تراه لعبدالرحمن ، ليقول والغضب بادٍ عليه : جنى !
جنى : ايش ؟ عادي اذا ما تبغى مو لازم .
رواد توقف عن المشي : مرت خمسة أيّام واحنا بإيطاليا بس انتِ اول مرة تشوفي الشارع هذا ليش ؟ لأنك طوااااال الخمسه ايام كل ما عدينا من هنا تكوني مشغوله تكلمي عبدالرحمن ، اصلاً قوليلي بالله ايش الاماكن اللي زرناها بالايام اللي راحت ؟ ولا ايش شفنا ؟ ولا بإيش تكلمنا ؟ ماهي حاله هذي يا جنى احنا بشهر العسل وانتِ معايا ، ممكن تفكينا من عبدالرحمن وتركزي معاااايا هنا بإيطاليا ! والمكان والوقت !
اخفضت رأسها بإرتباك من توبيخه لها ، لم تعرف كيف تتصرف لكن كل ما شعرت به وقتها هو الخجل .. تجمعت دموعها بعينيها اشاحت عنه وتنهدت وهي تكمل الطريق تاركةً إيّاه خلفها .. مسحت دموعها بسرعة قبل أن يلاحظها .. زفر بضيق هو الآخر ومشى بسرعة إلى أن اصبح بجوارها ، خلل اصابعه بين اصابعها ، لم يكن منها الا ان اشاحت الى الجهه الأخرى .
مهما حاول التحدث إليها يشعر بأن هناك حواجز بينهما لأنها لا تتحدث معه كثيراً ، فقط تجيب على اسئلته بإختصار .
لا يعلم هل هي خجوله ! او ما بها ؟ المشكله انه لم يستطع التعرف عليها جيداً بسبب عبدالرحمن ..
بدأ يشعر وكأن عبدالرحمن لعنة تحول بينه وبينها ..
مضت نصف ساعة على تجوّلهم بالشارع بلا هدف ، لكن المناظر الطبيعية الخلابة جعلتهم يشعرون ان الوقت يمضي بسرعة ..
رواد : ليش ساكته ؟
جنى : ايش اقول ؟
رواد : مدري اي حاجه عنك او عن اي شيء تحبيه (مكملاً بتهكم) غير عبدالرحمن .
عقدت حاجبيها بضيق : عادي اسألك ؟
رواد : طبعاً .
جنى : انت تكره عبدالرحمن ؟
رواد : لا طبعاً ما اكرهه بس .. انتِ طوال الوقت معاه وصراحه احسك ما.. جنى : ما ايش ؟
رواد : مدري ، احس احياناً كأنك بس وافقتي تتزوجيني عشان تكوني قريبة من عبدالرحمن ، ماقد حسيت انك معايا لأنك بتكوني معايا ، ولا قد حسيت انك مهتمه لوجودي (اكمل بضيق) ادري الوقت مو مناسب اقولك ذا الكلام واحنا بأيامنا الاولى بس ما اقدر اتجاهل اي شيء يضايقني .
جنى : وانت ليش تزوجتني ؟ مو عشان اكون مع عبدالرحمن ؟
رواد بصدمه : لا طبعاً انتِ كنتِ حتكوني معاه حتى لو ماتزوجنا ، بس انا تزوجتك لأني حبيتك .
اخفضت رأسها ثم اشاحت عنه ، رواد : ليش ساكته ؟
جنى بعد لحظات من الصمت : ماعندي شيء اقوله ، ينفع نرجع للفندق ؟ تعبت من المشي .

حلّ الليل وهو يجلس على الاريكه بالصاله ، بينما هي ظلت بغرفة النوم لم تخرج من وقت عودتهما ..
لم يكن يعلم أنها تظن ان زواجه منها لكي تكون بالقرب من عبدالرحمن ، صدمته بذلك .. لوهله شعر بالتشتت والحيره في امرهما سوياً ، ألهذه الدرجة لم تشعر بحبه لها ؟ هل قصّر في شيء معها ؟ هذه اول مرة يهتم فيها لفتاة فلايعلم هل هناك خطأ في تصرفاته معها تجعلها لاتشعر بمشاعره !
الاسئلة الكثيرة اكلت رأسه .. وعندما رآها تخرج من الغرفة ابتسم واعتدل بجلسته ، اقتربت منه وهي تجلس بجانبه واثار البكاء واضحه على وجهها وهي تعقد اصابعها بتوتر : ابغى اكلمك .
رواد : آمري .
جنى : كم باقيلنا بإيطاليا ؟
رواد بتفكير : 16 يوم ، يعني تقريباً اسبوعين .
جنى: ماينفع نقدم الرحله للاسبوع الجاي؟
رواد : ليش ؟ جنى انا آسف إذا ضايقتك بكلامي ما كان قصدي ازعلك بس الموضوع كان مضايقني وقلتلك من باب انك يمكن مو منتبهه بس ..
جنى : ما زعلت ، بس انا برجع جدة .
رواد : انتِ مو مرتاحه هنا ؟ او مو مرتاحه معايا ؟
تجمعت الدموع بعينيها مجدداً : لا عادي بس ...
قطع كلامها وهو يضمها لصدره : اذا عادي ليش تبكي ؟
جنى سكتت وهي تبكي بشدة .. مسح على شعرها بخوف : جنى اشبك ؟ والله آسف قلتلك مو قصدي اضايقك ، خلاص طيب اعتبريني ما كلمتك بشيء .
جنى : ابغى اعرف ..
رواد : تعرفي ايش ؟
جنى ابعدت رأسها عن صدره تنظر إليه : ليش تزوجتني ؟
رواد : قلتلك حبيتك ، تزوجتك لأني حبيتك ، لأنك عجبتيني وارتحت لك و .. مدري بس حبيتك .
جنى : مافي سبب ثاني ؟ رواد انا ما احب الاستغفال ولا الكذب ، ولا اللف والدوران ، لو فيه سبب ثاني قول لي والله ما راح اجادلك عليه بس ما ابغى احس اني غبيه .
رواد عقد حاجبيه : انتِ ليش تقولي كذا ؟ ايش السبب الثاني اللي ممكن اتزوجك عشانه أصلاً ؟
بكت وهي تقول بتوتر : لأنك مدير اعمال عبدالرحمن وكل شيء تحت يدك دحين لعبدالرحمن , حتى المؤسسه .
اصفرّ وجهه حين فهم ماترمي إليه ، وتجهم ثم قال بنبرة غليظه غاضبه : قصدك عشان الورث اللي خلاه سطام لعبدالرحمن صح ؟ انتِ كيف تفكري فيا بذي الطريقة ؟ انتِ هذي نظرتك لي طوال الوقت ؟ اني قاعد اتقرب منك وتزوجتك بس عشان الورث اللي خلاه سطام لولدك؟ ليش ليـــــش هذا تفكيرك ؟ إني طمعان فيك وفي ولدك ؟
جنى : لأن ايش اللي بيخليك تتزوج وحدة ارملة وعندها ولد وانت ما سبق لك اتزوجت !!
رواد بغضب : ليش هو احنا نقدر نختار الناس اللي نحبهم ؟ بيدنا يعني الموضوع ؟
قاطعته : واهلك ؟ امك بالذات كيف اقتنعت بهالسهوله ، الا اذا كان الموضوع فيه إنّ ...
رواد : اذا انتِ اصلاً هذا تفكيرك من البداية ليش وافقتي ؟
جنى بكت اكثر : لاني خفت ارفض وتحرموني من ولدي .. انا ما ابغى الورث ولا يهمني بس ابغى عبدالرحمن يكون قريب مني ما بنحرم منه زيادة على الأربعة سنوات اللي راحت .
شد على قبضة يديه ، يشعر بطعنة غائرة اصابت قلبه .. لم يتوقع ابداً انها تراه بهذه النظرة ، استغلالي ، مخادع ، طماع ، قاسي ، وكاذب ..
يتصرف معها على طبيعته ، وحبه .. لم يحسب حساب اي شيء معها لا الكلام ولا حتى المشاعر .. لكي يُصدم أنها تظنه يتودد إليها لغرض في نفسه ليس إلا ..
قام وخرج من الجناح ليتركها بمفردها تبكي ..


قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الاثنين الموافق :
16-10-1441 هجري
8-6-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 04:59 PM   #86

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


الفصل العشرون
الجزء الثاني


مرت الايّام بينهما غريبة جداً ، لا يتحدثان إلا للضرورة فقط ، يخرجان سوياً كل يوم ، يجلسان ويمشيان بجانب بعضهما البعض كأيّ اثنين في شهر العسل ، لكن قلوبهما متباعدة جداً .. الكآبة تعتلي وجهيهما ، هي كانت تشغل نفسها بالتصوير والتحدث إلى عبدالرحمن ، لكن هو .. كان يقاوم افكاره ، كلماتها التي قالتها له .. نظرتها السوداء له .. تجاهلها له .. لا يدري كيف يتصرف ، يشعر بالأسف حيال نفسه .
المرة الأولى له بالحب ولا يعرف كيف سارت الامور على هذا النحو ، ظنّ أنها احبته كما أحبها ، لكن يبدو ان جاذبيته ووسامته ولطفه وسحر ابتسامته وشهامته ، تجذب له كل الفتيات عدا التي يريدها هو .

في يومٍ ما خرج من الحمام يرتدي روب الاستحمام ، رآها وهي تجلس على الاريكه تشاهد التلفاز ، يبدو ان عبدالرحمن نائم في هذا الوقت .
جلس على نفس الاريكه ثم قال بخفوت : ايش حيصير اذا رجعنا لجدة ؟
جنى : ايش حيصير ؟
رواد : انا اسألك ، ايش حيصير علينا اذا رجعنا لجدة ؟
جنى : ولا شيء ، انت خذ اللي تبغاه وخليني مع حمني .
رواد رص على اسنانه : ليش مصرّه على رأيك ؟ ترى والله ما همتني فلوس ولدك انا عندي اللي مكفيني ، انا مو ماسك حلاله الا لان سطام موكلني عليهم قبل ما يموت ...
لم تجبه .. هدأت نبرته : جنى .. والله العظيم أحبّك ليش ما تصدقيني ؟
نظرت إليه للحظات وكأنها تبحث عن الصدق في عينيه لكنه سرعان ما اشاح عنها يتنهد بضيق : قدمت الرحله .. حتكون بعد يومين الساعة تسعة ان شاء الله (قام ليعود إلى غرفة النوم) ما حجبرك تتحمليني 3 اسابيع وانتِ ماتبغي .
جنى : رواد .. شكراً .
اشتد ضيق قلبه لأنها لم تنفي عبارته الأخيرة وكأنها فعلاً مجبورة على التواجد معه .

\\

فتحت الباب وما لبث وجهها باسماً : هلااااا بالعـ....
عانقتها بقوة وهي ترتعش ..
العنود بإستغراب : بسم الله اشبك ؟ اشبك ترتجفي كذا ؟ صاير شيء ؟ ابعدتها عنها العنود لكن جنى ظلت تتنفس بطريقة متوترة جداً : ابغى مويه .
بعد لحظات وهن جالسات ، العنود : تكلمي فيه شيء ؟ صاير شيء ؟
جنى : لا بس وحشتوني .
العنود : لا بالله ؟ من جد اشبك ؟
جنى بعد لحظات من الصمت : احس اني جبت العيد بحاجه ..
العنود : عشان كذا رجعتوا بدري ؟
جنى : لالا انا طلبت منه نرجع بس مدري عنود انا مشتتته مو عارفه كيف اتصرف او كيف افكر ، أحسه زعلان مني بس ساكت ومو عارفه بإيش يفكر وانا خايفه .
العنود : ممكن تشرحيلي اللي صاير عشان استوعبك ؟
جنى حكت لها ما حصل بينها وبين رواد ، وماقالته له وما قاله لها .. وانه من تلك الليلة كان يتصرف بغرابة ، هادئاً صامتاً على غير عادته ، يحاول الابتسام لكن ابتسامته باتت باهته ليست كالعادة ، لتختم كلامها قائلة : احس اني تسرعت بكلامي وضايقته .
العنود : هو انتِ لسه تحسي يعني كمان مو متأكدة ؟ جنى انتِ براسك جني ولا شيء لاسمح الله ؟ فيه وحدة تقول لزوجها بشهر العسل ذا الكلام ؟ انا وسارة وروان كم مرة قلنالك انك تبالغي بحبك لعبدالرحمن والموضوع طبيعي بيضايق رواد ، اصلاً ايش الرابط العجيب بين غيرته من حمني وبين انك تعتبريه استغلالي ؟؟ مو هو يا حماره لو كان يستغلك او يستغل ولدك كان حسسك انه يعشق حمني مو يغار منه !!! كيف تفكري انتِ !
جنى : عنود بس انتِ عارفه انا ارملة عمه وكمان عندي ولد وفوق هذا طالعه من الاحداث حتى لو ان وجودي بالاحداث ما مر عليه اسبوع بس .... انتِ عارفه ، ف ايش اللي بيخلي واحد زي رواد يحبني ويتزوجني ؟
العنود : وانتِ ليش مستحقره نفسك لهالدرجة ؟ شفيك يعني عشان مايتزوجك رواد ؟؟
جنى : افهميـــــــــــني .
العنود قاطعتها : كيف يعاملك هو طيب ؟ عمره غلط عليك بشيء سواء بالملكه او بإيطاليا ؟ طيب عمره حسسك انك اقل منه او فيك شيء ؟ هل سوا شيء خلاك تظني فيه هالظن ؟
سكتت جنى للحظات ثم قالت : لا ..
العنود بغضب : طيـــــب ؟ ليش تتفلسفي عالادمي وتنكدي عليه ؟
قاطعهم دخول ساره بإبتسامه : هلا هلااا بالعروسه اللي منورتنا .
العنود : تعالي تعالي شوفي البَقعه اللي مسويتها عروستك ذي .
جلست ساره : اوه ايش مسوية ؟
حكت لها العنود ما قالته جنى لها ، لتقول ساره : جنى مو من جدك اشبك ؟ ايش اللي خلاك تقولي كذا ؟
جنى والدموع تغمر عينيها : ما اعرف ، ما اقدر اثق فيه ، احس فيه شيء يخوفني منه .
العنود : ايش هو طيب ؟
جنى : ما اعرف .
ساره : هو سوالك شيء خلاك تخافي تثقي فيه ؟
جنى سكتت للحظات ثم قالت : يحاول يبعدني عن عبدالرحمن .
ساره : ماااااله دخــــل طيب !! هو جالس يقولك ان وقتك كله قاعد يروح لعبدالرحمن ، الادمي جالس ينبهك مو قاعد يجبرك ويمنعك من ولدك !! واصلاً ايش دخل هذا بكلامك له ؟
جنى ظلت صامته ، العنود : جنى ليش تزوجتيه ؟
جنى : عشان اعيش مع حمني .
ساره : بس هو قالك انك حتى لو رفضتي ما حيمنعك منه !
جنى : بس ما كانو حيخلوه يعيش عندي ، انا ابغاه دايماً معايا ويكبر معايا ما ابغى يكون عندي بس بالويكند !!!
ساره : وما فكرتي بـ رواد ؟؟؟ ولا مرة فكرتي فيه كشخص يبغى يتزوجك عشان يحبك ويبغى يكمل حياته معاك ؟ كل اللي فكرتي فيه عبدالرحمن وبس ؟
العنود : شااايفه انتِ الانانية اللي تزوجتيه عشان مصلحتك مو هو وفوق كذا هو عارف بس ما قالك شيء .
ساره : انتِ على اي اساس تتعاملي معاه طيب ؟
جنى : عادي .
ساره : كيف يعني عادي ؟
جنى : يعني عادي يجي يكلمني وارد عليه وننام ونصحى وناكل سوا وبس .
العنود وضعت يدها على رأسها : وين روان تهزئها عني بس انا تعبت منها .
جنى : يا بنات انا ما احس ناحيته بأي شيء .
ساره : مستحيــــــل .. واحد طلعتي معاه بالملكه الف مرة وطوال الوقت تكلميه بالجوال ، سافرتي معاه ، وحتعيشي حياتك معاه كيف ماتحسي ناحيته بأي شيء ؟؟؟؟؟
جنى : عشان كذا انا كنت اكلمه يجيب حمني معاه عشان انا ما اعرف اتكلم معاه .. المرتين اللي كنت فيها لوحدي معاه حسيت بشعور يخوف .
العنود : كيف يخوف ؟؟
جنى : ما ادري بس قلبي كان يدق بقوة ، وكنت مرتبكه وكل ما جات عيني عليه حسيت وكأن قلبي بيطلع من مكانه .
ساره : طيب هذا يعتبر توتر ما يعني انه خوف !! نفس الشيء احس فيه وانا مع جابر اول ما كنت اطلع معاه ..
جنى : ماا ادري .
العنود : طيب ولما كنتوا بإيطاليا ؟
جنى : ما اعرف انا كنت طوال الوقت اكلم عبدالرحمن ووقت ما ينام انام .
العنود : ورواد ؟ جدار بالنسبة لك ؟
جنى : افهموني والله احس بشعور غريب معاه احس اول ما اكون معاه لوحدي جسمي يقشعر وقلبي يدق بقوة ، ما اقدر استوعب انا ليش احس بكذا .
سارة : لأنك مو متعودة عليه انتِ ليش معتبره ذا الشعور سيء ؟
جنى : لاني ما ابغى احس فيه .
ساره : وليــــش ما تبغي تحسي فيه ليش جالسه تتهربي منه يعني ؟
جنى سكتت قليلاً ثم قالت بخفوت : ما ابغى أحبّه ويطلع يستغلني ..
سكتتا الاثنتان ساره والعنود بصدمه .. لتقول جنى وهي تنقل نظراتها الباكيه بينهما : انا خايفه ، ما احس اني اقدر اثق فيه .
العنود تنهدت : طيب ليش ؟
جنى : قلتلكم اخاف يكون يستغلني ، خايفه اركز عليه واعطيه مجال واحبه انا ، واكتشف بعدين انه يستغلني او ما يحبني ..
ساره : بس انتِ قلتي انه كويس معاك ماقد اذاك بشيء حتى بكلامه اضح انه ليّن معاك .. ويغار عليك يعني يحبك .
جنى : بس حتى رعد كان كويس مع روان ، كلنا كنا نعرف انه متزوج قبل ماتعرف هي بس كنا مكذبين الموضوع لانه كان مرة كويس معاها .
العنود : عليك ربط مواضيع عجيب بشكل !!! شدخل رواد برعد .
ساره : من جد ايش دخل رواد برعد ؟؟ ولا لانهم اخوان يعني ؟
جنى : ما اعرف بس خايفة ، اذا حبيته وسوا زي رعد ايش بسوي ؟ او طلع يستغلني ايش بيكون شعوري ؟ على الأقل طول ما انا احب عبدالرحمن ومتعلقه فيه ومركزه عليه ماراح يضرني لانه ولدي ولانه اصلاً يحتاجني ولانه صغير ، بس رواد يخوفني .
ساره : جنى ، هلوساتك هذي مالها داعي يعني بتمنعي نفسك من الحب طول عمرك بس لأنك خايفه ينغدر فيك ؟ اعطيه فرصه يمكن يطلع كويس وغير عن رعد والاكيد انه غيـــــر ..
العنود : من جد طالما انك غثيتيه بأيامكم الاولى وكمان فاقعه قلبه بكلامك وما قالك شيء غير انه يحبك ورجعك لانك بترجعي وتركك بحالك ف ماتدري يمكن جد يحبك وواضح انه ما يبغى يضغط عليك .
ساره قامت قائلة : انا اقول لو ترجعي لبيتك وتعتذري منه وتشيلي الخرابيط هذي من بالك وتخففي من امومتك الزايدة لحمني لانك قبل ما تغثي رواد انتِ جالسه تخربي عبدالرحمن بالدلع والاهتمام الزايد ذا ..
جنى : بس الموضوع صار عليه يمكن اسبوع او اكثر ماينفع اعتذر .
ساره : لا ينننفع طالما هو للحين اسلوبه هادي معاك وبنفس الوقت تحسيه هاجد معاك يعني لسه يحتاج انك تعتذري منه .
العنود : جنى لاتظلميه لا تعامليه كأنه جدار بس لانك خايفه من افكارك !! اعطيه فرصه .
جنى : واذا حبيته ؟
ساره : وايش يعني ؟ حبيه محد ماسكك .
جنى : انا ما ابغى احبه .
العنود : اقول بلا دلع اذا ما حبيتي زوجك بتحبي مين بالله ؟ عاد انا ما ابغى من الزواج غير انه يلم فراغي العاطفي وانتِ ووجهك جايه تقولي ما بتحبيه !!! هاتيه هاتيـــــه انا احبه عنك .
جنى بإستياء : لا تقولي هالكلام حتى لو مزح يمكن باب السما مفتوح .
العنود عقدت حاجبيها بإستنكار : تغار المشكله .
ضحكت ساره : والله جنى اسمعي مننا واعتذري وشيلي ذي الافكار الغريبة من راسك .

\\

عندما استقلت سيارته ، نظرت للخلف ولم تجد ولدها : ما جبته ؟
رواد : لا كلمت تمارا قالتلي جالس يلعب مع احفاد اعمامي ما بيرجع ، فقلت خلاص بالمرة بكرة ناخذه لما نزورهم .
هزت رأسها بإيجاب وسكتت وهي تتنهد ، ظلت تعصر اصابعها بتوتر وتتنهد بين الفينة والاخرى ..
شعر وكأنها تريد قول شيء لكنها متردده ، نظر إليها : كيف كان يومك ؟
جنى : حلو .
رواد : عجبتهم الهدايا اللي جبتيها لهم ؟
جنى : ايوه .
رواد : طيب ايش قالولك ؟
جنى : امم قالو حلوة وعجبتهم يعني .
رواد تنهد : مابتقولي شيء ؟
جنى : لا ..
رواد سكت قليلاً لكنه مازال يرى ترددها : متأكدة ما بتقولي شيء ؟
لم تجبه ، رواد : عمري تبغيني اجيب حمني ؟ عادي لو تبغينا نمره دحين .
جنى : مدري بكيفك .
رواد : انتِ ايش تبغي ؟
جنى نظرت الى الساعة : هذا وقت نومه خلاص ناخذه بكرة .
رواد : طيب انتِ ليش متوترة ومو على بعضك ؟ فيه شيء ؟
سكنت للحظات ثم نظرت إليه وهي تتساءل بعقلها " كيف علم ؟ " رواد : قولي اسمعك .
جنى : انا ..
رواد : انتِ ايش ؟
جنى : جيعانه .
رواد ضحك : بس كذا ؟ طيب ياحبيبتي ايش بتتعشي ؟
جنى : اي حاجه .
عندما عادا الى المنزل بعد ان تناولا العشاء في مطعم لكنه يشعر انها تخفي شيئاً اخر لانها مازالت متوترة وتعصر اصابعها .. بمجرد دخولهما الى المنزل ، استدارت نظر إليه بتردد : رواد .
رواد : عيوني امري .
جنى : انا اسفه .
رواد : ليش ؟ على ايش ؟
جنى : لا ، اسفه على اللي قلته لك بإيطاليا ، ما كنت ابغى اضايقك بس ..
رواد اقترب منها مبتسماً : بس ايش ؟
جنى : انا كنت بعرف بس ليش تزوجتني .
رواد : وما اقنعتك اجابتي برضو !
جنى : مدري ، ما اعرف .. بس انا اسفه لاتزعل مني .
ضمها لصدره وهو يستنشق الهواء بعمق : ولا اقدر ازعل منك والله ، ويعلم الله اني ما كذبت عليك بشيء وانك زوجتي لاني أحبّك وبس .
امسكت بكلتا يديه وهي تبتعد عن حضنه ، رفعت يداه ووضعتهما على عباءتها وهي تخفض وجهها الذي اكتسى بالحمره ..
لم يستوعب ما تريده منه ، لكنها تركت يده على عباءتها وظلت صامته مطأطئةً رأسها .
اغمضت عينيها بقوة لم يكن امامه سوى أنه شعر برغبة عارمة في تقبيلها وهي بهذه الحاله ، التوتر والخجل ينتابانها .. وصَدَق رغبته بالفعل ..
وبينما هو غارق في تقبيلها ويداه تطوفان جسدها .. انزل عباءتها ليستوعب حينها ما ارادته بالضبط .. اتسعت ابتسامته بل وضحك بدهشه : جنى !
احمر وجهها اكثر واغمضت عينيها مجدداً : مو اناا ....
قاطع تبريرها بقبله عميقه انستها اعذارها ..
صباحاً عندما استيقظت إثر صوته يناديها وهو يمسح على معصمها بخفه : حبيبتي وروووووحي وعمري واحلى وارق واجمل وحده ما بتصحي ؟
فتحت عينيها تنظر إليه ، رأته مرتدي ثوبه ، قعدت متسائله : وين رايح ؟
رواد : راجع للدوام (ثم ابتسم) بس ترى باقيلي معاك اسبوعين .
جنى : اسبوعين ايش ؟ رواد : من شهر العسل اللي رجعتينا منه ، بما انك تبغبنا نرجع حمني كمان ، ف يبقالي معاك اسبوعين بدونه .. ولووووو سمحتي ابغاهم اسبوعين متواصلين او اسبوع كامل متواصل ، عادي اي وقت لكن ممنوع الرفض .
جنى : يصير خير ان شاء الله .

******

قبل سنوات كثيرة ..
ظُهراً عائداً من مدرسته الثانوية ، يحمل بيده حقيبته السوداء التي تحمل كتبه المدرسيه ، عدّل نظارته الطبية وهو يمشي ناحية سيارة السائق لكن حالما اقترب من السيارة سمع همهمات غير مفهومه ، نظر إلى السيارة لم يجد السائق ، انتابه الفضول إلى تتبع مصدر الهمهمات الغير بعيدة .. وضع حقيبته بالسيارة مشى يتتبع الصوت .. وقف خلف الجدار يراقب احد الممرات الضيقه القريبة من السيارة ، وهو يرى السائق " عربي الجنسيه " ببدلته السوداء المعتادة يتحدث إلى شخص آخر لا يظهر منه إلا ظهره وشعره كستنائي اللون : إلى متى بننتظر ؟ تذكّر إنك للحين تحت التجربة وفي حال إنك ما نفذت جزئك المطلوب راح تتصفى ..
السائق : تهددني ؟
الشخص نفث الدخان على وجهه : سمّه باللي تبيه لكن وصلك العلم ، حنا ما نلعب معك .
السائق بغضب : احترم نفسك عاد و..
تعاركوا بالايدي ، ولم يستطع فهم الشتائم التي يلقونها على بعضهم البعض لأنهما كانا يتعاركان واصواتهما بدأت تُبح .. الشخص وضع يده على فم السائق ليسكته عندما بدأ صوته بالإرتفاع ، ثم وكزه بركبته في بطنه بقوه ، سقط السائق على ركبتيه يمسك بطنه بألم .. اعتدل الشخص في وقفته قائلاً آخر عبارة سمعها المختبئ قبل ان يهرب عائداً إلى السيارة : الليلة موعدك الأخيــــــر .
ومشى ليغادر المكان ..

اغلق باب السيارة بسرعة وقلبه يخفق بشدة ورعب من الحوار الغريب والرجل الغريب الذي رآه مع سائقه ، اغمض عينيه بقوة يلفظ أنفاسه ويهدئ من روعه .. وعندما عاد السائق الى السيارة ، حاول التصرف على طبيعته وقال : وين كنت تأخرت .
السائق : اعتذر .. ..

ليلاً في منزلهم وقف في منتصف غرفة اخيه يصرخ بهستيريا : خااااااالد .
دموعه تنزل بحرارة على وجنتيه ومازال ينادي بصوته المبحوح ، المرتعب
استيقظ بفزع ينظر إلى أخيه : خيــــر ايش صاير ؟
جابر امسكه من كتفيه واجلسه بقوة : تعال معاي ، خالد تعال معاي لازم تشوف ..
اخرجه من غرفته قسراً دون ان يفهم خالد ما الامر ، لكن جابر كان يبكي بشكل مرعب لأول مرة .. خرجوا من باب الفيلا الداخلي ، واخذوا يمشون بحديقة الفيلا إلى أن وصلا إلى بيت الشعر .. توقف جابر وترك يد خالد واستدار ينظر إليه : ادخل شوف ..
خالد بقلق : ايش فيه ؟
جابر : شوف بنفسك .
خالد وهو يمسك بالباب : والله لو مقلـ.....
بتر كلمته عندما سقطت نظرته على الجثث الملقاة أمامه ، تراجع خالد عدة خطوات إلى الوراء بصدمة وبدأ جسده يرتعش : هذاا ايــــــش ؟؟؟
جابر : ما اعرف ..
خالد امسك جابر بقوة من كتفيه وهو يهزه : اقووولك هذااا ايششش مين سوا كذا ؟؟؟ جابر تكلم !! مين دخل بيتنا ؟ مين قتلهم ؟ امي وابوي مين قتلهم ؟
جابر يبكي : ما اعرف .. ما شفته .. ماشفتهم ، ما شفت وجيههم ، كانوا ثلاثه ...
خالد : ثلاثه ايشش ؟ انت يعني شفت ان كانوا فيه ناس في بيتنا ؟؟ جااااابر .
ترك خالد جابر وذهب بسرعة إلى والديه المذبوحين أمام عينيه ، جثثهم ملقاة على الأرض .. والدته شبه عاريه وجسدها مليء بالكدمات ، الدموع العالقه على خدها ورمشها ، والدماء تغطي ملابسها ووجهها ، عينيها مفتوحتين بنظرة فارقت الحياة ...
رفع خالد كفها وانهار بالبكاء : امي تكفين قولي لي ايش صار ؟ مين سوا فيكِ كذا !
جابر : اتصل بالشرطه ؟ ولا الاسعاف ؟
خالد دفن وجهه بحضن والدته يبكي بحرقة وانينه يعلو دون ان يجيب إلى أن تلطخ وجهه بالدماء ويديه .. اما جابر اخذ يضغط على الارقام بهاتف والده ، يتصل بالشرطه لأن الاسعاف لن يجدي نفعاً فقد فارقا الحياة .
دموعه تتساقط على الهاتف وتضبب الرؤيا عليه ، وضع الهاتف على اذنه ليتحدث بصوت مرتجف : تكفى ساعدنا ، امي وابوي انذبحوا ...
كانت شكواه عشوائية متخبطه لا يعرف ماذا يقول حتى ، لكنه كان يختنق ببكائه .. لم يلبثوا سوى ربع ساعة حتى وصلت الشرطه إلى المكان ، لم تمضِ تلك الليلة على خيرٍ أبداً بل كانت أشبه بالسوااد الذي حل على ذلك المنزل ..

في الوقت الحالي ..
في المكتب .. خلل اصابعه في شعره وتنهد بضيق : والله مو عارف .
هو بغضب : انت مجنون انا كم مرة حذرتك !
جابر : صعب يا عماد وانت تدري انه صعب .
عماد : وتختار الموت ؟ انت عارف ان اول حاجه حيفكروا فيها اذا بيئذوك ، اهلك ! تدري صح ! جابر ، من البداية كان الشرط إنك تدخل بالمعمعه هذي لوحدك ، ايش راح تستفيد من زواجك الا المشاكل ووجع الراس ؟ والخوف والقلق طوال الوقت ! ماني قادر افهم انت كيف صاير تفكر ؟
جابر : عماد أحبّها .
ضحك عماد بشدة وكأنه سمع نكته جعلته يصخب بالضحك : جاااابر تكفى اي حب تتكلم عنه ، هو واحد زيك يعرف يحب ؟
جابر إستياء : ليش ماني انسان ؟
عماد : انسان انسان ، بس انسان راح يخسر بهذي الزواجه , مو من جدك بعد كل اللي سويناه بتهدمه بزواجك .
جابر : لاتقنعني ماراح اخليها ، وبعدين انا متطمن من ناحيتها .
عماد : الكلام معاك ضايع ، سوي اللي تبغاه بس لاترجعلي اذا تورطت !
جابر ابتسم بغموض جعلت عماد يشعر بالقلق : بإيش تفكّر يا جابر ؟
جابر : مين يعرف ؟ انت اكثر واحد عارف اني ما راح اغامر بدون ما ادرس الموضوع صح ؟ ليش الحين متوتر ؟
عماد : اذا فيه شيء بيوترني فهي لهجتك هذي ، مو زواجك أبد (ثم اكمل بحذر) بنت الناس مالها ذنب يا جابر !!!
جابر : قلتلك لاتخاف ، انا عارف اللي ابغاه .. بس محتار, جدة ماراح تكون مكان مناسب لي بعد زواجي ..
عماد : ووين تفكر تروح ؟
جابر : النرويج او اسبانيا .
عماد : اسبانيا أفضل بكثيــــــر من النرويج .
جابر : انا عارف ، لكن مبدئياً احتمال كبير اروح للنرويج اول ، بس هذا مو موضوعنا .. ايش صار على لمياء ؟
عماد هز كتفه : ولا شيء اخر حاجه عرفتها انهم حطولها محامي وطلعوا ملفاتها بالعيادات النفسية اللي كانت تزورها ، وراح يعرضوها على طبيب نفسي يشخص حالتها .
جابر : حلو ..
عماد : حلو ميـــــــن ياعمي ؟ ماتخاف تطلع من السجن ؟
جابر : واذا ؟ خلها تطلع وين المشكله خليها تعيش حياتها .
عماد : لا من جد انا ماعاد أفهم !!!

*****

امام منزل صوفي ، طاولة خشبية مستطيلة حولها كراسي خشبية ، وهم يجلسون حول المائدة المكتظه بالطعام .. بعد ان تعارفوا ..
صوفي وبجانبها حفيدتها روز ، ثم ماثيو ، وخالد ، وبيان ، وتنتهي الحلقه بروان التي تجلس بجانب صوفي ..
اخذوا يتحدثون بمرح ، وروز ذات الاثنا عشر سنه تحكي بحماس عن رحلتها المدرسية ..
ثم تساءل خالد : " إذاً أنت طالب في نفس الجامعه التي أعمل فيها "
ماثيو ابتسم : " يبدو كذلك ، لكنني لا اذكر انني رأيتك من قبل ومع هذا تبدو مألوفاً لي "
ثم وجه نظراته إلى روان قائلاً : " هل أنتِ أيضاً معنا بالجامعه ؟ "
لم تفهم ماقاله ، ليقول له خالد : " انها لاتتحدث النرويجيه "
ماثيو بالانكليزية : " هل تبدو هذه اللغة جيّدة إذاً ؟ "
روان : " نعم "
ماثيو كرر سؤاله واجابت : " لأ ، جئت كزيارة فقط ، انا لا أدرس هنا "
ماثيو :" هذا رائع ، وبأي مستوى ؟" روان : " مازلت في الثانوية لم اتخرج بعد "
ابتسم ماثيو : "إذاً انتِ تصغرينني ، انا مازلت في الواحد والعشرين من عمري ، وانتِ ؟"
روان :" سأكمل العشرين في شهر مارس العام المقبل "
ماثيو : "هل جربتي ركوب الخيل ؟ ما رأيك بأخذ جوله ؟"
روان نظرت إلى بيان بإرتباك .. ابتسمت بيان : ماقد جربتي ؟
روان : لا .
بيان : جربي ليش لا لازم تجربي حتنبسطي ، انا لو اني مو حامل طلعت .
ماثيو :" مابك ألا تريدين تجربة ذلك ؟"
روان : " لا اعلم ، لم اجربه من قبل ، اشعر بالخوف قليلاً "
ماثيو :" لا بأس ، الخيل الذي أحضرته خيل مروّض ومعتاد على الناس "

تركب على ظهر الخيل وهي متمسكه بالسرج بقوة تخشى من السقوط ، وماثيو يمشي بجانب الحصان ممسكاً برباطه لكي يمشي بهدوء .. اخذ يحاول التحاور معها والتعرف عليها ، كانت تجيبه على اسئلته بإختصار .
ماثيو :" هل جميعكم مسلمين ؟"
روان :" اجل "
ماثيو : " جميل ، اما نحن ف ننتمي إلى المسيح ، لكنني أحب إختلاف الديانات جداً ، لدي أصدقاء يهود وأيضاً مسلمين ، وقد تعرفت مؤخراً على صديق لا ديني (ضحك) احاول إقناعه دائماً بالمسيحيه لكنه يرفض اعتناقها .. وكذلك احد اصدقائي اليهود حاول معه لإقناعه بها واحضر له التوراة ليقرأها والتلمود لكنه عاد في اليوم التالي قائلاً بأنه لم يقتنع "
روان : " لماذا ؟ "
ماثيو :" لا اعلم لكن أنا اجد ان اليهود متشددون قليلاً في بعض الأمور ، لا اعلم من اين يأتون بها ! لكن في نفس الوقت انا لا احب مغالطة اي أحد بدينه ، وأظن أن هناك آية عند المسلمين بالقرآن تفسر حالتي هذه "
روان بإستغراب : " آيه ؟"
ماثيو :"نعم تلك التي تقول (لكُمْ دِينُكُم ولِيَ دِين)"
روان بتعجب :" هل تقرأ القرآن ؟"
ماثيو :" أحياناً ، الحقيقه أنني أحب التعمق في الاديان السماوية ، وقد قرأت التوراة أيضاً ، لكن القرآن لم اكمل قراءته "
روان : "لماذا ؟"
ماثيو : " لم تسمح لي الفرصة بإكماله "
روان بحماس وهي تتخيل نفسها ستدعوه للإسلام : " هل تفكر بتغيير دينك ؟"
ضحك ماثيو :" لا ، لكن أحب أن اكون مطلعاً "
روان :" إذاً هل قرأت عن الإسلام ؟"
ماثيو :" اجل أحب القراءة فيه ، لكن هناك مالا أفهمه بشأن الإسلام "
روان : " ماهو ؟ ، او لا لا تخبرني "
ماثيو : "لماذا ؟"
روان :" لا اثق بأنني سأمتلك جواباً "
ماثيو :" لا اعلم ، لكن اريد إخبارك ولا يتطلب الأمر منك الإجابه ، تنتابني الحيره في تعدد الزوجات في الإسلام "
روان : " أليس لديكم مثل ذلك ؟"
ماثيو :" لا ، حسناً هناك فِرق بالمسيحيه يرون أن التعدد جائز ، وفرق أخرى يرونه امر محظور فلا يجوز للزوج سوى زوجة واحدة حتى تموت او يموت هو ، لكن بشكل عام تحظر الكنائس تعدد الزوجات"
روان :" لم اكن اعلم ذلك ، لكن ما رأيك في الأمر ؟"
ماثيو بضحكه :" لا أحب إبداء أي رأي أفضّل أن اكون قارئاً فقط دون ان اتحمل عناء التفكير في رأي "

عندما عادوا للمنزل وروان تتحدث لبيان عما دار بينها وبين ماثيو .. بيان بضحكه : شكله هو اللي اقنعك بالمسيحيه .
روان ضحكت بشدة : لا اعوذ بالله .
ثم نظرت بيان إلى خالد قائله : وانت شرايك بالتعدد ؟
خالد بتهكم : هذا شرع ربنا ولا بتلحدوا ؟
بيان رفعت حاجبيها : لا لا لحظه ايش قصدك يعني عادي عندك تعدد ؟ خالد خلع معطفه وعلقه بالقرب من باب المنزل : الله اعلم .



روان جلست تضحك على غضب بيان : نعــــــــــــم ؟؟؟ خاااالد .
خالد : قلتلك الله اعلم يعني كل شيء جايز محد يعرف ايش بيصير بالمستقبل .
بيان : يعني انت عادي تتزوج علي ؟ لا قول لي من دحين احسن عشان اذا رجعت روان ارجع معاها .
خالد : وتخليني ؟
بيان : طبعاً اخليك اجل تحسبني بسكتلك اذا تزوجت ؟
خالد امسك بذقنها : نشوووف .
بيان : خاااااالد .
خطف قبله سريعه : امزح .
ارتبكت هي ودفعت يده قائلة : طيب لاتتحمس .
حينها شعرت روان بأن وجودها عائق ، تمنت لو أن الأرض تبتلعها .

\\

بعد عدة أيّام ..
في مزرعة الفراولة .. اعطاهم صاحب المزرعة سلال خزفيه ليقطفوا الفراولة ويضعوها فيه ، اخذ يشرح لهم بطريقة مختصره كيفية قطف ثمار الفراولة الناضجه .. بعدها تركهم بين اشجار الفراولة الحمراء الزاهيه ، روان والابتسامه تعتلي شفتيها : الله ، مره مره مره حلو المكان .
بيان بإبتسامة : كان نفسي نجي اول ما جيتي بس يلا مو مشكله نختم رحلتك للنرويج بالمزرعة ..
روان بأسف : لا تحزنيني وتذكريني ان هذا اخر يوم لي هنا .
بيان : والله انا اللي مرة زعلاااانه لأن الاسبوعين مروا بسرعة ، ليش ما تمددي ؟
روان : والله ياليت بس خلاص عاد مصختها .
ضحكت بيان وهي تجلس لتقطف الفراولة : يابنت عيب عليك والله وجودك مرة مسليني ومبسوطه لاني شفتك وعرفتك .
روان : اه والله بيونه انا اكثر بكثيــــر .
اخذتا تتحدثان بعدها بمواضيع عشوائية متفرقة ، تاكلان من الفراولة .. تلتقطان الصور التذكارية ، تتشاركان الضحك والتعليقات التهكميه ..
روان : بيان مين اكبر انتِ ولا سلطان ؟
بيان : انا بس الفارق بيني وبينه شهور الحمل بس ، اقل من سنه يعني .
روان بإستغراب : اما فيه حمل يجي بعد الولاده على طول ؟
بيان : ايوه كثير .
روان تنهدت : طيب بسألك كيف تحددي اذا انتِ حبيتي شخص ولا بس تعودتي عليه ؟
بيان : سؤال صعب بس لما تحسي إنك مستعدة تقدمي هالشخص على نفسك هذا حب .. يمكن كذا .
روان : وتتوقعي ممكن ننسى شخص حبيناه ولا بيجلس غصه طول الحياه !
بيان : بكل مرة راح تحبي راح تحسي ان هالشخص مابعده ولا قبله احد وصعب تتخطيه وفراقه يئلمك ، كأنك تنازعي روحك .. بس لما تمر فترة على فراقكم انتِ راح تتجاوزيه مع الايام وتحبي غيره اذا اعطيتي الحب فرصه ، وراح تحسي بنفس المشاعر لكن بشعور مضاعف لدرجة انك تستتفهي مشاعرك مع اللي قبله .
ابتسمت روان : جربتي تحبي بمراهقتك ؟ حب طايش غير خالد .
ضحكت بيان : صراحه ايوة بس زمان مرة ومحد يدري الا امك لاني على ايامها كنت احكيلها .
روان : وتعديتيه بسرعة ؟
بيان : صراحه انا اكتأبت بسببه ومن جد من جد كنت قاطعه وعد اني ماراح احب ابداً ولا راح افكر بعواطفي ، شغلت نفسي بالدراسة فترة طويلة لحد ما صار عمري 26 سنه ، بس المشكله انا ماكان عندي هدف او طموح ، بس كنت بشغل وقتي بالدراسة عشان ما يكون عندي وقت فراغ .
روان : ليش كم كان عمرك لما حبيتيه ؟
بيان : كنت بالثانويه تقريباً وهو كان ولد جيراننا وصاحب سلطان اتذكر وقتها عمري 18وهو 20 (ضحكت) كلنا كنا صغار .. تدري اغرب حاجه لما تتذكري ذكرى كانت تحرقك ودحين تضحكك وتحسي انك كنتِ بزره ، اتذكر اني كنت ما ارضى اروح للمدرسة الا لما اشوفه بالشارع واصبّح عليه ، مع انه كان جامعه يعني اوقات دواماتنا تختلف الا انه كان يتعمد يطلع كل صباح عشان نشوف بعض قبل ما اروح المدرسة .
روان : هههههههههههههه كان يدري يعني انك تحبيه ؟ بالله تحمست حكيني .
بيان : لا هو وقتها ما كان يدري بس تقدري تقولي كان يحبني هو كمان وكل يوم بالليل يمر سلطان عشان يروحوا النادي سوا ولما يرجعوا اتعمد افتح الباب لسلطان عشان المحه ..
روان : خالد يدري ؟
بيان : لااااا طبعاً ومستحيل أقوله والله مو ناقصــــه يجلس يفكر ويتضايق على شيء راح وانتهى ..
سكتت الاثنتان لوهلة ثم قالت بيان وهي تبتسم : مرت سنين وانا اسأل نفسي لو رجع الوقت هل كنت راح اعتذر لهاني على عنادي له واغير رأيي ؟ طوال السنوات كان الجواب انه لو رجع الوقت كان اخترت هاني ..
روان : بيان ..
بيان بشرود : بس خالد غيــــر ، غيــر يا روان خلاني استغفر عن كل مرة بكيت فيها شوق على هاني ، وكل مرة حسيت ان قراري كان خطأ ، خلاني احمد ربي اني سافرت وما استنيت هاني يتخرج ، انا كنت اشوف هاني شخص مثالي بشكل كافي عشان ابني احلامي عليه ، بس خالد نسفها كلها لأنه اعطاني واقع احلى من احلامي كلها ، وعلمني ايش يعني يكون قلبك بصدرك طوال الوقت بس مو ملكك ، كيف تحبي شخص بنفس القوة كل يوم ، كيف تحسي بلذة الوقت مع نفس الشخص كل يوم ، علمني كيف ان هاني مجرد تجربة ما تمت للحب بصله ..
روان بضحكه : الله ووين خالد يسمع هالكلام , بس أصلاص ليش تركتي هاني؟
بيان : سبب تافهه تخاصمنا يمكن على السفر انا كنت بسافر وهو مايبغاني اروح قلك راح يشتاقلي وقلتله انه لو صادق يجي يخطبني المشكلة اننا بزراااان مو وجه زواج وقالي انه بيتقدم لي لما يتخرج بس عاندته وتخاصمنا وافترقنا ..
ضحكت روان بشدة اما بيان قطعت ضحكتها ووجهها يتجمد فجأة : روان .
روان استدارت تنظر إليها : ايش ؟
لتجدها تضع يدها على بطنها ويتحول الجمود إلى ألم : رواان رواان تعالي أحس بألم ، اتصلي على خالد (رفعت صوتها بقوة ثم صرخت بألم) بسسسرعة .
روان بإرتباك : ايـــش ماعندي رقمه ..
بيان جلست على الارض وهي تعتصر ألماً : خذي جوالي بلييز بسرعة مو قادرة أحس اني بولـــد .
جلست روان وهي تخرج هاتفها من الحقيبة ، اخذت تبحث بين الارقام عن رقم خالد حتى وجدته ، اتصلت سريعاً ، ليجيب خالد بإبتسامه : هلا بعمري .
روان بإحراج : اا انا روان .
خالد : اووه اسف احسبك ...
قاطعته روان : بيان بتولد ممكن تجي بسرعة ...
قطع عليهم صوت انين بيان وبكاءها : ابغى مويه ..
روان والتشتت يملؤها وقفت تنظر حولها : من وين !
خالد بربكه : خلاص انا اجيبلها وانا جاي.
روان : بسرعة بالله انا مااعرف اسوي شيء .

عندما سكن كل شيء وهدأت هي وهدأت حركة الممرضات بالغرفة ، وخرجت الطبيبة بعد أن اطمأنت على صحتها وصحة الطفله .. أحضرت الممرضه طفلتها لها وهي تضعها على صدرها بإبتسامه وعيون غارقه بالدموع ، قبّلتها بحب هامسه : الحمدلله على سلامتك يا روح ماما .
دخلت روان بإبتسامه واااسعه : بياااان الحمدلله عالسلامه .
بيان : الله يسلمك روان .. خالد وين ؟
روان : ما اعرف ما شفته ، ها ايش قررتي تسميها ؟
نظرت بيان الى الطفله الهادئه النائمه على صدرها : ماني عارفه .. ايش يناسبها !
قطع عليهم دخول خالد بباقة الزهور وابتسامه واااسعه : السلام عليكم .
الجميع : وعليكم السلام .
انحنى إليها وقبّل جبينها : الحمدلله على سلامتك .
بيان : الله يسلمك حبيبي ، مافكرت بإسم ؟
جلس خالد وهو يحمل الطفله ويسمي بالله والابتسامه الواسعة تعتليه ، اخذ يقبل خدها ويستنشقها بحب ، يداعب خدها بأنفه : يا روح بابا اخيراً جيتي ، والله من جد جايه من مزرعة فراوله .
ضحكت روان بخفوت ، بينما قالت بيان : قاعدة اكلمك ولا من دحين بدأنا نسحب ؟
خالد قبّل خد الطفله مجدداً ومسح على شعرها ، وضع سبابته بالقرب من يدها الصغيره فأمسكته ليشعر أن العالم بأسره يحتضنه : ياعمري المسكه ياناااس .
بيان : خاااالد .
خالد : هلا .
بيان : اقولك ايش نسميها ؟
خالد ظل ينظر إلى وجه طفلته ، ثم ضحك : بنان ، زي اسمك .
بيان : لالا لخبطه بنان بنت بيان ..
خالد هما ما حينادوها بنان بنت بيان حيقولوا بنان بنت خالد .
بيان : اسم ثاني اسم ثاني .
خالد : اممممم بشرى .
بيان : لا .
خالد : تباشير .
بيان : احلف عاد مارضيت بالمفرد تجيبها بالجمع ؟
ضحك خالد : ماني عارف .
بيان : وانتِ شرايك ؟
روان : امممم رنيم .. او ايلين .
بيان : آيلان ..
روان : صح حلوو .
خالد : لالالا مو حلو ، طيب حور ؟
بيان عقدت حاجبها : اذا مو فلك قريبة فلك ؟
ضحك خالد بشدة : والله ما فكرت فيها ، خلاص يختي اختاري انتِ .
بيان : آيلان او ماريا .
خالد : ماريا ...

\\

بعد يومين .. يوم خروجها من المستشفى
وضع خالد الحقائب عند مدخل الفيلا المستأجرة في المنتجع , بيان وهي تتلفت بإنبهار : ياروحي يا خالد توقعتك نسيت !
خالد : وانا اقدر انسى ؟؟ بس شرايك تراه ذوق روان هي اللي حجزت ذا المكان .
بيان نظرت إلى روان التي تحمل الطفله وتداعبها : روااااان الله لا يحرمنـــي ..
روان بإبتسامة واااســـعه وتهكم : اسمعي تكفين أبغى آخذ ماريا معي جدة مقابل تعبي بإختيار الشاله .
بيان : والله تنقلعي انا تعبت عليها .

\\

واقفه امام المسبح ، بفستانها الخمري الذي تحركه الرياح مع شعرها .. تتنفس بعمق وتفكّر بقلق علمت للتوّ أن رعد أيضاً سيأتي قلبها يرتعش تخشى رؤيته ظنت أنها تجاوزته لكنه عاد ، عاد ليذكّرها به وكأنه يأبى الرحيل عن عقلها وقلبها ..
شدت على نفسها تشعر ببرودة الهواء رغم اعتداله وماهي إلا لحظات حتى سمعت صوت بيان من خلفها : روان .. وصلوا .
حركت رأسها بإيجاب ومضت خلف بيان لتدخل إلى الفيلا ذات الثلاث طوابق بـ 6 غرف نوم كل طابق به غرفتين ومطبخ وحمامين داخل كل غرفة ، بإستثناء هذا الطابق الأرضي الذي يوجد به صالة واسعة بجدار زجاجي ، وطاولة طعام ومطبخ كبير .. وبالخارج مسبح متوسط الحجم تابع للفيلا ، ومسابح صغيرة على طرق كل طابق .. الاشجار والخضرة تحيط بالمكان من كل اتجاه سوى اتجاه واحد وهو الطريق المؤدي للمنتجع بأكمله والبحر والمطاعم وغيرها .
دخلت من باب المسبح إلى الصالة الواسعة وهي تراهم يدخلون من الباب بحماس ، يعانقون بيان ، يرحبون بها بحرارة ..
رعد وخالد وسلطان قاموا بإدخال الحقائب والابتسامة تزيّن وجهيهما .. حضرت جوانا فقط لكن تمارا يبدو أنها لم تأتي ولا عبدالرحمن لم يأتِ .. جنى ورواد وصلا إلى جِدة في نفس يوم رحلتهم إلى النرويج ولم يتقابلوا لذلك لم يأتيا أيضاً .. ووالدتي سما .. وكذلك ميار وخالي سليمان وسلطان . كنت اقِف بعيداً عنهم قلبي يرتعد وأنا أحاول التفكير بسرعة كيف أتصرف وكأنه غير موجود ..
لكن ماحصل هو أن عينه التقت بعيني وكردة فعل سريعة لم افكّر بها اشحت عنه ومشيت إليهم بإبتسامه بمجرد ان وصلت إليهم حضنتني والدتي بشوق : حبيـــــــــــــبتي وحشتيني ، كيفك ؟ كيف النرويج معاكِ ؟ مبسوطه وانتِ هنا ؟
روان بادلتها الحضن : وانا اشتقتلك والله .
ابتعدت عنها : طبعاً مبسوطه والله فاتك يا ماما بيت بيان مكانه مرة حلو كله ورد واشجار وعرفتني على جارتها ..
سما وهي تمسك بيد روان : شكلو عندك اشياء كثيرة حتحكيني عنها ، تعالي نجلس .
روان تركت يد والدتها قائلة : ماسلمت عليهم .
ميار : لا كويس لاحظتينا احسبك محددتنا معاه (تقصد رعد )
ابتسمت روان ابتسامه باهته وسلمت على ميار بهدوء وسليمان : كيفك يابنتي ؟
روان : الحمدلله بخير .
سليمان : يصير كذا تقطعينا كم لنا ماشفناكِ ؟
روان : حقك عليّ بس عارف كنت تعبانه شويه .
سليمان وهو يمسح على يدها : ما تشوفي شر يابنتي المهم إنك بخير .
عانقتها جوانا بحماس : رواااااان اشتقتلك اشتقتلك اشتقتلك مررررة .
روان بضحكه : وانا اشتقتلك أكثر ، وين تمارا ماجات ؟
جوانا بسخرية : قلك خايفه على مستقبلها ، تبغى تداوم بالجامعه وتستكشفها عشان عالاقل تلقى احد ضايع معاها ، تخاف تداوم بعد اسبوعين وتلقى انها هي الضايعة الوحيدة .
دخلوا الى الصالة وهم يجلسون ويتحدثون ، روان تتحدث مع جوانا والجميع يتحدث مع بعضهم البعض .
جوانا : انتِ مددتي اجازتك ؟
روان : ايوة كنت بمدده اسبوعين زيادة بس المدرسة ما وافقوا الا يمددولي اسبوع زيادة بس وهذا بعد مناااااحلة اعطوني الاسبوع .
ميار بمزحه : الا وينها عروستنا ماتبغي تورينا هي يعني ؟
بيان : نايمه قلت بصحيها لما تجو احسن ، دحين اجيبها تشوفوهاا .
جوانا : بالله بالله تشبهك ولا تشبه خالد ؟
بيان : اممم مدري احس لسه مو مرة واضحه ملامحها .
روان : بس حلوة ماشاء الله .
جوانا : اهـــم شيء ايش لون عيونها .
ضحكت بيان وقال خالد : عسليه .
جوانا : الله ، يا كلبه شفتيها قبلي !!!
روان حركت حاجبيها : فاااااااااااتك شلتها اول ما انولدت ونومتهااا ولبستهاا وتعلمت اروشها ، ولما مامتها تنام تجلس معايا وصرنا صحبات ، وانتِ لسه حتى ماشفتيها .
بيان : من جد الله يسعدها والله ساعدتني فيها كثيــــر روان .
روان : بس كيف انفع ؟
بيان : تنفعي ونص .
سلطان : ترى لي ساعة جالس وانتِ مو شايفتني روان .
روان : اما ما سلمت عليك !
قامت روان لتسلم عليه وقبل ان تعود نظرت لبيان قائلة : عادي اروح اجيبها ؟
بيان : تسوي خير مافيا اقوم

*****

في جدة وتحديداً بالمشفى ..
دخلت هي وتبعتها رند مفشين السلام .. وبعد أن رُد عليهم ..
اقتربت فجر منها وهي على السرير الأبيض والدموع عالقه في محاجرها : ماتشوفي شر نور ..
نور امسكت بيد فجر التي انحنت لتسلّم عليها : الشر مايجيك ام زياد .
جلست رند بجانب والدها الذي جعلها تقوم مرة أخرى لتسكب لوالدتها فنجاناً من القهوة ..
فجر وهي جالسه بجانب نور على السرير : ان شاء الله كلها فترة وترجعي أحسن من اول , بس خلي ثقتك بالله كبيرة , لا تتحطمي وتفائلي عشان تكون استجابتك للعلاج أقوى ..
قاطعتها نور وهي تضغط على يدها بيأس ودموعها تنهمر على خدها : فجر انا ما ابغى منك إلا إنك تسامحيني ..
فجر بسرعة : اسامحك على ايش والله ان مابيني وبينك إلا كل خير !
نور : على إني دخلت بينك وبين عبدالله , وانا أدري إنه يحبك وأدري إنك تحبينه بس استمرت معاه , كان عندي أمل إني بقدر أنسيه فجر .. بس ..
قاطعتها فجر : نور نور إيش هالكلام .. كل حاجه قسمة ونصيب إنتِ مالك يد وبعدين الله ما كتب لنا نكمل سوى انتِ ليش تقولي هالكلام انتِ مالك دخل والله انا مو شايله عليك بخاطري أبداً ..
عبدالله : نور ارتاحي يا عمري هالكلام ماله داعي وانتِ مادخلتي بين أحد انا اللي اخترتك ..
قاطعته نور : وبتنكر إنك تحبها ؟ عبدالله انا ما عاد احتاج هالكلام ولا احتاج منك تواسيني وتقنعني انك تخطيتها , قلتلك وارجع اقولك مرة ثانيه لو لسه تحبها تزوجها انا راضيـــه , وانتِ لو تقدملك وافقي والله ما راح تلاقي أحد يحبك أكثر من عبدالله يافجر ..
ارتبكت فجر وسكت عبدالله , واخذت رند ترتشف القهوة وهي تنقل نظراتها إليهم بهدوء وريبة من الموقف الغريب , لم تطل مشاهدة حوارهم فقد قطع عليها رنين هاتفها بمكالمة واردة من رشاد , بعد عدة إشعارات منه أيضاً .. لم تجبه بل اغلقت صوت الرنين فقط لكن هاتفها لم يكف عن الإهتزاز وكلما انقطعت المكالمة عاود الإتصال إلى أن شعرت أن هناك شيء ما .
اضطرت أن تخرج من الغرفة وتتركهم في حوارهم الغريب هذا لترد على إلحاح رشاد في الإتصال , ردت عاقدةً حاجبيها : هلا حبيبي .
رشاد : بلا حبيبي بلا زفــــت ساعة عشان تردي !!! ويــنك ؟
رند بصدمه : خيــر ؟ فيه شيء ؟
رشاد : إنتِ بالبيت ؟ إذا بالبيت بجيـك .
رند : لا مو بالبيت بالمستشفى عند نور .. اشبك ؟
سكت للحظات وانفاسه الغاضبه واضحه جداً ثم قال : likrnd هذا حسابك صح ؟
رند بعدم استيعاب : إيش ؟ وين ؟
رشاد كرر تهجئة الأحرف ببطء : هــــذا حسابك بتويتر صح ولا لأ؟
رند بعد لحظات من الصمت : إيوة ليش ؟
رشاد : وانا ممكن أفهـــــم انتِ ليش منزله صورك يعني ؟؟ استعراض ولا اتنشن ولا تدوري مدح ولا ليــــــش ؟
سكتت واتسعت احداقها عندما استوعبت الأمر : اما في صور أحسب اني حاذفه .
رشاد : لااااا والله احنا حنستعبـــط يعني ؟
رند وقلبها يخفق برعب : رشاد والله قديــمه الصور الحساب أصلاً قديم وانا حسبالي اني حاذفه الصور لأن ...
قاطعها : قسماً بالله لو دحيـــن دحيــن ما دخلتي وحذفتي كل الصور والله ما راح يمر الموضوع على خير .....
في نفس اللحظة خرجت فجر من الغرفة باكيه : كويس انك هنا , خلينا نمشي .
رند : ماما ايش صار ؟
فجر وهي تمسح دموعها : خلينا نمشي يلاا ..
سبقتها وهي تمشي لتقول رند : رشاد اكلمك بعدين .
ليحترق رشاد بالغضب أكثر ويغلق الخط في وجهها ..

الساعة العاشرة مساءً وميهاف برفقة زياد في سيارته ..
انزل المرآة الأمامية وهو ينظر إلى وجهه بإستياء : والله مو بشع لهالدرجة .
ازداد ضحكها : ايش لقفك تحلق وتملّط وجهك كذا ؟ والله لو تحلق بيوم الزواج زي كذا اني ماحزفك معايا خير متزوجة واحد بالمتوسطه انا ؟
زياد : خلاص عاد من اول تتنمري على وجهي .
ميهاف : ههههههههههههههههههههههههه طيب مو حلو .
زياد رفع المرآة مجدداً : هذا بدال ماتقولي لي انت حلو بكل حالاتك وتعززي لي !
ميهاف : لا معليش اكره وجهك وهو مصلّع كذا ما اقدر اجاملك .
زياد : تكرهي وجهي هذي قويـــه .
ميهاف : هذي الحقيقه ..
زياد رمقها بنظرة جعلتها تضحك اكثر : مو اكره وجهك نفسه قلتلك اكرهه بذا الشكل بس .
قطع كلامها رنين هاتفها , نظرت إلى الشاشة وزياد يقول : مين المزعج اللي داق ؟
ميهاف : هذي رند .
زياد : من جــــد مزعجة .
ردت ميهاف : هلا رند .
رند بصوت متحشرج : مشغوله ؟
ميهاف :انا مع زياد , في شيء ؟
رند سكتت للحظات : طيب ينفع تجي عندنا ولا ؟
ميهاف : لا صعبه بكرة دو....
رند باكيه : انا متضااااايقه تعالي قلبي يعورني مو عارفه ايش اسوي !
ميهاف : بسم الله اشبك ؟ ايش اللي مضايقك ؟
رند : من امس وانا اكلم رشاد واتصل عليه يشوف كلامي ولا يرد واصلاً كان كاتبلي كلام يعوّر وانه انصدم فيني وانه ماتوقعني كذا وانه كان يشوفني احسن من كذا وكلام يقهــــر طيب هو كان يعرف اني مو مثاليــه .
ميهاف : ليش طيب ؟
زياد بتهكم دون ان يعلم ما الأمر : خلااااااص يامزعجه الواحد ما...
قاطعته ميهاف وهي تضرب عضده وتشير له بأن يسكت , امسك بعضده عاقداً حاجبيه , شعر بأن الأمر جاد
رند : لقى حسابي بتويتر وحسابي فيه صوري بس والله الصور قديـــمه وانا ناسيتها ..
ميهاف بصدمه : من جدك كنتِ تنزلي صورك هناك ؟
رند : الحساب كان برايفت وربي قريب بس خليته عام ونسيت موضوع الصور اصلاً انا مو عارفه كيف لقى الحساب ..
ميهاف : والله مدري ايش اقولك , طيب احذفيها .
رند : بلا غباء اكيد حذفتها بس رشاد مو راضي يرد , ميهاااف انا خاااايفــــه ايش اسوي ؟؟
ميهاف : طيب خليه شويه لا تكلميه يمكن او اكيد انه دحين معصب وزعلان , خليه يروق واكيد حيرد من نفسه .
رند : انا خايفه من رده اصلاً .. احس قلبي بيوقف , امانه ميهاف تعالي فيه حاجه ثانيه بقولها لك وما ابغى زياد يدري عنها ..
ميهاف : والله ما اعرف يارند بكلم ماما اني حتأخر واذا وافقت بمرك .

\\

في فيلا فجر وهي تقف عند باب غرفة رند قائلة بهمس : خلاص ياخي ضف وجهك , بس لاتنـاااام ابغى ارجع .
زياد : والله هلكااان من الصباح صاحي , نامي هنا .
ميهاف : لا والله ؟ عشان ماما تجي تشوتني روح عني مو ناقصه , وبعدين ايش شكلي عند امك وانا نايمة عندكم كأني مو قادرة على فراقك .
زياد : طيب وهذي الحقيقة .
قاطعتهم رند بتجهم وهي تفتح الباب على وسعه : زياد لا تمصخها خليني اعرف اكلم البنت .
زياد عبس وجهه : مدري ميهاف متزوجتني ولا متزوجتك ناشبتلنا كذا ؟
رند : خلاص عاد ..
ادخلت ميهاف واغلقت الباب بوجه زياد لم تكن بمزاج جيّد أبداً ..
نظرت إلى ميهاف التي حكّت رأسها بإحراج , وتساءلت : كيف وافقت ايش قلتيلها ؟



ميهاف : ترى شرشحتني شرشحه الله لا يوريك وخلتني احلف حلف مغلظ اني بجي عشانك مو عشان زياد وعطتني لستة تحذيرات , واني حرجع الساعة وحده بالكثير , ف تعالي قوليلي ايش بتقولي .
رند مشت وهي تجلس على السرير : وين المشكلة لو جيتي عشان زياد مو خلاص انتم عاقدين .
ميهاف : لا طبعاً حتى لو عاقدين احنا بفترة الملكة وبعدين مو لهالدرجة طايرة عالزواج ومو قادرة افارقه عشان اجي لبيتكم , لالا غلط ماينفع .
تنهدت رند : كل الناس يعتبروه غلط صح ؟
ميهاف : ايوة يعني بيكون شكلك مو حلو اصلاً عند أهله بس انتم عارفين اني اجي عشانك او عشان امك ما اجي عشان اجلس مع زياد يعني ولا ؟
رند : انتِ معذورة بس انا ... (اغمضت عينها بقوة وزفرت مجدداً) انا خايفه يا ميهاف خايفه لأنه سافهني , اخاف فجأة يقرر ننفصل ..
ميهاف : لالا يا بنت تعوذي من الشيطان تنفصلوا عشان صور قديمه !
رند ودموعها تسيل على خدها : ما ادري والله بنجن من الخوف انتِ ماتعرفي رشاد كيف يغـــار .
ميهاف : حتى ولو يغار اكيد بيفكر انك منزلتها من زمان واكيد شايف التواريخ ولا متى كانت التواريخ ؟
رند : لا معليك التواريخ قديمه يمكن ب 2016 او 2017 كذا , بس ما ادري ما ادري راسي يعورني والله خايفه ..
اخذت هاتفها تنظر إليه : طيب هو ليش يشوف ولا يرد ! ميهاف والله بموت من الخوف تخيلي لو يقرر انه يخليني ونتطلق والله لانجن .
ميهاف : لا تبالغي يارند صدقيني مو صاير شيء , حتى لو فجأة قرر انكم تنفصلوا حاولي تشرحيله او تبرري له فعادي واكيد حيفهمك طالما يحبك ..
قاطعتها رند وهي تبكي بشدة : لا موعاااادي انا حامل ..
تجمدت ملامح ميهاف للحظات ثم قالت بصدمه : حامـل ؟؟ من متـــى ؟
رند : ما اعرف بس أكيد اني بالشهر الأول ..
ميهاف : انتِ مجنونه كيـــف تغامري كذا ؟؟ ليش ليش تخليه ..
رند قاطعتها : لأني حمااااره ما كنت ادري ولا اتوقع انه ممكن يصير شيء بيننا ويخليني اهلوسس واخاف انه يطلق , والله مو عارفه ايش اسوي ميهاف محد يدري وخايفه اقول وخايفه من جـــد يطلق ايش حسوي ؟
ميهاف امسكت رأسها تحاول استيعاب الأمر : والله يارند ما بكذب عليك بس انا خفت , اتصلي اتصلي عليه ..
رند : لا ما ابغى اقوله .
ميهاف : ليش ماتبغي تقوليله ؟؟ لازم يعرف !
رند : مو دحين ابغى اتأكد اول ..
ميهاف : برضو اتصلي خلينا نشوف يرد ولا لأ , ياربي رند جمدتي دمي دقي عليه .
رند حاولت الإتصال به مراراً إلى أن اجاب : نعم .
سكتت رند للحظات تنظر إلى ميهاف ثم قالت : كيفك ؟
رشاد : انتِ عارفه ان عندي دوام بكرة والوقـ...
قاطعته : بس انا من اول اتصل عليك وما رديت الا دحين ايش اسوي يعني ؟؟
رشاد : لأنك ازعجتيني ايش تبغي ؟
رند بغضب : ازعجتك ؟؟ انت موقف قلبي وبالنهاية تقول لي ازعجتك ..
قاطعها : رند اخلصي عندك شيء ولا اقفل ؟
رند بكت بغيظ : كـــل هذا عشان صور قديـــمه ؟؟ هذا وانت أكثر واحد يعرف ان المفروض تكون متوقع مني كل شيء خصوصاً بحياتي زمان ولا ناسي كلامك !
رشاد : اوك انا بقفل .
رند : والله والله لو قفلت يا ويـــلك , انا حذفت كل الصور حتى الحساب حذفته وانت عارف ان الصور قديمه وانا قلتلك نسيتها مو قاصده ليش تسوي فيّا كذا ؟ رشاد والله اعرف اني غلطانه بس حذفت ..
رشاد : رند نتكلم بعدين .
رند : لا ما ابغى نتكلم بعدين ابغى نتكلم دحين بعرف بإيش تفكر ؟ ليش ماترد علي ؟ ايش حتسوي ؟ لا تخليني آكل بنفسي وما اعرف بإيش تفكر , شوف والله لو فكرت انك تخليني ونتطلق ما راااااااح أخلّيـــــــــك (قالتها بتهديد) .
رشاد بنبرة ساخرة : ايش بتسوي يعني ؟
رند انهارت بالبكاء لتقول ساخطه : لا تكلمني كــــــذا أحر ماعندي أبرد ماعندك .. انا حــــامل يا تبــــــن .
سكت هو بصدمه اما هي اغلقت الخط وانهارت باكيه اقتربت ميهاف منها وهي تمسح على ظهرها : رنــد .
رند من بين دموعها : شـ ـايـ ـفه قلتـ ـلك يـلـ ـمح إنـ ـه حيخلـ ـيني .

*****

جالس امامها ينظر إليها بصمت إلى أن ملّت من نظراته الصامته وتكتفت : جايبني عشان تتأملني ولا وش سالفتك ؟
تنهد وهو يخرج من صمته : مو فاهم سلطان ليش يغامر عشانك ؟
ابتسمت : ليش ما استاهل ؟
هاني : ولا احد يستاهل ان الشخص يضيع حياته عشانه ولا أحـــــد , بس الظاهر مو بس الشلة اللي قدرتي تغويهم حتى سلطان .
لمياء : لا عاد لا تظلمني , سلطان بالذات ما تعاملت معاه كذا .
هاني : اجل اقنعيني ليش الرجال مهلوس فيك لدرجة انه يحاول بكل الطرق يبرئ قاتله .
لمياء : اممم اللي بيني وبين سلطان انت ماراح تفهمه .
هاني : تلمحي انك تبادلينه نفس المشاعر يعني ؟
لمياء : سلطان يستاهل .. الوحيد اللي يستاهل .
هاني : بس انتِ حتى بعد ماعرفتيه قتلتي , لو كان يستاهل من جد بنظرك كان وقفتي عالأقل وسلمتي نفسك .
لمياء : انا بررت لسلطان وما احتاج ابرر لاحد غيره .
هاني بغضب : والله يا لمياء بعد كل اللي يسويه سلطان عشانك لو مسّيتي شعره منه او تضرر منك اقسم بالله ما راح يردك عن القصاص شيء ..
خرج هاني غاضباً وسمح للطبيب النفسي بأن يدخل ليرى لمياء ..
مسح شعره وهو يشعر أنه سيُجن من توصيات سلطان له بأن يهتم بلمياء إلى حين عودته من النرويج .. ليصبح فجأة متستراً هو الآخر على طيش سلطان .

*****

تجلس والطفله الصغيره بحضنها تداعبها بحب ، لم تكن تشعر بنفسها ولا لين ملامحها ولا رقة تصرفاتها مع الطفله .. ضمتها لصدرها : ياعُمـــــــــلِــي ما ادري كيف ارجع واخليها والله تعلقت فيها ، عادي ارجعها معايا؟
ضحكت بيان : الله يبلغنا ونشوف اولادك .
سما : اميـــن الله يبلغني واشوف احفادي .
ابتسمت روان : امين .
تنهد رعد بخفوت دون ان يدركه أحد ، نظر إليها والابتسامة الواسعة تعتلي وجهها ، نظرتها المليئة بالحب والعاطفه تجاه الطفله ، زم شفتيه واشاح عنها .. يشعر بالندم لقدومه لأنها مازادته الا لوعة وسقم ، لم ينطفئ شوقه بل ازداد شده .
عاد خالد من عمله ، القى التحية عليهم ، وقبل ان يذهب إلى داره مر من جانب روان وهو يخرج رساله من جيب سترته قائلاً : روان ، ماثيو وصاني اعطيك هذي .
عقدت روان حاجبيها : ايش هذي ؟
اخذتها منه وهو يقول : مدري يمكن رساله .
غادر خالد ونظرات الجميع على روان والتساؤلات تملؤهم ، بيان بتهكم : الظاهر طيحتيه من اول نظرة ؟
ضحكت روان وهي تقلب الظرف ، وسما تسأل : مين ماثيو ؟
بيان : حفيد جارتنا بالريف ، لما عرفت ان روان جاتنا عزمتنا كلنا عندها عالغدا وكانوا احفادها موجودين ماثيو وروز .
سما : ماقلتيلي عنه روان (غمزت بتهكم) حلو ؟
رفعت روان حاجبيها وهي تضحك بدهشة : مدري عادي يعني حلو , لا يعني وسيم , مدري مدري ما انتبهت .
جوانا : الله الله لايكون هذا بيتر يا هايــــدي .
ضحكت روان بشدة : لاتتحمسوا .
بيان : لالا طالما فيها رسايل وحركات لازم نتحمس .
جوانا : بالله بالله افتحي الرسالة واقريها بصوت عالي .
روان : طيري عني اذاعة هي ؟ ما حقراها دحين .
سما : لالا من جد ذا لازم تحكيلي عنه .
ميار بشكل مفاجئ : مداك تخلصي عدتك اصلاً ؟ عشان يشوفك !
بهتت ملامح روان ، لتقول سما بإستياء : ميار واضح اننا نمزح .
ميار : حتى لو مزح كيف يشوفها وهي حتى عدتها ما خلصت ؟
بيان : ترى ماشافها شوفة شرعيه , شافها زيه زي اي واحد ممكن يشوفها بالشارع ، وبعدين ماصار شيء احنا بس نستهبل .
ميار : والله مدري عنكم عاد دامك مسفرة بنتك وهي حتى عدتها ماخلصت ف الله اعلم اي مذهب تمشوا عليه انتم .
سما : ميار ابعدي لسانك عن بنتي احسن ماهي حاله هي كل يوم مسلطه لسانك عليها .
بكت الطفله بإنزعاج ، وقامت روان وهي تهزها وتبتعد عن المكان بعد ان اختنقت من كلام ميار لها ..
بيان : عاجبك كذا ؟
ميار : كلمة الحق تزعل ؟ وبعدين لا من جد شايفين ملابسها ؟ هذي ملابس وحدة بعدتها ؟
بيان : المطلوب منها تجلس تندب حظها وتلبس ملابس مقطعه صح عشان ترتاحي انتِ !
ميار : لا طبعاً بس شرعاً ما تلبس ملابس ملفته .
سما : وانتِ ليش محسستني انها مشخلعه شوفي حتى فستانها محتشم ولا بس تدوري مشاكل ؟
رعد يجلس هو وسلطان على بعد بضع مترات عنهم ، وكل واحد فيهما مشغول بهاتفه ، ظل يحاول تجاهل جدالهم بأمر روان ، عقله بالكاد يفكر بأمر الرسالة وهو يشعر بناااار تشتعل في صدره .. شعر للحظات ان والدته محقه بشأن ما قالت الخطأ فقط طريقة قولها ، لكنها محقه .
قطع عليهم مجيء سليمان : عسا ماشر شفيكم ؟
سما بضيق : مدري شفيها زوجتك على بنتي كل ما شافتها تجلس ترمي كلام ، وكأن بنتي ذابحتلها احد .
ميار : بالله يا سليمان مو اللي تكون مطلقه مرة وحدة المفروض تجلس ببيت زوجها لحد ماتخلص عدتها وما تتبهرج بملابسها وتسافر ولا انا غلطانه لاا وفوق كذا متعرفه على واحد وبينهم رسايل !!!
بيان بإستنكار : يااااساتر منك يا ميار خليتي بينهم رسايل المسكينه ماتعرفه وربي ماشافته الا عالغدا ، وبعدين ...
قاطعتها سما بغضب : لا والله ودامك عارفه ان المطلقه طلقه وحدة تجلس ببيت زوجها لحد ماتخلص عدتها ليش لما طلقك سليمان بذيك الايام لميتي عفشك لبيت اهلك وخليتي رعد ؟ اذا ناسيه اذكرك !!!!
حينها نظرت بيان إلى رعد بخوف ، وسلطان رفع نظره ينظر إليهم .. كانت سما غاضبه جداً وميار أيضاً تتبادلان نظرات حاقدة .. لتقول ميار : قصدك اني خليتك تتحملي ولد ماهو ولدك ! هذا اللي مزعلك ؟
سما : انا ماقلت كذا رعد ولدي وماله دخل بالموضوع احنا جالسين نتناقش عالطلاق يافاهمه .
حينها قام رعد عندما شعر ان موجة غضبهما ستقلّب مواجعه .. خرج من الباب الخلفي المؤدي للمسبح ، اخذ يتنفس بعمق ، ماهذا اليوم الغريب !!!! بيان بإستياء : خلاص بس حرام عليكم انا ماجبتكم تزيدوني تعب وفروا مشاكلكم بجدة مو طبيعيين انتم .. وبعدين انتِ مالك دخل بروان ماهي بنتك ولا انتِ مسؤوله عنها .. عندك نصيحه قوليها بأدب واذا ما تعرفي الأدب ابلعي كلامك ميار والله مو حاله هذي ..
سليمان نظر إلى ميار بغضب ثم قال لبيان وهو يقبل رأسها : حقك علي .
سما : معليش ما كان قصدي ..
بيان قامت قائلة بضيق : بخلي الخدم يحطوا الغدا ، وان شاء الله اذا جلسنا عالسفرة ما تتناقشوا بمواضيع تغث .
ذهبت بيان وقال سليمان غاضباً : انتِ ليش ماتتعوذي من ابليس وتسيبي البنت بحالها ؟ كم مرة اقولك مالك شغل فيها تلبس تسافر تروح تجي لا تتدخلي فيها ماتفهمي ؟
ميار : دحين صرت انا الغلطانه !
سليمان : ميار اسكتي خلاص ولا اقسم بالله لاخذلك اقرب رحلة على جدة احنا جايين هنا ننبسط مو نزعّل بعض .
اشاحت بنظرتها عنه بغيظ ..
وبينما يقف هو ليستنشق الهواء عل تجدد الهواء في صدره يزيح الضيق عنه ، سمع صوت بكاء خفيف للطفله ، نظر امامه على الجهة اليمنى قليلاً ليجد روان تجلس بملامح عبوسه تتحدث إلى الطفله .. ود لو أنه يستطيع الإعتذار لكن كأن قدميه تصلبت بالارض .
تجاهل فكرته بمجرد ان رأى جوانا قد جاءت وجلست بالقرب من روان ويبدو انها تحاول الاعتذار عما حدث .. لم يدم الامر طويلاً حتى اخذت جوانا الطفله من روان وعادت الى الداخل بعد ان مرت من جانب رعد قائلة : ترى حطوا الغدا تعال .
القى نظرة أخيره على روان التي استندت على الكرسي وبمجرد ان رأته رفعت وشاحها وغطت شعرها وتحجبت عنه ، شعر بالضيق أكثر ثم دخل .
على طاولة الغداء الجميع موجود عداها ، قالت انها لاتريد ان تأكل ..
خالد نظر إلى ببان متسائلاً : ما حتاكلي هذا عالاقل ؟
بيان : لا هذا بس اكلي .
خالد : متأكدة انك ما بتاكلي اللازانيا ؟
بيان : لاتعذبني ، انا بالقوة قاعدة امشي عالجدول .
سما : جدول ايش ؟
بيان : كلمت اخصائية تغذية واعطتني جدول للاكل اللي يصلحلي بالنفاس وعشان الرضاعة وكذا ف مو كل شيء مسموح .
خالد همس مبتسماً : ياحظها .
بيان ضحكت : بطّل لكاعه ..
خالد بسخريه : وين روان ؟
بيان : عكرولها مزاجها وما تبغى تجي تاكل .. بالله ماتعرف ايش كاتبلها ماثيو ؟ بموت من اللقافه .
خالد : ما اعرف بس اصلاً خلاني اوعده محد يشوف الرسالة يقرأها غير روان .
ليلاً .. عندما انطفأت انوار الفيلا بالكامل وسكن الجميع إلى ديارهم ليخلدوا للنوم ..
اما هي نزلت بهدوء الى المسبح .. استلقت على عوامة كبيرة على شكل بطة صفراء تنظر للسماء ، تحرك قدميها بالماء والعوامة تتحرك بعشوائية بشكل طفيف جداً .
تنفست بعمق ، اخذت تنظر إلى الطوابق تتساءل هل سيكون الوضع مختلفاً إن كانت معه ؟ ، شعور غريب يجتاحها كلام ميار جعلها تحسب كم مر من عدتها لتتفاجأ أنها انتهت منه أصلاً قبل بضع أيّام .. هل هذا يعني أنها تحررت منه ؟ لم يعد للعودة مجال ؟ نزلت دموعها عندما شعرت بأن هذه هي النهاية لا محال ويجب ان تعتاد وأن تمضي قدماً في حياتها بدونه وبدون ان يأخذ جزء من أفكارها .
اول شيء طرأ في بالها هو ماثيو رسالة ماثيو .. الذي كتب فيها بعد المقدمة التقليدية المعتادة :
"لا اعرف كيف سأبدأ ، لكن لم تهدأ افكاري منذ أن رأيتك في ذلك اليوم ، وكأن عقلي سُلب مني ، وحتى قلبي .. افكاري كلها ولّت إليك ، لا اعرف كيف اصيغ مشاعري كما يجب دون ان أبالغ او حتى اجحف في حقها ، ولكن هل سأجد فرصة لرؤيتك مجدداً ؟ أود أن يتسنى لي الأمر للتعرف إليك أكثر إن كنتِ لا تمانعين ذلك ، وإن كنتِ غير مرتبطه كذلك .
ارجو أن رسالتي لا تزعجك ، واتوق بشدة لمعرفة ردك .
هذا رقمي إن أردتِ الرد . "

سجلت رقمه بالهاتف حينها لكنها لم تتحدث إليه .. لاتعرف ماذا تقول !! اسعدتها الرسالة ولكن شتتتها ..
لم تكن تخطط للدخول في علاقة أخرى بهذه السرعة ، ولا تتخيل أنها سترتبط بشخص غير عربي وتعيش بالنرويج بعيداً عن عائلتها مجدداً ..
ابتسمت للفكرة لكنها لاتريد الاستعجال بالرد او القلق ..
ارادت ان تأخذ مايكفيها من الوقت للتفكير ، لكنها الآن تفكر جدياً بالمضي قدماً واخذ القرار بدون ان يشوّش رعد عقلها .. تريد ان ينتهي كل شيء يعلقها ويربطها به .
اغمضت عينيها وتنهدت ، حسمت قرارها..
: انتِ مو لحالك عشان تجلسي كذا ....
فتحت عينيها عاقدةً حاجبيها بذعر ، هل تتخيل ام ان الصوت حقيقي ؟ ، رفعت جسدها وقعدت تنظر إلى المصدر لتجده عاقداً حاجبيه : ماخذه رااااحتك ولا كأن فيه رجال هنا .
روان بدفاع : الكل نايم .
رعد : ايش دراك ؟ انا ما نمت ، كنتِ عارفه اني صاحي يعني ؟
روان : ايش تبغى ؟
رعد : امي معاها حق كيف سافرتي وانتِ بالعده ؟
روان : مو شغلك لا انت ولا امك .
رعد : احترمي نفسك .
روان : انت اللي احترم نفسك وغض نظرك عني انا ماني حلال عليك عشان تجلس تطالعني ولا تكلمني كذا .
رعد : ولا انتِ حلال عليه عشان يراسلك ولا يشوفك حتى .
تحركت بغضب : مو...... انقطع صوتها عندما سقطت بالماء ، رفعت رأسها وهي تشهق بقوة : الله لا يوفقــــك يااااا زفــــت عاجبك كذا !!!!
رعد : انا اللي قلتلك انزلي المسبح ؟
روان : كل تبن .
كانت تريد الخروج من المسبح لكنها تذكرت أن ملابسها البيضاء ملتصقه على جسدها بسبب الماء ، نظرت إلى حالها والابيض تحول الى شفاف ، عادت تنظر إلى رعد بغضب : وانت ليش ما تنقلع عشان اطلع انا ؟
رعد تكتف بعناد : ماراح اروح خليكِ بالمسبح او اطلعي بكيفك بس ماراح اروح .
روان : يااا متخلف المويه بااااارده ، امانه روووح .
رعد : ماااا ابغى .
سكتت روان والعبوس بادٍ عليها واشاحت نظرها عنه تفكر .. ادخلت جسدها بالماء بالكامل بإستثناء رأسها لكي لا تشعر بالبرد ، مضت دقيقه كامله وهي على حالها وهو على حاله ، بل وجلس امام المسبح ، روان وعينيها على الماء : ممكن تروح ؟ ابغى اطلع يا رعد .
رعد : ماني ماسكك اطلعي .
روان : ما ابغاك تشوفني .
رعد : بس انا بشوفك .
روان : انت الظاهر ماتدري ان عدتي خلصت .
رعد : كذابه ماخلصت .
روان بدأت تغضب مجدداً : اقولك خلصــــت مو على كيفك هو .
رعد : مااا صارلنا شهرين بلا كذب .
روان : معتوه انت ؟ احنا بمحرم وانت مطلقني بشوال وتحديداً تحديداً يوم 9 ولا بتسوي نفسك مجنون ؟؟؟؟؟ يعني عدتي لها منتهيه اكثر من أسبوع .
رعد : ليـــــش ياروااان ليش خليتيها تنتهي ؟ انت تعرفي اني ابغاكِ وابغى نرجع ليش سافرتي ؟ كنتِ قاصده ان العدة تنتهي وماعاد نرجع ؟
روان : لا تسوي نفسك مصدوم انا قلتلك انت راح تحلم فيا ولا تلاقيني يا رعد ، انا طااااب خاطري منك ما ابغاك ولا ابغى ارجع لك ولا ابغى اشوفك ما ابغى شيء منك الا انك تروح دحين انا تجمدت بالمويه .
رعد : ليش ما تبغي تحسي ؟ والله اني مو قادر انام وانا عارف انك موجودة بنفس المكان بس مو معاي غرفتك ماهي نفسها غرفتي !! روان انتِ حبيتيني انا عارف مستحيل ماتكوني حسيتي بنفس شعوري برضو ! انتِ تعرفي ان الموضوع صعب ، صعب ..
قاطعته : رعد ارحمني والله بتجمد .
تنهد بيأس وقام ، اخذ المنشفه التي كانت تضعها على احدى الكراسي .. فردها بالهواء بكلتا يديه ثم قال : اطلعي .
روان : حطها وروح انا حطلع اخذها بنفسي .
رعد : لا تعاندي واطلعي .
روان : ر...
صرخ بغضب : قلتلك اطلعـــــي ليش ما تسمعي انا ابغى أكلـــــــمك .
روان : لااااااترفع صوتك علــــي .
رعد : طيب ممكن تطلعي ؟
روان بإستياء : غمض عيونك .
اغمض عينيه وخرجت من الماء .. وقفت امامه واستدارت ليصبح هو مقابلاً لظهرها ، امسكت بالمنشفة لتغطي نفسها لكنه سبقها وهو يحتضنها ويغطيها ، زفر بضيق قائلاً : فاكره لما ملكنا ورحنا الكباين .. كان المفروض كذا اغطيك .
تجمدت اطرافها ، شدت بالمنشفه على جسدها : وخر .
عانقها اكثر : وحشتيني .
روان : رعد وخر قلتلك خلصت عدتي .
رعد بلا اكتراث : ليش وانتِ عارفه اني أبغاكِ ، ليش ما بتعطيني فرصه أشرحلك ، ليش ما تبغينا نكمل ؟ أنا اعتذرت والله واسف الف مرة سامحيييني انا ندمت وادري اني فرطت فيك بس لاتحرميني منك ..


قال تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنّهُ كَانَ غَفَّارًا () يُرْسِل السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا () وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لكُمْ جَنّّاتٍ وَيجْعَل لَكُم أنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر يوم الخميس الموافق
26-10-1441 هجري
18-6-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 12:57 AM   #87

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


الفصل العشرون
الجزء الثالث

دفعته بقوة ، صحيح انه لم يتأثر من دفعها له لكنها استطاعت التخلص من عناقه ، ابتعدت عنه مسرعة وهي تستدير قائلة : اسف بتهوّن علي حاجه ؟ يارعد انتهينا من اسفك وانتهينا من زواجنا وانتهينا من كل شيء ، خلاص ياخي كمل حياتك وسيبني اكمل حياتي لاتصير واقف فيها لا انت اللي مرتاح ولا مريحني ، انت اللي اخترت نوصل لكذا ف خليك قد اختياراتك انت مو بزر تغلط واسامحك وليتها اغلاط ممكن اتجاوزها انا ..
رعد بإصرار : بس انا آسف ..
روان والدموع تتدافع إلى عينيها : ومين ينسيني كلامك ؟ مين ينسيني الأيّام اللي كنت فيها متأكدة انك تخون بس تجاهلت لأني أحبّك , مين يعوضني عن كل ألم حسيت فيه بسببك وانت ولا مهتم .. تبغانا نرجع ؟ ليش ؟ عشان ارجع أشوف رسايل تعذبني وابلعها عشان ما نتمشكل !! انا ليش أصلاً كنت ساكته ؟ ليش كنت متأملة انك ممكن تشوفني وممكن تحس فيا بدون ما اعاتبك او اكلمك ..
رعد اقترب منها قائلاً : والله بعوضك ..
روان بضجر : خلااااااص قلتلك طابت نفسي منك أنا مااا أبغاااااك .
غادرت المكان بسرعة قبل ان يطول جدالهم ، لا تريد ان تبكي امامه او ان تضعف ، او ان تتهاون في موقفها ..

لماذا جئتنِي الآن،
الا يَكفيك ماكان؟
فتحت الجرح ثانيةً،
فذُقت المرّ الوان
اتسأل انت عن حالي،
وهل يعنيك من عانى؟
حسبنا الحُب قد ولى،
وان الحُزن قد بانَ.

*****

في جدة ..
دخلت إلى الديوانية بخطوات مترددة , رفع بصره ينظر إليها بحاجبين متعاركين , وضع كوب الماء على الطاولة أمامه ووقف
لم يكن منها وهي قريبة منه سوى أن تعانقه قبل ان يتفوّه بأي كلمة : وحشـتني .
رفعت رأسها تنظر إلى وجهه : انا ما وحشتك ؟
ابتعدت عنه وعقدت أصابعها في حين أنه جلس وربّت على المكان بجانبه لتجلس : اجلسي .
وعندما طال الصمت بينهما قالت : انا آســـفه والله بـ...
قاطعها : خلاص خلصنا من هذي السيرة , المهم إنك عارفه غلطتك وما أبغاها تتكرر منك ..
رند : والله وعـــــد مو بس عشانك , بس أنا أصلاً من زمان قايله اني ما عاد بنزل وجهي .
رشاد : ماعلينا دحين انتِ من جد حامل ولا يعني إستدراج ؟
رند : استدراج بعينك انا منكوبة وانت حسبالك استهبل .
رشاد بضحكه : امانه حامل ؟
رند بإستياء : والله حامل حللت مرتين وكلها ايجابية .
رشاد : ياعيني على اللي بتصير ماما .
رند : بلا عباطه رشاااد ايش نسوي ؟ لسه الزواج بشهر 4 ومحد يدري حتى ماما ما قلت لها خايفه اكلمها .
رشاد : مو لازم تقوليلها طيب ..
رند : حتى لو ماقلتلها حتلاحظ خصوصاً إني كل ماشميت ريحة الأكل اتضايق واحس بغثياااان..
رشاد إبتسامه : ماتتوحمي ؟
رند : انت ليش ماخذ الموضوع ببرود كذا ومبسوط ؟؟
رشاد : انتِ اللي ليش زعلانه ؟
رند : مو زعلانه بس .. رشاد غلــــط ايش بيكون شكلي اذا اهلي عرفوا ؟ ولا بيوم الزواج يا سلام بطني قدامي .
رشاد : طيب شرايك نقدم الزواج ؟
رند : واذا ماما سألتني عن السبب ؟
رشاد : اممم مااعرف قوليلها ... والله مدري .
رند : صـــح تذكرت انت ميلادك بشهر 2 نخلي الزواج بيوم ميلادك .
رشاد : بس ما اتوقع يصادف ويكند !
رند : خلاص خليه بويكند نفس اسبوع ميلادك اتفقنا ؟ وانا بحاول اخلص دبشي بدري , يـــــوووووه مدري ايش الفايده قاعدة اشتري ملابس وماحقدر ألبسها .
رشاد : طيب وين المشكلة اشتري ملابس حمل .
رند : يا سهولة الموضوع عندك !!!
رشاد : والله انتِ اللي تبالغي يعني انا زوجك انتِ ليش متوترة كذا !!
رند : زوجي اوكِ بس مافي ولا وحدة انزفت وهي حامل , الناس ايش بتقول عني ؟
رشاد : يا عمري ايش عليكِ من الناس ؟ مو خلاص قلتلك نقدم موعد الزواج , وبعدين انا مبسوط إنك حامل (ثم اكمل بتهكم) عشان ماحيكون فيه سفر وشهر عسل .
رند : والله مو على كيــــــفك وإنك راح تسفرني لو اني بالشهر التاسع كمان قال مافي سفر قال .
رشاد بضحكه : لا ماينفع خلاص بعد الولادة نسافر .
رند : رشــــااااد (ثم تذكرت) أصلاً حجزت .
رشاد : أقدر أأجل .
رند : والله نتضارب والله .
رشاد : خلاص مو دوبك ماصارلك شهرين راجعة من المالديف ..
رند : المالديف غيـــر انا بسافر معـــاك .
رشاد : طيب بعد الولادة نسافر احنا الثلاثة .
سكتت تنظر إليه بإستياء بينما ضحك هو : ايش ليش تطالعيني كذا .
رند : والله لاطلع هرمونات الحمل عليك .
رشاد : ههههههههههههههههههه

\\

طرقت الخادمه الباب وأذنت لها بالدخول , وقفت الخادمه عند باب الجناح قائلة : مدام , سير عبدالله برا .
عقدت فجر حاجبها وهي تضع كأس العصير على الطاولة : ليش ؟ طيب رند موجودة او زياد ؟
الخادمه : ايوه بَت إن ذير روم , بس سير عبدالله يبي مدام فجر .
فجر انزلت قدمها من فوق الأريكه وارتدت حذائها المنزلي وقامت من مكانها : اوكِ ضيفيه على ما اجي انا .
خرجت الخادمه وبقيت فجر في دارها لتبدل ملابسها , ألقت نظره أخيره على نفسها في المرآة ثم خرجت بعدها ..
وقفت عند مدخل الصالة وهي تراه يشرب الماءعلى مهل .. تنفست بعمق ثم ظهرت امامه بمظهرها الراقي المعتاد : هلا عبدالله في شيء ؟ اتوقع ان عيالي كلهم بالبيت ورند كويسه وزياد مافيه الا العافيه وكل شيء تمام !!
ابتسم : وأحد قال غير كذا ؟
فجر : شدراني انا ما اشوفك الا إذا كانت فيه مشكلة بيني وبين عيالي وتجي تاخذ فيها دور المصلح الإجتماعي .
عبدالله اعتدل بجلسته وهو يتحمحم : صراحة ماطلعت عن دوري كثير كمصلح إجتماعي .. بس هالمرة عيالنا برا الموضوع , جيت اكلمك بخصوص اللي قالته نور ..
لتقول فجر بسرعة : عادي انا ادري ان نفسيتها تعبانه وما تضايقت منها ولا شيء عادي ما يحتاج تعتذرلي عنها وانا ما اخذتها على محمل الجد لا تخاف ..
عبدالله : طيب ماتشوفي ان كلامها صح ؟
فجر : لا طبعاً مو صح , نور عمرها ما دخلت بيننا وعمرها ما ضرتني ولا ضرت عيالي بشيء , انت ايش قاعد تقول أصلاً !!
عبدالله : مو هذا قصدي بس .. ما تشوفي إن خلااص .. ضاع عمرنا واحنا نكابر ؟ صح نور ما دخلت بيننا بس أنا أصلاً عمري ما كنت شايف نور لأن انتِ اللي كنتِ بيننا .
فجر بصدمه وارتباك : انت سامع نفسك ايش قاعد تقول ؟
عبدالله اكمل بلا اكتراث : وكل مرة اشوف فيها نور واحس اني عاجز احس فيها واسأل نفسي انا ليش دخّلتها بهالمعمعه وليش اظلمها ؟ انا عارف اني كنت ظالمها طوال الخمس سنوات اللي كانت فيها جنبي وانا مو قادر احس ولا قادر اشيلك من بالي واتهنى بقربها هي .
فجر : وقررت إنك تموتها مرة وحدة لما تشوفها طايحة بالمستشفى وحضرتك جاي لطليقتك تكلمها عن مشاعرك واحاسيسك صح !
عبدالله : انا عارف ان هذا مو وقت مناسب لي عشان اجيك واقولك هالكلام بس انا ما ابغى يروح اكثر من اللي راح , خمس سنين وانا على امل اني حنسى وما نسيت بس خلاص ما عاد لي نفس اقاوم اكثر .
اخفضت رأسها والدموع تغرق عينيها , تشعر بالدوار من فرط الصدمه والارتباك , لا تعرف بماذا تجيب ..
عبدالله امسك بيدها .. اقشعرّ بدنها أكثر لم تستطع حتى رفع رأسها ولا التحدث وكأن لسانها انعقد : ايش رايك ؟
شعر بإرتجاف اطرافها بينما اخذت تقول هي بنبرة مهزوزة : ما اعرف .. ما اعرف يا عبدالله ما اعرف , ما خطرلي ولا واحد بالمية ان بعد هالسنين كلها بترجع .
عبدالله : بس كنتِ عارفه اني أحبّك ..
قاطعته ودموعها تهلّ على خدها : بس انت ما تحملتني , ايش يضمنك إننا إذا رجعنا ما راح يتكرر نفس الشيء .
عبدالله : لأننا اكبر , ولأننا عرفنا اغلاطنا ؟ ما ادري يا فجر , بس انا نفسي نرجع ..
فجر نظرت إليه بعيون غارقه بالدموع : وترجع تخاصمني عالحجاب , وعلى وقتي اللي يروح في الدوام والسفرات ؟ وحياتي اللي ما فيها استقرار ابداً ؟ وبتجلس كل شويه تقول لي خففي مكياجك .
عبدالله ابتسم : حتى هالمشاكل وحشتني ..
اشاحت عنه بإستياء : أصلاً انا تحجبت حتى سفراتي قلّت , حتى وقت دوامي حددته أصلاً شغلي اخذ من عمري كثير .
عبدالله : ايش قصدك .
فجر غطت وجهها باكيه : مااا ادري أنا ليش اقولك دا الكلام بس ......
قطع حديثها صوت زياد وهو يقول بترحيب : يااا هلا بأبوي وانا اقول البيت منوّر ..
مسحت فجر دموعها بسرعة , بينما قال عبدالله مبتسماً : هلا حبيبي زياد , كيف حالك ؟
زياد قبّل رأس ابيه لكنه لمح وجه امه الباكيه : بخير الحمدلله .. قطعت عليكم حاجه ؟
قالت فجر بسسرعة : لالا يا ماما اجلس , ابوكم جاي يشوفكم .. انا بروح اناديلك رند .
عبدالله اومأ رأسه بالإيجاب .. وغادرت فجر ..

بعد نصف ساعة تقريباً وهو يجلس معهم ويتحدث إليهم ويسأل عن احوالهم , لم تفارقهم الإبتسامة رند وزياد يتحدثون إليه بحماس ورند واضعةًرأسها في حضنه تريه صور فستان زفافها : شرايك بالله مو حلو ؟
عبدالله : مرة حلو , يا الله يا رند مرة كبرتي وصرتي عروسه وعجزتيني .
ضحكت رند : بابا شرايك انت اللي تزفني لرشاد وقت الزفة ؟
عبدالله بتهكم : لا وبعدين الناس يحسبوني انا العريس واغطي على رشاد .
زياد : وانا ليش ما ازفك كمان ؟
رند : مع نفسك بابا يكفي .
فجر : وانا يعني مو عاجبتك ؟
زياد : لا تزعلي انتِ زفيني انا بزواجي .
ضحكت فجر : ليش ليش كلكم تتزوجوا بنفس الشهر وتخلوني ؟
زياد : ترى كنا متفقين انا ورشاد نتزوج بنفس اليوم بس بنتك خربت الخطه .
رند : والله تنقلع ما ابغى انا وميهاف نكون بنفس اليوم طيب انا بشوفها وهي عروسه .
زياد : من زين يومك يعني !
اخذوا يتخاصمان رند وزياد بهباله , إلى ان قالت رند لوالدها : بابا ايش هدية زواجي ؟
زياد : ترى لو جبتلها حتجيبلي تعدل بيننا حتى لو اني ولد وهي بنت .
ضحك عبدالله : شكلي ححجزلكم بنفس الفندق ..
رند : لا يابابا لاتنشبني فيه بشهر العسل خلوني افتك منه .
زياد : انا اللي بفتك منك ياغبيه .
عبدالله : انتِ قولي ايش تبغي هديتك ؟ وانت كمان ؟
زياد : ابغى سيارة جديدة سيارتي سويت فيها حادث قبل يومين .
رند : وانا كمان ابغى سيارة زيه وابغى اللوحة تكون بإسمي ر ن د .
زياد : قهــــــــــر اسمي مو بثلاثة حروف , خلاص الله يعين ابغى بإسم فجر .
رند : مرة ماشاء الله البر حتى بالسيارة ليتك تسمع كلامها بس .
فجر : اي والله ..
ضحك الجميع ليقول زياد بإستياء : يا ماما اوقفي معاي مو مع ذي البزره .
فجر : والله كلكم بزران على ذي السخافه ..
قطع عليهم عبدالله وهو يقول : يلا خلاص انا لازم امشي تأخر الوقت .
رند : ليش ماتجلس عادي احنا ما ننام بدري ..
عبدالله : انتِ عندك دوام واخوك كمان ..
رند بسخريه : إيوة صح نسيت انه صار اكبر واحد بالمدرسة .
زياد : كلي تبن الواحد ما يكمل تعليمه عندكم .
رند : الله والتعليم اللي يسمعك يقول دراسات عليا اخرتها عايد ثالثه ثانوي بعد ما انطرد عشرين مرة .
عبدالله : يلا خلاص يابابا انتبهوا على نفسكم وان شاء الله ازوركم مرة ثانيه ..
بعد أن سلّموا عليه واوصلوه إلى باب الفيلا وهم يودعونه كعادتهم , نظر إلى فجر نظرة أخيرة قبل ان يذهب : وانتِ فكري ورديلي , استنى ردك فجر .
سكتت دون ان تجيب وخرج هو , نظر الإثنان الى والدتهم بصمت , لتقول هي : نعـــم ؟
زياد : انا قلبي قالي ان فيه شيء ابوي ما جا عشاننا .
رند : ترديله على ايش يا ماما ؟ (ثم ضحكت بحماس ) لا يكــــــــوووون نفس اللي فبالي .
فجر : وايش اللي فبالك ست رند ؟
رند : يعني كلام نور كذا ولا كـ...
قاطعتها فجر عندما استوعبت ان رند كانت موجودة في ذلك اليوم لتقول بملامح مرتبكه : مــــالك شغل يا ملقوفه .
ذهبت فجر بسرعة قبل ان تمارس رند أشنع صفاتها بالتحقيق إلى ان تصل إلى إجابة شافيه ..
بينما قال زياد لرند : ايش ايش صار ؟ شكلو من جد نفس اللي فبالك عشان كذا عصبت .
رند بإبتسامه واااسعه : لو من جد نفس اللي فبالي والله بتكون صدمه .

*****

في مركز الشرطه أخذوا إفادة خالد الذي سرد لهم كيف رأى الجثث عندما ايقظه جابر من نومه .. واخرجوه من غرفة التحقيق ليدخل بعدها جابر ، وما إن جلس حتى بادر المحقق بسؤاله عما حدث وكيف رأى الجثث وهل يعلم اذا كان هناك عداوات بين والده واي احد من الممكن من يُشتبه به في هذه الجريمه البشعة ..
ليبدأ جابر قائلاً والدموع تنهمر على خده مجدداً دون توقف : انا كنت صاحي اراجع لإختباري سمعت صوت امي وابوي بالصالة ، استغربت انهم صاحيين بهالوقت المتأخر ، طلعت من غرفتي لقيت ابوي طالع ويقول لها خوفك مو منطقي الادمي يبيني بموضوع ضروري .. خرج من الفيلا وامي ما كانت مرتاحه سألتها أنا ابوي طلع يقابل مين ما ردت كانت غريبة خايفه وكأنها عارفه باللي راح يصير ..
المحقق : وبعدين ؟
جابر : تأخر ابوي مرت نص ساعة وما رجع وانا دخلت لغرفتي ولما خلصت مراجعتي طلعت مرة ثانيه قبل ما انام ما اعرف ليش وقتها جاني فضول اشوف ابوي اذا رجع او لا لكني مالقيت امي .. قلبي قرصني رحت لغرفتهم ما لقيتهم حسيت بخوف ، ما اعرف ليش بس جاني شعور غريب خلاني اطلع من البيت واول ما طلعت من باب الفيلا شفت ثلاثه يجرون بالحديقة وطلعوا بسرعة من الفيلا وما كان باين منهم أي شيء ، انقبض قلبي رحت ادور عالحارس مالقيته ..
المحقق : وبعدها ؟
جابر : بعدها رحت اجري للمكان اللي كانوا فيه الجهه اللي كانوا فيها كان فيها بيت شعر و ....
اختنق وسكت يمسح دموعه مازال يشعر أنه يحلم ، لا يستطيع تصديق أن ماحدث حقيقي وكل هذا الالم الذي يشعر به حقيقي أيضاً !!!
اغمض عينيه بقوة يمسح دموعه التي لا تكاد تتوقف ، خلع نظارته وظل يفرك عينيه علها تتوقف عن ذرف الدموع ..
المحقق : جابر كمل كلامك .. انت اول واحد شفت جثثهم صحيح ؟
جابر : امي ما كانت ميته .. كانت تنازع روحها ..
فتح عينيه لكن وجهه تجهم وسكت اخذ ينظر الى المكان بطريقه غريبه ..
المحقق عقد حاجبيه : كمل ..
جابر اخذ يلمس الطاولة : انت ليش طفيت اللمبة !!!!
المحقق نظر حوله : جابر ! الغرفة منوّره ..
جابر عاد يفرك عينيه ويفتحهما مراراً لكن السواد طااااغي والرعب بدأ يدب فيه قام بهستيريا : وانا ليش مو شايف شيء !!!
قام المحقق : جاابر .
جابر نقل نظراته بسرعة للمكان حاول الرمش مراراً ، يشعر برمشاته لكنه لا يرى شيئاً : تكفى قول لي ان انت اللي مطفي اللمبه ..

اخرجوه من غرفة التحقيق إلى المشفى ، للحظات ظن المحقق أن جابر يتهرب لكن ما إن كشف الطبيب عليه حتى قال : عمى مفاجئ .. سببه صدمة العين الأكسجين نقص بشكل حاد على عيونه ..
مصيبه أخرى حلّت عليه ، فقد والديه وبصره في نفس اليوم ..
خرج من غرفة الطبيب وهو لم يعد يشعر بأي شيء ولم يستوعب حتى ما قاله الطبيب !! جلس على الكرسي بهدوء تااام وكأنه فقد حتى الإحساس ... جلس بجانبه المحقق يحاول مواساته بعبارات بسيطه ، لكن جابر ظل صامتاً لم يجبه وكأنه لم يسمعه أصلاً ..
تنهد المحقق ورفع رأسه عندما أتى أحد الأطباء وهو يقول : تعرضت للإعتداء قبل ما تنقتل ..
اغمض جابر عينيه بقوة انفاسه تعلو وتتخبّط بعشوائيه ، يشعر بالغلّ ، بالحقد ، بالقهر ، بالغضب ، بالحزن ، بالخوف ، بالرغبه ....
الرغبه في الثأر .. افكاره تتلاطم في رأسه ، ألف فكرة وفكرة ، لا يدري ما الاصعب بينهما ؟ التأقلم على فقدان بصره ام فقدان والديه , ام حقيقة ان والدته تعرضت للإعتداء قبل موتها ؟ يشعر باليأس حرفياً ..


في أحد الأيّام ..
ظل فاتحاً عينيه ينظر إلى السقف وهو لا يرى إلا الفراغ .. لم يعد يعلم كيف سيمر يومه او أيّامه المقبله جميعها وهو فاقد لبصره ، قال الطبيب أنه يجب أن يجري عملية ليستعيد بصره لكن .. كم سيستغرق من الوقت ؟ اشياء كثيرة تشغل باله واشياء كثيرة أصبحت بلا معنى .. الحزن يخيّم عليه ما الفائدة من ان يرى مجدداً المنزل بدون والديه ؟
تمنى لو انه فقد بصره قبل ان يرى الجثث بذلك المنظر !
قطع افكاره صوت خالد وهو يقترب منه : جابر .. عمي تحت يسأل عنك .
جابر بصوت ثقيل : قوله نايم .
خالد : هو اصلاً يحسبك نايم وقال لي اصحيك ، ومعاه المحامي ..
قعد جابر بضيق : هذول ما عندهم احساس ؟ ما صدقوا ابوي يموت عشان يجو يسألوا عن الورث ؟ خالد ولا احد اهتم بالقضيه ولا كأنه اخوهم , الوحيد اللي اهتم هو عمي طلال هو الوحيد اللي وقف معنا بس الباقيين ! تعرف عمي فارس وش قالهم لما قالوله انه مات مقتول هو وامي ؟ قالهم عاد شوفوا كان متورط مع مين ، ولا مين يصدق ان كل هالفلوس من مصنع بلاستيك وبس !!! عارف ايش يعني ؟ شكك بنزاهة ابوي حتى وهو ميّت ...
جلس خالد بجانبه : جابر انا ما اعرف اواجههم لوحدي ، هما ما جو عشان الورث هما جايين عشان الوصايه ..

بعد مشادات كلاميه بين جابر وعمه انتهى الامر بينهما حين قال المحامي : طالما بلغ السن القانوني هو يحق له الوصايه على اخوانه ، حتى لو رفعت قضيه ..
عمه : بس هذااا اعمى !! كيف بيراعي اخته .
جابر : وانت بتخاف على اختي اكثر مني ؟

مر شهر على هذه الحادثه لم يستطع الثلاثة التأقلم على الوضع لكنهم يحاولون .. يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي جداً .. شهر وعمومتهم يتناقشون في ما سيفعلونه بمؤسسة أخيهم ومصنعه .. والفيلا التي يرونها كبيرة جداً على ان يعيش فيها هؤلاء الثلاثه الصغار ، حتى ان احد اعمامهم اقترح عليهم ان يعيش معهم لكن جابر رفض بشدة قائلاً : الفيلا باللي فيها لنا ، محد له حق عندنا ، وان كان على نصيبكم بالمؤسسه والمصنع فهذا حقكم .. اذا تبون تبيعون المصنع والمؤسسه وتتقاسموا نصيبكم لكن قبلها ابغى اعرف نصيب كل واحد فيكم بالهلله قبل ما تتصرفوا بأي شيء ..

لكن وبدون مقدمات اختفى جابر عن المنزل ما يقارب الاسبوع تاركاً لخالد رسالة قال فيها : انتبه على ديمه بغيابي

دون زيادة او نقصان ، الموضوع اثار قلق خالد لأنه لم يكن يعلم إلى متى سيغيب جابر ، واثناء غيابه زارهم عمومته اكثر من مرة يحاولون فيها اقناع خالد أن يتحدث إلى جابر ليبيع الفيلا والمصنع والمؤسسه بأسرع مايمكن .. حاولوا الضغط على خالد واغرائه لكنه كان خائفاً من اخذ أي قرار بدون جابر .. فتى لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره انى له أن يقرر شيئاً مصيرياً كهذا !

عاد بعدها جابر عودة غيرت مجرى كل شيء حتى مظهره الهزيل الكسير المكتئب قد تغيّر .. وكأنه تبدل من شخص لشخص آخر ، وكأنه انسلخ من نفسه .. واقفاً امام الباب بحقيبته الكبيرة عانقته يدا ديمه الصغيرة ذات الاربعة اعوام : زاااابيْ .
حملها بين ذراعيه ضاحكاً وهو يقبّلها : يا روح جابر انتِ ..
خالد : وين رحت ؟
جابر : انا آسف كنت مضطر أخليكم ، قول لي ايش صار بغيابي ؟
تحدث خالد معه عن زيارات عمومتهم لهم ومحاولاتهم في اقناعه في التحدث إلى جابر ليوافق على بيع مايملكون ، اختفت ابتسامة جابر للحظات ثم قال : ماراح يبيعوا شيء ولاا شيء حتى المؤسسه والمصنع ..
خالد : بس مين حي....
جابر قاطعه : انا قررت اداوم بالمؤسسه ، كلمت محامي ابوي وطلبت منه يعلمني على كل شيء من بكره .. خالد لازم نحاول , اذا اعمامي باعوا المصنع والمؤسسه من وين بيكون لنا مصدر دخل ؟ ابوي ما بنى هالمؤسسه وكبرها خلال يوم !! ابوي ضيع نص عمره عليها ، حراام تروووح .
خالد : بس والمدرسة ؟ والجامعه ؟ وعيونك ؟ كيف راح تدير مؤسسة وانت اعمى وفوقها ماتعرف ولا حاااجه .
جابر : قلتلك راح يكون معاي المحامي .
خالد : واذا المحامي بكبره طلع نصـ...
قاطعه : خالد لا تشغل بالك انا فكرت ولقيت ان هذي انسب طريقة ممكن نعيش فيها وكل شيء له عقبات واحنا ماحنعرف معادن الناس الا لما نجربهم .
خالد : واذا اعمامي طالبوا بنصيبهم ؟ جابر انت راح تدخل نفسك بمشاكل كثيييرة معاهم .
جابر : راح اعطي كل واحد نصيبه ، المحامي قدرلي نصيبهم وتخيل ان اصلاً اثنين من اعمامي لهم نصيب اما الباقيين مالهم شيء من الاساس .. فالخسارة حتكون اكبر علينا لو انباعت املاك ابوي .

اكثر ما اغاظ عمومته هو عناده واصراره على ارائه ، عوضاً عن انه قال لهم بالحرف " مالكم شيء عندنا ، ونصيب عمي باسم وعمي طلال راح يوصل لهم ، اما انتو مالكم شيء " رغم اعتراضهم على كلامه واصرارهم على ان لهم الحق في نصف المؤسسه والمصنع الا انه واجههم بالاوراق الرسمية والمستندات .. نزاعات لا حصر لها قد حدثت ، ليهُم جابر بطردهم من الفيلا .
وإقالة كل من له صلة قرابة بهم من المؤسسة .. حرفياً اعلن الحرب على عائلة والده بشراسه عندما علم أنهم يحاولون التحايل عليه ..
الجدير بالذكر أن عمومته حاولوا اغواء المحامي ليقف في صفهم ، لكن المحامي قد كان صديق مخلص لوالدهم فلم يرضى بالاذى لأبنائه جابر وخالد وديمه

\\

في الوقت الحالي ..
أغلق الخط بإنزعاج من صوت الطنين الذي صدر فجأة .. أبعد الهاتف عن أذنه ظل ينظر إلى الهاتف للحظات حتى قطع عليه صوت سارة وهي تناديه وتشير إلى أحد التحف الموجودة هنا بمركز إيكيا : شوف هذا يناسب أحطه عالتسريحه احس بيعطي شكل حلو ولا ايش رأيك ؟
جابر وضع هاتفه بجيبه بعد أن اغلقه : حلوو , طيب شوفي هذا لايق أكثر ..
سارة بحيرة : مو عارفه الإثنين حلوين , ايش رأيك آخذ الإثنين لو سمحت ؟
ضحك جابر : خذيهم , خلاص خلاص ما خليتي ولا تحفه الا واخذتيها خلينا نروح لهذيك الناحيه شفت شيء هناك عجبني .
مشى الإثنان سارة تنقل نظراتها بين القطع بينما جابر كان ينظر إليها بحيرة وتردد , وبدون سابق إنذار : تحسي انك ممكن تكرهيني بيوم من الأيّام او تتغيّر نظرتك لي إذا عرفتي عني شيء ما ناسبك ؟
ساره : اممم زي ايش يعني ؟
جابر: مدري بس انتِ عارفه لكل واحد فينا ماضي مايحب يتذكره بس هل تحسي ان ماضيّي ممكن يأثر على علاقتنا ؟
ساره نظرت إليه : لا طبعاً انت قلتها كل واحد فينا له ماضي وإذا انت تقبلت ماضيّه انا ليش ما اتقبل ماضيك .
جابر : مهما كان ؟
ابتسمت بإرتباك من جديته : ليش هو لهالدرجة سيء بنظرك ؟
جابر : تقريباً ..



ساره : هل مثلاً بنصدم انك متزوج بالسر مثلاً قبلي ؟ او عندك ولد هنا او هنا ؟ او شيء من هذا القبيل ؟؟
عقد حاجبه بإستغراب : لا طبعاً مو كذا مو هذي مشاكلي !
ساره : اجل خلاص عادي بتقبّل أي شيء طالما بعيد عن العلاقات المشبوهه والحرام .
ضحك جابر بشدة : بس هذا هو الماضي اللي ممكن يخوفك ؟
ساره : صراحه ايوة انا طول عمري اخاف ارتبط بواحد وفجأة اكتشف انه نسونجي وله علاقات كثيرة وممكن يكون عنده عيال وهو مايدري .. مافي اخس من هذا النوع من الرجال اللي مايملي عينه الا التراب حرفياً ..
جابر : لالا تطمني مالي بهالاشياء بس انا بتأكد انك حتكوني معايا دايماً مهما صار .
ساره : ترى بديت توترني فيه شيء لازم اعرفه عنك انا ما اعرفه ؟
جابر : راح اقولك عنه عشان تكوني عارفه وبس , لكن توعديني راح تفهميني !
عندما جلسا بأحد المطاعم لتناول وجبة الغداء .. والتوتر بادٍ عليها : جابر والله قاعد تعذبني قول ايش الموضوع ؟
جابر تنهد بعمق قائلاً : انا قلتلك امي وابوي كيف ماتوا , بس اللي ماقلته اني كنت اعرف اللي قتلهم لكني مابلغت عنه ولا جبت سيرته بالتحقيق .
ساره : ليش ؟ غطيت عليه ليش ؟
جابر : بالبداية لأني ما كنت متأكد انه هو بس بعدين لما تأكدت كنت احتاجه احتاج انه يساعدني ..
ساره بصدمه : تحتاج واحد قتل اهلك ؟ وتغطي عليه ؟ وانت شايف الطريقة اللي ماتوا فيها اهلك قدام عينك !! المشكله ان اهلك ما ماتوا بحادث مدبر مثلاً ولا ماتوا بطريقة هيّنه عشان انت تتغاضى عنه بس لأنك احتجته ! لا ماتوا متعذبين ..
سكت وهو يمسح وجهه بيديه : ساره الموضوع ماكان سهل علي عشان تلوميني ؟ اكيد كان صعب علي اني احتاج نفس الشخص اللي غدر فيا عشان اقدر ارجع اوقف من جديد , اكيد اني كنت كاره الحاجه اللي حدتني عليه , بس صدقيني ما كان بيدي شيء اسويه !!
غطت وجهها بكلتا يديها تحاول استيعاب الأمر , هل كان احتياجه له أقوى حتى من موت أهله بيديه ؟
سارة : مو قادرة استوعب ايش الحاجه اللي بتخليك تتستر عليه ! وتتجاهل دم امك وابوك ؟
زفر جابر بضيق واستند على الكرسي : انا ما تجاهلت دمهم لا تظلميني , ولا مر علي موتهم مرور الكرام , ولا تنازلت عنهم ولا نسيتهم .. بالعكس أنا ....
سكت وهو يضع يده على جبينه بحيره : ما اعرف ياساره ..
لمحت إحمرار عينيه وكأن دموعه تدافعت إلى عينيه , لا تعلم ماذا تفعل الأمر أكبرمن ان تحاول مواساته مثلاً !! او ان تخبره بأن مافعله هو الصواب !!
مر الوقت بينهما بهدوء مزعج جداً , لم يتفوّه أحدهما بأي كلمة إلى ان عاد كل واحد منهما إلى منزله .

\\

طرق الطاولة بأصابعه وقاطع حديث عماد قائلاً : اسمع انا مو قادر استوعب ولا كلمة من كلامك يا عماد عقلي مشوّش مرة ..(ثم اقترب منه هامساً بطريقة اربكت عماد) أبغاك تاخذ جوالي تفحصه , لأنه مراقب , ابغى تعطل لي كل برامج المراقبة وتزيدلي الحمايه وتحجب رقمي او تجيب لي رقم محجوب أصلاً .. وكمان اجهزة المكتب , انا مو متطمن .
عماد : قصدك انهم عرفوك ؟
جابر : لا ما اتوقع هما .. الأكيد انهم الشرطة .
عماد : جابر تتوقع انهم وصلوا لبتال طيب ؟
جابر : لا لو وصلوا له ما كان تعنّوا بالاختراقات هذي ! حاول تدبر لي رقم محجوب عن الشبكة ابغى اتواصل مع بتال خلال هاليومين .

*****

في الجامعه .. ميهاف برفقة ارجوان : بالله ميهاف انا محتارة والله وشايله هم ..
ميهاف : انا لسه مو داخل راسي انتِ ليش ماقلتيلها من البداية طيب ؟
ارجوان : ايش عرفني إن بيتطور الموضوع بيننا لإني اتزوج اخوها ؟ المشكله ان تميم يدري بس ياسمين لا ولما كلمت امي لورا قالتلي مو لازم يعرفوا اهله بس احس لا غلط , لأن مو لازم وقت العقد ابوي يكون موجود ؟؟؟ وما ابغى اطلع كذابة بعيون ياسمين ولا امها .
ميهاف : هما متى حيجوكم ؟
ارجوان : المفروض كانو حيجونا قبل اسبوعين بس امهم اعتذرت واجلت الموعد لان عندها موعد ثاني لمدري ايش ، وعلى اساس حيجوا نهاية ذا الاسبوع ..
ميهاف : طيب يعني هي تحسبك يتيمه ؟
ارجوان : اتوقع ايوة تحسبني وحيدة ويتيمه وان لورا امي بس انا ما قد جبت سيرة ابوي اصلاً فما ادري هي ايش تشوفني ..
ميهاف : سهله طالما انتِ من الاساس ماقلتي شيء ف عادي تقدري تصدميها ان عندك اب لكنه متزوج وحدة ثانية وعايش معها وانتِ ماتدري عنه ولا يدري عنك وان عندك اخت عايشه مع ابوك وبس .
ارجوان : وتحسي انها ما حتزعل ؟
ميهاف : والله مدري .
ارجوان : ياااااربي تراها حسااااسه .
ميهاف : عشان كذا اكره تصير صحبتي اخت زوجي ..
قطع عليهم رند : وليش ان شاء الله .
ميهاف فزع : بسم الله ايش جابك !
رند : ليـــــش كنتِ بتحشيني براحتك ؟؟؟
ميهاف : لا والله انا ما اعتبرك صحبتي احسك اخت .
رند : رقعيها رقعيها ، ماعلينا ، بنات والله تعبااااانه تعبانه عندكم شيء بعد نص ساعة ؟
ارجوان : انا لا .
ميهاف : انا راجعه بعد شوي .
رند : طيب بنفسوجه تحضريني ؟
ارجوان : الله يقلع ذا التشويه بنفسجيه ارحم .
رند : ههههههههههههه طيب عمتي بنفسجيه تحضريني ؟؟ ابغى ارجع للبيت انااام والله هلكانه حضريني بليييز .
ارجوان : يا سلااام انتِ تنامي وانا احضر بدالك .
رند : بليز بليـــــز والله ما حنساك من دعواتي .
ضحكت ارجوان بشدة : تكفيــــن يالدعوات بسس ، كنتِ سهرانه ؟ وجهك مممرة ذابل ومصفر اشبك ؟
رند : بالله ما احزّن ؟ ماتحسي ان نفسك تداومي بدالي اسبوع وتخليني ارتاح ؟
ارجوان : لا عاد مصختيها .
ضحكت رند وقالت ميهاف : تكلمتوا ؟
رند : تصالحنا واتفقنا نقدم موعد الزواج عالشهر الجاي .
ارجوان : احح ليـــــش ؟؟ مو المفروض بعد 3 شهور .
رند : ما ابغى اطيح من عينك بس انا حامل ..
ارجوان : وتتتتتت ؟؟؟
ضحكت رند بينما قالت ميهاف : لا واضح تصالحتي حتى مع الحمل .
ارجوان : لا لحظه استنوا !! انتِ ليش تقوليها بذي الراحه ؟
رند : ايش تبغوني اسوي ؟ ابكي ؟ خلاص يعني قدر الله اني احمل .
ميهاف وارجوان بنفس اللحظه : لا يا شيــــــخه !!
رند : هههههههههههه والله يعني محد يدري غيركم ف خلاص عادي وابوه مبسوط ف ليش ازعل ، بس المهم يارب ماما ما تعرف وياليت ما تقولوا لياسمين عشان ما تجيبوا فيا العيد إذا ياسو قالت لأمها وامها مايحتاج يوم المنى اللي تتشمت فيه على ماما .
ارجوان : الله يرزقني قوة القلب ذي يا بنت ايش التبلد هذا .
ميهاف : لا يغرك ما شفتيها كانت تبكي لما قالتلي وبتموت من الخوف بس شكل رشاد من جد هون عليها .
رند : تخيلوا انه انبسط مرة وهذا اللي صدمني وحسسني ان الموضوع تافه ما يستاهل الخوف وبعدين ايش الغريب بالموضوع المفروض تكونوا متوقعين طالما انا دايماً اخرج معاه و##########
اغلقت ارجوان أذنيها ورفست قدم رند بخفه : خلاص يا وصخه مايحتاج التعمق ذا .
رند بسخريه : لازم اعلمك قبل ما تتزوجي المنحوس تميم .
ارجوان : والله ما المنحوس الا رشاد ربي ابتلاه فيك .
ضحكت رند : امانه اسمحيلي اقول لياسمين والله احس لساني يحكني ابغى افتّن عليك .
ارجوان : قوليلها واقولها انك حامل ونشوف مين حيتورط اول .
ميهاف : يا عمري يا ياسمين مخبيين عليها اشياء كثيرة ، بس اذا مو هي اللي عرفتك على تميم انتِ كيف عرفتيه ؟؟؟
رند : الظاهر حتى انتِ ارجوان مخبيه عليك !!
سكتت ارجوان وقالت ميهاف : عادي اذا ما بتقولي ماني ملقوفة زي وحدة بحرف الرند !!!
رند : صرت انا الملقووووفه ياااااا هوووفاا
ميهاف : لا يع لا تقولي هوفا
ارجوان : هو مو سِر عليك بس ماني متأكدة انك حتستوعبي اللخبطه
ميهاف : ياخي انا مستغربه من حاجه ، اتذكركم ما تطيقوا بعض كيف فجأة صرتوا قراااب وسحبتوا على ياسمين ؟
ارجوان : يع لاتذكريني كنت حرفياً اكرهك يارند .
ضحكت رند بشدة : والله انك كنتِ تعجبيني من اول لحظه شفتك فيها بس ما اعرف اعبر ..
ارجوان : الله يبعدنا عن اعجابك اجل ، اذا كنت اعجبك وتعامليني كذا اجل لو تكرهيني ؟؟ وربي ساااايكو ، تخيلي ميهاف كانت مستفزة لابعد حد ما تتصوري فد ايش بجيحه ووقحه وشيء شيء ما ينطاااااااق .
ميهاف : اجل كيف فجأة حبيتوا بعض ؟
رند : والله من جد فجأة ما اتذكر كيف .. بس اتوقع اتوقع ان انا اللي بديت اعدل اسلوبي معاها لما شفتها من جد تكرهني .
ارجوان : او يمكن بعد موضوع تميم ؟ لما جيتك ؟
رند : لالا ما اظن احس من قبلها بدت تتعدل علاقتنا ولا لو علاقتنا وقتها خربانه ماكان جيتيني تحكيلي .
ارجوان : اممم صح برضو .
رند قامت : المهم انا بروح لاتنسي تحضري محاضرتي بمبنى 9 ..

*****

في احد المستشفيات الخاصه بالنرويج ..
قال الطبيب :" هناك تحسن ملحوظ جداً في حالته ، كما أنه بدأ يستجيب للعلاج بسرعة ليس كما كان سابقاً "
هو : " هل استطيع رؤيته إذاً ؟ "
الطبيب : " نعم إنه مستيقظ "
رفع حاجبيه : " جيد جداً لقد افاق من غيبوبته "
الطبيب :" نعم منذ يومين تقريباً "
دخل بخطوات ثقيلة إلى الغرفة ، نظر إلى الجسد الهزيل الملقى على السرير .. حرك صاحب الجسد رأسه بإتجاهه ليتعرف على الزائر ، لكنه لم يعرفه .. اقترب منه اكثر فأكثر حتى وقف بمحاذاته بالضبط انحنى إليه بإبتسامه بسيطه : الحمدلله على السلامه ... مازن
مازن بنبرة مُتعبه : الله يسلمك .. انتَ مين ؟
سلطان : انا ؟ انا سلطان أخو بيان ، تعرف بيان صح ؟
انتفض جسده لذكرها وتجهم وجهه : ليش جاي ؟
سلطان : جيت اتطمن على صحتك بس ..
مازن : انا ويني ؟ بالنرويج ولا وين ؟
سلطان : شفيك لا يكون فاقد ذاكرتك ؟ اكيد بالنرويج وين بتكون يعني !
مازن : انت ليش جاي ؟
سلطان : زي ماقلتلك جيت اتطمن على صحتك ، لا تخاف انت بس كمل علاجك وبعدها لنا كلام ثاني ياا مازن بس صدقني ربي راحمك وراسلني وانا صراحه ما احب اكون ند لشخص بالياااالله يتحرك ، عشان كذا ابغاك تتعافى وتكمل علاجك وكل حاجه راح تمشي بالقانون ..
عقد مازن حاجبيه والخوف بدا على وجهه : ليش ما خليتوني اموت !!
سلطان : لان هذا اللي تبغاه انت ... واحد انتحر بس ما مات ليش احنا نخليه يموت ؟ واحنا نبيه يتعذب .. والظاهر الحياة هي اكثر حاجه تعذبه ف راح تعيش ان شاء الله ، عارف ايش اللي حيخفف عليك الحكم ؟ ان بيان ما ماتت وبنتها ما تضررت ولا كان قسماً بالله لا اخليك تتمنى الموت كل دقيقه ..

\\

أثناء وجبة الغداء قال سلطان : مازن فاق من غيبوبته ..
تجهم وجه خالد واختفت ابتسامته : شفته ؟
سلطان : ايه زرته اليوم بشوف كيف صار ..
قاطعه خالد : انا مو فاهم انتم ليش جالسين تعالجوه الآدمي كان يبي يموت بيان وانتم بكل بساطة جالسين تعالجوه ؟
سلطان : لأن ما حنستفيد لو ما كان بينه وبين الموت الا شعره ينسجن من هنا ويموت من هنا , ما نبيه ينسسجن الا وهو بكامل صحته عشان يكون واعي وحاسس عشان فعلاً يتعذب .
خالد : يا طول بالك بس انا بسوي نفسي ما سمعت شيء عشان لا يرتفع ضغطي من افكاركم هذي ! والله لو علي يا سلطان ان حتى السجن ما راح يبرد كبدي فيه , نفسي ارفع عليه قضية بالسعودية عشان يقصوه وارتاح .
سلطان : مب على كيفك يقصوه طالما ما ماتت .
خالد : حتى لو تعزير !!
ضحك سلطان : الا تبي تموته انت .
ارادت بيان تغيير مجرى الموضوع عندما لاحظت تعكّر مزاج خالد بسيرة مازن : سلطان ما ودك تحكيناا عن قضاياك ، ما مرتك قضيه غريبة خلال الفترة اللي راحت ؟ حينها تذكّر سلطان شيئاً وهو أن جابر الذي يحاولون الايقاع به شقيق خالد لا احد يعرف بالمركز ان هناك صلة قرابة بين سلطان وجابر ، ولا يودّ سلطان إخبار خالد وبيان بالإشتباه في تورط جابر بأحد قضاياه ، لكنه تذكّر شيئاً آخر وتهلل وجهه بضحكه : بيااااان والله ماراح تصدقي مين شفت بعد كل هالسنين !!
بيان : مين ؟ نوّاره ؟ ولا ..
سلطان : لالا وين نوّاره تلاقيها تزوجت ، شفت هااني الصدمه مو هنا الصدمه انه مساعدي ..
اختفت ابتسامة بيان وهي تقول بإرتباك : ما اتذكره .
سلطان : يااااهووو هاااني ولد جيراننا .
بيان : ما اعرف شكلي نسيته ما اتذكره ، المهم ماعلينا كلمني عن اي قضيه ..
سلطان بإصرار : يا هوو نسييينا هااني والرسايل والحركات .
اصفر وجه بيان : رسايل ايش ؟ ايش تقول انت ؟
كتمت سما ضحكتها على وجه بيان الذي بان عليه الرعب ، سلطان صغر عينيه : اقول لا يكون تحسبيني ما ادري عن الرسايل اللي ترسليها له ذيك الايام ..
بيان : يااا كذاب لو كنت تدري ليش سكت ؟ ما كانت بيننا رسايل ولا حاجه .
سلطان : اقول ترى طرف ثقه اللي قايل لي ..
بيان بغضب : ومين الثقه لايكون اخته رنّوو !!
سلطان بسخريه : الصراحه إيوه ...
قاطعته بيان : كذابه برضو انا ماا قد ارسلت لهاني رساله .
سلطان : اوكِ خلينا نعتبر كلامك صح بس كتبرئة ذمه فيه رساله رانيا ما اعطتها هاني وانا اللي رديت عليك برساله ...
بيان تجهم وجهها اكثر : اي رساله فيهم يا مل### .
سلطان : مو قلتي ما قد ارسلتي ليش انخبصتي ..
شعرت برغبه عارمه في ابراحه ضرباً لأنها لم تستطع تجاهل نظرات خالد التي اخترقت رأسها وفي نفس الوقت وضعها في موقف سخيف جداً : خلاص عاد ايش ذكرك فيهم .
سلطان : ولا شيء بس لما شفت هاني تذكرت ..
بيان : واذا كنت من جد من جد صاادق ليش ما قلت شيء وقتها ؟
سلطان : لاني ما كنت متأكد عشان كذا اخذت الرساله من رنو ورديت عليك بشوف ردة فعلك..

)للتوضيح ، رانيا شقيقه هاني كانت بالسابعة من عمرها ، وبيان وسلطان بالثامنه عشر ، وهاني بالعقد الثاني)

بعد ان انتهوا من وجبة الغداء وخرج سلطان من الباب الخلفي المطل على المسبح ..
لحقت به بيان بغيظ : الله يقلعك ياسلطاااان الله يقلعك قول امين !!! يعني يااا غبييي انا ابغى اغير موضوع مازن عشان خالد تروح تكلمني عن هااااني ؟؟؟؟
ضحك سلطان بشدة : لا تقوليلي ما يدري !
بيان : ماااا يدري ياااا ننننذل مايدري ما قلتله ، انا ايش اسوي فيك ؟؟
سلطان : عادي ايش بيقول ؟ كنا مراهقين يعني مو معقوله بيزعل على حاجه صارلها 12 سنه ..
بيان : وانت كان لازم تتلكع وتذكرني بالرسايل والخرابيط ذي ما كنت تقدر تنطم يعني ؟
سلطان : شدراني ما قلتي لي انه مايدري .
بيان : لا يا شيييخ عيوني جاها شد عضلي وانا اغمزلك وااشر لك تسكت وانت مستمر ولااااا كأنك شاايف ، الله لا يللللعنك يا سلطان يا نكبببه انا مااا صدقت افتكيت من شر ماازن ومشاكل ماازن تجيني انت بذكريات هاني .
سلطان بجدية : بيان خالد يتواصل مع اهله ؟
بيان : طبعاً ، ليه !
سلطان : اخوه جابر قبل كم شهر جا النرويج صح ؟
بيان : ايوة جا عشان يسوي عملية لعيونه والحمدلله نجحت .
سلطان : وبس ؟
بيان : ايوة وبسس ، ليش تسأل ؟
سلطان اشار بعينيه ساخراً : شوووفي الحب شكله يستناك ..
نظرت بيان خلفها عبر الباب الزجاجي المؤدي لصالة الفيلا ووجدت خالد يمشي بإتجاههم وينظر إليها ، بمجرد ان وقعت عينها عليه اشار لها بأن تدخل ، حينها قالت بيان لسلطان : الله لا يوفقك قول امين .
اتت إليه مبتسمه : عيوني .
خالد : البنت لها ساعة تبكي مو راضيه تسكت شوفيها ..
نظرت إليه للحظات وكأنها تقول " بس هذا اللي كنت بتقوله ؟"
خالد : اشبك واقفه ، شوفييها .
استوعبت بيان صوت طفلتها وذهبت لتحملها من سما ..

\\

قبل سنوات ..
مرت الايام والايام ..
حتى انقضى العام لم يكمل جابر دراسته ولم يجري عملية استعادة بصره ، لا احد يعلم لم يرفض إجراء العملية لكنه تأقلم جداً على وضعه .. بالرغم من الصعوبات التي واجهها في بداية عمله في المؤسسة الا أن المحامي كان يقف بجانبه خطوة بخطوة ..
بعد عام من جميع هذه الاحداث ..
وخالد في الصف الاول ثانوي عاد من المدرسة والقى بجسده على الاريكه ، تغير كل شيء من حوله الا شعوره هو ما زال يشعر بالفراااااغ ولم يستطع التأقلم على اي شيء ، يشعر بالوحدة لأن جابر اصبح مشغولاً طوال الوقت ..
تمر بينهم ايام دون ان يراه حتى ، يشعر وكأنه فقد 3 وليس اثنان فقط .. انقلب على شقه الايمن وهو يرى ديمه تفتح حقيبتها وتخرج اقلام التلوين ، ليقول : ليش ما تغيري لبسك اول ؟
ديمه بحماس : المِس ادتني حلاوه عسان انا قلت الايقام من واحد الين حمسه بسيعة . (الابلة اعطتني حلاوة عشان انا قلت الارقام من واحد الين خمسه بسرعة)
ضحك خالد : والله ؟ شاطره ديومه .. طيب روحي غيري مريولك عشان نتغدى ، روحي شوفي نانا فين عشان تغيّرلك .
قامت ديمه تنادي بصوت عال : نااانااااا انا زيــــــــت .(جيت)

في غرفة ديمه ..
مشطت شعرها بشرود .. بينما ديمه تتحدث إليه وهي ترفع اصابعه في وجهه : هدا ايس ؟
خالد : قولي هذا كم مو هذا ايش ؟
ديمه : تيب هدا تم ؟
خالد : اثنين .
ديمه : ودا ؟
خالد : خمسه .
ديمه فردت يدها الاخرى : وهااااادا ؟
خالد : عشره .
سكتت ديمه تفكر : كيف عرفت ؟
خالد : انا تعلمت .
ديمه : تيب تعيف الحيوف من أ إليـــــــــــــن زيم ؟
خالد : تعرفي انتِ اسمك يبدأ بحرف ال ايش ؟
ديمه : داء .
خالد : دال يا ذكيه مافي حرف اسمه داء .
نظرت ديمه إلى مربيتها التي انتهت من تصفيف شعرها : نانا بنتي بحيف الايش ؟
ضحكت المربية : بنتي انا ؟ بحرف الميم .
خالد ابتسم : كم عمرها ؟
المربية : لسه دوبها اولى ابتدائي اكبر من ديمه بسنتين .
خالد : ليش طيب ماتجيبيها معاكِ تتعرف على ديمه ؟
المربية : اخاف اذا جبتها ما يذاكروا يجلسوا يلعبوا .
خالد : طيب عاادي ديمه تطفش لوحدها ، جيبيها يتسلوا وعشان تلعب برا بالمراجيح حتنبسط .
المربية : ما اعرف بشوف .

بفستانها الابيض تدور حول نفسها ثم ركضت بسرعة عندما اتت فتاة اخرى تركض خلفها ، تجريان وتضحكان .. المربية : يا ماما انتبهي لاتطيحي .
ديمه توقفت بتعب ورفعت يدها الصغيرة بالهواء : استوب استوب ناحد استياحه
تنهدت الفتاة الاخرى بقوة : حتى انا تعبت .. ديمه قولي راااء .
ديمه : يااء .
: راء راء اررررررررنب .
ديمه : أيــــنب .
ضحكت الفتاة ساخره : ماتعرفي ، طيب قولي رمان .
ديمه : يُمّان .
ضحكت اكثر : ايش يمان ر م ا ن .
ديمه : يوووووه حلاس ماعيف .
الفتاة : حتى حرف الخاااااء ما تعرفي .
عقدت ديمه حاجبها : تيب قولي الايقام من واحد الين حمسه .
الفتاة : سهــــــــــل مررة (ثم بدأت بالعد من واحد الى عشرة ثم إلى خمسة عشر لتغيظ ديمه) شفتي انا اعرف انا ذكيه .
ديمه : حتى انا دكيه حالد يقول ..
ثم راحت تجري الى خالد : حالد انا دكيه مو ؟؟
خالد : صح انتِ ذكيه مرة .
نظرت اليها بإبتسامه انتصار : شفتي .
خالد : ليش ما تلعبوا بالمراجيح ؟ تخافي من المرجيحه ؟
الفتاة هزت رأسها بالنفي : ديمه نروح نلعب بالمرجيحه ؟
ديمه : انا اول انتِ دفيني بعدين انا أدفك موافقه ؟

في الوقت الراهن ..
في النرويج يجلس على السرير يتأمل الصورة .. مرت بيان من امامه وهي تضع صغيرتها في السرير ثم تنهدت : يا الله والله كسر خاطري ..
خالد : مين ؟
بيان : رعد .. (جلست بجانبه)
خالد : روان متى طيارتها ؟
بيان : عالساعة 10 الصباح ان شاء الله .. اتفقنا اننا نخلي رعد يوصلها يمكن يتكلموا ويتصالحوا .. هذي صورة مين ؟
خالد : ديمه .
بيان : واللي جنبها مين ؟
خالد : ميهاف بنت مربيتها ..
اخذت بيان تتأمل الصورة : سعودية ؟
خالد : ايوة .
بيان : جميله ماشاء الله ملامحها نااعمه .
ابتسم خالد بعفويه : بس ملامح لكن لو تشوفيها كيــــــف كانت ملســـونه , نفسي اشوفها كيف صارت لما كبرت ...
بيان : نعم ؟ وليش ان شاء الله ؟ ايش دخلك كيف صارت ولا كيف ما صارت .
ضحك خالد وسكت للحظات ثم قال : مين هاني يا بيان ؟

*****

ثم مضت الايام بعد ذلك بسرعة ورتاااابه بلا شيء يذكر سوى خطوبة أرجوان وتميم .. ظنّ كليهما أنهما اجتازا الموقف الصعب عندما علم اهل تميم ان والد ارجوان حي يرزق لكن لم يكترثوا للامر ظناً منهم انه ترك حضانة ارجوان للورا بسبب زوجته الأخرى ، لا احد يعلم حتى الآن ان لورا ليست بوالدتها سوى تميم ...

في نفس يوم عقد قران تميم وارجوان ..
بعد ان وقعت ارجوان على عقد النكاح .. وضعت القلم بمنتصف الكتاب ومدته لوالدها الذي اخذه وراح بدوره ليعيده إلى المأذون ..
عانقت لورا ارجوان ودموعها تهل بفرحه غامره : مبروووووك ياروحي .
ارجوان : الله يبارك فيك .
ياسمين : مبروك مبروك مبررووووووك واخيراً صرت اخت زووووجك اخييييراً صرنا عايله وحدة واخيييييراً حعرف كل تحركااااتك واصير عمة عيالك اخيراً اخيررراً .
ضحكت ارجوان : غيرت رأيي بعد هالكلام وين العقد اشقه بس .



ياسمين : والله اشق رااااسك اخخخخييييراً حنتقابل كل يومين .. ياربي والله فرحااااانه .
ارجوان : وخري بس خليني اسلم على امك .
ياسمين : قصدك عمتك .
ضحى بإبتسامه : الف مبروك يا حبيبتي الله يسخرلك تميم ويسخرك له ويتمملكم على خير .
ارجوان : اميين يارب .
لورا : تعالي اجلسي جنبي انا مو مصدقه انك حتروحي وتخليني .
ياسمين : تكفييين خاله لوررا لاتخليها تحزن وتحلف ما تتزوج .
جلست ارجوان بجانب لورا التي مسحت على رأسها : والله لو بيدي مازوجتها .
ارجوان : لا تحسسيني اننا ماعاد حنتقابل ترى لسه حتشوفيني كل يوم لحد ما يجي يوم الزواج ، وبرضو حتى لو رحت بيت ثاني انا حزورك ما حقطعك والله .
لورا : والله توعديني ما تقطعيني حتى لو بعد ما تجيبي بزورة وتكبري وتنشغلي بحياتك ؟
ارجوان : اكيد والله انتِ امي .
لورا حاولت التوقف عن البكاء لكنها لم تستطع لا تدري اهذه دموع الفرحه ام الحزن على اقتراب فراقها لارجوان ، نظرت إلى ضحى : بنتي بعيونكم يا ضحى ما اوصييكم .
ضحى : طبعاً ما يحتاج توصينا احنا صرنا اهلها برضو .
بعدها بفترة قصيرة جداً غادر المأذون ووالد ارجوان وايضاً والد تميم واخوه بدر وعائلتهم ..
بإستثناء تميم الذي طلب من لورا رؤية ارجوان قبل ان يغادر .
لورا : خلاص اجلسي معاه شويه وبعدين نتكلم .
ارجوان : لازم اجلس معاه دحين ؟
لورا : ماتبغي ؟
ارجوان : خايفه ايش اقول ؟
لورا : مو لازم تقولي شيء هو اكيد بيتكلم يعني ، روحي يا ماما ما حياكلك .
تنفست ارجوان بعمق ودخلت الى المجلس الذي يجلس فيه تميم : السلام عليكم .
تميم تهلل وجهه بإبتسامه واسعة : وعليكم السلام .

بالخارج رفعت هاتفها ولم تلبث كثيراً حتى قالت : خلاص سوي اللي قلتلك عليه وانتبه ما ابغى ولا مخلوق يعرف باللي يصير غيري ..

\\

بعد اسبوع تقريباً من عقد قران تميم وأرجوان ، طلبت خولة من تميم رؤية خطيبته ارجوان والتعرف عليها ..
وبينما ارجوان تجلس على الاريكة في فيلا خولة .. تتبادل الاحاديث العشوائية البسيطه معها ..
اقتربت منها الخادمه لتناولها كوب الشاي لكن الخادمة لم تشح عينها عن ارجوان التي شعرت بغرابة تصرف الخادمه ورفعت رأسها لتُصدم ..
هي نفس الخادمة التي كانت تحضر الفطور لدار تميم وتراها عنده كل يوم لمدة اسبوع ، الخادمة الوحيدة التي تعرفها ك إيرام ..
بلعت ارجوان ريقها بإرتباك وبسرعة اشاحت عينها عن الخادمه واخذت تضحك على حديث خولة لتخفف من توترها وخوفها من ان تفضح الخادمة امرها امام خوله ..
لم يدم الأمر طويلاً حتى قامت خولة مستأذنه : دقيقه يا قلبي واجي ..
تميم : خذي راحتك ..
بمجرد ان خرجت خوله نظرت ارجوان الى تميم برعب : تميــــم الخدااامه احسها عرفتني !
تميم : اي خدامه ؟
ارجوان : اللي جابتلي الشاي قبل شويه جلست تطالع فيا مو هي نفسها اللي كانت تشوفني عندك تحت ؟؟؟؟
تميم : لااااا عااااد انا كيف نسيــــتها !!!
قام تميم بسرعة ليتحدث مع الخادمه قليلاً ويتأكد ان كانت قد تذكرت ارجوان ام لا ، لكنها بالفعل تتذكرها ..

المهم أن حتى هذا الامر لم يكن بالامر الجلل . ما يستحق الذكر هو ان لورا بعد عقد قران ارجوان بلّغت عن عملية اختلاس من حسابها البنكي ، وعند تتبع امر الاختلاس ألقي القبض على والد ارجوان الذي كان يتقاضى المال كل شهر من لورا مقابل بقاء ارجوان عندها .. لم يكن سكوتها عن الامر من البداية مجرد رضى بل كانت تخطط للنيل منه ، وانها لم تكن تسجل الاموال التي تُسحب منها كل شهر ولا تأخذها الا بطرق ملتويه ليبدو الامر وكأنه اختلاس فعلاً ، وتوقعه في شرّ اعماله ، وما دفعها اكثر للابلاغ عنه وتنفيذها لمكيدتها هو معرفتها بما فعله امجد بشقيقته " فاديه " وانه اخذ حصتها من ورث والدهم بدون وجه حق ، وسرق أيضاً ما تركه زوجها " والد ميهاف " من ميراث بسيط .. وطبعاً لاتعلم ارجوان ان لورا وراء سجن والدها ..

*****

بالنسبة لوالدتي فجر التي تحدثت إلى والدي عن رغبتها في التكفل بتكاليف علاج نور بمشفى آخر ، علّها تستعيد عافيتها اذا ارسلتها لاحد الاطباء الجيدين في علاج الاورام الخبيثه .
لم يعترض والدي بشرط ان تقوم فجر بإقناع نور بنفسها ..
وبعد محاولات عديدة في إقناع نور وافقت واشترطت هي الأخرى أن تعرف اولاً إن كانت فجر ستعود لعبدالله ام لا ..
نور : ريحيني يا فجر وقولي انك موافقه .
فجر : نور ايش رأيك بعد ماتقومي بالسلامه اكون انا فكرت بقراري تمااام واقولك عليه اتفقنا ؟
نور : لا يافجر اللي باقي اقل من اللي راح ليش تضيعي عمرك وانتِ تستنيني اتعافى وانتِ عارفه ان المرض اخذ مني كثير .. عبدالله قول لها ، قول لها انك تبغاها وانك لسه تحبها وماتغيرت مكانتها بقلبك ابداً خليها توافق يمكن هي ما بتصدقني !!!
فجر : نور ياروحي ..
نور بدون اكتراث : قووول لها ليش سااااكت قول لها اني حتى لو تعافيت هذا ما حيغير شيء من شعورك ، قول لها انك تخاف تفقدها أكثر مني ، قول لها انك طوال الخمس سنوات حبها زاد ما نقص منه شيء ، قول لها انك تحب عيالك بس لانهم منها وانا متأكدة ان من رحمة ربي علي انه مارزقني بأطفال لانك ما راح تحبهم زي رند وزياد وحتى طلال !!! انتو ليش ما بتريحوني ؟؟
فجر : لهالدرجه رجوعنا انا وعبدالله لبعض بيريحك ؟
نور : على الاقل ما راح احس اني خربت بينكم ! وخليت رجوعكم مستحيل .
ظلت فجر صامته للحظات ثم نقلت نظراتها بين عبدالله ونور : اوكِ اللي تشوفيه ، انا موافقه ارجع لعبدالله وانتِ تكملي علاجك بمستشفى ثاني فيه دكتور شااطر ومعروف للاورام .. نور انا ابغاكِ تتعافي ..
ابتسمت نور ودموعها تهل على خديها : ما يهم ، المهم اني حتى لو مت عبدالله ما حيحس بالوِحده .
عندما حان موعد الجرعة خرج الاثنان من الغرفة بطلب من الممرضه لترتاح نور بعدها ..
وبعد لحظات قليله من الصمت وفجر شاردة الذهن قال عبدالله : انتِ فعلاً موافقه ولا تسكتيها ؟
فجر نظرت إليه : ليش ؟ هو انت سحبت كلامك ؟
عبدالله : لا طبعاً بس اتأكد .
فجر : انا كنت افكر كيف اقولها لك بشكل مباشر بس ما عرفت .. وحسيتها فرصة عشان اقولك اني موافقه نرجع بس انت اللي حتفاتح رند وزياد بالموضوع لو سمحت يعني !

لا أستطيع ان اصف لكم تعابير وجهي انا وزياد عندما أخبرنا والدنا بقراره هو وامي بالعودة إلى بعضهما البعض , الإبتسامة الواااااسعة والصدمه في آن واحد .. كانت فرحتنا غـــامرة جداً , والحقيقه اننا نسينا في لحظتها أمر نور , رنـد : أخيــــــراً أخيــــــراً أخيــــــــراً تحقق حلمي .
زياد : كان من زماااان طيب ليــــش استنيتوا 5 سنين ؟
رند : لحظة احس ان عقلي متوقف مو قادرة استوعب , يــــس اخيراً الحمدلله .
ذهبت كالمجنونه لمعانقة والدتي وانا أصفق بحماس وابكي ثم قبّلت والدي , كانت تصرفاتي غبيـه لكن لم أجد طريقه مناسبه أعبّر فيها عن فرحتي بهذا الخبر ..
رند : لحظـــة لحظـــــة دحين انا حتزوج وزياد حيتزوج وانتم كمان ياسلام سنة الأفراح .
زياد : متى راح تعقدوا ؟
رند : ايش رايكم تسوو زواجكم معايا ؟ عادي حسمحلكم بس زياد لا .
فجر : روحي عني قال زواج قال راح نعقد وبس ونحتفل حفلة صغيرة بيننا .
رند : حتى انا وزياد مو معزومين ؟
زياد : والله لأنشبلكم حتى لو ماعزمتوني .
فجر : انتو ليش اغبياء ؟ قلتلكم بيننا يعني انا وانتو وابوكم !
رند : ســـوري من الفرحة طار عقلي .
زاد كرر سؤاله : متى متى حتعقدوا ؟
عبدالله : ان شاء الله بالمغرب بعد بكرة .

*****

لحظة لنعد قبل ذلك إلى النرويج ..
في اليوم الذي يسبق موعد رحلة روان ..
صباحاً ..
نزل من الدرج .. لكنه قبل أن يضع قدمه على الأرض رأى روان تقف امام خالد تتحدث إليه .. لم يكن يستطيع سماع ما تقوله روان لكنها ما لبثت كثيراً حتى ذهب خالد وذهبت خلفه مغادريْن من الفيلا ..
عقد رعد حاجبيه وما كان منه إلا أن نظر حوله ليجد والدته ووالده يشربان الشاي بالخارج امام المسبح ، وفي الجهه المقابلة في الصالة تجلس سما بمفردها ..
ابتسم وهو يتجه إلى سما : صباح الخير عالحلوين .
سما : صباح النور يا ماما ، صح النوم .
رعد : صح بدنك ، فطرتوا ؟
سما : لالا لسه بس الظاهر امك وابوك فطروا .
رعد سكت للحظات بينما سما عادت تقلب في صفحات المجلة التي بيدها : ايش تقرئي ؟
سما : ما اقرأ قاعدة اتفرج على تصاميم الشتا الجاي .
رعد : سلطان وبيان ما قاموا ؟
سما : سلطان خرج ، بس بيان الظاهر ما صحيت .
رعد سكت بتردد .
وضعت سما المجلة بجانبها ونظرت إليه : ياخي قلبي مو مطاوعني ترجع روان بعد يومين راح تجلس بجدة مع مين !! وكم مرة اكلم المديرة تمدد لها الاجازة وترفض لانها خلاص اخذت 3 اسابيع ..
رعد : هي وين راحت ؟
سما عقدت حاجبها : مين ؟
رعد : روان وين راحت ؟
سما : نايمه اظن ما شفتها .
رعد : بس انا شفتها كانت واقفه برا عند الباب مع خالد وراحت معه ...
سما : غريبة ما انتبهت لها ولا جات كلمتني .
رعد : تعرفي ايش كانت الرسالة اللي جاتها ؟
سما ضحكت بعد ان تذكرت : قصدك رسالة ماثيو ؟
تجهم وجه رعد : ايه .
سما : لا , سألتها بس قالت بتقولي بعدين .
رعد : وانتِ من جد عادي عندك تتعرف عليه او تكون بينها وبين هالماثيو علاقة ؟ تعرفي انه حرام ..
سما : تبغاني اعيد الكلام اللي قلته لميار لك ؟ كنا نستهبل يا رعد .
رعد : بس الرسالة مو استهبال .
سما : بس احنا ماندري ايش المكتوب !
رعد شد على قبضة يده ، وقالت سما : لو فعلاً روان حبته هو او غيره انا ما حوقف بوجهها يارعد ، خليها تتعداك اذا بترتاح نفسيتها هي ، وكمان خليني اقولك ان اثنين من صحباتي اول ما عرفوا انها تطلقت خطبوها وحدة تبغاها لاخوها والثانيه لولدها ، بس انا ما كلمت روان قلت ابغاها ترتاح نفسياً واذا اذا خلصت عدتها على خير بكلمها ....
رعد بصدمة وغضب : كيـــــف تقوليلي هالكلام وانتِ عارفه اني ابغاها ولسه متعلق فيها ، يعني فوق إنك رافضة تكلميها لي وتقنعيها كمان تبغي تفاتحيها تتزوج غيري ؟؟
سما : رعد انا آسفه ، انا مع اللي تختاره روان سواء انت ولا غيرك ، انا ما راح اجبرها ..
رعد : انا ماقلتلك اجبريها انا قلتلك بس كلميها ، سما حرام عليك انا ليل نهار افكر كيف اقنعها وارجّعها عشان انصدم انك اصلاً واقفه ضدي !
سما : رعد افهمني انا مو ضدك ، بالعكس لو روان بترجعلك والله بيكون يوم المنى لي بس هذا مايعني اني حزعل اذا اختارت غيرك ! خليها تمشي في حياتها زي ما مشيت انت .
رعد : وميييين قالك اني مشيت انا بحياتي انا حياتي كلها وقفت بسببها انا ماعاد اعرف انام ولا اقوم زي الخلق ، ولا اعرف افكر بشيء غيرها وتقوليلي مشيت بحياتي !!! سما لا تقوليلها هالكلام لا تكلميها باللي خطبوها ولا تكلميها بشيء ، ولا تعطيها امل بإنك موافقه على اي احد ، لا توقفي معاي بس لا تصيرري ضدي .
سما : بس ....
قام رعد بغضب وغادر المكان ، صعد قاصداً غرفته لكن بيان صادفته بالدرج ، انتبهت على تجهم وجهه وغضبه وتجاهله لها حين قالت باسمه : يا صباااح الخير .
ليقول ببرود : صباح النور .
ثم اكمل الصعود
طرقت الباب ثم دخلت ، لتجده يقف امام نافذة غرفته الكبيرة ، المطله على المسبح ، نظر إليها : هلا بيان ، فيه شيء ؟
بيان : انت اللي فيك شيء ؟
رعد : لا .
اقتربت بيان منه حتى وقفت بجانبه وهي تضع يدها على كتفه : رعد مو على بيان !
رعد تنهد بإستياء ، بيان : قول لي يارعد ايش اللي مضايقك ؟
لم يتحدث ، امسكت بيده ومشت الى ان اجلسته على سريره وجلست بجانبه : تكلم اسمعك .
رعد بعد صمت طويل : أحبّها بس محد راضي يفهم اللي احس فيه يا بيان حتى سما .. ما ابغى روان تفكر بغيري انا ابغاها ، بس سما اشوفها قاعدة تشجعها تروح عني .. بيان والله ضايق خلقي اعرف اني غلطت بحقها واهنتها بس والله اني ندمان واعتذرت بس البنت ما بتسمعني .. انا مو عارف ايش اسوي ! وفوق كذا خلصت عدتها ..
بيان : رعد شيل موضوع العدة من بالك ، دامك تبغاها مرة ، حاول مرة واثنين والف مرة تعتذر وتكلمها لحد ما ترضى .
رعد : حاااولت حاااولت البنت ما بتعطيني مجال ولا فرصة ، وفوق كل هذا سما بتكلمها على اثنين متقدمين لها ، هذا غير هالماثيو اللي معرفينها عليه ، انتم مين مسلطكم علي .
ضحكت بيان بشدة مما جعل رعد يستاء اكثر ، لكنها ظلت تعتذر من بين ضحكاتها قائله : والله مو قصدي اضحك بس مافي شيء بينها وبين ماثيو والله ما شافته غير مرة ياجماعه انتو ليش مكبرين الموضوع ؟
رعد : والرسالة يا بيان ؟؟
بيان : عبرلها فيه عن اعجابه فيها وانه بيتعرف عليها وبس .
رعد بإستهزاء : وبس كأن هذا مايكفي يعني ؟
بيان : رعد حبيبي لا تشوف لا ماثيو ولا غيره عقبه بطريقك ، طالما تبغى روان ، الغي كل الناس اللي بينكم وحاول تكلمها حتى لو رفضت مصيرها تسمعك ..
رعد : بيان انتِ مو فاهمه ...
بيان : لا فاهمه وعارفه اللي صار بينكم ، وادري انك تزوجت عليها بشهر ماشاء الله عليك وجاي بكل وساعة وجه تقول انك تحبها ، بس هذا مو مهم ، المهم انك من جد تحبها يارعد ، واذا من جد تحبها حاااااااول لا توقف .
ظل رعد صامتاً في حيرةٍ من امره ، لتقول بيان : رعد انا خالد قاطعني 8 شهور لعلمك يعني او بالاصح ماكانت مقاطعة بس ما اعرف اوصفها لك ، علافتنا صارت باردة رسمية غريبة مرة ..
رعد بصدمة : وين متى ؟
بيان : امم يمكن قبل ثلاثه او اربعة شهور بس تصالحنا ..
رعد : كنتم متقاطعين حتى وانتِ فاقدة ذاكرتك يعني ؟
بيان : امم لا وقتها هو كان زعلان مني بس انا كنت فاقدة ذاكرتي ما اعرف عن اللي صار بيننا لكن كانت علاقته فيني رسميه لدرجة اني ما كنت ادري انه زوجي !
رعد : ايش السبب ؟
اخذت بيان تسردله ماحصل بإختصار ، وكيف انها عانت مع خالد بعد عودة ذاكرتها ، وكيف انها كانت خائفة من انقلاب مشاعر خالد نحوها .. ثم ختمت كلامها مبتسمه : بس كل هذا رااح وصار ذكرى وشوفنا رجعنا ..
رعد : ما اعرف يا بيان ، ماني مستوعب هرجتك وماني متأكد اذا كانت روان تحبني لدرجة انها ممكن تسامحني وتتغاضى عن اللي صار .
بيان : اذا عالحب ! تحبك ، بس حاول فيها صدقني بتلييين .. احنا مشاعرنا مرهفه عاد .
ضحك رعد ثم تجهم من جديد : هي قالتلك شيء عني ؟
بيان : دايماً تلمح انها مو قادرة تنساك بس .
رعد : يا بيان والله العظيم اعشقها بس ابغاها تعطيني فرصة والله كل اللي صار حتنساه .
بيان : هذا الكلام تقوله لها مو لي .
رعد بخيبه : اخاف اني تأخرت ، هي قالتلك ايش كان مكتوب بالرسالة ؟
بيان : ايوه بس يعني قالت ان ماثيو قال انها عجبته وانه يبغى يتعرف عليها اذا ما كانت مرتبطه وحط رقمه اذا حبت ترد عليه .
رعد بقلق : وردت ؟
بيان : ما اعرف .
رعد وهو يهذي : اكيد ردت ولا ايش كانت تبغى من خالد ، اكيد كانت تبغاه يوصل رسالتها لماثيو ، يااااااا الله .
بيان : شدخل خالد !!
قام رعد بتوتر وهو يمشي بالغرفة بلا هدف بأفكار متضاربه : انتِ متأكدة انها ما قالتلك ايش رأيها بالموضوع ؟


على شاطئ البحر ، تجلس وهي تتأمل امتداد البحر ، بشرود .. ستعود غداً إلى جدة لتواصل حياتها من جديد ، ستعود لتبدأ مرحلتها الدراسية الأخيرة في مدرسة جديدة مجدداً ..
ستكرر الأمر مرة أخرى ، تحاول خلق صداقات جديدة ، ينتابها القلق حيال الأمر .. وحيال المستقبل .
تنهدت ثم تمددت على الرمل تنظر إلى السماء ، كلما شعرت أن افكارها بدأت تترتب يبعثرها رعد من جديد ..
قامت وقعدت مجدداً لاتدري كم مضى من الوقت وهي هنا بمفردها على الشاطئ .. قامت وهي تنفض الرمال عن ردائها ...
بمجرد ان عادت إلى الفيلا وجدت الجميع ، مشت سما إليها : وين كنتِ ؟
روان : صباح الخير .
سما : صباح النور ، وين كنتِ ؟
روان : رحت امشي عالشاطئ ، ليش فيه شيء ؟
سما : لا بس خوفتيني عليك اتصلت عليك مارديتي ..
روان : جوالي بالغرفة ما اخذته ...
مرت ميار وهي ترمقها بنظرات استحقار ، لكن روان حاولت الا تكترث ، وقالت : انا بطلع انام ، ما اخذت كفايتي بالنوم ، لاتصحوني عالغدا ..
صعدت وبمجرد ان مرت من الطابق الذي فيه غرفة رعد ، صادف صعودها خروج رعد وبيان من الغرفة : رواااااان .
توقفت عندما سمعت نداء بيان لها واستدارت : هلا بيان .
بيان بإبتسامه : ما خليتينا نشوفك عالفطور !
روان : فطرت قبلكم ..
بيان : كأنك صايرة تتغلي علينا ؟ ولا لا يكون بتعاقبينا قبل ماترجعي لجدة ! روان : والله حشتاقلك انتِ وماريا .
بيان مسحت على عضد روان : يا عمري والله وانا حشتاقلك ، بس ان شاء الله ما حطول واجي جدة بعد نفاسي ، ماعلينا كنت بسألك (اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لرعد ثم نظرت إلى روان مجدداً) ايش رديتي على ماثيو ؟
روان هزت كتفها بلا مبالاة : مارديت .
بيان : ليش ؟
روان : انتو ماخذين الموضوع بجديه زااايده ، وانا عني مالي خلق اعطي الموضوع اهميه وبعدين ماني فاهمه وجهة نظر ماثيو هل هو يتوقع اني حوافق ادخل معه بعلاقة ونشوف اذا نناسب بعض او لأ ، او هل حتجاهل اختلاف عاداتنا وحياتنا ودياناتنا وكل شيء واعطيه فرصه ؟ (ثم اكملت بلهجه غريبة) الواحد ماله خلق يدخل بعلاقة نسبة فشلها اعلى من نجاحها محد له خلق يحزن مرتين .
بيان مسحت على خدها برقه : ياروحي .
روان : انا حطلع انام وقلت لماما اني ما بتغدى معاكم ، معليش .
بيان : مو مشكله بس العشا غصباً عنك تكوني موجودة عاد بكرة حتروحي ف على الاقل تعشي وافطري الصباح معانا .
روان : ان شاء الله ..
غادرت روان بينما نظرت بيان لرعد الذي تنهد براحه : ارتحت ؟ كلمها .



قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .


حُرّر يوم الأربعاء الموافق :
10-11-1441هجري
1-7-2020ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 04:27 AM   #88

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

//

تنويه بالنسبة لحكم الرضاعة اللي ذكرته سابقاً كان فيه خطأ بهالجزئية
" تنفست رحمه بعمق : يعني يا روحي انت ورشاد بنفس العمر طيب ؟ اذا فجر وقتها رضعت رشاد .. انت ورند راح تكونوا اخوان رشاد بس لأن طلال أكبر منك ف هو ماراح يعتبر أخوه .. "
التصحيح : جميع ابناء الام المرضعة راح يكونوا اخوان الطفل اللي رضعته من كبيرهم لصغيرهم "
بمعنى اذا فجر هي اللي رضعت رشاد راح يكون حتى طلال اخو رشاد مو بس رند وزياد


الفصل الواحد والعشرون
البارت الأول

اغلقت ستائر الغرفة بعد ان بدلت ملابسها وعندما همّت بإغلاق الاضاءة طُرق الباب ..
روان : تفضل ..
فتح الباب ببطء ثم ظهر هو من خلف الباب قائلاً : مابزعجك بس بكلمك .
تنهدت : لسه مصرّ !
ظل صامتاً ، روان : رعد خلاص والله خلاص اقطع املك فيّا لأني من جد ماعاد ليّا نفس انسى او اتغاضى عن شيء ..
رعد : بس انا لسه أحبّك .
روان : انت ايش تعرف بالحب غير هالكلمه ؟ ولاااا شيء .. انت لا عرفت تحبني ولا عرفت تحب سهام انت اصلاً ماتدري انت ايش تبغى !!
رعد : لا والله اني أحبّك واعرف ايش ابغى .. اعرف اني أبغى ابررلك اللي صار واشرحلك يمكن تفهميني .. روان بس اسمعيني ..
روان : ايش اللي راح يتغير برأيك اذا سمعتك ؟
رعد : بتفهميني انا عارف واكيد حتعذريني ..
روان زفرت بضيق : حسمعك وحنتناقش بالموضوع وحتبررلي كل شيء بس بعدها راح نقفل على هالموضوع نهائياً سواء رضيت انا او لا ، هذي حتكون اخر مرة بيننا يا رعد ، اتفقنا ؟
جلس صامتاً للحظات طويلة : تكلم ليش ساكت ؟
رعد : ايش اللي بتعرفيه ؟
روان : ولا شيء انت قلت بتبرر يعني انت اللي عندك شيء تبرره .
رعد : انا اسف على كلامي والله ما كنت اقصد منه ولااااحرف بس انتِ استفزيتيني .
ضحكت : كمل ..
رعد عقد حاجبه : وبالنسبة لزواجي من سهام صار بسرعة .. انا ما فكرت فيه ولا كان قصدي ، واصلاً علاقتنا كانت منتهيه انا ما رجعت شفتها الا لما انتِ خليتيها تصمم الغرفة اللي ف بيتنا ، وعطيتيها رقمي من يومها هي ما بطلت تكلمني .. انا والله ما كنت اخونك ولا كنت باني زواجنا على علاقة ما انتهت هي والله انتهت بس انتِ رجعتيها .
روان : ماني فاهمه انت جالس تبررلي ولا جالس تغلطني وتطلع نفسك المظلوم المسكين وانا اللي خربت زواجنا ؟؟ يا سبحان الله بس ماكان قصدك تغلط علي بالكلام ولا كان قصدك تتزوج سهام بس سبحان الله مظلووووم انت الشيطان اللي اغواك وروان اللي ساعدت شياطينك صح ؟ هذا اللي تبغى توصل لي هو ؟؟؟
رعد : روان ...
قاطعته غاضبه : اذا هذي تبريراتك اطلع برا ولا عاد ابغى اسمع منك ولا تبرير ، انا غلطانه اصلاً لاني فكرت اسمعك .
رعد : روان لحظه والله يخونني التعبير اصبري .
روان : أيــــش ايش بتقول زيادة ؟؟؟
رعد : ولاااا شيء ما عاد بقول شيء بس يرحم امك افهمي اني أحبّك .
روان : شكـــــــراً على حبك اللي ياليتك وفرته ، اطلع برا خليني انام لاني من جد مو طايقتك ، رعد انا ما اعرف كيف حبيتك بيوم اصلاً .. لما تعرف كيف تواجه اغلاطك وتعترف فيها اصلاً وقتها نتكلم يارعد ...
وقف وهو يشد على قبضة يده ، يخونه التعبير دائماً في اشد مواقفه ولا يعلم الآن ما الذي يستطيع قوله ليرقّع الشق الذي احدثه اكثر .. زفر بضيق هامساً : كان اسهل لو تقدري تشوفي قلبي بنفسك وما اضطر اصفصف الكلام عشان اقنعك وانا فاااشل ما اعرف اعبر ، بس والله اني قاعد احااااول وانا ما بخسرك اكثر من كذا ، ينفع اطلبك تستخيري قبل ما تاخذي قرار ..
روان : استخير بإيش ؟ اننا نرجع ؟ يارعد الموضوع خالص وعدتي مخلصه وانا لايمكن ارجع استخير بشخص كسرني تفهم ايش يعني كسرني ؟ (اجتمعت الدموع بعينيها) كان اسهل لو بس .... مافي شيء سهل علي والله ، انا عجزانه احدد ايش اللي جرحني اكثر زواجك علي وانا لسه عروسه ولا اهانتك لي ولا معايرتك ولا ايش بالضبط ، انت ماقصرت عطيتني بكج كامل من الاغلاط مرة وحدة ، رعد خلاص والله انا تعبت انا استاهل واحد احسن منك واحد يقدرني ويحبني نفس ما حبيتك واكثر ، استاهل واحد يشوف عيوبي ويعرف انها عيوب بس يحبها ويتقبلها ، استاهل ارتاح .. انا اسفه بس هذا اخر شيء اقدر اقوله لك ..
نظر إلى عينيها لعله يكذّب مايسمعه لعلّه يرى منها نظرات تثبت له أنها ما زاالت تحبّه .. لكنها اشاحت عنه تمسح دموعها : خلاص اطلع انا ابغى انام .
شد على قبضته أكثر وخرج من الغرفة ليصارع حسرته على ما فرط .. وتصارع هي رغبتها في البكاء حتى تنام

صباحاً
بعد ان ودّعت الجميع وعانقت ماريا بحب : والله حشتاااااااقلك انتِ اكثر وحده ، قلبي مو مطاوعني اروح واخليــــــك بس مامتك ما سمحتلي احطك بالشنطه وارجعك وانا مرة حزينه لأني ما حشوفك الا لما تجونا جدة ..
دست انفها في ملابس الطفله وهي تستنشق رائحتها بعمق : ااااه احبّك مرة .
قبّلتها ثم اعادتها لبيان التي قالت : قوليلها مع السلامه روني حتى انتِ حتوحشيناا .
همست سما لسلطان : رعد وين ؟ ما حيوصلها هو ؟
سلطان : مدري عنه ارسلت الخدامه روح تشوفه اذا بغرفته تناديه ..
حينها نظرت روان إليهم : انت حتوصلني صح ؟
سما بسرعة : رعد قال بيوصلك ..
كادت ان تتحدث لكن سبقها صوته البارد القادم من فوق الدرج وهو ينزل بخطوات ثقيله يقول : خلو سلطان يوصلها انا تعبااااااان مالي خلق اركز بالطريق ..
روان بغيظ : عادي سلطان لو ما تبغى بآخذ اوبر !!
سلطان : لاااا مو ما ابغى بس هو كان بيوصلك .
رعد بإستفزاز : انا ما قلت انتو اللي قلتولي وصلها .
سما : رعد !!
روان امسكت بحقيبتها تجرها قائله : عموماً بستنى برا وانتو تهاوشوا براحتكم .
خرجت روان بينما نظر الجميع إلى رعد بغيظ ، ليقول هو ببرود : مو غصب !
بيان : يااااا معتوه مو قلت تبغى تكلمها وقلنالك خلاص وصلها يمكن ترضى تسمعك !
رعد : تكلمنا ، وراسها يااابس وما بتغيّر رأيها ، خلاص عاد ما بذل نفسي زيادة البنت ما تبغاني ، ما حجبرها تسمعني كذا !
سما بغيظ : هيّا لاااا اسمعك تجي تقول لي اكلمها لك .
في الطريق ..
الصمت سيد الموقف .. إلى أن تحدث قائلاً : اشبك ساكته ؟
روان : ماعندي شيء اقوله .
سلطان : طيب اشبك مو رايقه ؟
روان : مدري احسك مغصوب توديني المطار .
سلطان : عيب عليك مو مغصوب ولا شيء بس والله كان على اساس رعد يوديك ..
روان : ليش شمعنى رعد ؟ هو اللي قال بنفسه يبغى يوصلني ؟؟ ولا انتو الا غصب بتخلونا مع بعض ؟
سلطان : قبل ما اجاوبك قوليلي انتو تكلمتوا بشيء ؟
روان : كلمني امس ..
سلطان : ايش قالك ؟
روان : ولا شيء مهم .. انا ما ابغاه ما ابغى ارجع له ، عدتي خلصت وانا طاب خاطري خلاص مالي نفس اكرر اغلاطي .
سلطان : افااا تعتبري رعد غلطه .
روان : ما ادري بس ما كان اختيار صحيح بالنهايه .
سلطان : والله ما ادري ايش اقولك بس انتِ حره .

ولم أجنِ ذنباً غيرَ أني ذو هوىً
وأنكَ لي دونَ الأنامِ محببُ
وقالوا ستنسى إن تباعدَ بيننا
فيا ليتَ داري من دياركَ تقربُ
ويا ويلنا إن بتُّ أستعطفُ الهوى
وبتَّ على حكمِ الهوى تتجنَّبُ
وإنكَ لو ابصرتَ ما بينَ أضلعي
لأبصرتَ قلبي في لظىً يتقلبُ

\\

بمجرد مجيئه اشاحت وجهها عنه بكرهه , ولم تفته نظرتها هذه , جلس بجانبها وهو يهمس مبتسماً : كذا تخليني انا وبنتي ننام بدونك ؟
هي بجفاء : وايش صار يعني نقص منك شيء ؟
خالد بحالميه ساخره : نقص قلبي ..
زفرت بقوة وهي تحاول كبح إبتسامتها لكنها قالت : أحسن خلي هبالتك تنفعك .
جلس سلطان امامهما بعد عودته وهو يرى العبوس بوجه بيان : خير مزعل اختي ؟
خالد : اختك زعوله بدون شيء .
بيان : اسكت انت السبب .
سلطان : افاااا انا السبب وش سويت ؟
اشاحت عنه هو الآخر بكرهه أكبر , ضحك سلطان : لا يكـــــــون عشان ..
بيان قطعت كلامه وهي تقوم غاضبه : خلاص عاد .

بالأمس ليلاً ..
ضحك خالد وسكت للحظات ثم قال : مين هاني يا بيان ؟
بيان : مين هاني ؟؟ اها ايوة اللي قال عنه سلطان .. هذا ولد جيراننا صاحب سلطان ...
خالد : و ؟
بيان : و بس .
خالد : احنا حنستعبط ؟
بيان : لا والله يعني ...
قاطعها خالد : ايش هرجة الرسايل ؟
ببان : ولا حاجه سلطان يستهبل .
ظل ينظر إليها بقلة صبر : بيااان !!
بيان : حبيبي ايش بيذكرني اذا انا اخر مرة شفت هاني يمكن قبل 12 او 13 سنه ..
خالد : وليش ما تبغي تقولي ؟
بيان : لانه مو شيء مهم .
خالد : اوك بس انا بعرف .
بيان : مو لازم والله يعني حاجه قديمه و.... خاالد والله هباله مو شيء مهم وانا ما ابغى اضايقك .
خالد : طيب طالما شيء قديم ومو مهم ليش تتوقعي انك لو قلتيلي حتضايق ؟
بيان : اكيد بتتضايق اذا قلتلك مثلاً كان يعجبني ...
اكمل خالد : وترسليله رسايل ويرد عليك برسايل مااااشاء الله .
بيان : خاالد والله من زمااان كنت مراهقه يعني وبعدين مرت اكثر من 10 سنوات اكيد ما حتزعل صح ؟ ما يزعل لانه شي، قديم ..
خالد بتهكم : صح ما يزعل ولا يضايق عادي ايش يعني حبيتي واحد وتواصلتوا بالرسايل !! مافيها حاجه .
بيان : لاتستهبل خالد والله مايزعل يعني انت لو قلتلي انك حبيت وحدة وانت مراهق ما حزعل .
خالد : لا والله انهم كانوا ثلاثه مو وحده .
بردت ملامحها وهي تنظر إليه : ثلاثة ايش ؟
خالد : يعني حبيت ثلاثه خلال مسيرتي الحياتيه مو وحدة ..
بيان : انا الثالثه ؟
خالد : انتِ ما حسبتك لو حسبتك بتكوني الرابعة .
بيان : قول إنك تمزح لأن مالي خلق ...
قاطعها : لا والله إني صادق (قرد اصابعه هو يعدد) بيلسان , ووعد , وأريج
بيان : ومتذكر أسماءهم !
خالد : انِ مانسيتي اسم هاني , عادي يعني هما فترة بحياتي كيف أنساهم .
وبعد وقت قصير من الجدال اشاحت عنه ودموعها تهل على وجنتيها قائلة بغضب : انقلع عني .
ضحك قائلاً : ما يزعل لان من زمان يعني كنت مراااااهق .
بكت اكثر : اصلاً واااضح حبـــــــــك بريااال وكذااااااب ومالك اماان ، ولا من وين لك قلب تحب اكثر من مرة .
خالد بإستفزاز اكبر : صحيح انا حبيت الاولى اكثر بعدين حبيت بعدها عشان انساها ..
رصت على اسنانها بغيظ : وانـــــــااااا برضو عشان تنساها ؟؟
خالد : انتِ مالك دخل احنا جالسين نتكلم عن حب المراهقه اللي ما يزعل .
ظلت تنظر إليه بنظرات حاقده جداً ، لم يتمالك ضحكته قائلاً : دحين انتِ مو قلتي مايزعل ؟ ليش تبكي ؟
قامت عنه : مستفز .
خرجت من الغرفة وتركته هو وابنته النائمه على السرير ، ولم تعد أبداً ..

*****

في يوم عقد القران ..
على الرغم من أننا لم نقم بدعوة أيّ أحد إلا أن التوتر كان مسيطر جداً على والدتي .. تدور بالمنزل كالنحله خشية أن تكون قد نسيت شيئاً ، أنّى لها ان تنسى وهي قد اعدت قائمه بطولي كتبت فيه ما تحتاج ونسختها عدة نسخ وضعت نسخه في المطبخ لتراها العاملات ، ونسخه عند مدخل المنزل لكي تراها هي ، واعطتني انا نسخه وزياد نسخة لكي نراجع ما احضروه وما بقي من القائمه ..
وللمرة الخامسة والاربعون تنظر إليّ لتسألني : شكلي كيف ؟
رند : والله يا ماما حلووووة حلوة حلوة وبابا بيموت عندك ويتحسف على كل دقيقه راحت بدونك خلااااااص .
اغمضت فجر عينيها بقوة وهي تتنفس الصعداء : تأخروا ..
رند : لسه بدري دوبه المغرب اذن .
فجر : دقي دقي على زياد شوفي هما فين واصلين .
رند : طيب بس يخلصوا الصلاة بتصل .
قامت فجر مجدداً واتصلت على السائق لتسأله عن الكعكه التي طلبت منه احضارها ..
اما رند اغمضت عينيها فجأة عندما شمّت رائحه مألوفه لكنها بدأت تستنشقها بلهفه .. قامت وهي تبحث عن مصدر الرائحة حتى وصلت إلى المطبخ وتحديداً القدر الذي كان يغلي على النار وبقلبه القهوة العربية ، ظلت واقفه بجانب القدر تستنشق رائحة القهوة العربيه بتلذذ ولهفه .. لم تلبث كثيراً حتى بدأت تبحث عن شيء ما ، لتسألها فتحيه : عاوزه حاقه يا رند ؟
رند : وين حاطين الهيل ؟
فتحيه : عاوزه الهيل المطحون ولا ال..
قاطعتها رند : اي شيء .
فتحت فتحيه احدى ارفف التخزين واخرجت علبة انيقه خاصه بالهيل ومدته لرند ..
اخذته رند من يدها بسرعة وفتحت العلبة وهي تتناول حبات الهيل هكذا مما جعل فنحيه تنظر إليها بذهول : بتعملي إيه ؟ دا ما بيتأكلش كده !!
لكن رند لم تكن تستمع لما تقول بل ظلت تتناول الحبات واحدة تلو الأخرى وتعلكها بتلذذ وشغف غريب : القهوة جهزت ؟
فتحيه : لسه شويه كمان وحتجهز ، عاوزه منها ؟
رند : ايوة بس لا تحطيلي بفنجان صغير ابغى بكوب .. بطلع اصلي خلي اي وحدة تجيبه لغرفتي اذا جهز .
فتحيه : من عينيا بس ما تسيبي الهيل دا كده اصلو كترتوا هتسببلك حرقان .
اخذت مجموعة من حبات الهيل بيدها ثم اغلقت العلبة : حااااااضر .
بعد ربع ساعة نزلت رند بكوب القهوة لتستقبل والدها ، عانقته بفرحه غااامره : مو مصدقه اني خلاص حشوفك على طول .
والدها : يا عيوني انتِ ، وين امك ؟
رند : مدري يمكن بغرفتها ...
والدها : طيب ناديها على ما نضيف الملّاك .
بعد ان تم عقد قران والدي على والدتي واقترنت الروح بالروح مجدداً بعد هذه السنوات ، لا حرف من الثمانية والعشرون حرفاً ولا كلمه ولا عباره استطيع ان اعبر فيها عن الفرحه التي زارتنا هذه الليلة .. لأول مرة ارى فيها هذه الملامح تعتلي وجه والدتي منذ مدة طويييلة .. فرحه وارتباك وبهجه .. بريق وتوهج غريب .. لم يكن والدي اقل حالاً منها ، كان الامر برمته غريب فعلاً لكن جميل .. بالطبع قمنا بإلتقاط عدة صور لنا جميعاً التقطتها لنا الفوتوغرافيه الشهيرة التي احضرتها والدتي لتوثيق هذه اللحظات .. ثم بعد ذلك قامت الفوتوغرافيه بتصوير والدتي ووالدي على انفراد بعدة طرق ، وهما يرتديان الدبل ، وهما يقطعان الكعكه ، وعدة صور أخرى بينما انا وزياد نراقب فقط .. هو يأكل من المعجنات التي امامه وانا احتضن دلة القهوة ..
وبدون مبالغة شربت كوب ودلة كاملة من القهوة لكنني لا استطيع التوقف ..
نظرت إليّ والدتي عندما قال زياد : خلااااااص عاد هذا عاشر فنجان وفوق كذا ما تبغيني اشرب !!!
رند احتضنت الدلة اكثر عاقدة حاجبيها : خلي فنحيه تعطيك دلة ثانيه هذي حقتي .
زياد : يا بنت بلا طمع فنجان واحد بس .
رند : اشرب شاهي وخلي القهوة ليّا بليــــــــــــــــز .
زياد : بنـــــت ابغى قــــــهوة .
رند بإصرار : لا يا زيااااد خذ من فتحيه خلي هذي لي .
زياد قام وهو يسحب دلة القهوة من بين يديها : مع نفســـــــــك .
لكن الصدمه عندما بكت رند ساخطه : اشبــــــــــك ؟؟؟ ليش حاط عينك على قهووووتي كأن مافي في المطبخ غيرها ! ولا بس بتنكد علـــــــي والله لا يجيك مغص يا كلــــــب .
زياد : سلاااااامات رند ! كل ذي العصبية عشان قهوة !
رند : واذا ممممرة مستهين بالسبب كذا ليش ناشبـــــــلي ؟ غبــــــــــــــي
زياد وضع الدلة بكره : خــــــذي اهوه يا بكايه .
رند بسخط اكبر : كـــــــــــــل تبــــــــــــــــن ماعااااد ابــــــــــــغى .
تركتهم وغادرت المكان وسط نداءات والدي واستغرابهم من غضبي الغير منطقي على دلة قهوة !
ليلاً بعدما انتهت الخادمات من توضيب المكان وإعادته لما كان عليه ورند الت نزلت مجدداً لتشرب القهوة التي حضّرتها فتحيه للمرة الثالثه
فجر وهي تجلس : انتِ حامل ؟
شرقت بالقهوة واختنقت .. ربتت فجر على ظهرها بخفه : بسم الله اشربي اشربي مويه .
وعندما هدأت كررت فجر سؤالها رند : لا مو حامل .
فجر بشك : رند !
رند قامت بتوتر : لا ليش تقولي كذا ؟ اكيد لا .
فجر : تراني حملت 3 مرات بحياتي واعرف اعراض الحمل .. رند لا تخبي علي .. طيب ليش قدمتوا موعد الزواج ولا لايكون حسبالك عذر مقنع انكم تبوا الزواج بيوم ميلاده ؟
سكتت رند للحظات ثم قالت : مدري هو قدمه .
فجر : رنووووود اخلصي حامل ولا لا ؟
رند بتردد : اذا كان الجواب ايوة ايش بتكون ردة فعلك ؟
فجر : من متى ؟؟؟؟ كم صارلك ؟ ليــــــــــش ما تكلمتي وساااكته ؟
رند : والله والله اعرف بتعصبي بس مووو بيدي والله ومااا صارليي شهر حتى ..
فجر بتجهم : الــــــف مــــــــرة اقــــــولك حاااسبي على نفسسك يارند ليش ما تسمعي عاااجبك كدا يعني ؟ تروح ايام ملكتك وزواجك نفس الشيء ماتفرق ؟؟؟ لا وتروح كمان بالوحام لا انتِ اللي حتتهني بفترة الملكة ولا اول شهور زواجك ، ومااا بيمديك تستوعبي انك بحياة جديدة الا وانتِ والده .
رند بإستياء : ما كنت متوقعه ...
قاطعتها فجر غاضبه : لا ياااااشيخه ؟؟؟؟ وايش كنتِ متوقعه يعني !!!! رند يااااا رند من هنااا ليوم الزواج ما تقابلي رشاد ابداً ، لا طلعات ولا زيارات فاااهمه ؟
رند : بسسس ...
فجر : لا بس ولا شيء خلاص اهجدي مو باقي على زواجك الا شوي خلاص لاعاد تتقابلوا لاتخليه يتعود عليك بدري طالما اصلاً ما حيكون يومكم الاول مميز .
سكتت رند وتساءلت فجر : يدري انك حامل صح ؟
رند : ايوه .
فجر : ايش قالك ؟
رند : ولا حاجه هو اللي اقترح نقدم الزواج ..
فجر : ايش اقولك بس !!! انتِ عاجبك يعني ؟ متقبله انك كلها كم شهر وتصيري ماما ؟ وانتِ لسه تدرسي ؟ مافكرتي كيف حتربي ؟ رند انا كان نفسي تاخدي قرار الحمل والولادة وانتِ جاهزة نفسياً لفكرة الامومة عشان ما تظلمي نفسك ولا النونو ..
رند : ماما قلتلك ما توقعت بس انا مو زعلانه (ثم اكملت بإبتسامه) وانتِ معايا حتساعديني صح ؟
فجر ساخره : لا طبعاً انا مو راضيه لأنك ماااا اخذتي رأيي اذا مستعدة اصير جده او لا ، انــــــااا صغيرة ليش بتكبريني !!!!
نظرت رند بإستياء الى فجر التي اكملت بتهكم : ايش ؟ قلت شيء غلط لا سمح الله ؟
رند انزلت عينيها وزفرت بضيق : مو جاهزة ، وخايفه ، وخفت اقولك لأني توقعت ردة فعلك وادري حتعصبي ، اعرف اني غلطانه بس ما كنت حاسبه حساب الحمل وبعدين والله ماا عدناها .. وانا ماكنت مبسوطه يعني بالحمل بس ايش اسوي ؟ ما ابغى احاول اجهضه ما ابغى اأذيه ورشاد عادي رحّب بالفكرة طمني شوي بس انا لسه خااااايفه ، ما بكذب عليك , انا متوترة ومشتتته ومو قادرة اجمع افكاري ، ماما الله يخليك انا اعرف اني غلطااانه بس لا تخليني لوحدي ، انا احتاجك اكتر من اي وقت راح ، انا مو عارفه اسوي شيء ولا ادري ايش احتاج ..
علمت ان كلام رند ليس إلا محاولة استعطاف لكي تفلت من التوبيخ ، امالت شفتيها قائلة : روحي روحي بس عن وجهي لكني عند كلامي يا رند ما حتشووفي رشاد الا بيوم الزواج ..
رند : مااام...
قاطعتها : ولاااا كلمه ..

صراحه كانت ردة فعل والدتي اقل من المتوقع لا اعلم لمَ ؟ لكن لم ألاحظ سوى شعورها بالخيبه وليس الغضب وحتى أنني شعرت وكأنها تحاول كظم عتبها بتعليقاتها التهكميه تلك هذا ما اثار استغرابي وتساؤلاتي ، لمَ تحاول كظم انفعالها تجاهي ؟

* للعلم رند ما تعرف قصة حمل امها بطلال ، بس زياد اللي يعرف ..

مرت الأيام ظننا ان والدتي ستسافر برفقة والدي لقضاء شهر العسل خارج السعودية ، لكن فهمنا بعدها انهما اتفقا على ان يسافرا برفقة نور إلى الخارج للذهاب بها إلى احد اشهر المستشفيات لعلها تستعيد صحتها .. لا يريدان ان تشعر نور بالوحدة او ان قرارها بعودة والدي إلى والدتي كان قراراً خاطئاً منها .. لذا ظلا برفقتها ونقلاها إلى مشفى آخر خارج جدة والسعوديه بأكملها وبالتحديد فلوريدا حيث يقع مستشفى " مايو كلينيك احد افضل مستشفيات العالم لعلاج السرطان " ..

شعرت بشيء من الحزن لأنني سأستعد لحفل زفافي بمفردي على الرغم من توصياتي الكثيرة لوالدتي ان تجلب لي بعض الاشياء من فلوريدا لحفل زفافي الذي لم يبقى عليه إلا القليل جداً من الوقت ..

*****

على طاولة الغداء .. لم تأكل هي ، بل ظلت تُطعم عبدالرحمن : ماما خلاص آخر لقمه عشاني .
مضغ لقمته على مهلٍ منه ينظر إليهما ، لم يتغيّر أيّ شيء بعد اعتذارها ، مازال يشعر بفجوة بينهما او ربما عبدالرحمن هو الذي يقف بينهما .. لا يهم المهم ان هناك مسافة بين قلبيهما .. يشعر بالتهميش جداً .. لكنه بدأ يحاول التعايش مع الأمر لا يريد مضايقة نفسه على شيء يشعر أنه لن يتغيّر أبداً .
حاول المبادرة قائلاً : حبيبتي كيف كان دوامك اليوم ؟
جنى بلا اكتراث : حلو .. خلاص متأكد ماتبغى ؟
عبدالرحمن : لا والله شبعت ..
جنى : طيب ايش نقول ؟
عبدالرحمن : الحمدلله .
ابتسمت جنى : شاطر حبيبي ، يلا اغسل يدك بالصابون وافرش سنونك .
ذهب عبدالرحمن على عجل ، فقرته المفضله اللعب بالصابون اللامع الذي جلبته جنى من ايطاليا له .
حينها بدأت هي بالأكل ثم وكأنها للتو استوعبت وجود رواد ، نظرت إليه : فيه شيء ؟
رواد هز كتفيه بلا مبالاة : لا .. بس سألتك كيف يومك .
جنى : قلتلك حلو .
رواد : ما بتحكيني عنه طيب ؟
جنى : انت تحب اليوميات ؟
رواد : ابغاك تتكلمي بحس انك مهتمه تسرديلي تفاصيل يومك بس .
جنى بتفكير : مدري ما صار شيء مهم .. بس كلهم استغربوا اني قطعت اجازتي وكالعادة بداية الترم يكون متعب عشان الاطفال جديدين ومتعلقين بأهاليهم ويبكوا طوال الوقت ، وبس .
رواد ابتسم : صح ليش ماتكملي اجازتك ؟
جنى : انت قطعت اجازتك انا ليش اكملها واجلس لوحدي بالبيت !!
رواد : عادي لو تبينا نكمل اجازاتنا .
جنى : لا لا بعدين يمكن احتاج اخذ اجازة قدام شوي ..
رواد : براحتك ، اقولك كيف كان يومي ؟
جنى : قول .
رواد : اممم لما رجعت للدوام لقيت كم موظف متغير ، وجاسر يشتكي من النائب ، طلع النائب مغير هيكل الموظفين الظاهر حسباله اني ما حرجع للأبد ، وطردته ، بعدين كلمني مدير الموارد البشرية إننا نوظف بنات عندنا بالمؤسسة انا قلتله براجع الموضوع بعد ما ارجع لكن لما رجعت لقيتهم موظفين كم بنت ، مدري اليوم حسيت الدوام غريب علي ..
جنى : انتو ما كان عندكم موظفات ابداً ؟
رواد : عندنا بالمحلات لكن بالمؤسسه والإدارة لا .
جنى : منقبات ؟
رواد : ما شفتهم بس شفت اسماءهم ..
جنى : يعني مو شرط يكونوا منقبات ؟
رواد : لا طبعاً اهم شيء محتشمات لكن الحجاب والنقاب مانتدخل فيه .
جنى : كم بنت ؟
رواد : يمكن 3 اذا ماخاب ظني او 4 موظفات .
سكتت جنى للحظات ثم قالت : الله يوفقك
رواد قال بفضول : صراحه لمحت وحدة ما اعرف اذا كانت موظفه او من البنات اللي جو للمقابلات الشخصيه ، شدتني (ثم اكمل بضحكه) اذا كل الموظفات بيكونوا زيها عز الله ماغبت ولا يووم .
لم تعلق اكتفت بالصمت وتناول طعامها بهدوء ، رواد وهو يشعر بالغيظ : بشوف الوضع خلال هالاسبوع .. اذا عجبني شغلهم بخلي سكرتيرتي بنت احس إننا بنكون متفاهمين اكثر .
لم يطل سكوتها حتى قالت بتردد : تمشي معك الواسطات ولا لا ؟
عقد رواد حاجبيه : نعم ؟
جنى : يعني لو من جد بتوظف سكرتيره عادي اقترح عليك ساره ؟
تجمدت ملامحه بصدمه ، كان يحاول إثارة غيرتها لكنها فكرت بطريقة مختلفة تماماً ..
رواد : وعادي عندك ؟
جنى : عادي ايش ؟
رواد : تشتغل عندي بنت ؟
جنى : ساره عادي اثق فيها ، بس صراحه هي مخطوبة فما ادري اذا فبالها تتوظف ولا خلاص شالت الفكرة .
رواد تنهد : طيب واذا اي بنت غير ساره ؟
جنى : ليش ؟ انت ما جربت شغل سا ...
قاطعها رواد وهو يقوم من الطاولة بغيظ منها ويزفر بضيق ، ظلت تنظر إليه بضيق هي الأخرى من تصرفه الغير لائق ..
قبل اذان المغرب ..
فتح عينيه على صوت منبهه ، وجدها بجانبه تعبث بهاتفها المنعكس ضوؤه على وجهها ..
غادر الغرفة للحظات ثم عاد مجدداً ، بعد ان انتهى من صلاته .. عاد إلى السرير مجدداً قائلاً بلهجه جافه : صحيني العشا ..
جنى : ليش ؟
رواد : بزور اهلي .
جنى : ما رجعوا ...
قاطعها : تمارا وريان مو عاجبينك !
جنى بضيق : ليش تكلمني كذا ؟
رواد اعطاها ظهره ولم يجبها .. غادرت الغرفة بضيق هامسه : خلي قلة ادبك تصحيك .
استلقت بغرفة عبدالرحمن الذي ظل يلوّن بدفتر تلوينه الخاص : شوفي حلو؟ .
جنى دون ان تنظر : حلو حبيبي فنااان .
عبدالرحمن قام وجلس على السرير بجانبها واضعاً دفتر تلوينه على سريره ، وضع الاقلام ايضاً وقال : لوّني معايا .
جنى : ما فيّا ، انا بنام انت ما بتنام ؟
عبدالرحمن : ماخلصت سباندر مان .
جنى : كمله بكره (فردت ذراعيها لتعانقه) تعال انوّمك .
عبدالرحمن قبّل خدها ونزل من سريره بمراوغه : حبيبتي هادي بوسة النوم انتِ نامي وانا بروح ادس الواني واجي انام طيب ؟
جنى بضحكه : والله ؟ وما اصحى والقاك جالس تلعب في الصاله ؟ ولا تتفرج تلفزيون الين الساعة وحده ؟
عبدالرحمن : لااااااا بس بلعب بالايباد شويه .
ضحكت وهي تحمله الى السرير تداعبه ويضحك وتضحك معه : حبيبي ايش اتفقنا ؟ مو قلنا خلاااص بعد المغرب نوقف ايباد ولعب وتلفزيون ، ونحل واجباتنا ننام ؟
قطع حوارهم صوت رواد : جنى .
لم تجبه ولم تنظر إليه ، ظلت تنظر إلى طفلها بإبتسامه صغيرة : ماعندك واجبات ؟
عبدالرحمن هز رأسه بالنفي .
رواد بغيظ : جنــــــــــى .
جنى : طيب فرّش سنونك ونام ، حستناك هنا .
عبدالرحمن : اغسل يدي بالصابون كمان ؟
جنى : طيب بس لا تخلص الصابون بيومين عااد خلاص قتلت كل الجراثيم .
خرج عبدالرحمن من الغرفة بحماس ، وقعدت جنى ، بمجرد خروج عبدالرحمن قال رواد غاضباً : انادي الجدار انا ؟ ايش ذي الحركات ؟
جنى : لما تعدل اسلوبك ارد عليك .
رواد : لا بس تبغيني انا اعدل اسلوبي وماتشوفي نفسك !
جنى : اناا محترمه نفسي وما اتكلم معاك بأسلوب معفن ، فجأة تعصب وتقوم ماتخليني اكمل كلامي وفجأة تكلمني مدري كيف ، على كيفك انا ؟ إذا ماعجبك كلامي تقدر تناقشني او تقول رأيك مو تخليني وتروح ترضى اسوي فيك كذا ولا اكلمك من طرف خشمي بدون سبب ؟
رواد : انتِ كل يوم تسوي كذا .
جنى اتسعت احداقها بصدمه : كذااااااب ولا عمري سويتها .
رواد : ولما اكلمك وتسفهيني وتكلمي عبدالرحمن كأنك مو سامعتني مو نفس الشيء ؟ كلمتين على بعضها ما اعرف اتكلم معاك .....
قاطعته : لا احسن خليه كمان يشوفنا نتخاصم .
رواد : يوووووووه حتى في بيتي ما اقدر اخذ راحتي كل شيء ممنوع عشان حضرة عبدالرحمن .. شرايك ما اتنفس كمان لا يزيد اكسيد الكربون ولا اخلص الاكسجين بالغلط على ولدك ؟ مو احسن
جنى قامت بغضب : رواد اشبك ؟؟؟
رواد : انتِ اللي اشبك ؟ ما تشوفيني ؟ ماني زوجك ؟ مااااني موجود بحياتك ؟ حتى غيـــــره ماتغاري ؟ ما اهمك لهالدرجه ؟ طيب يختي عالاقل ماتحسي بحب تملّك ؟ ماعندك احساس ؟؟؟؟؟؟
رفعت جنى حاجبيها : اهاااااا انت زعلان على موضوع الموظفات ، كنت تقولها عبااطه يعني !
قطع حوارهم عبدالرحمن عائداً بملابس مبلله : ماما...
رواد : روح خلص الصابون وخذ اللعبة اللي فيها ولا تجي .
تهلل وجهه : والله ؟
جنى : روح .
رواد عاد ينظر إليها وهي تكتم ضحكتها : خير .
جنى : ولا حاجه ، بس كان قلتلي انك قاعد تحاول تستفزني ، لان والله كنت افكر بساره ما انتبهت .
رواد زاد غيظه : غبيه غبيــــــه غبيــــــــــــه .
جنى ضحكت بشدة : والله إنك فاااااااضي .
خرجت من الغرفة قائلة : مو قلت اصحيك العشا ؟ ليش مانمت ؟
رواد بلهجته الجافه : مو شغلك .
جنى امسكت بيده : تعال ..
دخلت الى دارهما واغلقت الباب مبتسمه : اول حااجه لاتتكلم معايا كذا لان ذا الاسلوب كريه ، ثاني حاجه ايش دراااني انك بتعرف اغار او لأ وتزعل ، ثالث حاجه ....
رواد اشاح وجهه عنها عاقداً حاجبيه وكأنه لايريد سماعها .. ادارت وجهه إليها مجدداً : أنا انقهرت شويه لما جلست تلمح ان الموظفه حلوة اذا يهمك تعرف لهالدرجه وحسيت انك قليل ادب لأنك قاعد تقولها بوجهي ، بس لما قلت بتوظف سكرتيره جات فبالي ساره و ..
رواد : تغاري ؟ اذا تغاري يعني تحبيني .
جنى : انا ماقلت اني اكرهك .
رواد : بس انا ما احس إنك تحبيني !
بعد تردد كبير قبّلت خده بسرعة وقالت : أحبّك ..
امسكها من خاصرتها قبل ان تبتعد عنه ببشاشة : والله ؟
جنى بتهكم لتبعد الخجل عنها : دينياً يجوز اكذب عليك بالكلام الحلو .

رواد : عباطتك اليوم مو طبيعيه ، انا ما ابغاك تكذبي !!! تحبيني من جد ولا لا ؟
ضحكت وانزلت رأسها : كيف اعرف اذا انا أحبّك او لأ ؟
رواد : كيف تعرفي انك تحبي عبدالرحمن ؟
جنى : حمني ولدي احبه بالفطره .. بس انت قول لي كيف تعرف انك تحبني ؟
رواد : ياحبك لتخريب الجو .
تركها وهو يبتعد عنها ، لكنها كررت سؤالها بجديه ، رواد : مدري يعني ... لما اشوفك احس إني ابغى أشوفك كل يوم ما اشبع منك .. وأبغى احضنك على طول ، ابغى أقولك إني أحبّك طوال الوقت ، اركز على اتفه شيء منك ، اتضايق إذا تجاهلتيني اتضايق مرة (اكمل بإستياء) مدري يا جنى اذا حبيتي بتفهمي بنفسك .
جنى : طيب يعني أنا ما كذبت ..
رفع رأسه ينظر إليها : تحسي بكل هذا ؟
جنى تنهدت بتوتر ثم قالت : مو انت دايماً تقول لي خذي راحتك معاي ولا تفكري بشيء ! سوي اللي تبغيه بدون تفكير ؟
رواد : ايش دخل ؟
جنى : غمض عيونك .
رواد ابتسم : لا ، خذي راحتك وانا فاتح عيوني مو لازم اغمض .
جنى : روااااد لا توترني .
اغمض عينيه بإبتسامه واسعه ، لكنه سرعان مافتح عينيه عندما شعر بإقترابها منه ، كانت تحاول خطف قبله من شفتيه هذه المرة لكنه اقترب منها بهدوء وبادر بتقبيلها بشغف ، قاطعته قائله : مو قلت بتزور اخوانك !
رواد قرّبها منه مجدداً : بعديــــــــــن .

****

بعد ان انتهت من تنظيف البيت وترتيبه واعداد وجبة العشاء لوالدها .. فتحت الدش ورُش الماء منه منساباً على جسدها بعد أن خلل شعرها براحه ..
ملأت حوض الاستحمام بالماء ثم جلست تسترجع حوارها مع جابر ..
حاول التحدث معها بعد عودتها لكنها لم تجبه ، تشعر أنها لاتود التحدث إليه .. شيء ما تغيّر او ربما انكسر بينهم !! او ربما شعورها بالخوف فجأة من جابر جعلها تمتنع عن الاجابة عليه إلى أن ترتب أفكارها وربما قد تجد عذراً شافياً لما فعل !!
ادخلت نصف وجهها بالماء مغمضة العينين تريد ان تحظى بدقيقه على الاقل دون ان تفكّر فيه وفيما قاله ! فقد أخذ من راحتها وافكارها وقلقها الكثير جداً ..
قالت بعد خروجها من الخلاء و ارتدائها لملابسها : ابوي انا رايحه عند العنود توصيني على شيء ؟
والدها : سلامتك يا بنتي ، شوفيها هي اذا محتاجه حاجه

. //

عند العنود .. اخذت تراقبها وهي تمشي جيئةً وذهاباً : خلاااااص يا سارة اجلسي والله فجرتي راسي ووترتيني من مشيك ذا .
سارة : طيـــــب قوليلي ايش اسسسوي ؟؟ انا ماعاد اقدر افكر زيادة راسي حرفياً حينفجر .
العنود : هو انا قدرت استوعب شيء اصلاً عشان افكر عنك ؟ بس بقولك اللي فهمته ، امه وابوه ماتوا غدر مقتولين يعني والطب الشرعي اثبت ان امه تعرضت للإغتصاب قبل ما تموت ، فوق هذا جابر عرف القاتل وتستر عليه لانه احتاجه .... طيب ايش كانت حاجته اصلاً ؟
ساره : ما رضي يقول .. بس هل تشوفي هذا عذر كافي عشان يتجاهل دم اهله وعرضهم ويتستر على القاتل ..
سكتت عنود للحظات تفكر ثم تنهدت : ما ادري يا سارة كيف نحكم على ناس ماعشنا شعورهم ولا ندري بإيش مرّوا ؟
ساره بغضب : بسسسس مااافي ولا حاجه بالعاااالم تخليني اتستر على قااااتل امي وابوووي وانا اقدر آخذ حقهم بنفسي واسلمه للشرطه !!!!
العنود بحيرة : بس جابر كان صغير انتِ قلتي وقتها كان بعمر ال18 سنه ، والله مدري بس مثلاً انا كعنود عمري 18 سنه الموضوع اكبر مني بكثيـــــــر , وحرفياً لو كان الموضوع هذا صاير معي انا وانا بهذا العمر بيوقف تفكيري عن اخذ اي قرار سواء صح او غلط , يمكن هو كان خايف وقتها يا سارة ؟؟
سارة : عنووود هو قال كنت محتاااااجه ما قال كنت خايف منه !
العنود : طيب ما قال مين اللي قتلهم ؟ يعني هل يقربله او ايش صلة المعرفة بينهم يمكن نقدر نحدد ايش كان احتياج جابر له !!
ساره : ما قااال ، بس يعني انتِ تحاولي تفهميني ان جابر له عذر عاللي سواه ؟
العنود : عمره يكفي كعذر ..
ساره : يعني انا راح ارتبط بواحد جباااان اذا مت قدام عينه راح يقدم حاجته علي حتى لو حاجته عند الشخص اللي قتلني !!!
العنود بتهكم : ممكن لو كانت افكار جابر معلقه على عمر ال 18 سنه فهو حتى انتِ ما حيسأل عنك اذا متي .
ساره : يا حيوانه جيتك ابغاك عون صرتي فرعون .
العنود : والله ما اعرف يا سارة اخاف اقولك حاجه وتاخذي كلامي بجدية ونطلع ظلمنا جابر , ساره هو اكيد ما قالك الا لأنه يحس بالذنب مع انه عارف ومتأكد ان نظرتك له حتتغير , انتِ ليش تسأليني انا ؟ ليش ما تسأليه ؟
ساره : سألتــــه ايش حاجتك اللي خلتك تتجاهل موتهم قال انا ماتجاهلت موتهم ولا هانوا علي ولا نسيتهم وصرفني , ما جاوبني جواب شااافي .
العنود : شرايك نقيس تصرفه على تصرفنا احنا يمكن نلقى اعذار كويسه تشفع له ؟
ساره : لا ياشيخه تبيني احط نفسي مكانه يعني ؟
العنود : ليش لا ؟ طالما قلتي بتاخذي قرار مصيري بينكم بناءً على اعترافه ذا فلازم تفكري كويس .
ساره تنفست بعمق وهي تغمض عينيها : بشوف (اخذت تبحر في خيالها قائلة) امي وابوي مقتولين قدام عيني بعيد الشر عن ابوي ، المهم انا شفت الجثث كان التعذيب واضح عليها .. شفت امي وهي تلفظ انفاسها وانا قلبي ينحرق عليها مو قادرة اساعدها .. اتصلت عالشرطه جو وارسلوا الجثث للمشرحه ، الطب الشرعي افادوا بإن امي فوق انها معذبة كمان مُغتصبه .. بعد فترة عرفت القاتل ....
عنود قاطعتها : حطي فرضيات لشخصية القاتل وصلة قرابة او معرفة بينكم .
سارة اكملت : القاتل عمي .. دريت انه عمي ايش حاجتي القوية بعمي اللي تخليني اتستر عليه ؟؟ هل حبي لبنته مثلاً او لأنه عمي ؟ او عشان اعمامي الباقيين ما يقاطعوني ، كل هذي حجج مضروبة .. ماهي حجه قوية عشان اتستر على عمي ... امم خوال ماعنده خوال ، اممم (فتحت عينيها وهي تعقد حاجبها) قال ان وقتها الحارس ما كان موجود هل هذا يعني ان الحارس اللي قتلهم ؟ لا مستحيل ايش الحاجه القوية اللي تخليه يتستر على الحارس ، لو كان فعلاً الحارس المفروض هو اللي يحتاج جابر مو العكس !!
العنود : بس مو هو لما قالك الهرجة قال انه شاف 3 اشخاص طالعين من الفيلا يعني ما كان شخص واحد .
ساره : بس هو كان يتكلم اخر مرة وكأن القاتل كان شخص واحد .. معقوله يكون المحامي ؟ بس المحامي هو اللي وقف معاه (اتسعت احداقها بصدمة اكبر) صح الشخص الوحيد اللي ممكن يحتاجه جابر بهذاك الوقت هو المحامي .. عشان الورث ، وعشان المؤسسه ، وعشان مشاكله مع اعمامه ، وكماان عشان القضيه !!
العنود : معقوله يكون المحامي هو القاتل !!
ساره : هو انسب واحد وهو اللي فعلاً حاجة جابر له قوية ومنطقي انه تجاهل قضية اهله عشانه !!
العنود : ايش بيكون هدف المحامي من القتل !! هو ما راح يستفيد كذا !! ولا ؟
ساره : شدراني قالولك محققه انا , ولا شفينا تحمسنا !!
العنود : والله احس اقنعتيني ان القاتل هو المحامي بس احس كيف يخليه ذراعة اليمين بكل شيء وهو يعرف انه قاتل ؟
ساره : اكيد لانه فاهم بكل شيء يخص املاك ابوهم ، اللي فهمته قبل من جابر ان المحامي بالاساس كان اقرب اصحاب ابوهم لابوهم ..
العنود : لالا احس برضو برضو مو منطقي يثق فيه لهالدرجة وهو يعرف انه قاتل ! وما ينوثق فيه وممكن يغدر فيه بأي لحظه !!
ساره : اوووه ما ادري ماني عارفه ، بس اذا كان المحامي القاتل بتكون حاجة جابر له بهذاك الوقت فعلاً قوية عشان يتستر عليه .
لتقول العنود فجأة : او يمكن القاتل عرف ان جابر عرف وهدده !!!
ساره : معقوله !!
العنود : لا تنسي ان اخوانه وقتها كانوا صغار وجابر اكبرهم وكان اكيد بموقف حساس ، اكيد لو القاتل هدده بيخاف ويشتري سلامته ويترك القضيه ، وركزي اننا نتكلم عن واحد كان عمره وقتها 18 سنه !! ولا شرايك ؟
ساره : كذا جابر عنده اكثر من عذر يخليه يتستر عالقاتل ، يووووه من جد اتمنى يكون السبب قوي يا عنود وما احس اني بحط حياتي بيد واحد ما راح يقدرها حتى لو يحبني !!!

من هنا أظن قد تبادر في ذهنكم ماذا سيحصل بعدها ؟
بالضبط تمسكت ساره بالأعذار التي وضعتها لجابر وعادت لمحادثته وكأن شيئاً لم يكن بعد ان واجهته بما وصلت إليه بعد تفكيرها العميق عن حاجته التي جعلته يتستر على المجرم ، لم يكن من جابر إلا أن ابتسم براحه قائلاً : كنت واثق إنك راح تفهميني لأنك ذكيه ..
ساره : يعني تحليلي صح ؟
جابر : صح لكن القاتل ماهو المحامي ابداً ، بالعكس هذا اكثر شخص انا ممنون له بحياتي ، انا لولا الله ثم هالمحامي ما كنت وصلت للمكانة اللي تشوفيني عليها الحين ..
ساره بإستياء وتهكم : اجل مين بيكون القاتل؟ خالد ؟
ضحك جابر بشدة ثم قال بجدية : لا تشغلي بالك بالموضوع ، صدقيني اللي قتلهم اخذ حقه وزيادة ..
ساره : قصدك انك بلغت عليه بعد ما خلصت حاجتك منه ؟
جابر : تقريباً ، بالضبط بالضبط بعد ما كبرت وعرفت اتعامل مع الموضوع بدون ما أدخل بمشاكل ومتاهات .
ساره ابتهجت : امااانه صادق ؟ ياربي وانا حسبالي للحين سايبه وشايله هم .
جابر : لا طبعاً مستحيل اخليه .. انا بس كنت محتاج وقت اجمع فيه صدمتي من موت اهلي والمسؤولية اللي انحطيت فيها ، وافكر كويس كيف اخذ حقهم .
سارة : اجل ليش قلتلي وشغلت بالي وخوفتني ؟
ابتسم جابر : كنت ابغى اعرف اذا انتِ حتقدري تفهميني حتى بأسوأ الظروف ولا لأ .
سارة بإبتسامة : وايش النتيجة ؟
جابر : أنا محظوظ لأني عرفتك ..

*****

في يومٍ ما
نزلت من سيارة تميم عندما أوقفها أمام باب فيلتهم المزيّنه بالأنوار والأضواء التي تغطي المنزل بأكمله على غير العادة .. من يرى المنزل من الخارج يعلم أن هناك مناسبة سعيدة مُقامة بالداخل .. وقف تميم بجانبي : ادخلي .
ارجوان : وانت ماراح تدخل ؟
تميم : بوقف السيارة تحت بالكراج واطلع ..
ارجوان : مين موجود جوا؟ ما بدخل لوحدي احس إني متوترة .
تميم : اكلم ياسمين تطلعلك وتدخلي معاها ؟
ارجوان : لا بستناك هنا ..
تميم : طيب يا قلبي استنيني هناك ..
اشار على ارجوحه كبيرة موضوعه بحديقة الفيلا ، ذهبت هي لتجلس وتنتظر تميم .. غادر تميم لإيقاف سيارته بالأسفل ..
في هذه الأثناء وهي تنظر إلى المكان بشرود سمعت صوت رجولي يتحمحم وكأنه قادم تجاهها ..
قامت بسرعة تبحث عن مصدر الصوت ظناً منها أنه تميم لكن سقطت عينها على شخص آخر يمشي وهو يتحدث بهاتفه ، ثم اغلق الخط والتقت اعينهما في صمت .. ارتجف قلبها من رؤيته ، اما هو فابتسم وغيّر مساره إليها بخطوات ثابته وواثقه وإبتسامه جانبية ساخره : عاش من شافك ارجوان مابغينا .
ارجوان بكره : ولك وجه !
بدر : افاا لسه ماخذه بخاطرك ؟ المفروض تنبسطي لأني بالنهاية كنت السبب اللي جمعك بتميم .
ارجوان : انا لو اعرف بس انت من وين لك هذي البجاحه ووساعة الوجه ..
بدر : اوكِ اوكِ ماراح ألومك على ردة الفعل هذي ، انا فاهم شعووورك ناحيتي خصوووصاً بعد ما تقفلت القضيه .
ارجوان والغيظ يأكلها : والله والله اني ماراح اخليـــــــــــك .
بدر : ماعندك دليل لاتتعبي نفسك وترفعي قضية ثانية وتخسريها .
قطع عليهم صوت تميم المتجهم : ارجوان ..
استدار بدر ينظر إليه : هلا بالعريس ، عيب عليك مخليها برا لوحدها .
تميم : وانت شدخلك ؟
بدر : ولا حاجه جيت اتطمن ان كل شيء بخير .
امسكت ارجوان بمعصم تميم عندما رأت النظرات الصامته بين تميم وبدر المستفز قائلة : خلينا ندخل ياسوو من اول تسأل متى نوصل ..
تميم : اوكِ قوليلها وصلنا .
بمجرد دخولهم من باب الفيلا ، تقدمت ياسمين وهي تحمل بين يديها باقة من الورد مدتها لأرجوان بحماسها المعتاد : اخيــــــراً شرفتي ، خذي خذي .
وفجأة سحبت وشاحها الذي يغطي رأسها ووقفت خلفها وهي تضع على رأسها طوق ورد مسدول منه طرحه بيضاء خفيفه وقصيرة ..
ظلت ارجوان واقفة بصدمة لم تستوعب أيّ شيء ، ياسمين وهي تمسك بعباءة ارجوان : فصخي عبايتك يلاا وادخلي .
ارجوان : كيف شكلي ؟
تميم وياسمين بنفس الوقت : ولاااا غلطه .. تجنني .
ارجوان : طيب امسكي الباقة عشان بدخل .
ياسمين : لااااا خليها معاااك للزفة ....
ارجوان لم تستوعب ولكن عندما سمعت اصوات كثيرة من الداخل نظرت إلى ياسمين بقلق : انتو عازمين احد ؟
لم تكمل كلمتها الا وياسمين تسحبها من يدها لتدخل ولم تتركها الا عندما وصلوا إلى الباب الداخلي للصاله ، فتحت ياسمين الباب وعم الهدوء وسط الظلام الدااامس ..
تمسكت ارجوان بتميم برعب على صوت المفرقعات ونجوم الليل التي اضيئت فجأة بوسط الظلام واصوات كثيرة مختلطه بين الترحيب والتهاني حتى فُتحت الإضاءات الصفراء بالمكان وظهرت الصالة الواسعة المزيّنه بالكامل بالورد وبلالين الهيليوم بين الابيض والذهبي والوردي .. وجدار كامل مغطى بالورد وبمنتصفه مكتوب بالخط الذهبي العريض " bye bye single life"
ضحكت ارجوان بإحراج شديد عندما استوعبت الأمر : ياسميـــــــن ..
ياسمين عانقتها بقوة : ياروح ياسمين مبرووووك ، تعالوا ادخلوا .
خطوا خطواتهم على صوت الموسيقى ووجه ارجوان مكتسي بالحمره .. اما تميم ظل مبتسماً .. اقتربت والدة تميم وهي ترحب بأرجوان وسلمت عليها .
ياسمين : تعالـــــووووا خلو السلام بعديــــن اقطعوا الكيكه .
تميم بهمس : مصفوقه طول عمرها .
نظرت ارجوان حولها وهي ترى عدد غير قليل من الاشخاص الغير مألوفين ، عندما انتهت من تقطيع الكعكه ، تمسكت بتميم أكثر بتوتر: هذول مين ؟
ياسمين ساخره : سيبيه خلاص محد حياكلك خلعتي يده .
تميم ضاحكاً : اهل ابوي وبناتهم .
عقدت ارجوان حاجبيها : وانت عادي تشوفهم ؟
تميم هز كتفيه بلا مبالاة : عادي ، ما يتغطوا .
زمت شفتيها بإستياء وهي تنظر إليهم مجدداً : ليش عادي !!
ابتسم تميم : عادي والله متعود اشوفهم واعتبرهم اخواتي .
كانت الانظار منصبه على ارجوان بفضول والهمسات الخافته ، هذا ما منعها من ابداء أي اعتراض لتميم .
لكنها شعرت بالغيـــــــــره عندما اقتربت فتاة من تميم وهي تبارك له وتلقي عبارات تهكميه وتضحك ثم نظرت إلى ارجوان : مبروك يا عروسه .
ارجوان : الله يبارك فيك .
لم تكن الأولى ولم تكن الأخيرة التي اغاضت ارجوان التي لاتعرف أي واحدة منهن ، الجميع بلا استثناء اتين للمباركة والتحدث مع تميم بكل أريحيه .
لم تستطع تحمّل هذا الوضع وابتعدت عنه وهي تجلس بعيداً عنهن عندما هممن بالتصوير مع تميم امام خلفية الورد الطبيعي ..
جلست ياسمين بجانب ارجوان التي بدا الاستياء عليها : اشبك ؟
ارجوان هزت كتفيها : ما كنت اعرف ان بنات اعمامكم يكشفوا على اخوانك .
ياسمين بلا مبالاة : ياشيخه كلهم بزرات اكبرهم عمرها 22 سنه ..
ارجوان : لا ياشيخه صغيرة هذي الحين ؟
ضربت ياسمين ظهر ارجوان مازحه : اللي عنده ارجوان بيطالع بغيرها بالله ؟
قطع حوارهم تميم وهو يشير لأرجوان بأن تأتي إليه لكنها تكتفت أكثر واشاحت بنظرها إلى الأسفل وهي تهمس لياسمين : مدري مو متعودة ما توقعت .
قامت ياسمين بأسلوبها المعتاد وهي تصفق بيديها متجه إليهن : يلا يلا اشووووف وخروا عن أخوي مصختوها ، وانت خير تخلي صحبتي تغاااار عليك ؟
لتقول إحداهن : تغار ليــــــش احنا زي اخواته .
ياسمين : يا لقفك محد كلمك ، والله لأغطيكم عن تميم عاد الا ارجوااااان .
ضحك تميم وهو ينظر إلى ارجوان التي استاءت أكثر من ياسمين التي فضحتها ، اقترب منها تميم وجلس بجانبها مازحاً : تغااااري من ميـــن فهميني ؟
ظلت صامته تنظر إلى الأسفل ولم تجبه ..
تميم : ارجوااااان .
رفعت بصرها تنظر إليه بعينين محمرتين : بروح الحمام .
عقد حاجبيه إثر دموعها التي وقفت بمحجرها ، قام وهو يمسك بيدها وخرجا من المكان وسط انشغال الجميع بالتصوير ..
بالخارج اوقفها امامه وهو يُميل رأسه ليرى وجهها : طالعيني طيب .
اهتزت اكتافها إثر بكائها الصامت ، رفع وجهها إليه : ليش ليــــــش الدموووع .
ارجوان : ياسمين فشلتني الله يقلع ابليسها , وانت ليش ما قلتلي انه عادي عندكم تتكشفوا على بعض ؟
مسح دموعها بحب : ماااا جا على بالي والله ، بس عادي يعني احنا متربيين سوا وما يفرقوا عن ياسمين بشيء .
ارجوان : بس أنا مو مستعدة كل ما تجمعنا تنشد اعصابي كذااا واتنكد !!
تميم : ارجواني والله ما يفرقوا عن ياسمين والله ، وبعدين هما ما يجونا الا بالمناسبات الكبيرة ، و هالحفله لكِ انتِ المفروض تنبسطي وما تهتمي ..
ارجوان : مااا اهتم لإيش ؟ لإنهم مقابلينك بكامل زينتهم وفساتينهم هذي ، انا بفهم اهاليكم كيف راضيين .
تميم : طيب انا ايش بيدي اسوي ؟
ارجوان اشاحت عنه : ما تدخل ولااا تشوفهم لا دحين ولا بعدين .
تميم رفع حاجبه : فجأة كذا اصير ما بشوفهم .
ارجوان : ليش هو انت دحين بتشوفهم ؟
ضحك : مو قصدي بس ...
قاطعته متسائلة بعفوية : يعني حتى عيال اعمامك انا اكشف عليهم عادي ؟ كذا نظامكم ؟
تميم : لا طبـــــعاً والله لو تجلسي لوحدك بغرفة ولا انك تجلسي معاهم .
ارجوان : وايش معنى انت يعني ؟
تميم : ارجوان ..
تكتفت بعناد : ما راح تقابلهم أبداُ ، هالنظام يا تميم اكرهه وما احبه ولا تربيت عليه ، لو انهم محجبات بعديها ، محتشمات بعديها ، بسسس بهذا الشكل لا معليش انا وحدة ما اتحمل ذا الاستفزاز ، لا تقول لي بحسبة اخواتك وكلام فاااضي ، لو انكم فعلاً نظرتكم لبعض اخوّة ، كان ما حط بدر عينه على ليان وليان حبتك !!!
زفر تميم ممسكاً بيدها : طيب خلينا ندخل عشان مايفقدونا .
ارجوان : والله ما ادخل معاك .
تميم : ارجوان خلاص اعتبري اليوم اخر يوم وبعدها وعد ما اقابلهم .
ارجوان : ماراح تدخل لا اليوم ولا كل يوم .
تميم بتهكم : تطرديني من الحفله ؟
ارجوان : افهم اللي تبغاه ، بس اذا بتدخل ترجعني بيتي وانت اشبع فيهم .
سكت وهو يرفع رأسه للحظات يفكر ، لا يشعر أنها بمزاج يسمح له بأن يعاندها : طيب عندي فكرة (نظر إليها مجدداً) بما إنك ماتبيني أدخل عندهم وانا قلبي مو مطاوعني أخليك عندنا وما اشوفك ولا هم الصراحه ماهموني ، ف شرايك ادخلي انتِ دحين ، ما كأن صار شيء واذا سألوك عني قولي ماتدري عشان ما يحسوا انك تتضايقي من موضوع الكشف ويستقعدولك ، وبعد نص ساعة كذا نطلع اتفقنا ؟
ارجوان : وانت وين بتروح ؟
تميم : يمكن اطلع غرفتي .
ارجوان : لا اطلع من البيت .
ضحك تميم بشدة : ياساتر لهالدرجة ما تبيني هنا ، اوك ينفع اجلس بغرفتي واقفل الباب ؟ ولا لازم اطلع برا برضو ؟
ارجوان بعد لحظات من التفكير : عادي ، بس مااا تطلع منها قبل النص ساعة .
نظر إلى ساعته : حااضر ، اوامر ثانية يا عمري ؟
ابتسمت وهي تقف على اطراف اصابعها ، طبعت قُبلة خفيفه على خده : لأ .
دخلت مجدداً والإبتسامه مرتسمه على شفتيها بعكس العبوس المرتسم عليها عندما خرجت .. رأتها ياسمين وهي تقول : ويـــــــنك وين اختفيتي ؟
وتساءَلت من بجانبها : تميم وين راح ؟
ارجوان : كنت بالحمام .
ياسمين : وتميم ؟
هزت كتفها بلا مبالاة : ما شفته .
مشت لتجلس وياسمين قامت لتجلس معها ، وأثناء مشيهم سمعت ارجوان بعض الهمس من إحداهن قائلة : هذي تغار مننا أجل لو درت عن إيرام اللي كان يقابلها تميم والله لا تنجلط .
وتقول أخرى : ولا ليان اللي كانت تموت فيه .
جلست وهي تزفر ، ياسمين : تدري كلمت رند تجي برضو بس اعتذرت .
ارجوان : ليش اعتذرت ؟
ياسمين : مدري قالت انها مشغولة وتعبانه .
ابتسمت ارجوان عندما تذكرت خبر حملها : عذرها معاها ، الا تعاااالي كيف طرالك تسويلي حفله ؟
ياسمين : افاااااا عليــــــك والله من لما قرر يخطبك والفكرة فبالي بس كنت محتارة مين اعزم ، وترددت مرة ف اعمامي بسبب المشاكل والهرج الكثيـــــر اللي صار بعد موت ليان ..
ارجوان نظرت إليهم نظرة سريعة : صح انا مستغربة ..
ياسمين : صراحه هذول بنات عماتي , اعمامي ما عزمناهم .
ارجوان بإستنكار : عندكم بنات اكثر من كذا ماشاء الله !!!
ياسمين ضحكت بشدة : شلتي هم الباقيات من دحين ؟ لا تخافي باقي بس 3 بنات ، لجين اخت ليان و2 ثانيات و ديم و كيناز بس هذول علاقتنا فيهم متوترة عشان كذا ما كلمتهم .
ارجوان : لو انك عازمه صحباتنا وميهاف والعنود اصرف ..
ياسمين : لما كلمت رند واعتذرت ترددت اكلمها تعزم ميهاف والعنود وطبعاً مستحيل اكلمك تكلميهم لأنها مفاااجأة لك .
ظلت ارجوان برفقة ياسمين طوال الوقت ، لم تحاول التعرف على بنات عمومتها ولم يحاولن التودد إليها بل جميعهن ظللن يتحدثن فيما بينهن فقط دون إشراكها بالأمر ، لكنها لم تكترث ما دامت برفقة ياسمين ..
بعد مضيّ نصف ساعة ، قامت ارجوان معتذرة ومستأذنه لتخرج .. همّت بالسلام على ضحى ووالد تميم وعماته وبناتهن وخرجت بعد ان سألت ياسمين قائلة : وين غرفة تميم ؟
ياسمين بإبتسامه ساااخرة : ليـــــــش ؟
ارجوان : لأن هو اللي بيرجعني بس قال لي إنه بيقيّل شويه .
ياسمين مازالت على نفس النظرة : الدور الثالث ثاني باب عاليمين ..
رمقتها ارجوان بقلة صبر : تــــــــرى بس بصحيــــــــه .
ياسمين : روحي روحي بس .
صعدت بالمصعد إلى الطابق الثالث وفُتح الباب .. خرجت وهي تنظر حولها هناك ثلاثة أبواب كبيرة على يمينها
طرقت الباب الثاني لكن لم يجبها احد .. حركت مقبض الباب وانفتح .. ترددت بالدخول لذا همّت بطرق الباب مجدداً وهي تنادي : تميــــــم ..
ثم فتحت الباب وطلّت برأسها للداخل .. كان المكان مظلم وهادئ وساكن جداً ، الغريب أن التكييف مطفأ ..
عقدت حاجبها وهي تدخل إلى الغرفة متسائلة ، هل يكره تميم البروده ؟ تحسست الجدار بيدها إلى أن لمست مفاتيح الإضاءة .. ضغطتها وأضيئت الغرفة .. غرفة فخمه بمعنى الكلمة ، كل شيء بالمكان راقي لكن لا يشبه غرفته في منزل خوله إطلاقاً فالديكور هنا يميل للكلاسيكي بعكس غرفته تلك تميل أكثر للريفي المعاصر .. بحثت عنه بعينيها ولم تجده حتى السرير مرتب ولا يبدو أنه دخل إلى الغرفة أصلاً ، عقدت حاجبيها وهي تمشي بالغرفه : تميــــــــم .
رفعت هاتفها وكتبت له : وينك ؟
انتظرت قليلاً لكنه لم يجب ، اخذت تمشي بالمكان وهي تتصل عليه ، رنه واثنتين وثــ.....
ابعدت الهاتف عن اذنها عندما سقطت عيونها على صورة موضوعة على أحد الخزانات ، لم تكن صورة تميم بل كانت لـ .. بدر .
نظرت نظرة سريعة حولها هل هذه غرفة بدر إذاً !!! انتابها الهلع من فكرة أنها في غرفة بدر .. همّت بالخروج سريعاً لكن ..
سرعان ماتوقفت خطواتها عند الباب واستدارت مجدداً ....

قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الجُمعة الموافق :
9-1-1442هجري
28-9-2020ميلادي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-20, 10:28 AM   #89

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//

الفصل الواحد والعشرون
البارت الثاني

خرج من داره وهاتفه بإذنه يناديها لكن لايبدو أنها تسمعه ..
اغلق الخط وهم بالاتصال على ياسمين : وين ارجوان ؟
ياسمين : مدري قالت بتطلع تصحيك .
اغلق الخط مجدداً عاقداً حاجبيه ، لم يسمع اي طرق على بابه ، عاود الاتصال بأرجوان لكنه سرعان ما انزل هاتفه وهو يسمع صوت الرنين صادر من .... غرفة بدر !!!
توقف عقله عن التفكير للحظات واسرع بخطواته إلى الغرفة .. وجد الاضاءات مضاءة وهي تمسك بهاتفها وكأنها كانت تحاول الرد ، ازدادت عقدة حاجبيه : ايش تسوي هنا ؟
وقفت بفزع وهي تخفي شيئاً خلفها وتغلق درج الخزانه بركبتها : ولا شيء .
تميم اقترب منها : ايش تسوي بغرفة بدر ؟ ايش اللي داسته وراك ؟
بلعت ريقها بقلق : ياسمين قالت انها غرفتك وانا دخلت مالقيت احد .
تميم مد يده : وايش وراك ؟
ارجوان : ولااااا شيء .
تميم : ارجوااااااااان .
مدت يدها بإستياء كانت تخفي كيس بلاستيكي شفاف به مجموعة من السي دي ، عقد تميم حاجبيه اكثر وهو ياخذ الغلاف منها : هذا ايش ؟
: ارجوااااان اكلمك هذا ايش وايش مجلسك هنا ؟
شعر بإرتفاع صوته وسكت للحظات ، القى ما بيده على سرير بدر وامسك يدها ليخرجا من الغرفة ، حينها خرجت عن صمتها بتوسل : الله يخليك بااااخذهم .
تميم : وانا سألتك ايش فيها هالسيديهات ؟
ارجوان ودموعها تنهمر : كل مواعيدي اللي رحتها لبدر ماهي موجودة بتأكد انها مو هذي ، انا ما قدرت اثبت اني كنت اروح له ماعندي مواعيد ولا التسجيلات موجودة ، الله يوفقك يا تميم بشوفها .
تميم : انتِ ليش مصره ؟ كم مرة قلتلك انسي موضوعه وشوفي تقفلت القضية لان ماعندك ولااا دليل ليش مصره تنبشي وراه !!
ارجوان بغضب : انتَ ليش تتكلم وكأن انا الغلطانه ؟ ليش مو راضي تفهم اني محروووقة من بدر ولا راح يهدالي باال الا لما ينسجن ..
تميم : ايش راح تستفيدي اذا انسجن طيب !
ارجوان : ابغى حقي يرجع لي ولا ابغاه يضر ولا وحدة بعدي ، انت تتكلم وكأن الموضوع مايعنيك لأنك ما حسيت باللي احس فيه .. ما حسيت بشعور العاااار اللي حسيته لماا عرفت اني فعلاً كنت ازورك ومطاوعتك بكل شيء برغبتي بس لأن اخوك الزفت مخليني فار تجارب .. (رصت على اسنانها بغيظ عندما لم تجد حروفاً مناسبة لتعبر عما تشعر) والله احس بصدري نااااار ما راح تنطفي الا وبدر مسجون .. هو ليش سوا فيا كذا ليش ما فكر بشعوري طيب ؟ ليش ماحط احتمال انك ممكن تــ....
قطع كلامها بكاؤها المُر ، تميم : بس انا ما سويت شيء وما كنت راح اضرك ابداً ...
ارجوان : بس هذا مايلغي حقيقة انك حاولت ، يعني انا لو ما منعتك وقتها ايش كان صار ؟ ما اعرف انت ليش قاعد تحاول تتحجج لبدر ؟ ليش رافض اني اقاضيه ؟
تميم : والله يا ارجوان مو عشانه مو عشانه بس محد يدري انك انتِ وايرام شخص واحد ، تخيلي ايش بتكون نظرتهم اذا عرفوا انك نفسها إيرام ؟ انا ما ابغى افكارهم تتغير عنك ولا ابغى احد يظلمك ، ارجوان افهميني ....
قاطعته : انـــــــت اللي افهمنـــــــي انت من لما خطبتني قلتلك اني راح اقاضي بدر وايش قلتلي وقتها ؟ قلت خلينا نعقد عشان حتى لو صارت اي مشكلة بينك وبين اهلي بكون ضامنك ، ليــــــش غيرت رأيك دحيـــــن ؟ ولا هذاك بس كان كلااااام

*****

لن أتنازلَ عن قصتنا
مهما طالَ سياجُ غيابِكْ
سوف أظلّ أحبّكِ علّي
يوماً أجثو في محرابِكْ
سوف أظلّ أحبّك رغماً
عنّي رغماً عن أسبابِكْ

مر اسبوع منذ عودتها إلى المنزل .. لم يحدث أي شيء مهم خلال الاسبوع كانت الايام روتينيه ممله وبعض الأحيان تزورها جنى برفقة طفلها حمني .. او تزورها سارة برفقة العنود ، ومرة فقط زارتها تمارا .. اما بالنسبة للمدرسة فقد كان الوضع عادياً جداُ بالنسبة لها ، لم تكوّن صداقات كثيرة بل اكتفت بالتعرف على اثنتين فقط تقضي وقت فراغها معهم .
في يومٍ ما عادت من الخارج بعد ان قضت يومها برفقة العنود ، دخلت إلى الفيلا وهي تعبث بالهاتف وتضحك بتركيز شديد .. هلعت بشدة عندما سمعت صوت رجولي يقول : وين كنتِ ؟
قفزت بخفه وفزع وسقط هاتفها وتكسّر ، لكنها لم تستوعب ماحدث في غمضة عين نظرت مباشرة إلى مصدر الصوت برعب لتجد رعد يقف امامها ..
وضعت يدها على قلبها بخوف شديد هل هذا رعد فعلاً ام نسخه من عالم اخر ؟ اخذت تحرك شفتيها وهي تقرأ اذكارها والمعوذات ..
اقترب رعد عندما رآها تصنمت في مكانها تنظر إليه ، لكنه بمجرد ان بدأ يخطو تجاهها اخذت تتراجع للخلف والخوف يزداد على ملامحها حتى بدأت تصرخ بصوت عال قائله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعووووذ بالله من الشيطان الرجيم ...
حينها استوعب رعد خوفها ولم يتمالك ضحكته ، انحنى والتقط هاتفها ومده لها اغلقت عينيها بقوة ومازالت تتعوذ بصوت عال على امل ان يختفي : ياعبيطه انا رعد .
فتحت عينيها ببطء عندما شعرت به يمسك يدها ليطمئنها : انا رعد رعد .
روان : متى رجعت ؟
رعد مبتسماً : قبل يومين ومريت العصر هنا اتطمن عليك بس مالقيتك ..
تجهم وجهها ، سحبت هاتفها من يده وهي تنظر إلى الهاتف بغضب تمتمت ساخطه : لاعادها من تطمين ، كسر جوالي الله يكسر راس العدو .
اخذت تمشي متجاهلةً إياه وهو يقول : آسف والله ماكان قصدي افجعك .
روان وهي في آخر عتبات الدرج : آسفك بيصلح الجوال يعنـــــي ؟؟
ثم اكملت بخطوات غاضبه إلى دارها .
تحدثت إلى والدتها ليلاً بعد ان اخذت حمام منعش لمدة ساعة كااامله: ليش ماقلتيلي ان رعد راجع ؟؟؟
سما : ليش اقولك ؟ بتستقبليه بالاحضان يعني ؟؟
روان : طبــــــــعاً لا بس على الاقل اكون متوقعه شوفته بأي لحظة مو كذا يطيّح قلبي احسبه جني .
ضحكت سما : ما جا على بالي اقولك احسبك تعرفي متى حيرجع .
روان بتهكم : ايوه صح عشان هوا مرة يهمني .
سما بتهكم اكثر : لو مايهمك ما دقيتي ..
طرق الباب بخفوت ومشت روان لتفتحه ، روان : لإيش تلمحي لو سمحتي ؟
سما : روان حسألك لآخر مرة تحبي رعد ؟
فتحت روان الباب قائلة : لااااااا طبـ...
بترت كلامها عندما سقطت عينيها عند موضع قدمها .. علبة مربعة مزيّنه بالورد الاحمر المرتب بعناية ثم في المنتصف علبة هاتف لأحدث الإصدارات .. وبطاقة اهداء ..
سما : الوووو وين رحتي ؟
روان : دقيقه دقيقه ..
التقطت روان الكرت " آسف مرة ثانيه واقبلي التعويض "
لأول مرة تتلقى منه هدية إعتذار .. واول هدية تتلقاها منه أصلاً بغض النظر عن الباقة التي اهداها رعد لروان عندما تشاجرت سهام معه وتركت باقتها بالسيارة ..
خالجها شعور ما ، لكنها عقدت حاجبها بإستياء : رعد لسه متأمل !!
سما : يمكن يحبّك من جد !
روان : ما ابغى التخمين أبغى الأكيد .
سما : واذا عرفتي الأكيد حترجعي له ؟
زفرت روان بضيق : والله لو يبقى الوحيد بالكوكب إني ما حرجع له ، ثلاثة شهور وانا اعاااااني ، أصلاً كيف بيكون عندي قلب اثق فيه من جديد ، ولا حتى كيف بقدر اعيش معاه من جديد .. انتو ليش تتكلموا بالموضوع وكأنه سهل لهالدرجة ، نتطلق ونرجع .. ليش محد حاسس إنه كسرني ! كيف هان عليك تشوفيني اتقطع بكا قدامك على صدمتي برعد واستغفاله لي ، واهاناته لي وتواسيني , وتجيني دحين بكل برود تسأليني اذا لسه أحبه !!! حتى لو أحبه ايش يعني ؟ كيف اقدر احب واحد كسّر قلبي لهالدرجة حسبالك إني هيّنه بعين نفسي عشان استرخصها وارجع لواحد ما قدّرني ؟
سما : انا آسفه والله مو قصدي ، ما حفتح معاك الموضوع ثاني طالما انتِ مو قادرة تنسي .
روان : انا ما عاد ابغى غير اني اتخرج من المدرسة بنسبة حلوة ادخل فيها تخصص حلو ، ما ابغى لا الزواج ولا طاريه على الاقل لحد ما اتخرج من الجامعه .
صباحاً ..
فتح عينيه بكسل واغلق المنبه ، ظل ينظر إلى السقف للحظات ، اخذ يعبث بهاتفه وعندما انقلب على شقه الايمن لفت نظره شيء احمر موضوع فوق الخزانه الصغيرة التي بجانب الباب .. واستاء وجهه عندما استوعب أنها اعادت له هديته .
خرج من داره بعد ان بدل ملابسه واستعد لذهابه للعمل ..
مر على الصالة المفتوحه ووجدها على طاولة الطعام تتناول افطارها ، فقرر إزعاجها قبل ان يذهب : صباح الخير .
اكملت مضغ الطعام بهدوء دون ان تجيب او ان تتكبد عناء تحريك رأسها تجاهه ، تصرفت وكأنها لا تسمع .
رعد اغلق ازرار كُم ثوبه وجلس : ليش رجعتي الجواال ؟ انا اشتريته تعويض عن اللي انكسر بما إنه انكسر بسببي .
عندما لاحظ عنادها في موقفها قال : الله لهالدرجة ما تبغي تكلميني .
: على الاقل كلميني زيي زي اي واحد من عيال خالك ! (يقصد اخوته رواد وريان)
: طيب ليش ما ناديتيني للفطور؟
مل من صمتها وعندما رآها ترفع شوكتها التي تحمل قطعه صغيرة من " البان كيك " سحب الشوكه من يدها وتناول اللقمه .. تاركاً يدها معلقه بالهواء إثر صدمتها بما حدث .. استدارت تنظر إليه ليقوم هو بدوره بسحب الصحن من امامها ويتناول منه ، روان بغضب : بينقص منك شيء لو مر يوم بدون ما تنكد ؟
رعد : انا مو قاعد انكد قاعد اشاركك فطورك اللذيذ هذا .
دفعت الكرسي وقامت ساخطه على هذا الوضع وعلى تصرفات رعد الغريبة ، وكأنه قطع عهداً على نفسه ألا يدعها وشأنها .
\\
في ذلك اليوم أيضاً انتهز فرصة خروجه من عمله قبل الموعد المعتاد ، مر بمدرستها الجديدة ليقلها اثناء العودة .. عندما نادى الحارس بإسم والدها وخرجت لتجد رعد متكئ على باب سيارته ...
تخيلوا انها تجاهلته واخذت تنظر يمنه ويسره علّها تجد السائق في مكانٍ ما .. ورعد يشير لها مستاءً لكنها مصره على تجاهله ، كادت ان تعود إلى المدرسة لكن رعد امسك بيدها قبل ان تدخل : حرام عليك بتلطعيني ...
لم يكمل كلمته الا وحارس المدرسة يبعده عنها وهو في حالة عدوانية ظناً منه أنه يتحرش في روان ..
نشب شجار بين الحارس ورعد حتى وصلت المشكله إلى إدارة المدرسة .. لم يصدق الحارس أنه قريبها لأن اسم عائلة روان مختلفه عن اسم عائلة رعد ..
تورط الاثنان في الأمر كاد الموضوع أن يصل بإحالة رعد إلى الهيئة ، وروان المديرة ممسكة بها وتسمعها سيل من التوبيخ والمواعظ والنصائح وثقة اهلها فيها وروان تبكي بقهر من الموقف الذي وضعت فيه ، المديرة : بالله ايش اقول لامك انا ؟ اقولها بنتك تطلع مع شباب تعالي شوفيها ولا ايش اقول ؟ حطيتينا بموقف صعب يا روان كيف ما فكرتي بنفسك !! ...
روان باكيه : ولد خالي اقسم بالله اتصلي على امي وقوليلها هي تعرفه , لا تجلسي تشكّكي فيّا كذا وتظلميني !! تأكدي بنفسك .
بعد نصف ساعة عندما تأكدوا من قرابتهم فعلاً بعد ان اتصلوا بعائلتهم ، ترك الحارس رعد وخرجت روان وهي مازالت تبكي بغبن على ما حدث .. لم يكن رعد ايضاً بمزاج جيد بعد ما تعرض له من المساءلات والتشكيك والتحقيق ونظرات الاستحقار ..
صعد الاثنان إ^لى السيارة ، لم يجري اي حوار بينهما لأنها كانت تبكي ولم تتفوه بحرف وهو خاف ان يزيد الامر سوءاً لكنه في نفس الوقت يشعر انها لو لم تتجاهله لما حدث كل هذا .. اوقف سيارته عند احد اكشاك العصائر الطبيعية وطلب مشروبين ..
مد واحده لروان لكنها لم تأخذها بل ظلت تبكي بصمت ، رعد : خلاص والله آسف .
روان : الله يلعنك انت والآسف اللي اشغلتني فيه تعتذر وتجيب بقعة ثانية اكبر من الاولى (اكملت بإنهيار) ما كفاك كاسرلي قلبي وجوالي ما كفاااك جاي مكمّل على نظرة الناس لي !! مشكك بسمعتي ، انا حتى محد يعرفني بالمدرسة ودحين كلهم عرفوني بفضلك وليتها شهره بسمعة كويسة !!! رعد خلاااص خلاااص ايش تبغى مني!!!! خلاص موتني وفكني اذا منت قادر تعيش وانت تشوفني رايقه والله تعبتني انا ايش سويتلك ؟؟؟ ليش ماتقدر تخليني بحالي ؟؟
ظل صامتاً حائراً للحظات ثم تنهد : انا ما اقدر احس إنك بعيدة عني ، خلينا نكسر البُعد طيب ونرجع وتخلص كل هالمشاكل ..
روان بعصبية : المشكله ان انت هي المشكله ، كمل الطريق وانت ساكت احسن لأني من جد ما ابغى ازيد اليوم كآبه و اتكلم ..
لم ينصع رعد لرغبتها بسكوته ، بل ظل يحاول التبرير ، الإعتذار وهي صااامته فقط تبكي ..
رعد سكت للحظات ثم قال مستاءً : ياخي ما اشتقتي لي عالاقل ؟
رصت على اسنانها بغيظ : انا اكرهـــــــــك اكـــــــــرهــــــك اكــــــــــرهك من كل قلبــــــي , فيه احد يشتاق لاحد يكرهه ؟؟ ما اطيق اشوف وجهك كل ما شفتك ينقبض قلبي واتشاااااءم احس فيه مصيبة بتصيــــر بسببك افهــــــــم انا ما عاااد اطيقك اكرهك واكره وجودك واكره اشوفنا مع بعض ، انا اكرهك لأني مو عااااارفه اكــــــرههك ..
سكتت وبكاؤها يزداد ..
بينما رن هاتف رعد برقم دولي ورد : هلا
سما : ايش مسوي انت ؟
زفر رعد بضيق : ولا شيء كنت باخذ روان من المدرسة بس بنتك ما قصرت فضحتنا بالشارع ..
روان : كـــــــــــــــــذاااااب الف مرة اقولك ذا الانسان معـــــــــــــتوه مايقدر يشوفني بحاااالي ....
قاطعها رعد : انتِ المعتوهه اجلسي .
سما : هي معاك ؟
رعد : ايوة طلعوها بعد ما طلعوا روحي .
سما : عارفه المديرة اتصلت علي ..
رعد : اي واتصلوا على ابوي عشان يتأكدوا انكم اخوان من جد .
سما : لا حول ولا قوة إلا بالله بسس ، والسواق وينه ليش انت اللي رحت تاخذها ؟
رعد : بالبيت بس يعني انا كان نفسي اطلع اتغدى معاها يمكن تطيّح اللي براسها بس ..
ضحكت سما بشدة : بعد الموقف اللي حطيتها فيه ، اتوقع لو تنساها افضل .
نظر رعد إلى روان قائلاً : أحبّها ، أحب بنتك حتى لو هي كرهتني انا أحبّها .

لم يتقابلا بعدها بالرغم من وجودهما في منزل واحد لكن روان ظلت تتحاشاه جداً ، لم تعد تريد التصادم معه ولا رؤيته ، فلم تكن تخرج من دارها إلا إذا علمت أنه ليس بالمنزل .. لكنها كانت تجد يومياً وردة واحدة امام بابها ببطاقه لم يُكتب فيها سوى " آسف " لاتعلم كم من الوقت سيصمد وهو يرسل هذه الورود كل يوم مع اسفه .
لم تفعل شيئاً سوى انها قررت جمع الورد في مزهرية لتعرف كم يوماً صمد .

*****

قبل سنوات ...
في شقته الصغيرة وهو يرتب اغراضه في حقيبته الكبيرة بسرعة ليغادر المكان .
فتح الباب ليخرج لكنه صدم من وجود شخص غريب بالخارج ، عقد حاجبيه بإستغراب : انت ميـ..
سقط قبل ان يكمل كلمته إثر لكمه قوية جداً وجهها الشخص الغريب لوجهه ، وبمجرد أن افقده توازنه وضع قطعة قماشية على انفه افقدته وعيه .
فتح عينيه دفعة واحدة بهلع عندما شعر أن جسده مربوط على السرير وهناك شخص ما يبدو مألوفاً عليه ، يقف أمامه ، وبمجرد ان شعر بإستيقاظه استدار إليه : صحيت !
قال بخفوت : جاابر !! (ثم ارتفع صوته وهو يحاول تحرير نفسه) ليـــــش رابطني فكني فكـــــني .
جابر : لا تصرخ محد راح يسمعك هنا .
هو : جابر وش فيك ليش رابطني ؟ تكفى خليني اروح لا تفوتني الرحله .
جابر صرخ بوجهه : الرحله لوين ؟ عشان تقتل غيرهم ؟ عشان تعذبهم يا خسيــــــس احنا وثقنا فيـــك وعاملناك وكأنك واحد منا انت كيف كان لك قلب تقتلهم!! .
هو : ايش قاعد تقول ؟ اقتل مين ؟ لا انت الظاهر العمى اثر على عقلك !!!
جابر اقترب منه بغضب وهو يجره من ياقة قميصه : اسمع يا واطي من حسن حظك وحظي اني صرت اعمى عشان ما اوسخ يدي بدمك بس هذا مايعني انك ماراح تذوق من نفس الالم اللي ذوقتهم اياه .. محمد واللي خلقني راح انهيــــــــــك ، واطلع دم امي وابوي من عيونك .
محمد : انت تدور احد تحط عليه اللوم انا فاهم ، وعارف ان الموضوع صعب عليك ، صعب انك ما تلقى القاتل اللي تسبب بموت اعز اثنين عليك ، بس صد....
صفعه جابر بقوة : اســـــــــكت لا تنبس بحرف ، انت اللي قاتلهم ولا تسوي نفسك طااالع منها انا مو غبي ولا مجنون وعندي ادلة تكفي وترسلك للموت ، لكن تدري انا ما ابغى اسجنك عارف ليش ؟ لانك ما كنت لوحدك .. ولا ابغى القانون يتطبق عليك لأن هذا ما راح يشفي دمي .. انا لو ما اخذت حقهم بيدي ما راح ارتاح صدقني ..
محمد : انا مالي ذنب ولا ادري عن ايش تتكلم صدقني والله مو انا اللي ذابح اهلك ....
شد قبضته على رقبة محمد بقوة ، ومحمد يحاول المقاومة لكن يداه مربوطتان ، يحاول لفظ انفاسه بصعوبة ووجهه بدا يميل للزرقه ، وجابر يقول : فكر قبل لا تموت يمكن تطلع قاتلهم بس ناسي ..
محمد : جابر فكني ، والله والله بتكلم بس فكني ..
جابر : واذا كذبت بكلمة وحدة والله ما تعيــــــش .
محمد : بتــــــكلم والله بتكلم بس فكني .
ارخى قبضة يده لكن فاجأه محمد وهو يوجه ضربة قوية بركبته على بطن جابر جعلته يسقط على الارض وهو يتألم بشدة ، ليقول محمد : انت يالبزر الاعمى بتاخذ حق اهلك مني ؟ خذ حق نفسك اول ، انت باليالله تمشي ههههههههههههه
لم يكمل كلمته الا وجابر يوجه إليه لكمه قوية جعلت سنّه يسقط : انت الظاهر بتتعبني معااك ...
اخذ يضربه ويضربه ويضربه بثأر مجنون وسط استنجادات محمد إلا ان جابر لم يكترث به ، ظل يوجه إليه لكمات متتابعه ولا يعطيه فرصة حتى ليلتقط انفاسه .. نزف انفه ، فمه ، اثر اللكم بدأ يتضح تحت عينه ، جُرح خده من الخاتم الذي كان يرتديه جابر متجاهلاً توسلات محمد له بأن يعتقه من الضرب وانه سيخبره بالحقيقه لكن جابر لم يصدقه ..
سحب عصاته ورفعها بالهواء يريد اسقاطها على رأس محمد وينهي شعور المعاناة التي يعيشها كلّ يوم ويطفئ النار المشتعله في صدره ، لكن محمد اغمض عينيه بقوة صارخاً : موووووو انا اللي قتلتهم والله مو بإرادتي انا كنت مأمور ، انا لو ما قتلتهم كانو حيقتلوني انا .. هما اللي عذبوهم هما اللي اغتصبوا امك انا بس ذبحتهم ، والله والله ما كان هاين علي بس هما اقوى مني ، انا تورطت فيهم ، تكفى يا جابر خليني اعيش ، والله بدلك عليهم واثبت لك بس خليني انت ما حتستفيد لو قتلتني لأني مجرد عبد مأمووور وتخلي المجرم حر طليق .. جابر تكفى اسمعني والله راح اتكلم بس لا تقتلني .
القى عصاته وعاد يجره من ياقته : تكلـــــم مين اللي طلب منك تقتلهم أبوي ما عمره عادى أحد ! .
محمد : انا تورطت بعصابه من .. من السوق السوداء كنت احسب الموضوع طقطقه وانهم قروب يطقطقوا علي .. وقلتلهم اني بنضم لهم واني معجب بطريقتهم بالقتل ببثوثهم .. انا كنت احسب كل شيء تمثيل ومقاطعهم ماهي حقيقية ولا توقعتهم بيردوا علي .... لكن بنفس الوقت تهكر جهازي اللي دخلت منه عالدارك ويب وبعدها بيوم وصلتني مكالمة .. انا ما عطيتهم رقمي ولا عطيتهم اي معلومة عني ولا ادري كيف عرفوا يوصلولي وهما مخترقين جهاز لابتوب .. طلبوا مني دليل يثبت اني صادق ، وهددوني اني لو كنت كذاب واستهبل ما حيرحموني ....
لم يتركوه حينها .. كان دائماً يشعر بأن شخص ما يتتبعه كظله بالضبط .. ويراقب كل تحركاته ، ظن انه واهم إلى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم .. اليوم الذي استيقظ فيه من نومه ليتفاجأ بوجود شخص يقف عند رأسه : اصحى ، وراك حساب ما انتهينا منه .
فز من نومه وهو يقعد برعب : انت مين ؟ وكيف دخلت ؟؟؟
الشخص : حسبالك ان اللي يلعب معنا بيفلت ؟ ، قررنا يكون مقطعنا الجاي عليك .
محمد وعرقه يتساقط من جبينه : تكفى الله يرحم اهلك والله ما كنت اقصد ازعجكم والله كنت احسبكم تستهبلون مااا ..
وجه إليه المسدس بحركه بطيئة جداً ثم قال : بس احنا ما نستهبل لسوء حظك .
محمد : والله بسوي اللي تبونه والله بس خلوني ..
انزل مسدسه وقال : عندك مهله اسبوع ، راح نعطيك مهمه وطريقة التنفيذ عليك ، ومبدئياً انت راح تختار الاشخاص اللي تنفذ عليهم مهمتك .. احنا نحذرك اذا حاولت تبلغ او تكيد لنا محد راح يخسر غيرك ، تأكد ان كل معلوماتك عندنا ، نعرفك ونعرف كل شخص له علاقة فيك .. اي غلطة راح تفقد فيها اهلك واحد واحد .. راح توصل لك رسالة اليوم ، اقراها بتمعن ونفذها بحذافيرها بدون نقص ...
خرج واختفى اثره وكأن الارض انشقت وابتلعته ..

اكمل وجبينه يتصبب عرقاً ونظرات الرعب بعينيه وارتجاف صوته واضح جداً : كانت الرسالة بدون رقم لانهم يستخدموا برنامج حماية لاجهزتهم ، محتوى الرسالة انهم يبوني اجرب القتل بالسكين اذا تحملت منظر الدم وقدرت اتمالك نفسي راح يعلموني الرمايه بالرصاص ..
جابر على الرغم من تكذيبه لهذه الهرطقات إلا أنه قال : ليش اخترت اهلي ؟ (صرخ بقوة) ليــــــــش ؟
محمد : لأني ما اعرف غيرهم .. مستحيل اسويها بأهلي ولا اقاربي ، انتو الوحيدين اللي اعرفكم بس غريبين عني .
جابر : ليش مو انا ؟ ليش ما قتلتني انا ليش اخترت امي وابوي !!
السائق : انت كنت هدفي اصلاً مو ابوك ، وامك ما كانت فبالي لكنها شافت الجريمه وماخلوها تروح ...
امسكه جابر من قميصه بشدة : حسبالك لما نفذت اللي يبونه يعني فلتت منهم ؟ صدقني والله لاعيّشك بجحيــــــــم ماعمره خطر حتى بكوابيسك .. محمد ببكاء وتوسل : والله العظيم قلتلك مالي ذنب ما كان عندي خيار ثاني محد يعول اهلي غيري اذا قتلوني هما , اهلي حيضيعوا .. جابر والله اني ما كذبت حتى شوف التسجيلات ، هماا صوروا مقطع لاهلك ..
جابر : اشوف ؟؟
محمد : مدري مدري بس والله مو انااا اللي ذبحتهم بالنهاية والله انا عندي نسخه من المقطع منسوخ على جهازي خذه واسمعه يمكن تصدقني ...

ثم من هنا بدأت القصه فعلاً ...
شاهد جابر المقطع او بالأحرى استمع إليه وهو يتخيّل ما يدور .. صوت صدمة والده واستغرابه واستنكاره عندما رأى اناس غريبين بإنتظاره مع سائقه الخاص بملابس مريبه ، ثم بعد ذلك صوته وهو يقول : ايش تبغوا مني ؟
صوت يشبه التكبيل وسط محاولات والده المستميته بالإفلات من يد من يمسكه ، بعد ذلك بدأ يصرخ في وجههم ووجه السائق ، يشتم ثم يتحول شتمه للتوسل ، ثم المقايضه : اعطييكم المبلغ اللي تبونه بس خلوني .
صوت يقول : ومين قال اننا نلهث ورى فلوسك ؟
صرخات اخرى همهمات كثيرة .. توسلات ، محاولات ضرب لا يدري من منهم يضرب الاخر ، لكن الاصوات تشابكت واعتلت .. صوت اختراق السكين في جسد والده الذي سكت على اثر الطعن الأول وبكاء صامت ، تلته طعنات متتاليه .. صرخه انثوية .... جعلت الهدوء يعم بالمكان سوى من صوتها الذي يصرخ بقوة .. انقطعت صرخاتها وكأن احد ما وضع يده على فمها لتسكت ، صوتها مكتوم تحاول التملص .. لتُربط هي الاخرى وهي تصرخ بقوة مجدداً وتبكي : ايش سويــــــتوا فيه حرااام عليكم ايش تبغوا مننا أيـــ....
انقطع صوتها اثر صفعة ، وصفعة اخرى وصفعات متتاليه .. صوت يقول : شرايك نبث ؟
صوت اخر مبتسم : نقتلها عالهوى ؟
الاول : نـ#### عالهوى .
السائق بصوت مصدوم : لالالا هذا مو اتفاقنا اتفاقنا تقتلوه هو وبس هي مالها دخل .
نظر الاثنان إليه : سكّت ضميرك .
كان يستمع إلى باقي المقطع وقلبه يرتعد من صوت والدته التي كانت تستنجد ، يشعر بالغيظ بالقهر بالإهانه بالغدر بكل شعور سوداوي وسيء على وجه الارض كيف لم يسمع كل هذه الصرخات في ذلك اليوم ؟ كيف لم يصله نواحها .. كيف اغتُصبت والدته امام الكاميرا بقلب بارد وهي تبكي بحرقه هكذا !!! ايّ نوع من البشر هم ؟؟ لم يحتمل ان يكمل المقطع ، صوت والدته وهي تتعذب يؤلمه ويعذب قلبه ..
نزلت دموعه بألم واغلق الحاسوب ، اتجه لمحمد وهو يضربه بلا رحمه ويبكي يبكي وقلبه يغلي من القهر يشتم ، ويبصق في وجه محمد الذي يتوسل إليه ، جابر من بين دموعهم : تبيني ارحمك وانتم مارحمتوهـــــــم !!!
محمد وقد امتلا وجهه بالدم : تكفى الله يخليك والله لاسوي اللي تطلبه مني اي شيء بس خليني تكفى ..
دفعه جابر بقوة وخرج وهو يترك الباب مفتوحاً .. ظن محمد للحظات أنه قد نجى وان جابر قرر تركه لكن سرعان ما تبددت افكاره عندما دخل رجل غليظ البُنيه الجسميه يرتدي بدلة سوداء .. ربط عيني محمد بقماش اسود وحمله للسيارة بعد ان قام بتخديره

*****

وردتها اتصالات كثيرة جداً منه لكنها اغلقت هاتفها لا تريد التحدث إليه .. من وقت عودتها إلى ظهر هذا اليوم كلما تذكرت جدالهم بالأمس تبكي ، تشعر بالغبن على موقف تميم ، والوِحدة ، والضعف ومشاعر أخرى لاتزيدها إلا لوعة .. مستلقيه على سريرها ودموعها لم تجف رغم تساؤل لورا عن السبب الا أنها فقط قالت أنها صدمت من انفتاح عائلة تميم .. وشعرت بالغيرة والقلق
في هذه الأثناء ، الساعة الخامسة عصراً
طُرق الباب ، ظنت أنها لورا عادت من موعدها واتت لتناديها لكي تتناول معها الغداء ، او أن الخادمة تريد اخذ الملابس المتسخه ..
فنحت باب غرفتها وزاد عبوسها وهي ترى تميم واقف امامها امال برأسه لليمين قليلاً : لهالدرجة زعلانه ؟
اشاحت عنه دون رد ودخلت إلى دارها ، لم تتوقع مجيئه ..
دخل وهو يضع باقة الورد على الطاولة المكتظه بالالوان ، أخذ ينظر حوله هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غرفتها ، ظهرت على شفتيه طيف ابتسامه : كم مرة ناوية ترسميني ؟
انتبهت حينها على اللوحة التي كانت فوق الطاولة لم تكن مكتملة لكن من الواضح جداً انها لتميم ..
قلبت اللوحة بضيق ولم تجبه أيضاً .. امسك بخاصرتها وهي تمشي ، لكنه اوقفها حين امسك بها ، حاولت الافلات منه : وخر عني أحسنلك .
لكنه شد عليها إلى أن عانقها من الخلف : انا آآآآآسف .
انحنت للامام محاولة التخلص من يده ، ضربت يده عدة مرات : فكنــــــي . شدها بإحتضانه لها إلى ان اصبح جسدها ملاصقاً له : اهدي وبفكك .
تجمعت دموعها بعينيها مجدداً بقهر : والله مو رايقـــــه وخر عني .
تميم : ارجوان انا آسف ما كان قصدي أحسسك إني مو مهتم أو إني واقف ضدك او إني كنت أكذب عليك .
ارجوان : اسفك يعني غيرت رأيك ؟
تميم : لا .
ارجوان : اجــــــــل وفره ما ابغاااه وفكني .
انحنت قليلاً عندما شعرت أنه لا يريد تركها تريد عض يده .. لكنه سرعان ما رفعها عن الارض ، صرخت بقهر : نزلنــــــي يا تميـــــم .
تميم : لماااا تسمعيني زي الاوادم وتخلي عنادك بنزلك وافكك .
مشى وهو يحملها وسط صراخها وتوسلها وبكائها بقهر بأن يتركها .. لكنه جلس وهي بحجره : يا مجنـــــــونه خلااااص مو ماكلك انا بس اسمعييني . كان مندهشاً من مقاومتها الشرسة له ألهذه الدرجة غاضبه ؟ بينما ارجوان كانت تشعر بالرهبه والخجل من تصرفاته التي لم تعتد عليها بعد ..
سكنت عندما شعرت بأطراف اصابعه على عنقها يحاول ابعاد خصلات شعرها عنه : انا يمكن ما وصلت لك فكرتي بشكل مناسب بس ..
ارجوان : تقدر تكلمني وانت سايبني .
تميم ضحك وضمها أكثر : لا انا عاجبني كذا .
زفرت بقوة : تميــــ..
قطع كلامها وهو يسحب قدميها ويجعلهما ايضاً على السرير ليصبح جنبها الايمن ملاصق لصدره ويرى وجهها ، كتمت انفاسها عندما شعرت بقربها منه لهذا الحد ، اغمضت عينيها بقوة وهي تخفض رأسها وسط ضحكات تميم على خجلها الواااااضح : ايرام كانت اجرأ من كذا .
رصت على اسنانها بغيظ ونظرت إليه : ماااا كاااانت بوعيـــــها .
تميم : هههههههههههههههههه اوووووكِ .
ارجوان : والله مااااااا كنت بوعيي .
تميم : آمنــــــت بالله ، المهم يا حبيبتي انا جيت اوضحلك سووء التفاهم اللي صار امس .. انا والله اكيد يعني برضو زعلت من تصرف بدر بس طول ما انتِ معاديته بهالشكل الواضح انتِ عمرك ما حتلاقي عليه دليل بالعكس كل مازادت عدوانيتك له كل ما زاد حذره ناحيتك .. وبدر خبيث يا ارجوان ممكن يقلب كل شيء عليك ..
ارجوان : وقصدك انسى موضوع القضية برضو ؟
تميم : تثقي فيّا ولا لا ؟
ارجوان سكتت .
تميم : تثقي ولا لا ؟
ارجوان : انت ليش مااا تحط نفسك مكاني ؟
تميم : ارجوان لو تثقي فيا خليه اصرفي نظرك عنه وخلي الموضوع علي .
ارجوان : تسكتني ؟
تميم : لا والله ما اسكتك بالعكس هذا حقك بس طريقتك غلط انتِ راح تتضرري اكثر مما تستفيدي ، بس اسمعي كلامي واوثقي فيا هالمرة جونيي .
لم يعجبها ما قاله لكنها حاولت تخفيف حدة شعورها قائلة : وهل فكرت بموضوع امس ؟
تميم : فيه موضوع غير هذا ؟
ارجوان : بنااااات اعمااامك .
ضحك تميم : اشبهم .
ارجوان : قلت ما راح تشوفهم طول عمرك .
تميم : طيب وانا وافقت .
ارجوان : مدري ماني متطمنه عالموافقه السريعة هذي .
تميم : هههههههههههههههههههههههه ان وافقت بسرعة ما عجبك وان جادلتك ما عجبك ايش تبيني اسوي ؟
ارجوان : تميـــــم والله اني اتكلم من جدي ما ابغاك تشوفهم ، مو شغلي انت على ايش متعود عند اهلك بس انت دحين حقيي .
تميم ضمها إلى صدره بشدة : حرااام عليـــــك انا بالقوة صاابر عنك .
رفعت رأسها تنظر إليه : محد قالك .
تميم اتسعت ابتسامته : ايش قصدك ؟
كانت مبتسمه إلى ان شعرت بلمسات يديه على جسدها ضربت يده بقوة : مووووووو كذا .
ضحك لكنه سرعان ما قرب وجهها إليه .. قُبلة تلتها أخرى وأخرى .. عانقته وكأنها بدأت تفقد وعيها وتنغمس في الوقت ..
شعرت به وهو يضعها على السرير وينغمسا بالوقت أكثر ..... لكن ...
تجمد كل شيء فجأة ، فتحت عينيها بقوة حين ابتعد عنها وجلس وهو يبعد يديه عن جسدها أيضاً .. احترق وجهها بإحراااااااج من صوت لورا التي تقف عند الباب : ار.... اووه اسسفه ما كنت ادري انك هناا .
وفي نفس الوقت لم تفتها نظرة لورا الجامدة .. خرجت واغلقت الباب .. جلست ارجوان بتوتر حينها قال تميم مازحاً : قهــــــر قطعت علي ..
رمقته ارجوان بنظرة وقامت : خلاص روح .
وقف تميم : طرده ؟
ارجوان : لالا بس .... ياااربي وجهي بااارد من الفشله كيف بقابلها .
تميم : عاااااادي لا يكون حسبالك هي ماتدري عن ....
رمته بفرشة ألوان لتسكته : خلااااص ..
ضحك مقترباً منها : اخر وحدة وبمشي ... يلاااا .
وبعد وقت من إصراره اقتربت منه ، لكنه وبخبث تعمّد أن تكون قُبلته الأخيرة في منتصف عنقها

*****

مرت الأيّام حتى انتهى شهر محرّم .. وتحديداً خامس أيّام شهر صفر
الموافق 16-10-2018م

واضعاً يديه على عينيها وهو يساعدها على المشي .. هي : هيّا عاد ايش الطريق الطويل ذا ماوصلنا ؟
امسك بيدها لتنزل من الدرج : اصبري باقي شويه .


وبمجرد ان لامست قدمها الأرض , أبعد يده عن عينيها : سبرايــــــــــــز.
فتحت عينيها تنظر إلى المكان بإعجاب شديد وانبهار ودهشه الورد المنثور على الأرض الخشبي ليشكّل عبارة " happy birth day lady"
يتخلل بتلات الورد الأحمر الكثير من الشموع الدائرية الصغيرة ..
مزهريات زجاجية شفافه موزعه بالمكان بكل مزهريه وردة واحدة حمراء ...
طاولة دائرية موضوعة بجانب الباب الزجاجي المطل على المسبح والشموع الطويلة تزيّن منتصفها وكعكة اسطوانية باللون الأبيض يسيل منها بشكل منظم اللون الذهبي .. الورد الاحمر أيضاً يزيّن الكعكه , اعلى الطاولة بلالين الهيليوم شفافه بوسطها بلالين أخرى حمراء .. ثم ثلاث بلونات هيليوم مربوطة على كل كرسي حول الطاولة والتي عددها كرسيين فقط .
وبتلات حمراء منثورة بشكل عشوائي على الطاولة أيضاً ..
نظرت إليه بحب وهو قادم تجاهها بعد ان شغّل موسيقى صااااخبــــه لأصوات اطفال يغنون اغنيه عيد الميلاد ..
ضحكت بشدة حين ضحك وهو يقول : معليش ما اقدر احتفل بميلاد احد بدون ذي الأغنيه .
عانقته بحب وهو يبادلها العناق قائلاً : كل عام وانتِ بخيـــر ..
ميهاف : وانت بخيـر يا رووووحــــي , والله فاجأتني متى مداك تسوي كل هذا ؟
زياد : اكيد ماسويتها بنفسي !!
ميهاف شعرت بغباء سؤالها وضحكت .. زياد امسك بيدها : تعالــي نجلس .
ميهاف : بس بالله صك الأغنيه ذي ازعجتني .
وبينما هما يجلسان حول الطاولة يتبادلان الأحاديث بهدوء وحالميه , امسك بيدها قائلاً : فيه مفاجأة ثانية بس مو مني من أمي , مع إنها وصتني ما أجيبلك سيرة لا إنتِ ولا رند بس مو قادر ابلع الكلام واسكت .
ميهاف : ههههههههههههههههه وايش هي المفاجأة ؟
زياد : لالا ما بقولك راح اخربها عليك إذا قلتلك .
ميهاف : هيّـــــا بلا هباله انت قلتها خلاص كملها .
زياد : ليتني سااااكت والله اني مو وجه اسرار , ماعلينا ماعلينا بعطيك هديتي أول بعدين يصير خير .
ميهاف : لا تصرفني .
زياد : خلاص عاد لا تزنّي علي واضعف واقول .
ميهاف : طيب خليني اصور الكيكه وبعديـــن جيب لي هديّتك .
التقطا عدة صور للمكان والكعكه ولهما سوياً .. قطعت الكعكه وسط تشجيعه الساخر لها .. امسك يدها بحماس وهو يمشي معها إلى أحد زوايا الديوانية : يلا يلا تعالي شوفي الهدية .
وتحديداً على الطاولة المستطيلة التي تتوسط الأرائك ليفاجئها بعدد غير قليل من الهدايا التي تغطي الطاولة بأكملها نظرت إليه : هذي كلها لي ؟
زياد : لا لجدتي شرايك ؟
ضربته بخفه : لكيــــع .
إبتسم : افتحيها دحين وحدة وحدة .
ميهاف ضمته مجدداً وهي تبكي : يازيــــــــاد والله مــــرة أحبّــــك ليش ليـــــش تبكيني .
وبينما هي جالسه تفتح الهدايا واحدة تلو الأخرى وزياد يوثق اللحظة بكاميرا التصوير , تبدي رأيها بفرحة تخالطها الدموع كلما فتحت واحدة تنظر إليه بعيون عاجزة عن التعبير : يــــاربي انت ليه ذويـــق كذا ؟
زياد بضحكه : بالله حلوه ولا تسلكي ؟
ميهاف وهي تنظر إلى الساعة : مــــــرة تجنن .
هدية اخرى عبارة عن فستان سماويّ اللون هذا ماظنته للوهلة الأولى إلى أن فردته بالهواء كان عبارة عن (افرول) يبدو قصيراً جداً لمنتصف الفخذ او أقصر عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى العلبة من جديد لتجد أنه طقم كامل اسباني (افرول قصير لمنتصف الفخذ بأكمام طويلة إلى حدٍ ما بكتف عاري + وطقم بكيني)
اكتسى وجهها بالحمره عندما قال زياد : تراني مخطط ان ذا الطقم تاخذيه معاك لشهر العسل بشوفه عليك ..
رمقته بنظره جعلته يضحك بشدة , اعادته إلى العلبة واغلقته : يصير خير .
فتحت كيس آخر من ديور بوسطه علبة عطر استنشقت العطر ورشت منه على فستانها الذي ترتديه : الله مرة حلو ..
زياد ضاحكاً : بعدين بقولك هذا عطر لإيش .
ميهاف تجهم وجهها مجدداً : يا دين الله انت الظاهر مو مشتري شيء لله , كل شيء له وقت ونية .
زياد : ههههههههههههههههههههههههه ههه .
اغلق الكاميرا : الا والله فيه هدية واحدة بس جبتها بنية كويسه .
ميهاف : الحمدلله يارب , أي وحدة ؟
جلس بجانبها وهو ينظر إلى الطاولة للحظات , ثم بعد ذلك سحب ظرف أبيض من بين الهدايا ومد الظرف لها : شوفي بنفسك .
عقدت حاجبها بإستغراب وهي تفتح الظرف وآلاف الأفكار تدور في رأسها , إلى أن أخرجت ورقة وقرأتها وكلما تعمقت بالقراءة اتسعت ابتسامتها أكثر , اغلقت الورقة وهي تنظر إليه بعيون مليئة بالدموع : انت ناوي علي اليوم !! يا زياد والله انها هدية تكفيني عن كل الهدايا من جد الله لا يحرمني منك مرة مرة مرة فرحتني كيف فكرت فيها ؟
زياد : والله بالصدفة شفت اعلان وجيتي فبالي , وحسيت اليوم انسب يوم أقولك عنها .
عانقته بقــــوة وهي تتنهد : الله لا يحرمــــــــني والله إني محظوظـــه لأنك حبيبي ولأني حبيبتك و...
قاطعها هامساً : مع عطر الإثارة ذا , كِملت .
ابتعدت عنه بسرعة : تمـــــــــوت لو ماخربت علي .
احترق وجهها بخجل عندما رأت نظراته الحالمه وقالت بتوتر : شكلك ماتكذب .
وضع باطن كفه على خدها : انتِ وينك من زمان ؟
تنهد : كل مرة اتذكر فيها إنك كان ممكن تكوني لغيري اتضـــــايـــق , ليش ما كنت أنا الاول بحياتك ؟
ميهاف : ايش جاب هالسيرة ؟
زياد : أعبرلك عن شعوري بس .
ميهاف قبّلت باطن يده التي يضعها على خدها : مايهمني تكون الأول قد مايهمني إنك جيت بالوقت الصح بالوقت اللي قاعدة أحبّك فيه بكل شعوري بدون ما أخاف ولا أتردد ولا أحس اني ممكن ألاقي شخص أحسن منك , أنا لو أقدر أعطيك قلبي بالمعنى الحرفي والله ما يغلى عليك .
اقترب منها واقتربت منه ولم تبقى إلا مسافة شعره واحدة بينهما فقط , اغمضت عينيها واغمض عينيه ولكن ......
ضحكه عاليه صخبت بالمكان جعلتهما يلتفتان معاً على مصدر الصوت , زياد عض شفته السفلى بغيظ : انتِ وبعديــــــــن معاك ؟
رنـد وهي تحمل بيدها هدية وتكتم ماتبقى من ضحكتها : سوري سوري والله هالمرة بالذات مو قصدي أخرب عليكم ..
ميهاف : انا ربـــي باليني فيك تدري ؟
رند رفعت حاجبيها بتهكم : لاااااا والله دحيــــــن انا صرت بلا ؟؟؟ كلها عشان كم مرة بس خربت عليك او يمكن دايماً أخرب , بس برضو ما اسمحلك تعتبريني بلا .
زياد : دحين انتِ ليش جايه ؟
رند : اوه صح جيت أعطي أختي وحبيبتي وروحي وفلذة عيوني وكبدتي ميهاف هدية ميلادها , ولو انها تعتبرني بلا بس كل واحد يتعامل بأخلاقه .
ميهاف قامت إليها وهي تعانقها بحب : والله انك غبيـــــه بس أحبّك مـــــرة .
رند وهي تبادلها العناق : والله محظوظ زياد حضنك حلو قهر بيصبح ويمسي على ذا الحضن .
زياد : والله مرة قـــــاطه تراك خلاص انقلعي .
رند وهي تشد بعناقها لميهاف : خليني اتهنى طالما حتاخذها للأبد .
زياد : رنــــــدوه .
رند : شوف حتى هي مابتفكني .
ضحكت ميهاف : والله حشتاقلك يا رنـــد كلها أسبوع وحتتزوجي وتسافري وتنسيني .
رند : يا الله عاد لا تذكريني بالقوة وقفت بكا واحزان .
تجمعت الدموع بعيني رند بلا مقدمات : فوق هذا ماما لسه ما رجعت لا هي ولا بابا , وانا زواجي مو باقي عليه الا اسبوع .. والله لو ماحضروا زواجي لا أفصل عليهم .
شعرت بدموع رند تبلل كتفها ابتعدت عنها بصدمه وهي تراها تبكي عانقتها مجدداً بصدمه : رنـــد اكيد حتجي بكرة هي قالتلك انهم حيوصلوا بكرة ان شاء الله , ليش البكا؟
زياد : هيّا يا دراما ايش يعني باقي اسبوع على زواجك تراك منتِ طايــره بالنهاية حتعيشي جنبنا .
نظرت رند إلى زياد بلا استيعاب : حتى ولو حعيش جنبكم بس مو معاكم .
زياد : شكلي بقول المفاجأة لأن انا مصدع من كتمانها .
رند : مفاجأة ايش ؟
ميهاف : هههههههههههههه له ساعة يقول امك مسوية مفاجأة لنا بس مو راضي يقول ايش هي !
رند تركت ميهاف وذهبت لزياد : ايش ايش ايش هي المفاجأة تكلّم غش انت تعرف وانا لأ .
زياد حرك حاجبيه بإستفزاز : حتى رشاد يعرف وانتِ لأا .
رند : لااا والله من بدايتها أسرار .
زياد : مو سر , مفاجأة .
رند : طيب قول .
زياد : لأ .
رند : بليـــــــــــــز .
دفعها عنه بخفه : لا تعطيني نظرات البراءة ذي تنرفزني .

\\

في ليلتها المميّزة .. تلك الليله التي أنارت فيها كالبدر في غسق الدجى .. لتزف أخيراً إلى رشاد .
زفه أثارت دموع الجميع وتحديداً فجر التي لم تتوقف إطلاقاً عن البكاء بحرارة ، عانقت رند آلاف المرات لينتهي المطاف برند بااكيه هي الأخرى : والله والله لو ما سكتي مااا راح ارجع الا معاك شوفيني قلتلك .
فجر : حسبالك كذا بتسكتيني يعني ؟ انا اصلاً غيرت رأيي ما ابغاك تروحي عني .
رند مسحت دموع والدتها : والله مايهوووون لاتخليني اكنسل هالليلة ، بعدين اصلاً مسوية حزينه عليّا وانتِ لك اسبوع راجعه وساحبه علي ، طبعاً خلاااااص حبيب القلب عندك ، انا صرت كخه .
ضربت فجر يد رند بخفه : اذا هو حبيب القلب انتِ بنت حبيب القلب يختي ، قال كخه قال .
طلبت منهم الفوتوغرافيه أن تقفا بطريقة محددة لتلتقط لهما بعض الصور ..

*****

في يومٍ ما .. جلست في المدرسة بقلق ، لم يأتِ أحد ليقلّها من المدرسة إلى المنزل ، هل نسيتها جنى ؟
انتظرت نصف ساعة حتى فرغت المدرسة من الطالبات ..
قامت العنود والقلق متمكن منها وطلبت من الإدارة أن تتصل بأهلها لكي يقلّوها من المدرسة .. اتصلت بجنى .. الرقم الوحيد الذي تحفظه غيباً ، بعد عدة رنات ردت جنى بصوت ناعس : الوو .
العنود : السلام عليكم ، جنى انا العنود انتِ ماداومتي اليوم ؟
جنى جلست بفزع وكأنها للتوّ تذكرت العنود : لا ما داومت ، رجعتي ؟
العنود : لا انا داقة بجوال المدرسة محد جاني ..
جنى : يا عمرررري اسفه والله راحت علي نومه والله مرة مرة آسفه نسيت اوصي رواد يكلم السواق ، خلاص بكلمه دحين .
اغلقت العنود الخط بإستياء وجلست مجدداً بساحة المدرسة ..

//

عند جنى وهي تتحدث لرواد عبر الهاتف : بس نص ساعة يرجعها ويرجعلك طيب !
رواد : والله ما اظن حيمديه يمرها لأن تو ارسلته ف على مايخلص ويرجع ثاني بياخذ ساعة .
جنى بإستياء : رواد بليـــــز البنت ملطوعة بالمدرسة من اول .
رواد : خلاص حبيبتي بشوف سواق اهلي اذا فاضي يمرها ..
اغلقت جنى الخط واتصل رواد بسائق عائلته مرة واثننين لكنه لم يجب هو الآخر .. اغلق الخط وهم بالاتصال برقم آخر .. ثوان بسيطه حتى اتاه صوته الناعس : هااه .
رواد : عايش موجود ؟
ريان : شدراني مصحيني عشان تسأل عنه اتصل عليه .
رواد : ما يرد .. بالله شوفه لي اذا صاحي خليه يمر مدرسة ال## ياخذ عنود اذا وصل هناك خليه ينادي بإسم " مشاري ال### "
جلس ريان بتركيز : عادي اروح انا ؟
استوعب رواد انه يتحدث عن العنود ، ابتسم : لا تتأخر عليها طيب .
قام بسرعة البرق من سريره يخلع ملابسه بسرعة لم يلبث دقيقه واحدة وهو يستحم حتى خرج يرتدي ملابسه بسرعة .. حذاءه .. ساعته .. اغرق نفسه بالعطر ، نظر بسرعة خاطفه إلى انعكاسه على المرآه ، ثم اخذ نظارته الشمسية وغادر بسرعة ..
وصل إلى المدرسة خلال عشر دقائق ، وقبل ان ينزل من سيارته تأكد الف مرة من وسامته وابتسامته ، هذب لحيته الخفيفه بيده ونزل لينادي بإسم " مشاري الـ#### " وعاد إلى السيارة مجدداً ..
خرجت العنود بحواجب معقوده ساخطه على هذا اليوم الذي مكثت فيه بالمدرسة ساعة كامله عوضاً عن توبيخ معلمة المناوبة لها وتأففها على تأخير العنود ..
نظرت إلى الحارس متسائلة : وين اللي نادى ؟
اشار لها الحارس إلى سيارة جمس عائلية رمادية ..
ذهبت إلى السيارة ، فتحت الباب الخلفي وصعدت واغلقت وهي تزفر بضيق ، لكن سرعان ما اختنقت برائحة العطر عقدت حاجبيها وهي تنظر إلى السائق .. صُدمت من الشاب الجالس ينظر إليها من خلف نظارته الشمسية .. لم تستوعب من يكون لكن اول شيء طرأ في بالها أنها اخطأت بالسيارة ، توقفت نبضاتها للحظات وهي تهمّ بفتح الباب معتذرة : آسسفة شكلي غلطاانه .
ريّان اغلق ازرار الابواب ، كتمت انفاسها برعب عندما لم يفتح الباب ، نظرت إليه مجدداً والدموع تتدافع لعينيها وآلاف الافكار السوداء تجتاح رأسها وبصوت متهدج : لو سمحت الباب تقفل ممكن تفتحه .
نطق أخيراً : نازلة وين رايحه ؟
بهتت ملامحها عندما خلع نظارته الشمسيه ونظر إليها : رياان .
اتسعت ابتسامته : عيووووووون ريّااان .
التصقت بالباب برعب أكبر : ايش جاابك ؟ جنى قالت بترسل السواق مو انت .
ريان : سمعتي بإنتهاز الفرص ؟
العنود اشاحت تنظر إلى النافذة وقلبها يخفق برعب ، لم تجبه ولا تريد التحدث أصلاً ، ظلت تتوعد جنى في سرّها على هذه المفاجأة المرعبه جداً بالنسبة إليها ..
ريان وهو يمشي بالطريق ببطء شديد بعكس سباق الزمن الذي أوصله للمدرسة خلال 10 دقائق : بتروحي لبيتكم ولا لجنى ؟
العنود : بيتنا .
ريان : ليش مو عند جنى ؟
العنود : بيتنا اقرب .
ريان وهذا مايريده ان تطول المسافة اكثر ، وبكذبة : بس رواد قالي اوديك لجنى تبغاك تتغدي عندها .
سكتت العنود مجدداً .. مضى الوقت بهدوء ، لكن ريان لا يستطيع تحمّل صمتها هذا تساءل بفضول : عنود ايش صار على ولد عمك اللي كنتِ تكلميه ؟
صُعقت العنود من سؤاله ، لعنت تمارا ، تعلم ان لا احد سيفضحها غير تمارا !!! بلعت ريقها ولم تجب ، مما اضطر ريّان إلى الالتفات ليتأكد من انها مستيقظه وتسمع ما يقول : اكلمك انا .
العنود : ماعندي رد .
ريّان : ايش اللي ماعندك رد ؟ يعني انتِ لسه تكلميه ؟
العنود : لا .
لم تفتها ابتسامته بعد ان زفر براحه : احسن .. طيب عنووود .
لا رد
اكمل :أكيد تمارا او روان جابولك سيرة إني ....
قاطعته العنود بتجهم : لو سمحت ياليت تخفف ميانه .
ضحك ريان : طيب بس بعرف رأيك بنفسي .
العنود : لماااا تكلم أمك بتعرف رأيي .
ريّان : طيب يعني انتِ ما عندك مشكلة مع فرق العمر صح ؟
العنود نظرت بالطريق : ذا مو طريق بيتنا .
ريان : ادري بوديك لجنى .
العنود زفرت بضيق ، ريان كرر سؤاله .. العنود : مدري .
سكتوا لدقيقه ، قطع صمتهم يدها الممدوده له وهي تمد له حلوى .
ريان اخذها بإستغراب ظل ينظر بالحلوى لثوان طويلة ثم وضعها في جيبه ، تساءلت العنود : ما تاكل ؟
ريان : إلا بس هذي بحتفظ فيها هاتِ وحدة ثانيه .
رمشت بصدمه ما هذه الاريحيه التي يتحدث بها ريان !! شعرت برغبة في الضحك .. مدت واحدة اخرى .
بمجرد ان وضعها في فمه شعر بطعمها الاذع ، منذ زمن طويل لم يأكل الحلويات ، لكن الآن يشعر أنها ألذ حلوى أكلها في حياته .. ساد الصمت مجدداً ، شعرت أن الطريق طال أكثر من العادة نظرت إلى الطريق مجدداً : كم باقي ونوصل ؟
ريان : ساعة ..
العنود : ليش ساعة ، وين ساكنه جنى ، برابغ ؟
ضحك ريان : بتروحي لجنى ولا بترجعي لبيتكم ؟
العنود : اي مكان عادي .
ريان : لا حددي .
العنود : مو قلت بتوديني لجنى ؟
ريان : بس حسيتك ما تبغي تروحيلها .
العنود : لاعادي .
ريان : امم شكلي حرجعك لبيتك .
العنود : براحتك .
ريان بإبتسامه واسعة : ياااا حياتي .
انخرست العنود بخجل وصدمه من رده ..
بعد طريق دام لمدة نصف ساعة أخرى ، بعد ان توقف ريان بمحطتين ، الاولى لتعبئة وقود السيارة ، المحطه الثانية توقف فيها ونزل .. اختفى لبضع لحظات ثم عاد يحمل بيده كيس بلاستيكي ازرق اللون ..
صعد إلى السيارة واستدار يمد الكيس للعنود : خذي .
نظرت إلى الكيس المليء بالحلويات حرفياً ملــــــيء بالحلويات وكأنه اخذ كل ما يوجد في البقّالة ، العنود لم تتمالك دهشتها : انت بتشبّك وحدة بالابتدائية؟؟؟
ريّان : لا بس اللي بالثانوية كيف تتشبّك ؟
كبحت ابتسامتها وهي تأخذ الكيس من يده : مدري يمكن برضو بالحلويات .
ضحك ريان : يازيـــــنك .
واخيــــــراً اعادها لمنزلها ، اغلقت باب المنزل بقدمها وهي مبتسمه تحمل بيدها كيس الحلويات .. ما لا يعرفه ريان أن العنود تابعته في كل مواقع التواصل الاجتماعي عندما علمت برغبته فيها ، ارادت ان تتقصى عنه اولاً .. وما لايعرفه أيضاً ان قلبها رقّ له ..
امسكت بهاتفها ووجدت عدة رسائل من جنى تجهم وجهها وهي تقول : ليش ما قلتي بترسلي ريان ؟
جنى : اما ريااان ؟ رواد قالي بيرسل عايش سواق اهله .
العنود : لا والله ما جاني الا ريااان .
جنى : ههههههههههههههههههههه امااانه ايش قال ؟
العنود : ولا شيء فوق لطعة المدرسة لطعني الاخ بالطريق ، يمااااااطلني اقوله رجعني البيت قال بوديك عند جنى ولما قربنا من بيتك غيّر رأيه .
جنى : وما قالك شيء طيب ؟
العنود صورت لها كيس الحلويات : شوفي ايش جايبلي حسباله اني بزره وانا فعلاً بزره لأني اعطيته حلاوة وفجأة جابلي كيس حلوياااات .
جنى بسخريه : يا حياااتي قصة حب من اول كيس حلاوة .
العنود : ههههههههههههههههههههههههه اخخ لا البجيح تخيلي ايش سألني !! يقولي انتِ لسه تكلمي ولد عمك قصده سراج بس اوك والله لاوريها تمارا محلاها رايحه تنشر غسيلي عند ريان .
ضحكت جنى بشدة : والله جريء بشكل يخوف .
العنود : لااا فيه شيء يفشـــــل قلته انا .
جنى : ايش هو ؟
العنود : كان بيسألني ان تمارا وروان قالولي عن انه بيخطبني ، ف قلتله لما تكلم امك بتعرف رأيي وربي يع يالرد يارب مايحسبني مشفوحه عالزواج .
جنى : ههههههههههههههههههههههههه ههه بالعكس احسن يمكن يتحمس ومن جد يكلم امه !!

\\

عاد ريان والابتسامة الواااسعة تزيّن شفتيه ، دخل إلى المنزل وهو يغني بمجرد ان قابلته تمارا العائدة للتو من الجامعه : يالله ظهر خير ايش عندك مروق مع ذا الحر .
ريان شد خدها بخفه : تدري انك احلى اخت بالوجود ؟ وينها امي مصنع هذا الكيك ماشفتها اليوم .
رفعت تمارا حاجبيها بدهشه : لا بالله الولد جاته ضربة شمس ..
ريان وهو ينادي بصوت عال : مااام ، ماميي ، ماما ، ماااي ليـــــدي .
خرجت ميار من المطبخ بعد ان اعطت الطباخه وصفة جديدة لتطهوها لغداء ميار : ها يا امي ايش تبغى ؟ وين كنت رحت غرفتك ما لقيتك .
ريان جلس على احدى الارائك : كنت بجولة عاطفيه .
والدته : نعم ؟ جولة ايش ؟ وين ؟ بعز الظهر جولة عاطفيه .
ربت على المكان بجانبه : تعالي اجلسي يا ست الكل ابغى اكلمك بموضوع ضروووري .
جلست ميار : ان شاء الله خير !
ريان : صراحه بدون مماطله وتمطيط ابغى اتزوج .
اتسعت ابتسامة ميار : والله ؟؟
ليكمل ريان استعدل بجلسته وهو يستعد للرفض : ابغى عنووووووود صحبة تمارا .
سكتت ميار للحظات وكأنها تحاول تذكر العنود ، تساءلت بعدها : قصدك هذيك اللي مع جنى وروان ؟
ريان : ايوه هي بعينها .
ميار اتسعت ابتسامتها : ياااا قلبي زيـــــــن ما اخترت يا زينها بس مو كأنها صغيرة عليك ؟
دهش من رد والدته : لا عادي .
ميار : اذا عادي والله من عيونــــــي يا عمري العنود ما تدري قد ايش احبها وتكسر خاطري تمارا دايم تحكيلي عنها والله لو ما رعد متزوج روان قبل كان زوجته عنود .
ريان : دحين ليش بتزوجيها رعد وانا اللي طالبها ؟
ميار : لا يعني هذي كانت افكاري بس ، وطالما انت تبغاها ابشر بكلم جنى عليهاا ..
قامت والدته تاركةً إيّاه في ذهول : بــــــس ؟ بهذي البساطه ؟

//

لم يستغرق الموضوع سوى يوماً واحداً حتى ذاع الخبر بالعائلة بسرعة البرق بعد ان تحدثت ميار إلى جنى متسائلة : اهل عنود موجودين ؟ انا بخطبها لريان .
جنى : امم عمها اللي كان وصي عليها موجود اتوقع .
ميار بكرهه : مو هو نفسه اللي حطها بالاحداث ؟
جنى سكتت للحظات : ايوه .
ميار : هذا كيف قلبه طاوعه ، حرام صغيرة والله كيف سمحله ضميره يئذيها ، والله إن قلوب الناس أقسى من الحجر من جد ...
على الرغم من استغراب جنى من موقف ميار الذي لم يتوقعه أحد إلا أنها لاحظت أن ميار على علم بتفاصيل كثيرة في حياة العنود ولا عجب طبعاً في ذلك ما دامت تمارا صديقة العنود ، ابنتها ..
بعد ثلاثة أيّام بالضبط
لم تستطع حتى أن تلتقط أنفاسها من الرهبة ، لم تتوقع أن يأتي هذا اليوم بهذه السرعة ، على الرغم من أنها كانت تنتظره كثيراً لكنها الآن ودّت لو أنه لم يأتي ويسبب لها هذا القلق والتوتر والخوووف ..
امسكت بيد روان ووضعت يدها الأخرى على صدرها لتتنفس : روان خاااايفه قلبي بيوقف من الخوف .
روان : يا عمري ياعنود تنفسي تنفسي خذي شهيق وزفييير ، تبي اجيبلك مويه ؟ اكلتي شيء اصلاً ؟
العنود : مالي نفس بشيء مصدعه واحس بخفقان مو طبيعي ، بالله خلونا نكنسل الشوفه احس مابيمدي اشوفه الا وقلبي متوقف .
ضربت كتفها بخفه : تفاولي خير .
مر الوقت ونادتها جنى لتدخل ..
بكل ما تحمله الكلمة من معنى لم يبقى في جسدي شيء لم يرتجف .. اطرافي باااارده وقلبي يخفق بشدة حتى ظننته سيكسر قفصي الصدريّ ! حاولت تمالك خطوتي والإتزان والتركيز حاولت تهدئة نفسي واقناعي بأن الجميع يمر بهذه اللحظة ولستُ الوحيدة ، حاولت إقناعي بأنها ليست المرة الاولى التي يراني فيها ريّان فلا بأس لا شيء يستدعي كل هذا الخوف !
فتحت الباب .. دخلت إلى الغرفة .. انصبت انظارهم عليْ .. ميار ، وريان ، وجنى ، وتمارا وجوانا وحتى روان وسما ..
زادت ضربات قلبي ، ثقلت انفاسي اكثر ، لم تعد تحملني قدماي .. ما هذا الخوف يا الله !!! ثم ..
غطى على عيني السواد و لم اشعر بشيء بعدها .....

استيقظت على صوت هامس وضربات خفيفه جداً على خدي : عنووود ..
فتحت عيني لوهله حتى وجدته بالقرب مني ، وجهه مقابل وجهي بالضبط ، ينادي بإسمي ، فتحت عيني بقوة وجلست لأستوعب ماحدث .. نظرات القلق مرتسمه على وجه الجميع إلى أن رأوني قد افقت ، زفروا بارتياح .. التفت إليه مجدداً حين قال ساخراً : لهالدرجة ما تحملتي جمالي واغمى عليك ؟

قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم السبت الموافق :
10-1-1442هجري
29-9-2020ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-20, 10:30 AM   #90

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الواحد والعشرون
البارت الثالث

استوعبت انني سقطت عندما دخلت ، شعرت بالإحراج ، اشحت عنه وانا اسحب يدي من بين يديه ، ضممتها لصدري لأهدئ من روعي .. ضحك : عنوووود .
يناديني بطريقة مميّزة جداً ، لكنني لم اجرؤ على النظر إليه ، مد لي كوب الماء : والله إني كيوت ما آكل .
ميار : يااا ولد خلي البنت تستوعب ، من حقها يغمى عليها وانت مفجوع عليها كذا .
ريان اخذ الكوب من يدي مجدداً حين انتهيت من شربه : طالعيــــــــني .
لا اعلم هل هو عديم المشاعر لهذه الدرجة ؟ الا يشعر بالخوف على الاقل ؟ نظرت إليه رغماً عني عندما رفع وجهي إليه ، عقدت حاجبي مستاءة من جرأته وراحته الفظيعة بتصرفاته ..
ابتسم : هذا وانتِ شايفتني قبل ثلاثة ايام !
اتسعت احداقي بصدمة ، دفعت يده عني وبدفاع : ويــــــن .
مد لي كيساً ، وللمرة الثانية كان أيضاً مليئاً بالحلويات ، اردت البكاء ساخطه على هذا الوضع هل يعتبرني طفله ؟
وأخيراً نطقت جنى وهي تمد لي صحن المعجنات : عنود خذي كلي شويه شكلك ما اكلتي شيء من اول .
سبقني ريان وهو يأخذ الصحن منها : وليـــــش ما اكلتي شيء من اول ؟ حرام عليك شكلك ما تبغيني الحق اتهنى فيك .
حينها سقطت عيني على روان التي كانت تضحك بلا صوت واضعةً يدها على فمها ، نظرت إلى ريان الذي مد يده لفمي بقطعة من المعجنات ، نطقت أخيراً بهلع : مالي نفس .
قرب يده أكثر : مو على كيفك .
اشحت بنظري عنه انظر إليه بتوسل اريدهم ان يخلصوني من هذا المجنون ..
لكنه سرعان ما اعاد الصحن على الطاولة امامهم وقال : ليش ما تخلونا لوحدنا شكلها مستحيه منكم .
بسرعة وبلا وعي : لا ، انت اللي روح .
ريان : انا ؟ بس لسه ما تكلمنا وتعرفتي علي .
جوانا : خلعت قلبها ودوبك تتذكر انك ما تعرفت عليها ؟
ريان : انا اعرفها بس يمكن هي ماتعرفني .. يلا اسأليني .
عنود : كم مدة الشوفة ؟
ضحك الجميع على سؤالها العفوي ، ريان : افاااااااااا قاعدة تصرفيني ؟
عنود امسكت يده بقوة وهي تشعر بالدوار : لا .
ريان ابتسم على مسكة يدها له : لاتخافي ماراح اسيبك يا عمري .
لم استوعب ما حصل بعد ذلك لكن ما اتذكره ان جميع من بالغرفة خرجوا سوانا انا وريان حينها استدار بكامل جسده علي يتحدث بأريحيه ، قاطعته فجأة وانا اتساءل بحيره : انت من متى تعرفني ؟
ريّان : من سنه بالضبــــــط .
العنود : بس انا ما اتذكر إني شفتك .
ريان : إلاا بعمارتكم انا كنت نازل وانتِ طالعه صدمتي فيّا .
لم تتذكر ، لكنها عقدت اصابعها قائلة : ايش بتعرف عني .
ريان : ولا حاجه , اعرف كل شيء عنك ، انتِ اللي ايش بتعرفي ؟
العنود : كم مرة سافرت ولوين ؟
ضحك : كثير ، ايطاليا ، اسبانيا ، لندن ، نيويورك ، النرويج ، بالي ، نيوزيلندا ، كيبتاون ، هاواي ، النمسا ... و امممم
العنود : والمغرب والبحرين ، ليش ؟
ضحك أكثر : ترى طبيعة المغرب حلوة .
العنود : والبحرين ؟
ريان : فضول ..
لا تشعر بالإقتناع لكنها سكتت ..
ريّان : اعرف الموضوع ممكن يكون مربك ومشكوك فيه بالنسبة لهالدولتين بس يعني انا بتــ##
عقدت حاجبيها لم تفهم معنى الكلمة ، حاول شرح المعنى لكن وجهها تجهم اغلقت اذنيها : خلااااص .
ضحك بشدة : بس اطمنك إنها المرة الاولى لي زي ما هي المرة الاولى لك .
نظرت إليه بجدية قائلة : انا ما راح اتطمن كذا ..
ريان : وكيف راح تتطمني ؟
العنود سكتت لا تعرف كيف تخبره بالأمر ، حينها اخذ الكيس الورقي ذا اللون الكحلي الذي امامه واخرج منه علبة امسك بيدها وهو يلف حول معصمها اسورة ويعقدها قائلاً : اذا بخاطرك اي شيء تقولينه لي لا تترددي .
قبّل يدها : بالله ردي بسرعة ها لا تتلكعي بالرد .

عرف ريان بعد ذلك أن العنود تريد أن تطمئن من خلال إجراء ريان فحص شامل قبل الزواج ..
على الرغم من قول جنى لها : ما تخافي يزعل اذا قلناله ان هذا شرطك قبل ما تردي ؟
العنود : مافي شيء يزعل انا من حقي اتطمن انه ما يعاني من شيء ، واذا كان بيرفض ويزعل فمع السلامه الله يستر عليه .
ابتسمت جنى : امووووت بالأذكياء المثقفين يا ناااس .
لكن ريان أصلاً لم يعارض لأنه إلى حد ما كان يفكر في طريقة تجعل العنود تثق به قبل ان يبدآ حياة جديدة معاً .
وطالما أنها اختارت ما تريده أن يفعل لتتأكد من صحة كلامه ، فلن يمانع هو..

******

في النرويج ليلاً .. وتحديداً داخل إحدى المطاعم ، اغلقت هاتفها وهي تضحك بشدة ، نظر إليها وهو يضحك معها : اشبك ؟
هي وهي تهم بتناول الطعام : لازم نخلص بسرعة ولا والله بيفتري فينا سلطان ، متورط بالبنت ، متصل مو عارف يغير حفاظتها .
خالد : مو قلتلك نخلي عندها بيبي سيتر ..
بيان : هو مسوي فزعة وقال ما يحتاج ولا تشيلي هم انا اعرف واذا فيه شيء ما عرفته بسأل الخدم واخرتها متصل يسبني ههههههههههههههههههههه
خالد : ومتى حضرتك تخلصي الاربعين ؟
بيان عضت على الملعقة بأسنانها وفردت اصابعها تعد بتفكير : باقي لي 14 يوم يعني اسبوعين ، ليش تسأل ؟
ابتسم بعذوبة : وحشتيني مايبيلها .
ابتسمت : اسبوعين اسبوعين حيمروا بسرعة ان شاء الله ..
خالد : من دحين بقولك بعد اسبوعين نشوف لنا بيبي سيتر تجلس مع النونو ..
بيان عقدت حاجبها : مدري احس صغيرة على إني اخليها لحالها ! سلطان ما حيكون موجود وما اقدر اخلي بنتي مع وحدة غريبة لوحدهم .
خالد : يوم واحد عادي .
بيان : لا مو عادي بنتي ، مو جايبتها من البقاله تخيل لو سوت لها شيء !
خالد بإستياء : يعني ؟
بيان : عادي ناخذها معانا ، حتكون نايمه ، بس ما نخليها قلبي ما يطاوعني .
خالد حك حاجبه : شكلي من جد لازم استوعب إن فيه فرد جديد بيشاركني فيك في كل دقيقه .

عندما عادا من المطعم ، اخذت طفلتها منه وهو يقول : بالقوة نامت وما رضيت تشرب الحليب ، يمكن ما كان دافي كفايه لاني شربته كان طعمه كويس مو خربان بس شكله كان بارد عليها .
ظلت تنظر إليه للحظات ثم قالت : شربته ؟
سلطان : ايوة ليش مو عادي ؟
ضحك خالد بشدة : من جدك ؟ شربت حليب البنت ؟
سلطان بإستغراب : ايوة شفتها ما بتشربه قلت يمكن خربان لانك مسويته من اول ف ذقته عشان اشوف .
ازداد ضحك خالد بينما عضت بيان شفتها العلويه وهي تكبح ضحكتها ، سلطان بقلق : ايش لا يكون فيه شيء ؟
خالد : لا بس باقيلك 4 شربات وتصير ولدي بالرضاعة .
ضحكت بيان حينها ، سلطان بصدمه : اماااا ما كان حليب جاهز ؟
بيان : لا ، انا قلت انك مو وجه اطفال بس مو لهالدرجة مناشبها حتى عالحليب .
سلطان : ويـــــــع شدرااااني انتِ وبنتك ماااقلتيلي الله يقطع ابليسك .
بيان : وانا شدراااني انك حتشرب !!!!
سلطان بتهكم : بس طعمه يجي يعني ...
قاطعته وهي تصرخ : روح عني يا حمار .
ابتعد ضاحكاً عندما همت بضربه واكمل ساخراً : قهر الحين بيشملك البر ما اقدر احارشك صرتي امي هههههههههههههههههههه

//

في يومٍ ما .. على مائدة الإفطار وهي تحمل طفلتها وتهزها بخفه وتداعبها ، اتى سلطان وجلس : صباح الخير ماما .
رمقته بإستياء : خلاص عاد مصختها .
ضحك : وينه ابوي ؟
بيان : سلطان والله انك حمار خلاص .
سلطان : خير الواحد ما يسأل عن ابوه بالرضاع .
أتى خالد وهو يجلس بعد ان ألقى السلام .. سلطان اعتدل بجلسته عندما قالت بيان ساخره : ولدك له ساعة يسأل عنه .
خالد : ذا العااااق خلاني افرغ موية المسبح لحالي .
سلطان بضحكه : كيف تبيني اساعدك ان شاء الله ؟ اشفط الموية بدال التصريف ؟
خالد : الا قول لي متى طيارتك ؟
سلطان : افااااا خلاص مليت مني ؟ تبي الفكه !! ماهقيتها منك يبه .
خالد : انا لو بيدي رميتك بدار ايتام على ذي النشبه
سلطان : يمه شوووووووفيــــه .
بيان تخاطب خالد : ليتك ترميه بدار العجزة افضل لذا القرد لانه بيفجع الايتام
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه هه طبعاً صرت انا القرد الحين بس اوك لما اوصل جدة لا تتصلين وتبكين وحشتني ياسلطان ووحشتني .

*****

تغيّبت اليوم أيضاً عن عملها بسبب الإرهاق والخمول الملازمين لها منذ اسبوع ، لا تشعر أنها بمزاج جيّد للعمل .. لذا فضّلت البقاء في المنزل اليوم أيضاً .. خرجت من غرفتها بعد ان قضت نهارها في النوم ، أخذت حماماً بارداً علّها تستعيد نشاطها .. خرجت وارتدت ملابسها لتستعد لعودة رواد وعبدالرحمن .
رأت الخادمة تبخر المنزل كعادتها اليوميه قبل عودة رواد لأن رواد يحب أن تستقبله رائحة البخور .. ماهي إلا دقائق حتى عاد الاثنان من دوامهم .. بمجرد ان دخل عبدالرحمن جرى سريعاً وهو يعانق جنى التي انحنت لتصبح في مستواه .. لكن بمجرد احتضانها له عبست بوجهها واختفت ابتسامتها قائلة : حمني ايش ذي الريحه ؟ وين لعبت انت ؟
عبدالرحمن ابتعد عنها : مدري .
كشرت أكثر : روح تروش وغير ملابسك ..
عبدالرحمن وهو يريد الاسترسال بالحديث عن يومه ، لكنها اصرت عليه : تروش بعدين تعال .
عبدالرحمن بإستياء : ليش انا معفن ؟
ضحك رواد لكن جنى بلا سابق انذار اعتلى صوتها بغضب : عبدالرحــــمن قلتلــــــــك روووح تروووش .
ذهب عبدالرحمن عاقداً حاجبيه والضيق قد بدى عليه .
استغرب رواد منها لأول مرة يعلو صوتها اصلاً : اشبك فيه حاجه مضايقتك ؟
جنى بإشمئزاز : مــدري فيه ريحه غريـــــبة مووو طبيعية مو قادرة اركز معاه ، انت ما انتبهت ؟ كذا ريحة غباااار بسس .. ما ادري ما ادري .
رواد : لا والله ما انتبهت .
لم يكن بالأمر الجلل لكن بمجرد ان عاد عبدالرحمن وهو يغطي جسده الصغير بالمنشفة والماء يقطر منه : ماااما انا خلصت ..
تجهم وجه جنى مجدداً : انت تروشت بالصابون ولا لا ؟
عبدالرحمن : ايوة سويت رغوة بهذاك الصابون ..
امسكت بيده : طيب تعال نلـ... يااااربي حمنــــــي ادخل الحمااام .
جعلته يستحم 3 مرات إلى ان قال بإستياء : يا مااااما خلااااص راحت كل الجراثيـــــــــم شوفي صرت ابيض .
لكنها ما زالت تشعر ان الرائحة لم تزل ، لم تستطع التحمل وخرجت من الخلاء قائلة : رواااد .
دخلت الى الغرفة تبحث عن رواد المتمدد على السرير : هيّا ما خلص ولدك انا بموت جوووع .
جنى : روح لبّسه انا مو قااادره اتنفس الريحه مو راااضية تروووح منه .
جلس رواد عاقداً حاجبيه : حرام عليك بعد ما روشتيه عشر مرات وتقولي لسه فيه ريحة ؟؟
جنى : روووح لبسه طيب لو سمحت .
رواد : خلي ل...
جنى بعناد : لااااا انت روح .
انتابه العجب من حالها لم تكن بمزاج جيد طوال اليوم وخصوصاً مع عبدالرحمن ، وكأنها تبدلت معه تماماً ، حتى عندما تريد التحدث إليه نبرة صوتها ليست كالمعتاد رقيقه ودافئة ، بل جااافه جداً حتى انها تتظر إليه بإشمئزاز غريب ، تحاول تحاشيه بطريقه غريبة .. لم ينحصر الامر بهذا اليوم فقط بل تكرر الامر طوال الاسبوع ...
في يومٍ ما ليلاً ، دخل إلى جناحهم لينام لكن وجدها تجلس على السرير تبكي جلس بجانبها : جنى ، اشبك ؟ صاير شيء ؟
رفعت رأسها ودموعها تهل على وجنتيها : بكّيته خليته ينام زعلاان ، رواد قالي انه يكرهني لأني ضربته ، والله ما كان قصدي بس هوّ عصبني ما يسمع الكلام ..
رواد : اشبك انتِ عليه ؟ ايش اللي صار شايفك كم يوم مو طبيعيه معاه .
جنى : ما ادري يا رواد ما ادري كل ما شفته احس نفسي مو طايقته مو طايقه اشوفه اخاف اكون حاامل وجالسه اتوحم عليه ايش اسوي رواااد ما ابغاه يكرهني بس والله مو بيدي ..
جلس رواد ينظر إليها لوهلة : حامل ؟
جنى : ما اعرف ما حللت ...
قطع حوارهم رنين هاتف رواد ، تركها وخرج من الغرفة للغرفة الأخرى المفتوحه على غرفة نومهم وهو يجيب على هاتفه ، ضاقت أكثر واستشاظت غيظاً ، قامت سااااخطه على تصرفه وقفت عند الباب متكتفه عاقدةً حاجبيها سمعته يقول : خلاص خلاص انا برسل لك بعدين ... مع السلامه ..
اغلق الهاتف ، جنى : ميــــــــــــن كنت تكـــــــــلم ؟
رواد : وحده بـ...
قاطعته وهي تصرخ : وهالوحـــــــدة مهمه لدرجة اني اكلمك تخليني وتمشي !!
بكت بغيظ وهي تسحب هاتفه من يده : ميـــــــن ليلى ؟
رواد : ليلي مو ليلى .
جنى : اللي هووو الزفته هذي ميــــن ؟
رواد : جنى ممكن تعطيني جوالي ؟
جنى : اكلمك انا هذي ميــــــــن ؟ ولييش داقه ذا الوقت وليش تخليـــــني عشان ترد عليـــــها ؟ (اكملت باكيه ساخره) سكرتيرتك الجديدة ؟؟؟؟؟
لا يعلم لمَ ينظر إليها بذهول كانت تتحدث ساخطه صارخه باكيه لم يستوعبها الا عندما امسكت قميصه من ناحية صدره : ميــــــــــن هذي يا روااااد لا تجنني .
ماهذه النظرة التي ترمقه بها ؟ أهي نظرة الغيره ؟ القلق من ان تكون هناك أخرى في حياته ؟ ما هذا الاصرار ؟ ما هذا الغضب ؟ لمَ تبكي بهذا الشكل .. ضمّها لصدره وهو يشعر بإرتجافها : وخر وخر وخر تكلم قول لي مين هذي .
ابتسم : مشرفة النظافة بالشركة ، جديدة دقت تطلب رقم المشرفة الاولى .. وانتِ لازم تحللي ..
ظلت تبكي ، دفنت وجهها بصدره : انت ما تكذب !!
رواد : ما اكذب .
رفعت رأسها تنظر إليه بوجه محمر ودموع لا تتوقف : هذي الغيرة اللي كنت تبغاني احس فيها ؟ ماااااهي حلــــوة ليش تحسسني فيها يعني ؟؟؟؟

صباح اليوم التالي ..
عندما همّ بإرتداء ثوبه ، وهي جالسه على السرير تنظر إليه : لا تروح .
رواد : ليش ؟
جنى : كذا لا تروح ، احس قلبي ناغزني ما ابغاك تروح .
رواد جلس على السرير : قلتلك كانت مشرفة النظافة بسس .
جنى : مو عشااانها بس لاتروح .
عندما يأست من اقناعه : مو قلت باقيلك اسبوعين معاي اجل لاتروح خذ اجازة ، حتى اناا ما بروح .
رواد : جنى ..
جنى بإصرار : يا رواااد خلاااص لا تروووح الدوام مو طااااير ولا فجأة صرت تحب الدواام ؟
رواد : يا عمري انتِ ليش معصبه طيب ؟
بكت فجأة : قلتلك لا تروووح وخلاااص ايش عندك بالدوام يعني !!!!
في هذه اللحظه ظن أنها مصره على بقائه بسبب المكالمه التي وردته بالأمس ، ربما ما زالت تشعر بالغيرة او الشك لا يدري ..
رواد زفر : طيب بوصل عبدالرحمن وارجع ، وبآخذلك موعد ب...
جنى : لا ، ما حيبين بالاسابيع الأولى .. مر الصيدلية وجيبلي جهاز اختبار منزلي احسن .
خرج الاثنان من الغرفة ارادت ان ترى طفلها عبدالرحمن قبل ان يذهب إلى روضته ، رأته جالساً يأكل وجبته المفضله " كورنفليكس "
حين رآها تجهم وجهه واشاح عنها .. حاولت تجاهل نفورها منه ورغبتها بالبكاء بلاسبب ..
حاولت التودد إليه : ماما حمني ..
قوس شفتيه للأسفل : نعم .
مسحت على رأسه بوِد : انا آسفه ما كان قصدي اعورك ولا اضربك ولا اعصب عليك .
عبدالرحمن : بس انتِ كل يوم تخاصميني ماااااصرتي تحبيني .
جنى قبّلت يده : سااامحني يا روحي والله أحبّك مرة أحبّك بس انا تعبانه شوية .
عبدالرحمن وضع يده على رأسها : مو مسخنه .
ابتسمت : طيب سامحتني ؟
عبدالرحمن قرب خده منها : بوسيني بقوة .
قبّلت خده : كذا ؟
اشار لزنده : بوسيني هنا كمااان مكان ما ضربتيني .
قبّلت مكان اشارته ، وعانقته : ها تسامحنا ؟
عبدالرحمن ابتسم : ايــــوا .

//

بعد ساعة ونصف تقريباً دخلت إليه وتنهدت ، رفع بصره إليها بإبتسامه واسعة : بشري ايش النتيجه ؟
جنى : ايجابية ، يعني حامل .
لم تستوعب نفسها الا وقدميها مرفوعة عن الارض ، عانقها بقووووة : مبــــــــــــــــروووووو ووووك يااااا عمـــــــــري .
جنى بضحكه : الله يبارك فيك ..
تركها رواد واختفت ابتسامته : يوووووووه بيجي واحد ثاني يناشبني عليك غير عبدالرحمن .
انكسرت ابتسامتها ، زمت شفتيها بإستياء : روااد قاعدة احاااول بس مو قاادرة مو قااادرة احس بنفور مو طبيعي منه انا خاايفه .
مر وقت ، ذهب فيه عبدالرحمن إلى منزل العنود ليقضي بعض الوقت هناك عندما زااادت حالة جنى تجاه عبدالرحمن ولم تعد تستطيع مقاومة نفورها الشديد منه ، المشكله هي انها كلما وبخته تبكي هي والامر الآخر أن وحامها لم يكن على عبدالرحمن فقط بل أيضاً رواد لكنها أحبت رواد لدرجة أنها لا تريده ان يذهب الى أي مكان ، وكلما غاب عنها وعاد يجدها تقضي وقتها بالبكاء !!!! وبعد اصرار شديد جداً منها ونقاشات كثيرة قرر أخيراً اخذ اجازة من عمله ليبقى معها ..
في يومٍ ما وهو يشرب قهوته ويشاهد التلفاز .. أتت إليه وتوسدت فخذه لتنام ، وضع كوبه على الطاولة أمامه واخذ يبعثر شعرها مازحاً : ما قد توقعت بيجي يوم تكرهي فيه مفارقتي لهالدرجة .
جنى : هذي شكلها دعواتك او إنك طقيتنا عين انا وحمني .
ضحك رواد بشدة : لا والله الظاهر ولدي جاي ينصفني وياخذ حقي منكم .
ابتسمت جنى وهي تمسك بيده وتضعها على بطنها : وحشوني البنات مرة بس مالي نفس اطلع حتى .
لم يجبها رواد بل ظل شارداً بذهنه ، جنى : بإيش سرحان ؟
رواد : جنى بإيش توحمتي وانتِ حامل بعبدالرحمن ؟
جنى بتفكير : ما اتذكر .
رواد بتردد : يعني مااا توحمتي على ناس ؟
جلست جنى : على ناس ؟ مين يعني ؟ ما كان عندي احد ، اتذكر اني طوال حملي كنت لوحدي ما احتك بأحد عشان اتوحم على احد .
رواد : ولا على سطام ؟
ظلت تنظر إلى رواد للحظات ، اقتربت منه : بتغار من واحد توفى ؟
رواد اشاح عنها : بس اسأل .
جنى : واذا قلت ايوة ؟
رواد بضيق : نفس وحامك علي ولا على حمني ؟
ضحكت جنى وطبعت قبلة عميقه على خده : امزح ، انا ماعمري اعتبرته موجود عشان اتوحم عليه اصلاً .
رواد : الله يرحمه .
اكملت جنى وهي تضع رأسها على صدره : انت روحي يا رواد رووووحي واول واحد أحبّه بعمري انا مبسسوووطه لأني معاك .
رواد : انا لو ادري ان الحمل بيخليك تعبري كذا كان دعيت انك تحملي من اول دقيقه ولا تضيعي علينا سفرة ايطاليا .

*****

مضى الوقت وانقطع عن ارسال الورد بعد ان جمعت منه 15 ورده .. بعدها بأيّام بسيطة عادت سما إلى الفيلا بمفردها وسلطان لم يعد وحتى رعد اختفى عن الانظار لم تعد روان تراه فلا تعلم هل مازال موجوداً في الفيلا ام رحل !
ذات يوم وهي تجلس مع والدتها التي ظلت تلعب بخصلات شعرها .. تسائلت روان فجأة وبذهن شارد : ليش تطلقتوا ؟
سما عقدت حاجبيها : ايش ؟
روان : انتِ وبابا الله يرحمه ايش كان سبب طلاقكم ؟
سما : ليش بتعرفي ؟
روان : لأنهم دايماً يقولو حظ البنت من حظ امها ف بعرف هل اسبابنا تتشابه عشان اصدق ذا الكلام ؟
سما : لا ابداً والله يعلم ان أبوك كان روحي ولا قد زعلني بحرف بس ربي ما كتب لنا نستمر .
روان : طيب ليش ؟ هو اللي قرر الطلاق ولا انتِ ؟
سما : قرار مشترك ..
روان : طيب ليش ؟
سما : بسبب أخته .. غاليه
روان بكرهه : مو ذي نفسها اللي حطتني بالميتم ؟
سما : إيوه هي ، من لما تزوجت أبوك وهي ما وقفت أذيه ، حياتي مع ابوك كانت هادية وحلوة بس هي كانت منغصه علينا ..
روان : وتطلقتوا بسببها ؟ هي حرشت بينكم صح ؟
سما : لا ، هي حاولت تحرش أكثر من مرة بس ابوك كان يعرفني ويعرفها ويعرف طبعها فما كان يهتم ، لدرجة انها لما شافت ان اخوها ما يسمع لشكاويها علي قالتله لازم يروح لشيخ لاني اكيد ساحرته .
روان : طيب ليش انفصلتوا ؟ طالما انتم متفاهمين وواثقين ف بعض وحياتكم حلوة .
سما : لأن غاليه وحدة ماتخاف الله
تنهدت سما مجدداً : على قد ما نتجاهلها هي واذيتها لنا إلا إنها كانت حالفه ماتخلينا ، ما اعرف ايش كان يقهرها ف كوننا نحب بعض , بس فيه ناس كذا سبحان الله يحاربوا الحب .. عمتك حاولت تسحرني وحطت السحر تحت مخدتي ما تدري اني يومياً اغيّر فرشات السرير ولقيت السحر .. ابوك جاب شيخ للبيت يرقيه ويفك السحر اللي لقيناه بس احنا لقينا اكثر من سحر موزع بالبيت .. ما بقولك ان السحر ما اثر علي الا اثر ومرة اثر انا جلست فترة تعبانه واحس بضيقه وبس ابكي وما ابغى اشوف ابوك .. المهم اننا لقينا سحرين بالبيت ، صح ان ابوك واجهها واعترفت وماقدر يسويلها شيء لانها اخته ومالها غيره بالنهايه .. بس وقتها قررنا نتطلق ، طالما الموضوع وصل للسحر ف ايش بتسوي بعد كذا !! وبس هذا اللي خلانا نتطلق .. الله يرحمه .
نظرت إلى والدتها : كيف كيف انتهى الموضوع بكل بساطة كذا ؟ ايش يعني مايقدر يسويلها شيء لأنها أخته ؟ انتِ ليش ما اخذتي حقك منها وبلغتي عليها عالأقل ؟ كيف وصل الموضوع للسحر والشيء الوحيد اللي سويتوه انكم تطلقتوا وبس ؟ وخوالي كيف رضيوا وسكتوا طيب ؟
سما : محد يدري , إلى يومك هذا محد يدري عن سبب الطلاق , انا قلت اننا ما اتفقنا وبس , والله عمري ما سامحتها بس ما كان بيدي شيء وما حبيت أضغط عليه لما شفته محتار بيني وبينها ..
سكتت روان للحظات وكأن الكلام لم يعجبها أبداً , وبعدها قالت بهدوء : بس حتى لما تطلقتوا كنتِ تحبيه صح ؟ ماتبدلت مشاعرك لانه خلاك صح ؟
سما ذرفت دموعها وهي تقول : ولا عمرها تبدلت ولا عمري كرهته انا حبيته ولسه أحبّه ، أبوك انا عجزت أحب بعده أحد ، يمكن لاني كنت عارفه انه كمان يحبني بس الظروف اكبر مننا ، وانا ما اقدر اقوله طلع اختك من حياتنا هي اخته .. بس كمان ما كنت اقدر اتحمل اذيتها لي طول عمري ، خصوصاً اني وقتها حملت فيك ف كنت خايفه ان الاذية توصل لك انتِ كمان .
روان : بس للاسف وصلت .. هي اللي فرقتني عنك الله لا يوفقها ولا يهنيها بحياتها انا ما شفتها بس اكرهها اكرهها كل مرة اتذكر انها السبب اللي خلاني اعيش بعيدة عنك .. وهي السبب بإنفصالكم .
مسحت سما دموعها : الله يتولاها وحسبي الله ونعم الوكيل عليها ، انتِ ليش تسألي ؟ ايش جاب الموضوع فبالك ؟
روان اشاحت وجهها عن والدتها : ما اعرف ، بس انا كنت احسب ان المشاعر تموت لما ننفصل عن الشخص .. وتتبدل او تنتهي ، ما اعرف .. بس لما جربت حسيت انها مو شرط تتغير اصلاً .. يعني احنا نكره اذيتهم لنا بس ما نكرههم هما .. كنت ابغاك تطمنيني ان المشاعر تتغير مع الايام بس الظاهر ان المشاعر معقدة اكثر مما نتصور .
سما بإستغراب : معقوله ماتغيرت مشاعرك ناحيته ؟ بس انتِ دايماً تقولي ان....
روان : ما اعرف انا اول ما طلقني كرهته واول مادريت انه متزوج كرهته اكثر ، ما ادري .... بكل مرة اقول انا اكرهه لايمكن نرجع بس لما اشوفه احس بشعور غير ، يمكن لان رعد قاعد يحاول يتوددلي ويعتذر ما ادري بسس لا تقوليله اني قلتلك كذا انا ما ابغى يتأمل فيّا ...
انهمرت دموعها من عينيها ، سما : وليش تبكي ؟ انا والله ما حقوله شيء
روان : ما ابغى ارجع لرعد يا ماما ما ابغى .
سما : طيب والله محد حيغصبك .
روان بكت اكثر : انا خايفه ، خايفه اضعف .. ما ابغى ارجع ..
سما : طيب ليش ماتبغي ؟
روان : لاني راح اخليه يستقل باللي سواه ويحس اني راح اسامحه دايماً ، اخاف يتمادى ، اخاف يستهين باللي صار .. اخاف يكرر نفس الشيء ، ما اعرف بس انا خايفه احس انو فيه شيء بيننا انكسر مستحيل يتصلح .
ضمتها سما لصدرها : الله يكتبلك اللي فيه الخير ولا يحيّرك يا عمري

مرت أيّام وأيّام حتى انقضى اسبوع آخر .. والحال كما هو عليه لم تعد تراه إطلاقاً الغريب أنها شعرت بشعور غريب اقرب للقلق على اختفائه المفاجئ حتى ان سما لم تعد تتحدث عنه امام روان ، وروان لا تتجرأ على السؤال عنه ..

*****

مرت الأيّام أيضاً على رند ورشاد في زيلامسي " النمسا "
يقضوون شهرهم الأول سوياً هناك .. السعادة لاتفارقهم ، الحب ، والحياة التي تشع من عينيهم ..
لم يكن يتخيّل أحدهما أنهما سيصبحان معاً بعد هذه السنوات التي تخللت بالعداوة والنفور والكرهه الظاهر ، وقمع كل مشاعر الحب التي يكنانها لبعضهما .. وقفت على اطراف النهر تمسك قبعتها بيدها لكي لا تطير مع الهواء ، اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق : حتى ريحة الهواء عندهم حلووووه .
رشاد اقترب منها ضاحكاً : بالغتي ، كأنك اول مرة تسافري .
رند نظرت إليه : ما ادري هل زيلامسي حلوة لهالدرجة ولا هي احلوت بعيني لأنك معايا .
امسك بخاصرتها وقربها منه جداً : أنا اميل للإجابة الثانية ..
رند : لا ما احس احس الأولى افضل ..
ضحكت عندما رمقها بنظرة ، قال بعدها : جربتي لحم الغزال ؟
رند : لا ، طِعم ؟
رشاد : مدري بس هالمطعم مشهورين بلحم الغزال ، نجرب ؟
سكتت تفكر للحظات : مدري انا بشكل عام ما احب اللحم .. بس عادي نجرب ايش ورانا .
بالفندق ..
مضت ربع ساعة وهي في الخلاء يسمع صوتها وهي " تستفرغ " وتبكي ..
رشاد وهو يقف عند باب الخلاء : طيب افتحي الباب لا تخوفيني .
رند فتحت الباب ودموعها على خديها ، سحبت المنشفه من يده ومسحت الماء من وجهها : كله من غزالتك غثتني .
رشاد : قلتلك اذا ما عجبتك لا تاكليها .
رند : بس عجبتني ! بس برضو لوعت كبـــــــدي غثتني ، بطني يووووجعني .
رشاد : يمكن عجبتك انتِ بس البيبي لا .
رند : ياااااربي متى اطلعه من بطني .
رشاد : مين هو ؟
رند : النونو ، خلاص تعبني كل يوم يخليني منغثه .
رشاد : شفيك قرفانه منه كذا ؟ حرام عليك هذا وهو لسه ما جا .
رند : تعال جرب الحمل بعدين تفلسف .
رن هاتفها ، اشار رشاد حينها على الهاتف قائلاً : امك من اول تتصل .
رند اخذت هاتفها من السرير : ليش ما رديت ؟
رشاد : قلت اكيد تبغى تكلمك انتِ ، ما اتصلت علي .
: هلا هلاا يا ماما .
فجر : يا روح ماما كيفك ؟ كيف زيلامسي اليوم ؟ وكيف بنتي وحفيدي؟
رند زمت شفتيها : لااااااايعه كبدي كل ما اكلت شيء استفرغ ، طبيعي ؟
فجر : عادي طبيعي ، بس مافي شيء محدد تتوحمي عليه ؟
رند : لا ، الا الا (ثم قالت بصوت يائس) القهــــوة ابغى قهوة عربية وهيل بس هنا ماااافي .
فجر : هههههههههههههههههههه ، ارجعي بس وبقول لفتحيه تسويلك نافورة قهوة ارجعي والله وحشتيني ، متى حترجعوا ؟
رند : والله واحشتني اكثر ، باقي اسبوعين ونرجع ..
فجر : يا سلااام يعني بعد اسبوعين حتعرفي هدية زواجك ، بس صراحه عندي مفاجأة ثانية بقولها لك ومحتارة اقولها دحين ولا لما ترجعي .
رند : غير هدية زواجي ؟
فجر : يسس
رند : قوليــــها دحيـــــن جننتوني بمفاجآتكم ، ابغى اعرف دحين يا هدية زواجي با مفاجأتك الثانية .
فجر : لا ياروحي هدية زواجك لما ترجعي جدة بتاخديها ، اما المفااجأة التانية بيصير عندك اخ او اخت .
ابتسمت فجر بينما اختفت ابتسامة رند وحلّت محلّها الصدمه : انتِ حااامل ؟
فجر بضحكه : ايوه .
رند : كيـــــــــف ؟
فجر : ايش كيف ؟ زي ما حملتي انتِ .
رند : لااا اقصد كيف يعني مو خطر عليك ؟ ماماا مو خطر عالنونو طيب ؟
فجر : لاتخافي مو خطر لأني ما اعاني من شيء (اكملت بتهكم) ولاااا قصدك انا كبرت وخلاص راحت علي محد المفروض يصير ام دحين الا انتِ ؟
رند : عادي يعني يكون الطفل سليم مافيه ولا شيء ؟ وانتِ اكيد ما حيصيرلك شيء ؟
فجر : يا عمري انتِ قلتلك عااادي والله الدكتورة قالتلي بس انتبه لنفسي واكلي وصحتي وماا اشيل شيء ثقيل ولا اتحرك كثير ، وطمنتني انه ان شاء الله كل شيء حيكون تمام والطفل بإذن الله سليم ومعافى (ثم اكملت بهدوء) حتى لو ما كان كذا انا ابغاه .
اغمضت رند عينيها بقوة ذكرى طلال تنهال على عقلها : متأكدة حتى لو ما كان كذا تبغيه ؟ ما حتحسي انه ناااقص ويفشلك ؟
فجر : رند ! مافي ام تتفشل من ولدها مهما كان ...
قاطعتها رند : وطلاال ؟
سكتت فجر للحظات : انتِ مو فرحانه لأني حامل ؟
رند : وطلال يا ماما ؟
فجر : الله يرحمه ..
رند : انتِ اللي موتيـــــــــه !!!
تدافعت الدموع لعيني فجر : مو انا , كم مرة اقولك مو انا ، خلاص لاتفرحي لي بس لانكسري فرحتي ! ليش تحاولي تذكريني بطلال ؟ رند حرام عليك انا ما صدقت انساه ، لو بيدي يرجع الوقت ما كان خليــــــته افهمي .
رند هدأت قائلة : مبروك ، اهتمي بنفسك وفيه ، بس بليز ماما اذا كان الموضوع خطر على احد فيكم لا تكملي .
فجر : خير ان شاء الله .. مع السلامه .
اغلقت فجر الخط قبل ان ترد رند ، تركت هاتفها تنظر إلى الفراغ بعيون دامعه ، ذكرى طلال مازالت ترعبها ، فكرة أن والدتها هي التي امرت بحبسه مازالت تؤرقها ، نظر رشاد إليها : ليش متضايقه ؟
رند ارتمت بحضنه واجهشت بالبكاء : انا خاايفه ، خايفه تضر نفسها او النونو .. هي مو صغيرة هي عمرها تعدى ال40 ، خايفة انها بس قاعدة تحاول تكفر اللي صار بطلال بذي الطريقة .
رشاد مسح على شعرها برفق : ايش جاب طاري طلال رنوود .
رند : ما ادري ما ادري ، اخااف يطلع النونو فيه شيء بسبب عمرها .. مدري يا رشاد انا خفت اكثر مما فرحت .
رشاد : تفاولي خير وبعدين امك ماشاء الله بصحتها كأنها اختك ما كأنها أمك ، وطالما قالتلك الدكتورة طمنتها ف انتِ لا تشغلي بالك .
رفعت رأسها تنظر إليه ، فاجأته بسؤال : تتوقع هذا الشعور غيره ؟ معقوله بغار على ماما ، كم لي متعودة اني العنقودة وفجأة تصدمني انها بتجيبلي اخ او اخت اصغر مني .. والله قهر حتى لو اني تزوجت انا ما مت !!! هي ليش قررت تحمل ؟ توقعتها خلاص ما تبغى .
ضحك رشاد : اهااااا غيـــــــــره وتعلقيها بطلال الله يرحمه يعني ! مو كأنك كبرتي المفروض عالغيره ؟
رند : لا ما كبرت 18 سنه متعودة اني عنقودة فجأة بيجي عنقود جديد .
رشاد : عااادي اعتبريه ولدك او بنتك بيكونوا بنفس العمر يا ماما رند .
رند وضعت يدها على بطنها : صح ما حعتبره اخوي ، يارب ما تجيب بنت والله لأغير من جد .
رشاد : صارت عندك حياة ثانية بتغاري على اهلك لسه ليش ؟
رند : تخيل امك تقولك انها حامل مو قهر ؟ ماحتصير وحيدها .
رشاد : بالعكس عادي عشان انا رحت وحتصير لوحدها ف بفرح ان بيجيها طفل يسليها .
رند دفنت وجهها بصدره : خلاص اسكت بس ماعندك مشاعر .

*****

نظر إليها بإستياء : طيب انا ايش اسوي دحين ؟ حيرتيني أجيبه ولا ما أجيبه ؟
هي ودموعها بعينيها : قلبي يعورني مو عااااارفه أخاف ما أجيبه ويحسبني أكرهه ، وأخاف أجيبه وما أتحمله ويكرهني هو .. رواد قلبي يعورني مو عارفه ايش اسوي ، يحسبني وديته للعنود لأني كرهته وما عاد أحبه ، خلاص جيبه ما أبغى يجلس بعيد عني انا لازم اتعود على وضعي هذا واتحمل .
رواد : والجنين ما يصير فيه شيء ؟
جنى : ايش بيصير فيه ؟ بتطلعله وحمه على شكل عبدالرحمن مثلاً ؟ لا إن شاء الله مو صاير شيء .

//

دخلت إلى الشقة وهي تبحث بعينيها عنه بعد ان رحبت بها العنود : وينه ؟
العنود : بالغرفة يتجهز (ثم نادته بصوت مرتفع) حمني تعال ماما جات .
خرج عبدالرحمن من الغرفة مبتسماً لكنه ظل واقفاً امام الباب لم يقترب والابتسامه مرسومه على وجهه ..
عنود : تعال اشبك .
جنى جلست على ركبتيها وهي تفتح ذراعيها : ما بتسلم على ماما ؟ ما وحشتك ؟
اقترب من العنود وهو يقول : شميني ..
عقدت العنود حاجبها : ايش ؟
عبدالرحمن : ريحتي حلوة ؟ اذا مو حلوة ما حتخليني اسلم عليها .
نظرت العنود إلى جنى : عقدتيـــــــــــــه .
جنى : حمني تعال لا تحسسني بتأنيب اكثر ، تعال يا ماما .
اقترب منها بتردد لكنها جرته وهي تحتضنه بقوة : وحشتني وحشتني مرة ، وأنا أحبّك مرة بس جبتك عند عنود عشان تغيّر جو وتشتاقلي بس ، ما اشتقتلي ؟
عبدالرحمن : إلا مرة ، عادي ابوسك ؟
ضحكت جنى وهي تقرب خدها له ، قبّلها بقوة : ماما عنود قالت فيه نونو في بطنك من جد ؟
جنى هزت رأسها بإيجاب ، ليقول عبدالرحمن : ليش اكلتيه ؟
جنى ضاحكه : ما اكلته بس ، اممم تعال (جلست على الاريكه واجلسته بحضنها) هو دحين صغير ، وهو قاعد في بطني عشان يكبر وبعد ما يكبر نطلعه من بطني .
عبدالرحمن : يعني اكلتيه عشان يكبر ؟


العنود : لااا ماما ما اكلته بس قاعد في بطنها ، شفت اممم لما مثلاً الارنب يصير في بطنه ارنب صغير لما يكبر شوية يطلع من بطنها ؟ زي كذا .
عبدالرحمن : احنا كان عندنا ارنب في الحوش ياكل الاعشاب ، بعديين جابت الام ارنبين صغاااار مرة لونهم احمر عريانيين ماعندهم شعر .
عنود : ايــــــوا بالضبط زي كذا ، ماما حتجيب نونو صغييير برضو ، انت تصير أخوه .
عبدالرحمن : ايش اسمو ؟
جنى : ايش تبغى نسميه ؟
عبدالرحمن : نسميه لؤي ؟
جنى : تبغى اسم لؤي ؟
عبدالرحمن : ايوة صاحبي لؤي .
جنى : واذا بنت ؟
عبدالرحمن : نسميها إلسا لالا نسميها جوودي .
جنى : إلسا عرفناها ، بس مين جودي ؟
عبدالرحمن : جووودي اللي في الفيلم مع الثعلب .
عنود : قبل كم يوم شاف فيلم زوتوبيا ، الارنبه اسمها جودي ، ومعجب فيها .
جنى ابتسمت : جودي .. حبيبي انبسطت عند خاله عنود ؟
عبدالرحمن : لا يع طفش عندها
اتسعت احداق العنود بصدمه : نعــــــم طفش يااا جاااحد ؟ هذا واحنا كل يوم نلعب واخليك تجلس عالايباد طول اليوووم !!!
جنى : وليش تخليه عالايباد طول اليوم ؟
حمني صرخ بغيظ : قلتلك هذا سسسسسر ليش تقولي !!!
العنود : احسن مين قالك تقول يع طفش عندي ، روح عند امك مااا حتخليك تلعب بأيبادك ولا راح تخليك تاكل حلويات قبل النوم ولا راح تخليك تولع شمعة ..
جنى اتسعت احداقها بصدمه : تخليه يولع شمعة ؟ مجنونه انتِ ؟ اذا صار حريق لا سمح الله ...
قاطعتها العنود : عادي اعلمه بس ولا تبي ولدك جاهل .
عبدالرحمن : وعلمتني اطفي الشمعه بأصباعي .
جنى : عنوووووووود !!
العنود ببراءة ساذجه : عادي ما يعور .
جنى : يااااربي انا الغلطانه احط بزر عند بزر ، تعال اجلس قول لي كيف الروضه ؟
عبدالرحمن : ابله شيماء خلتني انا الدئب في المسرحيه .
جنى : عندكم مسرحيه ؟
عبدالرحمن : ايوة يوم الربوع الجي عندنا حفلة ومسرحيه الدئب وليلى ، وابله شيماء اعطتني بطاقة قالت اعطيه ماما .
نزل من الاريكه وهو يجري مسرعاً إلى حقيبته ، أخرج البطاقه وعاد إليها ليعطيها : شوووفي ، رح تجي صح ؟
جنى وهي تقرأ بطاقة الدعوة : ان شاء الله .. وكيف عنود تعرف تحل معاك واجباتك (وبتهكم) ولا انا احسن منها ؟
حينها نظر عبدالرحمن الى العنود التي اشارت له بأن يصمت لكن هيهاااات عبدالرحمن : عنووود ما تحل معايا تخليني احل من النت ، ماما ليش مو دايماً احل من النت أسهل , مو لازم افكر .
رمقت جنى العنود التي قالت بسرعة : انا عندي اختبارات ما كنت فاضيه ، اذاكر .
عبدالرحمن : كدااااابه ما كانت تزاكر كانت مع ريّاااان ، ماما تعرفي ان ريان يجي هنا ؟
العنود بغضب : ولدك ذا فتاااااان احسن انك بتاخذيه يهب ما يفوته شيء .
ضحكت جنى : قولي ما شاء الله .
العنود : لاااا مو ماشاء الله فضيــــــــــحه يا لطيف .

عاد من عمله ووجدها نائمة على السرير وبجانبها عبدالرحمن النائم على معصمها ، عقد حاجبيه هل انتهى الوحم أخيراً ؟ اقترب من السرير بعد ان بدل ملابسه مد يديه ليحمل عبدالرحمن ويعيده إلى غرفته لكن جنى شدت بعناقها لعبدالرحمن وفتحت عينيها الناعستين قائلة : خليه .
رواد : وانا وين انام ان شاء الله ؟
جنى زحفت قليلاً وهي تعانق عبدالرحمن اكثر ، رواد : خلص وحامك خلاص ؟
جنى اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق ثم تزفر ولم تجبه .

رآها تقوم بسرعة للخلاء وهي تتقيأ .. كانت تحاول جاهدة تقبّل عبدالرحمن ، كبح نفورها منه ، كانت تحاول وتحاول وينتهي بها المطاف بالخلاء كثيراً ..
في يومٍ ما عندنا خرجت من الخلاء ، مسحت دموعها اليائسة ، رواد : مو لازم تضغطي على نفسك كذا .. مو لازم طيب تخليه ينام عندك كل يوم .
جنى : يا الله والله تعبت خلاص خلاااااص مو عارفه ايش اسوي .. كم بجلس بهالحاله معقولة تسعة شهور ؟؟
اندفع الباب ودخل عبدالرحمن مسرعاً إليها وهو يريها جهاز الأيباد لمقطع عن الجنين داخل رحم والدته ، ابتسامه واااسعه تزيّن شفتيه : ماما شوفي كيف نايم النونو في بطن امه ، يعني كمان النونو نايم كدا في بطنك ؟
جنى : لسه ، لما يكبر بطني ينام النونو زي كذا .
عبدالرحمن : طيب ماما هو كيف جا في بطنك ؟
ابتسم رواد بينما سكتت جنى لبرهه : ملقوف مو لازم تعرف .
نظر عبدالرحمن الا رواد : ايش دخلك ؟
جنى : عيب يا ماما مايصير تقول كذا .
عبدالرحمن : هو يتلقف انا ما سألته .
جنى : برضو عيب ما يصير تقول كذا .
عقد حاجبيه بإعتراض لكنه قال : اسف ، ما قلتي كيف جا فبطنك ؟
جنى : اممممم
عبدالرحمن : ايــــــــــواااا عرفت ..
جنى : عرفت ايش ؟
عبدالرحمن ابتسم بخبث بريء : عشااااان اول رواد ينام جنبك صح ؟
رواد : شدراك ؟
عبدالرحمن : يعني صح ؟
ظلت جنى صامته بوجه متجهم .
اكمل عبدالرحمن : يعني لوتي ما تكذب !
رواد : ليش ايش قالتلك لوتي ؟
عبدالرحمن : اول لما انت سافرت مع ماما كنا عند عمو سليمان هما ناموا عندنا وريم كانت بتنام جنبي ، لوتي قالتلها ممنوع عشان لما البنت والولد ينامو جنب بعض تصير حامل !
جنى : خطأ لا تسمع كلامها .. هي تألف عليك .
عبدالرحمن : طيب كيف ؟
جنى : ربّنا حط النونو في بطني .
عبدالرحمن : كيف ؟
جنى : اممم شفت انا لما لبست فستان ابيض كبييير .
عبدالرحمن : ايوة !
جنى : وبعدين سافرنا انا ورواد لإيطاليا ..
عبدالرحمن : ايوه .
جنى : هناك انا دعيت انو يصير فيه نونو في بطني وجا النونو .
عبدالرحمن : من ايطاليا ؟
جنى : لاا يعني ...
قاطعها رواد لينهي هذا الحوار : صح كلام لوتي حمني ، بس ماما تحب التعقيــــــد
نظرت جنى إلى رواد الذي قال بخفوت : لاتطالعيني كذا ايش بيفهمه هو !!! انشغل عبدالرحمن يشاهد المقطع .. بينما قالت جنى : محد مخرب افكار حمني الا عيال واحفاد خوالك ، اطفال بسسس افكارهم تخوف !!!!
رواد : متفتحين بزيادة .
جنى : اكره اشوفهم مع حمني خصوصاً لوتي ذي .
عبدالرحمن : ماما عادي اناديه لؤي ؟ هوا يسمعني صح ؟
جنى ابتسمت : بس يمكن بنت مو ولد !
رواد : لايكون قصدكم لؤي ولدي يعني ؟؟؟
عبدالرحمن : لا النونو اللي في بطن ماما اسمه لؤي ازا كان ولد وازا بنت جودي .
رواد : ومين ان شاء الله اللي اختار الأسماء ذي ؟
عبدالرحمن : انااا .
رواد : مع نفسسسسك اذا ولد نسميه قُصيْ .
عبدالرحمن : مو على كيفك انا قلت لماما لؤي .
رواد : مو على كيفك انت انا بسميه قصي هو ولدي .
عبدالرحمن : مو ولدك مو على كيفك لما يجي في بطنك يصير ولدك وسميه على كيفك .
رواد : طيب هو مو في بطنك انت عشان تسميه .
عبدالرحمن بغضب : بسسسسس انا قلت لماما تسميه لؤي .
رواد : لا والله ما تسموه لؤي .
ظلت جنى تنظر إلى جدال رواد وعبدالرحمن على الإسم ، وعبدالرحمن يصرخ بغضب معترضاً على اعتراض رواد .. ورواد الغاضب من اختيار عبدالرحمن لإسم لؤي ، كل واحد يحاول فرض رأيه ، لا تعلم لمَ يتجادل رواد مع عبدالرحمن هكذا كأن جميعهم اطفال !!! إلى أن قال عبدالرحمن بعد ان انفجر باكياً : والله انا راح اموته ازا اسمه كصي يع .
رواد : والله اذا لمست ولدي لأعلقك عند الباب .
جنى بضجر : خلاااااص انت وهو فجرتوا راسي اطلعوا برا خلوني أنام .
عبدالرحمن وقف على السرير وهو يمسك وجه جنى بيديه ، زم شفتيه وعيونه مليئة بالدموع : راح نسميه لؤي صح ؟ لا تسمعي كلام رواد مو حلو كصي .
نظرت جنى إلى رواد الذي رفع حاجبيه قائلاً : تراه ولدي واسم لؤي مو حلو .
عقد عبدالرحمن حاجبيه أكثر وهو يوشك على البكاء ، امسكت بكفه وهي تقبلها له قائلة : لما نعرف بنت ولا ولد نسوي قرعة طيب ؟ انت تكتب الاسم اللي تبغاه في ورقة ورواد يكتب الاسم اللي يبغاه في ورقة وانا اسحب ، اتفقنا ؟
رواد : حتى لو بنت اسم جودي مرفووووووض .
جنى : خلاااص قلنا نختار بالقرعة بعدين .

*****

جمع المستندات من جديد قائلاً : خلينا نعيد ترتيب الأحداث ..
قاطعه : خلاص يا سلطان عايدينه 3 مرات .
سلطان : ما ابغى ولا شيء يفوتني ولا شيء ينقص ما ابغى ولا ثغره .
هاني بإستياء : ويعني ؟
سلطان : نعيده للمرة الأخيرة .
هاني : وكل هالإعادات ليش انا قربت أحفظ التفاصيل يا رجال .
سلطان : انت عارف ان الجلسه القضائية راح تكون بعد اسبوعين .
هاني زفر بضيق : ياسلطان سويت اللي عليك وزيادة ، الباقي عالمحامي .
سلطان : بس فكر إذا بتطلع لمياء من هالقضية نهائياً لازم يكون فيه بديل !!
هاني : لا عاد اكيد ما تلمح انك تورط أحد عشان تطلع لمياء من القضية كلها !!
سلطان : أكيد لأ ، بس فكر إن لمياء تورطت بقضايا قتل وتجارة أعضاء ، وطالما الدكتور النفسي اثبت انها معتله نفسياً برضو هذا تقرير ما راح يطلعها من تجارة الأعضاء لأن مافي ولا وحدة مجنونه بتحترف بتجارة الأعضاء !! ماني عااااارف كيف اثبت صلة شخص ثاني بالموضوع إذا كان بتّال حلقة الوصل مختفي ! خلينا نعيد الترتيب .
هاني وهو يهم بترتيب الصور على الطاولة التي أمامه من جديد ، وضع صورة لجثة أمين : الضحيه الأولى أمين توفى إثر طعنه مباشرة للقلب بعد ما خضع لعملية استئصال للكليه وجزء كيير من بصيلات الشعر ، قبل يومين من موعد قتله .. عثرت الشرطه على جثته بعد ثلاثة اسابيع من اختفائه بواسطة مجموعة شباب بلغوا عن جثه لقوها بالصحراء وبعد الفحص والتحليل الجنائي تبيّن ان الجثه للمفقود أمين
اكمل سلطان وهو يرى السجل : الشباب اللي لقوا الجثه : نور - هايل - عبدالهادي .. ما تربطهم بالجثه أي صلة وبعد التحقيق تمت تبرئتهم .
هاني نظر إلى الصور مجدداً ووضع صورة أخرى على الطاولة : يحيى اختفى بتاريخ ##### بلغوا اهله عن اختفاءه بعد ثلاثة أيّام ، استمر البحث عنه لمدة اسبوع وبعدها وصلت لاهله مكالمه مجهولة المصدر يطالبوا فيها بمبلغ مالي بقيمة ربع مليون مقابل رجوع يحيى ، بعد تتبع الشرطة لمصدر المكالمة المجهولة وصلنا لفريد ، شخص بال19 من عمره وينتمي لنفس عائلة يحيى بعد التحقيق والتحريات تم التأكد من إن المكالمة مجرد استغلال لغياب يحيى لكن ما كانت تربط فريد اي صلة للخطف ، تم حبس فريد بتهمه ازعاج السلطات والابتزاز ، اسقطوا عنه تهمة الإبتزاز لأن عائلة يحيى تنازلت لكنه تم بالحبس شهرين وطلع ..
قاطعه سلطان : افكر ارجع اقابل فريد يمكن له علاقة بجابر او ممكن يفيدنا بشيء !
هاني : وعلى اي اساس بتقدم طلب بالتحقيق معاه ؟
سلطان : مين قال بقدم ؟ ماراح يسمحولي طالما مافي قضيه ولا تهمه لفريد ، بس افكر اتعرف عليه .
هاني ظل يرمق سلطان بنظراته المستاءة مكملاً : جثة يحيى غُلّفت وانرسلت كطرد بريدي لشركة أبوه ، كانت الشكوك بإن الخاطف شخص على عداوة بالعائلة لكن بعد التحري والتقصي انلغت كل الشكوك بعد إثبات براءة كل المتهمين بهذاك الوقت ، عجز الطب الشرعي يلقى اي بصمه او أثر للفاعل ، ركزنا بحثنا أكثر على الأطباء اللي لهم علاقة بعائلة يحيى ، لأن اثر عملية الاستئصال اللي خضع لها يحيى كانت متقنه والواضح إنها أجريت له عن طريق طبيب جراحي متخصص بالعمليات الباطنية .. لكن بهذاك الوقت ما كنا نعرف إن فيه رابط بين امين ويحيى خصوصاً ان عائلة يحيى ما كانوا يعرفوا اصحابه من الأساس .. ظلت القضيتين مفتوحه إلى أن سُجّل بلاغ ثالث بإختفاء يزيد ، تمّ العثور على يزيد مع شخص بعمر ال16 سنه من عمره ، تم نقل يزيد للمستشفى إثر دخوله في غيبوبه ، تكتمت الشرطه عن وجود يزيد بالمستشفى خوفاً من إن الأشخاص اللي حاولوا قتله يلاقونه .. تم يزيد فترة بالمستشفى لكنه انقتل متسمم .. خضعوا الممرضات والأطباء المشرفين على حالته للاستجواب والتحقيق ، اتضح فيما بعد ان السم كان بالمغذي والممرضه اللي حطت له المغذي ما لها يد بالموضوع لأن كاميرات المراقبة تدل على انها اخذت المغذي من مكانه المخصص بدون ما تتلاعب بشيء وهذا اللي اثبت براءتها ..
سلطان : وإذا فكرنا بالموضوع شوي ، بعمليات الإستئصال .. بقدرة القاتل على الدخول والخروج من المستشفى بدون محد يشك فيه وبحريّة تامه ، على الرابط بين الثلاث ضحايا وكلام لمياء اللي خلانا نوصل بالنهاية لإن بتال هو ورى العمليات ، وهو الوحيد اللي يقدر يدخل للمستشفى بحرية بما إنه طبيب جراحي .. مافي حاجه تثبت براءته بس مافي حاجه تثبت نظرياتنا إلا إنه ساعد لمياء بإستخراج هويتها تحت إسم فيصل ، بس وش دخل جابر برضو ؟
هاني : شوف على الرغم من إعتراضي الشديد جداً بمحاولاتك الجادة في خروج لمياء الا إني متأكد إنها صادقه بإنها ما تدري عن تجارة الأعضاء ، رغم إنها ذكية لكنها غبيــــــه بنفس الوقت ، كيف فاتتها غرز العمليات ؟ كيف ما شكت ؟ لهالدرجة الحقد عاميها لهالدرجة كانت تحب بدر ؟؟؟
سلطان حاول كظم غيظه من هاني : لا تخلط المواضيع بذي الطريقة ، ركز على إن لمياء ماهي قضيتنا الوحيدة .. يمكن تكون نظريتنا الأولى أصح ، بإننا نواجه عصابة بس لمياء كانت واجهه تسترهم بدون ما تحس هي ! الأكيد إنهم استغلوا حقدها ورغبتها بالإنتقام لبدر !
هاني : انا معاك بإن بتّال طرف مهم جداً بالقضايا لأن الأكيد ماراح يوقفوا نشاطاتهم بس عشان لمياء اللي ماتدري عن تجارتهم هذي أصلاً .
القى ما بيده على الطاولة وقام قائلاً بحيره : احنا لازم نلقى بتّال .

//

: احنا لازم نلقى بتّال .
عماد : هو لسه بجدة ، إلا لو كان طلع منها بخط التهريب هذا شيء ثاني .
جابر : اي خط تهريب هذول زي الجن ولا انت ناسي الطرق اللي تحت الأرض ؟
عماد : لكني متأكد إن بتّال ما طلع ، حتى لو كان بيطلع من جدة بالطرق الداخليه ف احنا بيكون عندنا خبر .
جابر : طول ما بتّال بعيد عني انا ما اقدر ارتاح ، عماد بعتمد عليك في هذي محد بيقدر يلقاه لي غيرك ، طلبتك .
عماد : بدون ما تطلب ، خلال هاليومين ان شاء الله بيكون عندك ، بس ممكن اعرف شمعنى بتال ؟
جابر : لأن هو الوحيد اللي تعرفه لمياء وتعرف اسمه ، واكيد الشرطه تدور عليه عشان كذا اختفى .
عماد : بس برضو حتى لو طاح بيد الشرطه ، بتال لا يمكن يتكلم لأنه عارف حتى وهو بالسجن لو نطق بحرف ما راح يفلت منهم ، حتى لو كان تحت عيون الشرطه ..
ظل جابر شارداً بذهنه دون أن يجيب ، شعر عماد بالريبه ، يعلم أن هناك شيئاً يُخفيه جابر عنه لكن سينتظر أكثر ، ليرى ما نهاية تخبطات جابر هذه ؟

*****

وطأت قدماي أرض جدة ، اغمضت عيني استنشق رائحة هذه الأرض ، استقبلني طقسها الدافئ ، لم يكن حاراً للغايه كما توقعت لأننا في شهر نوفمبر وها قد اقتربنا من فصل الشتاء ..
لكن يبدو أن طفلتي لم يعجبها هذا الدفئ حتى بدأت بالبكاء بمجرد أن لامس الهواء جلدها الناعم ..
عانقتها بحب واخذت اهزها قليلاً لتهدأ وانا اقول : يا روحي شوفينا جينا لبلدنا ، معليش يا مامتي حتتعودي عالجو .
اقترب منها خالد : تبي اشيلها عنك ؟
بيان : لا ، اسبقني عشان تشوف اغراضنا .
فردت ذراعها وهي تضمها بلهفه : وحشتيـــــــــــني .
بيان : حبيبي روااان والله وحشتيني أكثر ، كيف حالك ؟
روان : اكيــــــــــــد بخيـــــر أخيراً شرفتي انتِ وماريا (مدت يدها لخالد لتأخذ منه ماريا) اخ اخ اخ يا حبيبتي والله وحستيني يا فلاوله (قبلت يدها الصغيرة) لايكون نسيتيني ؟
بيان : سما ما جات ؟
روان : نوو ، ما كانت بالبيت وانا ما قلت لها انك جايه توقعتها تدري .
لم تكمل كلمتها الا وبيان تنظر خلفها بوجه متهلل وابتسامه وااااسعة ، تخطتها وعانقت الذي كان خلفها بحب شديد : يا حبيبـــــــــي .
ريان : والله نورت جدة بأهل النرويــــج .
بيان : منوره بأهلها ، وييين نووودي لايكون ما جبتها !
ريان بتهكم : لا طبعاً ما جبتها ما ابغى تشوفيها .
بيان : والله من جد ليش ما جبتها ؟
ريان : عندها اختبار بس وصتني اسلم عليك .
بيان : الله يوفقها (ضربت كتفه بإبتسامه خبيثه) والله وأخيـــــراً يا ريان أخيـــــراً صارت عنود لك .
زفر خالد بضيق ثم نظر إلى روان : انا بسبقكم للسيارة اذا خلصت بيان تعالوا .
روان : انا السواق يستناني .
خالد : اوك قولي لبيان اني استناها بالسيارة .
غادر دون ان ينتظر ردها ، عادت تنظر إلى ريّان وبيان التي لم تنتبه لمغادرة خالد بل ظلت تتحدث إلى ريان بحماس شديد ..
بكت ماريا ، حاولت روان اسكاتها لكنها لم تتوقف عن البكاء ، حينها انتبهت بيان لروان واخذت طفلتها منها : اووه اووه يا ماما ليش تبكي ، معليــــــش روان تعبتك .
ريان : يووه هذي بنتك .. طالعه تشبهلك .
بيان : بلا كذب نسخة خالد .
ريان : وينه خالد ؟
بيان بحثت عنه بنظرها لتقول روان : قال بيستناك بالسيارة .
ابتسم ريان ساخراً : لهالدرجه حتى ما يبغى يرحب بوجودي .
بيان : انت اللي ترحب فينا مو احنا اللي نرحب فيك ، يا قليل الأدب ما سلمت عليه انت !

انحنى ليرى وجه خالد من نافذة السيارة : كيف حالك يابو خلّووود .
بيان : اسمها ماريا .
ضحك ريان وقال خالد : بخير عساك بخير .. ألف مبروك العقد .
ريان : الله يبارك فيك ، وعقبال بنتك .
بيان : اجل استعجل انت وجيب لها عريس .
ريان : لااااا ويـــــــن ازوج ولدي لبنتك البكايه الله لا يقولها .
بيان : كل تبن من زيـــــــن اللي بتجيبه يعني .
خالد : ما حددت زواجك ؟
ريان : لا للحين ، قد ايش راح تجلسون بجدة ؟
خالد : شهرين تقريباً .. راح نرجع بيناير ان شاء الله اذا خلصت اوراقنا بدري .
ريان بتهكم : والله وصارت عندي عمه نرويجيه ، عقبال ما اصير انا بريطاني .
بيان : ايش فرقت ايطاليا عن بريطانيا ..
ريان : المشكله حتى الجنسية الايطاليه ماهي عندي الله يسامح جدي ، بس يلا عادي يكفي العرق ، صح قبل ما انسى غداكم بكره عندنا لاتنسون ترى الوالد ما يقبل الاعذار ، اللهم بلغت اللهم فاشهد .
//
باليوم التالي .. في وقت الظهيرة وتحديداً الساعة الواحده ظهراً .. اجتمعنا في منزل سليمان ، الجميع موجود .. سليمان وعائلته بإستثناء رعد
- سما وروان - بيان وخالد - جنى وعبدالرحمن الجميع موجود بالصالة المفتوحه الواسعة في قلب الفيلا ..
في زاويةٍ ما خالد يجلس مع سليمان ورواد يتبادلون اطراف الحديث وايضاً سلطان ، حتى عاد ريان من عمله وانضم لهم ..
في زاوية أخرى من الصالة كانت تجلس بيان بجانبها روان التي ما إن حضرت بيان حتى أخذت ماريا منها كالعادة .. وجنى التي تراها بيان لأول مرة هي وعبدالرحمن الذي كان مبهوراً جداً من الطفله ولم يبرح من جانب روان ..
وسما وميار وتمارا وكذلك جوانا .. يتحدثون ، يتساءلون ، يهنئونها على الجنسيه النرويجيه التي حصلوا عليها مؤخراً .. خاضوا في أحاديث عدة دون ان تشاركهم روان التي كانت مشغولة البال ، الجميع موجود بإستثناء رعد ..
ينتابها الفضول حياله ، هل سيأتي أم لا ؟ هل هو موجود بالفيلا أصلاً ؟ ، لقد توقعت رؤيته اليوم لكنها لم تراه .. وهي تعلم بالتأكيد أنه ليس في منزل سما كذلك ، هل من المعقول أنه لم يعد من دوامه بعد !!
نظرت إلى ساعتها " الثانيه الا ربع " من المفترض انه قد أنهى دوامه منذ قرابة النصف ساعة ..
انتبهت على تساؤل عبدالرحمن وهو يمسك بيد ماريا : روااان ليش ماعندها سنون ؟ كيف تاكل ؟
روان : لسه صغيره هيّا بس تشرب حليب .
عبدالرحمن : بس حليب زي البساس ، اش اسمها ؟
روان بضحكه : اسمها ماريا (ثم عصرت خد ماريا) الفلااااااوله .
عبدالرحمن اقترب من ماريا وهو يشم خدها : ريحتها حلوة .
حركت الطفله وجهها بإتجاه عبدالرحمن وهي تفتح فمها الصغيره ، ابتسمت روان : شكلها جيعانه ..
قطع حوارهم تحدث بيان إليه : حمني تعرفني ؟
عبدالرحمن : ايوه ام هذي النونو .
ضحكت بيان وهي تمد يدها له ليأتي ، عانقته وهي تجلسه في حجرها : اسمي عمه بيان .
نظر عبدالرحمن إليها ، ثم نظر إلى روان ثم انحنى ليرى جنى قائلاً : ماما ذي البنت عيونها زي روان ورعد ، خضرا .
بيان رمشت : طيب حلوة عيوني يعني ولا لا ؟
عبدالرحمن بتفكير : كيف صارت خضرا ؟ ليش انا اسود ؟
بيان : اممم هذا من ربنا .
عبدالرحمن : تقدري تغيري لون عيونك زي ماما والبنات ؟ ولا بس هما يقدروا ؟
عقدت بيان حاجبيها لوهله وقالت روان : قصده عدسات .
بيان : ليش مو حلو الاخضر ؟
عبدالرحمن : الا حلوووو ، حتى انتِ حلوة .
ضحكت بيان بإعجاب من جرأته بالتحدث وطلاقته على الرغم من أنها مقابلتهم الأولى : حبيبـــــــــي انت الحلو .
عبدالرحمن : هذي البنت كانت في بطنك ؟
بيان : ايوة كيف عرفت ؟
عبدالرحمن : حتى ماما فيه فبطنها نونو اسمه لؤي .
رواد من بعيد : قلنا لأ .
تجهم وجه عبدالرحمن وهو يرمق رواد بنظرات حاقده ثم نظر إلى بيان قائلاً : هذا الرجال مزعج كل شيء لا ، مدري ليش يتلقف ويعيش معانا مع انو هنا بيته .
ضحك الجميع إثر سخط عبدالرحمن ، بينما قالت جنى : حمني عيـــــب .
رواد الذي قام من مكانه وهو يمشي إلى عبدالرحمن يدعي الغضب : انا اتلقف واعيش معاكم ؟؟؟
لم يكمل كلمته الأخيرة الا وعبدالرحمن يصرخ بإستنجاد عندما حمله رواد من قدميه : مين الملقوف ؟
عبدالرحمن صارخاً : نزلنـــــــي .
ظل يصرخ باكياً ، جنى : حرام عليك لاتشيله كذا بيتعور .
مر الوقت والجميع على مائدة الغداء ، تساءلت سما أخيراً : رعد وينه ؟
سليمان : والله هالولد محد يدري وين يختفي كنت احسبه عندك !
سما عقدت حاجبيها : لا ، من لما رجعت ما شفته الا مرتين .
تمارا : اشوفه يجي يبدل ملابسه وينام ويطلع ومايرجع الا اخر الليل وهكذا ، يعاملنا معاملة الفندق .
فجأة تحولت نظراتهم لروان التي ارتبكت : ايش ؟
اشاحوا بنظراتهم عنها ، سلطان : يمكن يجلس في بيته ؟ غريبه سما ماتدرين عنه .
سما : الا يكلمني بس كنت احسبه قاعد عند ابوه ، طيب ما كلمتوه يجي اليوم ؟
ريان : عنده خبر بس شكله يتغلى .
روان ظلت تدعي اللامبالاة بينما الحيره والشك يقتلانها ، هل يقصدون بيته الذي كان يسكن فيه مع سهام ؟؟ هل هذا يعني أنه أعادها ، لا لا يبدو الأمر كذلك .. لكن ما الذي يدور في رأسه ؟؟ لمَ لم يأتِ اليوم ؟ هل يتحاشى رؤيتها ؟ هل يفكر في شيء ما ليجعل سيرته تغيب عنها لمدة اسبوعين ؟ او ربما ثلاثه ؟
دارت الأفكار في رأسي كثيراً حيال رعد ، لكن سرعان ما وقفت بفزع عندما سمعت صوت ماريا تبكي بصراخ شديد ..
ذهبت اركض تجاه صوتها بذعر خشيت من أنها سقطت ، كأنني شعرت لوهله ان قلبي سقط من الخوف ، كما لوو أنني اعتبر ماريا طفلتي أنا .. لكني توقفت وتحولت ملامحي الفزعة إلى صدمه عندما رأيت عبدالرحمن بالقرب منها وبيده كوب من الحليب البارد ، ووجهها مليء بالحليب : عبدالرحمن ايـــــش سويــــــت ؟
عبدالرحمن : كنت بشربها حليب ...
حملتها بسرعة وانا امسح وجهها وهي مازالت تبكي بغضب على إجرام هذا الصبيّ فيها .. سمعت جنى توبخه ، وضعتها على صدري لتهدأ لكنها تأبى إلا أن تبكي صارخه ..
اخذتها بيان مني وهي تربت عليها : والله اسفه اسفه اسفه يا ماما معليش ما كان يقصد ...
تركتها وانا اذهب لجنى التي كان عبدالرحمن يقف امامها باكياً بعد ان وبخته بشده ، يقول من بين دموعه : هي كانـ ـت جيعـ ـانه انا بس شربـ ـتها حليب ، روان قالت هي بس تشـ ـرب حليب ..
قامت جنى عنه وهي تعتذر لبيان وتمسح على وجه الطفله التي هدأت أخيراً .
عبدالرحمن بعد ان هدأ قليلاً : انتِ مو قلتي هي تشرب حليب ؟ ليش يخاصموني ؟
روان : حبيبي مو هذا الحليب ، هذا يعور لها بطنها وكمان باارد (ثم اشارت له) شوف زي كذا ترضع من امها او برضاعة الأطفال .. ماما لما تجيب نونو انت راح تتعلم ، غلط تعطيها حليب بالكاسه هي ماتعرف ..
لم ينفك وقتها عن مراقبة ماريا وهي تشرب الحليب ، بيان : ايش قاعد تشوف بالضبط ؟
جنى : حمني وخر عنها ازعجتها .
عبدالرحمن : ماما انا زعلان منك بس بسأل سؤال ، انا لما كنت صغير كنت زيها ؟
جنى : وليش زعلان ان شاء الله ؟
عبدالرحمن : اول شيء جاوبي عليّا .
جنى : ايوة كنت زيها .
عبدالرحمن : طيب مين كان يرضعني انا ؟
سكتت جنى للحظات ، لا يعلم أن سؤاله اعادها لأيام لاتود تذكرها .. أيّام من الألم ، والمعاناة والوحدة .
اجلسته فوقها وهي تعانقه : انا عشان انا أمك .
عبدالرحمن : ما اتذكر .
جنى : لانك كنت صغيــــــــر مرة قدها .
عبدالرحمن : بس انتِ ماكنتِ عندنا وانا صغير !!
انقطع كل هذا الحوار عن تركيزي عندما سمعت صوت الباب ، استدرت بنظري لأرى الداخل ، وكان هو ، هو رعد الذي انتظرت رؤيته طوال الوقت ، اردت الإطمئنان على حاله وسبب اختفائه عني ، لم انقطعت وروده التي يرسلها مع اعتذاراته كل يوم ؟ تعلقت عيوني عليه وهو يرحب بخالد ، تحدثا قليلاً وتحدث مع والده قليلاً ، ابتسم ابتسامه صفراء كمجامله لوالده ، يبدو انه قال شيئاً لم يعجبه ..
وجهه شاحب ليس كما رأيته آخر مرة ! رأيته يمشي تجاهي لوهله ظننته قادم إليّ ، أشحت بنظري للأسفل وأنا أعقد اصابعي بإرتباك .. لكنه تعداني .. استوعبت حينها أنه أتى ليسلم على بيان عندما سمعته يرحب بها ويخاطبها ، رحب بوالدتي أيضاً .. وألقى التحية على جنى كذلك ، لكنه لم يعرني أي اهتمام .. لا أظن أنه رآني او نظر إليْ ! رفعت بصري نحوه ، وجدته واقفاً امام سما تسأله عن حاله ، وضعت يدها على خده : انت تعبان ؟ وجهك ليش باهت كذا ؟
رعد : لا تعبان ولا شيء بس مضغوط شويه هالايام .
جوانا مازحه : شكل فيه زواجه ونكبه ثالثه بالطريق هذا اللي ضاغطه .
رمقها بنظرة ساخره : هاهاها ظريفة .
بيان : وينك ما جيت تغديت معانا ؟
رعد : راحت علي نومة .
سما : يعني ما كنت بالدوام ؟
رعد : لا اليوم دوامي بالمغرب .
بيان : والله فاااااااتك اطعم وألذ مندي بالعالم .
نظرة خاطفه منه إليْ ، جعلت قلبي يرتعد : بالعافيه عليكم .
جلس بجانب والدتي التي ارغمته على الجلوس وهي تطمئن عليه ، فعلاً لا يبدو أنه بخير .. وجهه شاحب ومنطفئ جداً وباهت ، كأن الحياة سُرقت منه .. بالكاد يبتسم ، او يضحك .. انتبهت عليه وهو يفتح ازرار ثوبه ، عقدت حاجبيّ ، لا يفعل هذه الحركه الا عندما يكون منزعج من شيء او مرتبك او ربما متوتر ، بالرغم من انه فعلها هذه المرة وهو يضحك بوجه سما ، يبدو أن لا أحد يلاحظ تصرفات رعد التي ألحظها أنا ! لا عجب لم يعش معه سواي ، 5 اشهر مضت وانا معه تحت سقف واحد أحاول حفظ تصرفاته وتقلباته المزاجيه ، أحاول احتواء مشاعره بلا استثناء ، احاول فهمه ، وتقبّله وحبّه على سجيته كما يبدو بالضبط .. لا أحد سواي كان يقضي ساعات وساعات في تأمل رعد وملاحظة أدق ما يفعل لفهم حالته النفسيه والمزاجيه ايضاً ..
لا اعلم هل نظر إليّ مرة أخرى ، لكنني شعرت أن عيني التقت بعينيه للتو وسرعان ما اشاحها وقام قائلاً : بجيك والله هاليومين ..
سما : طيب وين رايح ؟
رعد : بجلس معاهم .
ذهب رعد وانضم إلى الرجال .. بينما تنهدت روان بلا وعي منها ، قامت من مكانها بسرعة عندما شعرت أن شعورها اختل توازنه ، وربما ستبكي ..

\\

وفي يومٍ ما ..
بغرفة روان وهي مستلقية على الاريكة وبيدها كتاب "مئة عام من العزله" للكاتب غابرييل غارسيا ..
تقرأ بكامل تركيزها لكن بدأ النوم يداعب اجفانها لتقوم بقلب الصفحات سريعاً وهي تقول : يوووه باقي كثير .
قطع عليها صوت طرق الباب لتجيب بصوتٍ عال : مين .
ولكن لامُجيب .. تجاهلت الطرق ، ولكنه عاد مجدداٌ وقفت بتملل وهي تسحب خطواتها لكي تصل إلى الباب فتحت الباب بهدوء لتجد الخادمة تقف خلف الباب قائلة بنبرة قلق : سنيور روان ...

وقفت روان بوسط الصالة المفتوحه بطابقها لكنها لم تجد شيئاً ولم تفهم ما الذي تبحث عنه الخادمة بالضبط لتجلبها إلى هنا .. نظرت روان الى الخادمة عاقدة حاجبيها : يابنت الناس ايش مضيعة بالضبط طيب ؟ او مين اللي مضيع مافهمت انا على ايش ادوّر !
لتنتبه أنّ ملامح الخادمة تغيرت فجأة إلى القلق وغادرت المكان تاركه روان تنظر بإستغراب إليها ولكن سرعان ماقطع صوته جلّ افكارها وهو خلفها على بعد سنتيمترات : روان



قال تعالى : (
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
)

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الأحد الموافق :
11-1-1442هجري
31-9-2020ميلادي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.