آخر 10 مشاركات
اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 12:57 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 374 - عاصفة فى قلب -كيت والكر






الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها


374 - عاصفة فى قلب
كيت والكر


الملخص
كان رامون داريو يسعى للحصول على شركة مدرانو بكل قواه.
لكن شرطاً غريباً اعترض طريقه. عليه الارتباط بـ استريلا مدرانو السيئة السمعة....
لم يتخيل رامون أنه سيتعرض يوماً لمثل هذا الموقف, إلا الزواج من تلك المرأة مستحيل!
لكن استريلا لم تكن كما يتصور . فسحرها و جمال عينيها لم يفارقا خياله للحظة...و بدأ يفكر ...لم لا فزواج المصلحة و زواج الرغبة يجتمعان و يحققان صفقة رابحة فى النهاية.


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:58 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 – لا , أبداً !
وقفت إستريلا و أصبعها على مقبض الباب محاولة التمسك بالهدوء. كانت بحاجة إلى أن تعد نفسها لهذه المواجهة , لهذا الاجتماع بالرجل الذى ينتظرها فى الغرفة .
ظنت أن كل هذا أنتهى , وأن أباها تخلى عن فكرة تزويجها.....لكنه دخل غرفتها لتوه و أخبرها أن الرجل الذى عقد اجتماع عمل هاماً بعد ظهر هذا اليوم يريد أن يراها الآن . فأدركت و قد تملكها اليأس , أنها كانت مخطئة , وأن ذلك ابتدأ من جديد.
لو كان بإمكانها الهرب لفعلت لم كان بإمكانها أن تختبئ فى مكان ما حتى يفقد هذا الرجل صبره و يخرج غاضباً , لسلكت هذا السبيل.
لكن التجربة علمتها أن المواجهة هى السبيل الوحيد.
و هكذا , أخذت نفساً عميقاً آخر و مررت يداً مرتجفة على شعرها الحريرى الأسود , ثم استقامت فى وقفتها و دخلت الغرفة مكرهة.
كان واقفاً أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى الحديقة
ــ هل أنت السنيور داريو ؟
السنيور رامون جوان فرانسيسكو داريو؟
انعكس التوتر فى صوتها فجعله بارداً نافراً كلياً , ما جعله يلتفت مجفلاً: "نعم, و أنت إستريلا مدرانو؟"
كان صوته متصلباً نافراً كصوتها .
ــ قال أبى إنك تريد أن ترانى
لم تزعج نفسها بإجابته عن سؤاله فقطب جبينه غاضباً من هذه المقابلة و من برودة صوتها .
و لكن ماذا كان يتوقع ؟ أن تمضى الوقت بالترحيب المهذب به ؟
معرفتها بسبب قدومه يمنعها من التحدث معه بلباقة .
ــ نعم أريد أن أتحدث إليك
ــ لكننى فهمت أنك قدمت إلى هنا لرؤية أبى؟
ــ نعم , أريد أن أشترى منه شركة التلفزيون
ــ وهل نجحت؟
ــ مازلنا....نتفاوض.
فكرت ساخرة فى أن هذا طبيعى . إنهما طبعاً يفاوضان . البيع لن يتم , إلا إذا استجاب هذا الرجل لمطلب أبيها , و إذا بقى لديها أى شكوك فقد تبددت الآن . (مازلنا نتفاوض) تعنى أنه واحد من صف طويل من العرسان الذين ظن أبوها أنه أشترهم لها .
سألته و هى تمرر يدها المبللة بالعرق على تنورتها :"هل هى أغلى مما تستطيع دفعه؟"
ــ لا , أبداً , بإمكانى أن أدفع أى ثمن.
و تقدم منها خطوة نشيطة قوية تنم عن طاقة كبيرة . طاقة يُفترض أن تُكبح و تُلجم و تبقى تحت السيطرة . رؤيتها له و هو يتحرك جعلت بدنها يقشعر تجاوباً لكنها لم نعرف ما إذا كان ذلك بسبب الخوف أم العداء . جل ما أدركته هو أن غرفة الجلوس الفسيحة بدت لها فجأة أصغر و أضيق من أن تتسع لقوته البدائية
ــ أنت إذن متلهف لشراء الشركة ؟
ــ نعم , نعم , هذا صحيح .
لابد أن هذا صحيح ما دام مستعداً للاتفاق مع أبيها ....ما دام مستعداً لبيع نفسه ....و لأن يشتريها لكى يحصل على ما يريد . لقد قرر أبوها أنه وجد هذه المرة الرجل المناسب .
لو كان لديها عقل لأخبرته أنها تعلم ما يجرى بالضبط و أن لا فائدة من الاستمرار فى هذا, و أنها لا تريد أن تصغى إلى عرضه للزواج. و مهما كان الأمر الذى أقنعه أبوها به فهى لن تقبل به مطلقاً .
لم يكن رامون داريو كما توقعته . فهو وسيم للغاية خصوصاً فى مظهره و لونه.
إنه أطول بكثير ورغم أن شعره أسود إلا أن الومضات النحاسية التى تتخلله كانت تلمع فى أشعة شمس العصر التى تتسرب من النافذة .
أما عيناه فهادئتان صافيتان بلون سماء غسلتها عاصفة , كما بدت وسامته خشنة تفيض بالرجولة بينما لوحت الشمس بشرته التى لم تكن سمراء بطبيعتها كبشرة أبيه .
لكنها كانت قد نسيت أن رامون داريو نصف أسبانى , فأمه التى ماتت منذ سنوات و هو طفل إنكليزية .
إذا ما وقف بجانب أبيه أو أبيها لبدا نحيلاً. إنما بدأ واضحاً أن جسمه مشدود العضلات فقد كانت كتفاه عريضتين تحت سترته الأنيقة بينما بدت ساقاه ثابتتين على السجادة الحمراء
سألته وكأنها لا تعلم الجواب:"لماذا تريد أن ترانى؟"
ــ أريد التحدث إليك
ــ وماذا تريد؟
لم يعجبه موقفها و قد بدا هذا واضحاً . لم يبارح العبوس وجهها الذى أزداد قسوة و خطورة . لكنها لم تهتم.
أرادت أن تنتهى من هذا الموضوع لتعود إلى غرفتها مرة أخرى , أو بالأحرى إلى عزلتها التى اعتادتها . فتبتعد عن حملقة أبيها فيها و عن محاضراته و اعتراضاته الغاضبة التى عاشت معها طويلاً و كأنها لم تشاهد على وجهه تعبيراً آخر . أرادت أن تبتعد عن المجتمع و لومه الدائم لها و الهمس عنه و عن الأحاديث التى تتوقف فجأة عندما تدخل غرفة ما , ليقول الجالسون :"هذه هى....هذه ابنة مدرانو الفتاة التى اختطفت كارلوس بيريا من زوجته فتركها مع ولدين صغيرين لتعيلهما وحدها , بينما هو فى سن تسمح بأن يكون والد هذه الفاجرة الصغيرة...."
ــ ألا تجلسين ؟
ــ وهل أنا بحاجة إلى ذلك؟
لم يكن سبب يجعل قلبها يخفق بهذا الشكل لمجرد التفكير فى الاقتراب منه . لماذا تنبهت حواسها بهذا الشكل المؤلم لوجود هذا الرجل؟ حتى رائحة عطر بعد الحلاقة الخفيف التى حملها معه الهواء جعلت أعصابها تتوتر . وسرت الحرارة فى عروقها فأخذت تتململ فى وقفتها بضيق.
لم تقترب بهذا الشكل من أى رجل بعد كارلوس.
ــ أفضل الوقوف .
ــ ظننتك تفضلين أن تكونى مرتاحة؟
ــ أتريد الحقيقة ؟ أفضل أن أكون فى أى مكان آخر غير هذا .
ــ أطمئنك إلى أننى لن أستبقيك طويلاً.
ــ و أنا أطمئنك إلى أننى لا أهتم بما تريد أن تقوله.
الفحيح الذى صدر بين أسنانه و حملقته الباردة فيها أنبآها بغضبه البالغ
ــ هل لى أن أقترح أن تنتظرى ريثما أقول شيئاً؟
كان يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها منذ دخلت إلى الغرفة و قد جعلتها نظراته الفولاذية الباردة تشعر و كأنها رأس من الماشية مرشح لنيل جائزة.
لم يجعلها أى شخص من قبل تشعر بأنها سيئة إلى هذا الحد. و تملكتها رغبة فى أن تمسح هذه النظرة من عينيه و فى أن تخبره رأيها فيه لكن السيطرة التى تعودت أن تمارسها على نفسها منعتها من ذلك. و أخيراً استطاعت أن تقول :"تكلم إذن"
ــ لا بأس سأفعل
مرر يده القوية فى شعره الأسود الكث اللامع يشعثه بعنف قبل أن يعيده إلى ترتيبه السابق . و فجأة و بالرغم منها وجدت نفسها تأسف لذلك...تلك اللحظات السريعة , رأت فى رامون داريو رجلاً آخر....رجلا ً يختلف جداً عن الشخص المتحفظ غير الودى الذى رأته حين دخلت الغرفة . ووجدت نفسها تفكر فى أنه سيبدو بهذا الشكل فى السرير : شعر مشعث و عينان ناعستان أوهنهما النوم , تبتسمان فى وجه المرأة....
و ذهلت و هى ترى هذه الصورة تسرع خفقات قلبها . لِمَ يتملكها شعور كهذا قط من قبل , حتى مع كارلوس.
كارلوس الذى كان بداية كل هذا, الرجل الذى ما زال تأثيره الضار يفسد حياتها حتى بعد كل هذا الوقت , حتى من القبر . لكن كارلوس لم يؤثر فيها بهذا الشكل قط.
ما الذى تفكر فيه؟ شئ ما فى هذا الرجل أثار كل ما فيها من مشاعر أنثوية .
ــ ثمة مشكلة....لدينا مشكلة.
أعادها صوت رامون داريو إلى الواقع المر بعنف ماحياً تصوراتها مرة أخرى
ــ ماذا تعنى بقولك (لدينا) ؟ لماذا تقرن بيننا , نحن الاثنين بهذا الشكل؟
ــ لأن أباك قرن بيننا.
ها قد وصلا إلى الموضوع . وفيما اعتادت فى المرات السابقة أن تنهى الموضوع فى أسرع وقت ممكن,إذ بها تذهل و هى ترى نفسها لا ترغب فى ذلك . تمنت لو تستطيع أن تضع يدها فى فمه لتمنعه من النطق بعرض الزواج
فإذا عرض عليها الزواج , عليها أن تعطيه جواباً
و الجواب الرفض فهذا هو جوابها على زواج محترم يؤمنها مادياً فإذا ظن رامون أنه سوف يقتنيها كجزء من اتفاقية العمل, للحصول على شركة التلفزيون ,فالجواب سيكون كجوابها للآخرين . أى الرفض !
لكن شعوراً بالآسف تملكها و لأول مرة منذ بدأت حملة أبيها عليها , أخذت تتساءل عما تفعله.
و تابع :"لقد اقترح أبوك سعراً يمكننى قبوله , وأنا أريد الشركة ! و لكن هناك شروطاً . وهذه الشروط تتعلق بك. أبوك يريدنى أن أتزوجك , وهو لن يبيعنى الشركة إلا بهذا الشرط"
كان هذا ما توقعته . ومع ذلك تملكها شعور هائل بالخسارة لإدراكها ألا رجوع فى الأمر . لم يكن ثمة أمل فى أنها وجدت هذه المرة رجلاً لا يمكن شراؤه.
ظهر هذا الأمل الضئيل الغبى فى مكان ما . فــ رامون داريو لم يعالج الأمور بالطريقة التى توقعتها . فى الواقع لم يواجه الوضع كما واجهه الآخرون و بالتالى لم تعرف كيف تتصرف .
لكنه يبدو كالآخرين . فهو مصمم على أن يحصل على ما يريد مهما كانت العقبات التى تقف فى طريقه , ومن دون الاهتمام بمشاعرها .
عندما منعها اليأس و خيبة الأمل من الكلام قال :"إستريلا ؟ هل سمعت ما قلته؟ أبوك يريدنى أن أتزوجك"
فقالت برقة :"أعرف هذا"
كان صوتها من الرقة و النعومة بحيث لم يسمعه فى البداية , لكنه استوعب الكلمات فى النهاية فقال غير مصدق:"أنت تعرفين !"
كيف تتقبل الأمر بهذا الهدوء؟ غير مبالية بما يريده أبوها ؟ وتملكه اشمئزاز بالغ....هل هى شريكة فى هذا الأمر منذ البداية ؟ و هو كان مقصوداً منذ البداية....هل اختارته و أخبرت أباها بذلك؟هذه الفكرة جعلته يشعر و كأنه قطعة لحم للبيع ....و تملكه الغضب و هو يسألها مرة أخرى بصوت غليظ:"هل صحيح ما أسمع؟ هل قلت إنك تعرفين هذا؟"
ــ نعم
كان صوتها أكثر انخفاضاً من قبل , لكنه راقب هذه المرة حركات شفتيها فتأكد من قولها هذا.
ــ وكيف عرفت ذلك؟
و عندما لن تجب عاد يكرر :"كيف عرفت ذلك ؟ أظن أن لى الحق فى الاستفسار و أنا أركما تعبثان بحياتى؟"
عندما تحركت فرفعت رأسها متمردة و عيناها السوداوان ملتهبتان :"لا بأس , يمكنك أن تحصل على توضيح , لكننى أحذرك من أنك لن تحب ذلك. أتظن نفسك الأول؟ أتظن انك الرجل الوحيد الذى أراد أبى أن يشتريه لى؟"
ــ ألست كذلك؟
هزت رأسها بعنف فتطاير شعرها الأسود حول وجهها الذى شحب فجأة :"أنت لست حتى الثانى....أو الثالث"
أتراها تحاول أن تحطم كبرياءه كلياً؟ فتضع أمامه قائمة باسم كل رجل اُختير قبله؟ كل رجل يمكن أن تختاره؟
ــ دعينى من التفاصيل و اعطينى العدد
إنها إستريلا مدرانو كما توقعها. لقد ذهل لمظهرها لأنها لم تكن كما توقع . أول نظرة إليها أثارت دهشته فأخذ يحملق إليها بحيرة .
تصورها صغيرة الجسم شهوانية و عنيفة قليلاً , فامرأة بسمعة إستريلا مدرانو لابد أن تكون عنيفة . كما توقع شعراً قصيراً و تنوره قصيرة و تبرجاً مفرطاً و تمرداً يظهر فى قصتها.
لكنها , كانت أطول و أرشق و اهدأ و أكثر أناقة مما تصور.من وجهها البيضاوى بوجنتيه المرتفعتين إلى قدميها النحيفتين فى الحذاء الأسود الخفيف البسيط , كانت مثالاً للتحفظ . وحده شعرها الكث الحريرى اللامع المنسدل على كتفيها يشير إلى ميزة أساسية فيها هى عدم الانضباط الذى لا يتناسب مع ملابسها المتزمتة كملابس الراهبات . إنها مذهلة رائعة الجمال لكنها صلبة باردة كماسة متألقة .
إذا لم يصدق الشائعات عنها من قبل فقد صدقها الآن . نعم, لقد صدقها , ولم يبق إلا أن يسمع الإثبات منها....ربما ليس بالنسبة إلى الماضى, ولكن بالنسبة إلى خططها مع أبيها لاختيار الفريسة ثم اصطيادها و محاولة الإمساك بها :"كم شخص؟"
ــ عشرة . هناك تسعة من قبلك و أنت العاشر.
جاء جوابها صلباً بارداً كالحجر و مالت برأسها قليلاً و هى تسمع شتيمته البذيئة لكنها أدرفت:"سبق و أنذرتك بأنك لن تحب هذا"
ــ أنت على صواب إلى حد لعين . لم أحبه و لن أحبه كما لا أحبك و لا أحب أن أكون ضحية احتيال .
ــ أنا لم أستعمل الاحتيال .
وسكتت و هى ترى الغضب على وجهه فقال :"لكنك كنت على علم بهذه الخطة"
ــ أنا.....نعم
ــ و لم يخطر لك أن من التهذيب أن تطلعينه على ما تعرفينه.....؟
كلامه جعلها ترفع رأسها لتتشابك أعينهما و كأنها تتحداه أن يستمر فى استجواباته هذه , ثم أجابت بحدة :"وأنت الرجل الممتاز الذى يحق له أن يتحدث عن التهذيب؟ أو عما علىّ أن أقول أو لا أقول ؟ على أى حال أنت من وافق على خطة أبى هذه"
لكن رامون لم يقبل بهذا المنطق , فهو يعرف بكل وضوح ما كان مفروضاً به أن يفعل و ذلك منذ اللحظة التى نطق فيها ألفريدو مدرانو اقتراحه المخيف . لا , لم يكن ذلك اقتراحاً بل أمراً صدر عن رجل مستبد....يتوقع أن يهب كل شخص ليلبى أوامره.
و لأن رامون كان يعلم ما يتوقعه , أجابها بعنف :"لا. أبداً"
فسألته رافعة حاجبيها ساخرة :"لا؟ و ما الذى تفعله هنا إذن؟
و كان هذا سؤالاً طرحة على نفسه . ماذا يفعل هنا حقاً؟ يعرض نفسه على ذات العينين السوداوين.
هذه المشاكسة الرائعة الجمال , السوداء العينين الممتلئة الشفتين . هذه المشاكسة السوداء العينين التى جعلها الغضب تنتصب فى وقفتها , وتضع يديها على وركيها الرشيقين . غضب صبغ بشرة وجهها الذهبية بالاحمرار.
كيف يمكنها أن تفعل هذا؟ كيف فعلت ذلك؟ كيف استطاعت أن تكون بهذا التجهم و السخرية و العداء.....و تبقى مع ذلك , بهذا الجمال و الإغراء اللذين يمنعانه من التفكير منطقياً؟
ــ أنت تعلمين جيداً لماذا أنا هنا....جئت لكى.....
ــ أعلم انك جئت فى الأساس للتفاوض لشراء الشركة . لكنك اعترفت بأن أبى لن يبيع.....
ــ إلا بشروطه
فقالت ساخرة :"إلا بشروطه....لكنك بقيت , عجباً!"
ــ أنت تعرفين لماذا بقيت
زمجر بذلك و هو يجاهد ليمنع أفكاره من التحول عن الموضوع و كى يكبح مشاعر تملكته فجف و خشن صوته و هو يقول :"بقيت هنا لأنى أردت التحدث إليك"
ــ تريد أن تطيع أوامر أبى و تجعلنى أتزوجك !
و دارت حول الكرسى الجلدى الكبير و وقفت خلفه فشكل ظهره العالى حاجزاً بينهما و درعاً لدفاع و هى تواجهه مرة أخرى .
قال يجيبها :"يمكنك أن تظنى ذلك إذا شئت"
ــ لقد أخبرتنى عن مدى رغبتك فى الحصول على شركة التلفزيون .
احتجاب جسدها خلف الكرسى , كان من المفروض أن يسهل عليه التفكير بوضوح . لكنه عجز عن ذلك , وكل ما استطاع التفكير فيه هو قوامها الممشوق المغرى. و شعر بنار تسرى فى عروقه بينما عجز عن التفكير بوضوح.
ــ أريدها .....و لكننى لست متلهفاً إليها....لست متلهفاً إلى حد يجعلنى أرتبط بك !
أصاب منها وتراً حساساً , كما لاحظ عابساً . فقد أجفلت و اشتدت أصابعها المطلية الأظافر على ظهر الكرسى , و انغرست أظافرها فى الجلد . شماتته بها أثارت أسوأ مشاعره و أشدها حقداً و حثته على توجيه ضربة أخرى ما دام بإمكانه ذلك.
ــ أنا لا أفكر فى الزواج حالياً . لماذا أقيد نفسى بينما هناك المئات من الفتيات الجميلات فى (كاتالونيا) وخارجها ؟ وحتى لو أردت أن فكرامتى تدفعنى لأن أختار عروسى بدلاً من أن أتزوج من فتاة علىّ أن أرتشى لأتزوجها.
ــ حسناً لا تقلق فلن تسنح لك فرصة لذلك!
أتراه يتبجح بقوله هذا؟ و كافحت إستريلا لإخفاء أثر ما شعرت به لتهجمه هذا , رافضة أن تدع دموعها تنهمر
لقد بكت ما فيه الكفاية فى الماضى على رجال لم يكونوا يستحقون ذلك, وعلى رجل واحد تحديداً . وبعد معاملة كارلوس لها بكل تلك القسوة و الوحشية أصبحت الإهانات التافهة كهذه مجرد كلام.
ولكن لسبب ما طعنة هذا الرجل كانت مؤلمة و قاسية للغاية , فقالت بغضب عنيف :"لن أتزوجك و لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى متوقفين على ذلك , هذا إذا طلبت يدى"
ــ وهذا لن يحدث.
فعادت و تكرر و هى تصر على أسنانها :"إذا طلبت يدى , سأرفضك و أنا سعيدة للغاية "
فرد عليها بحدة :"حسناً أستمتعى بأحلامك هذه فهذا كل ما ستحصلين عليه . لن تشدى الحبل حول رقبتى , حتى و أن كنت أكثر النساء اللاتى رأيتهن جاذبية"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:01 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 – لسنا شريكين
أكثر من رأيت جاذبية.....
لم تصدق إستريللا ما سمعت.هل قال رامون هذا حقاً ؟ و تملكها إحساس بالنشوة جعل رأسها يدور بلذة أنثوية مفاجئة و لم تستطيع أن تمنع ابتسامة خفيفة بدت عند زاويتى فمها. كانت سريعة كخفقة القلب لكنه لمحها فازداد عبوساً و قال ساخراً :"لقد أعجبك هذا , أليس كذلك ؟ أعجبتك فكرة أن أراك مثيرة؟ حسناً لا تظنى أن بإمكانك أن تستخدمى هذا لمصلحتك . أنا ليست من اللهفة بحيث أرغب فى ما نبذه كارلوس بيريا.... حتى لو توافق ذلك مع رشوة ضخمة هى شركة التلفزيون , بل سأرغب فى أكثر من ذلك بكثير"
ــ حسناً,كان بإمكانك أن تحصل على أكثر من ذلك.
لم تعد ابتسامة إستريللا تحمل شيئاً من الدفء السابق و هى تتابع:"لو لعبت أوراقك جيداً لمنحك أبى كل ما تريده حتى القصر و اللقب الذى يتماشى معه... إذا أعطيته وريثاً فلن يكون لامتنانه حدود"
حيرها التعبير الذى بدا على وجهه و صمته للحظة قبل أن يعود باهتمامه إليها . لقد قالت شيئاً ما لمس منه وتراً حساساً....
لم تكد تعيد صياغة السؤال حتى تغير التعبير الذى على وجهه مرة أخرى , وعاد ينظر إليها بعنف:"شكراً , و لكن , لا . حتى مع هذه الحوافز مازالت الصفقة غالية جداً"
فردت عليه بحدة :"لم أكن أعرضها عليك, إنما كنت أريك ما خسرته. ما من صفقة يا سيد داريو و لن يكون هناك صفقة أبداً . على الأقل بالنسبة إليك"
و سارت إلى الباب و أدارت قبضته بعنف متمنية لو أنها عنقه , و كشرت لهذه الفكرة ثم قالت و هى تفتح الباب على اتساعه :"انتهت المفاوضات و بالتالى الاجتماع, وأكون شاكرة لو غادرت الآن"
ــ بكل سرور .
كان جوابه بحدة السيف و ومصحوباً بابتسامة صغيرة ساخرة و انحناءه احترام زائفة فى اتجاهها قبل أن يغادر.
خطوته الواسعة و تصلب جسده أنبأته بمزاجه المتوتر . بدا غاضباً للغاية , و مزدرياً لها كلياً , متمنياً لو كان فى أى مكان غير هذا المكان,متلهفاً إلى الخروج بأسرع ما يمكن.
و كان من السخافة أن يتملكها فجأة مثل هذا الشعور الغامر من الأسف و الحسرة المدمرة و هى تدرك أنه سيرحل بعد دقيقتين أو أقل , ولن تراه مرة أخرى.
و لكن أليس هذا ما تريده ؟ أن تطرده من حياتها و لا تراه بعد ذلك أبداً ؟ فلا تضطر إلى النظر فى عينيه لترى فيهما الاحتقار البارد كالثلج الذى جعلها ترتجف كورقة فى مهب الريح.
كان هذا ما تريده . لكنها ,حين رأته وقعت فريسة مشاعر مفاجئة .
لم تعرف كيف...و لم تعرف لماذا , ولكن شيئاً ما فى هذا الرجل أصاب حواسها الأنثوية كلها . لقد تمكنت من ترك الآخرين كلهم يرحلون دون ذرة شك...و لكن ليس هو . لم يعانقها حتى أنه لم يلمسها ....و إذا تركته يذهب الآن بهذا الشكل فلن يفعل أبداً .
رغبتها فى أن تعرف تأثير عناق هذا الرجل و لو مرة فى حياتها كانت قوية إلى درجة كادت معها أن تنطق بها, حتى أنها فتحت فمها لتتوسل إليه يبقى و لو لحظة.
لكنها لم تجرؤ , بل انعقد لسانها و أخذت ترقبه بصمت و هو يتابع سيره نحو الباب .
لكنه لم يخرج من الباب بل انعطف قليلاً , فأصبح قربها . حذرتها النظرة التى فى عينيه لكنه قبل أن تدرك نيته كان قد تصرف.
أمسك بكتفيها و جذبها إليه بحركة مفاجئة . لم يكن لديها وقت لتفكر أو تقاوم عندما رفع ذقنها بيده لتشتبك عيناها الغاضبتان بعينيه الرماديتين الهادئتين المقيمتين . وقال بصوت ثخين حمل غضباً مكتوماً و شعوراً آخر جعلها ترتجف من أعماقها :"سأذهب و برغبتى و لكن ثمة ما علىّ أن أقوم به قبل ذلك"
و تجولت عيناه العاصفتان على شفتيها قبل أن تعودا عيناه و ترتفعا إلى عينيها السوداوين :"ثمة ما أردت القيام به منذ رأيتك. شئ كنت تغريننى على القيام به منذ دخلت من هذا الباب"
حاولت أن تحتج لكن الكلمات اختنقت فى حلقها عندما عانقها بجوع بالغ اكتسحها كموجة مد عارمة.
موجة عارمة اكتسحتها بقوتها و طردت كل الأفكار من ذهنها حتى لم يبق فيه سوى المشاعر . وتسارع النبض فى صدغيها , ارتفعت حرارة جسمها , حتى أصبح العالم يدور حولها....و حول رامون.
رامون الأسمر القوى الضخم بذراعيه اللتين تضمانها , وأنفاسه التى تلفح وجهها , وعطره الغامض و حرارة جسده التى غمرت كل عصب و كل خلية فيها.
لم تستطيع أن تمنع نفسها من أن تبادله عناقه و ارتفعت يداها إلى كتفيه العريضتين تتلمسانهما و تتحسسانهما من فوق السترة .
ــ رامون ....
خرج الاسم من فمها فى تمتمة مختنقة من دون سيطرة أو تفكير واضح....
اكتسحتها حرارة عنيفة لم تستطيع معها أن تمنع نفسها من أن تلتصق به.
أرادت المزيد من عناق رامون , من حرارته من قوته و المزيد من الأحاسيس و المشاعر العنيفة التى تدير رأسها .
و فى اللحظة التالية تملكها الذعر و هى ترى أن صوت تنهدها كان أشبه بصفعة على وجه رامون أو بصيحة تحذير إذ جمد مكانه فجأة ثم رفع رأسه ببطء لينظر فى أعماق عينيها .
*****
و عندما اخترقت نظراته الفولاذية الباردة عينيها اهتزت ز هو تشعر بالذهول و بعدم الرغبة فى العودة إلى الواقع لا. التحول المفاجئ من ذروة المشاعر المحمومة إلى هذه اللحظة الباردة الجافة جعلها تشعر بالغثيان و أخذت تكافح بيأس , بعد أن أصبحت نظرات رامون بعيدة عن نظرات العاشق مليون ميل.
حاولت أن تغطى ملامحها بقناع من اللامبالاة و إنما لم يكن لديها فكرة عن مدى نجاحها .
وزفر رامون متمتماً :"يا إلهى..... يا الله"
بدت فى حالة ذهول , كحاله , المشاعر المحمومة التى تفجرت بينهما فجأة جعلته يشعر بالدوار....و فجأة و على غير توقع جرى بينهما ما رغب فيه منذ رآها.
لقد أرادها و لم يستطيع أن يكبح رغبته فى معانقتها . لم يستطيع أن يمنع نفسه حين سنحت له الفرصة, من أن يأخذها بين ذراعيه و يعانقها....حتى سقطت الغطرسة عن وجهها.
ما لم يتوقعه هو تجاوبها. ظن أن عناقها سيشبه معانقة جدار من الآجر صلابة و برودة و عناداً لكنها كانت ناراً بين ذراعيه . لقد اشتعلت كالألعاب النارية لتصبح من حرارة و لهب عندئذٍ فقد سيطرته على نفسه و لم يعد يعلم أين هو وما يفعل و لم تعد لديه فكرة عما يحدث. كل كيانه كان مركزاً على رغبة واحدة و هى التعرف على المرأة قد إمكانه . لكن تنهدها الخافت نبهه إلى المكان الذى يتواجد فيه و إلى من تكون فعاد إلى الواقع و عادت إليه رجاحة عقله ترغمه على الابتعاد عنها و على السيطرة على نفسه و الإحباط الذى يتملكه.
ــ حسناً, ماذا عن ذلك؟
أرغم نفسه على الكلام بهدوء و كأنه لم يتأثر على الإطلاق بتلك الموجة المفاجئة من العواطف المحمومة التى غمرته . فقد استطاع أن يسيطر على صوته مانعاً الكلمات من أن تتهدج أثناء نطقه بها قال كلاماً بد و كأنه قيل منذ دهر و ليس منذ دقائق :"لقد انتهت المفاوضات و بالتالى الاجتماع , عزيزتى الدونا إستريللا....هل هكذا تطردين شركائك فى العمل؟ بعناق؟"
ــ أنا ....
فتحت فمها لتجيب ثم بدا أنها فقدت السيطرة على صوتها فعادت و أقفلته و هى تغص بريقها . وأخيراً قالت بسرعة :"أنا لم أعانقك . ما أتذكره هو أنك أنت من عانقتنى كما أننا لسنا شريكين بأى شكل أو بأى شئ !"
فقال بابتسامة ساخرة :"طبعاً لا . ولكن , كما أتذكر , لم تمانعى على الإطلاق , بل على العكس تماماً "
و اشتبكت نظراته بنظراتها فيما اتسعت ابتسامته للذكرى , ثم عاد يردد قولها :"لن أتزوجك حتى لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى متوقفان على ذلك"
وأخذ ينظر إلى ارتباكها الحاد و هى تتذكر كلماتها ثم تابع :"ربما لن تتزوجيننى يا (دونا) مدرانو لكننى أراهن على أنى لو طلبت منك أن تأتى معى إلى سريرى لأسرعت إليه كالرصاصة"
تنفست بعنف ثم فتحت فمها محتجة , لكنه قال بسرعة قبل أن تجد فرصة للكلام :"و لكن بقدر ما أحب أن أستفيد مما تعرضينه علىّ إلا أننى سأرفض ذلك. فعناقك إذا علمنى شيئاً فهو أننى كنت على صواب منذ البداية....أى تعامل معك سيكلفنى الكثير و بصراحة لا أظنك تستحقين ذلك"
تمنى أن تقنع بهذا و هو يستدير مبتعداً من دون أن ينظر خلفه.....
لن يمنحها فرصة مناقشته لأنه لا يظن أنه قادر على أن يقنعها إن تكلم مرة أخرى , أو حتى أن يقنع نفسه.
لو نطقت بكلمة تشجيع واحدة .... لو نادته تطلب منه العودة لفعل ذلك.إنه يريدها إلى حد أن السير أصبح عذباً بعد أن تملكت جسده الحرارة و الإثارة.
إذ توقف عن السير فسيلتفت و إذا التفت فسيراها ... و هى ستراه. لا يمكن ألا تعى حالته الجسدية و إلا إذا كانت عمياء أو غبية , وهو يعلم إنها ليس كذلك.
و هكذا استمر فى سيره و إنما ببطء و من دون عجلة , حتى أنه لم يزعج نفسه بإغلاق الباب . قاوم رغبته فى صفق الباب خلفه لكى يتخلص من مراقبة (دونا) مدرانو له , بعينيها البنيتين الداكنتين و هو يخرج و فيما كان يسير فى الممر الطويل شعر بنظراتها المحرقة تلسعه , وعندما أوشك أن يهبط السلالم سمعها أخيراً تناديه :"لن أوافق حتى لو كانت حياتى تقف على ذلك يا (سنيور) داريو ! هذا ما قلته و هذا ما عنيته. وتغيير رأيى يلزم أكثر بكثير من مجرد عناق"
ــ إذن فقد اتفقنا على شئ , على الأقل.
من تراها تخدع ؟ تساءلت و هى ترى رامون يلوح بيده نحوها من دون اهتمام قبل أن يهبط السلم و يغيب عن النظر. لو نظر إلى الخلف لحظة لأدرك أن كلماتها كانت كذبة فعيناها كانتا تتبعانه , إذ لم تستطع سلخ نظراتها عنه.
كان على صواب تماماً .... على صواب مذهل و مخيف و قاهر.
(لا. حتى لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى يعتمدان على ذلك)
كررت بتعاسة كل الكلمات العنيفة التى قذفته بها من دون تفكير فى غمرة غضبها و هى تراه يسير مبتعداً . هزت رأسها بيأس لضعفها و غبائها.
ما من شئ ابعد من الحقيقة !
كانت تريده كما أدركت و هى ترتجف خوفاً و بهجة . إذا سمعت خطواته يصعد السلم , إذا ظهر فى آخر الممر و فتح ذراعيه فستطير إليهما و ستلقى بنفسها بين ذراعيه.
تباً لك يا رامون داريو !
خرجت هذه الكلمات بعنف و لكن سواء أكان هذا الشعور غضباً أم خسارة أم مجرد مرارة إلا أن النكد الصبيانى عاودها فمدت يدها تصفق الباب بأقصى قوتها ليتردد صدى ذلك فى أنحاء الغرفة .
تباً, تباً, تباً, تباً لك !
ولكن ما الذى يحدث له ؟ كيف يمكن أن تحدث الأمور بهذه السرعة ؟
ظنت أنها كانت تحب كارلوس بيريا .... لكنها أصرت على الانتظار....و هى لا تحب هذا الرجل .... كيف يمكن أن تفعل هذا و هى لم تعرفه إلا منذ....نظرة سريعة إلى ساعة الجدار أنبأتها أنه لم يدخل الغرفة إلا منذ نصف ساعة.....
لكن ما معنى الوقت مع رامون داريو . تجاوبت منذ رأته و كأنها رأت مصيرها.... و كأن جسدها عرف سيده , نصفه الآخر الشخص الذى خُلقت لأجله .
إنها تخدع نفسها إذا ظنت أنها ستتمكن من مقاومة رامون. لا أمل لديها أن تتمكن من الامتناع عنه . مهما حاولت ... من الأفضل أن تعترف بذلك لنفسها و تواجه الحقيقة .
الأمر الوحيد الحسن فى هذا الوضع هو افتراقهما و الطريقة التى سار بها رامون إلى الباب مبتعداً عنها من دون يتكرم عليها بنظرة . لن تكون هناك فرصة تجمعهما مرة أخرى و إذا لم يتقابلا مرة أخرى أبداً فلن يكون عليها أن تكافح إغراء الدخول فى حرب تعلم أنها ستكون الخاسرة فيها.
إذا لم تر رامون مجدداً فستكون آمنة منه و من نفسها .
كان من المفروض أن تسعدها هذه الفكرة
لكن تأثيرها كان معاكساً فى الواقع.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:01 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3 – زيارة و اعتذار
ركل رامون الباب يغلقه بعنف خلفه و ألقى بمفاتيحه على الطاولة القريبة ثم مسح وجهه متعباً قبل أن يتأمل شقته الساكنة الخالية عابساً .
شئ ما حدث فى الأسبوعين الماضيين لم يكن واثقاً تماماً من طبيعته و لم يعلم كيف يفسر هذه المشاعر الجديدة التى أبتلى بها , كل ما يعلمه هو أن الأمور لم تعد كما كانت .
منذ أسبوعين كانت حياته ملكه خطط فيها لكل شئ و كل ما فيها كما يريده بالضبط .
ما عدا شيئاً واحداً ....
كان يريد شركة تلفزيون مدرانو و هو مصمم على ذلك . ولهذا السبب بدأ و كان حياته انقلبت رأساً على عقب .
تخلل شعره بأصابعه و أخذ يمسد رأسه الذى يبدو هذه الأيام متوتراً مشدوداً.
لم تكن شركة التلفزيون هى السبب فى عدم انتظام الأمور بل معرفته بـ إستريللا مدرانو فبسببها لم تعد حياته تبدو و كأنها ملكه.
و فى طريقه إلى المطبخ ليحضر فنجان قهوة لاحظ أن ضوء المجيب الآلى يومض بعنف ليعلن أن ثمة اتصالات تنتظر .
لم يكن هذا مدهشاً فقد انشغل فى الأسبوعين الماضيين بأمور كثيرة حتى أنه لم يعد إلى شقته . أما الأيام التى لم يكن يعمل فيها فكان يمضيها فى بيت أبيه أو يزور أخوه خواكين ليطمئن على شفائه من الحادث الذى تعرض له مؤخراً . توقف ليضغط على زر فتح الجهاز ثم تابع طريقه إلى المطبخ بينما ابتدأت الرسائل تتوالى :"رامون , كيف حالك يا رجل ؟"
أشرق وجه رامون لسماعه صوت أخيه الذى أصبح مؤخراً أباً مسلوب العقل بشكل ميئوس منه . لم يكن ألكس يحب شيئاً أكثر من يروى لأفراد الأسرة حكايات طفلته الصغيرة , الرائعة.
كان يحضر القهوة عندما انتقل الجهاز إلى الرسالة التالية :"السنيور داريو؟"
كان صوت أنثى صوتاً منخفضاً متردداً قليلاً و سقطت المعلقة من يد رامون بينما رفع رأسه بحدة و أداره إلى المطبخ ليسمع جيداً .
آخر مرة سمع فيها هذا الصوت كان يصيح به فى الممشى الأنيق فى قصر مدرانو :
(لن أتزوجك و لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى معتمدان على ذلك)
ترددت هذه الكلمات فى رأسه واضحة و كأنه يسمعها الآن :
(تغير رأيى يلزمه أكثر بكثير من مجرد عناق)
اللعنة . فاته ما قالت فقد كانت أفكاره مشغولة بالماضى . ولكن ما الذى جعل إستريللا مدرانو تتصل به هنا , وهى التى أقسمت على ألا تراه مرة أخرى؟
الرسالة الثالثة كانت من العمل لكنها غير هامة . وما إن أوشك أن يعيد الإصغاء إلى رسالة إستريللا مدرانو حتى ابتدأت الرسالة الرابعة
ــ سنيور داريو؟ أنا أحاول الاتصال بك لقد اتصلت مرة أخرى !
و مرة أخرى و قف رامون جامداً و فنجانه فى منتصف الطريق إلى فمه. و ذهنه مشغول بمحاولة فهم ما يجرى . لماذا تحاول هذه المرأة التى أخبرته أنه العاشر فى صف العرسان و أنها لا تريده , أن تتصل به الآن؟
الرسالة لم تعطيه جواب . بل قالت إنها كانت تحاول الاتصال به و إنها اتصلت بالشقة من قبل و ستحاول مرة أخرى .
لاحظ أنها لم تترك رقماً , كما لم تقترح أن يتصل بها . حاول مرة أخرى أن يضغط زر إعادة الرسائل عندما رن جرس الباب فحوّل انتباهه إليه .و قال و هو يفتحه :"كنت على وشك أن أجيب على اتصالك , لِمَ عدم الصبر هذا , فقد كنت عائداً ....."
تلاشت كلماته و هو يرى الواقف بالعتبة .
* * *
لم يكن الزائر أحد إخوته أو سكرتيرته التى أبلغته أن لديها أوراقاً بحاجة إلى توقيع أو حتى أخته مرسيدس التى بدا واضحاً أن شيئاً ما يشغل ذهنها... لعل الأمر يتعلق برجل...
لم يكن الطارق شخص توقعه , بل كان آخر شخص توقعه.
ــ أنت !
وقفت إستريللا مدرانو على فسحة السلم و قد أحنت كتفيها بشكل دفاعى بينما دست يديها فى جيبى سترتها التى ترتديها فوق بنطلون جينز و قميص مقفل .
ــ لماذا جئت ؟
ــ أظنك تعلم
ــ و كيف أعلم بحق الجحيم ؟
أدرك أن لهجته حادة و إذا لم يدرك ذلك من تلقاء نفسه فإن رجوعها خطوة إلى الخلف و التوتر فى كتفيها أنبأه بذلك . لكنه لم يستطيع السيطرة على لسانه , أو التصرف بشكل مهذب ليرضيها . فقد أمضى يوماً شاقاً و لم يكن فى مزاج يسمح له بالتصرف بشكل لائق مع امرأة أوضحت إنها لا تريد أن تراه مرة أخرى أبداً .
ــ قلت لتوك انك كنت عائداً إلىّ
ــ قلت هذا قبل أن أعلم أن الزائر هو أنت , ظننتك شخص آخر كنت أتوقع سكرتيرتى .
ــ فهمت , إذا ما حضرت فى وقت غير مناسب فيمكننى الذهاب ...
ــ لا
كيف حدث هذا بحق الجحيم ؟ لقد فتح فمه ليقول : نعم . نعم .... نعم , إنه أرادها أن تذهب . نعم , كان يعنى ما يقول حين قال إنه لم يعد يريد التعامل معها .
لكن , و بشكل ما هزم عقله الباطن وعيه و نطق بعكس ما أراد بالضبط.
ــ لا ..... أدخلى .
أدرك أن صوته كشف الكثير ....كشف الشعور غير المستقر الذى تملكه فى اللحظات الأولى التى رأى فيها هذه المرأة مرة أخرى . مجرد رؤيتها أعاد إليه كل ما أحتمله من أرق منذ غادر قصر مدرانو دون أن ينظر خلفه. لقد سار مبتعداً لكنه لم يستطيع أن يتركها خلفه خصوصاً فى أفكاره . لقد لازمت تفكير نهاراً و أزعجت نومه ليلاً . صورة وجهها الرائع الجمال و قوامها الرشيق و شعرها الطويل الأسود شغلت أحلامه.
قال مرة أخرى مدركاً أنه لم يكن يحدثها بل يحدث نفسه :"لا , هذا ليس وقتاً غير مناسب على الإطلاق"
كان شذا عطرها الممتزج برائحة جسدها الخفيفة يدمره و يجعله يغص بريقه و يشتت عقله . و تمنى لو تفصح عن سبب حضورها ثم تخرج بسرعة .
و أدرك أن تلك الليالى القلقة التى كان يبتل فيها بالعرق ستعود .
سألها متذكراً فجأة حسن سلوكه :"أتريدين شراباً ؟"
ــ نعم ,شكراً.
بدت شاكرة للغاية و كأنه ألقى إليها بحبل نجاة , ما جعله يتساءل عن سبب وجودها هنا , و عن الأمر الهام الذى جعلها تتغلب على كراهيتها له و تأتى إليه ؟ و كم من الأحاديث المهذبة عليهما أن يتبادلاها قبل أن تفصح عما تريد؟
ــ هل تحبين عصير البرتقال ؟
ــ تماماً
ــ سأحضر لك كأساً
تملكه الذعر عندما لحقت به إلى المطبخ بينما هو بحاجة ماسة إلى لحظات يتمالك فيها نفسه .
كان يشعر بما يشبه و خز الإبر ووجدوها عنده سبب له ما يشبه الحريق فى أعصابه قميصها القطنى الضيق المقفل أبرز خصرها النحيف . وإذا بدت مغرية فى التنورة السوداء الضيقة فهى تسبب له الآن العذاب فى بنطلون الجينز . كان شعرها الأسود مرفوعاً ما أبرز ملامحها بوضوح .
كلما ازدادت ملابسها بساطة و عفوية كلما زاد عذابه لارتباط البساطة بابتعادهما جسدياً عن بعضهما البعض .
و عندما بدا واضحاً أنها لم تبدأ بالكلام , سألها :"و الآن , ما هو سبب هذه الزيارة ؟ لابد أن هناك دافعاً لذلك , فأنت لست هنا لمجرد التعرف على طراز حياة العامة من الناس"
ــ آهـ , لا. هذا ليس السبب.
ــ هل لديك مانع من أن تخبرينى إذن؟
تساءلت إستريللا كيف تجيبه عن ذلك ؟فالفكرة كلها حيرتها , لأنها مستحيلة. لكنها عندما فكرت فيها رأتها صواباً. و مع ذلك حالما انفتح الباب و واجهت رامون مرة أخرى تبدد كل أثر لثقتها بنفسها و كأن زلزالاً حدث و فتح هوة تحت قدميها.
كانت قد نسيت كم هو طويل و مهيب كما أن تأثير و سامته السمراء المدمرة كان قوياً ما جعل حواسها تدور. قميصه الرمادى مع بنطلون بذلته السوداء زادا روعة قامته الصلبة القوية العضلات.
كانت رابطة عنقه منحلة و الزر الوحيد فى ياقة القميص مفتوح يكشف عن عنق طويل صبغته الشمس بلون ذهبى .
مجرد رؤيتها له جعل فمها يجف . و رغم أنها كانت تعلم أن السبب يعود لأعصابها جزئياً إلا أنها أدركت أن ثمة أسباب أخرى .
تسارع النبض فى صدغيها و أدركت أن هذا غير ناشئ عن التوجس فقط.
عاد رامون يسألها ساخراً :"حسناً, لماذا جئت إلى هنا؟"
ــ أنا .... أنا بحاجة للتحدث إليك.
ــ عن ماذا؟ عرض آخر للزواج؟
خنقتها غصة حادة و حاولت أن تتكلم لكن صوتها اختنق.
ــ ما هذا يا (دونا) مدرانو؟هل أرسلك أبوك لكى تجعلينى أغير رأيى؟ أم أنك خجلت من أن تخبريه أن رجلاً آخر رفضك فأرسلك لكى يعرف جوابى؟
أجفلت لجوابه الساخر و حاولت أن تنتصب فى جلستها مرغمة نفسها على مواجهة نظراته الجارحة.
ــ أبى لا يعلم أننى هنا.
أدهشه هذا و بدا ذلك على وجهه إذ اتسعت عيناه و ارتد رأسه قليلاً إلى الخلف لكنه سرعان ما استعاد سيطرته على نفسه و بدت فى عينيه نظرة تقيم هادئة حذرة :"لا يعلم ؟ أين يظنك إذن؟"
ــ مع أصدقاء . أخبرته أننى ذاهبة إلى المدينة لزيارة صديقة قديمة من أيام الدراسة .
ــ و لم تخبريه أن صديقة الدراسة القديمة هى أنا فى الحقيقة ؟
ــ نعم.....
هذا كل ما استطاعت قوله , فقد خانها صوتها مرة أخرى . و رأت من نظراته أنه كان متشككاً و فضولياً معاً فحدثت نفسها أن بإمكانها أن تركز على الفضول . إذا أثارت فضوله فلن يطردها قبل أن يشبعه .
عندما قررت أن تأتى إلى هنا لم تكن واثقة حتى من أنه سيسمح لها بالدخول.... تصورت أنه سيطردها من دون كلمة....و سيصفق الباب فى وجهها حتى قبل أن تشرح له الأمر .
تمتم رامون بنعومة زائفة :"هذا مثير لا يكفى أنك هبطت علىّ فجأة من السماء بعد أن أقسمت على ألا ترينى مرة أخرى , بل كذبت على (بابا) لتفعلى . وهذا يجعلنى أتساءل عن أهمية هذه الزيارة بالنسبة إليك"
إذا لم تتكلم الآن فلن تتكلم أبداً وابتلعت مزيداً من العصير آملة أن يشجعها هذا. لم تكن قد قررت بعد أن تمضى قداً فى هذا الأمر. الفكرة التى توصلت إليها فى منتصف الليل فى ظلمة غرفتها فى القصر بدت لها الحل الوحيد . لكن هنا فى ضوء النهار و فى شقة رامون الأنيقة و مع هذا الرجل الذى يشرف عليها و هو يقف بجانب المدفأة الكبيرة , هجرتها قناعتها كلها.... الجرأة و الوقاحة اللتان أحضرتاها إلى هنا تخلتا عنها بسرعة , وكأن هناك ثقوباً فى أصابع قدميها تتسرب منها قوتها .
لكنها تذكرت كيف خططت لعرض الأمر. إذا لم تنجح الخطة أو إذا تغير مزاجه فبإمكانها أن تغادر قبل أن تفصح عن معظم فكرتها . إذا تقدمت تدريجياً فيمكنها أن تختبر الوضع.
رأيها هذا أعاد إليها شيئاً من شجاعتها و أصبح صوتها قوياً بشكل مذهل عندما أجابته :"جئت لأقدم لك.....اعتذارا"
أدهشه هذا , لأنه آخر ما توقعه و جمدت يده بالكأس فى منتصف الطريق إلى فمه و أخذ يحدق إليها بإمعان و قد اشتبكت عيناه الباردتان الرماديتان بعينيها البنيتين العميقتين غير الواثقين.... ثم هز رأسه فجأة و قال بصوت خشن :"لا أظننى سمعت جيداً . أظنك قلت....."
ــ قلت إننى جئت لاعتذر.
* * *
بدا واضحاً أنه لم يصدقها و نظر إليها متشككاً و سألها :"الاعتذار عن ماذا؟"
فارقها بعض تحكمها بنفسها مرة أخرى و فكرت فى أخذ جرعة أخرى من العصير لكن خوفها من أن تختنق بها جعلها تعيد الكأس إلى مكانها:"عن.... عن سلوك أبى و سلوكى ذلك اليوم عندما جئت إلى القصر. ما كان لنا أبداً أن....أنا أشعر بضيق حقيقى لذلك"
نظرت إليه بعينيها الواسعتين الداكنتين تتأمل ملامحه الخشنة آملة أن ترى التفهم على وجهه , لكن الوجه القوى لم يلن و بقى صلباً كالصخر , فلم تستطيع أن ترى حتى ومضة من التجاوب فى عينيه الفضيتين.
ــ أنا.....أنا آسفة .
تمنت لو يتكلم....لو يقول شيئاً....أى شئ .لكنه بدلاً من ذلك أنهى بقيت كأسه و أنتقل إلى أريكة ضخمة تتشبه الكرسى حيث جلست هى بعدم ارتياح
بقيت عيناه تنظران إليها بحدة و تقييم, ولم تستطيع احتمال هذا الصمت أكثر فأردفت :"رامون....."
لكنه قاطعها دون اعتذار آمراً بصوت خشن :"قولى هذا مرة أخرى... ما قلته لتوك قوليه مرة أخرى"
ماذا يريد؟ برهاناً على صدقها ؟ أم أنه يريد إذلالها عبر جعلها تكرر مرة بعد مرة السبب المربك الذى جعلها تحضر؟ و قالت :"أننى أريد أن أعتذر. أنا أعتذر حقاً . كان أبى مخطئاً فى طلبه منك...."
ــ فعل أكثر من مجرد الطلب.
ــ أعلم أنه جعل من زواجك بى شرطاً ليبعك شركته . ما كان له أن يفعل هذا قط . وأنا....
كادت أعصابها تخونها و كان عليها أن تتوقف ثم أخذت نفساً عميقاً مهدئاً قبل أن تجد القوة لتتابع :"ما كان لى أن أتصرف بذلك الشكل"
بقيت عيناه الباردتان تراقبانها و قد ضاقتا قليلاً و تسمرتا على وجهها تلاحظان كل تغير فى التعبير و كل شعور يرتسم على ملامحها . وأخيراً قال :"يمكننى أن أصدق تقريباً أنك تعنين ما تقولينه"
ــ و أنا أعنيه فعلاً.
أرادته أن يصدقها . كانت بحاجة إلى أن يصدق ذلك , فإذا لم يفعل لانهارت فكرتها منذ البداية .
مالت إلى الأمام فى كرسيها و عيناها مسمرتان على عينيه :"أنا أعنيه, و آمل أن تصدقنى"
سكتت راجية أن يقول شيئاً لكنه لم يفعل , بل وقف و عيناه تشتبكان بعينيها و راقبها منتظراً . وعندما أخذ صمته يضغط على أعصابها راحت تتململ فى مقعدها بضيق.
ــ ما كان يجدر بأبى أن يفرض عليك تلك الشروط مهما كانت دوافعه. و كان علىّ أن أتى إليك و أبلغك بأننى أعرف ..... حسناً , بأننى تكهنت بأنه سيسعى إلى أستخدام هذه الحيلة مرة أخرى . كان على أن أبلغك....
كانت تثرثر. أدركت ذلك لكنها لم تستطيع أن تمنع نفسها فقد أثر عليها صمت رامون و شعرت أن عليها أن تفعل شيئاً.... أى شئ لتملأه.
ــ كان علىّ أن أفعل شيئاً منذ البداية
ــ لكنك لم تفعلى .
ــ لا , لم أفعل .
ــ هل لكِ أن تخبرينى لماذا ؟
هل تريد أن تخبره ؟ هل هى مستعدة لأن تخبره ؟ و الأهم من ذلك ما مقدار ما تريد أن تخبره به؟
لم تستطيع إستريللا أن تجيب على هذه الأسئلة و لهذا لم يكن لديها فكرة كيف ستجيبه.
ــ أنا.....
حاولت و لكن تفكيرها تعطل و أصبح عقلها صفحة بيضاء و شعرت بالاحمرار يصعد إلى وجنتيها حين قال :"أخبرينى , هل ما ستحدثينى به فظيع إلى حد أنك تجدين صعوبة فى أن تعترفى به؟"
اعترفت إستريللا فى سرها بأن ذلك لن يكون ذلك سهلاً فعلاً. فمن الصعب الاعتراف لهذا الرجل بأنها لم تستطيع طرده من ذهنها منذ عرفته , وأنه يراود أحلامها كل ليلة , وصورته لا تبارح خيالها كل يوم , رغم محاولتها للتخلص منها و للتفكير فى أى شئ ما عداه .
لكن هذا أكثر مما تجرؤ على الاعتراف به خصوصاً أن العينين الباردتين تقيمان كل ما تنطق به و كل ما تفعله.
بارتباك ميئوس منه وضعت كأسها على المنضدة و ركزت نظراتها عليها غير قادرة على مواجهة نظراته.
ــ حسناً (دونا) مدرانو؟
سألها و قد تعمد استفزازها حين ناداها بلقب (دونا) و معناه "الأميرة" بالإسبانية ما أثار طبعها و جعلها تشعر بالتمرد و دفعها إلى عدم الحذر فى الكلام :"أنت تعلم جيداً سبب كل هذا ! كل شخص يعرفه! و هذا ما جعل أبى يمارس هذه الألاعيب.... و يحاول أن يرشو الرجال , أو يرغمهم على الزواج بى . كنت تعلم ذلك طوال الوقت و أنت الشخص الذى أتى على ذكر كارلوس حينذاك"
(أنا ليست من اللهفة بحيث أرغب فى ما نبذه كارلوس بيريا)
هذا ما قاله حينذاك فجرحتها كلماته كثيراً . والآن و هى تنظر إلى ملامحه الباردة رأت الازدراء و الاشمئزاز القاسى نفسيهما.
ــ نحن نتحدث عن كارلوس بيريا ؟ عجباً و لِمَ كل هذا ؟ هل تريدين ان تدعى بأن كارلوس بيريا لا وجود له ؟ وأن قصة علاقتكما مجرد شائعة ؟
كم تتمنى لو تستطيع ذلك! و تمتمت بتعاسة :"لا. لن أدعى ذلك لا أستطيع....فهذا لن يكون صحيحاً. كارلوس ....كان لـ كارلوس وجود"
ــ و الآن , هل لك أن تفسرى لىّ لماذا اخترت رجلاً متزوجاً؟ و كيف أغريته حتى يترك زوجته و ....هل كانوا ثلاثة أولاد ؟ تركهم من أجلك؟
فتمتمت بلهجة دفاعية :"بل كانا ولدين.....ولدين فقط"
ــ أتظنين أن ذلك يشكل فرقاً ؟
ــ لا أظن أن هناك ما يشكل فرقاً
ومن المؤكد أن ما من شئ أراح ضميرها كما يبدو أن ما من شئ يمكن أن يحسن سمعتها بعد الآن.
ــ لا.
وافقها رامون الرأى ساخراً و هو يقف فجأة و يبتعد عن مقعده و كأنه لم يعد يطيق الجلوس بقربها ثم أضاف :"لا أظن أن أياً من ذلك يهمك...حقيقة أن لديه زوجة و طفلين فى البيت و أنه حطم قلوبهم جميعاً بالركض خلفك.... هذا لم يكن مهماً بالنسبة إليك , أليس كذلك؟ لقد حصلت على ما تريدين من دون أن يهمك كم كلف هذا كل واحد منهم"
فى الماضى ظنت أن من المستحيل أن يتمزق قلبها أكثر مما تمزق و أن تعذبها ذكرى غلطتها المرة بطريقة أكثر إيلاماً . لكنها لم تشعر قط بأنها بهذه الضعة و التفاهة و إنها رخيصة للغاية كما شعرت الآن .
حتى عندما اكتشفت الحقيقة عن كارلوس لم تشعر بهذا القدر من الحقارة كما تفعل الآن مع سماع الاحتقار العميق فى صوت رامون .
لم تستطيع التحمل أكثر, فاندفعت واقفة بصعوبة و أرغمت نفسها على رفع رأسها عالياً بينما عيناها تلمعان تمرداً :"لم أكن بهذا الشكل يا سنيور داريو"
سرها أن تستطيع السيطرة على صوتها و أن تمنعه من الارتجاف , رغم أن الجهد جعله يبدو حاداً و بارداً إلى حد مؤلم . لكن , هذا أهون الشرين , كما رأت و الحزن يتملكها :"لم يكن الأمر بهذا الشكل على الإطلاق لكننى لا أتوقع منك أن تصدقينى . لقد تساءلت عما إذا كنت مختلفاً و لكن يبدو أننى أنا مخطئة . طبعاً مخطئة ! أنت لست مختلفاً....أنت كالآخرين.....كأبى....!"
ــ يا لجهنم, كلا !
لقد أصابت منه وتراً حساساً فبدا غاضباً للغاية و التهبت عيناه و توترت شفتاه . لكنها انفجرت تقول :"يا لجهنم ! نعم فأنت مثله , ترى ما تريد أن تراه و تصدق ما تريد أن تصدقه . أنت لا تريد أن تنظر أبعد من الأشياء لترى ما يمكن أن تكون الحقيقة"
ــ أتريدين أن تقولى .....؟
ــ لا أريد أن أقول شيئاً ما عدا تصبح على خير.
و استدارت بسرعة و اختطفت حقيبة يدها و تشبثت بها بشدة حتى ابيضت سلاميات أصابعها . بشئ من السرعة ستصل إلى الباب و عادت تقول و هى تصر بأسنانها :"تصبح على خير يا (سنيور) داريو . شكراً على الاستقبال , أتمنى لو أستطيع القول إنه كان جيداً لكننى لا أريد أن أكذب "
ظننت أنه سيدعها تذهب . وحين رأته ينظر إليها يصمت و هى تعبر الغرفة اقتنعت بذلك و بأنها نسفت حظها و أحرقت خلفها الجسور و أن أى أمل لها فى أن تتحقق خطتها تلاشى إلى الأبد . لم يعد لديها أمل على الإطلاق فى أن يساعدها .
لم تكن هذه الفكرة هى التى جعلت عينيها تغرورقان بالدموع بل عملها بأنها أخفقت مرة أخرى فى أن تقنع شخصاً بأنها ليست كما يظنها . و رغم انه غريب تماماً إلا أنها كرهت ان ترى رامون يدينها كالآخرين من دون أن يسمع قصتها. عندما وصلت إلى شقته فى هذا المساء لم يكن أملها كبيراً فى أن يقتنع لكنها بقيت على تفاؤلها و أملت فى أن يُصغى إليها.
بدا و كأن المسافة بين الباب لن تنتهى . شعرت و كأنها تغوص فى الوحل فساقاها كانتا من الوهن بحيث لم تحملاها و الدموع المنهمرة من عينها جعلتها تكاد لا ترى أمامها . لكنها لن تنظر خلفها . و لن تتردد و لن تظهر أى علامة ضعف .
ــ إستريللا جاء صوته عندما لم تتوقعه . كان فى البداية رقيقاً ناعماً لكن تركيزها على الخروج من البيت و من تعاستها هذه جعلها غير واثقة من أنها سمعت شيئاً , ثم تكلم مجدداً فتأكدت من ذلك
ــ لا تذهبى يا إستريللا
إنها المرة الأولى التى يناديها فيها باسمها ما جعلها تبطئ فى سيرها ثم تجمدت مكانها . إنها المرة الأولى على الإطلاق ....فكان ذلك أشبه بطعنة خنجر إذ أدركت فجأة أنها لم تسمع اسمها بهذه الرقة و الجمال من قبل. و انقبض قلبها و هى تفكر فى أنها المرة الوحيدة التى قد تسمعه فيها ينطق به.
لكنها مازالت عاجزة على أن تحمل نفسها على الاستدارة و مواجهته . كانت خائفة للغاية مما قد تراه فى عينيه و ما قد يقرأه فى عينيها . إذا كان عليها أن تذهب فلتذهب الآن.
و إذا ما ترددت أو ألتفتت إلى الخلف فقد لا تستطيع أبداً أن تجبر نفسها على أن تسير قدماً مرة أخرى


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:02 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 – شرط واحد
أدرك رامون ذاهلاً أنها المرة الأولى التى ينطق فيها باسمها. كما أدرك إنها المرة الأولى التى يعتبرها فيها ذات شخصية مستقلة فيناديها باسمها الخاص بدلاً من أن يفكر فيها بصفتها ابنة ألفريدو مدرانو أو (الأميرة مدرانو) كما يناديها .
أو المرأة التى توقعوا منه أن يخطبها للزواج .
و كانت هذه صدمة حقاً !
أتراه حقاً لم ير فى هذه المرأة إنساناً مستقلاً؟ لقد عانقها و حلم بها و تمناها . لكن هل رآها حقاً, وحقيقة ؟ و ها هى الآن قد جمدت مكانها , لكنها تدير ظهرها له , فلا يرى منها سوى ساقيها الطويلتين و شعرها الحريرى الفاحم المنسدل على كتفيها , لم يستطيع أن يرى وجهها.
لكن هل سبق له أن رأى وجهها؟ هل سبق له قط أن رآها ؟
من هى إستريللا مدرانو؟من هى هذه المرأة التى تلقى الأمر أن يتزوجها... باستبداد و غطرسة جعلاه يقف يعاديها منذ البداية ؟
و كرر بحزم أكبر :"لا تذهبى ! لا تخرجى بهذا الشكل ! أبقى !"
و ببطء , بطء بالغ دارت على عقبيها و وقفت تواجهه و قد لمعت عيناها بشكل مثير للشك, فى أشعة شمس الغروب المتدفقة من النوافذ الكبيرة . بدا وجهها مختلفاً بدا شاحباً و هزيلاً و بالغ الرقة .
أم لعل هذا شئ آخر لم يره من قبل ؟
سألته برقة :"أبقى ؟ و لماذا ؟"
بدت حذرة كحيوان سقط فى فخ و هى تنظر إليه بعينين واسعتين متوجستين و كأنها تخاف أن ينقض عليها فجأة.
ــ هل أكلتِ ؟
هزت رأسها نفياً غير واثقة من صوتها لتجيب
ــ و لا أنا . ونحن بحاجة إلى ما يسد رمقنا.
و جاء جوابها إيماءة من رأسها .
ــ هذا حسن
فى طريقه إلى المطبخ كان عليه أن يمر بقربها فأخذت تنظر إليه بصمت و قد بدا الحذر و الشك على وجهها .
لم يعجبه ما جعلته يشعر به . لم يعرف قط امرأة تصرفت معه بهذه الطريقة. و قد عرف نساء كثيرات مع مرور السنين , نساء كان الحديث معهن سهلاً و جذبهن إليه سهلاً . لكن هذه المرأة حذرة كالقطة الوحشية . منذ لحظة كانت متكورة على الكرسى ناعمة و شبه مرتاحة و فى اللحظة التالية راحت تفح و تخمش كنمر صغير , بعينين بنيتين تنفثان اللهب و رأس مزهو ينتصب عالياً.
ــ لن أؤذيك.
وجد نفسه مرغماً على أن يقول لها هذا عله يريحها . فقالت بصوت خافت :"لا....لا أظنك تنوى هذا"
ــ و ماذا يعنى هذا؟
كان يواجهها مباشرة و تمكن من أن يرى اكفهرار عينيها الجميلتين و توتر عضلات وجهها.
و عندما لم تجب قال :"إستريللا ...."
فقالت بعنف رغم أنه رأى ارتجافاً فى جسدها :"ذلك يعنى....يعنى انك كالآخرين أحياناً لا ترى أبعد من أنفك"
ــ الآخرين؟ أتعنين الرجال الآخرين الذين أراد أبوك أن يتزوجوك؟ الرجال الآخرين الذين أراد أن يشتريهم؟
و شعر بالغثيان و هو يتصورهم جميعاً و يتصور نفسه مجرد رقم فى القائمة .
ــ تباً لك إستريللا , أنا لست كذلك!
ــ لا؟ لا ؟ هل أنت واثق؟
و شبكت ذراعيها على صدرها و هى تخبط الأرض بقدمها .
ــ طبعاً. كلهم طلبوك للزواج لأنهم أرادوا شيئاً م أبيك .
ــ و ما الفرق بينك و بينهم إذن؟ وبماذا تختلف عنهم؟أخبرنى ماذا كنت تفعل فى تلك الغرفة....و لماذا أرسلنى أبى لأتحدث إليك؟ ما الذى كنت تفعله ؟
ــ ما كنت لأفعل أبداً ما طلبه منى أبوك!
ــ أحقاً .....أحقاً ما كنت لتفعل ذلك ؟
ــ ألم تسمعى ما قلته ؟ لا , لم أكن لأفعل ذلك . تريدين أن تعرفى الفرق بيننا...بينى و بين أولئك الرجال الذين اشتراهم أبوك؟ الفرق هو أنه أستطاع أن يشتريهم ! و قد طلبوا يدك للزواج بينما أنا لم أفعل .
ــ السبب......؟
ــ لا .
و رفع يده بحركة خشنة يوقف ذلك الحديث لكنه عاد فتابع :"ليس لأننى لم أجد فرصة لذلك, أو لأنك درت حولى كقطة غاضبة , أو لأننا تشاجرنا فغيرت رأى, بل لم أطلب يدك لأننى لم أشأ ذلك !"
ما كان ليفعل ما يريده ألفريدو مدرانو , بعد تلك الإهانات التى قذفه بها الرجل العجوز و التى مازالت تتردد فى ذهنه.
كان مدرانو قد قال له :"شركتى ليست لأمثالك فالأرض التى بُنيت عليها محطة التلفزيون ملك لـ آل مدرانو منذ سنوات طويلة و لن أبيعها لشخص مجهول برز فجأة . شخص ليس له الحق حتى فى حمل الاسم الذى يحمله , وإن تمكن من كسب مليونه الأول"
فى الواقع كان رامون قد استدار و خرج عندما عاد الثعبان العجوز و قد إليه إقترحاً آخر....وهو أن يتزوج إستريللا فيفوز بالتلفزيون بهذه الطريقة.
و قال لها :"لم أكن لأطلب منك الزواج حتى بعد أن عرض علىّ أبوك الشركة بنصف الثمن الذى طلبه , إذا ما أخذتك معها"
إذا كان الذهول قد بدا عليها من قبل فالدوار حتماً ما يظهر عليها الآن. إذ شحب وجهها كلياً و لم يبق و لم يبق فيه لون باستثناء عينيها و فمها الوردى أثناء كلامه كان قد اقترب منها إلى حد رأى معه الفتحة بين شفتيها و هى تعضهما . وللحظة تملكته رغبة أن يمرر بإصبعه على فمها, لكى يسوى ما ألحقه به العض من ضرر, لكنه يعلم أنها لن تستطيع احتمال ذلك . ربما , إذا فعل هذا , ستستدير و تهرب منه قبل تطرف عينه .
ــ لكننى أعلم مدى رغبتك فى الحصول على محطة تلفزيون .
ــ نعم . نعم. أنا أريدها . حينذاك كنت أفضلها على أى شئ آخر فى العالم.
وسكت لحظة يتذكر فيها كم كانت تلك الصفقة تعنى له .
ــ ما من شئ آخر يبعث فى نفسك الرضا ذاته ؟
ــ ما من شئ آخر يماثلها . إننى أكره فكرة خسارتها ....و مازالت أرغب فيها.
ــ لماذا ؟
فتنهد وهو يدس يديه فى شعره :"حسناً . إنها قصة طويلة"
ــ لدى الليل بطوله .
بدت حريصة على سماع أسبابه . و الغريب أنه شعر بأن بإمكانه أن يخبرها, أن يفسر لها مشاعره و شيئاً من تاريخ أسرته المقعد .
ــ أتريدين حقاً أن تسمعى القصة؟ فى هذه الحالة , فلنعد إلى الجلوس.
تبعته إلى المدفأة و جلسا حيث كانا من قبل , قبل أن يبدأ الكلام :"لكى تفهمى القصة , عليك أن تعلمى شيئاً عن أسرتى"
ــ أعلم أن أمك انكليزية و أباك .....
ــ إذا كنت تعنين روبين داريو فهو ليس أبى . ليس أبى الطبيعى .
بدت عليها الدهشة :"إذن من....؟"
ــ جوان ألكولار .
ــ من شركة (ألكولار كوربوريشن)؟
ــ نعم .
و أخذ يحدق إلى الأرض :"قامت بينه و بين أمى علاقة و كنت أنا النتيجة . لكن أمى كانت متزوجة حينذاك من....من روبين فجعلها تعده بألا تخبر أحد"
ــ و هكذا نشأت و انت تعتقد أن روبين داريو أبوك.
فأومأ ببطء:"و قد سجلنى ابناً له , لكن هذا لم يكن ممكناً لأن روبن لا ينجب"
ــ ألم تخبرك أمك قط؟
ــ لم يكن لديها فرصة فقد ماتت و أنا صغير لكنها تركت لى رسالة لأقرأها عندما أبلغ الخامسة و العشرين فعرفت الأمر بهذه الطريقة .
ــ بما شعرت حينذاك؟
ــ بما تظنين أنى شعرت ؟ بما كنت لتشعرى لو علمت فجأة بأن أباك لست فى الحقيقة أباك؟
أخذت إستريللا تفكر فى ذلك ثم هزت رأسها . بدت ذاهلة تماماً لكن شعورها لا يمكن أن يماثل شعوره عندما عرف الحقيقة .
قالت:"كنت لأشعر بالضياع"
ــ هذا بالضبط ما شعرت أنا به . لم أعرف إلى أين أنتمى و من أكون و من هى أسرتى. أنا و روبين لم ننسجم قط . لم نكن متشابهين أبداً بل كنا مختلفين تماماً أردت أن أعمل فى الصحافة بينما أرادنى هو أن أتخذ عملاً معقولاً كأن أصبح محاسباً مثله . تشاجرنا لهذا السبب إلى مالا نهاية . وقد فهمت ميولى بشكل أفضل عندما عرفت أصولى. عندما أدركت أن أبى فى الحقيقة هو الدون جوان ألكولار. ولعل أباك كان ليسلمنى شركته الغالية لو علم أنى أبن أسرة كبيرة من أسر (كاتالان) و أن أبى ذو اسم ولقب ربما أعرق من اسمه و لقبه هو , مدرانو و أنه شخص كون ثروة من الصحافة.
ــ هل هذا هو سبب رغبتك فى الحصول على الشركة ؟ لكى تكون جزءاً من إمبراطورية ألكولار؟
هز رامون رأسه رافضاً بشدة :"لا , أبداً . أردتها لأحظى بشئ خاص بى لا يكون جزءاً من ثروة ألكولار بل من عرق جبينى . عندما عثرت على أبى الحقيقى رحب بى فى أسرته و أظنه أبتهج عندما علم أن لديه ابناً يعمل فى المجال الذى اختاره هو.لم يكن ابنه خواكين يهتم بالصحافة فذهب للإقامة فى الريف حيث يمتلك كروم عنب يعتنى بها و يصدر إنتاجها . أما أليكس فكان له دور آخر فى الشركة"
سألته إستريللا بفضول:"أليكس؟"
فأجاب :"أليكس هو أخ آخر لى من أم أخرى. سبق و أنذرتك بأن هناك تعقيدات "
هزت رأسها و هى تتناول كأسها . كان الأمر معقداً حقاً و هذا ما أذهلها . لم يكن و الد رامون مخلصاً لزوجته فخانها مع امرأتين أخريين و أنجب منهما و مع ذلك لا تزال سمعته جيدة. أما هى فتورطت ببراءة و غباء و بصيرة عمياء مع رجل متزوج و كانت النتيجة أنها دمغت بصفة (الفاسقة) منذ ذلك الحين.
كانت هذه إسبانيا....ولكن إسبانيا هى بلد الرجال . هذا كارلوس مثلاً لقد تفهم الناس هنا سلوكه....إنه رجل سلبت عقله فتاة صغيرة غير مسئولة و قد عفا الكل عنه قبل أن تعود من المدرسة الداخلية , المدرسة الخاصة التى اعتقد أبوها أنها ستجعل من ابنته سيدة محترمة . ثم إذا بـ كارلوس يموت بشكل مأساوى.
ــ إذن أردت شركة التلفزيون لنفسك و ليس لتصبح جزءاً من شركة (ألكولار كوربوريشن)
ـ بالضبط . كانت لتصبح الشئ الوحيد الذى أعرف أنه ملكى حقاً و ليس ملك ألكولار أو درايو . أبى كان سيعطينى جزء من (شركة الكولار) و لكن ليس هذا ليس ما أريده . ما أريده هو أن أصبح نظيره فى العمل , مثيل أبى الحقيقى فى عالم أعماله . وإذا ما حصلت على شركة مدرانو حصلت على شيئاً من إسبانيا القديمة تراث (كاتالان) الذى يهتم به جوان الكولار أكثر مما يهتم به أبوك . وهكذا لعل هذا سبب رغبتى فى الحصول على الشركة
حدثت نفسها بأنه إذا لم تجعلها هذه المكاشفة تخبره بسبب قدومها إلى هنا فلن يستطيع أى شئ آخر ذلك . أخذت نفساً و انتصبت فى جلستها و كأنها تواجه فجأة أمراً عليها أن تقوم به . إذا أردت أن تفعل ذلك. فهذا هو الوقت المناسب:"ماذا لو أخبرتك أنك لن تخسر الشركة؟"
ها قد قالتها , وشعرت بالخوف يتملكها فارتعشت رغم أشعة الشمس الغاربة . حالما رأت رد فعله و هو يعترف بمدى رغبته فى الاتفاق مع أبيها , أدركت أنها لن تحصل على فرصة أخرى أبداً. لن تجد مقدمة أخرى أفضل للكشف عن سبب قدومها إلى هنا.
لكنها لم تصدق أنه كان لديها الجرأة على النطق بتلك الكلمات بعد أن رأت حاجبى رامون ينعقدان قبل أن يقول ذاهلاً :"ماذا؟ ماذا تقولين؟"
ــ قلت ماذا ستفعل لو أخبرتك أن ثمة طريقة تجعلك لا تخسر ما تسعى إليه و بذلك تصبح شركة التلفزيون لك؟
ــ و ماذا علىّ أن أفعل بالضبط؟
ــ ماذا.....تفعل ؟
و تملكها الارتباك وجف فمها و غصت بريقها و لم تجد القوة لتجيبه
ــ إستريللا ؟ ماذا تقولين ؟ هذا غير ممكن . أنت تعلمين ماذا حدث . فقد رمى أبوك الاتفاقية كلها فى وجهى.
ــ أظن أن بإمكانك أن تقنعه بأن يغير رأيه.
ــ لابد انك مجنونة فقد قال إنه لن يبيع
ــ إلا بشرط واحد.
من المدهش أن صوتها عاد إليها و بشكل قوى و أوضح مما كان عليه. فبعد أن تجاوزت الصدمة لسماعها نفسها تقول هذه الكلمات بدا لها فجأة أن الأفكار التى راودتها و الخطط التى وضعتها و المناقشات التى دارت بينها و بين نفسها , قد انتعشت و منحتها القوة التى تحتاجها , فبدت هادئة واثقة من نفسها . لكن ما لم تستطع التنبؤ به هو ردة فعل رامون . الذى قال :"إلا بشرط واحد . ولكن يا إستريللا , أنت تعلمين ما هو ذلك الشرط , أنه يريدنى أن ......"
قال هذا بغضب مكبوت و سكت.....فأكملت عنه :"أن تتزوجنى . قال أبى إنه سيبيعك الشركة إذا ما وفقت على أن تتزوجنى "
ــ أتريدين أن تقولى إنك موافقة على ذلك و إنك تشاركينه طلبه؟
أتراها قالت ذلك؟ هل هى حقاً مستعدة لذلك ؟ ظنت ذلك حين جاءت إلى هنا, وهذا كل ما كان فى ذهنها.
استجمعت قوتها كلها :"هذا ما أقوله بالضبط"
ــ أتريديننى أن أتزوجك؟
ــ نعم , نعم , هذا ما أريده



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:02 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 – أريد حريتى
ــ رامون ..... أرجوك !
هذا كل ما استطاعت أن تقوله. فقد قرأت الرفض فى عينيه , وفى توتر ملامحه. ولو قذف برفضه فى وجهها لما كان أكثر وضوحاً.
ــ أنت تمزحين , أليس كذلك؟
ــ لا.
تبددت الثقة التى أنعشتها , وتركته تشعر بالضياع و اليأس . لقد ركزت آمالها كلها على أمر واحد و راهنت عليه فلعبت الورقة الوحيدة التى كانت فى يدها , فإذ بها تخسر كل شئ.
ــ أنا لا أمزح
ــ أتعنين ذلك ؟
وهب واقفاً. و كما فعل ذلك اليوم فى القصر , استدار مبتعداً عنها و اتجه نحو النافذة ينظر منها إلى الخارج حيث أضواء المدينة. لكنه و بنفس السرعة عاد إليها :"أى شيطان جعلك تقترحين ذلك؟ أى نوع من الجنون.....؟"
ــ هذا ليس جنوناً.
دفعها اليأس إلى أن تقاطعه بهذه الكلمات ما جعله يسكت و يحدق إليها بعدم تصديق و استغراب تام .
حاجتها إلى أن تواجهه مواجهة الند للند بدلاً من أن تشعر بالهزيمة و هى تراه واقفاً مشرفاً عليها, جعلتها ترغم نفسها على الوقوف و التقدم خطوتين نحوه:"هذا ليس جنوناً يا رامون, يمكن لهذا أن ينجح فتفوز أنت بما تريد و أنا......"
ــ هذا هو الجزء الذى لا أفهمه, وهو ماذا ستستفيدين أنت من هذا كله؟
ــ حــــريــــتــــى
كلمة واحدة فقط لكنها تعنى الكثير
ــ حرية ؟؟
ــ نعم . لقد رأيت كيف هو الحال و رأيت حال أبى . ومدى تلهفه إلى أن أتزوج ليصلح سمعة الأسرة التى يظن أنها أصبحت سيئة بسببى.
ــ أرى انك تواجهين الأمر جيداً لأنك ترفضين كل خاطب.
و شعرت فجأة بضعف فى ساقيها فتراجعت إلى الكرسى القريب من المدفأة بينما أخذ يراقبها مستند إلى الباب و قد شبك ذراعيه على صدره
ــ عندما أكون وحدى معه أضطر إلى الإصغاء إلى محاضراته, والصبر على ثوراته و هو يخبرنى بمدى خيبة أمله بى و كيف جلبت له العار...و للأسرة كلها.... ثم لا يذعن و لا ينفك عن محاولات دفعى إلى الزواج و دفع أولئك الرجال إلى طلب يدى..... برشوة منه . أنت لا تكون موجوداً عندما يأتون لطلب يدى ..... برشوة منه . أنت لا تكون موجوداً عندما يأتون لطلب يدى , عندما يتفحصوننى كحصان فى المزاد العلنى و يتساءلون عما إذا كان ما سأحمله معى يستحق احتمالهم لسمعتى المفزعة. كم أنهكنى ذلك يا رامون , وما أشد إذلاله لى و كرهى له!
ــ أفعلى شيئاً للخلاص منه إذن.
ــ و هذا ما أريد أن أفعله
و حاولت أن تبتسم لكن ملامحه لم تلن :"أريد أن أتخلص من كل ذلك, لكننى لم أجد طريقة للخلاص إلا بالإذعان لما يطلبه أبى . وما يطلبه هو أن أتزوج . إذا كان فى إصبعى خاتم زواج و اسم محترم يتلاءم معه, فسينسى الناس الماضى و أبى سينسى الماضى"
ــ لكن عليكِ أن تعيشى مع الحاضر
ــ أعلم هذا . أتظننى لم أفكر فى ذلك ؟ و أننى لم أفكر و أفكر و أفكر فى الأمر حتى ظننت أننى سأجن؟ أظننتنى لم أبحث عن حل آخر؟
ــ و لكن لماذا أنا بالذات ؟
ــ لقد أخبرتك بالسبب .....
لكنه يريد أكثر من ذلك , رأت ذلك فى عينيه . وكان لديها المزيد لكنها ليست واثقة مما إذا كان بإمكانها أن تخبره بذلك الآن. ليس الآن و مساحة الغرفة تفصل بينهما أشبهة بهوة عميقة و يقف كل منهما على جانبيها المتقابلين .
لا يمكنها أن تخبره الآن ! و عادت تكرر :"لقد أخبرتك السبب..."
ــ أخبرينى مرة أخرى
وتقدم نحوها و أنحنى فوقها واضعاً يداً على ذراع الكرسى الذى تجلس عليه و الأخرى على ظهره . هذا الوضع طوقها تماماً حتى لم تعد تستطيع أن تتحرك .
غامرت بإلقاء نظرة على وجهه الأسمر و عينيه الباردتين كالثلج و لم تستطيع الكلام . خفضت بصرها إلى الأرض و حاولت أن تحدق إلى ركبتيها لكنها لم ترى سوى جسده الذى يحيط بجسدها مشكلاً قفصاً حولها.كان جسده قريباً من وجهها و غمرتها حرارة جسده ورائحة عطر ما بعد الحلاقة .
مد رامون يده ليرفع ذقنها بخشونة و يرغمها على رفع وجهها إليه.
كان هذا أسوا بكثير . إذا رفعت بصرها فسيغرق فى بحيرتى عينيه الفضيتين .
أمرها بخشونة اخترقت الضباب الذى غشى ذهنها :"اخبرينى عن مصلحتك أنت فى ذلك"
ــ سبق و أخبرتك . إنها حريتى , سأحصل على حريتى
ــ و هل هذا يكفى ؟ يكفى لكى يجعلك ترتبطين برجل غريب ؟
ــ ليس مجرد رجل غريب....إنه أنت
و شعرت من أنفاسه أنه يكافح للسيطرة على نفسه .
ــ و لماذا أنا بالذات ؟ لقد سبق و سألتك هذا من قبل إستريللا و سأكرر السؤال حتى تعطينى الجواب. لماذا أنا ؟
لماذا أنا ؟ كيف لها أن تجيب ؟ الحقيقة .... إنها الطريقة الوحيدة...و رغم الخوف فى أعماقها و توتر أعصابها ازدردت ريقها بصعوبة و نظرت فى عينيه قائلة :"بسبب ما قلته لى عن انك لم تشأ أن تطلب يدى لأن أبى طلب منك ذلك , فتخليت عن الاتفاقية . هذا هو السبب . ثم.....ثم....."
و عندما سكتت قال يحثها :"ثم ؟ ثم ماذا؟"
فتنهدت :"ثم هذا.....ثم هذا......"
و رفعت رأسها تلامس خده بنعومة فشعرت بصدمته و بجسده يتصلب مقاوماً . تملكها خوف هائل من أن تكون قد أساءت الفهم..
لعل ذكرى عناقهما الأول يوم تعارفهما مجرد خطأ ....غلطة....وهم أو حلم راودها أو تصورات من مخيلتها . لكنها و بعد لحظة سمعته يتنهد ثم يعانقها بعدئذٍ بسهولة
لم يكن عناقهما يشبه ذاك العناق الأول , بل جاء نقيضاً لتلك البداية الخشنة القاسية تقريباً , إلا أن رقته ما لبثت أن أيقظت المشاعر نفسها.....الجوع المحرق نفسه . وإذا بتلك المشاعر الخامدة تشتعل لهباً اكتسحها كلياً لتنقلها إلى عالم آخر.
الحمد لله....هذا أول ما فكرت فيه وهى ترى أنها لم تكن مخطئة و لم تكن تتصور أموراً لا وجود لها .
ثم هذا.....
هاتان الكلمتان مازالتا تترددان فى أذنى رامون , لكنهما آخر فكرة مفهومة استطاع أن يشكلها. فما إن شعر بجيم إستريللا حتى بدا و كأن انفجاراً ضخماً حدث فى عقله فأصاب أفكاره و أحالها إلى خليط لم يعد يفهم منه شيء .
كانت الحرارة تكتسح جسده و أفكاره , أمسك بذراعيها و رفعها عن الكرسى و ضمها إليه بشدة بكل المشاعر المحمومة التى تملكته.
ــ رامون.....
صرخت بذلك بشهقة فضمها إليه أكثر. إنه بحاجة إليها ....إلى كل ما بإمكانها أن تعطيه.....
رائحة بشرتها الحارة و شذا عطرها هاجماه بقوة جعلت رأسه يدور .
ــ ما أروعك....
شعر بها ترتجف و سمعها تتأوه باستسلام فلم يستطيع أن يمنع ضحكة النصر التى خرجت من فمه.
لم يعرف امرأة تتجاوب بهذا الشكل معه. و لم يعرف مثل عنف هذه المشاعر الملتهبة التى جعلته يشعر و كأن الذهب الذائب يجرى فى عروقه بدلاً من الدم.
ورغم لهفته تمتم فى أذنها :"إستريللا , يا حبيبتى , يا نجمتى الجميلة.... لا يمكننا أن نستمر فى هذا...."
كانت هذه الكلمات أشبه بدفق من الماء البارد على رأسها الحار.
لا يمكننا أن نفعل هذا؟
ــ لا نستطيع...؟ لا نستطيع...؟
رآها لا تصغى إليه فتأوه محتجاً منهزماً :"أحاول أن أفكر فيك!"
ــ و أنا أقول أن هذا لا يهمنى !
ــ لكن والدك لن يرحمك....
ــ لا. لكنى لا آبه!
لم تشأ أن تفكر , كل ما تريده هو أن تشعر بأنها مع رامون , تعانق رامون.
قال :"أرجوك , أرحلى الآن ... لا أريد أى مشكلة . سنتحدث فى الأمر فى وقت آخر , فى واضح النهار"
فتحت إستريللا عينيها على اتساعهما و لكن من دون أن ترى شيئاً .
كل ما كانت تعيه هو ان هذا الرجل الذى طلبت منه أن يتزوجها تخلى عنها و يحاول أن يطردها
تراكمت مشاعر الإذلال و الغضب و الألم فى داخلها, وتجمعت الدموع فى عينيها .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:03 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 – أملى و خلاصى
أجابته :"قلت لأبى أن يتوقع حضورى عندما يرانى فقط "
قالت هذا و هى تتنبه فجأة و بألم إلى التفسير الذى قد يضعه لجوابها.
سيستنتج أنها خططت للإيقاع به , وأنها جاءت بغرض إغوائه.
و تابعت كلامها :"لكن....من الأفضل أن أذهب إلى البيت قبل أن يتصل بـ كارمن و يسألها عنى"
ــ أشربى قهوتك أولاً.
لم يكن رامون قد أعطاها جواباً على مشروعها الطائش المتهور للزواج , كما لم يكن لديها فكرة عما يحصل لها فى المستقبل .
عليهما الآن أن يتحدثا و يناقشا كل شيء بتعقل . عليها أن تفتح قلبها و تخبره كل شيء . أن تخبره الحقيقة المؤلمة عن كارلوس و عن ماضيها . لكن رامون يبدو مختلفاً تماماً.
بدا و كأنه يحتاج إلى وضع أكبر مسافة ممكنة بينهما . لم يكن مضطراً لقول أى شيء. فمظهره و هو يجلس هناك يوحى بذلك من دون الحاجة إلى أن ينطق بالكلمات.
ــ أمازلت تفكرين فى الفكرة الجنونية عن أننا قد نتزوج ؟ إذا كنت كذلك أنصحك بأن تنسى كل هذا حالاً . لن يكون بيننا أى زواج مصلحة. لقد أخبرت أباك بذلك.
ــ لكن أبى ليس من عرض عليك الزواج , بل أنا....
ــ و أنا أعطيك الجواب نفسه الذى أعطيته لأبيك.
كانت كلماته ممزوجة بالحقد ما جعلها تنكمش إلى الخلف و تتشبث بفنجان القهوة بعنف .
ــ أنا لا أسعى إلى الزواج . أنا لا أريد الزواج و لم أرغب فيه قط . أحب حياتى كما هى الآن , وإذا اتخذت زوجة يوماً ما فستكون امرأة أختارها بنفسى و ليس امرأة تقدم نفسها إلى بثمن , وحتى لو كان الثمن محطة تلفزيونية .
و نظر إليها ساخراً من ذهولها . إنها تبدو مذهولة حقاً , إنها حقاً تظن أنه سيقبل بمشروعها المستحيل . إستريللا تبدو مقتنعة بأنها قادرة على جعله يوافق على مشروعها الجنونى.
لكنه اضطر إلى الاعتراف بأن منظرها الآن بعينيها الذابلتين و شعرها الفاحم المشعث و بشرتها الذهبية يغريه بعنف بأن يقع فى تلك الكارثة . لكنه يدرك أن على هذا أن يتوقف.
فهو من بين كل الناس يدرك الدمار الذى ينتج من الزواج من امرأة لا تحبه . ألم تتزوج أمه من روبين فأمضيا حياتهما فى ندم دائم ؟ يكفى أن يكتشف الرجل فى ما بعد أن الطفل الذى أراده لم يكن طفله ليجن.
لن يُقدم على مثل هذا الأمر مهما فعلت إستريللا .
ــ
عليه أن ينهى الأمر الآن و إلى الأبد . عليه أن يتأكد من أنها ستذهب من دون عودة لأنها إذا عادت فقد لا يجد القوة ليفعل هذا مرة أخرى.
أفرغ بقية قهوته فى جوفه ثم ألقى بالفنجان الخالى فى الحوض و قال: "أنت ألقيت بنفسك علىّ و أنا رجل طبيعى دو دم حار . ماذا ظننتينى سأفعل بحق جهنم؟"
ــ أنا .....ظننت .....
ــ ظننت ماذا , يا حبيبتى؟ لم تكونى من الجنون بحيث تظنين أننى وقعت فى غرامك؟
يبدو أن هذا أفزعها بقدر ما أفزعه :"ماذا؟ لا! لا , أبداً!"
ــ هذا حسن. يسرنى أن فيلم أحلامك لم يصل إلى هذا الحد . إلى أين أنت ذاهبة؟
كيف كان بهذا الغباء؟ يتورط مع إستريللا مدرانو من بين كل الناس؟ إنه يعرف ما هو ماضيها الشخصى , ومع ذلك لم يتوان عن معانقتها , حتى كاد يتورط أكثر . إنها تبحث عن زواج , والزواج ليس له و لن يكون له أبداً .
أغمض عينيه لحظة و أخذ قلبه يخفق و هو يتذكر عناقهما و ما كاد يؤدى إليه.
عليه أن يضع حداً لمخيلته و إلا فلن يتمكن من الامتناع عن إستريللا .
إنها تريد زوجاً و هو غير مستعد لذلك رغم الشركة التى ستقدمها . لن يبيع نفسه لها أو لأبيها.
يُفترض أن يدوم الزواج إلى الأبد , إنه التزام عمر. و إذا كانت أمه نفسها لم تبق مخلصة لعهود زواجها, فكيف يتوقع الإخلاص من أى امرأة أخرى؟ خصوصاً تلك التى تريده لأسبابها الخاصة و ليس بدافع الحب.
نظرة إلى وجهها الجامد المتحجر و النظرة العاصفة فى عينيها. كانت كافية تقريباً لأن تطفئ ناره فى لحظة ..... تقريباً و ليس تماماً .
شئ ما فيها لفته . هل هذا ممكن ؟ هل هى دموع تلك التى جعلت عينيها تلمعان أكثر من العادة ؟ و ابتدأ يقول :"إستريللا ...."
لكنها هزت رأسها بعنف جعل شعرها يطير حول وجهها كهالة وحشية:"لا أريد أن أسمع كلمة أخرى منك! و الآن سأرحل"
ــ هذا حسن
كانت كلماته قاطعة مختصرة و باردة تماماً .
ماذا فعلت؟
أجفلت من ذكرى عناقهما و كيف ألقت بنفسها عليه .......
كيف أمكننى ذلك؟ حدثت نفسها بهذا بصوت مرتفع و هى تهز رأسها بيأس مفكرة فى حماقتها.
كيف أمكننى ذلك؟ بدا طلبها من رامون أن يتزوجها فكرة جيدة كما بدا السبيل الوحيد إلى الخلاص من غضب أبيها المتواصل و استبداده و لومه الذى أفسد حياتها منذ تورطها مع كارلوس.
كـــارلـــــوس !
ها هو ذا الأمر مرة أخرى. أدركت فجأة الفرق بين معاملتها لـ كارلوس و معاملتها لـ رامون
كان كارلوس قد أوضح منذ البداية أنه يريدها فى سريره , لكنها , وهى التى لم تعرف رجلاً فى حياتها و التى تخاف على سمعتها فى مثل هذه الجالية الإسبانية الصغيرة المحافظة , امتنعت عنه بقدر إمكانها من دون أن يخطر فى بالها قط أنه متزوج . ولم تعلم ذلك إلا بعد فوات الأوان.
أما مع رامون فلم تفكر قط....عناق واحد منه و إذا بها تشتعل و هذا ما جعلها ترى كل ما حولها رماداً , الآن .
عندما وصلت إلى العتبة رفع رامون رأسه بحدة و ركز عينيه على وجهها الشاحب :"لا تذهبى الآن , فأنت لم تأكلى شيئاً"
قالت كارهة تمثيله دور المضيف المهذب فى حين لا يتطلب الوضع ذلك :"أظننى سأختنق بالطعام"
ــ أنا لست طاهياً سيئاً
قال هذا باسماً لكنها لم تتجاوب معه و أجابت :"لكننى لا أريد أن آكل شيئاً , أريد أن أذهب إلى البيت"
ــ إستريللا .....
دنا منها فبدا فى عينيها طويلاً عريضاً إلى درجة تشغل البال
ــ الوضع فى بيتك ....هل هو حقاً بهذا السوء؟
نظرت إليه بحذر متسائلة عن هدفه و لكنها اكتفت بالقول :"لقد رأيت أبى"
ــ لماذا لا تتركين البيت إذن....و تبحثين عن وظيفة؟
و سكت فجأة حين لم تستطع أن تمنع ضحكة ساخرة :"لابد أنك تمزح؟ أكرر (لقد رأيت أبى) . إنه أكبر سناً بجيلين من أى والدين معاصرين..... وأراهن على أنه أكبر من والديك . وأنا أبنته الوحيدة و وريثته. تربيتى كانت تربية فتيات القرون الوسطى فأنا لا أحسن عملاً أو أتمتع بمهارة خاصة"
و بعد أن ظهرت حقيقة كارلوس كادت تصاب بانهيار عصبى , فلم تعد تستطع أن تفكر أو تتصرف . وأنتقل أبوها إلى البيت, و استلم زمام الأمور فى حياتها منذ ذلك الحين.
ــ لا أحد سيقدم لىّ عملاً
ــ أنا سأفعل.
ــ ماذا ؟
لم تصدق ما تسمع
ــ سأمنحك عملاً فى (شركة ألكولار) يمكنك أن تتركى بيتك و تستأجرى شقة فى مكان ما .
ــ هل ستفعل ذلك؟
ظنها تقدم له مديحاً . رأت ذلك مع لمعان فى عينيه و ابتسامته السريعة الرائعة.
ــ نعم, سأفعل.
ــ أتظننى أستحق الوظيفة و لكن ليس الزواج؟
ــ ليس هذا ما قلته , تباً.
ــ و أنا لا أتذكر أننى قلت إننى أريد وظيفة
العمل معه أكثر مما تحتمل , إذ سيكون عليها أن تراه, و تتحدث إليه. و فى كل مرة تفعل ذلك ستتذكر هذا اليوم و الإذلال الذى عاشته .
ــ لو جاءتنى الوظيفة كهدية ملفوفة بالذهب الخالص لما لمستها. لا أريد شيئاً منك !
ــ لكنك ظننت أنك ستحصلين على ما تريدين منى.
فقد رامون أخيراً سيطرته على أعصابه . وتابع يقول :"أكره جداً أن يستغلنى أحد"
قال هذا بشراسة فرآها ترفع رأسها إلى الخلف و قد اتسعت عيناها , ثم قالت باحتجاج :"لم يستغلك أحد"
ــ لا ؟ صدقيني , يا حبيتى , أن هذا ما شعرت به
ــ و هل هو استغلال لك أن يُقدم لك ما قلت إنك إنك تريده أكثر من أى شئ فى العالم.
التفت إليها مصدوماً و هو يظنها عرفت الحقيقة . لكن ذهنه ما لبث أن صفا فأدرك أنها تعنى شركة التلفزيون. شركة التلفزيون التى لم تكن أول ما تبادر إلى ذهنه وهو ما يدعو إلى القلق حقاً.
ــ سبق وقلت لك أن الثمن مرتفع جداً.
أصاب منها وتراً حساساً . فقد رآها تطرف بعينيها بشدة و تتراجع لحظة. لكنها عندما استعادة توازنها بدا واضحاً أنها تستعد للهجوم:"حسناً فعلت حين لم تقطع لى أى وعود فربما كنت من الحماقة بحيث قبلت . لقد عاد إلىّ وضوح تفكيرى, وعلىّ أن , أيضاً , لا أرى أننى على استعداد لأن أدفعه"
ــ طبعاً لا, لأننى كما قال أبوك, لا أملك النسب المحترم الذى يرجوه.
ــ لا , ولهذا جئت العاشر فى قائمة العرسان المحتمل قبولهم .
لسعه هذا . كان أشبه بضربة سوط على كرامته كرجل ما جعله يزيح جانباً اعتباراته كلها عن الإنصاف , وضبط النفس . لقد عادت إستريللا الأخرى. المرأة الصعبة الأنانية التى كرهها . وكان بحاجة إلى من يذكره بها, بعد أن كاد يصدق قصتها عن سوء حظها .
ــ هل كانت علاقتك بـ كارلوس بهذا الشكل؟
ــ دع كارلوس و شأنه.....دعه خارج الموضوع.
ــ لا بأس . سأفعل. و لكن اخبرينى يا أميرتى الجميلة مدرانو ....اخبرينى عن التسعة الذين خطبوك....وعن عدد الذين ألقيت بنفسك عليهم كم فعلت معى؟
صوت صفعتها على وجهه أسكته بشكل أشد تأثيراً من الصفعة ذاتها, فجمدا للحظة يحدقان إلى بعضهما البعض و قد اتسعت عينا إستريللا ذهولاً لما فعلت فيما راحت تتنفس بعصبية .
و أخيراً قال رامون رافضاً حتى أن يدعك مكان الصفعة:"حسناً , أظن أن الذنب ذنبى أنا"
ــ هذا صحيح !
و رفعت ذراعيها تشبكهما أمام وجهها بحركة تلقائية تعكس الغضب البالغ و الدفاع عن النفس فى الوقت نفسه.
ــ إذا شئت أن تعلم لم تكن لى صلة بالآخرين , وأنت الوحيد الذى تحدثت إليه , بشكل صحيح. الوحيد الذى عانقته....
و اختفت غضباً فسكتت إذ لم تعد تستطيع إكمال جملتها.
ــ و هل من المفروض أن يجعلنى ذلك أشعر بالفخر؟
هزت رأسها غاضبة فتناثر شعرها الطويل حول وجهها كغيمة سوداء :"أبداً. إنه يُظهر فقط, بعدك و بعد كارلوس كم أنا غبية و ساذجة فى حكمى على الرجال!"
ــ أنا ......
شرع رامون بالكلام لكنها قاطعته قبل أن يجد فرصة لذلك:"لا تتكلم. لا أريد منك كلمة واحدة. فقد سمعت منك ما يكفينى بقية حياتى. ظننت أننى أخذت درساً بعد تجربتى مع رجل استغلالى فى المرة الأولى . ولكن لا.... يبدو أننى فى منتهى الغباء , و أننى أستحق أن يُدعك أنفى إذلالاً ! حسناً , لقد فعلت بى هذا يا سيد داريو....و أنا أشكر لك إرشاداتك . أظننى فهمت جيداً , هذه المرة ....تعلمت الدرس نهائياً . ولا أظننى سأنسى أبداً"
و قبل أن يستجمع رامون أفكاره ليجيبها كانت قد دارت على عقبيها و اختطفت حقيبتها و هربت صافقة الباب خلفها


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:04 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 – بركان نشيط
ــ ما الذى يحدث لك هذه الأيام يا رامون؟ أنت شارد دوماً و كأنك فى حلم
ــ لعله عاشق. هل هذا صحيح يا رامون؟ هل السيد العظيم السنيور داريو صاحب الكلمة الخالدة (الزواج ليس لىّ) قد وقع أخيراً فى الحب ؟
ــ دعك من المزاح مرسيدس . ما أظنه هو أن رامون مشغول الذهن بالأعمال .
كانت كاسي هى التى تحدثت مكتسبة بذلك ابتسامة شكر خاطفة من أخ خطيبها . وضحكت أخت رامون :"بل مشغول بامرأة ! هل هذا هو الأمر؟ لابد أنها امرأة غير عادية لتؤثر فى أخى بهذا الشكل !"
امرأة غير عادية....خطر لـ رامون أنه يناسبها هذا الوصف. فى الحقيقة لم تغادر خياله منذ أسبوع حين اندفعت هاربة بشكل عاصف من بيته و من حياته
لقد حاول أن يمنعها و لحق بها على الفور تقريباً , لكن الثوانى القليلة التى أمضاها متردداً كانت كل ما تحتاجه . كان القدر إلى جانبها , كما يبدو. لابد أنها دخلت المصعد حالما تركت شقته, ثم وجدت سيارة أجرة حالما خرجت إلى الشارع . وعندما أصبح خارج المبنى كانت قد رحلت . تبخرت و كأنها لم توجد قط.
ــ ألا يزال مشغولاً بصفقة مدرانو التلفزيونية تلك؟
كان أبوه من تكلم. جلس جوان ألكولار متكئاً إلى الخلف فى كرسيه فيما راحت عيناه الحادتان المقيمتان تتأملان وجه ابنه .
أجاب رامون يعترف رغماً عنه :"بشكل ما....نعم"
كان يعلم أن المشكلة لا علاقة لها بالصفقة بل بابنة مدرانو فقط.
مجرد سماع شهرتها جعل أعصابه تتوتر و فكه أيضاً. قال الأب :"قلت لك أن تنسى ذلك. مدرانو تيس , صغير العقل . إنه يفاخر دوماً بإرث أسرته الكاتالانى".
قال جواكين و هو يجول فى أنحاء الغرفة ثم يطبع قبلة على شعر كاسي الأشقر :"هذا كلام رجل ينسى دوماً أن دماً أندلسياً , بالإضافة إلى الدم الكاتالانى يجرى فى عروقنا نحن أيضاً . أنت و مدرانو أسوأ من بعضكما يا أبى . لا يمكنك أن تنكر جدنا الأكبر مهما رغبت فى ذلك "
منذ أسبوعين ما كان حديث كهذا ليدور كما خطر لـ رامون لكن و منذ أعلن جواكين و كاسي رغبتهما فى الزواج و أن حفيد جوان الثانى فى الطريق...نشأت مودة بين الرجل العجوز و أكبر أبنائه . ولأول مرة منذ سنوات أخذا يجلسان معاً بكل استرخاء.
كما أن خواكين كان أنيساً حسن المعشر . وأخذ يتأمله و ذراعه حول خطيبته . لا أحد يصدق أنهما منذ شهر واحد كانا على وشك الانفصال نهائياً.
لكن هذا أصبح خلفهم الآن و كل ما يحتاجونه هو أن يتحدثوا إلى بعضهم البعض .....و أن ينسى جواكين رأيه الجنونى فى أنه لم يُخلق لعلاقة دائمة.
ذكرى مفاجئة لصوته هو أيضاً و هو يقول(لا أريد الزواج , ولن أتزوج أبداً) جعلته يتململ ثم يسير ليعيد ملء فنجانه من إبريق القهوة على الطاولة المقابلة..... قال يخاطب أخاه الأكبر :"أنت لست أفضل كثيراً بالنسبة إلى العناد و الفخر . كل رجال أسرة ألكولار سواء"
قالت كاسي ضاحكة و هى ترفع عينيها عن قائمة المدعوين إلى عرسها :"المقلاة و أبريق الشاى" و هتف رامون عاقداً حاجبيه :"ماذا؟"
ــ لدينا فى انكلترا مثل عن معايرة المقلاة لإبريق الشاى بمناداته يا أسود.... فى حين أنهما سواء , وأظن أن هذا ينطبق عليك كما ينطبق على جواكين
عندئذٍ تدخلت مرسيدس قائلة :"و أنت ألكولار بدمك و طبعك بقدر جواكين بالنسبة إلى العناد و الكبرياء أنتما أسوأ من بعضكما البعض"
ــ أنا......
لم يكمل رامون احتجاجه و هو يتذكر عدد المرات التى رفع فيها سماعة الهاتف ليتحدث إلى (قصر مدرانو) ثم يعود فيضعها.
حتى أنه قصد إلى منزل إستريللا مرة لكنه عدل عن رأيه و عاد بعد أن قطع عدة أميال .
و إذ قرر أن الصمت هو أفضل ما يفعله , جلس يشرب قهوته من دون أن يقول شيئاً
(المقلاة و أبريق الشاى) بقى هذا المثل فى ذهنه طوال رحلته إلى بيته و شغل ذهنه و هو يستغرق فى النوم , وفى الصباح كان لا يزال حاضراً.
كان نومه مليئاً بالأحلام, والأحلام لا يشغلها سوى شخص واحد فقط.... إستريللا مدرانو . صورها المغرية سممت ذهنه و ليلته , فراح يتململ و يتقلب حتى استيقظ فى الصباح سابحاً فى العرق. حتى عندما استيقظ بقيت تلك الصور تعذبه و تعنفه لأنها تفقده أعصابه , ما جعله قلقاً متململاً لا يستطيع التركيز على شئ .
إذا أغمض عينيه يرى وجهها , وإذا جلس خلف مكتبه يشتم رائحة عطرها, و يشعر بشعرها الحريرى الطويل الأسود على وجهه . وذات مرة عندما أجاب على الهاتف و سمع صوت امرأة كان واثقاً من أنه صوتها. لكنها كانت مرسيدس تخبره عن نيتها القيام برحلة إلى انكلترا .
و لأول مرة لم يستطع أن يمنح أخته الصغرى الاهتمام الذى تعودته و شعر عندما وضع السماعة أنها كانت بالغة الاستياء و الغيظ.
ما الذى حدث له بحق جهنم ؟ أخذ يفكر بذلك و هو يتناول ملفاً محاولاً أن يتذكر ما عليه أن يفعله .
هل عليه حقاً أن يوجه إلى نفسه مثل هذا السؤال؟ ألا يعرف الجواب مسبقاً ؟ الكلمتان اللتان جمعتا كل ما يسمم ذهنه و يسوقه إلى الذهول ؟
إستريللا مدرانو........
الحديث الذى جرى بينهما فى شقته كان يتكرر فى ذهنه مرة بعد مرة حتى شعر أنه سيجن.
ــ أتريديننى أن أتزوجك؟
ــ نعم, نعم , أريد ذلك.
ــ لماذا أنا بالذات ؟
ــ لأنك عندما طلب منك أبى أن تطلب يدى لم تشأ أن تفعل ذلك, بل تركت الاتفاقية التى كنت تريدها.
حدث نفسه بأن عليه أن ينساها . لكن من يحاول أن يخدع؟
لم يستطيع أن ينساها , فهو يريدها , يريدها إلى حد يشعر معه بالألم.
ــ أما من شئ أخر يمنحك الرضا نفسه؟
ــ ما من شئ آخر يماثل ذلك .
نتف أخرى من الحديث الذى دار بينه و بين إستريللا , عادت إلى ذاكرته ما جعله يهز رأسه يائساً . ظن أن الاتفاقية مع أبيها هو كل ما يهمه. فهو يريد تلك الاتفاقية و قد خطط لها و فاوض بشأنها و بذل جهده لكى يحصل عليها.
أدرك أنها تأتى فى الدرجة الثانية بالنسبة إليه.
كان يريد الاتفاقية , الشركة التلفزيونية و مازال يريدهما كثيراً.
لكنه يريد إستريللا مدرانو أكثر من ذلك. وبتململ و غضب ألقى بقلمه جانباً و وقف يتناول سترته . إذا بقى على هذه الحال فسيجن حتماً.
حدث نفسه بأنه ذاهب ليراها فقط....يراها و يتحدث إليها ثم.....
و لم يشأ ذهنه أن يتابع إلى ما بعد ذلك.
لم يكن يدرى ما يكمن خلف ذلك, ولم يخطر فى باله السؤال الحقيقى حتى أنطلق فى سيارته .
أتراه يفكر حقاً فى الزواج من إستريللا مدرانو ؟
ـ
بقيت إستريللا تعانى من صداع قاس طوال الأسبوع و كانت الليلة قد فقدت قدرتها على التحمل . وعندما أعلن أبوها أنهم يتوقعون ضيفاً للعشاء, لم تفهم ما يعنيه إلا بعد دقائق.
فهمت ما عناه بعد أن رأت تلك النظرة فى عينيه و الحزم فى فمه .
فهمت أن ذلك الزائر ليست زائراً عادياً من أصدقاء أبيها بل هو خاطب جديد لها .
ــ أبى....أرجوك لا تفعل هذا......
كان قد مضى بعض الوقت منذ حاولت الاعتراض لكن بعد الإحراج و الإذلال اللذين ذاقتهما على يدى رامون داريو أدركت أن عليها أن تحاول فهى لا تستطيع أن تعانى مجدداً ما عانته.
لكن جدالها و توسلاتها ذهبت عبثاً فقد كان أبوها مصمماً تماماً و لا شئ يمكن أن يغير رأيه .
ــ لو لم تمرغى أسم مدرانو فى التراب و تعبثى مع رجل متزوج محطمة بذلك حياة امرأة و ولدين مسكينين لما أصبحت فى هذا الوضع. لكننى أحذرك يا فتاتى من أن صبرى كاد يفرغ.
و اقترب منها وحدق إليها بعنف بالغ جعلها تنكمش خوفاً .
ــ أما أن تفعلى شيئاً لتؤمنى حياتك بسرعة و إما أن تجدين نفسك فى الشارع حيث مكانك.
ــ بابا......
ــ لا..... لا أريد جدلاً . إما أن تتزوجى بشكل محترم و أما أن تخرجى من هذا البيت بملابسك فقط.....و سواء غرقت أم نجوت فهذا لا يهمنى.
لم يكن لديها شك على الإطلاق فى أنه يعنى ما يقول كما أن طبع ألفريدو لا يمكن الوثوق فيه و مزاجه غامض خطر . كانت خائفة رهيب مما قد يفعله.
و فجأة لم يعد عرض رامون لشغل وظيفة لديه يبدو لها غير مقبول .
و لكن إذا عادت و قبلت الوظيفة فسيكون عليها أن تتوسل إليه ليسدى لها هذه الخدمة التى سبق و رفضتها بفظاظة . تذكرت كيف صفعته و أدركت أنها فقدت فرصتها حينذاك . بالتالى ما من وظيفة و من المحتمل أن يحذو رامون حذو أبيها فى صفق الباب فى وجهها من دون أن يهتم مثقال ذرة لما سيحدث لها.
و بعد أن رأت أن الحذر أفضل من الشجاعة فى الوقت الحالى أطاعت أوامر أبيها فى الظاهر على الأقل. فاستعدت للعشاء و ارتدت ثوباً حريرياً أزرق تبعاً لإرشاداته و وضعت زينتها و رفعت شعرها إلى أعلى رأسها . لكنها بقيت تشعر بالغثيان و الخوف مما ينتظرها . لم تكن تخشى الخاطب الذى يظن أبوها أنه اشتراه و دفع ثمنه بل مواجهة أبيها و التى لا مناص منها لاحقاً.
حينذاك سيكون مزاجه مفزعاً .
كان الوضع أسوأ مما توقعت . إستيبان راميرز الذى اختاره لها أبوها هذه المرة رجل يماثله سناً كما أنه بدين للغاية و شعره
دهنى و رائحة جسده مقززة. لكن هذا لم يمنعه من أن يتفحصها من أعلى إلى أسفل كما يتفحص بهيمة معروضة للبيع كما أنه أغتنم كل فرصة سنحت له للاحتكاك بها و التربيت عليها بيده الساخنة المبللة.
قال لها و هو يقودها إلى غرفة الطعام:"أنت شئ جميل..... جميل. وأنا واثق من أننا سننسجم معاً"
كان الطعام بمثابة محنة لها فهى لم تستطيع أن تأكل شيئاً . كانت تكوم الطعام فى صحنها و ما أن ترفع الشوكة إلى فمها حتى تشعر بالغثيان فتعيدها و تسارع إلى كأس العصير تأخذ جرعة منه . ومن حيث لاتدرى تدفقت الذكريات إلى ذهنها فأرغمت نفسها على بلع العصير كيلا تختنق . فسألها أبوها بحدة وقد لاحظ ضيقها :"هل ثمة ما ضايقك؟"
فقالت و هى تشهق:"لا, لا, أنا بخير"
لكن الخير كان عكس ما تشعر به . فقد انتعشت الصور الحارة التى كانت شغلت أحلامها خلال فترات نومها القليلة طوال الأسبوع.
وراحت تتخيل صوراً لــ رامون بجسمه الطويل و شعره الأسود.
و عادت تسمع صدى كلماته :"أتريديننى أن أتزوجك ؟ و لماذا أنا بالذات ؟"
ــ ماذا.... ما أسمه؟
كان هذا صوت أبيها . وكانت هى من الاستغراق فى ذكرياتها بحيث لم تنتبه للخادم و هو يدخل و يهمس شيئاً فى أذن أبيها.
ــ مـــن ؟
ألقى عليها أبوها نظرة تقيم باردة ازدادت معها ملامحه تشنجاً مما جعل معدتها تتوتر فتشهق ألماً .
ــ داريو ؟
ظنت للحظة أنها لم تسمع جيداً لكن أباها التفتت إليها :"يبدو أن رامون داريو جاء ليراك . أتعلمين لماذا؟"
فتحت فمها لكنها لم تنطق بشئ . لا شئ سوى غمغمة غير مفهومة .
هذا مستحيل, لا يمكن أن يأتى رامون إلى هنا . شعرت أن رأسها يدور, و كأن أفكارها استدعته...و هزت رأسها عندما حملق أبوها فيها.
ــ حسناً من الأفضل أن نرى ما يريده, أخبر السيد داريو أن يدخل.
حتى هذه اللحظة لم تكن مقتنعة بأن الأمر حقيقى . وسيعود الخادم فى أى لحظة ليقول إن الأمر مجرد غلطة أو ستكتشف أنها سمعت خطأ و سيحضر الخادم شخصاًَ آخر.
لكن الخادم عاد و فى أثره ذلك الرجل الطويل الأسمر الذى احتل أفكارها فى اليقظة و النوم منذ اليوم الذى ظهر فيه فى حياتها .
كان يرتدى ملابس بالغة العفوية هى عبارة عن قميص أزرق و بنطلون جينز محكم على جسمه بحيث جعل فمه يجف.
إذا أدهشه أن يراهما يتناولان العشاء و معهما راميرز , فهو لم يظهر دهشته و اتجهت نظراته مباشرة إلى حيث كانت تجلس فى الجانب البعيد من المائدة مقابلاً عينيها البنيتين المنزعجتين بنظرة حملت الكثير من التحدى . ثم جالت عيناه على المائدة فتوقفتا لحظة على ألفريدو و من ثم على راميرز و رأت عيناه تضيقان بسرعة قبل تعودا إلى والد إستريللا
ــ سيد مدرانو .
كانت ابتسامة رامون السريعة قمة التهذيب وحدها إستريللا بحساسيتها المفرطة نحو كل ما يتعلق به لاحظت أنها لم تكن طبيعية تماماً , إذ تردد لحظة قبل أن يبتسم ابتسامة تلاشت بسرعة . وراء تلك الابتسامة مسافة معينة جعلت فكه متوتراً و كذلك ملامحه محولة عينيه العاصفتين إلى شظيتين من الثلج الرمادى.
ــ إستريللا ....
جاهد رامون ليتكم بصوته رغم اضطراره إلى كبح اشمئزازه و غضبه و هو يقيم الوضع فى غرفة الطعام الفسيحة الرسمية هذه .
لم يتطلب إدراكه لما يجرى ذكاء حاداً فقد استوعب الوضع بنظرة واحدة متفحصة .وإذا كان بحاجة إلى برهان على صحة حكمه فقد وجده فى وجه إستريللا الذى عكس القصة لمن له عينان يرى بهما.
و شعر رامون إن بإمكانه أن يقرأها كما يقرأ كتاباً .
كانت ترتدى ثوباً أزرق بسيطاً إنما بالغ الأناقة كما كان شعرها مرفوعاً إلى أعلى بتسريحة معقدة و قد زينتها بمشابك ما جعل أصابعه متلهفة إلى سحب تلك المشابك . أم الإفراط فى زينة وجهها و الظلال و الأوان فلم تستطيع أن تغطى الظلال تحت عينيها و خطوط الإجهاد حول فمها.
بدت مذهلة , أروع مما يتذكرها . لكنها بدت أيضاً ضائعة , خائفة و ضعيفة بشكل مدمر. و ذلك الضعف حرك فيه كل ما فى الرجولة من شهامة و رغبة فى حماية الضعيف .
بدا واضحاً أنها تتمنى أن تكون فى أى مكان آخر عدا هذا المكان و سبب كآبتها كان واضحاً. ذلك المخلوق القصير البدين الذى يشبه الضفدع الجالس أمامها على المائدة , إنه الرجل الذى لم يعجبه أن يقاطع العشاء لأنه كان مشغولاً بتعرية إستريللا من ملابسها بعينيه الباردتين النهمتين .
إنه رجل آخر يحاول أبوها أن يبيعها له . الخاطب الحادى عشر إلا إذا كان مخطئاً . وجاهد لكى يكبح طباعه التى تهدد بأن تنفجر فى داخله , أشبه بالنيران الحمراء الساخنة التى تغلى فى بركان ناشط
ــ أى خدمة يا سنيور داريو؟
أظهر أبوها بوضوح أنه لم يكن مسروراً بهذه المقاطعة رغم أنه بذل جهداً لكى يحافظ على المظاهر الحسنة أمام إستبيان راميرز يبدو أنه شعر بأن ظهور خاطب سابق حاول أن يرشوه سيعرقل خطته للإيقاع بالخاطب الحالى.
قال رامون بهدوء و تهذيب بالغ :"سامحنى يا سنيور مدرانو , لم أكن أعلم أننى سأقاطع وجبة طعامك بهذا الشكل.....إستريللا "
و تملك إستريللا الاضطراب و هى تراه يوجه اللوم إليها قائلاً برقة :"كان يجب أن تخبرينى أن أباك يستضيف زميلاً فى العمل لأبكر بالحضور أو كنا تدبرنا تأجيل ما سنعلنه إلى مناسبة أخرى"
ما سنعلنه؟؟؟
ــ أنا....
و إذ رأته يرمقها بنظرة متوهجة من عينيه الفضيتين , ابتلعت صيحة التعجب الذاهلة التى كادت تنطلق من بين شفتيها . لم يكن لديها فكرة عن اللعبة التى يلعبها رامون حالياً لكن و حتى تكتشف ذلك من الأفضل أن تلزم الهدوء.
سألها أبوها بحدة و هو ينقل نظراته بينها و بين القادم الجديد :"أى إعلان إستريللا ؟"
لكنها لم تستطع أن تجيبه و هى لا تعرف ما يسعى رامون إليه . ولم تجرؤ على المغامرة بفتح فمها . و هكذا لوحت بكأسها نحو الرجل الطويل الواقف إلى الناحية الأخرى من المائدة مشيرة إلى أنه هو الذى يُفترض به أن يتكلم و قررت أن تبقى هادئة و توافقه على كل ما يقوله .
عاد ألفريدو بانتباهه إلى رامون يسأله :"أى إعلان؟ ما الذى يحدث هنا بحق الله ؟"
ــ أرجو المعذرة ....
بدا على رامون الأسف البالغ و هو يعتذر بإخلاص ما جعل إستريللا تهز رأسها متسائلة عما إذا كانت ترى أو تسمع جيداً و عما إذا كان رامون هو حقاً الواقف هناك .....و حدقت إليه جيداً فاقتنعت بأنه ذلك الرجل المدمر الذى سرق قلبها منذ اللحظة التى تقابلا فيها و لم تستطيع أن تستعيده منذ ذلك الحين .
ــ طلبت من أبنتك ألا تقول شيئاً حتى يتسنى لنا الوقت لتخبرك معاً .
و قد اضطررت أن أجعلها تعدنى ....أرادت أن نخبرك شيئاً قبل الآن.
راح ألفريدو ينظر إلى ابنته بتشوش واضح و جاهدت هى لكى تبقى ملامحها هادئة فيما راحت تفكر فى ما يريده رامون محاولة إلا تفكر فى الأمور التى تخشاها .
تذكرت مدى الغضب الذى تملكها حين اندفعت هاربة من شقته و ارتجفت فى داخلها خشية أن يدفعه غضبه إلى أن يقول ما قد يؤثر فى حياتها حقاً.أتراه من الغضب بحيث يفعل ذلك؟
ــ لكننى أراها الآن و قد وفت بوعدها و أنا مسرور لذلك فستتاح لى الفرصة كى أقوم بالأمر بشكل صحيح . لقد حصلت على جواب إستريللا لكننى أريد الآن جوابك.
و استدار نحو ألفريدو و قد استحال فجأة رسمياً تماماً و هو يخاطبه :
"يا سيد مدرانو لقد جئت إلى هنا اليوم طالباً موافقتك على زواجى من ابنتك"



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:05 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- أنت لـــــى
شعرت إستريللا و كأنها كانت تدور حول العالم أو فى كابوس حيث انقلب كل شئ رأساً على عقب من دون أن تكون لديها فكرة عما كان يحدث.
ما الذى كان يتحدث رامون عنه؟
و لماذا يفعل هذا ؟
و الأهم من ذلك , هل يعنيه حقاً؟
شعرت و كأنها عاشت أعماراً عدة....أعماراًَ مليئة بالذعر و عدم الثقة المخيفة قبل أن يخف دوران العالم أخيراً و يعود فيستقر على محوره من جديد. عندئذٍ فقد إستيبان راميرز أعصابه و خرج و قد تملكه غضب عنيف بينما ألقى أبوها على رامون أسئلة عدة حادة و خشنة فأجاب عنها بهدوء و برودة .
افترضت إستريللا على الأقل أنه أجاب عنها . الطنين فى أذنيه الشبيه بصوت آلاف النحل شوش عليها سمعها. شعرت بدوار و غثيان و أصبح التركيز على أى شئ يتعبها , فأخذت الكلمات التى نطق بها رامون تدور فى فوضى أفكارها.
(جئت إلى هنا اليوم طالباً موافقتك على زواجى من ابنتك)
لقد شمل إستريللا فى إعلانه هذا مشيراً إلى أنها كانت جزءاً منه و أنها تعرف كل شئ عن الموضوع . بينما هى لا تعلم شيئاً عما يحدث . ففى آخر مرة رأت فيها رامون أوضح لها أنه لا يريد أن يراها مرة أخرى .
ــ حسناً سأترككما معاً إذن.....
بدا لها و كأن صوت أبيها قادم من مسافة بعيدة للغاية , من نهاية نفق مظلم. وسمعت صوت باب يقفل بحزم , ثم ساد السكون مرة أخرى .
أصبحت وحدها مع رامون داريو الصامت. و ببطء أخذت تصحو من عالم الكوابيس الجنونى ونظرت إلى ذلك الرجل الطويل الأسمر الذى يقف عند آخر المائدة و وهج الشموع ينعكس على شعره . أدركت أنه ينتظر منها أن تتكلم لكنها لم تجد ما تقوله.
ــ حسناً يا عزيزتى إستريللا ؟ ما هو شعورك بعد أن أصبحت مخطوبة ؟
ــ إلى.....إلى من؟
حتى هذه اللحظة لم يكن لديها فكرة عما حدث بينه و بين والدها أتراه طلب يدها من والدها حقاً؟
و أجابها بصوت ضاحك :"إلىّ طبعاً"
لكنها سمعت فى صوته نبرة باردة توحى بالضيق و هو يتابع :"من ظننت إذن؟"
لا يمكن أن تُخطب له....هذا لا يمكن حدوثه....أو لعله ممكن !
ــ و لكن لماذا؟
أجاب بلهجة مرحة ظاهراً تخفى فى طياتها خطراً :"لماذا؟ أظن أن هذا واضح تماماً. أنت تحصلين على حريتك التى تبحثين عنها و أنا أحصل على ما أريد"
كان هذا أشبه بصفعة . سيتزوجها ليحصل على شركة التلفزيون.
ما كان ينبغى لهذا أن يؤلمها إلى هذا الحد.....فهى لطالما علمت هذا. لكن, و لسبب ما صدمها كلامه البارد أكثر مما كانت تتصور .
أدركت أنها لا تعنى له شيئاً شخصياً سوى كونها وسيلة توصله إلى غاية, ما آلم روحها و تركها ترتجف من التعاسة.
ماذا يعنى هذا ؟ هل كانت تريد حقاً أكثر ؟
هل كانت ترجو شيئاً آخر؟ المزيد من المشاعر؟ ما يجعل هذا زواجاً حقيقياً , مبنياً على.....على....؟
على الحب؟ تسللت هذه الكلمات إلى أفكارها غير مرغوب فيها أو مرحب بها .
كلا! و جاهدت لتبعد هذه الفكرة عن ذهنها . فى الماضى ظنت أنها مغرمة بــ كارلوس كما أدعى هو أنه مغرم بها . ولم تدرك إلا بعد أن علمت الحقيقة أنه لم يكن بينهما أى حب أبداً . لقد رغب فيها فقط.
و كان مستعداً لأن يكذب و يغش و يخدع من أجلها....حتى أنه مستعداً لأن يرتكب جريمة لكى يحصل عليها . لكن رامون لم يتظاهر و لم يكذب. بل على العكس كان صريحاً إلى حد الفظاظة ما جعلها لا تشك فى مشاعره نحوها.
قال ساخراً:"ما المشكلة إستريللا؟ هل غيرت رأيك بالنسبة إلى الصفقة التى عرضتها علىّ؟هل تظنين أنك عرضت نفسك رخيصة؟ أم لعلك تريديننى أن أركع و أطلب منك أن تتزوجينى رسمياً؟"
ــ لا !
دفعتها الصدمة إلى النطق بهذه الكلمة . أفزعها للغاية تصورها هذا الرجل الرائع المزهو بنفسه و هو يركع على ركبته أمام قدميها من أجل شئ لا يعدو كذبة.
ــ لا, ما حاجة لذلك .
الضيق جعل صوتها أبرد مما كانت تنوى أن تظهره و تابعت تقول :"لكننى واثقة من أن هذا ما كان فى ذهن أبى حين تركنا لوحدنا"
ــ لقد حصل أبوك على أكثر مما يستحق. من الآن فصاعداً لن يكون هناك سوانا , نحن.
ــ هذا يناسبنى.
و ذهلت و هى تفكر كم يناسبها ذلك. لقد أرسلت كلماته دفق من الحرارة فى جسدها جعلته يتوهج:"لابد أن أبى يتوقع أن أحصل على خاتم"
كانت تجاهد ليستمر الحديث بينهما . لم تشأ أن تكون هنا , فى الطرف المقابل من الغرفة جالسة فى مثل هذه الفخامة الموحشة. مجرد رؤيتها له أنعشت ذكرياتها كلها عن عناقهما.
جلوسها هنا و المائدة الكبيرة تفصل بينهما جعلتها تشعر بالضياع و الوحدة . ارتجفت برداً رغم الدفء فى الغرفة لكنها لم تعرف كيف تتجاوز الهوة التى تفصل بينهما . فالتغلب على الانفصال المعنوى أصعب بكثير منه على الانفصال الجسدى . كل ما عليها فعله هو أن تنهض و تتقدم منه خطوات فتصل إليه. لكنها لم تستطيع أن تجد القوة اللازمة لتفعل هذا.
ــ طبعاً , وسنبتاع الخاتم غداً معاً إذا كنا سنمضى قدماً فى هذا الأمر.
ــ و هر ستفعل؟
النظرة التى رمقها بها كانت مزيجاً غريباً من السخرية و التأمل و الهزل:"أتظنين أن أباك سيدعنى أتراجع الآن بعد أن وافقت على شروطه ؟"
خطر لــ رامون أن هذا أسخف حديث يدور بينهما بعد الخطبة مباشرة, كانت لا تزال جالسة عند طرف المائدة بينما وقف هو عند الطرف الآخر على بعد أميال منها أو ربما هذا ما شعر به. لو كان هذا زواجاً عادياً لارتمت الآن بين ذراعيه.....
يا لجهنم .....إنه يريدها بين ذراعيه .
ــ ما الذى جعلك تغير رأيك؟
كيف سيجيب عن هذا ؟
فى الواقع , لم يدرك أنه غير رأيه حتى وجد نفسه فى الطريق إلى هنا. حتى حينذاك حدث نفسه بأنه سيراها فقط. و قد يستدير عائداً من الرحلة فى أى لحظة.
لم يحدث التغير إلا بعد أن دخل إلى هذه الغرفة و رآها جالسة. فقد شعر بأن عليه أن يحصل على هذه المرأة مهما اقتضى الأمر.
ــ حضورى إلى هنا ....
بدأ جملته قبل أن يتدارك الأمر و يلاحظ ما أوشك أن يقوله:"حضورى إلى هنا و رؤيتى لرفيقك على العشاء.....ذلك الضفدع. هل هو الخاطب الحادى عشر؟"
ــ نعم....كان كذلك.
و نظرت إلى حيث كان إستيبان يجلس و ارتجفت اشمئزازاً .
ــ إذن يبدو و كأننى جئت فى الوقت المناسب . هل كان و الدك سيبيعك له ؟
فقالت بابتسامة كئيبة موحشة :"لديه لقب نبيل سيقدمه لى....لقب محترم, بعد الزواج"
تمتم رامون بكلام فظ فاتسعت ابتسامتها قليلاً و أردفت :"و هل من فرق كبير بيننا؟ يمكنك أن تقول إننى.....إننى بعتك نفسى بثمن شركة تلفزيونية"
ــ يا لجهنم, لا طبعاً....بيننا أكثر من هذا بكثير.
ــ أ حــــقـــــاً؟
عندما أدارت له عينيها الكبيرتين شعر بأن ما فى داخله قد ذاب و لم يخلف سوى الحرارة . بدا له و كأن هناك فتاتين باسم إستريللا , واحدة تبدو من الهشاشة بحيث قد تحطمها لمسته و هى المرأة السريعة العطب التى عرفها أولاً.....صاحبة السمعة السيئة من محيطها أما الثانية فالأنثى التى يشميز منها المرأة الأنانية التى سرقت زوج امرأة أخرى.
أى واحدة منهما هى إستريللا الحقيقية ؟ لم يستطع أن يتكهن .
لكن و فى هاتين المرأتين كانت إستريللا ثالثة , إستريللا محمومة العواطف ذات دم حار و جمال مدمر .
إنه مستعد لتقديم أى شئ ليحصل على هذه المرأة ليأخذها بين ذراعيه هذا هو سبب وجوده هنا. أما شركة التلفزيون اللعينة فهى تأتى بعدها من حيث الأهمية.
ــ مثل ماذا؟
ضحك رامون مرة أخرى بدفء حقيقى هذه المرة. كان يعلم أن الدفء الذى سيظهر حتماً على وجهه و يتألق فى عينيه حين يبتسم. ورأى التجاوب ينعكس على وجهها.
ــ هل عليكى حقاً أن تسألى هذا السؤال ؟
و مد يده إليها مضيفاً :"تعالى إلىّ إستريللا , تعالى ودعينى أريك"
تحركت و كأنها ستطيعه ثم عادت فجمدت متصلبة فى كرسيها .
كانت عيناها كبيرتين قاتمتين كأبنوس ملمع و هى تتسمر على وجهه بتردد غريب شحب له وجهها . وتمتم بصوت أجش :"إستريللا... تعالى"
لكنها بقيت تتمهل مجفلة و كأنها تريد أن تتحرك لكنها تخشى أن تفعل ذلك.
و بتقطيب خفيف أظهر من الاضطراب أكثر مما أظهر من الغضب تقدم نحوها خطوات عدة , راحت عيناها العميقتين السوداوان تراقبان تقدمه و هما تزدادان اتساعاًَ و سواداً مع كل ثانية . وعندما وصل و وقف بجانب كرسيها رفعت بصرها إليه و تشابكت أعينهما ثم سمعها تشهق بصوت خافت عندما أمسك بأعلى ذراعها بحزم:"لا أراك خائفة منى؟"
ولم يستطيع أن يمحو الخشونة من صوته و هو يردف :"أنت لست إستريللا التى جاءت إلى شقتى تعرض .....تعرض علىّ الزواج....."
شعر بالرعشة التى سرت فى جسدها فازدادت نظراته حدة و هو يتأمل وجهها .
رفعها ببطء و جرها عن كرسيها ثم أوقفها أمامه . وغمره عطرها.
أترأها وضعت هذا العطر من أجل ذلك الضفدع أم لتمنح نفسها مزيداً من شجاعة تواجه بها خاطباً آخر؟
ــ تصورى حياة مؤلفة من لحظات مماثلة .....كل لحظة أجمل من سابقتها
رآها تبتلع ريقها ثم تبلل شفتيها بلسانها :"الزواج أكثر من مجرد لحظات جميلة و حميمة"
ــ ستكون حياتنا رائعة بليال محيرة لن تنسيها أبداً . ستكون ليال تمضين النهار متشوقة إليها و تحلمين بها.
لم يبدو عليها الاقتناع بعد. ماذا حدث لتلك الجريئة المغرية إستريللا ؟
ــ و هل سيكون هذا كافياً؟
ــ سيكون كافياً بالنسبة إلىّ أتريدين برهاناً؟ يمكننى أن أعطيك هذا.....
و أحنى رأسه و عانقها عناقاً رقيقاً جعلها تتأوه و تصدر صوتاً يعبر عن لذة ضائعة.
همس بجانب خدها :"أليس هذا كافياً بالنسبة إلى أى شخص؟"
فأجابت بصوت خافت :"آه , نعم , آه نعم......."
و استرخى جفناها و كأنها استيقظت من نوم عميق أثر تناولها حبوباً منونة . ولكن عندما فتحت عينيها و نظر فى أعماقهما أدرك أنها أصبحت له.
و قال بلهجة المنتصر :"أنت لىّ , لىّ أنا فقط"
ذكرى ذلك الضفدع إستيبان راميرز جالساً قابلتها و عيناه مسمرتان على وجهها الجميل جعلته يكاد يتقيأ. مجرد التفكير فى أنه قد يلمسها جعله يصر بأسنانه و قد تصاعد غضبه.
ــ كيف يمكننى أن أدع رجل آخر يتملكك.....؟
اخترقت هذه الكلمات الضباب الذى غشا عقل إستريللا , مبددة ذلك الدفء الذى أثارة عناقه فيها. كانت قد رحبت بذلك الدفء فهى بحاجة و شوق إليه,و دعت الله أن تجده مجدداً .
ولكن , هذا تغير فجأة . النبرة الجديدة فى صوت رامون , نبرة التملك الخطر القاسية الكامنة خلف كلماته التى قالها:
(كيف يمكننى أن أدع رجلاً آخر يتملكك.......)
ــ ما من رجل آخر.....؟
كانت ضحكته خشنة مرة و لا حرارة فيها :"و ماذا عن الخاطب الحادى عشر؟ ماذا عنه و عن اسمه المحترم؟"
فارتجفت لهذه الفكرة :"أرجوك.....ما كنت لتتمناه لى"
ــ لكن أباك كان يريده لك
لم تستطيع أن تمنع نفسها من التساؤل عما إذا كان هذا هو السبب الوحيد فى عودته إليها . لكى يتملكها فقط و كأنها أمة مستعبدة له؟ تحفة ثمينة يشتريها لنفسه إذا ناسبه الثمن؟ شئ لم يريده حقاً حتى خطر له أن رجلاً آخر قد تسنح له فرصة تملكها عندئذٍ أدرك مقدار رغبته هو فيها لنفسه.
ــ كنت سأرفضه و أنت تعلم ذلك. عليك أن تعلم. أنت الرجل الوحيد الذى....
عندما فاتتها الكلمة قال :"نعم , أعرف. أنت تشعرين بشئ ما نحوى"
مرت لحظات مخيفة ظنت أثناءها أنه غير رأيه . وأدركت أن ذهنه عاد إلى تلك اللحظة فى شقته حين رمت بتلك الكلمات فى وجهه.
و تمتم مرة أخرى بصوت خافت متوحش :"كنت تشعرين بشئ ما نحوى"
عندما ظنت أنها لن تتمكن من حبس أنفاسها أكثر, و عندما أخذت تعض شفتها بخوف و توتر عاد ينظر إلى وجهها فجأة ثم تملكها الذهول و هى ترى الوجه الحذر القاسى يشرق فجأة ثم بابتسامة مدمرة :"وأنا , يا نجمتى أريدك إلى حد لا أستطيع معه أن أفعل شيئاً لقد شغلتى حياتى و لن أعود إلى ذاتى مرة أخرى حتى تصبحى فى سريرى و إذا كان ذلك يستدعى الزواج فسنتزوج"
أتراها حقاً ستفعل ذلك؟ هل حقاً ستمضى قدماً فى هذه الفكرة الجنونية و تتزوج من رجل لا يحبها ؟ رجل يشتهيها فقط ؟ ظنت....أو أقنعت نفسها أن كارلوس أحبها فى حين أن كل ما قاله لها كان كذباً من البداية إلى النهاية.
كان رامون عنيفاً لكنه صادقاً على الأقل. إنه يريدها....و هى تريده.... رباه,
كم تريده ! فبمجرد أن تقف بجانبه كل إحساس فيها يتنبه بعنف . بهت أبوها و عرسانه المعرضون و تعاسة حياتها فى القصر و الأقاويل لم يعد لكل هذا معنى إزاء ما تشعر به نحو رامون.
قالت بصوت منخفض إنما حازم:"سنتزوج"
ــ و حالاً.
قال هذا بحدة فلم تستطيع إلا أن تحنى رأسها موافقة .
خطرت لها فكرة فرعت رأسها فجأة و نظرة إلى الوجه المتوتر المسيطر و رات وهج الرغبة فى عينيه و اللون الخفيف الذى زحف إلى وجنتيه .
ــ هذا الزواج....كم سيدوم؟
طرحت هذا السؤال مترددة من دون أن تجرؤ على أن تسأل نفسها لماذا. لم يجب على الفور و رأته يفكر فى سؤالها هذا مقلباً الأمر فى ذهنه. فى هذه الأثناء كانت تقاوم بحدة و ضيق رغبتها فى أن تعرف الجواب و ذلك لأسباب لم تجرؤ على أن تتفحصها فى ضوء النهار .
و أخيراً أجاب و هو يتأمل وجهها الشاحب بعينين فولاذيتين :"حتى نحصل جميعاً على ما نريد"
ــ و ما هو ما نريده؟
كشف صوتها عن اهتمامها برده عن سؤالها هذا ....لكن لم يبد عليه أنه لاحظ . وإذا ما لاحظ فلم يظهر ذلك على وجهه :"أنت تريدين أن تتحررى من التقييم و الفحص و كأنك فرس تقدم فى معرض و أبوك يريد حفيداً يرث أملاكه و لقبه و أنا....."
و تلاشى صوته و هو يحدق إلى وجهها مركزاً عينيه على شفتيها الناعمتين اللتين انفرجتا بتوجس و تردد.
وتمتم بصوت أصبح خشناً فجأة :"و أنا أريد هذا...."
و أحنى رأسه بسرعة و عانقها بمشاعر مشوبة لا أثر للرقة فيها بل مجرد عاطفة مشبوبة عنيفة.
تجاوبت إستريللا معه بصمت و من دون تفكير. لم يكن بإمكانها القيام بخلاف ذلك , فجسدها لم يعد تحت سلطة عقلها بل أصبح لــ رامون
مضى وقت طويل قبل أن يبتعدا عن بعضهما البعض و قد دار رأسها و تسارعت خفقات قلبها و غامت عيناها .
قال يجيبها :"ما دام هذا مستمراً بيننا يا حبيبتى"
و عانقها مرة أخرى بعنف أكبر هذه المرة :"ما دام هذا مستمراً بيننا سنبقى معاً"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:05 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 – زواج حقيقى
وضعت مرسيدس آخر زهرة برتقال فى شعر إستريللا المزين ثم وقفت بعيداً لترى تأثيرها .
ــ أظنه يبدو رائعاً....لكن من الأفضل أن أعرف كيف يبدو ثوبك .
كانت النظرة التى وجهتها إلى إستريللا من خلال المرآة مليئة بالتوسل, وأملت أن تقنعها بأن تطلعها على طراز ثوب الزفاف .
لكن إستريللا هزت رأسها بحزم غير متأثرة بتوسلات مرسيدس:"هذا سرى وحدى.لم أتوقع هذا الاحتفال و الاهتمام كله الذى لا ضرورة له"
فنظرت إليها مرسيدس غير مصدقة:"ماذا؟ هل توقعت من رامون أن يتزوج فى السر أو يكتفى بحفل بسيط هادئ ؟ إنه أخى الذى نتحدث عنه. رامون داريو....و الذى سيصبح قريباً جداً الثانى فى دعم مؤسسة أبى مالياً"
كان هذا ما توقعته إستريللا بالضبط و لكن ليس ما أراده رامون على ما يبدو . فى الواقع إن ما أراده رامون معاكس تماماً لما كنت تتوقعه ما جعلها تتساءل عما إذا كان الرجل الذى وافقت على أن تتزوجه هو نفسه الذى عرفته عندما جاء ليفاوض أباها على شراء محطته التلفزيونية .
كانت تضع خاتم الخطبة . وبما أنها أدركت أن زواجهما ما هو إلا زواج مصلحة من دون أى مشاعر , باستثناء الرغبة العميقة التى اعترف رامون أنها سبب طلبه ليدها , توقعت أن يتزوجا بسرعة من دون بهرجة , سيطلب أبوها الخاتم فيشتريه رامون لها . لكن الأمر لم يتم على هذا النحو.
لم يشتر رامون خاتماً غير عادى وحسب بل نظم احتفالاً غير عادى أيضاً , ليلبسها هذا الخاتم . أقام حفلة دعا إليها أفراد أسرته و أصدقائه و أفراد أسرة إستريللا أيضاً.
و ذات مساء حينما ذكر أمر الحفلة, سألته عن السبب وعمن سيدعو إليها :"ولكن لِمَ ؟ لماذا كل هذا التعب من أجل زواج عملى مرتب ليس إلا؟"
نظر غليها رامون ببرودة غريبة و راح يقيمها بعينين ضيقتين :"لا أحد رتب هذا الزواج لىّ لقد طلبت يدك باختيارى و قرارى وحدى"
ــ ولكن....و لكن.....
لم تعرف ما عليها أن تقول. ثمة كلمات فى ذهنها لكنها لم تشعر بأنها غير قادرة أو مستعدة لمشاركته بها .
ما من أحد خطط لزواجهما و لكن و كأن هذا ما حدث فعلاً . فما من عواطف أو مشاعر فى زواجهما . رغبة فقط و حاجة إلى اسم ...... فضلاً عن الصفقة التى يريدها رامون من والدها . لم يكن زواج حب و لهذا لا يمكن اعتباره حقيقياً . المرارة التى شعرت بها لهذه الفكرة جعلتها تعض لسانها بحدة, مفضلة أن تؤلم نفسها بهذا الشكل على أن تدع الحقيقة تظهر .
وسألها بعنف:"و لكن ماذا؟"
ــ هل....لِمَ تريد أن تزعج نفسك بكل هذا من أجل زواج غير حقيقى؟
ــ لكنه زواج حقيقى.....زواج حقيقى بالنسبة لىّ . ولكن أخبرينى.... هل تشعرين بالخجل من هذه الخطبة ؟
ــ أشعر بالخجل؟ لا, أبداً.و لماذا أشعر بذلك؟
صُعقت لمجرد التفكير فى ذلك.
ــ حسناً . لأننا نعرف أننى ليست الأول فى قائمة طلب يدك.....
إذن مازال يشعر بالمرارة حيال ذلك؟ و كبحت الابتسامة الخفيفة الغامضة التى لاحت عند زاويتى فمها . رامون رجل مزهو بنفسه للغاية و هو يكره حقيقة أنه العاشر فى تلك القائمة الشنيعة.
ــ تلك قائمة أبى
لكنه تجاهل مقاطعتها و تابع :"كما أن سلالتى ليست كاتالانية خالصة....ما من سلالة خالصة فى الواقع"
فقالت تذكره :"إستيبان راميرز سلالة كاتالانية خالصة و أنا ارتجفت خوفاً لمجرد التفكير فى حياتى لو أننى انتهيت معه. ربما لدى أبى هاجس السلالة والدم النقى لكننى ليست كذلك أبداً . وإلا لما تورطت مع....."
و تملكها الذعر فجأة مما أوشكت أن تقوله و رفعت يدها تقفل فمها فأكمل هو كلامها بجمود :"مع كارلوس"
لكن ضمير إستريللا عنفها فجأة و حدثها بأن عليها ألا تبقى صامتة بعد الآن و أن عليها أن تخبره . لقد تمكنت من مواجهة أبيها بتمرد مستنكرة الشائعات عنها بخشونة مدعية بأنها لم تسمع الهمس خلف ظهرها.
و لكن ليس مع رامون شئ ما فى هذا الرجل يطالبها بالانفتاح و الحقيقة...و لا شئ أقل من ذلك . لا يمكنها أن تكذب عليه , لا يمكنها أن تخفى مشاعرها كما اعتادت أن تفعل مع الآخرين . عندما تكون معه يتمزق القناع الذى تجاهد لتخفى به ملامحها , فيغيب غشاء الهدوء الكاذب ليكشف عن المرأة الضعيفة غير المصقولة و هى إستريللا الحقيقية
ــ لم أكن أعلم أن كارلوس متزوج.
قالت هذا فجأة قبل أن تجد فرصة لتغير رأيها و تفقد شجاعتها .
النظرة التى ألقاها عليها رامون كانت متأملة أكثر منها متشككة و مع ذلك أثرت فى أعصابها المرهقة للغاية . شعرت بالضعف إزاء ما رأته فى عينيه من استنكار و رفض و عادت تقول :"لم أكن أعلم. لقد أخبرنى أنه غير متزوج"
ــ و أنت صدقتيه
ــ نعم
ردها جاء همساً لكن ليس للسبب الذى ظنه.
الخيانة و الألم اللذان ألحقهما كارلوس بها ما زالا فى أعماقها .
لكن و لسبب ما أصبحت الآن تراهما بشكل مختلف و هكذا بدلاً من أن ترى الماضى أقرب أصبحت تراه الآن أبعد بكثير, وخففت المسافة البعيدة من ألمها.
أصبح هذا يتكرر منذ دخل رامون إلى حياتها فقد ألهاها فى البداية و أعطاها شيئاً آخر تفكر فيه , حتى أنها لم تعد تستطيع أن تخرجه من ذهنها. بذهابها إليه فى بيته فى تلك الليلة كانت ترجو أن تتخلص من أفكارها المضطربة عنه....لكن حدث العكس فقد شغل رامون عقلها إلى درجة أن أحداً آخر لم يستطيع أن يؤثر فى مشاعرها . لقد أصبح هاجساً تفكر فيه حالما تنهض فى الصباح و قبل أن تغفو فى الليل .
ــ نعم . صدقته.
حدث رامون نفسه أنها تتوقع منه أن يصدقها , راجياً ألا يضطر إلى ذلك . لم تستطيع ان ترى أنه مستعد لنسيان الماضى و أن ما يهمه هو ما بينهما الآن . وبدلاً من ذلك اختلقت هذه القصة السخيفة....هذه الكذبة....لابد أنها كذبة.
كانت تعلم طبعاً أن كارلوس متزوج . وكيف لا و الكل يعلم هذا .
حتى هنا فى برشلونة شاعت القصة و تسربت الفضيحة و تمرغت كبرياء ألفريدو الكاتالونية الشرسة فى التراب من أفعال ابنته العنيدة المشاكسة.
الابنة العنيدة المشاكسة التى ستصبح زوجته المشاكسة.
ــ
الزوجة التى لم تستطع حتى أن تخبره الحقيقة بل حرفت القصة لتظهر أنها بريئة . مازالت تكذب....مازالت تستغله.....
لكنه لم يكن يهتم حالياً....إنه يريد هذه المرأة فى سريره و إذا كان الزواج هو وسيلته الوحيدة إلى ذلك فليكن هذا الزواج .
ــ آهـ , يا لجهنم .
و شدها إليه بخشونة و ضمها إليه بعنف حبس أنفاسها و فيما راحت تجاهد لتتنفس بشكل طبيعى وضع يده تحت ذقنها و أرغمها على مواجهته يرفع وجهها إليه ثم قال :"سأجعلك تنسينه سأمحو صورته من مخيلتك و كل تفكير فيه من روحك. لن تفكرى فيه مرة أخرى أبداً....أبداً"
ــ أنا....
حاولت أن تتكلم لكنه لم يترك لها سبيلاً إلى ذلك....
ــ أنتِ لىّ....لىّ وحدى يا (دونا إستريللا) و لست لأحد آخر. ما دام خاتمى فى إصبعك فستحملين إسمى و تشاركينى بيتى ثم تبقين لىّ , لىّ وحدى
و ختم كلمته بعناق قاس جعلها تشعر و كأنها أمة مستعبدة مدموغة بختم سيدها إلى الأبد.
ــ ملكى أنا.....ملكى أنا.
و كان هذا ما تريده كما اعترفت فى أعماقها . التجاوب البدائى الذى يغلى فى عروقها عندما يلمسها هو كل ما تريده حالياً. كان لهذا التجاوب قوة اكتسحتها و أخرجت بقية الأفكار من ذهنها, ما تركها عاجزة. لقد حولها إلى حطام مرتجف مهتز إلى امرأة ليس فى ذهنها سوى شخص واحد
وهو هذا الشخص.
رباه , كم تريده !
يكفى أن يظهر أمامها ليغلى دمها فى عرقها....أن ينظر غليها لتضيع....أن يلمسها لتستحيل إلى لهب . إنها تعيش حياتها فى حالة من الذوبان الدائم.
يُفترض أن يكون هذا مخيفاً. منذ عام....منذ شهرين كانت لتقسم على أن هذه الحالة تفزعها و لكن هذا لا يحدث الآن.
كان هذا جميلاً و رائعاً و مثيراً و منعشاً كان كالطيران فى سماء صافية و أمامها الشمس الدافئة . أنها تشعر بأنها حية و مثل هذا الشعور لم يتملكها منذ وقت طويل, حتى قبل أن تعرف كارلوس .
أجابت و هى تبادله عناقه:"و أنا لك"
* * *
التهب وجه إستريللا لمجرد الذكرى و هى تنظر على الخاتم الذى وضعه رامون فى إصبعها فى الحفلة التى أقامها منذ ليلتين.لمسته برقة و مرت بإصبعها على الماسة الرائعة المتألقة و التى أتخذت شكل نجمة و هى إشارة ترمز إلى معنى اسمها بلغتها الأم. لم تتوقع قط شيئاً كهذا و لم تحلم قط بأن يقدم لها شيئاً رائعاً مذهلاً كهذا.
ــ لا.....لا أدرى كيف أشكرك.
قالت له ذلك متلعثمة عندما هدأت تهانى الأصدقاء و استطاعا أخيراً أن يختلسا لحظات عدة أمضياها وحدهما فى زاوية من القاعة الفسيحة من منزل أبيه.
لكن رامون رفض شكرها بهزة متغطرسة من يده القوية و قال و قد بدت ملامحه غامضة: " أنت خطيبتى ومن الطبيعى أن ألبسك خاتماً على أى حال لا أريد أن يظن أحد أن هذه الخطبة غير حقيقية و خصوصاً والدك.
ذكره لأبيها جعلها تجفل داخلياً لم تشأ أن تفكر فى السبب الذى جعل أباها (الدون مدرانو) يبتسم فجأة و يتلفت مرتين ليلقى نظرة لطيفة على ابنته التى لطالما خيبت الأمل و نظرات أكثر استحساناً على صهر المستقبل.
ـــ أبى شاكر جداً لأنه سيتخلص من ابنته قليلة الحياء . وهو يظن أنك رجل رائع لأنك ستأخذنى من يده بالرغم من سمعتى المخزية كامرأة فاسقة.
كان تقطيب رامون الحاد أشبه بطعنة سكين . كانت تعلم أن صوتها بدا مشاكساً و شبه هجومى لكنها لم تستطيع أن تمنع نفسها . كانت تعلم كل شئ عن الساعات التى أمضاها رامون مع أبيها و محاميه فى غرفة المكتبة المقفلة و عن المفاوضات السرية التى جرت لتقرير مصيرها . لم يكن رامون قد أبلغها بأى تفاصيل لكن أباها فعل . علمت كل شئ عن الصفقة التى قدمها أبوها على أنها حصته من المعاملة التى جرت بينهما , فكانت واثقة من أن رامون خرج من الغرفة بصفته المالك الجديد لشركة التلفزيون التى لطالما تمناها....بنصف الثمن الذى كان ينوى أن يدفعه فى البداية.
قال ساخراً و هو ينظر إلى جسدها الرشيق فى الثوب الأسود و الذهبى الذى تلبسه:"لعلى اخترتك لأنك امرأة فاسقة لأن المرأة الفاسقة هى التى أفضلها فى حياتى"
الابتسامة التى تباطأت على شفتيه بعد أن تلاشت الكلمات أنبأتها بأنه يفكر فى الأوقات التى تنتظرهما و الطريقة الحارة التى سيمضيان فيها أمسياتهما.
ــ لن أكتفى منك أبداً.
وليثبت ذلك جذبها إليه و ضمها بشدة ليظهر لها مبلغ ما يشعر به نحوها.
تجاوب جسدها معه على الفور و مع ذلك و كلما فكرت فى الاجتماع العملى السرى وجدت أنها عاجزة على أن تكبح المرارة التى تتملكها.
ــ هذا حسن تماماً لأننى لا أريدك أن تظن أن بإمكانك أن تنكث العهد الذى بيننا .
ــ و لماذا أفعل ذلك يا جميلتى؟
و مال إلى الأمام يداعب وجنتيها و يرد خصلة شعر عن وجهها .
ــ حسناً, بعد أن حصلت على ما تريد أصبح بإمكانك....
ــ أتظنين سأنكث بعهدى لك.....أننى سأتراجع عن كلمتى لك؟
و احتد صوته بشكل خطر و التهبت عيناه فيما أضاف :" ألا تعلمين أننى أفضل الموت على ذلك؟"
يفضل الموت....أدارت هذه الكلمات رأسها . و انتفض قلبها الأحمق الساذج لسماعها ظناً أنها تمثل بالنسبة إليه أكثر من مجرد زوجة يقتنيها فى بيته كجزء من صفقة مالية. و لكن ما إن تشكل هذا الوهم الضخم فى ذهنها حتى شتته كلمات رامون التالية :"إذا ما أعطيت كلمتى فهى كلمة شرف لا أرجع فيها أبداً. كما أن أباك ليس أحمق. فهو لن يضع توقيعه على العقد حتى أنا أضع توقيعى على وثيقة الزواج و هكذا لا حاجة بك إلى الخوف من أن أهرب منك قبل الزواج. فمعرفتى بما أريد فى الحياة تمنعنى من القيام بأمر كهذا"
ــ لأنك ترى الأمور كلها مجرد ترتيب عمل.
أكسبها قولها هذا نظرة تأنيب أخرى من تينك العينين الفولاذيتين اللتين اختفى منهما كل أثر للهزل لتصبحا كالثلج كآبة و برودة:"أنا لا أعاشر شريكة عمل يا (دونا مدرانو) و لم أفعل هذا قط و لا أنوى البدء بهذا الآن"
ــ لماذا إذن؟
لكن وحدتهما لم تدم بعد أن رأتهما مرسيدس فجاءت إليهما مع كاسي و شدته زوجة أخيه إلى باحة الرقص فذهبت فرصة الكلام .
لم يستعيدا هذه الفرصة مجدداً فقد تجدد الرقص ثم تناول الكل وجبة طعام و ألقيت خطب رسمية . وشعرت إستريللا و كأنها أمضت وقتها فى الرد على التهانى بما استطاعت من حماسة راجية أن تبدو ابتسامتها صادقة و ليست مرغمة متصلبة.
ومع نهاية السهرة كانت تشعر بالألم فى فكها و خديها بالإضافة إلى صداع شديد بسبب محاولتها تمثيل دور الخطيبة السعيدة المتحمسة بينما التشويش و الفوضى يعتملان فى داخلها ما جعلها تشعر بأنها لن تعود قط إلى التفكير بوضوح . لقد رقصت مع رامون و أمضت دقائق طويلة بين ذراعيه , فقد أثارت تلك الدقائق حواسها ما جعلها تتشوق إلى انتهاء السهرة ليختلى كل منهما بالآخر .
لكن رامون أصبح فجأة رجلاً مختلفاً للغاية. بقى هو نفسه بالنسبة إلى المدعوين بابتسامته العريضة و حديثه السلس إذ راح يضحك ويروى النكات و يمثل دور الخطيب السعيد المزهو حتى الكمال. ولكن أى شخص حساس لأى تغير فى طباعه أو نبرات صوته أو مظهره مثل إستريللا سيدرك أنه لم يكن موجوداً هناك حقاً . كانت عيناه غامضتان بشكل غريب لا تعكسان الحرارة التى ظهرت فى صوته و فى الابتسامة الواسعة المتألقة على فمه . وعندما لمسها بدت لمسته و كأنها لرجل غريب. لا بل أسوأ من ذلك, فقد شعرت و كأنها بين ذراعى مخلوق غريب يتصرف من كافة النواحى كأى رجل حقيقى لكنه و بشكل ما تنقصه الروح.
أمسك بها و رقص معها لكنه لم يلمسها حقاً . أجرى معها حديثاً تافهاً مؤدباً و استمع إلى أجوبتها و أجاب عنها لكن لم يبد عليه أنه كان يسمعها حقاً و رغم أنه نادراً ما تركها طوال ما تبقى من السهرة خطيبها و زوجها المنتظر زوج لم تكن تعرفه حقاً من أية ناحية على الإطلاق.
كما أن شوقها إلى البقاء معه وحيدة لم يتحقق.....فما كادا يودعان آخر المدعوين حتى أشار رامون بيده فجاءت الخادمة بمعطف إستريللا . و إشارة أخرى جاء على أثرها السائق الخاص الذى بدا أنه كان ينتظر أمره هذا.
ــ لكننى......
حاولت إستريللا أن تحتج لكن رامون لم يستمع إلى محاولتها لإقناعه بالعدول عن ذلك و اكتفى بالقول أنه وعد أباها بأن يعيدها إلى بيتها آمنة, وأنه متعب للغاية فلا يستطيع أن يقود سيارته ليوصلها بنفسه.
لذا سيرسلها مع سائقه الأمين.
ــ ظننت....أنا لست جاهزة بعد للذهاب!
ــ إستريللا ....أمضينا ليلة متعبة وأمامنا أسبوع حافل بالعمل استعداداً للزفاف .
كان صوته منطقياً لدرجة مخيفة لكن و رغم رقته كانت عيناه الباردتان و فكه الحازم تعبر عن رسالة مختلفة تماماً لمس خديها برقة لكن نظرة إلى عينيه منعتها من عناقه قبل أن تقول:"أنا لست متعبة"
ــ و انا حريص على أن تبقى هكذا . يوم عرسنا أريد عروس متألقة و ليس عروساً شاحبة منهكة من قلة النوم.
ــ لكن....
ـ إستريللا ستذهبين إلى بيتك الآن.
لم يرفع صوته الذى بقى هادئاً فاتراً و لكنه تكلم بحزم قاس جعلها لا تجرؤ على الجدل . وحتماً لم تغامر بأن تقول أنها ترغب بعناقه
ــ لا بأس مادامت مصراً.
ووقفت على أطراف أصابعها تطبع قبلة المساء على خده و لكن من دون أى تجاوب منه ولولا حرارة جلده لظنت أنه يصفح نفسه بصفائح معدنية كان بارداً و صلباً حتى أنه لم يبادلها التحية بل تناول معطفها الفرو الطويل من الخادمة و لفه حول كتفيها و سواه حول عنقها:"تصبحين على خير يا عزيزتى أتمنى لك ليلة سعيدة"
و أمسك بذراعها يهبط معها الدرجات بسرعة إلى السيارة و ما كادت تصعد فى المقعد الخلفى و تسوى جلستها حتى أغلق باب السيارة و انتصب واقفاً
مع ذلك حاولت أن تلوح له بيدها و ترسل له قبلة مع الهواء لكنه أخذ يدق على زجاج نافذة السائق يأمره بالانطلاق ثم تراجع خطوة إلى الخلف و راح ينظر بوجه جامد إلى السيارة و هى تبتعد. وبعد ثانية استدار يصعد الدرجات ليتوارى فى الداخل.
بعد ذاك رأته مرات عدة كان يبدو دوماً مهذباً للغاية و اجتماعياً لكنه يحرص على أن يختليا ببعضهما البعض
وقد توجست إستريللا لهذا.
نظرت إلى الخاتم الماسى الرائع المتألق فى إصبعها ثم لمسته برقة و قد اغروقت عيناها بالدموع بينما التفكير على ملامحها .
أى رامون ستكون معه الليلة؟ العاشق المتلهف المحموم المشاعر الذى لا يستطيع الابتعاد أم ذلك الرجل الهادئ المنعزل الذى أصبح عليه منذ حفل خطبتهما؟ لم تكن تعرف فتوترت أعصابها و أخذ قلبها يخفق بشدة.
أخذت تدير الخاتم بتململ كاشفة عن ضيقها و عدم ارتياحها .
ــ إستريللا!
كان هذا صوت مرسيدس يخرجها من المكان غير المريح الذى قادتها إليه تأملاتها ما جعلها تنتفض مجفلة و قد اتسعت عيناها بذهول:"أنا...أنا آسفة...كنت بعيدة أميالاً"
فقالت مرسيدس ضاحكة :"و أنا أعرف أين. أتساءل عما إذا كان أخى يعلم كم أنت مجنونة بحبه"
ــ ماذا......؟
انتفضت و قد أصابتها صدمة و حاولت أن تتكلم لكن الكلمات ماتت على شفتيها كما جف حلقها عندما أصابت كلمات مرسيدس وتراً حساساً فيها.
الحب.......
هل قالت مرسيدس (الــحـــب) ؟
و دار عقلها و كان تلك الكلمات صفعتها بعنف على وجهها و لم تستطيع أن تستجمع أفكارها لكى تركز على هذه الكلمة و المشاكل التى تحملها معها . المشاكل التى ستغير حياتها .
لم تشعر سوى بالامتنان عندما اختارت مرسيدس هذه اللحظة لتبحث فى حقيبة يدها فلم تر كيف شحب وجه إستريللا و جحظت عيناها.
( أتساءل عما إذا كان أخى يعلم كم أنت مجنونة بحبه )
آه , فليسامحها الله , ما الذى فعلته الآن؟



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.