آخر 10 مشاركات
اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1133 - ليتك تحبني - دونيز روبن - دار النحاس .. (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          الزوجة العنيدة - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 02:16 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 306 –يوم سقط القناع - الجزء الأول من سلسلة لوسي غوردون- ( روايات احلام)




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها

306 –يوم سقط القناع

الجزء الأول من سلسلة لوسي غوردون

( روايات احلام)

غويدو كالفاني بطل القصة رومنسي يواجه الحياة بضحكة

مقتنعا ان بامكانه جعل الامور تسير وفق مايريد.

لكنه حتى ذلك الوقت لم يكن قد التقى بالتحرية الخاصة دولسي.

تلك المرأة التي تعودت ان تمضي قدما للوصول الى اهدافها،

وعندما اكتشفت غويدو انها احكمت الوثاق حول عنقه. كان قد فات الاوان.

تدور احداث هذه القصة في مدينة فينيسيا. تلك المدينة المائية التي لا تكشف اسرارها.

حيث لاشيء يبدو كما هو في الظاهر، بما في ذلك غويدو ودولسي اللذان بدءا باخفاء حقيقتهما.

ليتوصلا بعد ذلك الى التخلي عن الاقنعة بعد ان لقنهما الحب درساً.



للتذكير فقط السلسلة مكونة من ثلاث روايات رائعة
الجزء الأول بعنوان
الثاني بعنوان
الثالث بعنوان







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:19 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- الطريدة والصياد
راح غويدو كالفاني يذرع مجدداً الممر الطويل للمستشفى ، محاولاً عدم التفكير بعمه المستلقي خلف الباب المقفل طريح الفراش.
توقف قليلاً قرب النافذة المشرفة على مدينة البندقية وأخذ يتأمل السطوح الحمراء والجسور الصغيرة والمياه اللامعة التي تشق طريقها عبر المدينة الصغيرة متجهة نحو قصر "كالفاني" الذي تملكه الاسرة منذ قرون... من الممكن جداً ان يرث الليلة لقب " كونت"... وراعته الفكرة، مع انه من الرجال الذين يواجهون الحياة بتفاؤل وكان ذلك ينعكس جلياً على مظهره وابتسامته التي لم تفارقه يوم خلال سنواته الاثنتين والثلاثين. كان غويدو رجلاً غنياً، وسيماً، حراً وودوداً، ويحب عمه ، لكنه كذلك يحب حريته، وخلال بضع ساعات قد يخسر الاثنين معاً.
استدار بسرعة عندما ظهر رجلان في الاسفل وقال :" شكرا لله!"
واحتضن أخاه ليو الذي بادله العناق، بينما اكتفى يالتربيت على كتف ابن عمه ماركو.
سأل ماركو متصلباً:" كيف حال العم فرانسيسكو؟"
رد غويدو:" سيئة جداً كما اعتقد. لقد اتصلت بكما ليلة أمس لانه بدأ يشعر بألم في صدره ولكنه لم يشأ رؤية الطبيب. لكنه هذا الصباح انهار من شدة الالم ، فأرسلت في طلب سيارة اسعاف. ونحن هنا منذ ذلك الوقت.. ولايزالون يجرون له الفحوصات."
قال ليو:" لايمكن ان تكون هذه نوبة قلبية. اذ لم يحدث له هذا من قبل.. والحياة التي عاشها.."
---------------------------------
رد غويدو:" النساء!"
اكمل ليو:"وثلاثة قوراب سريعة."
-النساء!
-التزلج على الماء!
-تسلق الجبال!
وتكلم الثلاثة معا:"النساء!"
تناهى وقع اقدام الى مسامعهم فصمتوا جميعاً وظهرت ليزابيتا، مدبرة منزل الكونت، وكانها فأل الشؤم، كانت نحيلة وكبيرة في السن، حيوها باحترام اكثر مما أظهروه يوماً لعمهم. فهذه المخلوقة المتجهمة هي القوة المثيرةفي قصر " كالفاني"
ردت عليهم بإيماءة من رأسها، جمعت فيها الاحترام لمركزهم الاستقراطي والاحتقار لجنس الرجال، ثم جلست واخرجت تطريزها.
قال غويدو لها بلطف:" اخشى الايكون هناك اي اخبار بعد".
ورفع رأسه عندما انفتح باب الغرفة وظهر الطبيب المسن الذي كان صديقاً للكونت منذ سنوات . تعبير وجهه المتهجم لايعني سوى شيء واحد... وغاصت قلوبهم.
قال الطبيب:" اخرجوا هذا السخيف العجوز من هنا.... وتوقفوا عن اضاعة وقتي."
احتج غويدو:" ولكن .... النوبة القلبية...؟"
-نوبة قلبية...! هذا سوء هضم! ليز ، ماكان يجب ان تتركيه يأكل القريدس مع الزبدة.
حدقت ليزا به، وردت بحدة:" وكأنه يصغي اليّ"
سأل غويدو:"هل نستطيع رؤيته الآن؟"
كان الكونت فرانسيسكو في شبابه معروفاً بأسد البندقية. والآن وهو في السبعينات لم يتغير كثيراً.
دخل الشبان الثلاثة الى غرفة عمهم ووفقوا ينظرون اليه بقلق. كان جالساً في السرير، وشعره الابيض يحيط بوجهه، وعيناه الزرقاوان تلمعان.
قال بصوت عميق:" ارعبتكم... أليس كذلك؟"
قال ماركو:"مايكفي لاتي من روما ويأتي ليو من توسكانيا... وكل هذا لانك تحشو نفسك."
عبس فرانسيسكو:" لاتتكلم مع رأس العائلة هكذا. وليكن لومك للويزا، فطعامها لايقاوم."
-ليس عليك التهامه كولد نهم.
واضح ان ماركو لم يكن يخاف الكلام مع رأس العائلة، فأكمل:
"عمي... متى ستلاحظ انك كبرت في السن؟"
كشر فرانسيسكو عن اسنانه قائلاً:"لم ابلغ الثانية السبعين، وانا اتصرف على اساس عمري!"
واشار الى ماركو:" حين تصبح في الثانية والسبعين ستكون عوداً جافاً من دون قلب."
هز ماركو كتفيه بعدم اكتراث.
واشار الهجوز الى ليو:" وحين تصبح انت في الثانية والسبعين.. ستكون مثل اليقطينة الريفية اكثر مما انت عليه الآن."
سأل غويدو:" وانا.. ماذا سأكون في الثانية والسبعين؟"
-لن تصل الى هذا السن ... فزوج غاضب سيقتلك قبل هذا بكثير
ابتسم غويدو:" انت تعرف اكثر مني عن الازواج الغاضبين، عمي لقد سمعت انك منذ مدة قصير..."
-اذهبوا جميعاً.. ستأخذني ليزا الى البيت.
ما ان خرجوا من المبنى حتى استندوا الى الجدار الحجري وتنفسوا الصعداء.
قال غويدو:" احتاج الى شيء اشربه."
---------------------------------
واتجه الى مقهى قرب الماء، ولحق به الاخرآن، وجلسوا جميعاً حول طاولة تحت الشمس.
بما ان غويدو يعيش في البندقية، وليو في توسكانيا، وماركو في روما، فقد كانت لقاءاتهم نادرة جداً. فاستغلوا هذه الفرصة للتكلم عن اخبارهم. كان ليو ممتلئ الجسم. وكما قال عمه ، كان رجلاً ريفياً،نحيل الجسم، قوي البنية، ولم يكن رجلاً ماكراً..
اما ماركو فيعيش في عالم من المال، وكان يبدو لابني عمه الاسعد بينهم، كان يعيش ببذخ ولايشتري سوى الافضل. في حين ان طبيعة غويدو المتقلبة مخلوقة لحياة مزدوجة. صحيح انه يسكن في القصر، لكن لديه كذلك شقة سرية يذهب ويأتي منها على هواه.. وكان يتمتع بعناد حاد يخفيه وراء قناع البشاشة وحسن المعشر. شعره الاسود كان طويلاً قليلاً، يلتف حول رقبته بشيء من الفوضى، فبدأ اصغر سناً.
وبعد صمت دام طويلاً، قال غويدو واخيراً:" لا استطيع تحمل هذا سوف يقضي عليّ".
سأل ماركو:" عم تتكلم؟"
ابتسم ليو:" لا تأبه له.. رجل حرم لتوه لابد ان يكون مرتبكاً".
قال غويدو :" هذا صحيح .. اسخر مني ! كان يجب ان تكون انت في هذه الورطة."
كان ليو شقيقه الاكبر. ولكن بلعبة من القدر اصبح غويدو الوريث. فقد تزوج والدهما ، برتراندو، من ارملة تبين ان زوجها الاول لايزال حياً. لكنها ماتت وهي تلد ليو، تاركة ابنها هذا غير قانوني في نظر القانون. وبعد سنتين، تزوج برتراندو مرة اخرى، وانجبت له زوجته الثانية غويدو.. فكان الوريث الوحيد للقب.
لكنه كان يكره الفكرة، لانها ستأسره. كان يتشوق لمعجزة تعيد لليو حقوقه.... ولكن ليو لايريد تلك الحقوق.. فالارض وحدها تهمه، وانتاج العنب والقمح والزيتون وتربية المواشي، والابقار والجياد وتأصيلها..
كان لايهتم باللقب اكثر مما يهتم به غويدو.
الخلاف الوحيد بينهما نشب حين حاول غديدو اغراء اخيه باجراءات قانونية تعيد اليه حقوقه، واضطر ماركو لايقاف شجارهما، الا انه كان يتسلى بغيظهما.
فقال بمكر :" سيحدث هذا يوماً ... الكونت غديدو،أب لعشرة ابناء ، في منتصف العمر وزوجة تناسبه."
فاستشاط غويدو غيظاً.
هدأه ماركو:" كنت امزح".
-ليس هذا مضحكاً.. ليس مضحكاً ابداً.
* * *
لم يكن منزل روسكو هاريسون في لندن يشبه القصر ، لكن المال الذي انفق عليه لابد يبني قصراً مثل قصر كالفاني. الفرق كان انه رجل عديم الذوق، يؤمن بالعرض، وقوة المال، وكان يظهر هذا عليه.
كان يقول للشابة الشقراء، الجالسة في مكتبة في مؤخرة المنزل:" انا اشتري الافضل فقط، ولهذا انا اشتريتك".
قالت دولسي ببرود:" انت لن تشتريني ياسيد هاريسون. انت تستخدم مؤهلاتي كتحرية خاصة، وهناك فرق كبير."
-حسن جداً ، مواهبك ستكفيني، القي نظرة على هذه.
ورمى لها صورة تظهر ابنته ، جيني هاريسون، بشعرها الاسود المنسدل حول كتفيها تحت اشعة شمس البندقية، وهي تصغي بمحبة الى صاحب غندول شاب يعزف على الماندولين، بينما كان ينظر اليهما صاحب غندول آخر.
-هذا هو الشخص الذي يظن انه سيتزوج جيني من اجل ثروتها.
واشار الى عازف الماندولين بإصبعه:" لقد قال لها انه ليس صاحب غندول حقاً، بل وريت كونت كالفاني، او ماشابه.. لكنني اقول ان هذه كذبة كبيرة."
------------------------------
وصمت قليلاً ثم اكمل:" انا لست غير منطقي.. فلو كان حقاً من النبلاء، لاختلف الامر فلقبه ومالي يفيان بالغرض. اريدك ان تذهبي الى البندقية وتتحققي مما يجري.. وحين تثبتين انه استقراطياً..."
تمتمت دولسي:" ربما هو ارستقراطي"
رد ساخراً:" عملك ان تبرهني انه ليس كذلك."
اجفلت دولسي:" لا استطيع ان ابرهن انه ليس هكذا لو كان نبيلاً بالفعل."
-حسن جداً.. هذا ما ستفعلينه . فانت الافضل.. انت اللايدي دولسي مادوكس.. اليس كذلك؟"
-في حياتي الخاصة اجل. لكن حين اعمل، انا ببساطة دولسي مادوكس التحرية الخاصة.
وعرفت ان روسكو لم يعجبه قولها. فهو متأثر بلقبها وعلاقاتها، وحين ابعدتهما ، احس انه مغشوش.
في الليلة السابقة، دعاها الى العشاء لتلقي بابنته جيني ، وسحرت دولسي بنضارة الشابة الصغيرة وسذاجتها. وكان من السهل ان تصدق انها تحتاج الى الحماية من صائد الثروات.
وعاد روسكو الى نقمته:" اريدك لانك الافضل. انت من النبلاء، وتتصرفين مثلهم.. لكن ليس ملابسك ، لانها.."
اكملت عنه :" رخيصة."
قال روسكو محاولاً تلطيف الكلام:" لكنك تبدين نبيلة بحد ذاتك ويمكن ان تعرفي الاستقراطي لانهم طوال القامة ونحيلي الجسم . وهذا على الارجح، يأتي من تناولهم الطعام الملائم بينما يضطر الفلاحون الى الاكتفاء بأي شيء."
قالت دولسي:" ربما. لكن وضعي مختلف، فأنا فقيرة معدمة. ولهذا انا اعمل كمتحرية خاصة."
-اذن ستحتاجين الى الثياب الجديدة. لدي حساب مفتوح في محلات"قيلزهام". سأتصل بهم ليزودوك بما يلزم . فحين تصلين الى فندق "فيتوريو"يجب ان تكوني مستعدة للدور.
-فيتوريو؟
وتطلعت بسرعة الى خارج النافذه، كي لايعرف ان لهذا الفندق بشكل خاص معنى مميزاً لها. فمنذ اسابيع فقط كانت تخطط لقضاء شهر عسلها في ذلك الفندق مع رجل اقسم لها بالحب الابدي.
لكن هذا اصبح من الماضي. لقد اختفى الحب فجأة. وكان من الممكن ان تتخلى عن اي شيء لتتجنب فيتورير.. لكن لامجال لهذا.
قال روسكو:" انه اكثر فنادق البندقية اهمية.. لذا اشتري الثياب، ثم اذهبي الى هناك بسرعة.. سافري بالطائرة على الدرجة الاولى، ولا تقربي الرحلات الاقتصادية الرخيصة، في حال سأل عنك".
-اتعني انه قد يوظف تحرياً خاصاً كذلك؟
-لا اعرف.. بعض الناس مخادعون بما يكفي ليقوموا باي شيء.
وحافظت دولسي على صمتها، وهو يعطيها شيكاً للمصاريف.
-جدي صاحب الغندول، واجعليه يعتقد انك غارقة في المال.. وسيحاول التقرب اليك. وحين يعلق بالطعم دعيني اعرف. سأرسل جيني الى هناك وسنرى اي نوع من الرجال هو حقاً. ولن تصدق، لكن العالم ملئ بالغبياء الباحثين عن فتاة ثرية.
تمتمت دولسي:" اجل . هذا صحيح."
* * *
ليلة عودة الكونت فرانسيسكو، كان العشاء في القصر رسمياً . وجلس الرجال الاربعة حول المائدة، بينما اخذت الخادمة تقدم الطبق تلو الآخر.
بالنسبة للكونت ولماركو ، وكان هذا امراً طبيعياً، لكن الاثنين الاخرين وجدا الجو خانقاً ، وابتهجا حين انتهت وجبة الطعام.
واذا هما يتحضران للفرار ، اشار الكونت لغويدو ان ينضم اليه في مكتبه.
-----------------------------------
نادى ماركو من عند الباب الامامي:" سنكون في مقهى " لويجي".
وتوسل غويدو وهو يلحق بعمه:" الايمكن لهذا ان ينتظر؟"
عبس فرانسيسكو:" لا .. هناك اشياء يجب ان تقال، ولن أزعج نفسي بالسؤال عما اذا كانت القصص التي سمعتها عنك صحيحة".
وافق غويدو مبتسماً:" ربما تكون صحيحة".
-حان الوقت لتتوقف ، بعد كل الجهد الذي بذلته لتقابل كل امرأة في المجتمع.
-اشعر بالتوتر مع نساء المجتمع، كلهن يسعين وراء شيء واحد
-ماهو؟
-لقبي المستقبلي . فنظرهن مثبت على مقام كالفاني الرفيع.
-اذا كنت تعني انهن مستعدات للتغاضي عن اسلوب حياتك المخزي ..
-انا لا اريد امرأة تتغاضى عن حياتي "المخزية" . ستكون الحياة اكثر مرحاً لو كانت مستعدة للانضمام إلي.
وعد فرانسيسكو:" اليس من المفترض ان يكون الزواج مجرد مرح".
-وهذا ما انا خائف منه.
- لقد آن لك ان تتصرف كرجل من الطبقة المميزة بدلاً من قضاء وقتك مع عائلة لوتشي والعبث في الغندول.. اسرة لوتشي اناس يعملون بجهد، ولكن حياتهم تسير في طريق ، وانت في آخر..
في لمح البصر ، فقد وجه غويدو مرحه، واشتد قسوة:" اسرة لوتشي هم اصدقائي.. وستسدي لي خدمة لو تذكرت هذا!"
-يمكنكم ان تبقوا اصدقاء.. لكنك لاتستطيع ان تعيش حياة فيدي . ربما ما كان يجب ان ادعك تراهم كثيراً.
قال غويدو بهدوء:" انت لم تدعني، ولم اطلب اذناً منك، ولن اطلب. عمي، انا اكن لك كل الاحترام ، لكنني لن اسمح لك ان تدير حياتي."
حين كان غويدو يتكلم بمثل هذه اللهجة ، كان المرح يفارق وجهه، ويشعر حتى الكونت بالقلق. ولقد رأى هذا الان، وصمت . وعلى الفور ندوم غويدو. وقال بلطف:" لاضرر في هذا .. انا فقط احب التجذيف.."
قال الكونت ساخراً:" الامر لايتعلق بالتجذيف فقط.. فقد سمعت انك تغني للسواح وتقف معهم لالتقاط الصور."
واخرج الكونت صورة تظهر غويدو في لباس سائق الغندول يغني لفتاة جميلة سوداء الشعر، بينما يجلس خلفهما سائق اخر.
وصاح بصوت اجش :" ابن اخي ... كونت كالفاني المستقبلي... يتصور بقبعة من القش."
وافق غويدو:" انها غير مشرفة.. وانا الطخ اسم العائلة.. ويجب عليك الزواج بسرعة ، وانجاب صبي ، وحرماني.. وتقول الشائعات انك مازلت نشيطاً كما انت دائماً .. لذا لن يكون.."
- اخرج من هنا اذا كنت تعرف صالحك!
وهرب غويدو بارتياح متسللاً عبر الشوارع الصغيرة المظلمة . وعندما وصل الى النهر ، كان الفتى صاحب الوجه الطفولي الذي في الصورة واقفاً يغني بصوت جميل مرتفع تناهى الى غويدو عبر الماء.. ومع انتهاء الاغنية تعالى التصفيق، واتجهت القوارب الى مرساها.
انتظر غويدو الى ان ساعد صديقه، فريدريكو لوتشي، وآخر راكب لينزل قبل ان يناديه.
-هاي انت .. فيدي . لو سمعتك الفتاة الانكليزية تغني هكذا للحقت بك حتى اقاصي الارض.
وتأوه فيدي ، فاكمل غويدو يسأل:" ما الامر؟ الم تعد تحبك؟"
-جيني تحبني .. ولكن والدها قد يقتلني قبل ان يسمح لنا بالزواج ..انه يعتقد انني اسعى وراء مالها فقط لكن هذا غير صحيح ، لانني احبها .. يوم التقيت بها ، الم تعتقد انها رائعة؟"
------------------------------
قال غويدو بدبلوماسية تخفي رأيه بأن جيني دمية جميلة ينقصها الروح في شخصيتها :" رائعة."
هو يفضل امرأة تستطيع ان تكون تحدياً له ، وتقوده في دوامه، وتعطيه افضل ماتستطيع. لكنه الطف من ان يقول هذا، بل قال بحرارة:" انت تعرف انني سأساعدك باي طريقة ممكنة".
قال فيدي:"لقد سبق وساعدتنا كثيراً، وتركتنا نلتقي في شقتك، وناوبت عني في عمل الغندول..."
-هذا لاشيء... فأنا استمتع به، ودعني اعرف متى تريدني ان افعل هذا ثانية.
-لقد عادت جيني الى انكلترا. وتقول انها ستقنع ولدها لكنني اخشى الاتعود.
-اذا كان الحب حقيقياً ، ستعود.
صاح فيدي ضاحكاً:" وماذا تعرف انت عن الحب الحقيقي؟ بالنسبة لك انه موجود اليوم وغداً يرحل، واذا ذكرت احداهن الزواج ، تذهب لتختبئ."
وبدا على غويدو الانزعاج:" اصمت! لعمي آذان في كل مكان.. والآن تعال، دعنا ننضم الى ليو وماركو في مقهى لويجي، حيث تنعم بالسلام".
بعد يومين، توجهت دولسي الى البندقية لتحط في مطار" ماركو بولو" حيث انتظرت ،في هالة من العظمة، بينما كانت حقائبها توضع في مركب سريع خاص بفندق فيتوريو.
كانت شمس حزيران مرتفعه في السماء، واشعتها تنعكس لامعه فوق الماء، ومحاطة بالكثير من الجمال المشرق، فنسيت دولسي حزنها مؤقتاً.
قال سائق المركب بفخر، يشعر به كل اهل البندقية نحو مدينتهم:"انظري الى هناك سنيوريتا."
وظهرت المدينة امامها، انيقة ومكتملة، فخطفت انفاسها ، وبقيت دون حراك، لاتريد ان يفوتها اي شيء من تلك المشاهد الساحرة.
وعادت دولسي الى مقعدها، واستندت الى الوراء، تنظر الى فسحة السماء فوق رأسها. وبعد بضع دقائق عادا، يتجهان نزولاً نحو قصر عظيم يعود الى القرن السابع عشر.. فندق فيتوريو.
وامتدت الايدي من على الميناء، لتساعدها في صعود السلم، وتقودها الى الفندق. ودخلت بفخامة ، يتبعها حمّالو الحقائب تباعاً.
قال صوت متعالٍ انيق:" جناح الامبراطورة."
رددت دولسي برهبة :" الاميرا.. هل انت واثق ان ما من خطأ في الامر؟"
لكنها دخلت شقة ملوكية كل شيء فيها مصمم لتبدو مقراً لامبراطورة، بما فيه الاثاث القديم الذي يعود الى القرن الثامن عشر، على احد الجدران، كان هناك لوحة معلقة للامبراطورة الشابة اليزابيث، امبراطورة النمسا، رسمت في القرن التاسع عشر.
شهقت دولسي مذهولة بهذه الفخامة.. وظهرت خادمة ، تستعد لافراغ حقائبها، وتذكرت اوامر روسكو ان "ترش"المال قليلاً، وان توزع المكافأت الضخمة بما يكفي ليتكلم الناس عنها.
حين خرج الجميع، جلست بصمت ، تحاول ان تستيقظ من صدمة وجودها هنا، لوحدها، بينما كان يجب ان تكون الى جانب عريسها.
واجبرت نفسها على مواجهة ذكرى سايمون، ولو انها مؤلمة.. لقد افترض ان اللايدي دولسي مادوكس، ابنة اللورد مادوكس، لابد ان تكون ثرية.. فأمطرها بالحب والوعود حتى حلقت على بساط سحري ، نسج من الامال والاحاسيس.
لكت البساط السحري سقط ارضاً وسقطت هي معه. فقد عاش سايمون ببذخ، وكله على الحساب، كما اكتشفت فيما بعد..
كان قد اراها كتيب الدعاية لفندق فيتوريو ذات امسية حين كانا يتعشيان في " الريتز" وقال:" لقد حجزت جناحاً لشهر العسل، في جناح الامبراطورة."
-------------------------------
-لكن ، حبيبي... الكلفة..
-اين المشكلة؟ المال موجود لنصرفه.
وردت بحنان:" لست مضطراً لصرف الكثير من اجلي، فالمال ليس كل شيء."
-لا ياحلوتي .. لكنه يساعد.
قالت، ولا تزال الذكرى تؤلمها:" هل تعتقد انني سأتزوجك من اجل مالك؟ انا احبك ، انت .. ولن يهمني لو كنت فقيراً مثلي".
كانت لاتزال قادرة على رؤية النظرة القلقة التي دخلت عينيه.
-انت تخيفينني.. اليس كذلك؟ وهل انا فقير مثل اللايدي دولسي مادوكس؟
-لايمكنك ان تعيش من اللقب .. انا معدمة.
-سمعت ان جدك انفق الكثير في السباق وفي يوم واحد.
-هذا صحيح.. ووالدي مثله.. ولهذا انا لا املك قرشاً واحد.
-هيا.. تابعي.. انت تتظاهرين بالفقر.
اقنعته انها لا تتظاهر ، وكانت هذه آخر مرة تراه فيها، وآخر ذكرى لها منه، وهو يقول بمرارة:" هل تعرفين كم من المال صرفته عليك؟ ومن أجل ماذا؟ لكنني لن افعل المزيد."
ثم خرج غاضباً من " الريتز"وتركها تدفع ثمن العشاء.
في هدوء الجناح الامبراطوري، عرفت دولسي ان الوقت حان لتستجمع شتات نفسها.. امامها الآن صائد ثروات آخر. ولكن، هذه المرة، هو الطريدة وهي الصياد ، وستسعى وراءه لتثأر للنساء جميعاً.
استحمت في حمام من الرخام والذهب. وغادرت الفندق ترتدي فستاناً من الحرير البرتقالي اللون، مع سلسلة ناعمة من الذهب الخالص، وقرطين من الذهب. كانت تحتاج الى ان تعطي التأثير اللازم، وبسرعة.
حين انتهت، نظرت الى الصورة، لتتأكد من انطباع وجهه في دماغها. ولم تكترث بالولد ذي الوجهه الطفولي في مؤخرة الصورة. فهاهو من تريده، يعزف الماندولين، واثقاً من نفسه، ويبتسم لجيني، ولا شك انه كان يسحرها بكلمات معسولة .. القذر!
ايجاد صاحب غندول من بين العديد كان مشكلة. لكنها جاءت مستعدة، فاستقلت اول مركب، وجلست في المقدمة، مسلحة بمنظار قوي.
لمدة ساعة راح المركب يقطع القناة من مرسى الى آخر على كلا الجانبين، بينما دولسي تبحث عن مطلبها، من دون جدوى. وكانت على وشك ان تستسلم حين رأته فجأة.
كان المركب البخاري في طريقه للانطلاق من احد المراسي، وتحركت دولسي بسرعة، وقفزت الى البر في الوقت المناسب تنظر حولها بيأس، واختفى الغندول. ولكن لا بد انه في مكان ما الى يسارها، وركضت الى جسر صغير، ومرت من فوقه الى زقاق مظلم آخر.
في نهاية الزقاق، كان هناك قناة صغيرة اخرى ، وجسر آخر، وكان هناك غندول يتجه نحوها. لكن هل هو ذاته؟ وكان وجه سائقها مخبأ تحت قبعة من القش.
صرخت :" انتبه الى رأسك.. انظر الى فوق!"
كان يكاد يصل الى الجسر. وبعد لحظة سيكون الوقت قد فات. فاندفعت بيأس وانتزعت احدى فردتي حذائها ورمتها من فوق الجسر، واصابت قبعته.
ونظر الى الاعلى، فرأت وجه عازف الماندولين.. عينان زرقاوان قاتمتان مجفلتان،في وجه ضاحك، وبدتا انهما تقيمانها، وتمسكان بها، وتكادان تنومانها.. بحيث وجدت نفسها ترد الابتسام.
قال غويدو كالفاني:" بون جورنو، بيلا سنيوريتا."
-------------------------------------------

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:19 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- ساحر البندقية
ما ان خرجت الكلمات من فمه حتى اختفى تحت الجسر. وركضت دولسي الى الجهة الاخرى وهو يبرز مجدداً ويتجه نحو الشاطئ. القت نظرة سريعة الى الصورة لتتأكد انها حصلت على الرجل الصحيح. اجل ها هو ، يبتسم لجيني، ويعزف الماندولين.
لم يكن معه ركاب، وركضت عبر الجسر الى حيث اوقف الغندول. ونادت:" انا آسفة جداً.. لقد التوت قدمي ووقع الحذاء من فوق الجسر قبل ان امسكه . ثم ضربك على رأسك.. ولن اسامح نفسي لو انك تأذيت."
-لكنني اصبت بالاذى... ليس في رأسي.. بل..
وانحنى بلباقة ويده على قلبه. وهذا ما كانت تتوقعه.. الفتنه الخبيرة.. حسن جداً! انها مستعدة له.
كان قد توقف وقال:" لو جلست ، فسأعيد هذا اليك بالطريقة المناسبة."
وجلست في اعلى السلم، واحست بكاحلها بين اصابع قوية دافئة وهو يدس الخف في قدمها.
-شكراً لك ..فيدركو.
اجفل قليلاً:" فيد...؟"
-انه مكتوب هناك.
واشارت دولسي الى رقعة مثبتة قرب ياقته تحمل اسم فيدركو.
وقال غويدو بسرعة:" آوه.. اجل . بالطبع."
كان قد نسي عادة والدة فيدي بخياطة الاسم على قمصان زوجها واولادها.... لايهم ... سيقول لها ببساطة اسمه الحقيقي. لكنه تلهى بالاحساس بكاحلها الانيق داخل راحة يده. وحين رفع نظره وجدها تراقبه بنظرة متسائلة ابعدت اي شيءآخر من دماغه... وماذا تهم الاسماء؟
وسأل:" انت جديدة في البندقية؟"
-وصلت اليوم.
-اذن ، دعيني اقول ان حجارة البندقية ليست لطيفة على هذا الحذاء.
ابدت الخجل، وسألت:" لم يكن من الذكاء ان ارتدي مثل هذا الكعب المرتفع اليس كذلك؟ لكنني اعرف ان البندقية تختلف عن اي مكان اخر في العالم.. ولم اجد احد يقول لي شيئاً."
قال متعاطفاً:"هذا فظيع. وان تكون شابة جميلة لوحدها هو امر مخجل دائماً. ولكن لوحدها في البندقية.. هذه جريمة ضد الطبيعة".
قال هذا بأناقه شديدة.. ومن حسن حظها انها كانت مستعدة سلفاً.
-من الافضل ان اعود الى الفندق لابدل الحذاء، قبل ان يحصل لي حادث آخر.
واحست ان اصابعه لازالت ملتفه حول كاحلها:" هل تسمح؟"
ابعد يده :" سامحيني.. هل لي ان آخذك الى الفندق؟"
-لكنني كنت اظن ان قوراب الغندول تقوم فقط بجولات سياحية؟
-صحيح لكن، في مثل حالتك ، احب ان اقوم بشيء استثنائي ارجوك...
ومد لها يده. فوضعت يدها في يده ووقفت، ثم تركته يساعدها لتنزل السلم الى الماء.
قال:" اجلسي هنا."
واستقر في المقاعد الخلفية، وكان هذا ترتيباً يسمح له برؤية وجهها،
وقال بسرعة:" من الافضل الا تجلسي في المقدمة .. في مثل هذه الساعة تكون الشمس قوية وقد تشعرين بدوار البحر".
-----------------------------------
وافقت:" سأفعل ما تقول تماماً."
وناسبها، ان تتمكن من الاستلقاء الى الخلف وان تمدد ساقيها الطويلتان الملتفتين بالحرير امام نظره.
وتطلعت دولسي بعجب. وبدأت تفهم لما هذه المدينة متخلفة عن سواها. وفكرت : انه رجل ماهر. واذكى من ان يفسد تلك اللحظات بالكلام.. وحده صوت المجذاف كان يكسر الصمت. وبالتدريج، استولى عليها الوهن. وبدأت البندقية تسحرها، وتجبرها ان تنسى كل شيء وتطوف في هذا الجمال.
تمتمت:" هذا عالم آخر.. وكأنه شيء هبط الى الارض من كوكب مختلف".
دخلت عينيه نظرة مكبوته ، وقال:" اجل.. هكذا هي بالضبط."
وتذكرت فجأة ان هذا ليس سبب وجودها هنا. فوظيفتها هي ان تعمل على هذا الرجل الواقف امامها.
تفرست به، وفهمت لماذا تجده فتاة ساذجة مثل جيني، لايقاوم . فقد كان طويلاً، ويتمتع بقوة احست بها حين ساعدها في النزول الى مركبه.. وكان يدير المجذاف الثقيل وكأن لا وزن له، ويتحرك معه، وكأنهما شريكان في الرقص.
وخرجا الى قناة اكثر اتساعاً.. وفجأة، وقعت اشعة الشمس عليه. ورفعت دولسي رأسها، ووضعت يدها فوق عينيها تحميهما من الشمس، وعلى الفور خلع قبعته القش ورماها لها قائلاً:
-ضعي هذه، فالشمس قوية.
اعتمرت دولسي القبعة، واستلقت الى الخلف تتمعن بوسامته وكم كانت عيناه زرقاوين، وكيف كانتا تتجعدان بشكل طبيعي حين يبتسم...وهو يبتسم بسهولة بحيث لم تستطع سوى ان تنضم الى ضحكه.
سألت :" هل نكاد نصل؟"
سأل :" نصل؟ الى اين؟"
-الى فندقي.
-لكنك لم تقولي لي اي فندق.
-وانت لم تسألني.. فكيف لنا ان نعرف اننا نذهب في الاتجاه الصحيح؟
هز كتفيه باناقه، وكأنه يسأل: هل يهم؟
ولم يكن مهماً. واستجمعت دولسي نفسها. من المفترض ان تقول له اسم الفندق، وتعلن عن "ثرائها" . وبدلاً من ذلك تمتعت بسحر رفقته ولمدة ... ساعة؟
قالت بحزم:" فندق فيتوريو"
ولم يكن لديه اي ردة فعل.. فالغاوي الخبير اكثر حكمة من ان يظهر التأثر.
قال:" انه فندق ممتاز آنستي. وآمل ان تكوني تستمتعين به"
قالت بعفويه، لتوصل الفكره :" حسناً.. الجناح الامبراطوري ساحر ، ولكنه مربك قليلاً."
- وحزين جداً لسيدة لوحدها.
- -هل تعرف الجناح الامبراطوري؟
قال غويدو بغموض:" لقد رأيته من الداخل..
قال:" حين يصل اصدقاؤك ، ستشعرين انك افضل حالاً."
-لا انتظر احداً.. فأنا اقضي هذه العطلة لوحدي.
كانا يقتربان من مرسى فندق فيتوريو، ومد يده يساعدها على النزول الى اليابسة، وسألت:" كم انا مدينة لك؟"
-لاشيء
-لكن، بالطبع يجب ان ادفع.. لقد اخذت ساعة من وقتك.
كرر:"لاشيء."
--------------------------------
واحست بيده تشتد على معصمها
-ارجوك .. لاتهينيني بالمال.
وكانت عيناه تأسران عينيها ،وتأمرانها ان تفعل مايتمنى.
قالت ببطء: "انا لا اقصد إهانتك .. الأمر فقط.."
- الأمر فقط ان المال يدفع ثمن كل شيء .. لكن فقط إذا كان هذا الشيء للبيع.
واكمل باهتمام شديد :"لاتبقي لوحدك في البندقية .. فهذا امر سيء"
-ليس لدي خيار آخر.
- لكن لديك خيار .. دعيني اريك مدينتي.
- مدينتك؟
- انها لي لأنني احبها واعرف طرقها عن ظهر قلب .. واود ان تحبيها انتِ كذلك.
كانت على وشك ان تتفوه برد عابث لكن الكلمات لم تخرج من فمها .. وكان لديها شعور انها على حافة نقطة لارجوع عنها.
قالت ببطء: "انا لاأظن .. لاأظن انني يجب ان اقبل"
رد بلهفة: "بل اظن انك يجب ان تقبلي".
- لكن ..
اشتدت يده مجدداً على يدها اخذت نفساً حاداً .. وقالت: "اجل"
- سألقاك في الساعة السابعة عند انطونيو خلف تلك الزاوية..
- وارتدي حذاء السير.
راقبته وهو يبحر بعيداً ثم صعدت إلى جناحها مسرورة بالوقت الذي ستقضيه وحدها لتجمع افكارها.
لم يكن الأمر سهلاً، ففي بضع لحظات ملتهبة، اخذ كل افكارها ورماها في الهواء لتتساقط حولها بغير انتظام .. ولزمها تركيز عليه لتستعيد افكارها من تأثيره لكنها احست انها تمكنت من هذا اخيراً.
ابتعد غويدو عن الفندق بسرعة قبل ان يلمحه احد ويتعرف إلى هويته الحقيقية وفي بضع دقائق كان قد ترك وسط المدينة خلفه متجهاً إلى "الشوارع" الخلفية الصغيرة في القسم الشمالي من البلدة حيث تقيم عائلات اصحاب المراكب.
في منزل اسرة لوتشي وجد فيدريكو هناك يشاهد مباراة كرة قدم على التلفزيون ودون كلمة اخذ زجاجة مرطبات من البراد وانظم اليه ولم يتكلم اي منهما إلى ان انتهى الشوط الأول ثم وكما يفعل دائماً وضع غويدو المال الذي كسبه على الطاولة وضاعفه بمال من جيبه.
قال فيدي بامتنان: "كان لي يوم جيد .. اليس كذلك؟".
ووضع المال في جيبه متثائباً
- ممتاز .. انت مثلنا الأعلى جميعاً
- مع مثل هذا المال اعتقد اني استحق إجازة.
ودعك غويدو ذراعيه المتألمتين:"انا من يستحقها"
- ربما حان الوقت لتعود إلى تجارة التذكارات
- كان غويدو قد اسس لنفسه عملاً خاصاًبه يقدم الخدمات إلى السواح وكان يملل مصنعين على جزيرة "مورانو"احدهما يصنع الزجاج والآخر الحلي الصغيرة والتذكارات.
وقال دون حماس: "اعتقد هذا ،لكن المسألة انني .. فيدي، هل وجدت نفسك يوماً تفعل شيئاً لم تكن تقصد ابداً فعله .. كلمة .. خيار تتخذه في جزء من الثانية؟ وفجأة تتغير حياتك كلها؟"
- بالتأكيد .. حين التقيت جيني .
- ولم تعرف كيف سينتهي الأمر . لكنك تعرف انك يجب ان تتابع لتنكشف؟
هز فيدي رأسه: "هكذا هو الأمر بالضبط".
- إذن ماذا افعل؟
- ياصديقي .. لقد تفوهت بالرد . انا لا اعرف ماذا حدث لكنني اعرفا ن الوقت قد فات لتراجع.
----------------------------------
القرار الهام يلزمه تفكير طويل مترو وجاد لذا حين فتحت دولسي الخزانة الملكية لتختار شيئاً مناسباً للأمسية القادمة، فتشت في الفساتين المتعددة بعناية كبيرة وتمتمت: "كيف اشتريت كل هذا؟"
كانت قد ذهبت إلى محلات "فيلدهام" كما قيل لها ووجدت الموظفين مستعدين لتلبية مطالب روسكو ولأن مطالب روسكو كانت ستجعلها تبدو كزينة شجرة الميلاد، تخطتها واصرت على اناقتها الخاصة وبعد تجربة اربع قطع من الثياب توقفت لكن الموظفة الرفيعة المقام التي عينت لمساعدتها ابدت ارتياعها وتمتمت:
- لقد قال السيد هاريسون إن الفاتورة يجب ان لاتقل عن عشرين الف
- عشروف الف ...؟ فليرتدها هو إذن
- سيكون مستاءاً جداً إذا لم تلبي مايتوقعه .. وقد يكلفني هذا عملي.
هكذا اصبح من الواجب صرف المال وحين غادرت دولسي المخزن الفخم كانت تملك خمسة من فساتين كوكتيل ثوبين رائعين للسهرة ثلاثة بنطلونات جينز من تصميم فاخر وعدداً لايحصى من الكنزات وجبل من الملابس الداخلية الحريرية والساتان .. مع مجموعة من الفساتين الصيفية وبعض ادوات الزينة الفاخرة والعطور إضافة إلى عدد من الحقائب.
وتطلعت إلى مغانمها معلقة في خزائن الفندق الفخمة المبردة، بمزاج ساخر كئيب
لماذا قبلت هذه المهمة في هذا المكان حيث كل منظر وكل صوت سيؤلمها .. هل هي مجنونة؟
ثم رفعت ذقنها ،فهذه فرصة لتجعل رجلاً يدفع ثمن جرائمه ضد النساء ولايجب ان تنسى هذا.
واخذت وقتاً طويلاً لتختار، حتى انها كانت قد تأخرت حين اسرعت تنزل السلم وهي ترتدي فستاناً من الحرير الأزرق وحذاءً فضياً، منخفضين الكعبين وكان هذا اقرب شيء "للمعقول".
كان " انطونيو" مطعماً صغيراً تظلله تعريشة متدلية الأوراق .وبدا المكان ساحراً.. لكن ينقصه شيء.. هو!
لابأس، قد يكون في الداخل ودخلت تنظر بعفوية لكنها لم تجد له اثراً.
لقد خدعها! وهذا هو الشيء الذي لم تفكر به.
كوني واقعية .. ربما تأخر الوقت بضع دقائق .. مثلما تأخرت انت.
وردت على نفسها بارتباك ،هذا امرمختلف من المفترض انه يحاول إغوائها ولايمكن ان يزعج نفسه ليفعل هذا بطريقة مناسبة.
شدت على فكها وخرجت لتصطدم برجل يندفع عبر الباب من الجهة الأخرى
انفجر غويدو بارتياح حار: "ياإلهي .. ظننت انك خدعتني ".
- انا..؟
- ظننت انك غيرت رأيك .. وكنت افتش عنك.
احتجت : " لم اتأخر اكثر من عشر دقائق"
- عشر دقائق؟ شعرت انها عشر ساعات لقد ادركت فجأة انني لا اعرف اسمك وربما اختفيت لكنني وجدتك الآن.
- وامسك بيدها: "تعالي معي"
كان يسير مبتعداً وهو يجرها من وراءه، قبل ان تتمكن من ان تقف وتفكر انه مرة اخرى قلب ادوارهما فهو الآن من يعطي الاوامر لكنها لحقت به متشوقة ان ترى إلى اين يقودها وراضية بشكل غريب برفقته .
كان قد غير ثياب العمل وارتدى بنطلون جينز وقميصاً ابيض احاطه بجوّ من الاناقة وابرز اسمرار بشرته
قالت: " كان يمكن ان تجدني بسهولة .. فأنت تعرف فندقي"
- مؤكد .. ادخل إلى فيتوريو واقول إن السيدة التي تنزل في افخم جناح لديهم لم تأتِ إلى الموعد فهل يتفضلون بإخباري عن اسمها ؟ ثم اعتقد انني يجب ان اهرب قبل ان يرموني إلى الخارج فهم معتادون على التعامل مع المحتالين.
----------------------------
- سألت باهتمام: " وهل انت محتال؟"
- سيعتقدون هذا بكل تأكيد إذا قلت لهم تلك القصة، والآن إلى اين نذهب؟
- انت من يعرف البندقية.
- ومن اعماق معرفتي الخبيرة اقول اننا يجب ان نبدأ بتناول المثلجات
ردت على الفور: "اجل.. ارجوك".
فتناول المثلجات يجعل منها طفلة من جديد وابتسم لها باتسامة صبيانية.
- تعالي.
وقادها عبر الأزقة الضيقة حيث تكاد الأبنية القديمة تتلامس فوق الرؤوس والمراكب تمر تحت الجسور.
قالت بذهول: "كل شيء هادىء"
- هذا لعدم وجود السيارات
- طبعاً.
ونظرت حولها: "لامكان للسيارات لتسير"
قالت برضى عميق: "هذا صحيح تصل السيارات إلى المدخل الرئيسي ثم ينزل الركاب ليسيروا وإذا لم يرغبوا في السير يركبون قارباً، لكنهم لايدخلون سياراتهم المتسخة إلى مدينتي"
- مدينتك ؟ انت تقول هذا باستمرار.
- كل بندقي اصيل يتكلم عن البندقية على انها مدينته ويدعي انه يمتلكها، ليخفي واقع انها تمتلكه ،إنها ام متملكة لاتتركه ابداً واينما ذهب في العالم فهذا المكان المكتمل يذهب معه ويتمسك به، ويعيدة.
اخذها إلى مقهى صغير قرب القناة واستدعى النادل، وتحدث معه بلغة لم تتبينها دولسي وقام بإيماءات كثيرة وهو ينظر لها بخبث
سألت بعد ان اصبحا وحدهما :"هل كنت تتكلم الإيطالية؟"
- لهجة البندقية المحلية .
- بدت لغة تختلف عن الإيطالية
- نحن نتكلم الإيطالية والإنكليزية لأجل السواح لكن بين انفسنا نتكلم لهجتنا لأننا بندقيون.
قالت مفكرة:"كأنكم من بلد آخر"
- بالطبع .. فقد كانت البندقية يوماً جمهورية مستقلة وليس مجرد مقاطعة من ايطاليا وهذا هو فخرنا ان نكون بندقيين اولاً وقبل اي ولاء آخر.
وبدأت تراقبه، متلهفة لسماع المزيد . لكن ،ظهر النادل فجأة ،فصمت ووعدت نفسها ان تعيده إلى هذا الموضوع فيما بعد.
وضع النادل على الطاولة طبقين من المثلجات بالفانيليا والشوكولا.
قال:" طلبت الشوكولا لأنها المفضلة عندي".
- ولنفترض انها ليست المفضلة عندي؟
- لاتقلقي.. سأنهيها عنك
ضحكت ضحكة مخنوقة ثم كبتتها متذكرة الدور المتباعد الذي من المفروض ان تلعبه لكنها ،اخطأت بلقائها عينيه ،اللتين تحدتاها ألا تضحك ،فاستسلمت .
قال:" والآن اخبريني ،اسمك".
- دولسي.
- دولسي فقط.
- اللايدي دولسي مادوكس.
رفع حاجبيه :" ارستقراطية؟"
- ارستقراطية غير عظيمة الشأن.
- لكن لديك لقب؟
-----------------------------------
- اللقب لوالدي ،انه كونت.
واستولت على وجهه نظرة غريبة وردد ببطء: "كونت؟ انت ابنة كونت؟"
- وهل يهم هذا؟
وكان له ا انطباع انه استجمع نفسه وقال: "بالطبع انت لم ترغبي في قول هذا لي وانا افهم".
سألت: "وماذا تفهم؟"
هز كتفيه.
- دولسي تستطيع ان تفعل ماتريد ،لكن اللايدي دولسي لاتستطيع ترك سائق غندول يعتقد انه اوقعها.
- واحست بالأرتباك لانها لاتستطيع الاعتراف انها جاءت إلى هنا لإيقاعه واكملت: "لايهمني كيف تعرفنا ببعضنا فأنا مسرورة فقط لأننا التقينا".
- وهكذا انا .. لأن .. لأن لدي اشياء كثيرة اريد قولها لك لكنني لن استطيع قولها الآن فالوقت مبكر كثيراً.
- وهل مبكر ان تعرف انك تريد قولها؟
- هز رأسه وقال بهدوء : "اوه.. لا .. ليس الوقت مبكراً لهذا.
* * *
-------------------

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:20 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- مدينة العاشقين
قال:" يجب ان تسامحيني. تكلمت كثيراً عن البندقية. لقد نسيت ان اياً كان يجب ان يشعرني بالشيء ذاته عن موطنه".
ردت مفكرة:" لست ادري ... لا اظنني اشعر هكذا تجاه لندن".
-وهل تعيشين هناك؟
-اعيش الآن، لكنني تربيت في املاك ابي..
-آه .. اجل والدك الكونت. ولا بد انه يملك اراض واسعة؟
واحتسبت مبالغ الرهن في فكرها:"بل ضخمة"
-لقد تربيت اذن قي الريف!
-اجل، واتذكر كم كان هادئاً كذلك. كنت اجلس قرب نافذة غرفة نومي في الفجر لاراقب الاشجار بين الضباب.. وكنت اتخيل..
وصمتت وقد شعرت بالحرج لانجرافها الى البوح بمشاعرها.
لكنه كان ينظر اليها باهتمام، وقال:"تابعي"
وبدأت تتكلم عن بيتها، عن طفولتها التي امضتها هناك، وعن الاصدقاء الخياليين الذين اخترعتهم. وشعرت بلذة التحدث الى هذا الشخص الذي بدا مستغرقاً في الاصغاء اليها. فما من احد في عائلتها كان يتعاطف مع " احلامها".. وبدأت الآن تتساءل عما اذا كانت هذه الاحلام قد بدأت تعاودها برفقة هذا المسمتع الرائع.
دفع غويدو الفاتورة، وامسك ذراعها ليقودها الى الخارج، وهو يتمتم بانهما سيتناولان بقية وجبة الطعام في مكان آخر. لكنه فعل هذا دون ان يبعد اهتمامه عنها، او ان يقاطع تدفق كلامها، وحين وجدت نفسها تقطع جسراً بعد دقائق ، لم تكن واثقه تماماً كيف وصلت الى هناك.
-------------------------------
دخلا مطعماً آخر، وطلب الطعام دون استشارتها, فتذوقت المحار المحشو بالكافيار مع البهار وعصير الحامض، وكان اشهى عشر مرات من وجبة الطعام الرائعة التي تذوقتها في منزل روسكو. واذ قرأ غويدو امارات الرضى على وجهها ، ابتسم قائلاً بفخر:" نحن نطهو افضل طعام في العالم".
ردت بحرارة:" اصدقك... اصدقك.. فهذا لذيذ للغاية".
-الم تمانعي في طلبي الطعام لك؟
هزت رأسها:" لن اعرف ماذا اطلب على اي حال".
-اذن ، تضعين نفسك بين يدي بالكامل!
احتجت:" لم اقل هذا بالضبط، قلت ان بامكانك اختيار الطعام".
-انه لامر نفسه.. بما اننا نأكل.
-انني آخذ حذري ليس إلا، فقد سمعت الكثير عن اصحاب الغندولات.
ورد ممازحاً:" وماذا سمعت عنهم بالضبط؟"
-انكم زمرة من " الروميو"..
صحح لها:" ليس روميو.. بل كازانوفا".
-وهل من فارق؟
-طبعا.. فهذه مدينة كازانوفا.. وفي ساحة "سان ماركو" يمكنك رؤية مقهى" فلوريان" حيث كان يذهب.. وكان مسجوناً، كذلك في البندقية.. اذن ، كنت تقولين...
-اتعني انني استطيع انهاء كلامي الآن؟
وضع اصبعه على فمه:" لن اتفوه بكلمة اخرى".
-لا اصدقك.. اين كنت؟
-كلنا كازنوافا..
-تغازلون الفتيات اللواتي ينزلن من الطائرات.
وافق معها دون خجل:" بالطبع نفعل هذا، لاننا دائماً نبحث عن الافضل."
-ومن يهتم بالافضل، اذا كان الامر لبضعة ايام فقط؟
-انا اهتم دائماً بالكمال... فهذا مهم.
ولم يكن يمازح ، واضطرت الى الرد بجدية:" لكن لا يمكن لكل شيء ان يكون كاملاً. العالم ملئ بالنواقض".
-طبعا.. ولهذ فالكمال مهم، لكن يجب ان يعرف المرء كيف يسعى اليه في الاشياء الصغيرة والكبيرة، فالكمال يوجد حيث تجدينه.
-او حيث تظن انك وجدته. احياناً يجب ان تكتشف انك مخطئ .
وانفجر ضاحكاً:" لماذا نحن جديان هكذا؟ هذا سيأتي فيما بعد".
-اوه.. حقاً؟ إذن ، وضعت مخططاً لحديثنا؟
-اعتقد اننا نفتح ابواباً مغلقة.. انت وانا.
-لن اسألك أي ابواب. فقد يعني هذا العودة الى الجدية.. وانا هنا لاجل المرح.
نظر اليها بحيرة:" اتقولين ان هذا سبب مجيئك الى البندقية.. للبحث عن علاقة حب عابرة؟
وبشكل غريب فاجأها السؤال .
- لا...فأنا .. لا .. ليس هذا هو السبب.
سألها على الفور:" مابالك؟ هل قلت شيئاً جرحك؟"
- لا .. بالطبع لا.
وكان الامر صعباً عليها، لان هذا الرجل اكثر خبثاً ومكراً مما كانت تظن . كانت عيناه دافئتين وقلقتين، وتدرسانها بلهفة.
اشارت الى طبقها الفارغ، وقالت:" كان هذا رائعاً... ماذا قررت الآن؟"
اعلن على الفور:" بولا ستري بيني اي بوني".
------------------------------
-وهذا يعني..
وبحثت في لائحة الطعام:" لا استطيع ان اجده."
-انه الدجاج المحشو بالاعشاب والجبن واللوز. ولن تجديه في لائحة الطعام، فهم لايعدونه هنا.
-اذن...
-سآخذك الى مكان يقدمونه فيه.
-وهل سنتناول كل طبق في مطعم مختلف؟
-بالطبع... انها الطريقة المثلى لتناول الطعام. تعالي.
عندما خرجا، كان ضوء النهار قد بدا يتلاشى بين الابنية وعبر الشوارع.
قالت وهما يسيران دون استعجال:" ظننت ان كل الشوارع مائية".
-لا .. فهناك الكثير من الاماكن حيث من الممكن ان تتمشي. لكن، عاجلاً ام آجلاً، ستصلين الى الماء.
-لكن، لماذا بقيت هكذا في الاساس؟
-منذ قرون عديدة، كان اسلافي هاربين من اعدائهم. وتركوا اليابسة متجهين نحو خليج فيه العديد من الجزر الصغيرة واستقروا فوقها..وداسوا الحطب في اعماق الماء، وبنوا الجسور بين الجزر وبهذا بنوا المدينة.
-اتعني ان هذه القناة كانت طريقاً بحرياً بين جزيرتين منفصلتين؟
-كانوا صانعي معجزات..
-لكن كيف؟ انها .. انها تتحدى كل قوانين الهندسة والعلم والمنطق..
-اوه .. المنطق..
ردت متحدية:" انا اؤمن به".
-اذن، فليكن الله في عونك! فهو لايعني شيئاً. ولا يبتدع شيئاً.. انه نقيض المعجزة.. انظري حولك، فكما تقولين ، تتحدى البندقية المنطق.مع ذلك فهي موجودة.
-لا استطيع انكار هذا.
-وهذا كثير على المنطق! فلا تلجأي اليه مرة اخرى، انه سبب كل المشاكل في العالم.
اعترفت :" اخشى الا استطيع.. فقد اعتدت ان اكون متعقلة، وعملية..."
وضع يديه على اذنيه، وقال متوسلاً:" كفى.. كفى .! لا اسطيع سماع المزيد من هذه الكلمات الفظيعة. يجب ان اطعمك بسرعة لتستعيدي صحتك مجدداً.
واسرع بها نحو مطعم صغير حيث طلبا الدجاج واستلذا في تناوله.
وفجأة شعر غويدو بيد تمسكه وبصوت مرح يقول له :" هاي غويدو! لم اتصور ان اجدك هنا!"
انه البرتو، صديق وموظف لديه، يدير له مصنع الزجاج. كان صديقه المرح هذا على وشك ان يكشف سرّه.
اجفل غويدو، والقى نظرة الى دولسي التي كانت لحسن الحظ مستغرقة في اطعام هرة صغيرة ظهرت تحت طاولتهما. ولم تسمع البرتو يدعوه غويدو، ولكن الكارثة كانت تقترب بسرعة، وشعاع الامل الوحيد هو ان يتكلم البرتو باللهجة البندقية. امسك غويدو معصم صديقه وتمتم:
" مرحباً يا صديقي العزيز.. اسد لي معروفاً واغرب عن وجهي".
-هذا ليس كلاما ودياً غو..
-انا لا اشعر بالود... والان كن صديقاً طيباً وابتعد من هنا.
حدق البرتو به، ثم لمح دولسي وتهللت اساريره:"آه.. ! سيده جميلة ...! ايها الشيطان، دعني اتعرف اليها".
-ستتعرف الى الفتاة بعد دقيقة.
وتراجع البرتو الى الوراء مراضياً:" حسن جداً! اذا كان الامر هكذا.."
---------------------------------
-احذرك.. كلمة اخرى..
-عظيم.. انا ذاهب..
وراقبه غويدو يبتعد . كان يجب ان يأخذ دولسي الى مكان لا يعرفه احد فيه.. لكن اين يمكن له ان يجد مثل هذا المكان في البندقية؟
وتكدست المشاكل في وجهه. قريباً، عليه ان يقر لها بخدعته البرئية. لكن ذلك يحتاج الى الكثير من التفكير. لا بأس ، سوف يتسلل بخفة من هذه المشكلة حين يحين اوانها، وهو جيد في هذا.
قال:" اذا كنت انتهيت من الطعام، فلنعد الى السير مجدداً، فستكون البندقية قد تغيرت".
ورأت ماكان يعني وهما يخرجان ، فالليل صنع مدينة مختلفة وأشرقت الانوار مثل انعكاس الجواهر فوق المياه السوداء، وقادها إلى جسر صغير وتركها تستوعب الجمال على طريقتها ، بهدوء.
كان يريد أن يقول لها اموراً كثيرة. لكنه أمسك نفسه، خائفاً من إفساد سحر اللحظة بالتسرع. بإمكانه أن ينتظر وأن يترك البندقية تقوم بالعمل عنه. ريحانة
وراقبت دولسي واستمتعت مسحورة، تناهى إلى سمعها أصوات أصحاب المراكب، وفي بعض الأحيان صياح ناعم غريب، ومخيف.
- ماهذا الصوت؟
- إنه نداء صاحب غندول. عليه أن يحذر أي مركب يمر في طريقه، وإلا فسصطدمان.
وهو يتكلم، تعالت صيحة أخرى قريبة، ومالت دولسي من فوق الجسر تراقب المركب حيث جلس حبيبان متعانقان، وببطء ابتعدا عن ابتعدا عن بعضهما، وقد اميء وجهاهما بأنوار الجسر.
أحست دولسي بيد باردة تتمسك بمعدتها. الرجل.. هذا لا يمكن، إنها تتخيل الأشياء.. وبينما كان الغندول يختفي تحت الجسر، أسرعت إلى الجانب الآخر، في محاولة للرؤية بشكل أفضل، لكن هذا كان أكثر سوءاً، فهي لم تر سوى مؤخرة رأسه، مازاد قناعتها بأنها رأت سايمون. ريحانة
عروس ثرية وشهر عسل في البندقية، هذه هي الاشياء التي يريدها.لكن، لم يمر سوى أربعة أشهر على فراقهما.. فهل يمكن له إبدال عروس بأخرى بهذه السرعة؟ وتراجعت في الوقت المناسب وعلى وجهها الألم والخيبة والرفض، وعدم الثقة.
- دولسي .. ماالأمر؟
أحست بيدين قويتين تمسكان بها وتديرانها، وكان وجهه قاتماً..
- قولي لي.. ماالأمر؟
- لا شيء.
- ذلك الرجل.. أنت تعرفينه..لكن لا يمكن أن يكون هو، ليس بهذه السرعة.. وليس هنا.. لا أعرف، ولا أريد التكلم عن هذا.
قال ببطء:" فهمت"
وصاحت بغضب:
- أنت لا تعرف ماهو الأمر، أنت لا تعرف شيئاً.
- لقد احببته.. وظننت أنك ستكونين هنا معه، ولم يكن هذا منذ وقت بعيد.. هل مازلت تحبينه؟.
قالت، محاولة أن تبدو حازمة:
- لم يكن هو.. مجرد شخص آخر يشبهه قليلاً.
- لكنك تتجنبين سؤالي..أنت مازلت تحبينه؟ أم أنك لا تعرفين؟.
- أجل ..لا ..لااعرف. . لا اعرف شيئاً.
- هل كنتما ستأتيان إلى البندقية في شهر عسلكما؟
تنهدت : " اجل"
- والآن أنت هنا وحدك.. للتفكير بماكان أن يكون؟.
- كيف تجرؤ على الإشارة إلى انني من النوع.. النوع.. الذي لا أعرف.. من العوانس المحرومات اللواتي يركضن وراء ظل حب ميت..ريحانة
------------------------------
فراح يضحك..
- كنت اعرف أنك أقوى من هذا. فأياً يكن مافعله، لن يحطمك كوني هادئة! هل تلحق به ونرميه في الماء؟
وانضمت إلى ضحكه: لا تكن أحمق.. فأنا لا أعرف حتى أنه هو .
- دعينا نرميه في الماء على أي حال.
- ايها المهرج .. لماذا؟.
- ليتعلم كل الرجال أن يكونوا حذرين كيف يعاملون النساء في المستقبل.
قالت بسرعة :" دعنا ننسى امره".
قال:" اجل.. دعينا ننسى امره، ونخطط لما يجب أن نفعله غداً هناك امور كثيرة أريد أن اريك اياها.."
- وماذا عن الغندول! إنه مصدر رزقك.
- ليس غداً، في الغد سأنسى العمل وأفكر بك فقط.
قالت ممازحة:
- أوه.. حقاً.. لنفترض أن لدي أفكاراً أخرى؟.
بدا محبطاً:" هل هناك رجل آخر تفضلين قضاء يومك معه؟.
- لا.. أنا..
وكتمت ماتبقى، مدركة أنها كادت تقع في فخ.
لكنه قال على الفور:" تفضلين قضاء يومك معي بدلاً من أي رجل آخر؟ رائع! هذا ماكنت آمل به.
- أنت تحرّف كلامي.. ربما أريد قضاء اليوم وحدي.
- حقاً؟
ولم يعد يمازح.. ولاهي.. وقالت بهدوء: " لا"
- سنذهب إلى الشاطئ البحر إذا أردت؟.
- هل هناك حقاً شاطئ رملي؟.
- أعدك بشاطئ رملي حقيقي، فالبندقية لا تشتهر فقط بأفضل طعام في العالم، بل كذلك بأفضل شاطئ.Rehana
-وهل هناك شيء آخر؟
-افضل سباحة .. وافضل صحبة ، انا.
وكان يضحك مجدداً، ويدعوها الى الضحك معه. ثم فجأة، جذبها إلى ذراعيه وعانقها، ثم تراجع قليلاً ليلامس وجهها بيديه، يُرجع خصلات شاردة من شعرها ويتفرس بها عن قرب.
قال هامساً: "دولسي. . هناك الكثير . . لكن ليس الآن . . فهذا ليس الوقت المناسب".
سرت رجفة في جسدها هذا شديد الحلاوة شديد البهجة . . بماذا كانت تفكر؟
قالت: "لا استطيع . . لا استطيع رؤيتك غداً.
- إذن في اليوم الذي يليه. .
قالت بيأس : "لا . . لا أستطيع رؤيتك مجدداً. . سأعود الى بلادي ماكان يجب ان اجيء إلى هنا . ارجوك . . دعني اذهب".
لم يحاول ان يتمسك بها وهي تتحرر منه وترحل راكضة .. ببساطة عليها ان تبتعد عما يحدث هنا فلا شيء يسير حسب الخطة.
وأبطأت وقع خطواتها ثم توقفت فقد بدت لها كل الاتجاهات متشابهه وليس لديها فكرة اين هي ... وتأوهت : "الآن انا ضائعة تماماً".
قال وهو يظهر من الظلام : " ليس وانا هنا ... سآخذك إلى الفندق ... ليس بعيد جداً".
حين قادها عبر الأزقة وجدت نفسها قرب الفندق وادركت انهما كانا يسيران منذ عشر دقائق فقط.
وقال لها: " هاهو .. امامنا مباشرة .. ماعدت بحاجة الى مساعدتي".
ووقف في الظل.
مدت يدها: "إذن سأقول وداعاً.. وشكراً لك على هذه الأمسية الجميلة وانا آسفة لانتهائها فجأة ..".
---------------------
- وهل انتهى .. كل شيء؟
- اجل .. يجب ان ينتهي . انا لا أظنني قادرة على التفكير جيداً.
- ولا انا .. لكن تجاوبي هو عكس تجاوبك.
قالت بسرعة : " سأعود الى بلادي غداً، يجب ان افعل هذا حقاً .. ولا استطيع الشرح، لكن ماكان يجب ان اجيء إلى هنا .. وداعاً.
وخرجت آخر كلمة بسرعة. ثم سارت مبتعدة وبسرعة لتدخل الفندق دون النظر اليه.
عندما فتحت باب جناح الأمبراطورة، كان تفكيرها يعمل كدماغ التحري مرة اخرى بارد هادىء محتسب .. منطقي.
رن جرس الهاتف وعرفت من المتصل.
وجاء صوته: " ارجوك لاتقفلي".
- انا .. يجب ..
- لا يجب ابداً ان تفعلي مايجب، إنها غلطة كبيرة
- هذه مجرد كلمات متذاكية
قال مؤنباً : " انت الآن تنغمسين في المنطق ويجب ان توقفي هذا".
- المزيد من الكلمات المتذاكية
- انت على حق .. والعمل افضل . سأكون في انتظارك في العاشرة من صباح غد في مرسى "فابوراتو" قرب الفندق وتعالي جاهزة للسباحة.
- لكن ..
- في العاشرة .. ولا تتأخري.
واقفل الخط.
لم تستطع التفكير بما يجري هنا. يفترض ان تكون هي المسيطرة لكن فجأة كل شيء خرج من بين يديها ولتساعد نفسها في جميع افكارها المشتتة خرجت إلى الشرفة وراحت تنظر إلى المياه الهادئة في الظلام.
كانت قد دعت الأمسية بالسحرية، الأمر الذي ازعجها لأنه ماكان يجب ان تخدعها الكلمات الجميلة.
لكن، هنا في الخارج في الظل وهواء الليل البارد ،لايمكن انكار السحر.. راقبت انوار المقاهي تنطفيء واحداً تلو الآخر ويقيت مكانها لاتريد لهذه الليلة ان تنتهي.
وشتت رنين جرس الهاتف المرتفع حلمها اللطيف وكان المتكلم روسكو.
سأل دون مقدمات : " كيف الحال؟ هل توصلت الى شيء؟"
احتجت قائلة " لقد وصلت اليوم فقط ".
- اتعنين انك لم تلتقي به؟
- بلى .. التقيت به..
- عظيم وهو شخص تافه حقاً .. صحيح؟
ردت بحذر:" سيد هاريسون لوكان هذا الرجل تافهاً لما اثر على جيني كما فعل، انه ماكر وذكي".
- اتعنين انه اثربك؟
ردت بسرعة:" لا بكل تأكيد".
- هل انت واثقة ؟ فكما تقولين انه ماكر وذكي ويعرف كيف يوقع اي امرأة في سحره.
قالت بحدة:" لكنني لست اي امرأة ..انا امرأة رايته على حقيقته قبل ان نبدأ وتستطيع ترك امره لي الليلة كانت المرحلة الاولى وستكون المرحلة الثانية تحفتي الفضلى".
انهت المكالمة وهي تشعر كأنها تلقت لكمة في معدتها، فقد ارجعتها المخابرة الى الواقع بماذا كانت تفكر لتترك هذا الرجل يوقع بها في حين انها تعرف حقيقته ؟ الامر ببساطة انها وفتشت عن اسوأ كلمة تعرفها... ولم تجد سوى غير محترفه..
لكنها اكدت لنفسها انها في الغد ستكون متعقلة
-------------------------------
سار غويدو عبر الشوارع ضائعاً في حلمه حتى انه لا يلاحظ الرجلين اللذين تقدما نحوه الى ان اصطدم بهما.
وتمتم: " اعتذر".
قال ماركو يمسك ذراعه: "هاي .. هذا نحن".
قال ليو : " لم تكن تنظر إلى اين انت ذاهب".
فكر غويدو قليلاً:" لا .. لا أعتقد انني كنت انظر هل هذه هي الطريق إلى البيت؟"
اي شخص من اهل البندقية كان سيعرف ان هذا السؤال سخيف لأن كل الطرقات في هذه المدينة الصغيرة تقود إلى منزل ما ونظر الاثنان إلى بعضهما البعض ثم وقفا على جانبي غويدو واكمل الجميع الطريق معاً.
كان القصر كالفاني حديقة قرب الماء واشار ماركو للساقي ان يأتيهم بالعصير وجلس الجميع تحت النجوم.
قال ماركو آمراً: "لاتتكلم بل اشرب .. هناك مشاكل لايمكن للكلام حلها".
قال غويدو : "انا لست في مشكلة ".
سأل ماركو : "ماذا دهاك إذن ؟ هل جننت؟".
- انا احب.
هز ليو رأسه بحكمة : "آه.. هذا النوع من الجنون".
قال غويدو : " المرأة المثالية".
سأل ما ركو : " ماإسمها؟"
لكن احساس غويدو بالحماية الذاتيه كان يعمل جيداً ،فقال بلطف:
"اغرب عن وجهي ".
اراد ليو ان يعرف : "متى التقيت بها؟".
- بعد ظهر اليوم .. إنه حب من النظرة الأولى.
- ذكره ليو : " انت تقول دائماً إنهن يسعين وراء اللقب".
- هي لاتعرف شيئاً عن اللقب .. وهذا افضل مافي الأمر تعتقد انني سائق غندول ابحث عن معيشتي بصعوبة لذا استطيع ان اكون متأكداً ان ابتساماتها لي .. إنها المرأة الصادقة الوحيده في العالم.
- ردد ماركو ساخراً: " امرأة صادقة؟ انت تطلب الكثير".
قال غويدو : "لسنا جميعاً عيابين مثلك.أحياناً على الرجل ان يثق بغريزته وغريزتي تقول لي انها صادقة وعاجزة عن الخداع وحين ستحبني .. ستحبني لأجلي لوحدي".
رفع ليو حاجبيه : " اتعني انها لم تحبك بعد؟ بدأت تفقد مواهبك ".
قال غويدو بإصرار : "إنها تفكر بالأمر .. وسوف تحبني .. وبقدر ماأحبها تقريباً.
سأل ليو : " وتعرفها منذ متى؟".
- منذ بضع ساعات .. وطوال حياتي.
سخر ماركو منه : " اصغ إلى نفسك لقد فقدت صوابك ".
رفع غويدو يداً وقال بعناد : " السلام ،ايها الجاهلان انتما لاتعرفان شيئاً".
وسار مبتعداً تحت الأشجار، وترك الرجلين الآخرين ينظران إلى بعضهما.
حين ابتعد عن نظرهما توقف غويدو ونظر إلى القمر وقال بانجداب غامر: " لقد جاءت إلي .. وهي رائعة".
* * *

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:22 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:22 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 – حاضر سيدي
فتحت دولسي عينيها على ظلام دامس، كان صداعها قد زال ولكن عندما نهضت من السرير اكتشفت انها لم تستعد عافيتها بعد ولزمها الكثير من الجهد لتسير حتى النافذة وتفتحها.
في الخارج ، كان الظلام مخيماً، وحده نور القمر كان يخترق المياه الهادئة كانت الشقة الصغيرة تطل على قناة مياه ضيقة ولم تستطع دولسي تحديد مكانها.
اضاءت المصباح قرب السرير ، ورأت ان ثوب الحمام كان مرمياً فوق السرير ، إلا انه لم يكن هناك عندما نامت. . فمتى فعل غويدو هذا؟ لم يكن لديها فكرة.
ارتدت الثوب وفتحت باب غرفة النوم بهدوء . وتوجهت مباشرة إلى الحمام الذي دخلته واغلقت الباب خلفها بصمت.
أول مارأته كان ثيابها معلقة فوق المغطس ، ومرتبة بإتقان.
صورتها في المرآة كانت صادمة ، فقد تلاشى لونها الشاحب ليحل مكانه لون زهري لم تجده مناسباً، كانت الشمس قد احرقت ماتمكنت منها . وفكرت بسخرية : " هذا كله لم يكن جزءاً من الخطة".
ورشت الماء البارد على وجهها ،لكن هذا لم يفدها كثيراً . كانت قد استنزفت الكثير من الطاقة لتصل إلى هنا وبدت رحلة العودة ماراتونية.
وإذ خرجت من الحمام ، رأت شخصاً نائماً على الكنبة وقد بدا عدم ارتياحه واضحاً ، حتى تحت الغطاء الذي بالكاد يغطيه . تساءلت دولسي منذ متى وهو هنا ، وفي إي حالة سيكون حين يستيقظ.
وبدأت تشق طريقها عائدة إلى غرفة النوم لكن الأمر كان صعباً وبعد بضع خطوات ، توقفت ، وتمسكت بكرسي وبدأت تخطط كيف يمكن ان تصل ومالبثت ان اصطدمت بالكنبة ماأسقط النائم ارضاً فاستيقظ وهو يلعن ويشتم.
شهقت ، وهي تمسك بالكنبة : " أنا آسفة".
ووقفعلى قدميه في لحظة . . كان يرتدي سروالاً قصيراً ، ليس إلا وقال بسرعة : " لابأس . . هاك . . تمسكي بي".
وفعلت هذا بامتنان ، وهي تتمتم : " ظننت انني افضل حالاً ، لكن حين نهضت . . لست أدري . .".
- سيلزمك يوم او يومان . كيف حال صداعك؟
- لقد زال . . لكنه يعاودني الآن .
- سآخدك إلى السرير إذن ، وأعد لك الشاي . تناولي قرصين آخرين من الدواء . لقد تركت الطبيبة تعليمات واضحة.
ووصلا إلى السرير لكنه اجلسها على كرسي ، وطلب منها ان تبقى هناك ، ثم راح بكل نشاط يغير أغطية الوسائد ، وينفض الشراشف.
قالت بإعجاب : " انت معتاد على الحياة المنزلية ".
- لقد علمني والدي . قال لي الا أعتمد على امرأة في مثل هذه الأمور ، لأن النساء لايعتمد عليهن.
كان يتكلم بوجه صارم ، لكن عيناه كانتا تلمعان.
- عودي إلى السرير .
وأشار إلى بعض الأدراج.
- ستجدين بعض الثياب هنا.
وغادر الغرفة .
اختارت قطعة من ثيابه ، وكانت قد تسللت إلى الفراش حين عاد ومعه الشاي .وشربته بامتنان واخذت قرصين من الدواء للصداع الذي عاودها بشدة.
-------------------------------
- هناك جرس صغير قرب السرير ، اقرعيه لو احتجت إلي.
تمتمت وهي تندس في الفراش راضية : " انت ممرض رائع".
- نامي الأن.
ونامت هذه المرة طويلاً ، واستيقظت وهي تشعر بالانتعاش. .
وفتحت النوفذ لتجد الصباح مشرقاً ، وكان ألم رأسها قد زال ، ولو انها كانت لاتزال تشعر بالضعف.
نظرت حولها في غرفة النوم وعبر الباب ، لكنها لم تجد اثراً لمضيفها . . كانت كل الغرف تتصل بالغرفة الرئيسية في شقته الصغيرة. . لذا لم يلزمه طويل لتتأكد انه خرج.
كان المكان لطيفاً وهادئاً ، جدرانه بيضاء ، وأثاثه بسيطاً ، الزينة الوحيدة كانت مجموعة الاقنعة المعلقة على الجدران بعضها بسيط والبعض خيالي . وبدا انها تغطي كل جدار ، واخذت دولسي تنظر إليها باهتمام.
وإذ وقع نظرها على الكنبة الصغيرة اجفلت إشفاقاً عليه ،فقد بدا لها من غير العدل ان ينام في هذا المكان منكمشاً بينما هي في سريره المزدوج لكن ، لم يكن هناك أي مجال للشك . هذا الرجل لايملك الكثير من المال.
سمعت الباب الأمامي يفتح ، فخرجت لتراه وهو يدخل ، محملاً بالمشتريات.
قال : " ضعيها في المطبخ . . لا . . هذه فقط . . سآخذ هذه".
وابعد غرضين عنها ، ورماهما على الكنبة ، وقادها إلى المطبخ : " تبدين افضل حالاً.
- اشعر بهذا ، لكنني اتمنى لو كنت ابدو افضل حالاً.
- هذا اللون صحي جيد.
- لا يجعلني ابدو حمقاء.
- لن ارد على هذا . . دعيني اجلس . لقد كنت اترنح تحت ثقل هذه الأشياء.
- هل اعد لك القهوة؟
قال بسرعة : " لا . . شكراً لك".
- ولم لا؟
قال دون تخفيف لهجته : " لأنك انكليزية".
- اتعني اننا لانعرف كيف نعد القهوة؟
ابتسم ووقف على قدميه : " سأعد القهوة لكلينا . . ثم سأحضر الفطور".
وأخذ يراقبها وهي تساعده على إفراغ اكياس الطعام . وبدا لها انه اشترى اشياء تكفي جيشاً.
قالت : " كنت القي نظرة على فستاني".
- لقد افسده الماء . آسف لهذا . اعتقد انني يجب ان انزعه عنك اولاً
- قالت بحزم : " لا . . ماكان يجب ، انا لا أتذمر . لقد فعلت الشيء المناسب . . الأمر فقط انني اتصور نفسي اعود إلى فندق فيتوريو بهذا الشكل".
- لست مضطرة لهذا . اذهبي والقي نظرة على الكيسين في الغرفة المجاورة.
اتسعت عينا دولسي عندما رأت ماتحويه تلك الأكياس.
وقف بباب الحمام يراقبها : " عرفت انك ستحتاجين إلى ثياب نظيفة . . إنها رخيصة وليست ماأنت معتادة عليه".
وجعلها هذا تشعر بالسوء لأن هذا ماكانت معتادة عليه تماماً، فقد اشترى لها بنطلون جينز ابيض وبلوزتين . وإذ تفحصت الأشياء الأخرى قالت : " اكان لك الجرأة لتشتري لي . . .؟".
قال مدافعا" عن نفسه : " انت بحاجة إلى ملابس داخلية . . عذراً، فالقهوة تغلي".
--------------------------------
اختفى في المطبخ ، واقفل الباب تاركاً دولسي تتفحص الملابس الداخلية التي اختارها لها . كانت مخرمة ورقيقة من النوع الذي قد تنتقيه المرأة لتغوي زوجها ، او يختاره الرجل ليراه على امرأته.
واسكنت دولسي افكارها بسرعة . لكن مالم تستطع إبعاده ، كان طريقة ابتعاده وكأنه خجل.
بحثت اكثر في الأكياس ، فوجدت ثوب القطن وكان على عكس الثياب الداخلية ، محتشماً جداً.
رفعت رأسها عندما سمعت باب المطبخ ينفتح ، وهو خلفه يدعي الخوف.
قالت ضاكحة : " أوه . . . تعال".
قال : " القهوة جاهزة . . هل سامحتني؟"
انضمت إليه في المطبخ حيث وضع القهوة أمامها : " لست متأكدة . . كنت وقحاً في شراء ملابس داخلية كهذه".
قال ببرأة : " لكنها اعجبتني".
- وكنت اكثر وقاحة بشرائك ثوب النوم هذا الذي يمكن لجدتي ان ترتديه.
قال ببساطة : " انت مريضة ومن الأفضل ان تظهري . . مثل جدتك وترتدي ثياباً دافئة . . . يجب ان تشعري انك آمنة".
قالت متأثرة : " اجل ... افهمك ... لطف كبير منك ان تفكر بسلامتي".
- شخص ماعليه ان يفكر بها . انت عالقة هنا مع رجل سيء ، وقد اضعفك المرض . ولاأحد يحميك لو صرخت طلباً للمساعدة.
- ربما ليس رجلاً سيئاً.
- بل هو كذلك قطعاً . . ويجب ات ترتدي ثياباً محتشمه لمنعه من الانغماس في افكار مشينة حول . .
والتقى نظرتها المتسائلة : " . . حول مظهرك في ثياب فاضحة . . .سأبدأ في تحضير الحساء".
التوت شفتا دولسي . . ولم يخدعها هذا الارتباك الطفولي الظاهر . . لكنها كانت ممتنة للطريقة التي اطراها فيها.
قالت : " لكنني لن ابقى هنا طويلاً ويمكن ان اعود إلى الفندق بعد تناول الطعام".
- لا اعتقد هذا . . فأنت لست بصحة جيدة بعد ، وستأتي الطبيبة لتراك اليوم . . انت تشعرين بالقوة الآن . لكن ذلك لن يدوم طويلاً.
في الواقع ، كانت قواها قد بدأت تخور ، وحين وضع الحساء امامها تناولته بكل سرور مع الأرز والبازيلا المطهوة بإتقان ثم عادت إلى الفراش لتجده مرتباً، وقد تغيرت مفارشه وارتدت ثوب الجدة واندست تحت الأغطية بامتنان.
حين استفاقت هذه المرة وجدت الدكتورة فاليني تدخل الغرفة لتوها.
قالت بعد ان تفحصت دولسي : " اجل . . تبدين افضل . . لكن ارتاحي ليوم اخر . في الغد يمكنك الخروج لكن لفترة بسيطة فقط ،وانتبهي من الشمس".
قالت وهي تشعر بعقدة الذنب بعد رحيل الطبيبة : " انا حقاً بصحة جيدة . يمكنني ان اعود إلى الفندق".
رد على الفور: " لا . يجب ان تبقي هنا حيث استطيع ان اعتني بك . . في الفندق لايوجد سوى الخدم . . ولن يهتموا لأمرك".
كشرت قائلة : " لو كافأتهم بما يكفي سيهتمون".
- أوه . . . اجل . . . وهل هذا النوع من الاهتمام يكفي؟
هزت رأسها نفياً
فأضاف : " إضافة إلى هذا . . انا لاأثق بك".
- ارجو عفوك؟
-------------------------------
- سترتكبين الحماقات في غيابي ،لذا ابقي هنا حيث استطيع مراقبتك . . وانا لا اريد مكافأة.
- حسن جداً . . سأترك الأمور على حالها الآن . . وسأذهب غداً
- ستذهبين حين اقول لك.
- حاضر سيدي! هل استطيع النهوض الآن لأستحم؟
بينما كان يطهو العشاء استحمت وارتدت بعض الملابس الداخلية المطرزة التي اشتراها لها ، واختارت البلوزة الصفراء لترتديها مع الجينز الأبيض . . بدا مظهرها بسيطاً انيقاً ومتناسباً مع ذوقها اكثر من الثياب التي تعلقها في خزانة الفندق.
دخلت إلى المطبخ لتقف حيث يراها وسألت : " ماذا تطهو؟".
- ارز بالفطر .
وتوقف عن تقطيع البقدونس وتراجع اليها.
- تبدين جميلة !
- اتظن ذلك ؟
- اجل . . لقد خمنت المقاس جيداً، هل يمكن ان تعطيني البصل ؟ .
اعطته اياه ، وبناء على تعليماته حضرت المائدة . كان المساء قد حل والأنوار في الخارج تغمر الأشجار والمباني ، وتنعكس فوق الماء
قال غويدو : " رتبت امر ان تكون الوجبة كلها خفيفة . والطبق التالي هو المعجنات مع الفاصوليا ثم عجة البقدونس . . واخيراً الكريما".
- انت تمزح.
- لا . . اعدك . . سترين.
وراقبته وهو يخلط الطحين والسكر والبيض والحليب وكانت الكريما التي حضرها لذيذة جداً.
فيما بعد غسل الصحون بينما اخذت هي تجففها وهي تتسأل عن الحرج البادي على وجهه.
وسألت:" مالأمر؟".
- حسن جداً، دولسي . . هل تمانعين . . حين ننتهي من هذا ؟ هذا إذا اردت بالطبع . .
كررت بشيء من الخوف : " مالأمر؟".
هاقد آن الأوان سيبدأ بالتحرش الذي سيجعله رخيصاً في عينيها وفجأة كانت على استعداد للتخلي عن اي شيء لإبعاده عنها.
لكن الواجب يأتي اولاً، على الرغم من ان قلبها كان يضرب بشدة وارتباك.
اخذت نفساً عميقاً وتابع كمن يخطط لهدف عميق : " في الواقع هناك مباراة هامة في كرة القدم على التلفزيون الليلة. .".
- مباراة كرة قدم؟
واكمل متوسلاً : " اتمانعين؟".
قالت بذهول : " لا . . . لا امانع".
وامضيا بقية الأمسية جالسين جنباً إلى جنب على الكنبة إلى ان اعلن ان الوقت فد حان لتأوي إلى الفراش لكنه اضطر لقولها مرتين لأنها كانت قد نامت على كتفه.
تركها لتنام حتى وقت متأخر في الصباح التالي وعندما استيقظت كانت بصحة جيدة ارتدت ملابسها ولاحظت بابتهاج انها لم تعد محمرة ،فقد خف اللون ليصبح سمرة خفيفة بدت رائعة مع شعرها الأشقر وعينيها الخضراوين.
سألت وهي تدخل المطبخ : " من ربح المباراة؟"
- نسيت . . تبدين رائعة . . كيف تشعرين؟
كانت على وشك ان تقول انها تشعر بالسعادة لكنها اكتفت بالقول: " افضل مماكنت . . لكن لم اعد طبيعية كما كنت".
وكان هذا صحيحاً، فلن تشعر انها على طبيعتها مجدداً.
- إذن سنتصرف براحة اليوم ،فطور خفيف ثم مشوار لطيف.
------------------------------
جعلتها هذه العناية المفرطة تشعر بشيء من الذنب لأنها سمحت له بالظن انها اضعف مما هي فعلا. لكنها . وذكرت نفسها ان مهمتها هي ان تكتشف حقيقته. واذا اتضح انه رجل عظيم، محب، وشهم، فستقدم تقريراً بهذه الحقيقة وتكون سعيدة لاجل جيني. قال :" يجب ان اشتري الطعام هذا الصباح.. لذا نستطيع الذهاب سيراً."
-اتعني انني اكلت كل ماعندك من طعام؟
-بالكاد لمست شيئاً.
قالت فجأة :" دعني اطهو شيئاً لك اليوم... وجبة طعام انكليزية".
- نظر اليها بحيرة:" وهل تستطيع السيده النبيلة ان تطهو؟"
-هذه السيده النبيلة تقضي الكثير من الوقت في الطهو، لانها اهم شخص في المنزل، والالطف. منذو زمن بعيد وهي هكذا..المسكينة.
قال ممازحاً:" انت تصفين نفسك وكأنك عايشت الثورة وجاءوا لينفذوا الاعدام بحقك."
فكرت قليلاً، ثم قالت ممازحة ايضاً:" حسن جداً.. لو اخذوني الى المقصلة، لما ساعدتني مهارتي في الطهو كثيراً.. لكنني متأكدة ان "سارة" صورت نساء مسنات يجلسن عند اقدام المقصلة ويحكمن شعار اسرة مادوكس على الكفن.."
سألت بسرعة، بعد ان اوقع طبقا على الارض وتبعثر:" مابالك؟"
قال بعجلة وهو ينحني ليلقط القطع:"لاشيء"
-لقد اجفلت.. هل قلت شيئاً؟
-مجرد احساس انني سمعت هذا من قبل. دعينا نخرج لنأتي بالطعام.
اخذها الى السوق قرب جسر ريالتو حيث تتوافر منصات بيع الفاكهة والخضار واللحم والسمك. لكنه بقي بعيداً عن الانظار وهي تقوم بالشراء ، وهذا ماحيرها.
فيما بعد، اخذ الاكياس منها، رافضاً ان تحمل ولو واحداً.. وسارا يداً بيد.
تطعلت حولها وقالت:" هذا ليس الطريق الذي جئنا منه. على الاقل، لا اظن هذا. لكن الشوارع كلها تبدو متشابهة".
-لا... نحن نسير في طريق مختلف.. فكرت ان نقوم بجولة في ساحة" سان مارك" فأنت لم تريها بعد.
في ساحة" سان مارك" جلسا في احد المقاهي العديدة، وراحا يشربان القهوة ويصغيان الى الموسيقى، بينما شرعت دولسي تفتت الخبز وتطعم الحمام الذي يجتمع حول الزوار. ثم مالت الى الخلف، واغمضت عينيها وقد غمرها رضى لم تشعر به من قبل.
اخيراً فتحت عينيها والتفتت اليه مبتسمة. فرأت تعبيراً عفوياً على وجهه، يكثف مشاعر دافئة خطفت انفاسها.
استيقظت دولسي من افكارها عندما رأته يقف ويجمع الاكياس ويقول شيئاً عن المغادرة. وتمكنت من حمل احد الاكياس بالرغم من احتجاجه. وسارا طويلاً الى ان وصلا الى زقاق ضيق جداً بحيث اضطرت للسير وراء غويدو، ممسكة بيده.
لم تفارق ذهنها تلك التعابير السعيدة وتلك النظرة الهادئة. وارادت ان تغمض عينيها مجدداً لتستعيدها في فكرها.
سأل وهو ينظر الى الخلف نحوها:" ما الامر؟ هل تعبت؟"
-لا انا بخير.
-لقد ابقيتك في الخارج طويلاً.
ولف ذراعه حول كتفيها.. وكانت الابتسامة التي اعطاها اياها تشبه سابقتها، مجرد وديه، لكن من خلفها رأت شبح نظرة اخرى، ودست ذراعها حول خصره، وتركته يقودها الى المنزل عبر شوراع ذهبية.
-----------------------



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:23 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- عالم الاقنعة
امرها ان تستريح امام التليفزيون بينما افرغ اكياس الطعام في مطبخه الصغير، واعد لها فنجاناً من الشاي. وتذكرت انتقاداته عن القهوة الانكليزية، فودت لو ترد له الكيل كيلين... لكن الشاي كان ممتازاً، ولم يكن بوسعها الانتقاد.
امضت بعد الظهر تعمل في المطبخ تحضيراً للعشاء. اما هو فكان يقوم ببعض المهام التي تطلبها منه.
نظرت اليه عدة مرات، متسائلة عما اذا كانت ستلتقط النظرة الدافئة مجدداً. لكنه كان قد وضع نفسه تحت السيطرة الآن، ماعدا انها غالباً ما تشعر انه يراقبها ايضاً.
في المساء الباكر، جلسا ليتناولا الطعام. وتقدم الى الطعام بحذر، وكانما ليقول انه سمع ان الطبخ الانكليزي سيء، لكنه مسح صحنه وطلب المزيد، اذ كان لذيذاً جداً.
بعد العشاء، جلست على الكنبة، بينما راح هو يحضر القهوة. حين عاد كانت مستلقية، تنظر الى الاقنعة على الجدار باعجاب.
وضع القهوة على طاولة منخفضة، وقال:"آه .. انت تنظرين الى مجموعتي".
-ماهذه؟
-انها اقنعه مهرجين. تجدين الضاحك والباكي والوجه الايمائي، لكن هناك الكثير غيرها لأن الاقنعة طالما كانت مهمة جداً في البندقية منذ القرن الثالث عشر.. وكان الاستقراطيون يتقنعون اذا ما ارادوا الانغماس في الملذات دون ان يعرفهم احد.
-كل هذه امور حقيرة.
-ولهذا السبب، منعت الاقنعة في البندقية. فقد كانت تخفي الكثير.
-تتكلم وكأن الاقنعة حكر على البندقية.
هز كتفيه:"ستجدين بالطبع اقنعة في بلاد اخرى، لكن اهل البندقية حولوها الى تحف فنية".
سألت باهتمام حقيقي:" لكن لماذ؟ لماذ انتم وليس الآخرون؟"
اشار الى المياه تحت النافذه:" نحن لا نعيش على اساس صلب. مدينتنا تغوص في الماء، وتنقلت من يد الى يد عبر القرون حتى اصبحت الحياة بحد ذاتها غير صلبة. نحن نعيش على هوانا. ولقد تعلمنا نوعاً من التكييف. وافضل طريقة ليكون المرء متكيفاً هو ابقاء مجموعة مختلفة كبيرة من الاقنعة بين يديه".
-مختلفة؟
-قناع واحد لايكفي . فعبر القرون لعبنا ادواراً متعددة ..وكان البندقيون اسياداً وخدم، وعرفنا ان هذه كلها ادوار نلعبها، وكل بقناعه المناسب.. تعالي وانظري عن كثب.
وعندما اقتربت اكثر، تعجبت لاختلاف التعابير التي يمكن الحصول عليها عن طريق قطعه "كرتون" صغيرة.
-هناك الكثير.. وهذا لايصدق.
-تجدين منها بقدر ما تجدين تعابير بشرية.
-اذن.. من سيعرف من انتم حقاً؟
-كل شخص، عاجلاً ام اجلاً، سيضع القناع الذي سيكشف الحقيقة.
سألت بسرعة:"لكن اي حقيقة؟ الحقيقة ذاتها تتبدل دائماً".
-انت محقة.. ولا استطيع سوى القول انه متى كانت اوجه الناس مخبأة، فهم احرار بأن يكونوا صادقين مع انفسهم الحقيقة.
------------------------------
ضفطت عليه، فهذا مهم:"اذن فهم يتبدلون ايضاً.. ويصبحون اشخاصاً آخرين".
-بالطبع.. الناس يتبدلون طوال الوقت.. هل انت الشخص ذاته الذي كنته في السنة الماضية؟ الاسبوع الماضي؟ اليوم الذي سبق قدومك الى البندقية؟
قالت ببطء:"لا .. ابداً"
انزل قناعاً طويل الانف، ووضعه امام وجهه:" هذا قناع بانتالون" التاجر الجشع."
ثم ابدله بأخر انفه قصير، لكنه بشع:" هذا بونسيتلا السفاح."
وانتزع قناعاً آخر عن الجدار ووضعه على وجهه بحيث اطلت عيناً من الثقوب. وكان مثل وجهه تماماً.
-هذا هو المهرج واسمه" هارلوكان" وهذه االكلمة تعني " الشيطان الصغير" انه ذكي ومخترع، ولكنه ليس ذكياً كما يظن، ونقوده اخطأؤه ، دائماً الى حافة الكارثة. ويرتدي ثوباً متعدد الالوان لأن اصدقاءه يعطوبه ثيابهم القديمة ليخيطها لنفسه.
ضحكت:" ياللمسكين.. وهل انت مثله؟"
سأل بسرعة:" مالذي جعلك تقولين هذا؟"
- لأنك قلت الكثير عنه، اكثر من غيره.
-هذا صحيح . اجل، اعتقد انني هكذا، ولم اكن اعرف . لكن هذه وجهة نظري، رجل يمكن ان يكون اليوم المهرج"هارلوكان" وفي الغد التاجر الجشع "بانتالون"
-انت.. تاجر جشع؟
وراى نظراتها المحتارة، فسارع لتغيير الموضوع:" على اي حال.. من الجيد رؤيتك تضحكين، فانت لاتضحكين بما يكفي."
-لكنني اضحك كثيراً معك.
-لكن ليس في اوقات اخرى.. واتساءل لماذا؟
-انت لاتعرف كيف اكون في اوقات اخرى.
-اعتقد انني اعرف.. شيء مايقول لي انك شخص جدي اكثر من اللازم.
لمس ذراعها بخفة:" لقد تركت نفسك تحترقين لانك غير معتادة على قضاء وقت في الشمس. واظن انك لاتخرجين وتتنزهين كثيراً"
كانت على وشك ان تنفي قوله ، لكن ما قاله كان صحيحاً. فبدا الارتباك على وجهها.
فسأل:" لماذا؟ اهو بسبب الرجل الذي حطم قلبك؟"
قالت ببطء:"لا.. ليس الامر هكذا."
وطاف تفكيرها في بحر من الذكريات.. كم كان عمرها حين احست ان وضع عائلتها حرج؟ متى بدأت بالقيام بالحسابات لوالدها؟ فهو لم يكن يوماً يعرف كيف يحسب.
كانت في الخامسة عشر حين صرخت:" ابي ... لايمكنك تحمل هذا. انت واقع في ديون كبيرة."
-اذن المزيد لن يؤذي، اليس كذلك؟ تعالي ياحلوتي ، لاتغضبي.
كان والدها فاتناً. لكنه اناني ،علمها معنى الخوف دون ان يعرف. وعملت في المدسة جاهدة، تعد نفسها بمستقبل عملي لامع. لكن هذا لم يحدث، لأن والدها اقام مدة طويلة خارج البلاد. وحين عاد بعد سنة، كانت فرصتها قد ضاعت. هكذا وجدت عملاً تستطيع فيه ان تعيش بجهودها، فهذا في النهاية كل ماتملك.
ركز عينيه على وجهها، وقال متوسلاً:" اخبريني."
قالت بسرعة:" لا.. انت على حق.. لقد كنت جدية كثيراً."
لكنها تكتمت عن قصة الفقر.
-ربما حان الوقت لتضعي قناعاً آخر، ربما قناع "كولومبين". انها شخصية متعقلة، لكنها، كذلك حادة وشجاعة، وتستطيع رؤية الجانب المضحك من الحياة.
-------------------------------
-اين هي؟
كان القناع الذي انزله فضي اللون ومزخرفاً بما يشبه النقود الذهبية والريش الصغير الملون، ووضعه بلطف على وجهها وربط الشريط الحريري من الخلف.
سألت وهي تنظر الى نفسها في المرآة:"مارأيك؟"
وكان كل وجهها تقريباً مغطى ولايظهر سوى فمها. ولدهشتها هز رأسه:"لا...لا اعتقد هذا."
-لماذا؟ لقد اعجبني... هل اجرب قناعاً آخر؟
-لا...لا اعتقد ان الاقنعة تناسبك، ليس انت. ليس هذا القناع، انها فاتنة.. لكنها مخادعة كذلك. وانت لايمكن ان تكوني هكذا. انظري الى زينة النقود، كيف تلمع وتلتقط انوار مختلفة في كل مرة...
ونظرت اليه، متسائلة عما اذا كانت ستفهمه.. واحست بالقلق.
ورن جرس الهاتف.
لزمها لحظة لتدرك انه هاتفها النقال، يرن من حقيبة يدها التي على الارض. لقد كانت اضعف من ان تفكر بإخفائه.. وسارعت نحوه مذعورة.
جاء صوت روسكو خشناً:"لماذا لم تتصلي بي؟"
قالت بصوت منخفض مستعجل:" كان الامر صعباً في الايام القليلة الماضية. ولا استطيع الكلام الآن".
-ولم لا؟ هل انت معه؟
-اجل.
-تقدم عظيم اذن؟
-اجل.. عظيم... رائع، سأتصل بك لاحقاً. وداعاً.
وانهت المكالمة. اطفأت الجهاز، وكان قلبها يخفق بشدة. فقد كان روسكو متطفلاً رهيباً من العالم الخارجي، متطفل كانت مستعدة للتخلي عن اي شيء لتتجنبه. لكن الوقت قد فات الآن.
سأل:" هل كل شيء على مايرام".
لكن لم يكن هناك شيء على مايرام.
وادركت انها لاتزال تضع القناع، فانتزعته بسرعة.
قال متوسلاً في الصباح التالي:" ايجب حقاً ان تذهبي بهذه السرعة؟ ابقي معي يوماً آخر".
ردت دولسي بسرعة:" لا... لا استطيع ان اخذ المزيد من وقتك. لقد خسرت عدة ايام عمل بسببي".
تردد قليلاً، ثم قال:" في الواقع، انا لا اعتمد على الغندول لاعيش... هناك شيء عني يجب ان اقوله لك..."
فجأة احست انها امتلأت خوفاً.. فالادعاء انه من آل " كالفاني" اصبح وشيكاً، فمن دون الادعاء كان يمكن ان تستمر في النظر اليه كرجل صادق، واذا خسرت هذا الايمان، ستتألم كثيراً، وكانها ستودعه.
-دولسي.
قالت بسرعة:" ليس الآن... يجب ان اعود.. لدي اشياء افعلها..."
كان لابد ان توقفه.
قال:" انت على حق.. هذه ليست اللحظة المناسبة. ايمكن ان نتقابل الليلة؟
-حسن جداً.
رافقها الى الماء، حيث نادى مركباً ليقلها الى الفندق. وكانت عيناها شاخصتين عليه وهي تبتعد عنه واحست بثقل في قلبها. اياً يكن ما سيحدث هذه الليلة، الا ان السحر الذي غمرها في الايام القليلة الاخيرة قد انتهى. واذا بدأ في حياكة قصص عن كونه من اسرة كالفاني، سيؤكد اسوأ مخاوفها. واذا لم يفعل، فسيكون رجلاً صادقاً جديراً بجيني.
-----------------------------------
اعادت التفكير في الايام الاخيرة، فلم تتمكن ان تتذكر اي شيء يمكن تفسيره على انه تصرف رجل مغرم، وتلك النظرات التي رمقها بها ليست على الارجح سوى من نسج خيالها.
واذا كان قلبها ، بطريقة ما قد بدأ يميل اليه، فلا تلومنّ سوى نفسها وقلة احترافها، ويجب ان تحل هذه المشكلة بأفضل ما تستطيع... لوحدها بعيداً عن هنا... وبطريقة او اخرى، ستكون الليلة هي النهاية.
بينما كانت تدخل الجناح الامبراطوري، رن جرس هاتفها، وقال روسكو هادراً:" لزمني وقت طويل لاتصل بك."
-انا آسفة سيد هاريسون، كنت مشغولة جداً.
-مع فيدي؟
-اجل.
-وهل روى لك قصته عن كالفاني؟
-ليس بالضبط.
-تعنين انه يمهد الطريق. هكذا سلب قلب جيني.. تأكدي من هذا الآن، لابد ان يكون كالفاني هذا وريث جديه واعرفي كيف يعيش واتصلي بي حين تفعلين هذا.
وانهى المكالمة.
ونظرت دولسي الى سماعة الهاتف:" كيف سوف..."
ثم سمعت صوتاً يقول من مكان بعيد في ذاكرتها:" شخص وسيم مثل هذا ياعزيزتي. كلنا احببناه بجنون... واحبنا جميعاً".
وكان صوت اللايدي هارييت مادوكس، شقيقة جدها. كانت امرأة جميلة تسلب الالباب في ايامها، وكانت قد جالت في كل اوروبا وخلفت وراءها الكثير من القلوب المحطمة، قبل ان تتزوج رجلاً لايتمتع بأي لقب، انما بحساب مصرفي هائل بذرته على نفسها.
كانت دائماً متكتمة حول ماضيها الفاضح. الا ان رجلاً واحد كانت ذكراه تأتي باللمعان الدافئ الى عينيها.. لو ان دولسي تستطيع ان تتذكر اسمه. وكانت هارييت قد سافرت الى ايطاليا، ربما قابلت الكونت كالفاني من بين العديد الآخرين . لكن، هل كان هو من كانت تدعوه " كازانوفا الايام الخالية"؟
فكرت دولسي: يمكن ان يكون هو .. وهذا كل ما احتاج اليه... حسن جداً... الى العمل.
لزمها ثلاث ساعات لتجعل مظهرها مناسباً تماماً. لكن حين غادرت الفندق، كانت راضية. فقد ارتدت ثوباً ثميناً وانيقاً وبدت اللايدي دولسي بحق.
استقلت مركبا الى قصر"كالفاني" وتقدم خادم ليلاقيها.
سألت:" هل الكونت كالفاني في المنزل؟"
رد الرجل:" لست متأكداً تماماً سنيوريتا.. لو اعطيتني اسمك...؟"
-أنا اللايدي..
وصمتت وقد غمرتها فجأة غريزة المغامرة التي افسدت عائلتها.
-... ارجوك، قل له ان اللايدي هارييت مادوكس هنا.
انحنى الرجل، وترك دولسي تتساءل عما اذا كانت قد جنت.
ولم تنتظر طويلاً لتعرف . فقد سمعت وقع اقدام مستعجلة على الارض الرخامية، وصوتا ينادي"عزيزتي" واستدارت لترى رجلاً مسناً يقف هناك. رأت نظرة السعادة على وجهه تتحول الى ارتباك، وحتى في الخطوط التي على وجهه، وشعره الابيض، استطاعت ان ترى بقايا الطلعة الجميلة.
قالت بسرعة:" سامحني.. لقد اعطيتك اسم عمة والدي على امل ان تذكر الاسم جيداً كما تتذكره هي"
مد لها يديه، وامسك بيديها بحرارة:" الجميلة هارييت.. كم اذكرها! لطف منك ان تزوريني."
قبلها على الخدين، ونظر بدفء في عينيها. على الرغم من سنواته السبعين، كان سحره لايزال يدير الرؤوس. لكنها لم تستطع ان تتبين اي شبه بينه وبين الرجل الذي امضت معه الايام الاخيرة.
------------------------------
سأل:" اذن انت لست لايدي هارييت ؟ انت؟."
-انا اللايدي دولسي.
وطلب الكونت من احد الخدم ان يوافيه بالمرطبات على الشرفة.
قادها الى هناك متأبطاً ذراعها، واوصلها الى مقعدها في جو من اللباقة، ولم يترك يدها الا في اللحظة الاخيرة.
قال بحزن::" انا رجل عجوز.. ونادراً ما احظى بشرف مرافقة امرأة جميلة.. ارجو ان تعذريني لو استغليت هذا كثيراً؟"
انه مخادع لايخجل.. وتسلت بجوه المسرحي قليلاً.
وبينما كانا يتناولان القهوة، اخذ يسألها ليعرف كل شيء عن عائلتها في انكلترا.
وقال متذكراً:" لقد اخبرتني العزيزة هارييت عن قصر مادوكس حيث كبرت ، عن شقيقها ويليام.."
-انه جدي.
-آمل ان يكون حياً؟
-لا... فقد مات منذ خمس عشرة سنة.
-اذن، والدك الآن هو الكونت؟
-اجل... ولكن اخبرني عن عائلتك، زوجتك واولادك.
قال بأسى:" ياللاسف . انا عجوز اعزب وحيد، دون زوجة او اولاد يواسونني في شيخوختي."
سألته:" اتعني انك تعيش في هذا المكان الكبير لوحدك؟"
قال متنهداً:" هناك الخدم.. لكن ما نفع الخدم اذا كان المرء وحيداً؟ لي ابن اخ سيكون الكونت يوماً . انه ولد طيب ، ولكنه ليس مثل الابن."
سألت بخفة وكأن الامر لا يعينها :" ابن اخ؟"
-ثلاثة في الواقع. الاثنان الآخران يعيشان في جزئين مختلفين من البلاد. لكنهما في زيارتي الآن، وسأود كثيراً لو اتيت الى العشاء معنا هذا المساء لتلتقي بالثلاثة معاً.
-سيكون هذا رائعاً.
-وارجوك... احضري من انت معه في البندقية..زوجك ربما.؟
-لست متزوجة... انا هنا لوحدي.
قال فوراً:" يجب ان تبحثي عن زوج في البندقية.. فنحن افضل الازواج.
قالت تمازحه:" لكن كيف تعرف؟ وانت لم تتزوج."
ضحك من قلبه:" انت.. سيدة شجاعة. الآن اتطلع شوقاً لهذه الامسية اكثر.. سيأتي مركبي لملاقاتك في الساعة الثامنة."
ووقف يمسك يدها مجدداً، ويقودها الى مرسى القوارب حيث كان مركب كالفاني الابيض البراق ينتظر ليعيدها الى الفندق.
ووقف يراقبها الى ان اختفى المركب عن ناظريه، ثم عاد الى الشرفة لينهي قهوته، فوجد ليو وماركو هناك. واذ رأياه سعيداً، سأله ماركو فوراً:" اي عمل خبيث تخطط له؟"
قال فرانسيسكو باستمتاع:" احمي مستقبل عائلتي.. لقد قدمت نساءاً مناسبات لغويدو الى ان ارهقني هذا. كنت اظن انه لم يتبقى احد، لكنها ستكون مناسبة جداً."
سأل الاثنان معاً:" هي ؟ من؟"
-لايدي بالمولد والمنشأ . ثم انها قريبة لحبيبة قديمة لي.
بدأ ليو الاحتجاج:" لكن، نصف نساء اوروبا كن حبيباتك..."
-اصمت.. اظهر بعض الاحترام. ستأتي لتناول العشاء معنا الليلة، وسيلتقي بها.
قال ماركو:" لكنه لن يكون هنا. لقد اتصل ليقول انه لن يأتي الى البيت الليلة."
-فليلغ مواعيده.
---------------------------------
-عمي... هناك شيء يجب..
-كفى.. اتوقع منكم جميعاً ان تكونوا على العشاء، وان تقدموا انفسكم بشكل لائق احتراماً لضيفتنا.والآن، سآخذ قيلولة.. لانني ارغب ان اكون في افضل حال الليلة.
عاد غويدو الى العمل بعد ان لعب الهوكي واخذ يعمل متجهماً، معزياً نفسه بالامسية التي سيمضيها مع دولسي.
.
سيأخذها الى مطعم بعيد قليلاً عن البندقية حيث لايعرفه احد، ولو ان هذا الامر لن يعود له اي اهمية عما قريب لانه سيقول لها الحقيقة عن نفسه. وتساءل عما اذا كانت ستلومه على هذه الخدعة البرئية. بالتأكيد لا. فقد اعرب لها عما في قلبه! فبينما كانت مريضة، ابعد عنه بحذر اي احساس بالحب. ويمكنه ان يتذكر بضع لحظات حين تهاوى قراره ، لكنه امسك نفسه. صحيح انهما لم يقولا اي كلمة، لكنه يعرف انهما فهما بعضهما تماماً، ولابد انها احبته كما احبها.
كان ضائعاً في حلمه السعيد، فلم يسمع في البداية رنين هاتفه النقال، واضطر الى اختطافه بسرعة.
صاح عمه:" اين انت بحق الله؟"
قال غويدو في محاولة ليظهر البراءة:" في مكتبي.. اعمل بكد"
لكن محاولته ذهبت سدى:"لديك الوقت لهذا الهراء الذي تدعوه عملاً، ولديك الوقت للعبث. لكن لاوقت لديك لعمك العجوز."
-هذا غير عادل..
-بالكاد رأيتك في الاسبوع المنصرم.
-لديك ليو وماركو.. انت لاتحتاجني.
-حسنا.. احتاج اليك الليلة. سنقيم حفل عشاء لضيف مميز جداً.
-عمي ارجوك.. ليس الليلة.. لدي خطط..
-كلام هراء. . بالطبع ليس لديك خطط.. لقد تم ترتيب كل شيء.. لايدي جميلة قادمة للعشاء.. وهي تتطلع قدماً لتقابلك.
تأوه غويدو.. مشروع زوجه جديد، الن يتعلم عمه ابداً؟ وكيف يمكنه الجلوس طوال الامسية وهو يعرف ان قلبه اختار زوجة المستقبل.
-عمي.. دعني اشرح لك..
وتحول صوت فرانسيسكو الى الحزن:" لا داعي للشرح. انا رجل عجوز لا اطلب الكثير. واذا كان القليل كثيراً عليك.. حسن جداً، اعتقد انني فهمت."
صر غويدو على اسنانه. انه مولع بعمه ولايحتمل جرحه. وبدأت امسيته السعيدة بالانسحاب.
قال :" حسن جداً.. سأحاول ان اكون هناك."
-انت ولد طيب. لا اريد ان اكون متعباً. بالطبع حين يصبح المرء في مثل سني يكون متعباً دائماً..
صاح غويدو:" عمي.. ايمكن ان تتوقف عن هذا؟ سأكون هناك.. اقسم لك.."
-طوال الامسية؟
-طوال الامسية.
-كنت اعرف انك لن تخذلني.. لاتتأخر.
واقفل الخط.
اخذ غويدو نفساً طويلاً.. لماذا يجب ان تكون الحياة معقدة هكذا؟ وكيف سيشرح الامر لدولسي ويقول انه سيتخلى عنها ليقابل امرأة يريده عمه ان يتزوجها.. وقرر بسرعة: مهما كان العذر الذي سيجده، الحقيقة غير واردة الآن.. لابأس... قريباً سينتهي كل هذا.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:23 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- سوء تفاهم
كان فستان السهرة الازرق الذي اختارته دولسي مذهلاً بأزهاره المطرزة وياقته المنخفضة. وقد زينه قرطان وعقد من الماس، فكان التأثير مبهجاً.
غير انها احست بالذنب. فها هي تسرع الى دعوة عشاء في وقت يجب ان تتصل بفيدي لتقول له انها يجب ان تغلي موعدهما لذلك المساء. لكنها بقيت تؤجل الامر، ريثما تجد الكلمات المناسبة. كيف ستشرح له انها تتخلى عنه للعشاء مع اسرة كالفاني، ولترى ما اذا كان واحداً منهم؟ اياً يكن العذر الذي ستجده.. الحقيقة غير واردة.
لم يعد هناك مجال للتأجيل. ومدت يدها الى الهاتف، لكنه رن قبل ان تلمسه.
-دولسي... عزيزتي.
قالت مبتهجة قبل ان تستطيع وضع حذرها الدفاعي في مكانه:" مرحباً."
-كنت احاول استجماع شجاعتي لاتصل بك . ولسوف تنزعجين مني. فأنا لن استطيع المجئ هذه الليلة.. لكن هذه ليست غلطتي في الحقيقة.
-لن تستطيع المجيء؟
واحست بخيبة امل سخيفة وكأنها لم تكن على وشك فعل الشيء ذاته.
-لقد استجد شيء ما.. ولم استطع التخلص منه.
-الايمكن ان تقول لي ماهو؟
-انه.. امر معقد.. ولا اريد التكلم عنه عبر الهاتف. انت لست غاضبة مني .. اليس كذلك؟
قالت، دون ان تكون صادقة تماماً:" بالطبع لا.. لكنني كنت اتطلع شوقاً لرؤيتك."
-وانا كذلك. سأتصل بك غداً.. الى اللقاء.
لقد سهل الامر عليها. ويجب ان تكون مسرورة. لكنها راحت تتساءل عن السبب الذي منعه من المجئ. فهو لم يعطها عذراً مقنعاً...
او انه لم يعتقد انها تستحق الاقناع. ولن يتصل بها غداً على اي حال.. فربما صرف النظر عنها نهائياً.
توقفي عن الهذيان .. لقد فعل ماكنت تنوين فعله. فما الفرق؟
لكن، هناك فرق..
قرابة المساء، جاء مركب كالفاني ليأخذها. وسار بها ببطء عبر "غراند كنال" بينما كانت الشمس تهبط من السماء وتحول الماء الى اللون الاحمر. كانت الانوار قد اضيئت من حولها، وضجت المقاهي بالحياة.
واخيراً ظهر امامها قصر" كالفاني" وكان المبنى الكبير كله يشع بالنور.
عندما توقف المركب عند المرسى، كان الكونت هناك ليساعدها على الصعود، وانحنى فوق يدها معلناً:" لقد شرفت منزلي".
خلفه، رأت شابين وسيمين في اوائل الثلاثين من العمر، ولم يبد لها اي تشابه بينمها وبين الرجل الذي تريد التحقق منه.
-ابنا اخوي، ماركو وليو.
حياها الشابان بحرارة، واكمل:" انت محظوظة جداً بلقائهما هنا. ليو يعيش في توسكانيا وماركو في روما. لكنهما جاءا لرؤيتي حين مرضت. ابن اخي الآخر، غويدو ، يعيش معي طوال الوقت. وسيحضر عما قريب".
-------------------------------
اذن ، غويدو هو الذي تحتاج ان تراه.. كانت دولسي منتبهة لكل حركة ولم يفتها كيف ان ليو وماركو تفحصاها من رأسها حتى اخمص قدميها، وتبادلا النظرات. كان الجميع لبقاً، لكن الكونت تفوق عليهما، وازاحهما جانباً ليقودها الى الشرفة حيث طلب الشراب.
من هذا المكان، كان المنظر مبهراً، ومغموراً بالاضواء.. ونظرت دولسي طويلاً مذهولة بهذا الجمال.
قال الكونت مبتسماً:" ارى انك تفهمين مدينتي.. وانت تمدحينها بالصمت."
هزت رأسها:" الكلمات قد تفسد السحر".
- انا اجلس طويلاً هنا كل ليلة .. اتمتع بالمنظر لوحدي او ..
واحنى راسه:" ... او مع صحبة فاتنة".
على الرغم من ان الشرفة تطل على الماء، الا انها استطاعت رؤية الاراضي على الجانبين، باشجارهما وظلالها، ثم بدا لها ان احد تلك الظلال قد تحرك، لكن هذا الانطباع تلاشى في لحظة.
سألها فرانسيسكو:" هل من خطب؟"
-لا... ظننت للحظة انني رأيت احد يتحرك هناك. ولابد انني كنت مخطئة.
ونظرا معاً الى الحدائق ، لكن كل شيء كان ساكتاً وصامتاً.
وصل غويدو الى القصر متأخراً وكان يرتدي بنطلون جينز وكنزة، وهو يعرف ان هذا سيغضب عمه.تسلل عبر الحدائق عن طريق بوابة صغيرة وتنقل بسرعة وهدوء عبر الظلال المرتفعة. ومع قليل من الحظ، سيصل الى غرفته ويغير ثيابه بسرعة الى مايسميه فرانسيسكو " اللباس اللائق". ومايسميه هو " القميص الخانق".
تمكن عبر الاشجار من رؤية الشرفة المطلة على الماء، حيث كان الكونت يستقبل ضيفتهم قبل العشاء.. اجل .. يسيتطيع ان يراه الآن. وليو وماركو كذلك. لكن السيدة بقيت مجهولة، وكل ما استطاع تبينه كان فستانها الارزق ،ولكنه لم يرى وجهها. اقترب اكثر بين الاشجار، فاستدارت لتنظر الى الخارج. وفجأة رأى وجهها بوضوح.
لوهلة، كاد يتسمر مكانه، ثم خرج سريعاً من مخبأه.
سمع عمه يسأل:" هل من خطب؟"
ثم جاء صوت دولسي:" لا... ظننت للحظة انني رأيت احداً يتحرك هناك ولابد انني كنت مخطئة".
وبدأ العرق يتصبب من جبين غويدو. ولايمكن لهذا ان يحدث له. ماذا حصل للحظ الذي طالما حالفه؟ ماذا حصل للملاك الحارس الذي طالما رافقه؟ فهو لم يكن يقصد ان تجري الامور هكذا.
تناهت اليه اصوات ليو وماركو ثم صوت عمه يقول:" ماذا حدث له؟ اعتذر لتأخر ابن اخي.. فليتصل به احد منكما ليسأل متى سيكون هنا."
وتحرك غويدو بسرعة . مامن احد شاهده، ومازال بامكانه ان يتهرب. سيتسلل من الطريق التي جاء منها.. ويتصل بعمه ليعتذر بسبب ازمة طارئة ستمنعه من الانضمام اليهم هذه الليلة.
كان على وشك ان يهم بالعودة عبر الحديقة حين لاحت له فكرة مروعة سمرته ارضاً.
----------------------------
فقد كان يعرف عادة عمه مع الضيوف الجدد، وهي لاتتغير . العشاء ثم جولة في القصر، واخيراً في مكتبته.. وهناك سيأتي " بالبوم " الصور ويعرض صور العائلة التي سيظهر فيها غويدو بجلاء.
وتأوه بصوت مرتفع، متسائلاً عما فعله في حياته ليستحق هذا. لا يجب ان ترى دولسي هذه الصور مهما كان الثمن.
وتراجع ملتصقاً بالجدار، حتى التقى بباب صغير، يعرف انه لا يستخدم ابداً، ولو استطاع المرور عبره، سيصبح بالقرب من مكتبة عمه.
وكما توقع، كان الباب مقفلاً. ولكن خشبه قديم جداً بحيث ان ضربة واحد ستكسره بسهولة. كان الممر مظلماً جداً، فتعثر اكثر من مرة ، وكاد يقع لكنه التقط نفسه، واحس ان الغبار غطاه، ولكن لم يكن لديه وقت ليقلق على هذا. وأرى نوراً مضاءاً، فالخدم مشغولون في تحضير العشاء، فراح يخطط للمرور من امامه دون ان يراه احد. سار في ممر ضيق، كان في نهايته باب سري يؤدي الى المكتبة.
كانت المكتبة فارغة ومظلمة، لذا اضاء مصباحاً واحد ثم تقدم الى درج المنضدة حيث يحتفظ عمه بمفتاح خزانة الكتب والبومات الصور.
-مكانك!
جاء الصوت من خلفه.. اخذ غويدو نفساً عميقاً، آملاً الا يكون المعدن البارد الذي احس به على اذنه، وما كان يظنه.
-قف واستدر ببطء، ويداك الى الاعلى.
فعل هذا.. ليجد اسوأ مخاوفه تتحقق وهو ينظر الى بندقية طويلة مزدوجة.
***
مع مرور الدقائق دون ظهور الوريث ، بدأت ابتسامة الكونت تتلاشى، الى ان اعلن اخيراً ان العشاء لايمكن ان يتأخر اكثر . ودخل الاربعة الى غرفة الطعام المتسعة المزخرفة، حيث رافق دولسي الى مكان الشرف.
واستعاد فرانسيسكو ذكراياته مع اللايدي هارييت ، سارداً الكثير من الاحداث التي كانت دولسي واثقة انه اما اخترعها او حولها من سيدات اخريات.
قال متفجعاً:" انا على امل ان يتزوج ابناء اخوتي ويواسونني في ايامي الاخيرة.. لكنهم عنيدون وانانيون".
وافق ليو مبتسماً:" انانيون جداً. لدينا فكرة مختلفة عن الزواج".
تنهد فرانسيسكو:" اخشى ان نبقى جميعاً عازبين في هذه العائلة."
سألته دولسي:" وابن اخيك غويدو... هل هو عازب؟"
قال ماركو:" بكل تأكيد هو عازب".
وقال فرانسيسكو:" يجب ان اعتذر لضيفتنا نيابة عن غويدو. ولكن، لاشك عندي انه سيكون هنا قريباً."
ورفع صوته في آخر كلماته، وكأنما يوجه رسالة الى ابن اخيه ليذكره بواجبه.
***
توسل غويدو بتوتر:" ليزا ... ارجوك ابعدي هذا الشيء عني ، دعيني اخذها."
واراح مديرة المنزل من البندقية وساعدها على الجلوس.
قالت بضعف:" انها غير محشوة ظننتك لصاً.. ياللسماء! كدت اقتلك."
-لن تقتليني ببندقية غير محشوة، لكنك كدت تتسببين لي بنوبة قلبية... ولو كنت لصاً، فيماذا كنت تفكرين لتهاجميني هكذا؟ لابد انك كنت تشاهدين الكثير من افلام العصابات.
قالت منتهدة:" اجل ... ظننت ان قليلاً من الاثارة سيكون ممتعاً".
-قليل من الاثارة.. انت بحاجة الى مايعيد اليك وعيك، واذا كنت تريدين الاثارة، بامكانك مساعدتي حتى لايراني احد.
واشار الى الالبومات:" احتاج ان اتخلص من هذه.. لبضع ساعات فقط".
------------------------------------
قالت ليزا :" لكنه يعرضها دائماً على ضيوفه".
-اعرف.. ولهذا اريدها ان تختفي . ولا استطيع شرح الامر ، ليزا.. مستقبلي كله بين يديك، وزواجي ، واولادي، واولاد اولادي، سلالة دم كالفاني كلها لمئة سنة قادمة. واذا لم تساعديني سينتهي كل شيء.. ولن ترغبي في ان يعذب هذا ضميرك .. اليس كذلك؟
-لكنك لن تستطيع فعل شيء هكذا، فإذا وجد الكونت الالبومات مفقودة سيستدعي الشرطة.
شد غويدو شعره:" اذن ... ماذا افعل؟"
-دع الامر لي سيدي.
كان الكونت فرانسيسكو في افضل مزاج، يتحدث عن ماضي البندقية المشرف.. ولو ان دولسي كانت تدرك ان هذا كله مجرد استعراض ، الا انها احست انها وقعت تحت السحر.
قال يشرح لها :" كان الجميع يأتي الى هنا لحضور الكارنفال... انا احدد الكارنفال حسب طريقتي، بحفل راقص مقنع خلال الصيف.. وحفلة هذه السنة ستجري يوم الاربعاء القادم ، واتمنى ان تشرفيني بحضورك.
تمتمت:" لست متأكدة تماماً انني سأكون هنا الاسبوع القادم".
قال بلهفة:" أوه ... لكن لا بد ان تكوني هنا. ولو لتعويضي عن خجلي بالنسبة لهذه الليلة. لا اعرف كيف اعتذر عن عدم حضور غويدو وسوف ابلغه استيائي."
ابتسمت دولسي:" لكنك اعتذرت قبل الآن. يؤسفني انني لم التق به . لكن ، بما ان هذا كان ترتيباً في اللحظة الاخيرة، فلابد انه كان صعباً عليه."
-اشكر قولك هذا . لكن في الاسبوع القادم، سيقدم اعتذاره شخصياً.
ولم يكن هناك مجال لثنيه عن فكرته ، لذا تمتمت دولسي شيئاً مبهماً ومهذباً ، واستسلمت للتمتع بالقصر . . وحين انتهت الجولة شرب الجميع القهوة ، ثم رافقها الرجال الثلاثة إلى المرسى حيث كان المركب ينتظر وكان ليو وماركو يريدان مساعدتها للصعود ، لكن الكونت ابعدهما.
قال بلياقة : " مرافقة اللايدي الجميلة هو امتياز لي . . ليلة سعيدة سينيوريتا ، وأنا آسف لما حصل كنت امل ان اريك الصور لكن لاأعرف كيف اضاعت مدبرة المنزل المفتاح . . ليس من عادتها ارتكاب مثل هذه الغلطة".
قالت دولسي : " سأتطلع شوقاً لرؤيتها في وقت آخر".
- اجل . . حين تأتين إلى حفلة الرقص التنكرية يوم الأربعاء القادم . لا تنسي ، وسيكون غويدو هنا.
- انا حقاً متشوقة لرؤيته.
جلست في مقعدها بارتياح ولوح لها افراد اسرة كالفاني إلى ان ابتعدا عن الأنظار
وقال الكونت : " إنها رائعة".
قال ليو : " لاتتعب نفسك عمي . . لن يجديك ذلك نفعاً ".
- ماذا تعني؟
قال ماركو : " غويدو يقابل امرأة اخرى وتسري اقاويل بأنه قضى الأسبوع الفائت كله معها حتى انه قليلاً ماذهب إلى العمل . . ومتى كان يهمل غويدو عمله؟ اقول لك عمي ، الأمر جدي".
- لماذا لم تقل لي هذا قبل الآن؟
قال ليو : " بدا لنا من الأمان اكثر ان تمر الأمسية اولاً".
سأل فرانسيسكو مجفلاً : " هل عرفتم شيئاً عن هذه المرأة؟".
- عرفنا فقط انه التقاها وهو يقود الغندول.
شخر فرانسيسكو ساخراً : " سائحة . . تبحث عن حب عابر وتستسلم لأي شاب تلتقيه . . لكن اللايدي دولسي امرأة من طبقة رفيعة. وهاهو يهملها من اجل حقيرة! اهو مجنون؟".
-----------------------------------
قال ليو : " بل هو من أسرة كالفاني".
كان القمر مرتفعاً في السماء عندما جلست دولسي تراقب المياه التي تعبرها . كانت المقاهي الصغيرة قرب الماء قد بدأت تفرغ والأنوار تنطفئ امام مراكب الليل فكانت تنقل العشاق في نزهات ليلية تحت الضوء القمر وتحت ناظري سائقي الغندولات لكن دولسي لم تلمح الرجل الذي تسعى اليه وتنهدت تتساءل عما يفعله الآن . ومالذي شغله عنها الليلة ومتى ستقول له وداعاً ؟ ربما سيتصل ليقول كم يفتقدها ويجب ان يراها . . قد يكون هناك رسالة منه في الفندق.
اسرعت إلى الجناح متشوقة لمعرفة اي شيء عنه لكن حين اتصلت بمكتب الاستعلامات لم تجد اي رسالة وجلست تحدق بجهاز الهاتف يائسة.
فجأة احست انها ليست لوحدها كان هناك صوت من غرفة النوم الثانية وبعد لحظة ، انفتح الباب.
وصاحت دولسي : " جيني".
- مرحباً . . تسعدني رؤيتك.
وألقت الشابة ذراعيها حول دولسي في تحية متلهفة
- لكن . . ماذا تفعلين . . اعني لم اكن اعرف انك قادمة.
- فكر والدي اننا قد نستمتع بعطلة قصيرة معاً . ولهذا حجز هذا الجناح . . كي يكون لنا معاً مكان كافٍ.
- وهل قال لك لماذا انا هنا؟
- قال إنك تقومين بأبحاث تسويق له وانا اعرف انه يوسع اعماله دائماً.
ولم يبدُ هذا لجيني مريباً . وادركت دولسي انها لاتعرف شيئاً عن عملها ، لذا لاسبب يدعو ان تفكر بالأسوأ . مع ذلك كان دولسي إحساس رهيب ان الأمور قد بدأت تسوء.
تطلعت جيني الى ثوب السهرة:" تبدين رائعة..أوه.. دولسي.. هل كنت برفقة رجل؟"
-لقد تناولت العشاء مع ثلاثة... ولاواحد منهم كان الذي اريده..
قالت جيني بحكمة:" ثلاثة؟ اظن ان واحد يكفي اذا كان من تريدينه أوه دولسي، كم انا مسرورة... تسعدني رؤيته مجدداً.
اجفلت دولسي:" من؟"
-حين وصلت، اتصلت بفيدي فوراً من المطار. وجاء ليأخذني، وقال انه اشتاق الي كثيرا، ثم..
حاولت دولسي تجاهل القضبة الباردة التي امسكت معدتها، وقالت:" مهلك لحظة.. هل كنت مع فيدي هذا المساء؟"
-طبعا.. ومن غيره.. لم يكن قادراً في البداية..
-لكنه غير مواعيده.
واشتعلت عينا دولسي.
-اعتقد هذا.. لم أسأل. ماهمّني ما دمنا معاً؟
هكذا إذن.. كان مع جيني.. وغلت دولسي في داخلها. انه يخدعهما معاً..
وسارت دولسي نحو الباب، فنادتها جيني:" الى اين انت ذاهبة؟"
ردت من فوق كتفها:" الى اي مكان"
ما ان خرجت من الفندق حتى دخلت في متاهة متشابكة من الشوارع الصغيرة المعتمة. كانت تسير على غير هدى، ماقالته جيني لتوها كشف امر ذاك المخادع. يالهي! لطالما رددت على نفسها ان تبقى حذرة والا تثق به تماماً... لكن يبدو انها وقعت تحت سحره.
كان الظلام دامساً في الازقة. وكان من السهل البقاء بعيداً عن الانظار. مر ثنائي بقربها ، فسمعتهما يتكلمان بصوت خافت مفعهم بالمشاعر ثم تلاشيا في الصمت.
---------------------------------
هذه مدينة العشاق.. ولقد رمت نفسها في فخها مثل فتاة غرّة لاتعرف شيئاً... غبية! غبية!
وفكرت بتحد: استحق هذا.. سأكون اكثر حكمة في المرة القادمة.
لكن لن يكون هناك مرة قادمة.. قد يكون هناك علاقات اخرى، لكن لن تشعر ابداً بالسعادة والامان اللذين احست بهما وهو يعتني بها. كل هذا وهم، وهذا اكثر ما كان يؤلمها.
من مكانه المميز في مقهى على ضفاف المياة ، تمكن غويدو من رؤية دولسي تغادر قصر" كالفاني"
ترك نصف ساعة تمر قبل ان يعود الى المنزل..
كل شيء جيد حتى الآن. لكن هل ذهبت خطته ادراج الرياح؟ لقد وعدته ليزا ان تخفي مفتاح الخزانة، لكن لنفرض ان عمه كان لديه مفتاح آخر، وتمكن من اخراج صور العائلة؟ عندئذ ستتعرف اليه دولسي.. وتقول اسمه وستحدث مشاجرة... وسينفجر ليو وماركو بالضحك... وها هو الآن يتجه الى مشاجرة اخرى.
-ها انت ايها النذل!
وتردد صدى الصوت في الردهة الرخامية الطويلة، وتبعه فرانسيسكو بوجه كالعاصفة . ثم ليو وماركو المصممان على الا يفوتهما المرح.
-عمي استطيع ان اشرح..
-بالتأكيد يجب ان تشرح.. ليس لي بل لتلك اللايدي الشابة الفاتنة .
طريقة معامتلتك لها امر بغيض.
قال غويدو بحذر :" هذا يتوقف على نظرتك للامور".
وصمت فرانسيسكو قليلاً ثم اشار الى مكتبته:" اتبعني الى هنا."
وصدم غويدو مترقباً الشر.
لم تكشف المكتبة عن شيء. كانت فناجين القهوة تدل على ان الجميع امضى وقتاً هناك. لكن الكونت اخذ موقعه امام خزانة الكتب ليخفي محتوياتها.
وقال الكونت بصوت مهيب:" انها لايدي، اتعرف هذا؟ وتصرفت وكأنها لاتزيد عن.. عن .. حسن جداً، لا اعرف ماذا اقول!"
وفكر غويدو :" اتمنى لو تقول المزيد... فلربما اصبح لدي فكرة".
تابع فرانسيسكو:" لقد تصرفت بكل لباقة مع انها كان يجب ان تعلقك في اعلى عمود انارة بعدما حدث الليلة".
سأل غويدو:" وماذا حدث الليلة... بالضبط؟"
-اتسألني هذا؟
-اجل.. اسألك فعلاً.. وانتما الاثنان..
واستدار غويدو نحو ليو وماركو:" توقفا عن الضحك والا سأجلدكما."
هل رأت الصور ام لم ترها؟ اذا لم يعرف قريباً سيصاب بانهيار عصبي.
ودخلت ليزا كالشبح:" عذراً ايها السادة."
وبدأت تجمع الفناجين وعندما مرت امام غويدو، وأمأت له بعلامة انتصار سريعة، فاسترخى، لكن قليلاً فقط.
-انا آسف حول هذه الليلة لكن شيئاً طرأ..
قال فرانسيسكو بوقار مهيب:" لايدي دولسي كانت خائبة كثيراً بالطبع، لانها لم تلتق بك... وطلبت مني ان اقول لك هذا!"
-حقاً؟
-اكدت لها انك ستكون موجوداً في الحفلة التنكرية، وقالت انها تتشوق لهذا اللقاء... واكدت ان هذا يعني الكثير لها.
في لهفته لجمع دولسي وغويدو، كان الكونت يبالغ قليلاً ويعطي لكلام دولسي ابعاداً لم تقصدها مطلقاً.. وبالنسبة لغويدو، الذي كانت اعصابه ثائرة، بدت الكلمات منذرة بشر. واضح ان دولسي اكتشفت الحقيقة.. لكن بدلاً من مواجهته، ابقت غضبها مكبوتاً للمرة القادمة وهذه هي رسالتها لاعلان اقترب الكارثة.
-أوه.. اعتقد ربما.. اعذرني عمي... فشيء آخر قد استجد وخرج ممن الغرفة بأسرع وقت ممكن.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:25 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- القدر

كانت المسافة الى فندق فيتوريو تبلغ ميلاً، اذا كان المرء يعرف الشوراع الخلفية جيداً. سلك غويدو طريقاً مختصرة قادته عبر منزل صديقه انريكو، حيث احتسى القهوة بسرعة قبل ان يختفي مجدداً.

قبل وصوله الى الفندق ببضع دقائق، وجد نفسه الى جانب قناة صغيرة... واذ كان مسرعاً، كاد يصطدم بامرأة قادمة من الجهة الاخرى.

-انا آسف جداً.. دولسي! انا..

لكن وجهها قال له الاسوأ، وكلماتها اكدت هذا :" انت احطّ المنحطين".

-لو استطعت فقط ان اشرح..

-ماذا هناك لتشرح؟ انك مخادع، وانني اعرف كل شيء؟

-يالهي! لقد رأيتها إذن..

-رأيت ماذا؟

شد شعره:" ما كنت اريد لهذا ان يحدث..."

-اذن لماذا فعلته؟ أوه.. بالطبع، لم تقصد ان يكتشف امرك. واعتقد انك ظننت انني لن اكتشف حقيقتك...

-كنت سأقول لك بنفسي.. اقسم بذلك.

-وهل سيصلح هذا الامور؟

-بالطبع لا.. لكن.. لو استطعت ان اجعلك تفهمين كيف حدث هذا. كانت حادثة، واعرف انه كان يجب ان اقول لك كل شيء منذ البداية.. لكن هل يهم هذا حقاً..

----------------------------------

-هل يهم..؟ انا لا اصدق انك قلت هذا. كان يجب ان اعرف حين تخليت عني الليلة، واعطيتني عذراً واهياً.. في الواقع ليس بعذر ابداً. شيء ما استجد! اما كان يمكن ان تفكر بشيء افضل من هذا؟

اعترف:" لم استطع التفكير بأي شيء، لكنك الآن عرفت، الايمكن ان نبدأ من جديد؟"

-لست اصدق ما اسمعه لايمكن ان تكون مراوغاً وعديم الضمير الى هذا الحد...

-عزيزتي. ارجوك.. اعرف انني لست على قدر المقام.. لكنني سأكون. اقسم لك . هل فعلت شيئاً رهيباً الى هذا الحد؟

-لاجدوى من قول المزيد.. ليلة سعيدة .. وداعاً.

في لهفته امسك كتفيها:" لايجب ان تذهبي الآن."

-لا اريد ان ابقى.. وارجوك... اتركني.

-لا استطيع ان تركك تذهبين.

-ابعد يديك عني.

توسل:" بضع دقائق اخرى"

-اي نوع من الاغبياء تظنني؟ اتركني.

وحاولت الاندفاع في طريقها لتتجاوزه، لكنه انزل يديه الى خصرها وقربها منه، وقال بحزم:" سأتركك.. بعد ان اشرح لك هذا."

حاولت التخلص منه.. فهذا النوع من الشرح خطير جداً. لكن ذراعيه كانتا قويتين كالفولاذ، وكان حياته تعتمد على مايفعل، وكأنه يخشى الا تتاح له الفرصة مجدداً. عانقها بقوة لم يستعملها معها من قبل. فشعرت بالاثارة تتسلل في جسمها، ولم يعد قلبها، ولا مشاعرها، تهتم بالتحذير الذي يطلقه رأسها.. فقلبها كان يريده، يريد ما يحدث الآن ويريد ان يستمر.

تمكنت من ابعاد نفسها قليلاً، وقالت شاهقة:" دعني.."

اجابها:" لا اسطيع.. اخاف لاجدك مرة اخرى.. ولن اخاطر بهذا."

-لقد فقدتني وانتهى الامر، ولم اكن يوماً لك..

قاومت هذا الاغواء منذ اللحظة التي قابلته فيها.. وها هو الآن يجبرها ان تشعر به في وقت جاء فيه لتوه عند جيني.

التفكير بجيني اعطاها الشجاعة لتحرر نفسها. وتراجع خطوة الى الوراء، ليحتفظ بتوازنه وهي تدفعه عنها، ولم يدرك اي منهما انهما كانا يقفان قريبا جداً من الماء، الى ان تعثر ووقع صارخاً.

وكان اهل البندقية يعيشون في الماء وخارجه منذ نعومة اظافرهم..وان يقع واحد منهم في القتاة ليس امراً عظيماً.. ابقى غويدو فمه مقفلاً بشدة الى ان خرج الى سطح الماء. ثم مسح عينيه ونظر حوله باحثاً عن سلم، لكنه لم يجد شيئاً على بعد النظر، وبما ان المد كان منخفضاً، فقد كانت حجارة الضفة عالية جداً ليتسلقها.

مد يده منادياً:" ساعديني على الخروج".

وكانت دولسي قد ركعت على ركبة واحدة تنظر اليه بلهفة:" هل تأذيت؟".

-لا.. لكنني مبلل ، ساعديني على الخروج.

-ولماذا اساعدك؟ تستطيع السباحة!

-بالتأكيد ، فأنا سباح ماهر...

-جيد.. اسبح اذن لتعود الى بيتك.

ووقفت على قدميها واستدارت بعيداً.

-عزيزتي!

وامام عينيه المذعورتين اختفت في الظلام، وتركته يتخبط في الماء. ولزمها ساعة سير اخرى قبل ان تستوعب فعلاً ما جرى معها، ياله من شخص بغيض خائن! لكنها كانت تعرف هذا. فقد اتت الى هنا لاثباته، والآن فعلت هذا وكسبت اجرها، وهي سعيدة جداً، لكن الاحساس بذراعيه حولها كان لايزال يقول لها انها تكذب على نفسها.

--------------------------------

عادت الى الجناح الامبراطوري، وقد صممت ان تحذر جيني. لقد انتظرت طويلاً.. وبحزم دقت باب غرفة نوم جيني.

ونادت:" احتاج ان اكلمك".

جاء صوت جيني من الداخل:" الايمكن الانتظار حتى الصباح؟"

-لا انه امر مهم.

وتناهى الى مسمعها صوت رجل، ففتحت الباب.. وراحت تفكر في انه لم يخدعها فقط بل سارع ليعود الى هنا بعد مقابلتهما قرب القناة.

قالت جيني باحتجاج:" هذا حقاً ليس الوقت المناسب."

وخطت الى الداخل، فرأت رجلاً لم تره يوماً في حياتها... او ربما راته في مكان ما، الا انها لاتذكر اين.

قالت جيني بصوت منخفض:" هذا فيدي".

حدقت دولسي به :" هذا؟ انه ليس فيدي."

قال الشاب محرجاً:" بلى.. انا فيدي."

ثم مد لها يده :" انا فيدريكو لوتشي. كيف حالك؟"

قال بصوت ذاهل:" سيئة جداً. في الواقع، اعتقد انني سأجن . اذا كنت انت فيدي، فمن هو الرجل الذي رميته لتوي في القناة؟"

وحدق الاثنان بها.

استدرات دولسي فجأة وذهبت لتقف قرب النافذة تنظر الى الخارج... وكانت ابعد عن التفكير، وابعد عن الاحساس تقريباً. في اعماق عذاباتها كان هناك شيء مدفون قد ينلقب الى سعادة. لكن الوقت مازال مبكراً جداً لتعرف.

في الصورة التي اراها روسكو اياها، كان هناك رجلان، احدهما يلعب على الماندولين ويغني لجيني ... ومن الطبيعي ان نفترض انه فيدي. والرجل الآخر، الجالس خلفهما كان يتمتع بوجه طفولي.. ولم يخطر لها ... او لرسكو انه قديكون فيدي.

ومع ذلك يبدو الآن انه هو.

إذن ، من...؟

استعادت جيني رباطة جأشها اولاً. سألت :" ماذا تعني؟ لماذا كنت تتجولين وترمين الناس في الاقنية؟"

ردت دولسي بجنون:" لانه يستحق هذا .... لانه اوه... لا.... هذا لايمكن."

قال فيدي بلطف:" ربما بقيت لوقت طويل في الشمس؟"

اعترفت دولسي:" اجل ... هذا صحيح. لقد كنت ضعيفة جداً ... واعتنى بي. لكنني ظننته انت.. لقد كان يرتدي قميصك.. على الاقل كان اسمك عليه... ويجذف بالغندول.."

قال:" يبدو ان هذا غويدو".

وصدمها الاسم . كانت تسمع عن غويدو طوال الامسية.

- غويدو من؟

-غويدو كالفاني. انه صديقي منذ كنا في المدرسة. وفي احد الايام سيصبح كونتا. لكن ما يعجبه حقاً هو التجذيف في الغندول. لذا ادعه يستعيره، لكنه مضطر ان يدعي انه انا لأن ليس لديه ترخيص.

سارعت دولسي الى اخراج الصورة من حقيبة يدها.

-هل هذا هو؟ الذي يعزف الماندولين؟

قالت جيني:" هذا هو غويدو... لقد كان صديقاً لفيدي ولي. حين جئت في المرة الاولى الى البندقية، كان يقوم بعمل فيدي كي نكون معاً."

قال فيدي:" كنا نعلم ان احد يتعقبنا. لذا كنا نخرج احياناً معاً لنربك والدها."

-لقد اربكتماه بما يكفي.

وجلست دولسي فجأة

نظرت جيني الى دولسي نظرة متسائلة:" لكن ، كيف حصلت على هذه الصورة؟"

--------------------------------

قالت دولسي على مضض:" لقد اعطاني اياها والدك.. كان يلاحقكما آخر مرة هنا. وظن ان فيدي .. حسناً.."

قال فيدي بسخرية :" صائد ثروات."

-اخشى هذا ، لكن كان الامر اكثر سوءاً.يبدو انه خلط تماماً بينك وبين غويدو،ويعتقد انك تدعي انك وريث لقب.:"

وتذكرت جيني:" هذا ما كان غويدو يقوله لي حين التقطت تلك الصورة."

قال فيدي:" لا .. لقد التقطها احد المصورين المتجولين ليبيعها الى السواح, واعرف هذا لانني اشتريت نسخة منها، ويبدو ان واحدة وصلت الى الكونت، وعم غويدو، وتسبب له بوقت عصيب بسببها. ولا بد ان جاسوس السنيور هاريسون اشترى نسخة ايضاً، وحمل اليه قصة مشوهة عما استرق السمع اليه."

نظرت جيني الى دولسي بفضول:" لكن لماذا اعطاك ابي هذه الصورة؟"

ردت دولسي بمرارة:" الايمكن ان تخمني؟ لقد ارسلني الى هنا لاجد فيدي واوقع به."

-كيف؟

-بأن ادعي انني ثرية، واشغل اهتمامه عنك. ولا اعرف ماذا كان حقاً ارستقراطياً ، كما يدعي.

قال فيدي بارتباك:" لكنني لست هكذا، ولم ادّعِ يوماً .. انه غويدو."

-اعرف هذا الآن. كان من المفترض ان امثل دوراً على غويدو ... فيدي.. وابعثر مالي.. مال روسكو ... ثم اريك انه غير مخلص، وانه يجري وراء المال.. انا تحري خاص جيني.

-انت... ماذا؟

- لقد استخدمني والدك "لافتح عينيك" ويبدو انه هو الاعمى..أوه جيني انا آسفة جداً.. كنت اظن انني سأنقذك من مخادع، لكنني فهمت الامر بشكل خاطئ.

وحضرت نفسها لمواجهة الصدمة وخيبة الامل في عيني جيني. لكن جيني هزت كتفيها ونظرت الى فيدي، وبعد لحظة كانا بين احضان بعضهما.

وفهمت دولسي ان جيني حصلت على حب حياتها، ولايهمها اي شيء آخر.

وسألت جيني وهي في احضان فيدي :" اتعنين انك كنت تتملقين الرجل الخاطئ بمعسول الكلام طوال هذا الاسبوع؟"

ردت دولسي متصلبة :" شيء من هذا القبيل".

وانطلقت جيني بضحكة مختنقة، وانضم اليها فيدي بعد لحظة، فابتسمت دولسي ابتسامة ضعيفة، وقالت:" ليس الامر مضحكاً .. لقد كان يخدعني."

-حسنا.. كنت تخدعينه كذلك.

ردت دولسي بحزم:" لكنني لم اعرف باللقب . لقد كنت في منزله.. انه في حي سكني وليس..."

واكمل فيدي لها:" وليس ما تتزقعينه من كونت المستقبل،وهذا ما يعجب غويدو . في الواقع انه رجل ثري جداً . لقد اسس عملاً خاصاً به ويملك مصنعين احدهما لصنع الزجاج، والاخر يصنع كل انواع التذكارات للسواح، والفساتين المزخرفة، والصور، افلام الفيديو.."

وسألت دولسي بصوت غريب:" والاقنعة؟"

-اوه اجل.. الاقنعة . انها من اختصاصه.. حتى انه يصمم بعضاً منها لنفسه.. لكنه في معظم الاحوال رجل اعمال ناجح. منزله الرسمي هو قصر كالفاني، لكنه يستبقي تلك الشقة الصغيرة كملاذ له. وبالطبع، هي مكان جيد لاستقبال السيدات اللواتي لايريد ان يعرف عمه بهن..

-----------------------------

وصمت بعد ان ركلته جيني..

قالت دولسي بارتباك:" شكراً لك .. لقد فهمت."

قالت جيني :" من المؤسف انك لم تلتقي بالرجل المناسب".

اجفل فيدي:" عفواً..؟ اتريدين ان تطاردني النساء؟"

قالت بمحبة:" هذا فقط لانني اعرف انك مخلص لي حبيبي . اذن، تستطيع دولسي تسوية الامور كلها مع ابي."

قالت دولسي:" لست واثقه من ذلك. انه يريدك ان تتزوجي من رجل ثري، او صاحب لقب، ويفضل الاثنين معاً."

قالت جيني:" وانا كل ما اريده هو فيدي، ولايهمني لو حرمني من امواله.. انا فوق السن القانونية، ولست مضطرة لطاعته. الا انني لا اريد الانفصال عنه.. انه عنيد بشكل رهيب... ما ان يصمم على شيء حتى يشعر انه ملزم بالامر الى الابد وانا كل ما لديه.. واذا انفصلنا ، فلن يرى احفاده وستكون له حياة بائسة قاتمة في شيخوخته".

قالت دولسي:" انه مصمم على ان ينفذ مايريد في هذه المسألة."

وبدا وجه جيني للحظة كوجه روسكو:" وانا كذلك ، لذا يجب ان تفكربشيء لكن دعونا نفعل هذا في الصباح."

وتثاءبت.

قالت دولسي:" الصباح يكاد يطلع.

قالت جيني بحزم:" ليلة سعيدة دولسي. يجب ان تستريحي قليلاً ".

ولم تستطع دولسي سوى ان تذهب الى غرفتها وتخلع ملابسها، وتحاول ان تصل الى وفاق مع افكارها المضطربة. جزء منها كان غاضباً من غويدو... فهذا كله غلطته لادعائه انه فيدي وهو يعرف انه ليس كذلك. لكن جزءاً منها كان سعيداً، لانه لم يكن مخادعاً عديم الاحساس.

فقد اولاها الكثير من العناية عندما كانت مريضة ولم يحاول مطلقاً استغلالها.

وغاص قلبها قليلاً وهي تفكر في مافعلته. لكنهما خدعا بعضهما، فهل يمكن ان يضعا هذا خلفهما.؟

لقد كتمت مشاعرها. اما الآن فلا شيء يمنعها من الاعتراف بحبها.

وسيعود العالم الى الاشراق مجدداً. سبحت دولسي في احلامها الى ان غاصت في نوم عميق دام حتى الساعة التاسعة من الصباح التالي..

استحمت وارتدت ملابسها بسرعة، وبينما همت بمغادرة غرفة نومها، رأت الفطور حاضراً على الشرفة وفيدي وجيني جالسين هناك يشربان القهوة.

قالت جيني برضى:" اليس صباحاً رائعاً؟ انا سعيدة لدرجة الموت".

قال فيدي بلباقة:" اذن .. ساموت معك."

قالت دولسي :" سنموت جميعاً اذا عرف روسكو بهذا."

لكنها كذلك كانت سعيدة، فغويدو رجل حر ، والشعور الرقيق الذي نشأبينهما على مر الايام القليلة الماضية، كان حباً. كما انها حرة الآن لتطلق العنان لمشاعرها لو انها فقط تستطيع ان تراه قريباً.

وتعالى قرع الباب.

قالت جيني:" لقد طلبت لك القهوة."

قالت دولسي:" شكراً... سافتح الباب."

اتجهت الى الباب الخارجي وكان من الواضح ان من يقرع عديم الصبر. فتحت دولسي الباب.. ورأت غويدو.

قفز قلبها فرحاً عند رؤيته. اما هو ، فدخل بحذر وكأنه يتوقع ان تصب عليه الزيت المغلي.

سأل متفحصاً وجهها المبتسم:" اما زلت غاضبة مني؟"

-وهل يجب ان اكون؟

-حسناً، لقد كنت غاضبة جداً ليلة امس، واذكر هذا لانك رميتني في الماء.

--------------------------------

-انا لم ارمك... انت وقعت.

-ولم تساعديني على الخروج.

-تستطيع ان تسبح.

-كنت مضطراً . وفي النهاية التقطني مركب يحمل النفايات ووصلت الى البيت برائحة كريهة هربت منها قطط الازقة.

ضحكت، فاضاف:" ليس الامر مضحكاً."

-بلى ... انه مضحك.

رد ساخراً:" اجل... اعتقد هذا.. حين استيقظت اليوم عرفت انني يجب ان اراك واشرح لك. واحاول ان اجعلك تفهمين كيف حدث كل شيء ... لكن الآن.. كل ما يهم هو..."

واستغرق في النظر الى وجهها.

-... كل ما يهم ... عانقيني حبيبتي... عانقيني!

وشدها اليه في اللحظة التي فتحت فيها ذراعيها له. وعرفت كم كانت تشتاق للاحساس بذراعيه حولها. كانت تتظاهر ان شوقها لم يكن حقيقياً، لكن في سرها كانت تريد بشدة ان يعانقها.

تمتم:"لقد اردت ان افعل هذا دائماً. وعرفت منذ اول لحظة انك انت.. وانت عرفت هذا ايضاً، اليس كذلك؟"

همست مذهولة:" لا اعرف ماذا عرفت؟"

قبل شعرها :" بل عرفت ... لابد انك عرفت.."

وقلبها مجدداً:" سنمضي كل حياتنا معاً ".

بالكاد صدقت ماسمعت :" كل حياتنا...؟"

كان كل شيء يجري بسرعة.

-سنوات وسنوات سأقضيها وانا اقبلك واحبك بكل طريقة ممكنة واحصل على اولاد وسيمين منك.

ارجعها الى الوراء وامسك رأسها بين يديه، ولم تستطع فيما بعد ابداً ان تنسى منظر وجهه السعيد، المشتعل بالحب. وعاش هذا في رأسها كنقيض رهيب لما تلاه.

قال بجنون:" قولي لي حبيبتي .. هل تؤمنين بالقدر؟"

-حسناً ... انا...

-لقد كان القدر... اليس كذلك؟ وهو الذي جمعنا معاً.. القدر هو الذي جعل حذاءك يقع في قاربي.

بدأت تشعر بالخطر، وقالت:" ليس بالضبط."

سأل وقد اتسعت عيناه:" الم يكن حادثاً؟"

وانفجر فجأة بضحك مرح:" رأيتني من الجسر ، وقلت لنفسك" يجب ان احصل على هذا الشاب الوسيم" فرميت الحذاء للفت انتباهي... اوه عزيزتي . قولي ان هذا صحيح، فكري بما قد يفعل هذا بغروري بنفسي."

بدأت ترواغ لكسب الوقت:" غرورك كبير بما يكفي من دون مساعدتي... هذا الشاب الوسيم ... حقاً!"

-ليلة امس وانت غاضبة ، ظننت ان حياتي انتهت، لانك هكذا بالنسبة لي ... حياتي."

-لكنك لاتعرفني..

-عرفتك منذ اللحظة الاولى. وعرفت انك طيبة القلب وستساميحنني على خداعي البريء لانك عرفت ان نواياي سليمة. لكن قولي لي ، كيف عرفت؟ كنت سأسألك ليلة امس، لكنك رميتني في الماء.

وتحول من الجد الى التهريج في لمح البصر. وبالكاد استطاعت دولسي ان تجاريه.

-انا لا الومك لانك اغرقتني.

وسارع ليضيف:" حين اكتشفت من انا وانني لست من كنت تظنين.. كيف عرفت على اي حال؟"

-لم اكن اعرف...

-اذن... لماذا كنت غاضبة مني؟ انا لست رجلاً صعب المراس ياعزيزتي، لكن حين يرميني احد في القناة يجب ان اعرف لماذا؟.

--------------------------------

وجدت مرحه لا يقاوم، وسألت:" وهل يهم؟ اعتقد ان البندقية مليئة بمن يرغب في رميك في القناة."

-هذامؤكد، لكنهم عادة يكبحون انفسهم .

كيف ستكون الحياة مع هذا الرجل المجنون الفاتن؟ لو انها فقط تستطيع تخطي المصاعب التي ستواجهها.

قالت بسرعة:" اسمع.. لدي شيء اقوله لك."

-قولي لي انك تحبينني.. قولي لي هذا اولاً واخيراً، ولن اهتم لشيء آخر. انت تحبينني ... اليس كذلك؟

-اجل .. اجل.. احبك . لكن استمع الي، انه امر مهم...

-لاشيء مهم سوى اننا وجدنا بعضنا.. عانقيني... الآن ودائماً ...

وعادت الى مابين ذراعيه مجدداً، واسكت كلماتها المضطربة. كان العناق هذه المرة مختلفاً ، وكان اعترافها بالحب انعشه... قبلاً، كان عناقه مضطرباً، حذراً، يطالبها بالاستجابة. اما الآن فهو رجل يعرف انه محبوب، وكان هذا واضحاً في ذراعيه المتملكتين.. وستقول له كل شيء بعد لحظة، كما وعدت نفسها، لكن لمجرد لحظة.. ولحظة اخرى..

وجاء النداء من الغرفة المجاورة:" هل هذه هي القهوة؟"

تنهد غويدو:" اللعنة على كل من يقاطعنا. يجب ان ندخل ونكون مهذبين عزيزتي.. لكن، قريباً يجب ان نكون لوحدنا."

وجاء نداء آخر من الداخل، فتركها غويدو على مضض.

وهمس :" فيما بعد."

ودخل يبحث عن صاحب الصوت:" ماذا تفعل هنا بحق الشيطان؟ وجيني! رائع ان اراك مرة اخرى."

لحقت دولسي به الى الغرفة الرئيسية، لتجده يعانق جيني ضاحكاً.

ونظر الى جيني ثم دولسي:" انتما تعرفان بعضكما؟."

قالت دولسي بسرعة:" قليلاً فقط."

قال فيدي :" غويدو ، ياصديقي. كنت سأتصل بك واطلب مساعدتك."

-لكنكما لاتبدوان بحاجة الى مساعدتي.. فأنا لم ار في حياتي حيبيبن بهذه السعادة.

-لكن والد جيني يريد تحطيمنا. حتى انه استخدم تحرياً خاصاً ليقتفي اثرنا ويشهر بي.

بدأ غويدو مشمئزاً للفكرة:" تحر خاص؟ اي نوع من البشر يلجأ الى مثل هذا العمل القذر التافه؟ مع ذلك ، فأي ضرر يسيتطع فعله لك؟"

ساد صمت مربك.. واخذت دولسي نفساً عميقاً، وقالت:" التحري ليس رجلاً.. بل امرأة.. وهي انا."

واستدار غويدو ببطء لينظر اليها..

&&&


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 04:26 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- خداع...

سأل غويدو بهدوء:" ماذا قلت.؟"

ولزم دولسي كل شجاعتها لترد:" انا التحري الخاص."

-انت؟

وبدا كأنه لايعرف معنى الكلمة.

قال فيدي بلهفة:" لكن دولسي الآن الى جانبنا. لذلك كل شيء على مايرام.. وسوف تساعدنا."

قالت دولسي:" لا اعرف اذا كان روسكو سيصغي الي.. لكنني سأقوم بكل مافي وسعي."

كان غويدو ينظر اليها باستغراب، لكنه كان لايزال هادئاً.. ربما لم يفهم تماماً بعد او ربما لايريد ان يفهم.

وكرر ببطء ، وبالطريقة الغريبة ذاتها:" انت.. تحرية خاصة؟"

وكأنه يحاول فهم اصوات لامعنى لها.

-اجل.

-وجئت الى هنا كي..؟"

-كان روسكو قلقاً على ابنته.. وفهم الامور بشكل خاطئ. ويعتقد ان فيدي يدعي انه انت.

ضحك فيدي:" اتتصور هذا؟ كونت ! ارسل دولسي لتجدني وتغويني لابتعد عن جيني. وكأن احداً يستطيع هذا . والمضحك انها ظنتك انا!."

قال غويدو بخفة:" وهكذا استهدفتني بدلاً منك.. اجل انها نكتة ممتازة."

وخبا اللمعان من عينيه، بل من كل كيانه:" اذن هذا ماكان الامر عليه."

تحركت جيني بقلق للنبرة التي سمعتها في صوت غويدو. وكان فيدي ببراءة يحاول ان يشرح لغويدو دون ان يفهم مايعنيه هذا . وحاولت جيني لفت اهتمامه لكنه كان غافلاً تماماً.. وقال بوقاحة:" ليس هناك الكثيرين ممن يستطيعون خداعك غويدو".

رد غويدو على الفور:" حتى اليوم، كنت استطيع القول ان لا احد يخدعني".

ورفع يد دولسي الى شفتيه:" أهنئك آنستي.. لقد كان تخفياً رائعاً، لعبته حتى النهاية باقناع مكتمل."

قال فيدي:" لقد نلت منه دولسي.. وعلى احد ان يمنحك ميدالية".

قال غويدو بهدوء:" سيكون هذا امتيازاً لي".

ولم يكن في عينيه غضب او ادانة، بل نظرة حيرة، وكأنه يتساءل كيف ان العالم تغير في لحظة. وغرزت دولسي اظافرها في راحة يدها. لو انها فقط استطاعت ان تشرح له على طريقتها..

قالت بحذر:" ربما يجب ان تنتظر لتسمع القصة كلها، فهناك امور كثيرة لا تعرفها.. ويجب ان اشرحها لك..."

-لايمكن للمرء ان يعرف كل شيء.. انما مايكفي ليكون مهماً..

وكان صعباً عليها ان ترد. ابتسم لجيني ابتسامة مطمئنة، وقال:"إذن لدينا مشكلة، ويجب ان نحلها، وهذا كل شيء، على الأقل تستطيعين القول لوالدك ان فيدي لم يدّع ادعاءً كاذباً، وهذا ما سيرضيه."

قالت جيني:" انت لا تعرف ابي، حين يكره شخصاً.. ينتهي الامر."

قال فيدي متجهماً:" وفقري هو الذي يزعجه، وحين يعرف الحقيقة، سيرغب ان تتزوج جيني منك انت، وتكون كونتيسة."

-----------------------------------

قال غويدو بخفة:" لاتقلق ..سأقول انني سأتنسّك. فالحب معقد جداً بالنسبة لي."

واستدار الى دولسي:" اذن ، جئت الى هنا لتخدعينا... فهل ستقولين لنا اسمك الحقيقي؟"

قالت:" كنت استخدم اسمي الحقيقي..."

واضافت بصوت هامس:" على عكس بعض الناس."

احمر وجهه، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، وسألها:" وماذا في الاسم؟ لبست الحقيقة دائماً فيه."

-لا ... الافعال مهمة ايضاً. فبعض الناس يدعون انهم يعيشون نوعاً من الحياة بينما يعيشون نوعاً آخر.

ارتفع حاجباه:" تتكلمين معي عن الادعاء؟"

واسكتها هذا.

سأل فيدي بلهفة:" هل فكرت بشيء ما؟"

وبخه غويدو:" كن صبوراً. لقد اكتشفت لتوي كيف تجري الامور."

واحس برجفة، ولو ان وجهه كان لايزال مبتسماً.

-حتى عبقري مثلي لايمكن ان يفكر بسرعة كبيرة.

قال فيدي:" لاجدوى.. لايمكن فعل شيء".

قال غويدو:" لماذا لا نسأل دولسي؟ على اي حال ، الخداع هو مهنتها.. وتقوم به بشكل مدهش."

قالت بعجل:" لا.. انه خداع البندقية، ومواهبي لاتمتد الى هذا الحد."

اكد لها غويدو بهدوء:" انت تقللين من قدر نفسك آنستي. فلديك موهبة البندقية في التخفي، وهذه المهارة عظيمة... معظم الغرباء عن البندقية لايملكونها... وانت كما اعتقد ، ولدت معها."

التقت بعينيه متحدية:" بالعكس سيدي."

اذا كانت هذه هي اللعبة التي يريد ان يلعبها ، فهي ايضاً تستطيع اعطاء افضل مالديها.

-لقد نسيت انني مؤخراً كنت اخذ دروساً على يد استاذ ماهر في هذا المجال.

تمتم بصوت منخفض لم يسمعه سواها : " وانا كذلك . . انا الذي ظننت ان لاشيء اتعلمه بعد ، وجدت شيئاً مختلفاً".

ردت متمتمة: " الحياة مليئة بأمور غير متوقعة . وقد يكون الناس اكثر براءة مما يبدو عليهم".

اجابها بخبث: " قد يكون الناس مختلفين تماماً عما يظهر عليهم".

هزت رأسها: " لايجدر بالمرء ان يثق بمن يقون بالالأعيب".

هز كتفيه: " يمكن قول هذا عن الجميع".

- لا . . . فالبعض يبحث عن لقمة عيشه.

وبدا متأثراً: " آه . . اجل . حين يقوم بعمله لأجل المال يكون هذا فضيلة . . أليس كذلك؟".

والتقت عيناها بعينيه ، ووجدت فيهما شيئاً غير متوقع . . كان غاضباً، لكنه كذلك مجروح . فهذا الموقف فاجأه.

بعد لحظة وقف ، وقبل خد جيني وصافح فيدي وقال بابتهاج:" بارككما الله . . انا سعيد لكما . . ولا تقلقا . . سأفكر بشيء . . وانت آنستي . .".

واستدار إلى دولسي : " كان من دواعي سروري التحدث إليك . .لكنني الآن يجب ان اذهب. فقد كنت اهمل عملي كثيراً مؤخراً والآن هناك الكثير من العمل ينتظرني ، وهذا ماسيشغلني لبعض الوقت".

وغادر دون انتظار الرد لكن لم يكن لديها ماتقوله وماذا تستطيع القول لرجل يريد ان يبتعد عنها؟

* * *

في معمل غويدو للتذكارات على جزيرة مورانو ، احس موظفو المعمل بالقلق فلعدة ايام غاب رب عملهم دون سابق إنذار. .

------------------------------------

وتسببت عودته بارتياح عام ، سرعان ماتحول إلى دهشة فقد كان غويدو دائماً يدير عمله بروح مرحة لكنه لم يعد هكذا بل اصبح يعطي الأوامر بوقار ، وبرود ، وبحزم كمن ليس لديه وقت يضيعه.

لزم دولسي يوماً كاملاً لاقتفاء اثره . وعندما بلغت المصنع ، كانت تخشى ان يكون الجميع هناك يعرف من هي ولماذا هي هنا لكن الشاب الذي كان على المدخل دلها على الطابق الأعلى دون معارضة.

في الطابق العلوي ، وجدت مكتب غويدو الزجاجي ، رأته جالساً وراء مكتبه يتحدث إلى رجل متوسط العمر . ورآها الرجل ، فتكلم مع غويدو ليجعله يرفع نظره.

واجفلها وجهه . كان متعباً ، كأنه لم ينم منذ مدة طويلة ونسي كيف يبتسم . ونظر في اتجاهها ، ثم اشاح بوجهه بعيداً ، وللحظة رهيبة ظنته سيرفض رؤيتها ولكنه هز رأسه وأشار إلى احدهم ليرشدها إلى الداخل.

شعرت في مكتبه بأنها لاتعرف عنه سوى القليل . . الكمبيوتر الهاتف واكوام الملفات ، انبأتها ان هذا رجل يتعامل مع عمله بجدية.

وسألت بخفة : " هل هذه هي حقيقتك؟".

رد باختصار : " احد اوجهها يدهشني انك مازلت في البندقية . . ظننتك سافرت بالأمس".

ردت بهدوء : " انت تعرف انني لم اسافر لأنك سمعتني اقرع بابك ليلة امس . . ولقد قرعته لمدة طويلة قبل ان ارحل".

قال: " لم يكن الوقت مناسباً ، وماكنت سأعرف ماذا اقول . . خاصة في ذلك المكان".

وتحدتها عيناه بذكرى الأيام القليلة السعيدة التي امضياها في تلك الشقة الصغيرة . . ثم نظر بعيداً ووقف ليذرع مكتبه ، دون الاقتراب منها .

- لكنني مسرور لأنك تهتمين برؤيتي.

سألت والأمل يراودها: " وانت؟".

- اجل . . من الصواب ان نودع بعضنا البعض بشكل لائق.

وازعجتها لهجته الباردة : " سأقول وداعاً حين اكون على مايرام وجاهزة ، وليس حين تقول لي ان افعل . فهناك امور كثيرة يجب توضيحها اولاً".

واضافت بلهجة اكثر نعومة: " استمعت إليك حين كنت تقول عذرك بالأمس ، ولم يكن هذا كل مااستمعت إليك وانت تقوله".

وندمت على ماقالت فوراً. فإذا لم يكن مغتاظاً منها من قبل . . فقد اصبح مغتاظاً الآن . فقد ذكرته بما لايريد ان يتذكره.

قال : " لطف منك ان تثيري الموضوع لابد انك ضحكت كثيراً في سرك لهذا الانتصار".

- ضحكت . .؟ ماذا تقول ؟ انا لم اضحك ، ولم اقصد ان يحصل شيء من هذا.

- لم تقصدي ؟ اعذريني . . لقد فهمت انك جئت إلى البندقية عرضاً ولغرض محدد.

صاحت : " لكن مجيئي لاعلاقة له بك".

- آه . . اجل ، لقد نسيت ،لقد جئت لتخدعي صديقي وتدمريه وليس انا ، وهذا بالطبع يحسن الأمور.

- جئت لأحمي جيني من صائد الثروات.

- وكيف يمكن ان تكوني متأكدة انه صائد ثروات ؟ فمعلوماتك لم تكن صائبة ، لأنك خلطت بيني وبينه.

اعترفت : " كانت المعلومات مغالطة وجاءت من روسكو وكان علي ان اعرف إذا كان على حق".

- كان قد عزم الرأي قبل ان تبدأي.

- هو من عزم الرأي . . وليس انا.

---------------------------------

- توقف عن السير ، وتكلم بغضب: " بحق السماء . . اي نوع من النساء يقوم بمثل هذا العمل؟.

- اقوم بهذا لأكسب عيشي فليس لدي شيء ودفع روسكو ثمن كل شيء.

نظر اليها بما يكاد يكون شبح ابتسامة : " كعرض مسرحي ، حقاً الموقع والملابس تقدمة من روسكو هاريسون ، والنص . . ممن؟ هل هو عمل مشترك بينكما؟".

- لم يكن الأمر هكذا. .

قال بعناد: " ردّي عليّ".

ولم يعد فيه الآن اي اثر للشاب الجذل الذي فتنها، كان متجهماً ولم تكن لتصدق عينيها لو لم تره . . وامرها مجدداً : " رديّ علي . . كل ما حدث بيننا مخطط له؟".

- جئت لأفتش عن فيدريكو . . وظننته انت بسبب الصوره.

وأرته الصورة.

- اجل . . كنت ابحث عن وجهك. لكن حين وجدتك ، كنت ترتدي قميصه ، واسمه عليه . .

- وكيف حدث ان وجدتني؟

- بحثت عنك؟

رفع حاجبيه : " إذن لم يكن لقاؤنا صدفة كما كنت اظن وتلك اللحظة المؤثرة حين وقع حذاؤك عند قدمي في الغندول؟".

تلك اللحظة التي سماها قدراً وعيناه مشرقتان ، ومليئتان بالحب.

قالت تعترف يائسة : " لقد رميته . . وقفت على الجسر آملة ان تنظر إلى اعلى ، وحين لم تفعل ، رميت حذائي".

اجفلت وهي تراقبه . ولم تعد تعرف كيف عساها ان تكون ردة فعل هذا الرجل .

للحظة لم يبد أي ردة فعل ثم انفجر فجأة بالضحك . وملأها هذا بالارتياح ، إلى ان سمعت في صوته مايبعث على الإضطراب.

اخيراً قال: " هذا شيء مضحك لقد دبرت كل شيء حتى ادق التفاصيل ووقع الأحمق المسكين في الفخ . حتى انه ظن ان ماحدث هو من فعل القدر".

قالت ساخطة: " لكن الغلطة لم تكن غلطتي لوحدي . . فحين رأيت الاسم على قميصك كان بإمكانك القول إنك لست فيدي ، بل مجرد شاب ثري يعبث بمركب . . فلماذا لم تقل هذا؟".

كرر: " نسيت . . حسن جداً . . ربما نسيت لأنني اردت ان انسى صدقي ماشئت . لكن اكثر من اي شيء صدقي ان من الأفضل ان تذهبي من هنا ولاتعودي ابداً".

- انا لست على استعداد للاستسلام والذهاب بعد.

- امر مؤسف . . لأنني لااعتقد ان البندقية كبيرة بما يكفي لتتحمل كلينا.

انفتح الباب بحدة ودخلت امرأة متوسطة العمر وقالت شيئاً لم تفهمه دولسي ابتسم غويدو لها ابتسامة مختصرة ورد بتصلب لحقت بها فتاتان اخريان محملتان بالأقنعة.

بدأ غويدو يقول: " لا . .".

لكن احتجاجه ضاع من ضجيج الكلام وهز كتفيه مستسلماً وقال لدولسي بانزعاج : " هذا إنتاج جديد . . وكنا بانتظاره . . لكن الوقت غير مناسب . . أوه . . اللعنة على كل شيء!".

وكانت الأقنعة عظيمة ،ولم تكن من الكرتون المدهون فقط مثل التي رأتها على جدران شقته بل مغطاة بالحرير والريش والقطع النقدية

وافق غويدو على الأقنعة وتحدث بلطف مع موظفاته لكنه تمكن من ابعادهن عن الغرفة بسرعة.

-------------------------------

قالت دولسي وهي تمسك قناعاً بديعاً من الساتان الأحمر والريش المتعدد الألوان

- هارالكان . . وهذا . .

ورفعت قناعاً طويل الأنف من الساتان القرمزي : " هذا بانتالون . .التاجر اذكر ماقلته لي".

- لكن كان هناك اشياء اخرى لم يكن لدي الوقت لأقولها لك عن كولو مبين مثلاً.

- قلت انها متعقلة ،لكن حادة وشجاعة وتستطيع رؤية الجانب المضحك من الحياة.

- وقلت كذلك انها مخادعة . . إنها تمازح وتخادع هارلوكان وتقوده إلى فخها بينما تضحك عليه طوال الوقت لأنه غبي بما يكفي ليصدقها وينتهي الأمر بالمهرج المسكين إلى التساؤل ماذا اصابه.

كان يتكلم بخفة لكنها احست بأن المه ملموساً وعرفت انه لم يكن معتاداً على التعاسة . . ولم يعرف في حياته الكثير منها . . وهو الآن يتخبط وتشوقت ان تمد يدها اليه لكنها لم تجرؤ.

وذكرته : " قلت لي انني لست مثل كولومبين".

ابتسم بحزن: " كنت مخطئاً . اتظنين انني نسيت خداعي لك؟ . .لكن خداعك كان مخططاً له قبل ان تجيئي إلى هنا وهذا مالا استطيع التغاضي عنه اما خداعي فكان تهوراً استسلمت له . . ربما حماقة لكن وليد لحظته لأنني . . حسن جداً . . لايهم".

توسلت اليه : " اخبرني".

وبات هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لها.

لكنه هز رأسه : " لن يشكل هذا فرقاً الآن ،وياليت كان له فرق سافري دولسي فلا شيء يمكن ان يكون ميتاً اكثر من حب ميت".

وتجهم وجهه بألم فجأة وقال بخشونة :" لأجل الله . . ارحلي".

ليتها تفكر بطريقة لثنيه عن قراره ، لكن عناده كان شرساً. .لقد كبر سناً منذ الأمس.

رن هاتفه فأسرع يمسكه بنفاذ صبر واستدارت دولسي لتخرج متسائلة عما إذا كان بالإمكان ان تكون النهاية هكذا لكنها استدارت حين سمعت غويدو يتكلم : "فيدي".

سألت وقد شعرت بوقوع كارثة : " مالامر".

كان يتكلم باللهجة البندقية والتقطت دولسي اسم جيني ثم تكرر اسم فيدي عدة مرات وكأن غويدو كان يحاول تهدئته ولم تستطع دولسي سوى ان تسمع صوتاً خافتاً من سماعة الهاتف ، وبدا لها ان فيدي مذعور.

واقفل غويدو السماعة ، فسألت: " مالامر؟".

لبس سترته وقال: " تعالي . . . يجب ان نسرع".

وخرجا من المعمل. كانا قرب الماء حين استطاعت ان تسأله مجدداً:"مالذي حدث؟"

كان هناك مركب بانتظارهما . وساعدهما غويدو على النزول إليه ثم

انطلق المركب هادراً عبر البحيرة. وصاح من فوق هدير المحرك.

- رب عملك وصل.

- رب . . اتعني روسكو؟

- اجل . . والد جيني واستطاعت ان تتصل بفيدي واتصل هو بي . .يجب ان نفعل شيئاً بسرعة لمنعه من إعادتها إلى انكلترا.

- لقد وعدت فيدي ان تفكر بخطة.

- انا افكر بخطة الآن ،اولاً يجب ان ندخل الفندق معاً.

- ونقول ماذا؟

رد متصلباً : " احاول التفكير بهذا يجب ان نصحح نظرة الرجل إلى الوقائع ، ولأجل هذا احتاجك هناك".

- إذن ،احياناً يحتاج هارلو إلى كولو مبين؟

- احياناً لاتستطيع العيش من دونها ، حتى ولو لم يعجبه هذا . . لقد حان الوقت لتقرري إلى اي جانب تقفين.

----------------------------------

- انا إلى جانب جيني . لقد سمعتني اقول إنني سأساعدهما

وبدلاً من الرد ، صاح شيئاً للسائق فزادت سرعة المركب حتى اصبح الكلام مستحيلاً وسرعان ماوصلا إلى غراند كنال حيث اضطروا إلى البطء الشديد وسألت دولسي : " الا تستطيع ان نسرع اكثر؟".

- لا . . إنه القانون . . هاهو الفندق.

واخرجها من المركب ، وقال : " يجب ان نتظاهر بأداء دور".

سألت بذعر : " لكن ماهو النص؟".

- ارتجلي.

وادخلها عبر الردهة إلى المصعد.

سألت وهما يبلغان الطابق العلوي : " لكن لنفترض اننا لم نفلح؟".

- انت البارعة في هذا.

- لاتقل لي هذا . . انا هاوية ، وانت تستطيع ان تعطيني دروساً.

- حسن جداً . . مارأيك بهذا : انت تعرفين هذا الرجل وانا لا اعرفه . . ابدأي انت وسألحق بك افعلي هذا من اجل جيني ولأجل فيدي الذي حاولت تدمير حياته.

لم يكن هناك وقت للرد وانفتح باب المصعد امامهما كان الباب المزدوج للجناح ،ومن خلفه تناهى إلى مسامعها صوت جيني المضطرب ، وصوت فيدي المذعور.

ونظر غويدو إلى دولسي مترقباً.

قالت : " سنبدأ".

ودفعت الباب لتفتحه.

حدق الثلاثة في الداخل بهما . ثم اسرعت جيني إلى دولسي متوسلة وسارع فيدي إلى مصافحة غويدو ليتحدث إليه بالبندقية وثبتت دولسي عينيها على روسكو ، الذي كان يصيح وهو يمد إصبعه نحو فيدي : " أنا لا أعرف من هو هذا الرجل؟"

قالت جيني باحتجاج : " إنه فيدي ".

صاح:" فليذهب إلى الجحيم!".

واستدار روسكو إليه : " انت . . انت الذي تسببت بكل هذه المتاعب".

للوهلة الأولى ، لم تستطع دولسي ان تفكر في اي شيء ، لكنها سرعان مااستجمعت افكارهاوتكلمت بثقة ظاهرة : "سيد هاريسون اسمح لي ان اقدم لك السيد غويدو كالفاني . . ابن اخ الكونت كالفاني .عائلة اكتشفت انها كانت يوماً على معرفة بعائلتي".

ذكر عائلة دولسي جعل روسكو بصمت ، كما املت . وهذا ماأعطاها الفرصة لتكمل بسرعة: " بعد ان وصلت إلى هنا ، ادركت معنى الأسم كالفاني . . وتبين ان عمة ابي ، لايدي هارييت تعرف عم غويدو جيداً ، إذا كنت تعرف ماذا يعني هذا . ورحب بي الكونت بحرارة حين زرت القصر يوم امس".

كانت تتكلم بشيء من المبالغة ،لكيما يتأثر روسكو بهذه الأرستقراطية وكل كلمة كانت تصيب الهدف وسرها ان ترى هذا.

وتماماً كما وعدها غويدو بأن يجاريها في الكلام ، وصافح يد روسكو قائلاً كل الاشياء المناسبة مطولاً.. ثم كررها بإسهاب ، وتمكن روسكو من الرد رداً متمدناً معتدلاً . . لكنه عاد إلى طبيعته مجدداً.

- لكنك في الصورة تتملق ابنتي.

قال غويدو بسرعة: " لكن فقط تحت انظار حبيبها الحقيقي".

ودفع فيدي إلى الأمام : " اعتقد انك التقيت بصديقي فيدريكو لوتشي الذي كان محظوظاً بما يكفي ليفوز بحب جيني".

انفجر روسكو : " مهلك الآن . . ماذا كنت تفعل في تلك الملابس؟ لهذا ظننتك فيدي".

قال غويدو:" هو فيدي ، وانا غويدو".

- الكونت غويدو؟

- عمي مازال على قيد الحياة ، اطال له بعمره..

----------------------------

- لكنك..

ونظر روسكو من غويدو إلى فيدي ثم الى دولسي : " . . انت . . لا . . انتظر . .".

ثم جاء الإلهام إلى دولسي في وميض مبهم وقالت كأنما على مضض : " سيد روسكو . . قريباً جداً نحتاج انت وانا إلى مناقشة هذه المسرحية كيف يمكن ان اقوم بعمل شريف صادق بينما المعلومات التي زودتني بها لم تكت صحيحة؟".

فغر فمه:" انا..".

اخرجت الصورة.

- انظر اليها ،لقد اكدت لي ان الرجل الذي يحمل الماندولين هو فيدريكو لوتشي . وعلى هذا الأساس منحتك جزاء من وقتي الذي ، دعني اذكرك ، انه ليس رخيصاً وبعد اسبوع وبعد ان اعطيتك افضل الجهود اكتشفت ان فيدي هم في الواقع رجل آخر.

صاح روسكو : " لكنك قلت إنك تعرفينه ".

- لم اقل هذا قلت إن عائلتي تعرف عائلته منذ زمن طويل، كنت مسرورة لالتقائي بالكونت الذي كان يوماً يعرف اللايدي هارييت ، لكن عدا عن هذا ، كان الأمر كله مضيعة لوقتي وإني احملك مسؤلية ذلك .

قال روسكو : " حسناً .. حسناً .. ربما كنت مخطئاً قليلاً، لكن الامر لم يكن مضيعة للوقت فقد عرفنا انه . . ليس ارستقراطياً"

واشار إلى فيدي

قالت دولسي بصوت متصلب : " بما انه لم يدع هذا ، فليس الأمر مدهشاً، ايمكن ان نتوقف عن هذا الهراء الآن ؟ لقد عرفت ان الرجل الذي تحبه ابنتك لايحاول ان يخدعها بادعاء مزيف . . وهذا بالتأكيد مايهم".

تردد روسكو على غير عادته . . كان قد استوعب ان غويدو ارستقراطي حقيقي ويجب ان يسعى لمصادقته ، وان فيدي هو صديقه وشكه بفيدي دون إغضاب غويدو يتطلب مهارة اجتماعية لايملكها روسكو ، وصمت غاضباًوعرف غويدو مايدور في خلده ، وتقدم للمساعدة ، بكل سحره قال بنعومة: "اعرف ان عمي سيكون متلهفاً لأن يعرض عليك ضيافته إنه يقيم حفلة تنكرية في الأسبوع المقبل ووجودك مع ابنتك سيضفي على الحفل رونقاً خاصاً

تحاربت عجرفة روسكو مع رغبته للإسراع بإعادة جيني إلى انكلترا..وكسبت عجرفته المعركة.

قال بصوت اجوف : " هذا كرم منك وستحب هذا اليس كذلك حبيبتي الصغيرة؟هذا . . حسناً .. يجب ان اقول . .".

تحت غطاء ضجيج سروره تمتم غويدو إلى دولسي :"احسنت! لقد قامت كولومبين بسحرها وعرفت كيف تتعاملين معه".

قالت دولسي بضعف:" كاد يطفئ فتيلي".

واستعاد روسكو رباطة جأشه واخذ يشد على يد غويدو :" قل لعمك إنني سأجيء لأراه في الحال فالرجال ذوي الجوهر الواحد يجب ان يلتقوا معاً".

قال غويدو مرتجلاً بسرعة: " عمي مسافر الآن لكنه سيتشرف بالتعرف إليك في الحفلة

واستدار إلى دولسي بسرعة قبل ان يفكر روسكو بالمزيد من الأسئلة .

- فهمت انك ستكونين هناك آنستي . . وسيكون من المبهج رؤيتك . .فيدي ، دعنا نذهب.

وبدأ فيدي بالقول :" لكنني. ."

قال غويدو عبر اسنان مشدودة : " ليس الآن".

وحثه على الخروج : " لأجل الله ياصديقي ، اصمت وانت خارج".

-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.