05-10-17, 12:36 PM | #12 | ||||
| أودُ أنْ أُخْبِركَ أنهُ لو كُنتُ أمْلكُ خياراً بيدي،فأنَّي لا أُحبذُ النَظرَ إلي الجِهةِ الأخري إلا عِندَما أقْفُ علي حافةِ الحياةِ أُراقِبها وتُراقبَني ... أسيرُ بمُحاذاتها ذَهاباً وإياباً دونَ أنْ أسقُط ؛لأمارسَ هوايتي المُفضَلةَ بطريقةٍ مشروعةٍ ،حالمةٍ ولا انْتحارية. أ تسْألُني عَن السببِ الآن !! هذا لأنَ تلكَ الجِهة هي الوحيدةُ التي مازالت تُصافحني كما أنا حيثُ أعودُ إلي سيرَتي الأولي،ولَكن حتي يدي التي تَشبَثت وتمسكت بحدِ الخِنجر -لأعوامٍ لا تدْخُل تَحتَ بَندِ التقويمِ أوالتاريخِ البَشري - ليعبُرَ أخرون .. لَمْ يُدميها حدُ الخِنجرِ ولَكن الآخرُون !! ولأنَ الاعِترافات في النهايةِ تَكونُ صادِقةً للغاية .. فأنَّي لَنْ اعْترِفَ. | ||||
05-10-17, 02:40 PM | #13 | ||||
| لا أحْدٌ غيْركَ يدفعُ بُقعةَ الضوْءِ التي تأسُرني بداخلِها إلي التَناثُر،و لا أحد لديه القُدرة علي سَحب سمومِ الحُزنِ من دَمي وتحويلها إلي تريْاقٍ يشّفي.أحتاج إلي الإبقاءِ علي صورتِك أو ملامح مِنْكَ في وعيي وأنا في ذَلك أشتهي النّسيْانَ ولا أتَّبعُ قنْديلَهُ،بَلْ تنْطلقُ نيرانُه جامحةً وتُلهب خيالي لأتذكرك أكثر،فملامحُ وجهكَ تكتملُ وصدي صوتكَ يعلو وتحضرُ غائباً عنَ الواقعِ طيْفاً في مرآتي المْسحورةِ،فأهشّمها بصرختي ويسيلُ دَمي ممتزِجاً بملامِحي،فأختفي وأنتَ لا تختفي !! يا أبي ! | ||||
05-10-17, 02:55 PM | #14 | ||||
| ماتتْ تِلكَ مَنْ سَلختْ َعْنها جلدَها نعالاً تحمي بها أقدامَ الأخرين مِنَ المَسيرِعلي الجمرِ،وجَعلتْ عِظامِها طَحيناً لخبزِ الجائعين،ونَزَعتْ كُلَ ضِلعٍ من ضلوعِها وَتَدْاً لتُقيمَ خِياماً لكلِ مُلتجئ وتائه ،وأشّعلَتْ أصابعَ يدِيْها حَطباً لكلِ من عَصفْت بِهِ الأقدارُ الباردةُ.. ماتَتْ تِلكَ التي إنْ ألقواْ بِها في عينِ جُبٍّ كَ "يُوسُف" كانتْ عَيْنين؛عينُ ماءٍ ترويهم مِن ظمأ في جحيم وعينُ ذِئبٍ تحرسُهم من كيدِ الشّيْطانِ.. من رأت جيوشَ الألمِ تزحفُ نحوَ ميادينها فكانت ترساً لكُلِ شهيدٍ .. تعبت الشاهدة .. الشهيدة .. الصامدة .. الخاشعة .. الصابرة .. من أبْصَرت الطوفانَ من علي بُعد مَعصيةٍ ،وشدت خيطَ فمِها عن الشكوي ،وخطفت من شمسِ المغيبِ خيطاً رفيعاً تتسلق به إلي سُدم زرقاء .. تلك التي كُتِبَت علي خطوطِ يديْها أسّفارُ رحيلها وكان سَفكُ أحلامها حلالاً ،فحرمت علي نفسِها شهوةَ الحلمِ...نامتْ الطفلةُ التي أضاعوها وأحرقوا مهدَها بعد أن توسدَ العالمُ مُقلتيها و تدفئ بجفنيها...تلك التي أضاءت قبسّاً إلهياً في مِحرابِ قلبِها حتي لشدة نورِه ما عادت تُبصرُ أحْداً ولا شيئاً غير الربَّ .. تلكَ التي أثقلتْ مأساتُها كاهلَها فمالت واستَندت علي الصمتِ. | ||||
06-10-17, 07:58 PM | #15 | ||||
| في زَاويةٍ صمَّاء مِنَ الْمِحرابِ حَيثُ يَسْكُنُ كُلُ حِراك ولا يصِلَهُ هَسيسُ أنسِيّ ولاجان أَشّهدُ أنِّي هُناك ضِلعاً سَاجِداً لِتَكتَملَ الزَّاوِيةُ ولا يَراني سِواكَ إلا بِطَرفٍ خَفيّ أَذكُركَ،فَتذكُرَني وأُوثِقُ كُلَ ثَنايا رَوْحي إلي حُروفِ كِتابكَ الكَريمِ بِحبالٍ مِن نُور لا تَنقطِعُ احْتارُ في ماهِيَتي أعلمُ الآنَ ... لَيْسَ لَديّ ما يَربُطني بالْبشرِ سِوي أنّي قَد خُلِقتُ علي هيْئتِهم. ماذا يَفعلُ مَنْ يَتماهي مَعَ الْعدمِ قُرباً ؟! وتَنْفرطُ ذراتُ الوْجودِ وخَلايا الأحيْاء أمامَ نَاظِريه كَحباتِ مسِّبَحتِه المُنفَرِطة عِنْدَ عَرشِكَ شَوْقاً إليكَ ؟ ومَنْ يَحمِلُ وحْدَه سِرّاً لا يُباحُ بِه إلا لَكَ ؟! أدْعوكَ ... لا لتستجيبَ ولَكن لأني أُحبُ أنْ أُحدِثَك،وأعوذُ بِكَ مِن أقْوامِ الأرضِ إذا ماجوا...فَتُعيذني. أنْتَ الوْدودُ ،والْودُ كُله مِنكَ وإليكَ.لِ لُطفِكَ تُجبِر المكْسورَ وكَأنهُ يوْماً لَمْ يَنكسرْ. لِ رَحمَتِكَ تَمدُّ لبَني آدَم دَروبَ الوِصالِ وإنْ لَمْ يَسِيروا،تَغفرُ لِمنْ يرجو عَفوْكَ دونَ مُعاتبةٍ ولا خِصام،وتُثني علي الذينَ يقولون "الحَمدُلله" وفي نفوسِهم كدرٌ وكأنَّهُم يَتفضَّلون بها. يالَتَرف ما نَحنُ فيهِ يا الله،ولا نَعلمُ ! | ||||
09-10-17, 10:15 PM | #16 | ||||
| سَينسحبون واحداً تلوَ الأخرِ،لتجد في النهايةِ نفسَك تُحدقُ في حائطٍ مجهولٍ يرميك بحجارةٍ من صمتٍ لينٍ ويحتضنُكْ بصديٍ غيرِ مسموع. وهي ليست بالمفاجأة.. فهو حلمُك أنت وليس هُم ،لَمْ يشهدْ أحدٌ ميلادَه ولَنْ يموتَ لفراقه سوي أنتَ..... فمهما حدث يا صديقي لا تُفلتْ يدي الحلمِ من بين ضلوعِك. | ||||
09-10-17, 10:18 PM | #17 | ||||
| لَقدَ فاضت دُموعُ العشقِ منِّـي * حَديثاً كان عُلويَّ النِّـداءِ فحلَّق في رُبى الأفلاك حتَّـى * أهاجَ العالمَ الأعلى بُكائـي تَحاوْرت النجومُ وقُلن صـوتٌ * بِقربِ العَرشِ موْصولُ الدعـاءِ وَجاوبت المجرَّةُ علَّ طيفـًا * سَرى بين الكواكبِ في خفـاءِ وقال البدرُ هذا قلب شـاكٍ * يواصل شدوَه عند المسـاءِ الشاعر "محمد إقبال". من قصيدة"حديث الروح". | ||||
09-10-17, 10:56 PM | #18 | ||||
| ألم يكن صالحاً لي أن أهرب من كل هذا ؟! من قذائف الهاون ،صواريخ الباليستي،رايات داعش السوداء،كوليرا اليمن،أعداد القتلي،خيبات الوطن المتراكمة في شرق القلب وغربه وعتمة الكفر المبين ؟! أن أصبح حرفاً في دفاتر نجيب محفوظ أو مفتاحاً أسوداً في بيانو عتيق لم يلمسه بشر أو حبلاً صوتياً في حنجرة أم كلثوم وهي تنشد "حديث الروح" ؟! لِما لم أُخلَق خشوعاً نقياً في ابتهالات ما قبل صلاة الفجر أو حَبة في مِسبَحة شيخٍ صالح أو حتي تجعيدة في وجهه ؟! لِماذا لم اتلاشي بكل بساطة في نظرة الغضب الحانية بعيني أبي أو في صفعة وجهها لي ذات مرة في حلم غاب عن ذاكرتي حتي استيقظ ؟!! لا استطيع تخيل نفسي إلا هكذا .. لو كان الناس يرونني كما أنا !! لو كنت أراني كما أنا !! أي لعنة ياربي ضُرِبَت علي الأرواح التي لا تستطيع أن تحب ولا أن تري الجمال ؟! أي ذلةً ومسْكنةً ؟! | ||||
10-10-17, 12:21 AM | #19 | ||||
مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| حـروفـ .. فـريـدة .. عميقـة مـتألقـة ..كـ " كـل حروفكـ " .. " إبداع " يثنـى عليـه .. .. تصميماتـ بسيـطة أهديهـا " لحـروفكـ الفريـدة " .. .. أترقبـ " المـزيد " | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|