آخر 10 مشاركات
ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          379 - من ينقذها - كارول مارينيللي (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          سحر الحب (10) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة: soraminho(كاملة&مميزة) (الكاتـب : soraminho - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-18, 05:17 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4-ليل المرايا- روايات أحلام الفراشة (كتابة /كاملة)









4-ليل المرايا- روايات أحلام الفراشة


الملخص

"هل تتصور أنك لم ترى يوما َألوان الازهار أو البيوت أوالثياب أو أنك لا تعرف معنى "السماء الزرقاء"لأنك لا تعرف ما هو اللون الأزرق ؟ أنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني تمتعت بنعمة البصر خمسة وعشرين عاما َوكنت قبل ذلك لا أشعر بهذه الهبة التي أغدقها علي ربي". رائحة الربيع والأحساس به، أعادا كارين انغرام إلى عالم عرفته قبل أن تصاب بالعمى...ولكن هذا،وضعها فجأة في طريق برايان كالدويل ... ولم تكن تدري أن خطوة خاطئة واحدة يمكن أن تغير مجرى حياتها.


الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-11-18 الساعة 09:02 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:20 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الاول
عينان في الظلام
كان النسيم العليل يبعث إلى أنفاس كارين مزيجاً من الروائح الفواحة العطرة التي مدت خطواتها بالنشاط لتقطع المنعطفات الأربع المؤدية نحو المكتبة،كان الربيع في "أوماه" أجمل أوقات السنة ففيه الحرارة المعتدلة الناشرة أريجها في الهواء.راح الهواء يعبث بشعرها الأحمر الأصهب فتناثرت منه خصلات متلاحقة على وجهها وكم سحرتها زقزقة العصافير التي حدتها إلى التوقف للأصغاء والأستمتاع بلحن الربيع الخلاب.
نقلت الكتب ألى ذراعها اليسرى ثم تابعت السير وهي تسمع حركة السير المعتادة التي تهدأ نسبياً في مثل هذا الوقت من النهار.لكن خطأ بسيطاً في خطواتها المدروسة جعلها تتعثر إلى الأمام ملتوياً كاحلها ،طائرة كتبها من يدها وزمور سيارة ينطلق قوياً بينما صرير الإطارت يتصاعد حين اصطدم معصمها بقوة بمقدمة السيارة.
تناهى إليها صوت صفق باب،وخطوات مسرعة وسيل من الشتائم أتت كلها معاً يرافقها صوت مزمجر غاضب:
- ألم تري هذا الشيئ الضخم الذي يسمى سيارة
قبل أن تطأ قدمك هذه الطريق؟أين عقلك يا هذه؟
وعندما لم تجب،تغير الصوت الغاضب ليسألها بخشونة :
- هل أنتي بخير؟
كان قلبها يخفق في صدرها وجسدها يتكئ على مقدمة السيارة الساخن،بينما صوتها يرتجف وجلاً:
- أظن هذا.
تنفس المتحدث الصعداء ليتبعه اتهام آخر:
-أنتم أيها الشباب تركضون في الشارع وكأنكم تمتلكونه.رؤوسكم بين الغيوم،متوقعين أن ينتبه الناس لوجدودكم...كم أتمنى لو أضعك على ركبتي لأصفع مؤخرتك.
وجمدت كارين مكانها،منتظرة مضي التقريع.لكن ذاك الصوت أكمل بنبرة ملؤها نفاذ الصبر والبرودة:
- لو تنحيت قليلاً لأمكنني متابعة الطريق.هذا إذا كنت لا تظنين أنك تغدقين على بالكثير.
لم يفت كارين ما في نبرته من السخرية
- هلا أعطيتني كتبي لأستطيع بعدها المضي في طريقي؟
- ماذا؟ أو ألتقط كتبك وأدلك إلى الطريق مع مباركتي..أهذا ما تريدين؟
الصوت كان اكثر عمقا وأشد غضباً.
- أجل... أرجوك.
ران صمت طويل،يمزجه إحساسها بالعدائية البينة وبالقوة التي ظهرت أوضح عندما أمسكها هازاً إياها صوته الرجولي خرج قاسياً من بين أسنانه.
- التقطي كتبك بنفسك أيتها السيدة الشابة،واشكري ربك لأنني لن أسلمك للشرطة بتهمة التهور في السير وسط الشارع.
تحركت خطواته مبتعدة.لقد سببت له الخوف كثيراً،ولا يمكن أن تلومه على غضبه.فقالت:
- أرجوك لا تتركني هنا.أنا آسفة لأنني خطوت أمامك،ولكنني كنت أتمتع بهذا الصباح الجميل وهذا ما جعلني أخطئ في العد.
_أخطأت في العد؟ أخطأت في العد؟ أتحاولين أيضاًعدم الابتعاد؟
فقالت بهدوء:
_أنا لا أرى ... لذا أعدُّ الخطوات بين منعطف وآخر...لكنني اليوم توقفت عن العد ونسيت كم بقي لي من الخطوات لأصل هذا المنعطف.
أحست بالتفاتة حادة منه وبنظرة دهشة تكاد لا تصدق ما ترى لكن بقليل من الانتباه لاحظ أن هاتين العينين الدعجاوتين لا تنظران اليه مباشرة.
ازدادت فترة الصمت،فقالت على عجل:
- أرجوك ... ناولني الكتب والعكاز الذي سأستخدمه ولو كُسر.
ما عادت تسمع كلمات تبدر منه إنما حركة سريعة تبعها وضع الكتب في يدها الممدودة
- العكاز لم ينكسر أين تضعينه أفي يدك اليسرى أم اليمنى؟
- في اليسرى لو سمحت.أوصلني إلى المنعطف وسأكون على ما يرام بعدها.
وأمسكتها يداه لتقودها،ثم قال الصوت:
- خذي خطوتين الى الامام ثم صعودا .
تنفست عميقاً ثم قالت:
- عذرا على ما سببته لك فليس من عادتي الخطأ لكن هذا الصباح...هزت كتفيها مبتسمة باتجاه الأنفاس التي تسمعها وكانت قد شمت عندما أعطاها العكاز رائحة عطر ذكرتها بعبير ليمون الميلاد.أشعرتها قبضته الثابة على ذراعها وصوته المنبعث بأنه رجل طويل القامة.
- أي مكان تقصدين؟
- أقصد المكتبة الواقعة عند الزاوية التالية.
- وكيف تعرفين أنها عند الزاوية التالية؟
- لقد سرت حتى الآن منعطفين،وهذا يعني أن أمامي منعطفاً آخر أقطعه لأنعطف إلى اليسار خمساً وستين خطوة أُتبعها بخمس عشرة خطوة نحو سلم ثم ست أُخر نحو خمس درجات صعوداً وست عشرة خطوة لأجتاز الباب.
ضحكت ثم أردفت:
- هكذا ترى إن علي التركيز وإلا لن أنجح...حُمُّى الربيع تملكتني اليوم .وأنا آسفة.
- بل أنا الآسف..سأوصلك بالسيارة الى المكتبه .
- لا...شكراً،سأكون على ما يرام.
سمعت خطواته تبتعد وبابُ سيارته ينغلق ليهدربعد ذلك محرك السيارة بنعومة.أكملت المسير حتى وصلت إلى مكانها المنشود فقصدت طاولة قرب المكتب ثم راحت أناملها تتحسس الكتابين اللذين قدمتهما لها السيدة لونغمان.كان الأول يتناول موضع تدريس طريقة برايل للعميان والثاني يتحدث عن كيفية الحصول على كلب خاص للعميان.
أخذت تفكر بالإيجابيات التي قد يقدمها لها كلب كهذا كالتغلب على الوحدة التي تُحس بها،لكن الحصول على هذا النوع من الكلاب يكلف مالاً كثيراً والمنظمات التي تعمل في هذا المجال قليلة جداً حتى تكاد تقف عاجزة أمام كثرة المحتاجين إليها،آه لو تستطيع اقتناءه فما أضيق العيش دون فسحة الأمل!
كانت كارين مراسلة جوالة لإحدى الصحف المحلية .تسجل مقالاتها على أشرطة ثم تطبعها على ألآلة الكاتبة الماهرة في استخدامها ولم تكن تعتمد إلا على نفسها مع بعض المساعدة التي يقدّمها لها احياناً تشارل الذي يعمل في الصحيفة معها ولشدّ ما كان يتمنى لو تعتمد عليه أكثر في بعض الأمور.وأخذت الكتابين معها ثم شقت طريقها بتأن عائدة إلى المنزل وسط الازدحام الكبير الذي يزداد بعد الظهر.وصلت إلى شقتها دون مصاعب تذكر.وكانت شقتها في بناء من طابقين فيه أربع شقق ،شقتها غرفة نوم وغرفة جلوس ومطبخ صغير إضافة إلى حمام ومكان خاص لوضع الملابس فخورة به لأن فيه الكثير من الرفوف التي تجعلها تميز بين الملابس الموضوعة عليه بواسطة اللمس.كانت جارتها لورا تزورها لترتب لها ألوان الثياب،ولكنها كانت هي نفسها ناجحة تمام في
ما تفعل .لا بد ان ما حدث لها اليوم قد أتعبها.خلعت حذاءها ثم استلقت فوق السرير،تحسست أصابعها ساعتها (البرايل) فوجدت أنها الثالثة والنصف أي موعد الغداء.لكنها وعدت نفسها بتناول الغداء لاحقاً وأدارت وجهها نحو النسيم القادم إليها من النافذة.تمطت كارين لتصحو من سباتها.بعد ذلك جلست عندما سمعت طرقات على الباب.مدت اصبعها إلى ساعتها ياإلهي إنها الخامسة تقريباً .ألهذا الحد كنت تعبة؟
صاحت بأعلى صوتها:
- دقيقة من فضلك.
ثم أسرعت الخطى نحو الباب متعثرة بكرسي...سألت وهي تضع يدها على المقبض:
- من الطارق؟
فنادراً ما كان يزورها أحد باستثناء تشارل أو لورا،ولكن تشارل في مهمة لن يعود منها قبل يوم الأحد ولورا تعمل يوم السبت.
أجابها بصوت عميق سرعان ما تذكرته.
- أنا بريان كالدويل.
أوه ... ياإلهي ... ربما ألحقت الضرر بسيارته.فتحت الباب وهي تبتسم:
- نعم سيد كالدويل؟
- هل لي أن أدخل؟
- أجل بالطبع.
- هل أيقظتك من نومك؟
- لماذا تسألني؟
- ليس تماما،فأنا رجل في الخامسة والثلاثين غير متزوج، إن كان يهمك الأمر.
وقفت وهي تبتسم :
- سأكون جاهزة عند السابعة.أشكرك على هذه الدعوة .
- من يساعدك في ارتداء ملابسك؟
- لماذا؟لا أحد.إن لم يعجبك تناسق ألوان ما سأرتديه لاحقاً أخبرني.
- حسن جداً.سأكون عندك في تمام السابعة.
سرَّتها هذه الدعوة.وذهبت إلى المطبخ لتشرب كوباًمن الحليب يعينها على تحمل الجوع إلى وقت العشاءلكنها ستعوض عن الغذاء الذي فاتها بسبب النوم على حساب السيد كالدويل..إنه في الخامسة والثلاثين وغير متزوج...هه؟ هذا أمر مثير للأهتمام.آه لو تقدر على رؤيته !أف لهذه الحياة.

أخذت تفتش باصابعها الحساسة لتنتقي ثوباً أخضر بلون التفاح وحذاء وحقيبة يد خضراء تناسبه. عندما قرع الباب في تمام السابعة كانت جاهزة. من الطارق؟
- برايان.
وفتحت الباب وهي تبتسم:
- أنا أسأل من الطارق لأن المنظار وللأسف لا يفيدني.
- أفهم هذا...كان علي أن أعرف عن نفسي فوراً...لقد أجدتٍ اختيار ثيابك.هل تعرفين لون الثوب الذي ترتدينه؟
- إنه أخضر فاتح، ومع حذاء أغمق لوناً ، ولكن من الأفضل أن تتفحصه حتى لا أقع في الخطأ الذي ارتكبته يوم ذهبت إلى المكتبة منتعلة فردة خمرية اللون وأخر حمراء فاقعة.
- لا..لم تفعلي هذا !
- أجل ... ولكن لحسن حظي أنني كنت أرتدي ثوباً طويلاً جعلهم لا يرون ما أنتعل.
- ومن دلّك على خطأك؟
- من كنت معه.وكنت في ذاك الوقت لا أعرفه جيداَ.
- وماذا كانت ردة فعله؟
رفعت رأسها ثم راحت تقلد لهجة تشارل المعجرفة قليلاُ:
- حسناُ ياكارين ... يبدو ان من الأفضل لك أن تتزوجي ليساعدك زوجك على انتقاء ثيابك بشكل لائق.
- وما كان ردك؟
- سألته لماذالا يستطيع مساعدتي على ارتداء ملابسي دون زواج. وقبل أن تسألني إذا كان قد صدم لهذا الجواب ،أقول لقد أمضى أسبوعين قبل أن يطلب مني الخروج معه ثانية.
أشارت ضحكته إلى أنه فهم ما جرى.
- كارين انغرام .يعجبني هذا الاسم،ولا أحب أن يتغير مهما يكن الاسم الآخر.الجو بارد،أليس لديك سترة خفيفة؟
بعد لحضة وضع السترة على كتفيها وخرجا إلى سيارته. وما إن غرقت في المقعد الفاخر حتى تنفست عميقاً وهي تتلمس فرش المقعد الذي دلت رائحته على أنه جديد.
- ومن دلّك على خطأك؟
- من كنت معه.وكنت في ذاك الوقت لا أعرفه جيداَ.
- وماذا كانت ردة فعله؟
رفعت رأسها ثم راحت تقلد لهجة تشارل المعجرفة قليلاُ:
- حسناُ ياكارين ... يبدو ان من الأفضل لك أن تتزوجي ليساعدك زوجك على انتقاء ثيابك بشكل لائق.
- وما كان ردك؟
- سألته لماذالا يستطيع مساعدتي على ارتداء ملابسي دون زواج. وقبل أن تسألني إذا كان قد صدم لهذا الجواب ،أقول لقد أمضى أسبوعين قبل أن يطلب مني الخروج معه ثانية.
أشارت ضحكته إلى أنه فهم ما جرى.
- كارين انغرام .يعجبني هذا الاسم،ولا أحب أن يتغير مهما يكن الاسم الآخر.الجو بارد،أليس لديك سترة خفيفة؟
بعد لحضة وضع السترة على كتفيها وخرجا إلى سيارته. وما إن غرقت في المقعد الفاخر حتى تنفست عميقاً وهي تتلمس فرش المقعد الذي دلت رائحته على أنه جديد.
- لقد اشتريتها منذ سنة،ولكنني نادراُ ما أستخدمها لأنني أعتقد أن (الشيروكي) ذات الدفع على أربع إطارات أكثر إفادة لي حيث أعيش ... أنا لا أعرف إلا بعض المطاعم في مدينة (سولت لايك)... فهل تثقين بي.
- بالطبع.
عندما توقفت السيارة سألت:
- هل وصلنا إلى مطعم (مرسيلانو)؟
وقبل أن يسأل هزت أنفها وقالت :
- أستطيع أن أشم رائحة لحم العجل المشوي الشهير هنا.
لمس ذراعها بخفة ليقودها إلى مدخل المطعم:
- هل أكلت هنا من قبل؟
- نعم منذ فترة.لكنني أذكر أن طعامهم لذيذ شهي.
اقترب منهما الساقي ،فسألها برايان:
- هل أطلب أنا الطعام؟
- أرجوك...
بعد أن ابتعد الساقي عنهما سألته:
- هل سكنت في المدينة حديثاً سيد كالدويل؟
أجابها مؤكداُ على قوله:
- بما أنني لست عجوزاُ فأنا أطلب أن تناديني باسم برايان ..أنا من سانتا فاي،لكنني أقوم بزيارة هذه المدينة.
- لقد ذهبت إليها يوما. إنها جميلة.
- جميلة؟... وكيف عرفت هذا؟
- فقدت البصر منذ عام مضى،وكنت هناك في أواخر الخريف حيث تساقط الثلج قبل أوانه.
- ماذا أصابك حتى فقدت البصر؟
- استيقظت يوماً وأنا عاجزة عن الرؤية أما كيف لماذا فهذا ما لا يعرفه أحد.
ساد صمت قصير تبعه صوته سائلاً:
- وما هي فرص ارتداد بصرك إليك؟
- الله أعلم.
علمت من اقتراب صوته منها أنه قد مال إلى الأمام وهو يسألها:
- من هوطبيبك؟هل قابلت أخصائياً؟
فابتسمت :
- ولماذا ؟
- لان عليك استشارة اعلم الاطباء وامهرهم في مثل هذه الحاله .
- اناالان اكثر اهتماما بالحصول على كلب قيادةمني بالحصول على اطباء لا يعلمون عمّا يبحثون.
- وما الذي يمنعك من اقتناء كلب.
- المال والكلب نفسه. فلو اشتريت هذا الكلب لمنعت من إيصاله إلى شقتي لأن مالك المبنى لا يسمح بذلك،أضف إلى ذلك أن سعره غالٍ وأنه يكلف الكثير من الطعام والرعاية.
- كنت أعتقد أن لا إشكال في استخدام كلاب العميان في أي مكان.
- تستطيع التجول معها أينما كان،ولكن هناك قوانين ضد اقتناء الحيوانات في بعض المناطق مهما كانت الاسباب .
- لو انتقلت إلى مكان آخر أًيسمح لك باقتنائه؟
وأقبل الساقي حاملاُ طلبتهما.أخذت تشم رائحة الطعام:
- رائحته جيدة،وأنا جائعة. لقد نمت وقت الغذاء.
- هناك عدة أنواع من السلطة... أتفضلين نوع ما؟
- السلطة المشكلة.
- لا أقصد الازعاج ...انما هل تستطيعين تناولها دون مصاعب؟
- أجل ... حقاً شكراُ لك. إذا أخطأت تظاهر أنك لا تعرفني..
قال ضاحكاُ
- أعلميني إذا احتجت إلى شئ.
أثناء تناول الطعام أعاد سؤاله الأول:
- لو انتقلت ؟
- لا أريد الانتقال.فأنا أعرف منطقتي أعرف الباص الذي يوصلني إلى عملي،والبقال عند الزاوية وسبيل الوصول إلى المكتبة دون أن أقتل نفسي بقليل من التركيز.
فزفر أنفاسه وقال:
- لقد اقتربت منك كثيراً...وليس الأمر مضحكاً لي بعد. ربما بعد ستة أشهر من الآن ستكونٍ في سانتا فاي وعندها لن تتذكر أبداً أنك كنت في مدينة (سالت ليك)
- السلطة المشكلة.
- لا أقصد الازعاج ...انما هل تستطيعين تناولها دون مصاعب؟
- أجل ... حقاً شكراُ لك. إذا أخطأت تظاهر أنك لا تعرفني..
قال ضاحكاُ :
- أعلميني إذا احتجت إلى شئ.
أثناء تناول الطعام أعاد سؤاله الأول:
- لو انتقلت ؟
- لا أريد الانتقال.فأنا أعرف منطقتي أعرف الباص الذي يوصلني إلى عملي،والبقال عند الزاوية وسبيل الوصول إلى المكتبة دون أن أقتل نفسي بقليل من التركيز.
فزفر أنفاسه وقال:
- لقد اقتربت منك كثيراً...وليس الأمر مضحكاً لي بعد. ربما بعد ستة أشهر من الآن ستكونٍ في سانتا فاي وعندها لن تتذكر أبداً أنك كنت في مدينة (سالت ليك)
- السلطة المشكلة.
- انا بريان كالدويل اعرفك إلى نفسي لئلا تخشي الركوب معي.
لم يكن الاسم يعني لكارين..لكنها قالت:
_ليس الأمر كما تظن سيد كالدويل إنما عليّ الاعتماد على الذات لذا لا داعي لإزعجك.أشكرك.ابتعدت عن المنعطف حذرة في عدّ خطواتها، لكنها أحست به متردداً:
- لمَ ذهابُك إلى المكتبة؟هل يقرأ أحدهم لك الكتب؟
- بالطبع لا...أترى...الكتب مكتوبة بطريقة (بريل)وأنا أتردد إلى المكتبة كثيراًحتى أن الجميع بات يعرفني كما انني أعرف الكتب التي عليَّ قراءتها أما الكتب الجديدة التي تصل الى المكتبة فتحتفظ لي بها موظفة المكتبة (السيدة لونغمان).
- فهمت...هل أنت واثقة أنك لست بحاجة إلى مساعدة لتصلي إلى المكتبة؟
- أجل شكراُ لك سيد كالدويل.
- وجهك أحمر. وعلى خدك علامة حمراء أخرى.
- اوه ... أجل لقد نمت أطول مما كنت أنوي، أرجوك اجلس.
وما إن سمعته يجلس على المقعد الكبير حتى تحركت إلى أريكة صغيرة لتجلس عليها:
- هل ألحقت ضررأً بسيارتك؟
- ماذا؟
بدت الدهشة في صوته ثم ضحك وهو يقول:
- لا، لا طبعاً. لقد كنت على عجلة من أمري في الصباح وقد خشيت أن تكوني قد تأذيتي لذا أتيت متفقداً أحوالك معتذراً عما بدر مني من كلمات فظة.
- لا حاجة إلى ذلك أنا بخير... لكن قل لي كيف وجدتني؟
- السيدة لونغمان دلتني إليك بعد أن أعطيتها تأكيدات عن شخصيتي تعود إلى أيام طفولتي.
ضحكت كارين:
- أراهن أنك قد فعلت ذلك للأنني أعرف السيدةلونغمان لكن ماذا أقنعها في النهاية؟
- سحري الفتاك ...الذي آمل أيضاً أن يقنعك بتناول العشاء معي الليلة."فقالت مازحة:
- أجل... ولكنها تراك.
- ربما هذا هو سبب شكها في نيتي الشريفة...الوقت مبكر الآن للعشاء ولكن إذا وفقت على دعوتي فسأمرّ بك عند السابعة.
- سيد كالدويل ...لا أظن...
- ارجوك ...أنا وحيد في هذه المدينة الكبيرة فهلا اشفقت عليَّ وأبعدتني عن تناول الطعام وحيدأً.
ترددت ...متسائلة من هو هذا الرجل ..آه لو أرى !
- هل أتصل بوالدتي لتكفلني ياكارين؟
فضحكت:
- لا...لن يكون هذا ضرورياً.حسن جداً.سأكون جاهزةعند السابعة ...لباس غير رسمي. كما آمل.
- أجل .
وقف دون أن يتحرك نحو الباب ثم سأل:
- أنت لست في سن المراهقة؟
فبتسمت:
- لا .
- هل لي أن أعرف كم تقتربين من هذه السن؟
- أنا في السادسة والعشرين سيد كالدويل.فهل أنت في عمر يخوّلك أن تكون والدي؟
- هذا بعيد الاحتمال...أليس هناك أبنية في محيطك تسمح بإيواء الكلاب؟
- لاأعرف شيئا عن المحيط هناك.لو استطعت الحصول على مال يكفي لشراء الكلب،مفكرة إلى أننا لن نمت جوعاً سأفكر عندها بالبحث عن شقة أخرى.
- هل لديك عائلة هنا؟
- لدي شقيقة متزوجة في (الباكويرك).
- ثمة منظمات عديدة تٌعنى بهذه الأمور التي تعانين منها. على سبيل المثال نادي (الليونز).
- نعم هذا صحيح. لكنني حديثة العهد في هذا المصاب ولديهم لائحة طويلة مكتظة بأسماء أناس ينتظرون منذ سنوات خاصة الأطفال منهم...هل تتصور أنك لم ترى ألوان الأزهار أو البيوت أو السماء الزرقاء من قبل؟ وأن لا تعرف معنى (السماء الزرقاء) لأنك لا تعرف ما هو اللون الأزرق
أجابها بعد صمت قصير:
- لا...لا أتصوًّرذلك.
- أتعلم أنني من المحظوظين فقد تمتعت بعمة البصرخمساً وعشرين عاماً وللأسف ما كنت أشعر بهذه النعمة التي أغدقها عليَّ الله لأنني ما حسبتني سأفقدها يوماً .
- لا تبدو المرارة عليك.
- في بعض الأحيان أبكي لأتفه الأسباب.
- مثلا
- حسناً .. أحب مثلاُ أن أعرف لون عينيك وشعرك. آه ... أعرف أنك ستخبرني .. لكن هل ستكون صادقاً عندما تقول إن عينيك خضراوان في حين أن إحداهما خضراء والأخرى زرقاء.
تنهدت مضيفة:
- إذا كنت ترى بهما فلا يهم اللون.كانت المرة الأخيرة التي فيها الأسبوع الماضي يوم تساقط المطر غزيراً.
كنت أشعر بقطراته تطرق وكم أحببت حينها أن أرى قطرات الماء وهي تقع ثقيلة على البرك التي يسبح فيها البط واضعاُ رأسه تحت جناحه اتقاءمن البلل ... ياإلهي إذا مضيت في سرد مثل هذه الأمور فستحسبني عاطفية.
غير موضوع الحديث على الفور ثم أخذا يضحكان وهما يتناولان الفاكهة وعندما خرجا من المطعم قال لها وهما في السيارة:
- أخبرني... ماذ تفعلين عادة مع الرجل الذي يخرج معك بما أنك لا تذهبين إلى السينما أوالمسرح؟
- نجلس معاً أقرأ له أحياناً بعض الشعر من كتب (برايل)و...
-تابعي...
- لا شيئ ... أحياناً أذهب إلى التزلج إذا كان معي من لا ينزعج من التصاقه الدائم بي.
- لم أتزلج منذ سنوات.
- هل ترتدي ثياباً مناسبة؟
- ألا تظنين أن ثياب العمل تناسب؟هل هناك حلبة قريبة؟
- إذا كنا في شارع أندلوسيا استدر يساراً عند غرانستون وبعد أربع منعطفات تستطيع رؤية اللافتة.
أحست بالسيارة تنعطف ثم سألها:
- وكيف عرفت أننا في شارع اندلوسيا؟
- لم أعرف فعلاً، ولكن مع بعض الحسابات استطعت أن أخمن.عندما بدأت العمل في الجريدة زودني نادي (اللويز) بخريطة للمدينة على طريقة (برايل) اعتمدتها كثيراًحتى استظهرتها.
- هل الحلبة هي المبنى الذي يبدو وكأنه (ستاديوم) كبير عند اليسار؟
- أجل.
فتح باب موقف السيارات ثم سمعته يدفع ثمن البطاقة ليعود بعد لحظات قائلاً:
- لايبدو المكان مكتظاً.
- ثمة مباراة كرة قدم محلية سيشاهدها جميع الناس لذا أعتقد أن المكان سيبقى هادئاً.
بعد أن استأجرا أدوات التزلج انتعلت حذاء التزلج بنفسها تاركة له أمر تثبيته،ولما حاول مساعدتها للوقوف شعرت أنها قريبة منه فرفعت يدها إلى ذقنه وحركت أنملها بسرعة على فمه الذي انفرج دهشاً بعد ذلك تابعت يدها مسيرها إلى أذنه اليمنى فخدّه وحاجبيه الكثيفين،نزولاًإلى أنفه ففمه مرة أخرى وصولاًإلى ياقة قميصه.
- لماذا كل هذا ؟سألها
ضحكت:
- أريد أن أصفك فيما لو أضعتك.
- شعري أشقر، وعيناي زرقاون فاتحتان.
- حقاً؟
- أجل. - ظننت لوهلة أن شعرك بني وعينيك أيضاً.
- لماذا؟
- الشعر على ذراعك كثيف وحاجباك أيضاً.وعادة الشقر لا يملكون هذا الشعر الكثيف
- هل العمى يجعلك خبيرة في علم النفس.
- علم نفس؟ لا..العمى يرهف الإحساس بالأشياء فقدرة البصر تنتقل إلى الحواس الأخرى.
بعد برهة قال: - هيا بنا.
- حسناً.
قادها برايان إلى الحلبة والموسيقى الصاخبة تصدح،وبعد انتهاء القطعة الموسيقية توجها بها إلى الجانب واستندا إلى القضيب الحديدي ،وهما يتنفسان بصعوبة فقالت له:
- لابأس بك خاصة أنك لم تمارس هذه الرياضة منذ مدة
تناهت لأسماعهما موسيقى الدانوب الأزرق فجذبها برايان بين ذراعيه إلى أن التصق جسداهما ثم راحا يتمايلان مع أنغام الفالس الناعمة. وما إن توقف
النغم،حتى توقف ولكنهابقيت بين ذراعيه حيث تستريح يداها على خصره ... وتنهدت رافعةً رأساها إليه.
- لقد كان هذا جميلاً... شكراً لك .
كانت ذراعاه تحيطانها بدفء إلى أن ارتفعت إحداهما لتلمس شفتيها:
- أنا أرهما جيداً لكنني أريد أن أتأكد إن كانتا ناعمتين كما تبدوان. ولم يلبث أن انتقلت أنامله إلى ذقنها لينحني بعد ذلك إليها معانقاً وقد انبعثت إليها دماء الحياة فيّاضة من جديد.
انحنت نحو المقعد الخشبي،وهي تشعر بالدم يغلي في عروقها أما هو فقد انحنى لينزع حذاء التزلج من قدمها بلطف ويلبسها حذاءها قبل أن يتحرك مبتعداً لتسليم أحذية التزلج وجلب أغراضهما.
- هل أنت مستعدة؟
لم يتفوه بكلمة اثناء انتقالهما إلىشقتها لكن عندما وقفا أمام الباب سألها :
- هل لي أن أدخل ياكارين؟ أجل ...
دخلت ألى الغرفة،وعندما أحست أنه ليس إلى جانبها قالت:
-برايان .
-أين زر النور؟
-أوه... أنا آسفة.
بعد لحظة أضيئ نور مصباح صغير على الطاولة،وقالت :
-لا أنوار في السقف فأنا لا احتاجها كما تعلم.
ضحكت.فقال لها وهو يراقب تحركها الواثق في الغرفة :
- هل تستفيدين من عماك؟
-العمى لا يقدّم أي فوائد.فجلّ ما يعطيه هو الوحدة والظلام الأبدي.
لوحت بيدها نافذة الصبر ولم يلبث أن تبدلت نبرة صوتها:
-هل تحب أن تشرب شيأ؟
- أجل بعض القهوة.دعيني أحضرها
هزت رأسها رافضة.ثم تحركت نحو المطبخ وصولاً إلى البراد، أخرجت الإبريق ووضعته فوق النار،ثم حضرت فنجانين وبعد قليل صبت القهوة أعطته إيها .بعد أن جلس نزعت حذاءها ثم انزلقت نحو الأرض لتجلس قرب المقعد الذي جلس عليه.
- ماذا تفعلين طوال اليوم عدا القراءة والمشي؟
-أعمل - تعملين؟
- طبعاً.أنا محررة في جريدة وناجحة في عملي.أعلم أنني أعيش في الظلام.ولكن عليكم أنتم المبصرون أن تعلموا أن أمثالنا غير عاجزين كل العجز.فنحن نختلف عنكم فقط.مدت يدها إلى فنجانها لكنها أخذت فنجانه خطأ،فأوقفتها يده قبل أن ترتشف:
- يمكنك أن تشربيه ولكنه لي.
ارتفع اللون ألى وجهها وهي تهز رأسها:
- يبدو أنني سأعتذر لك دوماً عن شئ ما، ولكن لابد أنني أبعدت فنجاني كثيراً.
- قليلاً ... خذيه، فلنعد للحديث عن العمل فالفضول يكتنفني وأريد أن أعرف كيف تحررين الأنباء.
- أستخدم التسجيل في المقابلات حتى الهاتفية منها،ولعلمك أن مقابلاتي مراقبة كمقابلات الأخرين تماماً.
- مع من تعملين؟
- أعمل لإيربي استرسون في جريدة (صن سيت).
- أجل ... لقد سمعت عنه .لقد لاقى نجاحاً كبيراًفي الاتحادات من خلا افتتاحياته.
- أجل... لقد منحني فرصة،لكنه ما كان ليبقيني لو لم أنل استحسانه.وأنت يابرايان ما عملك؟
- لدي مزرعة مواشي بالقرب من سانتا فاي.
- اتذكر أن معظم المنطقة جبلية،فكيف تربي المواشي في الجبال؟
- هناك الكثير من السفوح والتلا المنسطة تجعل المنطقة رائعة لتربية الأبقار.-هل أنت (راعي بقر) حقيقي شريف.
فضحك:
انا أعمل في المزرعة مرتدياً القبعة منتعلاً الحذاء العالي،والجينز فهل هذا يجعلني راعي بقر؟
حاولت أن ترفع رأسها إليه لتتكلم ثم تراجعت.فسألها :
- وماذا الأن؟
- لست أشقر.راعي بقر أشقر؟
-يالهذا المنطق.ألا أبدو أشقر؟كيف تعرفين الأشقر (من الأسمر أو الأحمر.)أمن الصوت؟
وأخذ يضحك، فوقفت ثم تقدمت نحو مقعده لتجلس على ذراعها ومدت يدها إلى شعره،من مقدمة جبينه إلى الخلف لتلمس ندبة على وجهه لم تكن قد لمستها من قبل.ثم انتقلت إلى ذقنه المربعة تقريباً لتهبط يدها بعد ذلك إلى قميصه لتفك منه زرين ولتدس يدها في صدره.
- لو كنت أشقر،لكان شعر صدرك أنعم من هذا أنه خشن.
قال بصوت خفيض:
- هل تتفحصين أصدقاؤك الرجال كلهم على هذا النحو؟
- لم أشعر بالفضول نحو أي منهم من قبل.
سحبت يدها ثم سارعت ألى الابتعاد عنه لكنه منعها عن ذلك أذ أمسكها ثم أجلسها على ركبتيه، وقال: - آن لي أن أقوم ببعض الفحص بنفسي.
وأخذا يتلمسها برقة،إحدى يديه تمسك برأسها والأخرى تمر على ظهرها وهي تضغط عليها بلطف بينما راحة يده تتحرك بدوائر صغيرة على أنحاء جسدها.امتدت يدها خلف رقبته تتلمس شعره الكثيف.وقد ازداد ضغط يديه واتجه وجهه نحوها متطلباً متسائلاً... أحاطتها ذراعاه فترة طويلة ثم ابتعد وجهه عنها. توقفت يداه عن تلمسها ووقفت هي مبتعدة عن ركبتيه لكن ذراعه الممسكة بها لم تسمح لها بالابتعادعنه كثيرا ًفوقف وأحاط وخصرها بذراعيه. انتظرت متسائلة أيكون قلبها وحده هو المُصدر كل هذه الضجة.كانت تشعر بشفتيه فوق شعرها.
- أنت محقة ياكارين... أنا أسمر وشعري يكاد يكون شديد السواد،أما عيناي فبنيتان.
- لماذا ادّعيت العكس؟ بالتأكيد...
-لم أكن أعتقد حقاً أنك تستطعين معرفة الشخص من خلال الملمس والسماع وما كان علي أن أشك فيك.
تركها وهو يضحك،ثم أردف قائلاً:
-أنت مدرسة لأمثالي ياكارين.عندما يعطيك ايسترسون إجازة تعالي إلى (سانتا فاي)... سأعرّفك إلى مزرعتي التي عشت فيها طويلاً حتى بت قادراً على أن أصفها لك أدقّ الوصف.
- وهل ستغادر (سالت ليك) قريباً؟
- أجل ... سأغادرها في الصباح.المسافة طويلة وأريد أن أكون هناك يوم الإثنين.
وأمسك بيدها ثانية.
-سأحاول أن أتذكر كلامك،ولكن النظر إليك يجعل الأمر صعب علي .آسف لأنني حاولت خداعك لكنني سررت بالتعرف أليك ... الوداع ياكارين ... واعتني بنفسك.
سمعت الباب يقفل ... ثم وقع خطواته السريعة وهو يسير نحو سيارته صافقا الباب خلفه أما هي فعادت إلى وحدة غرفتها الصغيرة.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:21 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني
عندما يرى القلب
أخذت تتساءل عن سبب العناية التي ارتدت فيها ثياب نومها وتساءلت أيضاً عن سبب الرغبة الجارفة إلى رؤية شفتيها اللتين لمستهما أصابعه القوية وهل ستبقى ذكراه على ما هي ... كانت تتسائل لماذا لم يخطر ببالها من قبل أن تفكر بالأوقات التي عانقها فيها تشارل.هي تكاد لا تذكر ردة فعلها على عناق تشارل الذي لم يبعث فيها إثارة تذكر كما أنها تكاد لاتذكر أن مشاعرها قد تحركت ولو قليلاًيوم تحسست قسمات وجهه وشعره. أما مع برايان فقد كان لملمسه فعل الكهرباء الذي اجتاح كيانها اجتياحاً.ياترى ماهي تلك الندبة على وجهه؟هل هي(غمازة)؟أم أنه جرح؟هل هو بشع؟لعله متجهم أما قبيح فلا.لقد قال إنه أسمر...ولكن إلى أي مدى؟ معروف أن سانتا في ملأى بسكان تعود أصولهم إلى الهنود الحمر. أهو من أصل هندي؟وهل اسمه انكليزي؟
كيف تعلم وهي لا تفهم كثيراً بعلم الأنساب ولا تعرف إلا القليل عن منطقة (سانتا في) .
استطاعت هذه الأفكار المتضاربة أن تَخلدها إلى نوم عميق ظنت فيه أن ما رأته في يومها لم يكن سوى حلم عذب.نهار السبت،بعد أسبوعين من لقائها ببرايان كالدويل راحت تنفض الغبار عن أثاث شقتها ولما وصلت يدها إلى الطاولة حيث تبادلت معه فنجان القهوة ابتسمت وهي تتذكر عرضه(خذي فنجاني إذا رغبت).
كانت بعض أخطائها تحرجها قليلاً لكن ما حدث معها يومها أثار فيها رغبة كبيرة فقد سرها أن تضع شفتيها حيث كانت شفتاه لامستا أطراف الفنجان.
قطع رنين جرس الباب أفكارها، فاستدارت بعد أن تأكدت من ابتعادها عن الطاولة ثم خطت نحو الباب.وسمعت صوتاً يقول:
_أنا ايربي ايستراسون ياكارين.
ترددت قليلاً،ثم فتحت الباب.
_سيد ايستراسون. ادخل ماذا جاء بك؟.
_حسنا ياكارين يبدو أن ملاكك الحارس يعمل وقتاً إضافياً يوم السبت. لقد وصلني هذا إلى المنزل بالبريد الجوي عند السابعة من هذا الصباح...
_وما هو (هذا)؟
_ مدي يدك.
مدت يدها بتردد ففاجأها ملمس فرو كثيف وأذنين طويلتين وقوائم أربع،كادت أنفاسها تحبس أو تنقطع لما تلمس لكنها استطاعت أن تصيح:
_اوه ... اوه
عادت يدها نحو الرأس الكبير،ثم فوق الوجه والأنف الأفطس.ثم التفت ذراعاها حول رقبة نحيلة لكن قوية،وراتسمت ابتسامة عريضةعلى وجهها وهي تحتضن الحيوان،الذي وقف جامدا ًيسمح لها باكتشاف جسده دون احتجاج.
_ولكن أين ... من ...؟
_وصل هذا الحيوان بالبريد لأسلمه إلى كارين انغرام.أما المرسل المجهول فقد فتح حساباً في مصرف ستاير لإطعام هذه الكلبة والعناية بها.وهي كلبة لها من العمر سنتان،ألمانية سوداء تعود إلى أحد الرعاة.كما أنه لدي عنوان شقة تقع في الجوار مسموح فيها باستخدام الكلاب.
جلست كارين على الأرض تستمع إلى صوت رئيسها عاجزة عن التصديق بأن ما حلمت به طويلاً قد نالته.
_لست أفهم.هل هي لي؟ولكن لماذا؟
سمعته يضحك.
_لقد أخبرتك كل ما أعرفه ياكارين،ولا أخفي عنك فضولي الكبير فبينما كنت حائرة في أمرك تفكرين كيف تحصلين على كلب وكيف تدربينه أو تطعمينه تجدين فجأة بين يديك كلبة كهذه.لا بد أن لك أماً ساحرة قد لوحت بعصاها ملبيةً طلبك.
أو أنه عرّاب. لمعت الفكرة فجأة في ذهنها ... برايان كالدويل ... ولكن رعاة البقر لا يلوحون بالعصا السحرية ولا يحققون خلال أسبوعين ما عجزت عن تحقيقه في شهور. حساب في المصرف وشقة؟ الأمر لا يبدو معقولاً.
_أتعلمين... ربما أحد مقالاتك قد أصابت وتراً حساساً في قلب ما ياكارين. ولكن مهما كان الأمر، فأنت من تلقيت الهدية، الأوراق كلها باسم كارين انغرام، ولا مجال للجدال، أما هذه الشقة فعليك البقاء فيها إلى أن تنتقلي إلى شقتك الجديدة.
ووقف ايربي:
_لدي في السيارة بعض الطعام إضافة إلى رسن وطبق وصلا برفقة هذه الكابة.
لم تتحرك (ألسي) بل انتظرت بهدوء قرب كارين،وسألتها:
_من أين أتيت أيتها العظيمة؟
تلقت من الكلبة قبلة مبللة على وجهها،وسمعت ايربي يعود إلى الغرفة ثم يذهب إلى المطبخ.
_الطبق والرسن على الطاولة،والطعام على الأرض... كل شيئ على ما يرام.
_أجل سيد ايسترسون... شكراً لك.
بعد أن غادر ايربي جلست كارين على الأرض فدارت ألسي حولها ثم توقفت.لا يبدو أنها تحتاج إلى كثير من التدريب.عادت أفكارها إلى برايان كالدويل فوجدت نفسها أمام حائط مسدود.لكن لما كل هذه الحيرة التي تحس بها،المهم أنها قد نالت ما تصبو إليه:كلب وشقة من متبرع مجهول بعد زيارة غريب لها؟
قالت لنفسها: لا تتساءلي كثيراً يا كارين ... خذي الكلبة واسعدي.
كانت كارين تحس مع مضي الأيام أن ألسي طيعة،واثقة من ذاتها وعندما حل يوم الجمعة،وجدت أنها وألسي ستنجحان معاً.
أمضت نهاية الأسبوع وهي تسير ما بين الشقتين تكتب قصة حصولها على الكلبة في وقت كادت تيأس فيه.مركزة على المعنويات التي تحسّ بها لثقتها الكاملة بالكلبة.
بعد ظهر يوم الأحد أنهت مقالها لجريدة يوم الإثنين،وأقبل جوستن كيلي،محرر الاجتماعيات،ليأخذ المقالة.قائلاً إنه قد يضطر إلى حذف بعض الكلمات.
عندما رن جرس الهاتف كانت تقف أمام النافذة المفتوحة، حيث الهواء يتلاعب بالستائر.
_كارين تتكلم.
أجابها صوت هادىء:
_مرحباً كارين.
وخفق قلبها بسرعة فصاحت:
_برايان... أين أنت؟
_أنا في فندق هوليداي في المدينة.
_أين في المدينة؟
_في سولت لايك.
حبست أنفاسها، ثم قالت:
_هل سأراك؟ لدي الكثير لأطلعك عليه كم ستمكث هنا؟
_إلى الغد.أتريدين رؤيتي ياكارين...؟رؤيتي؟
فضحكت:
_اوه... هل تستطيع أن تأتي إلى هنا؟
"أجل... سأكون عندك بعد نصف ساعة إذا كان هذا ملائماً.
_ أجل...
وما أن وضعت السماعة،حتى توجهت إلى الخزانة فاختارت ثوباً حريرياً أبيض،له حزام أبيض وبني.
عندما رن جرس الباب كانت تأمل أن تبدو جميلة.
_ أنا برايان ياكارين.
فتحت الباب وهي تبتسم.
_ أهلاً يابرايان.
لكنه لم يدخل،بل أمسك بيدها وجذبها نحوه. ليعانقها عناقاًحاراًكاد يقطع أنفاسها.وأخذا نفساً،ثم قال:
_ ماهذا ؟
_ أتعني ألسي؟ أليست جميلة؟ هل لك أن تخبرني؟
قال وهويغلق الباب ثم يجلس على الأريكة:
_ لست أفهم.
شرحت له ما حصل، ثم أضافت:
_ كنت الوحيد الذي فكرت أنه قد يجشم نفسه كل هذا العناء. إن ذلك قد كلفك مبلغاً.
_ أنت تطرينني ياكارين ... لكنني لم أفعل ذلك.
فتنهدت:
_ لقد ظننت ... لكنني لا أعرف بماذا سأفكر الآن .
_ لا تفكري ... تمتعي بالأمر فقط..
_ حسناً ... ماذا تفعل في سولت ليك؟
_ إنها محطة عابرة ... هل لديك خطط للعشاء؟
_ لا.
عندما عادا من العشاء، أسرعت ألسي لاستقبالهما عند الباب، وقد بدى السرور عليها بلقاء كارين بعد غيبتها القصيرة.قال برايان:
_ أنت تدللينها، فهي لا تريدك أن تبتعدي عن ناظريها.
_ هل تحب الكلاب؟
_ أجل ... لدي عدة كلاب في المزرعة.
تحركت لتجلس على مقعد، لكنه قال لها :
_ اجلسي معي هنا على الأريكة ... أريدك أن تزوري المزرعة مدة أُسبوع. سيكون لديك عطلة في الرابع من تموز؟
_ لست أدري، ولكن بما أنني لم أحصل على إجازتي بعد فربما آخذها. لكن عليَّ أولاً أن اسأل السيد ايسترسون الذي عليه ترتيب الأوضاع.
_ سأسافر غداً لكني سأتصل بك يوم الثلاثاء لتعطيني إجابتك النهائية بعد أن تتحدثي إلى رئيسك. هل تردين زيارتي فيما لو نلتِ الإجازة؟
_ نعم سأحب ذلك.
وقف برايان استعداداً للذهاب فوقفت معه مدّعية الهدوء
خشية أن يعرف حقيقة مشاعرها نحوه. فهي لا تريده أن يذهب، وأدارها نحوه فمدت يداها لتلمس وجهه بادئة بأطراف ذقنه ممتدة إلى الندبة على خده الأيسر، ففمه منتقلة إلى كتفيه ...
_ هل هذا ابعد ما ستذهبين إليه في استكشافك لي؟
(سألها)
همست:
_ أجل.
جذبتها يداه من خصرها ثم شدّها إليه وقد راحت شفتاه تقبلان عيناها المغمضتين فطرف أنفها لتستقرا على ثغرها بعد ذلك في عناق بدأ لطيفاً ليتحول بعد ذلك عميقاً متطلبا ًبينما يداه تلمسان أنحاء جسدها بعمق أكبر. أما يداها فقد تعلقتا بعنقه بقوة. رفع رأسه ثم نظر إليها:
_ كارين؟
وتنهدت وهي تنسحب من دفء ذراعيه،وعيناها البنيتان القاتمتان تحدِّقان في الظلام.
_ لا يجب أن أفعل هذا. ولكن مشاعري تعوض عن شعوري بالذنب.
_ أتشفق علي؟
سؤالها غير المرتقب جعله يقطب حاجبيه وقد تردد لحظة قبل أن يجيب:
_ نادراً ما أعانق امرأة شفقة ولا أستثنيك أبداً،لأنني أستمتع بصحبتك كثيراً.
_ شكراً على قدومك وعلى العشاء الذي قدمته لي.
_ سأتصل بك مساء الثلاثاء ياكارين.
تحدثت مع ايربي في صباح يوم الاثنين،فقال:
_ سأقول لك ماذا سنفعل... سنحضر جميعا ًلننقل أغراضك إلى الشقة الجديدة مساء الثلاثاء وستستلمين الشقة الجديدة أول أيام الشهر وفي الرابع منه أي يوم السبت إذا استطعت الحصول على حجز تسافرين وإلا فستنتظرين إلى ما بعد نهاية الأسبوع أي بعد عودة كل من يقضون إجازاتهم.
_ اوه... شكراً لك سيد ايسترسون.
_ الأفضل أن تسحبي راتبك اليوم أن تسعي للحجز بسرعة.ما رأيك بكتابة مقال عن أول رحلة لك في الطائرة برفقة كلبة تقودك؟
_ ستحصل على المقال.
اتصلت من مكتبها بمكتب الطيران الذي أعلمها بأمر غاص له قلبها:
_ آسف ... ليست لدينا أمكنة ليومي السبت والأحد.لكن قد
أعطيك إن شئت حجزاً ليوم الاثنين ظهراً في السادس من تموزإلى سانتا في؟
_ أجل ... أرجوك ... احجز لي في السادس من تموز على أن تكون العودة يوم الأحد في الثاني عشر من تموز لا تنسى أن تؤكد لي الحجز.اوه... وهناك شئ ايضاً... معي كلبة قيادة... هل يمكن أن تسافر معي ؟
_ أجل... يسمح لكلاب القيادة بالسفر على أن تبقى مع صاحبها طوال الوقت.
_ عظيم... اسمي كارين انغرام.
_ لحضة من فضلك...
بعد قليل من الصمت جاءها صوت موظفة اخرى:
_ ألو... آنسة انغرام؟ هناك حجز باسمك لرحلة الرابع من تموز ظهراً،غلى سانتا فاي...هل انتما إثنتان؟ الحجز قام به السيد برايان كالدويل والتذاكر ارسلت بالبريدإلى الشقة (أ) رقم (101) في ابلينون.
صعقت كارين للخبر حتى وجدت صعوبة في ابتلاع ريقها.
_ لا ... لا . أنا وحدي ولكن لم أكن أعرف أن لديه الوقت لي لإجراء الحجز.
فضحكت الموظفة:
_ لابد أن السيد كالدويل يعرف تماماً كيف يستفيد من وقته.
الحجز مؤكد لك آنسة انغرام،وشكراً لسفرك معنا.
! برايان كالدويل ... إنك مذهل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:23 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث

يقطف لها النجوم
صباح الثلاثاء، كان ايربي ايسترسون، وزملاؤها المجازين، عند وعدهم إذ نقلوا مقتنياتها القليلة إلى شقها الجديدة، واصفين لها طريقة تنسيق الشقة بالتفصيل. وقالت وهي سعيدة بالفسحة التي نالتها من هذه الشقة الواسعة:
- إنها شقة كبيرة، ولا أستطيع التصديق أن إيجارها لا يزيد إلا خمسة دولارات عن القديمة.
قال لها تشارل:
- إنها أجمل من الأخرى.
بعد ذهاب الجميع بقيت لورا برفقتها تحتسي الشاي المثلج معها وذلك قبل أن تعود إلى شقتها القديمة لانتظار مكالمة برايان.
- هل يمكنك مساعدتي في توضيب ثيابي يالورا؟ سآخذ معي حقيبة لثيابي الداخلية وثوب السباحة وبعض الأحذية، وأخرى أكبر منها للملابس التي ستكون في معظمها من الجينز والقمصان. وعندما يتصل برايان سأسأله عن نوعية الثياب.
تملك لورا الفضول:
- من هو برايان كالدويل هذا؟
فضحكت كارين:
- أتمنى لو أعرف، منذ اليوم الذي كاد يصدمني فيه وهو يظهر في حياتي كالنسيم العليل أو كالعملة النادرة الجديدة.
- قد يكون عملة (سيئة)؟
- لا ... فأنا لم أر فيه أي سوء. فلو أخذني إلى مزرعته في براري نيو مكسيكو وحاول مراودتي عن نفسي، فسأغير رأي بصدده ولن أعتبره أبداً عملة نادرة.
- وماذا لو فعل ؟
- فعل ماذا؟
- ماذا لو راودك وأنت وحيدة هناك دون حماية أو معين.
قالت لها كارين بصوت جاف:
- إنه ينظر إليَّ كعاجزة، كمخلوق صغير يحتاج إلى رعاية ... لقد ذكر مرة أن والدته تعيش في (ثاوس) التي لا تبعد كثيراًعن (سانتا فاي) وأنا على ما أعتقد ستكون هناك لمرافقتي.
وضحكت لورا وهي تأخذ الأكوب لتغسلها :
- متى سيتصل؟
- قد يحدث ذلك في أية لحظة على ما أعتقد لذا من الأفضل أن نعود إلى الشقة القديمة لأبقى قرب الهاتف ... سأكون سعيدة عندما أنتهي من الانتقال حتى أستطيع أن أجد الأشياء في أماكنها المحددة.
ما كادتا تصلان إلى الشقة القديمة حتى رن جرس الهاتف، فقالت لورا قبل أن تلتقط السماعة لترد:
- سأعود بعد قليل لمرافقتك إلى الشقة الجديدة .
- شكراً.
وضعت السماعة على أذنها
- كارين هنا.
وقال برايان:
- كارين ... آسف على اتصالي المتأخر . لكن عاصفة قوية داهمتنا الليلة الماضية وقد اقتضانا ذلك تعقب بعض رؤوس الماشية.كيف حالك؟
- تعبة،لكنني انتقلت إلى الشقة الجديدة.
- ألديك هاتف فيها؟
- لا ... رافقتني لورا إلى شقتي القديمة لانتظار مخابرتك وهاتفي لن ينقل إلى مسكني الجديد قبل الخميس... لقد حصلت على إجازتي وكم كانت دهشتي عظيمة عندما علمت أنك قد حجزت لي.
- خفت أن لا تجدي أمكنة للحجز. لذا أتمنى ألا تظني أنني أدفعك إلى زيارتي دفعاً.
- لا... بالطبع لا... فأنا مسرورة، ولكن...
- جيد... أنا على أحر من الجمر للقائك يوم السبت ياكارين.
- انتظر برايان، ماذا عن الملابس؟ أعني أي نوع منها أُحضر معي؟
- نحن لا نرتدي ثياباً رسمية معظم الوقت هنا، ولكننا نرتدي ثياباً رسمية عند العشاء، لذا احضري ثوباً أو ثوبين للسهرة. وإياك أن تكثري من الملابس فما ستتحضرينه سيكون كافياً اتفقنا؟
- أجل. عمت مساء يا برايان.
عند العاشرة من صباح السبت نقلها ايربي ايستراسون بسيارته إلى المطار، وما إن نزلا من السيارة حتى سمعته يقول لشخص قريب منهما :
- هذه كارين انغرام إنها بحاجة لمساعدة للصعود والنزول من الطائرة. وأجابه صوت بأدب:
- أجل ياسيدي ... تفضلي معي آنسة انغرام.
لمس ايربي ذراعها.
- تمتعي بوقتك ياكارين... ولا تنسي القصة.
- وداعاً سيد ايستراسون ، وشكراً لك.
تركت كارين لمرافقتها المجهولة قيادة خطواتها، وكانت أول راكب يصعد الطائرة واستقبلتها فيها إحدى المضيفات:
- أول مقصورة هي لك آنسة انغرام، أما الثانية فلألسي.. هل تحبين الحصول على وسادة؟
- لا... شكراً لك.
أبقت يدها على ألسي متسائلة عن ردة فعلها اثناء الطيران. بعد إقلاع الطائرة ومضيّها في الجو تنفست كارين الصعداء فألسي بدت وكأنها معتادة على السفر.المضيفة عبر المذياع :
(الكابتن يطلب منكمالبقاء في أماكنكم ، إلى أن يخرج ركاب معينون من الطائرةبسلام... لن يستغرق هذا أكثر من دقيقة)
أحست كارين بأنف (ألسي) فمسحت وجهها ثم لفت الرسن على خصرها، ووقفت لتسير دون أن يرشدها أحد نازلة السلم وأمامها ألسي تقودها. أحست وكأن الطائرة تحبس أنفاسها انتظاراً لوصلها إلى الأرض سالمة، وعندما وصلت إلى أسفل السلم انحنت لتحتضن ألسي شاكرة. وكان برايان ينتظرها،فقال:
- مرحباً كارين.
وامتدت يده الكبيرة لتمسك بيدها وسارا نحو المطار منتظرين وصول حقائبها.أخذا برايان يتحدث إليها في طريقهما إلى المزرعة واصفاً بطريقة مرتجلة الجبال والسهول الملتفة حولهما مركزاً على سحر النهر المنساب عبر الأراضي الريفية وأبطأت السيارة من سرعتها،ثم انحرفت بحدة نحو اليمين وبعد بضع دقائق توقفت.
- لقد وصلنا ياكارين.
فتح الباب الخلفي أولاً لتخرج ألسي ثم سمعته يفك رسنها ويقول:
- هيا اركضي ياألسي ... سأهتم بكارين عنك. يمكن لبولدن أن يرشدك في هذا المكان.
فسألته كارين:
- بولدن؟
فضحك برايان:
- إنه صديقي ... قد يكون وألسي من الفصيلة ذاتها.
وامسك بذراعها قائلاً:
- ثلاث دراجات توصلنا إلى شرفة واسعة. منزلي مؤلف من طابق واحد وهذا يعني أن لا سلالم قد تعيقك.
وسمعت وقع خطوات قادمة نحوهما:
- سالي هذه كارين انغرام، إن ضاعت فما عليك إلا إرشادها إلي لتصبح بخير.
جاءها صوت ناعم فيه لكنة خفيفة:
- كارين ... أهلاًبك في منزل كالدويل
(مرتفعات كالدويل)
- شكراً لك سالي.
- لقد وضع هربي حقا حقائبها في آخر غرفة من الجانب الغربي يا برايان.
- جيد ... هل تناولت الغذاء في الطائرة ؟
- أجل ... ولست جائعة. هل ستأخذني في جولة؟
- بالطبع ... ارتدي الجنز وسنمتطي الخيل. أتجيدين امتطاءه؟
- لم أمتطي حساناً منذ سنة.
أخذا برايان يقودها إلى غرفتها واصفاً لها ما يحيط بهما بمنتهى الدّقة. يبدو منظر الغروب من هذه الشرفة رائعاً
! ليتك مبصرة لتريه
- ليتني !!ما هي مرتفعات كالدويل؟
فضحك برايان :
- اتخذت أمي هذه التسمية للمنزل تيمناً باسم القصة المفضلة عندها (مرتفعات ويذرنغ). والأن ياكارين ماذا تريدين من حقيبتك؟
- أعطني القميص الأزرق ذا الأكمام الطويلة والجينز من الحقيبة الكبيرة والحذاء العالي من الحقيبة الصغيرة.
- هل أساعدك في اختيار الألوان المناسبة؟
- لن أجد صعوبة مع الجينز... أستطيع الاعتناء بنفسي. شكراًلك.
- ساخذك بعد عشرين دقيقة وفي هذا الوقت سأتفقد ألسي وأسرج بعدها بونتي الفرس اللطيفة التي ستمتطينها.
واستمعت لوقع خطواته المبتعدة ثم غيرت ثيابها، ومشطت شعرها إلى الوراء ولما وصل بعد فترة كانت على أتم الاستعداد. أثناء انطلاقهما إلى الفضاء الطلق، سمعت وقع اقدام ألسي الاربعة وهي تتقدم نحوها فربتت على رأسها قائلة:
- يمكنك أن تسيري معنا، فقط فأنا لا أحتاجك الآن.
وكأنما فهمت ألسي قولها وعندما امتطت ظهر (بونتي) سمعت الكلبة تمشي إلى جانبها...
بعد فترة من المسير قال لها برايان:
-بما انك لم تمتطي الخيل منذ مده فالافضل عدم الابتعاد .
بعد ساعة ترجلا عن الجياد فراح يقودها بتأن:
- هناك جذع شجرة ... اجلسي عليه.
جلس بقربها، ولف ذراعه خول خصرها بطريقة عفوية:
- تقع جبال (جيميز) إلى الخلف خلف (لوس الأموس) نحن على ارتفاع يقارب السبعة آلاف قدم،والمزرعة تحدها المحميات البرية الوطنية من الشمال والغرب. والمنظر رائع من هنا، رغم خشيتي أن أبدو وكأنني دليل سياحي.
- أذكر أن هذا المكان أبرد من (سالت ليك )
-أجل ... الجو رائع هنا في مثل هذا الوقت من السنة. الطقس لا يصبح حاراً أبداً لكنه يبرد كثيراً خلال الشتاء.
أتكأت عليه ثم أدارت وجهها نحوه:
- هل تعيش وحيداً
- هل تودين الذهاب؟
- نعم لِمَ لا ... أريدك أن تلقي نظرة على الثوبين اللذين أحضرتهما لترى بينهما ما يناسب.
- توجها معاً يداً بيد إلى داخل المنزل ثم توجّه برايان إلى غرفتها ليلقي نظرة على ثوبيها بينما جلست هي على حافة السرير.
-كلاهما جيد لكنني أفضل الأخضر.
- حسن جداً ... متى نغادر؟
- نغادر ... عند الثامنة لأن البرنامج يبدأ عند التاسعة.
جلس قربها فوق السرير فاحطها بذراعه ليريحها فوق الوسائد.
- هل أنت تعبة ؟
- لا
- استريحي على كل الأحوال، سنتناول وجبة خفيفة قبل الأوبرا على أن تكون الوجبة الأساسية بعد انتهائها.
مدت يديها إلى وجهه وأخذت أصابعها تمر فوق قسماته كالعادة ثم حطت أناملها أخيراًعلى فمه فأحست بأنفاسه تخرج حارة فوق أصابعها.عندها ابتسمت له ابتسامة فرحة.
- كارين

( خرج صوته أجشاً ولم تلبث يداه أن أمسكتا بكتفيها ثم قربها منه ليحتضنها بكل ما يملك من قوة).
راحت يده تمر على ظهرها برقة بينما أنفاسه تزداد تهّدجاً وضغطه يزداد قوة حتى خرجت من بين شفتيها آهة خفيفة.
- بريان ...
- هذا يكفي...
تناول يدها المحيطتان بعنقه ثم قبّل كل يد على حدة ليضعهما بعد ذالك على صدرها وليهب واقفاً.
- ألسي معك هنا. نامي قليلاً . سأراك فيما بعد.
وخرج...
أخذت الأفكار تتلاعب بها وهي ترى أنها ستوقع نفسها في مشكلة كبيرة إن وقعت في حبه. ظلت هذه الأفكار تراودها إلى ان استسلمت أخيراً إلى النوم.
سألها برايان وهو يقودها إلى سيارته:
- ألم تذهبي من قبل إلى الأوبرا الصيفية هنا ياكارين؟
- لا... في العام الذي زرنا فيه هذه المنطقة كان موسم الصيف قد انتهى. الأوبرا تجري في الهواء الطلق، كما أخبرني أحد الأصدقاء.
- أجل ... المسرح والمقاعد في منطقة مكشوفة ...والمكان لطيف جداً حتى في الطقس الحار.
عندما وصلا بعد ذلك قال:
- موقف السيارات مكتظ.
فتح لها الباب ثم قادها فوق بضع درجات بعيداً عن السيارة وما إن دخلا باب المسرح المفتوح حتى شدت بأصابعها على ذراعه قائلة:
- لابد أن علية القوم موجودون هنا.
- لماذا؟
- رائحة مصانع العطور من فرنسا وإيطاليا وانكلترا تتمازج هنا.
- رائحة عطرك رائعة أيضاً... أتعلمين هذا؟
فهزت رأسها:
- لست أدري كيف عرفت هذا ونحن في هذا المكان.
- لقد كنت معك في السيارة ... أتذكرين؟
- آسفة ... لم أكن أعلم أنني وضعت كثيراً من العطر.
فضغط على يدها.
- وضعت ما يكفي لأصاب بالدوار ولأزداد رغبة في الاقتراب منك أكثر فأكثر.
وقبل أن تجيب سمعته يقول:
- مرحباً ياامي ... هذه كارين انغرام.
سمعت صوتاً قوياً:
- تسرني رؤيتك يا كارين ويسعدني أن برايان أقنعك باستخدام تذاكر الأوبرا.
احست كارين ان اصابعا قوية طويله تتناسب مع الصوت القوي قد امسكت بيدها ,فقالت :
-مرحبا سيدة كالويل .
سأل برايان :
_هل انت مع لينا يا امي ؟
_اجل ..انها في مكان ما هنا .
_هل تنضمان الينا لتناول العشاء بعد الاوبرا ؟
_نعم ...شكرا لك يابرايان .اما الان فالافضل ان اجد لينا .اراكما لاحقا .
لمست المرأة المسنه يد كارين ثم ابتعدت فسألت برايان :
_هل هي جميله ؟
_في الواقع هي جذابه جدا .
_اذاً لابد انك ورثت عنها الوسامه .
بعد ان جلسا في اماكنهما .رفعت كارين رأسها لتنصت مصغيه فأحست ان الاضواء قد اطفئت وان الاصوات قد انخفضت .
مال نحوها برايان قائلا :
-اذا استطعت متابعة الموسيقى ...فسأصف لك بعض الحركات التي يقوم بها الراقصون .
- سأستمع الى الموسيقى فقط .لقد قرأت قصة هذه الاوبرا منذ وقت قصير ولم انسها بعد .شكرا .
-متى قرأتها ؟
أجابت مبتسمة:
- كانت أحد الكتب التي كنت أحملها يوم التقينا. ومن غير المحتمل أن أنسها لفترة طويلة.
واستغرقت في الإصغاء إلى الأوبرا. أما بريان فقد راح يشاهد المسرحية أمامه ويداه لا تتركان يديها حتى عندما ارتفع التصفيق بقي مختفظاً بيديها بين يديه. بعد أن
أُسدلت الستارة جذبها لتقف ثم سمعت صوت السيدة كالدويل وهي تقول:
- ها انتما... لينا هذه كارين انغرام.
قال بريان بعد انتهاء التعارف.
- سنذهب كل بسيارته يا أمي، وسنلتقي في المطعم. وهكذا تستطيعين أنت ولينا الذهاب مباشرة إلى المنزل.
على مائدة العشاء ، أخذت كارين تصغي للحديث القائم حولها فلاحظت أن بريان وأمه صديقين في آن معاً.
- تملك والدتي ولينا محلاً للأزياء النسائية في ثاوس. فهما تعملان بكد، كما قيل لي إلا في شهري آذار ونيسان حيث تذهبان في رحلة لشراء الأزياء من نيويورك وباريس.
ضحكت والدته:
- نحن نستحق هذه الرحلات ياكارين. كما أننا نتمتع بها أيضاً. لماذا لا تجلب كارين للعشاء عندنا يوم الجمعة يابرايان، سنعدُّ لكما (الكركند).
- هل ترغبين في هذا ياكارين؟
- أجل... سأحبه.
تمت رحلة العودة إلى المزرعة بصمت مطبق، قطعه بريان بقوله:
- ليتك ترين القمر الساطع المُلقي ظلاله الفضية على الجبال العالية، التي تكاد تلامس النجوم بل أننا نكاد نلمسها بأيدينا.
أجابت بصوت ملؤه النعاس.
- أعطني حفنة منها.
مدت يدها لتضعها فوق ذراعه ولم تتركها حتى وصلا ثم راح يساعدها على الخروج من السيارة، ثم جذبتها ذراعاه القويتان لتلصقها به، وقفا هكذا يمسكان ببعضهما بعضاً بصمت لا يقطعه سوى أنفاسهما أخيراً فتح الباب الجانبي للمنزل وقادها إلى الداخل. فطالعتهما ألسي التي أسرعت ألى سيدتها معلنة أنها موجودة.
أحست به قربها، فرفعت رأسها تهم بالكلام ولكنه سبقها قائلاً:
- أعتقد أنك بحاجة لشراب بارد. خداك متوردان... هل أنت بخير؟
- أجل ... لقد انحنيت كثيراً لأداعب ألسي.
- ألست تعبة... لقد كان يومك شاقاً.
- إنه تعب ممتع مريح قد تزيله ساعات قليلة من النوم.
فإن نمت هنا مددني على الأريكة وسأراك في الصباح.
أحست بيديه تنزلقان إلى ركبتها:
- ماذا تفعل؟
لم يجبها بل حملها وأسرع خطاه متجهاً إلى غرفة نومها لكنه أبقاها بين ذراعيه فترة قبل أن يضعها فوق السرير وسألها بصوت هادىء:
- هل تحتاجينني لأجد لك ثياب النوم؟
أجابت:
- هل أنت غاضب مني؟
- لا...ولكن إذا استمرينا هكذا معاً، فمن المؤكد أنك أنت من سيغضب مني. أين ثياب النوم؟
- في الحقيبة الصغيرة.
- الثوب الأحمر؟
- أجل.
- إنه لون يلائمك إلى حد كبير.
أحست به يجلس قربها لكنها أجفلت عندما غطى عينيها بيديه، ثم أبعدهما بسرعة، فرفرفت رموشها.
- هل ترين ولو بصيصاً من نور؟
- أحياناً أرى بعض الظلال لكنني لست واثقة إذا كانت أشباحاً مصدرها الخارج أم الداخل.
- متى ستقابلين طبيبك؟
- في أواخر آب.
- لم هذا التأخير؟
- لقد أجريت فوحصات في حزيران ولا يمكن عمل شيئ قبل ظهور النتائج.
- لا أثق بأنهم يقومون بما يتوجب عليهم فعلاً ولا أعتقد أن النتائج تحتاج إلى شهرين من الانتظار لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الرؤية من جديد. سألت عن أحد أخصائي العيون الشهيرين في مستشفى هوبكنز في بالتيمور.
- لقد كبدني علاجي ما لا طاقة لي به من الأموال. ولا أضنني قادرة على تحمل تكاليف مستشفى هوبكنز خاصة أن التأمين قد انتهت مدته.وهذا يعني أنني عاجزة عن دفع المزيد في سبيل الفحوصات.
- ألا تغطي الجريدة مصاريف العلاج لك؟
- بلى...تغطيه بشكل جيد.ولكن هناك شرط يقول إن أي مرض أو إصابة يصاب به المريض قبل عقد التأمين لا تغطيه الشركة.ولا يمكن لومهم على ذلك إنها ليست غلطة الجريدة.
- لا ... ولكن ،لا بد أن هناك طريقة ما للحصول على مساعدة لك.
- لم يبقى سوى شهرين يا برايان وبعدها سنرى.

تنفس عميقاً، وقد بدأ يظهر الغضب:
- بعد آب، ماذا؟ لو قالوا إنهم غير متأكدين فماذا بعد؟
- لست أدري يا برايان. سيكون علي أن أنتظر.ليس
أمامي خيار آخر.
أمسك يدها التي ما زالت على ذراعه فأحسّت بشفتيه على راحتها وبيده تطبق أصابعها على موضع القبلة وبحدة يقف مبتعداً.
- نامي جيداً ياكارين. ولا داعي للعجلة في الاستيقاظ غداً سأخرج عند الصباح فترة قصيرة، وإذا استطعت انتظاري للفطور. فسأكون هنا عند العاشرة. تصبيحين على خير.
استلقت جامدة في فراشها الواسع محاولة البحث عن طريقة لا تسبب فيها بأيِّ أذى لبرايان فماذا لو ألحَّ عليها لرؤية هذا الأخصائي؟وماذا ستفعل حينها؟
ولم تلبث أن انتقلت أفكارها إلى تلك المرأة التي تركت رجلاً كبرايان يُعدّ من ألطف خلق الله. نعم هو ذو طبع حاد وهي ما زالت تذكر غضبه يوم كاد يصدمها كما أنه رجل يصعب استرضاؤه خاصة إذا ما ضنَّ أنه خدع عمداً. لكنه رغم ذلك من أفضل الرجال بل هو أفضلهم.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:23 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع

حب أم شفق
استغرقت في نومها دون أحلام، إلى أن أرسلت شمس الصباح أشعتها عبر النافذة.فتحت عينيها لتجد ألسي بانتظارها تستقبلها بقبلة وضعتها على خدها.استحمت كارين ثم ارتدت الجينز وقميصاً وتبعت ألسي نحو المطبخ حيث قابلتهما سالي:
- صباح الخير... برايان قال إنه سيعود عند العاشرة هل ستنتظرينه لتتناولي الفطور معه؟
- أجل سالي .
مدت يدها إلى كرسي توقفت ألسي عنده فاصطدمت يدها بجسد صغير مكسو بالفرو أخذ يتلوى بسعادة، فصاحت سالي:
- بوتش توقفي ... هذه كلبة السيدة كالدويل الصغيرة ياكارين تتركها هنا لأنها تخرج من المنزل كثيراً.وابنتي ميرا تعتني بها.
فضحكت كارين، ومدت يدها تداعب ألسي ثم احتضنت الكلبة صغيرة وقالت
- ما رأيك بها يا ألسي
تقدمت ألسي لتتفحص الكلبة الصغيرة بأنفها،فاستجابت لها بوتش بسعادة. وأخذت كارين تضحك، ثم سمعت صوت برايان:
- يبدو أن الجميع مستيقظ باكراً، والفضل يعود (لبوتش).
- إنها طريفة ... هل هي الكلبة الصغيرة الوحيدة التي تملكها هنا؟
- أجل... بولدن من النوع الألماني كما عرفت.وهناك كلبان بلجيكيان لراعي الغنم يبقيان بعيداً في المزرعة، لكنك ستجدين أنواعاً مختلفة حول الزرعة يملكها بعض الجيران.
لمس كتفها وهو يتقدم ليجلس على المقعد خلفها.
بعد الفطور قادها إلى الخارج ليجلسا في شرفة مسقوفة تواجه على ما تعتقد سلسلة من الجبال. ولما سألته عن ذلك أجابها:
- نعم، ثمة سلسلة جبلية.
توقف قليلاً عن الكلام ثم أردف:
- ما رأيك بالسباحة اليوم وبعدها نفكر بما سنفعله غداً.
- يبدو هذا رائعاً ... لكن هل ستبقى متسكعاً مدة طويلة. ألا يفترض أن مزرعة كهذه تحتاج إلى الكثير من العمل؟
- كم مساحتها بحسب رأيك؟
- إذا كنا قد سرنا في السيارة حوالي عشرين دقيقة من سانتا فاي في أملاكك إضافة إلى أننا امتطينا الخيل في أملاكك وسرنا فيها أميالاً عديدة من الجهة المقابلة لطريق سانتا فاي. فهذا يعني أن المساحة كبيرة جداً .
فضحك:
- أكنت كمبيوتر في الحياة الأخرى؟ إن لك القدرة على الحساب العقلي وبإمكانك تذكر اتجاهات لم تريها يوماً أفضل مما أتذكرها أنا الذي أراها باستمرار.
- ما عليك سوى الانتباه وستُحلّ معضلتك
سألها وهو يقودها عبر الردهة الباردة:
- ما رأيك بشرب شيء؟ لذيذ وبارد؟
- طبعاً. إنما بعد نصف ساعة.
- حسناً جداً.
توجهت إلى غرفتها وألسي دليلها، فاغتسلت ثم أخذت الفستان الأصفر من التعليقة حيث وضعته سالي وارتدته بعد أن جففت شعرها جيدأً ومشتطه ثم رشت بعض العطر عليه وعلى كتفيها، ثم أخذت تتحسس في الحقيبة الصغيرة بحثاً عن الصندل الذهبي الملائم للثوب ولما لم تجده صاحت:
" اللعنة... "
فجاءها صوت برايان قريباً من الباب:
- ما بك ؟
- لم أجد الصندل.
- لعله يكون هذا الذي أنقذته من فم الكلبة الصغيرة لك.
- بوتش،كيف اخذته
- إنها أسرع لص في المزرعة.
جلسا في الخارج يتمتعان ببرودة بعد الظهر ويحتسيان
شراباً وقالت له فجأة:
- برايان.
- نعم يا كارين.
- هل تحب أن تذهب في سيارتك إلى الباكويرك لتقابل شقيقتي برندا وزوجها أريك؟
لا حظت أنه تردد قبل أن يجيب:
- طبعاً... هل هي تشبهك؟
- لنا الحجم نفسه لكنها ذات شعر أسود وعينين زرقاوين.
- أنت تمزحين.
- أبي وأمي كانا نقيضين. فأبي كان ذا شعر أحمر.
- لكن شعرك ليس أحمر ولا أدري إن كان يطلق عليه لون الأشقر الخمري.
فضحكت كارين:
- سالي تقول إنه بلون شعر (بوتش) ذات اللون المشمشي. جذاباً لا عجب أن أحبتك (بوتش) فلعلها تظنك أمها. هل تحبين الذهاب غداً عند شقيقتك؟ هل سيكونان في المنزل؟
- نعم للسؤالين. لدى زوج أختي مزرعة صغيرة لكنهما يعملان وبرندا ممرضة وأريك ميكانيكي طيران.
- ومتى يجدان الوقت للعناية بالمزرعة.
- إنها مزرعة صغيرة ليست كمزرعتك.
- اتصلي ببرندا وأعلميها بقدومنا. ربما نذهب للعشاء في الخارج لذا ليس عليها أن تعدّ طعاماً.
- أجل... سأتصل بها.
- منذ متى لم تشاهديهما
- منذ الميلاد الماضي.
- لم تريها منذ الميلاد؟ أعتقد لا تلتقيان كثيراً.
- كنا نلتقي كثيراً لكن أوضاعي الصعبة وعيشي في سولت ليك أعاقني عن رؤيتها.
وجد أنها قلقة فصمت ثم تنفس عميقاً قبل أن يقول :
- ربما الأفضل أن تأخذي قسطاً من الراحة قبل العشاء ياكارين.
أمسك يدها محتفظاً بها وهما يسيران إلى داخل المنزل إلى أن توقف أمام باب غرفتها فطبع على جبينها قبلة حارة.
- الكلاب تلعب في الخارج لذا أنت وحدك في الغرفة... العشاء في السابعة.
بعد أن ذهب مدّت يدها لتفتح الباب فدخلت ثم استدارت يميناً إلى السرير الذي جلست عليه وهي تفكر ببرايان كالدويل. بعد دقائق تنهدت وخلعت حذاءها ثم استلقت فوق الفراش دون أن تشعر بشئ إلى أن أتاها صوت برايان هامساً:
- هل ستنامين طوال أيام إجازتك؟
جلس قربها ثم جذبها لتجلس، فقالت:
- ما أردت أن أنام هذا الوقت كله.
أحسنت صنيعاً على كل حال. هيا بنا حان وقت العشاء.
وبدا الانزعاج عليها، فقال بصوت رقيق:
- لا بأس... سأنتظرك حتى تجهزي.
دخلت الحمام فغسلت وجهها ومشطت شعرها ثم عادت إلى الغرفة لتبحث عن صندلها فوجدت أن برايان قد جهزه لها. انحنى ووضعه في قدميها ثم شد الرباط جيداً.
بعد العشاء اللذيذ الذي قدمته لهما سالي جلسا في غرفة الجلوس يصغيان إلى الموسيقى المنبعثة بهدوء، أحاطها بذراعيه مراقصاً.راحا يتمايلان على الأنغام الشجية وقد وضع بينهما مسافة قصيرة لكنها كانت تشعر بشفتيه على شعرها. عندما انتهت الموسيقى ابتعد عنها ليتأملها قليلاً.
- اتصلي بأختك قبل أن يداهمنا الوقت.
- حسناً.
- أعطني الرقم لأطلبه لك.
كررت له الرقم فطلبه ولما رنَّ الهاتف في الطرف الآخر أعطاها السماعة فسمعت صوت أريك.
- مرحباً أريك أنا كارين.
- كارين كيف حالك، ثمة خطب ما؟
- لا تخف ياأريك. أنا في سانتا فاي أريد أن أزوركما برفقة صديق يدعى برايان كالدويل.
بعد لحظة سمعت صوت شقيقتها:
- كارين... هل أنت بخير؟
- طبعاً... أنا عل بعد خمس وسبعين ميلاً عنكما، أتشوق لزيارتكما.
- متى... متى
بدا أن برندا كانت تقفز فرحاً:
- في الغد، إذا كنتما في المنزل. إلى أي وقت تبقين في العمل؟
- من السابعة إلى الثالثة، كوني هنا عندما أصل إلى المنزل يا كارين.
- جيد جداً يا برندا... أراك فيما بعد
أخذا برايان السماعة من يدها بينما كانت جالسة تفكر وقال:
- حسناً
- سيكونان سعيدين لرؤيتنا. لقد بدا عليهما السعادة
- لمَ لن يكونا سعيدين؟
- كان لديهما ولد عمره أبع سنوات مات منذ ثمانية عشر شهراً.
جمد برايان لحظات، ثم أمسك يدها منتظراً مضيها في الحديث وعندما لم تفعل قال:
- ماذا حدث له .
ارتجفت قيلاً غير قادرة على سرد ما جرى
- السحايا.
جلست جامدةً، تتذكر الأوقات الرهيبة التي مروا بها وتنهدت ثم تابعت:
- إنهم بخير الآن، لكنهما أمضيا أوقاتاً عصيبة مدة لا بأس بها.
- يا إلهي لا بد أنهما عانيا كثيراً. متى سنذهب غداً؟
- تصل برندا إلى المنزل عند الثالثة والنصف وأريك عند الخامسة. هل نستطيع أخذ ألسي معنا؟ سيحبانها. وهناك مكان نتركها فيه لو أردنا الخروج.
- بالطبع.
بقيت أفكارها تدور حول برندا وأريك. ففكرت أنها ستعرف قريباً كيف يبدو برايان عندما ستصفه لها برندا. جعلت هذه الفكرة جسدها يرتعش.
امتلأ قلبها سعادة عندما أيقظتها (السي) في الصباح التالي. فأسرعت إلى تجهيز الثياب التي سترتديها أثناء زيارة شقيقتها وإلى إخراج زجاجة العطر من حقيبتها. بعد ذلك عادت إلى الاضطجاع في السرير لتقطر في عينيها من دوائها وبقيت في السرير إلى ان قرع برايان الباب.
- ادخل.
- ما بك؟
- لا شيئ، أستخدم هذه القطرة عادة عندما أحس بألم في عيني
صدر عنه صوت لم تفهمه فجلست في السرير وقالت:
- ماذا جرى؟
- كيف تعرفين أنها الزجاجة المناسبة ياكارين؟
- لدي واحدة فقط، وعليها كتابة برايل.
تمتم بشئ آخر، ثم سمعت صوت تنهده:
- هل أنت جاهزة لتناول الفطور.
- أجل...
اثناء الطريق عمهما الصمت بينما الموسيقى تنبعث من الراديو بأغنية ورد فيها أعذب شئ أصابني هو حبك) ففكرت (أعذب شعور أحسست به هو حب رجل ما كنت أعرفه وما رأيت وجهه قط)
وسألها فجأة:
- هل رقم طريق المزرعة 1606 ؟
- أجل... استدر إلى اليسار.
- هل اسمها مزرعة (بار).
- نعم. لقد فكر أريك وبرندا بهذا الاسم يوم كانت حاملاً.
عندما توقفت بهما السيارة أمام المنزل في الممر الخاص المستدير. كانت قد أمسكت بيدها مفاتيح الباب. فسألها برايان وهويفتح الباب لها
بعد أن أخرج (ألسي) من السيارة:
- هل أنت واثقة أنه المفتاح المناسب؟
- أجل يا برايان..
قربت المفتاح منه ليتسنى له قراءة الأحرف المحفورة على حاملة المفاتيح (بار) صمت ثم راحا يسيران تتقدمهما ألسي التي رأت أن صاحبتها ستحتاجها في هذا المكان الجديد لكن كارين كانت تعرف هذا البيت جيداً لذا راحت تمشي بثبات.
لما سمعا صوت سيارة تتوقف في الممر الخارجي قالت:
- هذه براندا... أنا أعرف صوت (الموستنغ) خاصتي في أي مكان.
حاول برايان أن يسأل شيئاً، ولكن زوبعة سوداء الشعر زرقاء العينين عصفت إلى الداخل لتحتضن كارين. وعندما تركتا بعضهما أخيراًستدارت المرأة قائلة:
- مرحباً لابد أنك السيد كالدويل.
- كيف حالك سيدتي؟
وسألت كارين:
- كيف عمل أريك؟
- الأمور تتحسن ياكارين... لقد دفعنا بعض... بعض ...الرهن وهذا ما ساعد في رفع معنويته.
استدارت نحو برايان:
- سيأتي أريك باكراً اليوم. فهل نذهب الآن لشرب الشاي المثلج.
أثناء ذهابهم إلى المطبخ راقبت برندا شقيقتها وهي تسير خلف ألسي
- إنها جميلة... أما زلت تجهلين من بعثها إليك؟
- لا... كل ذلك لا يهم المهم أنها معي أتمنى أن يكسب كل محتاج مثلي حيواناً كهذا. ياإلهي لا أدري كيف يمكنني العيش بدونها.
فقال برايان مازحاً:
- كدت تقتلين نفسك دونها.
فابتسمت له:
- نعم... لكن ما كنت قد التقيتك لولا ما حدث.
وصلت سيارة أخرى وإذا بأريك يدخل من الباب إلى كارين ليرفعها عن الأرض وليحضنها بقوة. بعد قليل أبعدها عنه ليتأملها.
- كيف حالك ياكارين؟
- بخير، وأنت يا أريك؟
كان صوتها الرقيق يظهر بوضح حبها لصهرها. بعد أن تركها رأى (ألسي) الجالسة قربها وأكتفها مرتفعة استعدادأ لرد أي اعتداء قد يصيب كارين، استدار أريك لصافح برايان بعد أن قدمتهما كارين. ثم أعاد نظره إلى الكلبة:
- إذاً هذه هي ألسي؟ أنت على حق.. إنها جميلة. أعطوني دقائق فقط لأغير ملابسي.
فسألت كارين:
- هل ثيابي مناسبة؟
- مطعم اللحم المشوي ليس سوى مطعم صغير لذا لا إشكال بشأن ثوبك. لكن هل يناسبك هذا المطعم يا برايان؟
- لم أزر هذا المطعم منذ فترة، لكنني اذكر أنه رائع. أما زال على حاله؟
- نعم ما زال كما هو.
ذهب أريك إلى غرفته، أما كارين فلحقت بشقيقتها إلى غرفة النوم.
- كيف يبدو لك يا برندا؟
- أتعرفين ماذا أصابه؟
- لا... ماذا
- على أحد جانبي وجهه ندبة بدأ قريباً من عينيه تشد جلده إلى فمه حيث تشد شفته إلى الأعلى. هو أدكن أسمر، عيناه حادتان. أحد طرفي فمه مثير وذقنه مربع. ويبدو من جانب وجهه الآخر وسيماً جداً.
- اعلم هذا.
- تعلمين؟
- أنا ألمسه من وقت لآخر حين أستطيع.
- كارين هل أنت واثقة أن هذا أمر لا بأس به.
- لقد كاد الأمر ينتهي بعد أقل من شهرين يا برندا، وعلي أن أنهي قصتي، لقد قدمها السيد ايسترسون للحصول على جائزة فإن ربحتها نستطيع دفع كل شيء بكم ندين الآن؟
- لقد غدت المشكلة مسؤليتنا نحن أنا وأريك. فقد ساعدتنا كثيراً وقدّمت لنا الكثير في وقت كنا نظن أننا لن ننجح أبداً.
- لم تعد المسألة بالنسبة لي قضية ديون. فما يهمني الآن أن تنجح قصتي لتساعد أطفالأً مصابين كروبين قبل فوات الأوان.
- كيف كانت هذه السنة بالنسبة لك ؟
- لقد علمتني أكثر مما علمتني إياه كل السنين السابقة.
- وماذا عن برايان؟
- لا أعرف ألا القليل فهو مطلق، ويملك مزرعة ضخمة ولديه والدة رائعة. وفوق ذلك إنه رائع ولطيف معي
- هل تحبينه؟
- اجل... أعتقد هذا.
- وهو؟
- يشعر بالأسى عليّ.
- أنت تعرفين المثل القديم (الشفقة هي بداية الحب).
- ليس بالنسبة لبرايان الذي يؤمن بأنني بحاجة إلى مساعدة كفتاة في السادسة من عمرها لا في السادسة والعشرين.
سمعتا دق على الباب وصوت أريك يقول:
- نكاد نموت جوعاً... هل أنتما جاهزتان؟
خلا العشاء، راحت كارين تصغي إلى الحديث الدائر حولها فاستطاعت ان تلاحظ أن شقيقتها قد تغلبت بعض الشيء على احزانها او أنها تقبلتها قليلاً.
أحست بالدموع تكاد تنهمر من عينيها وهي تحتضن شقيقتها مودعة.سألها أريك:
- هل سنراك في أيلول ياكارين؟
- اوه أجل ... يمكن أن تتأخر زيارتي حتى أواسط أيلول ولكنني سأفعل المستحيل لأحضر.
- جيد... تعالي لزيارتنا سريعاً، وأنت أيضاً يابرايان يمكنك المجيء متى شئت.
عندما وصلا إلى المزرعة، كانت كارين تغط في نوم عميق، فكان أن سارع برايان بعد أن فتح باب الكراج وأخرج ألسي إلى مساعدة كارين النائمة فحملها إلى الداخل ولم يتوقف إلى أن وضعها في غرفتها حيث راحت بوتش تراقبه وهو يخلعها حذاءها.
عصف الرعد قوياً في الوادي البعيد. فوقف برايان أمام نافذة غرفته يتأمل لمعان البرق المنذر بهطول المطر
الذي الأرض بحاجة إليه حاجة ماسة في مثل هذا الوقت.
ارتدى سروال بيجامته، ثم خرج نحو المطبخ ليعد لنفسه فنجان قهوة، في هذه الأثناء تصاعدت العاصفة فالرعد ما عاد يدوس بعيداً بل غدا قصفاً يصم الآذان والبرق يومض مبهراً الأبصار حتى أصبح الليل نهار ولم يلبث أن انهمر المطر.
عاد إلى غرفة نومه،وبينما هو واقف يتأمل الجو من نافذته وإذا بالسماء تنشق نصفين إثر عاصفة بدت لهيب نار أو صوت غليظ هزت البيت هزاً محدثة عطلاً في خطوط الكهرباء فانطفأت الأضواء وغرق البيت في الظلام.
فكر أن هذه الصاعقة ربما أيقظت كارين من نومها فسارع حاملاً القنديل من مكانه المعتاد قرب الدرج وقصد غرفتها. كان لمعان البرق يترك ظلاله في الغرفة حيث كانت كارين جالسة على حافة السرير وعينها وجلتان مذعورتان تحمل (بوتش) المرتجفة بيد، ويدها الأخرى فوق رأس (ألسي) .
أحست به قريباً منها فتركت بوتش وأدارت وجهها لتدفنه في صدره.
- برايان...
- لا باس عليك الآن ... سيصل شخص ما إلى مولد الكهرباء لإصلاحه.
لم ينتبه إلى أن الضوء لا يعني شيئاً لكارين،
وأنَّ قصف الرعد هو الذي يرعبها. ضمها إليه مطمئناً فأحس أن غلالة نومها رقيقة إلى درجة أن أصابعه شعرت بملمس بشرتها دون أن تمسها في الواقع... شدت قبضة ذراعيه على جسدها المرتعش فضمها أليه محتضناً وهو يطبع على جبينها قبلة تطمئنها.
كانت العاصفة الغضوب تعصف بجنون خارج المنزل وقلبها يعصف بجنون أكبر بين ذاعيه وقد وضع رأسه على شعرها وأنفاسه الدافئة عليه تحرّك بعض الشعرات بينما رأسها يستريح على صدره الرّحب
أحست بوضع جسدها شبه العاري بين ذراعيه فتحركت وارتدَّ رأسها إلى الوراء هامسة:
- أرجوك
لم يدري ما هي هذه ال (أرجوك) فهذا القماش الرقيق كان له أثراً حميماً عليه أثار فيه مشاعر قوية أكثر مما ستحدثه بشرتها العارية وهاتان العينان المرعوبتين جعلها ملء أحضانه فاحتواها أكثر فأكثر بين ذراعيه وراح يعانقها بشغف وعطف وهو يهمس بكلمات تطمئنها بينما الرعد يكمل قصفه ضارباً الفضاء بقوة، ولم يعرفا متى توقفت العاصفة أو متى استسلما للنوم أو متى كان الهدوء.




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:24 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس

صيادة فاشلة
لم تكن القبلات التي ايقظتها كتلك القبلات التي طمأنتها الليلة الماضية إذ كانت قبلات رطبة تضعها بوتش على وجهها. مدت ذراعها إلى الفراش قربها فوجدته خالياً مما جعلها تتساءل متى رحل برايان فهي ما عادت تذكر شيئاً عن لليلة البارحة إلا ذراعيه وهما تحتضنانها وتحمياها إلى أن هدأت بين ذراعيه غارقة في نوم عميق فمدت يدها إلى ساعتها فعلمت أنها تجاوزت الثامنة.
عندما جلست في سريرها لم تسمع سوى صوت المطر المنهمر. طوحت قدميها فوق حافة السرير فأحست برأس (ألسي) تحت يدها. ووجدت روبها فارتدته وخرجت حافية القدمين إلى الردهة وهي تعد خطواتها باتجاه المطبخ.
- سالي؟
جاءها الرد الناعم:
- نعم ياكارين.
- هل كل شيء على ما يرام؟
- توقفت العاصفة بعد أن أحدثت أضراراً كبيرة. وقد خرج برايان مع الآخرين لتفقد الأضرار وإصلاحها. لقد خرج قبل الخامسة وأضنه سيعود قريباً لتناول طعام الفطور. الكهرباء عادت بدورها ولكن خطوط كلها
مقطوعة.هيا بنا نأكل، وسأحضر الطعام لمن يأتي فيما بعد.
بعد الفطور ساعدت كارين في ترتيب الأسرة، ومع أنها كانت بطيئة في عملها إلا أن الأمر لم يكن صعباً وقد ساعدها ذلك في مرور الوقت حتى عودة برايان. وأحست بالقلق لمّا وجدت أن المطر مستمر في الهطول وأن غياب برايان قد طال الا أن سالي طمأنتها إلى أن غيابه طبيعي بعد أن سببت العاصفة كل تلك الأضرار.
تناولتا وجبة خفيفة بينما كان الظلام يوشك على القدوم. ذهبت كارين إلى غرفتها مع (ألسي) و(بوتش) فاستلقت فوق السرير وهي تفكر ببراندا وأريك: إنهما الآن أفضل حالاً مما كانا عليه منذ سنة عندما انهارت براندا بعد موت روبين. ولكنها بعد فترة، وبعد أن عرفت ما تقوم به كارين لأجلهما بدأت حالتها تتحسن وعادت إلى عملها وقد صدمتها فواتير الطبابة التي خلّفها لهما موت ولدهما، فنذرت كارين نفسها لمساعدتهما في دفع الديون على الرغم من معارضتهما. وإذا نجحت في كسب الجائزة التي رشحها لها إيربي فسيستطعون عندها دفع ما تبقى من الديون. إضافة إلى تمويل مؤسسة أبحاث تُعنى بالأطفال المرضى بالمرض الذي اصاب روبين.
سمعت باباً يصفق في مكان ما من المنزل، فجلست كارين تصغي لوقع خطوات عبر ردهة المدخل، ثم أغلق باب آخر. وقادتها ألسي إلى المطبخ، حيث
أجابتها سالي على سؤالها:
- أجل ياكارين إنه هنا. لكنه مبلل ومغطى بالوحل، هلا هيّأتِ له مكاناً على الطاولة أرجوك. هل أنت جائعة؟
- لا.. معدتي ممتلئة بما تناولناه منذ قليل.
حضّرت له طبقاً وفنجاناً وفضية عند طرف الطاولة. وأخرجت الزبدة والحليب من البراد. فسيحتاج إلى قهوة سالي القوية كي تنشطه بعد الإرهاق الذي لا بدّ تملكه من العمل الذي امتد من الخامسة صباحا إلى هذه الساعة التي تقارب السابعة مساءً.
واستدارت عندما سمعت وقع خطوات عند الباب وابتسمت :
- برايان؟
- مرحبا ًكارين. إنه طقس يفسد العطل؟
وأخذا يتحدث بهدوء عن السيول، وعن نقل الماشية إلى أمكنة مرتفعة، وجرّ الأشجار المخلوعة من جذورها عن الطرقات، واستبدال النوافذ في بعض منازل العمال في المزرعة. وأضاف:
- منزلنا هنا لم يعاني كثيراً من الأضرار، فالأمر لم يتعدَّ تضرر بعض الألواح الخشبية. كيف أعصابك اليوم؟ بعد هذه الليلة المزعجة؟
- لا بأس، أضن أن (بوتش) تحتج إلى مهدء أعصاب، وكذلك ألسي التي لم تكن سعيدة بما حدث.
- أجل ... لاحظت هذا.
وضعت سالي الطعام أمامه، ثم لمست يد كارين وهي تضع فنجان قهوة أمامها فقال برايان:
استلقت جامدة ألى أن أحست بالسائل الملطف يبرّد المنطقة المتهيجة من عينيها.-
أنت الآن أفضل.
- اه... أجل.
- أريد أن تذهبي لاستشارة الأخصائي في مستشفى هوبكنز... وسأتكفّل بكل النفقات.
- مارايك ببعض الحلوى؟
- لا.. لقد تناولنا الطعام منذ وقت قليل.
- هل أنت متأكدة؟ الحلوى مازالت طازجة وساخنة. فابتسمت له دون أن تجيب، فأردف بعد أن تناول قليلاً من السمك :
- هل أخبرتك سالي أن هذا السمك اصطاده من النهر على حدود مزرعتنا ولداها يوم أمس.
- لا لم تخبرني. لقد أكلنا اللحم ،فلماذا أنت السمك؟ - أنا رجل عامل ... وسالي تعتني بي جيداً. سمعت صوت كرسيه يتحرك: - سنتناول بعض الشراب في غرفة الجلوس. أمسك لها كرسيها ثم ساعدها ليذهبا إلى الغرفة حيث أجلسها فوق الأريكة. أخذت تصغي إلى صوت تحركاته وهو يصب الشراب ويضع أكواب الثلج فيها. تنهد وهو يضع الكأس البارد في يدها. - من المؤكد أننا نستفيد من المطر، ولكنني اتمنى أن لا يشتد أكثر. تقول الأخبار إن الطقص غداً بارد وغائم إنما دون أمطار... سأعمل غداً إلى ما بعد الظهر وكم أكره تركك وحدك. - أستطيع تسلية نفسي لو أن عندك آلة طابعة وأوراقاً؟ - أجل... لدي ما تطلبينه. بماذا تفكرين؟ - بإيربي... أعني السيد ايسترسون الذي أعطاني الإجازة بعد أن وعدته بكتابة مقالة أثناء وجودي هنا وأعتقد أن لدي الكثير لأكتبه. - حسن جداً. سأحضِّر الآلة لك الليلة، وأعدك أن لا أتركك أبداً بعد الغد.
أنهت كارين شرابها:
- أنا على أهبة الاستعداد للذهاب إلى النوم وأنت تعب أيضاً
أوصلها إلى باب غرفتها:
- نامي جيداً يا كارين. سأراك في أبكر وقت أستطيعه غداً.
دفعها إلى الداخل ثم ذهب.
وحدث ما أخبرها به إذ لم تجده عنما انضمت إلى سالي في المطبخ عند الصباح. سألت كارين عندما وضعت لها سالي الصحن على الطاولة:
- هل صحيح أنَّ الطقس غائم وبارد؟
- أجل... إنه بارد جداً في الخارج. لكن لا مطر يفسدُه. تعالي لأدلك إلى آلة الطباعة التي أحضرها لك برايان.
سألتها سالي. بعد أن أجلستها وراء الآلة:
- ماذا يحدث عندما تخطئين ولا تلاحظين ذلك؟
- هذا عمل المصححين والمحررين. عندما أكتب قصة، فأفضل ما يفعلونه هو مراجعتها.
بعد أن أصبحت وحدها أمضت عدة دقائق لتعتاد على مكان وجود كل شيئ تحتاجه، وما هي إلا ساعة حتى حضّرت الخطوط الرئيسية لمقالتها ثم شرعت تكتب التفاصيل. مرت الساعات وهي مستغرقة في عملها... وعندما سمعت وقع خطوات برايان في الردهة، لمست ساعتها فإذا هي الرابعة والعشرين دقيقة. تقدم منها ليريح يديه على كتفيها:
- ظننتك قلت مقالة لا كتاباً.
- أنسى نفسي أحياناً
- أنا متسخ وجائع... ما رأيك بعشاء مبكر بعد نصف ساعة؟
- حسناً.
تركت أوراقها فوق الطاولة، ثم سارا معاً تمسكها ذراعه وقال برايان:
- سأمر لآخذك عندما أرتدي ثيابي.
عندما قرع بابها كانت قد ارتدت سروالاً أزرق حريرياً وبلوزة بيضاء... قال لها بنعومة:
- من المؤسف أن لا تري صورتك في المرآة ياكارين.
- ولماذا؟
طال سكوته فقالت:
- برايان؟
- كنت أفكر بماذا أجيبك. أنت شابة جذابة جداً. أحب أن أتأملك لأشبع ناظري منك.
انحنى باتجاهها ثم عانقها بشغف وقوة ولم يلبث أن ابتعد قائلاً:
- سالي تنتظرنا.
- هذا ليس عدلاً.
- ما هو؟
- أنت تستطيع أن ترى ما تتركه فيَّ من أثر بينما لا أشعر بمدى تأثرك بي.
- صدقيني يا كارين ، تؤثرين بي وبمشاعري كثيراً.
وضع يدها تحت ذراعه ثم سارا معاً.
قالت له وهما على المائدة:
- هل تمت كل الإصلاحات اليوم؟
- معظمها... وما تبقى يمكن إصلاحه فيما بعد. لقد تلقينا معظم موجة المطر هنا، لذا لا خوف من السيول القادمة من الجبال، إنها عادة تحدث ضرراً أكثر من العاصفة وذلك بعد وقت طويل من توقف المطر.
عندما ذهبا إلى غرفة الجلوس لتناول القهوة سألها:
- هل ذهبت لصيد السمك من قبل يا كارين؟
- اصطدت في البركة في مزرعة شقيقتي ولكنها لا تحتوي سوى على السمك الصغير.
كنا نعتقد انا وروبين أننا صيادين ماهرين كلما التقطنا سمكة صغيرة لا تشبع قطة.
قال وهو يضحك:
- نستطيع الذهاب فوق السد... المكان هناك جيد لصيد فراخ السمك النهري وسمك الذئب بعد كل هذا المطر.
- كم يبعد السد؟
- إنه على بعد عشرة أميال. نقطع المزرعة ثم نأخذ طريق الجبل.سنأخذ سيارة(الشيروكي) وستوضب لنا سالي سلة غذاء أيناسبك ذلك؟
- هذا إذا كنت لا تمانع في وضع الطعم على صنارتي.
- ألا تحبين استخدام الديدان والسمك الصغير؟
- لقد فعلت هذا من قبل، لكنني لست واثقة من قدرتي على استخدامها الآن. ربما لن أستطيع تعليق الطعم جيداً.
- حسنا جداً، لأجلك فقط، سأقوم بهذا.
- متى سنذهب؟
- في السادسة صباحاً.
- تصبحين على خير ياكارين... سأراك عند الصباح.
استلقت على الفراش بعد دقائق، تاركة الباب مفتوحاً قليلاً لتدخل (بوتش) و(ألسي) وعندما دخلتا كانت تحس بنعاس شديد فلم تنهض لإغلاقه.
- انهضي أيتها الكسولة الساعة الخامسة والنصف
استغرق صوته بعض الوقت ليصل إلى مسمعيها وذلك من شدة النعاس ولمّا فتحت عينيها قالت له:
- سأكون معك حالاً.
بعد أن انطلقا بالسيارة الشيروكي راح يصف لها تفصيلياً كل ما يمران به من مناظر يتعقد أنها قد تهمها. وقد مضت ساعة قبل أن يتوقف.
- يبدو لي المكان هنا جيداً... تعالي؟
ونزلت من المقعد إلى ذراعيه ووضعها على قدميها:
-امسكي بذراعي واتبعيني يا كارين. المكان منحدر قليلاً، لذا انتبهي لخطواتك.
بعد دقائق قال:
- هذا عظيم... بقي أمامنا خطوات قليلة إلى مكان الصيد.
فرش الحرام الذي يحمله:
- اجلسي هنا لأحضر الصنارة لك وننزل إلى الشاطئ. أرى بعض الصخور التي نستطيع الجلوس عليها.
- لا يبدو كأننا في تموز.
- انتظري يومين وستعود الحرارة إلى سابق عهدها.
أخذت القصبة منه جاهزة لرميها في الماء.
- ارميها يساراً إلى البعيد قليلاً. فسأكون بقربك إلى اليمين.
أحست بالشمس المشرقة من خلف الجبال دافئة فاستندت إلى الصخرة وراءها. قال برايان:
- أتستطعين النوم والصيد في آن؟
قفزت فجأة:
- صنارتي...إنها تتحرك.
أمسكت ذراعاه بها ويداه تقودان يديها ببطء إلى أن سمعت صوت تلوي السمكة.
- اتركها تذهب.
- ماذا؟ إنها سمكة كبيرة يا كارين يندر أن نجد مثلها
- كنت وروبين دائماً نترك السمك يعود إلى الماء
أعاد السمكة إلى الماء دون أن يتفوه بكلمة بل راح يراقبها وهي تبتعد.
- أنت مجنونة.
- أنا آسفة.
- لا... أنت لست آسفة. هذه السمكة عرفت ماذا تفعل، لقد علقت بصنارتك بدلا من صنارتي لأنها أحسّت بضعفك، اعترفي بهذا. هل سبق أن سحقت حشرة من قبل؟
- لا... ليس عن قصد.
- هل كنت قريبة جداً من روبين؟
- نعم... برندا تكبرني بخمس سنوات، وهي من اعتنت بي بعد وفاة والدتي كنت يومها في الخامسة عشرة. وقد كان روبين جزء مني.
- هل كنت تعيشين مع براندا وأريك؟
- ليس بعد أن أنهيت دراستي. لقد ذهبت إلى الكلية وبدأت التدريس لكنني كنت أذهب إليهما دائماً. وأهتم بطفلهما.
- ماذا كنت تدرسين؟
- الانكليزية و الصحافة.
- في (الباكويرك) ؟
- أجل...
هز برايان برأسه:
- ياإلهي... ثمة الكثير لا أعرفه عنك ياكارين.
- لا أريد التحدث عنه حقاً يابرايان إضافة إلى أنني جائعة.
- انتظري هنا بينما أحضر الطعام.
لم يقطع هدوء الجو أثناء طعامهما إلا صوت الريح المتأوهة بين أشجار الصنوبر والأشجار المتنوعة يرافقها صوت العصافير المزقزقة ودوي المياه من الأعالي فوق الصخور.
- لماذا لست سميناً
- وكيف عرفت أنني لست سميناً؟
- لقد لمستك.
ما إن قالت ذلك حتى رفعت رأسها إليه وقد صبغ وجنتيها بالاحمرار.
ضحك قائلاً وقد رآها تعض شفتيها:
- لن تخفي احمرار وجهك ولك بشرة بيضاء كهذه يا كارين.
أمسكت بفنجان قهوتها. فقال لها:
- دعيني اسخنه لك قليلاً.
أعاده لها بعد لحظات، فتنهدت وغيرت موضوع الحديث:
- هل سالي إسبانية؟
- أجل... زوجها رئيس عمالي. لقد كانا يعملان في المزرعة قبل وفاة والدي منذ ست سنوات.
وجذبها لتقف، ثم سارا معاً على حافة المياه وهو يصف لها المناظر الملتفة حولها. كان الهواء قد برد قليلاً وقد شعر بجسدها يرتعش فجذبها إليه.
- أعتقد من الأفضل أن نعود الآن. لم أدرك أننا تأخرنا هكذا
وجمعا أغراض النزهة، وقاد برايان السيارة ببطء فوق الطريق الوعرة إلى أن بلغ الطريق الرئيسية. فاستقبلتهما الكلبتان استقبالاً عارماً. ألسي بنباحها وبوتش بارتمائها في أحضانها عند دخولهما قالت له كارين:
- برايان... أحس ببعض الألم في عيني. أحتاج للقطرة. هل تريد تفحصها قبل أن استعملها.
فأدارها لتواجهه.
- أنا أهتم بالقليل القليل من الناس. وأنت تهمينني كثيراً.أنا أعي قدرتك على العناية بنفسك لكن ثمة أمور كثيرة قد تخطئين فيها بسسب عماك. نعم يا كارين أريد رؤية القطرة قبل أن تستخدميها.
بعد أن جلس على السرير في غرفتها أعطته الزجاجة وسارع إلى قراءة الوصفة المكتوبة عليها:
- هل تعرفين ما هي مكوناتها؟
- لقد قرأت الوصفة واسماءها الطبية لكنني نسيتها. هي سائل مبرد ليس فيه مواد كيميائية مضرة.
-استلقي إذاً لإقطر لك في عينيك.
- لا...
- لا تكوني عنيدة ياكارين. دعيني أساعدك.
- وكيف أرد لك؟ لو انتظرت نتيجة الفحوصات فربما كان فيها بصيص أمل. - النتيجة ستأتي بعد وقت بعيد. أما بالنسبة لمالي فلا أريد استرجاعه. هزت رأسها، وفتحت فمها لترد معترضة. ولكنه قطع اعتراضها بعناقه الذي أحدث فيها قشعريرة امتدت إلى كل انحاء جسدها في الوقت الذي لف هو ذراعه حولها وحفرت هي أصابعها في كتفيه وهي تشده إليها بكل ما أوتيت من قوة.دفعها إلى الخلف لتستلقي فوق الوسائد ثم همس لها قائلاً:- فكري بالأمر يا كارين... وسنتم حديثنا غداً... - ولكن يا برايان...وتوقفت، وعناقه ما زالت تشعر به حاراً في أعماقها.مسح شفتيها باصبعه وقال:- تصبحين على خير... سأخرج قليلاً في الصباح على أن نتناول الفطور عند العاشرة. أصغت إلى وقع خطواته المبتعدة والارتباك يلف مشاعرها وذكرى زيارة مستشفى هوبكنز يربكها أكثر.ماذا سأفعل الآن؟ تنهدت تنهيدة حارة متأوهة بينما ألسي تدخل الغرفة.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:24 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


- الفصل السادس


كوني لي
ما إن حلَّ نهار الجمعة حتى كان طقس تموز قد عاد إلى حاله عندما خرجت كارين لتجلس في الهواء الطلق ثم أقبل إليها برايان ليحيط خصرها بذراعيه:
- أنا جائع... ماذا عندكما من فطور؟
- اقد شممت رائحة أقرص الحلوى بالغرفة. لكنني بقيت في الخارج حتى لا يغريني الطعام وأتناول واحدة أفسد بها شهيتي فالندخل لنأكل.
وما إن دفع الكرسي تحتها لتجلس حتى قال لها:
- ماذا تريدين أن نقوم به اليوم؟ ما رأيك لو نذهب إلى (ثاوس)؟ نستطيع الذهاب إلى المتحف ومعارض الفن هناك. ثم نتوقف لرؤية والدتي ولينا في المحل. ونستطيع أخذ الكلبتين معنا إذا أحببت.
- عظيم.
بعد أن شبعا قال لها:
- أمهليني دقائق لأكون جاهزاً بعدها سأتصل بوالدتي لأعلمها بقدومنا.
وصلا إلى ثاوس، فقال لها:
- ها قد وصلنا، المحل عند الزاوية، باتجاه الشرق. في الواجهة ثوب واحد وثوب استحمام، وبضعة صنادل وحقيبة. إنها جميلة. تناولي رسن(ألسي).
لحقت كارين بالكلبة إلى المحل. وقال برايان:
- مرحباً لينا، أتذكرين كارين؟
- بالطبع... مرحباً كارين. والدتك مع زبونة، سأستدعيها.
تقدمت والدته قائلةً:
- برايان وكارين... لم أتوقع قدومكما باكراً. تبدين جميلة يا كارين. ادخلي إلى هنا حيث نستطيع التحدث.
- سآخذ كارين إلى المتحف كي تشاهد بعض الخزفيات التي صنعها الهنود المحليون. هل يمكننا ترك الكلبين هنا؟
- نعم لا بأس دعهما.
- متى العشاء؟
- سنغادر المحل إلى المنزل حوالي السابعة... لقد حجزنا في مطعم (فندق ثاوس).
- عظيم... هيا ياكارين فلنبدأ جولتنا.
وأمضيا فترة بعد الظهر يتجولان في المتاحف ومحلات بيع السلع القديمة حيث راحت تلمس الخزفيات بيديها بينما برايان يصف لها طريقة صنعها.
ووضع بين يديها شيئاً صغيراً:
- هذه دمية (كاشينا) إنها الرمز المفضل لدى الهنود.
أخذت تتفحص باصبعها قسمات الوجه الدقيقة ، وقماش الفستان الخشن حول اللعبة.
- أذكر أنني قرأت منذ زمن أن لهذه الدمى معاني خاصة للسحرة أهذه هي؟
- أجل... هذه دمية لا تزيد عن اثني عشر إنشاً، ولكن هناك أحجام أكبر... هل أعجبتك؟
عندما عادا إلى السيارة. أعطاها الدمية:
- ستحتاجين إلى تذكار من (ثاوس) لتعرضيه على ايسترسون واصدقائك في الجريدة.
ابتسمت له وهي تسند رأسها إلى مقعد السيارة.
- ها انت تعبة؟
- نوعاً ما.
- استريحي قليلاً في منزل أمي.
- وماذا ستفعل أنت؟
- لدي مخابرات أجريها.
كان المنزل على بضع خطوات من اليسار. انتظرت إلى أن فتح برايان الباب. ثم أمسك بيدها ليقودها إلى إحدى الغرف.
- هذه هي الغرفة التي أنام فيها عندما أبقى هنا. سأحضر أغراضك من السيارة وأعود حالاً.
وقفت تنتظره إلى أن عاد يحمل ثيابها.
- الحمام أمام السرير مباشرة. وسأعلق ثوبك في الخزانة إلى اليسار.
- حسناً
وما أن أصبحت وحدها حتى شرع ذهنها في العمل رافضاً الراحة لكنها نفضت عنها القلق واستلقت التماساً للنوم.
استيقظت قبل أن يأتي برايان إليها. ثم قصدت الخزانة لتأخذ منه الثوب الذي علقه. ارتدته ولم يبقى أمامها سوى الحذاء.
عندما قرع برايان الباب ابتسمت:
- هل سرقت (بوتش) حذائي ثانية؟
فضحك:
- لا .. لقد نسيته في السيلرة، وها هو. أنت جميلة، هل تشعرين بأنك أفضل حالاً الآن؟
- نعم لكنني أتضوّر جوعاً.
- لا عليك فبما أن والدتي ستدفع ثمن الطعام فلا بأس بأن نأكل الدنيا بأسرها.
وصلت والدته ولينا، وبعد بضع دقائق كانوا في طريقهم إلى الفندق. ومن التحيات التي استقبلتهما عرفت كارين أنهما زبونتان دائمتان للمطعم. وكانو في منتصف تناولهم للعشاء عندما سألت والدته:
- كارين... هل قمت أبداً بعرض الأزياء؟
فردت دهشة:
- يا إلهي ... لا... أعرف أن العارضة يجب أن تكون طويلة ونحيلة.
- كنت أنا ولينا نتحدث عن المظهر الذي تبدين فيه في تصميمنا الأسود الجديد الذي يلائمه لون بشرتك الأبيض الناصع.
فضحكت:
- قد اتعثر فأقع مفسدة بذلك العرض كله يا سيدة كالدويل.
- ناديني جولي أرجوك يا كارين. لو كنت تسكنين قريباً منا لكنت وضعتك على رأس لائحة العارضات المساعدات لنا للموسم الجديد.
واتخذا الحديث مجرى الأزياء وأحدثها. سألتها جولي:
- متى ستعودين إلى منزلك يا كارين؟
- يؤسفني أنني سأرحل يوم الأحد ظهراً.
- ابقوا هنا حتى الغد يا برايان.
- لا يا أمي على كارين أن تستريح قليلاً فيوم غد هو يومها الأخير.
ودعوا بعضهم بعضاً على أمل أن تزورهما كارين ثانية.
أخذا بوتش وألسي في رحلة العودة. دخلا المنزل بصمت عند وصولهما. فقصد برايان المطبخ ليعدّ لهما بعض العصير البارد بينما أخذت كارين تتجول في غرفة الجلوس وهي تلمس الأشياء فيها وكأنها تودعها. ثم أحست فجأة بلمسته الناعمة على خدها فاستدارت لتصبح بين ذراعيه.وبلطف جذبها اليه، دون أن يتفوه بكلمة وعندما أبعدها قادها نحو الأريكة فجلس إلى جانبها.ثم وضع الكأس في يدها.
- لماذا تهمس؟
- لأنك رقيقة جداً.
ضحكا معاً ثم صمتا وهما يرتشفان الشراب البارد. وعندما مالت إلى كتفه رفع ذراعه لتريح رأسها على صدره. أخذا منها كأسها ثم راحت يداه تمران بإثارة فوق كتفيها وعنقها فجسدها.
- برايان؟
- هه... ؟
- هذا ... قد يكون..
- خطراً؟
تابعت يداه التجول فوق حنايا جسدها، فقالت:
- أ... أجل..
- لم أدنُ من الخطر منذ زمن بعيد. فدعيني أبقى فيه.
أمسك بشعرها ليرفع رأسها إلى الوراء ناظراً إلى أعماق عينيها.
- هل ترينني؟
(همس لها).
- أجل...
ابتسمت. ثم مدت أصابعها إلى شفتيه، ثم إلى الندبة على خده الأيسر صعوداً إلى عينيه.
- هل هذه غمازة؟
- لا... إنها جرح.
- هل رفسك حصان؟
- لا ... بل حادث سيارة.
- اوه أنا آسفة.
- لا تبتعدي عن موضوعنا.
- وعم كان الموضوع؟
- عن الخطر... خطرك.
وقف فجأة ممسكاً بيدها ليقودها إلى غرفة نومها. أغلق الباب وراءهما ثم امتدت ذراعاه لتحتضناها. ولمّا حاولت منعه كانت ذراعيه قد سبقتاها.
- كارين....
ضم جسدها إليه مطبقاً عليها ذراعاه بإحكام ثم دفن شفتيه في شعرها لكنه كما بدأ فجأة تراجع فجأة بأنفاس متقطعة ويدين مرتجفتين. سحب نفساً عميقاً ليهدىء أعصابه.
- سأراك في الغد.
وخرج.
حدقت كارين في الباب مذهولة جداً. بعد ذلك أوت إلى فراشها وهي تفكر بكل كلمة قالاها لبعضهما وأخيراً استسلمت للنوم.
استيقظت في اليوم التالي لتجد أن برايان قد خرج. وبعد تناولها الفطور في المطبخ مع سالي وصل برايان دون أن تحس بقدومه.
- أتريدين امتطاء الخيل؟
- أجل...
ورن جرس الهاتف في غرفة الجلوس فقال لها:
- اجلسي في الخارج قرب البركة وسأعود بعد قليل.
جلست على كرسي وقفت عنده (ألسي) ومررت يدها على مؤخرة رأسها حيث تشعر بالتوتر وإذا بصوت برايان يأتيها متسائلاً:
- كارين؟ هل أنت بخير؟
- أوه... طبعاً.
انتظرت غير واثقة ما إذا كان يريد متابعة الحديث أم لا وأحست بيديه تمسكان يديها عندما جلس قريباً منها على حافة المقعد:
- كارين... يجب أن نتحدث بجدية.
- بصدد ماذا؟ وما هو هذا الحديث الجاد؟ لن أذهب لمستشفى هوبكنز وأستطيع أن أدفع...
- هل تتزوجينني؟
أتاها صوته وكأنه يسأل عن الساعة.
قطع سؤاله المفاجئ أنفاسها وتجمد الدم في عروقها. لكنها في الوقت نفسه سمعت أنفاسه المتسارعة الرتيبة... ماذا يجري بحق السماء؟
- برايان... لماذا؟
- ولما يتزوج الناس عادة يا كارين؟
انتظرت أن يتم كلامه. وعندما لم يفعل سألته:
- هل تحبني؟
- الحب أمر مبالغ في تقدير مكنونه يا كارين. لدينا كل شيء من اجل زواج ناجح.
وبدأ الغضب يعصف بها:
- وماذا لديك؟
- نحن صديقان وهذا أهم من الحب. كما أنني أريدك وأرغبك وكذلك أنت. أليس كذلك ياحلوتي؟
هزت رأسها بعد أن دفعته عنها لتضع يديها على وجهه:
- لا أصدقك.. أنت تريد أن تعيش معي دون أن تقول يوماً (أحبك) ودون أن تسمح لي بقولها؟ لا... لا يا برايان
- الحب هو فخ يطبق على ضحيته ليجعلها دون فائدة وقد يتلاشى ويندثر بين ليلة وضحاها.
- لماذا يا برايان؟ لماذا تريد الزواج مني في وقت تستطيع فيه الزواج من امرأة ثرية جميلة. ما أنا إلا عمياء عليك قيادتها ومراقبتها لئلا تضع الدواء الخاطئ في عينيها. أنا امرأة لا تستطيع الذهاب إلى مكان دون أن تكون معها مرافقاً وإن لم يكن بيننا حب... صدقني
- هل انتهيت؟
- أعتقد هذا.
- هل تحبين تشارل أو أي إنسان آخر؟
- لا...
- إذاً تزوجيني.
غلفهما الصمت. بانتظار إجابتها. ولمّا اجابت كان صوتها هادئاً بينما قلبها تعصف فيه طبول تطرق عالياً.
- بيني وبين إيربي عقد تنتهي مدته في نهاية آب فإذا كنت حتى ذلك الوقت تريد الزواج مني... فلا بأس.
- أنا لا أحب هذا الرد الغامض.
- إنه الرد الوحيد الذي لدي في هذه الظروف.
- حسن جداً يا كارين... سأنتظر . كنا قد اتفقنا على ركوب الخيل أما زلت ترغبين في ذلك؟
- أجل...
- لقد ركب رئيس عمالي بونتي هذا الصباح لذا سأعطيك (السوداء) إنها فرس عربية لطيفة.
تركت كارين (السوداء) تسير وراء برايان وجلست (بوتش) على السرج أمامها بينما أخذت ألسي تركض أمامها. كانت أفكارها متضاربة في عقلها وحركتها تخرج منها ألية. برايان ليس ممن يحبون الثرثرة:
( ماذا سنفعل بعد أن نتزوج إذا كنا لا نحب بعضنا ولا نتحدث كثيراً؟ هذا سيفسح لنا وقتاً طويلاً للمغازلة)
ابتسمت لهذه الفكرة التي راودتها.
- لماذا تضحكين؟
- إنه يوم جميل يا برايان. كنت افكر بالجو الحار في سولت ليك مقارنة مع هذا الطقس.
- يندر أن تشتد الحرارة في تموز و آب.
تابعا الطريق بصمت ، ثم سمعت حصانه فشدت رسن فرسها.
- فلنمش قليلاً.
مد لها يده فمالت إلى الأمام لتقفز إلى ذراعيه. ولكنه لم يمسك بها بل استدار وسار معها يداً بيد وهما يقودان الحصانين.
- لقد قرأت مقالتك ياكارين. طريقتك في الكتابة واضحة بما فيه الكفاية كي يرى الجمهور ما لا تستطعين رؤيته... ألسي وضعتك في عالم جديد بالكامل... أليس كذلك؟
- أجل...
- هل يعلم ايسترسون أنك ستتركين العمل في الجريدة عندما ينتهي عقدك.
- أجل... إنه يفهم لماذا
- هل أنت مستعدة للعودة... فلا بدّ لك من الرّاحة قبل العشاء.
ساعدها في الوقوف وفي امتطاء (السوداء) بعد ذلك سارا بصمت وقد غرقت في أفكارها
فما قصة الندبة على وجهه؟لقد قال إنها جراء حادثة سيارة. لكن ما تعرفه لا يكفي فهي تريد أن تعرف كل شيء عنه تريد أن تعرف أدق التفاصيل وأخصها في حياته.
عندما تركها برايان في غرفتها وحدها سارت نحو النافذة ) ! المفتوحة... ( أريد أن أتزوجه... لكنني لا أستطيع
علمت أنها قد تغير رأيها مراراً قبل نهاية شهر آب فاستلقت فوق السرير تتقلب فوقه والوحشة تقبض على قلبها، وحشة لم تشعر بها منذ وفاة روبين. ظلت كذلك إلى أن غرقت في نوم غير مريح. ولما استيقظت وجدت نفسها منزعجة.
أسرعت إلى الحمام فاستحمت ثم ارتدت ثوبها الأخضر فأعطاها
دعماً معنوياً ولما قرع برايان الباب كانت على أتم الاستعداد.
كانت كارين تدّعي الأكل وهما لا يتبادلان الحديث على المائدة . كانت هذه وجبتهما الأخيرة في هذا الأسبوع الرائع، لكن ماذا تفعل بشأن طلبه الزواج منها وإصراره على ذهابها إلى عيادة الطبيب في مستشفى هوبكنز، وما تفعل بنظرته إلى الزواج. لا بد أن في الأمر ما يزعجه. أيعقل أنه باق على حب زوجته؟ فإن كان الأمر كذلك فهذا يعني أنها امرأة عظيمة وأخذت تدفع الطعام بشوكتها.
- أنت تتلاعبين بطعامك ياكارين الا يعجبك اللحم؟
- بلى.
حاولت التحدث بأي كلام مهما كان.
- لاتبدين واثقة من شيء .
وضعت شوكتها من يدها:
- برايان... لقد سررت بهذه الزيارة التي أقمتها معك... إنها أفضل إجازة قضيتها منذ سنوات طوال. لكنني لا أستطيع أن أتزوجك.
- لقد وعدتني بالزواج بعد انتهاء عقدك وأنا متمسك بهذا. ادرسي الموضوع جيداً حتى ذاك الوقت.
- ولكن...
- إذا كنت لا تحبين أحداً يا كارين، فزواجنا سيكون نافعاً لنا وأنا أريد أن أجعله زواجاً بكل ما في الكلمة من معنى.
- تريد كل شيئ إلا الحب.
ضحك ثم قال:
- أنت راشدة يا كارين فكفى حديثاً عن هذه الهراءات العاطفية.
وأنهيا ما تبقى من الطعام بصمت. ثم خرجا إلى الخارج.
- إنها ليلة جميلة يا كارين. النجوم بارزة جداً إلى أبعد مدى والقمر هلال.
- متى يبرد الطقس هنا؟
- ليس قبل وقت طويل من طقس الباكويرك. بعد أوائل أيلول تأتي بعض الأيام الباردة، ثم في أوائل كانون الثاني يبدأ الثلج بالهطول وما أن يحل عيد الفصح حتى يكون الثلج قد غطى الجبال كلها.
- وهل تذهب للتزلج على الثلج؟
- لم أمارس هذه الرياضة منذ سنوات. أعتقد أنني قد أكسر ساقي في أول تجربة.
سارا فوق المرجة الخضراء... توقف(ألسي) وقد أحست بالسياج قريب منها. قادتها يد برايان، ورفعت نفسها لتجلس على القضيب من السياج الخشبي، ثم جلس هو قربها.
جلسا بصمت دون أن تحاول كارين قطعه بحديث ما. فهذه الليلة كانت شبه صامتة في هذا الأسبوع الذي لن تنساه أبداً. تنهدت بصوت مرتفع:
- لم هذه التنهيدة؟
- كان أسبوعاً رائعاً لذا العودة إلى حياتي الرتيبة ستزعجني.
- لا تعودي.
- أنت تغريني يا برايان وأنت بذلك غير منصف.
- ولماذا؟
- أنت تعلم أن لدي وظيفة وعقد مع إيربي الذي كان طيباً معي. لعل ما أصفه به هو أقل ما يمكن أن أصف به مساعدته لي.
قفز برايان عن السياج:
- أراهن انني إن تكلمت معه أعفاك من العقد.
- لا...
- أنت عنيدة يا كارين.
فضحكت فجأة:
- وهل لاحظت ذلك؟
- مراراً
أنزلها عن السياج لتحتضنها يداه، فكان أن وقفت على أطراف أصابعها لتكون قريبة من رأسه وليقدر على أن يحكم ضمها إليه.تحركت يداه إلى كتفيها نزولاً إلى خصرها فشدها إلى جسده القاسي بكل قدرته ثم راح يعانقها بلطف أولاً ثم بإلحاح كبير حتى كاد يقطع أنفاسها. كان جسدها يتجاوب مع عناقه ومع لمسة يديه على شعرها وكتفيها وعنقها وظهرها وهما تشدانها إليه أكثر فأكثر. ولما حاول استخدام شعرها لإبعادها عنه خرج منه صوت متهدج:
- كارين؟
كان سؤالاً وجواباً في الوقت نفسه. واستجابت له ثانية بكل لهفة وحب وأصابعها تعبث بكتفيه وعنقه فوق ياقة القميص ولم تلبث أن انحدرت يداها إلى أزرار قميصه لتفكها.
فقال بصوت أجش:
- توقفي عن هذا ياكارين.
حتى وهي تعبث بأزرار قميصه بأصابعها أجابت:
- حسناً
دفعها دون جهد وأحست بتحركه إلى أن لا مست العشب واشتمت رائحة الأرض، وتسارع تنفساها باضطراب... واختلط نور الشمس بالظلام خلف عينيها المغلقتين وهو يهمس:
- حبيبتي..
توقف الزمن...
قال وهو يدفن وجهه في شعرها:
- سوف تتزوجينني يا كارين؟
صعد منها نفس عميق خرج من أعمق أعماق جسدها المتأوه:
- نعم يا برايان.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:27 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع


نور العيون
كانت مدينة سولت ليك غارقة في جوها الرطب كعادتها في منتصف تموز. ولم يكن يبدو على أحد الرغبة في أكثر من الذهاب إلى عمله ثم العودة إلى برك السباحة ومنازلهم المكيفة. ولم تكن كارين استثناء. وبعد اهتمام الجميع فترة بعودتها عاد كل واحد إلى عمله اليومي.كان بعض المراسلين في إجازة ومنهم تشارل. بعد أن قرأ ايربي مقالتها، أرسلها للطباعة مع بعض التعديلات البسيطة واستدعاها صباح الأربعاء إلى مكتبه، وسألها:
-أخبريني عن كل شيء يا كارين.
راحت تقص عليه كل شئ إلى أن وصلت إلى عرض الزواج الذي قدمه برايان.
- هل ستتزوجينه؟
- أجل
- هل يمكنك الاستقرار على هذا يا كارين. وأنت تخفين عنه الحقيقة.
- أعتقد أن لا خيار أمامي. فأنا أحبه يا ايربي، وإذا كان سيتزوجني بعد أن يجد أنني لست عمياء تماماً... نعم أنا أعلم أنه رجل يكره الخداع.
- لديك الكثير من معطيات النجاح مع العلم أنني كنت أشك بحصولك ولو قليل من النجاح في تجربتك هذه.
بعد العمل استلقت في شقتها على الأرض وقربها ألسي. كانت الأيام التي تمر تشعرها بأن ذلك الأسبوع الذي أمضته يبدو من نسج خيالها وأوهامها وكم كانت نبضاتها تتسارع كلما تذكرت تلك الساعات التي أمضتها بين ذراعيه حتى باتت تشعر أنها ملك يمينه وأنه ملك قلبها فوق ذلك كله.
سرعة تلاحق الأمور جعلتها تخاف. لكنها ظلت تستذكر لحظاتها الحميمة معه وفجأة رن جرس الهاتف مسبباً لها ولألسي الذعر.
- ألو؟...
- كارين؟
إنه الصوت الذي يجعل خفقات قلبها سريعة على غير عادة.
- أجل يا برايان... كيف حالك؟
- جيد تملكتني الوحشة.أواثقة أنك لن تستطيعي المجيئ إلى هنا في نهاية تموز بدلاً من نهاية آب؟
أحست برغبة في رؤيته، ولمسه فاحترق وجهها بنار الذكرى:
- ستدهشك سرعة قدوم نهاية آب وعندها ستضطر إلى الاعتياد على وجودي منذ ذاك الوقت فصاعداً لذا أنصحك بأن تتمتع بوحدتك ما دمت قادراً على ذلك.
بعد هنيهة من التردد قال:
- لقد ذهبت لأشتري لك خاتم الخطوبة، فوجدت اثنين أعجباني، ولكن الرأي الأخير لك، سأحضرهما معي الشهر القادم.
- وهل أنت قادم إلى سولت ليك؟
- لم الدهشة؟ أنسيت أن خطيبتي تعيش بها.
تسارعت دقات قلبها إثر هذه الكلمات:
- يبدو هذا الكلام جميلاً. كيف عرفت مقاس الخاتم.
- لقد قدرت القياس بخمسة ونصف.
- تقدير جيد، لما لا تختار أنت الخاتم طالما تستطيع أن تراه.
- حسن جداً يا كارين، يمكنك تبديله فيما بعد إذا لم يعجبك.
- سأحتفظ بالذي اخترته أنت
- كنت أعتقد أن النساء يفضلن انتقاء مثل هذه الأشياء بأنفسهن.
- أنا أثق بذوقك.
فضحك مستسلماً
- حسناً... سأتصل بك لاحقاً هذا الأسبوع.
ودعها لكن الإثارة التي تركها في نفسها ظلت مشتعلة في ذاتها مدة طويلة. كان موعدها مع طبيب العيون قد حُدِّد في الخامس عشر من آب على أن تكون النتائج جاهزة في السابع عشر منه. ولو عرف برايان بهذا الموعد لأصر على أن يكون موجوداً. راحت تحاول وضع صورة له في خيالها من خلال ما استكشفته أصابعها من لمسها المتكرر له. في هذه اللحضة راحت تفكر بردة فعله التي ستكون إذا استعادت بصرها.كتبت لبرندا رسالة مطولة، لم تذكر فيها أمر خطوبتها، وذكرت أن ايربي واثق من حصولها على الجائزة ، كذلك من حصولها على تقدير كبير لدراستها حول الأطفال الذين يولدون عميان.
مر الوقت وألسي تزداد شيئاً فشيئاً قرباً منها حتى غدت جزءاً من حياتها وظلاً لها وقد نالت هذه الكلبة محبة
أصدقائها في الجريدة إلا تشارل الذي ظل بعيداً عنها. أما هي فلم تحاول أن تسترد تلك العلاقة التي كانت بينهما سابقاً.
كان يوم السبت، قبل أسبوع من موعدها مع الدكتور غراهام. وكانت المدينة رازحة تحت ظل حرارة قوية، تتجمع الغيوم المليئة بالرطوبة في السماء عندما سارت كلرين ببطء وهي عائدة من المكتبة وألسي بجانبها.
استدارت عند آخر منعطف يوصلها إلى المنزل وإذا بألسي تبطئ في سيرها ثم تتوقف. شعرت كارين بأن جسد الكلبة يتحرك بينما ذنبها يهتز بتحية ودودة في اللحضة ذاتها التقطت أنفاسها رائحة عطره المألوفة.
- برايان؟
- مرحباً كارين. لن أسألك كيف عرفت بوجودي؟
توقفت هادئة ثم لم تدري كيف أصبحت بين ذراعيه وهو يرفع ذقنها إليه.- في المكتبة ثانية؟
- نعم.
- من أين أتيت؟
- أخبرتك بأنني أشعر بوحدة قاتلة بدونك.
أمسك بيدها ثم انطلقا.
- هل لديك خطط لنهاية الأسبوع؟
- الأمر لا يتعدى القراءة وكتابة مقال علي الانتهاء منه قبل مساء الأحد.
عندما وصلا إلى شقتها المبرّدة قالت له:
- أتريد شاياً مثلجاً؟
- أجل...
تبعها إلى المطبخ ليقف قريباً منها وهي تصب كأسين أعطته أحدهما بعد ذلك عادا إلى غرفة الجلوس. - شقتك الجديدة لطيفة.. وواسعة.
- اوه... أجل ... لقد نسيت أنك لا تعرفها بعد... أنا وألسي لدينا فسحة كبيرة تخولنا التجول فيها براحة. أنا أشكر الإنسان الذي أمّنها لي كائناً من يكون وسأبقى مدينة له طول حياتي.
رفع يدها إليه وقبل أن تعرف ماذا سيفعل وضع الخاتم في يدها اليسرى:
- هل تقبلين بالزواج مني يا كارين؟
مدت يدها أمامها وأخذت تمرر أناملها فوق الخاتم.
- يبدو غريب الشكل.
-نعم ...انه من البلاتينيوم له لؤلؤه في الوسط والماسه على كل جانب لم تجيبي عن سؤالي بعد ؟
- نعم... سأتزوجك يا برايان.
- أحاط وجهها بيديه ثم انحنى إليها ليضع قبلة على جبينها.
- هل ترغبين في حفلة زفاف كبيرة؟
- لا... وأنت؟
- لا... متى؟
- الأول من تشرين الأول؟
- لم لا يكون الأول من أيلول؟
- لن أنهي عملي قبل نهاية آب.
- ما الذي لن تنهيه؟
- عملي في الجريدة ونقلي الأشياء التي أحتاجها،إضافة إلى شراء ثوب الزفاف.
- ستجهز جولي هذا الثوب إن كنت لا تمانعين.
- هل أخبرت والدتك بموضوع زواجنا.
- بالطبع أخبرت أمي الحبيبة، لكن ما لم أخبرها به عدم حماسك للزواج مني.
- أقلت لها أنك لن تتزوجني حباً بي وإنما شفقة علي؟
- كارين كفاك هراء، لقد نقشنا الأمر سابقاً.
جلست بصمت، تنظر مباشرة إلى عينيه، متمنية أن يغير رأيه.
قالت في نفسها: الآن وقت التراجع... ولكنها قالت عوضاً عن هذا:
- فليكن قياس الثوب(تسعة).
- إنها تعرف.
- كيف؟
- تذكري أنها تعمل في بيع الثياب وهي بارعة في الحكم على القياس ثم لقد نظرت إلى رقم قياسك وأنت في المزرعة.
فضحكت:
- هذا يعد تسللاً.
أحاطها بذراعيه ثم سألها هامساً:
- هل تحبين ارتداء الأبيض؟
كانت جامدة بين دائرة ذاعيه ورأسها على صدره الرحب.قالت هامسة:
- لست أهلاً لارتدائه.
- بلى إن أردت.
- لا... أحب اللون الأزرق أو الأخضر.
قبّل أناملها التي مدتهما إليه ثم حملها بين ذراعيه وهي تحيط عنقه وأوصلها إلى غرفتها حيث وضعها على السرير ونبضات قلبه تضج بين أضلعه:
- أريدك يا كارين. فلا تعذبيني بلظى الإنتظار.
أصر برايان على إعداد الفطور بنفسه في اليوم التالي.
- ستقلع طائرتي عند الثانية، وهذا يعني أن بمقدورك إتمام مقالتك فلا أريد أن تطردي من عملك بسببي.
- اين تعلمت الطبخ؟
- علمتني إياه جولي منذ زمن إذ قالت لي يوماً إنني قد أضطر للطبخ لزوجتي. وعلي أن أقول لها أنها كانت على حق.
مدت اصبعها تتحسس الخاتم.
- برايان؟
- نعم يا كارين؟
- هل أنت واثق؟
- نعم كل الثقة أخبريني بم تشعرين بشأن هذا الزواج؟ لكن اعلمي أنني لن أدعك تهربين مني مهما كان ردك.
- زواجي منك أفضل صفقة.
- كيف ذلك؟
- أنسيت أنك غني، لعلك لا تنتبه لهذا الأمر ما دمت قد عشت حياتك كلها في رخاء. أنت لا تدري قيمة النعمة التي بين يديك.
- أيهمك الغنى حقاً يا كارين؟
- لست أدري يا برايان. لكن الحياة صعبة.
- هيا بنا لنأكل
سألته وهما على مائدة الطعام:
- على ماذا ستحصل من هذا الزواج يا برايان؟
- عليك.
- وهل هذا يكفي؟
- أجل... وسترين بنفسك.
- كيف
- هل تريدني أن أريك كيف؟
احمر وجهها، فازدردت لقمتها، وهزت رأسها فقال:
- انت تحمرين خجلاً بشكل رائع يا كارين.
بدت الشقة بعد رحيله فارغة. راحت تنتقل فيها من غرفة إلى أخرى قلقة مما سيحدث. فكيف سيتزوجان على أساس الرغبة والشفقة التي ينكرها. أما الحب بحسب رأيه فهو ليس ضمانا لنجاح الزواج. ولعله على حق هذا إذا كان الحب غير متبادل بين الطرفين.
( لم أعرف أن عندي كل هذه المشاعر القوية. يا إلهي عندما أكون قريبة منه أعجز عن قول (لا) مهما طلب مني)
دفنت رأسها في وسادتها.. ثم غطت في النوم.
- استرخي يا كارين... لن يطول الأمر أكثر من هذا.
لكن الجلوس في عيادة الدكتور غراهام، لا يساعد على الاسترخاء خاصة وأنها متوترة مشدودة الأعصاب بعد سنة كاملة من وضع الاسطوانات، التي جعلتها عمياء حقاً بالنسبة لها وللعالم. عبرت عن قلقها عندما تكلمت معه لكنه طمأنها قائلاً
- لا لقد تحسنت خلال هذا العام.
وبينما الدكتور يعمل، أخذت تفكر بما قاله لها ايربي:
- لقد حصلت على المنحة التي أعطيت لأبحاث العمى عند الأطفال المولودين حديثاً، عند الدكتور أليكس كورك، في عيادة (ديربي شاير) لطب العيون. وكل النتائج ستذاع في كل البلاد على يد الدكتور غراهام. وقد دُفعت الألفي دولار لتغطية باقي فواتير روبين، وهذا شيك بسبعة آلاف دولار لك. وأنت بالتأكيد تستحقينها. قال لها الدكتور غراهام
- ماذا ترين الآن يا كارين؟
- اللون الرمادي الضبابي.
- هذا جيد... استلقي هنا ساعتين لأضع لك بعدها المزيد من القطرة قبل أن أضع لك الرباط اللاصق.
عادت إلى شقتها مع ألسي بعد الثامنة وهي فارغة المعدة إذ لم تتناول شيئاً منذ الصباح. كانت في هذه اللحظة بحاجة إلى البكاء أكثر منها إلى الطعام مع أن البكاء يضرها فقد حذرها الدكتور من فرك عينيها لأن ذلك سيتسبب بانعكاسات سلبية.أزالت الرباط ثم أبقت عينيها مغلقتين، وهي تبلل بضع محارم ورقية من دموعها حذرة من الضغط على عينيها. ولما جففت الدموع اعادت رفع الرباط على عينيها وحول رأسها.
رن جرس الهاتف، فنفخت أنفها وتنحنحت ليبدو صوتها طبيعياً وجاءها صوت برايان:
- كارين؟ هل أنت بخير؟ أين كنت حتى الآن؟
- اوه... لقد خرجت مع ألسي لأغطي أخبار السوق الموسمية الريفية. كان علي أن أقول لك إنني سأغيب طوال النهار.
- لقد أحسست بالقلق بعد أن اتصلت بك مراراً وما من إجابة كيف حالك؟
- بخير... الطقس ألطف الآن بعد أن هطل المطر البارحة. وأنت كيف حالك؟
استمعت إليه يتحدث وهي تشعر بصوته يبعث الرعدة في جسدها وكأنه يلمسها. وقبل أن تودعه قالت:
- سأشتغل في جمع بعض المعلومات عن الولاية الأسبوع القادم لذا فقد لا تجدني في البيت إلا قليلاً. سأتصل بك من حيث أكون.
- اتصلي بي عبدما تستطعين.
صباح الخميس سمح لها بالخروج من العيادة لساعتين وهي تضع نظارة سوداء ثم أجريت لها فحوصات أخرى. وبعد الغروب، سارت في الخارج دون نظارات. وفي كل مرة كانت تشاهد فيها شجرة أو منزلاً كان قلبها يضرب بشدة وأنفاسها تتسارع محاولة كل جهدها منع نفسها من الصراخ وهي ترى أن بصرها يرتد إليها. فبعد سنة من الظلام الدامس أصبحت على عجلة من أمرها لرؤية كل شئ من جديد.
وكان الدكتور غراهام ينتظرها في غرفة الفحص الصغيرة وهي تعود. فأجفلت عندما وجه إلى عينيها
الأنوار الخافتة ولم يلبث أن تراجع وهو يفرك يديه بسرور:
- لقد نجحنا يا كارين... لقد نجحنا.
اضاء لوحة أحرف أمامها:
- ما هو الشئ الثالث الذي ترينه في اللوحة وما لونه؟
- إنه كرة حمراء وبيضاء وزرقاء.
- صح
غير الصورة:
- وهذه.
تلاشت اللوحة لحظة عن ناظريها فاعتراها الرعب وراحت ترفرف عينيها مراراً إلى أن عادت إلى رؤية اللون الأصفر.
- إنها سلة من الورود الحمراء وباقة من النرجس الأصفر.
صمت الطبيب أما هي فحبست أنفسها، عندما لمسها جفلت مذعورة:
- لقد تفحصت كل شئ يا كارين، وسنتابع وضع القطرة بطريقة منتظمة.
ساعدها على الوقوف ثم اعطاها النظارة السوداء الخاصة.
- ضعيها على عينيك إلى أن ينتهي العلاج.
تلك الليلة واجهت صعوبة في النوم فقد راحت أفكارها تنتقل من روبين إلى برايان الى الزفاف المقترح. والشكوك في رأسها تطارد الفرح والفرح يطارد الضبابية التي تهددها في المستقبل.
لماذا لم أخبر برايان بما جرى؟ ولماذا وافقت على الزواج منه؟ واستسلمت أخيراً للنوم قبل طلوع الفجر بقليل.
استيقظت قبل وقت طويل من حضور الدكتور غراهام صباح الجمعة، ولكنها بقيت في سريرها، والنظارة السوداء فوق عينيها وسألها:
- حسناً ياكارين... هل أنت جاهزة؟
- أجل
جرّ آلة تشبه الكمبيوتر قريباً من فراشها:
- هذا سيبث شعاع اللايزر إلى داخل عينيك كي تشفى الخلايا الدقيقة حيث الالتهابات. الشعاع وحده سيلامس عينيك... استلقي بهدوء ولن تشعري بشئ.
سمعت صوت زر الآلة، ثم صوتاً ناعماً وقال الدكتور
- هذا كل شئ.
دفع الآلة بعيداً.
- دورة أخرى من القطرة وسننتهي. وكل ما يبقى قراءة النتيجة وكتابة التقرير... انظري إليَّ يا كارين.
أبقت عينيها مغمضتين وقد غلبتها العادة لكنها لم تلبث أن أحست برومشها ترتفع وعيناها تنظران إلى الطبيب.
- أبقي عينيك مفتوحتين ما أمكنك ذلك حتى أفحصهما.
أبقت نفسها مقطوعاً وهو يوجه النور ألى عينيها، وعندما أبعده قال لها:
- كيف أبدو لك؟
- أنت أوسم رجل رأيته.
ربت على يدها ضاحكاً.
- انتبهي قد أبقيك هنا إلى الأبد. استحمي إذا أحببت إنما لا توصلي الماء إلى عينيك، لذا لا تغسلي شعرك بل أريدك أن تبقي في الغرفة طوال اليوم وابقاء الستائر مسدلة. وسأراك الليلة.
عندما أغلق الباب وراءه تنفست الصعداء وانزلقت فوق الوسادة لتغرق في نوم عميق من جراء إرهاقها.
فتحت عينيها ببطء فوجدت أن الغرفة مظلمة والستائر مغلقة والسرير القريب منها مرتب أما الأرض فقد بدت لامعة.سألها صوت الدكتور غراهام المألوف وهو يضحك:
- هل بدأت ترين؟
من الصعب التصديق. لقد نجح الأمر. الخطة المجنونة نجحت. أخذت ترتجف وهي تدرك أن ما أصابها الآن هو الهدف من هذه التجربة وما أملوا أن يعرفوه. هو إمكانية شفاء خلايا العين التعبة بواسطة الليزر الذي لم يكن قد استخدم من قبل.
- وماذا سنفعل الان؟
- سنستمر في الأختبارات، مستخدمين الأموال التي حصلت عليها بقبولك هذا الأختبار. يوم اخر من المراقبة وتعودين بعده إلى بيتك.
تركها الطبيب وخرج. فأخذت تنظر الى يديها، لقد اتبعت تعليماته وأبقت كل مجوهراتها في المنزل. وتساءلت كيف يبدو خاتم خطبتها يا ترى؟ وألسي ما شكلها؟ اغلقت عينيها لتتصور تلك الكلبة التي أصبحت جزءاً من حياتها رغم قصر المدة التي امتلكتها فيها، ارتعش جسدها لتذكرها ماذا فاتها من مشاهد خلال السنة المنصرمة.
سأرى برايان... أحست على الفور بذاعيه حولها فارتجفت ووضعت رأسها على حافة الوسادة ثم اخلدت للنوم.
اتصلت في اليوم التالي بايربي، الذي حضر خلال ربع ساعة. وفتح لها باب السيارة. فقفزت ألسي من فوقه وأحتضنتها كارين وهي تهمس:
- كم انت جميلة، كنت أعلم هذا لكنك أجمل مما تصورت لن أتخلى عنك أبداً
قال ايربي:
- وماذا عني... ؟
وقفت كارين وطوحت بذراعيها حول الرجل الذي لم تشاهده من قبل.
- لقد تصورتك وسيماً... وكنت على حق.
- كيف كانت النتائج؟
- يقول الدكتور غراهام، انهم جمعوا معلومات كافية في السنة المنصرمة عن المناطق التي يصاب أطفالها بالعمى منذ الولادة. وبعد نجاح طريقة الليزر في العلاج فلا بدّ أن يعمّ النبأ. عيادة (ديربي شاير) بدأت منذ مدة مثل هذه التجارب والأموال التي حصلنا عليها للتمويل عبر المقالات ستعطيهم مزيد من المقدرة لإكمال الدراسات. كذلك فإن الاهتمام الذي سيحصلون عليه في كل البلاد سوف يسمح لهم بطلب الاكتتاب للسنة القادمة.
هز ايربي رأسه :
- عندما أتيت إلي أول الأمر أعطيتك الوظيفة ولم اكن أدري ما إذا كنت أنا المعتوه أم أنت. وقبل أن ينتهي هذا الأمر أدركت أننا كنا نحن الاثنين معتوهين.
انطلق بالسيارة في وسط الزحام. ثم سألها فجأة:
- أواثقة من صحة قيامك بالزواج من برايان؟
- أجل.
جعله صوتها الحازم يدرك أن لا طائلة من مناقشة المسالة.
أخذت في شقتها من مكان إلى آخر تتعرف إلى الأشياء المعروفة لها باللمس لا بالرؤية ولما وجدت ألسي واقفة تشخص بصرها إليها ركضت إليها محتصنة هذا الوجه الذي اعتنى بها في الأسابيع الأخيرة.
- لماذا لا أحصل بفعل ساحر على عشرة من أمثالك للأطفال المساكين الذين حرموا نعمة البصر. أتيتني أيتها الصغيرة من المجهول ومن المؤكد أن صاحب هذا العمل قادر على تكرار ما فعل.
دخلت غرفة النوم فرأت السرير مرتباً قربه الخزانة الصغيرة التي وضعت عليها علبة المجوهرات الصغيرة. ارتجفت يدها وهي تفتح العلبة شاخصة البصر إلى الخاتم الذي يقبع داخلها. مضت لحظات قبل أن تمسك به لترى لمعان الماستين المرصوصتين على جانبه، أدخلت الخاتم في إصبعها فرأته أكثر لمعناً من خلال دموعها.
عادت إلى غرفة الجلوس، فراحت تحدق في الهاتف خائفة من الاتصال ببرايان... لكنها أرادت في هذه اللحظة أن تقص عليه ما حدث معها منذ بداية التجربة كما تريده أن يعطف على برندا وأريك كما عطفت هي عليهما؛ كانت هذه السنة أشق سنة مرت بها في حياتها إذ ليس من السهل ادِّعاء العمى الأبدي في حين أنها تعلم يقيناً أنها ستشفى قريباً لكن ما العمل وهي قطعت وعداً بألا تبوح بشئ لأحد إكراماً لابن أختها المسكين.
قبل أن تتمالك نفسها رن الهاتف ممزقاً الصمت حولها . أغلقت عينيها لتعود إلى الظلام الذي اعتادته وهي تقول:
- كنت أستعد للاتصال بك لدي حجز على الطائرة المتوجهة إلى الباكويرك في الأول من ايلول.
- الباكويرك؟
- أجل أردت أن أرى برندا وأريك قبل أن أذهب إلى سانتا فاي... لم أقل لهما بعد أننا سنتزوج.
- ولماذا لا؟
- خفت أن يكون الأمر كله من نسج خيالي.
ضحك:
- والآن؟
فتنهدت:
- مازلت حائرة... ربما عندما أراك مجدداً، سيبدو الأمر حقيقياً.
- سألتقيك في الباكويرك.
فشعرت بالذعر :
- لا... أفضل أن لا تفعل.
- لا أظن أن باستطاعتي الانتظار. ولأكون واضحاً الأمر لا يعجبني. أيمكن أن نتزوج يوم الأحد؟ لقد أجريت كل الترتيبات.
- في السادس من الشهر؟
- أجل... جولي، والدتي، أنهت فستانك، وتريدك أن تجريبه حال أن تصلي إلى هنا.
- هل هو جميل؟
- نعم، بدا رائعاً مثلك. أما بشأن اللون فلا تسألي بل انتظري المفاجأة.
كان السفر هذه المرة مختلفاً. صحيح أنها كانت تسمع الأصوات نفسها لكنها الآن ما عادت غارقة في الظلام بل عيناها تنظران إلى الغيوم في سماء الصيف. بقيت عيناها تتأملان الفضاء إلى ان حطت الطائرة على أرض نيو مكسيكو.
كانت برندا تقف في المكان المخصص داخل منطقة الانتظار وأخذت كارين تتأمل قسمات شقيقتها الصافية الشاحبة. وعينيها الزرقاوين اللتين تظللهما رموش سوداء طويلة تشبه لون شعرها اللامع الذي يسترسل إلى كتفيها
ولم تتكلم الشقيقتان بل حدقتا إلى بعضهما لفترة طويلة قبل أن تحتوي برندا شقيقتها بين ذراعيها لتشدها إليها وكأن الحياة قد عادت إليها من جديد.
وبقيت عينا برندا على وجه كارين وهي تقول
- لقد تلقينا إيصال المستشفى المدفوعة كما دُفعت كل الديون الأخرى ولم يتبق سوى دين صغير على المزرعة سنسعى لتسديده في أقل من ستة أشهر.
- أنا سعيدة.
- اوه يا كارين. نشكر صنيعك إننا عاجزان عن رد معروفك أبداً.
- لا داعي لقول هذا. اتعلمين... كل شيئ يبدو جميلاً حتى أضواء السير.
أثناء تناول العشاء لم يتوقف الكلام بينها وبينا شقيقتها وصهرها، ثم سألتها شقيقتها فجأة عن برايان.ودون تفكير قالت كارين :
- سأتزوجه يوم الأحد.
أما زال يعتقد أنك عمياء؟!
- كارين
-أجل.
سألها أريك:
- كيف ستفسرين له الأمر؟
- سأقول له الحقيقة وليته يتقبلها بصدر رحب.
- سيغضب وهذا حقه.
هزت رأسها:
- أعلم. ما استطعت إخباره بذلك قبل الآن مع أن ذلك ما كان عليّ فعله حقاً.
كانت تتهيأ للنوم عندما اتصل برايان:
- لقد وصلت منذ لخظات من دنفر، وكنت لأسرع إليك لولا ذلك. متى تصلين؟
- الجمعة.
- سنتزوج الأحد يا حبيبتي... فليكن وصولك الجمعة باكراً.
فضحكت:
- أجل يا برايان سأصل باكراً... برايان؟
- نعم يا كارين؟
ارادت أن تقول له(أحبك) ولكنها لم تفعل:
- لا شئ. سأراك قريباً
الخميس بعد الظهر، غادرت الباكويرك كما خططت، وهي ترغب في الوصول في وقت لا يكون فيه برايان في البيت. استدارت إلى اليسار إلى الطريق نحو المزرعة. واوقفت سيارتها الموستنغ إلى جانب الطريق، وبعد لحظات تابعت سيرها حتى وصلت الى بوابة مزرعة أرض برايان ليطالعها منزله على مرمى البصر.
وما إن شاهدته حتى صاحت( يا للسماء) أحست ألسي بتوترها فمدت رأسها فوق المقعد باتجاهها.لقد ذكر لها برايان أن المنزل من طابق واحد، ولكنه لم يذكر لها حجم مساحته الكبير. وتغلب الفضول على توترها فأسرعت بالنزول من السيارة ثم عبرت الباب الذي تعرف أنه يوصل إلى المطبخ ونادت:
- سالي؟
سمعت خطوات وراءها فاستدارت... لنجد برايان أمامها.
صعقت لرؤية الرجل الذي تحب أمامها على غير توقع. كان طويلاً مديد القامة نحيلها. مستقيم الجسم ذا شعر كثيف بني بلون الدبس المتموج يرده إلى الخلف ليظهر عن جبهة عريضة. فمه الذي لامسته ولامسها مراراً كان مشدوداً إلى الأعلى عند الزاوية اليسرى الملتوية إلى الأسفل مجعداً. ياإلهي لم تتوقع هذا المنظر ولم تتصور أنه هكذا. بعد ذلك انتقلت عينها إلى الجانب الآخر ولم تلبث أن حطتا على عينيه:
- برايان!
خطت إلى الأمام لتعانقه ولكنه أبعدها عنه.
- كيف وصلت إلى هنا يا كارين؟
علمت أنه قد أحس بأنها مختلفة، ثم قال مستغرباً:
- وعيناك خضروتان.
- أجل... اوه يا برايان... أنا أراك.
اشتدت قبضتاه على كتفيها:
- كيف؟ ومتى؟
- إنها قصة طويلة... هل يمكن... أن نجلس؟
وأخذت تسرد له القصة منذ بديتها وصولاً إلى اليوم الذي كادت تدوسها سيارته.
- لماذا لم تخبريني؟ ألست أهلاً للثقة؟
- أردت هذا، لكن كان عليّ أتمام العقد. كنت أخاف إن أخبرتك أن أنسى الواقع الذي أعيشه.لقد بذلت جهدي خلال هذه المدة في الابتعاد عن الناس لئلا أتورط عاطفياً فينعكس ذلك سلباً على الاختبار.
- وتشارل؟
- لم يكن الأمر صعباً معه... كنت أنت مشكلتي الوحيدة.
نظر إلى شعرها اللماع. وإلى عينيها الخضراوين اللتان ما عرفهما ألا عسليتين:
- إذا... أنت تعرفين الآن أن الرجل المخطوبة إليه بعيد كل البعد عن الوسامة. أما زلت تريدين الارتباط بي كزوجة؟
لوت ابتسامة زاوية فمه اليسرى إلى الأعلى... أجابته بصوت يكاد يكون همساً:
- هل أنت غاضب مني؟
ارتفع حاجبه الكثيف فوق عينه السليمة:
- بل يجب أن أسر لارتداد البصر إليك.
- لم يعد لديك ما يحدوك إلى الشفقة.
- لم أقل إنني أشفق عليك. كانت تلك فكرة اختلقتها أفكارك. ألا تذكرين الأسباب التي دعتني لطلبك للزواج؟
غمرها الفرح لردة فعله أمام ارتباكها، فعادت لتجلس على الأريكة بقربه ودست نفسها بين ذراعيه.
- أجل يا برايان أذكرها... أرجوك عانقني...



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-11-18 الساعة 05:44 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:45 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
جرح الماضي
لم تستطع ذراعاه السيطرة على الرّجفة التي ولّدها إحساسها بأنها قربه وبين أحضانه. كان قد انصت إلى قصتها دون أن يعلق بكلمة، نعم هي لم تستطع إخفاء صدمتها لمرأى جانب وجهه الوسيم الذي تشوهه ندبة عميقة ملتفّة، مما كان يجبر عينه اليسرى على أن تظل مفتوحة معظم الوقت. فأن يعرف المرء بوجود جرح ما يختلف كل الإختلاف عن الرؤية. تملكتها شفقة على برايان وكم أسفت لعدم بوحها له بسرها.
أبعدت رأسها عن كتفه لتمسك وجهه مبتسمة، لكنه ردّ راسه إلى الوراء بحدة ما أن لمست مكان الجرح.
اتسعت عيناها من الدهشة، فقد لمست هذا الجرح مراراً قبل الآن ولم يحدث أن تراجع قط، قالت له:
- لا يهمني الأمر يا برايان.
فقاطعها بصوت بارد كالفولاذ:
- الا يهمك هذا ياكارين؟ لا يمكنك الجلوس هكذا
تنظرين إليّ لتقولي إن هذا المنظر البشع لا يخيفك؟ هل هذا يعني أنك لا تكترثين أو تخجلين من مسيرك معي والناس تراقبك وتراقبني فتشمئزين من منظري؟
ضحك بنعومة، ولكنها أحست بالرعدة وهي تنظر إليه:
- أنت لطيفة جداً يا كارين. والآن، بعد أن عرفت شكل فمي، فمن أية جهة تفضلين أن أقبلك، اليمين أم اليسار؟
وتمسكت به بعيدة عنه، ثم راحت عيناها تجولان فوق قسمات وجهه الصارمة ولم تلبث أن مررت اصبعها عمداً فوق الجرح.
- كنت أعلم بوجود هذه الندبة وقد وصفتها لي برندا. نعم لا أنكر أنها اسوأ مما تصورت لكنها لن تؤثر بمشاعري أو تبدلها. لقد قبلتني زوجة لك وأنا عمياء دون أن تخجل بي وجرحك ليس أقبح من العمى.
- لو استعملت قليلاً من المنطق يا كارين، لوجدت أن هناك فرقاً بين الحالتين.
فهزت رأسها:
- أنا مسرورة لارتداد البصر إليّ ولقدرتي على رؤيتك. لا يستحق جرحك أو عماي المشاجرة فما يهمني هو أنني معك.
- حسناً سنتزوج كما خططنا.
كان صوته وكأنه يقرر أمراً واقعاً ببرودة ليس فيها شيء من الرقة أو الحنان. أرادت أن تعترض لكنها لم تستطع إذ امتدت ذراعه لتضمها إلى جسده القاسي ولتقطع كلامها بعناق دفين. لكنه فجأة ابتعد عنها وسط نظرتها الحائرة من ردة فعله.
أعتقد أن الجميع سيسرون لاستعادتك بصرك.
تقبل الجميع التفسير الذي قدمه برايان من أن العلاج قد نجح في إعادة النظر إلى كارين أما لون عينيها فقد قال أنه ما هو ألا لون العدسات اللاسقة التي هدفها حماية عينيها الحساستين من النور القوي. وقد كان لهذه المعلومات أثراً كبيراً في بعث النشاط إلى هذا الزفاف.
وقفت كارين أمام جولي تجرب فستان الزفاف، كان لونه بلون اللافندر الليلكي الفاتح مع رباط عند الخصر واسع من الأسفل وضيق من فوق. لم تستطع كارين كبح جماح فضولها أكثر من هذا، فسألت جولي:
- جولي... ماذا حدث لوجه برايان؟
والتفتت إليها المرأة المسنة:
- ألم يخبرك؟
لما هزت كارين رأسها نفياً أردفت المرأة.
- صحيح أنه لا يأتي على ذكر الموضع إطلاقاً لكنني ظننته قد أخبرك عنها. عندما كان عائداً من حفلة ساهرة في سانتا فاي مع زوجته التي كانت تقود السيارة وقع لهما ذاك الحادث. في ذاك اليوم كانت غاضبة منه لأنه رفض أن تعبث مع الرجال الموجودين في الحفلة أمام أنظار زوجاتهم. كانت تقود السيارة بسرعة مجنونة إلى أن فقدت السيطرة على السيارة فوقع لهما ما وقع. أصيب برايان بإصابات بالغة أبقته في المستشفى ثلاثة أسابيع ترك بعدها المستشفى وهو على ما هو عليه اليوم ولم يعد يستطيع التزلج الذي كان شغوفاً به بسبب كسلا أصاب ساقه. أما هي فلم تصب بأذى يذكر لكنها بعد ذلك ما عادت تطيق رؤية وجهه فكان أن طلقها بعد سنة.
ووقفت كارين صامتة تصغي إلى القصة وكره عميق يتولد لديها تجاه تلك المرأة التي لا تعرفها. امتد الصمت بينهما إلى أن قطعته جولي:
- ما هو شعورك تجاه الجرح يا كارين؟
- أنا لا ألوم زوجته على تركها له.
نظرت والدته إليها بحدة، فأردفت:
- لو نظرت إليه كل يوم وأنا أشعر بأنني المسؤولة عمّا حدث. فلن أطيق صبراً على ذلك وأنا التي أحب برايان حباً جماً.
قبّلت جولي كالدويل وجنتها دون أن تقول كلمة واحدة ثم تابعت عملها
في العاشرة من صباح يوم الأحد اجتمعت المجموعة الصغيرة في غرفة الجلوس الضخمة، وقد شرع القاضي وليم كرينتون، صديق العائلة القديم بالقيام بمراسيم الزواج ليصبحا رسمياً زوجاً وزوجة، عندما أتتها قبلته وفيها أكثر من وعد تلقتها ببسمة صادقة ترقص فيها عينها الخضروان تعبيراً عما تكنه من حب كبير وقد نسيت لحظتها أنه يريدها فقط إرضاء رغباته الجسدية فقط.
كانت حفلة الأستقبال مناسبة عائلية كبرى، تجمع فيها بعد الظهر كل العاملين في (مرتفعات كالدويل) احتفالاً الحدث. بعد ذلك غادر الجميع متمنين لهما السعادة,
رافقته كارين وهو يشرف بنفسه على إغلاق النوافذ قبل الإيواء إلى النوم
- أتشربين شيئاً؟
- لا... لقد اكتفيت. هل أنت تعب؟
- لا.
- برايان؟
مدت يدها فأمسكها ثم جذبها إلى ذراعيه وهو يسألها برقة:
- هل أنت سعيدة الآن يا كارين؟ أنت متزوجة الآن من رجل ثري جداً وهذا يعني أنك ما عدت بحاجة للتفكير بالسعي وراء القرش. وها أنت ترين كل شيء بما في ذلك وجه زوجك القبيح.
- أرجوك ... أنا لا أفهمك.
- ألا تفهمين؟ اوه... لكنني أفهم يا كارين... أنت لصة كاذبة لذا ستدفعين الثمن بحسب شروطي... ستدفعين ثمن ألسي والشقة التي اشتريتها لكما. لي في ذمتك دين كبير عليك تسديده بدءاً من اليوم.
- أنا لم أكذب عليك عمداً يا برايان. فالتجربة كانت على وشك الانتهاء لذا لم أستطيع البوح لك بالحقيقة... وظننت أنك...
لم يدعها تتم قولها بل أسكتها بقبلة قاسية لم يحدث أن كان لها مثيلاً خلال علاقتهما. كاد يسحقها بعناقه ويحطم أضلاعها، أخذت تدفعه عنها دون جدوى وتقاومه بكل ما أوتيت من القوة، لكن الأمر انتهى بها إلى أن أصبحت طيعة بين ذراعيه وهما يسقطان ببطء إلى الأرض, كانت حركاته قاسية متوحشة. راحت تنظر إلى الكره المطل من هذا الوجه المشوه وهي تضع يديها حوله.
حملها إلى غرفته، وألقاها فوق السرير. التفتت لتنظر إليه فالتقت عيناها بنظرته السوداء وهمست بينما ذراعاه تطبقان حولها مقربة جسدها إليه(أرجوك) فضحك... وقال:
- أحب قليلاً من المقاومة يا كارين. قد يصيبني الضجر إن كنت زوجة رقيقة طيعة تفعلين ما يطلب منك.
عندما استيقظت كانت وحدها، وعند طرف الغرفة ثوب زفافها مرمياً على الأرض حيث كانت البارحة. هي لا تصدق ما حدث معها. اجتاحت جسدها برودة مؤلمة وهي تفكر أنها تستحق الدفء والحب لا هذا الحزن والكره كله.
تذكرت ما قاله: (عليك أن تسددي دينك كله). لكن قد لا تحيا طويلاً لتسدده.
أخرجت الجينز والقميص الأبيض من الخزانة. وارتدتهما وهي تحدق في الغرفة التي عرفت فيها أوقاتا ًسعيدة... إنها أكبر من اية شقة سكنت فيها من قبل, بل هي أكبر من منزل برندا برمته. وسارت نحو الردهة المفروشة بسجاد له لون غرفة نومها نفسه. ثم استدارت نحو مدخل المطبخ. وسمعت برايان يقول:
- أنا هنا يا كارين.
استدارت لتراه جالساً وقهوته أمامه والإبريق الفضي إلى جانبه.
- صباح الخير.
سحب لها الكرسي لتجلس ثم انحنى ليقبل رأسها لكنها لم تشأ النظر اليه أو معانقته كما كان يتوقع.
جلس ليصب لها القهوة.
- اليوم حار جداً لارتداء الأكمام الطويلة,
- القميص رقيق.
لن يفهم أبداً كم تشعر بالبرودة. كان قد أجلسها إلى يمينه لذا لم تر الندبة من حيث جلست. ولكنها كانت تعرف أنه لن يدعها تنسها أبداً. لا شك أن المرارة التي تعتمل في نفسه إنما هي بسبب هذا الجرح الذي لا يستطيع اخفاءه عنها. ما قامت به من خداع يبرره قصدها النبيل تجاه أولئك الأطفال المساكين. لكنه لا يرى في ذلك إلا إهانة شخصية.
- برايان؟
- نعم يا كارين.
- لا يجب أن نعيش هكذا أليس كذلك؟
- وكيف نعيش؟ نحن زوج وزوجته، وهكذا ستكون حياتنا ستحصلين على كل شيء بما في ذلك أنا.
- دعني أشرح لك.
لكنه لم يشأ الإصغاء إليها بل دفع الكرسي الذي يجلس عليه إلى الوراء ثم هبّ واقفاً وهو يقول ببرودة وقسوة:
- لا لزوم لتفسيرات أخرى يا كارين. الماضي قد مضى وسنبدأ حياتنا من هنا. لدي عمل، وسأعود للغذاء.
أنهت فنجانها وهي تقول: ياله من شهر عسل.
خرجت إلى الباحة الخارجية، فاستقبلتها ألسي وبوتش... وجدت كوري رايد، البيطري، يعمل على رجل ثور(براهما) مكسورة. حيّاها ثم قال:
- أيعمل برايان في هذا اليوم؟
وعندما هزت رأسها إيجاباً قال:
- إنه مجنون.
وسارت معه، تستمع باهتمام لحديثه عن المزرعة، العمال والحيوانات وبرايان.
- نحن نعلم أن برايان يعمل أكثر مما يعمل الآخرون. مع أن لديه أناساً قادرين على القيام بعملهم بكفاءة... ولكن ألن يكون لكما شهرعسل؟
وابتسمت آملة أن لا يقرأ شيئاً وراء هذه الابتسامة:
- قال أننا سنسافر بعد انتهاء موسم الخريف... ماهذا؟
أشارت إلى أنابيب منتشرة فيها (حنفيات) في أماكن منتظمة، تلتف على طول وعرض المنزل الذي يأوي الحيوانات.
- هذا هو نظام الرش الآلي. نحن بعيدون جداً عن مراكز الاطفاء. وإذا حدث أي حريق هنا، فلن تتمكن سيارات الاطفاء من الوصول إلينا في الوقت المناسب لذا جهزنا المزرعة بنظام يعمل آلياً، عندما تبلغ
الحرارة درجة معينة، ولهذا النظام مفتاح يدوي نستخدمه عندما يحدث شيئاً ما.
لم تعلم أنها تملك هذا الفضول لرؤية المزرعة عندما أتت في المرة الماضية. كانت الساعة قد بلغت الرابعة عندما انتهت من جولتها. أسرعت إلى المطبخ فسألت سالي عن موعد عشاء برايان فأجابتها أنه عندما يعمل يتناول طعامه في السابعة. ذهبت إلى غرفتها لتجد فستاناً يناسب العروس الجديدة. لم تكن تريد أن تكون (شيئاً) يمتلكه لمتعته، بل تريده أن ينظر إليها ككارين.
فتح الباب، فنظرت لترى برايان أمامها حليق الذقن أنيق اللباس.سألها بنعومة:
- هل كنت تنتظرينني؟
بخطوة واحدة كان قربها جذبها إليه فعانقها بجوع وقسوة حتى كاد يسحق عظامها. سعت إلى تحرير نفسها وهي تكره ما تشعر به من الضياع عندما يعانقها.
همست برجاء:
- لا تؤذني.
- اؤذيك؟ لكنك لا تهتمين بما تفعلينه لأذية الآخرين. أليس كذلك يا كارين؟
- أنا لم اؤذك عمداً يا برايان.
- أرغب في شرب شيئ ما.
استدار فجأة نحو الباب ليخرج.
كان واقفاً عند النافذة عندما دخلت غرفة الجلوس. تناولت كوب العصير البارد الذي قدمه لها ثم وضعته فوق شفتيها وهو يراقبها دون أن تكون لديه النية في الحديث معها. سألته:
- إذا كنت ستعمل طوال الوقت، فماذا أستطيع أن أفعل لأساعدك ولأشغل نفسي.
- لن تفعلي شيئاً. أعلم أن المال أكثر ما يهمك في الحياة. وأنا قد فتحت لك حساباً كبيراً في مصرف سانتا فاي. فافعلي ما شئت شرط أن تكوني هنا عندما أحتاجك.
- وعندما تنتهي حاجتك إلي؟
عندما ابتسم شدّ الجرح الشفة السفلى إلى فوق.
- ستعرفين ذلك في الوقت المناسب.
- لكنني أحبك يا برايان.
- لا تزعجي نفسك بهذا القول كلانا يعرف أين يقف فقومي بواجبك وسأقوم بواجبي. واعلمي أن لا شيء آخر مطلوب من أي منا.
نعومة كلماته أرسلت الرعدة في جسدها. لقد عاشت مأساة موت روبين وعمها المؤقت بصبر كما أمضت أمسيات عديدة دون طعام لكنها لم تتردد أو تندم يوماً على قرار اتخذته ولو أتى متسرعاً. أما الآن وهي تنظر إليه فقد رأت أنها كانت مخطئة عندما اعتقدت أن حبها له سيكفي. فالحب من طرف واحد يجعل كل شيئ غير متوازن أو متساوي.
كان هذا اليوم نموذجاً لايامهما المتلاحقة، كانت تبقى وحيدة في معظم أوقاتها . تخرج في بعض الأحيان إلى (ثاوس) مرة في الأسبوع لزيارة جولي ولينا ولم يحدث أن سألها برايان يوماً عن ذهابها أو إيابها ولم يحدث أن أخبرته شيئاً عن تنقلاتها. وكانت والدته امرأة طيبة يسهل أن يحبها الإنسان.
غادرت يوماً مبكرة من محل جولي لتتجه نحو الطريق العام. وقادت سيارتها على مهل في الطريق العريضة الخالية من السيارات. وما أن وصلت إلى الطريق العام حتى شاهدت لوحة تشير إلى اتجاه بلدة (اسبانولا) الجميلة الصغيرة التي تبعد عشرين ميلاً إلى الشمال من سانتا فاي، وكانت منطقة لم تشاهدها من قبل، وهي تحب الجبال التي يمكن رؤيتها من حولها. وهكذا قادت سيارتها نحو حدود المدينة؟
ودون أن تدري لماذا استدارت يساراً نحو شارع متعرج في جزء قديم من البلدة حيث تعيش عائلات .
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عندما وصلت مفترق الطرق الذي يقود أحدها إلى سانتا فاي. ستتأخر أكثر من المعتاد عن الرجوع إلى المنزل ولكن برايان لن يفتقدها أقله ليس قبل موعد النوم.
وصلت إلى باحة المنزل وإذا باالباب يفتح ليطل منه برايان غاضباً:
- أين كنت
(سألها).
كان خروجه قد صدمها قليلاً لكنها استطاعت أن تقول:
- كنت في (ثاوس) وقد قمت برؤية بعض الأماكن لذا تأخرت. سأكون جاهزة للعشاء خلال دقائق معدودة.
وانضمت إلى برايان بعد عشرين دقيقة. وكان يقف عند نافذة غرفة الجلوس ينظر إلى الظلام في الخارج. قال لها:
- تعالي إلى هنا.
ما إن وقفت إلى جانيه حتى انطفأت الأضواء، سرعان ما اعتادت عيناها الظلمة لترى بعد ذلك تساقط الثلج يغطي الأرض.
- اعتقد أن الطقس دافئ لتثلج. ألم يبكر الثلج في الهطول؟
- عيد الشكر قريب والثلج يتساقط عادة في مثل هذا الوقت. لابد أن مديري منتجعات التزلج يحتفلون الآن
كان قد مضى وقت منذ أن رأته يبتسم. أرادت في هذه اللحظة أن تلمسه لكنها تعلم ردة فعله التي ستأتي خشنة. ومع ذلك تريد أن تعانقه
قالت وهي تندس فيه أكثر.
- لو كثر هطول الثلج، فهل ستعمل غداً؟
التفت ذارعه حولها وحضنها مبتسماً:
- على الأرجح لا... ولكنك ستسلينني أليس كذلك.
راح الشوق القديم إليه ينمو داخلها. أرادت الأبتعاد عنه لكنه جذبها رافعاً وجهها إليه فكان أن رفعت جسدها لتعانقه. راح يعانقها بلطف ورقة ممسداً جسدها بيديه فاستجابت له بقوة ونهم لكن قرعاً خفيفاً على الباب جعلهما يبتعدان وإذا بصوت سالي:
- العشاء سيبرد يا برايان.
- سنحضر في الحال يا سالي... هيا بنا كارين.
قال لها وهو يدفع الكرسي تحتها لتجلس على المائدة:
- أنت تتركين لشعرك العنان.
- كنت دائماً أتركه يسترسل إلى كتفي... لكنني قصصته لتسهل علي العناية به عندما كنت عمياء.
- سنقيم حفلة عيد الشكر هنا. وسندعو كل العاملين وعائلاتهم وجولي ولينا والقاضي كرينتون... هل تحبين دعوة برندا وأريك؟
- نعم طبعاً أحب . أشكرك يا برايان.
- لماذا تشكرينني يا كارين، أنت سيدة هذا البيت، وهذا يعني أن من حقك دعوة من تريدين.
- لا أشعر أنني سيدة هذا البيت. بل عبدة لك.
صمت برايان ، ثم قالت له وعيناها لا تفارقان طبقها:
- برايان... أريد أن أطلب منك شيئاً
- أطلبيه.
- هل تتركني أزوج ألسي لبولدن؟
فضحك:
- سوف ينتجان نسلاً جميلاً لذا لا مانع لدي. كوري سيساعدك.
- هل ستسمح لي بتدريب جراء الكلاب لتكون عوناً للعميان من الأطفال؟
و أخذا يحدق فيها:
ألا تطلبين الكثير يا كارين؟ أتعرفين كم ثمن جرو له هذا النسل.
- نعم أعرف ذلك. لكنه ليس أثمن من المساعدة التي سيقدمها لطفل صغير أعمى.
دفع الكرسي إلى الوراء:
- سأفكر في الأمر.
لم يعلو الثلج أكثر من انش، فلم يكن ذلك سبباً لإيقاف العمل في المزرعة فقد خرج برايان ليعمل مع (أل كاردون) رئيس العمال وابنيه في االطرف الجنوبي من المزرعة لإصلاح السياج وملء المعالف بالتبن. أما كارين فقد أمضت يومها مع سالي تخططان لوجبة العيد وترتيباتها.
وانقلب الطقس بارداً ومزعجا، ولكن كارين أحبته، واشتعلت النار في المدافئ في أرجاء المنزل. كانت كارين قد تركت كتاباً قربها وهي مستلفية أمام المدفأة في غرفة الجلوس.
- هل تحبين أن أقرأ لك؟
التفتت إليه وقد أجفلها صوته فرأت أنه لم يبدل ملابسه او حذاءه.
هزت رأسها إيجاباً... فجلس قربها وهو يتكئ إلى كرسي كبير ثم التقط الكتاب وشرع في القراءة. عندما تهادى إليها صوته أدارت وجهها إلى النيران المتأججة. أغمضت عينيها ونبرات صوته العميقة تهدهدها.
- كارين.
أدارها نحوه رافعاً رأسها إلى ذراعه، ثم طفقت أصابعه تلمس خطوط وجهها، ثم أنفها نزولاً إلى كتفها لتنزلق أخيرا ًفتستقر على خصرها.
أحست بالنعاس والدفئ، فابتسمت له، ثم اقتربت منه ففتحت أزرار قميصه ووضعت وجهها على صدره وهي تشعر بشعره الكثيف يدغدغ وجنتها. تقطعت أنفاسه وتهدجت لكنه لم يتكلم بل أبقاها ملتصقة به إلى أن حل وقت ارتداء ثيابهما استعداداً للعشاء. وعندما قالت سالي:
- العشاء جاهز بعد عشرين دقيقة.
جذبها لتقف معه وقال لها (أراك عند العشاء) ودخل غرفة نومه ثم دخلت هي إلى غرفتها، ومازالت تشعر بدفئ لأحضانه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:46 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-11-18 الساعة 08:41 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.