آخر 10 مشاركات
116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-17, 03:47 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 80 - العذراء و المجهول - جيسيكا ستيل




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها

80 - العذراء والمجهول - جسيكا ستيل

الملخص :
**********
... ادركت استيرا انها تعيش فى الوقت الضائع ، فلم يبق لها الا القليل القليل حتى تجد نفسها فى الشارع مع طفلة ليست لها . لذا قررت ان على احد تحمل المسؤولية ، ولم يكن هناك افضل من زاكارى نورتنغاتون .
هل كان اختيارا مناسبا ؟ لا تستطيع ان تعرف الا بالتجربة وهكذا اقتحمت مكاتب شركته رغم الصعوبات يتقدمها صراخ الطفلة وخاطبت الرجل المذهول قائلة : هذه الطفلة طفلتكم وعليكم تحمل مسؤوليتها ....



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:01 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- طفلة لأمّين .

**************

اجهشت الطفلة بالبكاء فنزلت استيرا مرة اخرى وهى تكاد تبكى ولكنها لم تلبث ان اخرجت نفسها من اكتئابها ، ودخلت الى غرفة النوم لتتناول ميرا من مهدها .

دندنت للطفلة ذات الشهرين من العمر .

-اعرف اننى مخطئة ، وان على الا احملك كلما تذمرت ... لكن ، لم لا يدللك احد ؟ فقد اختفت امك ، وابوك غير مهتم وذلك السمين القذر فيكتور فى الاسفل يكره سماع تمارين رئتيك .

شرعت تسير بالطفلة جيئة وذهابا وما اراحها ان سكتت الطفلة ... وخوفا من عودتها الى البكاء من جديد حملتها الى غرفة الجلوس وجلست معها .

وفيما كانت تضم الطفلة اليها عادت مشاغل استيرا تدور فى راسها ... ماذا ستفعل ؟ ماذا ستفعل ؟ مضى على اختفاء غولى ثلاثة اسابيع ، فمتى تعود ؟

نظرت الى ميرا بقلق فراتها تغط فى النوم ... همست بلطف : الغلطة غلطتك .

لكن ، لم تكن غلطة ميرا فالنتينا نورتنغاتون . فهى لم تطلب المجئ الى هذا العالم ... فى الواقع ، لو ان ذلك الجرذ القذر نايغل نورتنغاتون نفذ ما يريد ، لما انجبتها امها فلم يسر ذاك الرجل عندما عرف ان غولى حامل ، وكان رده طلب الاجهاض غير ان غولى رفضت .

عرفت استيرا ان صديقتها املت بعد انجاب الطفلة ان يحبها الاب الذى يحب الام ، على ما يزعم حبا شديدا .

مسكينة غولى ، احبت نايغل كثيرا ، وآمنت ان كل شئ سيكون على ما يرام . ولكن الشكوك بدات تترسخ حين اتصلت به من المستشفى تخبره بانهما رزقا ابنة جميلة . وكان رده فظا اذ قال : وما الجديد فى هذا ؟

عندما روت ما جرى لصديقتها استيرا شعرت الاخيرة بالغضب ودفعها شئ ما للذهاب الى منزله لتواجهه ولتطالبه بتحمل مسؤولياته .

لكن غولى توسلت اليها : ارجوك ، لا تذهبى ، فسيزيد ذهابك الامر سوءا اكراما لى لا تتدخلى .

فكان ان ابتلعت غضبها ولم تتدخل ... ومع ذلك لم تستطع الابتعاد عن التدخل على جبهة اخرى ... فبعد انقطاعه عن الاتصال بغولى او زيارتها ذهبت الام وكادت تفقدها ... وفقدت كل شوق او اهتمام وهذا ما جعل استيرا تدفعها اضطرارا الى اظهار الاهتمام بالجسد الصغير الهش .

اخذت استيرا اسبوعين من اجازتها السنوية لتساعدها . ولكن فى نهاية الاسبوعين ، وجدت نفسها تحمل مسؤولية الطفلة ومتطلباتها ، وربما هذا ما دفع غولى الى اللجوء الى عادتها القديمة " الفرار " فقد عادت استيرا يوما من العمل ووجدت ان غولى قد تركت ميرا مع جارتها روبيلا ورحلت .

تحركت ميرا بين يدى استيرا ، لكنها لم تستيقظ ... فعادت افكارها الى الليلة التى سبقت رحيل غولى ...

ففى تلك الليلة حاولت اقناعها بالتفكير فى الطفلة اكثر من التفكير فى حبيبها ، وذكرتها بانها لن تستطيع ترك الطفلة قبل ان تسجلها رسميا ، الا اذا ارادت ان تخالف القانون . وسالتها : لم تغيرى رايك بالنسبة للاسم الذى ستطلقينه عليها ؟

-لا ... ستكون ميرا فالنتينا نورتنغاتون .

وهذا ما جعلها تظن بان غولى قد بدات تهتم بالطفلة ... ولكنها وصلت الى البيت فى الامسية التالية واكتشفت مدى خطأها . قابلتها روبيلا هانت ، جارتها فى الطابق السفلى فى الردهة .

كان على وجه روبيلا ما جعلها تغير تحيتها الى سؤال : ماذا ... ؟

-الطفلة نائمة عندى ... وغولى رحلت .

-رحلت !

وسارعت روبيلا الى شرح ما حدث اليوم عندما اتت غولى اليها وهى تمسك حقيبة فى يد ، والطفلة فى الاخرى : قالت ان عليها الرحيل ... وطلبت منى الاهتمام بالثصغيرة الى حين عودتك .

قاطعتها ايستيرا : وهل اخبرتك الى اين ستذهب ؟

-حاولت ان اسأل ولكننى لم افهم شيئا منها . بالمناسبة اطعمت ميرا .

-من الافضل ان احملها اذن .

ما ان حملت الطفلة حتى بدات علامات القلق تظهر على روبيلا : اسرعى ، فسيعود فيكتور الى المنزل بعد ربع ساعة .

اسرعت استيرا الى شقتها فهى تعرف خير معرفة ان فيكتور زوج روبيلا سيصيح حين يصل : الا يمكن ابقاء هذه الطفلة ساكتة ! ولن يقبل بوجودها فى سريره .

وضعت استيرا الطفلة النائمة من يدها ، واحضرت دليل الهاتف ... فقد بدا لها ان نايغل الذى يحب غولى حقا يعرف اين هى.

وجدت رقم شقته بدون صعوبة ... فقد كان مدونا تحت اسم اسود بارز لمؤسسة نورتنغاتون هولدنغ ، المؤسسة التى يملكها شقيقه المتحجر الذى لا يلين ... وبدات استيرا تطلب الرقم ولكنها فكرت بعض الشئ فى شقيق نايغل صاحب مؤسسة نورتنغاتون الذى لم تقابله من قبل ... ان رجلا قادرا على انهاء حياة شقيقه العملية بطرده من مؤسسته غير جدير بالمعرفة . سرعان ما تلاشى الاخوان من افكارها التى انصبت على غولى مجددا ، فقد ادركت انها بمحاولة ايجادها ، ستصيبها بافدح الاضرار ! فسارعت تعيد السماعة الى مكانها .

وفيما استيرا غارقة فى افكارها ، رن جرس الهاتف فجأة .

اختطفت السماعة كالبرق وسمعت صوت صديقتها ، فصاحت متنفسة الصعداء : غولييت اين انت ؟

ردت غولى بصوت كئيب صريح : احتاج للانفراد بنفسى -

-افهم هذا ... لكن ...

-اعتنى بميرا ، اكراما لى ، حتى ادبر امورى ! ما كنت لاتصل بك ، لكننى فكرت فجأة ... ان على احد والدى الطفلة ، اظهار بعض الاحساس بالمسؤولية تجاهها .

-ساعتنى بها طبعا . ماذا جرى لك غولى ؟

-لقد انكر نايغل ابوته للطفلة .

شهقت استيرا : ماذا فعل ؟ اهذا ما قاله لك ؟

كافحت غولى لتسيطر على نفسها : ما قاله يؤدى الى هذا المعنى . لقد ذهبت لاسجل ميرا هذا الصباح رسميا ولكننى وجدت اننى لا استطيع اطلاق اى اسم عليها الا اسم عائلة الاب لان ذلك يقتضى موافقته ولم استطع اقناعه بهذا بل قال انه تركنى منذ مدة .

سألت استيرا : لم يوافق ؟

اجهشت غولى بالبكاء من جديد : اتصلت به ، وطالبته بمقابلتى فى مكتب التسجيل ليوقع الاوراق ولكنه ... ولكنه ... قال انه لن يوقع .

صاحت استيرا : آه ، حبيبتى .

مرت لحظات حاولت فيها غولى التوقف عن البكاء ، ثم قالت : اريد وقتا يساعدنى على اخراج نايغل من تفكيرى ، وقتا لاتقبل فكرة انتهاء كل ما كان بينى وبينه . على الرغم من تسجيلى الفتاة باسمه بدون موافقته ، احتاج الى الوقت استيرا لاستجمع شتات نفسى .

-امهلك الوقت الذى تريدينه حبيبتى .

ولم تكن استيرا واثقة من انها لن تجهش بالبكاء هى ايضا .

ردت غولى تحاول المزاح : قد احتاج الى سنة .

ردت المزاج : ولمِ الاصدقاء اذن .

-كان يجب ان اطلق اسمك على الطفلة .

-يا للمسكينة ! ستكون سعيدة لانك لم تفعلى .

قالت غولى بحزن : اعتنى بها استيرا .

وانتظرت حتى تلقت الوعد ، ثم تنهدت : ساحتاج اليها حين عودتى .

واقفلت الخط .

اعتقدت ، ان صديقتها ستعود فى غضون ايام ، فاتصلت برئيسها فى الصباح التالى . والسيد شلنجر لم يبد حماسا لطلب اجازة تدوم اسبوعا لكنه وافق على اقتطاع هذه الايام من اجازتها .

كانت ميرا ذلك الصباح مشاكسة الى ابعد حد ولكنها اخيرا توقفت عن البكاء ، ونامت فاستغلت استيرا الفرصة وقامت بزيارة روبيلا .

عادت بعد دقائق الى شقتها لترتب ما اصبح بسرعة ، شقة متسخة ... ربما كان صاحب الملك على حق حين اشترط عليها فى عقد الايجار عدم وجود الاطفال .

شعرت استيرا بالارهاق فى منتصف النهار وبدات تجد ان الوعد الذى قطعته لصديقتها بات يمتزج بالعجز فليس لها خبرة مع الاطفال . ماذا لو كانت الطفلة مريضة لا مشاكسة كما تظن ؟

فى وقت مبكر من بعد ظهر ذلك اليوم ، حملتها الى عيادة الطبيب فيدل ، الذى قال لها بعد ما عاين الطفلة : لا حاجة الى القلق . انها فى عافية تامة الصحة ولا تعانى من مشكلة ، المشكلة ليست مشكلتك بل مشكلة الوالدة ! كيف حالها على فكرة ؟

كان الطبيب فيدل يعرف غولى .

-لقد سافرت لبضعة ايام ... انها غير سعيدة فى هذه اللحظات .

-آه ... ولماذا ؟

-حبيبها ....

وشرعت تقصّ عليه ما حدث . اظهر الطبيب تعاطفه الشديد . وقال لها : لاتجزعى يا عزيزتى سيكون كل شئ على ما يرام .

عادت استيرا من العيادة بحال افضل ذلك انها تيقنت بأن ميرا مجرد مزعجة .

حين حل يوم الاحد ، ولم تعد غولييت ... قلقت استيرا كثيرا . فسيستشيط السيد شلنجر غيظا لو اتصلت به فى الغد مطالبة بعطلة اخرى ولكن ان لم تعد غولى فستضطر الى حمل الطفلة الى العمل .

كانت الساعة تقارب الثالثة بعد الظهر حين سمعت استيرا وقع خطوات ترتقى الدرج فسارعت لفتح الباب ولكنها وجدت روبيلا امامها . قالت : اسفة ... هذه انا ... الم ترجع غولى ؟

-يبدو انها بحاجة الى وقت اطول مما ظننت .

ودعت روبيلا بابتسامة الى الدخول : ذهب فيكتور ليزور امه ...

اخرجت دمية قماش طرية من كيس ورقى : اشتريت هذه بالامس ... ولم تتح لى فرصة الصعود الى هنا حتى الان .

عرفت استيرا ان روبيلا المحرومة من الاطفال لم ترغب فى ان يعرف فيكتور بالهدية ، وقالت : لقد نامت ميرا .

-لماذا ؟ الا تنام الا حين يخرج من المنزل ؟

تمتمت استيرا : اعرف ان صراخها يزعجه ولكننى واثقة انها سرعان ما تنمو فلا تعود الى الصراخ .

-انا واثقة من هذا . لقد سمعته يقول شيئا عن اخبار صاحب البيت بوجودها ، وانا اسفة ان اضطررت للتفتيش عن شقة اخرى ...لكن ... قاطعتها استيرا متجهمة : وان بقيت غولييت متوارية واجهت خطر التفتيش عن وظيفة جديدة ، قبل التفتيش عن شقة جديدة ... الديك وقت لفنجان شاى ؟

قبلت روبيلا بحماس .

-لماذا تواجهين خطر التفتيش عن وظيفة جديدة ؟

اثناء احتساء الشاى اخبرتها استيرا كل شئ ... واكدت انها ستحتاج الى فرصة اكيدة فى الغد ... اذا لم تظهر غولى ... وتوصلت وهى تحادثها الى الاستنتاج المنطقى الوحيد .

-سابحث غدا عن حاضنة اطفال .

-لا يمكنك هذا ... ! لا يمكن ترك ميرا مع اى كان !

كانت استيرا تكره الفكرة ، ولكنها قالت : وماذا بيدى غير هذا الحل ؟ يجب ان اعمل .

لم تذكر لها ، انها الان على شفير الافلاس اكثر مما مضى ، فهى لم تشك يوما فى ان الاطفال عبء يمتص المصادر !

-حاضنة اطفال ! الحاضنة القديرة تكلف ثروة هذه الايام .

تأوهت استيرا فى نفسها لتوقع ذوبان قضمة ضخمة من راتبها الشهرى ، ولكنها وافقت روبيلا الرأى بان شيئا لن يفيدها مثل الحاضنة الماهرة . تنهدت وهى تضيف اسفا : لولا اقامة اهلى فى لونغ كينغتون لحملت ميرا الى امى التى تحب الاولاد ... لكن ...

قاطعتها روبيلا : لكن امك جارة ام غولييت .

-بالضبط ... وزوج امها لن يتوقف عن الصراخ ان سمع بوجود ميرا ... امى حبيبة ... لكننى اخشى ان يزل لسانها فتفضح امر الطفلة ، لذا لم اخبرها شيئا .

ثم صاحت روبيلا مبتسمة : لدى فكرة . لماذا لا اعتنى انا بها ؟

قالت استيرا مذهولة انت ؟

-لن اخذ منك شيئا . ارجوك دعينى اعتنى بها .

اخذت استيرا بالفكرة وظنتها رائعة ، حتى تذكرت زوج روبيلا فقالت : وفيكتور ؟

تلاشى النور من عينى روبيلا وصمتت . ثم نظرت الى الارض متمتمة : آه ، شخص تافه !

فجأة ، عاد اليها اشراقها : فيكتور يخرج قبلك الى عمله . ويعود الى المنزل بعدك .

شهقت استيرا : لن تجرؤى .

-قد تعود غولى غدا . ولن اخبره فقد لايتعدى الامر اليوم الواحد .

لكن اليوم الواحد امتد اسبوعا ثم اسبوعين ...

قضت استيرا ليالى وهى تذرع الشقة ذهابا وايابا حاملة ميرا التى لم تكن تسكت الا اذا حملت ونتيجة هذا السهر كانت تعانى من مشاكل فى العمل ، وكلما طالت غيبة غولييت كلما ازدادت مشاكلها .

كان قد مضى على غياب غولي ثلاثة اسابيع حين حلت النكبة . فقد سارعت استيرا الى المنزل تشكر الله على وجود روبيلا التى وفرت عليها اجرة حاضنة فميرا مع مضى الايام تحتاج الى اشياء كثيرة تجعلها عاجزة عن استئجار حاضنة .

وصلت استيرا الى الشارع الذى تعيش فيه ثم تسمرت فى مكانها . انها سيارة فيكتور ! يا الله ! ... وقع المحظور . لقد عاد الى المنزل باكرا ! لم تكن استيرا قد سالت روبيلا ما اذا كانت قد اخبرت زوجها عن عنايتها لميرا خلال النهار . وفيما هى تقترب من الباب الخارجى ، عرفت انه كان يجهل الامر .

رفعت قامتها قبل ان تدخل الى المبنى ... ولم تخدعها مشاعرها ، فقد قرعت باب الشقة الارضية ان فيكتور الذى يكاد يصاب بنوبة قلبية ، قد فتح لها الباب بعنف ، والادهى من هذا ، ان استيرا شاهدت روبيلا الباكية تحمل ميرا بين ذراعيها . فعرفت ان زوج روبيلا لم يواجهها قط بهذه الطريقة العنيفة كما عرفت ان اول ما سيقدم عليه فى الصباح هو اخطار صاحب المنزل .

همست روبيلا وهى تعطيها الطفلة : انا اسفة .

صاح فيكتور ووجهه يكاد يميز غيظا : انت اسفة !

حملت استيرا الطفلة وتوجهت الى شقتها .

وفى الصباح التالى اضطرت الى الاتصال برئيسها طالبة منه ما تبقى من اجازتها ، فرد السيد شلنجر ساخطا : لاحظت مؤخرا ، ان تفكيرك لا يلازم عملك ... اترغبين حقا فى الاستمرار فى العمل ؟

-طبعا ، المشكلة اننى اواجه صعوبات فى المنزل .

-فلنامل اذن ان تحلى قريبا مشاكلك المنزلية .

فقدت استيرا اعصابها حقا ... لكن ... يا للرجال ! واعادت السماعة الى مكانها وهى تلعن الرجال كلهم ... رئيسها بلحمه المترهل ، ونايغل نورتنغاتون لعدم اهتمامه بطفلته ... وكيرك فوكس زوج ام غولييت المتوحش الذى جعل من المستحيل عليها ، او على غولييت طلب العون من عائلتيهما .

لم يكن هناك اثر للقدرة فى نفس استيرا فى الصباح التالى ، حين اكتشفت ان المشاكل لا تاتى فرادى ... فقد حمل اليها ساعى البريد فاتورة الكهرباء الكبيرة التى لن تستطيع تسديدها . كانت معنوياتها مشتتة ، فظلت مدة تحدق الى الفاتورة وتتساءل عما اذا كان هناك غلطة ما .

اكتشفت فيما بعد ، ان هذا الصيف كان رطبا ومن البديهى ان تغسل ثياب ميرا وغطاء السرير يوميا ، وان تجففها وتكويها وكان هذا ما سبب تراكم فاتورة الكهرباء .

ما ان حل الليل حتى اصبحت استيرا على شفير اليأس . كانت متاكدة ان فيكتور قد ابلغ المالك بوجود طفل فى شقة الطابق الاول ... وبناء عليه تتوقع قريبا مذكرة اخلاء فى بريد الغد .

جعلها تصلب ذراعها اليسرى تدرك انها غارقة فى افكارها ساعات طويلة كانت خلالها الطفلة نائمة على ذراعها .

تمطت ميرا ، ولكنها لم تستيقظ ... لكن ما استيقظ فى الواقع ، كان شيئا ما داخل استيرا ... فقد احست بالغضب والثورة منذ يومين ... ولكنها الان وهى تنظر الى الجسد العاجز والمعتمد عليها ، عاد غضبها الى الاشتعال ولن تنطفئ جذوته حتى تتخذ قرارا ايجابيا .

انها وغولى ، تفكران بالطريقة نفسها والشئ المشترك بينهما هو الكبرياء التى حافظت عليها استيرا عكس غولى التى انخفض مستوى كبريائها الى حد ما .

ولانها تعرف صديقتها نعم المعرفة علمت ان كرامة غولى لن تسمح لها بالاتصال بنايغل ثانية ... لكنه والد الطفلة وما جرى كاف لذا اقل ما قد تقوم به هو دفعه للقيام بواجب تربيتها .

منعها الخوف من ايقاظ ميرا من استخدام الهاتف حالا وحين استيقظت شرعت تصرخ بالحاح حتى نالت حظها من الطعام وحين نامت اخيرا فى مهدها ... كان الوقت متاخرا للاتصال بنايغل ....

فى الصباح التالى ، اتصلت بنايغل نورتنغاتون باكرا ، ولكنها لم تتلق ردا . فذهبت ذلك اليوم مرتين الى عنوانه تحمل ميرا ، ولم تجده ... فى المرة الثانية وضعت رسالة فى صندوق بريده تطلب منه الاتصال بها للضرورة . ولكنه لم يتصل بها .

فتشت استيرا فى ذاكرتها علها تتذكر ما اذا كانت غولى قد اخبرتها بمكان عمله . تذكرت عدة اشياء عنه ... فبعدما طرده شقيقه بقسوة من مؤسسة نورتنغاتون هولدنغ اتخذ لنفسه عملا خاصا به ولكنه فشل فيه قبل ان ينطلق . والمؤسف ان امه وقفت ضده لسبب ما ... ولان زاكارى كان المفضل لدى امه لم ينل الفرصة نفسها التى حظى بها اخوه .

احست انها بدات تشعر بالاسف عليه ، فقست قلبها ... فالاحساس بالاسف عليه لن يساعدها فى تسديد فاتورة الكهرباء او فى تسديد مرتب حاضنة .

ازدادت ثورتها لدى استلامها رسالة من صاحب المنزل ... وتمتمت : شكرا لك فيكتور ! ذكرتها الرسالة بشروط ايجارها ، وطلبت منها بادب ان تعلق على وجود الطفلة فى الشقة .

فى التاسعة اتصلت بشركة " دايتون ديزل " غير عابئة ما اذا كانت كذبتها ستطيح بعملها ، قالت للسيد شلنجر انها مصابة بالرشح ، وتظاهرت بالسعال ، ثم اقفلت الخط قبل ان يطلب منها تقريرا طبيا .

واستمرت المأساة اسبوعا اخر ، لقد آلمتها اصابعها لكثرة ما طلبت رقم هاتف نايغل وللاسف لم تتذكر اسم الشركة التى يعمل فيها .

فجأة ، ارتفع ذقنها الجميل بقرار عنيد ، انها تعرف الان بالضبط ما عليها القيام به ... فالسعى وراء مساعدة عائلتها ، او عائلة غولى ، ام مستحيل .

لكن ، كماذا عن عائلة نايغل ... ؟ ميرا فرد من افراد عائلة نورتنغاتون . وعليهم المساعدة !

بعد دقيقتين ارتفع صوت من شركة نورتنغاتون هولدنغ يرد عليها .

-اود محادثة السيد نوؤرتنغاتون ، ارجوك .

-ساتصل به .

ازداد امل استيرا ... بعد قليل سمعت صوتا مختلفا : سكرتيرة السيد نورتنغاتون .

-صباح الخير ... اود محادثة السيد نورتنغاتون .

شعرت بان الحديث مع رئيس وزراء روسيا اسهل بكثير من الحديث مع سكرتيرة زاكارى زاكارى نورتنغاتون ... فاتصالها تلقى الصد ... وحتى عندما قالت ان الامر شخصى تلقت صدا من السكرتيرة التى قالت : اتركى اسمك وعنوانك ورقم هاتفك ، وسبلغ السيد نورتنغاتون برغبتك فى الاتصال به ...

بعد نصف ساعة من الجلوس بانتظار رنين الهاتف ، بدات تؤمن ان زاكارى نورتنغاتون لن يتصل ، وبدات تحس بتصاعد الغضب بسبب معاملتها وكأنها واحدة من صف طويل من النساء اللاتى يتصلن به تحت ذريعة " مسألة شخصية ملحة وعاجلة " ... وبعد ساعة وصل غضبها الى ذروته .

فى الثانية عشرة والنصف ، دخلت مكاتب نورتنغاتون هولدنغ الضخمة وهى تحمل ميرا . وجدت عاملتى استقبال فى الخدمة ... كلتاهما مشغولتان بالرد على المخابرات ... فتقدمت استيرا بخفة الى المصعد ... وما ان خرجت منه الى الطابق الخامس ، حتى تبنت نظرة ضياع ، وخاطبت اول من قلبلها .

-هى ارشدتنى الى مكتب السيد نورتنغاتون ... لكن ...

ردت السيدة الرمادية الشعر : اقصدى الطابق الاخير .

شكرتها استيرا ، وعادت الى المصعد ولكنها لم تجد احدا فى الطابق العلوى . فتحت احد الابواب واطلت براسها ، لتسال الموجود هناك .

-مكتب السيد نورتنغاتون ارجوك ؟

-اخر باب الى اليمين .

ابتسمت له : شكرا لك .

لم يكشف الباب الاخير يمينا عن الشخص الذى املت رؤيته بل عن انثى جميلة سالتها : الانسة ايفورى ؟

نظرت الانسة ايفورى بقلق الى الطفلة : بم اخدمك ؟

لم تستطع استيرا الرد ، فالصغيرة التى لم تعتد على تلقى نظرة متجهمة من احد قررت ان تبلغ العالم كله بوجودها .

صاحت الانسة ايفورى ، فوق الصوت الحاد : يا الهى ! كيف لمخلوق ثصغير كهذا ان يصدر هذا الصوت ؟

ردت استيرا : لقد تمرنت كثيرا .

احنت راسها لتهدئ من روع الطفلة ولكن صرير باب الغرفة الذى انفتح بقوة ، جعلها ترفع راسها مجددا .

دخل رجل متوتر الاعصاب ، ثم توقف لدى رؤيته استيرا والطفلة ليسال : ماذا يجرى هنا ؟

عندما سمعت ميرا صوتا اعلى من صوتها توقفت عن الصراخ بضع ثوانى ، علمت خلالها استيرا ان هذا هو الرجل الذى جاءت لتراه ... مع انه كان نقيض نايغل ، فهو طويل بينما نايغل قصير ، وهو اسود الشعر رمادى العينين بينما نايغل اشقر الشعر ازرق العينين ولعل الفرق الكبير بينهما ، ان فم نايغل يحمل اثار الضعف بينما لا اثر للضعف على ملامح هذا الرجل الحازم .

فجأة ، ادركت انه ينتظر ردا على سؤاله : ماذا يجرى ؟

ووجدت استيرا انها كانت غبية فى انفاق ما بقى من مال اجرة ركوب التاكسى ... كان حرى بها ادخار مالها وجهدها لانها لن تتلقى المساعدة من زاكارى نورتنغاتون .

لقد عرفت هذا قبل ان تبدأ .

*****

انتهى الفصل الاول .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:01 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- لا يحتمل الرفض .

*****************

سال زاكارى نورتنغاتون بحدة بعدما عادت ميرا الى البكاء ، بوتيرة اعلى : حسنا ؟

كانت استيرا قد حضرت ما تقوله ، ولكن صوت ميرا الذى شغلها قليلا عن ذلك جعلها تقول كلمات لم تكن قد قررت البدء بها : ظننت ان الوقت قد حان لتتعرف على ابنة اخيك .

-ابنة ... اخى ؟

جعلها ذهوله تدرك ان نايغل لم يذكر شيئا عن علاقته بغولييت . فاردفت : الست السيد زاكارى نورتنغاتون شقيق نايغل ؟

عندما لم تتلق منه سوى انحناءة راس ردا على سؤالها ازدادت كراهيتها له فقالت شامخة الرأس : اذن اسمح لى ان اقدم لك ابنة اخيك ... ميرا فالنتينا ...

ولم تردف لانه سالها مقاطعا وان بذهول : فالنتينا ؟ يستحسن ان تدخلى الى مكتبى .

لحقت به ولكنه عندما وصل امام الباب التفت بسرعة قائلا : انسة ايفورى ... تسلمى مسؤولية ... هذه !

واكمل المسير .

شعرت استيرا بسخط شديد لانه نادى الصغيرة بـ " هذه " وقررت ان تحمل ميرا معها اثناء نقاشهما ولكن سرعان ما عاد التعقل اليها فقد بدا لها زاكارى رجلا نافذا يتوتر بسرعة ولابد ان تتحول المقابلة من سئ الى اسوأ ان اضطرا الى الصراخ فوق صراخ ميرا طوال الوقت . فالتفتت معتذرة ووضعت الطفلة بين يدى الانسة ايفورى التى اصبحت فجأة خائفة : تحب ان يتمشى بها المرء جيئة وذهابا .

كان زاكارى نورتنغاتون ينتظرها بفارغ الصبر . لاحظت نظرة الشر فى عينيه وهو يجذب لها كرسيا . جاهدت للبقاء هادئة ، فجلست علها تسترد رباطة جأشها ، ام هو فتوجه الى مكتبه الذى شكل حاجزا بينهما . همت بفتح فمها ولكنه سبقها الى الكلام .

-لم اكن اعرف ان اخى اتخذ زوجة .

فلاشرح الامر ... انه ...

قاطعها بازدراء ، وقد فسر كلامها كما يريد : يبدو انه عرفك معرفة وطيدة .

تصاعدت كراهيتها اكثر فاكثر وارادت ان تخبره فى تلك اللحظة بان الطفلة ليست طفلتها . ولكن هذه النية ضاعت لسبب ما .

وسالت : ابسبب الطفلة ؟

لم تفكر فى هذا من قبل ، ولكنها ادركت فجاة ان زاكارى نورتنغاتون رغم قسوته قد يطالب بالمزيد من البراهين ليتاكد من ان الطفلة ابنة اخيه .

-اعنى بسبب اسم الطفلة الثانى ... فالنتينا هو اسم امى الاوسط ... وهذا اسم لسبب من الاسباب لا يذاع ابدا ، مع انه يطلق دوما كأسم وسط لكل مولودة أنثى ... وهذا يعنى ان علاقتك باخى كانت مقربة .

-آه ....

فهمت استيرا سبب اصرار غولى على ان يرافق اسم الصغيرة اسم فالنتينا ... وتابع زاكارى نورتنغاتون ، الرجل المشغول بوضوح : اذن ، بعد توضيح هذا الامر ... نعود الى سبب زيارتك .

اخترقتها عيناه الرماديتان من جديد فشعرت بانه يظنها جاءت تطلب الاحسان . فابتلعت ريقها بصعوبة ، مبتلعة معه كبرياءها . لو كانت تفكر فى نفسها فقط لهبت واقفة وغادرت ، ولكنها لن تستطيع ذلك بسبب الطفلة ، فقالت بمقدار ما وجدت فى نفسها من هدوء : احاول تقفى اثر اخيك .

ظهر عبوس اسود على وجهه ، وسال بحدة : وهل هجرك ؟

-لم يهجرنى انا بل هجر صديقتى .

-صديقتك ؟ اى فوضى اوقع نفسه فيه هذه المرة ؟ يا رباه ! اتقولين انه عاشركما فى وقت واحد ؟

ردت بحرارة : لا اقول ذلك .

سكتت ، تحاول لملمة شتات تفكيرها ثم قالت بهدوء : اسمى استيرا موفيت ، وانا اقطن فى شقة مع صديقة عزيزة اسمها غولييت غامبل . نشات علافقة بين غولى وبين نايغل فى السر ، ولكنه حين عرف بأن الطفلة قادمة انكر علاقته بها.

-وهل هرب حين عرف انه سيصبح ابا ؟

كان سؤاله صادا ، فاجابته بهدوء : ليس عقب ذلك مباشرة .

مرت نظرة فولاذية فى عينى الرجل الرماديتين وقال ببرود : ولماذا انت هنا عوضا عنها ؟

قاومت اندفاعا للرحيل : صديقتى ... غولى غير موجودة هنا لانها رحلت .

-رحلت دون طفلتها ؟

كان فى سؤاله الكثير من التشكيك ، ولاول مرة فى حياتها رغبت استيرا فى ضرب رجل .

-تركت غولى الطفلة مع جارتنا حتى اصل من العمل بعدما انكرها نايغل .

اخبرتها نظرة جامدة فى عينيه انه يفكر فى ما قالته وانه كأخيه الذى انكر ابنته ، على وشك ان ينكر انه عمها . وسأل : وهل قال انه ليس الاب ؟

قالت بغضب مباغت : ولكنه الاب ... لقد طلب منها الاجهاض ثم هددها بالتخلى عنها ان لم تجهض وظنته سيغير رايه حين يشاهد الطفلة ولكنها بدات تفقد اثره ولم يلبث ان تخلى عنها وهى حامل ، وبعدما انجبت الطفلة اتصلت به لتسجيل الفتاة باسم ابيها ، فرفض القبول بها ، عندها تكدرت ورحلت .

جلست تحدق اليه فرأت ان زاكارى نورتنغاتون لم يتأثر اطلاقا .

-اذن ... اسم من تحمل الطفلة ؟

صاحت استيرا : نورتنغاتون ... لقد سجلت باسم ميرا فالنتينا نورتنغاتون وهذا حقها !

هز الرجل القاسى العينين راسه ، ولم تعرف ما اذا كانت هذه الاشارة موافقة ام رفضا ... لكنها غضبت بشدة حين اعطاها انطباعا بأن غولييت كانت تحلم لصالح قصتها وقال : اذن ... اخى أب لطفلة وحبيب لأم هجرها . وأم هذه الطفلة تهجرها فى ما بعد ... وبواسطة جارة تترك الطفلة لصديقة ... اعترف يا انسة موفيت اننى مازلت فى ظلام دامس ، فماذا تتوقعين منى ؟ ولكن اخبرينى .... الديك اطفال غيرها تعتنين بهم حين يهجرهم اباؤهم او ...

ردت بغيظ : انا لا افعل هذا ، وليس لدى اولاد سواها . فانا موظفة فى شركة هندسية وامل ان اظل فيها هذا ان لم يكن رئيسى قد صرفنى بسبب غيابى المتكرر الذى سببه عنايتى بميرا . اما ما اتوقعه منك فقد اوضحته جيدا ... اعلم انه بسبب لحمك ودمك هذه التى فى الخارج اجدنى غير قادرة على تسديد فاتورة الكهرباء وبسببها ستنقطع الكهرباء عن شقتى ...

هبت واقفة فهب معها زاكارى نورتنغاتون . لينظر اليها بحدة ... فهمت من نظرته انه يريد ان يظهر لها ضيقه بمقابلتها فتابعت ساخطة : اضف الى هذا انه محظر علىّ فى الشقة ايواء الاطفال وبسبب ايواء طفلتكم وجدت نفسى مهددة باخلاء منزلى .

قاطعها ساخرا : وقد تاخرت فى دفع الايجار دون شك .

-لم اتاخر حتى الان وان استمرت ابنة اخيك تنمو على هذا المنزال فساحتاج الى شراء ثياب جديدة لها .

-وهذا بيت القصيد ؟ المال !

سرعان ما برزت كرامتها الى موقع الدفاع : لن المس قرشا من مالك !

تقدم بعداء نحو المكتب ليقترب منها ، وقال متكبرا ، متحديا : لن تلمسى منه الكثير . ترى الم تجدى فى هذه المسألة ضمانة لنفقاتك طوال حياتك ؟

صاحت بحرارة : ما الطفلة بطفلتى .

ولكن معنى كلامه الفظيع لم يتناه الى تفكيرها جيدا وعندما وعت جيدا ما قاله تركت لغضبها العنان .

-ايها الخنزير القذر الشرير التفكير ....

ثم ارتفعت يدها اليمنى فى الهواء بحدة لتصفع وجه زاكارى نورتنغاتون ، بضربة قوية كادت تكسر معصمها .

ارتج راسه الى الوراء قبل ان ينظر اليها نظرة حقد وضغينة جعلت استيرا تدرك ان من الافضل لها الرحيل ... وخشية ان يتقدم منها بخطوة شرسة ليذيقها من الدواء المر ذاته حثت الخطى وغادرت المكتب ، ثم خطفت ميرا من الانسة ايفورى .

ما ان حل الصباح التالى حتى كان الندم الذى شعرت به بالامس بسبب الصفعة التى وجهتها الى زاكارى نورتنغاتون قد زال وفى الواقع ان ما ندمت عليه هو عدم محاولتها ايجاد مكان نايغل قبل ان تفعل ما فعلت .

تمنت وهى مثقلة بالهموم لو بقيت فى منزل اهلها المريح الخالى من المشاكل ... بعد لحظة خجلت من افكارها ... فكما قالت لغولييت ، لماذا الاصدقاء . ستكون صديقة متقبلة المزاج لو بدأت تندم امام الصعوبات .

تجاهلت صوتا صغيرا فى عقلها الباطنى صاح بها بأن كلمة صعوبات هى تبخيس قدر المحنة التى تمر بها ... فمنذ قررت غولى الهرب من عذاب زوج امها النذل ، صممت استيرا على مرافقتها فى رحلتها ...

لم تكن حياة غولييت سهلة ، فقد ادرك كيرك فوكس ، انه سيخسر كبش المحرقة حين تذهب ....

فاصبح اكثر عدائية لها فى الاسبوع السابق على رحيلها وكانت تبكى حين افضت لصديقتها كيف يكرر لساعات انها لن تنجح ، وان الامر سينتهى بها الى حياة منحلة ... واكدت لها استيرا التى راعها حالها قائلة : سنريهم جميعا . يومذاك اتفقتا على الذهاب الى لندن ، لاستئجار شقة لا يدخلها رجل ثم اتفقتا على العمل لتحقيق مستقبل زاهر .

نجحت بعض مخططاتهما ، وجدتا الشقة ولم يدخلها رجل .

اما بالنسبة للمستقبل العملى الزاهر ، فقد وجدتا ان العيش فى لندن يتطلب نفقات كثيرة ولهذا لم تستطيعا انتظار العمل المناسب . فالوظيفة الاولى التى عرضت عليهما قبلتاها اما نوع الوظيفة فعاملة فى قسم الطباعة وكان عملا مرهقا ... لكن حاجتهما الى العمل جعلتهما تبقيان فيها مدة سنتين ثم بعد ذلك ترقتا الى درجة سكرتيرة .

بعد سنتين تقريبا التقت غولييت بنايغل نورتنغاتون ، ووقعت فى حبه رأسا على عقب . وقتذاك انحل اتفاقهما المتعلق بالرجال .

مساء يوم احد ، عادت استيرا من زيارة لاهلها ، فاستقبلتها غولى التى صارحتها : لقد بات نايغل هنا ليلة امس ... واتمنى او استطيع القول اننى اسفة ولكننى غير اسفة . لقد طلب منى نايغل الرحيل معه فى نهاية الاسبوع القادم ، احبه كثيرا استيرا ، ولا يهمنى احد سواه ... ويجب ان ارحل معه ...

ردت استيرا بهدوء وهى التى لا تعرف معنى الحب : طبعا حبيبتى ...ارحلى معه .

-اشكر لك تفهمك .

ابتسمت ، وبقيت تبتسم ، وازدادت ازدهارا ، منذ تلك اللحظة ... ثم حملت فى احشائها جنينا .

انتشلت نفسها من ذكرياتها ، ولكنها احست بالحزن لان الحب الذى اسعد غولى يوما ، قد انتهى بكارثة . وهذا امر غير عادل ، فقد مرت غولى بعذاب بائس فى منزلها ، وهى لم تؤذى روحا فى حياتها ... هذا غير عادل !

كانت مشاعرها واحاسيسها كلها مع غولييت ، فقد تذكرت كيف اتهم زاكارى نورتنغاتون غولييت بتعمد الحمل لتؤمن لنفسها تذكرة مجانية للحياة ... يا له من خنزير قذر ! اجتاحتها موجة غضب ، بحيث لو ظهر زاكارى نورتنغاتون من جديد امامها لضربته .

كانت ققد وضعت ميرا فى المهد حين سمعت طرقا غير متوقع على الباب ... ادركت ان الطارق ليس روبيلا ففيكتور فى المنزل ... ماذا لو كان الطارق هو صاحب المنزل ... ولكن ، هل يأتى شخصيا لتلقى الرد على رسالته ؟

يا للكارثة ! نظرت استيرا الى غرفة الجلوس وانكمشت فالدلائل كلها تشير الى وجود طفلة فى المنزل .

وعاد الطرق انما هذه المرة بطرقات اعنف ، وخوفا من ان يوقظ الطرق ميرا هرعت الى الباب تفتحه .

شقت الباب قليلا فغمرتها راحة عارمة لان الطارق لم يكن صاحب المنزل ... ولكن سرعان ما حل الغضب محل الراحة ... فالرجل الطويل ذو البزة القاتمة الواقف فى الباب عابسا ، ذكرها بما حدث بالامس . شقت الباب اكثر وقالت بحدة : الى من ادين بهذه السعادة المشؤومة ؟

نظر اليها زاكارى نورتنغاتون بعداء ... فعلمت من تعابير وجهه انه على وشك ان يصيح ساخطا : تبا لك ! ثم يرحل . ولكنها فوجئت بانه لم يفعل ... بل قال باختصار : يجب ان نتحدث .

حين لم تظهر ميلا لدعوته الى الداخل سألها : اتودين حمل كرسى الى الخارج . هنا ؟

كادت تقول له انها سمعت ما يكفى من كلامه ولكن فيكتور هانت ، خرج من شقته ونظر اليهما ، فوجدت نفسها تدعوه بدون لباقة : ادخل ... اذا كان لابد من دخولك .

ولكن حالما اصبح فى الداخل شعرت بالخطر ولعل السبب منظر الشقة غير المرتبة .

-لحظة من فضلك . اريد القاء نظرة على ميرا .

تركته فى غرفة الجلوس ثم قصدت الطفلة غير انها فوجئت به يلحق بها . تسمرت فى مكانها حين مد يده بلطف لا مثيل له ليتامل اصبعى قدم ميرا الثانى والثالث الملتصقين .

ذهلت استيرا لان هذا الرجل الضخم العريض المنكبين يملك هذا اللطف والغريب ان ميرا لم تتحرك ... وتابعت استيرا النظر اليه ... لتسمعه يتمتم : لقد ورثت اصابع قدم شالفونت .

وترك قدم ميرا الصغيرة ثم استوى واقفا فسألت : شالفونت ؟

-انها عائلة امى . الم يخبرك اخى هذا حين أسرّ لك اسم فالنتينا ؟

قاطعته بلهجة حادة : الى غولييت أسرّ ذلك لا الىّ انا .

ازعجت نبرة صوتها ميرا فتذمرت فى منامها ... فنظرت اليه استيرا نظرة تقول : والان انظر ماذا فعلت ... فهم الاشارة ، وخرج لينتظر فى الغرفة الاخرى .

من حسن الحظ ان ميرا غطت من جديد فى النوم ولكن استيرا رغم ذلك ظلت معها دقائق اخرى ، ثم عادت الى غرفة الجلوس ، حيث قفزت الى ساحة المعركة : كنت افضل لو رددت على مكالمتى الهاتفية صباح الامس ، عوضا عن مجيئك الى منزلى بنفسك . اعتقد ان سكرتيرتك هى من زودتك بالعنوان ام ان نايغل كان الفاعل ؟

قاطعها : مضى زمن طويل منذ ان رايت اخى ؟

وهذا امر معقول ... فمن يهدم مستقبل اخيه بقسوة لن يجد فى قلبه من العاطفة ما يدفعه الى معرفة مكان اخيه .

اندفعت تسأل لئلا تقع فى الغلطة نفسها ، حين تركت نورتنغاتون هولدنغ بدون اى معلومات : ولكنك تعرف اين يعمل ؟ وكما قلت لك ، احاول تقفى اثره ، اتصلت بشقته ، وزرتها ، ولم اجده . لذلك ان اعلمتنى بمكان عمله استطيع ...

قاطعها زاكارى : معلوماتى تقول انه لا يعمل .

-لا يعمل ؟

احست انها هزمت ولكنها سارعت تجمع شجاعتها وقالت : حسنا ، شكرا لزيارتك .

كانت فى منتصف الطريق الى الباب ، حين اوقفها : هل انت حادة الطباع دائما ؟

استدارت التقول بدهشة : انا ؟

ان حدة الطباع والتهور هما اخر ما يمكن نعتها بهما . نعم هى دائمة القلق ولكنها ابدا ليست حادة الطباع .

-اجل ... انت ... قلت لك اننا يجب ان نتباحث امرا .

-وما الذى يدفعك الى محادثتى ؟ بالامس ابديت عدم الاهتمام بما قلته لك .

-بالامس ضربتنى بعنف ... وبسبب غضبى لم استطع الكلام ... ولم اكن اعرف ان انثى نحيلة ، صغيرة الجسم مثلك قد تطلق مثل هذه الضربة العنيفة ... !

لولا ذكاء استيرا لخالته يمازحها ... صاحت به : كنت تستحقها . فغولى الطف وافضل شخص اعرفه ... كانت تريد الاحتفاظ بجنينها لانها تحب نايغل ، ولم تفكر قط فى ما المحت اليه ... فانا اعرفها . وقد عرفتها طوال حياتى .

-وغولييت هذه اهى موجودة فعلا ؟

-طبعا موجودة .

-والطفلة ... اهى طفلتها ؟

-انها طفلة غولييت ونايغل .

-لا مجال للشك فى انه الاب ... ولكن ... انت ... صديقتك ...

احست استيرا انه لا يصدق حتى الان ان غولييت موجودة فتذكرت شيئا ... تركته بدون ان تقول شيئا ثم دخلت الى غرفة النوم لتعود منها بصورة لصديقتها .

تأمل صورة غولييت ونايغل فبانت له سعادتها الواضحة للعيان .

-اهذه غولييت ؟

هزت راسها ايجابا ، فتابع : هل شاهدته ، او اتصلت به منذ ولادة الطفلة ؟

-تحدثا هاتفيا ليس الا .

-وهذا يعنى ، انها لم تتلق منه مالا للاعالة ؟

-لا يمكن لغولى ان تطلب منه المال ... اعرف هذا . كما اعرف اننى اخالف ارادتها بمحاولتى الاتصال به ، غير اننى لا استطيع الانتظار حتى عودتها فمشاكلى كثيرة .

وافقها زاكارى ، على الشئ الوحيد المتفقين عليه .

-انها ورطة ... اسمعى سأسدد كل الفواتير غير المدفوعة فهل ...

احست استيرا بحرارة تجتاحها ، وسالته بشموخ : ولماذا تسدد فواتيرى ؟ عندما رايتك البارحة لم تكن تريد ان تعرف ...

-عندما رايتك البارحة ذكرتنى بأن الطفلة من لحمى ودمى . نعم لم تعجبنى الظروف ولكننى لا استطيع ان ادير ظهرى الى الواقع الراهن .

دهشت استيرا ، هذا اقل ما يقال . واتسعت عيناها .

تمتم ... وهو ينظر الى عينيها اللتين تبدوان زرقاوين قاتمتين .

-لون لا يصدق !

فجأة اردف وكأنه ندم على ملاحظته الاخيرة : يجب ان تتخلى عن عملك بالطبع ... ان ...

قاطعته مذهولة : اتخلى عن عملى ؟

سألها بقسوة : ايعنى لك العمل الكثير ؟

جعلها صدقها تقول : ليس كثيرا ، كما هو الحال فى وظيفة السكرتاريا ... اعتقد انه يدير لى عجلة الحياة بعدل ... وفى الواقع انا بحاجة الى عملى وماذا افعل حين تعود غولييت ؟

-افهم من كلامك انك لا تعرفين متى تعود وقد سبق ان اخبرتنى انك عرضة للطرد من العمل بسبب غيابك المتكرر . يجب ان تعترفى انك لن تستطيعى الاستمرار بالعمل ، والعناية بالطفلة فى آن واحد .

-هذا واضح ... ولكن الم تسمع شيئا عن الحاضنة ؟

-حاضنة !

اعتلت وجهه تقطيبة شديدة فعرفت انه لا يريد ان يسلم امر ابنة اخية الى غريبة . الواقع ان الفكرة لا تعجبها ايضا ، فقالت له بدون ان تعنى كلمة مما تقول : ان لم تعجبك الفكرة اعتن انت بميرا اثناء غيابى .

صاح بذهول : يا الله ! احقا تقترحين ان اجلس فى البيت مع طفلة ؟

غضبت استيرا منه لانه لا يحمل موضوع الطفلة على محمل الجد .

قالت له بحدة : لن اترك فى عهدتك ضفدعة مدللة ... لماذا لا تقوم بدورك فى العناية بها ؟

اطلق عليها زاكارى نورتنغاتون نظرة عداء ... ثم التفت ينظر الى الغرفة غير المرتبة ، وقال ببرود : اعترف ان شقتى كبيرة . ولكنها رفيعة المستوى وهى مناسبة لتربية طفلة صغيرة وليس كحال هذا الجحر المكعب .

احست استيرا بالاهانة : شكرا لك ! وما كنا لنحصل على هذا الجحر المربع لو نفذ المالك تهديده .

-وهل بلغك منه شئ ؟

هزت راسها : انه ينتظر ردا على سؤاله : الديك طفل فى الشقة ؟ لو لم تكن امى جارة ام غولى لحصلت على فرصة للتنفيس ، اخدع بها مالك المنزل ، ولااضطر الى استخدام الحاضنة .

-اتقترحين حمل الطفلة الى امك ؟

-هذا ما لا اقترحه ابدا .

ووجدت نفسها تسرد عليه قصة غولى مع زوج امها .

-بسبب البؤس الذى سيسببه لامها ، قررت غولييت الا تخبرها شيئا عن حفيدتها ... لهذا لا استطيع وضع الطفلة فى عهدة امى .

-وامك ، هل ستعرف ان الطفلة ليست طفلتك ؟

صاحت بذهول : لا استطيع الكذب عليها فى امر كهذا ! خاصة وان والدىّ لم يجدا تغييرا ولا طفيفا فى جسدى . لكن على اى حال ... اليس لديك اية فكرة عن الفرح الغامر الذى اتختبره الام عندما يرزق احد ابنائها بالحفيد الاول ؟ فكيف ارتكب فعلا قذرا بايهامى لها ان ميرا ابنتى ؟

جعلتها اشراقة عينيه تدرك انها اعطته مادة للتفكير . فجأة ، قال جادا : هل انت واثقة من ان الجدة تستقبل الحفيد الاول بحفاوة ؟

-قطعا . ولكننى لن اضع الطفلة فى عهدة امى ، الا اذا ادعيت انها ابنتى .

مرت لحظات صمت ثقيلة اسرتها فى اثنائها شرارات عينيه المتطايرة ، لم يقل زاكارى نورتنغاتون كلمة واحدة ثم قال بوضوح شديد : انا لا اطالبك بوضعها فى عهدة جدة زائفة بل فى عهدة الجدة الحقيقية .

ا

تسعت عينا استيرا وحدقت اليه مذعورة ... ثم قالت وهى تستعيد روعها : لا مجال . ستجن غولييت لو وضعت الطفلة فى عهدة امها .

قال زاكارى بصوت لا يتحمل الرفض : ولهذا ، لن ناخذها الى هناك ... ما اقترحه ان نحمل الطفلة الى جدتها لابيها فى يورك .

*****
انتهى الفصل الثانى . __________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:03 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3- الخدعة البيضاء .
****************
هل وافقت حقا على اقتراح الرجل المستحيل ؟ فيما هى مشغولة بالعمل المنزلى صباح الاربعاء ، وجدت ان موافقتها على اصطحاب ميرا الى يورك ، امر لا يصدق !
هل وافقت فعلا ليلة امس ، على حضور زاكارى نورتنغاتون صباح السبت لاصطحابها الى منزل امه ؟
كانت قد صاحت غاضبة : رويدك ، رويدك ! انا لست متاكدة من رغبتى فى انتقال ميرا للعيش مع جدتها .
جعلتها نظرته المتعجرفة ترى انها تحاول اتعابه لمجرد التعب ... كان فظا وهو يقول لها : لقد رضيت بواقع اضطرارك للعمل ، ولكن ما لن ارضى به هو ان تدفع الطفلة الى حاضنة .. انا مستعد لدفع المصاريف اللازمة كلها باستثناء اجر الحاضنة . لماذا الحاضنة وهناك جدة ستجد السعادة لدى رؤية حفيدتها اليس هذا قولك ؟
-ولكننى لم اكن اعنى ...
قاطعها بحدة وكانها لم تقل شيئا : لو كانت ظروف الحياة فى منزل اهل صديقتك مؤاتية لحملت عن طيب خاطر الطفلة الى امك ، او الى جدتها لامها .فما الفرق الان ؟ وماذا ان اعتنت امى بالطفلة ؟
كرهت استيرا منطق هذا الرجل السليم وقالت تجادله : ولكننى لا اعرف ان كانت غولى ترغب فى ان تعرف والدة نايغل عن وجود الطفلة ؟
-لقد حدّت غولييت من خيارتها يوم تركتها ورحلت ...
-لقد اخبرتك السبب ... كانت معاملة اخيك السيئة لها السبب ... ما الفائدة ؟ انت بلا رحمة مثله تماما ؟
هز كتفيه : اسمعى انت بحاجة الى مساعدة وانا قادر على تقديم هذه المساعدة .
-هذا ان نفذت لك ما تريد !
لم يتنازل بالرد عليها . غير انها عرفت انه هو المسيطر على الامور ، فارادت ان تقول له انها تستطيع تدبر الامر وحدها ولكنها سرعان ما واجهت الحقيقة ... لن تستطيع هذا بدون معونة احد ... وهو حتى الان الوحيد الذى حمل اليها مشروعا قد يؤمن لها العودة الى عملها صباح الاثنين .
-ماذا ان رفضت امك ميرا ؟
-انها الحفيدة الاولى .
جعلتها كلماته تندم على ما قالته عن سعادة الجدات بالاحفاد . وقالت متلعثمة : اجل ... انما ... ليس من المناسب اصطحاب الطفلة الى منزل والدتك اعنى ان الاطفال مرهقون بالنسبة الامرأة فى الستين من عمرها .
-امى فى الخامسة والستين كما ان فى المنزل خدما ومن بينهم المرأة التى اعتنت بى وباخى فى طفولتنا وهذه المرأة ترملت فى السنة الماضية وعادت الى وظيفتها . واؤكد لك ان سوزى سومرز ستكون سعيدة بالاعتناء بالطفلة .
يا للحظ السعيد . لقد كان اثناء محاولتها استعادة وعيها يجمع ويحسب كل شئ ! ولم يترك لها سوى الموافقة ! ومع ذلك قالت باصرار : لن تاخذ ميرا منى .
رد واثار المرح تتراقص على فمه : انا مسرور لهذا ... اعترف اننى اخاف الاطفال .
تخيلت زاكارى نورتنغاتون يفقد اعصابه اثناء القيادة بسبب صراخ ميرا وهذا ما دفع استيرا الى اختلاق عذر لرفض مرافقته ... فاكملت : ولن اتركها مع امك ... ان احسست ان هناك من خطب .
انتزع زاكارى الريح من قلوعها : ولهذا اقترح عليك قضاء عطلة نهاية الاسبوع فى البيغ هاوس .
البيغ هاوس هو اسم منزل والدته ...
-سامر لاصطحابك يوم السبت ، فكونى على اتم الاستعداد فى العاشرة ؟
احست بانقطاع انفاسها بسبب السرعة التى يدفعها فيها للقبول ... فصاحت : لا ... لن استطيع ! يجب ان اطعم ميرا واغسلها وعملى هذا لن ينتهى قبل الحادية عشرة .
-ساحضر فى الحادية عشرة اذن .
فى تلك اللحظة ادركت انها وافقت على الذهاب معه . ولكن بما ان خياراتها كانت قليلة اضطرت الى ان تساله قبل ان يذهب : تفهم ، سيد نورتنغاتون ... ان هذا الترتيب قد لا يدوم سوى ايام ... وعدت غولى بالمحافظة على ميرا التى ستحتاج اليها حين تعود .
حدق زاكارى نورتنغاتون الى زرقة عينيها العميقة بدون تعليق ... ثم التوى فمه باثر ابتسامة وقال بهدوء : افهم ... والان ان اعطيتنى الفواتير غير المدفوعة فساخرج .
فيما بعد ، فكرت استيرا ان تلك الابتسامة التى اعتلت وجه الرجل القاسى ، هى المسؤولة عن نسيانها وعدها بالاتلمس قرشا من ماله . وردت : ثمة فاتورة واحدة . ويؤسفنى ضخامة المبلغ ولكن صعوبة الطقس وغسيل ميرا وتجفيفه ،
والمحافظة على حرارة الشقة ... قاطعها وهو يدس الفاتورة فى محفظته ويخرج فى الوقت نفسه بطاقته : يجب الا تلتقط الصغيرة البرد ... ان احتجت الى اى شئ اتصلى بى خارج دوام المكتب ... اراك يوم السبت انسة موفيت .
اعترفت استيرا وهى تخلد الى الفراش ان زاكارى حرك فيها ميلا الى الجدال ... فكيف استطاع اقناعها بتسليمه فاتورة الكهرباء بدون ان تنبس بينت شفة . تذكرت تلك البسمة التى اعتلت شفتيه والثوانى الخمس التى كانت فيها مشوشة الفكر مشدوهة : اهى ابتسامته التى انتزعت منها مقاومتها ؟
كانت حتى حلول يوم السبت قد امضت وقتا طويلا تحاول فيها امعان النظر فى منطق زاكارى ... وصل فى تمام الحادية عشرة وكانت قد رتبت كل الحاجيات الضرورية وحددت الاولويات فان كانت ترغب فى الاحتفاظ بوظيفتها فعليها ان تكون فى المكتب صباح الاثنين . الاولوية الاولى اذن ، هى ان تتاكد من الاعتناء بميرا اثناء غيابها ، على يد راشد مسؤول ومهتم ... ومن سيكون هناك اشد اهتماما واكثر تحملا للمسؤولية من جدتها ؟
قال زاكارى وهو يشد جبل الحقائب الذى سيرافقهما : الم يكن من المستحسن الاتصال بوكالة شحن ؟
التوت شفتا استيرا ولكنها كبحت ابتسامتها : تحب ابنة اخيك ان تبدل ثيابها عدة مرات فى اليوم .
كانت تنظره وبين يديها ميرا حين عاد من ايداع اخر الحقائب فى مؤخرة السيارة ، بما فيها حقيبة استيرا نفسها ...
-ساحكم اقفال ابواب شقتى .
ولانها تذكرت اعترافه بالخوف من الاطفال دهشت حين تمتم متجهما : ساحمل الصغيرة الى السيارة .
ناولته الطفلة : احملها هكذا .
لم تتوقع ان يسمعها ، ولكنها اجفلت حين قال : اصمتى ... انسة موفيت .
ونزل السلم .
سرت استيرا انه لم ير ابتسامتها على ثغرها . حين انضمت اليه فى السيارة الضخمة ، قال لها : لقد وضعت المهد فى المقعد الخلفى .
ردت بادب : انه لطف منك ولكننى افضل ان احملها فهى خير من يصرخ واعلم ان صراخها سيدفعك الى التوقف جانبا لاحملها .
-حسنا ، كما تريدين مع اننى ارى ان من الخطا تدليل الاطفال بهذه الطريقة .
تمتمت لنفسها : خنزير ! وغضبت مجددا على قسوة قلبه ... سالته وهو يستوى خلف المقود : الديك الكثير ؟
-ماذا ؟
-اولاد ... تبدو وكأن لديك نصف دزينة .
-انا اعزب ، وهذا ما انوى الحفاظ عليه .
تمت الرحلة بصمت وتجهم حتى قررت ميرا ان تنعش الامور ، فبدات بالصراخ . وحاولت استيرا تهدئتها ، لكن ميرا لم ترغب فى التوقف .
صاح زاكارى : رباه ، متى تتوقف ؟
-تحب ان يسير بها احدهم .
اسرع يوقف السيارة وقال بحدة : سيرى بها اذن .
سالته بعذوبه : الن تعتقد اننى ابالغ فى تدليلها ؟
نظر اليها نظرة ذات معنى ، ثم نزل ليفتح لها الباب ، ترجلت استيرا وراحت تتمشى بها ثم احست ان الطفلة مبللة فغيرت لها ثم عادت لتتمشى مرة اخرى ، وما ان غطت ميرا فى النوم حتى عادت ادراجها الى السيارة ، التى سرعان ما انطلقت بهدوء .
فى تلك اللحظة بالضبط فكرت فى طرح سؤال اخر : الم تعارض امك حين اخبرتها بامر ميرا ... سيد نورتنغاتون ؟
اشاح بعينيه لحظة عن الطريق ، وحطهما بنظرة شاملة على استيرا والطفلة النائمة ، ثم عاد ينظر امامه ...
-لم اخبرها شيئا عن الطفلة .
-لم تخبرها ؟
نظرت اليه مستغربة فاردف : اتصلت بها طبعا واخبرتها اننى احمل اليها اليوم مفاجاة صغيرة ... لكن ...
صاحت : مفاجاة صغيرة ؟
صاحت ميرا فى منامها ، فحذرها زاكارى : صه ، الطفلة !
اضطرت استيرا الى سحب عدة انفاس عميقة .
-تقصد انك لم تخبرها شيئا عن الطفلة ؟ الم تقل لها ان المفاجاة الصغيرة هى ابنة نايغل ؟ وان فى نيتك ترك ميرا معها حين نعود الى لندن غدا ؟
قال لها ببرود : هدئى من روعك انسة موفيت ... وجدت ان من الافضل ان نكون هناك حين نزف اليها خبر الحفيدة الاولى واضيفى الى هذا انك قلت ستتركين الطفلة فى البيغ هاوس اذا احسست ان كل شئ على ما يرام ... لذلك ترين اننى لا استطيع ان اقول لها ان حفيدتها ستبقى فى رعايتها فترة قصيرة ، وهناك علامات استفهام صغيرة بالنسبة لاخطارها بالامر اليوم او غدا .
-لكن ...
-كيف لى ان اخيب املها ؟ الم تقولى انها ستجن فرحا بطفلة اخى ؟
ابتلعت استيرا ريقها بغضب ، وصاحت : اكره منطقك السليم !
تحركت مشاعرها وهى تتصور سيدة لطيفة عجوز ستشعر بانها مشتتة ومدمرة حينما تقرر العودة بالصغيرة الى لندن وقالت بعناد : اظن ان علينا ان نطلب من امك الاحتفاظ بالطفلة على اى حال سيد نورتنغاتون .
صدمها مرة اخرى : لن نطلب منها ، ان كانت ردة فعلها نحو الطفلة كما تتوقعين فستسعى جاهدة لابقاء الطفلة معها ... على فكرة ... نادينى زاكارى .
رفضت مناداته باسمه الاول ، او حتى التفوه بكلمة اخرى فكان ان تمت الرحلة بصمت ...
البيغ هاوس منزل ريفى كبير مبنى على اراض تابعة له . عندما توقف زاكارى اخيرا امام المبنى الضخم حارت استيرا وهاجت بها الهواجس ، امسكت ميرا فاحست بطمأنينة بسيطة غير انه حثها على الدخول عبر ردهة كثيفة السجاد ... وبدا لها انه يعرف مكان وجود امه ، فقد فتح بابا يفضى الى غرفة استقبال .
لم تفعل نظرة استيرا الاولى الى السيدة الارستقراطية المستقيمة شيئا لتهدئة ارتباكها .
-زاكارى !
قالت السيدة نورتنغاتون ، وعيناها الزرقاوان تتنقلان من ابنها البكر الى رفيقته والى الطفلة التى تحملها ... فرد عليها : قلت لك اننى آت اليوم .
-كنت اترقب هدير سيارتك ولكننى على ما يبدو غفوت بضع دقائق .
خطت بضع خطوات لتستقبلهما فى منتصف الغرفة .
كانت استيرا قد بدات تكون وجهه نظر مفادها ان لا فرصة لترك ميرا مع هذه المرأة الباردة المظهر . فجأة بدات ميرا تتململ ، فانحنت السيدة نورتنغاتون لتتاملها عن كثب ... وتوقعت استيرا بناء على تجارب سابقة ان تشرع الصغيرة بالبكاء ولكنها لم تفعل بل نظرت الى جدتها وابتسمت احلى الابتسامات ثم اخذت تناغى بسعادة !
قال زاكارى فى الوقت نفسه : امى هذه استيرا .
انتفضت استيرا من هذه الظاهرة التى لا تعرف لها سببا ... ورات زاكارى الذى يعرف جيدا الجانب السئ فى طباع ميرا مذهولا ايضا . اما امه فبدت وكأنها ستفقد صوابها ... لاحظت استيرا ان السيدة نورتنغاتون قد فقدت مظهرها الصارم ،
وبدات تبتسم !
سألت السيدة الطفلة بلهجة مداعبة : ومن انت ايتها الطفلة الحلوة ؟
نسيت ان ابنها لم يتم كلامه ولكنه اردف وعيناه تراقبان امه ، وقد قرر ان يقوم بواجب التعارف مع استيرا : هذه ميرا فالنتينا نورتنغاتون .
لم يكن بحاجة الى اكثر من هذه الكلمات ليجتذب اهتمام السيدة نورتنغاتون التى شهقت : ميرا فالنتينا .
-الاسم العائلى ... امى ، هذه حفيدتك !
اسكت الذهول السيدة نورتنغاتون بضع لحظات وراحت تنظر مشدوهة الى الطفلة واستيرا ، ومن ثم الى ابنها ... وتمكنت اخيرا من التماسك وصاحت : رباه ! ومتى تزوجتما ؟
فتحت استيرا فمها لتنفى هذا ... ولكن قبل ان تتفوه بكلمة قال زاكارى : انا ... بل نحن ... استيرا وانا غير متزوجين .
-لستما متزوجين ؟ قالت استيرا فى نفسها رويدك سيدتى ! فقد ادركت وهى تراقب اسارير السيدة تتغير ان هناك مشاكل قادمة . خالتها للوهلة الاولى باردة ... وهاهى تتحول الى وجه خالى من التعبير متورد غضبا .
-كيف تجرؤ على السماح لهذه الطفلة ، حفيدتى ، بالمجئ الى هذه الدنيا بطريقة غير شرعية !
يا الله ! ان السيدة منزعجة اشد انزعاج . نظرت استيرا الى زاكارى متسائلة عن سبب تاخره فى شرح الحقيقة . كانت على وشك تولى عملية الشرح بنفسها ، لكنها ترددت . فمن الواضح ان السيدة نورتنغاتون مشتعلة غضبا ، لذلك ربما كان زاكارى يعرف ما لا تعرفه استيرا ، يبحث عن اكثر الطرق دبلوماسية للالتفاف حول الامر .
بدا الصمت وكأنه سيستمر الى الابد ... لكن حين عرفت استير ان عليها قول شئ بلباقة او بدونها ، اختارت ميرا تلك اللحظة بالذات لاشعار الجميع بوجودها . فاجهشت بالبكاء والصراخ فكان ان اضطرت استيرا الى القول معتذرة : لا اظنها ستسكت قبل ان اطعمها .
خاطبت السيدة نورتنغاتون ابنها ببرود : ارشد الانسة ، الى غرفة الاطفال .
لاحظ كما لاحظت انه غير مرحب بهما . ليس الان على اى حال ، لكنه اذهلها بالقول : فكرت ان نمضى ليلتنا هنا .
ردت امه بجفاء : انه منزلك . ولكن مادمت انا تحت سقفه فعليك وعلى صديقتك احترامى والنوم فى غرفتين منفصلتين .
ارادت استيرا ان ترد ولكن صياح الطفلة حال بينها وبين ذلك .
لم يقل اى منهما كلمة اثناء ارتقاء الدرج ... ولكن ما ان اصبحا فى غرفة اطفال واسعة منيرة حتى قالت بحدة : لن ابقى هنا .
كان رده الوحيد قبل ان يخرج : ساحضر الملابس .
سيحضر على الارجح ما لا لزوم له من الملابس راحت تمعن النظر فى ما حولها فلاحظت ان كل شئ فى هذه الغرفة جديد . مهد بدون فراش فى الزاوية ، وفى الاخرى وسائل غسل وتحضير الرضعات ... السير مع ميرا كان قد اصبح عادة لها وهكذا سارت استيرا الى باب مشترك مفتوح ، يفضى الى غرفة نوم منفردة وهى غرفة تعد عادة للمربية .
عادت الى غرفة الطفل ، فى الوقت الذى عاد فيه زاكارى محملا بكل ما قد تحتاج اليه ، واكثر ... وكأنما ظهور الحقيبة الحاوية على الطعام الذى تتشوق اليه . كان اكثر من تحملها ، فرفعت ميرا وتيرة الصراخ .
قال زاكارى متطوعا حين توقفت ميرا لتلتقط انفاسها : هل استطيع المساعدة ؟
-لا ... شكرا لك .
فتركها تفعل ما تشاء .
عندما عاد بعد ساعة ، كانت جالسة فى مقعد تحمل ميرا التى تمتص اخر ما فى قينينة الرضاعة من حليب . سألها وهو يجر كرسيا اخر ليجلس عليه مراقبا ما يجرى : كيف الحال ؟
-تاكل ببطء . لم ينعتنى احد قط بالفسق .
-لم تقصد امى ذلك . انا اسف ... حين شاهدت كيف تعلقت بالطفلة التى تناغيها نسيت التاثير الذى سيقع على كاهلها حين تعرف انها حفيدة غير شرعية .
نظرت الى عينيه فلما قرأت فيهما الدفء ذاب غضبها واضطرت الى القول : وانا ايضا لم افكر فى هذه النقطة .
تغيرت خفقات قلبها حين ابتسم زاكارى بلطف ... ولكنها سرعان ما اقنعت نفسها ان سبب هذه الخفقة الجوع ليس الا . ظلت محنية الراس وهى تفكر ، ثم قالت : ظننتها ستفاجأ حين تعلم ان لها حفيدة ، ولا اظنها ستكون مسرورة من نايغل .
-لم اخبرها شيئا حتى الان .
ارتفع راسها بحدة : لم تخبرها ؟
اختفت ابتسامته ومع ذلك لم تتراجع : الم يكن لديك وقت لاخطارها بان نايغل هو والد ميرا ؟
كانت تظن ان الساعة التى اختفى فيها كافية ليخبر امه القصة كلها ، ولكنه قال : اعنى ... اننى ... لن استطيع ان اقول لها .
صاحت : لا تستطيع ؟
تساءلت ماذا فى هذا الرجل الذى يحول طباعها اللينة الى نيران مشتعلة ، وقالت تتحداه : ماذا تعنى انك لا تستطيع ان تخبرها ؟ بالطبع تستطيع ... ويجب ان تقول و ....
نظر الى عينيها المشتعلتين ثم تمتم : سبق ان قلت لك انك عجولة حادة الطباع ... ولكن يحق لك ان تغضبى قليلا لاننى لم اكن صريحا .
تارجحت اعصابها لانه اعترف بعدم صراحته معها . فجاة شعرت بالقلق . كانت تعلم انه رجل قاسى ، استطاع انهاء مستقبل اخيه بلا رحمة ، ولكنها فجأة احست احساسا مخيفا بان كلامه المتعلق بعدم قدرته على ادارة ظهره للحمه ودمه كان مجرد ذر رماد فى العيون ... فهل كان يستغلها وميرا ، من اجل مأرب شيطانى فى نفسه ؟ فكرت استيرا ان الوقت قد حان لمعرفة الحقيقة . فسالته ببرود : هلا اجبرت نفسك سيد نورتنغاتون على البوح بالحقيقة لى شارحا لسبب حملى على المجئ وميرا الى هنا .
لم تعجبه لهجتها وقد عرفت ذلك من عينيه اللتين ضاقتا وكانهما تحذرانها بانه لن يقول لها شيئا ، فاردفت تتحداه بحدة : لم يكن الهدف مصلحة ميرا او مصلحتى ، اليس كذلك ؟
اعترف ببطء : ليس تماما ، علما اننى اهتم لامر الطفلة ولهذا زرتك يوم الثلاثاء .
قالت ببرود : اردت ان تعرف نوع الزريبة التى تعيش فيها ؟
-ولاكلمك فعن الامور المالية .
صاحت به : فى نفسك اكثر من هذه الغاية ، اعرف الان انك اعددت خطة خبيثة قبل ان تقرع بابى.
-خبيثة ... ؟ اؤكد لك ان الخطة الوحيدة كانت ان ....
-ان تتاكد من حملى على الانتقال الى هنا .
-تلك الفكرة لم تخطر لى على بال حتى وضعتها انت فيه .
-انا وضعتها ؟
هز راسه : اجل ، اكدت لى ان الجدات يشعرن بالسرور لدى رؤية الحفيد الاول . الم تقولى لو ان ميرا ابنتك لجأت بها الى امك ... فلم استطع سوى التساؤل عما اذا كانت ستسامحنا ما ان تتعرف على الطفلة .
ذهلت استيرا للحظات : ولماذا لن تسامحك ؟
رد بهدوء : لا اشير الى نفسى .
-نايغل ؟ ماذا فعل ؟
-بل ما الذى لم يفعله ؟ تبا . ان تصرفه النذل مع صديقتك يظهر لك انه ليس ملاكا ...
-وهل نال نايغل من الدلال قسطا وفيرا ؟ خلتك انت المدلل فمما قاله نايغل لغولى فهمت انك المفضل لدى امك .
قال زاكارى بصراحة مماثلة : نايغل يرى ان جميع الناس مخطئون الا نفسه ولكن الواقع هو انه الطفل الثانى الذى طال انتظاره ، كان مرغوبا ومحبوبا ، ومدللا الى اقصى حد . لقد شب واصبح رجلا ولكنه كان يملك اضافة الى حسناته صفات اخرى رديئة .
-تحطيم قلب صديقتى احداها .
-لم تكن الوحيدة التى عانت من تحطم قلبها على يده .
-وهل اعتاد على دفع النساء الى الاعتقاد بانه مجنون بحبهن ... ثم ... !
-لا . ليس حسب علمى ... كنت اتحدث عن تحطيم القلب الذى سببه وما زال يسببه لامه ...
-السيدة نورتنغاتون ؟
كانت ترى فى هذه المرأة نموذجا للبرودة والحزم لذا فؤجئت حين تحدث عن قلبها المحطم . وادركت ان برودة تلك المرأة تعود الى ما اصابها .
فجاة ادركت انها تلين ... كانت تحاول جهدها ان تكون قاسية كزاكارى حين تابع يقول : كانت تعتبره امى المثال الاعلى حتى كانت السنة الماضية التى قرر فيها البدء بعمل خاص به .
قاطعته وهى تحاول ان تبدو قاسية : بعدما طردته من عمله بلا رحمة او محبة ...
تردد قليلا ثم قال : تعرفين اكثر مما ظننت . اجل ، بعدما رميته خارجا ... كان لديه خطة لجمع ملايينه الخاصة ... لكن مشاريعه احتاجت الى استثمار الالاف قبل ان تقلع عن الارض... وهى الاف لم يكن يملكها .
فهمت استيرا فورا : وهل اقرضته امك المال ؟
-نعم ، انما بدون ان تخبرنى . وقد وصل بها الامر الى رهن هذا المنزل .
بدات الصورة التى ترسمها تتضح فقالت استيرا : المؤسسة التى اسسها افلست ... وتحطم قلب امك حين فشل فى ردها لها ؟
-ليس المال هو ما المها بل تصرف نايغل اللامبالى حين اظهر عدم اهتمامه خاصة وهى ترى ان بيتها الحبيب على وشك ان يولى ... تبع هذا شجار مريع تطاير الزبد فيه . وانتهى الامر بان قالت له امى انها لن تسامحه ابدا وانها لا تريد رؤيته وكانت كلماته التى ودعها فيها هو تمنى الموت لها .
صاحت استيرا بصوت اجش : يا الله !
-ان دهشتك لا تقارن بما اصاب امى .
-الم تخبرك امك بما جرى ؟
-اشك فى ان تخبرنى حتى الان . ولكننى عرفت صدفة ان شيئا ما قد حدث ، كنت اعرف مدى تعلقها بهذا المنزل لذلك لم استطع فهم ما يدفعها الى القول انه منزل ضخم عليها .
-كانت تستعد لتسليمه ؟
هز راسه : هذا ما كانت ستقدم عليه لولا الصدفة . زرت يوما مصرفها عندما احتجت الى بعض المال وقد ... فكرت وقتذاك ان صرف شيك من مصرفها لن يدوم سوى دقائق . ولكن مدير المصرف استدعانى ليعتذر شخصيا قائلا ان لا خيار امامه سوى الاستيلاء على المنزل .
-لقد صدمك الخبر طبعا .
سرعان ما ادركت انه اتخذ خطوات فورية لمنه الاستيلاء ، ولكنها تذكرت شيئا : قالت امك ان هذا منزلك .
-هذا مجرد احتراس لئلا يتكرر ما حدث مرة اخرى ... حولت الملكية الى ولكنه منزلها ، مع اننى لم اكن بحاجة للقلق ، فنايغل لم يقترب منها منذ شجاره . والان اصل الى بيت القصيد ، فيسبب ما فعله بامى اجدنى غير قادرة حاليا على الاعتراف ان والد ميرا هو نايغل . وها انا الان اطلب عونك .
-انا مصغية ...
-ان امى تشعر بالالم والاحباط لانها لم تر ابنها منذ سنة تقريبا ... لقد رايتها تزداد نكدا ... مع مرور الايام ... وما السبب الا المها العميق الذى تأبى كرامتها الاعتراف به .
بدات استيرا تحس بصدع فى دفاعاتها ... ولم يعجبها هذا الاحساس . فسالت : وماذا عن نايغل ؟
-ازداد عنادا .
-اكنت تراه ؟
-احيانا ... اعتقدت اننى قد اساهم فى اندمال الجرح الذى يدمر حياتنا فطالبته بزيارة امه ليريح بالها .
-ورفض ؟
-بل اصر بعناد على موقفه ، وقال ان امه تعرف المكان الذى يقيم فيه ان ارادت الاعتذار منه .
قررت استيرا ان تتوقف عن بحث امور نايغل ، وعناده . فمشاكل غولى بدات عندما اصر بعناد على ان تجهض . قالت وهى تحاول التظاهر بالقسوة : سيثوبان يوما الى تعقلهما .
-الوقت ضد امى ... فهى لم تعد صغيرة ، واضيفى الى ذلك انها تعيسة . نعم انا قادر على اعطائها ما تريد من المال ولكن المال لا يشترى كل شئ خاصة المصالحة مع ابنها .
-ولكنك قلت انها اقسمت على الا تغفر له !
-وانت قلت ان الام تغفر كل شئ حين ترى حفيدها الاول .
فجأة اتضح كل شئ : آه ! ... اذن لهذا جئت بميرا الى هنا !
-اعترف بهذا ، لكن خطتى تهشمت حين ظنت امى ان حفيدتها غير شرعية .
-ولهذا السبب لن تستطع اخبارها بما فعل نايغل بالطفلة ... لانها ...
-لانها من وجهة نظرها الاخلاقية ، تعتبر ما فعله خطيئة لا تغتفر . اترين ، لو قلت لها الحقيقة لتعاظم المها اكثر .
وفهمت استيرا ... فلن تنسى تعابير وجهها عندما قال لامه انهما غير متزوجين ... ولن تنسى غضبها حين التفتت اليه سائلة : كيف تجرؤ على ان تسمح لحفيدتى بالمجئ الى الدنيا بطريقة غير شرعية ؟ ولقد شاهدت استيرا بنفسها ان اى امل للصلح بين امه واخيه ، سيتلاشى لو علمت الحقيقة .
-ولكننا ... انت لا تستطيع ان تتركها تمضى قدما بالاعتقاد ان ميرا ابنتك !
حذرتها النظرة الفولاذية التى اطلت من عينيه ، من انها ستتلقى ردا قاسيا " لماذا لا استطيع " ولكنها لم تتلقه . امعن النظر فيها لبعض الوقت ... ثم سالها بوقار : وما الضير فى ذلك ؟ انه لا يوازى امر جلب حفيدة غير حفيدتها لتخدعها . ميرا من لحمها ودمها ... على اى حال .
-اجل ... لكن ...
-انها مصابة بجرح عميق ... اترغبين فى تفاقم المها ؟ الا تستطيعين مجاراتى حتى اجد اللحظة المناسبة ؟
لامس كلامه شغاف قلب استيرا الرقيق ، فهى لا تريد ان يتالم احد غير ان الامر كله ليس صوابا ... يجب ان تتخذ موقفا ... لقد اعتاد زاكارى نورتنغاتون على دفعها ، وحان لها ان توقفه عند حدة !
فقالت بثبات : انا غير موافقة ! فمجاراتك فى ان تجعل امك تفترض اننى ام تميرا ... وهذا ...
قاطعها : وهذا ما سيكون لصالح الجميع .
قالت ببطء : لا اوافقك الرأى .
احست بكارثة توشك ان تقع على راسها حين التفت زاكارى وقال : ان كنت أما لميرا عزيزتى فلن يستطيع احد منعك من اصطحابها الى لندن غدا .
وخزتها سهام الانذار ... فسالت تحاول كبح ذعرها : ماذا تقول بالتحدد ؟
-فكرى مليا فى الامر تجدى ان لنا كل الحقوق التى تملكينها بحق ميرا .
شهقت : لا ، لا يمكنك فعل ذلك بى .
لكنه قادر ... !
-لااضمن امى فى هذا الصدد . اما ان لعبت الدور كما اريد فلن يحدث ابدا ما تخشينه .
ادركت استيرا ان زاكارى نورتنغاتون يخبئ حتما الورقة الرابحة فى كمّه طوال الوقت ، ولهذا كرهته . بدا لها ان لا نهاية لتفكيرها الهادئ ، المخادع ...
سالها وكأنه امهلها وقتا للتفكير : حسنا ... ما ردك ؟
اللعنة عليه ... يعرف جيدا انها لا تستطيع الا الموافقة . سالته بحدة وهى رافضة ان ترضيه بموافقتها : ماذا يفعل الكبار هنا للغداء ؟
كانت تدرك انه يعرف انه انتصر . وقال لها بلطف وهو ينظر الى ميرا النائمة : ان استطعت ترك الطفلة اصطحبتك ...
قاطعته بحدة : لن اتركها .
رد بخفة : اذن سارسل لك صينية طعام .
وتركها ... فكرهته اكثر فاكثر ... فهو لا يتوانى عن استغلالها . الجلمود ألين منه !
****
انتهى الفصل الثالث .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:06 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- زوجة من ؟
*************
ارسل زاكارى لاستيرا صينية طعام الغداء . كانت تفكر فى الفخ الذى جرت نفسها اليه بيدها حين أتت امرأة ممتلئة الجسم فى منتصف الخمسين حاملة الطعام .
ما كادت تضع الصينية من يدها ، حتى انحنت فوق ميرا النائمة ، ودندنت بصوت رقيق : الست رائعة ؟
التفتت تنظر الى استيرا للحظة وهمست : انا اسفة ... انا روزى سومرز ... كنت اتوق الى رؤية الطفلة منذ اخبرتنى السيدة نورتنغاتون بوجودها وقد سالتنى اذا كنت ارغب فى العمل ساعات اضافية .
قدمت استيرا نفسها : انا استيرا موفيت ... اعتقدت ان هناك سشخصين اخرين يقومان بالعمل الاضافى .
ردت روزى بحرارة : ثمة خدم كثر ... ولكن . عهد الى ان اساعد فى رعاية هذه الطفلة الحبيبة الحلوة ... ارجو الا تعترضى ، فقد تمسكت بهذه الفرصة بكل قواى . اعتنيت باولاد السيدة نورتنغاتون كما اعتنيت باولادى الاربعة .
وكانها تقدم اوراق توصية .
لاحظت استيرا اللهفة فى عينى المرأة ، فسالتها علها تريحها : اتعيشين فى الجوار سيدة سومرز ؟
-فى القرية . ارجوك نادينى روزى ... اذن لاباس فى ان اساعدك بالطفلة ؟
غضبت استيرا ، لكن امام لهفة المرأة قالت لها : ان احببت ذلك .
-ردت روزى بحماس : وكيف لا احب ذلك ، هل لى بحملها اثناء تناولك الغداء ؟
كان بمقدور ميرا النوم فى مهدها المحمول الذى احضره لها زاكارى ، ولكن لم تخف على استيرا لهفة المرأة فقالت : طبعا .
بدا الرضى على روزى وهى تحمل الطفلة وقالت : كأننى عدت الى الماضى .
كانت محبة روزى للاطفال واضحة للجميع . وقالت المرأة فجأة : اظن ان معك بعض الغسيل لهذه الحلوة الصغيرة ... ساغسلها ثم احضر الفراش هناك ، فقد طلبت السيدة نورتنغاتون ان انام الليلة هنا ... وساكون قريبة حاضرة فى ما لو بكت ميرا ....
قاطعتها استيرا : ظننت اننى انا من سيستخدم هذه الغرفة .
-آه ، ولكن السيدة نورتنغاتون اعدت لك غرفة فى اخر الرواق ... عرفت هذا لاننى رايت زاكارى يحمل اليها حقيبة ملابس صغيرة .
شعرت بان الامور تنسل من بين يديها ، حين قالت روزى : لن اخذلك انسة موفيت ... اعدك . انا معتادة على رعاية الاطفال ...
ردت استيرا صادقة : واثقة انا من انك لن تخذلينى ....
-لا تقلقى يا سيدتى .
قالت استيرا : ولكن ميرا ترهق المرء فهى دائمة البكاء ليلا وهذا يعنى انك لن تاخذى قسطا وافيا من النوم .
ردت روزى مبتسمة : اعرف كل شئ عن هذا ... كان ابنى جو شيطانا !
زادت ثقة استيرا بروزى حين استيقظت ميرا وشرعت فى البكاء بلا انقطاع ، وكانت على وشك ان تتولى امرها ... لكنها تراجعت واخذت تراقب كيف سعت المرأة الى تهدئتها .
اخيرا ، تعبت ميرا وعادت الى النوم . فقالت روزى : لن يضير ان حملناها قليلا فى الرواق ، اتودين ان ارشدك الى غرفتك ؟
كانت الغرفة التى صحبتها اليها روزى انيقة . قالت استيرا وهى ترى حقيبتها فى اسفل السرير : انها غرفة جميلة .
احست ان روزى لاتقوى صبرا حتى تكون وحدها مع ميرا ، فاردفت : اعتنى رجاء بميرا فى ما اوضب انا ثيابى !
-انا واثقة من هذا .
وظلت استيرا فى غرفتها حتى آن وقت ارضاع الصغيرة فتوجهت الى غرفة الاطفال . كانت غرفة الاطفال فى اخر الرواق ، وفيما هى متوجهة اليها . انفتح الباب وخرجت السيدة نورتنغاتون مبتسمة ولكن الابتسامة سرعان ما اختفت عندما وقع نظرها على استيرا التى تلقت منها سؤالا : هل ارضتك غرفتك انسة موفيت ؟
-تماما ... شكرا لك .
احنت السيدة الارستقراطية راسها : اذن اراك وقت العشاء فى السابعة والنصف .
سيضطر زاكارى نورتنغاتون الى انتظار طويل اذا كان لا ينوى بالبوح بالحقيقة لامه فمن خلال ملامح هذه السيدة القاسية ترى انها ستبقى على ايمانها بان استيرا وزاكارى هما والدا الطفلة . وهذا ما ذكرها بقوله : هذا بكل تاكيد لمصلحة الجميع ... وقوله : ان ظن الجميع انك أم ميرا فلن يستطيع احد حرمانك منها .
تسللت سهام الذعر من جديد الى نفسها بعدما ادركت هشاشة موقفها ، وتجنبا للكابوس الذى بدا يسيطر عليها ادارت مسكة الباب ودخلت سائلة : اكل شئ على ما يرام ؟
ابتسمت روزى : لقد امضينا وقتا جميلا . لقد حممتها والان ستتناول الشاى ... اليس كذلك يا حبيبتى ؟
سالتها استيرا :اكانت وديعة ؟
ردت روزى : بين بين ولكنها كانت فى افضل حالاتها عندما اتت السيدة نورتنغاتون ولم تكترث بالسيد كاوتر حين نقل الفراش الى المهد .
-الفراش ؟
استدارت استيرا بسرعة فرأت فوق المهد فراشا لم يكن سابقا هناك ... واكدت لها روزى بسرعة : لا باس به ... ارسلت السيدة زاكارى لشرائه فور وصولكم .
حملت روزى ميرا لتطعمها الحليب .
-لاحدود لاهتمام جدتك بك ، اليس كذلك يا غاليتى ؟
جالست استيرا فى الكرسى الذى استخدمه زاكارى سابقا ، واخذت تراقب خبرة روزى فى تعاملها مع الطفلة .
احست انها لم تفهم قول روزى عن ان لا حدود لاهتمام جدتك بك ، وسالت : رايت السيدة نورتنغاتون تخرج منذ قليل سعيدة .
-بدت كحالها فى سابق عهدها .
ثم سارعت تلوذ بالصمت وكانها ادركت انها تتكلم عن غير وجه حق ، ثم احنت راسها الى ميرا ... وتمتمت : استطيع القول انك تعرفين كل شئ عن تناسى نايغل وجود امه . ولكن كيف لا يكون المرء سعيدا خاصة بوجود حفيدة كهذه .
-اليس لديك احفاد روزى ؟
-امل هذا على الدوام . لدى ابنتان متزوجتان ، ولكن اهتمامهما ينصب على المايكروايف اكثر منه على جعلى اسعد امرأة فى الوجود .
بقيت استيرا فى غرفة الاطفال تثرثر مع روزى التى كانت تطعم الطفلة وتعدها للنوم . عندما حلت الساعة السابعة ودت لو تتناول العشاء هناك ، ولكن بوجود روزى الاكفاء منها فى العناية بالطفلة وبتبنى السيدة نورتنغاتون دور المضيفة ، ادركت استيرا انها مدينة للسيدة العجوز بشئ من المجاملة والاحترام . فقالت لروزى : يجب ان اسرع ، والا تاخرت على موعد العشاء .
عندما اصبحت فى غرفتها ، اغتسلت ووضعت كريما ملطفا على بشرتها ثم اتجهت الى الخزانة وهى مرتدية ثيابها الداخلية فاختارت ثوبا بسيطا يسهل غسلة آملة الا تكون فى منزل معتاد اهله على ارتداء الثياب الفاخرة وقت العشاء . فى تلك اللحظة طرق الباب فاسرعت تستر نفسها بالفستان بدل ارتداء الروب .
-نعم ؟
كان زاكارى يقف مرتديا البذلة الرسمية ... رفع حاجبه قليلا واعتلت شفتيه ابتسامة خفيفة ... قال بتشدق : فاتنة !
اكان هذا وصف " لنعم " الحادة ام " لوجهها المشرق " ؟ واكمل متمتما : ارى انك لست جاهزة ... العشاء فى السابعة والنصف ... هل انتظر ؟
وبرقت اسنانه البيضاء فردت بحدة قبل ان تقفل الباب فى وجهه : ساجد طريقى بنفسى .
بعد لحظة كانت اسنانها البيضاء ظاهرة ... ومع ذلك لم تستطع فهم سبب احساسها بان هذا الحديث المختصر كان مسليا ... فجأة الغت ابتسامتها ... ولكن ، يا للغرابة ... الضحكة التى شهدتها على وجه زاكارى كانت اصعب من ان تمحى من ذاكرتها .
بعد سبع دقائق ، خرجت مسرعة من غرفتها ... ولكنها لم تلبث ان ابطأت الخطى قبل ان تهبط الدرج العريض .
ظهر زاكارى من حيث لا تعلم وما ان وصلت الى منبسط الدرج حتى قال : دقيقة واحدة حتى السابعة والنصف . امسك مرفقها ثم اصطحبها الى غرفة الطعام .
سحبت نفسا عميقا وعندما فتح الباب استولى عليها القلق بسبب الكذب الذى اختلقه امام امه ، وبما انها لم تتصور ان فترة الطعام ستمضى بدون ذكر موضوع ميرا فقد توقعت وقتا غير مريح .
كان اعتقادها بأن العشاء سيضمهم هم الثلاثة غير صحيح ففى قاعة الطعام رجل قصير بدين ، على عنقه ياقة تدل على انه كاهن ، كان يقف قرب المدفأة يحاور مضيفته .
زاكارى يعرف الكاهن لانه سارع يعرفها اليه . تلاشى شئ من ارتباك استيرا لانه تبين لها ان الكاهن السيد ميد سبرنغز كان مدعو الى العشاء قبل ان تعرف السيدة نورتنغاتون ان ابنها سيزورها فى عطلة الاسبوع . ان السيدة نورتنغاتون ذات الاخلاق المتزمتة يستحيل عليها ان تلغى موعدا سابقا لمجرد اصطحاب ابنها لضيف غير متوقع ، ويبدو ان السيدة لن تذكر امام الكاهن وجود ضيفة اخرى تعتبرها العجوز طفلة غير شرعية .
تنفست الصعداء ... وجلست الى الكرسى الذى سحبه لها زاكارى على المائدة . راقبته وهو يتوجه الى الجانب الاخر ليجلس فى مواجهتها .
وصلت السيدة كاوتر لتقدم اول لون من اطباق الطعام ، وما ان خرجت حتى بدات السيدة نورتنغاتون الحديث ، وقالت للكاهن : عائلة استيرا تقيم فى سوفولك اعتقد انك يوما كنت كاهنا فى تلك المنطقة ؟
رد الكاهن : هذا صحيح .
سرعان ما ادركت استيرا ان السيدة نورتنغاتون اجبرت زاكارى على افضاء بعض المعلومات عنها ... وسالها الكاهن : اين يعيش اهلك فى سوفولك ، انسة موفيت ؟
حافظت على هدوئها واجابت ولكنه لم يكن يعرف احدا فى المنطقة التى يقطن فيها اهلها . فكان ان تصاعدت ثقة استيرا بنفسها ، وطفقت تحدثه عن جمال منطقة سوفولك حتى وصل الطبق التالى .
لاذت استيرا الى الصمت لان من عدم اللياقة الاستئثار بالحديث كله . راحت تصغى الى الكاهن ولكن حين علق زاكارى بتعليق نظرت الى تعابير وجهه الجدية ، وتذكرت كيف وقف فى باب غرفتها مبتسما .
بدا لها ان من المستحيل على رجل مثله ان يمتلك تلك الضحكة ! ثم ادركت ان الحديث ما يزال جاريا ، وادركت كذلك انها تحدق بفم زاكارى وكانها تتمنى لو تظهر تلك الابتسامة مجددا .
يا الله ! نهرت نفسها منتزعة عينيها عنه ثم سعت الى مجاراة الحديث الدائر الان بين الكاهن والسيدة نورتنغاتون ... من الواضح على ما يبدو ان زفافا قريبا يوشك ان يقام فى القرية .
كانت السيدة نورتنغاتون تقول وهى تنظر خلسة الى زاكارى : فى مثل هذه الظروف ... سيكون زفافا هادئا .
لم تتابع استيرا نظرة السيدة نورتنغاتون الى زاكارى . فهى لا تريد ان تنظر اليه بل لايهمها ما اذا كانت تلك البسمة هى الاولى واليتيمة . استقرت نظراتها على والدته متابعة الحديث الدائر عن اقامة زفاف هادئ بسبب فقدان احدى العائلتين عزيزا ... وبدا لها ايضا ان السيدة ستشارك بهذا الزفاف كما سيشارك به زاكارى ايضا .
بعد دقائق ، ادركت استيرا بوجل ان عليها ايضا المشاركة بهذا الزفاف بل الواقع انهم كانوا يبحثون امر زفافها هى !
ركزت السيدة نورتنغاتون نظرها عليها : اتمنى عليك استيرا الا ترتدى الثوب الابيض.
سالت حائرة : انا ؟ اسفة .
واجابت السيدة بصوت متوتر : ستكون الاقاويل فى القرية كافية وذلك بعدما تتناول الالسن ان حفيدتى ولدت من ابوين غير متزوجين ... لذا لا اريد المزيد من مسببات الهزء باسم عائلتنا فالوصول الى حفل الزفاف بثوب ابيض سيضرم نيران الالسن .
فى رد العجوز معانى كثيرة تعترض عليها استيرا ولكنها كانت مصدومة صدمة صدمة عنيفة لانها ادركت انها كانت تجلس كالبلهاء مصغية الى الحديث الدائر حول زفافها . اما الان فلم تستطع سوى التحديق الى ما حولها بذهول تام .
عرفت استيرا ان الكاهن يعرف كل شئ عن ميرا ، كما عرفت انه لم يأت بناء على دعوة سابقة ، ومن الواضح ان السيدة نورتنغاتون لم تحتمل مسألة حفيدتها غير الشرعية فاتخذت خطوات فورية لتصحيح الامور .
نقلت نظرتها المذهولة من السيدة الى زاكارى الذى وجدته يراقبها بصمت وكأنه يدرك تماما مدى صدمتها ، ولكنه رغم ذلك استقبل نظرة رعبها بثبات ، وبتعابير لطيفة . فاستغربت هدوءه . لماذا لا يقول شيئا ؟ فجأة تبيقظت واصبحت حذرة ... لم تكن تدرى ما الذى يجول فى عقله الحاد الذكاء . غير انها واجهت من قبل انواعا مختلفة من خداعه ... ربما لا يريد انكار زواجهما لئلا يحرج امه امام الكاهن ... ولكن ماذا لو كان يفكر فى خدعة ما ، انما عليه ان يعلم انها لن ترضى ابدا بان يكون لها يد فيها .
التفتت استيرا ببرود الى مضيفتها ، بعدما اتضح انها لن تلقى المستاعدة من زاكارى .
-سيدة نورتنغاتون لن يكون هناك زفاف .
لم تتجمد تعابير العجوز فحسب بل قدت من جليد ومع ذلك اردفت : لن اتزوج انا وزاكارى .
ران صمت رهيب فى الغرفة كادت تسمع معه رنة الدبوس ثم لمِ تلبث العجوز ان تمالكت نفسها غير ان استيرا لم تكن من تلقى سياط لسان السيدة نورتنغاتون المتعجرفة بل زاكارى الذى ذكرته بلهجة صاعقة : لقد دفع والدك المرحوم فيك الاحساس بالشرف ... وفى الواقع ان تصرفاتك لم تجلب العار الى اسم والدك فقط ، بل الى ذكراه كذلك . والان عليك بصراحة ان تخبرنى ، الا تنوى التصرف بشهامة نحو هذه الشابة ؟
ران الصمت مطبق على الغرفة ولو كان نايغل هو من تلقى هذه الكلمات المنقضة كالصاعقة لتعاطفت معه ولكن زاكارى هو من كان فى موقف حرج الان ... ومع انها تدرك انه تركها تقول لامه ان لا زواج سيجرى ، الا انها لم تستطع ان ترى لماذا لا يتلقى حصته من اللوم ولماذا ترى شيئا من المتعة فى مراقبة تلوى هذا الاعزب المزمن .
اطلقت عليه نظرة . فردها بابتسامة ... ظلت الابتسامة على وجهه وهو يرد بنعومة : اظن يا امى ، ان استيرا لن تتزوجنى حتى ولو تجاسرت على طلب يدها .
بدت امه ذاهلة : وهل انت خائف ان تسألها ؟
ردت استيرا ، بعدما وجدت فجأة ان المرأة قد خالتها ستقفز الى اول فرصة للزواج بابنها البكر البغيض : افضل الموت على ذلك ، ولاشك فى ان زاكارى سينقل على حمالة الى قسم العناية الفائقة لو تجرأت على الموافقة !
تدخل الكاهن بعدما راى السيدة نورتنغاتون وكأنها مشلولة التفكير : ربما ... علينا ... ان نترك الزوجين السعيدين حتى يتباحثا الامر .
التفتت استيرا اليه مبتسمة : ليس بينى وبينه اى نقاش .
توقفت قليلا عن الكلام ثم اردفت : ثم ... لدى عملى ...
قاطعتها السيدة نورتنغاتون باستغراب : اتعملين ؟
-ليس الان ... فلدى اجازة ... لدى عملى ... ولا اريد ان يعيقنى زوج .
وابتسمت . ولكن السيدة نورتنغاتون ارسلت تلك الابتسامة الى النسيان : كان عليك التفكير فى عملك قبل ان تحملى بطفلة !
فى لحظة غضب ، نسيت استيرا لماذا لا يريد زاكارى ان تعرف امه حقيقة ميرا . فمن وجهة نظرها تجد انها تلقت ما يكفى من هذه المرأة المتعجرفة صاحبة النظرة السوداء والبيضاء التى لا تتصور ابدا ان هناك وجودا للون الرمادى . لقد حان ان تعرف الحقيقة التى ستزعجها .
قالت بدون ان تعى نظرة زاكارى الحادة : ميرا ...
ولكن زاكارى قاطعها بحدة فنظرت اليه فاذا بها ترى نظرة الجنون فى عينيه : ميرا ... ليست اعاقة ... ولن تكون ... ان لم ترغب استيرا فى الزواج بى فلن نتزوج . ولكن فى كلتا الحالتين الطفلة مسؤوليتى .
اطبق خوف بارد على قلب استيرا ... وفتحت فمها لتحتج ولكن لم يخرج منه شئ ، فقد تذكرت قوله : انت تعرفين اننا قادرون كوننا اقرباءها على سلبك جميع الحقوق . عرفت عندئذ ان كلمة خاطئة واحدة منها ، ستنزع منها حق اصطحاب ميرا معها الى لندن غدا . كما عرفت ان لزاكارى نورتنغاتون اليد العليا ...
عبرت السيدة نورتنغاتون عن رايها بحدة : شهامتك تشرفك !
وعرف جميع المتحلقين حول المائدة ان الموضوع انتهى .
احست استيرا بالسعادة لانتهاء وجبة الطعام ... وحاول زاكارى اشراكها وامه فى حديث اخر ، ولكن لم تنظر اليه اية واحدة منهما . فيما بعد تجاهلهما ودعا الكاهن الى حديث عن فريق الكريكيت فى القرية .
قالت استيرا حين اقترحت السيدة ان تنسحبا الى غرفة الاستقبال لشرب القهوة : لو سمحت لى ، ساذهب لالقى نظرة على ميرا .
-طبعا .
كادت تبتسم لها وكانها تفضل ان تظهر استيرا امامها مشاعر الامومة .
لم تشأ استيرا ان يترك زاكارى مقعده ليرافقها حتى باب غرفة الطعام ... كما لم تشأ ان يأخذ على عاتقه مسالة توديعها بقبلة قبل ايوائها الى فراشها . قفز قلبها بحدة حين عانقها بحنان واحست بدفء انفاسه حين تمتم : اراك صباحا يا حبيبتى .
ردت هامسة لئلا يسمعها غيره : هذا من سوء حظى .
عندما ضحك ارتبكت لانها لم تفهم لماذا قفز قلبها قفزة غريبة اخرى ولم تستطع معرفة ما اذا كانت ضحكته حقيقية ام تمثيلية لان امه كانت تراقبهما . ولولا اللياقة لارتقت الدرج بسرعة لتبتعد عنه ورغم ذلك حثت الخطى ، لكن ويا للغرابة كان قلبها يخفق بسرعة ليس بسبب الاسراع فى المشى بل بسبب عناقه ذلك .
وكان ان وجدت ان كل ما فى حياتها قد غدا مجنونا خاصة قلبها الذى يتصرف على هواه بطريقة غير متوقعة . دخلت الى غرفة الاطفال ، وليذهب زاكارى نورتنغاتون الى الجحيم .
****
انتهى الفصل الرابع .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:07 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- آباء مزيفون .
*************
كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، حين استيقظت استيرا . ما هى الا دقيقة حتى كانت ترتدى روبها وتتجه الى غرفة الاطفال .
دخلت الى الغرفة وهى تزيل خيوط النوم عنها ، فرات روزى سومرز وميرا بين ذراعيها مستيقظة .
قالت استيرا : ساتولى امرها ان احببت روزى ، اعتقدك مرهقة من السير بهذا الملاك الصغير 0
-انت نكدة قليلا ، ولكننى استطعت معالجة الامر . لا انام جيدا منذ وفاة زوجى ، لذلك انا سعيدة بوجود ما افعله خلال اسوا ساعات الليل . ستكون ميرا على خير ما يرام اذا اردت العودة الى النوم ... وثقى ساطعمها وجبة السادسة .
ابتسمت ماستيرا : انا واثقة اننى استطيع الثقة بك .
وعادت الى غرفتها .
استيقظت ثانية فى الخامسة والنصف فنظرت الى ساعتها بعين واحدة مفتوحة ثم تذكرت وعد روزى " ثقى بى " فترددت لحظات ثم استرخت وعادت الى النوم .
عندما استيقظت من جديد كانت اشعة الشمس تتسلل من النافذة ...
نهضت استيرا من الفراش ، وهى لا تشعر بالاستقرار . فكرت فى الاستحمام ومن ثم التوجه الى غرفة الاطفال لتتفقد ميرا ولنبحث بعد ذلك عن زاكارى نورتنغاتون .
كانت يد الخوف الباردة تقبض على خفقات قلبها من جديد وشعرت بالكره تجاهه فلم يكن فى الامسية الماضية يمزح ولكن ان ارادت ميرا امنة من اجل غولييت فعليها مجاراته فى لعبته .
تعكر تفكير استيرا عندما اعلن صوت صادق صغير فى داخلها ان زاكارى لم يتصرف تصرفا واحدا بغية مصلحته هو بل كانت محاولاته جميعها تهدف الى انهاء الم امه التى ترغب فى ان تسامح نايغل .
صرفت النظر بسرعة عن التفكير فى الظروف المحدقة بالموضوع فهو قذر محتال وقاس ثم هاجمتها ذكرى عناقه وضحكته الصغيرة التى بدت صادقة حين ردت قائلة " لسوء الحظ " ... انها حتى الان غير واثقة ما اذا كانت تلك الضحكة حقيقية لكنها اكتشفت ان تلك الضحكة جعلت تفكيرها ملبدا بالضباب اكثر مما مضى ... فهى حين فكرت فى خطته المخادعة من وجهها الاخر اى من جهة العودة الى العمل فى الغد وجدت انها غير اكيدة من رغبتها فى نجاح الخطة او فشلها .
لقد ايقنت بالامس بعدما شاهدت وجه السيدة نورتنغاتون انها لن تترك ميرا فى بيغ هاوس مهما كان السبب . ولكن من الواضح ان السيدة مصممة على الدفاع عن حفيدتها ولو بحياتها واضف الى هذا ان روزى سومرز جوهرة يمكن الوثوق بها للعناية بميرا . ولو تركت استيرا هذه الجوانب واتجهت الى الامور العملية لادركت انها ان لم تظهر غدا فى مكاتب شركة الهندسة فقد تضطر للبحث عن وظيفة اخرى ...
دخلت الى الحمام مشوشة الفكر ثم لما اغتسلت ارتدت فستانا نظيفا وكانت فى الطريق الى غرفة ميرا عندما ادركت انها لن تستطيع الا الانتظار لترى ، بل ربما لا يكون لها القرار بشأن تركها . فقد قال زاكارى ان امه ستصرّ على بقاء ميرا ... ولكن استيرا لم تر حتى الان دليلا على اصرار السيدة على اى شئ الا على زواجها وزاكارى .
كانت روزى تغسل الطفلة عندما دخلت استيرا ، فرفعت راسها تقول : اليس حجمها مناسبا لعمرها ؟
-ارى وزنها زائدا عن الحد .
-لا ... ابدا انها ممتلئة الجسم ، ورثت هذا عن عائلة شالفونت .
-السيدة نورتنغاتون من عائلة شالفونت اليس كذلك ؟
-هذا صحيح ... انا لم اطعم هذه الشابة فى السادسة .
-لم تاكل ؟
هذا امر مستحيل ، لانها كانت ستمزق الجو بصراخها .
-دخلت السيدة وجلست حيث تجلسين الان ، وقالت انها لا تهتم بما سافعل ، فدورها هى الان فى اطعام حفيدتها .
تمتمت استيرا بذهول : فى السادسة صباحا .
-بل ابكر من ذلك ، لا اظنها منذ ذاك الشجار مع نايغل قد ذاقت طعم النوم الهنئ .
فتشت استيرا عن رد غير متطفل ، واخذت مثالا تلك الشجارات التى كانت تشهدها بين غولييت ونايغل ، ومدى تاثيرها فيها . فقالت : آه ، الخلافات العائلية ... قد تكدر المرء كثيرا .
-جئت ذلك اليوم لاسأل السيدة كاوتر شيئا ...
ابعدت باهتمام وحذر ميرا عن مغطسها ووضعتها فى منشفة على حجرها : لم استطع تجنب سماع اصواتهما المرتفعة وقد تبين لى مما سمعت ان الامر جرب ذات اتجاهين .
وخاطبت ميرا : من يعيش كثيرا يرّ كثيرا . اليس كذلك يا جميلتى ؟
اعطى ذلك التعبير استيرا فرصة لتدير دفة الحديث . سألت روزى عن اجتماعات الجمعية النسائية ، وكان لها فرصة ان تحمل ميرا لتضمها وتدللها بعدما ارتدت ملابسها واصبحت رائحتها رائعة ...
حين بدات روزى بتنظيف المكان وترتيبه . فكرت استيرا فى تولى الامر بنفسها .
-سأنوب عنك بهذا ، يمكننى تنظيف المكان والعناية بميرا ريثما تذهبين لتناول الفطور .
-رباه ! تناولت الفطور منذ زمن بعيد ... ولكنهم لن يقدموا الفطور قبل حضورك .
كرها استيرا تناول الطعام مع زاكارى وامه . ولكن حال دون هذه الكراهية الكياسة التى تدين بها لمضيفتها ... فمهما كانت السيدة متزمتة فما من شك فى انها تضع اهمية كبرى للتصرفات اللائقة .
-من الافضل ان انزل اذن .
وجدت استيرا غرفة الفطور بدون مشقة وهناك كان زاكارى وامه بانتظارها : صباح الخير سيدة نورتنغاتون ، اسفة على تاخرى .
-صباح الخير استيرا . خلتك ستستمتعين بالاسترخاء لذا طلبت من زاكارى الا يذكر لك موعد الفطور .
لم تعرف استيرا ما اذا كان ما تقوله اشارة الى لطف السيدة ام رغبتها فى عدم انضمامها اليهما . وجدت ان هذه الافكار جميعها قد توارت حين تقدم زاكارى ليقف قربها . خفق قلبها بشدة ولكن لماذا ؟ ربما السبب ظنها بأنه ما اقترب منها الا ليعانقها كما حدث فى نهاية الامسية السابقة .
استعدت لتركله على عظم ساقه ... ونظرت اليه نظرة عداء ، بحيث ادرك ما تفكر فيه وقال باتزان : عزيزتى !
واتم ما كان بنويه ... سحب لها بكل كياسة كرسيا وانتظر حتى جلست عليه ثم عاد الى مكانه .
مضت وجبة الفطور افضل مما توقعت ... سألت السيدة نورتنغاتون : هل نمت نوما عميقا ؟
ردت بأب وهى تضع المربى على قطعة التوست : نعم ... شكرا لك .
-الم تجدى صعوبة فى العودة الى النوم بعد زيارة الطفلة فى ساعات الفجر الاولى ؟
عرفت استيرا ان روزى اخبرتها بهذا . قاطعهما زاكارى : هل قصدت مخدعها لتتفقديها ؟
ارتشفت قليلا من القهوة وردت : بل قصدت المكان لاطعمها .
-تطعمينها !
قاطعته امه : حقا زاكارى ! الا تعرف ان الاطفال يتناولون الحليب مرة كل اربع ساعات ؟
تمتم وكأنه يجد صعوبة فى التصديق : يا الهى !
وجدت استيرا نفسها تتبادل نظرات الاعتداد بالنفس مع امه ... وقالت الام له باعتزاز : لقد ذهبت استيرا لتعد لميرا الرضعة الثانية صباحا .
قالت استيرا : ولكن لم يكن هناك من داع الى ذلك لاننى وجدت روزى قد شرعت باعدادها ولذلك عدت الى النوم .
انسجم زاكارى مع الروتين قائلا : لتستيقظى فى السادسة ؟
-طلبت منى روزى ان اثق بها ... على اى حال ...
والتفتت الى السيدة نورتنغاتون ، لتضيف : رغم اتساع الغرفة الا انها كانت ستزدحم بوجود اربعة اشخاص فيها .
تعقبت عينا زاكارى نظرتها فشاهد فى آن واحد ذهول العجوز التى افتضح امرها وشاهد كذلك تاثرها حين سألت : وهل
يمنع القانون الجدة من ارضاع حفيدتها فى السادسة ؟
غادرت استيرا غرفة الطعام وهى تشعر بأن السيدة نورتنغاتون ليست سيئة على اى حال ... احست انها بدأت تشعر بالدفء نحو والدة زاكارى ، فعادت الى مخدع الطفلة ... كانت قد بدات تراها امرأة حساسة ولكن ذلك لم يجعلها تنكر تزمتها ورجعية افكارها ، بل جعلها تدرك انها امرأة تتأذى وتتألم بشدة خاصة من تصرفات ابنها الاصغر .
قال لها زاكارى نفسه ان امه تغيرت منذ ذلك الشجار . وقد راتها اليوم على المائدة تبتسم ، فهل ميرا المسؤولة عن اذابة بعض الجليد فى هذه السيدة ؟ هل وجود ميرا جعلها تجد بديلا عن التفكير فى نايغل ؟
كانت السيدة نورتنغاتون تؤمن بأن ميرا هى ابنة زاكارى ، الا انها حفيدتها على اى حال . هل من الخطا ترك الطفلة معها فترة قصيرة ؟ فهل لوجود الطفلة اثر فى اندمال جرحها وهل بامكان استيرا التمسك بوظيفتها حتى تعود غولييت ... ولكن ، الديها خيار اخر ؟
بدأ راسها يدور لذا شعرت بالسرور عندما وصلت السيدة كاوتر لتقول لها انه آن وقت الغداء وكانت فى حال كئيبة عندما نزلت الدرج فمن المهم اتخاذ قرار بشأن ترك ميرا هنا ولكن السيدة رغم اعتقاد زاكارى بأنها ستقترح ابقاءها هنا لم تتفوه بكلمة حتى الان .
عندما دخلت الى غرفة الطعام ، وجدت انها سبقت زاكارى . كانت السيدة وحدها هناك ، فقالت : يمكنك استيرا ان تجلسى حيث جلست البارحة . سيصل زاكارى بعد قليل .
تمتمت استيرا : شكرا لك .
قعدت فى المكان الذى اشارت اليه مضيفتها ولكن ويا للغرابة لم يبد لها هو نفسه فى غياب زاكارى ؟
كانتا جالستين عندما وصل بعد دقيقتين او ثلاث وكانت حتى ذلك الوقت قد ابعدت عن راسها الافكار السخيفة التى توحى اليها بأن فيه شيئا مميزا . فالمسألة كل المسألة انها غير مستعدة حتى الان للاجابة عن الاسئلة التى قد تطرحها السيدة .
سالها زاكارى : هل كان صباحك ممتعا ؟
-شعرت باننى فى عطلة ذلك اننى لم افعل شيئا .
التقطت ملعقتها لتتناول حساءها . انضمت السيدة الى الحديث : الاطفال اكثر الخلق استهلاكا للوقت اليس كذلك ؟
ردت استيرا : طبعا .
لم تفتها نظرة التفكير فى عينى السيدة ... حالما انهوا الحساء دخلت السيدة كاوتر حاملة الطبق الرئيسى فظنت استيرا ان الموضوع سينسى .
خرجت السيدة كاوتر ، وشرع زاكارى يقطع اللحم حين سالت امه فجأة : كيف ستتدبرين امرك استيرا ؟
تجاوزت السؤال لان زاكارى كان يقدم لها حصتها من اللحم المقطع ويحذرها من حرارته : شكرا لك زاكارى .
ولكن السيدة نورتنغاتون اصلب من ان تصرف بسهولة : كنت اتساءل ... استيرا . كيف ستتدبرين امرك بشأن عملك فى الوقت الذى يتوجب عليك رعاية الطفلة التى تحتاج الحب فى هذه المرحلة من عمرها ؟
-قد يكون الامر صعبا .
وتساءلت بسخط لا يتدخل زاكارى الان وهو من اعتاد على التدخل بكل كبيرة وصغيرة .
قالت السيدة بعناد : يجب الا تهمل الطفلة .
قاطعها زاكارى ، وهذا ما اراح بال استيرا : هى ليست بمهملة .
ردت الام بدون حماس : رايت بنفسى ... كما رايت ان حفيدتى تلقى العناية الجيدة ، والفضل لا يعود اليك زاكارى !
تذمر زاكارى : طالما كنت سليطة اللسان وخبيثة !
ردت عليه بذكاء : الامر لا يحتاج الى الخبث لمعرفة جهلك المطبق بشأن الاطفال . اوضح لى ما قلته ساعة الفطور انك تنام طوال الليل وتترك هذه الفتاة المسكينة ... تنهض من الفراش وتعتنى بطفلة لا تقع مسؤوليتها على عاتقها هى وحدها بل على عاتقك انت ايضا .
قالت استيرا مقاطعة السيدة : فى الواقع سيدة نورتنغاتون انا وزاكارى لا نعيش معا ... لذا من الطبيعى الا يعرف شيئا من ميرا ...
قاطعتها بحدة واستنكار مضاعف : اتقولين انك تحملين مسؤولية الطفلة وحدك ؟
آه ، يا الله ! كانت تظن ان هذه المعلومات ستسعد السيدة العجوز ، ولكن العكس ما حدث .
احست بالامتنان حين استحوذ زاكارى على اهتمام امه ، لبضع دقائق حين قال لها : اعترف اننى لم اساعدها كثيرا . ولكننى ساساعدها . استيرا تتوق للعودة الى العمل غدا ، ولكن من تريد ان يعتنى بالطفلة غير موجود الان ... وهكذا سابذل جهدى لمساعدتها فى ايجاد حاضنة مؤقتة للطفـ ...
استولى الرعب على وجه السيدة نورتنغاتون التى قاطعت ابنها بحدة : حاضنة ! اتريد دفع الطفلة الى احضان امرأة غريبة حتى تجد لها المربية المحترفة !
ذهلت استيرا مما قالته السيدة ولكنها انتفضت عندما اجاب امه : ان الكثير من الناس يعتمدون على الحاضنات وقد يضيعون بدونهن . كما ان استيرا ستضيع ان لم تجد من يعتنى بالطفلة من الثامنة صباحا حتى السادسة او السابعة مساء .
وظن ان لا حاجة للمزيد من الشرح وامسك بطبق الطعام سائلا : المزيد من البطاطا امى ؟
بدا ان السيدة نورتنغاتون قد فقدت شهيتها ولم تكن استيرا افضل حالا ... لكن زاكارى الذى لم تتأثر شهيته اكل ما يكفى .
كانت الحلوى تقدم عندما كسرت السيدة نورتنغاتون الصمت ولكنها لم توجه كلامها الى ابنها ، بل الى استيرا . فقالت بطريقتها الجافة المالوفة : كنت افكر ... و ... حسنا ... بصراحة استيرا لا اشعر بالراحة لان حفيدتى ستبقى مع حاضنة كما اخشى ان تصاب الصغيرة بالرشح .
لم تفكر استيرا فى هذا الامر قط ... كما لو لم تفكر ما اذا كان ممنوع على الحاضنات العناية بالمرضى من الاطفال . واجابت صادقة : وانا لن اشعر بالراحة كذلك !
قالت السيدة بسرعة وخفة : اذن ... اقترح ان تتخلى عن هذا الهراء وتتركيها معى !
تمتمت متلعثمة : انا ....
احست بالرهبة ... لقد تلاعب زاكارى بعواطف امه . ولقد ساعدته فى هذا ! احست بالسقم واستعدت للاعتراف بكل شئ : سيدة نورتنغاتون ...
قاطعتها بسرعة وكأنها خائفة من رفض عرضها : سيكون هذا فقط خلال ايام الاسبوع ... بامكان زاكارى اصطحابك الى منزلنا هنا يوم الجمعة بعد انتهاء عملك ... وبما انك لن تريها فى غضون الاسبوع قبل المساء فسأوفر عليك باحتضانها عناء تحضيرها وتحضير نفسك فى الصباح .
كانت ملهوفة الى قبول استيرا عرضها ولكن حساسية استيرا جعلتها تتشوش ... نظرت بعجز الى زاكارى طلبا للمساعدة . فسأل امه : الن يجهدك الامر ؟
ردت ساخرة : لن يتعبنى ذلك ابدا خاصة مع وجود نساء فى المنزل مجنونات بحب الاطفال . ولكننا لن ندللها كثيرا ... وساكون محظوظة ان حصلت على نظرة اليها ... فى الواقع ، ما على الا الهمس لروزى حتى تطير الى منزلها لتوضب حقيبتها بغية الانتقال الى المنزل .
سارعت استيرا تقول : سيكون هذا لفترة قصيرة .
-اذن ... انت موافقة ؟
نظرت استيرا الى زاكارى ... وقابل نظراتها بثبات ثم وكأنما وعى هز راسه بالموافقة ، فاعادت نظرتها الى السيدة نورتنغاتون مع انها تذكرت قوله : انت تدركين اننا كوننا اقرباءها نستطيع سلبك جميع الحقوق . لكنها ادركت كذلك انها لن تستطيع ان ترد الا بـ "نعم " . لقد حدد زاكارى خياراتها .
عندما تبادلوا الوداع مساء كانت روح الجميع المعنوية مرتفعة الا روح استيرا . كانت روزى تحمل ميرا ، وتقف قرب الباب مبتسمة ابتسامة عريضة كما ان الابتسامة وجدت الى ثغر السيدة نورتنغاتون سبيلا وبدا زاكارى وهو يودع امه مسرورا بنفسه .
وعدت السيدة نورتنغاتون استيرا قائلة : ستكون ميرا على خير ما يرام معنا ... اعدك ولسوف ترينها يوم الجمعة .
لاريب ان العجوز لاحظت عدم رضى استيرا فتقدمت لتصافحها ، وردت استيرا : طبعا .
ثم اتجهت لتودع روزى وتقبل ميرا ، قبل التوجه بسرعة نحو السيارة .
لم تعرف ان كان زاكارى قد شعر بمزاجها المسيطر عليها ولم تأبه . ولكن بعد مسير نصف ساعة وهى المهلة التى منحها اياها حتى تستطيع التغلب على مشاعرها فى الافتراق عن ميرا ... نظر اليها نظرة جانبية خالية من المشاعر وسألها : اتشعرين بالتعاسة لسبب ما استيرا ؟
ردت عليه بحدة : بل تغمرنى البهجة لكل شئ ... من اين تريد ان ابدا ؟.
-من البداية . مع اننى قد لا اجد ما يدفعك الى التذمر . اردت البحث عن من يعتنى بالطفلة وحصلت على مبتغاك . قلقت اشد القلق بسبب عدم قدرتك على الذهاب الى عملك غدا وقد زال هذا القلق عنك . اذن لماذا الاكتئاب ؟
لم تحب استيرا منطقه وبناء على ما سمعته الان وجدت ان تذمرها لن يكون الا حماقة ، فهو مصيب فى قوله . كانت بامس الحاجة الى من يرعى ميرا لتستطيع الذهاب الى عملها ولقد انتزع زاكارى هذا القلق عنها مع انها لم تحب الطريقة التى نفذ بها ذلك . قالت : ان كنت مكتئبة فالسبب هو كرهى للطريقة التى تستغل بها الناس ... كنت قلقا على امك ، اكثر من قلقك على ميرا لكنك لم تتوقف عند هذا بل دفعت امك بطرق ملتوية الى ان تطلب بنفسها رعاية ميرا . وقد وجدت انه لم يكن لى خيار سوى ان اشاركك ؟
رد ببرود : يا الله ! اهذا ما كان يعتمل بنفسك اذن ؟ الم اذكر امامك ان امى ستتطوع للاحتفاظ بالطفلة ؟ ولا اذكر انك عارضت المسالة كما لا انظر الى تصرفاتى اليوم على انها نوع من الاستغلال .
ردت بغضب : ولن تنظر اليها ابدا على انها استغلال .
تجاهل تعليقها : بعد قضاء بعض الوقت مع امى هذا الصباح تبين لى ان ميرا فالنتينا نورتنغاتون هى مركز اهتمامها ... وقد ساعدتها فى اتخاذ قرار محبب الى قلبها .
اشاحت استيرا بوجهها عنه ونظرت الى الخارج لتفكر فى ما قاله زاكارى قد شاهدت مثالا على لهفة امه فهى لم تحاول فقط الالتفاف عليهما حين رات ان ذلك مناسبا ، بل حاولت دفعهما الى مذبح الكنيسة ، ودعت الكاهن للعشاء فى سبيل هذه الغاية .
لذلك . عرفت استيرا ان من غير المحتمل وجود ما لا تقوله او تفعله السيدة نورتنغاتون لو احست برغبة فيه . فجأة تذكرت انها لاحظت مدى رهافة السيدة بعد الفطور مباشرة . فالتفتت اليه تساله : اتعنى ان امك ارادت ان تترك ميرا ، ولكن لم تكن تعرف كيف تطلب هذا ؟
هز راسه : كانت على اتم الاستعداد للتحدث باقل فرصة متاحة لها . كنت محقة بشأن الجدات والحفيدات .
-وهل لاحظت تغييرا فى امك ؟
-مازلت مصدوما ... اظنها فكرت مرتين قبل استخدام روزى للعناية بى او بنايغل ... مع ذلك ، اليوم شهدت كيف رفضت ان تستخدم الا افضل المربيات المحترفات لحفيدتها .
ابتسمت استيرا ، ولكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت . لدى زاكارى رد على كل شئ ولكن هذا لم يجعل الخدعة التى قام بها تنسجم مع روح الصدق لديها .
لاحظ هذا . حين التفت بعد عشر دقائق من الصمت ليقول : امازلت غير سعيدة ؟
-وكيف اكون سعيدة ؟ من الاجحاف الا تعرف امك ان ميرا ابنة نايغل ... فى الواقع لا يعجبنى ما افعله .
-اتظنين ان ما يحدث يعجبنى ؟ صدقينى اقدر لك تعاونك وصدقك الذى رايته فيك ، ولكننى شرحت لك سبب اضطرارى لهذه الطريقة ولقد نجحت ايضا . وامى اليوم بدت اسعد حالا مما مضى .
-اجل ... لقد ... ابتسمت .
ضحك زاكارى : ساسعى دائما الى زرع الابتسامة على شفتيها ، ثم ساقول لها ان السيدة الصغيرة المسؤولة عن
ابتساماتها هى حفيدتها التى هى ابنة نايغل لا ابنتى .
صاحت بذعر فجائى : ليس قبل عودة غولى .
سال بلطف : الا تعرفين موقع قدمك ؟ انت ممزقة بيأس بين ان تعرف امى الحقيقة وبين ان تتخذ اجراءات تحرمك من حقك فى الوصاية على الطفلة .
مد يده يربت يدها ليطمئنها ، واجابت : هذا تقريبا يلخص كل شئ .
-لا تقلقى ... انا وانت فى هذه الورطة معا . ولن اقوم بحركة بدون استشارتك اولا .
لم تكن استيرا واثقة بما تشعر مع زاكارى ، فهو رجل لا يعرف قراره . رجل تعرف انه اقسى من الجلمود ، والا لما استطاع تدمير حياة اخيه العملية بتلك الطريقة ، ولكن كيف لرجل قاسى الفؤاد ان يهتم هكذا بالمحنة الداخلية التى تمر بها امه ، هذه المحنة التى تجعله مستعدا للقيام بأى شئ فى سبيل راحة بال امه . ربما ما يقال فيه انه رجل يحير العقول .
عانت استيرا المزيد من التشوش حين وصلا الى لندن ... شعرت بانها مدينة لغولى فى الذهاب لرؤية ميرا فى نهاية الاسبوع ... ولكنها لم تجد حتى الان طريقة لتسأله عن هذا ، حين كان يحمل حقيبتها بيده ، ويرافقها الى بابها ... ووفر عليها الازعاج اذ قال وهو يعطيها الحقيبة : ازورك مساء الجمعة .
وفيما هى تهم بفتح ثغرها ، لمع بريق شيطانى فى عينيه وكأنما حركتها هذه كانت اقوى من قدرته على المقاومة فانحنى يقول : الآباء بالوكالة يتبادلون الوداع هكذا .
ثم ابتسم بعدما عانقها . اما هى فوقفت دهشة وقد ازدادت تشوشا وحيرة .
****


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:08 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:09 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:11 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8-احذر يا بنىّ .

*************

هل قالت حقا هذا ؟ اقالت حقا ان زاكارى طلبها للزواج وانها قبلت طلبه .

ولكن نظرة سريعة الى السيدة نورتنغاتون اكدت لها انها قالت ما قالته فعلا ! فقد تلاشت عن وجهها كل تعابير الغضب والتوتر وعمّ وجهها الابتسام .

التفتت الام الى ابنها وقالت توبخه : ايها الرجل الخبيث ... كنت تناكدنى قصدا ! تركتنى ضائعة فى الوقت الذى كنت تجهز فيه هذا الخبر لتبشرنى به .

-لم استطع المقاومة .

صدمت استيرا وصدمتها هذه جعلتها لا تعى شيئا مما دار بعد ذلك بين الام وابنها من احاديث .

آه ، ماذا فعلت ؟ لم تقصد ان تتفوه بما قالته ! لم تقصد ! لم تقصد ! ودت لو تنشق الارض وتبتلعها . فلم يكن حبها له وحده هو ما دفعها الى ذاك القول بل هناك غريزة اخرى جعلتها تسارع للدفاع عنه بغية التخفيف من وطأة الهجوم .

تساءلت فى وقت لاحق عما اذا كان عقلها الباطن قد جارى لسانها لانه عرف انها تحب ان تتزوج زاكارى اكثر من اى شئ اخر ... ولكن صدمتها كانت اكبر من ان تعترف لنفسها . حالما رات السيدة تهم بترك المائدة نفضت استيرا عنها افكارها .

آه ، لا ... ! لا يمكن ان تنفرد بزاكارى فمشاعرها مشتتة وضائعة بحيث لا تستطيع تقديم تفسير لزلة لسانها ... فجاة عمّ قلبها الذعر .

قالت السيدة نورتنغاتون مبتسمة : على ان ازف هذا الخبر الرائع لاحد . ساقصد روزى اولا .

ما ان اقفلت الباب وراءها حتى وقفت استيرا ... ما كادت تبلغ الباب حتى شعرت بيده على ذراعها توقفها .

هدد قلبها بالفرار من بين اضلعها . مازالت غير قادرة على ايجاد ما تقوله له ، واضطرت الى ردع نفسها عن الفرار ثم شعرت به يديرها لتواجهه ...

-الا تظنين ان علينا مناقشة امر صغير ؟

نظرت اليه بسرعة ، وجذبت نفسها من قبضته ، ورغم تماسكها ، لم تجد ما تقوله سوى : انا اسفة لم اقصد ...

لم يقل زاكارى شيئا ، بل انتظر ان تتم عبارتها بصمت . فجاة اخذت تتلعثم بالرد : اعرف انك قادر على الدفاع عن نفسك ولكن بما اننى اعرف ان لديك اسبابا لئلا تعرف امك حقيقة ابوة الطفلة وبما انك كنت فى موقف حرج بسبب محاولتك الدفاع عن حقى فى الوصاية على ميرا لم اجد من الانصاف ان اجلس مكتوفة اليدين لكننى لم اقصد ان ...

فجأة توقفت فابتسم متمتما : اكنت تدافعين عنى ؟ ان هذا لمشجع حقا ؟

كانت تجهل قصده من وراء قوله : ان هذا لمشجع ولكنها فى الوقت الراهن ام تستطع التفكير فى مقصده . فكررت : انا اسفة ... فكرت فى مساعدتك على الخلاص ؟

ابتسم مرة اخرى وبدا عليه المرح : حسنا ، يا بطلتى الجميلة ... لقد فعلتها اخيرا .

حين ناداها زاكارى بالبطلة الجميلة لم تستطع سوى ان تقول : لم افهم مغزى كلامك ؟

-لقد شاهدت امى وهى تلح على شئ ، انها تجعل الارهاب يخجل منها . ما فعلته فى محاولتك تخفيف الموقف علىّ هو بمثابة التاكد من ان احدا منا لن ينال قسطه من السلام حتى نسير الى مذبح الكنيسة .

ردت بضعف : انت تمزح ؟

-لا امزح كما ان اقتراحى بالزواج لم يكن مزاحا . اظن يا استيرا ان افضل ما نقوم به هو الزواج .

خفق قلبها حين خالت انها ترى نظرة دفء فى عينيه ، ايرغب فى الزواج بها لانه يشعر بشئ نحوها ؟ اردف معتمدا ذاك المنطق الذى تمقته والذى رمى مياها باردة على آمالها .

-تدركين ، كما ادرك انها الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الورطة .

-لان ... لانك ... اذا تزوجتنى دفنت احزانها ، وجعلتها تقلع عن معاداتك ... و ...

-وانت . تصبحين من العائلة وعندما يتاكد حقك فى الطفلة ... انها الطريقة الوحيدة استيرا ... صدقينى ... فى الواقع انا ارى انك من تلقى اسوا الضربات . والان اعترف اننى اعجبت بك بعدما رايت ما تمرين به من الوان التوتر كما رغبت فى التخفيف عن كاهلك .

لم يعجبها تسارع خفقات قلبها لمجرد قوله انها تعجبه .

-شكرا لك .

قالت ذلك بدون ان تعرف سبب شكرها له . بذلت الجهد حتى وجدت بعض القدرة للسيطرة على نفسها . بعد لحظة كانت تحاول بكل ما لديها ان تفكر فى المنطق الذى يفكر فيه دائما .

-فلنفترض ان غولييت اختفت فترة طويلة ... و ... لنفترض اننى وانت ... تزوجنا ... ماذا ستعتقد امك عندما نترك لها ولروزى امر رعاية ميرا ؟ الن يبدو الامر شاذا ؟

هز كتفيه وكان لديه الرد المنطقى كالعادة : فهمت من قولها انها تقبل بان تعمل الزوجة كما انها تعرف ان شقتى مكان غير مناسب لتربية طفلة .

وفيما كانت تتمنى استيرا فى قلبها الا ترى امه جحر الفارة الذى تسكنه اردف زاكارى : ستغضب امى العزيزة ان حاولنا اخذ الطفلة منها قبل ان نجد المنزل العائلى المناسب لها .

-فهمت ... وخلال هذا الوقت المفترض فيه ان نبحث عن المنزل المناسب تكون غولييت قد عادت .

-انت تستبقين افكارى .

وكانما لم يستطع فهم ما تعنيه ، فقامت بما فى وسعها لتشرح له بوضوح : قالت غولييت عندما اتصلت بى انه قد تمر سنة قبل عودتها . ظننتها تمزح وكنت واثقة من عودتها قبل هذا بكثير . ولكن ، ان تزوجنا فى هذه الاثناء تمكنا من تاخير مسالة المنزل العائلى حتى اللحظة المؤاتية التى تستطيع فيها الاعتراف لامك الحقيقة ... وحتى ذلك الوقت تكون غولى قد عادت ... وحالما تمضى هذه الازمة نعمد الى الطلاق .

ظنت استيرا انها قد قامت بعمل صائب فى ايضاح الامر . ولكن التقطيبة القاتمة التى علت وجه زاكارى عندما انهت كلامها ، جعلت حاجبيها ينعقدان ايضا وهى تحاول ايجاد طريقة خرى تختصر فيها استنتاجاتها .

ان زاكارى ذكى وهو دون شك التقط ما وراء كلامها ... فتلاشت تقطيبته امام نظرة مرحة ... وقال يمازحها : لا تظهرى هذا القلق . انت ستتزوجيننى فقط ، ولن ينقطع راسك ؟

مد يده يلامس ذراعها ليديرها نحو الباب قائلا : انوى التخفيف من وطأة الامر عليك لا العكس .

وصلا الى الباب ففتحه لها ، ولكنه ترك قبضته على ذراعها ، فرفعت نظرها اليه مستفهمة ، وقام قلبها برقصة مرحة اخرى بسبب وجود نظرة دافئة اكيدة فى عينيه هذه المرة وهو يقول : لا تقلقى . اتركى كل شئ لى .

فتحت فمها لتتفوه بما لا تعرف ما هو ثم لم تتح لها فرصة قول شئ ، فقد بدا ان زاكارى معجب بتورد وجنتيها فاحنى راسه ثم لثم خدها الملتهب . وقال بكلمات حالمة : تصبحين على خير يا عزيزتى .

ومن بين هذا العالم الحالم خرجت لتنام .

استيقظت مذعورة من كابوس مخيف ... هل وافقت فعلا على الزواج بزاكارى ؟ وسرعان ما طار النوم من عينيها .

تذكرت بوضوح كل الاسباب المنطقية التى دفعتها للقبول بهذا الزواج . وتمكنت كذلك من تذكر ما قالته له ، لقد قالت انهما سيعمدان الى الطلاق بعد انتهاء هذه الازمة ولكنها لم تستطع ان تتذكر متى قالت انها ستتزوجه ... فجاة ، بدا لها كل شئ خاطئا . انها تريد بكل جوارحها الزواج به ولكنها تريد ان تتزوجه عن حب لا عن منطق .

ابعدت استيرا افكارها عن عدم حب زاكارى لها وبدات بالتفتيش عن الايجابيات ... فرات ان الايجابية الاولى هى انه يحاول دوما منحها الحق فى رعاية ميرا اما الايجابية الثانية فاعجابه بها .

بعدما القت نظرة على غرفة الطفلة نزلت قاعة الطعام فوجدت السيدة نورتنغاتون هناك وحدها ... واستقبلتها بابتسامة حارة : صباح الخير استيرا . اخشى اننا وحدنا على الفطور فخطيبك مشغول هذا الصباح .

يا الله ! اصرار السيدة على تذكيرها بانها مخطوبة لابنها جعلها غير واثقة من سرورها او اسفها على عدم وجوده معهما الان .

-لم تتح لنا فرصة الحديث ليلة امس ... ومع ذلك يجب ان تعرفى مدى سعادتى باتخاذكما قرار الزواج اخيرا . اردت ان تعرفى اننى ما كنت لالاكون اسعد حالا فيما لو اختار زاكارى فتاة سواك .

آه ، يا الله ! ليتها تنزل لتناول الفطور ! والسيدة نورتنغاتون تبدو صادقة فى مشاعرها ، ولطيفة جدا معها ...

تمتمت وهى ترى ان عليها قول شئ : وهل انت راضية ؟

-لن اكون اكثر رضى ولكنك تدركين انه كان لزاكارى صديقات كثيرات من قبل . وانا سعيدة لانه اختارك من بين اولئك المتعجرفات اللاتى اعتاد على قضاء لياليه فى المراقص بصحبتهن .

فهمت استيرا انها تقصد بالمتعجرفات ذوات الخبرة وفهمت من ذلك انها لا تراها متعجرفة ولا ذات خبرة مع انها للحظات تمنت لو تكون الصنفين لان زاكارى يحب من النساء ذوات الخبرة ولكن السيدة كانت تنتظر ردا من استيرا التى اشتعلت فى كيانها الغيرة وكم ودت لو بقيت على جهلها بشان صديقات زاكارى . قالت وهى تحاول بكلماتها ان تقفل هذا الموضوع : على زاكارى ان يحذر الهادئات .

لم ترد السيدة بل وجدت التعليق مسليا فضحكت وهى ترد : ارى ان على ابنى التيقظ بعد زواجكما !

بعدما تركت قاعة الطعام توجهت الى غرفة الطفلة وراحت تساعد روزى ثم اصطحبت الصغيرة فى نزهة .

تلاعبت الافكار براس استيرا مع ان زاكارى كان يستحوذ على تفكيرها . تمنت مرة اخرى لو ان ام لم تذكر امامها صديقاته ... حين بلغت الغيرة اوجها فى نفسها اضطرت الى خوض معركة نفسية شكلت الثورة فيها قوات المعارضة ... ففكرت لبعض الوقت لو تعود الى المنزل ، لتعلن ان الزواج لن يتم ... وظلت هذه المعركة دائرة فى كيانها حتى تذكرت ان اعلانها هذا سيكون فقط امام السيدة نورتنغاتون ، فى حال كان زاكارى غائبا . لولا مثابرة السيدة ورفضها التخلى عن الموضوع ، لما وجدت نفسها مخطوبة الى ابنها ولن ينتهى الامر بسهولة ابدا لو تجرا احدهما على التلميح بانهاء الخطوبة .

عادت الى المنزل مكرهة فحملت ميرا الى مخدعها ثم توجهت الى غرفتها لترتب نفسها استعدادا للغداء . ومع هذا تاخرت بضع دقائق وهى تسرع الى غرفة الطعام .

فيما كانت تهم بفتح الباب ، وجدت زاكارى يقف امامها ، فجأة . وهى ترفع نظرها اليه تلاشى كل شئ من تفكيرها ، ولم تعد تحس بشئ سواه .

ظنت ان هناك نظرة لطيفة فى عينيه الرماديتين تحدق فى وجهها . فخفق قلبها ونسيت حذرها من ان تفضح عيناها ما تخفيه وتذكرت انه كان لطيفا ليلة امس عندما طلب منها ان تترك كل شئ له .

جفت حنجرتها واحست بانها تكاد تفقد الوعى لمجرد التفكير فى انها مخطوبة لهذا الرجل الرائع ، العزيز ، الذكى .

تابعت عيناه اسر عينيها بدفء وثبات ، وشاهدت ابتسامة تلاعب اطراف فمه . مد يده اليها فاحست فجاة بالارتجاف ولكن بالسرعة نفسها انطلقت اجراس انذار صاخبة فى راسها ، فخشيت ان يقرا زاكارى فى عينيها ما يجب ان يبقى مستترا مهما كان الثمن ، آه ، يا الله ! هل كشفت نفسها ؟

سمعت ممثلة مختبئة فى داخلها تقول بمرح : هل امضيت صباحا ممتعا ؟

تجنبته ودخلت ، فسقطت يده الممدودة اليها الى جانبه .

فيما بعد ، ادركت انها انما قرات الدفء واللطف فى عينيه ، لان هذا ما رغبت فيه وقد ادركت ان حركته فى مد يده اليها لم تكن لا ارادية كما تصورت بل كانت حركة يقصد منها الاشارة بان تسبقه الى الداخل .

خطت بضع خطوات فرات السيدة نورتنغاتون فى الداخل ، تقف مسمرة . لم تكن رؤية مضيفتها هى التى اوقفتها بل وجود شخص اخر .

كانت الريبة قد بدات تتسلل الى نفسها حين قالت السيدة مبتسمة : تذكرين الكاهن ، السيد ميدسبرنغ ، استيرا ؟

تقدمت تصافحه : اجل ، طبعا .

كانت ترتجف حين جلسوا اربعتهم الى المائدة . وسرعان ما اتضح لها سبب وجوده كما اتضح لها سبب غياب زاكارى عن الفطور صباحا ، فعلى ما يبدو انه توجه الى منزل الكاهن ليكلمه ، وليتباحث معه بعض الامور اضافة الى دعوته للغداء .

سالت السيدة وهى تتناول الحساء باناقة : هل سينزعج والداك ان تزوجت فى كنيستنا المحلية ... استيرا ؟

اخرستها الصدمة ... ولكنها فعلت ما بوسعها للمحافظة على رباطة جاشها ... وتمتمت : لا ، لا ، لا اظن هذا .

ادركت انها لم تفكر بابويها اطلاقا حين فكرت بالزواج او بالطلاق فيما بعد . ولم تتح لها فرصة التفكير الان لان السيدة تابعت القول : لو شرحت لهما بان كل عرائس عائلة نورتنغاتون يتزوجن فى كنيسة سانت جايمس فسيتفهمان .

كانت تحاول استيعاب قولها حين استدارت السيدة نورتنغاتون الى ابنها : ستضطر الى المبيت ليلة فى كاربنتر آرم زاكارى كما فعل ابوك من قبل ، هذا ان لم تكن ترغب فى المجئ من لندن نهار الجمعة فورا . لا تستطيع بالتاكيد المبيت ليلة الخميس فى المنزل نفسه .

دار راس استيرا : الجمعة !

لا يعقل ان تتحدث السيدة العجوز عن هذه الجمعة ! وطارت عيناها اليه ولكن الكاهن كان المجيب .

-نحن نتدبر امر ترخيص خاص ... وهذا يمهلنا اربعة ايام كاملة .

لم تتمكن استيرا من الاستيعاب ، فنظرت مجددا الى زاكارى : انت ... نحن ... ولكنه بدا مستمتعا فسالت الكاهن : رتبتم الزواج نهار الجمعة القادم ؟

قاطعتها السيدة نورتنغاتون : اليس يوم الجمعة مناسبا ؟

ادارت استيرا راسها اليه ... يا الله ! سالت : الا نتسرع قليلا ؟

-كان يجب ان يتم هذا الزواج قبل سنة .

-اجل . ولكن على اولا الحصول اجازة ليوم الجمعة .

ما ان انتهت هذه المعارضة البسيطة حتى عاودت السيدة دورها التنظيمى : والان ... اقترح حفل استقبال صغير بمناسبة الزواج ... واعتقد انك ستكونين سعيدة لمجئ والديك .

ولكنها لن تقدر على ان تطلب من اهلها حضور مثل هذا الزفاف . فماذا تقول لهما ؟ اتقول انها ستتزوج شخصا لا يعرفانه ثم لن تلبث ان تطالبه بالطلاق ... هذا غير منصف ... ! لذا لن تدعو اهلها ، خاصة وهى تعرف ان الجدة ستحضر حفيدتها ليراها جداها لامها ، وعندها ستتضح الكذبة فاهلها لن ينخدعوا ابدا لانه لم يطرأ اقل تغيير على جسد ابنتهما فى السنوات الاربع المنصرمة .

كادت استيرا تسمع امها وهى تنكر بسخط امام السيدة : لا ادرى لمن هذه الطفلة ... ولكننى واثقة انها ليست لابنتى ولكن ما سمعته بالفعل كان سؤال السيدة لها وهو سؤال لم تفهمه ، فقالت : انا اسفة ... لم ...

اكتشفت ان اطباق الحساء استبدلت ، وان زاكارى مشغول بالطعام . لكنه كان يصغى الى الحديث فكرر طرح السؤال نيابة عن امه : ان رغبت فى مبيت احد من اقاربك ليلة الخميس فى منزل امى فهى ستكون سعيدة بتحضير الغرف .

تمتمت استيرا : شكرا .

شعرت باحباط شديد امام الموقف كله وباتت عاجزة عن القيام بشئ ... نظرت اليه نظرة ضعف وقالت : لكن ... انت تعرف سبب عدم قدرتى على دعوة اهلى ...

رد مبتسما : طبعا حبيبتى واعتذر على نسيان الامر ، والدا استيرا مسافرين فى الوقت الحاضر . ولن يعودا قبل وقت طويل.

-حسنا ... لن نستطيع انتظار عودتهما ... ولكننا سنؤخر عمادة ميرا حتى عودتهما لنعوض عليهما .

اخيرا انتهى الغداء ، نهاية مرضية بالنسبة للسيدة نورتنغاتون وكان هذا ظاهرا فى ابتسامتها المرتسمة على وجهها . فلقد وجدت ما تفكر فيه غير ابنها الاصغر ... ثم اكتشفت استيرا بعدما اصطحبت السيدة الكاهن لتريه ورودها ، انها بقيت مع زاكارى . فسالته : فكرة من ان يكون الزفاف يوم الجمعة ؟

تامل وجهها المتجهم لحظة قبل ان يرد : كلما اسرعنا فى الزواج . كلما ثبت حقك بالنسبة للصغيرة .

ادركت استيرا ان لا فرق بين ان تتزوج يوم الجمعة او بعد شهر ، الا اذا كانت متاكدة من عودة غولييت فى غضون شهر ولكن ماذا بعد عودة غولييت ؟

لاشك فى انهما سيتطلقان بعد اسبوع من عودة غولييت ، ولكن هذه الفكرة دفعتها الى سؤال اخر .

-امن الضرورى الزواج بكنيسة سانت جايمس ... اعرف انها تقاليد العائلة ... ولكن الن يكون الافضل لو تزوجنا مدنيا خاصة ونحن ننوى الطلاق فى اسرع وقت .

عرفت ان زاكارى يفكر فى السؤال مليا ، ومضت بضع لحظات قبل ان يجيب : ان كنت تريدين عقد الزواج فى مكتب التسجيل أغير الترتيبات ...

صمت ، ولكن بدا انه يريد اضافة شئ ما . ولانه يخشى الا تقبل ما سيقوله امتنع . سالته : هل تذكرت ما يحول دون ذلك ؟

-كنت اتساءل من منا سيقول لامى اننا قررنا عقد القران فى مكتب التسجيل المدنى وتبعا لهذا ، سنكسر تقاليد عائلة نورتنغاتون .

تاوهت استيرا : آه ، يا الله ! دع الامر على حاله . سنتزوج بالكنيسة .

عندما قتحت الباب ادركت مدى ارتباكها ... كادت تقسم بانه بدا سعيدا بنفسه حين سمعته يتمتم : بكل تاكيد ... عزيزتى.

*****

انتهى الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:12 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9-ندم العروس .

***************

فى طريق العودة الى لندن ، توصلت استيرا الى توافق مع مالا تستطيع مقاومته كما امنت انها تحررت من الارتباك الذى استحوذ عليها وقت الغداء .

ولم يمض وقت طويل على انطلاقهما ، حتى عاودتها الشكوك . كانت الرحلة حتى الان تسير بخير فزاكارى يتحدث بدماثة ، ولعل اكثر ما يعزيها انه بدا مسرورا رغم الورطة التى وجد نفسه فيها .

فجاة اخذت تتذكر مدى سعادته حين تركته بعد الغداء وهو يتمتم بكل تاكيد يا عزيزتى وكانه بعدما حصل على ما يريد اصبح قادر على الموافقة على جميع ما قد تتفوه به !

خفق قلبها فجاة لمجرد التفكير فى انه يريد الزواج بها الى درجة عدم القدرة على الانتظار حتى يوم الجمعة ! تحول خفقان قلبها الى ضربات كثيرة لانها تعلم ان هذه الفكرة امنية ليس الا ، ولكن شيئا من الشك تسلل اليها عندما راته لا يظهر شيئا من الغضب امام فكرة تخليه عن حريته كما افترضت .

ازدادت شكوكها حتى اضطرت للتساؤل لماذا ؟ تعرف انه شيطان مخادع وانها سارت مرة اخرى بكل بلاهة الى فخه بدون ان تدرى .

فكرت فى الطريقة التى اعتمدها عندما طلب يدها فتذكرت انه اقترح ببساطة الزواج بدون الضغط الذى لا يلين ، ولقد ابتلعت الطعم ! زاكارى معتاد على الضغوط وما من رجل يستطيع ادارة مؤسسة ناجحة بدون ان يكون قادر على تحمل الضغوط اليومية فى العمل . هل لرجل قادر على التعاطى مع عمل جبار ان ينهار امام هاتف يومى من امه ؟

قطع زاكارى عليها افكارها ليسال بلطف : اليس لديك سيارة استيرا ؟

-لا اجيد القيادة .

نظر اليها بحدة بعدما لاحظ لهجتها المتوترة ، ومع ذلك ظلّ لطيفا واردف يقول لها : علىّ انجاز بعض الاعمال الهامة يوم الخميس لذلك ان لم يكن لديك مانع ، سارسل احد سائقى الشركة ليقلك الى البيغ هاوس ذلك المساء .

-بمناسبة الحديث عن الاعمال الهامة ... اتسمح ان تخبرنى بصراحة وصدق : لماذا تريد الزواج بى ؟

كانت تنظر اليه اما هو فكان نظره منصبا على الطريق ، ولكن بعد ان بدا انه لن يرد ، التفت اليها بسرعة وقال ببطء : خلتك تعرفين .

-نعم خلت اننى اعرف ، ولكننى ادركت للتو انك معتاد على الضغط فى عملك ، بحيث لن تنثنى امام ضغوطات امك .

-آه ...

-ماذا تعنى هذه " الآه " على اى حال ؟

وللمرة الثانية لم يرد زاكارى فورا وعندما رد تمنت لو امتنعت عن دحرجة مثل هذه الكرة .

-لم اذكر السبب من قبل لاننى لم اجد ضرورة الى ذلك . اما الان فاعترف لك ان الزواج يناسبنى كثيرا لاننى به ساتمكن من اعلان اننى رجل متزوج .

تركها رده فى جهل مظلم كما كانت من قبل ... وكان اول ما فهمته ان السبب هو عمله ... ولكنها ابعدت هذه الفكرة ... اذن ... لابد ان يكون السبب حياته الخاصة ؟

تذكرت استيرا فجاة ما قالته امه ذلك الصباح بالذات ... ولان الغيرة انقضت عليها فلم تفكر الا ان هناك صديقة جميلة متعجرفة ذات خبرة ... وسالت : اتواجه مشاكل مع صديقتك فى هذه اللحظات ؟

انتظرت املا فى الانكار ، لكنه اعترف : لقد اصبت الهدف . فزوج تلك السيدة هو اكبر مشكلة !

احست بالغثيان : اهى متزوجة ؟

ران الصمت فى السيارة وشعرت بانها لا تريد معرفة المزيد ولكنها اوشكت ان تصاب بالمرض بسبب معرفتها دوافعه للزواج . فذلك الدافع المهم هو الاستمرار فى علاقة غرامية محرمة ...

كادت تسارع الى القول الا يزعج نفسه بارسال سائق ليقلها يوم الخميس ، لانها لن تتزوجه يوم الجمعة . ولكنها تذكرت فى الوقت المناسب ان الاسباب الاخرى التى تحتم زواجهما ماتزال قائمة .

كانت الغيرة تتاكلها حين اكتشفت ايضا حاجتها الى معرفة مدى تورطه مع المرأة . هل هى مميزة ؟ ام هى واحدة من صف طويل ؟

سالت : هل ... انت معتاد على الخروج مع نساء ... متزوجات ؟ اعنى ... اتقيم الصداقات مع العديد من النساء ؟

وعندما لم يرد ادركت انه ينظر نظرة خاصة الى اتجاه تفكيرها ، فندمت على تطفلها ... فجاة ادار راسه اليها فرات شبح ابتسامة على فمه : لهوت عدة سنوات استيرا ... ولو كنت ارغب فى حياة الرهبنة لالتحقت باحد الاديرة .

-نعم صحيح .

انتفضت عندما لم يجد زاكارى غضاضة فى طرح السؤال نفسه عليها : وماذا عنك ... امر بحياتك الكثيرون ؟

فاجاها سؤاله وحارت بما تجيب وعندما همت بالاجابة حاولت ان تجعل صوتها هادئا : الانسان يعيش على الامل ... ولكننى ، وان كنت ستستغرب الالامر . مازلت عذراء !

صاح مذهولا : انت ... ماذا ؟ يا الهى !

تغيرت لهجته تغيرا دراميا ، واصبحت اكثر تزمتا .

-ذكرينى اذن ... استيرا موفيت ، بان اخبرك بضع حقائق عن الحياة . فى وقت ما .

استنتجت انه يشير الى تلك الليلة حين اظهرت رغبتها فيه ... قالت بجفاء : ليس الامر بضرورى . والتفتت تنظر الى الخارج .

راحت الغيرة تتاكلها طوال رحلة العودة . كانا يقتربان من شقتها عندما اقترح ببرود وجراة : من الافضل ان نقوم بالترتيبات لنقل اغراضك الى شقتى . استطيع ...

صاحت تقاطعه : لا داعى الى ان نعيش معا فزواجنا لن يلبث ان ينهار . لذا لا حاجة الى نقل اغراضى .

اعتقدت انها اقنعته ، مع انها لاحظت انه لم يكن متحمسا لمعارضة رغباته ... ولاشك فى انه ظن ان هناك سببا لما قالته ... فهو لم يجادلها . بل قال : قد تزورنا امى ولكن فى حال حدوث هذا الامر ساجد حلا .

ولم تشك استيرا فى قدرته على هذا ... واكمل : مع اننى اعتقد ان من الخير لنا لو نسافر الى مكان ما بعد مراسم الزفاف.

خذلها قلبها واجبرها على القول : لاباس ، مادمت ساعود الى العمل يوم الاثنين .

رد متزمت : سيكون عملك فى طليعة ما افكر فيه .

ضحكت لمجرد المشاكسة : دعك من السخرية نورتنغاتون .

وكانما اعجبته ضحكتها ، فضحك بدوره .

لكنها لم تكن تضحك حين فتح لها باب شقتها ، واعاد اليها المفتاح ... فلو قال لها وداعا واضاف شيئا مثل : اراك فى الكنيسة لضربته !

لكنه لم يقل شيئا من هذا القبيل ، بل وقف للحظات ينظر فى عينيها ... ثم ، رفع يدها اليمنى الى شفتيه وطبع قبله خفيفة عليها ، وقال بصوت ناعم : لا تقلقى ... سيكون كل شئ على مايرام استيرا .

ورحل ...

ورغم ذلك شعرت استيرا بالقلق .

ذهبت الى العمل يوم الاثنين فطلبت من السيد شلنجر اجازة يوم الجمعة ولكنه لم يظهر تعاطفه وكادت تقول له سبب غضبها السريع الاشتعال مؤخرا " اذهب انت ووظيفتك " ولكنه اخيرا وافق على طلبها ، بعد ان اصر بعناد : ساكون سعيدا حين تعالجين مشاكلك المنزلية .

وهذا بالضبط ما ستفعله ... ذهبت تلك الليلة الى شقتها ، وفى تمام السابعة رن جرس هاتفها فرفعت السماعة خافقة القلب لعلمها ان المتصل زاكارى : اقبلى دعوتى الى العشاء .

تصاعدت كلمات القبول الى شفتيها ولكن الغيرة ارجعتها وقالت كاذبة : لقد تناولت طعامى منذ قليل .

ملعونة هى لو رضيت ان تكون البديل عن عشيقته .

-تبدين ... متزمتة ؟

-هذا لاننى متزمتة .

ووضعت السماعة وندمت على ذلك .

امضت معظم المساء ، تحب زاكارى ، وتشكو منه ... اخيرا اوت الى الفراش ، تكرهه ، تكرهه منطقه ، تكره خداعه ، تكره حتى واقع عدم اصراره على انتقالها لتعيش معه . ووصلت غيرتها الى الذروة ... لانها متاكدة ان السبب الوحيد لعدم اصراره هو اعادة التفكير ، وادراكه ان وجودها فى مسكنه قد يغير نمط حياته ويعيقه . فهو رغم جراته لن يستطيع اصطحاب عشيقته الى شقة تعيش فيها زوجته .

استيقظت صباح الثلاثاء ثائرة اكثر منها متوترة ... وظلت الثورة هاجعة فى نفسها طوال ذلك الصباح ، ولم تكن حتى ذاك الوقت قد فكرت فى ما ترتديه لحفل الزفاف ، وفيما هى حائرة امام واجهة محل لثياب الاعراس توقفت وسط الرصيف ، ووجدت امامها اجمل فستان عرس طوله لا يتجاوز منتصف الساق .

احست بغصة فى حلقها ... وتلاشت ثورتها للحظات . لتحل محلها نظرة حالمة ، كل ما استطاعت ان تراه فجاة استدارة زاكارى وانتظاره لها وهى تسير على ممر المذبح مرتديه الفستان المعروض .

ولكن الصورة تبخرت حين احست بوخز يتجمع فى مآقيها . ارتاعت لانها شعرت بانها ستجيش فى البكاء فى وسط المركز التجارى .

سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها حين عرفت انها لن تستطيع ارتداء هذا الفستان على اى حال . فالفستان ابيض والابيض بالنسبة للسيدة نورتنغاتون مرفوض ، ولكنها ظلت تفكر فيه حتى عاودتها روح الثورة فجاة ... اللعنة ... ! هذا حقها ... ودخلت الى المحل ثم خرجت منه تحمل كيسا ورقيا ضخما .

ظلت مشاعر الثورة متاججة حتى عادت الى شقتها . فجاة ، وهى تنظر الى فستانها الجميل المعلق فى الخزانة ... عرفت انها لن تستطيع الاستمرار ... لكن لو كان زاكارى يحبها ...

ابعدت استيرا افكارها بعيدا عما ليس من الممكن ان يكون ابدا . وحاولت ان تتذكر اين وضعت البطاقة التى اعطاها اياها زاكارى مرة وهى بطاقة تحمل اسمه ورقم هاتف منزله ... يجب ان تقول له وكلما اسرعت ، كان افضل .

بعد منتصف الليل توجهت الى فراشها محبطة بسبب فشلها فى الاتصال بمنزله فقد حاولت وحاولت وما من مجيب ومما لاشك فيه انه الان يلوّن الليل بالاحمر مع صديقته .

لم تنم تلك الليلة جيدا ، ولم تنم كذلك فى الليلة التالية وما تمكنت من الاتصال بزاكارى ... وحين اتصلت بمكتبه كان فى اجتماع ، وحين اتصلت بالمنزل لم تجده .

حالما غادرت الفراش صباح الخميس احست ان الوقت متاخر على القيام بشئ ... فلابد الان ان السيدة قد نظمت حفلة استقبال ما بعد الزفاف ، ولابد ان الكاهن قد حصل على الاذن الخاص ... وفى هذا اليوم شعرت استيرا بانها منزعجة من فكرة الزواج وهذا ما لم يكن حالها فى اليومين السابقين .

لم تدر ما اذا كان سبب هذه المشاعر هو حبها لزاكارى ام رغبتها فى عدم فقدان احقيتها فى رعاية ميرا .

لم يمض على وجودها وراء مكتبها اكثر من نصف ساعة حتى ثارت مشاعرها الهاجعة مجددا . لماذا لم يتصل زاكارى بها ؟ لا تنكر انها اقفلت الخط فى وجهه فى المرة الاخيرة التى اتصل بها ، ولكن . متى هذا ...

امضت ما تبقى من اليوم متوترة . قال زاكارى انه سيرسل سيارة لتقلها الى البيغ هاوس لذا كان اقل ما يمكنه فعله هو الاتصال ليقول لها متى تتوقع وصول السائق ... هذا ان لم يكن قد غير رايه بشان التخلى عن حريته .

منعها كبرياءها من الاتصال به وغادرت عملها وهى فى اقصى حالات التوتر ... ان لم يكن لدى زاكارى نورتنغاتون الكياسة للاتصال بها ... حسنا ... فجاة اتسعت عيناها وشلّ تفكيرها ... هناك امام مسكنها تقف اروع سيارة فاخرة .

هذا غير ممكن ! ام انه صحيح ؟ لم تشأ ان تعرض نفسها للسخرية بالتقدم مباشرة الى السائق الذى يرتدى البزة الرسمية ، لذا تظاهرت بانها لم تره . تقدمت الى باب المنزل ... وما ان ادارت ظهرها لتدخل حتى خرج رجل ممتلئ الجسم فى اواسط العمر من السيارة خاطبها باحترام : عذرا سيدتى ... هل لى ان اسال ان كنت الانسة موفيت ؟

-هل ارسلك السيد نورتنغاتون ؟

وابتسمت له ابتسامة طبيعية لم تبتسم مثلها منذ ايام .

بعد ساعة كانت استيرا فى مقعد الرولزرويس الخلفى فى طريقها الى البيغ هاوس عاملها مالكولم السائق بدماثة ، وقد اذهلتها خفته ورشاقته حين وثب من السيارة ليفتح لها الباب قبل ان تصل الى حافة المقعد .

-شكرا لك مالكولم .

-تسرنى خدمتك انسة موفيت ... ساكون حاضرا لاقلك الى الكنيسة فى الصباح .

-وهل ستاتى خصيصا من لندن ؟

-بل سابيت ليلتى فى كاربنتر آرم .

حاول مالكولم حمل حقيبتها والكيس الورقى الى المنزل فاسرعت تقول له : ساحملها بنفسى ، وداعا .

وفيما كانت تجتاز جزءا من الطريق المرصوفة بالحصى ادركت ان معرفتها بوجود زاكارى فى مكان قريب يخفف من توترها .

-استيرا !

فتحت السيدة نورتنغاتون الباب قبل ان ترن استيرا الجرس .

-ادخلى عزيزتى .

شعرت بها تستقبلها بحفاوة فدخلت غير متوترة . وعندما مضت الامسية شعرت بانها عضو مرغوب فيه فى العائلة ... ليس لان السيدة تفيض عاطفة ، بل بسبب السحر الصادق الذى تحدثت به طوال فترة العشاء .

والغريب فى الامر ان السيدة نورتنغاتون لم تشر الى الغد اطلاقا ولم تتحدث مرة عن حفل الزفاف ، او عن ميرا ... كان الموضوعان فى الماضى يسببان الانفعال ولربما رغبت السيدة فى تجنب اى منهما ، لئلا تتوتر العروس ليلة عرسها .

امضت استيرا الطف امسية مع مضيفتها وفى العاشرة والنصف ، نظرت الى ساعتها ، لتعلن عن رغبتها فى النوم .

-اترغبين فى شراب قبل النوم ... ؟ حليب ساخن او ...

-لاشئ ... شكرا لك .

تركت استيرا مقعدها ، ولكن قبل ان تتمنى لها ليلة سعيدة رن الهاتف فتقدمت السيدة لترد ... لم تشأ استيرا ترك الغرفة قبل ان تلقى تحية المساء .

التفتت السيدة تمد لها سماعة الهاتف : المخابرة لك .

وابتسمت ... كان زاكارى الشخص الوحيد الذى يعرف مكانها ! تسارعت دقات قلبها ، وتقدمت لتمسك السماعة قائلة : الو ؟

تحملت وقفة طويلة قبل ان ياتيها صوت زاكارى العميق : اخبرنى مالكولم انه اقلك سالمة .

بدا وكأن وصولها سالمة يعنى الكثير له ... فنسيت استعدادها يوم الاثنين والثلاثاء لالغاء كل شئ . وردت عليه : مادمت قد رايت مالكولم فهذا يعنى انك وصلت الى كاربنتر آرم سالما كذلك .

-وصلت منذ برهة .

وهذا يعنى انه رفع سماعة الهاتف فورا للاتصال بها . فجأة لاحظت استيرا ان كلمة الجنون لا تكفى ... ولكنها كانت مجنونة منذ صمت هاتف شقتها مساء الاثنين .

ردت بحدة : عملت جاهدا بدون شك .

سرعان ما استولى عليها الرعب فصوتها بدا مشبعا بالغيرة والخبث ! ومر بها وقت ظنته سنة قبل ان يرد ! قال ببطء : هل اعتقدت اننى كنت امضى الوقت بالتمتع ؟

-التمتع ... ؟

عرفت انه لاحظ غيرتها . فاضافت كاذبة : لا افهمك ... الم تقل فى المرة الاخيرة التى كنا فيها معا ان عليك انجاز اعمال مهمة . وبناء على قولك افترضت انك ستبقى فى مكتبك حتى وقت متاخر ... على فكرة ... هل سيقلك مالكولم الى الكنيسة غدا ايضا ؟ آه ، طبعا نسيت ان معك سيارتك .

-معى سيارتى ، لكن ... من تقاليد عائلة نورتنغاتون ان يسير العريس من كاربنتر آرم الى الكنيسة يوم زفافه .

-وهذا تقليد ستحافظ عليه ؟

-لا استطيع سوى ذلك .

-اجل ... لن تستطيع .

فجاة شعرت بكلماته تضعف عزيمتها فخشيت ان تتفوه بشئ بدون تعقل . فقالت بسرعة : كنت اهم بالخلود الى النوم .

-اذن تصبحين على خير حلوتى استيرا .

وقبل ان ترد ، اقفل الخط .

اطل يوم الجمعة مشرقا مشمسا ... وعلمت استيرا ان الوقت فات على التراجع خاصة بعدما دخلت السيدة نورتنغاتون بنفسها وهى تحمل لها فطورها .

شهقت استيرا : انا ...

ولكنها ادركت ان تصرفها هذا احد تقاليد العائلة ، فقبلت متمتمة : شكرا لك .

-شكرا لك انت استيرا .

وضعت الصينية على ركبتيها ... وكانت استيرا تحاول فهم ما تعنيه بقولها شكرا لك . غادرت السيدة نورتنغاتون وكأن امامها اطنانا من الاعمال التى عليها انجازها .

مر الوقت ببطء ، واخيرا حان وقت ارتداء فستانها الابيض . ثم تسارع الوقت فشعرها لم يكن مرتبا كما تريده ، وماكياجها ايضا ، والاسوا انها فكرت فى انها اخطأت بشراء الثوب الابيض .

اخيرا جعلت شعرها الاشقر اللماع يبدو كما تريد . ثم وبعد طرقة خفيفة على الباب دخلت السيدة نورتنغاتون وهى تحمل باقة ورود حمراء جميلة ... صاحت استيرا : آه ، سيدة نورتنغاتون !

-ارسلها زاكارى .

واردفت بدون ان تظهر عدم موافقتها على الفستان الابيض : تبدين رائعة عزيزتى ... انا مضطرة للذهاب لئلا اتاخر ... سيصحبك مالكولم بعد دقائق .

استخدمت استيرا ما لديها من قوة ارادة لئلا تبكى . بعد ذهابها همست ومشاعرها تكاد تخنقها وهى تنظر الى الورود : آه ، زاكارى .

سحبت عدة انفاس عميقة قبل ان تشعر ببعض الهدوء . حملت الورود ثم غادرت الغرفة ، وما هى الا دقائق حتى وصل مالكولم .

-صباح الخير انسة موفيت .

ساعدها مبتسما على ركوب الرولزرويس .

عندما وصلا الى كنيسة القرية . كانت استيرا تتمسك بباقة الورد ، وكانها حبل النجاة ... استقبلها الكاهن بحفاوة ولكنها لم تسمع ما قاله .

كانت صماء عن كل شئ ثم سرعان ما اصبحت عمياء عن رؤية الناس المصطفين على جانبى الممر وسارت برفقة الكاهن الى حيث يقف زاكارى منتظرا ، ثم اصبحت الى جانبه واستدار ينظر اليها .

راته شاحبا قليلا ومتوترا كحالها هى ، ثم لما التقت عيناها عينيه ادركت انه سعيد لارتدائها الابيض ... كان فى عينيه الاعجاب ، واللطف ... تسللت الى شفتيه ابتسامة وسرعان ما شعرت انها افضل حالا ... فردت له الابتسام .

افضت بوعود الزواج بحب وصدق وافضى بوعود الزواج بصدق وعدم ادعاء ... فقد اقسم على الولاء بصوت واضح صادق ... كانت استيرا اسعد مما كانت قد ... لكن هذا لم يدم طويلا .

بعد توقيع العقد هناتهما السيدة نورتنغاتون ، ثم غادرت استيرا الكنيسة متعلقة بذراع زاكارى . عندما خرجت وبعدما اعتادت عيناها على اشعة الشمس بدات الاشكال الاخرى تتضح صورها ثم فجاة تشوشت مشاعرها .

فى البداية ظنت ان المحتشدين جميعهم من القرويين ولكن بعدما اعتادت عيناها على النور القوى ، تعرفت على امرأة ليست من القرويين بل ليست من اهل المنطقة ... انها غولييت ... !

لاحظت استيرا المذهولة ان غولييت مشرقة وهى تحمل ميرا بين ذراعيها والى جانبها نايغل الذى يماثلها اشراقا . ادارت راسها الى زاكارى وكأنها فى فيلم بطئ الكركة تطلب تفسير ما يذهلها ، ولكن زاكارى لم يكن ينظر اليها بل رات ان عيسنيه لحقتا بعينيها ولاحظت ان وجهه تجهم عندما وقع بصره على اخيه .

فتشت بعينيها عن السيدة نورتنغاتون ولم يطل بها الامر لان السيدة كانت واقفة على مسافة من غولييت ونايغل مشغولة بآلة تصويرها ، وعلى وجهها ابتسامة عريضة تكشف ان كل خطايا نايغل فى الماضى مغفورة من قبلها .

- غولييت عزيزتى اعطى ميرا الى نايغل ، لالتقط صورته وهو يحمل ابنته !

ووصل صدى الكلمات الى استيرا ...

وجدت ان السيدة تعرف حقيقة ميرا ، ورات غولييت وهى تناول الصغيرة الى نايغل . فجاة ادركت انها تزوجت زاكارى بدون سبب على الاطلاق !

تركت جانب زاكارى ، مشتتة الفكر ، ودنت من غولييت غير مدركة لما تفعل .

سمعت زاكارى ينادى : استيرا ...

صاحت غولييت التى اسرعت لتلقاها فى منتصف الطريق : استيرا ! تبدين رائعة حبيبتى ... لم استطع مقاومة المجئ لرؤيتك وانت تتزوجين ... اعرف ان زاكارى حذرنا من المجئ ولكن ...

صاحت استيرا بحقد : ماذا فعل زاكارى ؟

ولكن زاكارى كان قد لحق بها ، وكان هو من اجاب : استيرا ... انا ...

تقدم نايغل ليقاطعه : اعرف انك طلبت منى عدم الظهور ولكن ...

التفت زاكارى اليه بحدة فصمت .

لمحت استيرا تعابير وجه زاكارى ، وعرفت ان نايغل اوشك ان ينال توبيخا قاسيا ، ولكنها لن تنتظر لتسمع ... وكانت السيدة نورتنغاتون وصلت لتمسك بتلابيب ابنيها لئلا يتصادما فى هذا الوقت وهرعت استيرا غاضبة لم تشعر بمثله قط .

يا الله ليس غريبا ان يطلب زاكارى من اخيه وغولييت عدم الظهور فهو يعرف خير معرفة ان ظهورهما قبل الزواج سيلغيه حتما ! كان يعرف ان حقيقة بنوة ميرا قد انكشفت ! الشيطان المحتال الماكر المتامر ... انه بحاجة الى زوجة لتكون ستارة لعلاقة غرامية قذرة مع امرأة متزوجة ... ولقد مضى قدما فى مراسم الزواج ، ليس من اجل أمه او من اجلها هى بل من اجل مصلحته هو .

فتح السائق لها الباب حالما شاهدها تركض نحوه . ذكرته استيرا بسرعة : لقد طلب اليك ان تنفذ رغباتى ... وانا ارغب فى ان تصحبنى بسرعة الى لندن .

انطلقت الرولز فى الوقت الذى اقترب فيه زاكارى فانزلت النافذة ورمته بوروده .

وفيما كانت تقفل النافذة لمحت وجوه الناس الدهشة ، وهذا ما سرها . لقد استغفلها زاكارى نولارتنغاتون ... ولقد حان الوقت ليظهر هو بمظهر الابله .

****
انتهى الفصل التاسع .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.