اقرأ.. القراءة حياة
 

#مقال
{{اقرأ.. القراءة حياة}}

في قول العقاد -رحمه الله-: "القراءة ليست من الكماليات أو شيء للرفاهية، بل هي فريضة إسلامية.. ألم تسمع قوله تعالى (إقرأ) هذا أمر!".. حقيقة تستحق التأمل.. فأمة اقرأ لا تقرأ.. أو لا تقرأ بالشكل المطلوب، ولا المرغوب فيه.

وبيننا وبين دول العالم الغربي مساحات فارغة من عدم القراءة فنجد الإحصاءات مؤسفة فعلًا.. فلا يتعدى متوسط معدل القراءة في العالم العربي ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، مقارنة ب11 كتاب سنويا للفرد في أمريكا و7 في أوروبا.
ووفقا لليونسكو فإن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز 30 كتابًا، مقابل 854 كتابًا لكل مليون أوروبي.

رغم أن هذه الإحصائية ظالمة، فهناك من يقرأ عشرات الكتب في الشهر الواحد وهناك من لا يكمل كتاب في العام .. إلا أن السيئة تعم كما يقولون.

وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي من وجهة نظري، ربما أهمها ارتفاع مستوى الأمية، أو الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت للقراءة، أو ونقص انتشار الكتب والمكتبات الصغيرة في المدن الصغيرة والقرى، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة- وهذه أهمها من وجهة نظري. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية تستهلك وقت الفرد.

ورغم أن الوصول للكتب الآن أصبح سهل وفي متناول الجميع بسبب انتشارها على الانترنت ومنها ماهو مجاني أو يمكن شراءه، إلا ان الاقبال على القراءة قليل..

(((القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب.))) *العقاد*

القراءة حياة.. عندما كنت أصغر سنًا وأقل مسؤوليةً كنت ألتهم الكتاب تلو الآخر، ثم ازدحمت الحياة بالأولاد والمسؤوليات فأهملت الكتاب والقراءة، وذلك ليس بعذر مقبول أبدًا. فإن بدأنا بالتعلل بهذا وذاك لتوقف الجميع عن القراءة، ولهُجرت الكتب.

مشكلتي كانت في العزم، من يشدك لتعود للقراءة مرة أخرى. فإن كانت مشكلتك مثلي أو ربما أنت قارئ لأول مرة أو لا تقرأ بالكم الذي ترغب...
فبإمكانك مثلا إنشاء صفحة خاصة تجتمع فيها مع أصدقاء يحبون القراءة تقترحون كتابًا ثم تناقشوه بعد الانتهاء منه.. وتلك كانت تجربة ممتعة حقًا.

ويمكنك أيضًا استخدام موقع (goodreads)، سيساعدك لاختيار الكتب ويمكنك متابعة آراء الآخرين عنها كما يمكنك كتابة رأيك واضافة الكتب لمكتبتك فيه.. وكم ستحفزك تلك المكتبة الافتراضية عندما تجدها تزداد بالكتب المختلفة يومًا بعد يوم.. فكل كلمة تقرؤها تزيد من قوة عقلك وتضيف إليك.

أنا وجدت أصبوحة 180 على فيسبوك، مشروع صناعة القراء.. ومعنى الاسم: أصبوحة من الصباح والإشراق فكما يأتي الصباح ليبدأ يومًا بعد طول ظلام، و180 لأنها تغير حياتك 180 درجة للأفضل.. شعارها (القراءة ضرورة وليست هواية) والقراءة كذلك بالفعل.
((أصبوحة هي مشروع عربي شبابي أدرك أهمية القراءة في صناعة الأمة، هدفه أن يبلغ عن رسول الله آية فاختار أول آية "اقرأ باسم ربك الذي خلق" وجعلها منهجًا علميًا. هو فريق تطوعي يؤمن بأن التعاضد في المشاريع البسيطة يعطي نتائج كبيرة.. ))
وهو برنامج قرائي سهل يدفعك للقراءة اليومية والتركيز فيما تقرؤه، وحثك على الاستفادة مما تقرأ، اقتطع من وقتك خمس عشرة دقيقة يوميًا لتقرأ ستة صفحات في اليوم لا غير وتكتب أطروحتك.. فما هي الأطروحة؟ هي ما يميز المشروع حقًا.. اقرأ ثم اكتب أي جملة جذبت انتباهك.. تعليق.. نقد.. أو اقتباس ما.. بذلك تقرأ، وتركز، وتكتب، فتستفيد أكثر. و شارك غيرك ما تقرأ فقد ثبت أن ما تشاركه يترسخ أكثر في عقلك.

المهم في كل هذا أن تدفع نفسك للقراءة، أتذكر كلمة "لأحمد الشقيري" عندما سئل عن القراءة قال إنه لا يحب القراءة ولكنه يقرأ لأنه يجب عليه ذلك ويخصص وقت يوميًا ويلتزم به قدر الإمكان..

لذلك تذكروا أن القراءة ضرورة وليست هواية، فبالمعرفة يزول الجهل والتعصب، وتبنى العقول والحضارات،و كل ما تحتاجونه هو أن تبدءوا الآن..

دمتم قارئين💖

#رانيا_سليمان_عمر