آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-17, 10:42 PM   #81

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


الفصل الحادي عشر
معاً للابد

أخذ مايك يذرع غرفته ذهاباً واياباً بعصبية وانفعال فقد اعماه الغضب ..
"اللعنه لمَ سألت عن النقاط الان ؟؟كانت تجهل ذلك الأمر...من اخبرها.؟؟"كان مايك حريصاً على ان تظل سيرينا جاهلة بحقيقة وضعها....على الاقل حتى ينتهي من هذه المرحلة المزعجة ويجدون المرصد..
نفث بغيظ..."من اخبرها بشأن النقاط وافسد علي الامر" زمجر مايك بحنق فقد حذر رجاله من ان يخوضوا معها في هذا الشأن حين ادرك جهلها بالأمر..
"انا واثق بأنه شخص من مجموع جاك..لكن من عساه يكون..." لم يكن مايك حتى اللحظة يعرف بعد بعلاقة ستيف وسيرينا لهذا لم يفكر به ..وفكر ان الوحيد الذي قد يستفيد من اخبارها هو جاك..لأنه يعلم اكيد بحقيقة وضعها كونه قائد مجموعة وملمٌ بالقوانين ...
"يريد ذلك اللعين ان يفسد علي الامر " همس من بين اسنان مطبقة بغيظ "لكن كلا ..كلا" صاح بحنق وقام برمي ما على مكتبه بعصبية وغيظ ..دخل رات بسرعة ليطمأن على معلمه بعد ان سمع الضجة الحاصلة ...فصرخ مايك بحنق
"لا اريد ان ارى احداً.." فخرج رات مذعوراً بينما استوى مايك جالساً على مقعده واشعل سيجاره السميك واخذ يدخنه بشراهة لعله يهدئ من غضبه ..فعندما نصب شِراكه حول والد سيرينا تياجو البا قبل سنين ليوقعه في فخ الديْن كان كل همه ان يحصل على كارلوس, فقد علم ان ابن تياجو ماهرٌ بمهارة ابيه واكثر ,فظل ينصب له الفخاخ ليوقعه بدين لا يستطيع معه ان يرفض ارسال ابنه لتسديد ديونهم..لكن تياجو لم يأبه لتهديدات مايك ...ورفض بقوة ان يسمح له بأخذ كارلوس...انه يسعى منذ خمس سنوات لاخذه وتياجو يرفض...
وفي مرة شاهد مايك مهارة سيرينا والتي لا تقل عن مهارة اخيها, فجاءته فكرة جهنمية... فسلط احد معارفه المتنفذين ليرفعوا من ضرائب تياجوا حتى لا يستطيع سدادها مهما فعل وعندها سيقبل بشروط مايك دون اعتراض واصبح تياجو بين فكي كماشة اما ان يرسل ابنه او يجعل ابنته تقوم بهذا العمل,وهذا ما اراده مايك بالضبط ,فبعد رؤيته لسيرينا لم يعد يفكر بكارلوس فهو لن يفيده كثيراً ,كل امره بضع سنين يعمل بها ويسد ديونه..وبما رآه وسمعه عن كارلوس فهو قد ينجح بأنجاز الامر في عام واحدٍ أو اثنين لا اكثر فهو يعادل شارك مهارةً ان لم يزد عليه ,لكن مايك يريد المزيد والمزيد ...يريد خدمةً لا تنتهي ..وهذا ما ستأمنه له سيرينا..فمعها سيكون عملاً لا نهاية له.... بمكرٍ حاك مؤامرته و اظهر لتياجو انه لن يدع كارلوس بحاله إن لم يأتي لسداد دينه وظل يضغط عليه حيناً ويهدده حيناً اخر بأنه سيأتي يوم وتحجز الدولة على ولده , حتى وافق تياجو اخيراً على اقتراحٍ عرضه مايك عليه بأن تذهب ابنته سيرينا لسداد الدين بدل اخيها ..دون ان ينتبه الأب المكلوم بأنه وقع على عقد عبوديتها.....ونجحت خطة مايك .. لكن جاء من خرب عليه الامر "فمن هو؟" ...
"هذا الوقت سيء ...سيءٌ للغاية ..فأنا على بعد خطوة واحدة من العثور على المرصد..كان يجب ان أتمالك نفسي ولا اضربها بقسوة هكذا..هاهي ملقاة في المشفى دون حراك,و لن اجد احداً ليحل مكانها ويكون بمهارتها اللعنة..." ضرب على مكتبه بحنق ثم نظر من خلال النافذة ليرى مراكب الباحثين تعود...ومراكب جاك محملة بكنوزها بينما مراكبه بالكاد تحوي شيئاً...
"اللعنة هل كان علي ان افقد اعصابي و اجلدها....لكن تلك اللعينة ادمت وجهي..(ولمس بسخط الآثار التي خلفتها اظافرها في وجهه وأقر بغيظ )كان يجب ان أؤدبها..وإلا فقدت هيبتي بين رجالي...لن اسمح بأن يقال ان ستينجر هزمته امرأة..سأقتلها قبل ان تتسبب لي بهذا...حتى لو خسرتها "قال بحقد
***************************
وبينما كان مايك يموج بعضبه وغيظه كانت سيرينا مسجاة في سريرها تتلقى العناية الحثيثة من فايث ...وبدأت صحتها تتحسن شيئاً فشيئاً لكن قلبها الدامي ما زال ينزف ألماً وحسرة..لم تستوعب بعد حقيقة ما جرى..وكأنها تعيش كابوساً مزعج تريد ان تفيق منه ولا تسطيع ....لم تستطع ان تصدق الامر ,وربما لن تصدقه ابداً...
"ارى انك افضل اليوم بكثير ..." علقت فايث مشجعة وهي تتلمس وجهها الشاحب ,ثم اخذت تعاين جراحها ,دون ان تبدي سيرينا اي رد فعل على الألم..رغم ان كل جرحٍ يؤلمها بشدة ..انهت فايث تضميد جراحها بعد ان وضعت مرهماً معالجاً فعالاً لا يصرف إلا لسكان المدينة الفاضلة لكنها آثرت استخدامه على هذه الشابة المسكينة فلعل العلاج الناجع يزيل آثار السياط الغائرة وان كانت شبه واثقة بأنه لن يزيل الحسرة من قلبها .....
"اراهنك انه وفي بضع شهور لن يبقى من هذه الندوب شيئٌ يذكر" صرحت فايث بحماسة لكن لم تؤثر على نفس سيرينا الكئيبة والتي ردت بحزن "لكنه لن يشفي ..جراحي هذه.." واشارت لصدرها...فتنهدت فايث باسى ..كيف تدفع الفتاة لتخطي صدمتها...
"لا عليك يا صغيرتي ستكونين بخير" قالت برقة
"بخير...(همست بوهن )..بعد ان خسرت حريتي...اشك بذلك..." ثم نظرت لفايث بأسى وسألتها بقلق " اين ستيف ؟؟ لمَ لم يعد ليراني بعد الحادثة ؟؟"
"انه ..لا يستطيع الحضور.."علقت فايث بارتباك وهي تنهي وضع اخر ضمادة..اعادت الباسها رداءها وغطتها جيداً ثم ربتت على خدها..برقة"استريحي يا طفلتي..." لكن سيرينا لم تكترث بكلمات التشجيع وعادت تسأل بأصرار "لمَ لا يستطيع الحضور؟؟"
"انه...(وترددت بماذا تجيبها ثم تابعت بابتسامة رقيقة ) انه منشغل في البحث ,فحسب ما قيل ..ان المرصد موجود في هذه الانحاء..ارجو انهم عثروا على المكان الصحيح هذه المرة.." علقت فايث بأمل لكن قولها لم يؤثر في سيرينا التي لم تعد تأبه لا بمرصد او بسواه
همست بخفوت" لم يمنعه العمل يوماً من رؤيتي..حتى حين كنا نعمل مفترقين ,الآن ونحن في سفينة واحدة لم اعد اراه انا لااصدق هذا ..لا اظن ان البحث ما يمنعه عن رؤيتي...ما الامر اخبريني...؟؟ (سألت بقلق ) ارجوك فايث اصدقيني القول لمَ لم يأتي لرؤيتي؟"سألت بحزن,كانت كل يومٍ تسأل عنه..ولا تعلم فايث بما تجيبها وتحاول التملص من الاجابة ..لكن اليوم لم تترك لها سيرينا خياراً فقد الحت كثيراً على معرفة السبب ..فتنهدت فايث بقوة وقالت بتأثر "لانه.. يشعر بالتقصير معك"
نظرت سيرينا بتعجب وتساؤل "انا لا افهم...مقصر بشأن ماذا؟؟"
جلست فايث بجانبها ومسحت رأسها بحنان, فلو رزقت وجاك اطفالاً لكانوا بعمر سيرينا الان...تابعت بتأثر "بعدما حصل معك اهتاج ستيف كثيراً وقرر ان ينتقم من مايك..ولو تركه جاك لقام بقتله..."
"هل كان سيفعل؟؟" سألتها سيرينا بانفعال
"اجل..فأنت لم يسبق لك ان رأيت كيف يكون ستيف حين يغضب ,انه يفقد السيطرة على اعصابه وقد يرتكب حماقة ,قد يتهور ويقوم بقتل مايك..دون ان يكترث بالعواقب" تذكرت سيرينا حين اخبرها كيف كان مشاكساً متمرداً في صغره..,لم يكن يأبه حتى لو عوقب او جلد...
تابعت فايث " ان تعدى على مايك سيسجن ,لان مايك مواطن من الدرجة الثانية ,فأن قتله سيعدم وإن ضربه فسيعتبر ذلك جرماً يعاقب عليه القانون وقد يسجن لمدة طويلة .."
"اولا يعتبر ضرب ستينجر لي تعدياً يعاقب عليه القانون.."سألت بمرارة
هزت فايث رأسها باسى وهي تقول ."مع الاسف أن مايك يملك اوراق تفيد بأنه .."ولم تكمل لان سيرينا اسرعت لأنها جملتها
"يمتلكني اليس كذلك.؟؟"قالت بحرقة
"اجل..مع الاسف. ان السيد يمكنه ان يفعل ما يشاء بعبيده دون مسائلة..انا حقاً اسفة لقول هذا ...لكن هذا ما عليه الامر." قالت فايث بضيق
"لكن ما علاقة ذلك بمجيئه لرؤيتي ؟..فأنا ارغب في رؤيته بشدة .."صرخت بألم
"اه يا عزيزتي وهو ايضا,صدقيني هو ايضاً يتوق لرؤيتك..(قالت فايث بانفعال )لكنه غاضب من عجزه عن مساعدتك..ستيف حساس جداً على خلاف ما يظهر ..اتعلمين انه يأتي ليطمأن عليك وأنت نائمة "
"هل يفعل هذا حقاً" سألت بأمل
"اجل .."همست لها برقة
"اذا لمَ لا يوقظني ..؟؟"
"لأنه لايستطيع النظر في عينيك قبل ان ينتقم لك؟؟؟هذا ما اخبرني به."
"انا لا اريده ان ينتقم لي ...انا اريده هو..(قالت بانفعال )اخبريه بذلك ,ارجوك ..اريد ان اراه...ان لم يكن يريد رؤيتي فأنا اريد رؤيته..."وحاولت ان تقف.. لكن جراحها التي لم تلتأم بعد منعتها
"لا تتحركي سيرينا..ارجوك يا ابنتي مازلت بحاجة للراحة..سأخبره برغبتك..هذه .. .."
"عديني بذلك.."قالت سيرينا برجاء
"اعدك.." ردت فايث بتأثر , ارخت سيرينا رأسها على الوسادة بتعب ..واغمضت عينيها بينما سالت دموعها بصمت...
لكن رغم ما قالته فايث لستيف من رغبة سيرينا الشديدة برؤيته لم يجرؤ على الذهاب أليها لم يستطع ان يفعل ذلك وهو أسير ألمه وعجزه ,فمن جهةٍ هو يتوق لرؤيتها لكنه لا يجرؤ على النطر في عينيها... شعوره بالعجز عن الانتقام لها يمزقه ..منذ طفولته كان يكره شعور العجز هذا تماماً كما كان يشعر حين كان يرى امه تُضرب امامه وهو صغير ولا يستطيع الدفاع عنها, بل كان هو نفسه يضرب ان حاول منع ابيه من فعل ذلك....و كان يشعر بالعجز ايضاً عندما كان يجلده مايك حين كان عبده ولم يكن يستطيع الدفاع عن نفسه ,ولم يكن احد يجرأ على ايقاف مايك والتصدي لجبروته , لقد اعتقد ان زمن الخوف والعجز قد انتهى ولن يستطيع احد ان يؤذيه بعد الان ,لكن تبين له انه مازال عاجزاً حتى الان,وقد كره شعوره هذا..وكره ان تراه سيرينا متسربلاً به ....
بقي ساهراً ليلتها بعد ان غادرت فايث التي نقلت له رجاء سيرينا ولم يغمض له جفن ,تقلب في فراشه كمن يتقلب على الجمر والأشواك .. صارع نفسه بين البقاء والذهاب لرؤيتها فأنتصر شوقه على خجله....حين دخل العيادة وجد بيلا الممرضة الليلية المناوبة في الغرفة ..حياها بأدب فردت التحية مبتسمة له فهو يأتي كل ليلة في مثل هذا الوقت ليطمأن على حبيبته..
"كيف هي الان..؟"سألها بقلق
"بخير..انها نائمة الان "ردت بيلا برقة
"اريد ان اراها.." قال بصوت محزون
"تفضل.." اشارت له ليدخل وابتسمت له بلطف ,فقد اعلمتها الطبيبة مايرز ان تسمح له بالدخول في اي وقت..
دخل الغرفة بهدوء وقف عند الباب للحظة.. اخذ يراقبها بشوق ولهفة..كانت مستلقية على سريرها وهي ترتدي ثوب المشفى الابيض..وتوليه ظهرها,وقد ظهرت من بين فتحات ردائها الضمادات التي غظت ظهرها...تأمل شعرها الحريري المتناثر حولها بنعومة ,أقترب خطوتين وتوقف لينصت لصوت تنفسها المنتظم ليطمأن على نومها المريح , انصت بتركيز فبدى صوت تنفسها احلى من الموسيقى على اذنه وجذبه كالمغناطيس نحوها, فتقدم بهدوء حتى صار بجانب سريرها مد يده آلياً ليلمس شعرها لكنه شعر بتململها في نومها ,فأسرع بسحب يده وهرع نحو الباب قبل ان تستوقفه بهتافها ...
"ستيف ..اهذا انت؟؟ !!"
لم يجبها ..فنادته بأستجداء وأسى "لماذا تهرب مني ..؟ "سألته نفس السؤال الذي سألها اياه مرة , ظل صامتاً دون ان يجيب او يلتفت نحوها ..فأعادت سؤالها بحرقة وانفعال " لماذا تهرب مني ؟؟"
تنهد بأسى وقال بصوت مهزوز متأثر.."انا لا اهرب منك".
"اذا انظر الي ...انظر الي ستيف.." هتفت بحرقة فأستدار ببطئ...وتلاقت نظراتهما... فرأها وقد اسندت نفسها للسرير وجلست بتعب وهي تمد يدها نحوه داعية اياه للأقتراب
" اقترب مني ..ارجوك"دعته بلهفة ورجاء فلم يستطع تجاهلها....
رغم ما بدى من شحوب وجهها الذي مازالت اثار التعب والحزن تغلفه..لكنها بدت له رقيقة جذابة بعيونها الكهرمانية المتلألة بالدمع وبشعرها الداكن المتبعثر حول راسها بفوضى رائعة..حين صارالى جانبها..مد يديه بشكل آلي يريد لمس شعرها وابعاد خصلة متمردة عن عينيها...فامسكت بيده وتشبثت بها بقوة واحتضنتها وامالت خدها عليها وبكت بصمت...هوى جالساً بجانبها..ورفع وجهها الباكي ومسح دموعها وهمس"لا تبكي يا حبيبتي ارجوك..فدموعك غالية علي.."
"لمَ تركتني..؟؟" قالت باكية
"لم افعل.." نفى بشدة ودمعت عيناه بتأثر واضح اقترب منها وقبل جبينها بقوة وهمس مؤكداً بحرقة"لم ولن افعل "
عندها تشبثت به بشدة وهي تضمه لها فاحتضنها بحرارة وانهال تقبيلاً على رأسها ووجهها...وحين افلتها...نظرت له بتمعن ثم استلقت على السرير وتحركت لتفسح له المجال وقالت له "ارجوك ان تبقى معي ولا تتركني ..."كانت دعوة له لا لأن يبقى الان فحسب بل لكي يبقيا الى الابد معاً .
استلقى بقربها وجهه مقابل وجهها ..ثم اخذ يبعد الخصلات المتمردة عن جبينها وعيونها.. .ويمسح دموعها المنسابة بصمت من عيونها "عدني انا لا تتركني ؟؟همست بخوف
"ابداً ..لن اترك ابداً ...سنظل معاً الى الابد.."
"انا لست حرة.." قالت بحرقة
"انت حرة بالنسبة لي" هتف بقوة
"مايك ..يمتلكني...انا جاريته.....لقد قال انه يمتلكني..(اغمضت عينيها تحاول منع دموعها من النزول لكن عبثاً تحاول) ويستطيع فعل ما يشاء بي ..." مسح دموعها وهو يجاهد في لجم مشاعر الغضب الذي تكاد تنفلت من عقالها واقسم انه ان خرج فسيذهب لمايك ويقتله ...ففتحت عينيها وقالت "لا اريده ان يمتلكني..لا اريد ان اكون له اريد ان اكون لك انت(احتضنته بقوة وكأنها تخشى ان يهرب منها) اريد ان اكون لك وحدك (رفعت وجهها لتواجهه ) انا اهب نفسي لك.."
ضمها بقوة ولم يعد يستطيع السيطرة على انفعالاته فأخذ يبكي...وهو يتوعد "لن ادعه يؤذيك بعد الان أقسم لكِ ...لن اسمح له..سأقتله ان حاول.."وسعى لمغادرة السرير وهدفٌ واحدٌ امامه ان ينتقم لها ,لكنها تشبثت به بقوة وهتفت بلوعة
"لا ..لا اريد ان اخسرك..ارجوك"رجته بخوف "انت كل من بقي لي في هذه الدنيا" وعادت تبكي.."لا تتركني.."
"لن افعل..اقسم لك.." رد بانفعال"لكن علي ان انهي طغيان هذا المتجبر "
"لا تهلك نفسك ارجوك...انا احبك ...ولا اريد ان افقدك " فقبل جبينها بتأثر وهمس بأنفعال" وانا احبك ايضاً ...ولن اتخلى عنك ابداً"
فهتفت برجاء "تزوجني .."
تكدرت قسماته فقد كان يدرك الآن انه حلمهما بالزواج بات مستحيلاً...فهي لم تعد تملك حرية الاختيار
"تزوجني..الان.." همست بألحاح ,فضم وجهها الحزين بين كفيه..وقال بأسى "لا استطيع ..."
"لماذا ...؟؟" صرخت بلوعة
لم يعلم بما يجيبها ...فعادت تهزه وتصرخ بأسى "لماذا؟؟؟"
تأملها لوهلة وقد ضاع في غياهب عيونها الكهرمانية الثائرة فأقر لنفسه بحزم "اجل سأتزوجها..من قال بأننا لا نستطيع ذلك..مهما ملكوا من عقود ووثائق لتكبل حريتنا بنير العبودية فنفوسنا حرة ..عندها هتف بقوة وعزم
"هل تتزوجيني يا سيرينا ؟!...هل تقبلين ان تكوني زوجتي امام الله ...لن يكون هناك عقد يوثق هذا لكني اشهد الله على انك زوجتي وأني سأظل مخلصاً وفياً لكِ للأبد .."قال مؤكداً
بكت وضحكت في آن معاً وهزت رأسها موافقة وهتفت "اجل اوافق " فاقترب منها وقبلها بهدوء..لكنها اغرقته بقبلها..ولهفتها.."انا لك..."همست بلهفة .."انا لك.."
*************************

دخلت فايث للعيادة صباحاً وحيت الممرضة بيلا..."صباح الخير بيلا..كيف حال مريضتنا اليوم؟؟" سألت بهدوء وهي تراجع جدولها اليومي فنظرت بيلا لها بوجل وهمست بأرتباك" لا ادري.."
"ماذا تعنين..؟؟" سألت فايث باستغراب
"لم استطع الدخول ليلة امس لأُعاينها..لأن...لأن .." ردت بارتباك
"ما الامر بيلا..؟؟" قالت بخوف وقد ظنت انه قد اصابها مكروه
"لقد جاء شارك ليلة امس..و..و.."
"ما الامر ؟؟لم انت مرتبكة ماذا حصل..؟؟" قالت بعصبية تستحثها
"لم يخرج..لقد قضى ليلته هناك.." واشارت للغرفة ثم تابعت بأرتباك "حين دخلت لأعاينها ..كانا...اظن انهما كانا......" ولم تكمل بيلا فقد احمرت خجلاً ,لكن فايث فهمت ما تريد قوله..فبهت وجهها وقالت بعد ان تماسكت " شكراً لك بيلا..يمكنك ان تغادري الان.." هزت الممرضة رأسها بأدب وحملت حقيبتها وهمت بالمغادرة لكن فايث استوقفتها قائلاً "بيلا ...ارجوك لا تخبري احداً بما جرى" قالت برجاء..
هزت بيلا رأسها "اكيد.." وغادرت بينما ظلت فايث واقفة امام الباب بذهول وهي تفكر بحنق "بماذا يفكر هذا الشاب.." ودون تردد امسكت اكرة الباب وفتحته ...
****************************
كانت اول ليلة ينامها ستيف بهدوء منذ ان اصيبت سيرينا ...فتح عينيه فرأها بجانبه تنام كالاطفال..قبلها على رأسها بحنو وحاول النزول من السرير من دون ان يوقظها ... وقف وأخذ يرتدي ملابسه بهدوء وذكرى ماجرى امس ماثلة امامه..لقد امتلكها اخيراً..كانت له بكامل ارادتها....
فُتِح الباب ورأى فايث واقفة تنظر لهما وقد علت وجهها البشوش عادة تكشيرة كبيرة ...اشار لها بأصبعه كي لا تصدر صوتاً ثم التفت نحو عروسه النائمة ومال نحوها وقبل خدها برقة ثم استدار حاملاً حذاؤه وسار مع فايث الغاضبة نحو الخارج..
"ستيف..هل جننت ؟!!" قالت فايث بحنق حالما صارا خارج الغرفة
"لا لم اجن" علق ببرود وهو يكمل تزرير قميصه
"انت لا تستطيع فعل هذا..انها ليست ملكك..انها لمايك"همست بحنق "ان علم مايك ..سيقاضيك..بتهمة التعدي على ممتلكاته"
"انها ليست ملكاً لأحد...انها انسانة...وهي زوجتي الان" رد بغضب
"زوجتك..كيف ومتى؟؟...انت لا تستطيع الزواج بها..دون موافقة مالكها...هذا ان تركك وشأنك سيدمر حياتك ان علم بما حدث" صاحت برعب
"ما الامر فايث ..؟؟انت تقولين هذا..؟؟" سأل بأستغراب ودهشة
"انا خائفة عليك ايها الشاب الأحمق ...مايك شخصٌ حقود وهو يكرهك..و ينتظر غلطة منك..ليقضي عليك..وانت تقدمها له على طبق من ذهب.." قالت بقلق
"فايث.."اقترب منها بهدوء...وقال بعزم"مايك لن يفعل شيء..لن اسمح له...سيرنا الان زوجتي "
"لكن هذا زواج غير صحيح...انه باطل"
"باطل !! (تسائل بأستهجانٍ وحنق ) وما الذي يجعله صحيحاً ها ...!! أن نأخذ اذن مايك الحقير بأعتباره مالكها رغم انه ضربها حتى كاد يقتلها ...او نأخذ إذن ابيها الوغد الذي باعها بالرخص...هل يجب ان ننال رضى الجميع ليزوجنا الربان..ان نوقع العقد أمام الناس الذين وقفوا ينظرون لها تضرب بقسوة دون ان يحركوا ساكناً !!!...اهذا ما يجعله زواجاً صحيحاً ...لا ...(رد بتمرد) الزواج ليس مجرد ورقة مختومة..بل هو ما تعاهدنا به امام الله..هي الان زوجتي..ولن يغير احدٌ هذه الحقيقة.."
"ستيف.." همست فايث بقلق...
"سيكون كل شيء بخير" قال بثقة وامل لم يكن يمتلكهما بالامس..(فهو لن يدخر مجهوداً لتحريرها من قبضة مايك وسيبذل المستحيل لتحقيق ذلك..وأن كلفه الأمر حياته )استدار ليخرج لكنه قال قبل ان يفعل.." فايث ارجوك اعتني بزوجتي لحين عودتي.."
لم تعرف بما تجيبه فهي تفهم مشاعره وتدرك انه على حق لكن لا تستطيع ان تغير الواقع والقوانين لذا لم تستطع سوى ان ترد قائلة "سأفعل ..لكن ارجوك كن حذراً "
******************************
وبعد نحو ساعة استيقظت سيرينا وبمجرد ان فتحت عينيها بحثت عن حبيبها فلم تجده بجانبها..نادت عليه بقلق فلم يجبها بل فُتح الباب ودخلت فايث وهي ترسم على وجهها ابتسامة عذبة ..
"كيف حال عروسنا الان.." علقت فايث بخفة وهي تقترب نحوها لتعاينها وتغير ضماداتها..
ارتبكت سيرينا ورفعت الغطاء نحو عنقها لتخفي جسدها العاري.."هل عرفتي..؟" سألت بحرج..
"اجل..اخبرني ستيف قبل ان يغادر..هنيأً لكما.." قالت فايث برقة...فهي رغم خوفها على ستيف وسيرينا لكن لم تستطع سوى ان تفرح لهما..
"اشكرك..هل غادر ؟؟"همست بوجل
"اجل ..وسيعود بالمساء..سأعد لكما سريرا ً اضافياً..لا اظن ان هذا السرير يصلح..اتسائل كيف اتسع لكما" قالت فايث بمداعبة عابثة فأبتسمت سيرينا وهمست بخجل.." لقد تدبرنا امرنا..."ثم القت برأسها على الوسادة الناعمة وتابعت برقة وبشكلٍ حالم "لقد كان مراعياً ورقيقاً .. انا احبه.. اعشقه.."
"وهو أيضاً يا صغيرتي.."وقبلتها على رأسها بأمومة وعاطفة.."اتمنى لكما السعادة.."حاولت فايث ان تداري خوفها وقلقها من ان تنقلب هذه السعادة لحزن وتعاسة ان عرف مايك , واكيد انهم لن يستطيعوا اخفاء الامر لوقتٍ طويلاً.. فستيف مصر على محاربته دون وجل..وهي تخشى عليه وعلى سيرينا ,فمايك لن يسكت على ذلك ولن يوافق على زواجهما وسيلغيه بسهولة طالما يملك صك عبوديتها..لن يترك الأمر يمر دون ان يستغله في تدمير ستيف ...زفرت فايث بقلق..فهي لا تعرف كيف ستتصرف ....
************************
تكررت زيارات ستيف لسيرينا كل ليلة طول اسبوع..يأتي في منتصف الليل ليخرج من عندها في الصباح,كانت تشعر بالامان وهي تنام بين ذراعيه وتسمع كلامه العذب الذي يشعرها بأنها لا تزال حية ومحبوبة ,وبأن هناك من يكترث لها في هذه الدنيا وقد تحسنت صحتها كثيراً فقد استمدت الأمل منه .....لكن هذا الصباح وبعد ان غادرها بنحو ساعة وبينما كانت فايث تعاين جروحها .. سمعتا ضجة صادرة من الغرفة الاخرى فقامت فايث لترى ما يجري لتصدم بدخول مايك العنيف واقتحامه الغرفة بصحبته رجلين من رجاله ,فصرخت فايث فيهم بحدة
"من سمح لكم بالدخول ...هذه غرفة المرضى ...هيا اخرجوا منها لايجوز البقاء هنا....."
تأملها مايك بخبث وازدراء وقال بغضب وهو يجيل نظره في المكان ليستقر على السرير الأضافي الملاصق لسرير سيرينا "يبدو انه يسمح للبعض بالدخول والمبيت براحتهم "اصفر وجه فايث ,فهل يعقل بأنه علم بأمر ستيف ..لكن كيف ..؟؟كانت حريصة على اخفاء الأمر ومنعت الممرضات من الدخول لحجرة سيرينا على اعتبار انها مريضتها الخاصة ,فقط بيلا الممرضة الليلية هي من تعلم وقد اوصتها فايث بشدة على كتمان الأمر وهي تثق بها جداً حاولت فايث جاهدةً تمالك نفسها وقالت مهددة "اخرج قبل ان استدعي الامن .."
"وماذا ستقولين لهم ؟؟بأنني جأت لاستعيد جاريتي!!...هيا احملاها .."صاح مايك امراً رجاله
قام رجاله برفع سيرينا واخذها رغم احتجاجها وصراخها,ولم تتمكن من الافلات منهم او مقاومتهم بسبب وهنها.....
حاولت فايث ان تمنعهم.."دعوها ايها الاوغاد ..مايك ابعد رجالك عن مريضتي.." .لكن مايك وقف في وجهها وقال بحدة " انها ملكي وسأخذها اينما اريد وفعل بها ما اريد .."
هتفت فايث برجاء تستعطفه لعلها تجد في قلبه ذرة من الرحمة لكن هيهات "تعقل يا مايك أنها متعبة وما تزال بحاجة للرعاية ارجوك مايك دعها تسترح وتكمل علاجها.."
نظر اليها بحنق وقال "انها ملكي وانا سأخذها..."واستدار خارجاً بكل جرأة ووقاحة
بعد خورجه هرعت فايث مسرعةً للقبطان منسيني وشكت له ما فعله مايك ..لكن القبطان اخبرها-بأنه وعلى الرغم من استياءه مما قام به مايك -الا انه لايملك محاسبته مع الاسف طالما يمتلك ما يثبت امتلاكها أياها وتابع بأسف "ارجوك دكتورة مايرز ان تدركي اني اقوم بما استطيع وفقاً للقانون.."
"اعرف ان القانون معه..لكن الفتاة مريضة وما زالت بحاجة للرعاية ."صاحت بانزعاج
"اخبرني انه يمكنك معاينتها ومتابعة علاجها, لكنه يريدها ان تبقى عنده. يقول انه لا يرغب في اختلاطها مع بعض الناس فهي استثماره وعليه ان يحافظ على استثماره هذه كلماته وانا .."قال القبطان بارتباك..فهو رغم احترامه للقانون لكنه يجد الحرج الان في التزامه به...
"اللعنه على هذا القانون "شتمت فايث بغيظ وغادرت قمرة القبطان وهي لا تلوي على شيء..واخذت تتوقع الاسوء حين يعود ستيف ويعرف بما حصل ,فاخذت تدعو وتبتهل ليمضى الامر على خير ,رغم علمها بأنه سيفضي لكارثة..
*******************
"هنا ستبقين.." قال مايك بحنق ورجاله يلقون بها في غرفة صغيرة تشبه الزنزانة "اغلق عليها الباب (قال لخادمه الامين رات بحدة وهو ينظر نحوها )و لا تسمح لاحد بالدخول او الخروج الا بأذني."
"مايك...افعل ما تشاء..اسجني او حتى عذبني ..لكنك ابداً لن تمتلكني ...وانا لا ابالي بك ايها الوغد الحقير..."صرخت بحدة
"سنرى .." قال متوعداً ..واستدار مغادراً ..جلست على السرير البالي..ترتجف من شدة الانفعال ونظرت للغرفة الحقيرة التي وضعت بها...لكن استياءها لم يكن بسببها بل من خوفها مما قد يحدث حين يعود ستيف ولا يجدها..ورغم رغبتها بالخلاص من مايك ..لكنها لا تريد لستيف ان يتورط بقتله فهي تخشى عليه..اكثر من نفسها..
***************************





ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-18, 12:34 PM   #82

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الثاني عشر
في قبضة الطاغية



اخيراً عرف مايك بما كان يجري دون علمه ,عرف بحب ستيف لسيرينا..وللحظة كان يفكر بالانتقام من ستيف بإلقائه خلف القضبان..لكن وتته فكرةٌ خبيثةٌ يستطيع من خلالها أستغلال الامر لصالحه .
اشعل سيجاره الكريه واخذ يدخنه بشراهة وهو يفكر بمكر" ان كان يحبها بحق فسيفعل ما اريد ...لذا سأجعله يعمل لصالحي,وبهذا اكون قد حصلت على امهر الباحثين على الأطلاق....لكن ...ان رفض (وكشر بسخطٍ وغل عن اسنانه وتابع بلؤم)...فسيكون لأنتقامي منه لذة آخرى...."وضم يده بحركة تملك وتابع بجشع "لكن من معرفتي بهذا الشارك ...فالمرصد سيكون لي..انا ...بالتأكيد ...ههههههه" وضحك بشراسة واستمتاعٍ وهو يتخيل ما سيناله من عطايا لقاء العثور على المرصد واعطائه للنائب كامرون ...ولكن قطعت تأملاته بسماعه لغمغمةٍ مبهبة ما لبثت ان تحولت لضجة كبيرة خارج مكتبه ليفاجأ بعد لحظات باندفاع استيف لداخل غرفته كأعصار ثائر ...
فبعد عودته من جولة البحث اليومية توجه ستيف للأطمأنان على سيرينا كما يفعل عادةً ,وحين علم بما حصل معها جن جنونه وتوجه كالثور الهائج يريد البطش بمايك وتخليصها منه.. حاول رات ايقافه لكن بضربة واحدة من ذراعه اطاح به ستيف أرضاً ..و دفع الباب بقدمه ليجفل مايك ويقف بتوتر وترقب بعد أن رأى الغضب يغلي في عيونه المحيطية ,وبحركة خاطفة دنى منه ستيف وصار على بعد خطوةٍ منه ثم امسكه وشده من ثيابه والقى به ارضاً وانهال عليه لكماً وضرباً دون ان يقدر مايك على صد هجومه العنيف .... ولولا تدخل جاك والربان وعدد من رجال مايك الذين لحقوا به لقتله ستيف بكل يسر...
وعقاباً على تهجمه وضع ستيف بالحجز, حاول القبطان التدخل لوقف النزاع الحاصل و اقناع مايك بقبول الصلح والتعويض لكنه أبى بشدة...وقال بحنق "لقد تهجم هذا الهمجي الوضيع علي في مكتبي..دون وجه حق..انا مواطن شريف من الدرجة الثانية لي حقوقي..لن اقبل ان اهان من قبل هذا الشرذمة الحقير سأقاضيه ..واسجنه مدى الحياة ,وسأتهمه بالشروع بقتلي"
رد عليه القبطان بحزمٍ بعد أن سأم اسلوب مايك المزعج "اهدأ يا ستينجر..فالوقت غير ملائمٍ لتصفية الحسابات القديمة ...اريدك ان تضع خلافتك الشخصية جانباً ..وتفكر في المصلحة العامة فنحن في بعثة خاصة مهمة وقد تعطلت امورنا كثيراً بسبب افعالك ولا يمكن ان ننجز شيء ان ظل الوضع على ما هو عليه..افراد طاقم جاك يرفضون العمل قبل خروج زميلهم..ولا اظن ان اي احدٍ من افراد طاقمك يستطيع ان يقوم بربع عملهم ,وباحثتك الصغيرة التي كنت تعتمد عليها مصابة والفضل لك في هذا"
"ماذا ؟!!! اتلومني على كل شيء..سيادة القبطان !!!" صاح مايك بأستهجان
"انا احاول ان اوضح لك الصورة..(رد الكابتن مانسيني وهو يحاول ان يسيطر على اعصابه) ... انت لن تستفيد شيئاً من كل ما حدث ..وانا لن اسمح لأي منكم ان يعرقل سير البحث ..ليس ونحن على وشك العثور على المرصد لذا فكر بما سأقوله لك جيداً ...اريد منك ان تقبل بالصلح...واضح.." كانت كلمات القبطان منسيني صارمة وكان مايك يدرك انه لن يستطيع المماطلة اكثر ...لذا اظهر موافقته على الصلح على مضض وقبل بعرض القبطان بمنحه نقاط اضافية ان عثروا على المرصد ,بالاضافة لألف نقطة تخصم من فريق جاك تعويضاً عما اصابه من ضرر..بينما في سره كان يدرك ان معركته مع شارك لم تنتهي بل بالكاد بدأت...
بعد تنازل مايك عن حقه وقبوله الصلح..تم اطلاق صراح ستيف مباشرة ,لكنه رفض العودة للعمل بالرغم من كل المحاولات التي قام بها جاك والقبطان لأقناعه بالعدول عن قراره وكان يقول بحنق "ان لم استعد سيرينا ..لن اعمل,وافعلوا ما تشاؤون .."
"هذا حمق يا شارك..هذا حمق "صاح القبطان بعضب لكن ستيف لم يأبه به ولا حتى بجاك..لأنه ببساطة لم يعد يأبه بأي شيءٍ عدى محبوبته الجريحة ..
"اريد رؤيتها ..اريد الاطمأنان عليها.." قال ستيف بثبات ..فتنهد القبطان بضيق وهو ينظر لجاك الذي هز كتفيه باستسلام فهو يعرف عناد ستيف اكثر من اي احد اخر...
********************
"ان حبيبكِ يريد رؤيتك." قالها مايك بمكر وهو ينظر الي سيرينا من نافذة حجرتها التي باتت زنزانتها وأبتسامةٌ خبيثةٌ تعلو محياه... فقابلت نظراته بحقدٍ واحتقار ولم تجبه فاردف قائلاً بخفة " قد اسمح لكما باللقاء ولكن ليس قبل ان تعودي للعمل ..و.."سكت برهة واتسعت ابتسامته الماكره فادركت انه يضمر شيئاً واكمل بثقة "اترغبين في ان تصبحي حرة؟؟"
طبعاً ترغب ..انه اكثر ما تتمناه..لكنها لم تجبه خشية ان يستغل لهفتها .
لم يكترث مايك بصمتها وتابع القول بثقة "المرصد اعثروا لي عليه ,ووثيقة حريتك ستكون معك.. "ولوح بورقة بيده..نظرت له بشك فتابع بكل مكر
"ستخرجين للعمل منذ الغد...فقد تأخرنا كثيراً وعلينا ان نعوض ما فاتنا..,"ثم اضاف "احضرا المرصد لي وستكونين حرة..وان عملتما معاً فسوف.."
قاطعته بريبة "نعمل معاً ؟من تقصد.؟"
"انت وحبيبك الغالي شارك طبعاً ومن غيره ....عليكما ان تجداه قبل الاخرين وتحضراه لي انا..مفهوم."
"لا , لايمكنك اجباره على ذلك . انه يعمل مع جاك ولن يساعدك ابداً.." قالت بحنق
"بل سيفعل وانت من ستقنعيه بذلك.."تابع مايك بخبث
"لن افعل, افضل الموت على ذلك.."صاحت بحنق
ضحك باستخفاف من تعنتها وقال بخفة "سنرى ..ما سيكون رأيه هو..؟!!"
" لن يوافق..."قالت جازمة
"سنرى ذلك.."رد بثقة وضحك بصوت مجلجل مرح ثم غادر..ليتركها تتخبط برعبٍ وقلق فهذا الحقير يسعى لابتزازها ..وهي خائفة على ستيف بشدة فقد سمعت رات يتحدث مع اخيه كال في الردهة عن تهجم ستيف على مايك ,كما أن آثار الضرب المبرح ما تزال تظهر على وجه مايك..ورغم سرورها بذلك لكنها تعرف كم مايك حقود لن يدع المسألة تنتهي هكذا ..لا بد ان يضمر شراً لستيف وسيسعى للأستغلاله من خلالها لذا عليها الصبر والثبات وعدم الرضوخ لأبتزازه الدنيء...لقد ادركت ان مايك ما تراجع عن القضية وعفى عن ستيف الا لأنه يسعى لشيء اخر..وها قد اعترف بذلك بلسانه ,هو يريد المرصد لنفسه ..لكن لماذا ؟؟؟؟وماذا سيفيد من الأمر لم تكن تعلم ...لكنها واثقة بأن مايك لا يأتي من ورائه الا كل شر ...ثم اقرت لنفسها بأمل "ستيف لن يرضى ان يعمل مع مايك مهما جرى..(ثم تابعت بخشية )لكن ماذا لو وافق ....؟؟" شعرت بالذعر من مجرد الفكرة ..
وكما توعدها مايك فقد اخرجها للعمل في اليوم التالي رغم احتجاج فايث التي قالت بأنها لا تزال ضعيفة وجراحها لم تلتئم بعد..لكن مايك لم يكترث بذلك بل زيادةً في تعسفه منع فايث من العودة ثانية لمعاينتها...

"هل عادت للعمل؟؟" سأل ستيف جاك بقلق بعد ان جاء يحدثه ليقنعه بالعودة للعمل فرد جاك بأسف "اجل منذ يومين.."
"كيف هي..؟؟هل هي بخير..؟؟" سأل بقلق
"لمَ لا تذهب وتراها بنفسك .." رد جاك بهدوء فأجابه ستيف بحنق "انا لن اعمل مرة اخرى..لن اخدم المدينة بعد اليوم...لن افعل"
"لا تفعل ذلك من اجل المدينة..بل من اجل زوجتك.." نظر ستيف نحو جاك وادرك بأن هذا الرجل يخفي امراً ما..فرد بخفوت "حسناً ..جاك..سأفعل لكن ليكن بعلمك اني لن استكت على اي فعلٍ يقوم به مايك تجاهها..."
وعاد ليستأنف عمله ليراها فقط ويطمأن عليها ,وأدرك بالفعل بأن مايك يخطط لمعاقبته من خلالها ,فقد الزمها اللعين بالعمل رغم ارهاقها الشديد ووهنا الظاهر بجلاء ,فعرف ستيف انه اسلوب مايك في معاقبته ...
وبالفعل فقد كان اللعين مايك يستمتع بمراقبة ستيف يتلوى الماً على مرآها وظل ينتظر رد فعله الذي لم يطل كثيراً فقد دخل رات على سيده بعد يومين فقط واخبره بأن شارك عند الباب يريد رؤيته...ضحك مايك بخسة ثم قال "دعه ينتظر فأنا مشغول "
بقي ستيف ينتظر لأكثر من ساعة ونصف حتى سمح له مايك بالدخول...وبقاؤه منتظراً كل هذا الوقت كان دليلاً كافياً لمايك بانه قد نضج تماماً وحان موعد القطاف..
"ماذا تريد ؟؟"قال مايك بحدة وهو يدعي انشغاله بكتابة شيءٍ ما ,نظر ستيف نحوه بحتقار لكنه رد بثبات "اريد سيرينا.. اريد ان احررها منك..وسأدفع لك ما تريد"
ضحك مايك مستمتعاً بشراسة ولوقتٍ طويل ثم قال اخيراً من بين ضحكاتٍ متقطعة "حقاً ..كم هذا رائع .."اظهر مايك وثيقة التحرير التي اعدها مسبقاً وقال ببساطة
"هي لك ...وناوله وثيقة التحرر.."أوجس ستيف بنفسيه خيفة من سرعة قبول مايك عرضه وشعر ان الأمر ينطوي على اكثر من ذلك ...دنى من المكتب وسحب الورقة وبدأ يقرأها ثم صاح بحدة
"ماذا ؟؟..مقابل...مئة الف نقطة هل جننت !!؟لا احد يستطيع الحصول على خمسين الف نقطة ولو بعد خمسين عاماً...فما بالك بمئة "
"هذا ان عمل لوحده ..اما ان ساعده احد اخر فربما ..(ضحك مايك بخفة ووقف بثقة وأخذ يسير بتباه ثم اكمل ) خاصة ان كان ماهراً فسيتمكن من هذا "
"انت واهم لم اجمع طوال حياتي ربع هذه النقاط ولن يقدر احدٌ على فعلها..انت تتلاعب بي مايك.."رد ستيف بسخط
علق مايك باستهجانٍ "انا..ابداً ..انا واثق بأنك تستطيع ان تدفع هذا المبلغ..خاصة ان وجدت المرصد لي .."ثم توقف و واجه سيف ونظر في وجهه مباشرة و اضاف "فعندها من يحتاج المئة الف نقطة ..."...ابتسم بخبث.
"تباً لك ... انا لا اخون اصدقائي ابداً".
"اذا انسى امرها .."علق مايك بفتور
امسك ستيف بقمص مايك وشده نحوه وكاد ان يضربه ...لكن مايك ابتسم بخبث وقال" افعلها وستخسرها للابد..."
تركه ستيف مكرهاً وقال "انت احقر من عرفت". وغادر الغرفة وصوت مايك الكريه يذكره
"فكر في الامر ..انها فرصتك الاخيرة..فربما اغير رأيي واحتفظ بها لنفسي ...هههههه"...
*****************************

شعر جاك ان هناك خطب ما فستيف بات يتصرف بغرابة وغموض منذ ان قصد مايك ,حاول جعله يتكلم لكن بدون فائدة ,حتى بهرام وكاس لم يتمكنا من دفعه للأفصاح عما يجول بخاطره ....لكن ما لا يعلموه ان ستيف قد بدأ بالفعل ينهار تحت فعل الضغط الممارس عليه و لم يعد يعرف ما يفعل ,كان مايك يتلاعب به وبمشاعره باستخدام ورقة الضغط والأرهاق على سيرينا ...فرؤيتها تعاني من جوره كل يومٍ تقتله خاصةً أن امارت التعب والارهاق تظهر عليها بجلاء وتزداد يوماً بعد يوم ..لم تعد تسبح بسرعة كما في السابق ,وصارت تتعب بسرعة عدى عن شحوبها وهزالها الواضحين ,فادرك انها قد تنهار بأي لحظة ..لذا بدأ يحاول مساعدتها على جمع النقاط لعل مايك الجشع يخفف عنها قليلاً ...فاصبح كلما وجد موقعاً جيداً تخلى لها عنه بطيب خاطر بعد أن يدلها عليه لتأخذه ,كان يريد ان يريحها ما استطاع ..لكن تصرفه هذا لم يعجبها ابداً , لم تكن تحب ان تراه يخون اصدقائه ويعمل لصالح مايك وحتى وان كان من اجلها..فأخبرته برأيها عندما استطاعت ان تنفرد به بأحدى المرات ..
"ماذا تفعل اجننت ؟!!"صاحت به معاتبة
"سأساعدك في بحثك قدر ما استطيع .."قال بانفعال
"لا اقبل بذلك "ردت بحزم
"ليس امامي خيار ..لا استطيع ان اقف مكتوف اليدين وانا ارى مقدار ما تعانينه ..لذا كلما سأجد موقعاً مناسباً سارشدك اليه "قال بشكل قاطع
"وانا لن اخذه ..اتفهمني .."صرخت محتجة
"سيرينا ارجوك.."رجاها بأسى فقد كان يرى امارات التعب المرتسمة على وجهها الشاحب
"لا ,لن افعل .. افهمت.."قالت بشكل قاطع وابتعدت عنه بضيق
ولكنه لم يستمع اليها وعاد يكرر فعلته ,فحين عثر على موقعٍ جديد دلها عليه لكنها رفضت الانصياع له...ولم تأخذه ..ولن تفعل ..فتركته وسبحت بعيداً ...ولم تعد حتى تكلمه..
******************************
"ماذا اصابك يا شارك.." صاح جاك بحنق بعد ان التقاه في مكتبه
"لا شيء" رد ستيف ببرود..
"ماذا دهاك ؟؟هل بت تعمل مع مايك..؟؟لقد اخبرني بهرام وكاس بما تقوم به..اجننت ..!!"
"انا في دوامة ياجاك؟؟" صاح بألم..ودفن رأسه بين كفيه
"لست ستيف الذي اعرفه ..؟؟انت اقوى رجل لدي..واصلبهم..تماسك ارجوك..لم اعهدك ضعيفاً هكذا,ماذا اصابك؟؟ "اخبره ستيف ما جرى بينه وبين مايك فصاح جاك به مؤنباً "انه يتلاعب بك يا فتى الا تدرك الامر.؟؟"
"اعلم (صرخ ستيف بحنق ودمعت عيونه رغماً عنه وهمس بأسى ) اعرف ...لكني اريد مساعدتها بأي شكل ,الم ترى ما آل اليه حالها..انها تضعف يوماً بعد يوم..سأخسرها يا جاك..وانا لا احتمل هذا..ارجوك...أن لم افعل هذا فليس امامي سوى ان اقتل هذا اللعين وانهي معاناتها "
كان جاك يدرك ما يعنيه فهو ايضاً لاحظ الاسلوب القاسي الذي ينتهجه مايك في تعامله مع سيرينا وكيف يضغط عليها كثيراً حتى ادرك انها ستنهار ان استمر الامر بهذه الوتيرة...صمت ولم يقدر على قول شيء فهو لا يعرف ما يقول ..ثم ربت على كتف ستيف وسأله برقة "هل هي سعيدة بمساعدتك هذه.؟؟"
"كلا لقد رفضتتها؟"قال ستيف بضيق
"احقاً فعلت..!!! ..انها فتاة رائعة.."علق جاك بتأثر..
"اعرف ..انها محقة ولكني لا اريد ان اخسرها يا جاك..ولا ادري ما اصنع..لقد هزل جسمها والتعب بات ظاهراً على وجهها وهذا الحقير لا يرحمها ..لا ادري حقاً ماذا اعمل!!؟ ان اصابها مكروه فسأجن...كان علي ان اقضي عليه ..اتعلم انا افكر بفعل ذلك الآن .. "صرخ بغضب ووقف بحدة فسارع جاك بامساكه .
"توقف عما تفعله ..فهذا ليس الحل .." قال بحزم
"وما الحل اذاً اخبرني..؟؟؟لأني ببساطة لا اعرف ماذا افعل.." صرخ بحنق
"مايك لا يريد تلك النقاط منك.. ,هو يعرف حق المعرفة انه لا يمكنك ان تحصل عليها .." قال جاك بغموض
" اعرف ذلك..لقد اخبرني اللعين بأني سأحصل على عقدها أن عثرت على المرصد ومنحته له ........"
"المرصد...!! وما علاقته به.."سأل جاك بريبة
"لا ادري...ربما يريد ان يحصل على افضلية العثور عليه ...."
ذرع جاك الغرفة مفكراً "لكن هذا غريب ...فنحن في بعثة مشتركة ...وبغض النظر من عثر على المرصد سيمنح سائر الفريق نقاطاً اضافية ماذا سيفيد مايك من عثورك على المرصد له ..."
"انا حقاً لا اعلم ولا ابالي ان كان العثور على المرصد هو ما سينجيها سأفعل هذا ..."نظر له جاك بغموض ,فتابع ستيف بألم ..."انا اكره الرضوخ له ...لكن لا حل آخر لدي ..."

*************************
لم تسر خطة مايك كما يشاء فحتى اللحظة لم يأتي ستيف له راضخاً كما تخيل وزاد حنقه حين جاءه رات في احد الأيام واخبره ان سيرينا طريحة الفراش ..
"اجبرها على الخروج..." صرخ مايك بحنق فرد رات بوجل
"سيدي ..انها فعلاً تبدو متعبة..لقد دخلت عليها اليوم وكانت تتقيء بشدة...و.." توقف رات بوجل حين رأى نظرات مايك الحانقة ..لكن مايك لم يقل شيئاً فهو يدرك ذلك بالفعل..فالتعب والضعف بديا واضحين عليها خلال الاسبوع المنصرم بشكل كبير ..وقد لاحظ ايضاً انها خسرت الكثير من وزنها وسرعتها قلت بشكل ملحوظ وكذلك بدى واضحاً انها لم تعد تستطيع حبس انفاسها كما كانت في السابق ...ادرك انه على وشك ان يخسر المعركة التي اعد لها ...لذا قرر التراجع قليلاً حتى لا يخسرها تماماً ..
"ارسل ..لطبيبة...؟؟" رد بفتور
"من ؟! السيدة مايرز...؟؟" سأل رات ببلاهة
فكشر مايك وهو ينظر اليه وقال بحنق "وهل هناك طبيبٌ غيرها هنا...هيا اذهب ...(وقبل ان يسارع خادمه الامين بتنفيذ المهمة اوقفه مايك قائلاً ...) قبل أن تذهب لأستدعاء الطبيبة ضع سيرينا في غرفة ماغي ,واحضر لي ماغي فوراً "لم يفهم رات ما أراده سيده لكنه نفذه برضوخ ....
استدار مايك بحنق ونظر من نافذه حجرته صوب القارب الذي يقل مجموعة جاك,كشر بحقد وزمجر بسخط " لم تنتهي المعركة بعد..."
*******************************
انهت فايث من معاينة سيرينا وربتت على رأسها بحنو فسألتها سيرينا بتخوف "مما اشكو ؟ "
تنهدت فايث بتعب وهمست بخفوت "الحقيقة لا ادري ما اقول لك..يا صغيرتي..." وجلست بقربها واحتضنت كفيها بعاطفة امومية
"ما الامر ..هل انا مريضة...؟؟فأنا اشعر بالتعب الشديد...ماذا اصابني...؟؟" سألت بحيرة
مسدت فايث على رأسها بحب وهمست برقة"سيرينا يا صغيرتي ..انت.... انت حامل"
"حامل !!!...ماذا؟!!...هذا..مستحيل...آه كلا..ارجوك ..آه ..لا.." ووضعت يديها على رأسها وشحبت بشدة فحملها يعني المزيد من القيود ,ثم اخذت تبكي بمرارة "آه لا ...هذا مستحيل" ..
"اهدأي يا صغيرتي ..اهدأي الامر ليس خطيراً ...انت لا تستطعين العمل كالسابق ..انت بحاجة الى الراحة هذا كل ما في الامر"حاولت فايث ان تهدأها فعلقت باكية
"هذا كل ما في الامر!!..يا ألهي فايث الا تدركين المصيبة التي انا فيها ..ان طفلي سيولد بالعبودية"
صمتت فايث ولم تدري ما تقول فهي تدرك حرج الموقف وصعوبته تشبثت بها سيرينا وهمست برجاء..
"يجب ان لا يعلم ستيف بالامر ..عديني يا فايث لا تخبريه...ابداً.. ارجوك" صاحت برجاء
"لكن سيرينا.." رددت فايث بارتباك
"عديني..ارجوك..انت لا تعرفين المصيبة التي قد تحصل ان عرف ستيف.."كانت قلقه اذا عرف بالامر ان يتهور هذه المرة ويقتل مايك..وعندها ستخسره للابد..
وقد ادركت فايث ذلك لكن خوفها الاكبر كان بأن يعرف مايك وعندها بالتأكيد سيستغل الامر بشكل بشع...لكن كيف يمكنها ان تخفي امراً كهذا...قد تستطيع خلال الشهور الاولى لكن بعد ذلك الاحمق وحده الذي لن يدرك انها حامل...
"لن اخبر احداً..اطمأني يا صغيرتي"قالت فايث برقة... وحين خرجت من عند سيرينا وجدت مايك ينتظرها بضجر فسألها بحدة "ما بها..؟؟"
"بعض التعب..انها بحاجة لبعض الراحة..فأنت ترهقها بالعمل" قالت بحدة وغضب
"لا مجال للراحة .."صاح مهدداَ.
"اذا ستخسرها وعندها ستخسر كل شيئ..."انذرته فايث ..." بعض الراحة لن تضر وستعود افضل..اما ان بقيت على هذه الوتيرة...فودع افضل باحثيك يا ستينجر..." زمجر مايك بحنق لكنه يدرك ان ما تقوله صحيح لذا همس بخوت "سأمنحها يومين..."
"اسبوعين ..على الاقل .."اكدت فايث بحزم ..." وقد وصفت لها دواء سأحضره لها وبعد ان تأخذه ستتعافى..هذا ان التزمت بما اقوله..." تركته وخرجت بحنق وهو يشيعها بنظراته الغاضبة ..وبعد خروجها فتح باب جانبي خرجت منه ماغي فتاة مايك العابثة والتي كانت مختبأة وتسمع حديث فايث وسيرينا بالخفاء فهذه كانت غاية مايك من نقل سيرنا لغرفتها ... همست ماغي في اذنه بكلام جعله يضحك بشكل هيستيري لعدة دقائق وسط ذهول وحيرة رات الذي لم يفهم ما غير حال سيده من الغضب والحنق للسعادة بلمح البصر..
وبعد ان تمالك مايك نفسه هتف بنبرة انتصار وثقة ..."هذا رائع ..الآن بات شارك في قبضتي " وضم قبضته بغرور وتملك.
*****************************
عاد ستيف لغرفته متعباً بعد ان قضى يوماً طويلاً مرهقاً في العمل ,ومما زاد في تعبه انه كان يرى محبوبته تعاني بشدة امام ناظريه دون ان يقوى على فعل شيء ,فعلى خلاف ما اوصت به فايث من ان تنال سيرينا قسطاً من الراحة لكن مايك كان يخطط لأمر اكبر لذا اجبرها على العودة للعمل مباشرة ,حاول ستيف الأقتراب منها اكثر من مرة ليتحدث معها ويطمأن عليها ,لكن ما ان يدنو منها حتى تتجنبه وتبتعد فزاده بعدها لوعة ومرارة ..
وما ان دخل غرفته حتى فوجأ بوجود ماغي خليلة مايك تجلس في سريره وقد ابدت مفاتنها بوقاحة...فصاح بها بحنق "ماذا تفعلين هنا ..؟؟"
"انتظرك..يا حبيبي" قامت وتبخترت بدلال مفرط اقتربت منه وقالت بغنج "الا تريد ان تحيي الايام الماضية.." كانت ماغي فيما مضى رفيقة ستيف قبل ان تتخلى عنه وتبيع نفسها لمايك ...
دنت منه وقبلت عنقه بميوعة فأبعدها عنه بقرف وزجرها قائلاً .."اخرجي ألان.."وقف جانباً في اشارة منه لكي تخرج لكنها القت بنفسها عليه وبدأت بالتودد له ..فنهرها ودفعها عنه فسقطت على الأرض ..فنظرت نحوه بغيظ وفقالت من بين اسنانها المطبقة بصوت ملؤه اللؤم والخبث .."يبدوا انك تفضل فتاتك الباهته الشاحبة" في اشارة لسيرينا
"ان لم تخرجي الآن فسأقذفك بنفسي خارجاً كخرقة قذرة بالية ,اخرجي ايتها الفاسقة"
نظرت له بغيظ وهمست بفحيح كالافعى " سأخرج ,لكني جأت اطمأنك على صغيرتك الشاحبة التي رفضت محادثتك طوال اليوم (نظر لها بحدة من معرفتها بالأمر ,فهزت كتفيها بدلال وحملت شالها لتستر به نفسها وقالت .."يبلغك مايك ان الدين اصبح مئة وخمسين الف نقطة عن صديقتك الشاحبة وطفلها.."واخذت تضحك بخبث فامسك بها يشدها من ذراعها ..وزمجر بغضب
"ماذا تعنين.؟ قولي ..(هزها بعنف )..ماذا تعنين.؟"
حاولت التملص منه "دعني ايها الوغد ..." لكنه لم يتركها وعاد يسألها بحنق " تكلمي ايتها الأفعى ...ماذا تقصدين ؟؟" فصرخت بحنق "سيرينا حامل...(ثم تابعت بخبث بعد ان رأت صدمته ) واعتقد انك انت الاب ..الا اذا كانت تصاحب غيرك.."
امسك بعنقها وكاد يخنقها , فرجته بوجل .." ارجوك ستيف توقف ..انا ..ارجوك."هتفت بصوت مخنوق وبخوف فدفعها بأزدراء فوضعت يدها على رقبتها تتلمس مكان قبضته ..
"هل دفعك مايك لقول ذلك...؟؟"سأل بغضب مشككاً
"ان لم تصدقني اسأل الطبيبة" قالت بوجل
"فايث.؟!!.ولم ينتظر لحظة بل خرج كالثور الهائج واتجه صوب غرفة جاك وزوجته..قرع الباب بنفاذ صبروعنف ,وبمجرد ان فتح جاك الباب مندهشاً من وجوده في هذه الساعة المتأخرة حتى اندفع للداخل يبحث عن فايث والتي بالكاد استطاعت وضع دثارها فوق ثوم نومها..
"هل سيرينا حامل..؟؟ "صرخ فيها بعصبية ..وقفت فايث مصدومة..ولم تقدر على ان تنطق كلمة فعاد يسألها بغيظ
"اخبريني...لمَ انت صامتة؟؟؟"
"اجلس يا ستيف.."قال جاك بصوت آمر..
لكنه ظل ينظر لفأيث بأسى "هي حامل اليس كذلك؟؟ اخبريني "صرخ بوجل وقد أدرك ان ما قالته ماغي صحيح..
"اذاً ..هي حامل" قال بالم..
نظرت فايث له بأنكسار وهزت راسها تؤكد الخبر.
"يا الهي..."صاح بغضب..و استدار ليخرج ثائراً..فامسكه جاك ومنعه بقوة وهو يسأله "ماذا تنوي ان تفعل ؟؟"
"ما كان علي فعله منذ مدة طويلة..(قال ستيف بانفعال..)سأقتله..لن اترك زوجتي وطفلي يعيشون في عبوديته..وان اعدموني..سأكون مرتاحاً للأنهما حرين.."


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-01-18, 12:45 AM   #83

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الثالث عشر
لن اتخلى عنك

" ستينجر ..اريد محادثتك" هتف ستيف بعزمٍ وقوة رغم البرودة في صوته ,وقف امام مايك بثباتٍ دون وجل بعد ان اقتحم غرفته بكل سهولة ودخل عليه وهو ينام بأحضان عشيقته ماغي .. نظر ستيف لهما بقرف واشمأزاز بينما صرخ مايك بحنق وانزعاج " رات استدعي الرجال.."
"لا اظنه يسمعك..." علق ستيف بخفة وتهكم وهو ينظر نحو رات الغارق في سبات اجباري حصل عليه بعد ان تلقى ضربة منه...
عاد مايك يصرخ بقلقٍ مستدعياً رجاله دون ان يكترث ستيف به وبصراخه ,بل مشى بهدوء نحو المكتب الملحق بغرفة مايك وهو يقول بثقة "..سأنتظرك هنا ريثما ......"وعاد ينظر بأحتقارٍ للفتاة الصهباء التي كانت في يوم من الايام صديقته الحميمة ...كان ذلك في فترة مراهقتهما قبل ان يفسدها مايك ويحولها لفاسقة حقيرة مثله..
وضعت ماغي يدها على عنقها تتحسس بوجل مكان قبضة ستيف ,بينما وقف مايك وارتدى دثاره (روبه )واسرع بحمل مسدسه وسوطه وسار نحو ستيف الذي وقف امام النافذة الصغيرة ينظر للبحر الغارق بالسواد وقد عم الهدوء والسكينة بشكل مفاجأ..همس ستيف بخفة بعد ان سمع خطوات رجال مايك الذين تجمهروا عند الباب لمؤازرة سيدهم..
"لا تخف يا مايك لو كنت اريد قتلك لكن ميتاً الآن..لقد جأت لأحدثك فقط ..فلا داعي للذعر.."ونظر نحو مايك وابتسامة ساخرة تحتل زاوية فمه ..وكان مايك يدرك حقيقة ذلك..فستيف الصغير الذي ضربه مراراً لم يعد صغيراً بل صار رجلاً قوياً شرساً حتى كل رجاله لن يستطيعوا هزيمته ..
تابع ستيف بهدوء "اريد ان احدثك على انفراد.. "
ادرك مايك بأن ستيف جاء للتفاوض وليس لقتله ..لذا اشار لرجاله بالخروج "ماذا تريد ؟؟..سأله مايك بعد ان اصبحا وحيدين في الغرفة..
"سأعمل معك.."قال ستيف بثبات.
ضحك مايك لوهلة بتباهي المنتصر,وجلس بثقة واشعل سيجاره وبدأ يدخن باستمتاع "ستعمل معي اذاً ...توقعت هذا.."
لم تعجب ستيف نبرة مايك الواثقة المتعالية فتابع بضيق "لم انهي كلامي يا مايك.."
هز مايك رأسه بسخرية وقال .."حقاً ..اذاً هيا اسمعني ماذا تريد ..؟؟"
"سأعمل معك ان وافقت على شروطي..."
"شروط...؟!!!! وهل انت في موقف يسمح لك بأملاء شروطك يا فتى...لا اظن ..." علق مايك بتهكم
"اسمعها وبعدها لك الخيار.." رد ستيف بقوة
"هات ما عندك.." رد مايك بنفاذ صبر
"أولاً سأتزوج سيرينا وبشكل رسمي .." ابتسم مايك ..فاصراره على الزواج منها يعني انه متعلق بها بشكل كبير وهذا سيصب في مصلحته بالتأكيد
"تتزوجها...جيد وماذا ايضاً "
"والزواج سيكون غداً..." اكد ستيف بحدة
"اراك متعجلاً..." علق مايك بخبث وتابع بتسلية وهو يرى بوادر نجاح خطته "وماذا ايضاً..."
"يجب ان تحررها .. "
رفع مايك حاجبيه بتهكم وهو ينفث الدخان بغرور ." ولمَ سأفعل هذا !!.."
فبادره ستيف قائلاً .."ستفعل..كن واثقاً من هذا.."
لم تعجب مايك نبرة ستيف الواثقة فهذا كان مخالفاً لما تصوره...كان يظن انه سيأتيه راجياً ليوافق على ان ينضم اليه , لا ان يأتي ليضع شروطه وكأنه امرٌ مفروغ منه ...وكان ستيف يدرك تماماً ما يفكر به مايك لذا سارع بالقول بكل ثقة
"الوقت يمضي وانت تخسر السباق ..بالطبع تدرك انك لن تستفيد من سيرينا بعد الان ,فهي لم تعد تعمل بنفس الكفاءة التي كانت عليها والمشكلة انها ستتعب اكثر مع مضي الوقت ,وانت من الغباء بحيث لم تلاحظ انه بضغطك عليها ستخسرها للأبد...وعندها ستخسر مرصدك العزيز..."
كشر مايك بحنق وهو ينظر بتمعن لستيف الذي يتحدث بكل هدوء وثقة .."انت بحاجتي لتحصل على ما تريد..انت تريد المرصد...وانا من سأحضره لك."
"رجالي سيحضرونه لي..." قال مايك بغيظ
"ههههههه...(ضحك ستيف هازئاً) اي رجالٍ هؤلاء..لا احد لديك يستحق الذكر وافضلهم كادت تهلك بسبب طمعك.." قال كلماته الاخيرة بغيظ شديد وهو يذكر هزال سيرينا وضعفها الواضح...ثم اضاف بثقة "انت تعلم ان لا احد في البعثة كلها قادرٌ على العمل مثلي...فأن كنت تريد مرصدك فهاهي فرصتك"
"ان سلمت بكلامك فماذا عن النقاط المئة وخمسين الف ..لا تتصور اني سأحرر سيرينا بالمجان...ولا تنسى هناك ...الطفل.."
ضبط ستيف نفسه لأقصى درجة وقال ببرود.."كان الأتفاق ان احضر المرصد ام لعلك عدت في كلامك كالعادة واظن انه يساوي اكثر من مئة ألف بكثير ... سأتكفل لك بالحصول عليه ..وبالمقابل حرية سيرينا وطفلي"
تأنى مايك وكأنه يفكر بأقتراح ستيف لكن كلاهما يعلم انه الاتفاق الامثل ,لذا لم يماطل مايك كثيراً وهمس "حسناً لك هذا.."
"عليك بجعله رسمياً.." علق ستيف بحدة
"ماذا تعني ؟؟"سأل مايك بحنق
"تُعلِم الربان باتفاقنا وهو من سيزوجنا انا وسيرينا..غداً.. وهو من سيوقع على اتفاقنا .."
"مهلاً ايها الشاب ....هل تحسبني احمقاً ...كيف تريد للربان ان يوقع على اتفاقٍ ينص على ان المرصد سيكون لي....."
"سنعمل عقداً يحرر سيرينا بدفع مئة وخمسين الف نقطة...وحين احصل على المرصد ابادلك اياه بالنقاط...واضح.."
"والربان...؟!!!" سأل مايك بشك
"لن يعلم ..لن اخبر احداً, هذا اتفاقٌ بيننا وسيظل بيننا ..."
"وان رفضت .." قال مايك بتحد فهو يكره ان يكون لستيف اليد العليا ,لكن ستيف رد عليه بقلة اكتراث
"لن تحصل على ما تريد وانت تعرف ذلك..لأني سأحرص منذ الآن ان اكون اول من سيحصل على المرصد اللعين "
ابتسم مايك وارخى جفنيه ..وقال "حسناً ..موافق ...هههههه ,اهلاً بك في طاقمي ثانية يا شارك.."
**************************
كانت سيرينا مستلقية في فراشها متعبة وشاحبه بعد ان افرغت كل ما في جوفها كالعادة .. كانت تفكر بستيف وبنظراته العابسة الغاضبة التي رمقها بها اليوم...كانت تجنبه طوال الايام الماضية رغم انها تتوق لرؤيته والأقتراب منه ..لكن هذا كان لمصلحته عليه ان لا يعلم بما جرى معها عليه ان يظل جاهلاً بأمر حملها حتى لا يتورط ..وان كانت محظوظة ستنتهي معاناته ومعانتها قريباً ...كانت الفكرة قد بدأت تختمر في عقلها منذ ان علمت بحملها ...
"مستحيل ان الد طفلي وانا في قيد العبودية ابداً..."هكذا اقرت..وقد خططت لتنهي معناتها بيدها ,لكن لم تتح لها الفرصة لذلك ,فيبدو ان مايك عرف انها قد تفكر بأنهاء حياتها لذا وضعها بهذه الزنزانة المقفرة التي تخلو من اي شيء يفيدها في مسعاها ,وطوال النهار يحيطها برجاله لمراقبتها حتى كادت تفقد الامل في نجاحها الى ان عثرت على موقع متضعضع يتجنبه الغواصون ,كل ما يلزمها ان تتسلل هناك وان حالفها الحظ تحرك بضعة اشياء عالقة وهذا سيتكفل بانهيار المبنى بأكمله وستكون حريصة ان تكون بداخله...
اليوم حاولت تنفيذ خطتها وكادت تنجح ,لكن كال الذي يلاحقها كظلها اعاق تقدمها صوب المبنى واشار لها بالابتعاد ,لذا ارجأت الامر ليوم الغد..وكانت عازمة على انهاءه مهما حصل ..ستخلص نفسها وطفلها من المعاناة ..وتحرر ستيف من قيده الذي يحاول مايك ان يحيطه به...تلمست بأسى بطنها وهمست باكية "سامحني يا طفلي ...كنت ارغب ان اراك تكبر امامي في احضاني انا ووالدك ....لكن ..."مسحت دموعها بكفها لتنزل غيرها وبعزمٍ كبير انهت خط رسالة الوداع التي كتبتها لستيف ,وكانت تفكر بكيفية ايصالها اليه عندما فتح باب غرفتها فجأة , ولشدة دهشتها رأته واقفاً امامها بشحمه ولحمه..
"ستيف !!! "شهقت بلهفة ممزوجة بالحيرة والاستغراب ...خطى ستيف دخل زنزانتها الصغيرة بتؤدة بينما قام رات بأقفال الباب خلفه بالرتاج.
"لن يكون هناك داعي لاقفال الباب يا رات فأنا لن اذهب لأي مكان .."علق ستيف بتهكم
" هذه اوامر المعلم" رد رات بازدراء
نظر ستيف اليها وكان يعتقد انها ما ان تراه حتى تجري نحوه لتعانقه وترتمي في احضانه ,لكن بدل من ذلك رأى خيبة الامل والاتهام تطل من وجهها الشاحب؟؟
"ماذا فعلت؟؟!!(شهقت بخوف ومرارة ) هل بعت نفسك؟؟ "
دنى منها ومد يده ليلمس وجهها المتعب فأشاحت به بعيداً وعيونها تلمع بدموع الغضب ,دفعته بقوة وصاحت به .. "لماذا فعلت ذلك؟؟ لماذا بعت نفسك لمايك...لماذا؟؟؟" صرخت بحنق واخذت تضربه على صدره بقوة ولم يوقفها ..ثم وهن عزمها وانخرطت تبكي فجذبها بقوة وضمها بحرارة بينما هي تحاول التفلت من قبضته ..
"دعني...دعني...(نظرت له بحرقة وصرخت ) اما كان عليك ان تنتظر يوماً اخر...(تابعت بوهن) كان كل شيء سينتهي..."
"ماذا تعنين...!!"همس بخشية ,فنكست رأسها ونظرت صوب الرسالة التي كانت في يدها ,لاحق نظراتها وادرك ان في الامر خطباً ما ..قبل ان تستطيع منعه اخذ الرسالة منها وقرأها (وكان قد تعلم القراءة بفضل جاك)...
"ما هذه...؟؟؟" سأل بأنفعال...ابتعدت عنه واشاحت وجهها
"سيرينا ..اخبريني..ما هذه؟؟؟(فجأة ادرك نيتها فصاح بذهول )..هل كنت تنوين الأنتحار .."
قاطعته بعنف "اجل...اجل...وسأفعلها...(ردت باكية ) لن اقبل ان يعيش ابني في..عبودية "
دنى منها وجذبها اليه وقال بانفعال وتأثر "ايتها المجنونة ,كيف تفكرين بهذا؟؟؟...الم..تفكري بي..؟!!!!"
همست باكية "سأفعلها من اجلك ومن اجل طفلي ...ما كان يجب ان يحدث هذا...عليك ان تعود ..الغي اتفاقك مع مايك وعد لجاك "
"لا استطيع ...لن اتركما (هزها بعنف لم يقصده وصاح بتأثر ) الا تفهمين..انا احبك ...ان متِ فلن يكون لحياتي بعدك اي معنىً ,كنت سألحق بك على الفور الا تفهمين....سيرينا ...انا احبك ...انت حياتي..وكل ما املك...كيف تفكرين ان موتك هو الحل...الا تدركين..ما اشعر به...لقد كنت اتمزق وانا اراك تذبلين امام عيناي يوماً بعد يوم دون ان اقدر على مساعدتك...وجفاءك لي وبعدك عني زاد من المي ومعاناتي....ولو لم افعل ,لو لم آتي اليك لكنت سأجن.. كنت سأقدم على قتل مايك..اقسم اني كنت سأفعلها الليلة (ضمها لصدره بقوة وهمس )كنت سأفعلها ,لكن جاك منعني في أخر لحظة .."
رفعت بصرها نحوه وهتفت بحيرة "هل هو يعلم بأنك ..تخليت عنه؟؟"...قبل رأسها وهمس بأذنها حتى لا يسمعه احد "هو من طلب مني هذا"
بدأت الحيرة على وجهها .فامسك بوجهها بين كفيه ونظر في عينيها وهمس بتأثر" يا مجنونة ..انا احبك ..ونحن في هذا معاً ...ولن نفترق ابداً ..(قبلها بعنف شديد وكأنه يعاقبها بقبلاته حتى باتت تلهث ,ارخى قبضته عنها وقال بحدة "عديني ان لا تعودي لهذه الفكرة المجنونة ثانية ..اتفهمين..." وبغضب مزق الرسالة التي كتبتها والقها ارضاً
"انا لا افهم..."همست بحيرة فهي لا تفهم كيف سمح جاك له بذلك..لكنه جذبها ثانية وصاح بها "عديني سيرينا..عديني.."
"كيف تريدني ان اعدك..كيف..وأنا ...انا .." قاطعها وهتف بقوة "انا لن اتركك اتفهمين..لن اتخلى عنك او عن طفلي ..."
"لكن هكذا صرنا ثلاثتنا في قبضة الطاغية ..."قالت باكية
"لن تظل يده محكمة علينا للأبد .." ابتسم بثقة وقبل رأسها بحنو وهو يرى نظرات الاستفهام والحيرة تعلو وجهها ثم دنى من اذنها وهمس لها "جاك ادرك هذا وساعدني "
"كيف تركك جاك تفعل هذا..؟؟؟." سألت بارتباك ,فرفع يده ووضع اصبعه على فمها وهمس بخفوت "اخفضي صوتك يا حبي اراهن ان كلب مايك يرابط خلف الباب ليسمع حوارنا" ...نظرت بخشية صوب باب زنزانتها ثم عادت تنظر اليه تستجدي ان يريحها ويزيل حيرتها ...وقد فعل فقد سحبها من يدها واجلسها على السرير وجلس بجانبها وقال بهمس وهو يتلمس بحبٍ وجهها "جاك يدرك تماماً أن الانسان لا يستطيع ان يعيش بعيداً عن حبه ..وانت حبي وحياتي..." ضمها له ثانية فتشبثت به بقوة وهمست بمرارة
"ستيف انا خائفة ....ولا اريد لك الاذى.." رفع وجهها واحتضنه بكفيه وقال
"حبيبتي ,اعدك انه لن يحصل لنا اي مكروه..وسنخرج من هنا بأقرب وقت ,اريدك ان تثقي بي فهل تفعلين ؟؟"سألها برجاء
نظرت اليه بعيون دامعة حائرة , لكنها رأت املاً وقوة غريبة تشع من عينيه ,وكانت بأمس الحاجة لها..فتشبثتب به بقوة وهمست بأنفعال .." بالطبع اثق بك..بالطبع ..انا احبك ..احبك "ضمها له بقوة ثم رفع رأسها لتواجهه وقال مؤنباً
"كيف طاوعك قلبك على جفاءي وتجنبي كل هذا الوقت..."
دمعت عيناها وهمست "كنت اموت كل يوم وانا افعل هذا..." وهجمت عليه تحضنه بقوة وبادلها العناق وضمها بقوة وشوق قائلاً
" انا معك الان ولن نفترق ابداً ...ولن اسمح لاحد بأن يؤذيك بعد اليوم"
"ستيف ..لقد اشتقت اليك.." همست بلهفة ما عادت تستطيع اخفاءها
"وانا كذلك يا حبيبتي ,وزوجتي.." وقبلها بشوق ..ادخره منذ أيام...
*****************************

في اليوم التالي خرجت سيرينا وستيف من قمرة القبطان ريكاردو منسيني الذي وجد نفسه في موقف غريب لم يستطع فهمه ,وذلك حين فاجأه مايك منذ الصباح بالحضور برفقة ستيف وسيرينا وطلب منه ان يعقد قرانهما في الحال ,كما طلب منه ان يكون شاهداً على توقيع الاتفاق بينه وبين ستيف .ولم يكن ما جرى امر مألوفاً او مفهوماً ,ففي لحظة انتقل ستيف لمايك دون ان يتذمر جاك او يعترض..ومايك بدى مستعداً للتفاهم مع ستيف من اجل تحرير سيرينا بل وحتى انه قبل ان يزوجها له..لكن ما يثير دهشته هو كيف سيتمكن ستيف من الحصول على مئة وخمسين الف نقطة لقاء تحريرها,ارتبك الربان من كل ما جرى لكنه لم يستطع ان يشغل عقله بالامر اكثر فالمهم بالنسبة له ان المشاكل قد حلت وعادت فرق البحث تقوم بعملها ... ..

***********************
"كان بودي ان اعطيك اجازة لشهر العسل تقضيها مع زوجتك الغالية ..لكن انت تعرف اننا متأخرون...هههه "علق مايك ساخراً وهو يرمق ستيف بنظرة انتصار فرد ستيف بهدوء وعزم "لا بأس انا مستعد للعمل "
وبالفعل باشر العمل مع مجموعة مايك وسط دهشة الجميع وحيرتهم ونظرات الشك والاتهام التي تلاحقه من زملائه الذين لم يعلموا بحقيقة ما جرى ,لكنه لم يأبه لاحد ولم يبرر موقفه المفاجئ لأيٍ كان لا لكاس ولا حتى للعجوز بهرام اللذان بررا الأمر على انه رضخ لضغوط مايك وابتزازه ..
أخذ ستيف يعمل بكل عزم وقوة ..مما اثار اغتباط مايك الذي ترك سيرينا ترتاح لاول مرة منذ اسابيع عدة..وكان هذا شرط من شروط ستيف ..
لكن سيرينا لم ترغب في ترك الحمل يقع على عاتق زوجها وحده ,لذا فقد شاركته العمل بعد اسبوع واحدٍ من الراحة ,رغم اصرار ستيف بأن تبقى مرتاحة ولا تجهد نفسها ,لكنها اخبرته ان وجوده معها يبعث بها الحياة والراحة وباتت لديها رغبة شديدة في العمل بجانبه ,لا لشيئ الا لتراه بقربها ويسبح معها ..
كانوا كلما تعمقوا في البحث اكثر تظهر لهم دلائل تشير الا ان الموقع الذي يعملون به هو المكان الصحيح لكن المكان واسع ومليئ بالمباني التي كانت فيما مضى مركز ابحاثٍ كبير ,وكان العمل يتطلب الكثير من الجهد والعمل ويبدو ان شركاء مايك قد فرغ صبرهم فبدؤا بالضغط عليه للأسراع في ايجاد المرصد..فقد كانت الثورات التي تجددت في ارض المعامل(انداستريوس) قد اثارت كثيراً من البلبلة والمشاكل..وقد استطاع لويس مارسيل من التأثير على عدد من اعضاء المجلس الاعلى للحكومة في المدينة الفاضلة لكي يمنحوا سكان المعامل وقرى الاجئين حقوقهم ....كما استطاع اصدار وعدٍ بأن يسمحوا لمن اراد منهم ان يغادروا لبناء موطن جديد لهم في الارض التي قد يكتشفونها في حال العثور على المرصد..لكن هذا الامر لم يلقى رضى بعض اعضاء المجلس والذين كانوا يستغلون مناصبهم لمصالحهم الشخصية وارادو ان يتحكموا بزمام الامور كما فعلوا في السابق ومنهم النائب كامرون الذي يعمل معه مايك ,لذا كانوا في سباق للعثور على المرصد ..
لاحظت سيرينا خلال الفترة الماضية ,ان ستيف وبينما يغوص في البحر فأنه يرسل اشارات غريبة بيده - لم تفهم معناها - لصديقة كاس الغطاس الثاني في مجموعة جاك وكأنه يعلمه بشيء ما ...لذا في تلك الليلة وبعد ان عادا لغرفتهما سألته بفضولٍ عن معنى هذه الاشارات ,فأشار لها ستيف بحركة من يده لتخفض صوتها ثم اشار باصبعه للباب ففهمت ان كلب السيد مايك رات قريبٌ من غرفتهما وقد كان كثيراً ما يتجسس عليهما لعله يسمع شيئ يهم سيده فيبلغه اياه..
فخفضت صوتها اكثر وهمست لزوجها المستلقي بجانبها بأن يخبرها بما يجري, لكنه ابتسم وغمغم بتعب وارهاق وهو مغمضٌ عينيه "فيما بعد يا عزيزتي فيما بعد .." وتثائب بشدة
"لا يا حبيبي لن تنام قبل ان تخبرني.." قالت بثقة وكانت تدرك ان اموراً كثيرة يخفيها ستيف عنها ويجب ان تفهمها الآن
ربت على خدها كأنها طفل صغير وتابع بتعب "ليس الان..حقاً ..انا نعسان جداً ,كما (اخفض صوته اكثر ) الامر اخطر من ان اخبرك به هنا.."
"لكني اريد ان اعرف ."همست بأصرار
"ستعرفين يا حبيبتي ستعرفين..لكن(وتثائب بنعاس وتعب ) دعيني انام الان ارجوك ..فانا متعب للغاية"..
كانت تدرك مقدار تعبه وخاصة انه يحاول ان يعمل عن كليهما ..لكن فضولها كان قوياً فاستحثته ليخبرها "لن ادعك تنام قبل ان افهم..هيا ..هيا ..ارجوك.." همست برجاء وغنج باتت تجيده معه...فلم يجد مفراً من ذلك, فقام وسحب الغطاء وغطى به رأسه واشار لها لتنزل معه تحت الغطاء "هيا "
ففعلت ما امرها به وسط دهشتها.."ماذا..؟؟" سألت بحيرة
تمتم بصوت خفيض.."التحدث هكذا يمنع الصوت من الانتشار" كان ينظر اليها بعينين نصف مغمضتين..ثم تابع بخفوت
"اخبرتك اني لم اتخلى عن جاك ..ولن افعل .. "
نظرت بترقب لتسمع المزيد.."اذاً ..."
فقال بكسل "اذا عثرت على المرصد ,وهذا ما انوي فعله ,سيكون جاك اول من يعلم بمكانه وليس مايك..ان الامر خطير فهناك مشاكل كثيرةٌ حدثت في الجزيرة وهناك من يرغب بالحصول على المرصد لاغراضه الدنيئة ,لذا يا زوجتي الحبيبة من واجبي منع ذلك..وسأفعل.. فالامر مرهون بنا "
نظرت اليه بحب وتقدير لقد سرها ان تعلم ان ستيف لم يتخلى عن مبادئه واصدقائه ولو من اجلها.."اذاً انت لا زلت تعمل مع جاك..اليس كذلك..؟!!"
"اجل..بالطبع.." قال بفخر
"وما كل هذه النظرات التي كان يحدجك بها هو زملائك السابقون "
"في البداية لم يكونوا يعلمون بحقيقة ما يجري ثم ابلغهم جاك ....والباقي كان مجرد تمثيلية..لتقنع مايك بأنني تخليت عنهم.."
"وشجارك العنيف مع كاس " سألت بفضول
حرك ستيف يده على ذقنه متذكراً لكمات كاس القاسية التي لكمه بها بعد ان تركهم وانضم لمايك..
"اظن ان كاس تقمص الدور بمهارة..اللعين كاد يكسر فكي.." قال بفكاهة
"وطوال هذا الوقت وانت تخفي عني الامر..:"زجرته بحنق وضربته على صدره بغيظ ,فضحك بخفة من تصرفها الحانق وقال بخفة "كنت متعبة ولم اشئ ان ازيد همك..كما اني..(رفع نفسه وارتكز على كوعه وداعب انفها بخفة ) اخبرتك ان جاك من سمح لي بالانضمام ام نسيتي.."
وكزته في صدره بقوة وقالت بصوت خافت "يجب ان اعاقبك على ذلك..لكن..مع هذا...(ابتسمت بخفة واحتضنه بحرارة وهمست بانفعال) "علي ان اعترف بأنك اروع انسان عرفته..انا احبك جداً ".
"اعرف هذا " رد بتباهيٍ
نظرت له وسألت بلهفة "وماذا هناك ايضا؟" ارادت ان تعرف المزيد
"يكفي الان فلن اقول المزيد..(همس باذنها) وبما ان النوم طار من عيني بسببك يا مزعجة فعليك ان تعوضيني.."نظرت بأستفهام لترى نظرة عابثة ترقص بعينيه ..فأدعت الجهل
"سأغني لك لتنام ..ما رأيك؟؟" قالت بمكر
فرد بانفعال "لم يعد للنوم من سبيل.." وقبلها بشوق ورغبة ,فضكت بدلال ..وتردد صدى ضحكتها في الغرفة فوصل الى سمع الكلب المتلصص...فامتعض وذهب خائباً

***************************


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 09:28 AM   #84

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

واضح ان المدينه الفاضله مش فاضله كلها فيه منها بعيد عن الفضل

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 10:13 PM   #85

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
واضح ان المدينه الفاضله مش فاضله كلها فيه منها بعيد عن الفضل
أهلاً ام زياد بالفعل وهذا هو الي انا حبيت اشير اليه ....الشعارات الرنانة بالفضيلة لا تعني انه اصحابها فاضلين ....اعمالنا هي انعكاس لحقيقتنا مش الألقاب شكراً للتفاعلك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 09:37 AM   #86

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الرابع عشر
الخيانة

تكاثف البحث في الاسابيع التالية كثيراً,وكان عزم ستيف يزداد يوماً بعد يوم وكانت سيرينا تساعده بهمة ونشاط رغم حثه اياها على الراحة الا ان العمل معه متعة لا توصف..كان سرور مايك بالامر لا يضاهيه شيء, فقد ظن ان حافزهما للعمل بهمة هكذا هو رغبتهما بسداد دينهما الذي لا ينوي ان ينهيه ابداً وبالتأكيد سيجد طريقةً ما للألتفاف على العقد ,لكنه ترك الأمر لحينه واستمتع بخدمة عبيده كما يحلو له ان يعبر عن الامر .. ولم يدري ان الحافز الحقيقي وراء ما يقومان به كان معرفتهما ان الامر كله متوقف عليهما لإيجاد المرصد ...
وبعد ايام جاء لويس مارسيل على متن طائرته الخاصة لمتابعة اخبار الحملة, وقد بدا التعب والارهاق والحزن مرتسماً على ملامح الشاب الوسيم...لكن العزم على ايجاد المرصد الذي يعتبر اخر املٍ لأنهاء الفوضى والأضطرابات الحاصلة على الجزيرة كان يدفعه لوضع مشاعره واحزانه جانباً وتقديم كل ما يستطيع من اجل خدمة الناس....
اجتمع بالقبطان وبمايك وجاك واخبرهما انه توصل الى خرائط اكثر دقة تحدد مكان المرصد المخبأ بهذه الانحاء بالتحديد .عرض الخرائط الجديدة واشار للمنطقة المشتبه بها فأجابه جاك
"نحن لم نبحث في هذه المنطقة ..لاننا ظننا انه لا شيء هناك ..فالمكان خالي من اي اثار للمباني انه مجرد ساحة فارغة من المباني ربما كانت حديقة كبيرة فيما مضى..فبقايا الأشجار الغارقة تملآ المكان "قال جاك معقباً وهو ينظر للخريطة التي امامه..
"وانا ايضاً ظننت ذلك ولكن ..(اضاف مرسيل بأمل )..لكن هناك بيانات استخرجتها منذ فترة قصيرة تشير الى انه يوجد شيء ما مدفون تحت ارض الحديقة .وكأنها غرفةٌ سرية "اتسعت عيون الجميع لهفةً حين اعلن هذا ,فهتف مايك بفضول "وكيف ستستخرجه اذاً ؟!! هل سنحتاج للحفارة ؟؟؟ لأنه كما تعلم لا تتوفر لدينا واحدة فهي توجد في القاعدة الرئيسية فقط...".
"لا يمكننا احضار الحفارة (قال مارسيل ذلك بضيق وهو ينظر للربان مانسيني بنظرات ذات مغزى وتابع بخفوت وانزعاج ) وحتى لو تمكنا من احضارها ,فهناك خطورة ان ينهدم المكان برمته لا يمكننا المجازفة ,انظروا هنا ...حسب المخطط فأن هذه الحجرة لها مدخلٌ آخر واعتقد انه في هذه المكان "وأشار بيده لمكان ما على الخريطة التي امامه والتي تبعد نحو كيلو مترٍ تقريباً من تلك الحديقة الغارقة ..."هل يبدو لكم المكان مألوفاً " سأل مارسيل كلاً من جاك ومايك بفضول لكنهما هزا رأسيهما نفياً ,فطلب مارسيل رؤية الغواصين الباحثين جميعاً من كلا الفريقين ليسألهم عن المكان ,وحين اجتمع بالباحثين اراهم الخارطة والتي لا تبدو انها تشبه ما يرونه تحت الماء..فقد اختلفت المعالم كثيراً حاولوا بجهد ان يعثروا على مواقع مشابهة لمرسومة على الخريطة لكن الامر بدا صعباً, ثم لمحت سيرينا شكلاً غريباً يظهر على الخريطة قرب الدائرة الحمراء التي رسمها مارسيل والتي تحدد مدخلاً سرياً للمقر ..فسألت بفضول
"ماهذا الشيء؟؟"
"ربما كان تمثالاً او نصب ما..(رد مارسيل بتشكك..)لا ادري انه يشبه ..(وحاول النظر بتمعن في الخريطة ليفهم شكل الرمز المرسوم ثم لمعت عيناه الخضراء حين ادرك شيء فهتف بلهفة ) "اظن أنه رمز العنقاء "
"العنقاء ؟!! "سألوا بفضول ,فرد مارسيل شارحاً
"انه طائر الفنيق الاسطوري (ذا فينكس)..لقد كان شعار المركز .."
"طائر لقد شاهدت طائراً في الاسفل "قال كال ببساطة...وتوجهت كل الانظار له ,فشعر بالوجل من كل العيون المحدقة به فتابع بتردد "اظن ذلك؟؟ "
"اين؟؟"سأل مايك.. بلهفة
"لا ادري ياسيدي بالتحديد ولكن رأيت شيءً كهذا ...على ما اعتقد.."رد بشك
"على ما تعتقد ..؟؟"صرخ مايك بحنق فأرتبك كال ولاذ بالصمت
"اهدأ يا مايك ..(قال مارسيل بحزم ..وعاد ينظر الى كال الذي ارعبته نبرة سيده الغاضبة ...) حاول ان تتذكر ان كنت رأيت هذا الشيء ؟؟"
تماسك كال واغمض عينيه ..ثم قال "اذكر رؤية تمثال حجري ضخم لكنه مدمر في بعض اجزائه ولم تكن ملامحه واضحة لكن كان لطائر ما وله اجنحة ..".وبدا يصف المكان الذي ظن انه شاهد التمثال فيه..
"لقد بحثنا هناك منذ شهر لكننا توقفنا بسبب اسماك القرش.."قال جاك بحذر
"نعم كانت اعدد القروش لا تصدق ..تحوم في مكانٍ واحد وكأنها تحرسه "تابع ستيف مؤكداً..
"لقد اوقفنا البحث هناك فقد كاد كاس ان يقتل .."نظر جاك لغواصه وهز هذا الاخير رأسه موافقاً وقال بنوع من الحنق وهو يزدري ستيف بنظرات منزعجة " اجل كدت اهلك..لولا مساعدة شارك ..قرش انقذني من آخر.."
ابتسم شارك لمهارة صاحبه بالتمثيل فمن يراه ويسمعه يظن انه بات يكرهه لخيانته وهذا هو المطلوب..سكت الجميع بعد ان تذكروا ما حدث ,فمنذ شهر تقريباً وقبل ان ينضم ستيف لمايك خرجوا للبحث في هذا المكان وتفاجأوا بأعدد كبيرة من اسماك القرش تسبح في المكان والغريب تجمعها هناك ,وكأنه مقر لها...
"هل علينا العودة للبحث هناك...؟؟"سأل كاس بوجل فحتى اشجع الرجال يخشون القروش..
"اخشى ذلك..."رد مارسيل بضيق.."فحسب المخطوطات والخرائط المدخل السري يقع عند قاعدة التمثال الحجري..
بقي الكل صامتين لدقائق يفكرون بانزعاج ,فالهدف اصبح قريباً جداً منهم , ولكنه يمثل الخطر ايضاً , فمن جهة لا يستطيعون استخدام الحفارات لأخراج المرصد حتى لا يتهدم البناء وينهار المكان بأسره ,ومن جهة اخرى فالممر الثاني يبعد نحو كيلو مترٍ تقريباً تحت الماء وفي منطقة مليئة بالاسماك المفترسة .وحتى ان استطاعوا تجاوز الاسماك فكيف سيعبرون الممر الغارق بالماء بدون معدات غوص فلا احد يستطيع حبس انفاسه كل هذه المسافة..
"لماذا لا نحضر غواصي البحرية من القاعدة ,ان لديهم معدات الغطس اللازمة....." علق كاس بخفة
هز مارسيل رأسه بكآبة وهو ينظر للربان مانسيني مرة آخر ثم قال بانزعاج "لن يوافقوا....لقد صدر قرار بإيقاف اي نشاط بالبحث عن المرصد..."
"ماذا...!!" صرخ الجميع بأستنكار وتبادلوا النظر لبعضهم بحيرة فتابع مارسيل الشرح بعد ان اخذ ايماءة الموافقة من الربان بتفسير الامر...
"ما لا تعرفونه انه منذ ثلاثة شهور اندلعت الثورة من جديد...(غرق الجميع بصمت مطبق..ربما معظم الموجودين هنا كانوا صغاراً حين اندلعت الثورة الاولى لكنهم سمعوا بأثارها المدمرة لذا فكلمة ثورة ترتبط في إذهانهم بالموت والدمار..تابع مارسيل بتعب واضح
"كنت هناك...وانا اخبركم ان هذه الثور ليست كسابقتها ...لم تعد مقتصرة على (انداستريوس)...بل امتدت (لريفيجيز.) و(السكراب ) اي مكب الخردى ..
نظر مارسيل للسيرينا قبل ان يتابع (وقرى الصفيح..) "شهقت سيرنا ذعراً وهي تفكر بأهلها وان كانوا قد شاركوا في الثورة ...
"هذا تمرد شامل .." علق مايك بعصبية بينما لاذ الباقون بصمت مطبق..فكلهم يدرك ان المناطق المشتركة في هذه الثورة هي خارج اسوار المدينة الفاضلة ..ولقد عانت كلها الاضطهاد وتهميش وهذا ما دفع سكانها للتمرد والثورة ,لكنهم يدركون ايضاً ان لا فرصة امامهم واسلحة المدينة الفاضلة موجهة لصدورهم...سيبيدونهم ويقضون على ثورتهم من جديد..
"الموت للخونة "علق مايك بحنق فازدراه كل الحاضرين بنظرة حانقة لكنه لم يأبه بها وتابع بسخرية "ستنتهي الثورة قبل ان تبدأ وسيكون مصيرها كسابقتها لكن ربما نتخلص هذه المرة من نصف هذه الحثالة ..."
كورت سيرينا يدها وكادت تهم بالهجوم عليه لكن ستيف امسكها ,وكان مثلها يريد ان ينقض على عنق هذا الحقير ويدكها لكنه تمهل فهو يعلم من مارسيل ما لا تعلمه هي...
تابع مارسيل متجاهلاً تصريح مايك الدنيئ "لقد اقنعنا قادة الثورة على امهالنا مهلة ...حتى نعثر على المرصد..."
"من هم هؤلاء لنتفاوض معهم!!! "علق مايك بحنق وعنصرية
"انهم مواطنون مثلنا يا ستينجر...(رد مارسيل بحنق..) ونصف المجلس يؤيد منحهم المواطنة و حقوقهم الآخرى..."
كشر مايك وقال بخبث " النصف فقط..اليس كذلك..؟!!"
"مع الاسف هذا صحيح..؟؟؟" رد مارسيل بضيق وتابع وهو يوجه كلامه للجميع
"مع الاسف انقسم المجلس لشطرين ,ولسوء الحظ فقد استمال الجنرال كاميرون معظم قادة الحربية لصفه وقد اصدروا بالفعل قراراً بأيقاف اي نشاط للبحث عن المرصد...
"اذاً ماذا سنفعل الآن ...!!"سأل كاس بحيرة ..."هل نبحث عنه ام لا..." نظر الجميع لمارسيل وللربان بحيرة
"نحن وحدنا هنا يا رجال..." علق الربان مانسيني بأول تصريح يقوله منذ ان اجتمعوا...
"هل هذا يعني انك تتمرد على أوامر القادة "علق مايك بخبث
فازدراه مانسيني وقال..."ولائي لموطني وليس لشخص بعينه ,ومصلحة الجميع فوق مصلحة الفرد..انا سأتابع مهمة البحث عن المرصد بقرارٍ فردي ولكم الخيار ان تشاركوني او تتخلوا عني ..."كان يتكلم بقوة وهو يلتمس موافقتهم فان فشل الامر وهزمت الثورة سيعتبرون خائنين وسيحاكمون ..
"انا معك بالطبع..(رد جاك بثقة ) أظن انه آن لعالم الطبقات العنصري ان ينتهي..." ابتسم رجال جاك بفخر برئيسهم العظيم الذي رغم كونه مواطناً من الدرجة الثانية وابن المدينة الفاضلة لكنه عايشهم كما لو كان فرداً منهم ,فهو يفهم معاناتهم ومشاكلهم...والاهم من هذا احلامهم...
"نحن معك ...كلنا معك..." ردد الرجال بقوة وثقة فسر الربان ومارسيل بالنتيجة وتتطلعوا صوب مايك ليسمعوا رأيه
طبعاً مايك لا زال مصمماً على الحصول على المرصد لأرضاء مرؤوسيه لذا قال بخبث"وانا سأشارك أيضاً..فهذه مغامرة تستحق ان نخوضها "
"اذاً ...ستتمرد على مرؤوسيك يا مايك؟؟؟" سأل مارسيل بدهاء فكشر ستينجر وقال
"فرصة جيدة لنعرف من الافضل.." ونظر صوب جاك ثم نظر لستيف وسيرينا وكأنه يذكرهم بعقدهم معه ...
"حسناً ..هذا يحسم الامر..."قال مارسيل براحة
"لكن لا زلنا نواجه مشكلة ..( قال بهرام بعد صمت وهو يفكر بتلك الرسومات التي تظهر امامه على الخريطة )كيف سندخل..؟؟؟" قال وهو يتأمل زملاءه...
"يمكننا جذب انتباه القروش.."قال ستيف بجد .
"كيف ؟ "سأل مارسيل بتلهف
"حتى تغلب القرش لا بد ان تفكر كالقرش..." قال ستيف بخفة
"انت شارك هنا.. فاتحفنا "علق مايك بسخرية فتجاهله ستيف وتابع بجد
"إن القروش على خلاف ما يظن الجميع لا تسعى لمهاجمة الانسان من اجل افتراسه ...لا اظنهم يحبون طعمنا الرديء (قال بفكاهة ) الحقيقة ما يجذبهم هو الحركة غير الطبيعية أو رائحة الدم ,فالقرش يشعر بالتهديد والخوف وغريزته تدفعه لمهاجمة عدوه المفترض.."
"وهذا يعني..؟؟؟" علق مايك ثانية بسخرية
"يعني يا ستينجر اننا سنستغل هذه الغريزة لجذبه.." قال بتهكم
لم يعلق مايك وظل ينظر لستيف بحنق بينما سارع جاك بالسؤال
"ماذا في بالك شارك...؟؟"
"سنجذب اسماك القرش المتجمعة عند المدخل"
"كيف ..؟؟؟" سأل مارسيل بحيرة
" اما برائحة الدم او بأصدار حركة شديدة او بالاثنين معاً"
"ماذا تعني ؟؟" سأل كاس بريبة
"علينا اصدار ضجة كبيرة..عندها سنجذب انتباه الاسماك لنا..فأذا قمنا بسباحةٍ سريعة وعشوائية ..عندها ستقوم القروش باعتبار هذه الحركة صادرة عن فريسه مرتقبة وبقليل من الدماء سنضمن بالتاكيد ان انتباهها سيوجه لنا ,وستأتي لمهاجمتنا.. نجذبها الى حيث نريد .. واقترح ان نضع حاجزاً او قفصاً يمكن الاختباء فيه من هجوم القروش . وبعد ان نبعده عن المدخل مسافة كافية ..يمكننا بعدها الدخول ,لكن ...(توقف قليلاً وهو يرى نظرات الجميع مصوبة عليه...ثم اكمل بخفوت ) الصعوبة في البقاء تحت الماء وعبور ممر مجهول طويل ,حتى ان تمكنا من هذا و وصلنا للمقر واردنا الخروج فكيف سنستطيع ذلك..؟؟ انتم تقولون ان الحكومة اوقفت دعم البحث لذا فلا معدات غطسٍ قد تساعدنا ونحن مهما بلغت مهارتنا لن نستطيع حبس انفاسنا طوال هذه المسافة (توقف ستيف ليستطلع رأيهم ثم تابع ) صدقوني ان ابعاد اسماك القرش عن المدخل هو اسهل ما في امر.. "
"يمكن تأمين الهواء لمدة ساعة تقريباً .."قال جاك بثقة.
"كيف ؟؟"سأل ستيف بدهشة "الم تنفذ اسطوانات الاكسجين لدينا .."
"اجل صحيح ...لكن يوجد واحدة متبقية على ظهر السفينة " قال جاك
"واين هي؟؟",سأل القبطان بلهفة
"في العيادة .." ردد جاك بغبطة "عند زوجتي.."
نظر زاكاري له وسأله "تقصد الاسطوانة الكبيرة التي في العيادة "
"هي بذاتها...يمكننا الاستفادة منها .."
"حجمها كبير لا يمكن لأي احدٍ ان يحملها ويسير بها في المدخل...هذا سخف.." علق مايك بسخرية
"لا داعي لحملها ...يمكننا ربطها بأنبوب تنفس كالذي نستخدمه"علق ستيف
رد زاكاري" اعتقد انه مع بعض التعديلات يمكننا ذلك "
"لكن لا اعتقد اننا نملك خرطوماً طوله كيلو متر ..(علق بهرام ) اليست هذه مسافة الممر تحت الماء؟؟؟."
"ما اطول خرطوم لديكم .؟؟. سأل مارسيل.
"يمكننا وصل اثنين او ثلاثة معاً لكن الطول بالكاد سيصل لنصف المسافة...قال بهرام فهو المسؤول عن هذه الخراطيم..
"استطيع حبس انفاسي وتكملة باقي الطريق (قالت سيرينا في اول حديث لها )..لن يكون الامر صعباً ..ما المسافة المتبقية ....؟؟؟"
"لا .."قاطع ستيف اقتراحها بحزم .."انت لن تذهبي..." ..
"ولكن..لا خيار امامنا..انا اكثر واحدة فيكم تجيد حبس انفاسها ..".ردت سيرينا بحدة
"لن تذهبي واضح..ان كان احدٌ سيعبر الممر فهو انا.....سأذهب انا ,استطيع حبس انفاسي باقي الطريق.."اجاب ستيف بحدة
"لا تستطيع ان تحبس نفسك هذه المدة...لكني استطيع "ردت بضيق
"الامر منتهي سيرينا..انت لن تشاركي بهذه المهمة" علق بغضب منهياً اي نقاش بينهما فلم يكن ليسمح لها باذهاب وحدها مهما حصل ,حاولت ان تعترض لكنه لم يرضخ لها وكاد الامر يتطور بينهما لمشادة وجدال بينما الجميع يراقبون ما يحدث بين الزوجين بصمت الا ان اسكتهما جاك بقوله
"هلا توقفتما عن الشجار رجاءً ...(سكتت سيرينا على مضض وهي تشتعل غضباً من تنحيتها عن هذه المهمة ..تعرف ان ستيف قلقٌ عليها لكنها ليست ضعيفة ليخاف عليها بهذا الشكل ...
عاد جاك يتحدث "مهما كان من سيدخل النفق فنحن بحاجة لشخص اخر يستطيع حبس انفاسه (نظر صوب ستيف وتابع ) الاسطوانة غير مخصصة للغوص لذا نحن بحاجة لشخص يظل عندها ليثبتها ,فقد تسقط او ينفلت الخرطوم منها ,لذا فنحن بحاجة لشخصين ,احدهما ليعبر النفق والآخر ليبقى عند المدخل يمسك بالأسطوانة ويراقبها حتى لا يهلك السابح داخل انفق "
تابع جاك..وهو ينظر لستيف بجد وكأنه يخبره انهم مازالو بحاجة لسيرينا .."حتى لو وصلنا كل الخراطيم معاً لتتنفس بها فهي بالكاد ستصل لنصف المسافة داخل النفق...وبالتالي من سيمسك الاسطوانة يجب ان يكون شخصاً يجيد حبس انفاسه جيداً...وبما ان جميع الرجال سيشاركون في جذب انتباه اسماك القرش فهذا لا يترك امامنا اي خيار سوى ان تكون سيرينا هي ذلك الشخص"
"لا .. لايمكن لسيرينا المشاركة بهذه المهمة مستحيل..لا..ولن اسمح بذلك واضح ؟"صرخ ستيف بحدة
"لكن لا احد يستطيع حبس انفاسه لمدة طويلة مثلها..وانت تعلم ذلك .."رد عليه القبطان محاولاً جعله يدرك ما يواجههم..
"سأفعل ذلك"..قالت سيرينا بقوة..
"لا ..لن تفعلي(.رد ستيف بغضب )..هذا خطير جداً".
"ستيف ..الكل سيشارك بالمهمه ..(قالت بهدوء) كاس وبهرام وكال سيجذبون اسماك القرش مما لا يترك المجال الا بمشاركتي "..
امسك بكتفيها بقلق وخوف "لا سيرينا الامر خطر.. وانا لن اقبل بتعريضك لمثل هذا الخطر..." كان الكل يدرك سبب رفض ستيف ,لكن سيرينا محقة لا احد يمكنه انجاز المهمة مع ستيف غيرها..وبعد محاولات كثيرة لاقناعه تحدث مارسيل معه واقنعه بصعوبة بترك سيرينا تنفذ الامر معه ..فقبل على مضض وقد اشترط قائلاً"لكن عليها أن تغادر بمجرد تركي الخرطوم .أي بعد ان اجتاز نصف المسافة .."قال ستيف مؤكداً
"حسناً لا تقلق.." اكد له مارسيل
******************************

تم الاتقاق على الخطة اخيراً ..وعاد مارسيل شرحها للمرة الاخيرة للطاقم المشارك في المهمه
" سيرسو المركب (أ)عند ذلك المبنى المتهدم ,وسننزل القفص في الماء هنا(واشار بيده للموقع المطلوب).. سينزل الرجال - كاس وبهرام و كال - لجذب انتباه الاسماك..تذكروا احدثوا اكبر ضجة ممكنه واغروها بالدماء.. افعلوا اي شيء لجذبها, وبعدها,اهربوا بسرعة وادخلوا القفص واستمروا في اثارتها بينما يبتعد المركب بكم عن المكان شيئاً فشيئاً وحالما يخلوا المدخل سينزل ستيف وسيرينا من مركبهم المختفي خلف الركام...هنا...(واشار للمكان المركب (ب) ) وعندما يصلان للمدخل (وعاد ينظر لستيف ويعيد شرح مهمته ) هناك باب المدخل تحت قاعدة التمثال تماماً لن يصعب عليك فتحه ...حالما تدخل للممر ستلاحظ انه سينحني بك للاسفل لبضعة امتارٍ ثم يستوي معظم الطريق قبل ان يبدأ بصعود للاعلى,وفي نهايته ستجد نفسك في مكان مغلق يشبه القبة,ستجد بعض الهواء في اعلى العرفة المقببةلان الماء لم يرتفع فيها لاقصى حد .( وكان الجميع يأمل ان يكون الامر صحيحاً فلو لم يجد ستيف هواء في هذه الغرفة سيموت حتماً لانه لن يستطيع العودة لداخل الممر بدون هواء)
"على اقصى اليسار في الحجرة ستجد سلماً (واخذ يشير للمخطط الذي معه ) اصعده ستجد بوابة محكمة الاغلاق لا تفتح الا بهذا " وخلع مارسيل من عنقه قلادته التي يرتديها دائماً والتي تبين انها مفتاح المكان..
اختلف وجه مايك وتغيرت ملامحه بعد ان شاهد المفتاح..فلم يكن احد يتوقع وجوده.. اكمل مارسيل" توارثته اسرتي ولم نكن نعلم انه مفتاح المرصد ..."(مده صوب ستيف وهو يقول )"ستفتح امامك غرفة مساحتها عشرون متراً مربعاً تقريباً فيها كثير من الاجهزة ..المرصد في الوسط تماماً على قاعدة مستدير الشكل (وعاد يشير لمكانه في المخطط) ..ستحتاج لأستعمال المفتاح ثانية ضعه في المرصد في مكانه المخصص وستتعرف عليه بسرعة ,عندها سيرتفع حاجز زجاجي ويغلق المرصد ويصبح كالكبسولة وعليك ان تكون بداخلها حين تغلق مفهوم لأنه بعدها بلحظات سينفتح السقف محدثاً اهتزازات ضخمة وسيغرق المكان كله بالماء وبعدها ستقذف الكبسولة آليا للسطح ونحن سنخرجك منها "(هذا ما امله ) ابتهل مارسيل بصمت ثم تابع بصوت عاليٍ "..هل الامر واضح.."
اجاب الجميع" واضح..".
"اتمنى لكم التوفيق جميعاً ولا تنسوا نحن نعتمد عليكم يا رجال.." تابع مارسيل بأمتنان

********************************
استعد الجميع للبدأ بالمهمة ورتبوا ادواتهم في القوارب المختلفة ,عندها انتبه ستيف ان مايك يتحدث مع كال وقد بدى كال مضطرباً بشدة ثم رآه يغادر مبتعداً ولم ينضم اليهم في المهمة ,وماهي الا لحظات حتى جاء مايك يخبرهم" ان كال متوعك ولن يستطيع المشاركة..."
علق كاس ساخراً "الشدائد تظهر معادن الرجال" ..نظر مايك له بامتعاض لكن كاس لم يكترث به .
فقال ستيف موجهاً كلامه لكاس "هل يمكننا الاعتماد عليك انت وبهرام بالمهمة "
"اكيد ...لسنا بحاجة ذلك الضعيف.." علق كاس بحدة بينما تابع العجوز بهرام
"لا تقلقوا سنقوم بالمهمة وحدنا..".
انطلق المشاركون في مركبين اثنين ,واحدٌ كبير يقل سبعة رجال بمن فيهم بهرام وكاس ويحمل قفص ضخماً .. والاخر يقل ستيف وسيرينا مع مرافق اخر يقود القارب .
توقف المركب الاول في المكان المحدد له وقام الرجال بأنزال القفص, بينما تابع مركب سيرينا وستيف مسيره حتى وصل الى موقعه المحدد...انتظروا حتى انزل الرجال في المركب الاول القفص وتأكدوا من سلامته ..ثم نزل بهرام وكاس وسبحا نحو مستعمرة القرش واخذو يجذبون القرش كما دلهم ستيف..احتاج الامر لبعض الوقت وللكثير من الفوضى التي اصدرها الرجلين حتى يلفتوا انتباه القرش ولوحوا ببعض الأسماك التي يحملونها لتجذب رائحة دمائها القورش بشكل افضل , ثم بدات المطاردة فسبحا بسرعة والعديد من اسماك القرش خلفهم..و بسرعة دخلا القفص ...
***********************
راقب ستيف تحرك القارب وابتعاده ببطئ وقد تجمعت حوله اسماك القرش تحاول بشراسة اقتحام القفص ..وحين خلا المكان لهما هتف
"جاء دورنا .." ثم قام بمساعدة مرافقهما بأنزال الاسطوانة وتشبث بها هو وسيرينا ونزلا بسرعة وهما يحتضنان الاسطوانة حتى استقرت في الموقع المحدد ..وكان بالقرب من التمثال الذي شاهده كال من قبل..ثبتا الاسطوانة وبصعوبة تمكن ستيف من فتح باب الممر الذي كان عالقاً بعض الشيء بسبب الزمن ,لكن بعد محاولات عدة تمكن من فتحه ..
امسكت سيرينا بالاسطوانة باحكام بينما اخذ ستيف قناع الاوكسجين المثبت بطرف الخرطوم المتصل بالاسطوانة وفتحها فاندفع منها الاكسجين ,سحب منها الهواء عددة مرات ثم قدمه لسيرينا لتأخذ بدورها نفساً قوياً..
وقبل ان يدخل الى المدخل ضمها اليه بقوة واشار لها بيده بحركة لتفهم ان عليها ان تغادر بسرعة بعد ان يصل الخرطوم لأقصى مداه....هزت رأسها له بالموافقة ..
وضع قناع الاوكسوجين ودخل بعد ان اضاء المصباح الذي يحمله وسار ساحباً معه الخرطوم وكان يسحب منه الهواء كلما احتاج لذلك..بدأت لفة الخرطوم تقل شيئاً فشئاً مع تقدمه اكثر في داخل الممر ..ظلت سيرينا تحدق بالمدخل المعتم امامها وهي تبتهل ان يوفق زوجها في مهمته الخطرة التي وضعها على عاتقه ,احست بحركة مفاجأة خلفها وما كادت تستدير حتى فوجأت بكال يندفع بقوة خلفها فاسقطها وتوجه صوب المدخل خلف ستيف ..
"ماهذا ؟؟؟!!! انه مرتدي ملابس غطس كاملة ويضع قناع اكسجين على وجهه ...لقد خدعونا..." عرفت على الفور انه جاء بأمر من مايك وانهم يريدون ان يستولوا على المرصد لأنفسهم..وهذا يعني ان عليهم التخلص من ستيف..
بسرعة لحقت بكال لتمنعه من المتابعة واشتبكت معه ,لكنه اشهر سكيناً في وجهها وباغتها بحركة خاطفة فجرحها في بطنها ومن حسن حظها كان جرحاً سطحياً, لكنه اربكها ..ثم قام كال بقطع خرطوم الهواء ليقطع تدفقه عن ستيف
"انه يريد خنق ستيف.." فكرت بذعر وبجرأة انقضت عليه تحاول اعاقة تقدمه ونزعت قناع الاكسجين عنه, فابعدها بقوة لكنها عادت تشبثت به بشراسة ,فقام بطعنها في كتفها فغارت السكين عميقاً هذه المرة ..
ابعدها كال عنه واعاد وضع قناع الاوكسجين ,وبعد ان القى نظرة ساخرة عليها تركها تتلوى الماً ودخل النفق ... لاحظ ستيف انقطاع الهواء عنه فظن ان خطباً حدث وتمنى ان تكون سيرينا بخير ,لكن لم يكن بأمكانه العودة وقد قطع معظم المسافة لذا تابع الطريق وهو يحبس انفاسه متمنياً ان لا يخذله حظه ...
حاولت سيرينا اللحاق بكال لكن اصابتها وحاجتها للهواء اجبرتها على العودة بعد ان قطعت بضعة امتار ..كانت تدرك ان كال سيلحق بستيف وسيغدره ولم يعد امامها سوى ان تدعوا الله ان يحمي زوجها من هذا الغادر..
خرجت من الممر وهي تفكر بأن اول ما عليه فعله هو التوجه للأبلاغ عن كال ,لكنها فوجأت بقرش عملاق يسبح بالقرب من التمثال ...يبدو ان صراعها مع كال ودماءها التي نزفتها قد جذبته ,لم يكن امامها سوى ان تجازف بالخروج لأنها ماعادت تقدر على حبس انفاسها لفترة اطول...لكن القرش تنبه لحركتها وهاجمها فحاولت الاختباء منه بين زوايا التمثال ..وهناك انتبهت لاسطوانة الاوكسجين فسارعت بسحب الخرطوم الذي يتدفق منه الهواء ..سحبت عدة انفاس من الهواء حتى تمالكت نفسها ...كان القرش يتصرف بهيجان شديد بسبب الدماء النازفة منها وبدأ يضرب بزعنفته التمثال الذي اخدت اجزاؤه تتداعى ..
"لا يمكنني البقاء هنا لوقت طويل .." فكرت بقلق ثم جاءتها فكرة نفذتها فوراً اذ قامت بفتح اسطوانة الاوكسجين على سعتها بالكامل ووجهت الخرطوم نحو القرش فأحدث الهواء المضغوط ثوراناً ارعب القرش وابعده ,لكن حركات القرش المضطربة تسببت في انهيار اجزاءٍ من التمثال ,بصعوبة استطاعت سيرينا ان تتجنب الحجارة المنهارة ,واستغلت ابتعاد القرش عن الصخور المتهاوية مما اتاح لها الفرصة للهروب ..سبحت بسرعة للاعلى وصعدت الى متن القارب الذي كان بانتظارها فوجدت الملاح الذي كان معهم ملقاً في قاع القارب وقد فارق الحياة بعد ان تلقى طعنة قاتلة في ظهره ,لاحظت تسرب الماء من القارب فعرفت ان احدهم عبث به .
"مايك اللعين يريد ان يقتلنا جميعاً." هتفت برعب ..وادركت ان كال لا بد وكان مختبأ في القارب بانتظار فرصة للهجوم...بدأ القرش الثائر يهاجم زورقها ..كانت وحيدة خائفة ومصابة ,وقد اثارت دماؤها الغزيرة ,غريزة القتل لدى هذا الوحش الكاسر الذي واكب على ضرب القارب مراراً وتكراراً حتى تمكن من قلبه...بخوف وعلع وجدت سيرينا نفسها في الماء...والوحش المفترس يقترب منها مسرعاً ,لكنه انشغل عنها بالانقضاض على جثة الملاح الميت مما اتاح لها الفرصة لتهرب وتلتجأ للقارب المقلوب..وتصعد عليه..
تفلتت حولها بخوف لعلها تلمح احداً من الفريق الثاني...لكن لم تعد ترى اي اثراً للقارب الثاني...فأدركت بان خطباً ما قد حصل...وانها صارت هي وستيف بفردهما الان
"ستيف ...ترى ماذا تفعل الان...يا الهي احميه ولا تدع كال يتمكن منه "ظلت تبتهل وتتضرع بخوف وقلق
كان ستيف نفسه يصارع من اجل البقاء , سبح وسبح حتى شعر انه سيظل يسبح للابد ,بدأ جسمه المفترق للهواء يتداعى لكنه ضغط على نفسه اكثر ..فهو الان الامل الوحيد لكل الناس الذين يرغبون في العثور على الارض الجديدة وبداية جديدة ..شجع نفسه بأن تخيل كيف سكون الحال عندما يأخذ زوجته ويذهبون للارض الجديدة ,صورتها وابتسامتها اعطته القوة للمتابعة ..وبعد لحظات ظهرت له نهاية الممر ,جاهد للوصول اليه وكاد نفسه يخذله ..زاغت عيناه وتراخت عضلاته وكاد يغرق ...
"ستيف ..." فتح عينيه واقسم انه سمع صوت سيرينا تناديه ,واندفعت في نفسه قوة خفيه دفعته للأعلى وكأنها آلاف الأيدي والاذرع من اهل المصانع وقرى الصفيح تحمله ليصل لمبتغاه ,ليحقق حلمهم الآخير..
"لن اخذلهم" اكد لنفسه وسبح بأخر ما يملك من جهد ...شهق بقوة آلمت صدره حين وصل لأعلى الغرفة المقببة , وكم كان سعيداً حين وجدها مملوءً بالهواء وان كان مشبعاً برائحة الطحالب والعفن لكنه الهواء الذي انقذه...ظل يتنفس ويتنفس حتى استطاع اعادة التوازن لنفسه ,ادار المصباح في المكان وعثر على السلم... تسلقه حتى بلغ الباب الحديدي الذي اخبره عنه صديقه مارسيل ..خلع القلادة التي تحوي على المفتاح ووضعه في فتحتة تلائمه في الباب لكن لم يحدث شيء..فظن انه معطل حركه قليلا لليمين واليسار ففتح الباب الألكتروني ,دخل بتأني لغرفة التحكم التي بدأت تضاء تلقائياً ,كانت مليئةً بالاجهزة الغريبة ورأى في وسطها المرصد تماماً كما في المخططات ابتسم وهمس بتهكم "هل هذا هو الجهاز الذي يعتمد عليه مستقبل البشرية" ضحك بسخرية لاذعة...فكيف لجهاز كهذا لا يتجاوز حجم خزانة الثياب ان يكون مصير البشرية معتمداً عليه ,سار باتجاهه وقبل ان يضع المفتاح بمكانه المناسب في المرصد جاءته ضربه قوية على رأسه من الخلف اوقعته ارضاً ...
شعر بدوار شديد وألمٍ بالغ في مؤخرة رأسه وصارت الصورة امامه ضبابية ,تلمس رأسه ليشعر بسائل دافئٍ يتدفق منه فأدرك انه ينزف ..بصعوبة ركز النظر امامه ليرأى شخصاً يرتدي ثياب غطس سوداء كالتي يرتديها غطاسوا البحرية في القاعدة ,كان يقف في المرصد ويضع المفتاح فيه ..
برعب تحسس عنقه فأدرك ان هذا الغادر سرق المفتاح منه ..وفي لحظات بدأ كل شيء بالاهتزاز بعنف شديد ,وراى السطح ينفرج امامه...نظر برعب لوسيلته الوحيدة للخروج الامن ...كان كال يقف في داخل الكبسولة الزجاجية ويبتسم له بخبث ,ادرك المؤامرة القذر التي حيكت ضده ,حاول استجماع قوته ليقف, لكن اندفاع الماء الهائل من السطح جرفه للخلف ,بقوة حبس انفاسه وتمسك بأحد الاعمدة الصلبة الموجودة بقرب الباب ..كان التيار هائلاً شعر انه يسحق تحت هذا الضغط الهائل من الماء المتدفق.. وماهي الالحظات حتى امتلأت الغرفة كلها بالماء وقذفت الكبسولة اليا للسطح وظل هو وحيداً في غرفةٍ غرقت بالماء يصارع من اجل حياته ....
*******************************************


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-01-18, 07:03 PM   #87

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الخامس عشر والأخير
الجزاء العادل


كانت سيرينا تعيش كابوساً مرعباً فمن جهة تآكلها الخوف على مصير زوجها ومن جهة اخرى ترى الموت يتربص بها مع كل مرة تظهر بها زعنفة ذلك القرش الغاضب ..وفي خضم صراعها المخيف سمعت صوت محرك قارب يقترب منها فتلفتت حولها بلهفة لتجد قارباً قادماً نحوها ...
"هاي...انا هنا..."لوحت برجاء ان يراها القارب وابتسمت بسعادة حين رأته قادماً نحوها لكن سعادتها فرّت منها حين رأت من يقود القارب .."ستينجر.!!!" هتفت بخشية
لمح مايك سيرينا تتشبث بصعوبة بقاربها المقلوب ,لكنه ضحك هازئاً لحالها وهتف بتهكم "يبدو ان نهايتك ستكون على يدي شارك...او الاصح في بطنه ههههه ,خسارة كنت اعول الكثير عليك يا حلوتي لكن لا بأس فلا زال بأمكاني اخذ كارلوس بدلاً منك هههههه "..اشار لها بيده مودعاً وهو يضحك بنذالة
"الحقير ..."هتفت بغضب وهي ترى قاربه يبتعد...تلفتت حولها مذعورة وهي تتسائل اين باقي الرجال ولمَ لم يأتي احدٌ ليقلها !! الم يلاحظوا ما جرى ؟!! ام لعل مايك قتلهم جميعاً ؟؟؟ هالها ان تتخيل هذا الأمر خاصة بعد ان تسارعت وتيرة غرق القارب فأقرت بعزم "لا استطيع البقاء هنا اكثر..." تلفتت حولها فلاحظت ركام الابنية المترامي امامها فأدركت انه ملجأها الاخير ,فاستغلت انشغال القرش في قضم جثة البحار الميت وتمزيقها وسبحت بصعوبة نحو الابنية لكنها فوجأت بالوحش الكاسر يظهر مجدداً خلفها ويتجه صوبها مسرعاً بعد ان انهى التسلي بلعبته تلك ,لذا اضطرت للجوء لحافة اقرب مبنىً تراه لكن الجزء الظاهر منه كان ضئيلاً للغاية ...تسلقته بصعوبة بسبب جراحها وتهالكت بتعب ٍ وهي ترى زعنفة القرش تظهر وتختفي ..من حولها
"لن يتركني ابداً .."علقت بقلق ثم اخذت تهمس برجاء "ستيف ارجو ان تكون بخير..ارجوك كن بخير.."ووضعت يدها بألم على جرح كتفها النازف ..

وصل مايك لموقع الكبسولة ,وثبتها بالقارب بينما كال يشير له ليخرجه منها لكن مايك قال بعصبية "انتظر قليلاً يا فتى سأخرجك بعد ان نبتعد قليلاً .." وقبل ان ينطلق ستينجر بقاربه من جديد فوجئ بستيف يخرج من الماء ويتسلق القارب بسرعة ويقف بمواجهته ...فبعد ان غمرت الغرفة السرية بالماء وتوازن الضغط فيها استطاع ستيف ان يخرج منها وسبح نحو السطح ملاحقاً الكبسولة .....
استل مايك مسدسه واطلق النار باتجاه ستيف لكنه بمهارةٍ تفادى الرصاصة التي مرت بقرب راسه , وقبل ان يطلق مايك النار ثاينة اطاح به ستيف بلكمة قوية اوقعته ارضا ًفسقط سلاحه في الماء ..زحف مايك للخلف مرتعباً وهو يرى ستيف مشهراً سكينه الكبيرة التي يحملها دوماً معه ..فبدأ يستجدي "تمهل يا ستيف ..تمهل ارجوك..لا تقتلني...لا تهدر وقتك علي ...انظر ...هناك...(.واشار لحيث كان قارب سيرينا..فهمس ) انها عالقة هناك..ومصابة.."
"ايها الخسيس..تحاول خداعي ,انتهى امرك مايك.." زمجر ستيف بغضب ودنى منه اكثر فهتف مايك برعب "اقسم لك..انها هناك ومصابة "
بزاوية عينه القى ستيف نظرة خاطفة حيث اشار مايك وبالفعل رأى القارب مقلوباً رأساً على عقب ...تلفت بذعرٍ فرأى زوجته ملقاة على احد الابنية وزعنفة قرش عملاقة تدور حولها ,حاول مايك ان يستغل انشغاله ومد يده لذراع التحكم بالقارب وحركها فانطلق القارب بسرعة وفقد ستيف توازنه وانقلب في الماء ..فضحك مايك بشراسة وغرور وهو يقول بخبث "اتمنى لكما زواجاً سعيداً في معدة القرش يا شارك هههههه" لم يحفل ستيف بالحاق به فعليه ان ينقذ زوجته اولاً .....
كان البناء الذي تتشبث به سيرينا متداعياً ومع كل لطمة من زعانف القرش تتفتت اجزاءٌ منه وتينهار, كما ان مستوى الماء بدأ يرتفع اكثر مع قدوم المد حتى لامس قدميها فأدركت انه وخلال دقائق قليلة سيغرق بالماء بالكامل ..كانت الدماء تسيل منها بغزارة وتختلط بالماء الذي بدى يحيط بها من كل جانب فزاد من غريزة الهجوم لدى هذا الوحش الضخم الجائع وأثاره ...لكن شيئً اخر جذبه فتركها وابتعد ...ثم لمحت من بعيد ستيف يتحرك بقوة ويصدر ضجةً كبيرة لجذبه فشهقت بخوف حين ادركت ما يفعل "ستيف ؟!!!!"
ما ان تمكن ستيف من جذب انتباه القرش حتى اعد نفسه للمعركة القادمة ...فسبح بسرعٍ نحو القرش واشهر سكينه الضخمة التي يحتفظ بها لهكذا مواجه والتي لم تكن الأولى مع القروش ولن تكون الاخيرة..سبح بسرع وواجه القرش الذي فغر فمه المليئ بالاسنان يريد تمزيقه, فقام بعدة مناورات فاربك الوحش بما سببه له من جروح ..وبنفس الوقت اثاره اكثر وزاد من هيجانه...كان قرشاً ابيض كبير ,قلما رأى مثله ..فتحفز ستيف وعاد يقف في مواجهة عدوه الشرس السابح نحوه بسرعة ,وبحركة خاطفة التف ستيف فوقه وطعنه في ظهره فهاج القرش الكاسر وارتفع في الماء بقفزة متمردة ليلقي براكبه الذي لا يقل عنه شراسة ,لكن الرجل العنيد تشبث به بقوة .
"ستيف .!!!." صاحت سيرينا بخوف وهو ترى زوجها يمطتي ظهر الحيوان المضطرب لثوان ٍمعدودة ثم يغوص الاثنان ثانية في الماء ولم تتبين ما يجري بعدها...اخذ الوحش الكاسر يسبح بقوة نحو العمق ساحباً معه ستيف الذي ادرك ان هذا الخصم يحاول جره لمحيطٍ يكون هو المسيطر فيه...فسحب سكينه المنغرزة في جسد القرش وسبح مبتعداً عنه نحو السطح بأقصى ما اوتى من قوة وعزم...اخرج رأسه من الماء وتنفس الهواء بقوة...
"ستيف " هتفت سيرينا فرحة برؤيته...فسبح بأتجاهها ...
"ستيف احذر...انه خلفك..:" صاحت برعب وهي ترى زعنفة الوحش الكاسر تظهر مجدداً...وفجأة غاص ستيف ولم يعد يظهر...وهي تتلفت كالمجنونة وتصرخ بأسمه ...لكنه كان في الاسفل يتعارك مع هذا الكاسر الذي لا يستسلم.. تماماً مثله هو ,راوغ ستيف القرش المنهك عدة مرات قبل ان ينسل من تحته ويطعنه بالسكين مباشرة في بطنه مكان القلب وكان يعلم اين يقع بالتحديد ..فتلوى القرش الما وغص في الاعماق...
"ستيف ..ستيف....ستيف اين انت..؟؟؟؟"كانت سيرينا تصيح باكية بعد رؤتها للدماء حمراء تظهر في الماء...
"يا الهي..ارجوك ان يكون بخير..ستيف.." ثم شهقت بقوة حين خرج فجأة من الماء....واخذ يسبح نحوها..صعد اليها وهو منهك.. القت بنفسها في احضانه وهي تهتف باكية "الحمد لله..انت بخير.."واخذت تفحصه بقلق..لكنه لاحظ جراحها...
"يا الهي انت ..مصابة..!!"صاح بخوف وهو يرى كتفها الدامي ثم انتبه ليدها الموضوعة على بطنها فرفعها ليرى الدماء تسيل من بطنها ...
سارعت لطمأنته بصوت متعب " لا تخف ..انا بخير..انه مجرد جرح سطحي.."
"من فعل هذا...؟؟" قال بغضب..
"كال...كان يريد اللحاق بك...وانا...(سكتت بعد ان اشتد المها )
"لا تتحركي ارتاحي يا حبيبتي ...ستكونين بخير.." قال مطمأناً ثم اخذ يتفقد جراحها فادرك ان اصابة كتفها سيئة لكن جرح بطنها سطحي ..
"علينا ان نربط الجرح..."علق بقلق وبما انه عاري الصدر فلم يجد ما يربط به جرحها....لذا قام بنزع ردائها العلوي وقام بتمزيقه لقطعتين ..وضع احداهما على كتفها والاخرى على بطنها ,ثم ضمها اليه بحرص كانت شاحبة وترتجف لأنها نزفت كثيراً من الدماء...مرت الدقائق كالساعات بالنسبة لهما..
" اين الجميع...؟؟ الم ينتبه احدٌ لما يجري؟؟"سأل بقلق...وقبل ان ينهي تساؤلاته...سمع هدير مركبٍ قادم فرى مارسيل وجاك قادمين لانقذاهما..ما ان استقر القارب بجانبهما حتى سارع مارسيل وجاك بمساعدتهما وحملوا سيرينا ووضعها في الزورق بينما سارع مارسيل بخلع سترته وتغطيتها بها..
"ما الذي اخركم هكذا ؟؟"..صاح ستيف بغضب معاتباً . ..
"بمجرد ان ادركنا ما حصل حاولنا الالحاق بكما لكن مايك اللعين كان قد عطل باقي القوارب ,لذا اضطررنا لاستعمال مركب بهرام وكاس بعد ....بعد ان اخرجناهم من الماء ..(تكدر وجه مارسيل بشدة وهو ينطق بعبارته الاخيرة )
"ماذا حصل؟؟" سأل ستيف بقلق
"مايك اللعين عبث بقفل القفص وكادت الاسماك ان تقتلهما..الحقير فعل ذلك لننشغل بما يجري مع بهرام وكاس ولا ننتبه لما يفعله.."
"هل اصيب احد بأذى؟؟" سأل برعب وقلق..
سكت مارسيل قليلاً ونظر صوب جاك الذي قال بصوت مثقل بالحزن "لقد اصيب بهرام ..واصابته خطيرة"

"اللعنه ..بهرام "صاح ستيف بضيق حين علم بأصابة صديقه العجوز, استدار جاك بالقارب عائداً للسفينة فسأله ستيف بحنق "وماذا عن مايك ؟؟هل سنتركه يهرب بفعلته "
"لا تقلق لن يبتعد كثيراً فقاربه سيفرغ من الوقود بأي حال ,كما انه لم يعلم ان زاكاري اصلح اجهزة التتبع في المراكب منذ مدة ,لكن بالطبع مايك لم يكن يهتم بهكذا امر ..لا تقلق يا صديقي سنقبض عليه,ولن يفلت من العقاب هذه المرة.."قال لويس مارسيل بحزم
بعد او وصلوا للسفينة أُدخلت سيرينا للعيادة لتلقي العلاج , وبعد ان طمأنته فايث على صحتها وبأنها ستكون بخير سارع ليرى صديقه العجوز في الغرفة الاخرى ..
كان بهرام في حالة حرجة فقد عضه القرش في صدرة مما سبب له نزيفاً داخلياً وثقباً في الرئة ..كانوا يعلمون انه لن ينجوا وحتى لو نقله مارسيل بالطائرة للقاعدة ..
وقف ستيف بجوار صديقه العجوز ممسكاً بيده المليئة بالتجاعيد وقال له مواسياً" تشجع ياصديقي ..ستكون ..بخير.."
" انا بخير الان .."نظر بهرام لستيف بحب ابوي وقال براحة "انا تاخرت على اللحاق بزوجتي انجالي ,انها تنتظرني منذ زمن وقد اطلت الغياب عنها ..اريد ان اعود لها " همس العجوز بوهن وبدء يدندن بأغنية الحب الهندية القديمة التي كانت تغنيها زوجته بصوتها الشجي..
" كم انت جميلة يا عزيزتي ً " علق بهرام بسعادة وكأنه يرى وجه زوجته الراحلة امامه, هتف بسعادة" سأتي اليك يا حبيبتي..انتظريني..."ومد يده للأعلى وكأنه يريد ان يمسك يدها فامسكه ستيف وقال "تماسك ايها العجوز..من سيزعجني ان مت الان.." ودمعت عيونه بتأثر...رفع برهام رأسه وهمس.."ستكون بخير يا فتى .. وسترتاح اخيراً من ازعاجي..ومناكفتي لك " وضحك بسخرية ثم شهق الماً
"انا لا اريد ان ارتاح منك...اريد ان تظل معي وتزعجني ..اريدك ان تحمل اطفالي.." قال ستيف بألم وبكى ..
ربت العجوز على كفه وقال "ستكون بخير..اعتني بسيرينا ..وابقى معها ولا تتركها ..لم اندم على شيء في حياتي كندمي على تركي لانجالي..(دمعت عيونه )لقد كانت بحاجة لي ..وانا كنت غائباً عنها لسنين طويلة ..ماتت ولم اكن معها.. "كانت دموع بهرام تنهال على خده بصمت .. ثم نظر لستيف وسأله بأهتمام " هل امسكتم بمايك..؟؟"
"سنفعل نحن متوجهون نحوه الان.."
قال بهرام بوهن "اجل ..هذا جيد ,آن للطاغية ان ينال عقابه..." اغلق عينه وكأنه غط في نومه لكنه كان قد فارق الحياة..
"بهرام...بهرام ..ايها العجوز...استفق..ارجوك...بهرام .." ظل ستيف يهزه لكنه لم يستيقظ...
"ستيف ..بني..لقد انتهى الامر...لقد مات" قال جاك بتأثر مال ستيف نحو العجوز وضمه بقوة وهو يبكي...
********************

"ستكونين بخير يا عزيزتي " قالت فايث برقة وهي تثبت الضماد على كتف سيرينا بعد ان انهت تقطيب جرحها...
"من مع بهرام؟؟" سألت سيرينا باهتمام فهي تعلم ان فايث الطبيبة الوحدة فوق السفينة كاسيديا ولن تستطيع الممرضة بيلا من العناية ببهرام وحدها ان كانت اصابته بليغة ...وحين ظلت فايث صامتة سألتها بقلق "هل سيكون بهرام بخير؟؟"
هزت فايث رأسها بأسف فأدركت سيرينا انه بحالة حرجة ..وما هي الا لحظات حتى رأت ستيف يدخل مطأطأ الرأس وقد خطت الدموع على خدوده اثاراً ,وبدت الكآبة مرتسمة على وجهه .. تهالك بقربها ووضع يده على راسها يتحسسه برقة فسالته بوهن " كيف حال بهرام..؟؟" هز رأسه بصمت ... والدموع محبوسة في عينيه .فادركت ما حصل..
"انا اسفة.." امسكته من ذراعة لكنه انهار اخيراً وراح يبكي فوق صدرها بحرقة..

*****************************
"سيدي ارجوك ..اكاد اختنق "هتف كال بخوف وهو يتنفس بصعوبة في داخل الكابسولة الزجاجية التي صارت سجنه المريع ,فقد ابحر مايك بجنون مبتعداً قدر ما يستطيع عن السفينه كاسيديا, وكان ينتظر احداً يأتي بطائرةٍ ليقله ..ظل مايك يحمل جهاز الاشارة الذي معه ليرشد الطائرة على مكانه لكن لم ياتي احد بعد ,و بدأ الهواء ينفذ من الكبسولة المغلقة ..وكال محتجزٌ بداخلها...علق مايك بسخط وهو ينظر لجهاز تحديد المكان...
"اللعنة كان يجب ان يكونوا هنا منذ مدة"
"سيدي ارجوك انا اموت" قال كال بخوف
"انتظر قليلاً يا فتى...سيأتون قريباً .."وبسخطٍ عاد مايك يحول كسر الزجاج بضربه بآلة حديدية تستخدم في التصليح .. لكن دون فائدة كان زجاجاً مدعماً قاسياً كالصخر ولم تفد ضربات مايك سوى بخدشه فقط...استدار مايك بعنف ووجل بعد ان سمع صوتاً يقترب منه ,ثم كاد قلبه يتوقف حين رأى السفينة كاسيديا تقترب منه ,شرع يشغل قاربه مرة اخرى وهو يلعن ويشتم ,وقد عجب كيف ادركوه وعلموا بمكانه في هذا البحر الواسع ولكن لن ينتظر ليعرف ,اسرع بتشغيل قاربه مرة اخرى وابدأ يهرب من جديد ..لكنه لم يبتعد كثيراً هذه المرة فقد نفذ منه الوقود ..اقتربت السفينه منه وهو يدرك الخطر الذي سيواجهه وما ان اصبحت السفينه بمحاذاة قاربه ,حتى تملكه الخوف والذعر وهو يرى الوجوه الغاضبة التي تحدق به...لكن شخصيته المراوغة ابت الا ان تحاول الكذب والخداع حتى اخر لحظة ..فبدأ يتكلم موجهاً كلامه للربان الذي كان ينظر اليه بغضب واحتقار..وكان جاك وستيف ومارسيل والكثير من البحاره والملاحين واقفين ينظرون بغضب لهذا المجرم الفار..
قال بكل وقاحة "لقد تلقيت معلومات من القيادة العليا ..ان مارسيل خائن وسوف يحصل على المرصد لاستخدامه في اغراضه الشخصية ,علي حماية المرصد منه..صدقني ايها الربان..انا لم افعل ذلك..الا بأوامر من القيادة العليا...." ظل مايك يتوسل للقبطان ان يصدقه ..ثم حين فشل مسعاه اخذ يهدد وهو يرى عدد من الحراس المدججين بالسلاح ينزلون اليه ليقتادوه بعد ان امرهم القبطان بذلك..اخذ يصيح ويتوعد "انتم لا تعرفون مع من تعبثون..انا اعرف اشخاصاً نافذين وسوف يسوءهم ان يعرفوا ما اتعرض له .. توقفوا,لا تقتربوا اكثر والا.." وبداء يتراجع وهو يرى عدم اكتراث الملاحين به ,ثم قام باخر خطوة يائسة..فقد رفع الالة الحديدية التي في يده واشهرها في وجه احد الحراس وصاح مهدداً
" توقفوا وألا لن اتوانى عن ضربكم ." وقبل ان ينهي عبارته انطلقت رصاصة من مسدس ما واخترقت كتفه فهوى ساقط في الماء ..نظر الجميع مندهشين من اين اتت الرصاصة فاذا برات مساعده وخادمه الوفي هو من فعلها قبل ان يلقي بسلاحه بيأس ..قام احد الحراس بالقبض عليه ولم يبدي رات اي مقاومة كان ينظر بنظرات شاردة حزينة نحو الكبسولة
صاح القبطان به بغضب "لماذا اطلقت النار..؟؟"قبل ان ينتبه لنظرات رات المصوبة بحزن نحو وجه كال المزرق..والذي قضى اختناقاً بسبب جشع سيده...كُبل رات وهو يقول بصوت شارد
"لقد قتل اخي..طمعه قتل اخي..لقد خدمناه بأخلاص وهذا جزاؤنا ..ان يموت كال مختنقاً "...
حاول احد الحراس ان يسحب مايك المصاب من الماء لكنه فوجئ بقرش يسبح بجانبه فعاد مذعوراً للمركب وما ان رأى مايك القرش الذي اجتذبته رائحة الدم حتى ذعر وحاول الهرب فبدأ يتخبط في الماء محاولاً السباحة فهاجمه القرش بشراسة..صرخ مايك متألما فقد امسكه القرش من قدمة وفي حركة واحد قطعها ..قفز ستيف نحو الماء بسرعة حاملاً رمح بهرام فهو وان كره مايك لكنه يعتقد ان اي انسان وان كان حقيراً مثله فلا يستحق ان يمزق القرش جسده ..لكن القرش كان اسرع في الوصول اليه وعاد ليهاجم فريسته ..واطبق على جذع مايك وكاد ان يشطره نصفين لولا ان جاءته ضربة قوية من ستيف فأخترق الرمح بطنه فتخلى عن فريسته وابتعد ..قام بسحب جسد مايك الممزق ..وسبح به نحو القارب وانتشله الرجال لكن مع جراح كالتي اصيب بها كانت نجاته مستحيلة...نظر مايك لستيف وقد جحظت عيناه وحرك شفتيه كأنه يحاول ان يقول له شيئا لكنه لفظ انفاسه الخيرة...


الخاتمة
حياةٍ جديدة


كان ستيف يتحرك ذاهياً واياباً باضطراب شديد امام باب العيادة وعيون جاك وكاس تتحرك معه كحركة بندول الساعة..حتى سأم كاس وقال بتذمر"لم لا تجلس ياشارك ...."
"لا استطيع ..انا .."وسكت حين سمع صراخ سيرينا المتألمة صادراً من العيادة ,فشحب وجهه بشدة وقلق فهو لم يسمعها تصرخ هكذا ابداً ..وسأل برعب "لم تصرخ هكذا؟ ؟؟" نظر لجاك بخوف وسأله بوجل "هل الولادة مؤلمة هكذا.."وعاد يسمع صراخها..." يا الهي ماذا اصابها..انا لم اسمعها تصرخ بحياتي هكذا..انا لم اعد احتمل...لا اريد اولاداً ,..اريدها هي..فقط.."
"اهدأ يا شارك ..كل النسوة يصرخن هكذا حين يلدن..ثم بعد ذلك ..يضحكن كأن لا شيء حصل.." علق كاس بخفة وهو يضحك ,ومن اكثر خبرةً من رجل له خمسة اطفال ..نظر ستيف لصديقيه الجالسين بهدوء وكأن لا شيء يحصل وكاد ان يضربهما على هدوءهما..ثم عاد صراخها يعلوا...فصاح برعب "انا اريد ان اراها.." وهمّ بدخول الغرفة قبل ان يهجم عليه الرجلين ويمنعانه..واخذ يتحرك كالمجنون يحاول التفلت منهما قبل ان يهدء قليلاً حين سمع صوتاً حاداً صغيراً..فسأل بشك "ماهذا..الصوت.؟؟"
"انه صوت بكاء طفلك ايها الاحمق" ضحك جاك وكاس عليه..
"هل هذا يعني انها ولدت..لمَ لم اعد اسمع صوتها..هل جرى لها شيء...؟؟"سأل بخوف
"ستيف ..اصمت..انت تتحدث بحماقة" علق كاس ضاحكاً.. وماهي الا لحظات حتى خرجت فايث من الداخل وعلى وجهها امارات السعادة "تهانينا ..لقد رزقت بصبي.." نظر لها ببلاهة وكأنه لم يستوعب الامر بعد ,التف جاك وكاس حوله وأخذوا يهزونه ويربتوا على اكتافه لتهنأته..لكن تركيزه كان مشتتاً ..
"هل هي بخير..؟؟"سأل بخوف فقد ارعبه صوت صراخها المتألم .
"اجل تعال ادخل يمكنك ان تراها الان.."قالت فايث بسعادة
دخل بوجل فوجدها ممددة على السرير وشعرها مبعثر يغطي الوسادة ووجها شاحب متعرق , اقترب بهدوء منها وما ان رأته حتى ابتسمت له ..امسك يدها وقبلها بعمق ثم جلس بقربها ..وسألها بخوف" هل انت بخير ..؟؟"
"نعم ."همست بوهن ...كان يصعب عليه التصديق..بعد كل هذا الصراخ كيف تكون بخير .. ثم ما هي الا لحظات حتى جاءته فايث بطفله الصغير ملفوفا بملائة بيضاء ابتسمت لهما وقالت بغبطة .."انه فتى رائع وسليم.." .
اعطته لوالدته التي حملته بحب وضمته لصدرها كان فتى صغير جميل.."انه يشبهك يا ستيف.."قالت بسرور وهي تداعب وجهه الصغير بأصابعها
اقترب ستيف من الصعير واخذ ينظر له بحذر واستغراب ,فكيف لمخلوق صغير ضعيف ان يسبب كل هذا الألم لها,لم يكن مشهد الاطفال الصغار مألوفا لديه ,وقد اثار منظر طفله الصغير الرقيق بيديه الصغيرتين المتكورتين مشاعر غريبة فيه لم يعهدها من قبل ..
"اتريد ان تحمله ؟؟.." قالت سيرينا تستحثه..حين رأت تردده فمد يده الضخمة بوجل نحو يد طفله الصغيرة وشعر بالذهول ..حين شد الطفل على اصبعه...ضحك بخفة وقال "انه يشدني بقوة.."
"انه فتى قوي.." علقت فايث بسرور ...
قبلته امه بحب وهمست بأعجاب "قوي كوالده.." ونظرت له بحب ثم سألته.."الا تريد حمله..؟؟" ومدت الطفل له..لكنه تردد قليلاً قبل ان يتجرأ على فعل ذلك.."اخشى ان أؤذيه.."صاح بخوف وهو يرى ضائلة الصغير مقارنة بذراعيه القوية ,فهمست بعذوبة لتشجعه "لا تخف ...هيا احمله.."
امسكه بين يديه بحذر .." انه رائع . .ان جسده ناعم وطري..."وقرب رأسه من وجه الطفل الذي اخذ يدير وجهه ويفتح فمه بحركة غريزية ..قبل ستيف خده الندي..قبل ان يضع الطفل فمه على خد ابيه ويبدأ بتحريكه..
"انه يقبلني.." صاح ستيف بحماسة ودهشة
فضحكت فايث من قوله وقالت بخفة .." انه لا يقبلك ..بل يبحث عن ثدي امه.."اخذته فايث منه وقالت آمرةً سيرينا بلطف "ارضعيه "
فأمسكته سيرينا واخذت ترضعه وهي تضحك بسرور
"ماذا ستسميانه ؟ "سألت فايث بفضول ,تبادل ستيف وسيرينا النظرات قبل ان يقول لها بثقة "تياجو...سنسميه تياجو"
هزت سيرينا رأسها بسرور وهي تفكر بأبيها بحب وشوق...فبعد ان مات مايك صودرت كل ممتلكاته وطلب من جاك فرزها وتوثيقها واثناء ذلك عثر خلالها على مستندات تظهر مقدار التلاعب والغش الذي كان يمارسه مايك برفقة شركائه من داخل الدائرة ,وقد عثروا على وثائق تدينهم جميعاً ,فقد كان مايك يحتفظ بكل شيء حتى ان سقط فلا يسقط وحيداً وما يمتلكه من وثائق يدين الكثير من المتنفذين داخل الدائرة الذين كان يخدم اهدافهم الدنيئة ..وكان من بين الاوراق تلك الوثيقة المزورة التي وقعها تياجو والد سيرينا...كما عثروا على اوراق الضرائب المزورة التي استخدمها ليغرق تياجو البا في الدين الوهمي ,وهذا اظهر ان صفقة بين سيرينا كانت ملفقةً من الآساس و زائفة..
اعطى جاك الوثائق لسيرينا لتبرئة ساحة والدها ..بالاضافة الى صورة قديمة وجدها في مقتنيات مايك..كانت صورة لتياجو وهو يحمل سيرينا عندما كانت صغيرة ..
"ربما تركها والدك مع باقي الاشياء التي خلفها وراءه.."علق جاك شارحاً بينما هي تتأمل الصورة التي اعادت لها ذكرى جميلة كانت قد نسيتها ..
قالت بخفة " كنت في الخامسة من عمري حينها ,وكان هناك احتفال اقيم في ريفيجيز وقد اخذني ابي الى هناك لألعب والهو واشترى لي هذه دمية صغيرة ,انها لاتزال معي ..اعني في منزلنا هناك...لقد اعطيتها لكاميرا ابنة اخي كارلوس..."
قبلت صورة ابيها بحب وهمست بتأثر "ما كان يجب ان اشك بحبه لي..كان يجب ان ادرك ان مايك غشني.."قالت بخجل وهي تغالب دموعها وتنظر للصورة التي اظهرت وجه ابيها الضاحك وهو ينظر اليها بمحبة واعجاب ابوي, وتذكرت كم كان سعيداً فيما مضى ,كم اشتاقت له و لابتسامته تلك ,لكنها مصممة على اعادتها لوجهه مرة اخرى..
***********************


كان قارب كبير الصيادين كارلوس ألبا يتهادى على مهل فوق صفحة الماء التي تلونت بلون الغسق الناري الجميل ,نظر كارلوس حوله يتفقد موكب الصيادين العائدين لمنازلهم ظافرين بصيدٍ وفير ,هتف لفتى يافع يعمل معه ان يناوله البوق...ثم اطلق نفير الصيادين وانتظر ليسمع رد الاخرين,وحين وصل سمعه جواب النفير قال لفتاه بأمل .."سيكون الوضع جيداً...سيكون كل شيءٍ بخير فأيامك يا بالو..افضل من ايامنا بكثير..." ونظر للصيد الوفير الذي حصل عليه...
" ان كانت كل الايام كهذا اليوم بالتأكيد سيكون الغد افضل...يا سيدي "قال الفتى ببساطة
فحرك كارلوس شعره بملاطفة ابوية قائلاً "انا واثق من هذا,هيا يا بالو..شد الحبل جيداً ولف الذراع الموجه, فالريح معنا تباركنا...فلنعد لبيوتنا واهلنا.." نفذ بالو ما طلب منه وحرك ذراع الصاري فاتسع الشراع على مداه واحتضن الرياح المقبلة برحابة ...وبدأ القارب ينهب المياه نهباً وكأنه حبيب يسارع لرؤية محبوبته...نظر بالو لمعلمه بأجلالٍ وتقدير ,فهو مثله الأعلى بالشجاعة والقوة والوفاء والطيبة لقد قاد ثورة الصيادين في قرية الصفيح وتصدى للجنود ومنعهم من تدمير القرية ...
"احب ان اصير مثلك يا معلمي حين اكبر.." قال بشكل حالم فضحك كارلوس بسعادة حتى بانت نواجده واقر بلطف "بل ستكون افضل مني..يا فتى ..ان ابقيت هذا نقياً..".واشار لقلبه .
"هل ستبقى هنا يا سيدي ام سترحل مع الجموع المغادرة للأرض الجديدة.."
ضاقت عيون كارلوس بعد ان أثار سؤال الفتى العفوي في وجده مشاعر متضاربة...فمن جهة يرغب باكتشاف العالم الجديد ليمنح اطفاله حياة افضل..ومن جهة اخرى لن يستطيع ترك والديه...فأبوه يرفض الرحيل..ما لم تعد سيرينا..
"سيرينا.." همس كارلوس بأسى ..
"ستعود يا سيدي..." قال بالو برقة وهو يرى تكدر معلمه..."لقد عاد كثيرون..وهي بالتأكيد ستعود..."
"ارجو هذا" لكن الشك يعتمل في صدره.فمنذ ان جاءت الاخبار عن اكتشاف الارض الجديدة وكل شيء في تغير للأفضل..فالثورة التي قام بها عمال المصانع مع الصيادين والمهمشين...اتت اكلها اخيراً..واجبرت الحكومة للأنصياع لمطالبهم العادلة..وقد استرضتهم الحكومة بعد ان وعدتهم برفع الضرائب عنهم..والسماح لمن يرغب بالهجرة بان يهاجر سجل كارلوس اسمه واسم افراد عائلته على امل ان يحصلوا على مكان جيد في العالم الجديد...انتظروا عودة سيرينا لكنها لم تعد مع من عادوا من رحلة البحث الاخيرة..ومنذ ذلك الوقت وكارلوس يتوجه لمكتب الاستعلام ليسأل عن عودتها او عن اي اخبار عنها دون جدوى..كان الشك والخوف على مصيرها ينغص عليهم حياتهم وينقص من فرحتهم بالتحسن الحاصل..لكنهم لم يفقدوا الامل بعد بعودتها...
"انا فعلاً ارجو ذلك بالو..."هتف كارلوس برجاء
"بل انا واثق سيدي " قال الفتى باصرار وحين رأى الشك يرتسم في عيني معلمه تابع مؤكداً " لقد عاد زوج اختي..وهو باحث عتيد يدعى روبيرتو كاسيليو....لقد عاد بالامس..بعد ان كادت اختي ان تفقد الامل بعودته..لذا اقول لك..لا تيأس انا وثق من عودتها.".
"لمَ تأخر في العودة عن باقين؟؟" سأل كارلوس بلهفة بأن يكون الامل مازال موجوداً
"قال بأن فرقته هي من اكتشفت المرصد...وقد طُلب منها ان تكون اول مجموعة تتوجه للعالم الجديد..لذا تم تشكيل رحلة استكشافية وهو كان من ضمنها ..ربما شقيقتك تكون معهم..
"هذه اخبار رائعة بالفعل يا فتى ..اسمع بالو انا اريد ان ارى زوج شقيقتك هذا..ما اسمه؟؟"
"روبيرتو كاسيليو ونحن ندعوه بـ كاس...سيدي وبالتأكيد سأخذك لتراه..متى تحب"
"عند التاسعة..بعد ان اتعشى مع اسرتي ..هل يناسبك هذا يافتى ؟"
"اي شيئ تريده يا معلم ...سأكون عندك في تمام التاسعة" علق بالو بثقة
"اشكرك يا فتى ..لقد بعث كلامك الامل في نفسي" قال كارلوس وقد اشرقت اساريره
بعد ان انزلوا الاسماك في المرفأ وقاموا بإيداعها عند(بينجي ) سار كارلوس في قاربه عائداً لمنزله...ارسى قاربه عند المرسى القريب منه..وما كاد كارلوس ان يحط بقدمه على الرصيف حتى انقض عليه ابنه الصغير تيتو وتبعه اخوته...فضحك كارلوس بفرح واخذ يقبل صغاره بنهم وحب...وحمل ثلاثتهم دفعة واحدة بين ذراعيه القويين..وصعد الدرجات الصدئة ,رفع رأسه ليجد زوجته كورا تنتظره عند الشرفة وقد رسمت على وجهها الصبوح اروع ابتسامة ابعدت عنه تعب النهار كاملاً..قبلته برقة وقالت للصغار بعتب خفيف" انزلوا يا صغاري ..ابوكم يريد ان يرتاح"
"لا نريد.." صاحوا احتجاجاً
"انا لست متعباً يا كورا..بل راحتي بوجودهم."وحملهم بسعادة وخطى للداخل ..لكن السرور انسحب منه حين رأى نظرة الاسى المرتسمة على وجه امه وهي تحمل بين بيدها صحن طعامٍ لم يمس...بينما تجلس قبالة زوجها المستلقى بتعب فوق سريره..لقد تراجعت صحة ابيه كثيراً خاصة بعد ان عاد البحارة والباحثين دون سيرينا...كان الخوف والندم يتآكله لما أعتبره تفريطاً بأبنته ..انزل كارلوس صغاره رغم احتجاجهم ..وسار بخطى حثيثة نحو ابيه بينما انسحبت كورا بعد ان اخذت الصغار"هيا يا ابنائي..عليكم ان تساعدوني في اعداد الطعام...حتى يسعد بكم بابا..ويصطحبكم لريفيجيز في نهاية الاسبوع "علا التهليلهم وسرورهم لما اعتبروه افضل هدية يحصلون عليها
"ابي.." هتف كارلوس برقة لكن تياجو لم يجبه ولم يلتفت اليه حتى.. بل ظل واجماً يرقب البحر دون ان يحرك عينيه
"انه يرفض الطعام يا بني..سيموت ان ظل هكذا" همست امه بأسى وبكت بحرقة
"لا تقولي هذا يا امي...(هتف كارولس بضيق وعاد يلتفت لأ بيه ويقول بأمل ) ابي ..هناك عائدون جدد.." استدارت عينا تياجو نصف درجة دون ان يرمش او يقول شيء...فقط نظر لوجه كارلوس الذي يشع بالامل
"اخبرني بالو الصبي الذي يعمل معي ..بأن زوج اخته كان باحثاً وقد عاد بالامس فقط.."سكت كارلوس ليرى اثر الاخبار التي جاء بها على ابيه..فلمح اختلاجاً خفيفاً تحت عينه اليسرى ورعشة بالكاد ترى لفمه ,فتشجع وتابع بحماسة
"الليلة سأذهب لرؤيته في ريفيجيز..وسأسله عن من كان معه في الرحلة...ابي..لقد تأخرت هذه الحملة لأنهم كانوا في العالم الجديد..هم من اكتشفوه..."تابع بحماسة "اظن ان سيرينا كانت معهم "
شهقت الام وهتفت"حقاً يا كارلوس..اتقول الحق؟؟"
"امي ..انا اشعر بهذا..سيرينا قوية وانا اشعر بأن تأخرها كان لهذا السبب..."واعاد ينظر لأبيه ويبعث في قلبه الامل" انا وثق يا ابي.." رفع تياجو يده المضطربة فأسرع كارلوس يتلقفها...وشد على يد ابيه ..ودعى الله ان لا يكون بعث املاً خائباً في نفس ابيه...وفكر ان هذا المدعو كاس..ان لم يكن يعلم عن سيرينا شيئاً فعندها قد تكون النهاية...ربما ما كان يجب على كارلوس ان يبعث املاً واهياً في نفس ابيه...لكن لم يستطع ان يراه هكذا...
"هيا ابي..تناول طعامك..انت لا تريد ان تراك سيرينا ضعيفاً هكذا حين تعود..." هز تياجو رأسه بوهن وارتسمت امارات الامتنان على وجه امه الشاحب التي ادركت ان كارلوس ما فعل هذا الا ليبعث الامل في نفس زوجها ..اما هي فالشكوك تعتمل في صدرها المكلوم على غياب وحيدتها..والتي قد تكون ميتة الآن..بصمتٍ غرفت ملعقة من الطعام واطعمتها زوجها الذي بالكاد فتح فمه ليتلقى تلك اللقمة ...
"ابي..لماذا هذا القارب سريعٌ بهذا الشكل " هتف (تيتو) بتساؤل
بالكاد ادار كارلوس رأسه ليرى عن ماذا يسأل ابنه فلمح قارب سريعاً يسير بالطاقة المتجددة فأجاب ابنه
"انه قارب يعمل بالطاقة المتجددة "
"ماذا تقصد..؟؟" سأل الولد بفضول
"اي انه يستمد طاقته من الشمس وليس من الرياح كما في قواربنا.."
"لمَ لا تشتري واحداً مثله عندها ستعود بسرعة .."
ضحك كارلوس بخفة من صغيره وقال .." لا احد يستطيع شراءه ..انه لأهل الدائرة ربما لأحد افراد الحكومة ... لكن في المستقبل قد يصير لديك قارب مثله.."
"وماذا تريد الحكومة منا.؟؟"سأل الصغير
"ولمَ تقول هذا ؟؟" سأل كارلوس باستغراب
"لانه متجه نحونا.." علق الفتى ببساطة
"نظر كارلوس مرة اخرى للزورق " لا يا طفلي انه ليس قادماً نحونا ..قد يكون متجهاً للميناء.." ووقف كارلوس وسار للداخل ليغتسل ويغير ثيابه...بينما ظل الصغير ينظر بفضول لهذا الجسم اللامع المثير الذي يسير بسرعة نوحه...
لم يتمكن تياجو من اكل اكثر من لقمتين..فوقفت ماريا زوجته..وسارت بخيبة نحو المطبخ لتبدأ بأعداد العشاء لأبنها فأستوقفها حفيدها (تيتو) سائلاً اياها..
"جدتي ..أخبريني ..هل عمتي سيرينا..لديها طفل"
"ماذا ؟؟"قالت بوهن وتساؤل دون ان تفهم لمَ يسأل (تيتو) ذلك.."لا يا صغيري..سيرينا ليس لديها طفل.."وسرحت ماري تتذكر سعادة ابنتها يوم حفلة ريفيجيز منذ اكثر من عامين..حين ارتدت ذلك الثوب..همست برقة وتأثر "ربما لو بقيت هنا لصار لديها طفل.." وعادت بأسى تتوجه للمطبخ لكن (تيتو) عاد يقول "لكنها تحمل طفلاً.." واشار بيده للمركب اللامع الذي اقترب من رصيفهم البالي..
اسقطتت ماري الصحن من يدها وعقد لسانها " انها..انها...سس....س.".ثم فجأت صاحت بعد ان حلت عقدة لسانها "تياجو انها.. هي ..لقد عادت..صغيرتي عادت...سيرينا "جثت بقرب زوجها وهزته بقوة والدموع تنساب من مقلتيها
"سيرينا .. انها سيرينا ..لقد عادت صغيرتي..كارلوس(نادت ابنها )..عادت سيرينا.."
اسقط كارلوس اناء الماء الذي كان يحمله بيده فهو بالكاد بدأ يستحم حين سمع امه تناديه ..هب واقفاً وخطى نحو الخارج قبل ان تصيح زوجته بارتباك
"كارلوس انت عاري.."نظر لنفسه وبسرعة حمل بنطاله المتسخ وارتداه بسرعة وخطى نحو الخارج حيث رأى امه ..تقف عند المدخل وهي تمسك بين كفيها بوجه رقيق جميل اشتاق لرؤيته
نظرت امها لها من بين الدموع التي ملات مقلتيها ..احتضنت وجهها بكفيها وهمست بحب وانفعال "لقد عادت.. صغيرتي الحلوة عادت"
"امي ..اشتقت اليك كثيراً" ضمتها بقوة وحب..واخذتا تبكيان بحرارة وشوق ..بقيت ماريا تحتضن ابنتها وتبكي حتى لمحت خلف ابنتها رجلاً قوياً يحاكي كارلوس في قوته ووسامته و يحمل بين يديه طفلاً رائعاً بعيون ملونة وشعر داكن.. ونظرت بتسائل لابنتها..التي ضحكت بزهو "امي هذا زوجي ستيف وهذا طفلي "
"اه..ماذا..زوجك..؟؟"كان ماريا تقول الكلمات وقد اختلطت بالفرحة والضحك ,فهذا كان املها ..ان تراها متزوجة سعيدة...تركت ماريا ابنتها وجرت تعانق صهرها بحب وقبلته بحرارة ,شعر ستيف بسعادة غامرة وهو بين ذراعي حماته التي ذكرته بوالدته الراحلة ,فشعر بأنه عاد طفلاً صغيراً بين ذراعي امه...
"اه ما اجملك يا صغيري.." هتفت ماريا بسعادة وهو تحمل حفيدها الصغير بين يديها واخذت تقبله وتعانقه بحب وشوق
استدارت سيرينا بعد ان تركت امها ورأت كارلوس واقفاً كالتمثال بصدره العاري وشعره المببل بالماء وآثار الصابون العالقة ببعض خصلاته..ابتسمت لأخيها وهمست
"كيف انت يا اخي..؟؟"عندها ادرك كارلوس انه لا يحلم وجرى يحتضن شقيقته الصغيرة ويبكي فرحاً ..
"انت هنا ..حقاً..لم يكذب بالو..لم يكذب" وضحك بسرور ,طبعاً لم تعرف سيرينا من هو بالو هذا ..لكن هذا لا يهم طالما هي هنا, ثم انتبهت لأبيها يتوكأ على عصاه بتثاقل و يقف عند باب الشرفة وينظر لها بوجه كبر عشر سنين عن اخر مرة رأته فيها, وقد هزل جسده ونحل ...هرولت نحوه تتلقفه قبل ان يفقد توازنه ويسقط ,لحقها كارلوس ..امسكا به واجلساه بهدوء وهي تبتسم له "كيف انت يا ابي .؟؟؟."كان ينظر اليها غير مصدق...حرك يده المنهكة على وجهها واخذ يتلمس ملامحها وكأنه يتأكد بأنها حقيقة ماثلة امامه وليس وهماً من صنع خياله...
"انت حقاً هنا...انت هنا.." همس بوهن وسالت دموعه بينما يتلفت حوله قائلاً" ابنتي عادت..كارلوس..كورا..ابنتي عادت "ارتمت سيرينا بحضن ابيها واخذت تبكي بحرقة
"سامحيني ياصغيرتي ..ارجوك سامحيني.."هتف تياجو باكياً
رفعت رأسها وقالت وقد اختلطت دموعها بضكاتها "ليس هناك ما يستوجب المسامحة ...."بكت وهي تحتضنه
"لقد ارسلتك بعيداً ..لأماكن خطرة..ما كان علي ان افعل هذا.."قال بأسف وحسرة
فردت عليه بخفة "لو لم تفعل يا ابي ..لما التقيت بزوجي وحبيبي.." رفع تياجو رأسه ونظر حيث تنظر سرينا فشاهد رجلاً قوياً صلباً يقف بجانب زوجته ماريا ...
دنى ستيف بثبات وهدوء نحوه وجثى على ركبته وقال بوقار واحترام"سيدي انا ادعى ستيفن مارتن ولي الشرف بأن اكون زوج ابنتك.." مد يده فتلقاها تياجو بلهفة وهتف بحماسة وفخر
"بل الشرف لي يا بني.. "وشد مصافحاً على يد ستيف ..من نظرة واحدة استطاع تياجو ان يدرك معدن ستيف الاصيل وقوة شخصيته التي تحاكي شخصية ابنه البكر..ولن يجد خيراً منه ليكون زوجاً لأبنته الغالية ...
التف ابناء كارلوس الصغار حول عمتهم لينالوا نصيبهم من قبلاتها واحضانها ..
"امي أين خورخي..؟؟" استدركت سيرينا وهي تفتقد وجه اخيها الشاحب بين هذه الوجوه الفرحة
"انا هنا.." هتف خورخي بسعادة.وهو يقف عند باب المنزل ...دهشت سيرينا حين رأته واقفاً على قدميه بوجه منير مشرق وبجسده الذي نمى وقوي اكثر..جرت نحوه تحتضنه
"اخي.. كم اشتقت لك..(ضمته سيرنا بحب..وهي ترى تحسن صحته الملحوظ) انت ..بخير؟؟!!!"
"لقد تحسنت صحته كثيراً بعد ان عاينه احد الاطباء الماهرين من سكان الدائرة ..ووصف لنا علاجاً ناجعاً" علق كارلوس بسرور
نظرت سيرينا بفرح لأسرتها ,ثم لزوجها الذي كان متأثراً بهذا اللقاء العائلي الحميم الذي طالما تاق اليه ..
بعد ان هدأت موجة العاطفة لهذا القاء الحميم قص عليهم ستيف كل ما حصل معهم...كيف التقى بسيرينا ..وما لقياه في رحلتهم تلك..كان الجميع ينصت لهما باهتمام شديد ,حاول ستيف ان يتجنب ذكر العذاب الذي عانت منه سيرينا على يدي مايك حتى لا ينزع الفرحة والبسمة عن وجه ابيها الذي يبدو انه عانى كثيراً في بعدها عنه..وختم قصته بهديته لهم
"بعد ان عثرنا على المرصد احضره مارسيل الى الجزيرة فاستطاعوا الاتصال بالقمر الصناعي والذي قام بعمل مسحٍ سريعٍ خلال بضع ساعاتٍ فقط وتبين ان هناك مساحات واسعة من الارض طفت على السطح ...ولن تتصوروا كم كانت قريبة من مكان بعثتنا ...لذا نظمت رحلة استكشافية وقد كنا احد افاردها ,(ضم زوجته بحبٍ واعجاب وقد ارتسمت على محياها ابتسامة رائعة ولمعت عيونها بجذوة الحب والفخر,فتابع بسعادة ) توجهنا نحوها وكنا اول الواصلين للعالم الجديد.."نظر للسعادة المرتسمة في وجوهم وتابع..."انه مكان رائع ..مليء بالاشجار والأنهار العذبة لن تصدقوا حتى تروا باعينكم."
نظروا له بدهشة ...وسألت الام بارتباك"هل سنذهب هناك؟؟"
"اجل يا امي ,لقد حصلنا انا وستيف على ارضٍ خاصة بنا ,ارض كبيرة جداً..تم منحنا اياها على جهودنا في العثور على المرصد..وسنذهب هناك..وسنقيم عليها منزلنا ..(نظرت لزوجها بحب وامسكت بيده وقالت بفخر)هي ارض اختارها ستيف بعناية قريبة من البحر الذي لن نستغني عنه ومع ذلك فهي محاطة بالاشجار والمناظر الجميلة ..وسنغادر في اقرب وقت.."
"تياجوا عزيزي هل سمعت هذا..لقد تحقق حلمك ..سنغادر قرية الصفيح أخيراً وسيكون لنا منزلٌ خاص بنا.."
شعر تياجو بسعادة لم يشعر بمثلها..نظر لزوجته وقال "اخيراً يا زوجتي الحبيبة ستنالين ما تستحقين وسيكون لك كل ما تشتهين.." ..ضمها اليه بحب ونظر بامتنان لابنته وزوجها ..
****************************
"اسكبي لي المزيد يا ماريا" هتف تياجو بلهفة وهو يمد صحنه لزوجته التي قالت بمرح
"عزيزي تياجو لاتكثر من الطعام فقد يضرك"قالت مؤنبة له بلطف
"كنت تلحين علي لأسابيع ان اكل الطعام والان تطلبين مني ان اتوقف ..؟؟سأل بتعجب
"يا عزيزي لا اريدك ان تأكل ما امتنعت عنه طوال ايام..دفعة واحدة ..ستتعب.."قالت ضاحكة وشاركها الجميع الضحك
"هراء..انا جائع ..ولدي رغبة بأكل كل ما هو امامي.." ضحك تياجو بسرور
نظر كارلوس بسرور وغبطة لوالده الذي اعادته سيرينا للحياة من جديد..لقد رأى ضحكة ابيه وامه التي حرم منها سينين طويلة..
تأمل في الوجوه السعيدة من حوله ..بينما امه تطعم ابيه بيديها ,و اخوه الصغير يتحدث بحماسة عن رحلة الصيد المرتقبة على متن القارب ,وتأمل بحبٍ اخته الجالسة بقرب زوجها ويتحدثان بسعادة وقد استقر طفلهما الصغير في احضانهما..نظر كارلوس لزوجته الجميلة كورا وضمها له بحب بينما احتضن اطفاله الثالثة وهمس بسعادة
"
الآن اكتملت عائلتي....واكتملت سعادتي"
النهاية


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-01-18, 07:24 PM   #88

deloo

نجم روايتي ومشرفة سابقة ومترجمةومصممه وكاتبة

 
الصورة الرمزية deloo

? العضوٌ??? » 20521
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » deloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond reputedeloo has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
?? ??? ~
الامل... صديق رائع.. ربما يغيب لكنه لا يخون ابدا..
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الففففففففففففففففففففففف ففففففففففففففففففففففففف ف مبرووووووووووووووك التميز
وعقبال روايات مميزة أكثر وأكثر ان شاء الله
نورتِ القصر بوجودكِ




deloo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 01:07 AM   #89

eithar
 
الصورة الرمزية eithar

? العضوٌ??? » 262664
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 442
?  نُقآطِيْ » eithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond reputeeithar has a reputation beyond repute
افتراضي

ما شاء الله أحب روايات الفانتازيا جدا و مع معاناة الطبقات المهمشة في المستقبل يا ترى كيف ح تكون يعني ظلم الإنسان لاخيه الأقل منه ح يستمر مهما بلغ له من حياة رغدة موفقة رييبانزل

eithar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 09:32 PM   #90

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eithar مشاهدة المشاركة
ما شاء الله أحب روايات الفانتازيا جدا و مع معاناة الطبقات المهمشة في المستقبل يا ترى كيف ح تكون يعني ظلم الإنسان لاخيه الأقل منه ح يستمر مهما بلغ له من حياة رغدة موفقة رييبانزل

اهلاً بك صديقتي وان شاء الله الرواية تعجبك وتكون عند حسن ظنك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.