آخر 10 مشاركات
لؤلؤة تحت الرماد-قلوب احلام زائرة-للكاتبة [ام البنات المؤدبات]*كاملة&الروابط* (الكاتـب : ام البنات المؤدبات - )           »          13-ليلة عابرة-مركز دولي قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          انّي ابتُلِيت هوَاه (1) .. سلسلة ويشهد قلبي *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : زمردة عابد - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-17, 12:21 AM   #61

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


تعديل على الفصل السادس
فتاةٌ من نار

خرجت سيرينا من الحمام الملحق بعنبر العاملات وهي تجفف شعرها الطويل المسترسل وتشعر بالأنتعاش بعد أن اخذت حماماً ساخناً منعشاً ازال عنها تعب الأيام الماضية ,فأثناء عملها على متن السفينة مارش لا تجرؤ على الأستمتاع بالحمام هكذا لأنها ببساطة تخشى من المتطفلين المزعجين امثال رات وكال ,وكثيراً ما كانت تعمد لأستيقاظ قبيل الفجر حين يكون الكل نيام فتتسلل للحمام- الوحيد والمشترك –على متن السفينة والمخصص للعمال وتسعى لأخذ حمامٍ سريع باردٍ قبل أن يتطفل عليها احد ,لكن هنا على متن القاعدة فالوضع مختلف فهي تأخذ راحتها بالنوم والاستحمام والتمتع بالطقس البديع والرفقة الطيبة ,جلست على سريرها تتفقد بعض الأشياء البسيطة التي عثرت عليها واخفتها سراً عن عيون رات المزعج حتى لا يصادرها – لا لقيمتها بل لمجرد اغاظتها واستفزازها – تأملت بسعادة المرآة المزينة الحواف التي عثرت عليها وكانت بحالةٍ جيدة وفكرت بأنها ستهديها لأمها حين تعود ,وبعض الكراتٍ الزجاجية الصغيرة وملونة التي سيستمتع تيتو ابن شقيقها بضمها لمجموعته , وقلادةٌ براقة ستسعد كاميرا الجميلة باقتنائها ,واخيراً مجسم سيارة الشرطة الناطقة التي ارعبت الجميع قبل أن يعرفوا بأنها مجرد لعبة ناطقة والتي بالتأكيد سيفرح ( بيبا )الصغير بها,وستستمر بالبحث عن اشياء اخرى لتهديها لأبيها وأخويها كارلوس وخورخي ,كم تتوق لأسرتها وتعد الأيام لعودتها رغم انها تجهل متى سيكون ذلك لكن ليس امامها سوى الصبر ,فقد وعدت نفسها ان تعمل بجد لتسدد دين اسرتها ,وحتى ذلك الوقت ستحاول التأقلم على حياتها الجديدة وستستمتع بالأوقات القليلة التي تقضيها في القاعدة برفقة زميلاتها الطيبات ,وعند هذا الحد شعرت بالجوع فنظرت للساعة الرقمية الموجودة على الحائط والتي تشير لدنو موعد تقديم وجبة الغداء ,لملمت اشياءها وخبأتها بصندوقٍ تحتفظ به في خزانتها هنا و بدلت ثيابها وعقدت شعرها على هيئة ذيل فرس ونظرت بسعادةٍ لهيئتها بثيابها الجديدة المريحة ثم غادرت . توجهت نحو المطعم العام حيث يجتمع افراد البعثة لراحة وتناول الطعام ,وكانت مجموعات البحث تقصده متى كانت على متن القاعدة ,دخلته سيرنا وكان يعج بالناس كالعادة وقفت بالطابور بعد أن حملت صينية الطعام الفارغة وذهبت لتاخذ حصتها, وفوجأت برؤية صديقتها الضخمة بارب تقف هناك وترتدي ملابس مقدمي الطعام وتقف خلف الحاجز حيث يوزع الطعام...فسألتها بدهشة "بارب ماذا تفعلين هنا...؟؟"
"أوه سيرينا ...اهذه انتِ يا صديقتي ...لم اتوقع عودتك باكراً " علقت بارب بخفة ,فأقرت سيرينا بفكاهة "ولا أنا ...لكن لم تجيبيني ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
"لقد انتقلنا للعمل بالمطبخ..انا وتيسا ( ردت بارب بسعادة فقد كانت تمقت عملها في تنظيف الحمامات..وتابعت ببهجة) الفضل يعود لتيسا ..فقد انهت احدى الطاهيات فترة خدمتها وكانوا يبحثون عن بديلة تحل مكانها فاخبرتهم تيسا عن مهارتها في الطبخ ,فنقلهوها للعمل هنا ثم اخبرتهم اني صارمة واجيد تنظيم الامور فتم نقلي انا ايضاً ,وها انا ذا اعمل على توزيع الطعام .."قالت كلمتها تلك بسرور بالغ ثم استدارت صوب شخص يتلكأ في الطابور وزجرته ليسرع وعادت ترسم ابتسامة واسعة على وجهها العريض وهي تقول:
" ماذا اضع لك..يا عزيزتي؟؟ " وقبل ان تجيبها سيرينا ردت تيسا التي دخلت من بابٍ جانبي وهي تحمل قدراً كبيراً يتصاعد منه البخار الممزوج برائحة طيبة ..
"اسكبي لها من هذا ..لقد طهوته بنفسي ..."قالت تيسا بفخر ثم حيت سيرينا ببهجة..ففعلت بارب كما امرتها وخصتها بقطعة لحم كبيرة كنوع من التقدير الخاص وقالت بإعتزاز "هذا لباحثتنا الصغيرة .ارفعي رأسنا عالياً يا فتاة " نظرت سيرينا لزميلتيها بود وامتنان وشكرتهما بغبطة حين رأت في طبقها اكبر قطعة لحمٍ رأتها في حياتها ,فاللحم الاحمر لم يكن يوماً من الأطعمة المألوفة لديهم في قرية الصفيح, وهنا ايضاً يعتبر اللحم الاحمر من الاطعمة النادرة التي توزع مرة كل ثلاث اشهر..
تحدثت معهما لدقيقة ثم حين لاحظت تبرم الاشخاص الذين خلفها لتباطؤها ودعاتهما وسارت تبحث عن مكان تجلس فيه, لمحت من بعيد افراد مجموعتها حيث قام كال بالتلويح لها واشار بحركةٍ مستفزةٍ للمقعد الذي بجواره لتأتي وتجلس فيه وقد علت وجهه تلك النظرة الشهوانية المستفزة التي تمقتها سيرينا كثيراً, فتجاهلته وتابعت السير نحو طاولة اخرى وعندها لمحت مجموعة جاك مايرز مجتمعين معاً كعادتهم في ركنهم الخاص وكانوا يتحدثون ويضحكون بمرح ,وفي تلك اللحظة رفع ستيف بصره نحوها وكأنه شعر بوجودها وتلاقت عيناهما معاً لوهلة, لم تستطيع سيرينا ان تمنع نفسها من التحديق به فقد كان يجلس باسترخاءٍ بجوار صديقه العجوز ذو الشارب الطويل واللحية التي لم ترى اغرب منها .. ابتسم لها بطريقته المثيرة التي تبعث الدفئ في نفسها وحياها بحركته المشجعةِ كالعادة فلم تملك سوى ان تردها له بأبتسامتها الخجلى ,كم ودت لو تتجرأ وتذهب لتجلس بجانبه وتبادله الحديث الذي رفضت ان تبادله اياه من قبل وتتصرف معه بكل بساطةٍ وراحة, لكنها لم تستطع لتحفظها المزعج الذي يرفض ان يفارقها ولأن عيون كال مسلطةٌ عليها بشدة تراقب كل حركة تقوم بها ,وهي تعلم انه سيعلم مايك ان فعلت وهي لا تريد ان تفسد الامر بعد ان رفعت نقاطها عنده ,فهي بحاجة لكل نقطة لتساعد اهلها وتعود لهم بسرعة ,لذا فضلت ان تقيد مشاعرها التواقة له وللحديث معه وان لا تجازف ,فنكست رأسها بخيبة وغيرت خط سيرها وتوجهت لطاولة أخرى رأت عليها عدداً من الفتيات اللواتي يقمن معها في نفس العنبر ,وما أن اقتربت منهن حتى اعترضتها يد قوية امسكت بذراعها بشدة لتوقفها ,نظرت بحدة نحو الذي اعترض طريقها...فاذا به ضباطٌ شاب من البحرية دعاها لمشاركته طاولته مع عدد من زملاءه الذين كانوا ينظرون لها بمجون وعبثية لا تختلف كثيراً عن عبثية كال..
"ما رأيك يا فتاة المحيط ان تأتي لتشاركينا المرح؟؟"
نظرت اليه سيرينا بازدراء وقالت من بين اسنانٍ مطبقة "لا اريد" وشدت ذراعها لتفلت من قبضته لكنه تشبث بها بقوة وتابع بمجون
"لمَ يا حلوتي..؟؟ستسرين برفقتنا وقد نذهب بعدها بجولة في السباحة الحرة..." قال ضاحكاً بعبثية وهو يتحسس ذراعها بوقاحة ثم تابع حركته المستفزة نحو خصرها وظهرها فانتفضت غضباً والقت بصحيفة الطعام التي تحملها غير عابئةٍ بخسارتها لقطعة اللحم الشهية ,ولكمته على انفه بقوة كما فعلت مع ريكو تلك الليله فترنح للوراء وهو يصرخ متألماً ويضع يده على انفه النازف دماً ,اخذ يسبها ويشتمها بأقبح الألفاظ و عندها هب زميلٌ له وشدها من ذراعها وهو يصيح بحنق "ايتها الحقيرة اللعينة..كيف تجرؤين ؟؟"
ما ان ادرك ستيف ما يجري معها حتى هب بسرعة من مكانه واتجه نحوها ليمنع أولائك الأوغاد من لمسها ,وبنفس اللحظة أسرع كال نحوها بعد ان لاحظ ما يجري معها ,لكن الفتاة النارية لم تكن لتنتظر مساعدة احدٍ فقد امسكت بسكين تقطيع الطعام عن الطاولة ووضعتها على عنق الرجل الطويل الذي يمسكها وقالت مهددة اياه .
" اياك ان تتجرأ على لمسي..فهمت...ايها الحقير." كانت بارعة وقوية فذعر الرجل وهو يرى السكين فوق عنقه وحين هب اصحابه ليساعدوه كان ستيف لهم بالمرصاد فاشتبك مع اثنين منهم بينما تكفل كال بصديقهم الاخر ,وفي لحظة خاطفة تطور الوضع لقتال بين الرجال كاد ان يتسع لولا تدخل الامن الذي القى القبض على كل من اشترك بالمشاجرة ,واقتداوهم الى مركز الامن والانضباط التابع للبعثة...
******************************
وقف المحقق ينظر بغضب للأشخاص السبعة الماثلين امامه...واخذ يصرخ بهم غاضباً .." اين تظنون نفسكم ؟؟... اتعتقدون انكم في احدى حانات ريفيجيز القذرة.؟؟!! أنتم هنا في بعثة رسمية محترمة وتعملون لصالح حكومة المدينة الفاضلة...سيتم التحقيق معكم واخذ كل الاجراءات الصارمة بحقكم..." ثم قام بقرع جرسٍ خاص فحضر رجلين من الامن كلفهما المحقق بإخرج سيرينا وشارك وكال ..بينما ابقى ضباط البحرية الاربعة ليباشر بالاستماع لروايتهم ...
وُضِعت سيرينا ورفيقيْها في غرفة اخرى وقد كبلت ايديهم بقيودٍ خاصة رفيعة لكنها متينة ومحكمة للغاية ,حاولت ان تتفلت من قيدها لكنها كلما حاولت ذلك زاد من ضغطه على معصميها حتى كاد يدميهما وعندها جاءها صوت شارك الهادئ الرقيق قائلاً "لا تفعلي هذا ستدمين معصميك...فهذه القيود ضاغطة وكلما قاومتها زادت تضيقاً ..." لم تجبه لكنها امتثلت له ونظرت من زاوية عينها نحوه فوجدته يراقبها بأهتمام وتلك الابتسامة الجذابة لا تفارق محياه وكأنه لا يبالي بحاله ,فقميصه قد تمزق بفعل الشجار كما نزفت شفته العليا اثر تلقيه ضربة قوية عليها , لكن الضابطان الذان تشاجرا معه لم يكونا بحالة افضل ,فقد اوسعهما ستيف ضرباً حتى اضطر رجلان من الامن لمساعدة احدهما على السير....لكنها شعرت بالسعادة والأمتنان لما قام به من مساعدتها...واحست بالأنس لوجوده قربها لكنها اخفت مشاعرها بعد ان رأت نظرات الوعيد من كال الذي جلس قبالتها يمسح الدماء النازفة من جبينه ويحدق بها بحنق ويرصد كل حركة تقوم بها...
علق ستيف بتهكم ..."الان سيرون القصة كما يحلوا لهم...والمحقق سيصدقهم على الأرجح...ولن يكترث حتى بحقيقة انه لم يكن عليهم ان يتواجدوا اصلاً في المطعم المخصص للعمال " و كان يقصد في كلامه ضباط البحرية
"حقاً ...؟!!"تسائلت سيرينا باستهجان ...
"اجل هذا ما يحصل عادةً... " رد عليها باستياء ...
"اصمتا والا ..." زجرهما احد رجال الامن الواقفين ...فحرك ستيف كتفيه بقلة اكتراث وكأنه لا يبالي بما سيحصل له فشخر مستهزئاً وتابع بثقة " ليس عادةً بل هذا ما يحصل دائماً ...... وجودهم منذ البداية يبدو مريباً "
"اصمت يا هذا وإلا..." صرخ رجل الامن مهدداً فنظر له ستيف بتحدٍ وقال "وإلا ماذا...؟؟"
"شارك ارجوك...توقف" قالت سيرينا بقلق لم تدري انه فضح مشاعرها فنظر لها ستيف برضىً واعجاب وغمزها وقال بمرحٍ "فقط إن شأت ذلك ...سأفعل " فارتبكت وانكست رأسها بينما كال يتميز غيظاً منهما , وفي تلك اللحظة دخل مايك ستينجر كأعصارٍ هادر وعيناه تقدح شرراً وحين وقعت عيناه على ستيف حدق به بكل كره وصاح بحنق"انت هنا ايضاً ؟؟"
"اهلاً ستينجر..." رد ستيف بمرح وقلة اكتراث فستشاط غضب مايك وبلغ اوجه ,فبعد ان سمع بالمشاجرة التي تورط بها عماله همَّ مسرعاً ليعرف ما حصل ليفاجأ بألد خصومه جالساً معهم ,اشاح مايك بوجهه حانقاً عن ستيف ليتأمل سيرينا بغموض ثم تلتفت صوب كال بغضب وقال من بين اسنانٍ مطبقة من شدة الغيظ
"ماذا فعلتم ...بحق السماء؟؟"
فأزدرى كال ريقه بخوف وهو يرى مايك يقترب منه وفي عينيه وعيد شديد...امسكه مايك من ياقته وشده نحوه فسارعت سيرينا تقول بحدة
" ليس الذنب ذنبه..."
نظر مايك لها بغضب...وقال بصوت كالفحيح.." ذنب من اذاً ؟؟.."
هزت كتفيها بقلة اكتراث واجابت بجرأة ..."كنت ادافع عن نفسي وقد ساعدني كال..و (سكتت قليلاً ثم نطقت اسمه ) وشارك.."ابتسم ستيف مسروراً لسماعها تقول كنيته للمرة الثانية ..لكن مايك نظر له بغطرسة وغضب ,فآخر مايحتاجه الآن ان يشترك رجاله في مشاجرة قد تكلفهم نقاطاً كثيرة او قد تتسبب في سجنهم فيضطر لدفع كفالتهم وتزيد من خسارته ,وفكرة ان يعمد شارك لمساعدة رجاله زادت في غضبه وحقده ,اجال النظر بين وجوههم بحنق ,تجاهل ستيف وعاد يرمق كال بحدة فنكس الاخير رأسه بذعر بينما نظرت له سيرينا بتحدٍ فهي لا تعتبر ان ما قامت به امراً خاطئ ,وبعد لحظات استدعاهم المحقق فاستأذن مايك ليدخل معهم فأٌذن له .. وكما ظن ستيف كان ضباط البحرية يجلسون بكل راحةٍ وهدوء على المقاعد الوثيرة وهم يشربون العصير المثلج بينما ابقاهم المحقق واقفين و بدأ يكيل لهم التأنيب والأتهام بتعالي,ونظرة الزهو والنصر تتجلى في عيون ضباط البحرية الذين ضمنوا ان تبرأ ساحتهم ,ثم قام احدهم بحركة مستفزة كمن يحرك سكيناً على عنقه موحياً بأنه قضي عليهم, وعندها أدركت سيرينا ان كلام ستيف قد تحقق وان ضباط البحرية تملصوا من الذنب بألقائه عليهم...فثارت حفيظتها وزمجرت غضبة..
"ايها الأوغاد..انتم من بدأتم الامر..بالتحرش بي.."
فصاح مايك بها "اصمتي يا فتاة ودعي الامر لي..."
"لكن.." قالت بحنق وقبل ان تكمل صاح مايك بأنفعال
"شششش...قلت اصمتي " وادار رأسه متجاهلاً اياها وحدث المحقق الغاضب بصوتٍ هادئ مستكين لم تعهده سيرينا منه من قبل في محاولة لاستمالة المحقق وتهدأته وتحسين صورة عماله المشتركين في المشاجرة بقوله..
" انها فتاة جديدة ولا تعرف بعد القوانين والمراتب ..اعدك ان اضبطها اكثر..."
احتجت سيرينا على قوله هذا لأنه القى بالائمة عليها دون ان يسمع الحقيقة منها او يكترث لها ....وحاولت التبرير اكثر من مرة لكنه اخرسها بنظرة غاضبة منه وعاد يحاول استسماح المحقق الغاضب في محاولة لأنهاء المشكلة بسرعة لكن المحقق تجاهل كل توسلاته وامر بسجن سيرينا لقيامها برفع سكين على ضابط بحرية قائلاً :
"انهم ضباط بحرية وليسوا ملاحين عاديين..انهم مواطنون من الدرجة الثانية ..ورفع سلاح على ضابط بحرية امرٌ يستوجب محاكمة عسكرية..خاصة ان كان من اشخاص وضعين غير مصنفين "علق المحقق غاضباً بينما شحب وجه مايك, وعاد يتحدث بود ليحاول اقناع المحقق بتخفيف العقوبة..لكن سيرينا عادت لتفجر غضبه لكرهها لما يحصل من تبليٍ وادعاءٍ وتحقيرٍ من شأنهم ,وكيف قلبوا الامور بكل بساطة فقالت مدافعة عن نفسها دون ان تبدي اي ندم او اسف على ما قامت به "ضباط بحرية...من الدرجة الثانية ؟!! بل هم هثالة من الدرجة الاولى من النذالة...يظنون انهم يستطيعون ان يفعلوا ما يشاؤون لكن ليس معي ايها المحقق العتيد.."
"خذها للسجن ايها الشرطي ..لنرى كيف تصون لسانها ؟"صاح المحقق غضباً
"تمهل ارجوك " توسله مايك وعاد يصيح بها لتسكت "اصمتي يا شقية "
لكنها تابعت بعنفوان ودون خوف" ان كانوا يريدون العبث فليعبث مع فتاة لهوٍ حقيرة مثلهم...ان ما قام به هذا المتحرش البغيض امرٌ يستحق القتل عليه .." انها ابنة البحر فعلاً فإن هاجت فهي عنيفة مثله رغم جمالها وهدوءها الظاهري لكنها في داخلها امواجٌ قد تسحق كل من تسول له نفسه ان يدنو منها, ذهل ستيف حقاً من جرأتها واعجب بعنفوانها الشديد ,و شعر بتقدير كبير لشجاعتها وتمسكها بكرامتها...وهذا امرٌ لم يره من قبل,لكن مايك لم يشاركه الأعجاب ولم يعد يحتمل اكثر فأن استمرت هذه الفتاة بما تقوم به ستضيع كل جهوده هباءً ,لذا وثب نحوها وقام بجرها من ذراعها ودفعها بقوة وقسوة نحو الحائط حتى ارتطمت به ووضع يده على فمها ليكتم صوتها ,فوثب ستيف من مكانه بحدة وصاح بغضب
" اتركها يا مايك..." لكن اثنان من الشرطة امسكوه بقوة ومنعوه من التحرك بينما كشر مايك بحقد ثم عاد يحدج سيرينا بنظرة غاضبة ويقول بهمس مريع
"انت لا تعبثين بمستقبلك فقط يا فتاة بل بمستقبل اهلك...اتفهمين... ان استمريتي في إثارة المشاكل لي ..ببساطة استبدالك واحضار كارلوس مكانك..." حدقت فيه سيرينا بذعر فهي وأن كانت حادة الطبع وسليطة اللسان..لكنها لا تريد ان تسيء لأهلها ... انها هنا من اجلهم ...لذا صمتت رغماً عنها ..
"ارى انك فهمت ما اعني ,جيد ...ابقي صامتة هكذا ..واضح ؟؟!!! ودعيني ارى ما سأفعله بهذه الورطة السخيفة التي ورطتني بها " عاد مايك نحو المحقق وحدثه برجاء في محاولة منه لأنقاذ الموقف....
لم يسمع ستيف ما قاله مايك لسيرينا لكنه ادرك من تغضن ملامحها انه هددها ففتاة مثلها لا ترضى بالهوان... لكن يبدو ان مايك استطاع ان يبتزها بشيء ما مهم بالنسبة لها أو يعني لها الكثير..ترى ما الذي ورطها معه؟؟... حاول ستيف التفلت من قبضة الشرطين وهو يزدري مايك بنظراته الساخطة ,فأقترب مايك من المحقق وهمس له بشيءٍ ما وهو ينظر لستيف بخبث ودهاء فهز المحقق رأسه وقال امراً "اخرجوه من هنا"
صاح ستيف في مايك ساخطاً .."لن تنجو بفعلتك دائماً ستينجر ...اتسمعني لن تنجو دائماً "
ضحك مايك بخبث وقال بسخرية "انا دائماً انجو..لكن ربما جاء اليوم الذي لن تنجو به انت يا شارك هههههه" ضحك ستينجر بخبث وهو يرى الشرطيين يجران ستيف للخارج بقسوة , وبكل راحة استدار مايك صوب المحقق وقدم له سيجاراً فاخراً ثم عرض على الضباط مثل ذلك..وسيرينا ترقب ما يجري بضيق شديد...
لكن رغم كل محاولت مايك في محاولة استرضاء المحقق لكنه لم يستطع ان يخفف من سخطه كثيراً خاصة بعد ان لزمت سيرينا الصمت ورفضت ان تعتذر للضباط او ان تقر بأنها المخطئة ,لذا لم يجد المحقق امام عنادها وتعنتها سوى ان يسجنها شهراً كاملاً ... كما تقرر حبس كال لأسبوع رغم انه اعتذر واعترف بخطأه لكن الضابط الذي ضربه رفض اسقاط التهمة عنه فلم يكن امام المحقق سوى ان يدينه ويحبسه ايضاً , وما زاد في سخط مايك انه سيضطر لدفع غرامة مادية مجزية للتعويض عن الخسائر التي تسبب بها الشجار ,وقد اعتبر المحقق سجنهم هذا عقوبة مخففة فقد كان يرغب بإرسالهم لسجن المدينة واقصاءهم من البعثة كلها لولا توسلات مايك له ليخفف عنهم ,خاصة بعد ان بين للمحقق ما ستخسره المدينة الفاضلة من تأخير البحث بخسارتها لأفضل الباحثين..فغير المحقق رأيه واكتفى بسجنهم المدة التي حددها...واكتفى بتوجيه تنبيهٍ للضباط المشاركين في المشاجرة فقط مما اثار شعوراً بالاستياء والظلم من سياسة التميز بينهم.. وبالنسبة لستيف فقد اقر المحقق بحبسه دون تحديد المدة ولم يستمع لشهادته حتى ...
******************************
كان السجن عبارة عن زنازين صغيرة متجاورة ,موجودة في ادنى جزءٍ من القاعدة ,مكانٌ مغلقٌ ومقيت ,باردٌ ومعتم ولا يأتيه النور سوى من مصابيح حمراء باهتة ومزعجة...كل زنزانة تتسع لسجين واحد فقط وابوابها محكمة الأغلاق فيها نوافذ صغيرة بقضبانٍ متعامدة ....لم تستطيع سيرينا من زنزانتها ان ترى ستيف لكنها كانت تسمع صوته وهو يصفر ويدندن بلحن جميل وكأنه لا يأبه بما اصابه ولم تعلم انه كان يفعل هذا من اجل تسليتها في هذا المكان المريع , وحين سكت شعرت بالوحشة و الوحدة و رغبت باخباره ان يكمل فلم تجد وسيلة افضل لذلك سوى ان تبدأ هي بترديد لحن اخر ثم سكتت ,فأبتسم ستيف بسعاة لأنه فهم ما تريد وعاد من جديد يدندن بلحنٍ مميز جميل كهدية لها ...ثم سكت لترد له الهدية بنغمٍ آخر , وهكذا استمرا بدندنة لبعضهما وكأنها رسائل مشفرة بينهما مما اثار غضب كال المسجون بجانبهم ولا يفهم سبب سعادة هذين الاحمقين ...
وبعد انتصاف الليل غط كال بالنوم العميق وعلا شخيره المزعج فوجد ستيف الفرصة سانحة ليتحدث معها ,فهو وان كان لا يخشى هذا المدعو كال الا انه كان يعلم انه سيتسبب في المشاكل لها ان علم مايك بحديثهما..وهذا اخر ما يريده...لذا بعد أن تأكد من استغراق كال في النوم دنى من القضبان وناداها بخفة
"هاي ايتها الباحثة الصغيرة اما آن لي ان اعرف اسمك؟ "
حبست سيرينا انفاسها اثارةً ثم تجرأت وقالت بمرحٍ" اخبرتك سابقاً....ادعى فيش ...."علقت بخفة وابتسمت في سرها ..
ضحك بخفة وقال بتسلية "ههههه ظريف لكن ... انا اقصد اسمك الحقيقي ..."قال مؤكداً
كانت تريد ان تتلاعب به قليلاً لكنها عدلت عن ذلك وبعد ان سكتت لمدة حتى ظن انها لن تتحدث ابداً
قالت بهدوء ورقة " سيرينا."
"سيرينا ...سيرينا "كرر اسمها عددة مرات كمن يريد ان ينظم منه اغنيه ..."اسم جميل ...كصاحبته ...(ابتسمت في سرها لكلماته التي بدت عفويه وليست كغزلٍ ماجنٍ كما يفعل البعض ,لكنها لم تجرؤ وتعقب فتابع هو بحيرة )ترى ما الذي جاء بك الى هنا يا سيرينا؟"
"لقد تشاجرت مع احددهم فزج بي بالسجن!"ردت بفكاهة
ضحك بخفة على مزاحها لوهلة ثم تابع بجد اكثر "لا ...انا اقصد لماذا تركت قريتك؟"
كانت تعلم ما يقصد لكنها لم تدري اتقول له الحقيقة ام لا ..ثم قررت انه لا داعي لتخفي شيئاً عنه فهي ليست بخجلى من سبب قدومها هنا فردت بخفوت
"جئت لاقضي دين عائلتي."
"الا يوجد احد غيرك ليفعل ذلك؟"سأل بأهتمام
"كان مايك سيأخذ اخي الاكبر لكني لم استطع ان ادعه يفعل ذلك؟.."قالت بتأثر
"لمَ؟؟"سأل بحدة
"لان ذهابه يعني خسارةً لزوجته واطفاله ولعائلتي كلها ...فهو مسؤول عنا جميعاً..ان حدث له مكروه ..ستكون خسارة للجميع .."
"وماذا عنك الا يهم ان حدث لك مكروه ؟!!" كان صوته حاداً لحنقه وانزعاجه من فكرة انهم ضحو بها لينقذوا اخاها وذلك ذكره بما حصل معه في صغره ,لم تفهم سيرينا سبب سخطه وقالت مبررة "انا لست متزوجة ولا اطفال عندي."
"وان كان هذا...الا يهمهم امرك وما قد يحصل لك؟؟" صاح بحنق والم.
استاءت سيرينا من نبرة الاتهام في صوته وحاولت ان تدافع عن اسرتها بان ذكرت كيف رفض اخوها الامر وكيف اصرت هي على الذهاب..فهتف بخفوت دون ان تختفي نبرة الضيق من صوته "انا لم اقصد ان اهين عائلتك (قال بشبه اعتذار )لكن الامر ..."
تردد في الكلام فاستحثته ليتابع"ماذا..؟"
"انه امر مقيت...." قال بأسى لم تفهم ما يقصد ولمَ هو مستاءٌ هكذا , بقي ستيف صامتاً لفترة وذكرياته المريرة تهجم عليه بقسوة كم كره هذه الذكرى المقيتة وبصعوبة استطاع القاها بعيداً حين سألته بخفوت وتردد.."هل نمت..؟؟؟"
ابتسم بتعب وقال بخفوت "لا...لا استطيع ان انام..."
"ولا انا.." ردت بصدق "ربما لأن المكان مزعج.."بررت الأمر لكنها تدرك انه ليس السبب , فهي لا تستطيع ان تنام وهي تعلم انه هنا بقربها على بعد امتار قليلة منها وهي متلهفةٌ لسماع صوته ومحادثته ...وكأنه فهم ما تريد قوله دون الحاجة لكلمات فقال بشكلٍ حالم "اتعلمين...لم اصدق عيناي عندما رايتك تخرجين من السفينة ذاك النهار.."
"لم تكن تبدوا سعيداً بذلك "ذكرته بنوع من اللوم
"هذا لأنني .. ظننت انك ستعملين كفتاة ترفيه."عقب بضيق
" آوه ...هل ظننت ذلك ؟؟! لماذا ؟" تسألت بفضول
"حسنا فتاة جميلة مثلك ماذا سيجعلونها تعمل هنا سوى كفتاة ترفيه .. كما أنك كنت ترافيقينهم... اتذكرين.. ؟"
سرها مرة اخرى ان ينعتها بالجميلة لكن سائها ان يعتقد ان كل جميلة عليها ان تصبح غانية."هكذا اذاَ ؟!"ردت خائبة
ادرك انها مستاءة من تحليله "انا اسف.. لكن هذا ماخطر لي"قال بصراحة
"وماذا كان رأيك بعد ان علمت انني باحثة واعمل في الفريق المنافس لك."سألت بفضولٍ وترقب
"لا استطيع ان اصف لك مدى استيائي ."علق بصدق
"لم ..؟هل تعتبرني منافسة لك؟؟؟!! "سألت بتهكم
فعلق مادحاً "انت ماهرة بالتأكيد وتعتبرين منافسةً بارعة لأي شخص ..لكن لا ليس هذا ما اقصده ..(توقف وكأنه يريد ان ينتقي كلماته فأستحثته بلهفة وأنفعالٍ واضح )"ماذا اذاً ؟؟"
فأجابها بصدق "حسناً ..الامر صعب للغاية وشاق علي..ان اراك ولا استطيع ان اتحدث معك براحة او اجلس بقربك او... احميك (زفر بتعب )الامر سيء, سيئ للغاية وصعب."
اربكها كلامه واسعدها بذات الوقت فقد عرفت انه ليس منزعجاً لكونها منافسته , بل ما يزعجه بعدها عنه ...وهذا امرٌ اثارها بشدة ...خاصةً انه صرح بأن امرها يهمه وهو يرغب بحمايتها , منذ متى لم تسمع شخصاً يتحدث بأكتراثٍ عنها ويرغب بحمايتها والدفاع عنها وحمايتها كما كان يفعل اخوها كارلوس دوماً ...ورغم انها ليست انسانة ضعيفة لكنها شعرت بالحنين لمشاعر الحمية والحماية تلك ,و بالأخص ان جاءت من رجلٍ كشارك ...زفرت براحة وسعادة وهمست بشكلٍ حالم "تحدثني ..وتحميني..اهذا ما يشغلك؟!!"
فرد مؤكداً "اجل ..لقد رغبت بذلك بشدة...لا تتصورين كم مرة حاولت ان اقترب منك واحدثك..لكن "
"لكن ماذا...هل تخشى ستينجر ؟؟" سألت بشك
"منه لا... لكن اخشى عليك منه ...هو يكرهني ان كنت لاحظت ذلك ...ولن يدعني اقترب منكِ...واخشى ان يزعجك إذا ما اقتربت منك ...كما ...اظن انك تكرهين ذلك..فأنت تصرخين غاضبة كلما اقتربت منك..." قال بمكر
صمتت ولم تجب وحمدت الله انه لا يستطيع ان يرى احمرار وجهها وخديها فهو يقول الصدق لكن ما لا يعلمه انها كانت مثله تماماً تطوق للحديث معه لكنها لا تجرؤ على فعل ذلك ...
"سيرينا!!! هل نمت..؟" سأل بقلق بعد ان طال صمتها ...
"لا .." همست بخفوت فزفر براحة وسارع بسؤالها "هل انت غاضبة من كلامي .."
"لا ..ولم عساي اغضب "ردت بصدق
ابتسم بسعادة وتجرأ على الخطوة الثانية "اذاً ...هل ترغبين بالحديث معي و...رؤيتي كما ارغب انا " انتقى كلماته بعناية
"اظن .." اجابت باقتضاب وهي تحبس انفاسها ثم تابعت بخشية "لكني اخشى ..."ولم تكمل لأنه اكمل عنها
"ستينجر ...اليس كذلك ؟؟؟"
زفرت بتعب "انا لا اخشاه هو لكني ...."
فعاد يكمل عنها "تخشين على اسرتك ..."
"اجل "همست بخفوت وخيبة
فعلق بثقة " ادرك هذا ولا ألومكِ ...لكن ...استطيع تدبر امر لقاءنا دون علمه .."
"ماذا؟؟؟ !"همست بلهفة
"اعني ..بعيداً عن جواسيسه..حتى لا يزعجك..ما رأيك..؟!!" كان يتحدث بحرص وترقب لأدنى انفعالاتها ففاجأته حين سألت
"كيف سنفعل ذلك؟؟"
"بسيطة..يمكننا ان نفتعل شجارات أخرى ونلتقي هنا ؟"قال مازحاً
ضحكت بقوة فقد فاجأتها اجابته ..ضحكت حتى اضطرت لاغلاق فمها بيدها حتى لا يستيقظ كال المزعج ويعكر صفو حديثهما ...
اعجبه صوت ضحكتها العفوية وتمنى لو لم تحاول منعها...اراد ان يراها ويسمعها ويكلمها وجهاً لوجه مرات ومرات ..فقال "انا جاد ..يمكننا ان نتقابل ان ..( ثم تابع بحذر خشية ان تصده مثل المرات السابقة)إن احببت ذلك ؟؟."
فكرت قليلا ..هل تقبل ام لا ...لكنها تجاسرت و قالت "اين؟"
زفر براحة لأنها لم ترفض وقال بلهفة "عندما نكون هنا اذا تصادفت اجازتنا معاً يمكننا ان نلتقي بعد منتصف الليل عند الصاري الكبير" كان الصاري الكبير عبارة عن عامود ضخم يوجد في مؤخرة القاعدة مثبت في اعلاه لاقط لموجات الراديو .
"مارأيكِ ؟؟؟"سأل بلهفة وترقب
"سأرى!! " لم تعطه جواب واضحاً لتجعله متشوقاً وتثير فضوله..لكنه تأكد انها صعبة المنال فعلاً...وقد راقه الامر كثيراً..صمتا لدقيقة تقريباً ..وعندها علا صوت شخير كال بشكل مثير للضحك فضحكا معاً حتى انهكهما الضحك .. وبعد ان تمالكت نفسها استأنفت الحديث بفضول "اخبرني ما سبب العداوة ؟اعني بين ستينجر ومايرز.؟"
"السبب امرأة " رد بخفة
"ماذا؟؟"سألت بحيرة
"قبل اكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً كان مايك وجاك يعملان معاً في بعثة بحث واحدة ,لم يكونا صديقين حميمين لكن كانا رفيقين وزملاء عمل ولمدةٍ طويلة ,..ثم جاءت فيث..اعني الطبيبة فيث مايرز كانت شابة جميلة ورقيقة ..احبها الاثنان لكنها فضلت جاك وتزوجته مما اثار غضب ستينجر وغيرته وبدأت العداوة من يومها .."
"كيف يعاملك جاك ؟"سألت بفضول
"كأبٍ حاني (قال برقة وامتنان )انه شخصٌ رائع ...جاك انسانٌ مدهش يعامل كل عماله بانصاف ورحمة..(صمت لوهلة قبل ان يتجرأ ويسألها بقلقٍ واضح فهو يعرف ستينجر وقسوته ) اخبريني هل يسيئ مايك لك؟"
ردت بصدق "لا.. فأنا سلاحه الجديد...كما يدعوني "كررت نفس كلماته..
تنفس براحة وقال بفخر"الحق انت اكثر من سلاح ...انت كنز عظيم (ثم تابع بصدق وحرارة متخلياً عن حذره فأثارها بمدحه ثم ما لبث ان تابع بانفعال)كم اتمنى لو لم اتركك تلك الليله في ريفيجيز.."وكان صادقاً فهذه مشاعره فعلاً فتجاسرت وقالت بتأنيبٍ ماكر غرضه ان تستبين حقيقة مشاعره نحوها "لكني ما كنت لأذهب معك ...فأنا لست فتاة للترفيه لليلة واحدة "
فرد بصدق وحرارة "اعرف ذلك ...(ثم اقر ) في البداية ظننتك مجرد فتاةٍ عادية قد يغريها عرضي ...ثم أيقنت انك اسمى من هذا ...بت ادرك انك افضل من ذلك بكثير,لكني نادمٌ على تركك رغم كل شيء... " فقد ندم على تركها حقاً فهو لم يعد يريدها لليلة واحدة بل يريدها للعمر كله
حبس سيرينا انفاسها اثارةً ,فهذا اقرارٌ منه بأنه لم يعد يراها كمجرد تسلية مؤقتة ...بل هو يكترث لها حقاً ,ابتسمت بسعادة وقد راقها قوله ,وأقرت في سرها انها ايضا تمنت لو لم تتركه تلك الليله ربما كانت ستكون معه الان ,لكن لا ...هذا ما كان ليحدث بأي حال فقد تعاقد مايك مع والدها قبل ذهابها وكان امر رحيلها محتوم,وتسلل لعقلها سؤالٌ مفاجئ لم تفكر فيه سابقاً .." هل كان والدي واثقاً لهذه الدرجة من قبولي بالذهاب بدل اخي.. ام انه كان امراً منتهياً بالنسبة له " لم تستطع منع الأستياء والخشية من التسرب لنفسها ولم يخرجها من الغرق بتلك الأفكار سوى صوت ستيف الحنون والرقيق وهو يسالها بأهتمام حين طال صمتها .."هل نمت؟"
"لا.."ردت بشرود وهي تفكر بأبيها وحقيقة الأمر ...فعاد يحدثها ويطفئ شوقه للمعرفتها ومعرفة كل تفاصيل حياتها ...امضيا طوال الليل يتحدثان بهذه الطريقة سألها عن اسرتها وعملها وحياتها وكثيرٍ من الامور التي يتوق لمعرفتها حتى طلع الفجر ,ثم تركها لترتاح وتغفو وهو يمني النفس بليال ٍ اخرى كهذه , خاصة ان كال غادرهما بعد ثلاثة ايام فقد قبل المحقق شفاعة مايك به وأخرجه بكفالة مادية ,فيما رفضها ان لم تقر سيرينا بذنبها وهذا ما لن تفعله فتاة النار الابية ...فالسجن احب اليها من هوان الأعتراف بذنبٍ لم تقترفه بل صار السجن انسها طالما شارك معها ,فقد صارا يملكان الليل والنهار ليطفأا ظمأهما واشواقهما بالحديث الممتع والمسلي ليعرف احدهما الآخر حتى وان لم يريا بعضهما ...تحدثا بكل شيء تقريباً..البحر الاسماك المخاطر والمغامرات ...قصت عليه سيرينا قصصاً من طفولتها وحياتها ,فبدت له كفتاة سعيدة عاشت في جوٍ من الالفة والحب وهذا امرٌ لم يحظى به هو...
وقد لاحظت سيرينا ان ستيف يتجنب الحديث عن طفولته واسرته تماماً, وكأنها غير موجودة ..ورغم طوقها لمعرفة كل شيئٍ عنه لكنها لم تتطفل عليه وتزعجه بأسألتها اذ شعرت انه ينزعج بشدة حين تعرج على الأمر فيسارع بتحويل مجرى الكلام بسرعة ,فأدركت انه يعاني من جرح بليغ لم يشفى منه بعد ..لذا تركته ليفصح عما يشاء وبالشكل الذي يريد ,فبالنسبة لستيف كل حديثه كان يدور عمن يعتبرها اسرته الوحيدة الا وهي مجموعة جاك مايرز واصحابه حدثها عن جاك وزوجته فيث وعن كاس وأميليا واطفالهما الخمسة ,وبهرام والباقيين..فشعرت كم هم متآلفين ومحبين لبعضهم وكم رغبت لو كانت تلك مجموعتها التي تعمل معها...
لم يرغب ستيف بمغادرة السجن ابداً فقد بدى له الامر كأفضل اجازة حصل عليها يوماً , لكن ظنه خاب عندما استدعي لمكتب المحقق بعد أسبوعٍ من اعتقاله فقط ..القى نظرة خاطفة على سيرينا حين مر من امام زنزانتها فأبتسمت له برقة فسارع بالقول
"انتظريني لن اتأخر .." احمرت خجلاً من قوله ذلك ..وشيعته ببصرها وهو يسير مع الشرطي الذي اقتاده لغرفة التحقيق حيث وجد جاك مايرز في انتظاره مع المحقق الذي ما ان رأه حتى امر الحارس بفك قيوده ,ثم وقف جاك وصافح المحقق وشكره
"شكراً لك ايها المحقق.." هز المحقق رأسه وعلق بعصبية وتأنيب وهو ينظر لستيف
"لا تعد للمشاكل يا شارك" واشار له بالذهاب ..
حدق ستيف بجاك غير مصدق وقال بقلق "لكن لم تنتهي مدة اعتقالي.."
"لقد دفع مايرز كفالتك..وهي غالية جداً...عليك ان تكون ممتناً لمعلمك "قال المحقق بتعالي
نظر ستيف بأستياء لجاك وقال "لم يكن هناك داعٍ لدفع الكفالة..اما كان يمكنك ان تنتظر "
نظر جاك لستيف باستغراب "أهذه شكراً لك..؟؟"
" اعدني للسجن ووفر نقودك جاك.." قال بحدة واستدار نحو الشرطي ليعيده لكن جاك قام بسحبه معه وجره بقوة بعد ان رفض الذهاب .. وعندما اصبحا خارج القسم نظر جاك له بحيرة وصاح بتأنيب
"ما بك شارك هل تريد البقاء في السجن؟؟!! ...أجننت؟؟"
"لا... لم اجن (ثم علق بشكل حالم )لكني لم اقضي اجمل من هذة الأيام في حياتي .." وتابع بانزعاج " ارجوك دعني اعود"
رد جاك بضيق "لا بد انك تهذي ....اسمع انا لن اناقشك فيما حصل الآن فقد تعطلنا مافيه الكفاية ...عد لغرفتك واستعد سنبحر بعد ساعة . "
"لكن مهلاً الن ننتظر .."قال ستيف بخيبة
"ننتظر ماذا ؟؟ما بالك ستيف هل تشكو من شيء ما ؟؟..أذهب لفيث ان كنت متعباً لتعاينك .."قال جاك بقلقٍ ابوي
"لا لست متعباً...اللعنة .."علق بسخط وركل الحائط بحنق وغادر مغاضباً وجاك ينظر اليه بحيرة ,وحين عاد جاك لغرفته ليعد نفسه للرحلة أخبر زوجته بما حصل وطلب منها ان تعاين ستيف قبل ان يغادروا, لكن فيث انخرطت في موجة ضحك شديدة بينما ظل ينظر لها بحيرة..ثم سألها بانزعاج "ما بالك انتِ الأخرى ؟؟؟"
فقالت بخفة بعد ان تمالكت نفسها "لا شيء ...لكن يا عزيزي شارك لم يفقد عقلة بل وجد قلبه .."
"ماذا تعنين انه يتصرف كالأحمق.."قال جاك بحنق
ابتسم فيث بدلال ووضعت ذراعيها حول عنق زوجها وقالت بغنج" يذكرني شارك بأحمق اخر التقيته قبل أكثر من عشرين عاماً.."
"من تقصدين؟"سأل بريبة
فقبلته بخفة وهمست بدلال "هل نسيت كيف كنت تتصرف عندما التقيتني اول مرة؟؟"
رد جاك بأرتباك "نعم لقد تصرفت بطيش ولكن هذا لاني احبك!!" قال برقة ثم توقف قليلا قبل أن يتابع بوجل" لا لا ليس معقول أنتِ لا تعنين ...؟؟!"
فأبتسمت له وهزت رأسها ايجاباً وقالت "شارك يحب "
فهتف جاك بهلع "هل يحب تلك الفتاة...؟؟ فتاة مايك "
"اجل ...هذا ما يبدو ... ؟"قالت بخفة
"هذا امر خطر.. ا"قال جاك بحدة "امرٌ خطرٌ للغاية "
"خطير ...لماذا تقول هذا ؟؟؟.. ".علقت فيث باستغراب
فرد جاك بانزعاج " طبعاً خطير ان علم مايك بالأمر سيستغل الموقف لصالحه ليؤذي شارك ..هل نسيتى ماكان بينهما .".قال جاك بانفعال
سكتت فيث وشعرت بالقلق هذه المرة وقالت بخوف " معك حق . ما العمل اذا ؟؟"
رد جاك بوجوم "لا ادري؟؟"






التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 23-11-17 الساعة 01:55 PM
ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-17, 12:22 AM   #62

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

قراءة ممتعة للجميع

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-17, 10:37 PM   #63

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء النور والسرور ..

سيرينا أعجبتني بعنفوانها وشجاعتها ..
في الدفاع عن نفسها ..
ورفضها الذل والظلم ..
لكن أهلها نقطة ضعفها..
خوفها عليهم وتذكرها لهدف تواجدها هناك ..
ما يجعلها تصمت رغما عنها ...
وتبلع الإهانة ..
لكن دخولها للسجن ..
كان فرصة جيدة لها وستيف ..
وحدث اللقاء الذي تمناه كلاهما ..
بقاؤهما هناك تلك المدة ..
زاد تعلق كل واحد منهما بالآخر ..

ترى متى سيكون اللقاء التالي ..
ولو حدث هل سيعترفان بما يكنانه لبعض ..
مارك بطريقة أو بأخرى سيعرف ..
فكيف سيكون رد فعله ..
؟؟؟؟

تسلمين ويعطيك العافية ..
على الفصل الرائع ..
بانتظار القادم ..
موفقة بإذن الله ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-17, 06:52 PM   #64

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

رائعة صفة لا توفي حق الرواية اضحكني موقف شالك كما اعجبت بقوة سيرنا شكرا اختي
مالذي سيحدث ان اكتشف ستينجر مشاعر شالك اتجاه سيرينا انا جد متشوقة للتتمة


mimichita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 09:17 PM   #65

حورية في بحار لاحزان

حارسة سراديب الحكاياتا

 
الصورة الرمزية حورية في بحار لاحزان

? العضوٌ??? » 387470
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,474
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » حورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond reputeحورية في بحار لاحزان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
تهت بين الكلمات **كتبت مجلدات وصفحات **عبارات خلفت العديد من العبرات ** وقصص كانت قدوة ودفعا للثبات في وجه العقبات**
افتراضي

سلام
الرواية رااائعة وكتييير تاثرت بسيرينا لاني اشبهها نوعا ما لكن السجن امر محزن الله يسلمها من كل شر

مارك وستيف الاتنين اعجبت بهم من المهم او من الافضل ؟؟ راح نشوف

سلمت يداااك عالبارتات وانشاء الله زيارتي القادمة ما تتاخر كتير
سلااااااموووووووو


حورية في بحار لاحزان غير متواجد حالياً  
التوقيع
أملي المتبقي في الحياة .... هو أملي في الله .... الذي لا يخيب
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 12:28 AM   #66

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mimichita مشاهدة المشاركة
رائعة صفة لا توفي حق الرواية اضحكني موقف شالك كما اعجبت بقوة سيرنا شكرا اختي
مالذي سيحدث ان اكتشف ستينجر مشاعر شالك اتجاه سيرينا انا جد متشوقة للتتمة
أهلاً صديقتي فعلاً شارك موقفه رائع ومشاعره اتجاه سيرينا صادقة والأيام مخبية الهم كتييير ان شاء الله التتمة تعجبكم


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 12:31 AM   #67

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية في بحار لاحزان مشاهدة المشاركة
سلام
الرواية رااائعة وكتييير تاثرت بسيرينا لاني اشبهها نوعا ما لكن السجن امر محزن الله يسلمها من كل شر

مارك وستيف الاتنين اعجبت بهم من المهم او من الافضل ؟؟ راح نشوف

سلمت يداااك عالبارتات وانشاء الله زيارتي القادمة ما تتاخر كتير
سلااااااموووووووو

اهلاً فيك حورية روحي بتشرفي وقت ما يناسبك ....وجودك بسعدني وبما انه الرواية عجبتك فهذه اجمل هدية واذا انت مثل سيرينا فيا بختك لأنه صاحبات هذه الشخصية النارية مميزات ...والمواضيع بين شارك (ستيف ) ومايك طويلة وراح نعرف قصصهم في الفصول القادمة بإذن الله


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 12:40 AM   #68

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

مساء النور والسرور ..

سيرينا أعجبتني بعنفوانها وشجاعتها ..
في الدفاع عن نفسها ..
ورفضها الذل والظلم ..
لكن أهلها نقطة ضعفها..
خوفها عليهم وتذكرها لهدف تواجدها هناك ..
ما يجعلها تصمت رغما عنها ...
وتبلع الإهانة ..
لكن دخولها للسجن ..
كان فرصة جيدة لها وستيف ..
وحدث اللقاء الذي تمناه كلاهما ..
بقاؤهما هناك تلك المدة ..
زاد تعلق كل واحد منهما بالآخر ..

ترى متى سيكون اللقاء التالي ..
ولو حدث هل سيعترفان بما يكنانه لبعض ..
مارك بطريقة أو بأخرى سيعرف ..
فكيف سيكون رد فعله ..
؟؟؟؟

تسلمين ويعطيك العافية ..
على الفصل الرائع ..
بانتظار القادم ..
موفقة بإذن الله ..
..

الله يعافك صديقتي وبالفعل من تخوض غمار البحار وتجاري اعتى الرجال لن ترضى بالهوان والذل وهذا ما يجب ان تكون عليه كل انثى لا تتخلى عن انوثتها رغم هذا تكون شرسة امام من يحاول المساس بها


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 01:16 PM   #69

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

*****************************
تعديل على الفصل السادس
فتاةٌ من نار

خرجت سيرينا من الحمام الملحق بعنبر العاملات وهي تجفف شعرها الطويل المسترسل وتشعر بالأنتعاش بعد أن اخذت حماماً ساخناً منعشاً ازال عنها تعب الأيام الماضية ,فأثناء عملها على متن السفينة مارش لا تجرؤ على الأستمتاع بالحمام هكذا لأنها ببساطة تخشى من المتطفلين المزعجين امثال رات وكال ,وكثيراً ما كانت تعمد لأستيقاظ قبيل الفجر حين يكون الكل نيام فتتسلل للحمام- الوحيد والمشترك –على متن السفينة والمخصص للعمال وتسعى لأخذ حمامٍ سريع باردٍ قبل أن يتطفل عليها احد ,لكن هنا على متن القاعدة فالوضع مختلف فهي تأخذ راحتها بالنوم والاستحمام والتمتع بالطقس البديع والرفقة الطيبة ,جلست على سريرها تتفقد بعض الأشياء البسيطة التي عثرت عليها واخفتها سراً عن عيون رات المزعج حتى لا يصادرها – لا لقيمتها بل لمجرد اغاظتها واستفزازها – تأملت بسعادة المرآة المزينة الحواف التي عثرت عليها وكانت بحالةٍ جيدة وفكرت بأنها ستهديها لأمها حين تعود ,وبعض الكراتٍ الزجاجية الصغيرة وملونة التي سيستمتع تيتو ابن شقيقها بضمها لمجموعته , وقلادةٌ براقة ستسعد كاميرا الجميلة باقتنائها ,واخيراً مجسم سيارة الشرطة الناطقة التي ارعبت الجميع قبل أن يعرفوا بأنها مجرد لعبة ناطقة والتي بالتأكيد سيفرح ( بيبا )الصغير بها,وستستمر بالبحث عن اشياء اخرى لتهديها لأبيها وأخويها كارلوس وخورخي ,كم تتوق لأسرتها وتعد الأيام لعودتها رغم انها تجهل متى سيكون ذلك لكن ليس امامها سوى الصبر ,فقد وعدت نفسها ان تعمل بجد لتسدد دين اسرتها ,وحتى ذلك الوقت ستحاول التأقلم على حياتها الجديدة وستستمتع بالأوقات القليلة التي تقضيها في القاعدة برفقة زميلاتها الطيبات ,وعند هذا الحد شعرت بالجوع فنظرت للساعة الرقمية الموجودة على الحائط والتي تشير لدنو موعد تقديم وجبة الغداء ,لملمت اشياءها وخبأتها بصندوقٍ تحتفظ به في خزانتها هنا و بدلت ثيابها وعقدت شعرها على هيئة ذيل فرس ونظرت بسعادةٍ لهيئتها بثيابها الجديدة المريحة ثم غادرت . توجهت نحو المطعم العام حيث يجتمع افراد البعثة لراحة وتناول الطعام ,وكانت مجموعات البحث تقصده متى كانت على متن القاعدة ,دخلته سيرنا وكان يعج بالناس كالعادة وقفت بالطابور بعد أن حملت صينية الطعام الفارغة وذهبت لتاخذ حصتها, وفوجأت برؤية صديقتها الضخمة بارب تقف هناك وترتدي ملابس مقدمي الطعام وتقف خلف الحاجز حيث يوزع الطعام...فسألتها بدهشة "بارب ماذا تفعلين هنا...؟؟"
"أوه سيرينا ...اهذه انتِ يا صديقتي ...لم اتوقع عودتك باكراً " علقت بارب بخفة ,فأقرت سيرينا بفكاهة "ولا أنا ...لكن لم تجيبيني ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
"لقد انتقلنا للعمل بالمطبخ..انا وتيسا ( ردت بارب بسعادة فقد كانت تمقت عملها في تنظيف الحمامات..وتابعت ببهجة) الفضل يعود لتيسا ..فقد انهت احدى الطاهيات فترة خدمتها وكانوا يبحثون عن بديلة تحل مكانها فاخبرتهم تيسا عن مهارتها في الطبخ ,فنقلهوها للعمل هنا ثم اخبرتهم اني صارمة واجيد تنظيم الامور فتم نقلي انا ايضاً ,وها انا ذا اعمل على توزيع الطعام .."قالت كلمتها تلك بسرور بالغ ثم استدارت صوب شخص يتلكأ في الطابور وزجرته ليسرع وعادت ترسم ابتسامة واسعة على وجهها العريض وهي تقول:
" ماذا اضع لك..يا عزيزتي؟؟ " وقبل ان تجيبها سيرينا ردت تيسا التي دخلت من بابٍ جانبي وهي تحمل قدراً كبيراً يتصاعد منه البخار الممزوج برائحة طيبة ..
"اسكبي لها من هذا ..لقد طهوته بنفسي ..."قالت تيسا بفخر ثم حيت سيرينا ببهجة..ففعلت بارب كما امرتها وخصتها بقطعة لحم كبيرة كنوع من التقدير الخاص وقالت بإعتزاز "هذا لباحثتنا الصغيرة .ارفعي رأسنا عالياً يا فتاة " نظرت سيرينا لزميلتيها بود وامتنان وشكرتهما بغبطة حين رأت في طبقها اكبر قطعة لحمٍ رأتها في حياتها ,فاللحم الاحمر لم يكن يوماً من الأطعمة المألوفة لديهم في قرية الصفيح, وهنا ايضاً يعتبر اللحم الاحمر من الاطعمة النادرة التي توزع مرة كل ثلاث اشهر..
تحدثت معهما لدقيقة ثم حين لاحظت تبرم الاشخاص الذين خلفها لتباطؤها ودعاتهما وسارت تبحث عن مكان تجلس فيه, لمحت من بعيد افراد مجموعتها حيث قام كال بالتلويح لها واشار بحركةٍ مستفزةٍ للمقعد الذي بجواره لتأتي وتجلس فيه وقد علت وجهه تلك النظرة الشهوانية المستفزة التي تمقتها سيرينا كثيراً, فتجاهلته وتابعت السير نحو طاولة اخرى وعندها لمحت مجموعة جاك مايرز مجتمعين معاً كعادتهم في ركنهم الخاص وكانوا يتحدثون ويضحكون بمرح ,وفي تلك اللحظة رفع ستيف بصره نحوها وكأنه شعر بوجودها وتلاقت عيناهما معاً لوهلة, لم تستطيع سيرينا ان تمنع نفسها من التحديق به فقد كان يجلس باسترخاءٍ بجوار صديقه العجوز ذو الشارب الطويل واللحية التي لم ترى اغرب منها .. ابتسم لها بطريقته المثيرة التي تبعث الدفئ في نفسها وحياها بحركته المشجعةِ كالعادة فلم تملك سوى ان تردها له بأبتسامتها الخجلى ,كم ودت لو تتجرأ وتذهب لتجلس بجانبه وتبادله الحديث الذي رفضت ان تبادله اياه من قبل وتتصرف معه بكل بساطةٍ وراحة, لكنها لم تستطع لتحفظها المزعج الذي يرفض ان يفارقها ولأن عيون كال مسلطةٌ عليها بشدة تراقب كل حركة تقوم بها ,وهي تعلم انه سيعلم مايك ان فعلت وهي لا تريد ان تفسد الامر بعد ان رفعت نقاطها عنده ,فهي بحاجة لكل نقطة لتساعد اهلها وتعود لهم بسرعة ,لذا فضلت ان تقيد مشاعرها التواقة له وللحديث معه وان لا تجازف ,فنكست رأسها بخيبة وغيرت خط سيرها وتوجهت لطاولة أخرى رأت عليها عدداً من الفتيات اللواتي يقمن معها في نفس العنبر ,وما أن اقتربت منهن حتى اعترضتها يد قوية امسكت بذراعها بشدة لتوقفها ,نظرت بحدة نحو الذي اعترض طريقها...فاذا به ضباطٌ شاب من البحرية دعاها لمشاركته طاولته مع عدد من زملاءه الذين كانوا ينظرون لها بمجون وعبثية لا تختلف كثيراً عن عبثية كال..
"ما رأيك يا فتاة المحيط ان تأتي لتشاركينا المرح؟؟"
نظرت اليه سيرينا بازدراء وقالت من بين اسنانٍ مطبقة "لا اريد" وشدت ذراعها لتفلت من قبضته لكنه تشبث بها بقوة وتابع بمجون
"لمَ يا حلوتي..؟؟ستسرين برفقتنا وقد نذهب بعدها بجولة في السباحة الحرة..." قال ضاحكاً بعبثية وهو يتحسس ذراعها بوقاحة ثم تابع حركته المستفزة نحو خصرها وظهرها فانتفضت غضباً والقت بصحيفة الطعام التي تحملها غير عابئةٍ بخسارتها لقطعة اللحم الشهية ,ولكمته على انفه بقوة كما فعلت مع ريكو تلك الليله فترنح للوراء وهو يصرخ متألماً ويضع يده على انفه النازف دماً ,اخذ يسبها ويشتمها بأقبح الألفاظ و عندها هب زميلٌ له وشدها من ذراعها وهو يصيح بحنق "ايتها الحقيرة اللعينة..كيف تجرؤين ؟؟"
ما ان ادرك ستيف ما يجري معها حتى هب بسرعة من مكانه واتجه نحوها ليمنع أولائك الأوغاد من لمسها ,وبنفس اللحظة أسرع كال نحوها بعد ان لاحظ ما يجري معها ,لكن الفتاة النارية لم تكن لتنتظر مساعدة احدٍ فقد امسكت بسكين تقطيع الطعام عن الطاولة ووضعتها على عنق الرجل الطويل الذي يمسكها وقالت مهددة اياه .
" اياك ان تتجرأ على لمسي..فهمت...ايها الحقير." كانت بارعة وقوية فذعر الرجل وهو يرى السكين فوق عنقه وحين هب اصحابه ليساعدوه كان ستيف لهم بالمرصاد فاشتبك مع اثنين منهم بينما تكفل كال بصديقهم الاخر ,وفي لحظة خاطفة تطور الوضع لقتال بين الرجال كاد ان يتسع لولا تدخل الامن الذي القى القبض على كل من اشترك بالمشاجرة ,واقتداوهم الى مركز الامن والانضباط التابع للبعثة...
******************************
وقف المحقق ينظر بغضب للأشخاص السبعة الماثلين امامه...واخذ يصرخ بهم غاضباً .." اين تظنون نفسكم ؟؟... اتعتقدون انكم في احدى حانات ريفيجيز القذرة.؟؟!! أنتم هنا في بعثة رسمية محترمة وتعملون لصالح حكومة المدينة الفاضلة...سيتم التحقيق معكم واخذ كل الاجراءات الصارمة بحقكم..." ثم قام بقرع جرسٍ خاص فحضر رجلين من الامن كلفهما المحقق بإخرج سيرينا وشارك وكال ..بينما ابقى ضباط البحرية الاربعة ليباشر بالاستماع لروايتهم ...
وُضِعت سيرينا ورفيقيْها في غرفة اخرى وقد كبلت ايديهم بقيودٍ خاصة رفيعة لكنها متينة ومحكمة للغاية ,حاولت ان تتفلت من قيدها لكنها كلما حاولت ذلك زاد من ضغطه على معصميها حتى كاد يدميهما وعندها جاءها صوت شارك الهادئ الرقيق قائلاً "لا تفعلي هذا ستدمين معصميك...فهذه القيود ضاغطة وكلما قاومتها زادت تضيقاً ..." لم تجبه لكنها امتثلت له ونظرت من زاوية عينها نحوه فوجدته يراقبها بأهتمام وتلك الابتسامة الجذابة لا تفارق محياه وكأنه لا يبالي بحاله ,فقميصه قد تمزق بفعل الشجار كما نزفت شفته العليا اثر تلقيه ضربة قوية عليها , لكن الضابطان الذان تشاجرا معه لم يكونا بحالة افضل ,فقد اوسعهما ستيف ضرباً حتى اضطر رجلان من الامن لمساعدة احدهما على السير....لكنها شعرت بالسعادة والأمتنان لما قام به من مساعدتها...واحست بالأنس لوجوده قربها لكنها اخفت مشاعرها بعد ان رأت نظرات الوعيد من كال الذي جلس قبالتها يمسح الدماء النازفة من جبينه ويحدق بها بحنق ويرصد كل حركة تقوم بها...
علق ستيف بتهكم ..."الان سيرون القصة كما يحلوا لهم...والمحقق سيصدقهم على الأرجح...ولن يكترث حتى بحقيقة انه لم يكن عليهم ان يتواجدوا اصلاً في المطعم المخصص للعمال " و كان يقصد في كلامه ضباط البحرية
"حقاً ...؟!!"تسائلت سيرينا باستهجان ...
"اجل هذا ما يحصل عادةً... " رد عليها باستياء ...
"اصمتا والا ..." زجرهما احد رجال الامن الواقفين ...فحرك ستيف كتفيه بقلة اكتراث وكأنه لا يبالي بما سيحصل له فشخر مستهزئاً وتابع بثقة " ليس عادةً بل هذا ما يحصل دائماً ...... وجودهم منذ البداية يبدو مريباً "
"اصمت يا هذا وإلا..." صرخ رجل الامن مهدداً فنظر له ستيف بتحدٍ وقال "وإلا ماذا...؟؟"
"شارك ارجوك...توقف" قالت سيرينا بقلق لم تدري انه فضح مشاعرها فنظر لها ستيف برضىً واعجاب وغمزها وقال بمرحٍ "فقط إن شأت ذلك ...سأفعل " فارتبكت وانكست رأسها بينما كال يتميز غيظاً منهما , وفي تلك اللحظة دخل مايك ستينجر كأعصارٍ هادر وعيناه تقدح شرراً وحين وقعت عيناه على ستيف حدق به بكل كره وصاح بحنق"انت هنا ايضاً ؟؟"
"اهلاً ستينجر..." رد ستيف بمرح وقلة اكتراث فستشاط غضب مايك وبلغ اوجه ,فبعد ان سمع بالمشاجرة التي تورط بها عماله همَّ مسرعاً ليعرف ما حصل ليفاجأ بألد خصومه جالساً معهم ,اشاح مايك بوجهه حانقاً عن ستيف ليتأمل سيرينا بغموض ثم تلتفت صوب كال بغضب وقال من بين اسنانٍ مطبقة من شدة الغيظ
"ماذا فعلتم ...بحق السماء؟؟"
فأزدرى كال ريقه بخوف وهو يرى مايك يقترب منه وفي عينيه وعيد شديد...امسكه مايك من ياقته وشده نحوه فسارعت سيرينا تقول بحدة
" ليس الذنب ذنبه..."
نظر مايك لها بغضب...وقال بصوت كالفحيح.." ذنب من اذاً ؟؟.."
هزت كتفيها بقلة اكتراث واجابت بجرأة ..."كنت ادافع عن نفسي وقد ساعدني كال..و (سكتت قليلاً ثم نطقت اسمه ) وشارك.."ابتسم ستيف مسروراً لسماعها تقول كنيته للمرة الثانية ..لكن مايك نظر له بغطرسة وغضب ,فآخر مايحتاجه الآن ان يشترك رجاله في مشاجرة قد تكلفهم نقاطاً كثيرة او قد تتسبب في سجنهم فيضطر لدفع كفالتهم وتزيد من خسارته ,وفكرة ان يعمد شارك لمساعدة رجاله زادت في غضبه وحقده ,اجال النظر بين وجوههم بحنق ,تجاهل ستيف وعاد يرمق كال بحدة فنكس الاخير رأسه بذعر بينما نظرت له سيرينا بتحدٍ فهي لا تعتبر ان ما قامت به امراً خاطئ ,وبعد لحظات استدعاهم المحقق فاستأذن مايك ليدخل معهم فأٌذن له .. وكما ظن ستيف كان ضباط البحرية يجلسون بكل راحةٍ وهدوء على المقاعد الوثيرة وهم يشربون العصير المثلج بينما ابقاهم المحقق واقفين و بدأ يكيل لهم التأنيب والأتهام بتعالي,ونظرة الزهو والنصر تتجلى في عيون ضباط البحرية الذين ضمنوا ان تبرأ ساحتهم ,ثم قام احدهم بحركة مستفزة كمن يحرك سكيناً على عنقه موحياً بأنه قضي عليهم, وعندها أدركت سيرينا ان كلام ستيف قد تحقق وان ضباط البحرية تملصوا من الذنب بألقائه عليهم...فثارت حفيظتها وزمجرت غضبة..
"ايها الأوغاد..انتم من بدأتم الامر..بالتحرش بي.."
فصاح مايك بها "اصمتي يا فتاة ودعي الامر لي..."
"لكن.." قالت بحنق وقبل ان تكمل صاح مايك بأنفعال
"شششش...قلت اصمتي " وادار رأسه متجاهلاً اياها وحدث المحقق الغاضب بصوتٍ هادئ مستكين لم تعهده سيرينا منه من قبل في محاولة لاستمالة المحقق وتهدأته وتحسين صورة عماله المشتركين في المشاجرة بقوله..
" انها فتاة جديدة ولا تعرف بعد القوانين والمراتب ..اعدك ان اضبطها اكثر..."
احتجت سيرينا على قوله هذا لأنه القى بالائمة عليها دون ان يسمع الحقيقة منها او يكترث لها ....وحاولت التبرير اكثر من مرة لكنه اخرسها بنظرة غاضبة منه وعاد يحاول استسماح المحقق الغاضب في محاولة لأنهاء المشكلة بسرعة لكن المحقق تجاهل كل توسلاته وامر بسجن سيرينا لقيامها برفع سكين على ضابط بحرية قائلاً :
"انهم ضباط بحرية وليسوا ملاحين عاديين..انهم مواطنون من الدرجة الثانية ..ورفع سلاح على ضابط بحرية امرٌ يستوجب محاكمة عسكرية..خاصة ان كان من اشخاص وضعين غير مصنفين "علق المحقق غاضباً بينما شحب وجه مايك, وعاد يتحدث بود ليحاول اقناع المحقق بتخفيف العقوبة..لكن سيرينا عادت لتفجر غضبه لكرهها لما يحصل من تبليٍ وادعاءٍ وتحقيرٍ من شأنهم ,وكيف قلبوا الامور بكل بساطة فقالت مدافعة عن نفسها دون ان تبدي اي ندم او اسف على ما قامت به "ضباط بحرية...من الدرجة الثانية ؟!! بل هم هثالة من الدرجة الاولى من النذالة...يظنون انهم يستطيعون ان يفعلوا ما يشاؤون لكن ليس معي ايها المحقق العتيد.."
"خذها للسجن ايها الشرطي ..لنرى كيف تصون لسانها ؟"صاح المحقق غضباً
"تمهل ارجوك " توسله مايك وعاد يصيح بها لتسكت "اصمتي يا شقية "
لكنها تابعت بعنفوان ودون خوف" ان كانوا يريدون العبث فليعبث مع فتاة لهوٍ حقيرة مثلهم...ان ما قام به هذا المتحرش البغيض امرٌ يستحق القتل عليه .." انها ابنة البحر فعلاً فإن هاجت فهي عنيفة مثله رغم جمالها وهدوءها الظاهري لكنها في داخلها امواجٌ قد تسحق كل من تسول له نفسه ان يدنو منها, ذهل ستيف حقاً من جرأتها واعجب بعنفوانها الشديد ,و شعر بتقدير كبير لشجاعتها وتمسكها بكرامتها...وهذا امرٌ لم يره من قبل,لكن مايك لم يشاركه الأعجاب ولم يعد يحتمل اكثر فأن استمرت هذه الفتاة بما تقوم به ستضيع كل جهوده هباءً ,لذا وثب نحوها وقام بجرها من ذراعها ودفعها بقوة وقسوة نحو الحائط حتى ارتطمت به ووضع يده على فمها ليكتم صوتها ,فوثب ستيف من مكانه بحدة وصاح بغضب
" اتركها يا مايك..." لكن اثنان من الشرطة امسكوه بقوة ومنعوه من التحرك بينما كشر مايك بحقد ثم عاد يحدج سيرينا بنظرة غاضبة ويقول بهمس مريع
"انت لا تعبثين بمستقبلك فقط يا فتاة بل بمستقبل اهلك...اتفهمين... ان استمريتي في إثارة المشاكل لي ..ببساطة استبدالك واحضار كارلوس مكانك..." حدقت فيه سيرينا بذعر فهي وأن كانت حادة الطبع وسليطة اللسان..لكنها لا تريد ان تسيء لأهلها ... انها هنا من اجلهم ...لذا صمتت رغماً عنها ..
"ارى انك فهمت ما اعني ,جيد ...ابقي صامتة هكذا ..واضح ؟؟!!! ودعيني ارى ما سأفعله بهذه الورطة السخيفة التي ورطتني بها " عاد مايك نحو المحقق وحدثه برجاء في محاولة منه لأنقاذ الموقف....
لم يسمع ستيف ما قاله مايك لسيرينا لكنه ادرك من تغضن ملامحها انه هددها ففتاة مثلها لا ترضى بالهوان... لكن يبدو ان مايك استطاع ان يبتزها بشيء ما مهم بالنسبة لها أو يعني لها الكثير..ترى ما الذي ورطها معه؟؟... حاول ستيف التفلت من قبضة الشرطين وهو يزدري مايك بنظراته الساخطة ,فأقترب مايك من المحقق وهمس له بشيءٍ ما وهو ينظر لستيف بخبث ودهاء فهز المحقق رأسه وقال امراً "اخرجوه من هنا"
صاح ستيف في مايك ساخطاً .."لن تنجو بفعلتك دائماً ستينجر ...اتسمعني لن تنجو دائماً "
ضحك مايك بخبث وقال بسخرية "انا دائماً انجو..لكن ربما جاء اليوم الذي لن تنجو به انت يا شارك هههههه" ضحك ستينجر بخبث وهو يرى الشرطيين يجران ستيف للخارج بقسوة , وبكل راحة استدار مايك صوب المحقق وقدم له سيجاراً فاخراً ثم عرض على الضباط مثل ذلك..وسيرينا ترقب ما يجري بضيق شديد...
لكن رغم كل محاولت مايك في محاولة استرضاء المحقق لكنه لم يستطع ان يخفف من سخطه كثيراً خاصة بعد ان لزمت سيرينا الصمت ورفضت ان تعتذر للضباط او ان تقر بأنها المخطئة ,لذا لم يجد المحقق امام عنادها وتعنتها سوى ان يسجنها شهراً كاملاً ... كما تقرر حبس كال لأسبوع رغم انه اعتذر واعترف بخطأه لكن الضابط الذي ضربه رفض اسقاط التهمة عنه فلم يكن امام المحقق سوى ان يدينه ويحبسه ايضاً , وما زاد في سخط مايك انه سيضطر لدفع غرامة مادية مجزية للتعويض عن الخسائر التي تسبب بها الشجار ,وقد اعتبر المحقق سجنهم هذا عقوبة مخففة فقد كان يرغب بإرسالهم لسجن المدينة واقصاءهم من البعثة كلها لولا توسلات مايك له ليخفف عنهم ,خاصة بعد ان بين للمحقق ما ستخسره المدينة الفاضلة من تأخير البحث بخسارتها لأفضل الباحثين..فغير المحقق رأيه واكتفى بسجنهم المدة التي حددها...واكتفى بتوجيه تنبيهٍ للضباط المشاركين في المشاجرة فقط مما اثار شعوراً بالاستياء والظلم من سياسة التميز بينهم.. وبالنسبة لستيف فقد اقر المحقق بحبسه دون تحديد المدة ولم يستمع لشهادته حتى ...
******************************
كان السجن عبارة عن زنازين صغيرة متجاورة ,موجودة في ادنى جزءٍ من القاعدة ,مكانٌ مغلقٌ ومقيت ,باردٌ ومعتم ولا يأتيه النور سوى من مصابيح حمراء باهتة ومزعجة...كل زنزانة تتسع لسجين واحد فقط وابوابها محكمة الأغلاق فيها نوافذ صغيرة بقضبانٍ متعامدة ....لم تستطيع سيرينا من زنزانتها ان ترى ستيف لكنها كانت تسمع صوته وهو يصفر ويدندن بلحن جميل وكأنه لا يأبه بما اصابه ولم تعلم انه كان يفعل هذا من اجل تسليتها في هذا المكان المريع , وحين سكت شعرت بالوحشة و الوحدة و رغبت باخباره ان يكمل فلم تجد وسيلة افضل لذلك سوى ان تبدأ هي بترديد لحن اخر ثم سكتت ,فأبتسم ستيف بسعاة لأنه فهم ما تريد وعاد من جديد يدندن بلحنٍ مميز جميل كهدية لها ...ثم سكت لترد له الهدية بنغمٍ آخر , وهكذا استمرا بدندنة لبعضهما وكأنها رسائل مشفرة بينهما مما اثار غضب كال المسجون بجانبهم ولا يفهم سبب سعادة هذين الاحمقين ...
وبعد انتصاف الليل غط كال بالنوم العميق وعلا شخيره المزعج فوجد ستيف الفرصة سانحة ليتحدث معها ,فهو وان كان لا يخشى هذا المدعو كال الا انه كان يعلم انه سيتسبب في المشاكل لها ان علم مايك بحديثهما..وهذا اخر ما يريده...لذا بعد أن تأكد من استغراق كال في النوم دنى من القضبان وناداها بخفة
"هاي ايتها الباحثة الصغيرة اما آن لي ان اعرف اسمك؟ "
حبست سيرينا انفاسها اثارةً ثم تجرأت وقالت بمرحٍ" اخبرتك سابقاً....ادعى فيش ...."علقت بخفة وابتسمت في سرها ..
ضحك بخفة وقال بتسلية "ههههه ظريف لكن ... انا اقصد اسمك الحقيقي ..."قال مؤكداً
كانت تريد ان تتلاعب به قليلاً لكنها عدلت عن ذلك وبعد ان سكتت لمدة حتى ظن انها لن تتحدث ابداً
قالت بهدوء ورقة " سيرينا."
"سيرينا ...سيرينا "كرر اسمها عددة مرات كمن يريد ان ينظم منه اغنيه ..."اسم جميل ...كصاحبته ...(ابتسمت في سرها لكلماته التي بدت عفويه وليست كغزلٍ ماجنٍ كما يفعل البعض ,لكنها لم تجرؤ وتعقب فتابع هو بحيرة )ترى ما الذي جاء بك الى هنا يا سيرينا؟"
"لقد تشاجرت مع احددهم فزج بي بالسجن!"ردت بفكاهة
ضحك بخفة على مزاحها لوهلة ثم تابع بجد اكثر "لا ...انا اقصد لماذا تركت قريتك؟"
كانت تعلم ما يقصد لكنها لم تدري اتقول له الحقيقة ام لا ..ثم قررت انه لا داعي لتخفي شيئاً عنه فهي ليست بخجلى من سبب قدومها هنا فردت بخفوت
"جئت لاقضي دين عائلتي."
"الا يوجد احد غيرك ليفعل ذلك؟"سأل بأهتمام
"كان مايك سيأخذ اخي الاكبر لكني لم استطع ان ادعه يفعل ذلك؟.."قالت بتأثر
"لمَ؟؟"سأل بحدة
"لان ذهابه يعني خسارةً لزوجته واطفاله ولعائلتي كلها ...فهو مسؤول عنا جميعاً..ان حدث له مكروه ..ستكون خسارة للجميع .."
"وماذا عنك الا يهم ان حدث لك مكروه ؟!!" كان صوته حاداً لحنقه وانزعاجه من فكرة انهم ضحو بها لينقذوا اخاها وذلك ذكره بما حصل معه في صغره ,لم تفهم سيرينا سبب سخطه وقالت مبررة "انا لست متزوجة ولا اطفال عندي."
"وان كان هذا...الا يهمهم امرك وما قد يحصل لك؟؟" صاح بحنق والم.
استاءت سيرينا من نبرة الاتهام في صوته وحاولت ان تدافع عن اسرتها بان ذكرت كيف رفض اخوها الامر وكيف اصرت هي على الذهاب..فهتف بخفوت دون ان تختفي نبرة الضيق من صوته "انا لم اقصد ان اهين عائلتك (قال بشبه اعتذار )لكن الامر ..."
تردد في الكلام فاستحثته ليتابع"ماذا..؟"
"انه امر مقيت...." قال بأسى لم تفهم ما يقصد ولمَ هو مستاءٌ هكذا , بقي ستيف صامتاً لفترة وذكرياته المريرة تهجم عليه بقسوة كم كره هذه الذكرى المقيتة وبصعوبة استطاع القاها بعيداً حين سألته بخفوت وتردد.."هل نمت..؟؟؟"
ابتسم بتعب وقال بخفوت "لا...لا استطيع ان انام..."
"ولا انا.." ردت بصدق "ربما لأن المكان مزعج.."بررت الأمر لكنها تدرك انه ليس السبب , فهي لا تستطيع ان تنام وهي تعلم انه هنا بقربها على بعد امتار قليلة منها وهي متلهفةٌ لسماع صوته ومحادثته ...وكأنه فهم ما تريد قوله دون الحاجة لكلمات فقال بشكلٍ حالم "اتعلمين...لم اصدق عيناي عندما رايتك تخرجين من السفينة ذاك النهار.."
"لم تكن تبدوا سعيداً بذلك "ذكرته بنوع من اللوم
"هذا لأنني .. ظننت انك ستعملين كفتاة ترفيه."عقب بضيق
" آوه ...هل ظننت ذلك ؟؟! لماذا ؟" تسألت بفضول
"حسنا فتاة جميلة مثلك ماذا سيجعلونها تعمل هنا سوى كفتاة ترفيه .. كما أنك كنت ترافيقينهم... اتذكرين.. ؟"
سرها مرة اخرى ان ينعتها بالجميلة لكن سائها ان يعتقد ان كل جميلة عليها ان تصبح غانية."هكذا اذاَ ؟!"ردت خائبة
ادرك انها مستاءة من تحليله "انا اسف.. لكن هذا ماخطر لي"قال بصراحة
"وماذا كان رأيك بعد ان علمت انني باحثة واعمل في الفريق المنافس لك."سألت بفضولٍ وترقب
"لا استطيع ان اصف لك مدى استيائي ."علق بصدق
"لم ..؟هل تعتبرني منافسة لك؟؟؟!! "سألت بتهكم
فعلق مادحاً "انت ماهرة بالتأكيد وتعتبرين منافسةً بارعة لأي شخص ..لكن لا ليس هذا ما اقصده ..(توقف وكأنه يريد ان ينتقي كلماته فأستحثته بلهفة وأنفعالٍ واضح )"ماذا اذاً ؟؟"
فأجابها بصدق "حسناً ..الامر صعب للغاية وشاق علي..ان اراك ولا استطيع ان اتحدث معك براحة او اجلس بقربك او... احميك (زفر بتعب )الامر سيء, سيئ للغاية وصعب."
اربكها كلامه واسعدها بذات الوقت فقد عرفت انه ليس منزعجاً لكونها منافسته , بل ما يزعجه بعدها عنه ...وهذا امرٌ اثارها بشدة ...خاصةً انه صرح بأن امرها يهمه وهو يرغب بحمايتها , منذ متى لم تسمع شخصاً يتحدث بأكتراثٍ عنها ويرغب بحمايتها والدفاع عنها وحمايتها كما كان يفعل اخوها كارلوس دوماً ...ورغم انها ليست انسانة ضعيفة لكنها شعرت بالحنين لمشاعر الحمية والحماية تلك ,و بالأخص ان جاءت من رجلٍ كشارك ...زفرت براحة وسعادة وهمست بشكلٍ حالم "تحدثني ..وتحميني..اهذا ما يشغلك؟!!"
فرد مؤكداً "اجل ..لقد رغبت بذلك بشدة...لا تتصورين كم مرة حاولت ان اقترب منك واحدثك..لكن "
"لكن ماذا...هل تخشى ستينجر ؟؟" سألت بشك
"منه لا... لكن اخشى عليك منه ...هو يكرهني ان كنت لاحظت ذلك ...ولن يدعني اقترب منكِ...واخشى ان يزعجك إذا ما اقتربت منك ...كما ...اظن انك تكرهين ذلك..فأنت تصرخين غاضبة كلما اقتربت منك..." قال بمكر
صمتت ولم تجب وحمدت الله انه لا يستطيع ان يرى احمرار وجهها وخديها فهو يقول الصدق لكن ما لا يعلمه انها كانت مثله تماماً تطوق للحديث معه لكنها لا تجرؤ على فعل ذلك ...
"سيرينا!!! هل نمت..؟" سأل بقلق بعد ان طال صمتها ...
"لا .." همست بخفوت فزفر براحة وسارع بسؤالها "هل انت غاضبة من كلامي .."
"لا ..ولم عساي اغضب "ردت بصدق
ابتسم بسعادة وتجرأ على الخطوة الثانية "اذاً ...هل ترغبين بالحديث معي و...رؤيتي كما ارغب انا " انتقى كلماته بعناية
"اظن .." اجابت باقتضاب وهي تحبس انفاسها ثم تابعت بخشية "لكني اخشى ..."ولم تكمل لأنه اكمل عنها
"ستينجر ...اليس كذلك ؟؟؟"
زفرت بتعب "انا لا اخشاه هو لكني ...."
فعاد يكمل عنها "تخشين على اسرتك ..."
"اجل "همست بخفوت وخيبة
فعلق بثقة " ادرك هذا ولا ألومكِ ...لكن ...استطيع تدبر امر لقاءنا دون علمه .."
"ماذا؟؟؟ !"همست بلهفة
"اعني ..بعيداً عن جواسيسه..حتى لا يزعجك..ما رأيك..؟!!" كان يتحدث بحرص وترقب لأدنى انفعالاتها ففاجأته حين سألت
"كيف سنفعل ذلك؟؟"
"بسيطة..يمكننا ان نفتعل شجارات أخرى ونلتقي هنا ؟"قال مازحاً
ضحكت بقوة فقد فاجأتها اجابته ..ضحكت حتى اضطرت لاغلاق فمها بيدها حتى لا يستيقظ كال المزعج ويعكر صفو حديثهما ...
اعجبه صوت ضحكتها العفوية وتمنى لو لم تحاول منعها...اراد ان يراها ويسمعها ويكلمها وجهاً لوجه مرات ومرات ..فقال "انا جاد ..يمكننا ان نتقابل ان ..( ثم تابع بحذر خشية ان تصده مثل المرات السابقة)إن احببت ذلك ؟؟."
فكرت قليلا ..هل تقبل ام لا ...لكنها تجاسرت و قالت "اين؟"
زفر براحة لأنها لم ترفض وقال بلهفة "عندما نكون هنا اذا تصادفت اجازتنا معاً يمكننا ان نلتقي بعد منتصف الليل عند الصاري الكبير" كان الصاري الكبير عبارة عن عامود ضخم يوجد في مؤخرة القاعدة مثبت في اعلاه لاقط لموجات الراديو .
"مارأيكِ ؟؟؟"سأل بلهفة وترقب
"سأرى!! " لم تعطه جواب واضحاً لتجعله متشوقاً وتثير فضوله..لكنه تأكد انها صعبة المنال فعلاً...وقد راقه الامر كثيراً..صمتا لدقيقة تقريباً ..وعندها علا صوت شخير كال بشكل مثير للضحك فضحكا معاً حتى انهكهما الضحك .. وبعد ان تمالكت نفسها استأنفت الحديث بفضول "اخبرني ما سبب العداوة ؟اعني بين ستينجر ومايرز.؟"
"السبب امرأة " رد بخفة
"ماذا؟؟"سألت بحيرة
"قبل اكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً كان مايك وجاك يعملان معاً في بعثة بحث واحدة ,لم يكونا صديقين حميمين لكن كانا رفيقين وزملاء عمل ولمدةٍ طويلة ,..ثم جاءت فيث..اعني الطبيبة فيث مايرز كانت شابة جميلة ورقيقة ..احبها الاثنان لكنها فضلت جاك وتزوجته مما اثار غضب ستينجر وغيرته وبدأت العداوة من يومها .."
"كيف يعاملك جاك ؟"سألت بفضول
"كأبٍ حاني (قال برقة وامتنان )انه شخصٌ رائع ...جاك انسانٌ مدهش يعامل كل عماله بانصاف ورحمة..(صمت لوهلة قبل ان يتجرأ ويسألها بقلقٍ واضح فهو يعرف ستينجر وقسوته ) اخبريني هل يسيئ مايك لك؟"
ردت بصدق "لا.. فأنا سلاحه الجديد...كما يدعوني "كررت نفس كلماته..
تنفس براحة وقال بفخر"الحق انت اكثر من سلاح ...انت كنز عظيم (ثم تابع بصدق وحرارة متخلياً عن حذره فأثارها بمدحه ثم ما لبث ان تابع بانفعال)كم اتمنى لو لم اتركك تلك الليله في ريفيجيز.."وكان صادقاً فهذه مشاعره فعلاً فتجاسرت وقالت بتأنيبٍ ماكر غرضه ان تستبين حقيقة مشاعره نحوها "لكني ما كنت لأذهب معك ...فأنا لست فتاة للترفيه لليلة واحدة "
فرد بصدق وحرارة "اعرف ذلك ...(ثم اقر ) في البداية ظننتك مجرد فتاةٍ عادية قد يغريها عرضي ...ثم أيقنت انك اسمى من هذا ...بت ادرك انك افضل من ذلك بكثير,لكني نادمٌ على تركك رغم كل شيء... " فقد ندم على تركها حقاً فهو لم يعد يريدها لليلة واحدة بل يريدها للعمر كله
حبس سيرينا انفاسها اثارةً ,فهذا اقرارٌ منه بأنه لم يعد يراها كمجرد تسلية مؤقتة ...بل هو يكترث لها حقاً ,ابتسمت بسعادة وقد راقها قوله ,وأقرت في سرها انها ايضا تمنت لو لم تتركه تلك الليله ربما كانت ستكون معه الان ,لكن لا ...هذا ما كان ليحدث بأي حال فقد تعاقد مايك مع والدها قبل ذهابها وكان امر رحيلها محتوم,وتسلل لعقلها سؤالٌ مفاجئ لم تفكر فيه سابقاً .." هل كان والدي واثقاً لهذه الدرجة من قبولي بالذهاب بدل اخي.. ام انه كان امراً منتهياً بالنسبة له " لم تستطع منع الأستياء والخشية من التسرب لنفسها ولم يخرجها من الغرق بتلك الأفكار سوى صوت ستيف الحنون والرقيق وهو يسالها بأهتمام حين طال صمتها .."هل نمت؟"
"لا.."ردت بشرود وهي تفكر بأبيها وحقيقة الأمر ...فعاد يحدثها ويطفئ شوقه للمعرفتها ومعرفة كل تفاصيل حياتها ...امضيا طوال الليل يتحدثان بهذه الطريقة سألها عن اسرتها وعملها وحياتها وكثيرٍ من الامور التي يتوق لمعرفتها حتى طلع الفجر ,ثم تركها لترتاح وتغفو وهو يمني النفس بليال ٍ اخرى كهذه , خاصة ان كال غادرهما بعد ثلاثة ايام فقد قبل المحقق شفاعة مايك به وأخرجه بكفالة مادية ,فيما رفضها ان لم تقر سيرينا بذنبها وهذا ما لن تفعله فتاة النار الابية ...فالسجن احب اليها من هوان الأعتراف بذنبٍ لم تقترفه بل صار السجن انسها طالما شارك معها ,فقد صارا يملكان الليل والنهار ليطفأا ظمأهما واشواقهما بالحديث الممتع والمسلي ليعرف احدهما الآخر حتى وان لم يريا بعضهما ...تحدثا بكل شيء تقريباً..البحر الاسماك المخاطر والمغامرات ...قصت عليه سيرينا قصصاً من طفولتها وحياتها ,فبدت له كفتاة سعيدة عاشت في جوٍ من الالفة والحب وهذا امرٌ لم يحظى به هو...
وقد لاحظت سيرينا ان ستيف يتجنب الحديث عن طفولته واسرته تماماً, وكأنها غير موجودة ..ورغم طوقها لمعرفة كل شيئٍ عنه لكنها لم تتطفل عليه وتزعجه بأسألتها اذ شعرت انه ينزعج بشدة حين تعرج على الأمر فيسارع بتحويل مجرى الكلام بسرعة ,فأدركت انه يعاني من جرح بليغ لم يشفى منه بعد ..لذا تركته ليفصح عما يشاء وبالشكل الذي يريد ,فبالنسبة لستيف كل حديثه كان يدور عمن يعتبرها اسرته الوحيدة الا وهي مجموعة جاك مايرز واصحابه حدثها عن جاك وزوجته فيث وعن كاس وأميليا واطفالهما الخمسة ,وبهرام والباقيين..فشعرت كم هم متآلفين ومحبين لبعضهم وكم رغبت لو كانت تلك مجموعتها التي تعمل معها...
لم يرغب ستيف بمغادرة السجن ابداً فقد بدى له الامر كأفضل اجازة حصل عليها يوماً , لكن ظنه خاب عندما استدعي لمكتب المحقق بعد أسبوعٍ من اعتقاله فقط ..القى نظرة خاطفة على سيرينا حين مر من امام زنزانتها فأبتسمت له برقة فسارع بالقول
"انتظريني لن اتأخر .." احمرت خجلاً من قوله ذلك ..وشيعته ببصرها وهو يسير مع الشرطي الذي اقتاده لغرفة التحقيق حيث وجد جاك مايرز في انتظاره مع المحقق الذي ما ان رأه حتى امر الحارس بفك قيوده ,ثم وقف جاك وصافح المحقق وشكره
"شكراً لك ايها المحقق.." هز المحقق رأسه وعلق بعصبية وتأنيب وهو ينظر لستيف
"لا تعد للمشاكل يا شارك" واشار له بالذهاب ..
حدق ستيف بجاك غير مصدق وقال بقلق "لكن لم تنتهي مدة اعتقالي.."
"لقد دفع مايرز كفالتك..وهي غالية جداً...عليك ان تكون ممتناً لمعلمك "قال المحقق بتعالي
نظر ستيف بأستياء لجاك وقال "لم يكن هناك داعٍ لدفع الكفالة..اما كان يمكنك ان تنتظر "
نظر جاك لستيف باستغراب "أهذه شكراً لك..؟؟"
" اعدني للسجن ووفر نقودك جاك.." قال بحدة واستدار نحو الشرطي ليعيده لكن جاك قام بسحبه معه وجره بقوة بعد ان رفض الذهاب .. وعندما اصبحا خارج القسم نظر جاك له بحيرة وصاح بتأنيب
"ما بك شارك هل تريد البقاء في السجن؟؟!! ...أجننت؟؟"
"لا... لم اجن (ثم علق بشكل حالم )لكني لم اقضي اجمل من هذة الأيام في حياتي .." وتابع بانزعاج " ارجوك دعني اعود"
رد جاك بضيق "لا بد انك تهذي ....اسمع انا لن اناقشك فيما حصل الآن فقد تعطلنا مافيه الكفاية ...عد لغرفتك واستعد سنبحر بعد ساعة . "
"لكن مهلاً الن ننتظر .."قال ستيف بخيبة
"ننتظر ماذا ؟؟ما بالك ستيف هل تشكو من شيء ما ؟؟..أذهب لفيث ان كنت متعباً لتعاينك .."قال جاك بقلقٍ ابوي
"لا لست متعباً...اللعنة .."علق بسخط وركل الحائط بحنق وغادر مغاضباً وجاك ينظر اليه بحيرة ,وحين عاد جاك لغرفته ليعد نفسه للرحلة أخبر زوجته بما حصل وطلب منها ان تعاين ستيف قبل ان يغادروا, لكن فيث انخرطت في موجة ضحك شديدة بينما ظل ينظر لها بحيرة..ثم سألها بانزعاج "ما بالك انتِ الأخرى ؟؟؟"
فقالت بخفة بعد ان تمالكت نفسها "لا شيء ...لكن يا عزيزي شارك لم يفقد عقلة بل وجد قلبه .."
"ماذا تعنين انه يتصرف كالأحمق.."قال جاك بحنق
ابتسم فيث بدلال ووضعت ذراعيها حول عنق زوجها وقالت بغنج" يذكرني شارك بأحمق اخر التقيته قبل أكثر من عشرين عاماً.."
"من تقصدين؟"سأل بريبة
فقبلته بخفة وهمست بدلال "هل نسيت كيف كنت تتصرف عندما التقيتني اول مرة؟؟"
رد جاك بأرتباك "نعم لقد تصرفت بطيش ولكن هذا لاني احبك!!" قال برقة ثم توقف قليلا قبل أن يتابع بوجل" لا لا ليس معقول أنتِ لا تعنين ...؟؟!"
فأبتسمت له وهزت رأسها ايجاباً وقالت "شارك يحب "
فهتف جاك بهلع "هل يحب تلك الفتاة...؟؟ فتاة مايك "
"اجل ...هذا ما يبدو ... ؟"قالت بخفة
"هذا امر خطر.. ا"قال جاك بحدة "امرٌ خطرٌ للغاية "
"خطير ...لماذا تقول هذا ؟؟؟.. ".علقت فيث باستغراب
فرد جاك بانزعاج " طبعاً خطير ان علم مايك بالأمر سيستغل الموقف لصالحه ليؤذي شارك ..هل نسيتى ماكان بينهما .".قال جاك بانفعال
سكتت فيث وشعرت بالقلق هذه المرة وقالت بخوف " معك حق . ما العمل اذا ؟؟"
رد جاك بوجوم "لا ادري؟؟"


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 01:18 PM   #70

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مرحباً يا بنات اسفة للتأخر بس اللاب توب جنني لما خلصت الفصل وهذا الفصل السابع ارجو ان ينال اعجابكم
الفصل السابع
ليلة مع النجوم

"سيرينا البا ...افراج " علق الحارس بحدة بأسلوبه العسكري الذي لم يزد سيرينا سوى انزعاجاً بعد ان امضت اكثر من سبوعين ٍ وحيدة في زنزانتها بعد أن اخذو شارك ولم يعيدوه ....ظلت طوال تلك الأيام فريسة الخوف والقلق على مصيره ولم تعلم ماذا جرى له ...,فتح الحارس باب زنزانتها وقادها صوب مكتب المحقق ...كم كانت تشعر بالتعب والأرهاق الشديد بعد قضاء كل هذا الوقت في تلك الزنزانة الرطبة وكم رغبت بأن تأوي لغرفتها لترتاح وتأخذ حماماً ساخناً منعشاً يعيد لها نشاطها ,لكن مع الأسف لم يحصل اي شيءٌ مما تمنت فقد وجدت كال يقف بعصبية في انتظارها في مكتب المحقق ,وكم تمنت لو كان ستيف من ينتظرها بدل منه ...رمقها المحقق بنظرات الاحتقار وظل يكيل لها التقريع والوم على تصرفها العنيف رغم انه قبض للتو كفالة غالية دفعها مايك مكراهاً ليستعيد باحثته المميزة ..
"استعدي سنلحق بالسفينة "علق كال بقلة صبر وحنق بعد ان خرجا من مكتب المحقق فقد لامه مايك بشدة على كل ما جرى وقال له مؤنباً "بدل ان تشاركها في الشجار كان عليك سحبها وارغامها على المغادرة ...والأسوء من هذا كله سمحت لذلك المتحذلق اللعين شارك بأن يشارككم بتلك المهزلة ....لن استبعد ان يكون هو وجاك خلف الأمر برمته حتى يعيقوا تقدمي ويحاولوا النيل مني بكبيدي تلك الخسارة الكبيرة...لكني لن اسمح لهم ...اتسمع ...لن اسمح لأحدٍ بتخريب خططي ...وأنت ايها الأحمق سأخصم كل ما خسرته في هذه المهزلة منك انت ..."
حاول كال أن يبرر فعلته بالقول بإنه كان ينفذ أوامره بحمايتها "سيدي انت قلت لي...ان اراقبها واعتني بها حتى لا يقترب منها احد وقد فعلت ما قلته لي تماماً لكنها ترفض مصاحبتي ....وأولئك الضباط كانوا البادئين في الأمر..."
"اخرس ...(صاح مايك بحدة ولم يكترث بتفسيره وتابع بعصبية )...ستخصم كل التكاليف من نقاطك " لم يستطع كال الأعتراض ولم يستطع ان يثني مايك عن تهديده لذا زاد سخطه وانزعاجه من سيرينا ..

سألته سيرينا بحيرة "هل المجموعة هنا ؟؟؟" ليرد عليها من بين اسنانٍ مطبقةٍ من شدة الغيظ
"لا ...لقد غادر الجميع فوراً وانا عدت من اجل ان انهي معاملة كفالتك اللعينة بعد ان وافق المحقق عليها كعقوبةٍ اضافية اتكبدها لقاء مشاركتك الشجار ولاصطحبك يا سيدتي المبجلة ...وكأنه لا يكفيني ما أصابني بسببك .."
رغم انزعاج سيرينا من كال واسلوبه المقيت لكنها كرهت ان تكون السبب في ما اصابه لذا قالت بخفوت "انا اعتذر عن كل ما اصابك"
شخر بتهكم دون ان يجيبها فأي شيءٍ ستقوله ما كان ليخفف من غضبه واستياءه بعد ان خسر العديد من النقاط بسببها فزمجر بسخط ..."استعدي سنغادر الآن "
"الآن ...!!" ردت باستنكار
"اجل هيا ..."
"كيف ؟؟؟وانت تقول ان السفينة غادرت "
"هنالك قارب سنستقله لذا اسرعي ..."رد بلؤم
"انتظر قليلاً احتاج لأن اجمع حجياتي ...و...استعد "
زفر بحنق واقال بسأم "اعرف هذا لذا اسرعي واستعدي لأن علينا ان نصل للمجموعة بسرعة فهناك عاصفة قادمة وإن ادركتنا ونحن بالطريق سنغرق بسببك في البحر...هيا ..." واشار لها لتتقدمه نحو عنبرها...
فسألته بأستياء "هل ستتبعني ؟!! "
رد بتهكم "هذه الأوامر ...فالمعلم يخشى ان تورطيه بمصيبةٍ اخرى ...ههههه...."ثم دنى منها وهمس بخبثٍ شديد و لؤمٍ بعد ان لاحظ نظراتها القلقة وهي تتلفت حولها بوجوه كل من تصادفهم "من تبحثين عنه ليس هنا..."
انتفضت بحدة وقالت بحنق "ماذا تقصد؟؟؟ أنا لا أبحث عن احد"
شخر بتهكم وقال "صحيح!! هيا اذاً اسرعي "
ادركت سيرينا انه يشك بأمرها وشارك لذا قررت ان تكون حذرة بالتقصي عن اخباره التي تتوق لمعرفتها ,لكن حذرها لم يكن ليفيدها فهي خرجت من أسر لتقع في أسرٍ اخر ...فكال لم يفارقها البتة حتى وصلت لعنبرها ودخلت للتستعد في حجرتها بينما ظل هو يرابط كاكلب الحراسة امام الباب تنفيذاً لأوامر سيده ...سارعت بالتوجه نحو الحمام الذي تحتاجه بشدة وهي تدرك انها قد تحرم منه لأسابيع قادمة ان طالت رحلتها هذه المرة ,خرجت منتعشة بعد ان نالت حماماً ساخناً اذهب عنها شيئاً من تعب وارهاق الايام الماضية ,ثم سارعت بأعداد حقيبتها حين سمعت ضربات كال المتذمرة على باب حجرتها وهو يهتف بحدة "اسرعي وإلا تأخرنا..." فتعجلت بوضع ملابسها كيفما اتفق وهمت بالمغادرة وهي تلعن حظها التعس الذي وضع هذا البغيض في طريقها ليحرمها من السؤال عن شارك والأطمأنان على احواله ,أوحتى من توديع صاحبتيها لكن لسعادتها فقبل ان تخرج دخلت تيسا للعنبر وهتفت بلهفة " آه سيرينا ...الحمد لله اني لحقت بكِ.." وعانقتها بلهفة وهي تقول "انا سعيدة بأنك بخير....وقد سائني الظلم الذي تعرضتي له "
"لا بأس انا بخير...تيسا ...(همست بخفوت قبل ان تتابع بحذر وهي تتلفت صوب الباب ) "هل تعرفين شيئاً عن شارك...؟!!"
ابتسمت تيسا وهمست بغبطة " كل يوم سبت اكون به هنا سأنتظرك عند الصاري القديم بعد منتصف الليل...."
حدقت بها سيرينا بدهشة واستغراب وقالت "ماذا...!!! ....ماذا تقصدين ؟ !!"
فضحكت تيسا بخفة وهمست بسعادة "هو بخير وهذه رسالته لك..." وغمزتها بمرح ,فابتسمت سيرينا بخجل وقالت بلهفة "هو بخير اذاً ..."
هزت تيسا رأسها وقالت "اجل بخير ...وبرأي انه انه شاب رائع..وانا سعيدة من اجلكما"
"من اجل ماذا؟!!..لا أفهم ما تقصدينه ...فلا شيء بيننا انا كنت اطمأن عليه لأنه ساعدني لا اكثر " قالت سيرينا بأرتباك وهي تداري احمرار وجهها الذي فضحها فابتسمت تيسا برقة وقالت "هذا ليس ما اراه..(امسكتها من ذراعها وادارتها لتواجهها وقالت بأنفعالٍ صادق ) استمتعي بحياتك سيرينا فلا زال العمر امامك..والحياة رغم كل ما فيها من بؤس تستحق ان تعيشي لحظات السعادة فيها وان قلت ,وكم سيكون الأمر رائعاً ان وجدتِ من يشاركك بها ...لتمضياها سوياً " لم تنفي سيرينا الأمر هذه المرة بل نظرت بتقدير ٍ لصاحبتها و شعرت بأن امها هي من تحدثها وتنصحها ..فلم تملك سوى ان عانقتها بأمتنان..."شكراً تيسا " ليعود كال المزعج للطرق بتذمرٍ على الباب ....
"ستذهبين لرؤيته..؟!!" سألت تيسا بفضول
"ان امتلكت الفرصة لذلك ...فأنا لازلت اسيرة "زفرت سيرينا بتعب وتطلعت بضيقٍ صوب الباب الذي يرابط خلفه كال ..
*******************************
شهرين كاملين انقضيا منذ ان التحقت بمجموعتها ...شهرين كاملين قضتهما تعمل ببحثٍ لا ينتهي وأوامر لا تتوقف ...فقط لأرضاء جشع رجلٍ لا يشبع ...رجلٍ يريد ان يعوض كل ما خسره ويحصل على كل ما يتمناه حتى لو انهك عماله وحملهم فوق طاقتهم...شخصٌ لا يبالي سوى بنفسه وتحقيق غايته....ورغم مشاق هذا الفترة وتعبها لكن ذكرى شارك وكلامه اللطيف لا تزال سلواها في لياليها الباهتة هنا ,كم اشتاقت له ولحديثه الرقيق وكم مرةً تخيلت لقائهما المرتقب...لكن يمضي سبت وآخر خلفه وهم لا يزالون في عرض البحر ,كم خشيت ان تطول رحلتهم هذه المرة وان لا يسمح لهم مايك بالعودة للقاعدة نهائياً كعقاب لها على ما حدث ,فقد عنفها بشدة على ماجرى وحملها مسؤولية ما حصل وهددها من ان تكرر فعلتها مرة اخرى لأنه عندها قد لا يكتفي بأخذ اخيها كارلوس وحسب بل قد يقيد فرداً آخر من اسرتها لسداد دينهم المتراكم ...لذلك بذلت جهدها لتعويض الخسائر وأرضاء مايك الجشع ...وكحال باقي اعضاء فرقتها الخانعين فوجئوا جميعاً حين امرهم مايك بالعودة للقاعدة الرئيسية بدعوة مهمة عاجلة استدعاه فيها القائد العام للحملة ...فتلهف مايك لما اعتبره غنيمةً منتظرة يتوق لجنيها خاصة بعد ان مُنِيَ بمواقع سيئة للبحث خلال الفترة الآخيرة فسارع بأعطاء الأوامر لطاقمه بالعودة بالسفينة مارش الى القاعدة, ولسعادة سيرينا التي لا توصف كان يوم عودتها يصادف يوم السبت ....يوم لقائها المنتظر مع ستيف....
بعد ان وصلت التزمت حجرتها متعذرةً بأرهاقها وتعبها لكنها كانت تعد الساعات بلهفة للقائها المنتظر خاصةً انها سمعت من تيسا بأن مجموعة جاك مايرز متواجدةٌ ايضاً بأمرٍ من القائد الحملة نفسه....وهذا اكد ادعاء مايك بوجود غنيمةٍ مرتقبة سيتنافس عليها الباحثون ,وهذا ينبئ بأيامٍ شاقةٍ قادمة لذا اغتنم معظم الباحثين الفرصة للهو والمرح لتعويض الأيام المرهقة الماضية وتحسباً لأيامٍ متعبةٍ شاقةٍ قادمة ...
قارب الليل على الأنتصاف وسيرينا تنظر للساعة بتوتر وتحاول ضبط اعصابها المتحفزة ...وكم كانت ممتنة لتيسا التي صحبت بارب الفضولية لقضاء السهرة عند بعض زميلاتها خاصة ان يوم غدٍ يصادف يوم اجازتهما الأسبوعية ... ولولا ذلك لأغرقتها بارب بأسئلتها الفضولية التي لا تنتهي ... ولم يكن معها في الحجرة سوى ثلاث فتيات يعملن في مغسلة الملابس , وكن دائماً متعبات وبمجرد ان يضعن انفسهن بالسرير حتى يستغرقنّ في نومٍ عميق, لذا بقيت وحيدة تنتظر موعدها بترقب وقفت امام المرآه المشتركة في حجرتها ونظرت لبنطالها البسيط بعدم رضى ً وشعرت بالأنزعاج لأول مرةٍ لتجاهلها نصيحة صاحبتيها بأنتقاء ملابس اكثر بهجة ,وتذكرت اصرارها وتعنتها الفارغ على رفض كل ما أنتقتاه لها ....وبالأخص ذاك الفستان الرائع الذي عرضه ستيف عليها...وبمجرد تذكر اسمه ندت عنها تنهيدةٌ قوية وعادت عيناها تراقب الساعة بلهفة وما ان حل الموعد حتى تسللت بهدوءٍ دون ان يشعر بها احد ..
وصلت لسطح السفينة فلاحظت عدد من الضباط و الملاحين في دوريتهم الليلية فتحركت بخفةٍ دون ان يلحظوها حتى وصلت للصاري وتسلقت السلم المعدني بخفة ومهارة حتى وصلت للاعلى حيث نصبت المنصة ... شهقت من روعة المنظر فلم تكن على هذا الارتفاع من قبل وقد كان منظر البحر رائعاً وقد بدى كمرآة كبيرة عكست ضوء البدر المكتمل ورسمت صورة للسماء المخملية السوداء المرصعة بنجوم براقة ...كان الهدوء يعم المكان فيطفي عليها سكينة وهدوءً انساها تعب الايام الماضية ...وفجأة تبادر لذهنا فكرة ازعجتها ,فقد خشيت ان يكون ستيف قد نسي الموعد بعد مضي كل هذه المدة او ربما تراجع عن اقتراحه, فشعرت بالتوتر والحيرة وترددت بأمرها هل تعود ادراجها ام تتنتظره قليلاً.. كانت فكرة انها جاءت بالليل لتواعد رجلاً فكرة غريبة عنها ولو اخبرها احد قبل عام انها ستفعل ذلك لسخرت منه بالقول انها لا تفعل هذه السخافات ..لذا بدأ التوتر يتسلل لنفسها
"ماذا افعل هنا..؟؟لا بد اني مجنونة...انا حتى لا اعرفه " عنفت نفسها بشدة وهمت بالمغادرة ,لكن يديها جمدت عند السلم .
"لِمَ انا خائفة...ستيف يبدو شخصاً جيداً ولطيفاً ...وانا لا اخاف احداً وإن شعرت بأنه سيتعدى حدوده استطيع ايقافه عند حده.." اكدت لنفسها بقوة ..لكن خفقان قلبها الشديد خذلها...كانت مشتتة بين رغبتها بلقاءه عن قرب والحديث معه ورغبتها بالهرب منه...وبعد كثيرٍ من التفكير قررت انها ستنتظره لبضع دقائق فقط وان لم ياتي ستذهب ولن تعود ابداً ولن تتحدث معه مجدداً..مضت الدقائق ببطئ كأنها ساعات..فعاد شعور الندم يغزوها وحين عزمت امرها وهمت بالمغادرة سمعت اصواتاً قادمة من الاسفل ,القت نظرة خاطفة فاذا بشبح اربع رجال يقفون تحت الصاري يتكلمون ويضحكون, وميزت صوته من بين باقية الاصوات بسهولة فهو يمتلك صوتاً عميقاً مؤثراً.
" أذاً فقد جاء, ربما التقى باشخاصٍ اعاقوا مسيرته"اقرت لنفسها وظلت تستمع لحديثهم المبهم الذي استمر لدقائق بدت لها كساعات ,ثم اخيراً انصرف الرجال وبقي وحده...انتظر قليلاً ثم رأته يصعد السلم فارتبكت واخذت تنظر حولها وقررت ان تختبأ خلف لاقط الاستقبال الضخم لترى ماذا سيفعل لو فكر انها لم تأتي, لم تكن تحب التلاعب والخداع لكن فكرة امتحانه ومعرفة شعوره نحوها اغرتها.
انهى ستيف صعود السلم ووقف على المنصة وحين لم يجد احد شتم بحنق وجلس ينتظرها, ارادت ان تخرج من مخبأها لكنها امتنعت عن ذلك ,لم تدري اهو الخوف من ان تكون بقربه لهذا الحد لوحدهما ام ماذا ؟؟..كانت تشعر بمشاعر جديدة عليها تماماً فهي لم تختبرهذه المشاعر المتضاربة من قبل ,وفجأة تحولت مشاعرها لحاجز يمنعها من التصرف براحة,فظلت مختبأة ولم تقدر على الظهور واكتفت بأستراق النظر اليه بين الفينة والأخرى..فزاد ترددها.. ..
" لن أستطيع ان اجلس معه واكون قريبة منه وان ارادت ذلك " اقرت في نفسها بأسف وهي تضم قبضتها نحو قلبها الذي خفق بشدة موجعة فلعنت ضعفها الغريب ,لم تكن من قبل هكذا ...دوماً ما اتصفت بالشجاعة ,لكن اي شجاعةٍ تتحلى بها قد تفيدها بموقفها الحالي ,لا تدري كم مضى عليها من الوقت وهي متقوقعة على نفسها تخشى ان تصدر ادنى صوت فينكشف امرها
"كانت حماقة مني ان آتي هنا..انا لم افعل ذلك يوماً ..لم أواعد اي احد سابقاً ..حتى لم يكن الامر يخطر ببالي . , ماذا يحصل لي ...بماذا تتميز يا شارك ؟؟؟لماذا اضطرب لرؤيتك هكذا...؟؟" اتعبتها التساؤلات فافلتت منها تنهيده اسى وحيرة من موقفها الذي وضعت نفسها فيه...
انتبه ستيف لوجود شخص اخر معه في المنصة,نظر خلفه فرأى خيالاً مختبأ خلف لاقط الموجات عقد جبينه بريبة "من هذا ؟؟أنا هنا منذ مدة ولم يصعد احدٌ بعدي..اذاً فالشخص الموجود هنا قد جاء قبلي ...من هو ولم يختبأ هناك؟؟" فكر بريبة وخطى بهدوءٍ وحذر نحوها ليتحقق من الامر عندها ادرك انها هي..فتجمدت ساقاه وفكر بضيق
"ان كانت هنا قبلي لم هي مختبأة ؟؟..انا هنا منذ اكثر من نصف ساعة ...لِمَ لم تُظهر نفسها؟؟" .شعر بالغضب يتسسل لنفسه "هل تهزأ بي؟؟" ثم لاحظ تكورها على نفسها ,فادرك انها خائفة ..ربما جاءت لتراه لكنها ندمت على مجيئها ,وربما تنتظره ليغادر لتغادر بعده... ان تفكيره هكذا جعله يتساءل بأسى لمَ لا ترغب في رؤيته ,ولم جاءت لتراه ان لم ترغب بالمجيء اصلاً ..هو لم يرغمها على مقابلته ...تراجع بضع خطواتٍ بهدوء دون ان ينبهها لانه عرف بأمرها , وفكر بأنزعاج
"هل تخشاني ..!!! لكن هذا لا يعقل ؟؟؟فهي فتاة شجاعة وقوية ,لمَ قد تخشاني....ربما... تخجل من ان تكون على علاقة بشاب .؟" ابتسم للفكرة فقد اسرته كثيراً فمن الصعب ان يتخيل انه وجد فتاة برئية مثلها هذه الايام...وربما لم تكن على علاقة مع احد قبله...هذا اثاره بشدة واجتاحته عاطفة جياشة ورغبةٍ شديدة بحمايتها حتى من نفسه ...لكنه يريدها .. بات متأكداً من ذلك ...وادرك أنها من كان يبحث عنها دوماً ولم يكن سابقاً يؤمن بوجود مثيلاتها ...لكنها هنا امامه ,هل يتركها تذهب ام يتمسك بها بقوة ...وقرر اخيراً انه لن يستسلم...كل ما يحتاجه الصبر ...فقال بطريقةٍ درامية تعمد ان يسمعها اياها
" مع الأسف يبدو أن سيرينا لم تستطع الحضور ...مع ان صاحبتها اخبرتني انها ستأتي ... لا بأس سألقاها مرةً اخرى (ثم تابع بخفة ) الجو هنا رائع للغاية لعلي اقضي الليلة هنا ... " شحب وجه سيرينا لأنها ادركت ورطتها ,تلصصت نحوه فرأته يتمطى ويستلقى بكل راحةٍ على ظهره ,ثم اخذ يدنن باللحن الذي غناه لها في الزنزانة تلك الليلة ,فأبتسمت في سرها فقد ادركت انه على الأرجح قد عرف بوجودها وافتعل كل هذا ليدفعها للخروج ...فقررت ان تجاريه باللعبة لذا بمجرد ان توقف عن الدندنة بدأت هي تغني اللحن الذي غنته تلك الليلة , فابتسم بسره وقال بخفة
"هاي ايتها الباحثه الصغيرة اما آن لي ان اعرف اسمك ؟؟ "ضحكت منه لأنه يعيد الحوار مرةً اخرى وكأنه اول تعارفٍ بينهما فأجابته بمرح "ادعى فش .. "
"لا... اعني اسمك الحقيقي ؟"
" اسمي سيرينا ..."
" غريب !! انا اعرف فتاة اخرى اسمها سيرينا قابلتها بالسجن ,ربما كانت تنتظرني هناك (تمطى قليلاً وهو يطقطق باصابعه القوية ويقول ) سأذهب لاضرب بعض الضباط لعلهم يدخلوني السجن فاقابلها هناك" وعندها سمع ضحكتها الرنانة الممتعة ,فاستدار نحوها ورأها تخرج من مخبأها وتدنو منه ,كان يظهر عليها الخجل والأرتباك وان سعت لمداراته ...
"هذه انت اذاً" علق بخفة وهو يرمقها بفضول
فأقرت بخجل من تصرفها الصبياني " انا اسفة لجعلك تنتظر " ..
" لا باس ربما تركتك تنتظرين انت ايضا ؟ "رد بتفهم
هزت رأسها "لكنك لم تجعلني انتظر لمدة ساعة...كانت بضع دقائق لا اكثر "ولم تخبره انها مرت عليها كالساعات الطوال
" اذاً قد اجعلك تنتظرين المرة القادمة لساعتين "قال مداعباً بشقاوة ,فوكزته بكوعها في صدره فضحك من تصرفها العفوي والمشاكس ,وادرك مفتاح التقرب اليها فهتف بصدق ... "ان كنت غير مرتاحة بوجودك معي ...يمكنك ان تغادري ...لا داعي لأن تختبأي مني"قالها بحنانٍ وهو يعني غير ذلك,فهو يرغب بوجودها معه لكنه لم يشأ ان يجبرها على البقاء ان لم تشعر بالراحة معه..
"لا ؟؟ ارغب في البقاء" قالت بارتباك..فزفر براحة وسرور و جلس على حافة المنصة الصغيرة المسيجة بقضبانٍ حديدية ومد ساقيه من خلالها ودلى قدميه في الهواء ثم دعاها لتجلس بجانبه فاستجابت له بدون تحفظ وجلست بقربه وفعلت مثله .
تأملها لنحو دقيقة بصمت واسره بريق عينيها الصفيتين اللتان تلمعان بصدق نادر ,فتنفس بعمق وادر وجهه نحو السماء يحاول مداراة مشاعر الشوقِ التي اجتاحته واشتعلت في صدره ,الحقيقة انه رغب بضمها بشدة..لكنه بات يدرك انها ليست معتادة على هذه المشاعر الملتهبة والصريحة بين رجل وامرأة فقرر التأني خشية ان ينفرها منه ,فهي تشعره بأنها كالعصفورة الصغيرة قد تطير لاقل حركة تصدر منه ,من يراها كيف دافعت عن نفسها تلك الليلة في ريفيجيز ,وعندما تحرش بها الضابط الملاعين ,وحتى حين صرخت بكل اباء في وجه المحقق وشتمت الضباط دون ان تكترث لشيء..لا يصدق انها قد تخشى اي رجل... لكنها كفتاة تخشى الكثير ,تخشى المشاعر تخشى الحب , ربما لانها لم تعرفهما يوماً ..وهو كان مصمما ًعلى ان يعرفها بها ..ان يعلمها اياها بعد ان يخلصها من خوفها يريدها ان ترتاح لرفقته..لقربه...و لحبه..
جلست بجانبه بهدوء ,وبعد نحو دقيقة تجرأت على النظر اليه تأملته بدقة بينما كان منشغلاً عنها بمراقبة السماء ولأول مرة تدرك كم بدا وسيماً ورائعاً حتى مع وجود ضوء النجوم والقمر فقط ,وعلى حين غفلةٍ منها استدار نحوها وابتسم بمرح حين ادرك تحديقها فيه فارتبكت وسارعت بأنزال عيناها بحركة انهزامية لم تعهدها سابقاً...لكنها لم تملك القوة لتبقي عينيها في عينه..فتلك النظرة المرتسمة على وجهه..تربكها...
ادرك شارك ذلك..فقرر ان يدفعها للتخلي عن تحفظها..فمد يده لها بكيس من الورق كان يحمله بين يديه نظرت باستغراب وسألته بحيرة"ماهذا؟؟"
"حلوى .!"رد بخفة
"حلوى!!! من اين حصلت عليها ؟!!."سألت بتعجب وهي تفتح الكيس فهي طوال اقامتها هنا لم ترى اي نوعٍ مميزٍ من الحلوى سوى بعض انواع العصيدة التي تعد في المطبخ العام ....ربما يتمتع طاقم السفينة الخاص ذوي الرتب العالية والدماء النقية برفاهية الحلوى كما يتمتعون بمميزاتٍ اخرى لكن العمال لا يفعلون بالتأكيد ...لذا فاجأها حين قال "اوصيت احد اصدقائي بأن يحضرها لي...تفضلي ". فتحت الكيس فوجدت اصناف الحلوى التي اشتراها لها تلك الليلة في ريفيجيز..حملت واحدة مدورة بلونٍ احمر قاني بين اصابعها وهي تسأل بحيرة "انها من ريفيجيز...لكن كيف استطاع صديقك احضارها بسرع الرحلة الى هناك تستغرف اسابيع طويلة ذهاباً و اياباً."
"او قد تستغرق بضع ساعات في الطائرة..."علق ببساطة
تذكرت ماقاله العجوز ادواردو عن ان ستيف لديه صديق يعمل طياراً في سلاح الجو وهو من علية القوم
اعادت الحلوى للكيس وردت بخفوت "هل احضرها لك حقاً من هناك...؟؟"
"لمَ العجب ؟!!"
هزت كتفيها وظلت تنظر بوجومٍ للحلوى ولا تصدق انه فعل هذا من اجلها ...وحين لاحظ عزافها عن اكلها سألها بفضول "الا تعجبك ؟؟!!"
ردت بتحدٍ لذيذ "انها حلوى للصغار !!!"
"انت تفضلين هذا النوع حسبما اذكر ...اليس كذلك .؟؟"قال بمكر
"لا."علقت بصدق واعادت الحلوى للكيس واعادته له لتناكفه مازحة
فسألها بدهاء "لكنك طلبت مني شرائها لك تلك الليلة."
"كانت لاولاد اخي..وانت تعرف هذا ..."قالت ضاحكة
فضحك بمرح وقال "اجل كنت اعرف انك لم تطلبيها لنفسك..حسنا خذي هذه إذاً ...هذه لكِ انتِ"ومد يده لعلبةٍ مغلفةٍ بورقٍ مذهب جميل كان يخفيه في جبيب سترته
"وما هذا ؟"سألت متعجبة
"هذه لك انت" قال برقة
فأخذت العلبة منه وفتحت اوراقها البراقة المذهبة بلطف وقد كان لملمسها تأثير السحر عليها..فهي لم ترى مثلها يوماً..وحين ازاحت الغطاء ظهرت لها حلوى غريبة داكنة اللون لم ترى مثلها من قبل فأدركت انها ربما من النوع الفاخر الذي يباع في داخل الدائرة .
"ما هي ؟"سألت بدهشة
"شوكولا ,تذوقيها وستعجبك "
"انت واثق؟"قالت مشككة
"اجل "همس برقة
"كيف تعرف انها ستعجبني.؟؟"سألت بتحدٍ لذيذ
اخذ حبة من العلبة واطعمها ايها بيده..."انا واثق من انها ستعجبك "قال بثقة وهو يطعمها اياها فشعرت بالارتباك من حركته المباغتة تلك..لكنها تجرأت واكلتها...اغمضت عينيها بتلذذ فقد كان طعماً فريداً ولم تذق مثله من قبل..
"همممم..انها مدهشة.." علقت بصدق
"الم اقل لكِ , كنت واثق بأنها ستعجبك.." قال بثقة وابتسم لها بخفة..
"شكراً لك..انها لذيذة حقاً .." وهمت بأخذ حبة اخرى لكنه فاجأها حين اخذ العلبة من بين يديها..وقال بخفة "جيد..الباقي لي" واخذ حبة كبيرة اكلها بلقمة واحدة
فضربته بيدها على صدره على سبيل الدعابة لانه اغاظها ."هذا ليس عدلاً..لي حبة ولك الباقي"
"الست من احضرها في المقام الأول " قال مازحاً..فكشرت في وجهه..وقالت بتذمر "لكنك قلت بأنك احضرتها لي.." ثم بحركة صبيانية همت بخطف حبة اخرى منه..فأغلق العلبة وابعدها بسرعة فأخذت تناوره بمهارةٍ وشقاوة حتى تمكنت من فتح العلبة وسرقت واحدة اخرى التهمتها بسرعة..فضحك بصوت عالي وضحكت معه على تصرفهما الطفولي المرح...فتردد صدى ضحكهما في الفضاء فصاح احد الملاحين المناوبين "من هناك...؟؟"
فاغلقا فمهما ليكتما صوت ضحكاتهما وانسحبا من حافة المنصة بهدوء ....وبعد ان تماسكا ..عادا يتناولان الحلوى معاً ويتبادلان الكلام اللطيف ...كان الامر بسيطاً ..وهادئاً ..ورغم ان ستيف لم يكن معتاداً على التصرف هكذا مع أحد خاصة مع من عرفهن من النساء ...لكن الامر معها مختلف ,هو لا يريد اكثر من سماع ضحكتها الرنانة او التمتع بقسماتها الرقيقة الجميلة ويكفيه تفاعلها وقربها منه هكذا .....
"هذه الحلوى لا تباع في ريفيجيز اليس كذلك..؟."علقت سيرينا بفضول وهي تقضم قطعة اخرى من الشوكولا.
"انها من المدينة "قال بقلة اكتراث وهو يلقي بواحدةٍ بخفة بفمه
"من داخل الدائرة ؟؟ "سألت باستغراب
"اجل "رد بخفة
"ولكن كيف ؟؟...هل تملك حقاً اصدقاء من اهل المدينة ؟؟"سألت بتعجب
"اجل ... "رد بخفة
"هذا رائع..."قالت بأندهاش
"حقاً ..هل يعجبك ان يكون لي اصدقاء من اهل الدائرة ..وماذا لو لم يكن؟؟"سأل بحدة لم يقصدها
رفعت حاجبيها بخفة وقالت "الامر ليس مهماً لكنه مثير(ردت بصدق دون ان تدرك انه يتحسس من فكرة ان هذا ما قد يجذبها اليه ثم تابعت بعفوية )اتعلم منذ مدة قصيرة فقط اكتشفت ان امي كانت من سكان المدينة الفاضلة يوماً "
"حقا !!"تعجب من كلامها فقصت عليه قصة والدتها .. واخبرته عن الثوب الذي ارتدته تلك الليلة ,ورفعت يدها لتريه سوارها الذي اصرت امها على ان تحتفظ به ..ادرك سبب انبهارها بموضوع صديقه وعرف انه لا يعدو كونه فضول لا اكثر ...براحةٍ امسك يدها واخذ يتأمل سوارها ثم همس بنعومة وهو يتحسس كفها
"انه جميل حقاً .."فقد بدت يدها له اجمل من السوار بكثير بل لعلها من منحته الجمال وبخفة رفعها نحو فمه وطبع قبلة على معصمها فشعرت برعشة تسري في جسدها فسحبت يدها بسرعة من كفه وشعرت بأضطراب وارتباك لتصرفه فلم يسبق ان عاملها احد هكذا من قبل ...ولم يؤثر بها احد هكذا...ظنت لو ان احداً فعل هذا معها لضربه لكن مع ستيف الأمر مختلف ....
".هل تشعرين بالبرد.."سألها باهتمام حين رأى ارتعاشها وتكورها على ذاتها ,فهزت رأسها بالايجاب فهي لم تدري بماذا تبرر ارتعاشها الشديد...اتخبره انها ارتعشت من لمسته. بخفةٍ خلع سترته البسيطة ووضعها على كتفيها .
فردت بتحفظ "لا داعي لذلك..استطيع ان احتمل البرد " كانت تكره ضعفها غير المبرر ومشاعرها المبهمة لكنه تجاهل اعتراضها وتابع بمرح وثقة وهو يثبت سترته على كتفيها " اعرف انك تستطيعين ان تحتملي البرد لكن من الجيد ان تشعري بالدفئ..ان كنا سنمضي الوقت معاً ..لا داعي لان تمضيه وانت ترتجفين.." قال بحنو كبير دون ان يحرجها ..فنكست رأسها ولم تدري بما تجيبه رغبت بالهروب منه وبنفس الوقت رغبت بالهروب اليه ...اكتفت بالهمس بعبارة شكرٍ مقتضبة ثم دفنت وجهها في ياقة سترة لتخفي التعابير الخجلى المرتسمة على محياها لتعصف بمشاعرها رائحته الزكية العالقة بثنايا سترته فأشتمتها بعمق وتخللت حواسها فبعثت بها الدفء الذي سرى بين جنباتها حتى وصل قلبها..حاولت ايجاد موضوعٍ مختلف يشتت تركيزها عن تلك المشاعر المختلطة همست بخفوت وهي تنظر اليه ببراءة
"ستيف ..."
كان صوتها وهي تنطق باسمه يحرك مشاعره بقوة ,لتساهم نسمات الهواء العليلة التي تداعب شعرها المتمرد المتطاير حول وجهها بزيادة تأثير الجرعة السحرية فوجد صعوبة في المحافظة على رباطة نفسه ,وخشي انه لو بقي بقربها لدقيقة اخرى فلن تطاوعه نفسه اكثر وسيحتضنها ويقبلها بالتأكيد,وهذا وان كان امراً يتمناه لكن .. لا يستطيع المجازفة بحصوله ... ليس الان على الأقل , لذا انسحب واقفاً وتحرك قليلاً ليخفي مشاعره الملتهبة .
"الجلوس طويلاً يشعرني بالتشنج" علق كاذباً ليخفي مشاعره المضطربة
عادت تكمل سؤالها "ستيف , لم مازلت تعمل هنا ؟؟"
نظر اليها مستفهماً .. "ماذا تقصدين؟؟"
"سمعت انك تستطيع ان تترك العمل ..متى شأت ..هل هذا صحيح..؟؟هل انتهت مدة خدمتك ام انت مازلت بحاجة للمال لسداد دينك..."
"لا هذا ولا ذاك .."علق ببساطة
"ماذا اذاً ؟؟"سألت بأستغراب
"انا هنا لان عائلتي هنا ؟"علق ببساطة
نظرت اليه مستفهمة فتابع بهدوء
"اعني جاك مايرز وفيث وجوبا وكاس والاخرون انهم عائلتي الان."قال بتأثر
"اليس لك اهل هناك على ارض الجزيرة؟؟ اعني اسرتك الحقيقية؟"
اصبحت نظرته ضبابية مرةً اخرى عندما ذكرت اسرته وقال بفتور "لا "
رغم ادراكها لحقيقة تجنبه موضوع حياته السابقة لكن الفضول ينهشها لتعرف كل تفاصيل حياته ....فاكملت بخشية وهي ترى وجومه " أنا لم اقصد ازعاجك ..لكني ..رغبت بمعرفتك عن قرب....اعتذر منك"ردت بفتور وتجنبت النظر اليه .
تنفس بقوة واقترب مرة اخرى منها واستوى جالساً بجانبها واخذ ينظر لصورة القمر المنعكسة على صفحة الماء..فهو لم يكن يحب الحديث عن هذا الامر مع اي شخص كان ,حتى مع جاك وافراد طاقمه الذين يعتبرهم اسرته الحالية ,لكن ولدهشته وجد في نفسه حاجة ملحة ورغبة كبيرةً بمشاركتها اسراره لا يدري لماذا..فرغم انها لم تكن اول فتاة يعرفها ...لكنها الوحيدة التي تركت في نفسه هذا الاثر وحركت مشاعره بهذا الشكل ..هل بسبب نظرتها البريئة التي ترتسم على وجهها في هذه اللحظة ,ام بسبب عنفوانها وقوتها التي تظهرها حين يحاول احدٌ المساس بكرامتها..لم يكن يعلم على وجه التحديد..سبب انجذابه لها لكنه يدرك انها باتت تعني له الكثير ...فزفر بقوة قبل ان يقول بأسى
"لقد باعني ابي لمايك ستينحر مقابل الحصول على منزل في ريفيجيز.."
"باعك..؟!!"سألت بأستهجان
"اجل الم تسمعي بهذا الامر من قبل.."علق بسخرية مريرة
"بلا سمعت به لكنه حصل فيما مضى ...اعني الم تمنع الحكومة ذلك منذ زمن..؟"ردت بأستهجان
شخر بسخرية "اجل كلام على الورق ,لكن في الواقع في كل يوم يباع اناس ويشترون.. لقاء المال, البيوت ,سداد الديون ,لقاء امور كثيرة..."شعر بالغصة وهو يتذكر الامر..
"لكن هذا ليس بيعاً ...اعني متى ننهي ديننا نكون احراراً لنعود ...اليس هذا صحيحاً.."
"اجل ...لكن ما حصل معي مختلف ..." رد بوجوم .
"كيف ؟؟"سألت بترقب
"لم يكن يكفي ابي ان يقدم احد ابنائه لسداد دينه المتراكم فهو اراد المزيد .."
"انا لا افهم ماذا تقصد؟؟" سألت بخفوت
فرد بتعب "انا مثلك عشت سابقاً في مخيمات الصفيح...كنا نقطن بالحي الشرقي ..."
"الحي الذي غرق .." سألت بخشية
فرد بوجوم "اجل ...منذ نعومة اظفاري عشقت البحر..والسباحة وكنت ماهراً جداً...."
"هل سبق ان خرجت في رحلات الصيد" سألت بفضول لأنها لا تذكر بأنها رأته سابقاً يصطاد
"اجل اعملت منذ صغري مع احد الصيادين "
"متى كان هذا انا لا اذكر اني رأيتك سابقاً...فأنا اعمل مع اخي منذ ثمانية اعوام ولا اذكر اني رأيتك "
"لان هذا كان قبل ذلك بكثير ...كنت في الثامنة حين خرجت في اول رحلة صيد لي ...وابي باعني حين بلغت الخامسة عشر لذا اظن اننا لم نلتقي سابقاً..."
"هل والدك صياد؟؟" سألت بفضول فهي تعرف كل عائلات الصيادين فاجابها "لا كنت الوحيد من اسرتي الذي يتقن الغوص فأبي واخوتي كانوا يعملون في البناء بمشروع المدينة المائية..هل سمعت به؟؟"
هزت رأسها بأيجاب فقد سبق ان حدثها كارلوس عن تلك المدينة التي كانت ادارة المدينة تعتزم انشائها..تحت الماء لأيواء الأعداد المتزايدة من البشر ..لكن الزلزال الذي ضرب المكان قبل خمسة عشر عاماً دمر تعب السنوات الذي افنوه في بناءها...وخسر الكثيرون حياتهم..,واعمالهم...وبيوتهم ,كانت مأساة كره الجميع ان تتكرر.....
تنهد ستيف باسى وتابع" خسرت اسرتي منزل الصفيح..فقد غرقت الاحياء الشرقية بأكملها..وشردت عائلات كثيرة...وقد سمحت ادارة المدينة لبعض المتضررين بأن يمتلكوا بيوتاً في ريفيجيز..بشرط ان يقدموا افراداً للعبودية...ولم يتردد ابي ..حين قال (وتغضنت ملامح ستيف بشدة وهو يستعيد كلام ابيه القاسي) سأبيعك انت يا فتى ...فأنت بلا فائدة..."
بح صوت ستيف وهو يقول "لقد توسلته كثيراً كي لا يفعل...فدفعني بقسوة وقال..انا لست بحاجةٍ لصياد فاشل من اجل ان يحضر لي بعض السمك العفن..."لاذت سيرينا بالصمت ولم تجد ما تقوله وهي تلاحظ كيف تقلصت ملامحه بشدة وانقبضت يداه وارتعشت وهو يحاول جاهداً السيطرة على اعصابه واخفاء غضبه الدفين ...لم تستطع التفوه بأي كلمة ..فأي مواساة ستفيده الان....لكن كلمة( اسفة )اليتيمة...انسابت من فمها دون علمها ...نظر لها ولمح التأثر في وجهها فرفع حاجبيه بلا مبالاة كاذبة...وحرك يده على جبينه كي يخفي دمعة انحسرت في زاوية عينه اليمنى وتابع بهدوءٍ كاذب وكأنه يتحدث عن شخص اخر..
" اشتراني مايك حين كنت في الخامسة عشر بعد ان اقنعه ابي بأني ماهرٌ بالغطس ..لكني كنت اكرهه قسوته كما كرهت قسوة ابي لذا كنت ارفض الأنصياع لأوامره وتحكمه ,فكان يضربني ويجلدني.."
"يجلدك؟؟" سألت بخوف وتذكرت سوطه الغليظ الذي لا يبارح حزامه
بيدين مرتجفة خلع ستيف قميصه وادار ظهره لها...فشهقت حين رأت ندوباً اخرى عميقة لم ترها يوم شاهدته يصارع ذلك الرجل..كانت كخطوط غليظة بارزة نقشت على ظهره بطريقة فوضوية مخيفة...مدت يدها لا ارادياً ولمست ندوبه وهي تهمس بأسى..
"هل هذه من اثار الجلد.؟؟" هز رأسه بصمت ثم استدار ليواجهها ..وقال بتحدٍ ومشاكسة يحاول فيها مداراة حزنه العميق
"مهما بالغ في جلدي لم اكن ارضخ له..بل على العكس كلما جلدني اكثر تمردت عليه اكثر... وقد تسببت له في مشاكل كثيرة فاصبح يتمنى التخلص مني بأي شكل , حتى لو بقتلي.."شهقت بأسى ..غير مستوعبة ما يقوله فأي ظلمٍ هذا الذي وقع عليه ...بالتأكيد كان ليتمرد بعد ان بيع بهذه الخسة وعومل بهذه القسوة .
همس برقة وهو يرى انفعالها الصادق "لذا حين عرض عليه جاك شرائي مقابل الف نقطة لم يتردد على اعتبار انه افضل سعرٍ قد يحصل عليه لقاء سلعةٍ تالفة كما كان ينعتني ..وهكذا انتقلت لجاك.."
لم تكن تصدق اذنيها هل حقاً عانى كل هذا..جلد وبيع مرتين كالدواب هتفت بأسى "هذا فظيع"
ابتسم لها برقة ومسح دمعة انسابت بصمتٍ على خديها وقال بمرحٍ ليخفف من حزنها عليه الذي فاق حزنه على نفسه "لا تحزني ...فهذا انتهى الآن ...فحين انتقلت لجاك..ظننته في البداية كمايك ..فكنت اشاكسه واتمرد على اوامره وقد اتعبته كثيراً...لكن جاك كان مختلفاً عن مايك حقاً وبكل شيء(وتراقصت نظرة حالمة في عينيه المحيطية وهو يقول )جاك رجل حكيم وصبور ,احتواني ودربني وادبني و ملك قلبي بحبه وعطفه خاصة حين قال لي "انت حر يا ستيف ان اردت العودة لبيتك ..." لكني لم اعد املك اي بيت (تغضنت ملامحه ثانية وتكدرت)...ما كنت لأعود لأبي ابداً ..فمن يبيع ابنه لقاء منزل لن يتوانى عن بيعه ثانية وثالثة مقابل امور اتفه...لذا قررت ان ابقى مع جاك ..فبقيت معه وسأظل معه طوال عمري.."
ابتسمت برقة وتأثر وهمست "يبدو جاك هذا انساناً رائعاً ؟؟"
"اجل..انه كذلك" قال مؤكداً وقد امتلأ صوته بالامتنان والعاطفة
"ستيف كيف اصبت بهذه الندوب..هل عضك قرش ؟"وكانت تشير لندوبه التي تحيط بصدره كهلال كبير
"بل كاد يشطرني..(علق ساخراً وكأنه امرٌ بسيط ) لكني نجوت وصرت قاتل القروش...شارك عععع"واصدر صوتاً مضحكاً وكأنه قرش يريد ان ينقض عليها..لم تستطع سوى ان تضحك من اسلوبه المرح الذي يتسامى به فوق جراحه ,وادركت كم هو قوي ليتحامل على مصائبه بجلد ,فاصابةٌ كهذه كان يمكن ان تفتك بصاحبها ان كان ضعيفاً لكن ستيف ليس ضعيفاً بل هو قوي وشجاع فسألته بتأثر
"كم كان عمرك يومها ...؟؟"
"كنت في التاسعة عشر..."علق بفتور وهو يذكر ما جرى
"يا الهي كنت يافعاً جداً..هل تمانع في سرد ما حصل لك ..؟؟"
ابتسم لأسلوبها المتفهم فهي ترغب بمعرفة كل شيء عنه دون ان ترغمه على البوح بما لا يريد ...وبما انه فتح ابواب قلبه لها لذا لا حاجة لأخفاء اي شيءٍ عنها ...فتابع سرد قصته "كنت اقوم بجولة بحث ..وقد حدتني رغبة عارمة بان اصير باحثاً متميزاً كرفاقي لأرد لجاك القليل من فضله علي....وكنت متهوراً يومها ومندفعاً ولا اطيع الاوامر..طبعاً .(.ضحك بخفة وتابع ) فسبحت بعيداً عن مجموعتي... وهناك باغتني قرش كبير ..حاولت الهروب منه لكنه تمكن من الامساك بي ولولا صديقي العزيز بهرام لشطرني ذلك الشيطان اللعين لنصفين ,لكن فطنة بهرام ومهارته انقذتني فقد وضع العجوز رمحه بفك ذلك المفترس الشرس قبل ان يتمكن من اغلاق فمه بالكامل...لقد احتجت لشهورٍ بعدها كي اتعافى من جراحي العميقة واستعيد عافيتي..وقد اعتنى بي بهرام والطبيبة فيث وجاك والجميع ..هم الآن اسرتي التي احبها كثيراً..
"انا سعيدة من اجلك" همست بتأثر ففي تلك اللحظة شعرت بالتقدير لهم جميعاً لبهرام وفيث وطبعاً لجاك...وتمنت لو انه من كان رئسها في العمل وليس مايك..
ونظر ستيف لها وكأنه فهم ما تشعر به فقال مشجعاً وهو يداعب خدها بيده "سأحاول ان اجعلك تاتين للعمل معي ؟؟"
"كيف ؟"سألت بلهفة ورجاء
"سأجد طريقة ما ؟؟"
ردت بلهفة "اجل ارغب بهذا جداً (ثم تابعت بحنق شديد) ...فأنا امقت مايك ستينجر الجشع ومجموعته المقيتة عدى العجوز ادوارد فهو من ارتاح له في كل تلك المجموعة الماجنة ..." ..
فسألها بانزعاج وقلق واضح"هل يزعجونك ...اعني...كونك الفتاة الوحيدة بينهم ...كيف تقضين وقتك ...وتدبرين امورك"
"اعد الايام للأعود للقاعدة لأتمتع بخصوصيتي وراحتي التي احرم منها هناك" علقت بسأم
فرد بغيظ " اعرف انهم مجموعة من المختلين الماجنين ...كم يسوءني بقائك معهم ...أن كان هناك من يتحرش بك او يزعجك اخبريني وسأقضي عليه ..." وكور قبضته بحنق فابتسمت بسرور لحميته لكنها اجابته بثقة وقوة"لا تخف علي فأنا استطيع ردعهم ولا اسمح لأي كان بازعاجي.."
نظر لها باعجاب واقر "اعرف انك قوية وشجاعة ...لكني لن ارتاح قبل ان تأتي وتنضمي لمجموعتي .."
"اجل كم اتمنى هذا " همست برقة وامل بعد ان تخلت عن تحفظها نحوه فهي الآن باتت تعرفه جيداً وترغب برفقته اقترب ستيف منها اكثر واخذ يتأملها بشوق واعجاب وكم ود ان يقبلها لكنه امتنع في اخر لحظة ..وبدل ذلك وضع ذراعه على كتفها وشدها لصدره ,فلم تبعده بل أسندت رأسها لكتفه براحة و ابتسمت له بدفأ ,قربها منه اكثر واكتفى بهذا القدر الأن , واخذا ينظران للسماء والنجوم بصمت و تمنيا الا يطلع النهار ابداً.
*****************************


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.