آخر 10 مشاركات
نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 06:02 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


10 – قلب لا يعرف السلام

لا يريد أن يخبرها .
توترت أعصابها وأصيبت بالذعر فتسارعت دقات قلبها ، واشتد خفقان النبض في عنقها حتى كادت تختنق . ما الذي حصل فعلا ولم يشأ لها أن تعرفه ؟ انه لا يريد أن يخبرها .
تردد صدى هذه الكلمات داخل رأس رونان بألم ، فكل ما خشى أن حدث وهو مستلق في ظلمة الليل قد تحقق ، ولم يعرف كيف سيواجه تلك الحقيقة .

.

لقد خيل اليه أن ديفي أطلع ليلي على كل شئ . فمنذ لاحظ أنها تحاول أن تشتري سلامة أخيها ، أقنع نفسه بأن كل ما يأخذه منها من متعة له ما يبرره بالنسبة لشروطها اللاأخلاقية .
ولكن اتضح له الآن أنها بريئة من كل التهم لأنها تجهل ما فعله ديفي .
واذ أعمته رغبة الانتقام ، استولى على حياتها وسحقها ، وداس على مشاعرها بلا مبالاة . ألم يجعل منه تصرفه هذا أسوأ أخ ؟
ان أخبرها الآن الحقيقة ، فستكرهه أكثر من أى وقت مضى ، وتطلب منه الرحيل الى الأبد . وسيخسر أي فرصة يعرف فيها المزيد عن ليلي .
جل ما بوسعه أن يفعله هو أن يسهل الأمور عليها قدر الامكان . هذا ان كان من السهل عليها أن تعرف أنها وقعت ضحية للاستغلال والكذب من كليهما .
هكذا أصر على أن يرتديا ملابسهما ويتناولا الافطار قبل البدء بالكلام .
ولكن الافطار ، لم يكن سوى مجرد عمل آلي اذ لم يتناولا الا القليل والقليل جدا منه .
وأخيرا ، حمل رونان فنجان القهوة الى غرفة الجلوس وتبعته ليلي بصمت ، وعندما وقفت عند العتبة لا تدري ما تفعل ، قال:
- اجلسي .
- هل من داع لذلك ؟

.

وندمت على الفور لوقاحتها هذه ، فكل من يرى وجه رونان المقطب وكآبة عينيه ، يعرف أن مزاحها في غير محله .
- آسفة .
وتهالكت على الكرسي .
أخذ قلبها يخفق بعنف ، وشعرت بالغثيان من رائحة القهوة في يدها فوضعت فنجانها جانبا بسرعة .
بدأ رونان كلامه قائلا :
- غريب كيف يمكن أن تتغير حياة المرء في ظرف ستة أشهر . ففي ستة أشهر ، تجدين أن كل ما تؤمنين به أو تحبينه يتحطم أو يتلف بشكل يتعذر اصلاحه .
ستة أشهر ؟ ولكن مرت أربعة أشهر فقط منذ تعرفت على رونان لأول مرة ، وأثناء تلك الأسابيع الطويلة ضرب اعصار عنيف حياتها وقضى عليها .
فأجابته بتأثر :
- أعلم هذا .
رفع رونان رأسه بحدة ، وعيناه تتوهجان في عينيها قائلا :
- نعم ، من المفروض أنك تعلمين .
وهبطت نظراته الى فنجان القهوة مرة أخرى ، محدقا فيه وكأنه ، مثلها ، لا يرغب في شربه .
- أظن أن وضعي كان مشابها تماما لوضعك عندما كنت في السابعة عشرة ، فقبل ستة أشهر كنت أحظى بكل ما قد يسعد المرء . أموال كثيرة ، نجاح واسع ، صحة جيدة والأفضل من كل شئ أسرة رائعة .
خفق قلب ليلي بحدة ، فشهقت بصوت مرتفع ، هل كان لديه أسرة ؟
وتردد صدى هذه الكلمات في رأسها وكأنه دقات جرس الموت المريع لكل أمل لديها . فحين سألته أثناء عرسهما عن أسرته ، أجاب أن ليس لديه أسرة وها هو الآن يثبت مخاوفها بقوله :
- كان لدي أم وأب وأخت صغيرة أعشقها .
- آه ، يا لهي رونان ! ماذا حدث ؟
- حدث أن تعرفت الى أخيك .



وتغيرت ملامح وجهه ، والتوى فمه بمرارة وأصبحت عيناه كالفولاذ .
- د . . ديفي ؟
- نعم ديفي . ديفي كورنويل اللعين . دعيني أخبرك عن أخيك أو عما أسميه (( تأثير كورنويل )) .
لا . . أرادت ليلي أن تصرخ ، وتسد أذنيها بيديها .
- كانت أختى ، روزالي ، على وشك اتمام عامها الثامن عشر ، وفي آخر سنة من دراستها العالية . .
- روزالي .
واشتد توتر أعصاب ليلي وهي تتذكر كلامه السابق عنها . فقد ظنت حينذاك ، أنه يتحدث عن حبيبة قديمة ، ولكنه كان يقصد أخته .
- كانت بالغة الذكاء ، والجمال ، انظري هذه صورتها .
ومد يده الى جيبه فأخرج محفظته ومنها صورة ألقاها على المنضدة حتى تراها ليلي .
فتاة صبية ، طويلة ، رشيقة ، تشبه رونان . عيناها زرقاوان متألقتان وشعرها بني محمر ، وابتسامتها وراسعة تتألق سعادة . وأجفلت ليلي في داخلها وهي تفكر في كلماته ( كان لدي أخت صغيرة ) .
- كنا نتوقع لها مستقبلا رائعا ، لأنها أرادت أن تلتحق بكلية الحقوق . ولكنها تعرفت الى أخيك .
وضرب بقبضته اليمنى راحة يده اليسرى بعنف فأجفلت ليلي ، وانكمشت في كرسيها .
- لقد عرفتها بأخيك .
- آه ، لا .

.

تضرعت اليه أن يصمت وقد فقدت قدرتها على سماع لهجة المرارة وهو يعنف نفسه .
فألقى عليها نظرة ساخرة مرة الى حد مزقت قلبها .
- في طيات الأكاذيب التي أخبرك اياها ، قد تجدين شيئا من الحقيقة .
فقد وقعت معه عقدا ، لأنقذه من المأزق الذي زج نفسه فيه .
- ولماذا فعلت ذلك ؟
- في التاسعة عشرة من عمري ، وخلال سنتي الجامعية الأولى ، استهواني اللهو وصرت أتغيب عن المحاضرات ، وأهمل دروسي الى أن أدركت أن علي أن أعيد الامتحان أو اطرد من الجامعة . ولهذا السبب تعاطفت مع أخيك ، خاصة وأنه يملك موهبة حقيقية ، فهو موسيقي مذهل وصوته صوت ملائكي ومؤلفاته الموسيقية مميزة . لقد عزف لي بعض القطع من تأليفه ، وأثرت في أي تأثير .
وماتت الكلمات على شفتيه ، ومرت لحظات صمت عميق لم تستطع خلالها أن تحول عينيها عن رونان . وكان وجهه شاحبا والعذاب البادي يحترق في عينيه . ثم قال بجفاء :
- وهذا ما جعل روزالي تبكي .
- آه ، يا الهي !
وغالبت ليلي دموعها كي لا يظن رونان أنها من أجل ديفي ، فيسئ الحكم على موضع تعاطفها .
وتنهد رونان بعمق وهو يدس يده في شعره .
- كنت أعلم أن ديفي مدمن كحول . أما ما كنت أجهله فهو تعاطيه المخدرات أيضا .
- المخدرات ؟
أطلقت صرخة ذعر حولت عيني رونان الحزينتين الى وجهها .
- ألم تكوني على علم بالأمر ؟ ألم تلاحظى شيئا خلال وجوده هنا ؟
- أنا . .
فهمت الآن سبب مزاج ديفي العنيف والمتقلب والنظرات البليدة في عينيه وهزاله البالغ واختفاء النقود من حقيبة يدها .
- ماذا . . ؟

.

حاولت أن تتكلم فخذلها صوتها . لكن رونان فسر صمتها بسهولة .

- في البداية كان يأخذ حبوبا مضادة للاكتئاب . ولكن ، عندما تعرفت اليه كان قد بدأ يتعاطى الهيروين .
- أواه ، يا ديفي !
كيف يمكن أن يحدث هذا لأخيها الصغير ؟
- لم أكن أعلم أنه خرج عن الطريق المستقيم الى هذا الحد .
لقد أعماها حبها لأخيها فلم تر عيوبه .
كانت ايماءة رونان اعترافا حزينا بأنه يصدقها .
- حاولت أن أعالج المشكلة ، وأجعله يتبع برنامجا لاعادة تأهيله ووعدته بأن أساعده على بناء مستقبل عظيم ان أحسن التصرف . ولكنني لم أحسب حساب أصدقائه ، أعضاء فرقة موسيقية اعتاد أن يعزف معهم .
والتفت اليها ، فتنفست بعمق :
- لم يحسن ديفي قط اختيار أصدقائه . فقد كان يحرص على ارضاء الشخص ليقبل به مرافقا .
فقال رونان ساخرا :
- استمر رفاقه بتمويله بالشراب والمخدرات حتى أضروا به . أخوك ، يا ليلي ، يملك موهبة عظيمة . لكنه أفسد كل شئ تحت تأثير رفاقه .
- لقد أخبرنى ذلك .
واذ لاحظت أنه يضغط بشدة على فنجانه ، خافت أن يهشمه فسارت اليه تأخذه منه ، ثم نظرت في عينيه ، وهي تضيف باخلاص :
- كان يشعر بالأسف الخالص لذلك .
- حري به أن يشعر بالأسف .
أجابها رونان بذلك باختصار ووجهه كحجر الصوان .

.

- أردت أن أقيده بعقد ، حتى يعود الى رشده ويواجه الواقع فيجتهد في العمل ليبني مستقبله . وبعد أن توقف عن دفع الايجار طرد من شقته ، فدعوته للاقامة عندي فترة من الزمن ، وهناك تعرف الى أختى .
ثم نهض واقفا واجتاز الباب المؤدي الى الحديقة حيث وقف يحدق الى المطر وقد بدت الكراهية في كل خلية من كيانه .
- وصلت روزالي أثناء غيابي عن البيت ، وعند عودتي بدا واضحا أن ديفي قد فتنها ودخل قلبها . انه فتي وسيم ، وساحر . وان صمم على شئ لا يستطيع أحد ردعه .
- وحذرت أختك منه طبعا .
- وماذا يفترض بي أن أفعل غير ذلك بحق جهنم ؟
قال ذلك وهو يستدير ليواجهها فأجفلت وهي تدرك أنه أخطأ فهم كلامها ، واعتبره انتقادا .
- أردتها أن تمنحنى وقتا لأصلحه وأعيده الى الطريق المستقيم . ولكنها اتهمتني بالاستبداد وادعت أنني لا أعرف شيئا عن الحب . أظنها شبهت نفسها بجولييت وهو بروميو ، فلقيت المصير نفسه تقريبا .
وتملك ليلي الأسى وهي ترى ارتجاف يديه الكاشف عن الكآبة التي سيطرت عليه . وتمنت لو تسير اليه وتحتضنه مواسية ، لكن حدسها أنبأها بأنه سيرفض هذا .
- وماذا حدث ؟
- في عيد ميلادها الثامن عشر أخذها ديفي الى أحد النوادي الذي تعود أن يرتادها للاحتفال . وفي ذلك المكان كانوا يزودونه بكمية وافية من المخدرات .
- أه ، لا . .
همست ليلي بذلك وقد بدأت تدرك ما حدث . وتابع كلامه قائلا :
- آه ، نعم . لقد جعلها تبتلع حبة لعينة كاملة من حبوب (( النشوة )) تلك .
كانت نبرة صوته عنيفة للغاية ، تعكس الألم الذي لم يسمح له بالظهور على ملامحه . فبدا لها وكأنه حبس هذا العذاب في داخله طوال الوقت ، حتى أخذ يتقيح مسمما كيانه .

.

- حبة واحدة ، قتلتها تلك الحبة . بقيت في قسم العناية الفائقة عدة أيام ، لكننا كنا نعلم جميعا أنه لا أمل يرجى .
التفتت ليلي الى منضدة القهوة ببطء ، تعيد النظر الى صورة روزالي التي تركها رونان هناك فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تتصور هذه المخلوقة الجميلة الضاحكة المليئة بالحياة ، ممددة جثة هامدة . وتذكرت مبلغ الوحشية التي شعرته بها عندما مات والداها بذلك العمر المبكر . ورأت أن بامكانها أن تشارك رونان الصدمة والعذاب اللذين عانا منهما ازاء خسارته الهائلة تلك .
- رونان . أنا آسفة . .
لكنه لم يسمعها ، لأنه كان يهم بالخروج من الغرفة ، وكاد يخرج من الباب عندما أدركت ذلك .
- رونان !
وتعثرت راكضة خلفه وقد تملكها الذهول والاضطراب ، ثم أمسكت به في الردهة .
- رونان ، انتظر .
بدت لها النظرة التي ألقاها عليها أشبه بصفعة على وجهها .
- هذا ليس كل شئ ، أليس كذلك ؟
- أليس كافيا ؟

.

بل أكثر مما يكفي ، وأكثر مما تستطيع احتماله . ولكنها تريد أن تعرف الحقيقة بأكملها مهما كانت قاسية .
عاد رونان يبتعد عنها ، فأرغمت نفسها على اللحاق به الى الردهة ومن ثم الى الخارج . ذكرها هذا المشهد باليوم الأول من زواجهما ، حين لحقت به الى هنا بنفس الطريقة ، طالبة منه تفسيرا .
- رونان ، أخبرني ؟
وقف بشكل مفاجئ فكادت تصطدم به من الخلف . ولكن عندما تقدمت الى الأمام لترى وجهه ، اعتصر قلبها لرؤية شحوب وجهه والحزن في عينيه .
فقالت تلح عليه :
- أخبرني .
مضت لحظة طويلة ظنت خلالها أنه سيهز رأسه نفيا ويرفض اخبارها .
لكنه عاد فنصب قامته وكأنه قبل ما لا مناص منه .
- وجد أبي نفسه مرغما على اتخاذ قرار قطع أجهزة امدادات الحياة عن روزالي التي كانت ميتة سريريا . ولكن هذا القرار حطمه ، اذ لا يتوقع الآباء العيش أكثر من أولادهم . وذهب الى الكاراج وملأ أنبوبة من العادم أفرغها في السيارة ، ثم أدار المحرك وكنت أنا من وجدته .

وارتسم على وجهه رعب تلك اللحظة .

- وهل . .
ولم تستطع أن تكمل سؤالها .
- لا والحمد لله أدركته قبل فوات الأوان . لكنه بقي في حالة خطرة لبعض الوقت .
ونظر الى وجهها الذاهل بما يشبه الشماتة المتجهمة :
- حسنا ، أنت من أراد معرفة الحقيقة .
- نعم ، هذا صحيح .
وهي الآن تعلم . شعرت في أعماقها وكأنها تتمزق وكأنها لن تعود أبدا انسانا سويا .
- وأمك ؟
- بذلت قصارى جهدها لتتماسك وتمنع نفسها من الانهيار اذ كان والدي بحاجة اليها .
- أخبرتني أنه ليس لديك أسرة .
فأجابها بصوت بارد ، باتر كالسيف :
- كذبت عليك . كان ينبغي أن أخبرك بأن أفراد عائلتي يرفضون حضور الزفاف .
- لا شك أن والديك لم يرضيا بهذا الزواج .
أخذت تتذكر بأن المدعويين كانوا من الموظفين الذين لا يعلمون شيئا عن حياته الخاصة أو يتحدثون عنها ، ما عدا شاهد العرس الذي أزعجها موقفه حينذاك .

.

- بالضبط . لم يكن بوسعي أن أقول لهما ، اننى سأتزوج من أخت الفتى الذي أعطى الحبة القاتلة لروزالي ، فهل ستحضرن ؟
لذعتها سخريته القاسية بينما تابع كلامه قائلا :
- لا أظنهما كانا سيحضران الزفاف .
- ألم تخبرهما الحقيقة ؟
الحقيقة هي أنه أراد أن يستعمل ذلك الزواج سلاحا ضد أخيها .
هز رأسه وهو يقول :
- كان حزنهما عميقا جدا ، فخطر لي أن أعالج الأمور بنفسي .
- وتقصد بذلك الانتقام ؟
- أردت أن أؤذى أخاك ، وأدمره كما دمر أسرتي . لكنني لم أستطع العثور على ديفي . فمنذ موت روزالي توارى عن الأنظار ، فخطر لي أن ثمة طريقة أخرى .
فقالت مرغمة نفسها :
- أنا .
أجاب بخشونة :
- أنت .
ليته يستطيع الانكار ! ولكنه وعدها بأن يخبرها الحقيقة كاملة ، مهما كلفه ذلك .
وما الفرق الآن ؟ لقد فقدها ، كما كان يتوقع . رأى ذلك في عينيها ، وفي الظلال التي كانت تحيط بهما ، وفي صوتها البارد النائي . لقد فقدها . . وكاد يقهقه ضاحكا لهذه السخرية المرة . ما الذي سيخسره ؟ منذ أسبوع أوضحت ليلي شعورها نحوه . ربما يستطيع لمسها وبعث رعشة الحياة في جسمها ، ولكنه لن يستطيع أبدا أن يصل الى عقلها الذي أغلقته في وجهه . فقد كرهته لما فعله بها ، ومن يلومها ؟ فهو يكره نفسه .

.

- غالبا ما كان ديفي يتحدث عنك . ماذا تعملين وأين تعيشين ، فحسبت أنني استطيع الوصول اليه من خلالك ، واعتبرت الأمر عدلا . ليس العين بالعين انما الأخت بالأخت .
- وتدمر سعادتى ؟ وتدمرنى ؟
كان من التهذيب ، على الأقل ، بحيث لم يتجاهل هذا السؤال ، فنظر في عينيها مباشرة وهو يجيب :
- نعم كانت تلك خطتي .
- وهل أنت سعيد الآن ؟
- سعيد ؟
ردد هذه الكلمة وكأنه لم يفهمها .
- لا ، لست سعيدا .
- وما الذى يسعدك اذن ؟
قذفت هذه الكلمة في وجهه بمزيج من الألم والتحدي والرعب لفكرة أنه حتى الآن لم يشعر بالرضا ، فما فعله ديفي كان مرعبا ، ولكنه شعر على الأقل بالندم ، وتأنيب الضمير .
- ومتى تتخلص من كراهيتك هذه ؟ بعد أن تحطم حياتى تماما ؟ لكنك حطمتها الآن ! وجعلتنى أكرهك كما لم أكره انسانا من قبل . .

.


مع كل تهمة ألقتها ، كانت تتقدم الى الأمام واذا بها تذهل وهي ترى رونان يتراجع مبتعدا عنها ، رافعا يديه أمامه وكأنه يدافع عن نفسه .

لم يخطر في بالها قط أن رونان قد يحتاج الى من يحميه منها . كانت بعيدة عن العقل بحيث كادت تمحو العذاب
الذي تحسه .
- متى تخرج من حياتي يا رونان ؟ متى ترحل الى الأبد وتتركنى بسلام ؟ ولكن الى أي مدى تريد أن تبتعد عنى ؟ أتريد تدمير ديفي ، أم أنك تريد أن تراني ميتة ، مثل روزالي .
تسمر مكانه وهو يسمع كلماتها تلك وراح يحدق اليها وقد زال من وجهه كل أثر من لون .
- يا الهي ! يا ليلي ! لا ، أبدا ! لم يخطر في بالي قط . .
- بل لم يخطر في بالك أى شئ على الاطلاق ! لم يخطر في بالك أن تخبرني عما فعله ديفي ، لتمنحني الفرصة لأظهر لك تعاطفي معك ، لم يخطر في بالك قط أنني قد أجد حلا . .
- ما كان بامكانك . .
- ما كان بامكانى أن أفعل شيئا ؟ وهل منحتني فرصة ؟ كان بامكاني أن أبذل جهدي لتصليح الأمور !
- وهل تحبين أخاك الى هذا الحد ؟
- أحب أخي بقدر ما كنت تحب أختك . هل أقنعك هذا الجواب ؟

.

ولقد أقنعه فعلا ، فلطالما تساءل عن السبب الذي جعلها تقبل مشاطرته حياته الزوجية بعد أن قالت انها تفضل الموت على ذلك . ها قد وجد الجواب على سؤاله .
فقد قدمت ليلي نفسها قربانا لأجل أخيها ، معتقدة أن ذلك قد يساعده . وقبلت أن تشاركه سريره عله ينسى حقده على أخيها .
لم يعد من سبيل للتراجع الآن . لم يعد من سبيل لشفاء الجراح التي احدثها في نفسها ، جل ما يمكنه القيام به لأجلها هو أن يتركها بسلام كما طلبت منه .
واذ به يدرك فجأة ، وفي تلك اللحظة بالذات ، أنه يحب هذه المرأة ، وأن الطريقة الوحيدة لاثبات ذلك هي أن يبتعد عنها .
أرغم نفسه على أن يجيبها من خلال شفتيه المتخشبتين :
- نعم . أظن ذلك . ساعطيك الآن جوابا عن سؤالك.
- سؤالى . . ؟
وحاولت أن تتذكر سؤالها ذاك ، ولكن عقلها توقف عن العمل كما تجمد الدم في عروقها ، ازاء لهجته الفاترة والازدراء الثلجي في عينيه .
- طلبت مني أن أخرج من حياتك ، وارحل وأتركك بسلام والى الأبد ؟
- ولكن . .
لم تستطع القول انها قالت ذلك بدافع الغضب والألم . فآخر ما تريده هو أن يخرج من حياتها ، لأنها تحبه وقد تموت ان تركها من جديد .
ولكن هذا ليس عدلا ، فرونان لا يحبها ، ويعتبرها مجرد أداة للانتقام من ديفي . فما فعله ديفي سيبقى دائما عائقا بينهما . لقد ألحق أخوها الأذى برونان وأسرته الى حد لن تستطيع الضغط عليه أكثر ليواصل علاقته بالأسرة التي يكرهها أشد الكره .

.

انها تحب رونان أكثر من الحياة نفسها ، لكنها تعلم ، أن الطريقة الوحيدة لاظهار حبها هي بأن تطلق سراحه ليتعرف الى امرأة أخرى ، قد تساعده على شفاء الجرح الذي أحدثه فقدانه لأخته .
وقفت صامته ، تستمع اليه من دون أن تنبس بكلمة ، رغم أن قلبها كان يصرخ بعذاب .
- الجواب هو أننى سأحزم أمتعتتي وأختفي من حياتك من دون عودة ، فهذه المرة سأتركك بسلام والى الأبد . لا بل سأفعل أكثر من هذا ، سأعطيك حريتك ، حالما أصل الى لندن سأطلب من المحامي القيام باجراءات الطلاق .

ــــــــــــــــــــ

__________________



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:02 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





11– لأجلها


أصبح فصل الخريف على الأبواب . وقفت ليلي أمام النافذة تنظر الى المشهد الذي أمامها من دون أن تراه . استمر دفء فصل الصيف حتى أيلول ، لكن الليالي أصبحت الآن أطول ، والهواء أكثر برودة . حتى الحديقة التي انكبت على الاعتناء بها بعد رحيل رونان ، لتشغل ذهنها وتتعب جسدها ذوت وبهتت واستعدت لاستقبال الشتاء . (( كفى ! ))
أخذت تعنف نفسها وهي تتحول عن هذا المنظر الكئيب الذي يؤكد رحيل رونان ورغبته بالبقاء بعيدا . كم عانت خلال الأشهر الماضية وهي تبذل جهدها لمواجهة ذلك الفراغ المريع الذي خلفه في حياتها وقلبها .
ولكن من الصعب عليها ألا تحسب الأيام خاصة بعد أن اكتشفت أنها حامل . فلا شك أن هذا الجنين هو ثمرة تلك الليلة التي أمضياها معا بعد عودتهما من نادى (( الليدز )) .

.


فى البداية ، ظنت أن شعورها بالغثيان هو ناتج عن حزنها لرحيل رونان . لكن بعد أن طالت مدته أخذت تعد الأيام ، فتأكدت من حملها .
أيقظها رنين جرس الباب من تأملاتها الكئيبة فأسرعت تفتح .
بقيت لحظات مذهولة مشتتة الذهن لم تستطع خلالها أن تميز ذاك الفتى الواقف عند عتبة الباب فمع أن وجهه يبدو مألوفا ، الا أنها . .
ولكن عندما ابتسم لها ، عرفته على الفور :
- مرحبا ، يا أختي . هل أدهشتك رؤيتي ؟ .
كان في صوته نبرة ارتباك ، وكأنه لم يكن واثقا ما اذا كانت سترحب به .
- ديفي !
وارتمت عليه تعانقه :
- أين كنت ؟ لماذا لم تتصل بي ؟ أو حتى تبعث لي رسالة . . .
- نعم ، أعرف هذا ، وأنا آسف للغاية .
وتملص من عناقها وقد بدا عليه الحزن :
- أردت أن أطمئنك علي ، ولكن كان علي أن أعالج بعض المسائل أولا . . .
- ويبدو أنك نجحت في ذلك . .
أخذ صوتها يرتجف وقد لاحظت التغير الواضح في مظهر أخيها . انه شخص جديد متألق العينين نقي البشرة بادي الصحة .
كان شعره الأشقر الطويل ، يلمع من تأثير العناية المنتظمة ، وملابسه جديدة نظيفة ، وجسمه أكثر امتلاء وكأنه كان يأكل جيدا منذ رحيله .

.


- ماذا حدث لك ؟
- رونان غيرين . . لا
رأى ديفي الخوف في عينيها فأسرع يطمئنها .
- لم يفعل شيئا يؤذيني ، يا ليلي . على العكس ، نشلني من الضياع وأصلح حالي ، فوضعني في مركز للعلاج من الادمان ، حيث كنت طوال هذا الزمن . .
- رونان فعل هذا ؟
ثم جذب انتباهها شئ آخر قاله ديفي :
- هل دخلت مركز للعلاج من الادمان ؟ هل أنت الآن . . ؟ .
- شفيت الآن تماما ، ولا أنوي العودة الى الادمان مجددا . لم يكن الأمر سهلا أبدا ، ولكن رونان وقف الى جانبي وساعدني في كل خطوة خطوتها .وبعد أن اجتزت هذه المصاعب كلها ، لا أريد العودة على الاطلاق الى ما كنت عليه ، لأنني اقترفت أخطاء فظيعة .
- روزالى .
أظلمت عينا أخيها ، وقال بصوت خافت :
- نعم ، روزالي . قال لي رونان انه أخبرك كل شئ .
وفجأة ، عاد ورفع نظره اليها وأمسك بيدها قائلا :
- ولكن أقسم لك أنني لم أعطِ أنا تلك الحبة لروزالي . صحيح أننى كنت موجودا ، لكننى كنت في حالة من الشرود بحيث لم أعِ ِ ما يحدث ، فأقنعها أحد الفتيان بتجربة تلك الحبة .
وأمسك بيدها وقد اغرورقت عيناه بالدموع :
- شعرت بنفسي مسؤولا عن ذلك ، فلو كنت واعيا لتمكنت من منع ذلك ، أو على الأقل ، لنقلتها بسرعة الى المستشفى عندما أدركت أنها في خطر . لن أغفر لنفسي أبدا يا ليلي .فقد أحببت تلك الفتاة من كل قلبي .
- وهل يعلم رونان هذا ؟

.


ألقت هذا السؤال لاهثة وقلبها يخفق فان علم رونان بأن ديفي غير مسؤول عن موت روزالي ، فقد يتغير الوضع بالنسبة الى علاقتهما .
- نعم .
ولم يعِ ديفي أن جوابه هذا أطفأ آخر قبس من الأمل لديها .
- عندما وجدت أخيرا الشجاعة لأذهب اليه وأطلعه على الحقيقة ، كان مستعدا لمقابلتي . فتحدثنا لساعات طويلة عن طفولتي وموت أبوينا . وبعد ذلك وضع لي برنامجا أسير عليه . لقد أنقذ حياتي يا ليلي .
- آه ، يا ديفي . أنت لا تعلم كم يعني لي كل هذا .
وأمسكته بيدها تقوده الى الداخل ، لتخفي الدموع التي حرقت عينيها .
لقد استطاع رونان أن يصفح عن ديفي ، لكنه لم يستطع أن يحمل نفسه على الاتصال بها .

- أصر علي أن أكتب اليك وأعلمك أنني بخير ، وأن آتي لرؤيتك حالما أخرج وقد وعدني بأن يجد لي مهنة لطالما حلمت بها ان بقيت بعيدا عن المخدرات . وأنا مستعد للقيام بذلك اكراما لروزالي ، ولك ، ولرونان .

اكتفت ليلي بالايماء بصمت ، وهو يقرن اسمها باسم رونان من دون وعي منه .
- تبدين مختلفة يا ليلي ، هل أنت حامل ؟
لاحظ أخيرا التغير الذي أسبغه الحمل عليها .
- وفي شهري الرابع .
قالت ليلي ذلك بصوت امتزج فيه الضحك والبكاء في آن معا .
- هل هو ابن رونان ؟ قال انه ثمة شئ ما بينكما .
- شئ ما . .
وابتلعت ليلي غصة خانقة وهي تومئ بحزن . واذ لم تستطع مواصلة كبح دموعها انهمرت على وجنتيها .
- أواه يا ليلي ! هل يعلم ؟
- لم . . لم أخبره .
- لم تخبريه . . . ؟ ولكن عليك أن تفعلي ، يا ليلي ! له الحق في أن يعلم أنه ينتظر مولودا . ألا ترين مدى أهمية ذلك ؟ هذا شئ حسن .
لكن ليلي تشك في أن ينظر رونان الى الأمر من هذا المنظار .
فقالت بصوت مختنق :
- لن يرغب فيه ، يا ديفي ، فهو يكره أسرتنا .

.


ولكن هذه الكلمات بدت لها فجأة غير مقنعة . فلو أن رونان يكرههم حقا ، لما ساعد أخاها الى هذا الحد . فعادت تقول بألم مغيرة حجتها :
- انه لا يحبني .
فأجابها بحدة :
- هل أنت واثقة من ذلك ؟ فالرجل الذي عاشرته خلال الأشهر الأخيرة ليس هو نفسه رونان الذي كنت أعرفه . لقد تغير ، وكأن نورا انطفأ في أعماقه . وهذا ليس بسبب روزالي فقط . انه أشبه بشخص
يعيش على هامش الحياة ، ولا يهتم مثقال ذرة بأي شئ . لم أستطع أن أفهم ما سبب ذلك ، ولكنني الأن كونت فكرة عن الموضوع .
رأى بصيص الأمل في عيني أخته ، لم تستطع أن تخفيه .
- عليك أن تذهبي اليه . . وأن تخبريه .
فهمست بقنوط :
لا أستطيع ! ماذا لو أغلق الباب في وجهي ؟ قد يقضي ذلك علي ، خصوصا الآن .
- لن تعرفي قط الا اذا حاولت ، أعرف أنه لن يأتي اليك . لقد أخبرني بأنك طلبت منه أن يخرج من حياتك ، والشئ الوحيد الذى يمكنه أن يفعله لأجلك هو أن يبقى بعيدا عنك .
- هل قال ذلك ؟
الشئ الوحيد الذي يمكنه أن يفعله لأجلي .
لم تستطع أن تمنع ما شعرت به . ففي أعماقها كانت
بذرة الشوق الصغيرة قد تجذرت ، وأخذت في النمو . . هل هذا ممكن ؟ أصحيح أن رونان يشعر بشئ نحوها ؟
الحق مع ديفي . ثمة طريقة واحدة لمعرفة ذلك ، ولكن هل تتحلى بالشجاعة الكافية للقيام بذلك .
في اليوم التالي وصلت ليلي الى منزل رونان الأنيق لتجده مظلما وأبوابه مغلقة ، فتحول مزاجها من التوجس والتوتر الى القنوط .
وأخذت تدعو الله ، بصمت ، أن يكون موجودا ، الا أن أحدا لم يجب على رنين جرس الباب .
ماذا تفعل الآن ؟ يمكنها انتظاره . ولكن من يعلم ان كان رونان سيعود هذه الليلة ؟

.


في تلك اللحظة لفت نظرها وهج ضئيل ، يتسرب من مكان ما من القسم الخلفي للمنزل الى الحديقة ، فتحركت ليلي بحذر متجهة نحوه .
اجتازت الطريق الضيق بجانب المنزل ، فوجدت غرفة جلوس واسعة تطل على حديقة فسيحة ذات باب زجاجي باتساع الجدار تقريبا . كانت الغرفة غارقة في ظلام دامس يخرقه وهج النار في المدفأة الرخامية . لا شك أن رونان أشعل النار للتغلب على صقيع المساء ، فالليلة باردة حقا .
ولكن هذا يعني أنه مصمم على العودة هذه الليلة الى المنزل ، واذ همت بالابتعاد لفتت انتباهها حركة خفيفة سمرتها مكانها .
- رونان !

.


همست باسمه وقد رأت رجلا مستلقيا على الأريكة مستغرقا في نوم عميق جيدا بحيث أن رنين جرس الباب لم يوقظه . راحت تسترق النظر من خلال الزجاج فاستطاعت أن تميز جسمه الطويل ، ووجهه القوي القسمات وشعره القاتم الذي يضيئه لهب نيران المدفأة .
رفعت يدها لتدق على الزجاج ولكنها عادت وغيرت رأيها ، لا يمكنها أن تقتحم منزله بهذا الشكل . . وتخيلته يستيقظ مجفلا ليرى ( الزوجة ) التي تركها وراءه في مكان بعيد ، تسترق اليه النظر .
ولكن ماذا عليها أن تفعل ؟ واذ دست يديها في جيبي معطفها وجدت المفاتيح التي أعطاها ديفي اليها ، قائلا :
- طلب مني رونان أن أستعمل منزله وأعطاني مفاتيحه . خذيها معك ، لا أحد يعلم ، فقد تنفعك .
خفق قلبها خوفا ، وأسرعت الى الباب الأمامي للبيت وأدخلت المفتاح في القفل ، وأدارته بخفة كي لا تصدر صوتا عاليا ، ثم فتحت الباب ودخلت الى الردهة الفسيحة .

.


ما ان أصبحت في الداخل ، حتى تأهبت حواسها كلها . . ثمة شئ مريع . . مريع للغاية ، شعرت بذلك بالغريزة .
نظرت حولها متوترة ، ثم أخذت تشتم الهواء كهرة متوترة . حريق ! واقشعر جلدها مذعورة ، ثمة شئ يحترق .
وتحركت بسرعة مجتارزة الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس ، ودفعته بقوة لتفتحه ، واذا بالرائحة تزداد سوءا ، بينما الدخان يلف الغرفة . تسمرت رعبا ، وهي ترى جمرة أخرى متوهجة تستقر على السجادة بجانب المدفأة ، وتلتهب بعد أن أدركت طرف صحيفة ملقاة هناك ، التهم اللهب الصحيفة بسرعة وازداد توهجه وهو ينتقل بثبات زاحفا نحو . .
- رونان !
صرخت بذلك وهي تندفع الى الأمام ، مختطفة وسادة في طريقها لتضرب بها النار كوسيلة مرتجلة للاطفاء ، الا أنها لم تبال بالنيران وهي تسري في أطراف الوسادة فتصل الى يديها . ولم تتوقف حتي حين تأكدت من انطفائها تماما ، بل أخذت تتابع الضرب فترة طويلة بعد انطفائها .
وعلى الأريكة ، أخذ رونان يتحرك متململا بضيق ، وقد أزعجته الضجة . ففتح عينيه الثقيلتي الأجفان وأخذ يحدق مذهولا ، في المشهد البادي أمامه .

.


ليلي ، هنا ؟ مستحيل . لابد أنه يحلم فغالبا ما يحلم بأنها عادت الى حياته ، لكنه كان دوما يستيقظ ليجد أن مخيلته كانت تخدعه ، كما تخدعه الآن .
أخذ يطرف بأجفانه بقوة ، وعاد يركز نظراته ، فرأى المرأة الشقراء ما زالت موجودة .
- ماذا . . ؟ ليلي ؟
سمعت ليلي صوت رونان من خلفها ، وبدا لها مضطربا مشتتا .
- بحق السماء يا ليلي ، النار مطفأة !
وأمسكت يداه الحازمتان ذراعيها ، لتوقفها عن الحركة .
- انها مطفأة .

كرر قوله بمزيد من التأكيد ، وقد ظهرت في صوته نبرة منخفضة لم تستطع تفسيرها .

- آه . . نعم .
خذلها صوتها تماما فأوقفها رونان وضمها اليه لحظة ، ليتركها بعدها ويجتاز الغرفة ويضئ النور . وعندما التفت اليها ، راعها التغير في مظهره . فقد بدا واضحا ، في بنطلونه الجينز وكنزته السوداء ، أنه فقد وزنه بينما غطت الظلال السوداء تحت عينيه ، وظهر الانهاك والقلق على وجهه وكأنه لا ينام جيدا . ولا شك أن الارهاق البادي عليه هو الذي حال دون احساسه بالنيران قبلها هي .
أيعقل أن تكون هي السبب ؟ هل كان ديفي محقا حين قال ان رونان يفتقدها ؟

.


- يا الهي يا ليلي . . يداك !
جعلها هتاف رونان المصعوق تنظر الى البقع الحمراء على راحتيها ومعصميها بتبلد وعدم فهم .
- أنت مصابة ، لابد أنك أحرقت نفسك .
- لم . . لم أدرك ذلك .
كان هذا صحيحا ، فهي لم تشعر بألم كما لم تفكر في نفسها . فقد صبت اهتمامها كله على انقاذ رونان .
- أنت . .
وسكت بحدة متغاضيا عما كان يهم بقوله :
- أريني .
رفعت يديها فأخذ يتلمس راحتيها المصابتين برفق وملامحه القوية مستغرقة في التفكير .
- تحتاج هذه اليد الى ضمادات . تعالي الى المطبخ ، ثمة صندوق للاسعافات الأولية .
تبعته ليلي ، مذعنة بصمت ، اذ خانها لسانها ازاء اهتمامه واعتنائه بها .
- من الأفضل أن أصطحبك الى المستشفى .
قال ذلك وقد رأى الدموع المترقرقة في عينيها ، فأخطأ في تقدير سبب ذلك .
- هل تشعرين باللألم ؟

.

بالمقارنة مع مشاعرها المتكدرة ، بدا لها الألم الجسدي عديم الأهمية .
لكنها لا تستطيع ان تقول له ذلك وهي لم تسمع منه كلمة تدل على سروره لحضورها رغم ما أبداه من اهتمام وعناية .
- لا ، لا داعي لذلك .
فكيف لها أن تخبره عن سبب مجيئها في قسم الطوارئ في المستشفى .
- هذا كافِ ، صدقني .
وحركت يديها تشير الى الضماد الذى وضعه عليهما .
لكن تظاهرها بالشجاعة ما لبث أن تلاشى عندما هاجمتها موجة مفاجئة من الدوار جعلتها تترنح في وقفتها .
- ليلي . .
ومد يديه اليها ، لكنها ابتعدت عنه بحدة . كانت تحترق شوقا للارتماء بين ذراعيه والاستسلام له كليا ، ولكنها لم تستطع أن تذعن لرغباتها .
فاعتناؤه بها لا يدل على أنه يكن لها مشاعر قوية .
- انها ردة فعل فقط لما حصل . اذا استطعت الجلوس . .
- طبعا .
وقادها عائدا بها الى
غرفة الجلوس وأجلسها على اريكة خضراء .
- ان كانت النار تزعجك ، يمكنني أن . .
فأسرعت تطمئنه :
- لا ، لا بأس في ذلك .

.


لم يعد اللهب المتصاعد يزعجها . فقد واجهت لتوها خوفها من النار وتغلبت عليه . ليتها تستطيع أن تفعل الشئ نفسه بالنسبة الى رونان ! لكنها لم تجرؤ على الحديث معه مباشرة لأنها ستخسر الكثير ان كانت النتيجة سلبية .
جلس رونان على كرسي أمامها مائلا نحوها ، مريحا ذراعيه على ركبتيه وهو ينظر اليها بعزم :
- ليلي ، لماذا أنت هنا ؟ ما الذي جاء بك الى
لندن ؟ .
حاولت ليلي ، بانفعال ، أن تجد جوابا مبهما .
- الأمر يتعلق بزواجنا ، لا يمكننا الاستمرار على هذه الحالة .
- فهمت .
وتراجع الى الخلف فجأة ، وكأنه أصيب بضربة عنيفة . فقد قضت كلماتها تلك على بصيص الأمل الذي لاح له في الأفق .
حاول رونان أن يؤخر اجراءات الطلاق عل ليلي تعيد التفكير في الأمر وتغفر له ما فعله بها من أشياء مفزعة ، فتمنحه فرصة جديدة ليحولا زواجهما الزائف الى زواج حقيقي . ولكن يبدو أن أمله خاب .
- طبعا .
كان صوته فاترا منخفضا خاليا من المشاعر .
- كنت أتساءل متى سيحدث . من هو ؟
لم تفهم ما يقصده :
- من هو ؟ عمن تتكلم ؟ .
- الرجل الآخر ، الرجل الذي تريدين البقاء معه . أظنك جئتي لتسألي عن سبب تأخري في اجراءات الطلاق .
- ليس هذا سبب حضوري !
أفلتت هذه الكلمات منها قبل أن تفكر في مدى حكمتها ، فهي لا تريد أن يظن أن ثمة رجلا آخر في حياتها .

.


تألقت عيناه ببريق غريب وهو يسألها :
- لماذا جئت اذن ؟ .
دقت لحظة الحقيقة . فملأ الذعر قلبها واشتعلت النيران في عروقها ، وبدأت تتصبب عرقا .
مسحت العرق عن جبينها بيد مرتجفة وهي ترى نظرات رونان اليقظة تتبع حركتها هذه .
- أليس من الأفضل لك أن تخلعي معطفك ؟

لم يكن أمامها من خيار سوى الامتثال لرأيه ، حتى لا تثير شكوكه .

تنفست بعمق ، ثم وقفت وخلعت معطفها الواقي من المطر الذي كان يخفي حملها .
لاحظ على الفور تغير جسمها ، خاصة وأنه يعرف تفاصيله حق المعرفة . لم تدرك الا الآن مدى الشبه بين لون ثوبها هذا وبين لون الثوب الذي لبسته تلك الليلة التي أخذها فيها الى نادى (( الليدز )) تلك الليلة التي حملت فيها بجنينها .
- هل أنت حامل ؟
فأطلقت ضحكة صغيرة مرتجفة للحيرة التي بدت عليه :
- لا يمكنني انكار هذا ، أليس كذلك ؟ .
وأخذت تسوي كنزتها فوق الانتفاخ البسيط الذي بدأ يظهر . ولكن عندما نظرت الى رونان ، صدمت للغضب العنيف الذي كانت تلتهب به عيناه وقد تصلبت ملامحه حتى بدت وكأنها منحوته من حجر الصوان .
أتراها أخطأت في الحكم على الأشياء ؟
- وهل أردت اخفاء الأمر عني ؟
سألها بصوت جاف وهو يندفع واقفا ، فأجابته وهي ترتجف :
- لكنني أتيت لأخبرك ، أليس كذلك ؟ .
تمنت لو أنه لم يقف بقربها مشرفا عليها بقامته الفارعة القوية مهددا ، وشعرت وكأن الأرض تنهار تحت قدميها ، جاهلة ما اذا كان غضبه هذا لأنها لم تخبره
قبل الآن لأنها حامل بطفل لا يريده .
- لقد تأخرت طويلا .
- كنت . .
وعندما لم تستطع أن تكمل كلامها ، ألح عليها يسألها :
- كنت . . ؟ يا ليلي . . ؟ كنت ماذا ؟ .
- كنت خائفة !
قذفت هذه الكلمة في وجهه ، متخلية بذلك عن تحفظها .
- خائفة !
ردد كلمتها هذه مذهولا .

.

- خائفة من ماذا ؟ من أن أطلب منك أن تجهضى ؟ أواه ، يا ليلي . .
تغير مزاجه فجأة وتلاشى التوتر من جسمه القوي ، واسترخت ملامحه القاسية المتصلبة .
- أنت مخطئة جدا .
قال ذلك برقة فائقة جعلت ليلي تحدق اليه مضطربة غير مصدقة .
- لكن يجب أن تري أن هذا يغير كل شئ وعليك أن تطلبي من صديقك أن يبحث عن امرأة أخرى . مستحيل أن أوافق على الطلاق الآن .
- أنا . .
فانفجرت تقول بيأس :
- ليس لدي صديق . وكم مرة علي ان أخبرك بأنني لم أحضر الى هنا من أجل الطلاق .
نظر اليها مستغربا وسألها :
- ما الذي أتى بك اذن ؟ .
كانت قوى ليلي قد استنفذت كلها فجلست فجأة وقد شعرت أن ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها أكثر من ذلك . فالدقائق التالية ستقرر مستقبلها ، وكل شئ وقف على ردة فعل رونان لما ستقوله . . تقدم رونان يجلس بجانبها :
- ليلي ! أجيبي على سؤالي ! .
- لم تكف عن توجيه الأسئلة حتى الآن .

.

تمكنت ليلي من أن تقول بصوت مضطرب ، وهي تلتمس في وجهه ما يشجعها على الأمل .
لم تعرف ما اذا كان اللهب في عينيه هو ما تبحث عنه ، ولكن لم يعد بوسعها أن تتراجع ، لأنها قطعت شوطا طويلا . وقد حان الوقت للمغامرة بكل شئ في ضربة واحده .
- وحان الوقت لتجيب عن أسئلتي ويمكنك أن تبدأ باخباري لماذا ساعدت ديفي ؟
- وهل رأيته ؟
كان سؤاله سريعا ودفاعيا في آن معا .
- رأيته . وأخبرني ما فعلت لأجله . . أما ما أريد أن أعرفه ، يا رونان ، فهو . . لماذا ؟
- لأنه لم يعط روزالي الحبة .
وأخذ يحدق في السجادة المحروقة في محاولة منه لتجنب نظراتها الفاحصة .
- أعرف هذا ، انما ما يدهشني هو أنك منحته الفرصة ليشرح لك الأمر ، مع أنني حسيتك ستقتله عند رؤيته .
توهج وجه رونان وهو يهز رأسه بحماسة .
- شفيت من الرغبة في الانتقام بعد تصرفي الأحمق معك ، لأنني أدركت أنه لم يحل شيئا ، ولم يخدم هدفا على الاطلاق . فقد تكومت الآلام فوق بعضها بعضا ثم حطمتني عندما آذيتك .

.

خفق قلبها بعنف لكلماته هذه .
- ولكن لماذا . . ؟
- لماذا ساعدت أخاك ؟
وتنهد رونان بعمق ، وأخذت أصابعه تنقر بقلق على ذراع الأريكة .
أتراه متوترا ؟
- عندما حدثتني عن موت والديكما أدركت أنني لن أتمكن أبدا من النظر الى ديفي من المنظار نفسه ، فوجدت نفسي ، أشعر بالعطف عليه .

وعندما جاء ليراني ، ليخبرني بحقيقة ما حدث ، لم أر فيه ذلك السفاح عديم المسئولية الذي كنت أعتقده ، بل رأيت ديفي الحقيقي . فوراء كل ذلك التبجح واللامسؤولية ، رأيت الصبي الصغير الضائع الخائف من أن يكون مسؤولا عما حدث لأمه وأبيه ، الذي جعله تأثير ذلك يعتبر نفسه مسؤولا عما حدث لروزالي أيضا ، رغم أنه لم يكن مشتركا في ذلك بشكل مباشر .

أخذ نفسا عميقا ، وتابع يقول :
- فعلت ما فعلته من أجل روزالي أيضا . فقد أحبت ديفي ، والشئ الوحيد الذي بامكاني أن أفعله لأجلها هو أن أتأكد من أنه بخير ، وفعلت ذلك لأجل نفسي أيضا . فبعد الفوضى التي أحدثتها في حياة الآخريين ، أردت أن أصلح بعض الأمور .
أخذت ليلي تفكر باكتئاب بأن ما فعله كان لأجل ديفي ، وروزالي ورونان نفسه ، ولكن ماذا عنها هي ؟

.


وقالت بصوت منخفض حزين :
- أما أنا ، فلم تفكر بي قط .
رفع رونان رأسه بحدة ، ونظر في عينيها المظلمتين :
- لم أفكر بك ؟ ولكنك كنت السبب الوحيد في كل شئ ، القوة الدافعة وراء كل ما فعلته أنا . فما فعلته كان بسببك . . ولأجلك .
- أنا . .
لكنها عجزت عن الكلام . فما قاله لا يصدق ، ومن الصعب عليها أن تستوعبه مرة واحدة ، ومد رونان يده يأخذ يديها بيديه .
- كان شعوري بالذنب بما فعلته بك بالغا . فقد أدركت مدى قسوتي وأنانيتي ورغبتي السخيفة في الانتقام .
- لأنك كنت تتألم كثيرا .
قالت ليلي ذلك وهي لم تعد قادرة على تحمل عذابه وهو يعنف نفسه بهذا الشكل . ولكنه هز رأسه بعنف وكأنه ينكر عليها محاولتها تبرير عمله .
- هذا ليس عذرا ، ما فعلته كان خطأ . كنت بريئة فآذيتك بشكل فظيع ، وعاملتك بطريقة لا يمكن لانسان أن يعامل بها انسانا آخر ، فكيف اذا كان ذلك الشخص . .
وسكت لبرهة قبل أن يتابع كلامه قائلا :
- أريد منك أن تعرفي أنني لم أكن أقصد قط مطارحتك الغرام . أردت أن أتركك في نفس الليلة ، وأرحل من دون اتمام الزواج حتى تنتهي منه بسهولة .
وظهر في ابتسامته الاشمئزاز والازدراء لنفسه وهو يتابع :
- كنت سأخبرك بينما كنا نأكل . ولكن حين أخذت تطعمينني بيدك لم أستطع منع نفسي . . .
واهتز جسمه القوي لذكرياته .
- وفقدت صوابي والقدرة على تمالك نفسي وذهبت بنا الأمور الى أبعد حد فتعقدت المسألة أكثر بكثير مما كنت تصورت ، وأنا لا أستغرب مبلغ كراهيتك لي بهذا الشكل .
- أنا لا أكرهك .
قالت له ذلك برقة وثقة .

.


صعق رونان وبدا الاضطراب في عينيه :
- لا بد أنك كذلك . . فأنا أكره نفسي ولا يمكن أن أصفح عن كل ما . . .
- لكنني أغفر لك ما فعلته .
تسمر في مكانه ، وقد ارتد رأسه الي الخلف بحدة . ونظر في عينيها بعينين مظلمتين تفصحان عن ألم وضعف طعناها في الصميم .
- أنت . .
- نعم أصفح عن كل شئ فعلته .
- ولكن كيف ؟
- لأنني أفهم السبب الذي جعلك تفعل هذا . فقد كنت تتألم بشدة .
- وعندما تحب شخصا ، يصبح من السهل أن تغفر له .
- الحب ؟





كان صوته أجش صادرا من الأعماق ، مفصحا عن عمق مشاعره الحقيقة .
- لا يمكنك أن تحبيني ! ومع ذلك واجهت النيران لأجلي . .

تابع ذلك محدثا نفسه تقريبا ، وقد امتلأ صوته بنوع من الرهبة :
- لو تعلمين ما شعرت به عندما استيقظت ورأيتك . وكنت أعلم مبلغ فزعك من اللهب .
كانت ابتسامة ليلي واسعة رقيقة تفصح عن كل ما في قلبها .

.


- لم أفكر في النار لأنك كنت في
خطر ولأنني . . لأنني أحبك . . آه ، يا رونان ، كم أحبك ! وهذا هو سبب وجودي هنا . فأنا أحبك وأريد أن نجعل زواجنا حقيقيا ، حتى يكون لابننا . .
- لكنك قلت انك تكرهينني !
- أواه ، يا رونان !
واذ تمزقت مشاعرها بين الضحك والبكاء ، لم تستطع الا أن تهز رأسها استنكارا لكلماتها الحمقاء تلك .
- لست وحدك من ينطق بكلمات غبية ومؤذية ليخفي من خلالها الألم في داخله . فأنا لم اقل ذلك الا لأغطي حبي لك ، تماما كما تركتك ترحل لأنني ظننت أن هذا جل ما يمكنني أن أفعله لأجلك . فقد تالمت كثيرا . .
- لكنني رحلت فقط لأن هذا جل ما يمكنني القيام به لأجلك .
وعندما هز رونان رأسه مستغربا حماقته ، استجمعت ليلي شجاعتها لتلقي عليه السؤال
الذي يهمها جوابه أكثر من أي شئ آخر :
- أيمكنك الآن أن تنهي جملتك ؟ .
- جملتى ؟
ونظر اليها باستغراب .

.


- قلت انه ما كان يجدر بك أن تعامل أي شخص بتلك الطريقة . . فكيف ان كان ذلك الشخص . .
فأكمل رونان جملته بصوت حافل بالاخلاص :
- فكيف اذ كان ذلك الشخص امرأة أحبها أكثر من أي شئ في العالم وأنا أحبك يا ليلي ! أحبك أكثر من الحياة نفسها ، واذا كان بامكانك حقا أن تصفحي عني ، فسأمضي بقية حياتي في اسعادك . ..
وسكت عندما وضعت ليلي يدا رقيقة علي فمه تسكته .
- أعرف هذا . لقد رأيت مبلغ حبك لروزالي ، فان كنت تكن لي ذلك النوع من الاخلاص والتفاني ، فكيف لا أكون سعيدة ؟
- آه ، يا ليلي . .
وأخذها بين ذراعيه يشدها اليه حتى لم تعد تستطيع أن تتنفس ، وقبلها بشوق وعاطفة دلت على حبه ورغبته وحاجته اليها أكثر مما يمكن أن تفصح عنه الكلمات .
عندما تركها أخيرا ، كان قلبها يخفق بشدة بين ضلوعها وقد اشتعلت النيران في عروقها ، فاخذ الشوق في داخلها يطالب بالمزيد . ولكن بقي لديها سؤال واحد :
- أتظن أن والديك سيقبلان بي ؟


.


وجاء دور رونان الآن ليسكتها باصبعه :
- يكفي أن ينظرا اليك ليحباك .
وتابع يقول وقد رأى الاهتمام على وجهها :
- انهما يعلمان أن ديفي ليس مسؤولا عما حدث لروزالي . وعندما يعرفان بأمر الطفل ، فسيسرهما استقبالك في الأسرة . صحيح ألأن طفلنا لن يأخذ مكان روزالي ، لكنه سيملأ الفراغ الذي خلفته . وبصفتك زوجتي . . .
- زوجتي !
رددت ليلي الكلمة برهبة ، فلم تخل أبدا أنها ستصبح زوجة رونان فعلا .
وعندما رفعت يدها لتلمس وجهه بمحبة ، تذكرت بندم حماقتها يوم ألقت خاتم زواجهما في القناة .

.


فصرخت بأسي :
- رونان ، ليس لدي خاتم . أنا . . .
- سأعطيك خاتم آخر ، خاتم حب لزواج حقيقي بين عقلين وقلبين وسنقيم حفلة زفاف أخري . انا ، نحن الاثنين . وقد ندعو اليها أبوي وديفي . وعندما أتعهد بأن أحبك وأحميك ، فستعلمين هذه المرة أنني أعني ما أقول .

.


أخذها مرة أخرى بين ذراعيه وراح يقبلها الى أن دار رأسها . ولم يعد بامكانها السيطرة على النيران التي استعرت في داخلها ، مما جعلها ترتجف على صدره .
وتمتمت :
- ذلك الزواج ، الذي هو بين عقلين وقلبين . . أظنك نسيت شيئا . . .
- ماذا ؟
جعلتها تلك الضحكة التي تخللت الكلمات تدرك أنه يعرف تماما ما تعنيه . ولكنه ، مع ذلك ، تظاهر بعدم الفهم .
تسللت أصابعها تحت كنزته فارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة عندما شعرت بردة فعله وتوتر عضلاته القوية .
- أنت لم تذكر جسدينا . . كان عليك أن تقول قلبينا وعقلينا وجسدينا .
- اتحاد المشاعر والثقافة والجسد ، هذا هو نوع الزواج الذي أريده .
- وأنا أيضا .

.


قال رونان بصوت ملئ بالرغبة :
- أتريدين أن أريك مقدار ذلك ؟ .
فتألقت ابتسامة ليلي تظهر سعادتها .
- انتظرت طويلا هذا السؤال . نعم ، أريد ذلك من كل قلبي .
وعندما حملها رونان وخرج بها من الغرفة شعرت بسعادة بالغة وهي تعلم أنها زوجته الآن ليس ليوم واحد ، بل لكل أيام عمرها .

تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 01:03 AM   #13

سايج@
 
الصورة الرمزية سايج@

? العضوٌ??? » 386322
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سايج@ is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
DON'T let the past hold you back you're missing the good stuff
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سايج@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 01:07 AM   #14

سايج@
 
الصورة الرمزية سايج@

? العضوٌ??? » 386322
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سايج@ is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
DON'T let the past hold you back you're missing the good stuff
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سايج@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 02:43 PM   #15

Libra Sky

? العضوٌ??? » 367540
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,509
?  نُقآطِيْ » Libra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Libra Sky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 11:37 PM   #16

عطر الفل والياسمين

? العضوٌ??? » 408572
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 271
?  نُقآطِيْ » عطر الفل والياسمين is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عطر الفل والياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-17, 09:09 AM   #17

رارا84

? العضوٌ??? » 391042
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 434
?  نُقآطِيْ » رارا84 is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررررررررا

رارا84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-17, 10:28 PM   #18

fatmamt

? العضوٌ??? » 398047
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 99
?  نُقآطِيْ » fatmamt is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

fatmamt غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-17, 12:05 PM   #19

فرح ادم

? العضوٌ??? » 386087
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » فرح ادم is on a distinguished road
Rewitysmile25

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


فرح ادم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-17, 04:36 PM   #20

Walaa faisal

? العضوٌ??? » 356087
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Walaa faisal is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة


الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها



رواية بقايا ليل
كيت والكر
روايات احلام
231

الملخص

ما كان حلما رائعا ليلة أمس ، انتهى كابوسا عند الصباح . .
الرجل الذى ألبس ليلى خاتم الزواج بالأمس ، يلقى عليها الآن كلمات الوداع . .
- لكن لا يمكنك أن ترحل . .
- يمكننى أن أفعل ما أريد . . حاولى فقط أن تمنعينى !
لم يكن هذا هو الرجل الذى أحبته ومنحته جسدها وقلبها منذ يوم واحد فقط ! خيل اليها أن رجلا غريبا أمسك بجسد رونان وانتزع منه روحه ، تاركا من ذلك الرجل الذى أحبت ، الهيكل فحسب .
أمس ، حسبت أنها ملكت العالم ، ووجدت الحب الحقيقى الذى تطلعت اليه طوال حياتها ، ولكن كل هذا مات عند الصباح . . .







المحتوى المخفي لايقتبس
الروايه رائعه شكرا للكتبها يابنات


Walaa faisal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.