28-09-17, 06:02 PM | #11 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 10 – قلب لا يعرف السلام لا يريد أن يخبرها . توترت أعصابها وأصيبت بالذعر فتسارعت دقات قلبها ، واشتد خفقان النبض في عنقها حتى كادت تختنق . ما الذي حصل فعلا ولم يشأ لها أن تعرفه ؟ انه لا يريد أن يخبرها . تردد صدى هذه الكلمات داخل رأس رونان بألم ، فكل ما خشى أن حدث وهو مستلق في ظلمة الليل قد تحقق ، ولم يعرف كيف سيواجه تلك الحقيقة . . لقد خيل اليه أن ديفي أطلع ليلي على كل شئ . فمنذ لاحظ أنها تحاول أن تشتري سلامة أخيها ، أقنع نفسه بأن كل ما يأخذه منها من متعة له ما يبرره بالنسبة لشروطها اللاأخلاقية . ولكن اتضح له الآن أنها بريئة من كل التهم لأنها تجهل ما فعله ديفي . واذ أعمته رغبة الانتقام ، استولى على حياتها وسحقها ، وداس على مشاعرها بلا مبالاة . ألم يجعل منه تصرفه هذا أسوأ أخ ؟ ان أخبرها الآن الحقيقة ، فستكرهه أكثر من أى وقت مضى ، وتطلب منه الرحيل الى الأبد . وسيخسر أي فرصة يعرف فيها المزيد عن ليلي . جل ما بوسعه أن يفعله هو أن يسهل الأمور عليها قدر الامكان . هذا ان كان من السهل عليها أن تعرف أنها وقعت ضحية للاستغلال والكذب من كليهما . هكذا أصر على أن يرتديا ملابسهما ويتناولا الافطار قبل البدء بالكلام . ولكن الافطار ، لم يكن سوى مجرد عمل آلي اذ لم يتناولا الا القليل والقليل جدا منه . وأخيرا ، حمل رونان فنجان القهوة الى غرفة الجلوس وتبعته ليلي بصمت ، وعندما وقفت عند العتبة لا تدري ما تفعل ، قال: - اجلسي . - هل من داع لذلك ؟ . وندمت على الفور لوقاحتها هذه ، فكل من يرى وجه رونان المقطب وكآبة عينيه ، يعرف أن مزاحها في غير محله . - آسفة . وتهالكت على الكرسي . أخذ قلبها يخفق بعنف ، وشعرت بالغثيان من رائحة القهوة في يدها فوضعت فنجانها جانبا بسرعة . بدأ رونان كلامه قائلا : - غريب كيف يمكن أن تتغير حياة المرء في ظرف ستة أشهر . ففي ستة أشهر ، تجدين أن كل ما تؤمنين به أو تحبينه يتحطم أو يتلف بشكل يتعذر اصلاحه . ستة أشهر ؟ ولكن مرت أربعة أشهر فقط منذ تعرفت على رونان لأول مرة ، وأثناء تلك الأسابيع الطويلة ضرب اعصار عنيف حياتها وقضى عليها . فأجابته بتأثر : - أعلم هذا . رفع رونان رأسه بحدة ، وعيناه تتوهجان في عينيها قائلا : - نعم ، من المفروض أنك تعلمين . وهبطت نظراته الى فنجان القهوة مرة أخرى ، محدقا فيه وكأنه ، مثلها ، لا يرغب في شربه . - أظن أن وضعي كان مشابها تماما لوضعك عندما كنت في السابعة عشرة ، فقبل ستة أشهر كنت أحظى بكل ما قد يسعد المرء . أموال كثيرة ، نجاح واسع ، صحة جيدة والأفضل من كل شئ أسرة رائعة . خفق قلب ليلي بحدة ، فشهقت بصوت مرتفع ، هل كان لديه أسرة ؟ وتردد صدى هذه الكلمات في رأسها وكأنه دقات جرس الموت المريع لكل أمل لديها . فحين سألته أثناء عرسهما عن أسرته ، أجاب أن ليس لديه أسرة وها هو الآن يثبت مخاوفها بقوله : - كان لدي أم وأب وأخت صغيرة أعشقها . - آه ، يا لهي رونان ! ماذا حدث ؟ - حدث أن تعرفت الى أخيك . وتغيرت ملامح وجهه ، والتوى فمه بمرارة وأصبحت عيناه كالفولاذ . - د . . ديفي ؟ - نعم ديفي . ديفي كورنويل اللعين . دعيني أخبرك عن أخيك أو عما أسميه (( تأثير كورنويل )) . لا . . أرادت ليلي أن تصرخ ، وتسد أذنيها بيديها . - كانت أختى ، روزالي ، على وشك اتمام عامها الثامن عشر ، وفي آخر سنة من دراستها العالية . . - روزالي . واشتد توتر أعصاب ليلي وهي تتذكر كلامه السابق عنها . فقد ظنت حينذاك ، أنه يتحدث عن حبيبة قديمة ، ولكنه كان يقصد أخته . - كانت بالغة الذكاء ، والجمال ، انظري هذه صورتها . ومد يده الى جيبه فأخرج محفظته ومنها صورة ألقاها على المنضدة حتى تراها ليلي . فتاة صبية ، طويلة ، رشيقة ، تشبه رونان . عيناها زرقاوان متألقتان وشعرها بني محمر ، وابتسامتها وراسعة تتألق سعادة . وأجفلت ليلي في داخلها وهي تفكر في كلماته ( كان لدي أخت صغيرة ) . - كنا نتوقع لها مستقبلا رائعا ، لأنها أرادت أن تلتحق بكلية الحقوق . ولكنها تعرفت الى أخيك . وضرب بقبضته اليمنى راحة يده اليسرى بعنف فأجفلت ليلي ، وانكمشت في كرسيها . - لقد عرفتها بأخيك . - آه ، لا . . تضرعت اليه أن يصمت وقد فقدت قدرتها على سماع لهجة المرارة وهو يعنف نفسه . فألقى عليها نظرة ساخرة مرة الى حد مزقت قلبها . - في طيات الأكاذيب التي أخبرك اياها ، قد تجدين شيئا من الحقيقة . فقد وقعت معه عقدا ، لأنقذه من المأزق الذي زج نفسه فيه . - ولماذا فعلت ذلك ؟ - في التاسعة عشرة من عمري ، وخلال سنتي الجامعية الأولى ، استهواني اللهو وصرت أتغيب عن المحاضرات ، وأهمل دروسي الى أن أدركت أن علي أن أعيد الامتحان أو اطرد من الجامعة . ولهذا السبب تعاطفت مع أخيك ، خاصة وأنه يملك موهبة حقيقية ، فهو موسيقي مذهل وصوته صوت ملائكي ومؤلفاته الموسيقية مميزة . لقد عزف لي بعض القطع من تأليفه ، وأثرت في أي تأثير . وماتت الكلمات على شفتيه ، ومرت لحظات صمت عميق لم تستطع خلالها أن تحول عينيها عن رونان . وكان وجهه شاحبا والعذاب البادي يحترق في عينيه . ثم قال بجفاء : - وهذا ما جعل روزالي تبكي . - آه ، يا الهي ! وغالبت ليلي دموعها كي لا يظن رونان أنها من أجل ديفي ، فيسئ الحكم على موضع تعاطفها . وتنهد رونان بعمق وهو يدس يده في شعره . - كنت أعلم أن ديفي مدمن كحول . أما ما كنت أجهله فهو تعاطيه المخدرات أيضا . - المخدرات ؟ أطلقت صرخة ذعر حولت عيني رونان الحزينتين الى وجهها . - ألم تكوني على علم بالأمر ؟ ألم تلاحظى شيئا خلال وجوده هنا ؟ - أنا . . فهمت الآن سبب مزاج ديفي العنيف والمتقلب والنظرات البليدة في عينيه وهزاله البالغ واختفاء النقود من حقيبة يدها . - ماذا . . ؟ . حاولت أن تتكلم فخذلها صوتها . لكن رونان فسر صمتها بسهولة . - في البداية كان يأخذ حبوبا مضادة للاكتئاب . ولكن ، عندما تعرفت اليه كان قد بدأ يتعاطى الهيروين . - أواه ، يا ديفي ! كيف يمكن أن يحدث هذا لأخيها الصغير ؟ - لم أكن أعلم أنه خرج عن الطريق المستقيم الى هذا الحد . لقد أعماها حبها لأخيها فلم تر عيوبه . كانت ايماءة رونان اعترافا حزينا بأنه يصدقها . - حاولت أن أعالج المشكلة ، وأجعله يتبع برنامجا لاعادة تأهيله ووعدته بأن أساعده على بناء مستقبل عظيم ان أحسن التصرف . ولكنني لم أحسب حساب أصدقائه ، أعضاء فرقة موسيقية اعتاد أن يعزف معهم . والتفت اليها ، فتنفست بعمق : - لم يحسن ديفي قط اختيار أصدقائه . فقد كان يحرص على ارضاء الشخص ليقبل به مرافقا . فقال رونان ساخرا : - استمر رفاقه بتمويله بالشراب والمخدرات حتى أضروا به . أخوك ، يا ليلي ، يملك موهبة عظيمة . لكنه أفسد كل شئ تحت تأثير رفاقه . - لقد أخبرنى ذلك . واذ لاحظت أنه يضغط بشدة على فنجانه ، خافت أن يهشمه فسارت اليه تأخذه منه ، ثم نظرت في عينيه ، وهي تضيف باخلاص : - كان يشعر بالأسف الخالص لذلك . - حري به أن يشعر بالأسف . أجابها رونان بذلك باختصار ووجهه كحجر الصوان . . - أردت أن أقيده بعقد ، حتى يعود الى رشده ويواجه الواقع فيجتهد في العمل ليبني مستقبله . وبعد أن توقف عن دفع الايجار طرد من شقته ، فدعوته للاقامة عندي فترة من الزمن ، وهناك تعرف الى أختى . ثم نهض واقفا واجتاز الباب المؤدي الى الحديقة حيث وقف يحدق الى المطر وقد بدت الكراهية في كل خلية من كيانه . - وصلت روزالي أثناء غيابي عن البيت ، وعند عودتي بدا واضحا أن ديفي قد فتنها ودخل قلبها . انه فتي وسيم ، وساحر . وان صمم على شئ لا يستطيع أحد ردعه . - وحذرت أختك منه طبعا . - وماذا يفترض بي أن أفعل غير ذلك بحق جهنم ؟ قال ذلك وهو يستدير ليواجهها فأجفلت وهي تدرك أنه أخطأ فهم كلامها ، واعتبره انتقادا . - أردتها أن تمنحنى وقتا لأصلحه وأعيده الى الطريق المستقيم . ولكنها اتهمتني بالاستبداد وادعت أنني لا أعرف شيئا عن الحب . أظنها شبهت نفسها بجولييت وهو بروميو ، فلقيت المصير نفسه تقريبا . وتملك ليلي الأسى وهي ترى ارتجاف يديه الكاشف عن الكآبة التي سيطرت عليه . وتمنت لو تسير اليه وتحتضنه مواسية ، لكن حدسها أنبأها بأنه سيرفض هذا . - وماذا حدث ؟ - في عيد ميلادها الثامن عشر أخذها ديفي الى أحد النوادي الذي تعود أن يرتادها للاحتفال . وفي ذلك المكان كانوا يزودونه بكمية وافية من المخدرات . - أه ، لا . . همست ليلي بذلك وقد بدأت تدرك ما حدث . وتابع كلامه قائلا : - آه ، نعم . لقد جعلها تبتلع حبة لعينة كاملة من حبوب (( النشوة )) تلك . كانت نبرة صوته عنيفة للغاية ، تعكس الألم الذي لم يسمح له بالظهور على ملامحه . فبدا لها وكأنه حبس هذا العذاب في داخله طوال الوقت ، حتى أخذ يتقيح مسمما كيانه . . - حبة واحدة ، قتلتها تلك الحبة . بقيت في قسم العناية الفائقة عدة أيام ، لكننا كنا نعلم جميعا أنه لا أمل يرجى . التفتت ليلي الى منضدة القهوة ببطء ، تعيد النظر الى صورة روزالي التي تركها رونان هناك فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تتصور هذه المخلوقة الجميلة الضاحكة المليئة بالحياة ، ممددة جثة هامدة . وتذكرت مبلغ الوحشية التي شعرته بها عندما مات والداها بذلك العمر المبكر . ورأت أن بامكانها أن تشارك رونان الصدمة والعذاب اللذين عانا منهما ازاء خسارته الهائلة تلك . - رونان . أنا آسفة . . لكنه لم يسمعها ، لأنه كان يهم بالخروج من الغرفة ، وكاد يخرج من الباب عندما أدركت ذلك . - رونان ! وتعثرت راكضة خلفه وقد تملكها الذهول والاضطراب ، ثم أمسكت به في الردهة . - رونان ، انتظر . بدت لها النظرة التي ألقاها عليها أشبه بصفعة على وجهها . - هذا ليس كل شئ ، أليس كذلك ؟ - أليس كافيا ؟ . بل أكثر مما يكفي ، وأكثر مما تستطيع احتماله . ولكنها تريد أن تعرف الحقيقة بأكملها مهما كانت قاسية . عاد رونان يبتعد عنها ، فأرغمت نفسها على اللحاق به الى الردهة ومن ثم الى الخارج . ذكرها هذا المشهد باليوم الأول من زواجهما ، حين لحقت به الى هنا بنفس الطريقة ، طالبة منه تفسيرا . - رونان ، أخبرني ؟ وقف بشكل مفاجئ فكادت تصطدم به من الخلف . ولكن عندما تقدمت الى الأمام لترى وجهه ، اعتصر قلبها لرؤية شحوب وجهه والحزن في عينيه . فقالت تلح عليه : - أخبرني . مضت لحظة طويلة ظنت خلالها أنه سيهز رأسه نفيا ويرفض اخبارها . لكنه عاد فنصب قامته وكأنه قبل ما لا مناص منه . - وجد أبي نفسه مرغما على اتخاذ قرار قطع أجهزة امدادات الحياة عن روزالي التي كانت ميتة سريريا . ولكن هذا القرار حطمه ، اذ لا يتوقع الآباء العيش أكثر من أولادهم . وذهب الى الكاراج وملأ أنبوبة من العادم أفرغها في السيارة ، ثم أدار المحرك وكنت أنا من وجدته . وارتسم على وجهه رعب تلك اللحظة . - وهل . . ولم تستطع أن تكمل سؤالها . - لا والحمد لله أدركته قبل فوات الأوان . لكنه بقي في حالة خطرة لبعض الوقت . ونظر الى وجهها الذاهل بما يشبه الشماتة المتجهمة : - حسنا ، أنت من أراد معرفة الحقيقة . - نعم ، هذا صحيح . وهي الآن تعلم . شعرت في أعماقها وكأنها تتمزق وكأنها لن تعود أبدا انسانا سويا . - وأمك ؟ - بذلت قصارى جهدها لتتماسك وتمنع نفسها من الانهيار اذ كان والدي بحاجة اليها . - أخبرتني أنه ليس لديك أسرة . فأجابها بصوت بارد ، باتر كالسيف : - كذبت عليك . كان ينبغي أن أخبرك بأن أفراد عائلتي يرفضون حضور الزفاف . - لا شك أن والديك لم يرضيا بهذا الزواج . أخذت تتذكر بأن المدعويين كانوا من الموظفين الذين لا يعلمون شيئا عن حياته الخاصة أو يتحدثون عنها ، ما عدا شاهد العرس الذي أزعجها موقفه حينذاك . . - بالضبط . لم يكن بوسعي أن أقول لهما ، اننى سأتزوج من أخت الفتى الذي أعطى الحبة القاتلة لروزالي ، فهل ستحضرن ؟ لذعتها سخريته القاسية بينما تابع كلامه قائلا : - لا أظنهما كانا سيحضران الزفاف . - ألم تخبرهما الحقيقة ؟ الحقيقة هي أنه أراد أن يستعمل ذلك الزواج سلاحا ضد أخيها . هز رأسه وهو يقول : - كان حزنهما عميقا جدا ، فخطر لي أن أعالج الأمور بنفسي . - وتقصد بذلك الانتقام ؟ - أردت أن أؤذى أخاك ، وأدمره كما دمر أسرتي . لكنني لم أستطع العثور على ديفي . فمنذ موت روزالي توارى عن الأنظار ، فخطر لي أن ثمة طريقة أخرى . فقالت مرغمة نفسها : - أنا . أجاب بخشونة : - أنت . ليته يستطيع الانكار ! ولكنه وعدها بأن يخبرها الحقيقة كاملة ، مهما كلفه ذلك . وما الفرق الآن ؟ لقد فقدها ، كما كان يتوقع . رأى ذلك في عينيها ، وفي الظلال التي كانت تحيط بهما ، وفي صوتها البارد النائي . لقد فقدها . . وكاد يقهقه ضاحكا لهذه السخرية المرة . ما الذي سيخسره ؟ منذ أسبوع أوضحت ليلي شعورها نحوه . ربما يستطيع لمسها وبعث رعشة الحياة في جسمها ، ولكنه لن يستطيع أبدا أن يصل الى عقلها الذي أغلقته في وجهه . فقد كرهته لما فعله بها ، ومن يلومها ؟ فهو يكره نفسه . . - غالبا ما كان ديفي يتحدث عنك . ماذا تعملين وأين تعيشين ، فحسبت أنني استطيع الوصول اليه من خلالك ، واعتبرت الأمر عدلا . ليس العين بالعين انما الأخت بالأخت . - وتدمر سعادتى ؟ وتدمرنى ؟ كان من التهذيب ، على الأقل ، بحيث لم يتجاهل هذا السؤال ، فنظر في عينيها مباشرة وهو يجيب : - نعم كانت تلك خطتي . - وهل أنت سعيد الآن ؟ - سعيد ؟ ردد هذه الكلمة وكأنه لم يفهمها . - لا ، لست سعيدا . - وما الذى يسعدك اذن ؟ قذفت هذه الكلمة في وجهه بمزيج من الألم والتحدي والرعب لفكرة أنه حتى الآن لم يشعر بالرضا ، فما فعله ديفي كان مرعبا ، ولكنه شعر على الأقل بالندم ، وتأنيب الضمير . - ومتى تتخلص من كراهيتك هذه ؟ بعد أن تحطم حياتى تماما ؟ لكنك حطمتها الآن ! وجعلتنى أكرهك كما لم أكره انسانا من قبل . . . مع كل تهمة ألقتها ، كانت تتقدم الى الأمام واذا بها تذهل وهي ترى رونان يتراجع مبتعدا عنها ، رافعا يديه أمامه وكأنه يدافع عن نفسه . لم يخطر في بالها قط أن رونان قد يحتاج الى من يحميه منها . كانت بعيدة عن العقل بحيث كادت تمحو العذاب الذي تحسه . - متى تخرج من حياتي يا رونان ؟ متى ترحل الى الأبد وتتركنى بسلام ؟ ولكن الى أي مدى تريد أن تبتعد عنى ؟ أتريد تدمير ديفي ، أم أنك تريد أن تراني ميتة ، مثل روزالي . تسمر مكانه وهو يسمع كلماتها تلك وراح يحدق اليها وقد زال من وجهه كل أثر من لون . - يا الهي ! يا ليلي ! لا ، أبدا ! لم يخطر في بالي قط . . - بل لم يخطر في بالك أى شئ على الاطلاق ! لم يخطر في بالك أن تخبرني عما فعله ديفي ، لتمنحني الفرصة لأظهر لك تعاطفي معك ، لم يخطر في بالك قط أنني قد أجد حلا . . - ما كان بامكانك . . - ما كان بامكانى أن أفعل شيئا ؟ وهل منحتني فرصة ؟ كان بامكاني أن أبذل جهدي لتصليح الأمور ! - وهل تحبين أخاك الى هذا الحد ؟ - أحب أخي بقدر ما كنت تحب أختك . هل أقنعك هذا الجواب ؟ . ولقد أقنعه فعلا ، فلطالما تساءل عن السبب الذي جعلها تقبل مشاطرته حياته الزوجية بعد أن قالت انها تفضل الموت على ذلك . ها قد وجد الجواب على سؤاله . فقد قدمت ليلي نفسها قربانا لأجل أخيها ، معتقدة أن ذلك قد يساعده . وقبلت أن تشاركه سريره عله ينسى حقده على أخيها . لم يعد من سبيل للتراجع الآن . لم يعد من سبيل لشفاء الجراح التي احدثها في نفسها ، جل ما يمكنه القيام به لأجلها هو أن يتركها بسلام كما طلبت منه . واذ به يدرك فجأة ، وفي تلك اللحظة بالذات ، أنه يحب هذه المرأة ، وأن الطريقة الوحيدة لاثبات ذلك هي أن يبتعد عنها . أرغم نفسه على أن يجيبها من خلال شفتيه المتخشبتين : - نعم . أظن ذلك . ساعطيك الآن جوابا عن سؤالك. - سؤالى . . ؟ وحاولت أن تتذكر سؤالها ذاك ، ولكن عقلها توقف عن العمل كما تجمد الدم في عروقها ، ازاء لهجته الفاترة والازدراء الثلجي في عينيه . - طلبت مني أن أخرج من حياتك ، وارحل وأتركك بسلام والى الأبد ؟ - ولكن . . لم تستطع القول انها قالت ذلك بدافع الغضب والألم . فآخر ما تريده هو أن يخرج من حياتها ، لأنها تحبه وقد تموت ان تركها من جديد . ولكن هذا ليس عدلا ، فرونان لا يحبها ، ويعتبرها مجرد أداة للانتقام من ديفي . فما فعله ديفي سيبقى دائما عائقا بينهما . لقد ألحق أخوها الأذى برونان وأسرته الى حد لن تستطيع الضغط عليه أكثر ليواصل علاقته بالأسرة التي يكرهها أشد الكره . . انها تحب رونان أكثر من الحياة نفسها ، لكنها تعلم ، أن الطريقة الوحيدة لاظهار حبها هي بأن تطلق سراحه ليتعرف الى امرأة أخرى ، قد تساعده على شفاء الجرح الذي أحدثه فقدانه لأخته . وقفت صامته ، تستمع اليه من دون أن تنبس بكلمة ، رغم أن قلبها كان يصرخ بعذاب . - الجواب هو أننى سأحزم أمتعتتي وأختفي من حياتك من دون عودة ، فهذه المرة سأتركك بسلام والى الأبد . لا بل سأفعل أكثر من هذا ، سأعطيك حريتك ، حالما أصل الى لندن سأطلب من المحامي القيام باجراءات الطلاق . ــــــــــــــــــــ __________________ | ||||||||||
28-09-17, 06:02 PM | #12 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 11– لأجلها أصبح فصل الخريف على الأبواب . وقفت ليلي أمام النافذة تنظر الى المشهد الذي أمامها من دون أن تراه . استمر دفء فصل الصيف حتى أيلول ، لكن الليالي أصبحت الآن أطول ، والهواء أكثر برودة . حتى الحديقة التي انكبت على الاعتناء بها بعد رحيل رونان ، لتشغل ذهنها وتتعب جسدها ذوت وبهتت واستعدت لاستقبال الشتاء . (( كفى ! )) أخذت تعنف نفسها وهي تتحول عن هذا المنظر الكئيب الذي يؤكد رحيل رونان ورغبته بالبقاء بعيدا . كم عانت خلال الأشهر الماضية وهي تبذل جهدها لمواجهة ذلك الفراغ المريع الذي خلفه في حياتها وقلبها . ولكن من الصعب عليها ألا تحسب الأيام خاصة بعد أن اكتشفت أنها حامل . فلا شك أن هذا الجنين هو ثمرة تلك الليلة التي أمضياها معا بعد عودتهما من نادى (( الليدز )) . . فى البداية ، ظنت أن شعورها بالغثيان هو ناتج عن حزنها لرحيل رونان . لكن بعد أن طالت مدته أخذت تعد الأيام ، فتأكدت من حملها . أيقظها رنين جرس الباب من تأملاتها الكئيبة فأسرعت تفتح . بقيت لحظات مذهولة مشتتة الذهن لم تستطع خلالها أن تميز ذاك الفتى الواقف عند عتبة الباب فمع أن وجهه يبدو مألوفا ، الا أنها . . ولكن عندما ابتسم لها ، عرفته على الفور : - مرحبا ، يا أختي . هل أدهشتك رؤيتي ؟ . كان في صوته نبرة ارتباك ، وكأنه لم يكن واثقا ما اذا كانت سترحب به . - ديفي ! وارتمت عليه تعانقه : - أين كنت ؟ لماذا لم تتصل بي ؟ أو حتى تبعث لي رسالة . . . - نعم ، أعرف هذا ، وأنا آسف للغاية . وتملص من عناقها وقد بدا عليه الحزن : - أردت أن أطمئنك علي ، ولكن كان علي أن أعالج بعض المسائل أولا . . . - ويبدو أنك نجحت في ذلك . . أخذ صوتها يرتجف وقد لاحظت التغير الواضح في مظهر أخيها . انه شخص جديد متألق العينين نقي البشرة بادي الصحة . كان شعره الأشقر الطويل ، يلمع من تأثير العناية المنتظمة ، وملابسه جديدة نظيفة ، وجسمه أكثر امتلاء وكأنه كان يأكل جيدا منذ رحيله . . - ماذا حدث لك ؟ - رونان غيرين . . لا رأى ديفي الخوف في عينيها فأسرع يطمئنها . - لم يفعل شيئا يؤذيني ، يا ليلي . على العكس ، نشلني من الضياع وأصلح حالي ، فوضعني في مركز للعلاج من الادمان ، حيث كنت طوال هذا الزمن . . - رونان فعل هذا ؟ ثم جذب انتباهها شئ آخر قاله ديفي : - هل دخلت مركز للعلاج من الادمان ؟ هل أنت الآن . . ؟ . - شفيت الآن تماما ، ولا أنوي العودة الى الادمان مجددا . لم يكن الأمر سهلا أبدا ، ولكن رونان وقف الى جانبي وساعدني في كل خطوة خطوتها .وبعد أن اجتزت هذه المصاعب كلها ، لا أريد العودة على الاطلاق الى ما كنت عليه ، لأنني اقترفت أخطاء فظيعة . - روزالى . أظلمت عينا أخيها ، وقال بصوت خافت : - نعم ، روزالي . قال لي رونان انه أخبرك كل شئ . وفجأة ، عاد ورفع نظره اليها وأمسك بيدها قائلا : - ولكن أقسم لك أنني لم أعطِ أنا تلك الحبة لروزالي . صحيح أننى كنت موجودا ، لكننى كنت في حالة من الشرود بحيث لم أعِ ِ ما يحدث ، فأقنعها أحد الفتيان بتجربة تلك الحبة . وأمسك بيدها وقد اغرورقت عيناه بالدموع : - شعرت بنفسي مسؤولا عن ذلك ، فلو كنت واعيا لتمكنت من منع ذلك ، أو على الأقل ، لنقلتها بسرعة الى المستشفى عندما أدركت أنها في خطر . لن أغفر لنفسي أبدا يا ليلي .فقد أحببت تلك الفتاة من كل قلبي . - وهل يعلم رونان هذا ؟ . ألقت هذا السؤال لاهثة وقلبها يخفق فان علم رونان بأن ديفي غير مسؤول عن موت روزالي ، فقد يتغير الوضع بالنسبة الى علاقتهما . - نعم . ولم يعِ ديفي أن جوابه هذا أطفأ آخر قبس من الأمل لديها . - عندما وجدت أخيرا الشجاعة لأذهب اليه وأطلعه على الحقيقة ، كان مستعدا لمقابلتي . فتحدثنا لساعات طويلة عن طفولتي وموت أبوينا . وبعد ذلك وضع لي برنامجا أسير عليه . لقد أنقذ حياتي يا ليلي . - آه ، يا ديفي . أنت لا تعلم كم يعني لي كل هذا . وأمسكته بيدها تقوده الى الداخل ، لتخفي الدموع التي حرقت عينيها . لقد استطاع رونان أن يصفح عن ديفي ، لكنه لم يستطع أن يحمل نفسه على الاتصال بها . - أصر علي أن أكتب اليك وأعلمك أنني بخير ، وأن آتي لرؤيتك حالما أخرج وقد وعدني بأن يجد لي مهنة لطالما حلمت بها ان بقيت بعيدا عن المخدرات . وأنا مستعد للقيام بذلك اكراما لروزالي ، ولك ، ولرونان . اكتفت ليلي بالايماء بصمت ، وهو يقرن اسمها باسم رونان من دون وعي منه . - تبدين مختلفة يا ليلي ، هل أنت حامل ؟ لاحظ أخيرا التغير الذي أسبغه الحمل عليها . - وفي شهري الرابع . قالت ليلي ذلك بصوت امتزج فيه الضحك والبكاء في آن معا . - هل هو ابن رونان ؟ قال انه ثمة شئ ما بينكما . - شئ ما . . وابتلعت ليلي غصة خانقة وهي تومئ بحزن . واذ لم تستطع مواصلة كبح دموعها انهمرت على وجنتيها . - أواه يا ليلي ! هل يعلم ؟ - لم . . لم أخبره . - لم تخبريه . . . ؟ ولكن عليك أن تفعلي ، يا ليلي ! له الحق في أن يعلم أنه ينتظر مولودا . ألا ترين مدى أهمية ذلك ؟ هذا شئ حسن . لكن ليلي تشك في أن ينظر رونان الى الأمر من هذا المنظار . فقالت بصوت مختنق : - لن يرغب فيه ، يا ديفي ، فهو يكره أسرتنا . . ولكن هذه الكلمات بدت لها فجأة غير مقنعة . فلو أن رونان يكرههم حقا ، لما ساعد أخاها الى هذا الحد . فعادت تقول بألم مغيرة حجتها : - انه لا يحبني . فأجابها بحدة : - هل أنت واثقة من ذلك ؟ فالرجل الذي عاشرته خلال الأشهر الأخيرة ليس هو نفسه رونان الذي كنت أعرفه . لقد تغير ، وكأن نورا انطفأ في أعماقه . وهذا ليس بسبب روزالي فقط . انه أشبه بشخص يعيش على هامش الحياة ، ولا يهتم مثقال ذرة بأي شئ . لم أستطع أن أفهم ما سبب ذلك ، ولكنني الأن كونت فكرة عن الموضوع . رأى بصيص الأمل في عيني أخته ، لم تستطع أن تخفيه . - عليك أن تذهبي اليه . . وأن تخبريه . فهمست بقنوط : لا أستطيع ! ماذا لو أغلق الباب في وجهي ؟ قد يقضي ذلك علي ، خصوصا الآن . - لن تعرفي قط الا اذا حاولت ، أعرف أنه لن يأتي اليك . لقد أخبرني بأنك طلبت منه أن يخرج من حياتك ، والشئ الوحيد الذى يمكنه أن يفعله لأجلك هو أن يبقى بعيدا عنك . - هل قال ذلك ؟ الشئ الوحيد الذي يمكنه أن يفعله لأجلي . لم تستطع أن تمنع ما شعرت به . ففي أعماقها كانت بذرة الشوق الصغيرة قد تجذرت ، وأخذت في النمو . . هل هذا ممكن ؟ أصحيح أن رونان يشعر بشئ نحوها ؟ الحق مع ديفي . ثمة طريقة واحدة لمعرفة ذلك ، ولكن هل تتحلى بالشجاعة الكافية للقيام بذلك . في اليوم التالي وصلت ليلي الى منزل رونان الأنيق لتجده مظلما وأبوابه مغلقة ، فتحول مزاجها من التوجس والتوتر الى القنوط . وأخذت تدعو الله ، بصمت ، أن يكون موجودا ، الا أن أحدا لم يجب على رنين جرس الباب . ماذا تفعل الآن ؟ يمكنها انتظاره . ولكن من يعلم ان كان رونان سيعود هذه الليلة ؟ . في تلك اللحظة لفت نظرها وهج ضئيل ، يتسرب من مكان ما من القسم الخلفي للمنزل الى الحديقة ، فتحركت ليلي بحذر متجهة نحوه . اجتازت الطريق الضيق بجانب المنزل ، فوجدت غرفة جلوس واسعة تطل على حديقة فسيحة ذات باب زجاجي باتساع الجدار تقريبا . كانت الغرفة غارقة في ظلام دامس يخرقه وهج النار في المدفأة الرخامية . لا شك أن رونان أشعل النار للتغلب على صقيع المساء ، فالليلة باردة حقا . ولكن هذا يعني أنه مصمم على العودة هذه الليلة الى المنزل ، واذ همت بالابتعاد لفتت انتباهها حركة خفيفة سمرتها مكانها . - رونان ! . همست باسمه وقد رأت رجلا مستلقيا على الأريكة مستغرقا في نوم عميق جيدا بحيث أن رنين جرس الباب لم يوقظه . راحت تسترق النظر من خلال الزجاج فاستطاعت أن تميز جسمه الطويل ، ووجهه القوي القسمات وشعره القاتم الذي يضيئه لهب نيران المدفأة . رفعت يدها لتدق على الزجاج ولكنها عادت وغيرت رأيها ، لا يمكنها أن تقتحم منزله بهذا الشكل . . وتخيلته يستيقظ مجفلا ليرى ( الزوجة ) التي تركها وراءه في مكان بعيد ، تسترق اليه النظر . ولكن ماذا عليها أن تفعل ؟ واذ دست يديها في جيبي معطفها وجدت المفاتيح التي أعطاها ديفي اليها ، قائلا : - طلب مني رونان أن أستعمل منزله وأعطاني مفاتيحه . خذيها معك ، لا أحد يعلم ، فقد تنفعك . خفق قلبها خوفا ، وأسرعت الى الباب الأمامي للبيت وأدخلت المفتاح في القفل ، وأدارته بخفة كي لا تصدر صوتا عاليا ، ثم فتحت الباب ودخلت الى الردهة الفسيحة . . ما ان أصبحت في الداخل ، حتى تأهبت حواسها كلها . . ثمة شئ مريع . . مريع للغاية ، شعرت بذلك بالغريزة . نظرت حولها متوترة ، ثم أخذت تشتم الهواء كهرة متوترة . حريق ! واقشعر جلدها مذعورة ، ثمة شئ يحترق . وتحركت بسرعة مجتارزة الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس ، ودفعته بقوة لتفتحه ، واذا بالرائحة تزداد سوءا ، بينما الدخان يلف الغرفة . تسمرت رعبا ، وهي ترى جمرة أخرى متوهجة تستقر على السجادة بجانب المدفأة ، وتلتهب بعد أن أدركت طرف صحيفة ملقاة هناك ، التهم اللهب الصحيفة بسرعة وازداد توهجه وهو ينتقل بثبات زاحفا نحو . . - رونان ! صرخت بذلك وهي تندفع الى الأمام ، مختطفة وسادة في طريقها لتضرب بها النار كوسيلة مرتجلة للاطفاء ، الا أنها لم تبال بالنيران وهي تسري في أطراف الوسادة فتصل الى يديها . ولم تتوقف حتي حين تأكدت من انطفائها تماما ، بل أخذت تتابع الضرب فترة طويلة بعد انطفائها . وعلى الأريكة ، أخذ رونان يتحرك متململا بضيق ، وقد أزعجته الضجة . ففتح عينيه الثقيلتي الأجفان وأخذ يحدق مذهولا ، في المشهد البادي أمامه . . ليلي ، هنا ؟ مستحيل . لابد أنه يحلم فغالبا ما يحلم بأنها عادت الى حياته ، لكنه كان دوما يستيقظ ليجد أن مخيلته كانت تخدعه ، كما تخدعه الآن . أخذ يطرف بأجفانه بقوة ، وعاد يركز نظراته ، فرأى المرأة الشقراء ما زالت موجودة . - ماذا . . ؟ ليلي ؟ سمعت ليلي صوت رونان من خلفها ، وبدا لها مضطربا مشتتا . - بحق السماء يا ليلي ، النار مطفأة ! وأمسكت يداه الحازمتان ذراعيها ، لتوقفها عن الحركة . - انها مطفأة . كرر قوله بمزيد من التأكيد ، وقد ظهرت في صوته نبرة منخفضة لم تستطع تفسيرها . - آه . . نعم . خذلها صوتها تماما فأوقفها رونان وضمها اليه لحظة ، ليتركها بعدها ويجتاز الغرفة ويضئ النور . وعندما التفت اليها ، راعها التغير في مظهره . فقد بدا واضحا ، في بنطلونه الجينز وكنزته السوداء ، أنه فقد وزنه بينما غطت الظلال السوداء تحت عينيه ، وظهر الانهاك والقلق على وجهه وكأنه لا ينام جيدا . ولا شك أن الارهاق البادي عليه هو الذي حال دون احساسه بالنيران قبلها هي . أيعقل أن تكون هي السبب ؟ هل كان ديفي محقا حين قال ان رونان يفتقدها ؟ . - يا الهي يا ليلي . . يداك ! جعلها هتاف رونان المصعوق تنظر الى البقع الحمراء على راحتيها ومعصميها بتبلد وعدم فهم . - أنت مصابة ، لابد أنك أحرقت نفسك . - لم . . لم أدرك ذلك . كان هذا صحيحا ، فهي لم تشعر بألم كما لم تفكر في نفسها . فقد صبت اهتمامها كله على انقاذ رونان . - أنت . . وسكت بحدة متغاضيا عما كان يهم بقوله : - أريني . رفعت يديها فأخذ يتلمس راحتيها المصابتين برفق وملامحه القوية مستغرقة في التفكير . - تحتاج هذه اليد الى ضمادات . تعالي الى المطبخ ، ثمة صندوق للاسعافات الأولية . تبعته ليلي ، مذعنة بصمت ، اذ خانها لسانها ازاء اهتمامه واعتنائه بها . - من الأفضل أن أصطحبك الى المستشفى . قال ذلك وقد رأى الدموع المترقرقة في عينيها ، فأخطأ في تقدير سبب ذلك . - هل تشعرين باللألم ؟ . بالمقارنة مع مشاعرها المتكدرة ، بدا لها الألم الجسدي عديم الأهمية . لكنها لا تستطيع ان تقول له ذلك وهي لم تسمع منه كلمة تدل على سروره لحضورها رغم ما أبداه من اهتمام وعناية . - لا ، لا داعي لذلك . فكيف لها أن تخبره عن سبب مجيئها في قسم الطوارئ في المستشفى . - هذا كافِ ، صدقني . وحركت يديها تشير الى الضماد الذى وضعه عليهما . لكن تظاهرها بالشجاعة ما لبث أن تلاشى عندما هاجمتها موجة مفاجئة من الدوار جعلتها تترنح في وقفتها . - ليلي . . ومد يديه اليها ، لكنها ابتعدت عنه بحدة . كانت تحترق شوقا للارتماء بين ذراعيه والاستسلام له كليا ، ولكنها لم تستطع أن تذعن لرغباتها . فاعتناؤه بها لا يدل على أنه يكن لها مشاعر قوية . - انها ردة فعل فقط لما حصل . اذا استطعت الجلوس . . - طبعا . وقادها عائدا بها الى غرفة الجلوس وأجلسها على اريكة خضراء . - ان كانت النار تزعجك ، يمكنني أن . . فأسرعت تطمئنه : - لا ، لا بأس في ذلك . . لم يعد اللهب المتصاعد يزعجها . فقد واجهت لتوها خوفها من النار وتغلبت عليه . ليتها تستطيع أن تفعل الشئ نفسه بالنسبة الى رونان ! لكنها لم تجرؤ على الحديث معه مباشرة لأنها ستخسر الكثير ان كانت النتيجة سلبية . جلس رونان على كرسي أمامها مائلا نحوها ، مريحا ذراعيه على ركبتيه وهو ينظر اليها بعزم : - ليلي ، لماذا أنت هنا ؟ ما الذي جاء بك الى لندن ؟ . حاولت ليلي ، بانفعال ، أن تجد جوابا مبهما . - الأمر يتعلق بزواجنا ، لا يمكننا الاستمرار على هذه الحالة . - فهمت . وتراجع الى الخلف فجأة ، وكأنه أصيب بضربة عنيفة . فقد قضت كلماتها تلك على بصيص الأمل الذي لاح له في الأفق . حاول رونان أن يؤخر اجراءات الطلاق عل ليلي تعيد التفكير في الأمر وتغفر له ما فعله بها من أشياء مفزعة ، فتمنحه فرصة جديدة ليحولا زواجهما الزائف الى زواج حقيقي . ولكن يبدو أن أمله خاب . - طبعا . كان صوته فاترا منخفضا خاليا من المشاعر . - كنت أتساءل متى سيحدث . من هو ؟ لم تفهم ما يقصده : - من هو ؟ عمن تتكلم ؟ . - الرجل الآخر ، الرجل الذي تريدين البقاء معه . أظنك جئتي لتسألي عن سبب تأخري في اجراءات الطلاق . - ليس هذا سبب حضوري ! أفلتت هذه الكلمات منها قبل أن تفكر في مدى حكمتها ، فهي لا تريد أن يظن أن ثمة رجلا آخر في حياتها . . تألقت عيناه ببريق غريب وهو يسألها : - لماذا جئت اذن ؟ . دقت لحظة الحقيقة . فملأ الذعر قلبها واشتعلت النيران في عروقها ، وبدأت تتصبب عرقا . مسحت العرق عن جبينها بيد مرتجفة وهي ترى نظرات رونان اليقظة تتبع حركتها هذه . - أليس من الأفضل لك أن تخلعي معطفك ؟ لم يكن أمامها من خيار سوى الامتثال لرأيه ، حتى لا تثير شكوكه . تنفست بعمق ، ثم وقفت وخلعت معطفها الواقي من المطر الذي كان يخفي حملها . لاحظ على الفور تغير جسمها ، خاصة وأنه يعرف تفاصيله حق المعرفة . لم تدرك الا الآن مدى الشبه بين لون ثوبها هذا وبين لون الثوب الذي لبسته تلك الليلة التي أخذها فيها الى نادى (( الليدز )) تلك الليلة التي حملت فيها بجنينها . - هل أنت حامل ؟ فأطلقت ضحكة صغيرة مرتجفة للحيرة التي بدت عليه : - لا يمكنني انكار هذا ، أليس كذلك ؟ . وأخذت تسوي كنزتها فوق الانتفاخ البسيط الذي بدأ يظهر . ولكن عندما نظرت الى رونان ، صدمت للغضب العنيف الذي كانت تلتهب به عيناه وقد تصلبت ملامحه حتى بدت وكأنها منحوته من حجر الصوان . أتراها أخطأت في الحكم على الأشياء ؟ - وهل أردت اخفاء الأمر عني ؟ سألها بصوت جاف وهو يندفع واقفا ، فأجابته وهي ترتجف : - لكنني أتيت لأخبرك ، أليس كذلك ؟ . تمنت لو أنه لم يقف بقربها مشرفا عليها بقامته الفارعة القوية مهددا ، وشعرت وكأن الأرض تنهار تحت قدميها ، جاهلة ما اذا كان غضبه هذا لأنها لم تخبره قبل الآن لأنها حامل بطفل لا يريده . - لقد تأخرت طويلا . - كنت . . وعندما لم تستطع أن تكمل كلامها ، ألح عليها يسألها : - كنت . . ؟ يا ليلي . . ؟ كنت ماذا ؟ . - كنت خائفة ! قذفت هذه الكلمة في وجهه ، متخلية بذلك عن تحفظها . - خائفة ! ردد كلمتها هذه مذهولا . . - خائفة من ماذا ؟ من أن أطلب منك أن تجهضى ؟ أواه ، يا ليلي . . تغير مزاجه فجأة وتلاشى التوتر من جسمه القوي ، واسترخت ملامحه القاسية المتصلبة . - أنت مخطئة جدا . قال ذلك برقة فائقة جعلت ليلي تحدق اليه مضطربة غير مصدقة . - لكن يجب أن تري أن هذا يغير كل شئ وعليك أن تطلبي من صديقك أن يبحث عن امرأة أخرى . مستحيل أن أوافق على الطلاق الآن . - أنا . . فانفجرت تقول بيأس : - ليس لدي صديق . وكم مرة علي ان أخبرك بأنني لم أحضر الى هنا من أجل الطلاق . نظر اليها مستغربا وسألها : - ما الذي أتى بك اذن ؟ . كانت قوى ليلي قد استنفذت كلها فجلست فجأة وقد شعرت أن ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها أكثر من ذلك . فالدقائق التالية ستقرر مستقبلها ، وكل شئ وقف على ردة فعل رونان لما ستقوله . . تقدم رونان يجلس بجانبها : - ليلي ! أجيبي على سؤالي ! . - لم تكف عن توجيه الأسئلة حتى الآن . . تمكنت ليلي من أن تقول بصوت مضطرب ، وهي تلتمس في وجهه ما يشجعها على الأمل . لم تعرف ما اذا كان اللهب في عينيه هو ما تبحث عنه ، ولكن لم يعد بوسعها أن تتراجع ، لأنها قطعت شوطا طويلا . وقد حان الوقت للمغامرة بكل شئ في ضربة واحده . - وحان الوقت لتجيب عن أسئلتي ويمكنك أن تبدأ باخباري لماذا ساعدت ديفي ؟ - وهل رأيته ؟ كان سؤاله سريعا ودفاعيا في آن معا . - رأيته . وأخبرني ما فعلت لأجله . . أما ما أريد أن أعرفه ، يا رونان ، فهو . . لماذا ؟ - لأنه لم يعط روزالي الحبة . وأخذ يحدق في السجادة المحروقة في محاولة منه لتجنب نظراتها الفاحصة . - أعرف هذا ، انما ما يدهشني هو أنك منحته الفرصة ليشرح لك الأمر ، مع أنني حسيتك ستقتله عند رؤيته . توهج وجه رونان وهو يهز رأسه بحماسة . - شفيت من الرغبة في الانتقام بعد تصرفي الأحمق معك ، لأنني أدركت أنه لم يحل شيئا ، ولم يخدم هدفا على الاطلاق . فقد تكومت الآلام فوق بعضها بعضا ثم حطمتني عندما آذيتك . . خفق قلبها بعنف لكلماته هذه . - ولكن لماذا . . ؟ - لماذا ساعدت أخاك ؟ وتنهد رونان بعمق ، وأخذت أصابعه تنقر بقلق على ذراع الأريكة . أتراه متوترا ؟ - عندما حدثتني عن موت والديكما أدركت أنني لن أتمكن أبدا من النظر الى ديفي من المنظار نفسه ، فوجدت نفسي ، أشعر بالعطف عليه . وعندما جاء ليراني ، ليخبرني بحقيقة ما حدث ، لم أر فيه ذلك السفاح عديم المسئولية الذي كنت أعتقده ، بل رأيت ديفي الحقيقي . فوراء كل ذلك التبجح واللامسؤولية ، رأيت الصبي الصغير الضائع الخائف من أن يكون مسؤولا عما حدث لأمه وأبيه ، الذي جعله تأثير ذلك يعتبر نفسه مسؤولا عما حدث لروزالي أيضا ، رغم أنه لم يكن مشتركا في ذلك بشكل مباشر . أخذ نفسا عميقا ، وتابع يقول : - فعلت ما فعلته من أجل روزالي أيضا . فقد أحبت ديفي ، والشئ الوحيد الذي بامكاني أن أفعله لأجلها هو أن أتأكد من أنه بخير ، وفعلت ذلك لأجل نفسي أيضا . فبعد الفوضى التي أحدثتها في حياة الآخريين ، أردت أن أصلح بعض الأمور . أخذت ليلي تفكر باكتئاب بأن ما فعله كان لأجل ديفي ، وروزالي ورونان نفسه ، ولكن ماذا عنها هي ؟ . وقالت بصوت منخفض حزين : - أما أنا ، فلم تفكر بي قط . رفع رونان رأسه بحدة ، ونظر في عينيها المظلمتين : - لم أفكر بك ؟ ولكنك كنت السبب الوحيد في كل شئ ، القوة الدافعة وراء كل ما فعلته أنا . فما فعلته كان بسببك . . ولأجلك . - أنا . . لكنها عجزت عن الكلام . فما قاله لا يصدق ، ومن الصعب عليها أن تستوعبه مرة واحدة ، ومد رونان يده يأخذ يديها بيديه . - كان شعوري بالذنب بما فعلته بك بالغا . فقد أدركت مدى قسوتي وأنانيتي ورغبتي السخيفة في الانتقام . - لأنك كنت تتألم كثيرا . قالت ليلي ذلك وهي لم تعد قادرة على تحمل عذابه وهو يعنف نفسه بهذا الشكل . ولكنه هز رأسه بعنف وكأنه ينكر عليها محاولتها تبرير عمله . - هذا ليس عذرا ، ما فعلته كان خطأ . كنت بريئة فآذيتك بشكل فظيع ، وعاملتك بطريقة لا يمكن لانسان أن يعامل بها انسانا آخر ، فكيف اذا كان ذلك الشخص . . وسكت لبرهة قبل أن يتابع كلامه قائلا : - أريد منك أن تعرفي أنني لم أكن أقصد قط مطارحتك الغرام . أردت أن أتركك في نفس الليلة ، وأرحل من دون اتمام الزواج حتى تنتهي منه بسهولة . وظهر في ابتسامته الاشمئزاز والازدراء لنفسه وهو يتابع : - كنت سأخبرك بينما كنا نأكل . ولكن حين أخذت تطعمينني بيدك لم أستطع منع نفسي . . . واهتز جسمه القوي لذكرياته . - وفقدت صوابي والقدرة على تمالك نفسي وذهبت بنا الأمور الى أبعد حد فتعقدت المسألة أكثر بكثير مما كنت تصورت ، وأنا لا أستغرب مبلغ كراهيتك لي بهذا الشكل . - أنا لا أكرهك . قالت له ذلك برقة وثقة . . صعق رونان وبدا الاضطراب في عينيه : - لا بد أنك كذلك . . فأنا أكره نفسي ولا يمكن أن أصفح عن كل ما . . . - لكنني أغفر لك ما فعلته . تسمر في مكانه ، وقد ارتد رأسه الي الخلف بحدة . ونظر في عينيها بعينين مظلمتين تفصحان عن ألم وضعف طعناها في الصميم . - أنت . . - نعم أصفح عن كل شئ فعلته . - ولكن كيف ؟ - لأنني أفهم السبب الذي جعلك تفعل هذا . فقد كنت تتألم بشدة . - وعندما تحب شخصا ، يصبح من السهل أن تغفر له . - الحب ؟ كان صوته أجش صادرا من الأعماق ، مفصحا عن عمق مشاعره الحقيقة . - لا يمكنك أن تحبيني ! ومع ذلك واجهت النيران لأجلي . . تابع ذلك محدثا نفسه تقريبا ، وقد امتلأ صوته بنوع من الرهبة : - لو تعلمين ما شعرت به عندما استيقظت ورأيتك . وكنت أعلم مبلغ فزعك من اللهب . كانت ابتسامة ليلي واسعة رقيقة تفصح عن كل ما في قلبها . . - لم أفكر في النار لأنك كنت في خطر ولأنني . . لأنني أحبك . . آه ، يا رونان ، كم أحبك ! وهذا هو سبب وجودي هنا . فأنا أحبك وأريد أن نجعل زواجنا حقيقيا ، حتى يكون لابننا . . - لكنك قلت انك تكرهينني ! - أواه ، يا رونان ! واذ تمزقت مشاعرها بين الضحك والبكاء ، لم تستطع الا أن تهز رأسها استنكارا لكلماتها الحمقاء تلك . - لست وحدك من ينطق بكلمات غبية ومؤذية ليخفي من خلالها الألم في داخله . فأنا لم اقل ذلك الا لأغطي حبي لك ، تماما كما تركتك ترحل لأنني ظننت أن هذا جل ما يمكنني أن أفعله لأجلك . فقد تالمت كثيرا . . - لكنني رحلت فقط لأن هذا جل ما يمكنني القيام به لأجلك . وعندما هز رونان رأسه مستغربا حماقته ، استجمعت ليلي شجاعتها لتلقي عليه السؤال الذي يهمها جوابه أكثر من أي شئ آخر : - أيمكنك الآن أن تنهي جملتك ؟ . - جملتى ؟ ونظر اليها باستغراب . . - قلت انه ما كان يجدر بك أن تعامل أي شخص بتلك الطريقة . . فكيف ان كان ذلك الشخص . . فأكمل رونان جملته بصوت حافل بالاخلاص : - فكيف اذ كان ذلك الشخص امرأة أحبها أكثر من أي شئ في العالم وأنا أحبك يا ليلي ! أحبك أكثر من الحياة نفسها ، واذا كان بامكانك حقا أن تصفحي عني ، فسأمضي بقية حياتي في اسعادك . .. وسكت عندما وضعت ليلي يدا رقيقة علي فمه تسكته . - أعرف هذا . لقد رأيت مبلغ حبك لروزالي ، فان كنت تكن لي ذلك النوع من الاخلاص والتفاني ، فكيف لا أكون سعيدة ؟ - آه ، يا ليلي . . وأخذها بين ذراعيه يشدها اليه حتى لم تعد تستطيع أن تتنفس ، وقبلها بشوق وعاطفة دلت على حبه ورغبته وحاجته اليها أكثر مما يمكن أن تفصح عنه الكلمات . عندما تركها أخيرا ، كان قلبها يخفق بشدة بين ضلوعها وقد اشتعلت النيران في عروقها ، فاخذ الشوق في داخلها يطالب بالمزيد . ولكن بقي لديها سؤال واحد : - أتظن أن والديك سيقبلان بي ؟ . وجاء دور رونان الآن ليسكتها باصبعه : - يكفي أن ينظرا اليك ليحباك . وتابع يقول وقد رأى الاهتمام على وجهها : - انهما يعلمان أن ديفي ليس مسؤولا عما حدث لروزالي . وعندما يعرفان بأمر الطفل ، فسيسرهما استقبالك في الأسرة . صحيح ألأن طفلنا لن يأخذ مكان روزالي ، لكنه سيملأ الفراغ الذي خلفته . وبصفتك زوجتي . . . - زوجتي ! رددت ليلي الكلمة برهبة ، فلم تخل أبدا أنها ستصبح زوجة رونان فعلا . وعندما رفعت يدها لتلمس وجهه بمحبة ، تذكرت بندم حماقتها يوم ألقت خاتم زواجهما في القناة . . فصرخت بأسي : - رونان ، ليس لدي خاتم . أنا . . . - سأعطيك خاتم آخر ، خاتم حب لزواج حقيقي بين عقلين وقلبين وسنقيم حفلة زفاف أخري . انا ، نحن الاثنين . وقد ندعو اليها أبوي وديفي . وعندما أتعهد بأن أحبك وأحميك ، فستعلمين هذه المرة أنني أعني ما أقول . . أخذها مرة أخرى بين ذراعيه وراح يقبلها الى أن دار رأسها . ولم يعد بامكانها السيطرة على النيران التي استعرت في داخلها ، مما جعلها ترتجف على صدره . وتمتمت : - ذلك الزواج ، الذي هو بين عقلين وقلبين . . أظنك نسيت شيئا . . . - ماذا ؟ جعلتها تلك الضحكة التي تخللت الكلمات تدرك أنه يعرف تماما ما تعنيه . ولكنه ، مع ذلك ، تظاهر بعدم الفهم . تسللت أصابعها تحت كنزته فارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة عندما شعرت بردة فعله وتوتر عضلاته القوية . - أنت لم تذكر جسدينا . . كان عليك أن تقول قلبينا وعقلينا وجسدينا . - اتحاد المشاعر والثقافة والجسد ، هذا هو نوع الزواج الذي أريده . - وأنا أيضا . . قال رونان بصوت ملئ بالرغبة : - أتريدين أن أريك مقدار ذلك ؟ . فتألقت ابتسامة ليلي تظهر سعادتها . - انتظرت طويلا هذا السؤال . نعم ، أريد ذلك من كل قلبي . وعندما حملها رونان وخرج بها من الغرفة شعرت بسعادة بالغة وهي تعلم أنها زوجته الآن ليس ليوم واحد ، بل لكل أيام عمرها . تمت | ||||||||||
04-10-17, 04:36 PM | #20 | |||||
| اقتباس:
| |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|